20/3/2014
* الاسد : استهداف المعلمين والمدارس يكشف حقيقة الذين يشنون الحرب على سوريا

قال الرئيس السوري بشار الاسد ان “استهداف المعلمين والمدارس يكشف حقيقة الذين يشنون الحرب علي سوريا، ويؤكد ان السوريين يخوضون حربا ضد الجهل والافكار الظلامية التي تهدد مجتمعهم واجيالهم المقبلة”.
ونوه الرئيس السوري خلال استقباله والسيدة اسماء الاسد عددا من المعلمين بمناسبة عيد المعلم، “بشجاعة المعلمين الذين لم ترهبهم تهديدات المجموعات الارهابية وادركوا بحسهم الوطني والانساني العالي ان من هددهم يريد ايقاف عجلة التعليم في سوريا عبر حرمان الطلاب من تلقي العلم والمعرفة واغراقهم في ظلام الجهل لذلك اصروا على مواصلة اداء رسالتهم وخدمة وطنهم”.
وهنأ جميع المعلمين بعيدهم، ونوه بالتضحيات الكبيرة التي قدمها القطاع التربوي في سوريا خلال الازمة.
من جانبها شددت السيدة أسماء على أن دور المعلمين بعد الأزمة لا يقل أهمية عما قاموا به خلال الأزمة وتقع عليهم وعلى الأسرة مسؤولية توعية الأجيال القادمة وتنشئتها بالشكل الصحيح وحمايتها من الجهل.
ثم تبادل الرئيس الأسد والسيدة أسماء الأحاديث مع المعلمين الذين أكدوا أنهم كغيرهم من أبناء سورية مستمرون في أداء واجبهم ومواجهة الإرهاب والجهل مهما بلغ حجم التهديدات وشكروا الرئيس الأسد والسيدة أسماء على الاهتمام الكبير الذي يوليانه للتعليم والمعرفة.



***
21/3/2014
* الفرار الكبير من قلعة الحصن بداية نهاية «الجبهة اللبنانية»

لم ينه الجيش السوري بعد وجود المعارضة المسلحة في المناطق الحدودية المحاذية للبنان، لكنه وضع حداً للتهديد الاستراتيجي الذي كان يشكله العمق اللبناني للتوازن العسكري في الداخل السوري. بعد معارك القلمون، وريف حمص الغربي، بات واقعياً الحديث عن إقفال الحدود اللبنانية ـ السورية في وجه المعارضة
مرح ماشي/الاخبار
عملياً، بات جائزاً القول إن الجيش السوري بدأ يضع اللمسات الأخيرة على عملية إقفال الحدود اللبنانية ــ السورية في وجه المسلحين. لا أحد يمكنه إقفال حدود مئة في المئة. لكن بدل أن تكون الأبواب مفتوحة على مصراعيها، ستتحول الحدود إلى ثقب في جدار، يمكن استغلاله لتنفيذ عمليات، لكن لا يمكن الاستناد إليه لتعديل موازين القوى في الداخل السوري، أو تشكيل تهديد استراتيجي على الدولة في دمشق. فبعد القصير التي حررها الجيش السوري وحزب الله بالقوة، أتى دور منطقة تلكلخ التي جرى تحييدها بالمصالحة. وبعدهما حان دور القلمون المحاذي للبنان. المعركة التي يخوضها الجيش السوري وحلفاؤه هناك يراد منها إقفال الحدود التي محاها المسلحون بين ريف دمشق والبقاع اللبناني.
كان المسلحون المعارضون ينقلون السلاح من لبنان إلى حمص وريف دمشق، ويستخدمون لبنان كقاعدة خلفية لعملياتهم التي أدت في مرحلة معينة من الصراع إلى السيطرة على مناطق شاسعة من الأراضي السورية المحاذية للحدود. في القلمون، بدأت نهاية اعتماد المعارضة على العمق اللبناني، بحسب مصادر عسكرية ميدانية. وهذه العملية استكملت أمس في ريف حمص الغربي، حيث تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على قرية الحصن وقلعتها الشهيرة، ليقطع بذلك آخر شريان حيوي للسلاح والمسلحين بين منطقة عكار اللبنانية ومحافظة حمص السورية.
وبحسب مصادر سورية رسمية، فإن عمليتي القلمون وريف حمص ستستتبعان بحسم الامر في منطقة الزبداني (ريف دمشق الغربي) المحاذية بدورها للبنان. وبذلك، يكون الجيش قد أنهى (إلى حين بروز تطورات أخرى على الأقل) تهديد العمق اللبناني لموازين القوى العسكرية السورية.
يصعب الحديث عن منطقة سورية، عسكرياً، من دون وصفها بـ«الاستراتيجية». إما لأنها قريبة من العاصمة، أو بسبب مجاورتها لمراكز عسكرية حساسة، أو لأنها تقطع أوصال البلاد، أو لأنها ممر للتسليح من الخارج… واعتاد السوريون طوال السنوات الماضية تقييم المناطق وفقاً لهواهم السياسي، ولمن يسيطر عليها. أنصار النظام يبخّسون قيمة كل منطقة تسقط بيد المعارضة، ويرفعون من أهمية أي منطقة يستعيدها الجيش، والعكس على ضفة المعارضة صحيح.
لكن التقييم «الموضوعي» لا يمكنه تجاهل أهمية المناطق التي سيطر عليها الجيش خلال الأيام الماضية، وآخرها أمس في قرية الحصن وقلعتها الأثرية، في ريف حمص الغربي. البلدة قريبة من الحدود اللبنانية. تُرى بالعين المجردة من بعض مناطق عكار، وقريبة من الطريق الدولي بين حمص وطرطوس. وهي آخر ما بقي تحت سيطرة المسلحين في ريف حمص الغربي. أكثر من عصفور بحجر واحد أسقطها الجيش أمس، أبرزها: إقفال آخر منافذ المسلحين بين لبنان ومحافظة حمص، وتأمين ما بعد مدينة حمص من طريق حمص ـــ طرطوس، والتفرغ لقتال المسلحين داخل مدينة حمص أو في ريفها الشمالي، وتحديداً في مدينة الرستن…
بسهولة غير متوقعة سقطت قلعة الحصن، الجاثمة كنقطة تهديد على كتف وادي النصارى. مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» أن سبب الحسم السريع يعود إلى التخطيط المحكم للعملية العسكرية التي لم تتوقف أبداً بعد التقدم في بلدة الزارة المجاورة قبل أسبوعين. وللمرة الأولى، في جميع معارك حمص وريفها، يترك المسلحون وراءهم الآليات والذخائر التي كانوا قد سرقوها من الجيش في معارك سابقة، بحسب المصدر. «لم يعد لهم من منفذ آخر على الأراضي السورية ليتحصّنوا به، وينقلوا إليه أسلحتهم وما يعينهم على الاستمرار في القتال»، يضيف المصدر ذاته. ويقول: «وجهتنا القادمة حمص القديمة». مقومات نجاح العملية العسكرية في الحصن تعود، بحسب المصدر، إلى «التقدم الميداني الذي يحققه الجيش معركة بعد أُخرى، فالانتصارات تزيد أعداد الجنود المشاركين في المعارك التالية». 400 مسلح هارب من البلدة باتجاه الحدود اللبنانية سقطوا في كمين نصبه جنود الجيش السوري لهم في قرية عناز، وأدى امتداد الاشتباكات ليل أول من أمس إلى قطع أوتوستراد حمص ـــ طرطوس لفترة قصيرة. وعُرف من القتلى الناشط الإعلامي لؤي تركماني، فيما مثّل مقتل اللبناني خالد الدندشي، أحد قياديي «جند الشام» في ريف حمص الغربي، نهاية المعركة بالنسبة إلى الضباط السوريين.
وأكد مصدر ميداني لـ«الأخبار» صحة المعلومات حول مقتل أمير تنظيم «جند الشام» في الحصن «أبو سليمان الطرابلسي». المصدر الميداني أوضح أن الجنود السوريين لم يفاجأوا بتسليم المسلحين أنفسهم على مدار الأيام الماضية، إذ إن تأمين ممرات هربهم كان المطلب الوحيد لهم عبر الهواتف اللاسلكية. أما عن الكمين الذي استهدف الهاربين من المسلحين ليل أول أمس، فيشير المصدر إلى أن عدد القتلى بلغ نحو 50 شخصاً، فيما فرّ الباقون حاملين جرحاهم إلى الأراضي اللبنانية. قوات الجيش السوري عثرت على مخازن لكميات هائلة من الذخيرة داخل القلعة الأثرية التي استخدمها المسلحون كمرصد عسكري. التحصّن في القلعة كان يكشف تحركات الجيش والدفاع الوطني في وادي النصارى وأوتوستراد حمص ــ طرطوس.
الاحتفالات قائمة في الوادي، إذ لا قنص بعد اليوم، ولا عمليات خطف أو تسلل بعد سقوط قلعة الحصن والقرى التي تحصّن فيها المسلحون طوال سنتين، وانتهى الأمر بها إلى رفع العلم السوري أخيراً. أهالي الوادي خرجوا في مواكب سيارة «تعبيراً عن فرحتهم بالانتصار الكاسح للجيش السوري»، بعد معاناتهم طويلاً، وكثرة شكاويهم في الفترة الأخيرة من مجازر ارتكبت في حق أبنائهم.
***
* إسرائيل ورياح الشمال

