* الرئيس روحاني يوعز بتحقيق فوري بمهاجمة السفارة السعودية
الشيخ روحاني: على السعودية التعويض عن أخطائها والعودة عن نهجها الخاطئ
طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني من السلطة القضائية التحقيق الفوري في قضية مهاجمي السفارة والقنصلية السعودية في إيران.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء ندد رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران حسن روحاني مرة أخرى بالهجوم على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد معتبراً أنها خطوة خاطئة وغير قانونية، داعياً وزارتي الأمن والداخلية التصدي بقوة للعناصر التي لعبت دوراً في هذا الحادث أو قصرت في التصدي له.
ووصف روحاني الذين هاجموا البعثتين بالمجرمين سواء فعلوا ذلك جهلاً أو نتيجة ارتباطاتهم، داعياً جهاز القضاء أيضاً إلى متابعة الموضوع فوراً، وأشار إلى أن المقرات الدبلوماسية والضيوف الدبلوماسيين يتمتعون بحصانة وفق القوانين المحلية والدولية، وأن: أي إجراء ضدهم يتعارض مع القانون والأحكام الشرعية وينتهك حرمة النظام الإيراني ولا يختلف عن الهجوم على بيوت سائر الناس.
كما اعتبر أن مثل هذه الهجمات تعد خطأ في أي بلد كان، وقال إن ذلك يتعارض مع الثقافة الإسلامية والوطنية للشعب الإيراني، وشدد على أن الذين هاجموا البعثتين بعيدون عن الثقافة الإسلامية الإيرانية والقوانين.
كما قال الرئيس روحاني إن إيران تدعو إلى الاستقرار وإرساء الأمن ومكافحة الإرهاب بشكل حقيقي وتوثيق الصداقة والأخوة مع كافة دول المنطقة، وأكد "نحن ندعو الحكومة السعودية إلى التعويض عن أخطائها السابقة وأن تكف عن نهجها الخاطئ".
ووصف روحاني إعدام عالم الدين السعودي الشيخ نمر النمر بالظالم، وقال: إن هذا العالم الجليل ألقي في السجن لأسباب واهية ولمجرد انتقاده للحكومة وحوكم وأعدم ظلماً، وليس هناك أي قانون في أي دولة ينص على قطع الرأس وبطريقة بشعة لمجرد توجيه الانتقادات.
* ظريف: السعودية تؤجج التوترات وهذا لن يفيد أحد

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري ان إيران تدعم ما تقوم به الحكومة العراقية من اجل الاستقرار.
وانتقد الوزير ظريف جريمة إعدام عالم الدين السعودي الشيخ نمر باقر النمر مؤكداً بالقول: لا يمكن تبرير ما ارتكبه النظام السعودي مع عالم الدين الشيخ نمر باقر النمر.
وإشار إلى المساعي التي بذلتها إيران على صعيد مكافحة الإرهاب وقال: هناك دول تقوم بتأجيج الإرهاب، وما يجري من أزمات في المنطقة يدل على وجود ضعف من قبل بعض من يؤجج الأزمات.
وشدد على أن إيران لا تبحث عن الأزمات ولا تؤججها، وأضاف: إيران واجهت كل التحركات في المنطقة برحابة صدر ومنها خفض أسعار النفط.
وأكد ضرورة وقف المسار الذي يريد تأجيج الأزمات في المنطقة وقال: لا بد من التصدي لخطر استغلال اسم الإسلام في الإرهاب.
ولفت ظريف إلى أن الحكومة الإيرانية ملتزمة قانونياً بحماية الدبلوماسيين باعتبارهم ضيوفا عليها، وأضاف: للأسف فإن السعودية تقوم بتأجيج التوترات وهذا لن يفيد أي جهة.
وأضاف بأن إيران تتطلع إلى التهدئة دائماً مع دول الجوار، وقال: ندعوا كل الأطراف لتكون ضد الإرهاب والطائفية والتكفير..نأمل أن تتفهم المنطقة الخطر المشترك وتتجنب توتير الأجواء.
وأشار إلى أن إيران تعتقد بضرورة التعاون بين العالم الإسلامي ضد الإرهاب والتكفير والطائفية: ونرفض أن تكون آليات التحالفات لغير مصلحة العالم الإسلامي.
وشدد ظريف على أن أي أزمة إذا استفحلت تتحول إلى كارثة، وقال: من هذا المنطلق نتحرك سعياً لاجواء طيبة.
وحول الاتصال الأخير مع وزير الخارجية الأميركي أشار وزير الخارجية الإيراني إلى اقتراب موعد تنفيذ الاتفاق النووي، وأضاف: أعلنا منذ البداية أن اتصالاتنا مع الجانب الأميركي تقتصر على الموضوع النووي، والاتصال الأخير كان للتنسيق في هذا الأمر.
وقال إن الحکومة السعودیة حاولت إلی جانب الکیان الصهیونی الإخلال بمسار المفاوضات النوویة من خلال ممارسة أنواع الضغوط وخفض أسعار النفط مشیراً بذلك إلی أن الجمهوریة الإسلامیة في إیران تعاطت مع جمیع هذه المواقف بحکمة ورحابة صدر.
من جانبه أشار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن مجلس الوزراء العراقي قرر في اجتماعه الأخير التحرك إزاء أزمة التوتر بين السعودية وإيران، مشدداً في نفس الوقت على أن بلاده تعتبر تنفيذ حكم إعدام الشيخ النمر جريمة.
