* الكرملين يقضم النفوذ الأطلسي في الشمال السوري

محمد بلوط - السفير
«عاصفة السوخوي» تخترق سماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حدوده الجنوبية التركية.
ورغم اللعب على حافة حرب إقليمية، لكن لا حرب أطلسية ضد روسيا من اجل رجب طيب اردوغان، على ما تشي به كل ردود الفعل الأميركية والتركية نفسها والأطلسية. إذ لم يجد كل هؤلاء أمام الاندفاعة الروسية سوى خيار الانحناء أمام العاصفة لامتصاص الضربة، وتنظيم الرد مع الحلفاء الأميركيين والخليجيين لاحقاً، والانصياع مؤقتا ومبدئيا لمنطقة أمر واقع لحظر جوي روسي في الشمال السوري، ومواصلة الروس تدمير قواعد وبنى المجموعات المسلحة، من دون تدخل الجيش التركي كما حدث في غزوات كسب وادلب وريف اللاذقية التي كان الأتراك يتدخلون فيها بالتمهيد الناري والتشويش على الاتصالات السورية، بل وإسقاط طائرة «ميغ» سورية قبل عام ونصف العام، في المنطقة نفسها التي اخترقها الروس، من دون أن تتحرك الدفاعات التركية.
ويخوض الروس، بنجاح حتى الآن، معركة تحييد المظلة الأطلسية في المعركة غير المعلنة مع تركيا، الوصي على «جيوش الفتح» و»الجهاد» في الشمال السوري .
وتقول مصادر عربية إن الرئيس فلاديمير بوتين طمأن الرئيس السوري بشار الأسد، بأن العمليات التي ستقوم بها الوحدات الروسية في سوريا لن تتوقف أمام أي قيود أو التزامات تتعارض مع الضرورات العسكرية، كاتفاقية أضنة الموقعة في العام 1998، أو غيرها من الاتفاقيات السورية ـ التركية المتعددة لتنظيم العلاقات الأمنية والعسكرية، والتي يفسرها الأتراك بأنها تفرض قيوداً على تحركات الجيش السوري في المنطقة أو طيران حلفائه.
وقال المصدر إن بوتين نقل إلى الأسد أن العملية ستصل إلى «الحدود السياسية لسوريا بأكملها» من دون تمييز. ونقل مصدر سوري معارض، عن لقاء مع مسؤول روسي رفيع المستوى مؤخراً، أن الرئيس الروسي حدد خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي أهداف العملية الجوية بالقول لمساعديه ومستشاريه «إنها ستشمل كل من لا يطلق النار على داعش والإرهاب، وكل من يحمل سلاحا في سوريا من دون أن ينتمي إلى الجيش السوري أو لا يتحالف معه».
ويتجه أول اختراق روسي للأجواء التركية إلى تغيير قواعد الاشتباك التي تحولت من إدارة تركية إلى إدارة أطلسية، إذ استدعى الأتراك الحلف لدعمهم، لكن بحذر طال جميع الأطراف على الجانب الأطلسي، ومن دون أي طلب بتفعيل الفقرة الخامسة لميثاق الحلف، الذي يخوّل الأتراك استنفار قوات البلدان الحليفة، تضامنا معهم، أو وضعها على طاولة البحث، وهو أمر لجأ إليه الأتراك منذ ثلاثة أعوام في مواجهة المقاتلات السورية، وحصلوا على بطاريات «باتريوت» هولندية وألمانية وأميركية لحماية أجوائهم.
وكانت هيئة الأركان التركية أعلنت أمس انه بعد تسجيل اختراق المجال الجوي السبت الماضي، تحركت طائرتا «إف 16» تابعتان لسلاح الجو التركي من أجل اعتراض المقاتلة الروسية، لكن الأخيرة غادرت المجال الجوي التركي باتجاه الأراضي السورية. وفي اليوم التالي عاودت «ميغ 29» أخرى، تجهل الأركان التركية هويتها، بالإطباق بالرادار، على طائرتين تركيتين مقاتلتين طيلة خمس دقائق، قبل أن تعود أدراجها نحو الأراضي السورية. الروس اكتفوا بتبرير الخرق السبت بخطأ في خط تحليق طائرتهم، تعهدوا بعدم تكراره، كما قالت الخارجية التركية التي استدعت السفير الروسي للاحتجاج. وفي المقابل تحلى رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو بالتواضع في الرد، رغم التصعيد اللفظي أيضاً، والقول إن أنقرة «ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية، أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالها، وان القوات التركية لديها أوامر واضحة بالرد ولو كان طيرا محلقاً»، ليستطرد بالقول إنه «لا خلاف مع الروس بشأن الملف السوري».
