إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أسرار قرانية في حقائق وأنوار محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    شرح حديث عمران الصابي بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم من الجن والانس الى قيام يوم الدين

    السلام عليك يا سيدي ومولاي الحكيم الالهي والفقيه الرباني آية الله ميرزا عبدالله الحائري الاحقاقي

    استأذنك مولاي بنقل بعض سطور من حديث عمران الصابي تيمنا وتبركا بذكر محمد وال محمد
    وتقربا الى سيدي ومولاي السيد محمد كاظم الحسيني الحائري الرشتي (قدس سره)

    وقضاء حاجاتنا وحاجات المؤمنين والمؤمنات ببركة الصلاة على محمد وال محمد
    الى المؤمنين والمؤمنات والي الساده القائمين على هذا المنتدى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انقل لكم سطور من (شرح حديث عمران الصابي) والذي طبع بأمر واشراف سيدي ومولاي الحكيم الالهي والفقيه الرباني المولى المجاهد آية الله ميرزا عبدالله الحائري الاحقاقي واسألكم الدعاء

    (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) فعن النبي صلى الله عليه واله وسلم( أما النبيون فأنا وأما الصديقون فأخي علي بن أبي طالب وأما الشهداء فعمي حمزة وفي رواية أخرى هو الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأما الصالحون فابنتي فاطمة وذريتها الطيبون وفي رواية أخرى وحسن أولئك رفيقا هو القائم المنتظر عجل الله فرجه وسهل مخرجه وجعلنا من أعوانه وأنصاره (صفحة 310 من الكتاب)
    وفي فقره اخرى اخواني المؤمنين والمؤمنات من الكتاب
    وهم عليهم السلام خزانه القائمون بشريعته في الشرعين أي الشرع الوجودي والوجود الشرعي ومعنى الخزان أنهم أم الكتاب أو أن عندهم أم الكتاب وعلم الكتاب وما فرطنا في الكتاب من شيء فكل خير وحق ومدد وجودي وامدادي واستمدادي كله مخزون عندهم ثم منهم ينتشر في العباد والبلاد كما في الزيارة
    ( وأشهد أن الحق لكم ومعكم وفيكم وبكم ) وفيها ( ان ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه)فافهم راشدا واشرب صافيا
    ( صفحة 312 من الكتاب )
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونسألكم الدعاء
    __________________

    تعليق


    • #47
      فقال سيدي زدني
      فقال الرضا عليه السلام ( اياك وقول الجهال أهل العمى والضلال الذين يزعمون أن الله جل وتقدس موجود في الاخرة للحساب وفي الثواب والعقاب وليس بموجود في الدنيا للطاعه والرجاء ولو كان في الوجود لله سبحانه نقص واهتضام لم يوجد في الآخره أبدا ولكن القوم تاهوا وعموا وصموا عن الحق من حيث لا يعلمون وذلك قوله عز وجل ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخره أعمى وأضل سبيلا) يعني أعمى عن الحقائق الموجودة وقد علم ذو الألباب أن الاستدلال على ما هناك لا يكون الا بما ها هنا ومن أخذ علم ذلك برأيه وطلب وجوده وادراكه عن نفسه دون غيرها لم يزدد من ذلك الا بعدا لأن الله عز وجل جعل علم ذلك خاصة عند قوم يعقلون ويعلمون ويفهمون )
      أخذ عليه السلام لزيادة بصيرة عمران وتأكيد مانبه عليه السلام أن الله عز وجل يوجد بصفته ويدرك بآياته ويوحد بعلاماته ويظهر لكل من طلبه في كل وقت وأوان ومكان وطور وحال من أحوال الانسان وأن الراحل اليه قريب المسافه وأنه لا يحتجب عن خلقه وانما تحجبهم الآمال والأعمال دونه فقال عليه السلام (واياك وقول الجهال أهل العمى والضلال ) الذين جهلوا عظمة الله وقدرته الظاهرة في أوليائه التي تكشف عن حقيقة معرفته لخلقه وعمى أبصار قلوبهم بأغشية الانية وحجبها فضلوا عن الطريق وزعموا أن الله عز وجل وتقدس موجود في الآخرة للحساب وليس بموجود في الدنيا ألم يعلموا -أعماهم الله- أن وجود الشيء عند الشيء بحقيقته دل على اتحادهم في الرتبة وعلى كون الواجد أعلى رتبة من الموجود فكيف يتصور هذا المعنى بالنسبة الى الواجب القديم الذي فنيت الأشياء عند ظهوره واضمحلت عند سطوع نوره وقد ظهر وتجلى لموسى بن عمران عليه السلام بمقدار سم الابرة من نور شعاع من أشعةعظمته المخلوقة فدك الجبل وخر موسى صعقا ومات بنوا اسرائيل فكيف كان الامر لو ظهر لهم بنور عظمته المخلوقة فضلا عن نور ذاته والأثر لا ذكر له عند المؤثر فكيف يوجد المؤثر بذاته عند الأثر فاذن يكون المؤثر أثرا والأثر مؤثرا فلا يفرق اذن بين الخالق والمخلوق والمنشئ والمنشأ فعلى هذا فلا يمكن فرض وجوده أي ظهوره للأثر بذاته حتى يدركه بحدود انيته وقواه ومشاعره من رؤية عين ولمس كف واحاطة قلب تعالى ربي عما يقولون علوا كبيرا
      __________________

