فكرة إنشاء قناه دينية الآن هي فكرة فاشلة وخطيرة في نفس الوقت

فاشلة لأنها ستخاطب جمهور عارف انت هتقول إيه.. ولكن يهمه مين اللي هيقول.. ستضطر وقتها لاستئجار دعاه مشاهير يفرضوا عليك شروطهم المالية.. في حين الموارد مش هاتغطي ..والإعلانات ضعيفة

أما خطيرة لأنك مش هتلاقي مادة علمية تعرضها فتضطر لأشغال ساعات البث بفتح كتب التراث على الناس.. وهنا الكارثة اللي نشرت الوهابية والخرافة والتطرف في المجتمع..

مبدئيا لإنشاء أي قناه محتاج أمرين اثنين:

الأول: هدفك من إنشاء القناه.. انت عاوز إيه وهتخاطب مين.. وبما إنك قناه دينية فخطابك موجه لجمهور مشبع باللي انت هتقوله أساسا.. إلا لو كان عندك حاجة جديدة.. فيلم ديني مثلا.. مسلسل ديني.. رقاصة دينية..!

وبما إن هذه الأشياء حرام في الفقه التقليدي فالقناه محروقة قبل ما تطلع.. إلا لو حضرتك صاحب مذهب جديد وعاوز تنشره.. وقتها لن يسمح لك أحد بالظهور..

الثاني : وهو المادة العلمية..أغنياء كثيرين تحمسوا لإنشاء قنوات دينية لكن صدموا إما بارتفاع التكلفة وإما بفقر المادة العلمية

حضرتك لو أشعري هما كلهم حلقتين هاتشرح فيهم الأشعرية من الألف إلى الياء.. طب وبعدين؟..هاتملأ ساعات البث كيف وهاتتكلم في إيه؟...

نفس الشئ لو كنت معتزلي أو سلفي أو شيعي.. لن تجد المادة العلمية اللازمة فتضطر لملأ الفراغ إما بقرآن وتواشيح وأدعية أو تتجرأ وتعصر على نفسك لمونة وتعرض مسلسل تاريخي اتهرس قبل كدا 100 ألف مرة..

أو تلجأ للخيار الأسهل دائما وهو (فتح كتب التراث على الناس) وهنا الكارثة اللي هتحول قناتك لمنبر تطرف وخرافة ودروشة بسبب إن دي طبيعة كتب التراث أساسا.. ناس عاشوا قبل 1000 سنة بظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية خاصة.. تقوم تستورد أفكارهم على إنها دين..ثم يصدمك الجمهور بتحوله لجمهور داعشي..

حتى التنوير لا تنفع له قناه خاصة.. هاتتكلم تقول إيه؟..وبعد ما تخلص مادتك العلمية هاتملأ فراغ ساعات البث كيف؟..وقتها هاتعمل نفس اللي عمله السلفيين بفتح كتب الفلاسفة والمستشرقين على الناس.. ثم تصدم بتحول جمهور القناه إلى متعصبين وفشلة كل همهم يطبقوا كلمة قالها فولتير قبل 300 سنة بظروف انتهت..

التنويري يصبح مقلد بفضل القناه.. وعلى افتراض إن المادة العلمية اللي هاتعرض صحيحة والضيوف أكفاء.. لكن كل هذا أيضا لا يكفي..

باختصار: التنوير ممارسة وفعل شامل لأفكار جريئة وحرة..لن يتحقق بناس معزولة عن مشاكل واهتمامات الناس.. التنوير باختصار شديد جدا لن يحدث أبدا بالحناجر بل بقرارات تغير حياة الناس للأفضل.. وهذا التغيير فعل سياسي ولقوى النفوذ ..وكل من يعزل نفسه عن السياسة وهموم الناس ليس تنويري.. بل مدعي..

وكل متدين عاوز ينشئ قناه فليتق الله لأن نتائجها هاتكون أبشع على الناس لانحطاط وجمود الأفكار الدينية هذا الزمان

من الكلمات الشائعة الكاذبة.. (أقول الحق ولو على رقبتي)

مفيش حد صادق دائما... توجد حدود للصدق تتعلق بالمصالح والعقائد الذاتية.. ومن يزعم أنه يقول الحق ولو على رقبته فبتجريد الموقف عه اشباهه وسياقات أخرى.. أي يقصد معنى معين وحدث معين..