ورغم أن أسراب «السوخوي» الروسية اختبرت في سماء لواء الاسكندرون، مدة يومين متتاليين، ردة فعل الأتراك والأطلسيين معاً، لم يرتق الرد الأطلسي - التركي إلى مستوى التحدي الروسي، الذي أرسل قاذفاته لمطاردة المجموعات المسلحة التي تعمل بإمرة الاستخبارات التركية، خصوصا أن عمليات الخرق لم تكن تستند إلى ضرورات تكتيكية يستدعيها ضرب الأهداف التي كان من الممكن للروس تدميرها عن بعد في جبل الزاوية، بواسطة الصواريخ الموجهة، من دون الاضطرار إلى المناورة في أجواء الاسكندرون، واستفزاز الأتراك الذي يبدو هدفا إضافيا للعملية التي كانت تعمل على ضرب معاقل المعارضة في جبل الزاوية، وتوجيه رسالة بحد ذاتها إلى الجانب التركي، الذي كان يعوّل على نشر مظلته السياسية والعسكرية في شريط داخل الأراضي السورية يحاذي الحدود والمعابر مع تركيا، لحماية المجموعات المسلحة التابعة له، بعد أن أوعز إليها في بداية الضربات الجوية الروسية أن تنقل إليها مستودعات الأسلحة والمقار، ريثما يتسنى للأتراك تنظيم هجوم مضاد وحدهم أو مع حلفائهم.
وتبدو معركة جبل الزاوية، التي اختارها الروس لاختراق الأجواء التركية، إستراتيجية، نظراً لما شكلته هذه المنطقة من حصن لمخازن الذخيرة ومستودعات الأسلحة في الجبال الحصينة القريبة من الحدود مع لواء الاسكندرون، والتي حشد الأتراك فيها أفضل الوحدات التابعة لهم، وانزلوا في خمس قرى منها مؤخرا الآلاف من مقاتلي وعائلات التركستانيين الصينيين.
أما الأميركيون فلا يراودهم أدنى ريب في طبيعة الرسالة الروسية الموجهة إلى الأطلسي والأتراك. إذ رأى مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن اختراق روسيا للمجال الجوي التركي على الحدود السورية كان ربما متعمداً. وقال «لا اعتقد أن هذا كان حادثاً. هذا يؤكد فقط قلقنا العميق إزاء ما يفعلون. كما يؤكد الشكوك في نواياهم، ويثير تساؤلات حول سلوكهم وتصرفهم بشكل مهني في الأجواء».
كما تحمل العملية رسالة سياسية مباشرة للقيادة التركية من الكرملين. إذ تأتي بعد ساعات فقط من تصريح اردوغان من أن بوتين «قد اخلف بما وعده بها خلال لقائهما الأسبوع الماضي في موسكو، وان لا مصالح مباشرة لروسيا في سوريا تبرر تدخلها، فهي لا تملك حدوداً مشتركة معها، فيما تملك تركيا 911 كيلومترا منها».
والأرجح أن الروس اعدوا للعملية منذ بداية انخراطهم في الحرب السورية، من خلال إرسال طائرات «سوخوي 30» الاعتراضية، التي تحمل تحت أجنحتها صواريخ من طراز «آر 26» يبلغ مداها 30 كيلومترا و»آر 73» التي يبلغ مداها 40 كيلومتراً. وهي طائرات تتفوق على أفضل ما يملكه سلاح الجو التركي من أسراب طائرات «اف 16» الأميركية، ما يعزز الاستنتاج بأن الروس قد اعدوا مسبقا العدة لتحييد الأتراك .
وبدا الأتراك في اختبار الخرق الجوي الروسي وحيدين، من دون دعم أميركي أو أطلسي حاسم. إذ ذكر بيان حلف شمال الأطلسي بان الأجواء التي اخترقتها المقاتلات الروسية هي أجواء الأطلسي. ودعا الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ «روسيا إلى احترام المجال الجوي للحلف الأطلسي كلياً وتفادي تصعيد حدة التوتر مع الحلف».
وفي مواجهة خرق الأجواء الأطلسية وشكوى الأتراك، لم يقدم الأميركيون أكثر من إعادة طلب التنسيق مع الروس في العمليات الجارية، مع تذكير وزير الخارجية جون كيري «انه كان بالإمكان إسقاط المقاتلة (الروسية)، وهو ما يؤكد الحاجة إلى التنسيق معا». وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلفاءها «قلقون جدا» من هذا التصرف.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن موسكو مستعدة لإقامة اتصالات مع «الجيش الحر» في سوريا، إن وجد هذا التنظيم على الأرض بالفعل.
