البحرين في ظل الاحتلال السعودي..
* نيويورك تايمز: سياسات حكام البحرين تعزز الطائفية وتغذي داعش
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للناشط البحريني المعارض المقيم في لندن احمد الوداعي، والتي اعتبر فيها الاخير ان الطائفية الموجودة داخل المجتمع البحريني هي من نتاج الدولة و ليس المعارضة السياسية.
وأشار الكاتب الى انه بينما تقوم سلطات البحرين بسجن الناشطين السياسيين و المدافعين عن الحقوق في الداخل، تشارك كذلك فيما يسمى التحالف الذي تقوده اميركا ضد داعش. و اعتبر ان المفارقة هنا هي ان المجندين البحريين لدى داعش ليسوا من معارضي الحكومة وانما من داخل صفوف هذه الحكومة.
و قال ان خلافاً للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا،حيث تقوم داعش بتجنيد الشباب الغاضبين، فان داعش تجد من هو مستعد للالتحاق بصفوفها من داخل المؤسسة الحاكمة. و اضاف ان ابرز المجندين البحرينيين لدى داعش هو الواعظ الارهابي تركي البنعلي، الذي ينتمي الى عائلة تجمعها علاقة وطيدة بعائلة آل خليفة الحاكمة. كما تحدث عن مجندين آخرين كانوا سابقاً عناصر في قوات الامن البحرينية.
ولفت الكاتب الى ان المدعو محمد عيس البنعلي، و هو ضابط سابق في وزارة الداخلية البحرينية، قد التحق ايضاً بداعش. و نقل عن احد السجناء السابقين بانه شاهد بنعلي و هو يشرف على تعذيب سجناء شيعة دون سن ثمانية عشر سنة، و ذلك قبل ان يختفي عن الانظار عام 2014 للانضمام الى داعش.
و اعتبر الكاتب ان بنعلي قد تكيف مع العنف والكراهية في نظام السجون داخل البحرين، مضيفاً ان الحكومة البحرينية لن تستطيع مكافحة التطرف بالداخل بشكل فاعل حتى تعترف بذلك.
الكاتب رأى ان التطرف الموجود داخل البحرين هو من صنيعة النظام الحاكم، و نتاج لتدمير المساجد الشيعية و اللغة الطائفية التي يستخدمها العديد في الحكومة البحرينية بغية تقويض مصداقية المعارضة الديمقراطية. على ضوء ذلك اعرب عن تخوفه من ان تكون البحرين متجهة على نفس مسار السعودية، حيث عززت السلفية الراديكالية مشاعر الطائفية و الارهاب.
وتحدث الكاتب عن الخطوة التي قامت بها الحكومة البحرينية بسحب جنسيته اوائل هذا العام، حيث نشرت وكالة الانباء البحرينية اسماء ضمت اسمه الى جانب اسماء نحو خمسين شخصية اخرى بين ناشط و صحفي و سياسي – وذلك الى جانب نحو 20 شخص من المنتمين الى داعش و القاعدة.
و عليه تساءل الكاتب انه كيف يمكن لبلد ترفض التمييز بين المطالب السلمية بحقوق ديمقراطية و الارهاب ان تتصدى للطائفية المتطرفة. و قال ان الرئيس اوباما قد وعد في وقت سابق هذا العام باجراء الحديث الصعب المطلوب حول هذه القضايا مع دول الخليج، الا ان السيد كيري، ولدى لقائه نظيره البحريني مؤخراً في واشنطن، قد سمح للبحرين بمواصلة الاعمال الطائفية التي تغذي داعش في الخارج.
***
* العفو الدولية تحذر من احتمال اعدام العشرات في السعودية

حذرت منظمة العفو الدولية من احتمال إعدام السلطات السعودية عشرات الأشخاص يعتقد أن بينهم نشطاء من اتباع آل البيت (عليهم السلام) شاركوا في مظاهرات معارضة للحكومة.
وافاد موقع "بي بي سي" اليوم الجمعة ان المنظمة قالت: "إن الزيادة في حالات الإعدام داخل السعودية خلال العام الحالي تجعلها تتعامل مع هذه التقارير بجدية بالغة."
وأشارت منظمة العفو إلى أن ستة نشطاء شيعة من بلدة العوامية بمحافظة القطيف يواجهون احتمال الإعدام بعد أن أدينوا "في محاكمات غير عادلة".
وقال نائب مدير منظمة العفو الدولية المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس لينش: "من الواضح أن السلطات السعودية تستخدم ذريعة مكافحة الإرهاب لتسوية أهداف سياسية."
وأضاف لينش: "3 من النشطاء الستة سجنوا بسبب (جرائم) ارتكبوها وهم أطفال، وقالوا إنهم تعرضوا للتعذيب للادلاء باعترافات."
والثلاثة هم علي النمر، الذي أثارت قضيته إدانات دولية، وعبد الله الزاهر وحسين المرهون.
***
* االاندبندنت البريطانية: خلافات آل سعود تترجم أحكام إعدام جائرة
تحدثت صحف غربية عن عمليات اعدام يتوقع تنفيذها خلال الايام المقبلة في السعودية من بينها الفتى علي النمر، مشيرة إلى أن ذلك قد يأتي في سياق الصراع على السلطة بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان.
اعدامات في السعودية
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا احتل العنوان الرئيس فيها ان السعودية ستقوم باعدام ما يزيد عن خمسين رجلاً بعد صلاة الجمعة (اليوم) في "عملية استعراض للقوة من قبل وزير الداخلية محمد بن نايف"، واشار التقرير الى أن السعودية سبق ونفذت 151 عملية إعدام خلال هذا العام.
التقرير أوضح أن السلطات السعودية تعد لتنفيذ سلسلة من الاعدامات في كافة انحاء البلاد بحق ما يزيد عن خمسين رجلاً اتهموا بجرائم ارهاب، و اضاف ان من بين هؤلاء من لم يصل عمره ثماني عشرة سنة عند اعتقاله.

كما قال التقرير ان نشر مقالة في صحيفة عكاظ، المقربة جداً من وزارة الداخلية السعودية، قد اقنعت عائلات المتهمين ومنظمات حقوق الانسان المعنية ان الاعدمات وشيكة، ولفت الى ان هذه الاعدامات ستكون الاولى المرتبطة باداعات حول جرائم ارهابية، والى ان سبعة من المدانين هم من شيعة منطقة العوامية الشرقية.