* الجعفري: حصلنا على تطمينات بعدم اعدام النمر في عهد الملك عبدالله

قال وزیر الخارجیة العراقي ابراهيم الجعفري اننا نعتبر تنفیذ الحکم باعدام الشیخ نمر باقر النمر جریمة.
واضاف الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الايراني محمد جواد ظریف في طهران، اننا تحرکنا علی عهد الملك عبدالله بوقف الحکم ضد الشیخ وحصلنا علی تطمینات من الجانب السعودی آنذاك.
واکد علینا أن نمنع تداعیات مشکلة اعدام الشیخ النمر.
وتابع قائلا بان المسؤولین الایرانیین ومنهم رئیس الجمهوریة یتمتعون بالحکمة العالیة واضاف انه یجب ان یفهم العالم ان ایران لیس مع اي هجوم وهي حریصة کل الحرص علی إضفاء حالة السلم، وشدد بالقول: 'نهدف من لقاءاتنا الحالیة تهدئة الاجواء'.
وفي جانب اخر من تصریحاته اشار الی الانجازات التي حققتها القوات العراقیة واضاف ان هذه الانتصارات سجلت بمساعدة الحشد الشعبي.
کما اشار الی التدخل الترکي في العراق وقال: ترکیا دولة جارة ولکن نرفض رفضا قاطعا التدخل الترکي الذي يعد خرقا للسیادة العراقیة.
* شمخاني: تكريس السعودية طاقاتها ضد العالم الاسلامي أمر مرفوض

وصف امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، علي شمخاني، التوجه التخريبي للسياسات السعودية في المنطقة والعالم الاسلامي بانه امر غير مقبول، قائلا ان استخدام السعودية لطاقاتها لقتل المسلمين هو توجه مستغرب ومرفوض.
وخلال استقباله وزير الخارجية العراقي، ابراهيم الجعفري، في طهران اليوم الاربعاء، أعرب شمخاني وفقا لوكالة "فارس" عن أسفه لسياسات بعض الدول التي تعمل عكس رغبة وارادة شعوب المنطقة وتقوم بقصف وقتل الشعب اليمني الاعزل وتأتي بقتلة أجانب مرتزقة من امثال "بلاك ووتر" حيث تتسبب بفوضى وعدم استقرار اقليمي، وهذه السياسات تأتي بالنقيض مما تتبعه ايران، حيث تحترم ارادة ومطالب شعوب المنطقة.
وأضاف شمخاني ان اعدام عالم ديني مطالب بالتقريب بين المذاهب الاسلامية وعدم الالتفات للمطالبات الشعبية بعدم اعدامه من قبل السلطات السعودية لامر مؤسف وغير مقبول وعمل ناتج عن السياسات الرامية للفتنة والتفرقة.
وأشار شمخاني الى اصطفاف السعودية مع الكيان الصهيوني اثناء المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1، منوها الى ان حكام هذا البلد على ما يبدو يفتقدون للخبرة ما جعلهم يتلاعبون بمصالح الدول الاسلامية واستخدام طاقات بلادهم ضد المسلمين وهو توجه مستغرب ومرفوض.
وحول الاوضاع في العراق ومكافحة الارهاب والتصدي لتنظيم "داعش"، قال شمخاني ان العراق بحكومته وشعبه قادر على التغلب ودحر الارهاب والتصدي للفتن التي تحاك ضد وحدته من قبل بعض الدول الراعية للارهاب، داعيا الى المزيد من التنسيق بهدف مكافحة الارهاب بين البلدين.
من جانبه، تقدم وزير الخارجية العراقي، ابراهيم الجعفري، بالشكر والتقدير لمواقف ايران من الاحداث التي شهدها العراق ودعمه في مكافحة الارهاب، مشددا على ضرورة استمرار البلدين في التنسيق بمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وعبر الجعفري عن استنكاره لاعدام الشيخ النمر، داعيا الى تعزيز الوحدة الاسلامية للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد العالم الاسلامي.
ودعا الجعفري كافة الدول الاسلامية الى تكريس طاقاتها في الوقت الراهن لمكافحة الارهاب والتنظيمات التكفيرية وأعادة الامن والاستقرار الى المنطقة.
* عبداللهيان: نأمل بان تتعظ السعودية من تجارب التاريخ

قال مساعد وزیر الخارجیة الایراني حسين امير عبداللهيان، ان قرار السعودیة قطع علاقاتها الدبلوماسیة مع ایران، سیؤثر علی المفاوضات السوریة، الا ان طهران ملتزمة بهذه المفاوضات.
وبحسب وكالة "ارنا" فقد اضاف عبداللهیان الیوم الاربعاء في الاجتماع الثلاثي بین ایران وسوریا وسویسرا لبحث سبل تقدیم المساعدات الانسانیة الی الشعب السوري: أرغب بالتحدث فیما یتعلق بالتطورات الجدیدة نتیجة قطع العلاقات السیاسیة بین الریاض وطهران والتداعیات المحتملة للقرار السعودي غیر المدروس والخاطئ.