وخلال زيارته إلى إسبانيا، شبّه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر محاولات موسكو لتعزيز وضع الأسد بأنها تربط نفسها بسفينة غارقة. وقال «بالقيام بهذا العمل العسكري في سوريا ضد أهداف لجماعات معتدلة، فإن روسيا تسببت في تصعيد الحرب الأهلية».
وتبدو عزلة الأتراك اكبر، إذ برغم الاستنتاجات أن الروس يعملون على فرض منطقة حظر طيران لمصلحتهم في الشمال، ومنع الأتراك من المناورة في المنطقة، إلا أن الأميركيين لم يغيروا في خططهم الجارية لسحب بطاريات صواريخ «باتريوت»، التي كان سيشكل بقاؤها، رسالة دعم لأردوغان، لا يرغب بها الأميركيون، فضلا عن أن أولوياتهم في هذه المرحلة لا تتعارض مع انخراط الروس في ضرب «داعش» في سوريا.
ووسعت الطائرات الروسية من عملياتها، مستهدفة للمرة الأولى دمشق وتدمر وحلب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف، في بيان، إن الطائرات قامت بـ15 طلعة جوية، واستهدفت 10 مواقع لتنظيم «داعش».
وقال إن «طائرة دمرت مقرا ومركز قيادة لمسلحي «داعش» في ضاحيتي دير حافر والباب بريف حلب، كما تم تدمير نحو 20 دبابة استولى عليها المسلحون من الجيش السوري. ودمرت طائرات في منطقة أحراش قرب مدينة إدلب نحو 30 وحدة من العربات والمعدات المدرعة، بما في ذلك دبابات».
وأضاف «كما استهدفت الطائرات الحربية في شرق ريف حمص، ليس بعيدا عن مدينة تدمر، منطقتين تتمركز فيهما معدات لداعش. وفي منطقة تدمر هاجمت الطائرات مواقع مدفعية تابعة لإحدى مجموعات داعش ودمرت ثلاث منصات صاروخية ومستودع ذخائر ميدانيا، كما استهدفت في المنطقة نفسها تجمعات معدات هندسية للمسلحين انتزعوها من الجيش السوري سابقا ما أدى إلى تدميرها».
وتابع «شنت 4 طائرات غارات على نقطتي سيطرة واتصالات للإرهابيين واقعتين في جبل بترا، وكذلك مقرا لمسلحي داعش في جبال بريف دمشق، ما أسفر عن تدميرها بالقنابل الموجهة».
وكانت وزارة الدفاع أعلنت عن استهداف مراكز للتنظيم في الرستن وتلبيسة في محافظة حمص، وطالت في ادلب معسكر تدريب في جسر الشغور ومواقع في منطقة جبل القبة. كما استهدفت مركزا قياديا في محافظة اللاذقية.
***
* ديبلوماسي روسي: التقدّم البرّي بعد إنهاك المعارضين
نقولا ناصيف ـ "الاخبار"
رسم التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية خطوطاً حمراً جديدة، لم يعد في استطاعة التحالف الغربي المناوىء لنظام الرئيس بشار الاسد تجاوزها. وقد يتعين عليه مساكنتها ربما، الى ان يفرض على تلك الحرب صدمة معاكسة
شأن كل صدمة تضرب المنطقة، يتسابق فريقا 8 و14 آذار على المغالاة في التوقع والاجتهاد والرهان على تطورات في الداخل، تجعله على صورة ما يحدث في الخارج. فيكون ثمة رابح وخاسر. هكذا يتربصون بما بعد الصدمة الروسية.
ذاك ما عناه مرة تقدم نظام الرئيس بشار الاسد والجيش في حرب سوريا، ثم عناه تقدم المعارضة. عنته حرب اليمن حينما زحف الحوثيون، ثم بعدما انكفأوا.
كذلك قبل اتفاق فيينا بين ايران والغرب عندما قيل بضربة عسكرية قاصمة الى الجمهورية الاسلامية وبرنامجها النووي، ثم مرحلة ما بعد الاتفاق. صح الامر ايضاً حينما جزم فريق لبناني بحتمية ضربة عسكرية اميركية لنظام الرئيس السوري اثر الحديث عن استخدام السلاح الكيميائي، ثم قيادة موسكو وساطة افضت الى تسوية قضت بتدمير هذا السلاح. في كل مرة اصابت صدمة الحرب السورية، تمددت ارتداداتها الى مخيلة الافرقاء اللبنانيين وأوهامهم وتوقعاتهم بأن ثمة رابحاً مؤكداً في الداخل، على صورة الرابح المؤكد في الخارج. بيد ان شيئا من ذلك كله لا يبصر النور.
