تابع/ 2 -2
***
الرئيس الأسد : كل مواطن سوري دافع عن بلده يستحق الشكر والدفاع عن الوطن واجب
وردا على سؤال.. هل يستطيع الأكراد بقتالهم “داعش” أن يعولوا على شكل من هذا العرفان لتحقيق مطالب لهم قال الرئيس الأسد:
عندما ندافع عن بلدنا فنحن لسنا بحاجة لشكر.. هذا الواجب الطبيعي.. أن نقوم بالدفاع عن بلدنا.. فإذا كانوا يستحقون الشكر فكل مواطن سوري دافع عن بلده يستحق الشكر ولكن أنا أعتقد بأن الدفاع عن الوطن هو واجب وعندما تقوم بواجبك لست بحاجة للشكر.. ولكن ما تطرحه في البداية هو مرتبط بالدستور السوري اليوم لو أردت أن تغير شكل البنية الموجودة لديك في بلدك في روسيا.. إعادة تقسيم الجمهوريات على سبيل المثال أو إعطاء صلاحيات لجمهورية تختلف عن صلاحيات في جمهورية أخرى هذا الموضوع لا يرتبط بالرئيس ولا يرتبط بالحكومة هذا الموضوع يرتبط بالدستور.. الرئيس لا يمتلك الدستور.. والحكومة لا تمتلك الدستور.. من يمتلك الدستور هو الشعب.. وبالتالي أي تبديل بالدستور بحاجة لحوار وطني.. بالنسبة لنا لا توجد لدينا مشكلة في أي طلب كما قلت.. نحن كدولة لا يوجد لدينا أي اعتراض في هذه المواضيع طالما أنها لا تمس وحدة سورية وحرية المواطنين والتنوع.. ولكن إذا كانت هناك جهات في سورية أو مجموعات أو شرائح لديها مطالب فلا بد أن تكون في الإطار الوطني.. في حوار مع القوى السورية عندما يكون الشعب السوري متفقاً على القيام بخطوات من هذا النوع لها علاقة بفيدرالية أو حكم ذاتي أو لامركزية أو تبديل كل النظام السياسي.. فهذا بحاجة لموافقة الشعب السوري.. وبالتالي تعديل الدستور والعودة لاستفتاء.. لذلك هذه المجموعات يجب أن تقنع الشعب السوري بطروحاتها.. فطروحاتها ليست حواراً مع الدولة وإنما مع الشعب.. أما نحن فعندما يقرر الشعب السوري أن يسير باتجاه معين أو يوافق على خطوة معينة، فمن الطبيعي أن نوافق عليها.
وردا على سؤال حول وجود تنسيق مباشر أو غير مباشر بين سورية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” قال الرئيس الأسد:

ستفاجئين إذا قلت لا.. أعلم أن جوابي لن يبدو واقعياً عندما أقول الآن وبينما نحارب نفس العدو إذا جاز التعبير، ونهاجم نفس الأهداف وفي نفس المنطقة دون تنسيق، وفي نفس الوقت لا يحدث أي صدام.. رغم أن هذا يبدو غريباً لكنه الواقع.. ليس هناك أي تنسيق أو تواصل بين الحكومتين السورية والأميركية أو بين الجيش السوري والجيش الأميركي.. إنهم لا يستطيعون الاعتراف ولا يستطيعون قبول حقيقة أننا القوة الوحيدة التي تحارب “داعش” على الأرض.. بالنسبة لهم ربما إذا تعاملوا أو تعاونوا مع الجيش السوري فإن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بفعاليتنا في محاربة “داعش”.. هذا للأسف جزء من العمى والعناد الذي تظهره الإدارة الأميركية.
وتابع الرئيس الأسد ردا على سؤال.. هل هناك طرف ثالث ينسق بين سورية والتحالف:
ليس هناك أي طرف ثالث بما في ذلك العراقيون.. في الماضي أبلغونا قبل بداية الهجمات من خلال العراقيين.. منذ ذلك الحين لم نتبادل معهم أي رسالة أو اتصال من خلال أي طرف آخر.