وقال ان هذا القرار سیؤثر علی مفاوضات فیینا ونیویورك، الا ان طهران متمسکة بهذه المفاوضات، وسنسعی ومن خلال التشاور مع مسؤولي الامم المتحدة والحکومة السوریة، الی استمرار تقدیم المساعدات الشاملة ونأمل بان تتعض السعودیة من تجارب التاریخ.
وعقد الاجتماع الثلاثي بین مساعد وزیر الخارجیة الایراني حسین امیر عبداللهیان ومنسق الشؤون الانسانیة السویسري مانوئل بستلر ومساعد وزیر الخارجیة السوري احمد عرنوس الیوم الاربعاء في طهران بهدف بحث اخر المستجدات حول الاوضاع الانسانیة في سوریا وکیفیة تقدیم المساعدات للاجئین السوریین والحوار السوري والتطورات في المنطقة.
* السفير السوري في طهران ..
"جريمة آل سعود باعدام النمر لا تنفصل عن جرائمهم بالمنطقة

اكد السفير السوري في طهران عدنان حسن محمود ان جريمة آل سعود باعدام الشيخ النمر هي صفحة جديدة في سجلهم الاجرامي ولا تنفصل عن جرائمهم ضد شعوب المنطقة ودعمهم للمجموعات الارهابية التكفيرية في سوريا والعراق واليمن وارتكاب ابشع المجازر ضد ضد الشعب السوري عبر ارسال المال والسلاح للارهابيين التكفيريين.
وقال السفیر محمود في بيان تسلمت قناة العالم الاخبارية نسخة منه الیوم الأربعاء: ان "داعش" والتنظیمات الارهابیة هم شرکاء نظام آل سعود الوهابي التکفیري في القتل والاجرام وان کل الوقائع التاریخیة والسیاسة والامنیة تؤکد الارتباط العضوي بین التکفیریین الارهابیین ونظام آل سعود في الفکر والمنهج والسلوك.
واوضح محمود، ان الممارسات الصبیانیة الطائشة والحاقدة التي قام بها نظام آل سعود بقطع العلاقات مع الجمهوریة الاسلامیة في ايران هي للتغطیة علی جریمته الشنیعة باعدام الشیخ نمر باقر النمر ونتیجة فشله الذریع في تحقیق مخططاته فی الیمن وسوریا والعراق بعد ان قام بحشد کل الارهابیین لسفك دماء الشعب السوري واستمراره في ارتکاب المجازر ضد الشعب الیمني وتدمیره بالکامل، موکدا انه الخاسر الاکبر من کل ذلك.
واکد، ان تصریحات وزیر خارجیة نظام آل سعود بحق سوریا لا تعکس الا الحقد الاسود والدفین الذي یحمله نظام آل سعود ضد الشعب السوري وانهیاره الاخلاقي والانساني وان الشعب السوري بجیشه وقیادته وقیمه الاخلاقیة والانسانیة والحضاریة الضاربة الجذور فوق کل هذه الاصوات الحاقدة والنشاز التي ستتبدد لصالح الحق والعزة والنصر.
واشار محمود الی الدور الهام الذي تضطلع به الجمهوریة الاسلامیة في ايران في محاربة الارهاب وتکریس قیم الحق والعدالة والانسانیة في المنطقة والعالم، موکدا ان هذا الدور یتعزز کل یوم ویترسخ بین ابناء الامة الاسلامیة والعالم ولن تنال منه الاصوات الصبیانیة الشاذة لنظام آل سعود وان کل ممارسات هذا النظام تصب في مصلحة وخدمة الکیان الصهیوني ومشاریعه المدمرة في المنطقة.
وانتقد السفیر محمود المعاییر المزدوجة التي یتعامل بها الغرب مع جرائم آل سعود وصمته وتواطئه اللاأخلاقي عن جرائمهم ودعمهم للارهاب والقتل والتدمیر في سوریا والعراق والیمن في انتهاك صارخ لکل الاعراف والقواعد الانسانیة.
***
* ايران لن تُستدرج الى حرب طائفية
ماجد حاتمي / شفقنا
عاملان رئيسيان يقفان وراء السياسة الطائشة التي تعتمدها السعودية منذ اكثر من عام ، في التعامل مع قضايا وبلدان المنطقة وخاصة مع ايران ، الاول هو المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 ومانتج عنها من اتفاق ينهي الحظر الاقتصادي الشامل المفروض على ايران نهائيا ، والثاني وصول قيادة شابة الى سدة الحكم في السعودية.
صحيح ان اهداف السياسة السعودية قبل هذين العاملين كانت هي ذاتها ، الا انها كانت تختفي وراء ظاهر متحفظ ، ولكن تلاقي هذين العاملين اخرجا هذه السياسة من ظاهرها التقليدي ، وجعلاها متهورة بشكل سافر ، فكلنا يتذكر كيف كانت ردة فعل السعودية على المفاوضات التي اجرتها ايران مع امريكا في سلطنة عمان ، فقد رفض وزير الخارجية السعودية السابق الامير فيصل القاء كلمة بلاده امام الجمعية العامة للامم المتحدة ، كما اعتذرت السعودية عن قبول عضويتها في مجلس الامن الدولي ، وما تبع ذلك من تشكيل “كوكتيلات” من التحالفات “السنية” العشرية والثلاثينية والثنائية خلال اقل من عام ، تمخض عنها شن عدوان على اليمن تحت ذرائع واهية ، اتت على ما بناه هذا البلد خلال نصف قرن ، كما تبنت نهجا اكثر تطرفا من امريكا والغرب في سوريا عبر ضخ الاموال والاسلحة للمجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري بهدف اسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ، وانفقت مئات المليارات من الدولارات لكسب تاييد الحكومات الغربية والعربية والاسلامية والافريقية لمواقفها ضد ايران ، عبر شراء اسلحة ومنح قروض ومساعدات ، وشنت حربا نفطية ضد ايران عبر اغراق اسواق النفط ، وكانت النتيجة تسجيل الميزانية السعودية لعام 2015 عجزا تجاوز المائة مليار دولار.