لم يختلف الامر تماما منذ دخول موسكو طرفا عسكريا في الحرب السورية في 30 ايلول الفائت مع تشعب الاجتهادات، تارة بقول فريق انها اغرقت نفسها في وحول الحرب بين نظام الاسد ومعارضيه، وقول فريق آخر ان الضربات الروسية شبه اليومية مذ ذاك تتوخى قلب موازين القوى العسكرية التي شهدت في الاشهر الاخيرة تقهقرا للنظام والجيش رأسا على عقب بغية ترجيح الكفة له مجددا. لكن سجالا كهذا من الشرفة يطل به اطراف 8 و14 آذار لن يكون كافيا لتقدير ماذا يتوقعون من الدور الروسي، العسكري الصارم بعد السياسي غير المتهاون، في سوريا في المرحلة المقبلة.
في لقاء خاص في منزل مسؤول لبناني سابق، حدّد ديبلوماسي روسي في بيروت ملامح الدور الجديد لبلاده بشقيه العسكري والسياسي في طريق الوصول الى ما تقول به موسكو، وهو تسوية النزاع في سوريا. ابرز الديبلوماسي الروسي امام محاوريه الملاحظات الآتية:
1 ــــ تدعم روسيا نظام الاسد والتغيير في سوريا في آن، وتصر على ان يترك الاسد السلطة عندما يطلب منه السوريون ذلك، لا عندما تطلب الولايات المتحدة او الدولتان العجوزان فرنسا وبريطانيا. ما تقوله موسكو انها مستعدة للبحث في الحل السياسي، لا في تغيير الاشخاص الذين يُبت مصير بقائهم او رحيلهم في ضوء ما يريده السوريون، عملا بآلية سياسية تقودهم الى نظامهم الجديد.
2 ــــ روسيا في سوريا لأن تركيا وقطر والسعودية واوروبا الغربية فيها تقاتل الاسد وتريد اسقاط نظامه. يقول الديبلوماسي الروسي ان ثلاثة انظمة عربية تهاوت هي الرؤساء حسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح، وكانوا اقرب الى واشنطن منهم الى موسكو، الا انهم انهاروا لأن الاميركيين قالوا ان عليهم ان يرحلوا. اسلوب كهذا لا تقر به موسكو، اذ يصفه الديبلوماسي بأنه اشبه بـ «كاوبوي».
3 ــــ بالتأكيد أتت القوات الروسية الى سوريا لدعم نظام الاسد، ولم تتردد في تسليم الجيش السوري سلاحاً متطوراً وذكياً يتدرب عليه في الوقت الحاضر، توطئة لاستخدامه في المعارك الضارية التي ستؤدي، في اعتقاد المتحدث الروسي، الى تغيير مجرى الحرب.
4 ــــ لم يكن سلاح الجو الروسي يعتزم ضرب تنظيم «داعش» خارج «سوريا المفيدة» الواقعة غرب خط حلب ــــ درعا، الا انه فعل بعد تصاعد حملة الاعلام الغربي وغارات التحالف على شرق البلاد، فقصف في الرقة. في غرب خط حلب ـــ درعا يقيم في «سوريا المفيدة» 75% من السكان، و85% من الناتج القومي، في حين تقيم الصحراء في شرق هذا الخط. تالياً، فإن ما تعنيه المحافظة على نظام الاسد حماية المناطق الواقعة في هذا الخط في الوسط، امتداداً الى الجنوب والساحل غرباً. على ان الغارات المتتالية، تبعا لما يتوقعه الديبلوماسي الروسي، تمهد بعد انهاك معارضي الاسد، الى اي فريق انتموا، لتقدّم الجيش برا مستعينا بمقاتلين ايرانيين وحزب الله للسيطرة عليها تماما.
5 ــــ ما تبدو موسكو مستعدة للقيام به في الوقت الحاضر، بالتزامن مع العمليات العسكرية، التعاون مع واشنطن والغرب لمساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي، وستكون هي الطرف الآخر المعني بارساء التسوية، بعدما اخلت المواقف الاخيرة لمرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي ساحة التفاوض لموسكو على اثر اعلانه ان طهران لن تفاوض واشنطن حول سوريا.
6 ــــ ليس الروس هم المتضررين من اللجوء والنزوح السوري الكثيف الى القارة الاوروبية، بل دولها التي تشكو من عبئهم وتعجز عن استيعاب اعدادهم. تاليا تعتقد موسكو، في رأي الديبلوماسي، ان الغرب هو الاكثر اهتماما بتسوية النزاع سياسيا لوقف الحرب ومن ثم موجات التدفق المشروع وغير المشروع على اراضيه. الا ان تسوية كهذه يقتضي ان تأخذ في الاعتبار جلوس الاسد الى الطاولة، لا عليها.