الرئيس الأسد : المهمة الرئيسية لأي سياسي أو أي حكومة أو رئيس هي العمل لمصلحة شعبه وبلده
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال.. كيف تشعرون إذا قدر لكم العمل مع القادة الغربيين وإمكانية الثقة بهم:
أولاً هذه العلاقات ليست شخصية.. إنها علاقات بين الدول.. وعندما نتحدث عن العلاقات بين الدول.. فإننا لا نتحدث عن الثقة بل نتحدث عن الآليات.. إذاً الثقة أمر شخصي لا يستطيع المرء الاعتماد عليه في العلاقات السياسية بين الناس.. أعني أني هنا مسؤول عن 23 مليون نسمة في سورية.. ولنقل إن شخصاً آخر مسؤول عن عشرات الملايين في بلد آخر.. لا يمكن وضع مصير عشرات ملايين الأشخاص أو ربما مئات الملايين رهناً لثقة شخص واحد أو شخصين في بلدين.. إذاً، ينبغي أن تكون هناك آلية.. عندما تكون هناك آلية يمكن التحدث عن الثقة بطريقة أخرى وليس بطريقة شخصية هذا أولاً.. ثانياً المهمة الرئيسية لأي سياسي، أو أي حكومة أو رئيس، أو رئيس وزراء، هي العمل لمصلحة شعبه وبلده.. إذا كان الاجتماع مع أي شخص أو مصافحة أي شخص في العالم سيحقق المنفعة للشعب السوري، فعلي أن أقوم بذلك.. أحببت ذلك أم لم أحب.. إذاً المسألة لا تتعلق بي.. بما إذا كنت أقبل أو أرغب أو ما إلى ذلك.. المسألة تتعلق بالقيمة المضافة التي ستحدثها الخطوة التي سأتخذها.. إذاً.. نعم نحن مستعدون لفعل أي شيء لمصلحة الشعب السوري مهما كان ذلك الشيء.
وردا على سؤال حول الدعوة الروسية لإقامة تحالف إقليمي لمحاربة الإرهاب يضم الأردن وتركيا والسعودية واستعداد سورية للتنسيق مع هذه الدول قال الرئيس الأسد:
بالنسبة لمكافحة الإرهاب.. هو موضوع شامل وكبير.. فيه جوانب ثقافية واقتصادية وفيه جوانب أمنية وفيه الجانب العسكري.. طبعاً، في الوقاية كل الجوانب الأخرى أهم من الجانب الأمني والعسكري.. ولكن اليوم بالواقع الذي نعيشه في مكافحة الإرهاب وخاصة أنك تواجه ليس مجموعات إرهابية وإنما جيوش إرهابية لديها سلاح خفيف ومتوسط وثقيل.. لديها مليارات من الدولارات لتجند متطوعين.. لا بد من أن تكون الأولوية للجانب العسكري والأمني في هذه المرحلة.. فإذاً بهذا الشكل نرى أن على التحالف أن يقوم بعمل في مجالات مختلفة ولكن أن يقوم بمحاربتهم على الأرض أولاً.. هذا التحالف من الطبيعي أن يكون مكوناً من دول تؤمن بمكافحة الإرهاب، وتؤمن بأن موقعها الطبيعي أن تكون ضد الإرهاب.. لا يمكن في الوضع الحالي أن يكون نفس الشخص الذي يدعم الإرهاب هو نفس الشخص الذي يقاتل الإرهاب.. هذا ما تفعله هذه الدول الآن.. السعودية وتركيا والأردن التي تتظاهر بأنها جزء من تحالف ضد الإرهاب في شمال سورية ولكنها تدعمه من الجنوب ومن الشمال الغربي ومن الشمال بشكل عام بنفس المناطق التي يقومون فرضياً بمكافحة الإرهاب فيها.. أعود وأقول.. ضمن إطار المصلحة العامة.. إذا قررت هذه الدول أن تعود إلى الموقع الصحيح.. أن تعود إلى رشدها وتكافح الإرهاب.. فنحن من الطبيعي أن نقبل هذا الشيء ونتعاون معها ومع غيرها.. القضية ليست فيتو.. وليست أن نبقى متمسكين بشيء في الماضي.. العلاقات السياسية تتبدل دائماً.. قد تكون سيئة وتصبح جيدة.. والحليف يصبح خصماً.. والخصم حليفاً.. هذا شيء طبيعي.. عندما يكون ضد الإرهاب سنتعاون معه.