من يزعم أنه يقول الحق ولو على رقبته اسأله مباشرة

عارف إن رئيس دولتك فاشل وظالم تقدر تصارحه بالحقيقة وجها لوجه ؟

مديرك في الشغل عارف إنه هجاص تقدر تقوله انت هجاص؟

ياأخي حتى في البيت زوجتك لن تظل جميلة دائما في عينك.. ومع ذلك تتغزل في جمالها.. ولو مرة صارحتها تبقى مصيبة ونكد ومرتبة في البلكونة أو سرير عند واحد صاحبك...!

الإنسان يرى الحقيقة كما يتصور نفسه وليس كما يراها في المرآه.. أسوء شئ لا يتحمله الإنسان هي الصراحة.. والمرآه هي قمة الصراحة اللي من خلالها بتعرف عيوبك ومن ثم علاجها..

تركيا تعاني الآن من أزمة اقتصادية

ومنعا للتهويل ليست بحجم ما تمر به مصر ، فالاقتصاد التركي قوي جدا وأزمته الحالية مزمنة تتعلق بارتفاع أسعار النفط وفقدان أسواق تصدير هامة خصوصا في سوريا ومصر والعراق.

يوجد رأي معارض يقول: مثلما فقدت تركيا أسواق تصدير ربحت السوقين الإيراني والروسي، وهذا صحيح نسبيا، حجم التبادل التجاري بين تركيا وإيران وروسيا ارتفع عن أرقام سابقة له قبل خمس سنوات، وهذا يعود للتقارب السياسي بين الدول الثلاث في سوريا..لكن أعتقد أن هذا التعويض لم يحل المشكلة، فالجغرافيا دائما تخدم سوق التصدير ولا يمكن مقارنة السوقين العراقي والسوري بالإيراني لأسباب تتعلق بطبيعة إيران المنتجة ومدى حاجتها لسلع الأتراك...

ولمن يقول أن ديون تركيا أكبر من مصر لذلك هي في أزمة، قلت: هذا غير صحيح، نسبة الدين العام التركي للناتج الإجمالي منخفضة حوالي 30% تقريبا، بينما في مصر هذا الدين تخطى 70% من الناتج الإجمالي، فالمسألة لا تقاس بحجم الديون، بل بنسبتها من الناتج وقدرة قطاعات الدولة على السداد، وفي تركيا قطاعين زراعي وصناعي متطورين وتجارة حية..بالتالي قدرتهم على السداد أسهل.

يوجد عامل مميز أخر للاقتصاد التركي يمنعه من الانهيار في تلك الأزمة ، وهو تفوق قطاعي الموارد والتجارة، الأول: بالسياحة الرائجة كل فصول السنة، وشواطئ تركيا الآن في الصيف نشطة جدا، أما قطاع التجارة فلأن تركيا سوق وسيط مميز لنقل البضائع من الشرق إلى الغرب والعكس، موقع تركيا الجغرافي ساعدها بمرور أغلب طرق التجارة منها بين آسيا وأوروبا، مع إن المفترض كانت مصر تلعب هذا الدور بأرباحه العظيمة جدا..

إنما الضغط السياسي على الدولة يضعف من عامل الأمان، يعني المسألة لا تخص فقدان أسواق تصدير فحسب..بل بانخفاض التصنيف الدولي وما يترتب عليه من توقعات سلبية ورحيل المستثمرين، حتى لو عالجت الدولة ذلك برفع أسعار الفائدة لتدبير موارد سيضر ذلك قطاعي التجارة والصناعة وهما أهم قطاعين للاقتصاد هناك..

هذه ليست أول أزمة للاقتصاد التركي، سبقتها أزمة كبيرة عام 2001 أدت لانخفاض سعر العملة واستفحال الديون حتى وصلت ل 70% من الناتج الإجمالي (نفس ما يحدث الآن في مصر) لكن هذه الأزمة حلت بعد صعود أردوجان رئيس للوزراء عام 2003 بفضل سياسات الانفتاح وتقليل نفوذ الجيش في السياسة والاقتصاد.