محمد بلوط - السفير
«عاصفة السوخوي» تخترق سماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حدوده الجنوبية التركية.
ورغم اللعب على حافة حرب إقليمية، لكن لا حرب أطلسية ضد روسيا من اجل رجب طيب اردوغان، على ما تشي به كل ردود الفعل الأميركية والتركية نفسها والأطلسية. إذ لم يجد كل هؤلاء أمام الاندفاعة الروسية سوى خيار الانحناء أمام العاصفة لامتصاص الضربة، وتنظيم الرد مع الحلفاء الأميركيين والخليجيين لاحقاً، والانصياع مؤقتا ومبدئيا لمنطقة أمر واقع لحظر جوي روسي في الشمال السوري، ومواصلة الروس تدمير قواعد وبنى المجموعات المسلحة، من دون تدخل الجيش التركي كما حدث في غزوات كسب وادلب وريف اللاذقية التي كان الأتراك يتدخلون فيها بالتمهيد الناري والتشويش على الاتصالات السورية، بل وإسقاط طائرة «ميغ» سورية قبل عام ونصف العام، في المنطقة نفسها التي اخترقها الروس، من دون أن تتحرك الدفاعات التركية.
ويخوض الروس، بنجاح حتى الآن، معركة تحييد المظلة الأطلسية في المعركة غير المعلنة مع تركيا، الوصي على «جيوش الفتح» و»الجهاد» في الشمال السوري .
وتقول مصادر عربية إن الرئيس فلاديمير بوتين طمأن الرئيس السوري بشار الأسد، بأن العمليات التي ستقوم بها الوحدات الروسية في سوريا لن تتوقف أمام أي قيود أو التزامات تتعارض مع الضرورات العسكرية، كاتفاقية أضنة الموقعة في العام 1998، أو غيرها من الاتفاقيات السورية ـ التركية المتعددة لتنظيم العلاقات الأمنية والعسكرية، والتي يفسرها الأتراك بأنها تفرض قيوداً على تحركات الجيش السوري في المنطقة أو طيران حلفائه.
وقال المصدر إن بوتين نقل إلى الأسد أن العملية ستصل إلى «الحدود السياسية لسوريا بأكملها» من دون تمييز. ونقل مصدر سوري معارض، عن لقاء مع مسؤول روسي رفيع المستوى مؤخراً، أن الرئيس الروسي حدد خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي أهداف العملية الجوية بالقول لمساعديه ومستشاريه «إنها ستشمل كل من لا يطلق النار على داعش والإرهاب، وكل من يحمل سلاحا في سوريا من دون أن ينتمي إلى الجيش السوري أو لا يتحالف معه».
ويتجه أول اختراق روسي للأجواء التركية إلى تغيير قواعد الاشتباك التي تحولت من إدارة تركية إلى إدارة أطلسية، إذ استدعى الأتراك الحلف لدعمهم، لكن بحذر طال جميع الأطراف على الجانب الأطلسي، ومن دون أي طلب بتفعيل الفقرة الخامسة لميثاق الحلف، الذي يخوّل الأتراك استنفار قوات البلدان الحليفة، تضامنا معهم، أو وضعها على طاولة البحث، وهو أمر لجأ إليه الأتراك منذ ثلاثة أعوام في مواجهة المقاتلات السورية، وحصلوا على بطاريات «باتريوت» هولندية وألمانية وأميركية لحماية أجوائهم.
وكانت هيئة الأركان التركية أعلنت أمس انه بعد تسجيل اختراق المجال الجوي السبت الماضي، تحركت طائرتا «إف 16» تابعتان لسلاح الجو التركي من أجل اعتراض المقاتلة الروسية، لكن الأخيرة غادرت المجال الجوي التركي باتجاه الأراضي السورية. وفي اليوم التالي عاودت «ميغ 29» أخرى، تجهل الأركان التركية هويتها، بالإطباق بالرادار، على طائرتين تركيتين مقاتلتين طيلة خمس دقائق، قبل أن تعود أدراجها نحو الأراضي السورية. الروس اكتفوا بتبرير الخرق السبت بخطأ في خط تحليق طائرتهم، تعهدوا بعدم تكراره، كما قالت الخارجية التركية التي استدعت السفير الروسي للاحتجاج. وفي المقابل تحلى رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو بالتواضع في الرد، رغم التصعيد اللفظي أيضاً، والقول إن أنقرة «ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية، أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالها، وان القوات التركية لديها أوامر واضحة بالرد ولو كان طيرا محلقاً»، ليستطرد بالقول إنه «لا خلاف مع الروس بشأن الملف السوري».