يمكن ادراج الرفض السعودي الذي يصل الى درجة العناد لاي حلول سياسية في سوريا واليمن ، بل وافشال كل مسعى اقليمي او دولي يمكن ان يساهم في تسوية هاتين الازمتين ، ضمن السياسة السعودية الصدامية ، التي ترى في استخدام القوة العسكرية والمال ، وسيلة يمكن ان تحقق بها اهدافها في المنطقة ، بعد ما اعتبرته “خيانة” تعرضت لها من حليفتها الاقوى امريكا.
“الخيانة” الامريكية من وجهة نظر السعودية ، لم تكن سوى “رفض” امريكا تحقيق الامنية الكبرى والوحيدة للسعودية ، والمتمثلة بشن هجوم عسكري ساحق ماحق ينتهي بتدمير ايران بشكل نهائي ، بينما الحقيقة التي لا تريد السعودية الاعتراف بها هي ان حلفيتها الاقوى ، ما كانت لتجلس وتتفاوض مع ايران ، لو كان بمقدورها اخضاع ايران بالقوة العسكرية ، لذلك لم يكن هناك اي “رفض” بل “عجز” امريكي ، وقد اعترف الرئيس الامريكي باراك اوباما نفسه بهذا العجز وبشكل علني عندما قال انه يتمنى ان يفك آخر مسمار في البرنامج النووي الايراني ، ولكن مثل هذه الامنية لا يمكن ان تتحقق.
الامنية السعودية ب”تدمير” ايران ، اشار اليها وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس، في مذكراته التي جاءت تحت عنوان، “الواجب..ذكريات وزير دفاع”، حيث كتب يقول عن لقاء له مع الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز عام 2007 ، “ان الملك عبدالله طالبه بأن تشن واشنطن هجوما عسكريًا شاملا على أهداف عسكرية في ايران وليس فقط على الأهداف الايرانية التي تحوم الشكوك حول كونها مصانع للتسلح النووي. وهدد الملك السعودي، خلال هذا اللقاء، بانه اذا لم تشنّ أمريكا هذا الهجوم العسكري فان السعودية ستتخذ الأجراءات من جانبها وباستقلال عن القرار الأمريكي، للدفاع عن مصالحها”.
الاجراءات التي هدد باتخاذها الملك السعودي عبدالله حينها ضد ايران ، هي التي يتم تنفيذها حاليا من قبل السعودية ، تحت قيادة محمد بن سلمان ، فكل هذه الاجراءات تهدف بالنهاية توريط امريكا في مواجهة عسكرية مع ايران ، عبر استدراج طهران الى مواجهة مع السعودية ، التي لا تنفك ومنذ اكثر من عام تستفز ايران بشكل صارخ ، عبر استخدام الخطاب الطائفي وتشكيل تحالفات “سنية” في مواجهة “ايران الشيعية” ، واخر هذه الاستفزازات الطائفية الكريهة ، كانت جريمة اعدام العلامة اية الله الشيخ نمر باقر النمر ، التي لم يكن لها اي مبرر ، سوى النفخ في نار الفتنة الطائفية ، التي ترى فيها السعودية بابا كبيرا يمكن ان يفتح المنطقة على مواجهة عسكرية مع ايران.
من حسن حظ شعوب المنطقة ، ان القيادة في ايران على معرفة تامة بنوايا واهداف السعودية ، لذلك نراها تتجنب اي مواجهة عسكرية مع السعودية ، لا خوفا من المواجهة لا مع السعودية ولا مع امريكا ، بل حرصا منها على عدم اعطاء الذرائع لاعداء العرب والمسلمين ، لجر المنطقة الى اتون الفوضى الذي تتمناها الصهيونية العالمية ، رغم كل استفزازات السعودية ، حتى ان القيادة الايرانية لم ترد على التصرفات السعودية اثر حادث سفارتها في طهران ، الذي جعلت منه السعودية قميص عثمان ، لتأليب الاخرين على ايران ، رغم كل الشكوك التي تحوم حول الحادث ، وتنديد الحكومة الايرانية به وارسالها رسالة بهذا الشان الى مجلس الامن ، حيث قامت السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ، وحرضت بعض الدول العربية لكي تحذو حذوها ، وقادت ومازالت حملة تخويف من ايران.