الرئيس الأسد : أي شخص يخرج من سورية هو خسارة للوطن مهما كان موقع هذا الشخص أو إمكانياته
وردا على سؤال حول قضية اللاجئين السوريين وهل ينظر اليهم كجزء من الناخبين السوريين مستقبلا وهل أوروبا مذنبة في قضيتهم قال الرئيس الأسد:
بالنسبة لأي شخص يخرج من سورية هو خسارة للوطن بكل تأكيد مهما كان موقع هذا الشخص أو إمكانياته.. طبعاً هذا لا يشمل الإرهابيين ولكن يشمل كافة المواطنين بشكل عام ما عدا الإرهابيين لذلك نعم هناك خسارة كبيرة بسبب هذه الهجرة.. أنت طرحت سؤالاً يتعلق بالانتخابات.. في العام الماضي كانت لدينا انتخابات رئاسية في سورية وكان هناك الكثير من اللاجئين في دول مختلفة وخاصة في لبنان وكان المفترض بحسب البروباغندا الإعلامية الغربية أن كل هؤلاء هربوا من الدولة.. من قمع الدولة.. من قتلها والمفترض أنهم خصوم للدولة.. وكانت المفاجأة بالنسبة للغربيين أن معظم هؤلاء ذهبوا للتصويت لصالح الرئيس.. المفترض أنه يقتلهم.. فكانت تلك ضربة كبيرة للبروباغندا.. طبعاً التصويت له شروط معينة.. أن تكون هناك سفارة.. أن تكون هناك رعاية للدولة السورية لعملية التصويت.. هذا يعتمد على العلاقات مع الدول فكثير من الدول قطعت علاقاتها مع سورية وأغلقت السفارات السورية وبالتالي في تلك الدول لا يمكن أن يكون هناك تصويت للمواطن السوري وعليه أن يذهب إلى دولة أخرى فيها صندوق اقتراع.. لكن هذا الشيء تم العام الماضي.. بالنسبة لأوروبا طبعاً هي مذنبة.. اليوم أوروبا تحاول التصوير بأن الذنب الأوروبي هو أنهم لم يقدموا الأموال أو ربما لم يسمحوا لهؤلاء المهاجرين بالهجرة بشكل نظامي إلى أوروبا لذلك اضطروا إلى المجيء عبر البحر وغرقوا وماتوا فيه.
الرئيس الأسد : المعايير المزدوجة الأوروبية لم تعد مقبولة وأصبحت مفضوحة وواضحة
وتابع الرئيس الأسد :
كلنا نحزن على أي ضحية بريئة ولكن هل الضحية التي تغرق في البحر هي أغلى من الضحية التي تقتل في سورية… هل هي أغلى من شخص بريء يقطع رأسه من قبل الإرهابيين… كيف تحزن على طفل يموت في البحر ولا تحزن على آلاف الأطفال الذين ماتوا على يد الإرهابيين في سورية وأيضاً الشيوخ والنساء والرجال… الجميع.. هذه المعايير المزدوجة الأوروبية لم تعد مقبولة وأصبحت مفضوحة وواضحة.. من غير المعقول أن تحزن على اشخاص لأنهم ماتوا ولا تهتم لأشخاص آخرين.. المبادئ واحدة.. فإذاً أوروبا تتحمل المسؤولية لأنها هي التي دعمت الإرهاب كما قلت قبل قليل وهي ما زالت تدعم الإرهابيين وما زالت توفر الغطاء لهم.. وما زالت تسميهم معتدلين وتقسمهم إلى مجموعات.. وكلهم مجموعات متطرفة في سورية.
وردا على سؤال حول إصرار من يحاربون الدولة السورية بالسلاح على رحيل الرئيس كشرط للسلام في البلاد قال الرئيس الأسد:

أضف إلى ما تقوله التسويق الإعلامي الغربي منذ البدايات كان حول فكرة أن سبب المشكلة هو وجود الرئيس.. لماذا… لأنهم يريدون أن يصوروا أن كل مشكلة سورية هي شخص وبالتالي سيكون رد الفعل الطبيعي لدى كثير من الناس إذا كانت المشكلة تتمثل في شخص فلا يمكن أن يكون هذا الشخص أهم من كل الوطن.. فليذهب الشخص وتصبح الأمور جيدة.. هذه هي طريقة تبسيط الأمور بالنسبة للغرب.. الحقيقة ما يحصل في سورية بهذا الموضوع مشابه لما يحصل لديكم.. لاحظ في الإعلام الغربي منذ بدأ الانقلاب في أوكرانيا ما الذي حصل… تحول الرئيس بوتين من صديق للغرب إلى خصم وأصبح مرة يشبه بأنه قيصر.. ومرة يشبه بأنه ديكتاتور ويقمع المعارضة في روسيا وأنه أتى بعملية غير ديمقراطية بالرغم من أنه انتخب عبر انتخابات ديمقراطية والغرب كان يقول بأنها انتخابات ديمقراطية عندما تمت.. اليوم لم تعد ديمقراطية.. هذا هو التسويق الغربي.