ابراهيم الأمين/الاخبار
«لم يعد مبالغاً فيه الحديث عن جبهة انبعثت الى الحياة في الشمال». العبارة لمعلق في جريدة «هآرتس»، تعقيباً على التطورات الامنية في مزارع شبعا والجولان المحتلين. ربما هي العبارة الأدقّ توصيفاً لواقع الحدود عند مثلث لبنان ـــ سوريا ـــ فلسطين المحتلة.
منذ سنة وأكثر، تضع إسرائيل تقديرات للجبهة الشمالية، خلاصتها أنها لم تعد مقيّدة الحركة. لكنها لم تصبح طليقة اليدين. التقديرات تستند، بقوة، إلى اقتناع العدو بأن بشار الأسد في سوريا ومعه حزب الله في لبنان ومن خلفهما إيران، غير معنيين بفتح جبهة مع إسرائيل بسبب انشغالهم بالأزمة السورية الداخلية المفتوحة. وقد تعزز هذا التقدير خلال العام الأخير، بعدما قامت إسرائيل بغارات على مواقع عسكرية سورية، من دون أي ردّ من جانب دمشق.
وإسرائيل التي تتصرف مثل ولد مدلل، وجدت أن من المناسب لها تكريس قواعد مشابهة مع لبنان. لكن التقدير نفسه تعرض لاهتزاز كبير بعد غارة شباط الماضي على موقع لحزب الله عند الحدود اللبنانية ـــ السورية.
مشكلة إسرائيل ليست فقط في تقديرها الخاطئ لطبيعة رد فعل الحكم في سوريا أو حزب الله على تحرشاتها المستمرة، بل في اعتقادها بأن الامور قابلة للاحتواء إن هي قررت التصرف من طرف واحد. صحيح أن قوات العدو قصفت مواقع سورية قبالة الجولان المحتل، لكن إسرائيل تعي أن هذا القصف لن يغير من الوقائع الجديدة شيئاً. الرسالة النارية الحاسمة التي وصلتها على مدى أيام تقول مباشرة: لم يعد مسموحاً الذهاب بعيداً في تفسيرات من جانب واحد لواقع الأرض. ربما كانت إسرائيل بحاجة الى لفت انتباه عملاني، قام به حزب الله بطرق مختلفة. لكنه لفت انتباه لا يقتصر على صراخ أو كلمة نابية، بل على طريقة «فرك الأذن»، الأمر الذي يجبر إسرائيل على خيارات محصورة: كتم الوجع، الصراخ من أجل فض المشكلة، أو الرد بضربة من تحت الحزام تجبر الطرف الآخر على التراجع.
عملياً، جرّبت إسرائيل حظها بقصف موقع المقاومة عند الحدود البقاعية مع سوريا. لم تتجاهل بيان حزب الله المؤكد لحق الرد وحتميته. لكنها لم تكن تعرف أين وكيف سيكون. ثم دارت العجلة: قصف صاروخي على موقع قرب جبل الشيخ. محاولة زرع عبوة عند حدود الجولان المحتل. لم يعلن حزب الله المسؤولية، لكن إسرائيل اتهمته، وأملت يومها أن يكون هذا هو ردّ حزب الله. وفي هذه الحالة، هي قادرة على استخدام «مجال النفي»، وبالتالي إقفال اللعبة. لكن على أساس أن الرد باهت، وهو دليل ضعف، وعندها سيتعزز تقدير العدو بإمكانية تغيير قواعد اللعبة.
حزب الله يعرف إسرائيل جيداً. صار يعرف فيها أكثر من اللزوم. ويعرف أكثر متى تتلقى الرسالة جيداً، ويساعدها على هضمها وحتى جرها من يدها لكي تعمل بموجبها. هنا، بدا التلميذ الإسرائيلي بحاجة الى الوجبة الثانية: وحدة كوماندوس خاصة من حزب الله تتقدم داخل مزارع شبعا المحتلة. تتجاوز كل الإجراءات، وتزرع عبوتين. واحدة تفجر لدى مرور دورية قيادة، وثانية تترك للجنود كي يعثروا عليها في وقت لاحق. طبيعة العبوة وقوتها وعصفها، وطبيعة العبوة الثانية، جرى ترتيبهما داخل صندوقة بريد خاصة لكي تعرف إسرائيل هوية المرسل. شعرت إسرائيل بالحرج. ردّت بضربة في الهواء على نقطة في العديسة. لكنها كانت تأمل أيضاً أن يكون الرد قد اكتمل.
فجأة، جاءت عبوة الجولان. عبوة معدّة بإتقان كما قال الإسرائيليون، وإصابات غير قاتلة تزيد من عناصر الريبة. والاتهام هذه المرة لا يمكن حصره بحزب الله، أو بصورة أدق، لا يمكن الجزم بأنه حزب الله. لكن الفحص لا يعني أن إسرائيل قادرة على الصمت. فردّت بقصف مواقع للجيش السوري، محمّلة إياه مسؤولية العمل.
ردّ فعل العدو ترافق مع كلام واضح لقياداته ومصادره الأمنية، بأنه لا يمكن اتهام معارضي الاسد بالوقوف خلف الهجوم. الكل بات يعرف أن إسرائيل تريد حصتها من الازمة السورية. خشيتها من فوضى الحدود لم تدفعها الى إجراءات خاصة. يقول قادتها إنه خلال ثلاث سنوات، وبعد وجود المسلحين المناهضين للحكم السوري قريباً من الجولان، لم يحصل أن تعرضت إسرائيل لأي خطر. لكنها، اليوم، تجد أن هناك من يفتح الباب أمام حرب استنزاف تعيدها الى زمن الوحل اللبناني، أو حتى الى ما سبق حرب تشرين عام 1973.
ماذا لو أجملنا الامر بطريقة تفيد من يريد الاستفادة؟
إسرائيل تقرّ بأن قتال حزب الله في سوريا لدعم الحكم المساند له. يعني أن إسرائيل مدركة أن حزب الله يقاتل لحماية مقاومته. وإسرائيل ترى أن الأسد غير قادر ـــ وليس غير راغب ـــ بالرد على هجماتها، لأنه مشغول بالمعركة الداخلية. وبناءً على هذا المنطق، فمن الافضل للعدو، كما لمن يهمه الامر، التصرف، على أساس أنه يوماً بعد يوم، ستكون إسرائيل أمام مشكلة أكبر على جبهتها الشمالية. صحيح أن سوريا والمقاومة ليستا راغبتين في حرب، لكن من الخطأ الاعتقاد بأنهما لا تملكان قوة خوضها.
ثمة خطأ هائل ارتكبه حلفاء إسرائيل في الغرب وفي المنطقة، أدى الى إزالة كل موانع توحّد الجبهة السورية ـــ اللبنانية في مواجهتها.
***
* الراي: الأسير حي مع أنصاره في عرسال

نقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن قياديين في غرفة العمليات المشتركة للجيش السوري و”حزب الله” ان قواتهما “أكملت سيطرتها على رأس العين، جنوب غرب مدينة يبرود وأقفلت الطريق بين رأس العين ورأس المعرّة التي تمثل الهدف الثاني لهجوم قواتنا بعد رأس العين”.
وقال هؤلاء ان “العمليات العسكرية في منطقة القلمون ما زالت مستمرة للسيطرة على مدينة فليطا، شمال غرب يبرود لتستكمل قواتنا المهاجمة إحكام القبضة تماماً على منطقة يبرود”، مشيرين الى ان “قواتنا تمطر في الوقت عينه مدينة رنكوس بالقذائف الصاروخية حيث انسحب اليها العدد الأكبر من المسلحين الذين هربوا من يبرود”.
ولفت القياديون في غرفة العمليات المشتركة الى ان “رنكوس تُعتبر المدينة الأكبر في القلمون بعد يبرود، ويوجد فيها عدد كبير من المسلحين يُعدون بالآلاف”، كاشفين عن ان “الهجوم على رنكوس سيبدأ نهاية هذا الشهر او مطلع الشهر المقبل على أبعد تقدير. وبالسيطرة عليها ستُقفل في وجه المسلحين الممرات الحدودية بين لبنان وسورية، اي الممرات الشرعية وغير الشرعية”، مشيرين الى ان “هذا الواقع سيجعل بلدة عرسال اللبنانية الملجأ المثالي للمسلحين، وخصوصاً جرودها الشاسعة، وبهذا يكون الجيش السوري وحزب الله استكملا سيطرتهما على الحدود السورية-اللبنانية بدءاً من اللاذقية مروراً بتلكلخ وصولاً الى منطقة الزبداني”.
وتحدّث القياديون عن تقارير أمنية تشير الى ان أحمد الاسير “الذي كان موجوداً في يبرود قبل السيطرة عليها ما زال على قيد الحياة وهو انسحب من تلك المنطقة ولجأ الى المخيمات السورية في منطقة عرسال مع بعض مناصريه”.
وأشارت التقارير الامنية الى انه كان للاسير نصيب من الفدية التي تسلمتها “جبهة النصرة” في صفقة إطلاق راهبات معلولا اخيراً، موضحة ان “من غير المتوقع ان يتم البحث عن الأسير في الوقت الراهن او ان يكون له اي دور قريباً، كما ان من غير المستبعد عودته الى الظهور مجدداً لإعادة تنظيم صفوف أنصاره بعد الهزيمة التي مني بها المسلحون في يبرود وعلى رأسهم جبهة النصرة وانسحاب جزء منهم في اتجاه حمص وجزء آخر في اتجاه عرسال والجزء الاكبر في اتجاه رنكوس”.
وتوقع القياديون ان”تتم السيطرة على رأس المعرة نهاية الاسبوع المقبل بعد ان يجري حسم الموقف في محيطها، خصوصاً منطقة التواصل بينها وبين رنكوس”.
***
* من هو اللبناني أمير “جند الشام” في قلعة الحصن؟

قتل أمير جند الشام في قلعة الحصن اللبناني “خالد المحمود” المعروف بـ”أبو سليمان الدندشي” خلال معارك قلعة الحصن في سوريا.
فمن هو خالد المحمود وكيف انتهى به الأمر أميراً لـ”جند الشام”؟
فيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=1aZ9KWPTLqQ
***
* الأردن ـ سوريا، وبالعكس!

ناهض حتر/الاخبار
أعلن الجيش الأردني، أمس، أنه تصدى لمحاولة تهريب أسلحة وحبوب مخدّرة في سيارتين، دمّر احداهما واستولى على الثانية. هل هي عملية تجّار أم عملية إرهابيين؟ على كل حال، التهريب التجاري والإرهابي، متداخلان؛ السلاح متوفر بكثرة في جنوب سوريا، ويؤشر الانخفاض غير المسبوق في أسعاره في السوق الأردنية السوداء، أن عمليات التهريب لا تفشل دائماً.
أسلحة وحبوب كبتاغون (رفيقة الثوار الاسلاميين!) وتهريب؛ هذه هي عناوين «الثورة» السورية في الجوار. وهي تنتقل ــــ وستنتقل ــــ إلى الداخل الأردني، إلا إذا جرى تغيير السياسات الغامضة التي تتبعها السلطات الأردنية إزاء سوريا، نحو تعاون جدي ومخلص بين البلدين.
يبذل الجيش الأردني جهوداً حثيثة لمنع التسلل الإرهابي في الاتجاهين؛ إلا أن هناك معابر عدة مفتوحة، بعضها علني بحجة الواجب الانساني لاستقبال لاجئين، وبعضها يتم استخدامه تحت إشراف قوى غامضة لإرسال مسلحين. لكن مخيم الزعتري للاجئين السوريين يكشف أن الحدود، في كل الأحوال، غير مضبوطة إلى حد بعيد. فالعديد من مقاتلي الجماعات المسلحة في جنوب سوريا، يقضون إجازات علنية لدى زوجاتهم وعائلاتهم في المخيم الذي تحوّل بلدة مستقلة «ذات حكم ذاتي»، عصي على الإدارة الأمنية والبلدية. وتتحدث تقارير صحافية عن تكوّن مناطق تجارية داخله، بلغ خلوّ المحل (من الصفيح) فيها، أكثر من سبعة آلاف دولار.
كانت السياسة الأردنية الرسمية إزاء اللجوء السوري، منذ البداية، مسيّسة ويكتنفها الغموض في الدوافع والإجراءات؛ فبينما جرى، في فترات عدة، منع دخول السوريين إلى البلاد عبر المنافذ الشرعية، كان يتم تسهيل استقبال لاجئين من دون أوراق ثبوتية عبر المنافذ غير الشرعية! ولطالما تم تبرير هذا التناقض بالقول إن اللاجئين غير الشرعيين يلجأون إلى الحدود الأردنية تحت النار وهرباً من معارك دائرة، مما يجعل البعد الإنساني حاكماً. وربما يكون ذلك صحيحاً بالنسبة لبضعة آلاف على مدار السنوات الثلاث الماضية، لكن، بالنسبة الى مئات الآلاف من اللاجئين غير الشرعيين، يمكن القول إنهم قدموا وفق ترتيبات مع «الجماعات المسلحة» المعتمدة لدى الأمن الأردني أو حتى وفق ترتيبات شبكات مهربين.
من المدهش أن يقوم «لاجئون» فارّون من جحيم الحرب، بالذهاب والإياب والقيام بعمليات تجارية وقضاء الإجازات عبر الحدود! في الواقع، يمكن النظر إلى مخيم الزعتري كقاعدة مدنية خلفية للمعارضة المسلحة. ولعل هذا هو الأساس في إنشائه، بالإضافة إلى تأليف عنوان جديد للحصول على المساعدات. وعلى الهامش، كانت ولا تزال هناك أجندة فرعية ترتبط بمشروع الوطن البديل؛ فاللجوء من دون وثائق سمح بقدوم الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى سوريا، إلى الأردن.
منذ البداية، كان هناك اقتراح وطني وقانوني وإنساني وكريم معاً، وهو المتمثل باستقبال الأشقاء السوريين عبر المنافذ الشرعية، ومن دون بناء مخيمات، والسماح لهم بالإقامة والعمل الخ وشمولهم بالخدمات العامة. وهو ما حصل بالفعل بالنسبة لقسم منهم، وكان يمكن أن يحصل لمعظمهم، لكن حكاية المخيمات تم افتعالها لأسباب سياسية وأمنية، مما أدى إلى وضع البشر في شروط غير ملائمة، من جهة، وخَلَقَ، من جهة أخرى، منطقة سكانية كثيفة، بل مدينة عشوائية دائمة، سيعاني منها الأردن، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، ما لم تبادر الحكومة الأردنية إلى التفاهم مع نظيرتها السورية، للتوصل إلى حل. والحل يبدأ من انهاء أي شكل من أشكال التورط السياسي أو الأمني في الصراع السوري؛ فالاعتقاد بإمكانية التحكّم بحركة التسلل الإرهابي وتهريب السلاح وحسابات اللجوء، هو اعتقاد واهم؛ الحدود تخرج، واقعياً، عن السيطرة، والتغذية الإرهابية هي، بطبيعتها، تغذية راجعة؛ إنها تتحرك في بيئة حاضنة لا يمكن ضبطها. وبينما تظهر التطورات أن الجيش العربي السوري سائر نحو بسط سيطرته في محافظة درعا قريباً، فإن أحداً من المسؤولين الأردنيين لم يتوقف للتفكير في ما جرى ويجري في يبرود؛ فآلاف المقاتلين ــــ وبينهم محترفون إرهابيون عتاة من المتمركزين في جنوب سوريا الآن ــــ سيفرّون إلى الأردن عبر مسالك يعرفونها واعتادوا على استخدامها. وبالنتيجة، فإن السياسات الغامضة، مهما كانت الترتيبات مُحكمةً، ستنتهي إلى فوضى.
ربما يكون الخلاف السعودي ــــ القطري قد جاء في موعده بالنسبة للعلاقات الأردنية ــــ السورية؛ فمع تضاؤل احتمالات تطبيق خطط عدائية جديدة نحو جنوب سوريا، وانخفاض مستوى الضغوط على القرار الأردني، يمكن لعمّان ودمشق التفاهم حول ترتيبات تشمل الحدود والمعابر غير الشرعية والتهريب ومحاصرة المسلحين ومعالجة مشكلة اللاجئين. الأردن وسوريا دولتان مركزيتان، ويمكنهما التوصل إلى صيغ ميدانية جريئة وواقعية، وتطبيقها من دون إبطاء؛ إنما على السلطات الأردنية أن تواجه، الآن، لحظة الحقيقة، والاختيار: حزمة أزمات أو حزمة حلول.
***
* التغيير في المشهد السوري