      تعليق


      • #48
        ( وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة)
        سورة القيامة 22-23
        فالمراد بها النظر الى الذين نظرهم نظر الله والنظر اليهم هو النظر الى الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله قال تعالى ( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله ) سورة الفتح 10
        ( من يطع الرسول فقد أطاع الله) سورة النساء 80
        وغير ذلك فزيارته صلى الله عليه وآله وسلم زيارة الله والنظر اليه هو النظر النظر الى الله وهكذا تأول الآيات الدالة على بعض التشبيهات والدليل على التأويل قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) سورة الشورى 11
        ولا شك أن الرؤية والمشاهدة من صفات المخلوقين ومن صفات الأجسام أيضا تعالى ربي عما يقولون
        __________________


        (قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون)سورة ص 67-68 وهو قوله تعالى ( عم يتساءلون عن النباء العظيم الذي هم فيه مختلفون) وقوله تعالى ( قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون) وقول النبي صلى الله عليه واله وسلم ( ما اختلف في الله ولا في وانما الاختلاف فيك يا علي)

        تعليق


        • #49
          وهو المكون ونحن المكان وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له على ما رواه المفضل عن الصادق عليه السلام عنه الى أن قال
          (الذي كنا بكينونته قبل الخلق وقبل مواقع صفات تمكين التكوين كائنين غير مكونين موجودين أزليين منه بدئنا واليه نعود لأن الدهر فينا قسمت حدوده ولنا أخدت عهوده والينا برزت شهوده)الخطبة قال الصادق عليه السلام في معناه (كنا بكينوته في القدم) ( وهو المكون ونحن المكان وهو المشئ ونحن الشىء وهو الخالق ونحن المخلوقون وهو الرب ونحن المربوبون وهو المعنى ونحن أسماؤه وهو المحتجب ونحن حجبه كائنين غير مكونين نسبحه ونمجده ونقدسه في ستة أكوان كل كون منها ما شاء الله من المدا)
          __________________