الرئيس الأسد : المبدأ الغربي المتّبع الآن في سورية وروسيا ودول أخرى هو تبديل الرؤساء أو ما يسمونه بلغتهم إسقاط الأنظمة لأنهم لايقبلون بشركاء ولا يقبلون بدول مستقلة
وتابع الرئيس الأسد :
يقولون إذا ذهب الرئيس تصبح الأمور أفضل ماذا يعني هذا الكلام عملياً… يعني بالنسبة للغرب أنه طالما أنت موجود هنا كرئيس سنستمر بدعم الإرهاب لأن المبدأ الغربي الآن المتبع في سورية وروسيا ودول أخرى هو تبديل الرؤساء أو تبديل الدول أو اسقاط ما يسمونه بلغتهم الأنظمة لماذا… لأنهم لا يقبلون بشركاء ولا يقبلون بدول مستقلة.. ما هي مشكلتهم مع روسيا… ما هي مشكلتهم مع سورية… ما هي مشكلتهم مع إيران… أنها دول مستقلة.. هم يريدون أن يذهب هذا الشخص ويأتي شخص آخر يقوم بالعمل من أجل مصلحتهم وليس من أجل مصلحة بلده.. أما بالنسبة للرئيس كيف يأتي.. يأتي عبر الشعب وعبر الانتخابات.. وإذا ذهب لا بد من أن يذهب عبر الشعب.. لا يذهب عبر قرار أمريكي ولا عبر قرار مجلس الأمن ولا عبر مؤتمر جنيف أو بيان جنيف.. إذا أراده الشعب فسيبقى.. وإذا رفضه الشعب يجب أن يذهب فوراً.. هذا هو المبدأ الذي أنظر من خلاله إلى هذا الموضوع.
وردا على سؤال.. هل كانت هناك لحظة فاصلة عندما عرفتم أن الحرب لا مفر منها ومن الذي أطلق آليتها وهل كانت هناك أخطاء قال الرئيس الأسد:
أي دولة فيها أخطاء والأخطاء تحصل ربما كل يوم ولكن هذه الأخطاء ليست حالة فاصلة لأنها دائماً موجودة.. فما الذي يجعل هذه الأخطاء فجأة تؤدي إلى الوضع الذي نعيشه في سورية.. هذا الكلام غير منطقي.. قد تستغرب إذا قلت لك بأن النقطة الفاصلة بما حصل في سورية هي شيء قد لا يخطر في بال كثيرين.. هي حرب العراق في عام 2003 عندما غزت أمريكا العراق.. ونحن كنا ضد هذا الغزو بشكل قوي لأننا كنا نعرف بأن الأمور تسير باتجاه تقسيم المجتمعات وخلق اضطرابات.. ونحن بلد مجاور للعراق.. عندما كنا نرى بأن هذه الحرب ستحول العراق إلى بلد طائفي.. ومجتمع منقسم على نفسه.. وفي غرب سورية هناك بلد طائفي آخر هو لبنان ونحن في الوسط.. فكنا نعرف تماماً بأننا سنتأثر.. وبالتالي بدايات الأزمة في سورية ما حصل في البداية كان هو النتيجة الطبيعية لهذه الحرب وللوضع الطائفي في العراق الذي انتقل جزء منه إلى سورية.. وكان من السهل عليهم أن يقوموا بعملية تحريض بعض المجموعات السورية على أسس طائفية.
وأضاف الرئيس الأسد:
النقطة الثانية ربما تكون فاصلة بدرجة أقل هي عندما تبنى الغرب الإرهاب بشكل رسمي في أفغانستان في بداية الثمانينات وسماه في ذلك الوقت “مقاتلون من أجل الحرية” ولاحقاً في عام 2006 ظهرت “داعش” في العراق وتحت الإشراف الأمريكي ولم يقوموا بمكافحتها.. كل هذه الأمور مع بعضها هي التي جعلت الظروف مهيأة لمثل هذه الاضطرابات بدعم غربي.. بأموال خليجية خاصة من قطر والسعودية.. بدعم لوجستي تركي وخاصة أن أردوغان هو شخص ينتمي للإخوان المسلمين بفكره وبالتالي يعتقد بأن تغير الوضع في سورية وتغير الوضع في مصر وأيضاً في العراق سيعني أنه ستكون هناك سلطنة جديدة ولكن ليست سلطنة عثمانية وإنما سلطنة إخوانية تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط يحكمها أردوغان.. كل هذه العوامل مع بعضها وصلت بالأمور إلى هذا الشيء.
وختم الرئيس الأسد قائلاً :
أعود وأؤكد بأن الأخطاء موجودة والأخطاء دائماً تلعب دوراً بأن توجد ثغرات ولكن لا تكفي.. هي ليست مبررا.. وإذا كانت هذه الثغرات هي السبب فلماذا لم تشتعل الثورات في دول الخليج وخاصة في السعودية التي لا تعرف شيئاً عن الديمقراطية.. هذا جواب بديهي أعتقد.