أنا ضد أردوجان وأتهمه بدعم الإرهاب، لكن قيادة الرجل لتركيا اقتصاديا كانت ناجحة بالفعل، انخفض التضخم من 60% إلى 1% وانخفضت أسعار الفائدة لتنعش سوق العمل والتجارة، وأدت إصلاحاته في القطاع المصرفي والتجاري إلى طفرة حمت تركيا من مضاعفات الأزمة المالية العالمية سنة 2008

أما الآن فتركيا في أزمة سببها العملة والتصدير والتضخم وأسعار الفائدة..هذا سيؤثر على التمويل القادم من الغرب خصوصا بعد أزمة ترامب مع الاتحاد الأوروبي، فالأتراك مستفيدين من قوة الاتحاد المالية والتجارية رغم أنهم لم ينضموا إليه بعد، فالواقع شهد أن لأوروبا دور كبير في نهضة تركيا خلال عصر أردوجان، وربما تكون هي السبب في سقوطه لو لم يستقل الأتراك عنهم ويجدون مصادر دخل وتمويل وأسواق تصدير بديلة

قوة الرؤساء في قدرتهم على عقد الصفقات

بينما ضعفهم في العجز عن الاتفاق..

الرئيس بوتين مثلا عقد صفقات من العيار الثقيل لأكبر مشكلة في العالم الآن هي "سوريا" فاتفق أولا مع أمريكا ثم مع العرب ثم أخيرا مع إيران وتركيا..

بمعايير القدرة فبوتين الآن يمثل حالة فريدة من السياسة الرفيعة والناجحة

ترامب عكس بوتين تماما، الرجل في ظرف عام انسحب من 3 اتفاقيات كبرى متنوعة، في حين عجز عن صنع أي تفاهم مع قوى إقليمية ودولية كمقدمة لاتفاق..والعالم يرى الآن فضيحته مع زعيم كوريا الشمالية حين أصر ترامب على لقاء كيم جونج أون فوافق الأخير وتم تحديد الميعاد..وفي ما بين الموافقة والتحديد التقى زعيم كوريا الشمالية بنظيره الجنوبي..فصنع خلاف حاد وتضارب مصالح بين أمريكا وكوريا الجنوبية، أصبح لقاء ترامب بكيم تحصيل حاصل ونقطة قوة في حصالة كيم..

لعبوا بترامب (المرجيحة) وكما قلت سابقا يبدو أن الصين هي مهندسة ما حصل كجزء من سياستها الجديدة باستغلال ضعف ترامب وطرد النفوذ الأمريكي من شرق آسيا..

ترامب ناجح في شئ واحد فقط هو (صنع الأزمات) وهذا يخصم من رصيد الدول ويضعف من شخصيته كزعيم، ففي ظرف أيام فقد قدرته على ردع سوريا وإيران بالهجوم الأبله الأخير، وفقد نفوذ أمريكا كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، ويمكن اختصار ما حدث أنه شهادة وفاه لأمريكا ونفوذها في الشرق الأوسط..كما سيكتب الصينيون غدا شهادة وفاه أخرى لهم في كوريا والفلبين..

أصل كلمة كاليتشيو

تطلق على رياضة Calcio Storico في إيطاليا، وتعني كرة القدم التاريخية التي لعبت في القرن السادس عشر وأعيد إحيائها مرة أخرى في القرن العشرين..

هي أعنف رياضة جماعية الآن في العالم ،تجمع بين ألعاب "كرة القدم - الراكبي- الملاكمة -المصارعة الرومانية -التايكندو -الجودو" والسبب أنها أول شكل بدائي للرياضات الجماعية المتطورة من الألعاب الفردية الأولمبية..

وهنا فيديو لمباراة كاليتشيو في الدوري الإيطالي..https://bit.ly/2sbUgr9

ومعلومات عنها في ويكبيديا..https://bit.ly/1SgyfQV

ولشهرة هذه اللعبة وارتباطها بإيطاليا تم تسمية اتحاد كرة القدم في روما "بالكاليتشيو" والدوري المحلي بنفس الإسم، وزاد من شهرته جذور اللعبة التاريخية عند الأوربيين..