غالب قنديل/الشرق الجديد
توقفت وسائل الإعلام الغربية أمام الانهيارات السريعة في معاقل الجماعات المسلحة خلال معركة يبرود وقد ألمح بعضها لتساقط الخطوط الحمراء الإسرائيلية والأميركية على يد الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله بينما ذهب بعض المحللين الغربيين أبعد من ذلك إلى التنبؤ بقرب انتصار الرئيس بشار الأسد وحلف المقاومة في المنطقة وهو ما نقل عن مدير المخابرات المركزية الأميركية في تقريره امام مجلس العلاقات الخارجية بينما توقع باحث سعودي ان يحمل باراك اوباما إلى الرياض دعوة للتهيؤ للتعايش مع فكرة انتصار الأسد وفشل الحرب على سوريا.
أولا تشير الوقائع إلى تراكم تحولات كبرى في الميدان لصالح الدولة الوطنية السورية واستعصاء جميع محاولات التأثير في البيئة الإقليمية لتفعيل العدوان على سوريا في فصله الجديد وخصوصا الفصل الإسرائيلي السعودي الأخير الذي انطلق تحت عنواني الجبهة الجنوبية والشريط الحدودي.
1- نجحت الدولة الوطنية السورية في استثمار المناخ الشعبي المتحول في جميع انحاء سوريا بتوليد دينامية قوية لعمليات إلقاء السلاح من خلال قرارات العفو الرئاسية والمصالحات التي أدت في جميع المحافظات السورية إلى خروج آلاف السوريين المتمردين من صفوف العصابات التي تقاتل ضد الدولة وقواتها المسلحة وخصوصا في محيط العاصمة دمشق وأريافها.
2- أدت الهزائم العسكرية وحالة المأزق السياسي الذي استغرقت فيه الجماعات المناوئة للدولة وحالة الاقتتال الداخلي بين العصابات التكفيرية والمتطرفة إلى بداية حركة هجرة آخذة بالتوسع في صفوف العناصر التكفيرية الأجنبية الموجودة في سوريا وهذا ما وصفته تحقيقات نشرتها مؤخرا صحف بريطانية واميركية عديدة.
3- نجحت الدولة الوطنية السورية في ملاقاة رغبة السوريين باستعجال الحلول السياسية وحققت إنجازا كبيرا في مباحثات جنيف بظهورها من خلال الوفد السوري المفاوض كممثل لإرادة الخلاص والحل السياسي الاستقلالي في سوريا بينما فضحت وبالوقائع ارتهان الائتلاف كواجهة عميلة للأجنبي وهذا ما ضاعف من حجم المساندة الشعبية للدولة.
4- تراكم المزيد من عناصر الصورة القبيحة للجماعات المسلحة من خلال انفضاح ارتباطها بإسرائيل وبمشاريعها في الجولان وعبر المزيد من جرائم التكفيريين وبربريتهم كما تظهرها الوقائع والانكشاف السريع لما يسمى بالجبهة الإسلامية من خلال مذابح عدرا.
5- تمكن حلف المقاومة من تسديد رسائل رادعة وقوية للعدو الإسرائيلي من غزة إلى الجولان ومزارع شبعا وفرض قواعد اشتباك جديدة من خلال إسقاط الخطوط الحمراء الوهمية التي سعت إسرائيل عبرها لحماية الجماعات التكفيرية ومنع سحقها على الخارطة السورية.
ثانيا استنفذ زخم الحكومات المتورطة في العدوان على سوريا وتكرس انصرافها إلى أزمات وأولويات مصيرية تتعلق بمصالحها الإقليمية وبمكونات وجودها ودورها احيانا وهذا ما ينطبق على كل من السعودية وتركيا وقطر التي دخلت جميعا في منازعات ومساجلات وتبادل اتهامات بالمسؤولية عن الفشل في سوريا وذهبت صراعاتها إلى ما هو أبعد من ذلك بينما لدى كل منها مايكفي من المتاعب الإقليمية والداخلية التي لم يبق معها الزخم السابق لطاقتها المكرسة للتدخل في سوريا الذي لم يعد يتميز بكونه الأولوية المطلقة لتلك الدول مع تفاقم حالة العجز والهزيمة امام الدولة الوطنية وحلفها المقاوم في المنطقة ويمكن القول بكل بساطة إن جميع الحكومات المتورطة في العدوان الاستعماري على سوريا قد أصابتها اللعنة السورية وتفاقمت اضطراباتها الداخلية وباتت بحكم المهددة بما هو ادهى نتيجة عناصر التأزم الداخلي والتراجع الإقليمي بفعل عجزها عن هز الدولة الوطنية السورية والنيل من قوتها ومن صمودها ومن متانة تحالفاتها الدولية والإقليمية.
مازق العدوان يتزامن مع صعود معسكر المقاومة في المنطقة وتفاقم ازمات المنظومة العميلة ( مشكلة حكومة تركيا المستعصية اقتصاديا وسياسيا وحزبيا – تفكك مجلس التعاون الخليجي بعد التمايز العماني الكويتي والصراع السعودي القطري – تزايد التقارير الغربية عن مأزق النظام السعودي واحتمالات الانهيار والتقسيم – استمرار موجة التقرب الغربي من إيران والسعي إلى الشراكة الاقتصادية والتجارية معها … ).
هذا إضافة إلى اندلاع النزاع الأميركي الروسي الذي زاد من صلابة الموقف الروسي الداعم للدولة السورية وأسقط الرهان على إضعاف متانة التحالف بين موسكو ودمشق ومع تزايد الاقتناع الروسي بأن سوريا هي خط الدفاع الأول عن امن روسيا القومي وعن مصالح الحلف العالمي المناهض للهيمنة الأميركية.
لهذه الاعتبارات يؤسس انتصار يبرود لتحول استراتيجي كبير في مسار المقاومة السورية المجيدة للعدوان الاستعماري وستكون تلك المعركة التي خاضها الجيش العربي السوري بالشراكة مع قوات الدفاع الوطني ووحدات النخبة في المقاومة اللبنانية منعطفا هاما في مسار المواجهة الطويلة والمستمرة حتى دحر الغزوة الاستعمارية عن قلعة المقاومة.
* الاسد : استهداف المعلمين والمدارس يكشف حقيقة الذين يشنون الحرب على سوريا