()()()()
* فيديو.. مقابلة الرئيس الأسد مع وسائل الإعلام الروسية بالصوت والصورة.. 16-9-2015
https://www.youtube.com/watch?v=Q0sjXVFchqU
***
الرئيس الأسد : كل مواطن سوري دافع عن بلده يستحق الشكر والدفاع عن الوطن واجب
وردا على سؤال.. هل يستطيع الأكراد بقتالهم “داعش” أن يعولوا على شكل من هذا العرفان لتحقيق مطالب لهم قال الرئيس الأسد:
عندما ندافع عن بلدنا فنحن لسنا بحاجة لشكر.. هذا الواجب الطبيعي.. أن نقوم بالدفاع عن بلدنا.. فإذا كانوا يستحقون الشكر فكل مواطن سوري دافع عن بلده يستحق الشكر ولكن أنا أعتقد بأن الدفاع عن الوطن هو واجب وعندما تقوم بواجبك لست بحاجة للشكر.. ولكن ما تطرحه في البداية هو مرتبط بالدستور السوري اليوم لو أردت أن تغير شكل البنية الموجودة لديك في بلدك في روسيا.. إعادة تقسيم الجمهوريات على سبيل المثال أو إعطاء صلاحيات لجمهورية تختلف عن صلاحيات في جمهورية أخرى هذا الموضوع لا يرتبط بالرئيس ولا يرتبط بالحكومة هذا الموضوع يرتبط بالدستور.. الرئيس لا يمتلك الدستور.. والحكومة لا تمتلك الدستور.. من يمتلك الدستور هو الشعب.. وبالتالي أي تبديل بالدستور بحاجة لحوار وطني.. بالنسبة لنا لا توجد لدينا مشكلة في أي طلب كما قلت.. نحن كدولة لا يوجد لدينا أي اعتراض في هذه المواضيع طالما أنها لا تمس وحدة سورية وحرية المواطنين والتنوع.. ولكن إذا كانت هناك جهات في سورية أو مجموعات أو شرائح لديها مطالب فلا بد أن تكون في الإطار الوطني.. في حوار مع القوى السورية عندما يكون الشعب السوري متفقاً على القيام بخطوات من هذا النوع لها علاقة بفيدرالية أو حكم ذاتي أو لامركزية أو تبديل كل النظام السياسي.. فهذا بحاجة لموافقة الشعب السوري.. وبالتالي تعديل الدستور والعودة لاستفتاء.. لذلك هذه المجموعات يجب أن تقنع الشعب السوري بطروحاتها.. فطروحاتها ليست حواراً مع الدولة وإنما مع الشعب.. أما نحن فعندما يقرر الشعب السوري أن يسير باتجاه معين أو يوافق على خطوة معينة، فمن الطبيعي أن نوافق عليها.
وردا على سؤال حول وجود تنسيق مباشر أو غير مباشر بين سورية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” قال الرئيس الأسد:

ستفاجئين إذا قلت لا.. أعلم أن جوابي لن يبدو واقعياً عندما أقول الآن وبينما نحارب نفس العدو إذا جاز التعبير، ونهاجم نفس الأهداف وفي نفس المنطقة دون تنسيق، وفي نفس الوقت لا يحدث أي صدام.. رغم أن هذا يبدو غريباً لكنه الواقع.. ليس هناك أي تنسيق أو تواصل بين الحكومتين السورية والأميركية أو بين الجيش السوري والجيش الأميركي.. إنهم لا يستطيعون الاعتراف ولا يستطيعون قبول حقيقة أننا القوة الوحيدة التي تحارب “داعش” على الأرض.. بالنسبة لهم ربما إذا تعاملوا أو تعاونوا مع الجيش السوري فإن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بفعاليتنا في محاربة “داعش”.. هذا للأسف جزء من العمى والعناد الذي تظهره الإدارة الأميركية.
وتابع الرئيس الأسد ردا على سؤال.. هل هناك طرف ثالث ينسق بين سورية والتحالف:
ليس هناك أي طرف ثالث بما في ذلك العراقيون.. في الماضي أبلغونا قبل بداية الهجمات من خلال العراقيين.. منذ ذلك الحين لم نتبادل معهم أي رسالة أو اتصال من خلال أي طرف آخر.