وكشف التقرير عن امكانية أن يكون الشيخ نمر النمر، الذي اعتقل عام 2012، من بين من سينفذ بحقهم حكم الاعدام، وقال ان امهات خمسة من المتهمين الشيعة قد اصدرن رسالة قالوا فيها ان ابنائهن تعرضوا للتعذيب خلال فترة الاحتجاز. وكشف عن فحوى هذه الرسالة التي يقول فيها الامهات ان "اولادهن لم يقتلوا او يجرحوا احداً، و ان الاحكام مبنية على اعترافات تم استخراجها تحت التعذيب، و على محاكمات منعت تعيين محامي دفاع لهم (للمتهمين)،و كذلك قضاة اظهروا الانحياز لصالح النيابة".
التقرير تحدث عن المعتقل الشاب علي النمر، حيث نقلت عن شقيقه ووالدته بان الاخير تعرض للضرب المبرح خلال فترة احتجازه، وأضاف التقرير انه وبينما تنفي السلطات السعودية هذه الاتهامات، فقد اكد "Sevag Kechichian"، وهو الباحث الدولي للشرق الاوسط وشمال افريقيا لدى منظمة العفو الدولية، ان "النفي لا يكفي على الاطلاق عندما تتوافر ادلة واضحة تثبت عكس ذلك". و دعا “Kechichian” الى تحقيق شامل و حيادي في الاداعات حول التعذيب، و شدد على ضرورة عدم تنفيذ هذه الاعدامات، مؤكداً على رفض منظمة العفو الدولية عقوبة الاعدام "تحت كافة الظروف".
كما تطرق التقرير الى دعوة خبراء الامم المتحدة و البرلمان الاوروبي السعودية الى عدم المضي باعدام علي النمر. واضاف ايضاً ان توقيت هذه الاعدامات، في حال نفذت، انما هي مرتبطة بشكل كبير بالصراع على السلطة الذي يدور بين ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف، وولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، نجل الملك سلمان.
ونقل التقرير عن المعارض السعودي سعد الفقيه الذي يقطن في لندن بان "محمد بن سلمان استولى على كل شيء"، مضيفاً ان "محمد بن نايف يريد تسجيل موقف. يريد ان يظهر كالقوي من خلال قتل 52 شخصاً في ضربة واحدة".
بحسب التقرير، اعتبر السيد فقيه ان صحيفة عكاظ لما كانت نشرت المقالة دون ارشادات واضحة من قبل وزارة الداخلية، حيث قال فقيه ان الصحفية ما كانت لتنشر المقالة "دون اخذ اذن محمد بن نايف".
ولفت التقرير الى ان مناصري تنظيمي القاعدة و داعش يعتقد انهم من بين الذين يواجهون عقوبة الاعدام، و نقل عن فقيه ايضاً اعتقاد الاخير بان محمد بن نايف يريد الادعاء بان لا دافع طائفي للاعدامات من خلال ضم المدانين بالانتماء الى هذه التنظيمات الارهابية مع الشيعة، وقال فقيه ان "إذا ما نفذت الاعدامات ستحصل ثورة شيعية".
***
* الوهابية في دائرة الاستهداف
بغداد ـ عادل الجبوري
خاص العهد
لم يشهد العالم ردة فعل قوية وواضحة ضد الارهاب كتلك التي شهدها بعد تفجيرات باريس المروعة في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
ربما لم تكن ردود الفعل الغربية على هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في مدينة نيويورك الاميركية عام 2001 بهذا المستوى، ناهيك عن الكثير من الاحداث الدامية التي تعرضت لها بلدان غربية عديدة ما بين أيلول/سبتمبر 2001 وتشرين أول/نوفمبر 2013.
اثنا عشر عاما والعراق يتعرض لشتى صنوف الارهاب التكفيري، ليخسر الالاف من ابنائه بين شهداء وجرحى، والكثير من موارده وامكانياته، وتنتهك حرماته ومقدساته الدينية، ولم يحرك العالم ساكنا، وفي افضل الاحوال كانت تصدر بيانات ادانة واستنكار من هنا وهناك لا تغني ولا تسمن، ولا تقدم ولا تؤخر، ولا ترعب ولا تردع.
ارتدادات الارهاب
كان الكثير من العقلاء في العراق يرفعون أصواتهم ويحذرون من خطر ارتدادات الارهاب التكفيري الى الداعمين والممولين له، والساكتين عنه، والمهادنين له، ولكن لم يكن هناك من هو مستعد للاصغاء، واذا كان هناك من يصغي، فهو لا يفعل شيئا، اما حفاظا على مصالحه، او خوفا من وصول نيران الارهاب لاراضيه.
وامتد الارهاب الى سوريا ومصر واليمن ولبنان ودول اخرى في افريقيا، والى افغانستان وباكستان، وحتى في أوروبا، وبقيت المواقف والتوجهات على حالها، بل واكثر من ذلك، كان هناك من يعمل جاهدا على خلط الاوراق وتحريف الحقائق، بتوجيه الاتهامات لاطراف بعيدة كل البعد عن الارهاب بشتى اشكاله وصوره.

وقد لا يحتاج المرء لبذل الكثير من الجهد ليقف على القدر الكبير من التزييف والتحريف، حينما يتابع وسائل اعلام واسعة الانتشار ومؤثرة في ملايين الناس، مثل قناة (BBC) البريطانية، وقناة (CNN) الاميركية، وقناة الجزيرة القطرية، وقناة العربية السعودية، وما ينضوي تحت عباءة تلك العناوين الكبيرة من قنوات وصحف واذاعات ومواقع الكترونية ومراكز بحثية. الى ان جاءت تفجيرات باريس المروعة، لتكون بمثابة الزلزال المدمر، والصاعقة المحرقة لعموم العالم الغربي، ومن يدور في فلكه ويتبع له.
ولا شك ان الصدمة كانت قوية للغاية، والا ما تغيرت لهجة الخطاب السياسي والاعلامي والفكري الغربي الى حد كبير، وبات يتحدث بكل وضوح وصراحة عن مخاطر الفكر التكفيري الوهابي، وضرورة التصدي له على كافة الصعد والمستويات.
وهذا التحول المهم، كان بمثابة الحد الفاصل بين مرحلتين، مرحلة ما قبل احداث باريس ومرحلة ما بعدها.