أحداث فيلم البرئ واقعية حصلت بالفعل

مشهد انتظار قوة السجن عربة الترحيلات بصفين عساكر وكلاب وعصا للضرب قتلت أحد رموز اليسار وقتها .."د فريد حداد".. زمن عبدالناصر..

يبدو أن مؤلف الفيلم استوحى القصة من مساجين سابقين أو ضباط عائدين غير أن نهايته الحقيقية عكست أمنيته الشخصية كمؤلف برد اعتبار ونزعة انتقامية..

وهذا ما دفع صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها بمنع عرض الفيلم ولما سمح بعرضه حذفت نهايته الحقيقية التي قام فيها سبع الليل _أحمد زكي_ بقتل كل أفراد المعسكر من ضباط وصف وجنود بعد صرخته الشهيرة..فأبقى المقص على الصرخة وحذف ما بعدها..

إنما حسن حظنا كجمهور أفلتت نسخته الكاملة المعروضة في الخليج من مقص الشريف..والآن يمكن مشاهدتها بسهولة على يوتيوب..

حذف النهاية مبرر أخلاقيا بألا يشجع ذلك جنود آخرين على نفس الفعل وهو مفهوم.. لكن ما لم يفهم كيف يعرض فيلم تقوم قصته بالأساس على نهايته الدراماتيكية ذلك؟..وكأن المقص يريد إرسال رسالة باستحالة نصر المظلومين أو رد اعتبارهم على الأقل..

من أقوال الفنان محمود مرسي الخالدة:

الفن لا يجب أن يكون فن حكومي

الجمهور يفرز من يعبر عنه بشكل حقيقي ويفصلهم عن المهرجين والمنافقين

المصدر: الفنان والمناضل خالد حمزة

سبب كبير لاكتئاب كبار السن

هو إشعارهم بعدم أهمية رأيهم.. فلأنهم أصبحوا ضعفاء نزلوا درجات في سلم المجتمع.. وشعورهم بالضعف أسوا لديهم من شعورهم بالمرض..

إياك أن تشعر كبار السن بعدم أهميتهم خصوصا أقربائك

توجد طرق ووسائل جيدة لذلك منها تنشيط ذاكرتهم.. واستشارتهم في الضروريات.. وزيارتهم الدائمة أو السؤال عنهم.. وإذا فعل احدهم الخطأ لا تركز عليه.. فالتبرير او اللوم يزعجانه.. إنشله مما هو فيه لمسائل أخرى أهم..

نقطة مهمة لمن يقرأ كتب التراث

عندما يقول الشيخ: اتفق المالكية أو أجمع الشافعية أو قال الحنفية..فهو يقصد مجموعة منهم رآها وعلمها في زمنه، لا عموم المذهب..وهذا الإشكال لم ينتبه إليه أغلب المشايخ بما أدى أن كل الاتفاقات والإجماعات عند البحث تراها غير صحيحة..

وعندما يقول جماعة من الشافعية أو الحنابلة..وهكذا، فهو يقصد أن خلافا في زمنه دار على تلك المسألة، ثم ترجيحه في الآخر وجهة نظر..وقليل من الفقهاء من سلك ذلك في المسائل الصعبة "كالعقيدة والدماء" لكن كلهم سلكوها في المسائل السهلة "كالفقة"

لاحظ عندما تفتح كتب التراث ترى الإجماعات في العقائد والدماء بالآلاف..كأن المسلمين فرقة واحدة لم ينشقوا، والغالب على تلك الادعاءات هو العزو لفقه المصنف رأي الشاهد والسامع، يعني شاف وسمع تلك الإجماعات واقعا فدونها، يأتي مقلد بعده ب 100 عام ويظن أن هذا الإجماع في عموم المذهب، بل منهم من يظنه في عموم الدين..وهذه آفة خطيرة جدا في التقليد أدت إلى التعصب.

وأخيرا: عندما يقول "اتفق أهل العلم" فهو يقصد "أساتذته" أي شيوخه الذين علموه أو رموز ومشاهير المذهب، ولفظ أهل العلم هذا عكس آفة انتشرت جدا في القرون الوسطى وهي "احتكار العلم" لأسباب متنوعة كانعدام التواصل وفي الحروب والفتن.