          تعليق


          • #50
            من عرف الفصل من الوصل والحركة من السكون فقد بلغ القرار في التوحيد قال الامام الصادق عليه السلام ( من عرف الفصل من الوصل والحركة من السكون فقد بلغ القرار في التوحيد )هو أن الخالق والفاعل ليسا أسماء الذات فان الأدلة القطعية من العقلية والنقلية دلت على أن الذات البحت ليس لها اسم ولا رسم ولا اشارة اليها ولا عبارة عنها وهو المجهول المطلق لا سيما الخالق فان الامامية مطبقون على أنه من صفات الأفعال لا من صفات الذات فان الصفات الذاتية لا يجوز نفيها واثباتها وتوصيف الذات بضدها بخلاف صفة الفعل فلا يجوز أن تقول قدر ولم يقدر وعلم ولم يعلم أو قدر وعجز وعلم وجهل بخلاف قولك خلق ولم يخلق وفعل ولم يفعل فان هذا النفي صحيح فاذا صح السلب دل على عدم الحقيقة وأنه ليس اسما للذات وانما هو من اسماء الأفعال فاذن وجود هذا الاسم كعدمه لا يستلزم تغييرا اذ لا يقع الاسم على الذات الا ترى النحاة متفقين على أن اسم الفاعل مشتق من الفعل الا تراهم متفقين على أن المشتق فرع للمبدء فتكون الأسماء فروعا للأفعال فافهم ولا تكثر المقال فان العلم نقطة كثرها الجهال فظهر أن قدمه عز وجل يقتضي أن لا يتغير بخلقه كيف والتغيير انفعال وهو لابد له من فاعل كيف يصح القول بأن الأثر يؤثر في مؤثره بل يجب القول بأن الخلق يتغيرون بتغييره سبحانه
            __________________

            تعليق


            • #51
              ولذا سأل عمران رحمه الله وقال: فبأي شيء عرفناه؟ قال عليه السلام بغيره
              اذا رجعنا الى انفسنا رأيناها فقيرة محتاجه لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فعرفنا أنا لم نخلق أنفسنا بالضرورة ولم يخلقنا من هو مثلنا فاذن ننفي عن خالقنا جميع أوصافنا وأخلاقنا وأحوالنا مما هي لنا فنعرفه بالجهل به ونصفه بأن لا يوصف ونقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون اذ كل ما ندرك صفاتنا وكل ما نعلم حالاتنا فلا يوصف بها خالقنا وساد فقرنا ومقوي ضعفنا وقد قال سيد الساجدين عليه السلام( ولم تجعل للخلق طريقا الى معرفتك الا بالعجز عن معرفتك)
              ولكن عمران لم يتفطن لحقيقة الجواب وسأل عن ذلك الغير قال عليه السلام (مشيته واسمه وصفته)
              يعني أن وجود الغير والسوى انما تحقق بالمشية فظهر فقر الاشياء وعجزها وجهلها واضطرت الي التوجه الى غني العالم وعالم مطلق ثم انه سبحانه وتعالى وصف نفسه لهم وبين لهم أسماءه وصفاته ليعرفوه بها وتلك الصفات والأسماء بينها لهم بالبيان الحالي وجعل حقايقهم وذواتهم ذلك البيان فهم الاسم والصفه بما جعله تعالى لهم فكل شيء اسم لان الاسم ما دل على المسمى وكل فقير بفقره يدل على الغني وبعجزه يدل على القادر وبجهله يدل على العالم ولما أن الخلق لا يعلمون الا ما علمهم الله وصف نفسه لهم بهم كما في الدعاء ( ما من دل على ذاته بذاته) دعاء الصباح لمولانا أمير المؤمنين (بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني اليك ولولا انت لم أدر ما انت) دعاء أبي حمزة الثمالي
              وهذه الصفة صفة رسم لا صفة حقيقية كما أن النملة تزعم أن لله زبانيتين وأما الحقيقة الواقعية فقد سد الغني المطلق باب الوصول اليها فبفعله وبمشيته واسمه وصفته عرفناه معرفة رسم وهذه المعرفة لا تستدعي الارتباط والنسبة اذ لم تقع على الحقيقة فتكشف عن الواقع ولذا قال عليه السلام ( صفة استدلال عليه لا صفة تكشف له ) ولو كانت هذه المعرفة لأجل المناسبة الذاتية كانت معرفة واقعية ولما كانت المعرفة تزيد اذ ليس وراء الذات رتبة مع أن العباد لا يزالون يترقون في المعرفة أبد الأبد ودهر السرمد بلا نهاية ولا انقطاع ولا تقصر المسافة بينهم وبين الذات عز وجل سبحانه وتعالى عما يصفه الواصفون علوا كبيرا
              ثم أكد عليه السلام ما أسسه وشيد ما بناه وقال ( كل ذلك محدث مخلوق مدبر)
              حتى لا يتوهم أحد أن المشية عين الذات أو أن الاسم والصفة ذاتيتان كما هو المشهور بين العلماء الذين ما وردوا حوضهم وما شربوا من كأسهم صلى الله عليه وعليهم
              __________________