كبار الزعماء الغربيين في باريس ولندن وواشنطن وروما وبرلين وبروكسل وغيرها، راحوا يشخصون ويؤشرون بكل وضوح الى ان الفكر التكفيري (الوهابي) هو الذي يقف وراء وجود تنظيم داعش الارهابي، وإن لم يتمكنوا من وضع حدٍّ لذلك الفكر المنحرف، لن يكون بالامكان القضاء على الارهاب واستئصاله من جذوره بالكامل، والمعنى واللجهة والاسلوب نفسه، اخذت وسائل الاعلام الغربية، وحتى العربية التابعة او القريبة من العواصم الداعمة للارهاب التفكيري او المتعاطفة معه، تتحدث وتتناول تداعيات الاحداث في باريس، وما احدثته من موجة قلق ورعب وفزع في عموم العالم الغربي، بل والعالم قاطبة.
واليوم، يدعو كل الغرب الى ملاحقة ومحاصرة رجال الدين المتشددين حاملي الفكر التكفيري المحرض على الارهاب، والجميع يدعو الى محاسبة الدول الداعمة والممولة – سياسيا واعلاميا ماليا - للفكر التكفيري، وواضح هنا ان المقصود بالدرجة الاساس، المملكة العربية السعودية، بل ان وسائل اعلام عديدة ذكرتها بالاسم، ما اثار حفيظة وغضب رجالات الحكم في الرياض، الذين لم يعتادوا على مثل تلك الحملات الاعلامية القوية والصريحة ضدهم.
واكثر من ذلك فإن المراكز الدينية البارزة في العالم الاسلامي، مثل الازهر الشريف تبنت المواقف ذاتها بعد ان استشعرت خطورة الامور وحساسيتها، وما يمكن ان تفرزه من آثار ونتائج سلبية على المسلمين بصورة عامة.
وربما كان العراقيون - بحكم ما تعرضوا له من استهداف تكفيري ممنهج طيلة اثني عشر عاما - أول من نبه الى مخاطر الفكر التكفيري على جميع دول العالم، والمرجعيات الدينية في النجف الاشرف اشارت الى ذلك في مناسبات مختلفة، وبعض الزعامات السياسية كذلك، فضلا عن نخب ثقافية وفكرية واعلامية عديدة.
والان، حينما تطلق زعامات سياسية عراقية، كما بالنسبة للدعوة التي اطلقها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، دعوات الى اصدار قرار اممي بمحاربة الفكر التكفيري(الوهابي)، فأن ذلك يمثل تأكيدا لقراءات ورؤى دقيقة، وتشخيص واقعي، لم يحظى باهتمام المجتمع الدولي في السابق، واليوم لم يعد هناك مناص من ايلاء القدر الاكبر من الاهتمام حتى يتوقف نزيف الدماء، في العراق وسوريا ووو، وحتى لاتمتد كوارث وويلات ذلك الفكر المنحرف الى اصقاع العالم الاخرى.
ولا شك ان مرحلة ما بعد احداث باريس التي أخذت تبلور توجها جادا لمواجهة الفكر التكفيري(الوهابي) ستشهد الكثير من التفاعلات، ولعل الغرب بدوله ومجتمعاته سيكون هدفا لذلك الفكر، بشتى ادواته الارهابية، مثلما حصل في الشرق الاوسط، ولا سيما العالم الاسلامي فيه.
وهنا فإن اعادة النظر بصورة حقيقية من قبل الغرب بمجمل ممارساته وسلوكياته ومواقفه، وتصحيح ما هو خاطئ وسلبي منها، يعد المدخل الاساس لتطويق واحتواء تنظيم داعش والقاعدة وكل عناوين ومسميات الفكر التكفيري الوهابي. وحينما يصحح الغرب ممارساته وسلوكياته ويعدل مواقفه وتوجهاته فإن منابع الفكر التكفيري، كالسعودية وغيرها ستجد نفسها مكشوفة وفاقدة الفعل والارادة والتأثير.
***
* حزب بلجيكي يطالب برفع يد السعودية عن المسجد الكبير
دعا حزب بلجيكي الى رفع يد السعودية عن المسجد الكبير في بروكسل وحظر الوهابية.
وافاد موقع "شبكة بلحيكا 24 الاخبارية" اليوم الجمعة ان النائبة البرلمانية الفلامانية ياميلا الإدريسي من حزب (sp.a) البلجيكيا قالت: "اذا كان رئيس الوزراء يرغب في محاربة جذور التطرف والإرهاب، فيتعين عليه أن يضع حدا لعقد إيجار السعودية للمسجد الكبير وحظر الوهابية".
وأشارت الإدريسي إلى أنه "يجب على الحكومة الاتحادية أن تضع حدا للمراقبة السعودية للمسجد الكبير ببروكسل، الذي يمثل اليوم أرضا خصبة للإسلام المتطرف، ببلجيكا وأوروبا".
واضافت: "إذا كانت الحكومة الاتحادية جادة في مكافحة التطرف والإرهاب، فينبغي لها أن تضع حدا لعقد الإيجار المبرم بين بلدنا والعربية السعودية، وأن تعمل على أن يصبح المسجد الكبير مركزا أوروبيا عصريا للإسلام الجديد".
وكان الملك البلجيكي بودوين قد عهد بتسيير المسجد الكبير إلى السعودية في سنوات الستينات عن طريق التوقيع على عقد إيجار لمدة 99 سنة.
واشارت الادريسي الى ان "السعوديين يلعبون دورا رئيسيا في انتشار نوع من الإسلام المتطرف (الوهابية التي تعتبر حركة سياسية دينية سعودية) والذي يدافع عنه أعضاء تنظيم داعش أيضا".
وتابعت: "ومنذ 1967، يقوم أئمة ودبلوماسيون سعوديون تابعون للمسجد الكبير، بنشر المذهب الوهابي في بروكسل وفي بلجيكا وفي أوروبا. وهذا الشكل من الإسلام المتزمت هو أرض خصبة للتطرف. ولا يمكن أن يكون له مكان في مجتمعنا".
ويقترح الحزب الاشتراكي لشمال البلاد التواصل مع المثقفين الإسلاميين العصريين والمعتدلين من أجل العهد إليهم بتطوير مركز أوروبي للإسلام في المسجد الكبير ببروكسل.