ومن حسن حظ المنطقة، ان شعوبها تتمتع بوعي يجعلها تميز وبدقة بين النظام السعودي ، صاحب التاريخ المعروف من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، ورافع لواء المذهب الوهابي ، الذي يعتبر عقيدة الجماعات التكفيرية في العالم دون استثناء ، وبين نظام الجمهورية الاسلامية في ايران ، الذي وضع منذ اليوم الاول القضية الفلسطينية على سلم اولوياته ، ودفع ومازال يدفع اثمانا باهظة لموقفه المبدئي والثابت من هذه القضية ، ويكفي هذا النظام فخرا ، انه متهم من قبل امريكا والصهيونية والغرب ، بانه الممول والداعم لجميع حركات المقاومة في المنطقة ، “شيعية وسنية” وفي مقدمتها حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي ، لذلك تثق هذه الشعوب ثقة مطلقة ، بإيران وبأنها لن تستدرج الى صراع طائفي مها بلغت الاستفزازات الطائفية السعودية، لانها تؤمن ايمانا مطلقا بالوحدة الاسلامية وبالمصير المشترك للشعوب الاسلامية ، وتتصرف ازاء ذلك بمسؤولية عالية.
الشيخ روحاني: على السعودية التعويض عن أخطائها والعودة عن نهجها الخاطئ

طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني من السلطة القضائية التحقيق الفوري في قضية مهاجمي السفارة والقنصلية السعودية في إيران.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء ندد رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران حسن روحاني مرة أخرى بالهجوم على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد معتبراً أنها خطوة خاطئة وغير قانونية، داعياً وزارتي الأمن والداخلية التصدي بقوة للعناصر التي لعبت دوراً في هذا الحادث أو قصرت في التصدي له.
ووصف روحاني الذين هاجموا البعثتين بالمجرمين سواء فعلوا ذلك جهلاً أو نتيجة ارتباطاتهم، داعياً جهاز القضاء أيضاً إلى متابعة الموضوع فوراً، وأشار إلى أن المقرات الدبلوماسية والضيوف الدبلوماسيين يتمتعون بحصانة وفق القوانين المحلية والدولية، وأن: أي إجراء ضدهم يتعارض مع القانون والأحكام الشرعية وينتهك حرمة النظام الإيراني ولا يختلف عن الهجوم على بيوت سائر الناس.
كما اعتبر أن مثل هذه الهجمات تعد خطأ في أي بلد كان، وقال إن ذلك يتعارض مع الثقافة الإسلامية والوطنية للشعب الإيراني، وشدد على أن الذين هاجموا البعثتين بعيدون عن الثقافة الإسلامية الإيرانية والقوانين.
كما قال الرئيس روحاني إن إيران تدعو إلى الاستقرار وإرساء الأمن ومكافحة الإرهاب بشكل حقيقي وتوثيق الصداقة والأخوة مع كافة دول المنطقة، وأكد "نحن ندعو الحكومة السعودية إلى التعويض عن أخطائها السابقة وأن تكف عن نهجها الخاطئ".
ووصف روحاني إعدام عالم الدين السعودي الشيخ نمر النمر بالظالم، وقال: إن هذا العالم الجليل ألقي في السجن لأسباب واهية ولمجرد انتقاده للحكومة وحوكم وأعدم ظلماً، وليس هناك أي قانون في أي دولة ينص على قطع الرأس وبطريقة بشعة لمجرد توجيه الانتقادات.
* ظريف: السعودية تؤجج التوترات وهذا لن يفيد أحد

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري ان إيران تدعم ما تقوم به الحكومة العراقية من اجل الاستقرار.
وانتقد الوزير ظريف جريمة إعدام عالم الدين السعودي الشيخ نمر باقر النمر مؤكداً بالقول: لا يمكن تبرير ما ارتكبه النظام السعودي مع عالم الدين الشيخ نمر باقر النمر.
وإشار إلى المساعي التي بذلتها إيران على صعيد مكافحة الإرهاب وقال: هناك دول تقوم بتأجيج الإرهاب، وما يجري من أزمات في المنطقة يدل على وجود ضعف من قبل بعض من يؤجج الأزمات.
وشدد على أن إيران لا تبحث عن الأزمات ولا تؤججها، وأضاف: إيران واجهت كل التحركات في المنطقة برحابة صدر ومنها خفض أسعار النفط.
وأكد ضرورة وقف المسار الذي يريد تأجيج الأزمات في المنطقة وقال: لا بد من التصدي لخطر استغلال اسم الإسلام في الإرهاب.
ولفت ظريف إلى أن الحكومة الإيرانية ملتزمة قانونياً بحماية الدبلوماسيين باعتبارهم ضيوفا عليها، وأضاف: للأسف فإن السعودية تقوم بتأجيج التوترات وهذا لن يفيد أي جهة.
وأضاف بأن إيران تتطلع إلى التهدئة دائماً مع دول الجوار، وقال: ندعوا كل الأطراف لتكون ضد الإرهاب والطائفية والتكفير..نأمل أن تتفهم المنطقة الخطر المشترك وتتجنب توتير الأجواء.
وأشار إلى أن إيران تعتقد بضرورة التعاون بين العالم الإسلامي ضد الإرهاب والتكفير والطائفية: ونرفض أن تكون آليات التحالفات لغير مصلحة العالم الإسلامي.
وشدد ظريف على أن أي أزمة إذا استفحلت تتحول إلى كارثة، وقال: من هذا المنطلق نتحرك سعياً لاجواء طيبة.
وحول الاتصال الأخير مع وزير الخارجية الأميركي أشار وزير الخارجية الإيراني إلى اقتراب موعد تنفيذ الاتفاق النووي، وأضاف: أعلنا منذ البداية أن اتصالاتنا مع الجانب الأميركي تقتصر على الموضوع النووي، والاتصال الأخير كان للتنسيق في هذا الأمر.