من الذين انتقدوا أبو هريرة في الحديث

1- عمر بن الخطاب حتى وصفه بعدو الله والإسلام، والقصة ذكرت في مستدرك الحاكم وطبقات بن سعد..

2- عثمان بن عفان بنهي أبي هريرة وكعب الأحبار عن الحديث وإلا ألقاهم في جبال دوس

3- عائشة ..التي اتهمت أبي هريرة بالكذب فرد عليها ردا سخيفا، أنكي مشغولة بالتزين له وأنا شغلت بالحديث..!

أبو هريرة وكعب الأحبار أشهر من اتهما بنقل الإسرائيليات للإسلام، والسبب أنهما كانا أصدقاء فيسمع أبو هريرة الحديث من كعب ثم يقول "حدثنا رسول الله" منها حديث "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة" كذلك حديث خلق التربة الشهير في صحيح مسلم الذي شك فيه البخاري وقال هو من كلام كعب.

كتب التراث تدين أبي هريرة ليس بشخصه ولكن بكثرة كذبه وتدليسه منها ما روي في مستدرك الحاكم بأنه دخل على رقية امرأة عثمان وفي يدها مشط، فمدحت عثمان على لسان الرسول، قال الحاكم أن هذا الكلام نقله عن صحابة متقدمين فنسبه أبو هريرة لنفسه لشك الحاكم بعدم وجود معرفة بين الرجل ورقية بنت الرسول..لموت رقية قبل إسلام أبي هريرة ب 5 سنوات.

وقصص تدليس أبي هريرة كثيرة جدا في التراث وصلت لحد اختلاق الأحاديث عن الرسول، فإذا ضغطوا عليه قال حدثني به مخبر..مثلما رواه البخاري في صحيحه رقم 4936 ، وأيضا لما رواه مالك في موطأه رقم 566 في عدم صيام الجنب، لما ضغطوا عليه بعائشة وكاد أمره أن يرفع للخليفة اضطر للاعتراف أن هذا الكلام من كيسه.

كانت آفة أبي هريرة أنه تجرأ على الفتوى، ويتحدث كثيرا في الدين بغير علم، وينقل من هنا وهنا على غير بينة، أما سطوته في الحديث حصلت في العصر الأموي.

نال الحماية من معاوية آخر عمره وأصبح مرجعا في الحديث مع آخرين، ونال ولاية المدينة بعدها ظل 15 عام يحدث في المدينة ينقل فيها الإسرائيليات وكلام اليهود والدسائس حتى صنع الرجل دين جديد تقريبا إذا قارنته مع دين القرآن ستجد هو نفس الفارق بين الإسلام واليهودية.

بدأ المسلمون غزو الهند في العصر الأموي

وقتها عين الأمويون.."محمد بن القاسم الثقفي"..بتكليف مباشر من الحجاج، ولأن المهمة صعبة كان يحتاج لدعاية وحشد لزوم التجنيد والتطوع، فتم اختراع أحاديث له عن الرسول بفضل غزو الهند ووصلوها لثوبان وأبي هريرة..

في عصر التدوين خلال القرن الثالث وصلت هذه الأحاديث في مسندي النسائي وأحمد وكتاب الفتن لنعيم بن حماد، ثم اعتبرها السلفيون والجهاديون إعجاز علمي كون الرسول تنبأ بفتح الهند..!!!

وكعادة الشيوخ قديما عندما يفشلوا في معارك الغزو يعتبروا النصر فيها من علامات الساعة، غزا القاسم الثقفي بلاد السند عام 90 هـ ظل يقاتل 5 سنوات حتى هزم على حدود السند الجنوبية، فتوقف الجيش وعاد إلى دمشق، وهناك انتقم منه سليمان بن عبدالملك بسجنه وإعدامه ، بعدها ظهرت أحاديث تقول أن فتح الهند من علامات الساعة مع نزول السيد المسيح وفتنة الدجال..

وهنا ملاحظة هامة:

عندما يلاقي العرب الغزاه مقاومة من الشعوب يسلكون أحد مسلكين:

الأول: هو اعتبار غزوهم من علامات الساعة كما تقدم، بهدف حشد وتجييش المسلمين للمعركة الكبرى الفاصلة التي تعقبها جنان الخلد والحور العين..وحدث ذلك عندما فشلوا في غزو القسطنطينية..