***
* آل سعود يستجدون بريطانيا لهروب مشرّف من اليمن
حمزة الخنسا - خاص العهد
لا ينفكّ وزير خارجية السعودية عادل الجبير، يهدّد بالخَيار العسكري في سوريا. يعرف الجبير أن أحداً في العالم لا يأخذ تهديداته على محمل الجدّ. يعرف أن الزمن تجاوز مرحلة عرض العضلات من جانب واحد في سوريا. في الأساس، يُدرك رأس الدبلوماسية السعودية أن وضع المملكة ما بعد دخولها الى اليمن لا يسرّ صديقاً ولا عدواً، فكيف به ما بعد دخول روسيا الى سوريا ومرحلة ما بعد إسقاط السوخوي؟
تواصِل العائلة الحاكمة في السعودية إرسال إشارات القوة. هذا ظاهرياً وعبر التصريحات والبيانات الإعلامية.. كإدراج شخصيات ومؤسسات لحزب الله على لائحة الإرهاب مثلاً. لكن في العمق، فَعَلَ العدوان الذي تشنّه السعودية على اليمن فعلته. قَلبَ الجيش اليمني وأنصار الله سحر السعودية عليها وعلى تحالفها المتعدّد الجنسيات. المكابرة السعودية لم تعد تجدي نفعاً، فالخسائر أكثر من أن تُعدّ أو أن تحصى، وصبر واشنطن قد نفذ.

بعيداً عن عنتريات الجبير وخبريات "العربية"، تؤكّد مصادر لـ"العهد الاخباري" ما كشفه المغرّد السعودي الشهير "مجتهد" بالأمس، من أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أبلغ الوسيط العُماني أنه مستعد لوقف الحرب على اليمن بشرطين فقط، أولاً الابتعاد عن حدود المملكة والتي بات يسيطر عليها أنصار الله واللجان الشعبية بشكل كبير وبعمق بالغ. ثانياً ضمان عدم التعرّض للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وحكومته في عدن.
المصادر المعنية بالملف توضح أن ما كشفه "مجتهد" بالأمس ليس كل الحقيقة. تقول إن موفداً بريطانياً حطّ في إيران قبل أيام، وأبلغ المسؤولين فيها رسالة سعودية مفادها أن ولي العهد السعودي محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، باتا على استعداد تمام لإيقاف حربهما على اليمن وشعبه، بعدما أدركا أن لا نتيجة منها. طلب الوسيط البريطاني من الطرف الإيراني مهلة زمنية للمحمدَين لترتيب "وقف مُشرّف" للنار في اليمن. تقول المصادر إن واشنطن في أجواء هذا العرض الي سيُبَلّغ الى الحوثيين عبر الجانب الإيراني.
إذن، الأميركيون على دراية بالعرض السعودي. في الأصل، تقول المصادر إن الأميركيين غاضبون من آداء السعوديين السيء في اليمن، خصوصاً بعدما فوّتوا أكثر من فرصة ومناسبة لتحسين ظروفهم على الأرض، فيما الطرف اليمني الموالي لهم لا يملك أي تأثير عسكري أو سياسي لتغيير مسار الأحداث هناك. آخر المُهَل التي أعطاها الأميركيون للسعوديين في اليمن كانت في تعز بناءً على طلب سعودي - إماراتي. كان الشرط الأميركي أنّ تعز ستكون آخر محاولة للسعودية ومَن معها لتحسين أوضاعهم قبل الذهاب الى التسوية، سواء نجحت هذه المحاولة أم فشلت، خصوصاً بعدما فشل السعوديين في الصمود في مأرب. اليوم، وضع السعودية وحلفائها في تعز سيء جداً.. في الأساس لا يوجد وضع للسعودية في تعز. اشتباك حزب الإصلاح الإخواني والقوات الإماراتية - حلفاء السعودية - خير شاهد ودليل على الفشل هناك.
لم يكن ما تقدّم كل ما حمله الوسيط البريطاني الى طهران. أبلغ البريطانيون الإيرانيين أيضاً أن محمد بن سلمان تحديداً يريد بعض الوقت لتسوية عدد من المشاكل التي يعاني منها، إنْ كان في الحكم أو في مشاريعه الاقتصادية. البريطانيون من جهتهم حثّوا الإيرانيين على تشجيع الحوثيين على قبول وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي السعودية، مقابل وعود باعتراف دولي بهم كقوة فاعلة في اليمن في مرحلة ما بعد العدوان، مع ما يعنيه هذا الاعتراف من دور للحوثيين في أية حكومة مقبلة تقرر مصير اليمن.
الى هنا انتهى العرض السعودي عبر الوسيط البريطاني. لكن الإيرانيين لم يتوقفوا عن استقبال الوسطاء والعروض. الإماراتيون بدورهم كانوا على تواصل مع طهران فيما خصّ الحرب على اليمن. تواصَل الإماراتيون مباشرة مع المسؤولين الإيرانيين. أبلغوهم أن الحرب في اليمن لم تكن على أجندتهم يوماً، وهي ليست كذلك اليوم أيضاً، على الرغم من كل ما أدّوه من أدوار فيها. الإماراتيون قالوا إن دخولهم الحرب كان بدافع إرضاء الأخت الكبيرة (السعودية). أما اليوم، وفيما هذه الأخت تهمّ بمغادرة أرض المعركة، فإن الإماراتيين وجدوا أنفسهم الأولَى بترتيب خروج مشرّف من أرض المعركة. لذا، أبلغ الإماراتيون الحوثيين عبر الإيرانيين بنيّتهم الإنسحاب قريباً من اليمن. هُم لأجل ذلك، خفّضوا عديد قواتهم من عدّة آلاف الى بضعة مئات. طلب "عِيال بن زايد" من الحوثيين عدم ضربهم ريثما رتّبوا خروجهم قريباً من بلاد اليمن.
وفقاً لما تقدّم، يبدو جلياً أن اليمن مقبل على مرحلة جديدة قريباً. خصوصاً أن السعوديين والإماراتيين ربطوا تنفيذ ما عرضوه بمهل زمنية محدّدة بآجال قصيرة. انطلاقاً من هذا الوضع المستجد، فإن ملفات إقليمية كثيرة أقل أهمية بالنسبة للسعوديين، ستشهد حلحلة، على قاعدة العطاء والأخذ، بصرف النظر عمّا إذا كانت "عطاءات" السعودية لا تزال غالية الثمن في السوق الإقليمية والدولية.