              تعليق


              • #52
                ولما أن عمران عرف طريق المعرفة سأل عن المعروف بهذه المعرفة يعني الذي عرفتموه باسمه وصفته أي شيء هو
                فأجاب عليه السلام بأنه نور اقتداء له تعالى في كتابه ( الله نور السماوات والارض ) سسورة النور 35
                العدم ظلمة والوجود نور وكل ما سواه لم يخل عن ظلمة العدم والفقر والحاجة فتمحضت النورية للغني المطلق وحده لا شريك له
                ولما كان الامام عليه السلام بين أنا عرفناه بغيره
                فلا نعرف الا جهة قيوميتة لا حقيقة ذاته ويتراءى من قوله عليه السلام( نور )
                أنه بيان للحقيقة فسر مراده بمعنى القيومية بمعنى ( أنه هاد لخلقه ) وخارج لهم من ظلمة العدم الى نور الوجود ومن ظلمة الامكان الى فسحة الأكوان ومن ظلمة الابهام الى نور التعيين والتشخيص ومن ظلمة الجهل الى نور العلم ومن ظلمة النقصان الى فضاء التمام والكمال الاضافيين وهو قوله تعالى ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ) سورة البقرة 257
                لا ما ذكره بعض المتكلفين من الصوفية وممن يميل اليهم ويحذو حذوهم أن المراد بالنور هو الوجود وأثبتوا بذلك على زعمهم مسألة وحدة الوجود بأن الله سبحانه هو وجود السماوات والأرض فان هذا القول باطل عاطل بينا فساده بالعقل والنقل في كثير من مباحثاتنا وأجوبتنا للمسائل
                __________________

                تعليق


                • #53
                  ثم أراد عليه السلام أن يوضح ويشرح أن الخلق لا يصلون الى مقام الذات ولا يعرفون وانما هم مكلفون بتوحيده وتنزيهه عن الشوائب الامكانية والحدود الخلقية لا على البحث والفحص عن حقيقة ذاته المقدسة فقال عليه السلام (ليس لك علي) أي بعد ما تبين لك من المراتب السابقة ليس بمعقول لك سؤال ( أكثر من توحيدي) اياه من الشوائب العدمية والعلايق الظلمانية الاممكانية بأنه نور محض موجد لجميع الأشياء بالتفاته ونظره واحداثه وايجاده وأما أن حقيقته ماذا فلا لأنه لا يمكن أن يكون معلوما لشيء سوى ذاته ويحتمل أن تكون هذه الفقرة اشارة الى قول أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث ( نحن الأعراف الذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا ) بصائر الدرجات 517
                  وفي الزيارة ( من أراد الله بدء بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم ) الزيارة الجامعة الكبيرة
                  الى غير ذلك من الروايات فمراده عليه السلام ليس لك أن تتعدى عما أحده لك من توحيد الله سبحانه فانه هو الحق الذي لا شك فيه والثابت الذي لا ريب يعتريه صدق ابن رسول الله صلى الله عليه وعلى آبائه فوالله من شذ عنهم شذ الى النار
                  __________________