الثاني: كان يرافقهم (جهاز إعلامي) لبث الروايات والإشاعات والأحاديث بأمر من الخليفة ودعم من رجال البلاط، فينشطوا في ذم الأمم وشيطنتهم.

فعندما أرادوا غزو بلاد خراسان وإيران- مثلا- ظهرت أحاديث ذم المجوس والترك وهم شعوب هذه المناطق، وعندما أرادوا غزو بلاد المغرب ظهرت أحاديث ذم البربر من ذلك "لا تعط بربريا صدقة ولو أن تطعمها للكلاب" و.."ما تحت أديم السماء أشر من البربر"..وأن الرسول تعوذ بالله من فتنة أهل المغرب، وأخيرا : " قسم الله الشر 70 جزءا فجعل تسعة وستون جزءا في البربر وجزء واحد في سائر الناس"..(كتاب الفتن لنعيم بن حماد)..

بالضبط حين استدعى السلفيون أحاديث وفتاوى ذم النصيرية والعلوية للتشجيع والتطوع في معارك سوريا، ولو قدر الله أن يحدث عداء بين متطرفي الخليج ومصر الآن ستظهر نفس دعاوى أسلافهم الوهابيين حين تصدوا لجيوش محمد علي بجهاز إعلامي يصف المصريين بالوثنيين الكفار عبيد السيد البدوي..وبدلا من كلمة "الشقيقة مصر" ستتحول إلى "أرض الفتن ومنبع الشرور"..

قصة السيارات المفخخة أصلها إسرائيلي وليس عربي/ إسلامي

أول سيارة مفخخة في الشرق الأوسط كانت إسرائيلية عام 1972 قتل فيها الأديب الفلسطيني.."غسان كنفاني"

كذلك فالاغتيالات السياسية لدينا أًصلها إسرائيلي بدأتها عصابات الصهيونية عام 1944 باغتيال "اللورد موين" وزير المستعمرات البريطاني، لموقفه من الهجرة اليهودية لفلسطين، كذلك الكونت السويدي "برنادوت" الوسيط الدولي بعد انتقاده عصابات يهودية مسلحة..

طوال فترة السبعينات حتى الآن اغتالت إسرائيل العشرات من قادة فتح ومنظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد من بينهم مدنيون دبلوماسيون كالدكتور "باسل الكبيسي" و" محمود الهمشري" و "وائل زعيتر"..

لم يتوقف مسلسل الاغتيالات الصهيونية على فلسطين ولبنان، اغتالوا (ثلاثة علماء مصريين) وهم "نبوية موسى – يحيى المشد – سعيد السيد بدير" وجميعهم علماء ذرة وفلك وأقمار صناعية..

إسرائيل قامت بالإرهاب ولا زالت تمارسه، أصلها عصابات قومية ودينية خارجة على القانون ومارست أبشع الجرائم، لذلك لا أفهم ربط التنوير بتأييد إسرائيل مثلما يفعل بعض مثقفي الخليج الآن إضافة لبعض الملحدين، وكأن التنوير صدر من إسرائيل وينتهي معها..!

صحيح هي دولة متقدمة الآن على العرب، ولكن لأسباب تتعلق بعلمانية الدولة التي حسمت في حقبة عبدالناصر، فبينما مصر كانت تتحول إلى حكم عسكري فاشي..إسرائيل كانت تتحول لحكم ديمقراطي علماني يساوي بين كل الأديان، ولا مناص من الاعتراف بخطأ نظام عبدالناصر بطرد اليهود..هؤلاء كان يمكن كسبهم في المعركة ضد الصهيونية بدلا من ربط مصائر يهود العرب بمجرمين أمثال شارون ورابين وإسحاق شامير..

أمريكا أيضا مارست الإرهاب بتفجيرات طالت قيادات مقاومة لبنان، منها تفجير بئر العبد سنة 1985 بمحاولة اغتيال الشيخ حسين فضل الله راح ضحيتها عشرات المواطنين اللبنانيين بينهم نساء وأطفال.

