هذا علم يتناقله الناس ,
ومن الطبيعي ان يسأل الانسان ( من أنى لك هذا ؟ ) ,
فمعرفة السند هي عرف يتعارفه العقلاء في كل زمان ومكان ,
ولكن كلما بَعُد السند زاد الناس فيه ووضعوا ما لم يكن فيه ,
ففيه الوضاعون ,
وقد يكون الوضاع في هذا الزمان دون ذاك ,
وهنا يأتي قيمة الامام ,
فمثلا ,
اختيار معرفة الرجال - (228 / 2)
- وجدت في كتاب أبي محمد جبريل بن أحمد الفاريابي بخطه، حدثني محمدبن عيسى، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبدالله، قال، أتي قوم أبا عبدالله عليه السلام يسألونه الحديث من الامصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا، فقال: فكيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لايبالون من أخذوا الحديث.
فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم، قال:
فحدثني ببعض ما سمعت؟ قال انما جئت لاسمع منك لم أجئ أحدثك، وقال للاخر ذاك ما يمنعه ان يحدثني ما سمعت، قال: وتتفضل أن تحدثني بما سمعت، اجعل الذي حدثك حديثه أمانة لاتحدث به أحدا؟ قال: لا، قال فاسمعنا بعض
ما اقتبست من العلم حتى نفيد بك انشاء الله.
قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد قال: النبيذ كله حلال الا الخمر، ثم سكت.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ: فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين: فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبايح: فقد اكلها علي عليه السلام فقال كلوها فان الله تعالى يقول " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " ثم سكت.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، قال: اكل الذي سمعت هذا؟ قال: لا، قال: زدنا، قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال:
أشياء صدق الناس بها وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل، منها عذاب القبر، ومنها الميزان، ومنها الحوض ومنها الشفاعة، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا.
قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع قال فرفع رأسه إلي فقال: ما يضحكك من الحق أو من الباطل؟ قلت له: أصلحك الله وأبكى وانما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث فسكت.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، أنه رأى عليا عليه السلام على منبر الكوفة وهو يقول: لئن أتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لا جلدنه حد المفتري.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: حدثني سفيان، عن جعفر، أنه قال حب أبي بكر وعمر ايمان وبغضهما كفر.
قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا فقال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن، أن عليا عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي عن البيعة، والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له علي عليه السلام: يا خليفة رسول الله لا تثريب، قال:
لا تثريب.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنه قال ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان.
قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال:
لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين، بكى عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة.
قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فأردت أن أقوم إليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله عليه السلام فكففت.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه؟ قال. لا، قال فهل سمعت منه شيئا قط؟ قال: لا، قال: فهذه الأحاديث عندك حق؟ قال نعم، قال: فمتى سمعتها؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه؟ قال: لا، قال:
لم، قال: لأنه شهد على قوله رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله.
قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي، قال: ما اسمك؟ قال:
ما تسأل عن اسمي؟ ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام،
ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هيهنا، وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا، وان أدرك الدجال آمن به وان لم يدركه آمن به في قبره.
يا غلام ضع لي ماءا، وغمزني فقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه.
ثم إنه خرج ووجهه منقبض، قال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت:
أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم؟ قال: عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم.
ثم قال لنا: ان عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها، ثم قال: لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا وأسرعها خرابا وأشهدها عذابا فيك الداء الدوي قيل: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية على الله، وبغضنا أهل البيت، وفيه سخط الله نبيه عليه السلام، وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا.