                  تعليق


                  • #54
                    والخلق يمسك بعضه بعضا باذن الله ومشيته
                    قال عليه السلام : واعلم أن الواحد الذي قائم بغير تقدير ولا تحديد خلق خلقا مقدرا بتحديد وتقدير وكان الذي خلق خلق اثنين التقدير والمقدر وليس في واحد منهما لون ولا وزن ولا ذوق فجعل أحدهما يدرك بالآخر وجعلهما مدركين بنفسهما ولم يخلق خلقا شيئا فردا قائما بنفسه دون غيره للذي أراد من الدلالة على نفسه واذبات وجوده فالله تبارك وتعالى فرد واحد لا ثاني معه يقيمه ولا يعضده ولا يكنه والخلق يمسك بعضه بعضا باذن الله ومشيته وانما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا وتحيروا وطلبوا الخلاص من الظلمة في وصفهم الله بصفة أنفسهم فازدادوا من الحق بعدا ولو وصفوا الله عز وجل بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين ولما اختلفوا فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكوا والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم
                    قال عمران يا سيدي أشهد أنه كما وصفت ولكن بقيت لي مسألة

                    يشرح لنا السيد الحديث الى أن يصل الى هذه الفقره وهي شاهدنا هنا
                    ثم قال عليه السلام (والخلق يمسك بعضه بعضا باذن الله ومشيته )
                    وهو قوله تعالى ( دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع )
                    سورة الحج 40 الآية
                    وقال أمير المؤمنين عليه السلام (( انتهى المخلوق الى مثله وألجأه الطلب الى شكله ))
                    وقال الصادق عليه السلام (( رجع من الوصف الى الوصف ودام الملك في الملك ))
                    وقال الحسين عليه السلام وروحي فداه (( يا من استوى برحمانيته على العرش فصار العرش غيبا في رحمانيته كما كانت العوالم غيبا في عرشه محقت اآثار بالآثار ومحوت الأعيان بمحيطات أفلاك الأنوار))
                    وقد تقدم الكلام في معنى امساك الخلق بعضه ببعض
                    وأما قوله عليه السلام (( باذن الله ومشيته))
                    فليس هذا الاذن اذن السلطان لوزيره في فعل الأشياء وتدبير الأمور ولا كاذن السيد لعبده في فعل شيء من الأشياء ولا كاذن الموكل لوكيله بل هذا الاذن هو امداد وجودي واعطاء غيبي وشهودي به قوام الأشياء وتحققه وذلك هو اذن النار الشعلة في الاضاءة واذن الذات لليد في الكتابة ولذا ترى الفعل منسوبا الى الذات واسناد الفعل الى المأذون مجاز كما اذا قلت اليد كتبت فهذا مجاز وأما اذا قلت زيد هو الكاتب فهو حقيقة مع أن الكتابة أقامها زيد بالحركة والحركة أقامها باليد واليد أقامها بنفسها
                    قال عليه السلام ((خلق الله المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة))
                    وقال تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) فهذا حقيقة
                    وقال تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) وهذا مجاز
                    مع أن الله سبحانه لا يتوفى بذاته وانما هو بالملك
                    وهكذا قوله تعالى ( قل الله خالق كل شيء ) وهو الحقيقة
                    وقال أيضا ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون ) وهذا هو الحقيقة
                    وقوله تعالى ( وءاذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني ) وهذا هو مجاز
                    سورة المائدة110
                    وقوله تعالى ( والله خير الرازقين ) و ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) وهذا هو المجاز
                    والمعنى في الجميع واحد فالله سبحانه هو الذي يمسك الأشياء بعضها ببعض وهو الممسك لها حقيقة
                    ونسب الامساك الى الخلق بقوله عليه السلام (( والخلق يمسك بعضه بعضا ))
                    مجازا وأتى بالاذن والمشية لبيان سر غامض كتمانه في الصدور خير من اظهاره في السطور ولا نطول الكلام لعدم احتمال الناس الذين يوسوس في صدورهم الخناس

                    __________________

                    تعليق


                    • #55
                      قال أمير المؤمنين عليه السلام ( أنا الروح من أمر ربي )
                      فالمشية مشية تكوينية وهي أمر الله الفعلي الذي اشتق منه امر الله المفعولي فبالفعلي قامت السماوات والأرض قيام صدور وبالمفعولي قام قيام تحقق قال الله تعالى ( )سورة الروم 25 ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره
                      drawGradient()
                      قال تعالى ( ) ( ولقد أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان
                      drawGradient()) قل الروح من أمر ربي
                      drawGradient()
                      وقال تعالى ( ) ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده
                      drawGradient()