أيضا قصة البراميل المتفجرة هي اختراع صهيوني..وليست حكرا على بشار الأسد ، بدأتها عصابات إسرائيل عام 1948 بقصف مواطني فلسطين، واستخدمها الجيش الأمريكي في حرب فيتنام..

وهنا معلومات عن البراميل.. https://bit.ly/2smdGcP

ويبقى السؤال: كيف أفلتت إسرائيل من عقوبات المجتمع الدولي نتيجة لجرائمها الإرهابية؟

الجواب: في أمريكا وتواطؤ حكام الخليج، كم مرة سنحت الفرصة لمحاكمة قادة إسرائيل في محاكم العدل الدولية ومنعت ذلك أمريكا وقام حكام الخليج بدورهم المعهود بتحويل الأنظار لإيران والشيعة تصديقا لرؤية أمريكية بدأت منذ عهد ريجان بتحويل العداء العربي الإسرائيلي إلى فتنة مذهبية بين المسلمين..وقد نجح

تحديث: زودني أحد الأصدقاء بوثائقي يثبت أن استعمال إسرائيل للسيارات المفخخة حدث في الأربعينات بشهادات بعض جنرالات الحرب الصهاينة في عصابات الهاجانة وليحي..

الفيديو.........https://bit.ly/2L0apb2

الدولة التي تميز بين المواطنين على أساس الدين والعرق واللون ينخفض فيها معدل الكفاءة

يصبح المعيار الذي يقاس به الناس هو الثقة ومدى قربهم من السلطات وقوى النفوذ..

ومن أمارات ذلك:

شيوع النفاق وعدم الأهلية في مؤسسات الدولة

عجز عن حل المشكلات مهما كانت سهلة

التضخيم من المشكلات السهلة وجعلها صعبة..بل أحيانا تتضخم المشاكل منهم للجهل بطرق العلاج

استخدام العرب للتقويم القمري

زمان احتار الناس بين التقويمين الشمسي والقمري، أو في الجمع بينهم لحساب عدد السنين، ولأن متابعة القمر وأشكاله أسهل من متابعة الشمس آمن القدماء بالتقويم القمري وفعلوه في الهند والصين..

لكن يوجد عيب كبير في التقويم القمري..فهو بصريح العبارة (مالوش لازمة) فيما يتعلق بفصول السنة وأجواء الطقس والمناخ..وما يتعلق به من زراعة وصناعة وملاحة، لذلك فالتقويم الشمسي كان مفضل لكل هؤلاء طبعا لأنه مش مجرد حساب..هذا إسقاط عملي لحياة الناس ومعيشتهم.

لذلك في الهند تقويمهم قمري، ولكي يناسب تاريخهم فصول السنة الشمسية زادوا على التقويم الأساسي شهر كل 3 سنوات، 3×11 العجز = 33 يوم، وهذا ما كان يفعله العرب في الجاهلية المعروف ب (النسئ) ليناسب تاريخهم فصول السنة، فيأتي شهر ربيع في فصل الربيع وذي الحجة في الشتاء ليتحملوا طقس مكة الصحراوي القاسي، وهذا يعني أن انتقال الحج لفصل الصيف لم يعرفه العرب ويشكل أزمة كبيرة الآن وبفضل حرارة الشمس يموت مئات الحجاج سنويا..

المهم: لما اعتمد التقويم القمري دون تعديل في عصر عمر بن الخطاب حذفت الزيادات وأصبح التقويم العربي مختلف عن الجريجوري الشمسي، وترتب عليه إن أصبح تاريخ العرب مالوش علاقة بفصول السنة ولا بالمناخ أو بالزراعة..إلخ..مجرد حساب 29،5 يوم شهريا طوال العام فحسب، وقد ساعد ذلك في تخلف المسلمين وعزلتهم عن الكون، فيعتمدون تاريخا لا يستخدموه ولا يتابعوه ولا تأثير له على الأرض.