* نيويورك تايمز: سياسات حكام البحرين تعزز الطائفية وتغذي داعش
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للناشط البحريني المعارض المقيم في لندن احمد الوداعي، والتي اعتبر فيها الاخير ان الطائفية الموجودة داخل المجتمع البحريني هي من نتاج الدولة و ليس المعارضة السياسية.
وأشار الكاتب الى انه بينما تقوم سلطات البحرين بسجن الناشطين السياسيين و المدافعين عن الحقوق في الداخل، تشارك كذلك فيما يسمى التحالف الذي تقوده اميركا ضد داعش. و اعتبر ان المفارقة هنا هي ان المجندين البحريين لدى داعش ليسوا من معارضي الحكومة وانما من داخل صفوف هذه الحكومة.
و قال ان خلافاً للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا،حيث تقوم داعش بتجنيد الشباب الغاضبين، فان داعش تجد من هو مستعد للالتحاق بصفوفها من داخل المؤسسة الحاكمة. و اضاف ان ابرز المجندين البحرينيين لدى داعش هو الواعظ الارهابي تركي البنعلي، الذي ينتمي الى عائلة تجمعها علاقة وطيدة بعائلة آل خليفة الحاكمة. كما تحدث عن مجندين آخرين كانوا سابقاً عناصر في قوات الامن البحرينية.
ولفت الكاتب الى ان المدعو محمد عيس البنعلي، و هو ضابط سابق في وزارة الداخلية البحرينية، قد التحق ايضاً بداعش. و نقل عن احد السجناء السابقين بانه شاهد بنعلي و هو يشرف على تعذيب سجناء شيعة دون سن ثمانية عشر سنة، و ذلك قبل ان يختفي عن الانظار عام 2014 للانضمام الى داعش.
و اعتبر الكاتب ان بنعلي قد تكيف مع العنف والكراهية في نظام السجون داخل البحرين، مضيفاً ان الحكومة البحرينية لن تستطيع مكافحة التطرف بالداخل بشكل فاعل حتى تعترف بذلك.
الكاتب رأى ان التطرف الموجود داخل البحرين هو من صنيعة النظام الحاكم، و نتاج لتدمير المساجد الشيعية و اللغة الطائفية التي يستخدمها العديد في الحكومة البحرينية بغية تقويض مصداقية المعارضة الديمقراطية. على ضوء ذلك اعرب عن تخوفه من ان تكون البحرين متجهة على نفس مسار السعودية، حيث عززت السلفية الراديكالية مشاعر الطائفية و الارهاب.
وتحدث الكاتب عن الخطوة التي قامت بها الحكومة البحرينية بسحب جنسيته اوائل هذا العام، حيث نشرت وكالة الانباء البحرينية اسماء ضمت اسمه الى جانب اسماء نحو خمسين شخصية اخرى بين ناشط و صحفي و سياسي – وذلك الى جانب نحو 20 شخص من المنتمين الى داعش و القاعدة.
و عليه تساءل الكاتب انه كيف يمكن لبلد ترفض التمييز بين المطالب السلمية بحقوق ديمقراطية و الارهاب ان تتصدى للطائفية المتطرفة. و قال ان الرئيس اوباما قد وعد في وقت سابق هذا العام باجراء الحديث الصعب المطلوب حول هذه القضايا مع دول الخليج، الا ان السيد كيري، ولدى لقائه نظيره البحريني مؤخراً في واشنطن، قد سمح للبحرين بمواصلة الاعمال الطائفية التي تغذي داعش في الخارج.
***
* العفو الدولية تحذر من احتمال اعدام العشرات في السعودية

حذرت منظمة العفو الدولية من احتمال إعدام السلطات السعودية عشرات الأشخاص يعتقد أن بينهم نشطاء من اتباع آل البيت (عليهم السلام) شاركوا في مظاهرات معارضة للحكومة.
وافاد موقع "بي بي سي" اليوم الجمعة ان المنظمة قالت: "إن الزيادة في حالات الإعدام داخل السعودية خلال العام الحالي تجعلها تتعامل مع هذه التقارير بجدية بالغة."
وأشارت منظمة العفو إلى أن ستة نشطاء شيعة من بلدة العوامية بمحافظة القطيف يواجهون احتمال الإعدام بعد أن أدينوا "في محاكمات غير عادلة".
وقال نائب مدير منظمة العفو الدولية المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس لينش: "من الواضح أن السلطات السعودية تستخدم ذريعة مكافحة الإرهاب لتسوية أهداف سياسية."
وأضاف لينش: "3 من النشطاء الستة سجنوا بسبب (جرائم) ارتكبوها وهم أطفال، وقالوا إنهم تعرضوا للتعذيب للادلاء باعترافات."
والثلاثة هم علي النمر، الذي أثارت قضيته إدانات دولية، وعبد الله الزاهر وحسين المرهون.
***
* االاندبندنت البريطانية: خلافات آل سعود تترجم أحكام إعدام جائرة
تحدثت صحف غربية عن عمليات اعدام يتوقع تنفيذها خلال الايام المقبلة في السعودية من بينها الفتى علي النمر، مشيرة إلى أن ذلك قد يأتي في سياق الصراع على السلطة بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان.
اعدامات في السعودية
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا احتل العنوان الرئيس فيها ان السعودية ستقوم باعدام ما يزيد عن خمسين رجلاً بعد صلاة الجمعة (اليوم) في "عملية استعراض للقوة من قبل وزير الداخلية محمد بن نايف"، واشار التقرير الى أن السعودية سبق ونفذت 151 عملية إعدام خلال هذا العام.
التقرير أوضح أن السلطات السعودية تعد لتنفيذ سلسلة من الاعدامات في كافة انحاء البلاد بحق ما يزيد عن خمسين رجلاً اتهموا بجرائم ارهاب، و اضاف ان من بين هؤلاء من لم يصل عمره ثماني عشرة سنة عند اعتقاله.

كما قال التقرير ان نشر مقالة في صحيفة عكاظ، المقربة جداً من وزارة الداخلية السعودية، قد اقنعت عائلات المتهمين ومنظمات حقوق الانسان المعنية ان الاعدمات وشيكة، ولفت الى ان هذه الاعدامات ستكون الاولى المرتبطة باداعات حول جرائم ارهابية، والى ان سبعة من المدانين هم من شيعة منطقة العوامية الشرقية.