ورغم أن أسراب «السوخوي» الروسية اختبرت في سماء لواء الاسكندرون، مدة يومين متتاليين، ردة فعل الأتراك والأطلسيين معاً، لم يرتق الرد الأطلسي - التركي إلى مستوى التحدي الروسي، الذي أرسل قاذفاته لمطاردة المجموعات المسلحة التي تعمل بإمرة الاستخبارات التركية، خصوصا أن عمليات الخرق لم تكن تستند إلى ضرورات تكتيكية يستدعيها ضرب الأهداف التي كان من الممكن للروس تدميرها عن بعد في جبل الزاوية، بواسطة الصواريخ الموجهة، من دون الاضطرار إلى المناورة في أجواء الاسكندرون، واستفزاز الأتراك الذي يبدو هدفا إضافيا للعملية التي كانت تعمل على ضرب معاقل المعارضة في جبل الزاوية، وتوجيه رسالة بحد ذاتها إلى الجانب التركي، الذي كان يعوّل على نشر مظلته السياسية والعسكرية في شريط داخل الأراضي السورية يحاذي الحدود والمعابر مع تركيا، لحماية المجموعات المسلحة التابعة له، بعد أن أوعز إليها في بداية الضربات الجوية الروسية أن تنقل إليها مستودعات الأسلحة والمقار، ريثما يتسنى للأتراك تنظيم هجوم مضاد وحدهم أو مع حلفائهم.
وتبدو معركة جبل الزاوية، التي اختارها الروس لاختراق الأجواء التركية، إستراتيجية، نظراً لما شكلته هذه المنطقة من حصن لمخازن الذخيرة ومستودعات الأسلحة في الجبال الحصينة القريبة من الحدود مع لواء الاسكندرون، والتي حشد الأتراك فيها أفضل الوحدات التابعة لهم، وانزلوا في خمس قرى منها مؤخرا الآلاف من مقاتلي وعائلات التركستانيين الصينيين.
أما الأميركيون فلا يراودهم أدنى ريب في طبيعة الرسالة الروسية الموجهة إلى الأطلسي والأتراك. إذ رأى مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن اختراق روسيا للمجال الجوي التركي على الحدود السورية كان ربما متعمداً. وقال «لا اعتقد أن هذا كان حادثاً. هذا يؤكد فقط قلقنا العميق إزاء ما يفعلون. كما يؤكد الشكوك في نواياهم، ويثير تساؤلات حول سلوكهم وتصرفهم بشكل مهني في الأجواء».
كما تحمل العملية رسالة سياسية مباشرة للقيادة التركية من الكرملين. إذ تأتي بعد ساعات فقط من تصريح اردوغان من أن بوتين «قد اخلف بما وعده بها خلال لقائهما الأسبوع الماضي في موسكو، وان لا مصالح مباشرة لروسيا في سوريا تبرر تدخلها، فهي لا تملك حدوداً مشتركة معها، فيما تملك تركيا 911 كيلومترا منها».
والأرجح أن الروس اعدوا للعملية منذ بداية انخراطهم في الحرب السورية، من خلال إرسال طائرات «سوخوي 30» الاعتراضية، التي تحمل تحت أجنحتها صواريخ من طراز «آر 26» يبلغ مداها 30 كيلومترا و»آر 73» التي يبلغ مداها 40 كيلومتراً. وهي طائرات تتفوق على أفضل ما يملكه سلاح الجو التركي من أسراب طائرات «اف 16» الأميركية، ما يعزز الاستنتاج بأن الروس قد اعدوا مسبقا العدة لتحييد الأتراك .
وبدا الأتراك في اختبار الخرق الجوي الروسي وحيدين، من دون دعم أميركي أو أطلسي حاسم. إذ ذكر بيان حلف شمال الأطلسي بان الأجواء التي اخترقتها المقاتلات الروسية هي أجواء الأطلسي. ودعا الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ «روسيا إلى احترام المجال الجوي للحلف الأطلسي كلياً وتفادي تصعيد حدة التوتر مع الحلف».
وفي مواجهة خرق الأجواء الأطلسية وشكوى الأتراك، لم يقدم الأميركيون أكثر من إعادة طلب التنسيق مع الروس في العمليات الجارية، مع تذكير وزير الخارجية جون كيري «انه كان بالإمكان إسقاط المقاتلة (الروسية)، وهو ما يؤكد الحاجة إلى التنسيق معا». وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلفاءها «قلقون جدا» من هذا التصرف.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن موسكو مستعدة لإقامة اتصالات مع «الجيش الحر» في سوريا، إن وجد هذا التنظيم على الأرض بالفعل.