يرجى العلم أن السنة القمرية 354 يوم بينما الشمسية 365 أي فارق 11 يوم بين العامين

أما قوله تعالى.." إنما النسيء زيادة في الكفر"..[التوبة : 37] فهي آية مشكَلَة جدا لظاهرها الذي يقول بأن العرب القدماء كانوا يزيفون تاريخهم لأجل مصلحة ما لم يذكرها النص، وفيها اختلف أنهم حذفوا من نسئ الأشهر الحرم ليجيزا قتال بعضهم في ما حرم الله، أو لأغراض الصيد الممنوعة في أشهر الحج، وبالتالي حذف النسئ هنا يقصد به نسئ الحج والأشهر الحرم..

يوجد رأي مهم جدا يقول: أن الأشهر الحرم هي نفسها أشهر الحج، وهذا كسر لأعراف وتابوهات المسلمين، فالحج ليس ببضعة أيام في ذي الحجة كما هو شائع ..بل في شهور، مصداقا لقوله تعالى.." الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"..[البقرة : 197]

إذن الحج أشهر..بينما جعله المسلمون أيام، ووقت الحج فسحة خلال تلك الأشهر ببضعة أيام وهذا هو المقصود من قوله تعالى.." واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"..[البقرة : 203]

يعني باختصار: فتح قصة النسئ وحذف العرب له واختلاف التقويم القمري وترحيل أيامه بطريقة غريبة ليصبح شهر ربيع في فصل الصيف هو يمس الثوابت المذهبية للسنة ، هذا يفتح باب الجدل في ماهية الأشهر الحرم وتوقيت الحج، إضافة طبعا لتوقيت صيام رمضان وما يعقبه من الطعن في سلوكيات وعبادات ومعارف المسلمين منذ قرون..

القصة مش سهلة، لكن كتب فيها ناس شجعان قديما وحديثا، وشخصيا أعتبرها مرحلة صدام حتمي ومعركة (مصيرية) ستحدث في المستقبل بين رجال الدين والمثقفين..وانحياز السلطة لأحدهم سيرجح كفته

قرأت كتاب.."لغز اللغة القبطية" لجمال الشرقاوي

يرى الكاتب أن ترجمة شاملبيون للهيروغليفية خطأ، وأن منطوق لغة المصريين القدماء لم يتغير عن منطوقهم الحالي، وأن اللغة المصرية واحدة منذ عصر الفراعنة

تطورت لغة المصريين أكثر من مرة بعد كل احتلال، فعندما احتلها الفرس اكتسب المصريون معانٍ فارسية، واليونانيون معانٍ يونانية..وهكذا..حتى وصل للاحتلال العربي اكتسب المصريون صبغة عربية لكن بقيت أصل لغتهم مصرية..

يرى الكاتب أن كلمة "قبط" لا تعني المصريين وأنها اختراع يوناني coptos وأن مدلولها يعني "الأغبياء" لأن اليونانيين سموا المصريين قبط على إسم البلدة الصعيدية "قفط" ومثلما يشار للصعيدي في الثقافة المعاصرة بالغباء أشير للأقباط أيضا بنفس المعنى..

الكاتب يسمي الغزو العربي "فتح إسلامي" ويرى محاولات المسيحيين الرجوع للغة أسلافهم هي مجرد محاولات "كيدية" لنزع الصلة بين المصريين والعرب بسبب تأثر المصريين بهذا المكون العربي الطارئ بعد شيوع ضعف الكنائس وانشقاقها

يرى الكاتب أيضا أن المصريين كانت لهم كنيسة القبط مختلفة مع كنيسة الإسكندرية، الأولى يعقوبية والثانية ملكانية خلقدونية، وأن التزوير حدث بعد ذلك بجمعهم في كنيسة واحدة..

واضح أن الكاتب هو قارئ جيد للتراث الإسلامي، استنبط بمهارة كيفية غياب مصطلحات "الكاثوليكية والأرثوذكسية" عن مفاهيم المؤرخين المسلمين في القرون 8،9،10 م واستبدالهم بتسميات " النسطورية واليعقوبية والملكانية" بإثبات أن تسميات فرق المسيحية الآن جديدة لم يعرفها السابقون خصوصا المسلمين

الكتاب شيق ومفيد وموثق..رغم ما فيه من الشطح (والهَبَل) خصوصا ما يسميه مؤامرات بعض الأقباط ومدلول كلمة قبط في اليونانية ، لكن فيه دراسات أتيمولوجية وفيلولوجية رائعة تثير الدهشة.