                      قال أمير المؤمنين عليه السلام (( أنا الروح من أمر ربي ))
                      وقال مولانا الصادق عليه السلام (( من قال نحن خالقون بأمر الله فقد كفر ))
                      فالأمر ثلاثة أمر فعلي و أمر مفعولي وأمر عرفي
                      قال تعالى (
                      وما أمرنا الا واحدة
                      drawGradient()) فافهم الاشارة بلطيف العبارة وكم من خبايا في زوايا ( وتعيها أذن واعية
                      drawGradient())

                      __________________

                      تعليق


                      • #56
                        اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
                        سوف اقوم بحول الله وقوته كتابة الحديث بأكمله ليكون المؤمنين والمؤمنات على علم بما جرى من حديث بين الامام علي ابن موسى الرضا عليهم السلام وبين عمران الصابي
                        وما قمت به سوى مقتبسات من شرح السيد كاظم الرشتي (قدس سره) للحديث
                        واتمنى من الله بحق محمد وآل محمد أن يجعلنا معهم في الدنيا والآخره
                        drawGradient()
                        __________________

                        تعليق


                        • #57
                          قال مولانا وسيدنا علي بن موسى الرضا عليهم السلام : يا قوم ان كان فيكم أحد يخالف الاسلام وأراد أن يسأل فليسأل غير محتشم
                          فقام اليه عمران الصابي وكان واحدا من المتكلمين فقال : يا عالم الناس لولا أنك دعوت الى مسألتك لم أقدم عليك بالمسائل فقد دخلت الكوفة والبصرة والشام والجزيرة ولقيت المتكلمين فلم أقع على أحد يثبت لي واحدا ليس غيره قائما بوحدانيته أفتأذن لي أن أسألك؟
                          قال الرضا عليه السلام : ان كان في الجماعة عمران الصابي فأنت هو
                          قال: أنا هو
                          قال : سل يا عمران وعليك بالنصفه واياك والخطل والجور
                          قال: والله يا سيدي ما أريد الا أن تثبت لي شيئا أتعلق به فلا أجوزه
                          قال عليه السلام :سل عما بدا لك
                          فازدحم الناس وانضم بعضهم الى بعض
                          فقال عمران الصابي أخبرني عن الكائن الأول وعما خلق
                          فقال عليه السلام سألت فافهم أما الواحد فلم يزل واحدا كائنا لاشيء معه بلا حدود ولا أعراض ولا يزال كذلك ثم خلق خلقا مبتدعا مختلفا بأعراض وحدود مختلفة لا في شيء أقامه ولا في شيء حده ولا على شيء حذاه ومثله له فجعل الخلق من بعد ذلك صفوة وغير صفوة واختلافا وايتلافا وألوانا وذوقا وطعما لا لحاجة كانت منه الى ذلك ولا لفضل منزلة لم يبلغها الا به ولا رأى لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصانا تعقل هذا يا عمران )
                          قال: نعم والله يا سيدي
                          قال( واعلم يا عمران أنه لو كان خلق ما خلق لحاجة لم يخلق الا ما يستعين به على حاجته ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق لأن الأعوان كلما كثروا كان صاحبهم أقوى والحاجة يا عمران لا تسعها لأنه لم يحدث من الخلق شيئا الا حدثت فيه حاجة أخرى ولذلك أقول لم يخلق الخلق لحاجة ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم الى بعض وفضل بعضهم على بعض بلا حاجة منه الى من فضل ولا نقمة منه على من أذل فلهذا خلق )