وقال إن الحکومة السعودیة حاولت إلی جانب الکیان الصهیونی الإخلال بمسار المفاوضات النوویة من خلال ممارسة أنواع الضغوط وخفض أسعار النفط مشیراً بذلك إلی أن الجمهوریة الإسلامیة في إیران تعاطت مع جمیع هذه المواقف بحکمة ورحابة صدر.
من جانبه أشار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن مجلس الوزراء العراقي قرر في اجتماعه الأخير التحرك إزاء أزمة التوتر بين السعودية وإيران، مشدداً في نفس الوقت على أن بلاده تعتبر تنفيذ حكم إعدام الشيخ النمر جريمة.
* الجعفري: حصلنا على تطمينات بعدم اعدام النمر في عهد الملك عبدالله

قال وزیر الخارجیة العراقي ابراهيم الجعفري اننا نعتبر تنفیذ الحکم باعدام الشیخ نمر باقر النمر جریمة.
واضاف الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الايراني محمد جواد ظریف في طهران، اننا تحرکنا علی عهد الملك عبدالله بوقف الحکم ضد الشیخ وحصلنا علی تطمینات من الجانب السعودی آنذاك.
واکد علینا أن نمنع تداعیات مشکلة اعدام الشیخ النمر.
وتابع قائلا بان المسؤولین الایرانیین ومنهم رئیس الجمهوریة یتمتعون بالحکمة العالیة واضاف انه یجب ان یفهم العالم ان ایران لیس مع اي هجوم وهي حریصة کل الحرص علی إضفاء حالة السلم، وشدد بالقول: 'نهدف من لقاءاتنا الحالیة تهدئة الاجواء'.
وفي جانب اخر من تصریحاته اشار الی الانجازات التي حققتها القوات العراقیة واضاف ان هذه الانتصارات سجلت بمساعدة الحشد الشعبي.
کما اشار الی التدخل الترکي في العراق وقال: ترکیا دولة جارة ولکن نرفض رفضا قاطعا التدخل الترکي الذي يعد خرقا للسیادة العراقیة.
* شمخاني: تكريس السعودية طاقاتها ضد العالم الاسلامي أمر مرفوض

وصف امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، علي شمخاني، التوجه التخريبي للسياسات السعودية في المنطقة والعالم الاسلامي بانه امر غير مقبول، قائلا ان استخدام السعودية لطاقاتها لقتل المسلمين هو توجه مستغرب ومرفوض.
وخلال استقباله وزير الخارجية العراقي، ابراهيم الجعفري، في طهران اليوم الاربعاء، أعرب شمخاني وفقا لوكالة "فارس" عن أسفه لسياسات بعض الدول التي تعمل عكس رغبة وارادة شعوب المنطقة وتقوم بقصف وقتل الشعب اليمني الاعزل وتأتي بقتلة أجانب مرتزقة من امثال "بلاك ووتر" حيث تتسبب بفوضى وعدم استقرار اقليمي، وهذه السياسات تأتي بالنقيض مما تتبعه ايران، حيث تحترم ارادة ومطالب شعوب المنطقة.
وأضاف شمخاني ان اعدام عالم ديني مطالب بالتقريب بين المذاهب الاسلامية وعدم الالتفات للمطالبات الشعبية بعدم اعدامه من قبل السلطات السعودية لامر مؤسف وغير مقبول وعمل ناتج عن السياسات الرامية للفتنة والتفرقة.
وأشار شمخاني الى اصطفاف السعودية مع الكيان الصهيوني اثناء المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1، منوها الى ان حكام هذا البلد على ما يبدو يفتقدون للخبرة ما جعلهم يتلاعبون بمصالح الدول الاسلامية واستخدام طاقات بلادهم ضد المسلمين وهو توجه مستغرب ومرفوض.
وحول الاوضاع في العراق ومكافحة الارهاب والتصدي لتنظيم "داعش"، قال شمخاني ان العراق بحكومته وشعبه قادر على التغلب ودحر الارهاب والتصدي للفتن التي تحاك ضد وحدته من قبل بعض الدول الراعية للارهاب، داعيا الى المزيد من التنسيق بهدف مكافحة الارهاب بين البلدين.
من جانبه، تقدم وزير الخارجية العراقي، ابراهيم الجعفري، بالشكر والتقدير لمواقف ايران من الاحداث التي شهدها العراق ودعمه في مكافحة الارهاب، مشددا على ضرورة استمرار البلدين في التنسيق بمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وعبر الجعفري عن استنكاره لاعدام الشيخ النمر، داعيا الى تعزيز الوحدة الاسلامية للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد العالم الاسلامي.
ودعا الجعفري كافة الدول الاسلامية الى تكريس طاقاتها في الوقت الراهن لمكافحة الارهاب والتنظيمات التكفيرية وأعادة الامن والاستقرار الى المنطقة.
* عبداللهيان: نأمل بان تتعظ السعودية من تجارب التاريخ

قال مساعد وزیر الخارجیة الایراني حسين امير عبداللهيان، ان قرار السعودیة قطع علاقاتها الدبلوماسیة مع ایران، سیؤثر علی المفاوضات السوریة، الا ان طهران ملتزمة بهذه المفاوضات.