وكشف التقرير عن امكانية أن يكون الشيخ نمر النمر، الذي اعتقل عام 2012، من بين من سينفذ بحقهم حكم الاعدام، وقال ان امهات خمسة من المتهمين الشيعة قد اصدرن رسالة قالوا فيها ان ابنائهن تعرضوا للتعذيب خلال فترة الاحتجاز. وكشف عن فحوى هذه الرسالة التي يقول فيها الامهات ان "اولادهن لم يقتلوا او يجرحوا احداً، و ان الاحكام مبنية على اعترافات تم استخراجها تحت التعذيب، و على محاكمات منعت تعيين محامي دفاع لهم (للمتهمين)،و كذلك قضاة اظهروا الانحياز لصالح النيابة".
التقرير تحدث عن المعتقل الشاب علي النمر، حيث نقلت عن شقيقه ووالدته بان الاخير تعرض للضرب المبرح خلال فترة احتجازه، وأضاف التقرير انه وبينما تنفي السلطات السعودية هذه الاتهامات، فقد اكد "Sevag Kechichian"، وهو الباحث الدولي للشرق الاوسط وشمال افريقيا لدى منظمة العفو الدولية، ان "النفي لا يكفي على الاطلاق عندما تتوافر ادلة واضحة تثبت عكس ذلك". و دعا “Kechichian” الى تحقيق شامل و حيادي في الاداعات حول التعذيب، و شدد على ضرورة عدم تنفيذ هذه الاعدامات، مؤكداً على رفض منظمة العفو الدولية عقوبة الاعدام "تحت كافة الظروف".
كما تطرق التقرير الى دعوة خبراء الامم المتحدة و البرلمان الاوروبي السعودية الى عدم المضي باعدام علي النمر. واضاف ايضاً ان توقيت هذه الاعدامات، في حال نفذت، انما هي مرتبطة بشكل كبير بالصراع على السلطة الذي يدور بين ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف، وولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، نجل الملك سلمان.
ونقل التقرير عن المعارض السعودي سعد الفقيه الذي يقطن في لندن بان "محمد بن سلمان استولى على كل شيء"، مضيفاً ان "محمد بن نايف يريد تسجيل موقف. يريد ان يظهر كالقوي من خلال قتل 52 شخصاً في ضربة واحدة".
بحسب التقرير، اعتبر السيد فقيه ان صحيفة عكاظ لما كانت نشرت المقالة دون ارشادات واضحة من قبل وزارة الداخلية، حيث قال فقيه ان الصحفية ما كانت لتنشر المقالة "دون اخذ اذن محمد بن نايف".
ولفت التقرير الى ان مناصري تنظيمي القاعدة و داعش يعتقد انهم من بين الذين يواجهون عقوبة الاعدام، و نقل عن فقيه ايضاً اعتقاد الاخير بان محمد بن نايف يريد الادعاء بان لا دافع طائفي للاعدامات من خلال ضم المدانين بالانتماء الى هذه التنظيمات الارهابية مع الشيعة، وقال فقيه ان "إذا ما نفذت الاعدامات ستحصل ثورة شيعية".
***
* الوهابية في دائرة الاستهداف
بغداد ـ عادل الجبوري
خاص العهد
لم يشهد العالم ردة فعل قوية وواضحة ضد الارهاب كتلك التي شهدها بعد تفجيرات باريس المروعة في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
ربما لم تكن ردود الفعل الغربية على هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في مدينة نيويورك الاميركية عام 2001 بهذا المستوى، ناهيك عن الكثير من الاحداث الدامية التي تعرضت لها بلدان غربية عديدة ما بين أيلول/سبتمبر 2001 وتشرين أول/نوفمبر 2013.
اثنا عشر عاما والعراق يتعرض لشتى صنوف الارهاب التكفيري، ليخسر الالاف من ابنائه بين شهداء وجرحى، والكثير من موارده وامكانياته، وتنتهك حرماته ومقدساته الدينية، ولم يحرك العالم ساكنا، وفي افضل الاحوال كانت تصدر بيانات ادانة واستنكار من هنا وهناك لا تغني ولا تسمن، ولا تقدم ولا تؤخر، ولا ترعب ولا تردع.
ارتدادات الارهاب
كان الكثير من العقلاء في العراق يرفعون أصواتهم ويحذرون من خطر ارتدادات الارهاب التكفيري الى الداعمين والممولين له، والساكتين عنه، والمهادنين له، ولكن لم يكن هناك من هو مستعد للاصغاء، واذا كان هناك من يصغي، فهو لا يفعل شيئا، اما حفاظا على مصالحه، او خوفا من وصول نيران الارهاب لاراضيه.
وامتد الارهاب الى سوريا ومصر واليمن ولبنان ودول اخرى في افريقيا، والى افغانستان وباكستان، وحتى في أوروبا، وبقيت المواقف والتوجهات على حالها، بل واكثر من ذلك، كان هناك من يعمل جاهدا على خلط الاوراق وتحريف الحقائق، بتوجيه الاتهامات لاطراف بعيدة كل البعد عن الارهاب بشتى اشكاله وصوره.

وقد لا يحتاج المرء لبذل الكثير من الجهد ليقف على القدر الكبير من التزييف والتحريف، حينما يتابع وسائل اعلام واسعة الانتشار ومؤثرة في ملايين الناس، مثل قناة (BBC) البريطانية، وقناة (CNN) الاميركية، وقناة الجزيرة القطرية، وقناة العربية السعودية، وما ينضوي تحت عباءة تلك العناوين الكبيرة من قنوات وصحف واذاعات ومواقع الكترونية ومراكز بحثية. الى ان جاءت تفجيرات باريس المروعة، لتكون بمثابة الزلزال المدمر، والصاعقة المحرقة لعموم العالم الغربي، ومن يدور في فلكه ويتبع له.
ولا شك ان الصدمة كانت قوية للغاية، والا ما تغيرت لهجة الخطاب السياسي والاعلامي والفكري الغربي الى حد كبير، وبات يتحدث بكل وضوح وصراحة عن مخاطر الفكر التكفيري الوهابي، وضرورة التصدي له على كافة الصعد والمستويات.
وهذا التحول المهم، كان بمثابة الحد الفاصل بين مرحلتين، مرحلة ما قبل احداث باريس ومرحلة ما بعدها.