الرئيس الأسد : المهمة الرئيسية لأي سياسي أو أي حكومة أو رئيس هي العمل لمصلحة شعبه وبلده
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال.. كيف تشعرون إذا قدر لكم العمل مع القادة الغربيين وإمكانية الثقة بهم:
أولاً هذه العلاقات ليست شخصية.. إنها علاقات بين الدول.. وعندما نتحدث عن العلاقات بين الدول.. فإننا لا نتحدث عن الثقة بل نتحدث عن الآليات.. إذاً الثقة أمر شخصي لا يستطيع المرء الاعتماد عليه في العلاقات السياسية بين الناس.. أعني أني هنا مسؤول عن 23 مليون نسمة في سورية.. ولنقل إن شخصاً آخر مسؤول عن عشرات الملايين في بلد آخر.. لا يمكن وضع مصير عشرات ملايين الأشخاص أو ربما مئات الملايين رهناً لثقة شخص واحد أو شخصين في بلدين.. إذاً، ينبغي أن تكون هناك آلية.. عندما تكون هناك آلية يمكن التحدث عن الثقة بطريقة أخرى وليس بطريقة شخصية هذا أولاً.. ثانياً المهمة الرئيسية لأي سياسي، أو أي حكومة أو رئيس، أو رئيس وزراء، هي العمل لمصلحة شعبه وبلده.. إذا كان الاجتماع مع أي شخص أو مصافحة أي شخص في العالم سيحقق المنفعة للشعب السوري، فعلي أن أقوم بذلك.. أحببت ذلك أم لم أحب.. إذاً المسألة لا تتعلق بي.. بما إذا كنت أقبل أو أرغب أو ما إلى ذلك.. المسألة تتعلق بالقيمة المضافة التي ستحدثها الخطوة التي سأتخذها.. إذاً.. نعم نحن مستعدون لفعل أي شيء لمصلحة الشعب السوري مهما كان ذلك الشيء.
وردا على سؤال حول الدعوة الروسية لإقامة تحالف إقليمي لمحاربة الإرهاب يضم الأردن وتركيا والسعودية واستعداد سورية للتنسيق مع هذه الدول قال الرئيس الأسد:
بالنسبة لمكافحة الإرهاب.. هو موضوع شامل وكبير.. فيه جوانب ثقافية واقتصادية وفيه جوانب أمنية وفيه الجانب العسكري.. طبعاً، في الوقاية كل الجوانب الأخرى أهم من الجانب الأمني والعسكري.. ولكن اليوم بالواقع الذي نعيشه في مكافحة الإرهاب وخاصة أنك تواجه ليس مجموعات إرهابية وإنما جيوش إرهابية لديها سلاح خفيف ومتوسط وثقيل.. لديها مليارات من الدولارات لتجند متطوعين.. لا بد من أن تكون الأولوية للجانب العسكري والأمني في هذه المرحلة.. فإذاً بهذا الشكل نرى أن على التحالف أن يقوم بعمل في مجالات مختلفة ولكن أن يقوم بمحاربتهم على الأرض أولاً.. هذا التحالف من الطبيعي أن يكون مكوناً من دول تؤمن بمكافحة الإرهاب، وتؤمن بأن موقعها الطبيعي أن تكون ضد الإرهاب.. لا يمكن في الوضع الحالي أن يكون نفس الشخص الذي يدعم الإرهاب هو نفس الشخص الذي يقاتل الإرهاب.. هذا ما تفعله هذه الدول الآن.. السعودية وتركيا والأردن التي تتظاهر بأنها جزء من تحالف ضد الإرهاب في شمال سورية ولكنها تدعمه من الجنوب ومن الشمال الغربي ومن الشمال بشكل عام بنفس المناطق التي يقومون فرضياً بمكافحة الإرهاب فيها.. أعود وأقول.. ضمن إطار المصلحة العامة.. إذا قررت هذه الدول أن تعود إلى الموقع الصحيح.. أن تعود إلى رشدها وتكافح الإرهاب.. فنحن من الطبيعي أن نقبل هذا الشيء ونتعاون معها ومع غيرها.. القضية ليست فيتو.. وليست أن نبقى متمسكين بشيء في الماضي.. العلاقات السياسية تتبدل دائماً.. قد تكون سيئة وتصبح جيدة.. والحليف يصبح خصماً.. والخصم حليفاً.. هذا شيء طبيعي.. عندما يكون ضد الإرهاب سنتعاون معه.