وبحسب وكالة "ارنا" فقد اضاف عبداللهیان الیوم الاربعاء في الاجتماع الثلاثي بین ایران وسوریا وسویسرا لبحث سبل تقدیم المساعدات الانسانیة الی الشعب السوري: أرغب بالتحدث فیما یتعلق بالتطورات الجدیدة نتیجة قطع العلاقات السیاسیة بین الریاض وطهران والتداعیات المحتملة للقرار السعودي غیر المدروس والخاطئ.
وقال ان هذا القرار سیؤثر علی مفاوضات فیینا ونیویورك، الا ان طهران متمسکة بهذه المفاوضات، وسنسعی ومن خلال التشاور مع مسؤولي الامم المتحدة والحکومة السوریة، الی استمرار تقدیم المساعدات الشاملة ونأمل بان تتعض السعودیة من تجارب التاریخ.
وعقد الاجتماع الثلاثي بین مساعد وزیر الخارجیة الایراني حسین امیر عبداللهیان ومنسق الشؤون الانسانیة السویسري مانوئل بستلر ومساعد وزیر الخارجیة السوري احمد عرنوس الیوم الاربعاء في طهران بهدف بحث اخر المستجدات حول الاوضاع الانسانیة في سوریا وکیفیة تقدیم المساعدات للاجئین السوریین والحوار السوري والتطورات في المنطقة.
* السفير السوري في طهران ..
"جريمة آل سعود باعدام النمر لا تنفصل عن جرائمهم بالمنطقة

اكد السفير السوري في طهران عدنان حسن محمود ان جريمة آل سعود باعدام الشيخ النمر هي صفحة جديدة في سجلهم الاجرامي ولا تنفصل عن جرائمهم ضد شعوب المنطقة ودعمهم للمجموعات الارهابية التكفيرية في سوريا والعراق واليمن وارتكاب ابشع المجازر ضد ضد الشعب السوري عبر ارسال المال والسلاح للارهابيين التكفيريين.
وقال السفیر محمود في بيان تسلمت قناة العالم الاخبارية نسخة منه الیوم الأربعاء: ان "داعش" والتنظیمات الارهابیة هم شرکاء نظام آل سعود الوهابي التکفیري في القتل والاجرام وان کل الوقائع التاریخیة والسیاسة والامنیة تؤکد الارتباط العضوي بین التکفیریین الارهابیین ونظام آل سعود في الفکر والمنهج والسلوك.
واوضح محمود، ان الممارسات الصبیانیة الطائشة والحاقدة التي قام بها نظام آل سعود بقطع العلاقات مع الجمهوریة الاسلامیة في ايران هي للتغطیة علی جریمته الشنیعة باعدام الشیخ نمر باقر النمر ونتیجة فشله الذریع في تحقیق مخططاته فی الیمن وسوریا والعراق بعد ان قام بحشد کل الارهابیین لسفك دماء الشعب السوري واستمراره في ارتکاب المجازر ضد الشعب الیمني وتدمیره بالکامل، موکدا انه الخاسر الاکبر من کل ذلك.
واکد، ان تصریحات وزیر خارجیة نظام آل سعود بحق سوریا لا تعکس الا الحقد الاسود والدفین الذي یحمله نظام آل سعود ضد الشعب السوري وانهیاره الاخلاقي والانساني وان الشعب السوري بجیشه وقیادته وقیمه الاخلاقیة والانسانیة والحضاریة الضاربة الجذور فوق کل هذه الاصوات الحاقدة والنشاز التي ستتبدد لصالح الحق والعزة والنصر.
واشار محمود الی الدور الهام الذي تضطلع به الجمهوریة الاسلامیة في ايران في محاربة الارهاب وتکریس قیم الحق والعدالة والانسانیة في المنطقة والعالم، موکدا ان هذا الدور یتعزز کل یوم ویترسخ بین ابناء الامة الاسلامیة والعالم ولن تنال منه الاصوات الصبیانیة الشاذة لنظام آل سعود وان کل ممارسات هذا النظام تصب في مصلحة وخدمة الکیان الصهیوني ومشاریعه المدمرة في المنطقة.
وانتقد السفیر محمود المعاییر المزدوجة التي یتعامل بها الغرب مع جرائم آل سعود وصمته وتواطئه اللاأخلاقي عن جرائمهم ودعمهم للارهاب والقتل والتدمیر في سوریا والعراق والیمن في انتهاك صارخ لکل الاعراف والقواعد الانسانیة.
***
* ايران لن تُستدرج الى حرب طائفية

ماجد حاتمي / شفقنا
عاملان رئيسيان يقفان وراء السياسة الطائشة التي تعتمدها السعودية منذ اكثر من عام ، في التعامل مع قضايا وبلدان المنطقة وخاصة مع ايران ، الاول هو المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 ومانتج عنها من اتفاق ينهي الحظر الاقتصادي الشامل المفروض على ايران نهائيا ، والثاني وصول قيادة شابة الى سدة الحكم في السعودية.