قال الرئيس السوري بشار الاسد ان “استهداف المعلمين والمدارس يكشف حقيقة الذين يشنون الحرب علي سوريا، ويؤكد ان السوريين يخوضون حربا ضد الجهل والافكار الظلامية التي تهدد مجتمعهم واجيالهم المقبلة”.
ونوه الرئيس السوري خلال استقباله والسيدة اسماء الاسد عددا من المعلمين بمناسبة عيد المعلم، “بشجاعة المعلمين الذين لم ترهبهم تهديدات المجموعات الارهابية وادركوا بحسهم الوطني والانساني العالي ان من هددهم يريد ايقاف عجلة التعليم في سوريا عبر حرمان الطلاب من تلقي العلم والمعرفة واغراقهم في ظلام الجهل لذلك اصروا على مواصلة اداء رسالتهم وخدمة وطنهم”.
وهنأ جميع المعلمين بعيدهم، ونوه بالتضحيات الكبيرة التي قدمها القطاع التربوي في سوريا خلال الازمة.
من جانبها شددت السيدة أسماء على أن دور المعلمين بعد الأزمة لا يقل أهمية عما قاموا به خلال الأزمة وتقع عليهم وعلى الأسرة مسؤولية توعية الأجيال القادمة وتنشئتها بالشكل الصحيح وحمايتها من الجهل.
ثم تبادل الرئيس الأسد والسيدة أسماء الأحاديث مع المعلمين الذين أكدوا أنهم كغيرهم من أبناء سورية مستمرون في أداء واجبهم ومواجهة الإرهاب والجهل مهما بلغ حجم التهديدات وشكروا الرئيس الأسد والسيدة أسماء على الاهتمام الكبير الذي يوليانه للتعليم والمعرفة.



***
21/3/2014
* الفرار الكبير من قلعة الحصن بداية نهاية «الجبهة اللبنانية»

لم ينه الجيش السوري بعد وجود المعارضة المسلحة في المناطق الحدودية المحاذية للبنان، لكنه وضع حداً للتهديد الاستراتيجي الذي كان يشكله العمق اللبناني للتوازن العسكري في الداخل السوري. بعد معارك القلمون، وريف حمص الغربي، بات واقعياً الحديث عن إقفال الحدود اللبنانية ـ السورية في وجه المعارضة
مرح ماشي/الاخبار
عملياً، بات جائزاً القول إن الجيش السوري بدأ يضع اللمسات الأخيرة على عملية إقفال الحدود اللبنانية ــ السورية في وجه المسلحين. لا أحد يمكنه إقفال حدود مئة في المئة. لكن بدل أن تكون الأبواب مفتوحة على مصراعيها، ستتحول الحدود إلى ثقب في جدار، يمكن استغلاله لتنفيذ عمليات، لكن لا يمكن الاستناد إليه لتعديل موازين القوى في الداخل السوري، أو تشكيل تهديد استراتيجي على الدولة في دمشق. فبعد القصير التي حررها الجيش السوري وحزب الله بالقوة، أتى دور منطقة تلكلخ التي جرى تحييدها بالمصالحة. وبعدهما حان دور القلمون المحاذي للبنان. المعركة التي يخوضها الجيش السوري وحلفاؤه هناك يراد منها إقفال الحدود التي محاها المسلحون بين ريف دمشق والبقاع اللبناني.
كان المسلحون المعارضون ينقلون السلاح من لبنان إلى حمص وريف دمشق، ويستخدمون لبنان كقاعدة خلفية لعملياتهم التي أدت في مرحلة معينة من الصراع إلى السيطرة على مناطق شاسعة من الأراضي السورية المحاذية للحدود. في القلمون، بدأت نهاية اعتماد المعارضة على العمق اللبناني، بحسب مصادر عسكرية ميدانية. وهذه العملية استكملت أمس في ريف حمص الغربي، حيث تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على قرية الحصن وقلعتها الشهيرة، ليقطع بذلك آخر شريان حيوي للسلاح والمسلحين بين منطقة عكار اللبنانية ومحافظة حمص السورية.
وبحسب مصادر سورية رسمية، فإن عمليتي القلمون وريف حمص ستستتبعان بحسم الامر في منطقة الزبداني (ريف دمشق الغربي) المحاذية بدورها للبنان. وبذلك، يكون الجيش قد أنهى (إلى حين بروز تطورات أخرى على الأقل) تهديد العمق اللبناني لموازين القوى العسكرية السورية.
يصعب الحديث عن منطقة سورية، عسكرياً، من دون وصفها بـ«الاستراتيجية». إما لأنها قريبة من العاصمة، أو بسبب مجاورتها لمراكز عسكرية حساسة، أو لأنها تقطع أوصال البلاد، أو لأنها ممر للتسليح من الخارج… واعتاد السوريون طوال السنوات الماضية تقييم المناطق وفقاً لهواهم السياسي، ولمن يسيطر عليها. أنصار النظام يبخّسون قيمة كل منطقة تسقط بيد المعارضة، ويرفعون من أهمية أي منطقة يستعيدها الجيش، والعكس على ضفة المعارضة صحيح.
لكن التقييم «الموضوعي» لا يمكنه تجاهل أهمية المناطق التي سيطر عليها الجيش خلال الأيام الماضية، وآخرها أمس في قرية الحصن وقلعتها الأثرية، في ريف حمص الغربي. البلدة قريبة من الحدود اللبنانية. تُرى بالعين المجردة من بعض مناطق عكار، وقريبة من الطريق الدولي بين حمص وطرطوس. وهي آخر ما بقي تحت سيطرة المسلحين في ريف حمص الغربي. أكثر من عصفور بحجر واحد أسقطها الجيش أمس، أبرزها: إقفال آخر منافذ المسلحين بين لبنان ومحافظة حمص، وتأمين ما بعد مدينة حمص من طريق حمص ـــ طرطوس، والتفرغ لقتال المسلحين داخل مدينة حمص أو في ريفها الشمالي، وتحديداً في مدينة الرستن…
بسهولة غير متوقعة سقطت قلعة الحصن، الجاثمة كنقطة تهديد على كتف وادي النصارى. مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» أن سبب الحسم السريع يعود إلى التخطيط المحكم للعملية العسكرية التي لم تتوقف أبداً بعد التقدم في بلدة الزارة المجاورة قبل أسبوعين. وللمرة الأولى، في جميع معارك حمص وريفها، يترك المسلحون وراءهم الآليات والذخائر التي كانوا قد سرقوها من الجيش في معارك سابقة، بحسب المصدر. «لم يعد لهم من منفذ آخر على الأراضي السورية ليتحصّنوا به، وينقلوا إليه أسلحتهم وما يعينهم على الاستمرار في القتال»، يضيف المصدر ذاته. ويقول: «وجهتنا القادمة حمص القديمة». مقومات نجاح العملية العسكرية في الحصن تعود، بحسب المصدر، إلى «التقدم الميداني الذي يحققه الجيش معركة بعد أُخرى، فالانتصارات تزيد أعداد الجنود المشاركين في المعارك التالية». 400 مسلح هارب من البلدة باتجاه الحدود اللبنانية سقطوا في كمين نصبه جنود الجيش السوري لهم في قرية عناز، وأدى امتداد الاشتباكات ليل أول من أمس إلى قطع أوتوستراد حمص ـــ طرطوس لفترة قصيرة. وعُرف من القتلى الناشط الإعلامي لؤي تركماني، فيما مثّل مقتل اللبناني خالد الدندشي، أحد قياديي «جند الشام» في ريف حمص الغربي، نهاية المعركة بالنسبة إلى الضباط السوريين.
وأكد مصدر ميداني لـ«الأخبار» صحة المعلومات حول مقتل أمير تنظيم «جند الشام» في الحصن «أبو سليمان الطرابلسي». المصدر الميداني أوضح أن الجنود السوريين لم يفاجأوا بتسليم المسلحين أنفسهم على مدار الأيام الماضية، إذ إن تأمين ممرات هربهم كان المطلب الوحيد لهم عبر الهواتف اللاسلكية. أما عن الكمين الذي استهدف الهاربين من المسلحين ليل أول أمس، فيشير المصدر إلى أن عدد القتلى بلغ نحو 50 شخصاً، فيما فرّ الباقون حاملين جرحاهم إلى الأراضي اللبنانية. قوات الجيش السوري عثرت على مخازن لكميات هائلة من الذخيرة داخل القلعة الأثرية التي استخدمها المسلحون كمرصد عسكري. التحصّن في القلعة كان يكشف تحركات الجيش والدفاع الوطني في وادي النصارى وأوتوستراد حمص ــ طرطوس.
الاحتفالات قائمة في الوادي، إذ لا قنص بعد اليوم، ولا عمليات خطف أو تسلل بعد سقوط قلعة الحصن والقرى التي تحصّن فيها المسلحون طوال سنتين، وانتهى الأمر بها إلى رفع العلم السوري أخيراً. أهالي الوادي خرجوا في مواكب سيارة «تعبيراً عن فرحتهم بالانتصار الكاسح للجيش السوري»، بعد معاناتهم طويلاً، وكثرة شكاويهم في الفترة الأخيرة من مجازر ارتكبت في حق أبنائهم.
***
* إسرائيل ورياح الشمال