الرئيس الأسد : أي شخص يخرج من سورية هو خسارة للوطن مهما كان موقع هذا الشخص أو إمكانياته
وردا على سؤال حول قضية اللاجئين السوريين وهل ينظر اليهم كجزء من الناخبين السوريين مستقبلا وهل أوروبا مذنبة في قضيتهم قال الرئيس الأسد:
بالنسبة لأي شخص يخرج من سورية هو خسارة للوطن بكل تأكيد مهما كان موقع هذا الشخص أو إمكانياته.. طبعاً هذا لا يشمل الإرهابيين ولكن يشمل كافة المواطنين بشكل عام ما عدا الإرهابيين لذلك نعم هناك خسارة كبيرة بسبب هذه الهجرة.. أنت طرحت سؤالاً يتعلق بالانتخابات.. في العام الماضي كانت لدينا انتخابات رئاسية في سورية وكان هناك الكثير من اللاجئين في دول مختلفة وخاصة في لبنان وكان المفترض بحسب البروباغندا الإعلامية الغربية أن كل هؤلاء هربوا من الدولة.. من قمع الدولة.. من قتلها والمفترض أنهم خصوم للدولة.. وكانت المفاجأة بالنسبة للغربيين أن معظم هؤلاء ذهبوا للتصويت لصالح الرئيس.. المفترض أنه يقتلهم.. فكانت تلك ضربة كبيرة للبروباغندا.. طبعاً التصويت له شروط معينة.. أن تكون هناك سفارة.. أن تكون هناك رعاية للدولة السورية لعملية التصويت.. هذا يعتمد على العلاقات مع الدول فكثير من الدول قطعت علاقاتها مع سورية وأغلقت السفارات السورية وبالتالي في تلك الدول لا يمكن أن يكون هناك تصويت للمواطن السوري وعليه أن يذهب إلى دولة أخرى فيها صندوق اقتراع.. لكن هذا الشيء تم العام الماضي.. بالنسبة لأوروبا طبعاً هي مذنبة.. اليوم أوروبا تحاول التصوير بأن الذنب الأوروبي هو أنهم لم يقدموا الأموال أو ربما لم يسمحوا لهؤلاء المهاجرين بالهجرة بشكل نظامي إلى أوروبا لذلك اضطروا إلى المجيء عبر البحر وغرقوا وماتوا فيه.
الرئيس الأسد : المعايير المزدوجة الأوروبية لم تعد مقبولة وأصبحت مفضوحة وواضحة
وتابع الرئيس الأسد :
كلنا نحزن على أي ضحية بريئة ولكن هل الضحية التي تغرق في البحر هي أغلى من الضحية التي تقتل في سورية… هل هي أغلى من شخص بريء يقطع رأسه من قبل الإرهابيين… كيف تحزن على طفل يموت في البحر ولا تحزن على آلاف الأطفال الذين ماتوا على يد الإرهابيين في سورية وأيضاً الشيوخ والنساء والرجال… الجميع.. هذه المعايير المزدوجة الأوروبية لم تعد مقبولة وأصبحت مفضوحة وواضحة.. من غير المعقول أن تحزن على اشخاص لأنهم ماتوا ولا تهتم لأشخاص آخرين.. المبادئ واحدة.. فإذاً أوروبا تتحمل المسؤولية لأنها هي التي دعمت الإرهاب كما قلت قبل قليل وهي ما زالت تدعم الإرهابيين وما زالت توفر الغطاء لهم.. وما زالت تسميهم معتدلين وتقسمهم إلى مجموعات.. وكلهم مجموعات متطرفة في سورية.
وردا على سؤال حول إصرار من يحاربون الدولة السورية بالسلاح على رحيل الرئيس كشرط للسلام في البلاد قال الرئيس الأسد:

أضف إلى ما تقوله التسويق الإعلامي الغربي منذ البدايات كان حول فكرة أن سبب المشكلة هو وجود الرئيس.. لماذا… لأنهم يريدون أن يصوروا أن كل مشكلة سورية هي شخص وبالتالي سيكون رد الفعل الطبيعي لدى كثير من الناس إذا كانت المشكلة تتمثل في شخص فلا يمكن أن يكون هذا الشخص أهم من كل الوطن.. فليذهب الشخص وتصبح الأمور جيدة.. هذه هي طريقة تبسيط الأمور بالنسبة للغرب.. الحقيقة ما يحصل في سورية بهذا الموضوع مشابه لما يحصل لديكم.. لاحظ في الإعلام الغربي منذ بدأ الانقلاب في أوكرانيا ما الذي حصل… تحول الرئيس بوتين من صديق للغرب إلى خصم وأصبح مرة يشبه بأنه قيصر.. ومرة يشبه بأنه ديكتاتور ويقمع المعارضة في روسيا وأنه أتى بعملية غير ديمقراطية بالرغم من أنه انتخب عبر انتخابات ديمقراطية والغرب كان يقول بأنها انتخابات ديمقراطية عندما تمت.. اليوم لم تعد ديمقراطية.. هذا هو التسويق الغربي.