_________________________
أقول : هل ترى كيف ان الامام الصادق ( ابا عبد الله ) ( عليه الصلاة والسلام ) قد صحح للرجل ما تروونه عنه كذبا وزورا ,
بل هل نسيت حديثكم : ( اني خلقت آدم على صورتي ) ,
وكيف انه مروي عنا ( لا تضرب الرجل فأن الله قد خلق آدم على صورته ) ,
فهل ترى الفرق وكيف اننا على المنهج القويم بسبب ائمتنا الكرام ,
ومن الطبيعي ان يسأل الانسان ( من أنى لك هذا ؟ ) ,
فمعرفة السند هي عرف يتعارفه العقلاء في كل زمان ومكان ,
ولكن كلما بَعُد السند زاد الناس فيه ووضعوا ما لم يكن فيه ,
ففيه الوضاعون ,
وقد يكون الوضاع في هذا الزمان دون ذاك ,
وهنا يأتي قيمة الامام ,
فمثلا ,
اختيار معرفة الرجال - (228 / 2)
- وجدت في كتاب أبي محمد جبريل بن أحمد الفاريابي بخطه، حدثني محمدبن عيسى، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبدالله، قال، أتي قوم أبا عبدالله عليه السلام يسألونه الحديث من الامصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا، فقال: فكيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لايبالون من أخذوا الحديث.
فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم، قال:
فحدثني ببعض ما سمعت؟ قال انما جئت لاسمع منك لم أجئ أحدثك، وقال للاخر ذاك ما يمنعه ان يحدثني ما سمعت، قال: وتتفضل أن تحدثني بما سمعت، اجعل الذي حدثك حديثه أمانة لاتحدث به أحدا؟ قال: لا، قال فاسمعنا بعض
ما اقتبست من العلم حتى نفيد بك انشاء الله.
قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد قال: النبيذ كله حلال الا الخمر، ثم سكت.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ: فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين: فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبايح: فقد اكلها علي عليه السلام فقال كلوها فان الله تعالى يقول " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " ثم سكت.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، قال: اكل الذي سمعت هذا؟ قال: لا، قال: زدنا، قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال:
أشياء صدق الناس بها وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل، منها عذاب القبر، ومنها الميزان، ومنها الحوض ومنها الشفاعة، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا.
قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع قال فرفع رأسه إلي فقال: ما يضحكك من الحق أو من الباطل؟ قلت له: أصلحك الله وأبكى وانما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث فسكت.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، أنه رأى عليا عليه السلام على منبر الكوفة وهو يقول: لئن أتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لا جلدنه حد المفتري.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: حدثني سفيان، عن جعفر، أنه قال حب أبي بكر وعمر ايمان وبغضهما كفر.
قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا فقال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن، أن عليا عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي عن البيعة، والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له علي عليه السلام: يا خليفة رسول الله لا تثريب، قال:
لا تثريب.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنه قال ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان.
قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال:
لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين، بكى عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة.
قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فأردت أن أقوم إليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله عليه السلام فكففت.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه؟ قال. لا، قال فهل سمعت منه شيئا قط؟ قال: لا، قال: فهذه الأحاديث عندك حق؟ قال نعم، قال: فمتى سمعتها؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه؟ قال: لا، قال:
لم، قال: لأنه شهد على قوله رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله.
قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي، قال: ما اسمك؟ قال:
ما تسأل عن اسمي؟ ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام،
ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هيهنا، وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا، وان أدرك الدجال آمن به وان لم يدركه آمن به في قبره.
يا غلام ضع لي ماءا، وغمزني فقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه.
ثم إنه خرج ووجهه منقبض، قال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت:
أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم؟ قال: عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم.
ثم قال لنا: ان عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها، ثم قال: لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا وأسرعها خرابا وأشهدها عذابا فيك الداء الدوي قيل: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية على الله، وبغضنا أهل البيت، وفيه سخط الله نبيه عليه السلام، وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا.
_________________________
أقول : هل ترى كيف ان الامام الصادق ( ابا عبد الله ) ( عليه الصلاة والسلام ) قد صحح للرجل ما تروونه عنه كذبا وزورا ,
بل هل نسيت حديثكم : ( اني خلقت آدم على صورتي ) ,
وكيف انه مروي عنا ( لا تضرب الرجل فأن الله قد خلق آدم على صورته ) ,
فهل ترى الفرق وكيف اننا على المنهج القويم بسبب ائمتنا الكرام ,
تعليق