وخلال زيارته إلى إسبانيا، شبّه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر محاولات موسكو لتعزيز وضع الأسد بأنها تربط نفسها بسفينة غارقة. وقال «بالقيام بهذا العمل العسكري في سوريا ضد أهداف لجماعات معتدلة، فإن روسيا تسببت في تصعيد الحرب الأهلية».
وتبدو عزلة الأتراك اكبر، إذ برغم الاستنتاجات أن الروس يعملون على فرض منطقة حظر طيران لمصلحتهم في الشمال، ومنع الأتراك من المناورة في المنطقة، إلا أن الأميركيين لم يغيروا في خططهم الجارية لسحب بطاريات صواريخ «باتريوت»، التي كان سيشكل بقاؤها، رسالة دعم لأردوغان، لا يرغب بها الأميركيون، فضلا عن أن أولوياتهم في هذه المرحلة لا تتعارض مع انخراط الروس في ضرب «داعش» في سوريا.
ووسعت الطائرات الروسية من عملياتها، مستهدفة للمرة الأولى دمشق وتدمر وحلب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف، في بيان، إن الطائرات قامت بـ15 طلعة جوية، واستهدفت 10 مواقع لتنظيم «داعش».
وقال إن «طائرة دمرت مقرا ومركز قيادة لمسلحي «داعش» في ضاحيتي دير حافر والباب بريف حلب، كما تم تدمير نحو 20 دبابة استولى عليها المسلحون من الجيش السوري. ودمرت طائرات في منطقة أحراش قرب مدينة إدلب نحو 30 وحدة من العربات والمعدات المدرعة، بما في ذلك دبابات».
وأضاف «كما استهدفت الطائرات الحربية في شرق ريف حمص، ليس بعيدا عن مدينة تدمر، منطقتين تتمركز فيهما معدات لداعش. وفي منطقة تدمر هاجمت الطائرات مواقع مدفعية تابعة لإحدى مجموعات داعش ودمرت ثلاث منصات صاروخية ومستودع ذخائر ميدانيا، كما استهدفت في المنطقة نفسها تجمعات معدات هندسية للمسلحين انتزعوها من الجيش السوري سابقا ما أدى إلى تدميرها».
وتابع «شنت 4 طائرات غارات على نقطتي سيطرة واتصالات للإرهابيين واقعتين في جبل بترا، وكذلك مقرا لمسلحي داعش في جبال بريف دمشق، ما أسفر عن تدميرها بالقنابل الموجهة».
وكانت وزارة الدفاع أعلنت عن استهداف مراكز للتنظيم في الرستن وتلبيسة في محافظة حمص، وطالت في ادلب معسكر تدريب في جسر الشغور ومواقع في منطقة جبل القبة. كما استهدفت مركزا قياديا في محافظة اللاذقية.
***
* ديبلوماسي روسي: التقدّم البرّي بعد إنهاك المعارضين
نقولا ناصيف ـ "الاخبار"
رسم التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية خطوطاً حمراً جديدة، لم يعد في استطاعة التحالف الغربي المناوىء لنظام الرئيس بشار الاسد تجاوزها. وقد يتعين عليه مساكنتها ربما، الى ان يفرض على تلك الحرب صدمة معاكسة
شأن كل صدمة تضرب المنطقة، يتسابق فريقا 8 و14 آذار على المغالاة في التوقع والاجتهاد والرهان على تطورات في الداخل، تجعله على صورة ما يحدث في الخارج. فيكون ثمة رابح وخاسر. هكذا يتربصون بما بعد الصدمة الروسية.
ذاك ما عناه مرة تقدم نظام الرئيس بشار الاسد والجيش في حرب سوريا، ثم عناه تقدم المعارضة. عنته حرب اليمن حينما زحف الحوثيون، ثم بعدما انكفأوا.
كذلك قبل اتفاق فيينا بين ايران والغرب عندما قيل بضربة عسكرية قاصمة الى الجمهورية الاسلامية وبرنامجها النووي، ثم مرحلة ما بعد الاتفاق. صح الامر ايضاً حينما جزم فريق لبناني بحتمية ضربة عسكرية اميركية لنظام الرئيس السوري اثر الحديث عن استخدام السلاح الكيميائي، ثم قيادة موسكو وساطة افضت الى تسوية قضت بتدمير هذا السلاح. في كل مرة اصابت صدمة الحرب السورية، تمددت ارتداداتها الى مخيلة الافرقاء اللبنانيين وأوهامهم وتوقعاتهم بأن ثمة رابحاً مؤكداً في الداخل، على صورة الرابح المؤكد في الخارج. بيد ان شيئا من ذلك كله لا يبصر النور.