ابراهيم الأمين/الاخبار
«لم يعد مبالغاً فيه الحديث عن جبهة انبعثت الى الحياة في الشمال». العبارة لمعلق في جريدة «هآرتس»، تعقيباً على التطورات الامنية في مزارع شبعا والجولان المحتلين. ربما هي العبارة الأدقّ توصيفاً لواقع الحدود عند مثلث لبنان ـــ سوريا ـــ فلسطين المحتلة.
منذ سنة وأكثر، تضع إسرائيل تقديرات للجبهة الشمالية، خلاصتها أنها لم تعد مقيّدة الحركة. لكنها لم تصبح طليقة اليدين. التقديرات تستند، بقوة، إلى اقتناع العدو بأن بشار الأسد في سوريا ومعه حزب الله في لبنان ومن خلفهما إيران، غير معنيين بفتح جبهة مع إسرائيل بسبب انشغالهم بالأزمة السورية الداخلية المفتوحة. وقد تعزز هذا التقدير خلال العام الأخير، بعدما قامت إسرائيل بغارات على مواقع عسكرية سورية، من دون أي ردّ من جانب دمشق.
وإسرائيل التي تتصرف مثل ولد مدلل، وجدت أن من المناسب لها تكريس قواعد مشابهة مع لبنان. لكن التقدير نفسه تعرض لاهتزاز كبير بعد غارة شباط الماضي على موقع لحزب الله عند الحدود اللبنانية ـــ السورية.
مشكلة إسرائيل ليست فقط في تقديرها الخاطئ لطبيعة رد فعل الحكم في سوريا أو حزب الله على تحرشاتها المستمرة، بل في اعتقادها بأن الامور قابلة للاحتواء إن هي قررت التصرف من طرف واحد. صحيح أن قوات العدو قصفت مواقع سورية قبالة الجولان المحتل، لكن إسرائيل تعي أن هذا القصف لن يغير من الوقائع الجديدة شيئاً. الرسالة النارية الحاسمة التي وصلتها على مدى أيام تقول مباشرة: لم يعد مسموحاً الذهاب بعيداً في تفسيرات من جانب واحد لواقع الأرض. ربما كانت إسرائيل بحاجة الى لفت انتباه عملاني، قام به حزب الله بطرق مختلفة. لكنه لفت انتباه لا يقتصر على صراخ أو كلمة نابية، بل على طريقة «فرك الأذن»، الأمر الذي يجبر إسرائيل على خيارات محصورة: كتم الوجع، الصراخ من أجل فض المشكلة، أو الرد بضربة من تحت الحزام تجبر الطرف الآخر على التراجع.
عملياً، جرّبت إسرائيل حظها بقصف موقع المقاومة عند الحدود البقاعية مع سوريا. لم تتجاهل بيان حزب الله المؤكد لحق الرد وحتميته. لكنها لم تكن تعرف أين وكيف سيكون. ثم دارت العجلة: قصف صاروخي على موقع قرب جبل الشيخ. محاولة زرع عبوة عند حدود الجولان المحتل. لم يعلن حزب الله المسؤولية، لكن إسرائيل اتهمته، وأملت يومها أن يكون هذا هو ردّ حزب الله. وفي هذه الحالة، هي قادرة على استخدام «مجال النفي»، وبالتالي إقفال اللعبة. لكن على أساس أن الرد باهت، وهو دليل ضعف، وعندها سيتعزز تقدير العدو بإمكانية تغيير قواعد اللعبة.
حزب الله يعرف إسرائيل جيداً. صار يعرف فيها أكثر من اللزوم. ويعرف أكثر متى تتلقى الرسالة جيداً، ويساعدها على هضمها وحتى جرها من يدها لكي تعمل بموجبها. هنا، بدا التلميذ الإسرائيلي بحاجة الى الوجبة الثانية: وحدة كوماندوس خاصة من حزب الله تتقدم داخل مزارع شبعا المحتلة. تتجاوز كل الإجراءات، وتزرع عبوتين. واحدة تفجر لدى مرور دورية قيادة، وثانية تترك للجنود كي يعثروا عليها في وقت لاحق. طبيعة العبوة وقوتها وعصفها، وطبيعة العبوة الثانية، جرى ترتيبهما داخل صندوقة بريد خاصة لكي تعرف إسرائيل هوية المرسل. شعرت إسرائيل بالحرج. ردّت بضربة في الهواء على نقطة في العديسة. لكنها كانت تأمل أيضاً أن يكون الرد قد اكتمل.
فجأة، جاءت عبوة الجولان. عبوة معدّة بإتقان كما قال الإسرائيليون، وإصابات غير قاتلة تزيد من عناصر الريبة. والاتهام هذه المرة لا يمكن حصره بحزب الله، أو بصورة أدق، لا يمكن الجزم بأنه حزب الله. لكن الفحص لا يعني أن إسرائيل قادرة على الصمت. فردّت بقصف مواقع للجيش السوري، محمّلة إياه مسؤولية العمل.
ردّ فعل العدو ترافق مع كلام واضح لقياداته ومصادره الأمنية، بأنه لا يمكن اتهام معارضي الاسد بالوقوف خلف الهجوم. الكل بات يعرف أن إسرائيل تريد حصتها من الازمة السورية. خشيتها من فوضى الحدود لم تدفعها الى إجراءات خاصة. يقول قادتها إنه خلال ثلاث سنوات، وبعد وجود المسلحين المناهضين للحكم السوري قريباً من الجولان، لم يحصل أن تعرضت إسرائيل لأي خطر. لكنها، اليوم، تجد أن هناك من يفتح الباب أمام حرب استنزاف تعيدها الى زمن الوحل اللبناني، أو حتى الى ما سبق حرب تشرين عام 1973.
ماذا لو أجملنا الامر بطريقة تفيد من يريد الاستفادة؟
إسرائيل تقرّ بأن قتال حزب الله في سوريا لدعم الحكم المساند له. يعني أن إسرائيل مدركة أن حزب الله يقاتل لحماية مقاومته. وإسرائيل ترى أن الأسد غير قادر ـــ وليس غير راغب ـــ بالرد على هجماتها، لأنه مشغول بالمعركة الداخلية. وبناءً على هذا المنطق، فمن الافضل للعدو، كما لمن يهمه الامر، التصرف، على أساس أنه يوماً بعد يوم، ستكون إسرائيل أمام مشكلة أكبر على جبهتها الشمالية. صحيح أن سوريا والمقاومة ليستا راغبتين في حرب، لكن من الخطأ الاعتقاد بأنهما لا تملكان قوة خوضها.
ثمة خطأ هائل ارتكبه حلفاء إسرائيل في الغرب وفي المنطقة، أدى الى إزالة كل موانع توحّد الجبهة السورية ـــ اللبنانية في مواجهتها.
***
* الراي: الأسير حي مع أنصاره في عرسال

نقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن قياديين في غرفة العمليات المشتركة للجيش السوري و”حزب الله” ان قواتهما “أكملت سيطرتها على رأس العين، جنوب غرب مدينة يبرود وأقفلت الطريق بين رأس العين ورأس المعرّة التي تمثل الهدف الثاني لهجوم قواتنا بعد رأس العين”.
وقال هؤلاء ان “العمليات العسكرية في منطقة القلمون ما زالت مستمرة للسيطرة على مدينة فليطا، شمال غرب يبرود لتستكمل قواتنا المهاجمة إحكام القبضة تماماً على منطقة يبرود”، مشيرين الى ان “قواتنا تمطر في الوقت عينه مدينة رنكوس بالقذائف الصاروخية حيث انسحب اليها العدد الأكبر من المسلحين الذين هربوا من يبرود”.
ولفت القياديون في غرفة العمليات المشتركة الى ان “رنكوس تُعتبر المدينة الأكبر في القلمون بعد يبرود، ويوجد فيها عدد كبير من المسلحين يُعدون بالآلاف”، كاشفين عن ان “الهجوم على رنكوس سيبدأ نهاية هذا الشهر او مطلع الشهر المقبل على أبعد تقدير. وبالسيطرة عليها ستُقفل في وجه المسلحين الممرات الحدودية بين لبنان وسورية، اي الممرات الشرعية وغير الشرعية”، مشيرين الى ان “هذا الواقع سيجعل بلدة عرسال اللبنانية الملجأ المثالي للمسلحين، وخصوصاً جرودها الشاسعة، وبهذا يكون الجيش السوري وحزب الله استكملا سيطرتهما على الحدود السورية-اللبنانية بدءاً من اللاذقية مروراً بتلكلخ وصولاً الى منطقة الزبداني”.
وتحدّث القياديون عن تقارير أمنية تشير الى ان أحمد الاسير “الذي كان موجوداً في يبرود قبل السيطرة عليها ما زال على قيد الحياة وهو انسحب من تلك المنطقة ولجأ الى المخيمات السورية في منطقة عرسال مع بعض مناصريه”.
وأشارت التقارير الامنية الى انه كان للاسير نصيب من الفدية التي تسلمتها “جبهة النصرة” في صفقة إطلاق راهبات معلولا اخيراً، موضحة ان “من غير المتوقع ان يتم البحث عن الأسير في الوقت الراهن او ان يكون له اي دور قريباً، كما ان من غير المستبعد عودته الى الظهور مجدداً لإعادة تنظيم صفوف أنصاره بعد الهزيمة التي مني بها المسلحون في يبرود وعلى رأسهم جبهة النصرة وانسحاب جزء منهم في اتجاه حمص وجزء آخر في اتجاه عرسال والجزء الاكبر في اتجاه رنكوس”.
وتوقع القياديون ان”تتم السيطرة على رأس المعرة نهاية الاسبوع المقبل بعد ان يجري حسم الموقف في محيطها، خصوصاً منطقة التواصل بينها وبين رنكوس”.
***
* من هو اللبناني أمير “جند الشام” في قلعة الحصن؟

قتل أمير جند الشام في قلعة الحصن اللبناني “خالد المحمود” المعروف بـ”أبو سليمان الدندشي” خلال معارك قلعة الحصن في سوريا.
فمن هو خالد المحمود وكيف انتهى به الأمر أميراً لـ”جند الشام”؟
فيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=1aZ9KWPTLqQ
***
* الأردن ـ سوريا، وبالعكس!

ناهض حتر/الاخبار
أعلن الجيش الأردني، أمس، أنه تصدى لمحاولة تهريب أسلحة وحبوب مخدّرة في سيارتين، دمّر احداهما واستولى على الثانية. هل هي عملية تجّار أم عملية إرهابيين؟ على كل حال، التهريب التجاري والإرهابي، متداخلان؛ السلاح متوفر بكثرة في جنوب سوريا، ويؤشر الانخفاض غير المسبوق في أسعاره في السوق الأردنية السوداء، أن عمليات التهريب لا تفشل دائماً.
أسلحة وحبوب كبتاغون (رفيقة الثوار الاسلاميين!) وتهريب؛ هذه هي عناوين «الثورة» السورية في الجوار. وهي تنتقل ــــ وستنتقل ــــ إلى الداخل الأردني، إلا إذا جرى تغيير السياسات الغامضة التي تتبعها السلطات الأردنية إزاء سوريا، نحو تعاون جدي ومخلص بين البلدين.
يبذل الجيش الأردني جهوداً حثيثة لمنع التسلل الإرهابي في الاتجاهين؛ إلا أن هناك معابر عدة مفتوحة، بعضها علني بحجة الواجب الانساني لاستقبال لاجئين، وبعضها يتم استخدامه تحت إشراف قوى غامضة لإرسال مسلحين. لكن مخيم الزعتري للاجئين السوريين يكشف أن الحدود، في كل الأحوال، غير مضبوطة إلى حد بعيد. فالعديد من مقاتلي الجماعات المسلحة في جنوب سوريا، يقضون إجازات علنية لدى زوجاتهم وعائلاتهم في المخيم الذي تحوّل بلدة مستقلة «ذات حكم ذاتي»، عصي على الإدارة الأمنية والبلدية. وتتحدث تقارير صحافية عن تكوّن مناطق تجارية داخله، بلغ خلوّ المحل (من الصفيح) فيها، أكثر من سبعة آلاف دولار.
كانت السياسة الأردنية الرسمية إزاء اللجوء السوري، منذ البداية، مسيّسة ويكتنفها الغموض في الدوافع والإجراءات؛ فبينما جرى، في فترات عدة، منع دخول السوريين إلى البلاد عبر المنافذ الشرعية، كان يتم تسهيل استقبال لاجئين من دون أوراق ثبوتية عبر المنافذ غير الشرعية! ولطالما تم تبرير هذا التناقض بالقول إن اللاجئين غير الشرعيين يلجأون إلى الحدود الأردنية تحت النار وهرباً من معارك دائرة، مما يجعل البعد الإنساني حاكماً. وربما يكون ذلك صحيحاً بالنسبة لبضعة آلاف على مدار السنوات الثلاث الماضية، لكن، بالنسبة الى مئات الآلاف من اللاجئين غير الشرعيين، يمكن القول إنهم قدموا وفق ترتيبات مع «الجماعات المسلحة» المعتمدة لدى الأمن الأردني أو حتى وفق ترتيبات شبكات مهربين.
من المدهش أن يقوم «لاجئون» فارّون من جحيم الحرب، بالذهاب والإياب والقيام بعمليات تجارية وقضاء الإجازات عبر الحدود! في الواقع، يمكن النظر إلى مخيم الزعتري كقاعدة مدنية خلفية للمعارضة المسلحة. ولعل هذا هو الأساس في إنشائه، بالإضافة إلى تأليف عنوان جديد للحصول على المساعدات. وعلى الهامش، كانت ولا تزال هناك أجندة فرعية ترتبط بمشروع الوطن البديل؛ فاللجوء من دون وثائق سمح بقدوم الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى سوريا، إلى الأردن.
منذ البداية، كان هناك اقتراح وطني وقانوني وإنساني وكريم معاً، وهو المتمثل باستقبال الأشقاء السوريين عبر المنافذ الشرعية، ومن دون بناء مخيمات، والسماح لهم بالإقامة والعمل الخ وشمولهم بالخدمات العامة. وهو ما حصل بالفعل بالنسبة لقسم منهم، وكان يمكن أن يحصل لمعظمهم، لكن حكاية المخيمات تم افتعالها لأسباب سياسية وأمنية، مما أدى إلى وضع البشر في شروط غير ملائمة، من جهة، وخَلَقَ، من جهة أخرى، منطقة سكانية كثيفة، بل مدينة عشوائية دائمة، سيعاني منها الأردن، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، ما لم تبادر الحكومة الأردنية إلى التفاهم مع نظيرتها السورية، للتوصل إلى حل. والحل يبدأ من انهاء أي شكل من أشكال التورط السياسي أو الأمني في الصراع السوري؛ فالاعتقاد بإمكانية التحكّم بحركة التسلل الإرهابي وتهريب السلاح وحسابات اللجوء، هو اعتقاد واهم؛ الحدود تخرج، واقعياً، عن السيطرة، والتغذية الإرهابية هي، بطبيعتها، تغذية راجعة؛ إنها تتحرك في بيئة حاضنة لا يمكن ضبطها. وبينما تظهر التطورات أن الجيش العربي السوري سائر نحو بسط سيطرته في محافظة درعا قريباً، فإن أحداً من المسؤولين الأردنيين لم يتوقف للتفكير في ما جرى ويجري في يبرود؛ فآلاف المقاتلين ــــ وبينهم محترفون إرهابيون عتاة من المتمركزين في جنوب سوريا الآن ــــ سيفرّون إلى الأردن عبر مسالك يعرفونها واعتادوا على استخدامها. وبالنتيجة، فإن السياسات الغامضة، مهما كانت الترتيبات مُحكمةً، ستنتهي إلى فوضى.
ربما يكون الخلاف السعودي ــــ القطري قد جاء في موعده بالنسبة للعلاقات الأردنية ــــ السورية؛ فمع تضاؤل احتمالات تطبيق خطط عدائية جديدة نحو جنوب سوريا، وانخفاض مستوى الضغوط على القرار الأردني، يمكن لعمّان ودمشق التفاهم حول ترتيبات تشمل الحدود والمعابر غير الشرعية والتهريب ومحاصرة المسلحين ومعالجة مشكلة اللاجئين. الأردن وسوريا دولتان مركزيتان، ويمكنهما التوصل إلى صيغ ميدانية جريئة وواقعية، وتطبيقها من دون إبطاء؛ إنما على السلطات الأردنية أن تواجه، الآن، لحظة الحقيقة، والاختيار: حزمة أزمات أو حزمة حلول.
***
* التغيير في المشهد السوري