                          قال عمران: يا سيدي هل كان الكائن معلوما في نفسه عند نفسه
                          قال الرضا عليه السلام: انما تكون المعلمة لنفي خلافه وليكون الشيء نفسه بما نفي عنه موجودا ولم يكن هناك شيء يخالفه فتدعوه الحاجة الى نفي ذلك الشيء عن نفسه بتحديد ما علم منها أفهمت يا عمران
                          قال: نعم والله يا سيدي فأخبرني يا سيدي بأي شيء علم ما علم أبضمير أم بغير ذلك؟
                          قال الرضا عليه السلام : أريت اذا علم بضمير هل تجد بدا من أن تجعل لذلك الضمير حدا ينتهي اليه المعرفة
                          قال عمران : لا بد من ذلك
                          قال الرضا عليه السلام :فما ذلك الضمير
                          فانقطع ولم يحر جوابا
                          فقال عليه السلام وروحي له االفداء: لا بأس ان سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر فان قلت نعم أفسد عليك قولك ودعواك يا عمران اليس ينبغي أن تعلم أن الواحد ليس يوصف بضمير وليسيقال له أكثر من فعل وعمل وصنع وليس يتوهم فيه مذاهب وتجزية كمذاهب المخلوقين وتجزيتهم
                          فقال عمران : يا سيدي ألا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي وما معانيها وعلى كم نوع تكون ؟
                          قال عليه السلام : قد سألت فافهم ان حدود خلقه على ستة أ؟نواع ملموس وموزون ومنظور اليه وما لا ذوق له وهو الروح ومنها منظور اليه وليس له وزن ولا لمس ولا حس ولا لون ولا ذوق والتقدير والأعراض والصور والعرض والطول ومنها العمل والحركات التي تصنع الأشياء وتعملها وتغيرها من حال الى حال وتزيدها وتنقصها فأما الأعمال والحركات فانها تنطلق لأنه لا وقت لها أكثر من قدر ما تحتاج اليه فاذا فرغ من الشيء انطلق بالحركة وبقي الأثر ويجري مجرى الكلام الذي يذهب ويبقى أثره
                          قال عمران : يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق اذا كان واحدا لا شيء غيره ولا شيء معه أليس قد تغير بخلقة الخلق ؟
                          قال الرضا عليه السلام : قديم لم يتغير عز وجل بخلقه الخلق ولكن الخلق يتغير بتغييره
                          قال عمران: فبأي شيء عرفناه ؟
                          قال عليه السلام : بغيره
                          قال : فأي شيء غيره ؟
                          قال الرضا عليه السلام : مشيته واسمه وصفته وما أشبه ذلك وكل ذلك محدث مخلوق مدبر
                          قال عمران : يا سيدي فأي شيء هو ؟
                          قال عليه السلام : هو نور بمعنى أنه هاد لخلقه من أهل السماء وأهل الأرض وليس لك على أكثر من توحيدي اياه
                          قال عمران : يا سيدي أليس قد كان ساكتا قبل الخلق لا ينطق ثم نطق
                          قال الرضا عليه السلام : لا يكون السكوت الا عن نطق قبله والمثل في ذلك أنه لا يقال للسراج هو ساكت لا ينطق ولا يقال أن السراج ليضئ فيما يريد أن يفعل بنا لأن الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون وانما هو ليس شيء غيره فلما استضاء لنا قلنا قد أضاء لنا حتى استضأنا به بهذا تستبصر أمرك