الرئيس الأسد : المبدأ الغربي المتّبع الآن في سورية وروسيا ودول أخرى هو تبديل الرؤساء أو ما يسمونه بلغتهم إسقاط الأنظمة لأنهم لايقبلون بشركاء ولا يقبلون بدول مستقلة
وتابع الرئيس الأسد :
يقولون إذا ذهب الرئيس تصبح الأمور أفضل ماذا يعني هذا الكلام عملياً… يعني بالنسبة للغرب أنه طالما أنت موجود هنا كرئيس سنستمر بدعم الإرهاب لأن المبدأ الغربي الآن المتبع في سورية وروسيا ودول أخرى هو تبديل الرؤساء أو تبديل الدول أو اسقاط ما يسمونه بلغتهم الأنظمة لماذا… لأنهم لا يقبلون بشركاء ولا يقبلون بدول مستقلة.. ما هي مشكلتهم مع روسيا… ما هي مشكلتهم مع سورية… ما هي مشكلتهم مع إيران… أنها دول مستقلة.. هم يريدون أن يذهب هذا الشخص ويأتي شخص آخر يقوم بالعمل من أجل مصلحتهم وليس من أجل مصلحة بلده.. أما بالنسبة للرئيس كيف يأتي.. يأتي عبر الشعب وعبر الانتخابات.. وإذا ذهب لا بد من أن يذهب عبر الشعب.. لا يذهب عبر قرار أمريكي ولا عبر قرار مجلس الأمن ولا عبر مؤتمر جنيف أو بيان جنيف.. إذا أراده الشعب فسيبقى.. وإذا رفضه الشعب يجب أن يذهب فوراً.. هذا هو المبدأ الذي أنظر من خلاله إلى هذا الموضوع.
وردا على سؤال.. هل كانت هناك لحظة فاصلة عندما عرفتم أن الحرب لا مفر منها ومن الذي أطلق آليتها وهل كانت هناك أخطاء قال الرئيس الأسد:
أي دولة فيها أخطاء والأخطاء تحصل ربما كل يوم ولكن هذه الأخطاء ليست حالة فاصلة لأنها دائماً موجودة.. فما الذي يجعل هذه الأخطاء فجأة تؤدي إلى الوضع الذي نعيشه في سورية.. هذا الكلام غير منطقي.. قد تستغرب إذا قلت لك بأن النقطة الفاصلة بما حصل في سورية هي شيء قد لا يخطر في بال كثيرين.. هي حرب العراق في عام 2003 عندما غزت أمريكا العراق.. ونحن كنا ضد هذا الغزو بشكل قوي لأننا كنا نعرف بأن الأمور تسير باتجاه تقسيم المجتمعات وخلق اضطرابات.. ونحن بلد مجاور للعراق.. عندما كنا نرى بأن هذه الحرب ستحول العراق إلى بلد طائفي.. ومجتمع منقسم على نفسه.. وفي غرب سورية هناك بلد طائفي آخر هو لبنان ونحن في الوسط.. فكنا نعرف تماماً بأننا سنتأثر.. وبالتالي بدايات الأزمة في سورية ما حصل في البداية كان هو النتيجة الطبيعية لهذه الحرب وللوضع الطائفي في العراق الذي انتقل جزء منه إلى سورية.. وكان من السهل عليهم أن يقوموا بعملية تحريض بعض المجموعات السورية على أسس طائفية.
وأضاف الرئيس الأسد:
النقطة الثانية ربما تكون فاصلة بدرجة أقل هي عندما تبنى الغرب الإرهاب بشكل رسمي في أفغانستان في بداية الثمانينات وسماه في ذلك الوقت “مقاتلون من أجل الحرية” ولاحقاً في عام 2006 ظهرت “داعش” في العراق وتحت الإشراف الأمريكي ولم يقوموا بمكافحتها.. كل هذه الأمور مع بعضها هي التي جعلت الظروف مهيأة لمثل هذه الاضطرابات بدعم غربي.. بأموال خليجية خاصة من قطر والسعودية.. بدعم لوجستي تركي وخاصة أن أردوغان هو شخص ينتمي للإخوان المسلمين بفكره وبالتالي يعتقد بأن تغير الوضع في سورية وتغير الوضع في مصر وأيضاً في العراق سيعني أنه ستكون هناك سلطنة جديدة ولكن ليست سلطنة عثمانية وإنما سلطنة إخوانية تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط يحكمها أردوغان.. كل هذه العوامل مع بعضها وصلت بالأمور إلى هذا الشيء.
وختم الرئيس الأسد قائلاً :
أعود وأؤكد بأن الأخطاء موجودة والأخطاء دائماً تلعب دوراً بأن توجد ثغرات ولكن لا تكفي.. هي ليست مبررا.. وإذا كانت هذه الثغرات هي السبب فلماذا لم تشتعل الثورات في دول الخليج وخاصة في السعودية التي لا تعرف شيئاً عن الديمقراطية.. هذا جواب بديهي أعتقد.
()()()()
* فيديو.. مقابلة الرئيس الأسد مع وسائل الإعلام الروسية بالصوت والصورة.. 16-9-2015
https://www.youtube.com/watch?v=Q0sjXVFchqU
تعليق