كبار الزعماء الغربيين في باريس ولندن وواشنطن وروما وبرلين وبروكسل وغيرها، راحوا يشخصون ويؤشرون بكل وضوح الى ان الفكر التكفيري (الوهابي) هو الذي يقف وراء وجود تنظيم داعش الارهابي، وإن لم يتمكنوا من وضع حدٍّ لذلك الفكر المنحرف، لن يكون بالامكان القضاء على الارهاب واستئصاله من جذوره بالكامل، والمعنى واللجهة والاسلوب نفسه، اخذت وسائل الاعلام الغربية، وحتى العربية التابعة او القريبة من العواصم الداعمة للارهاب التفكيري او المتعاطفة معه، تتحدث وتتناول تداعيات الاحداث في باريس، وما احدثته من موجة قلق ورعب وفزع في عموم العالم الغربي، بل والعالم قاطبة.
واليوم، يدعو كل الغرب الى ملاحقة ومحاصرة رجال الدين المتشددين حاملي الفكر التكفيري المحرض على الارهاب، والجميع يدعو الى محاسبة الدول الداعمة والممولة – سياسيا واعلاميا ماليا - للفكر التكفيري، وواضح هنا ان المقصود بالدرجة الاساس، المملكة العربية السعودية، بل ان وسائل اعلام عديدة ذكرتها بالاسم، ما اثار حفيظة وغضب رجالات الحكم في الرياض، الذين لم يعتادوا على مثل تلك الحملات الاعلامية القوية والصريحة ضدهم.
واكثر من ذلك فإن المراكز الدينية البارزة في العالم الاسلامي، مثل الازهر الشريف تبنت المواقف ذاتها بعد ان استشعرت خطورة الامور وحساسيتها، وما يمكن ان تفرزه من آثار ونتائج سلبية على المسلمين بصورة عامة.
وربما كان العراقيون - بحكم ما تعرضوا له من استهداف تكفيري ممنهج طيلة اثني عشر عاما - أول من نبه الى مخاطر الفكر التكفيري على جميع دول العالم، والمرجعيات الدينية في النجف الاشرف اشارت الى ذلك في مناسبات مختلفة، وبعض الزعامات السياسية كذلك، فضلا عن نخب ثقافية وفكرية واعلامية عديدة.
والان، حينما تطلق زعامات سياسية عراقية، كما بالنسبة للدعوة التي اطلقها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، دعوات الى اصدار قرار اممي بمحاربة الفكر التكفيري(الوهابي)، فأن ذلك يمثل تأكيدا لقراءات ورؤى دقيقة، وتشخيص واقعي، لم يحظى باهتمام المجتمع الدولي في السابق، واليوم لم يعد هناك مناص من ايلاء القدر الاكبر من الاهتمام حتى يتوقف نزيف الدماء، في العراق وسوريا ووو، وحتى لاتمتد كوارث وويلات ذلك الفكر المنحرف الى اصقاع العالم الاخرى.
ولا شك ان مرحلة ما بعد احداث باريس التي أخذت تبلور توجها جادا لمواجهة الفكر التكفيري(الوهابي) ستشهد الكثير من التفاعلات، ولعل الغرب بدوله ومجتمعاته سيكون هدفا لذلك الفكر، بشتى ادواته الارهابية، مثلما حصل في الشرق الاوسط، ولا سيما العالم الاسلامي فيه.
وهنا فإن اعادة النظر بصورة حقيقية من قبل الغرب بمجمل ممارساته وسلوكياته ومواقفه، وتصحيح ما هو خاطئ وسلبي منها، يعد المدخل الاساس لتطويق واحتواء تنظيم داعش والقاعدة وكل عناوين ومسميات الفكر التكفيري الوهابي. وحينما يصحح الغرب ممارساته وسلوكياته ويعدل مواقفه وتوجهاته فإن منابع الفكر التكفيري، كالسعودية وغيرها ستجد نفسها مكشوفة وفاقدة الفعل والارادة والتأثير.
***
* حزب بلجيكي يطالب برفع يد السعودية عن المسجد الكبير
دعا حزب بلجيكي الى رفع يد السعودية عن المسجد الكبير في بروكسل وحظر الوهابية.
وافاد موقع "شبكة بلحيكا 24 الاخبارية" اليوم الجمعة ان النائبة البرلمانية الفلامانية ياميلا الإدريسي من حزب (sp.a) البلجيكيا قالت: "اذا كان رئيس الوزراء يرغب في محاربة جذور التطرف والإرهاب، فيتعين عليه أن يضع حدا لعقد إيجار السعودية للمسجد الكبير وحظر الوهابية".
وأشارت الإدريسي إلى أنه "يجب على الحكومة الاتحادية أن تضع حدا للمراقبة السعودية للمسجد الكبير ببروكسل، الذي يمثل اليوم أرضا خصبة للإسلام المتطرف، ببلجيكا وأوروبا".
واضافت: "إذا كانت الحكومة الاتحادية جادة في مكافحة التطرف والإرهاب، فينبغي لها أن تضع حدا لعقد الإيجار المبرم بين بلدنا والعربية السعودية، وأن تعمل على أن يصبح المسجد الكبير مركزا أوروبيا عصريا للإسلام الجديد".
وكان الملك البلجيكي بودوين قد عهد بتسيير المسجد الكبير إلى السعودية في سنوات الستينات عن طريق التوقيع على عقد إيجار لمدة 99 سنة.
واشارت الادريسي الى ان "السعوديين يلعبون دورا رئيسيا في انتشار نوع من الإسلام المتطرف (الوهابية التي تعتبر حركة سياسية دينية سعودية) والذي يدافع عنه أعضاء تنظيم داعش أيضا".
وتابعت: "ومنذ 1967، يقوم أئمة ودبلوماسيون سعوديون تابعون للمسجد الكبير، بنشر المذهب الوهابي في بروكسل وفي بلجيكا وفي أوروبا. وهذا الشكل من الإسلام المتزمت هو أرض خصبة للتطرف. ولا يمكن أن يكون له مكان في مجتمعنا".
ويقترح الحزب الاشتراكي لشمال البلاد التواصل مع المثقفين الإسلاميين العصريين والمعتدلين من أجل العهد إليهم بتطوير مركز أوروبي للإسلام في المسجد الكبير ببروكسل.