                          تعليق


                          • #58
                            قال عمران : يا سيدي فان الذي كان عندي أن الكائن قد تغير في فعله عن حاه بخلقه الخلق
                            قال الرضا عليه السلام : أحلت يا عمران في قولك أن الكائن يتغير في وجه من الوجوه حتى يصيب الذات منه ما يغيره يا عمران هل تجد النار يغيرها تغير نفسها أو هل تجد الحرارة تحرق نفسها أو هل رأيت بصرا قط رأى بصره
                            قال عمران : لم أر هذا
                            فقال عمران : ألا تخبرني يا سيدي أهو في الخلق أم الخلق فيه
                            قال الرضا عليه السلام : جل يا عمران عن ذلك ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه تعالى عن ذلك و سأعلمك ما تعرفه به ولا قوة الا بالله أخبرني عن المرآة أنت فيها أم هي فيك فان كان ليس واحد منكما في صاحبه فبأي شيء استدللت بها على نفسك يا عمران
                            قال عمران : بضوء بيني وبينها
                            قال الرضا عليه السلام : هل ترى من ذلك الضوء في المرآة أكثر مما تراه في عينيك
                            قال نعم
                            قال عليه السلام : فأرناه فلم يحر جوابا
                            قال الرضا عليه السلام : فلا أرى النور الا وقد دلك ودل المرآة على نفسكما من غير أن يكون في واحد منكما ولهذا أمثال كثيرة غير هذا لا يجد الجاهل فيها مقالا ولله المثل الأعلى
                            ثم التفت عليه السلام الى المأمون فقال الصلوة قد حضرت
                            فقال عمران : يا سيدي لا تقطع علي مسألتي فقد رق قلبي
                            قال الرضا عليه السلام : نصلي ونعود
                            فنهض عليه السلام ونهض المأمون فصلى الرضا عليه السلام داخلا وصلى الناس خارجا خلف محمد بن جعفر ثم خرجا فعاد الرضا عليه السلام الى مجلسه ودعا بعمران فقال سل يا عمران
                            قال: يا سيدي ألا تخبرني عن الله تعالى هل يوحد بحقيقة أو يوجد بوصف
                            قال الرضا عليه السلام:ان المبدء الواحد الكائن الأول لم يزل واحدا لا شيء معه فردا لا ثاني معه لا معلوما ولا مجهولا ولا محكما ولا متشابها ولا مذكورا ولا منسيا ولا شيء يقع عليه اسم شيء من الأشياء غيره ولا من وقت كان ولا الى وقت يكون ولا بشيء قام ولا الى شيء يقوم ولا الى شيء استند ولا في شيء استكن وذلك كله قبل الخلق اذ لا شيء غيره وما أوقع عليه من الكل فهي صفات محدثة وترجمة يفهم بها من فهم

                            قال عليه السلام : واعلم أن الابداع والمشية والارادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة وكان أول ابداعه وارادته ومشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شيء ودليلا على كل مدرك وفاصلا لكل مشكل وبتلك الحروف تفريق كل شيء من اسم حق أو باطل أو فعل أو مفعول أو معنى أو غير معنى وعليها اجتمعت الأمور كلها ولم يجعل للحروف في ابداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى ولا وجود لها لأنها مبدعة بالابداع والنور في هذا الموضع أول فعل الله تعالى الذي هو نور السموات والأرض والحروف هو المفعول بذلك الفعل وهي الحروف التي عليها الكلام
                            drawGradient()

                            تعليق


                            • #59
                              قال عليه السلام ( والعبارات كلها من الله عز وجل علمها خلقه وهي ثلاثة وثلاثون حرفا فمنها ثمانية وعشرون حرفا تدل على لغات العربية ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون تدل على لغات العبرانية والسريانية ومنها خمسة أحرف متحرفة في سائر اللغات من العجم لأقاليم اللغات كلها وهي خمسة أحرف تحرفت من الثمانية والعشرين حرفا من اللغات فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفا فأما الخمسة المختلفة فتخجج لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرنا )
                              drawGradient()
                              هنا نقف قليلا لتوضيح رواية عن مولانا موسى بن جعفر عليهما السلام (ان الاسم الأعظم أربعة أحرف الحرف الأول لا اله الا الله والحرف الثاني محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحرف الثالث نحن والحرف الرابع شيعتنا )

                              تعليق


                              • #60
                                قال عليه السلام( ثم جعل الحروف بعد احصائها واحكام عدتها فعلا منه كقوله عز وجل كن فيكون و (( كن )) منه صنع وما يكون به المصنوع فالخلق الأول من الله عز وجل الابداع لا وزن له ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حس والخلق الثاني الحروف لا وزن لها ولا لون وهي مسموعة موصوفة غير منظور اليها والخلق الثالث ما كان من الأنواع كلها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظور اليها والله تبارك وتعالى سابق الابداع لأنه ليس قبله شيء ولا كان معه شيء والابداع سابق الحروف
                                drawGradient()
                                __________________

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X