لم يختلف الامر تماما منذ دخول موسكو طرفا عسكريا في الحرب السورية في 30 ايلول الفائت مع تشعب الاجتهادات، تارة بقول فريق انها اغرقت نفسها في وحول الحرب بين نظام الاسد ومعارضيه، وقول فريق آخر ان الضربات الروسية شبه اليومية مذ ذاك تتوخى قلب موازين القوى العسكرية التي شهدت في الاشهر الاخيرة تقهقرا للنظام والجيش رأسا على عقب بغية ترجيح الكفة له مجددا. لكن سجالا كهذا من الشرفة يطل به اطراف 8 و14 آذار لن يكون كافيا لتقدير ماذا يتوقعون من الدور الروسي، العسكري الصارم بعد السياسي غير المتهاون، في سوريا في المرحلة المقبلة.
في لقاء خاص في منزل مسؤول لبناني سابق، حدّد ديبلوماسي روسي في بيروت ملامح الدور الجديد لبلاده بشقيه العسكري والسياسي في طريق الوصول الى ما تقول به موسكو، وهو تسوية النزاع في سوريا. ابرز الديبلوماسي الروسي امام محاوريه الملاحظات الآتية:
1 ــــ تدعم روسيا نظام الاسد والتغيير في سوريا في آن، وتصر على ان يترك الاسد السلطة عندما يطلب منه السوريون ذلك، لا عندما تطلب الولايات المتحدة او الدولتان العجوزان فرنسا وبريطانيا. ما تقوله موسكو انها مستعدة للبحث في الحل السياسي، لا في تغيير الاشخاص الذين يُبت مصير بقائهم او رحيلهم في ضوء ما يريده السوريون، عملا بآلية سياسية تقودهم الى نظامهم الجديد.
2 ــــ روسيا في سوريا لأن تركيا وقطر والسعودية واوروبا الغربية فيها تقاتل الاسد وتريد اسقاط نظامه. يقول الديبلوماسي الروسي ان ثلاثة انظمة عربية تهاوت هي الرؤساء حسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح، وكانوا اقرب الى واشنطن منهم الى موسكو، الا انهم انهاروا لأن الاميركيين قالوا ان عليهم ان يرحلوا. اسلوب كهذا لا تقر به موسكو، اذ يصفه الديبلوماسي بأنه اشبه بـ «كاوبوي».
3 ــــ بالتأكيد أتت القوات الروسية الى سوريا لدعم نظام الاسد، ولم تتردد في تسليم الجيش السوري سلاحاً متطوراً وذكياً يتدرب عليه في الوقت الحاضر، توطئة لاستخدامه في المعارك الضارية التي ستؤدي، في اعتقاد المتحدث الروسي، الى تغيير مجرى الحرب.
4 ــــ لم يكن سلاح الجو الروسي يعتزم ضرب تنظيم «داعش» خارج «سوريا المفيدة» الواقعة غرب خط حلب ــــ درعا، الا انه فعل بعد تصاعد حملة الاعلام الغربي وغارات التحالف على شرق البلاد، فقصف في الرقة. في غرب خط حلب ـــ درعا يقيم في «سوريا المفيدة» 75% من السكان، و85% من الناتج القومي، في حين تقيم الصحراء في شرق هذا الخط. تالياً، فإن ما تعنيه المحافظة على نظام الاسد حماية المناطق الواقعة في هذا الخط في الوسط، امتداداً الى الجنوب والساحل غرباً. على ان الغارات المتتالية، تبعا لما يتوقعه الديبلوماسي الروسي، تمهد بعد انهاك معارضي الاسد، الى اي فريق انتموا، لتقدّم الجيش برا مستعينا بمقاتلين ايرانيين وحزب الله للسيطرة عليها تماما.
5 ــــ ما تبدو موسكو مستعدة للقيام به في الوقت الحاضر، بالتزامن مع العمليات العسكرية، التعاون مع واشنطن والغرب لمساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي، وستكون هي الطرف الآخر المعني بارساء التسوية، بعدما اخلت المواقف الاخيرة لمرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي ساحة التفاوض لموسكو على اثر اعلانه ان طهران لن تفاوض واشنطن حول سوريا.
6 ــــ ليس الروس هم المتضررين من اللجوء والنزوح السوري الكثيف الى القارة الاوروبية، بل دولها التي تشكو من عبئهم وتعجز عن استيعاب اعدادهم. تاليا تعتقد موسكو، في رأي الديبلوماسي، ان الغرب هو الاكثر اهتماما بتسوية النزاع سياسيا لوقف الحرب ومن ثم موجات التدفق المشروع وغير المشروع على اراضيه. الا ان تسوية كهذه يقتضي ان تأخذ في الاعتبار جلوس الاسد الى الطاولة، لا عليها.
تعليق