صحيح ان اهداف السياسة السعودية قبل هذين العاملين كانت هي ذاتها ، الا انها كانت تختفي وراء ظاهر متحفظ ، ولكن تلاقي هذين العاملين اخرجا هذه السياسة من ظاهرها التقليدي ، وجعلاها متهورة بشكل سافر ، فكلنا يتذكر كيف كانت ردة فعل السعودية على المفاوضات التي اجرتها ايران مع امريكا في سلطنة عمان ، فقد رفض وزير الخارجية السعودية السابق الامير فيصل القاء كلمة بلاده امام الجمعية العامة للامم المتحدة ، كما اعتذرت السعودية عن قبول عضويتها في مجلس الامن الدولي ، وما تبع ذلك من تشكيل “كوكتيلات” من التحالفات “السنية” العشرية والثلاثينية والثنائية خلال اقل من عام ، تمخض عنها شن عدوان على اليمن تحت ذرائع واهية ، اتت على ما بناه هذا البلد خلال نصف قرن ، كما تبنت نهجا اكثر تطرفا من امريكا والغرب في سوريا عبر ضخ الاموال والاسلحة للمجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري بهدف اسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ، وانفقت مئات المليارات من الدولارات لكسب تاييد الحكومات الغربية والعربية والاسلامية والافريقية لمواقفها ضد ايران ، عبر شراء اسلحة ومنح قروض ومساعدات ، وشنت حربا نفطية ضد ايران عبر اغراق اسواق النفط ، وكانت النتيجة تسجيل الميزانية السعودية لعام 2015 عجزا تجاوز المائة مليار دولار.
يمكن ادراج الرفض السعودي الذي يصل الى درجة العناد لاي حلول سياسية في سوريا واليمن ، بل وافشال كل مسعى اقليمي او دولي يمكن ان يساهم في تسوية هاتين الازمتين ، ضمن السياسة السعودية الصدامية ، التي ترى في استخدام القوة العسكرية والمال ، وسيلة يمكن ان تحقق بها اهدافها في المنطقة ، بعد ما اعتبرته “خيانة” تعرضت لها من حليفتها الاقوى امريكا.
“الخيانة” الامريكية من وجهة نظر السعودية ، لم تكن سوى “رفض” امريكا تحقيق الامنية الكبرى والوحيدة للسعودية ، والمتمثلة بشن هجوم عسكري ساحق ماحق ينتهي بتدمير ايران بشكل نهائي ، بينما الحقيقة التي لا تريد السعودية الاعتراف بها هي ان حلفيتها الاقوى ، ما كانت لتجلس وتتفاوض مع ايران ، لو كان بمقدورها اخضاع ايران بالقوة العسكرية ، لذلك لم يكن هناك اي “رفض” بل “عجز” امريكي ، وقد اعترف الرئيس الامريكي باراك اوباما نفسه بهذا العجز وبشكل علني عندما قال انه يتمنى ان يفك آخر مسمار في البرنامج النووي الايراني ، ولكن مثل هذه الامنية لا يمكن ان تتحقق.
الامنية السعودية ب”تدمير” ايران ، اشار اليها وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس، في مذكراته التي جاءت تحت عنوان، “الواجب..ذكريات وزير دفاع”، حيث كتب يقول عن لقاء له مع الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز عام 2007 ، “ان الملك عبدالله طالبه بأن تشن واشنطن هجوما عسكريًا شاملا على أهداف عسكرية في ايران وليس فقط على الأهداف الايرانية التي تحوم الشكوك حول كونها مصانع للتسلح النووي. وهدد الملك السعودي، خلال هذا اللقاء، بانه اذا لم تشنّ أمريكا هذا الهجوم العسكري فان السعودية ستتخذ الأجراءات من جانبها وباستقلال عن القرار الأمريكي، للدفاع عن مصالحها”.
الاجراءات التي هدد باتخاذها الملك السعودي عبدالله حينها ضد ايران ، هي التي يتم تنفيذها حاليا من قبل السعودية ، تحت قيادة محمد بن سلمان ، فكل هذه الاجراءات تهدف بالنهاية توريط امريكا في مواجهة عسكرية مع ايران
من حسن حظ شعوب المنطقة ، ان القيادة في ايران على معرفة تامة بنوايا واهداف السعودية ، لذلك نراها تتجنب اي مواجهة عسكرية مع السعودية ، لا خوفا من المواجهة لا مع السعودية ولا مع امريكا ، بل حرصا منها على عدم اعطاء الذرائع لاعداء العرب والمسلمين
ومن حسن حظ المنطقة، ان شعوبها تتمتع بوعي يجعلها تميز وبدقة بين النظام السعودي ، صاحب التاريخ المعروف من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، ورافع لواء المذهب الوهابي ، الذي يعتبر عقيدة الجماعات التكفيرية في العالم دون استثناء ، وبين نظام الجمهورية الاسلامية في ايران ، الذي وضع منذ اليوم الاول القضية الفلسطينية على سلم اولوياته ، ودفع ومازال يدفع اثمانا باهظة لموقفه المبدئي والثابت من هذه القضية ، ويكفي هذا النظام فخرا ، انه متهم من قبل امريكا والصهيونية والغرب ، بانه الممول والداعم لجميع حركات المقاومة في المنطقة ، “شيعية وسنية” وفي مقدمتها حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي ، لذلك تثق هذه الشعوب ثقة مطلقة ، بإيران وبأنها لن تستدرج الى صراع طائفي مها بلغت الاستفزازات الطائفية السعودية، لانها تؤمن ايمانا مطلقا بالوحدة الاسلامية وبالمصير المشترك للشعوب الاسلامية ، وتتصرف ازاء ذلك بمسؤولية عالية.
تعليق