***
* آل سعود يستجدون بريطانيا لهروب مشرّف من اليمن
حمزة الخنسا - خاص العهد
لا ينفكّ وزير خارجية السعودية عادل الجبير، يهدّد بالخَيار العسكري في سوريا. يعرف الجبير أن أحداً في العالم لا يأخذ تهديداته على محمل الجدّ. يعرف أن الزمن تجاوز مرحلة عرض العضلات من جانب واحد في سوريا. في الأساس، يُدرك رأس الدبلوماسية السعودية أن وضع المملكة ما بعد دخولها الى اليمن لا يسرّ صديقاً ولا عدواً، فكيف به ما بعد دخول روسيا الى سوريا ومرحلة ما بعد إسقاط السوخوي؟
تواصِل العائلة الحاكمة في السعودية إرسال إشارات القوة. هذا ظاهرياً وعبر التصريحات والبيانات الإعلامية.. كإدراج شخصيات ومؤسسات لحزب الله على لائحة الإرهاب مثلاً. لكن في العمق، فَعَلَ العدوان الذي تشنّه السعودية على اليمن فعلته. قَلبَ الجيش اليمني وأنصار الله سحر السعودية عليها وعلى تحالفها المتعدّد الجنسيات. المكابرة السعودية لم تعد تجدي نفعاً، فالخسائر أكثر من أن تُعدّ أو أن تحصى، وصبر واشنطن قد نفذ.

بعيداً عن عنتريات الجبير وخبريات "العربية"، تؤكّد مصادر لـ"العهد الاخباري" ما كشفه المغرّد السعودي الشهير "مجتهد" بالأمس، من أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أبلغ الوسيط العُماني أنه مستعد لوقف الحرب على اليمن بشرطين فقط، أولاً الابتعاد عن حدود المملكة والتي بات يسيطر عليها أنصار الله واللجان الشعبية بشكل كبير وبعمق بالغ. ثانياً ضمان عدم التعرّض للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وحكومته في عدن.
المصادر المعنية بالملف توضح أن ما كشفه "مجتهد" بالأمس ليس كل الحقيقة. تقول إن موفداً بريطانياً حطّ في إيران قبل أيام، وأبلغ المسؤولين فيها رسالة سعودية مفادها أن ولي العهد السعودي محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، باتا على استعداد تمام لإيقاف حربهما على اليمن وشعبه، بعدما أدركا أن لا نتيجة منها. طلب الوسيط البريطاني من الطرف الإيراني مهلة زمنية للمحمدَين لترتيب "وقف مُشرّف" للنار في اليمن. تقول المصادر إن واشنطن في أجواء هذا العرض الي سيُبَلّغ الى الحوثيين عبر الجانب الإيراني.
إذن، الأميركيون على دراية بالعرض السعودي. في الأصل، تقول المصادر إن الأميركيين غاضبون من آداء السعوديين السيء في اليمن، خصوصاً بعدما فوّتوا أكثر من فرصة ومناسبة لتحسين ظروفهم على الأرض، فيما الطرف اليمني الموالي لهم لا يملك أي تأثير عسكري أو سياسي لتغيير مسار الأحداث هناك. آخر المُهَل التي أعطاها الأميركيون للسعوديين في اليمن كانت في تعز بناءً على طلب سعودي - إماراتي. كان الشرط الأميركي أنّ تعز ستكون آخر محاولة للسعودية ومَن معها لتحسين أوضاعهم قبل الذهاب الى التسوية، سواء نجحت هذه المحاولة أم فشلت، خصوصاً بعدما فشل السعوديين في الصمود في مأرب. اليوم، وضع السعودية وحلفائها في تعز سيء جداً.. في الأساس لا يوجد وضع للسعودية في تعز. اشتباك حزب الإصلاح الإخواني والقوات الإماراتية - حلفاء السعودية - خير شاهد ودليل على الفشل هناك.
لم يكن ما تقدّم كل ما حمله الوسيط البريطاني الى طهران. أبلغ البريطانيون الإيرانيين أيضاً أن محمد بن سلمان تحديداً يريد بعض الوقت لتسوية عدد من المشاكل التي يعاني منها، إنْ كان في الحكم أو في مشاريعه الاقتصادية. البريطانيون من جهتهم حثّوا الإيرانيين على تشجيع الحوثيين على قبول وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي السعودية، مقابل وعود باعتراف دولي بهم كقوة فاعلة في اليمن في مرحلة ما بعد العدوان، مع ما يعنيه هذا الاعتراف من دور للحوثيين في أية حكومة مقبلة تقرر مصير اليمن.
الى هنا انتهى العرض السعودي عبر الوسيط البريطاني. لكن الإيرانيين لم يتوقفوا عن استقبال الوسطاء والعروض. الإماراتيون بدورهم كانوا على تواصل مع طهران فيما خصّ الحرب على اليمن. تواصَل الإماراتيون مباشرة مع المسؤولين الإيرانيين. أبلغوهم أن الحرب في اليمن لم تكن على أجندتهم يوماً، وهي ليست كذلك اليوم أيضاً، على الرغم من كل ما أدّوه من أدوار فيها. الإماراتيون قالوا إن دخولهم الحرب كان بدافع إرضاء الأخت الكبيرة (السعودية). أما اليوم، وفيما هذه الأخت تهمّ بمغادرة أرض المعركة، فإن الإماراتيين وجدوا أنفسهم الأولَى بترتيب خروج مشرّف من أرض المعركة. لذا، أبلغ الإماراتيون الحوثيين عبر الإيرانيين بنيّتهم الإنسحاب قريباً من اليمن. هُم لأجل ذلك، خفّضوا عديد قواتهم من عدّة آلاف الى بضعة مئات. طلب "عِيال بن زايد" من الحوثيين عدم ضربهم ريثما رتّبوا خروجهم قريباً من بلاد اليمن.
وفقاً لما تقدّم، يبدو جلياً أن اليمن مقبل على مرحلة جديدة قريباً. خصوصاً أن السعوديين والإماراتيين ربطوا تنفيذ ما عرضوه بمهل زمنية محدّدة بآجال قصيرة. انطلاقاً من هذا الوضع المستجد، فإن ملفات إقليمية كثيرة أقل أهمية بالنسبة للسعوديين، ستشهد حلحلة، على قاعدة العطاء والأخذ، بصرف النظر عمّا إذا كانت "عطاءات" السعودية لا تزال غالية الثمن في السوق الإقليمية والدولية.
تعليق