غالب قنديل/الشرق الجديد
توقفت وسائل الإعلام الغربية أمام الانهيارات السريعة في معاقل الجماعات المسلحة خلال معركة يبرود وقد ألمح بعضها لتساقط الخطوط الحمراء الإسرائيلية والأميركية على يد الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله بينما ذهب بعض المحللين الغربيين أبعد من ذلك إلى التنبؤ بقرب انتصار الرئيس بشار الأسد وحلف المقاومة في المنطقة وهو ما نقل عن مدير المخابرات المركزية الأميركية في تقريره امام مجلس العلاقات الخارجية بينما توقع باحث سعودي ان يحمل باراك اوباما إلى الرياض دعوة للتهيؤ للتعايش مع فكرة انتصار الأسد وفشل الحرب على سوريا.
أولا تشير الوقائع إلى تراكم تحولات كبرى في الميدان لصالح الدولة الوطنية السورية واستعصاء جميع محاولات التأثير في البيئة الإقليمية لتفعيل العدوان على سوريا في فصله الجديد وخصوصا الفصل الإسرائيلي السعودي الأخير الذي انطلق تحت عنواني الجبهة الجنوبية والشريط الحدودي.
1- نجحت الدولة الوطنية السورية في استثمار المناخ الشعبي المتحول في جميع انحاء سوريا بتوليد دينامية قوية لعمليات إلقاء السلاح من خلال قرارات العفو الرئاسية والمصالحات التي أدت في جميع المحافظات السورية إلى خروج آلاف السوريين المتمردين من صفوف العصابات التي تقاتل ضد الدولة وقواتها المسلحة وخصوصا في محيط العاصمة دمشق وأريافها.
2- أدت الهزائم العسكرية وحالة المأزق السياسي الذي استغرقت فيه الجماعات المناوئة للدولة وحالة الاقتتال الداخلي بين العصابات التكفيرية والمتطرفة إلى بداية حركة هجرة آخذة بالتوسع في صفوف العناصر التكفيرية الأجنبية الموجودة في سوريا وهذا ما وصفته تحقيقات نشرتها مؤخرا صحف بريطانية واميركية عديدة.
3- نجحت الدولة الوطنية السورية في ملاقاة رغبة السوريين باستعجال الحلول السياسية وحققت إنجازا كبيرا في مباحثات جنيف بظهورها من خلال الوفد السوري المفاوض كممثل لإرادة الخلاص والحل السياسي الاستقلالي في سوريا بينما فضحت وبالوقائع ارتهان الائتلاف كواجهة عميلة للأجنبي وهذا ما ضاعف من حجم المساندة الشعبية للدولة.
4- تراكم المزيد من عناصر الصورة القبيحة للجماعات المسلحة من خلال انفضاح ارتباطها بإسرائيل وبمشاريعها في الجولان وعبر المزيد من جرائم التكفيريين وبربريتهم كما تظهرها الوقائع والانكشاف السريع لما يسمى بالجبهة الإسلامية من خلال مذابح عدرا.
5- تمكن حلف المقاومة من تسديد رسائل رادعة وقوية للعدو الإسرائيلي من غزة إلى الجولان ومزارع شبعا وفرض قواعد اشتباك جديدة من خلال إسقاط الخطوط الحمراء الوهمية التي سعت إسرائيل عبرها لحماية الجماعات التكفيرية ومنع سحقها على الخارطة السورية.
ثانيا استنفذ زخم الحكومات المتورطة في العدوان على سوريا وتكرس انصرافها إلى أزمات وأولويات مصيرية تتعلق بمصالحها الإقليمية وبمكونات وجودها ودورها احيانا وهذا ما ينطبق على كل من السعودية وتركيا وقطر التي دخلت جميعا في منازعات ومساجلات وتبادل اتهامات بالمسؤولية عن الفشل في سوريا وذهبت صراعاتها إلى ما هو أبعد من ذلك بينما لدى كل منها مايكفي من المتاعب الإقليمية والداخلية التي لم يبق معها الزخم السابق لطاقتها المكرسة للتدخل في سوريا الذي لم يعد يتميز بكونه الأولوية المطلقة لتلك الدول مع تفاقم حالة العجز والهزيمة امام الدولة الوطنية وحلفها المقاوم في المنطقة ويمكن القول بكل بساطة إن جميع الحكومات المتورطة في العدوان الاستعماري على سوريا قد أصابتها اللعنة السورية وتفاقمت اضطراباتها الداخلية وباتت بحكم المهددة بما هو ادهى نتيجة عناصر التأزم الداخلي والتراجع الإقليمي بفعل عجزها عن هز الدولة الوطنية السورية والنيل من قوتها ومن صمودها ومن متانة تحالفاتها الدولية والإقليمية.
مازق العدوان يتزامن مع صعود معسكر المقاومة في المنطقة وتفاقم ازمات المنظومة العميلة ( مشكلة حكومة تركيا المستعصية اقتصاديا وسياسيا وحزبيا – تفكك مجلس التعاون الخليجي بعد التمايز العماني الكويتي والصراع السعودي القطري – تزايد التقارير الغربية عن مأزق النظام السعودي واحتمالات الانهيار والتقسيم – استمرار موجة التقرب الغربي من إيران والسعي إلى الشراكة الاقتصادية والتجارية معها … ).
هذا إضافة إلى اندلاع النزاع الأميركي الروسي الذي زاد من صلابة الموقف الروسي الداعم للدولة السورية وأسقط الرهان على إضعاف متانة التحالف بين موسكو ودمشق ومع تزايد الاقتناع الروسي بأن سوريا هي خط الدفاع الأول عن امن روسيا القومي وعن مصالح الحلف العالمي المناهض للهيمنة الأميركية.
لهذه الاعتبارات يؤسس انتصار يبرود لتحول استراتيجي كبير في مسار المقاومة السورية المجيدة للعدوان الاستعماري وستكون تلك المعركة التي خاضها الجيش العربي السوري بالشراكة مع قوات الدفاع الوطني ووحدات النخبة في المقاومة اللبنانية منعطفا هاما في مسار المواجهة الطويلة والمستمرة حتى دحر الغزوة الاستعمارية عن قلعة المقاومة.
تعليق