اللهم صلى على محمد وآل محمد فى الأولين والآخرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

نضع آية بليغة مُبينة من الحق تبارك وتعالى ، وفقط ما نرجوه هو ملاحظة وتدبُر مُفرداتها ، والأهم هو :
صيغة ( التفضيل ) فيها ؟!

يقول العزيز الحكيم :
( اتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ) .

مع تحياتنا لإخواننا الموالين .

استاذي الكريم
لا تعارض بين الخلق والتخيير ....

هناك مقدمة ضرورية ولابد منها وهي ان الله عز وجل قد خلق في الانسان حرية الارادة والاختيار وحاسبه لاجل ذلك ومن سلب حرية الارادة فهو مرفوع عنه القلم حتى يستردها ...

استاذي الكريم انت خير شاهد على نفسك او الانسان خير شاهد على نفسه

ويشهد عليها مرتين
1- يشهد على نفسه انه حر مُخير في واقعه اليومي, والمفارقة أن الذي يحاول إثبات انه مسير- يختار متى وأين وكيف يكتب مقالته.
2- ثانياً يشهد على نفسه أن حريته حادثة ومخلوقة. ومحال أن تخلق النفس حريتها قبل أن تمتلك حرية القرار.

ونقول بان الله خلق القدرة على اتيان الفعل وخلق قبل ذلك حرية الارادة والاختيار
((إنا هديناه النجدين))

وقال الله تعالى
((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ))

وهذا دليل قاطع على خلق حرية الاختيار قبل خلق القدرة على فعل الفعل

والقدرة ليست امرا مبهما لا يستطيع ان يفهمه الناس بل هي مكونة من اعضاء وجوارح تتشكل وتتناسق لانتاج فعل ....


استاذي الكريم ... ان خلق الله للافعال لا يتنافى مع عدل الله
كيف ؟؟

لان الله عز وجل لا يحاسب الا على النية ومثال ذلك لو انك صوبت بندقيتك واطلقت رصاصة ثم استقرت تلك الرصاصة في قلب انسان فاردته قتيلا ..هل سوف تعتبر قاتلا لنفس عند الله ؟؟قطعا لا

مثال اخر
لو انك صليت الفجر ثم امسكت عن الطعام والشراب حتى غروب الشمس لكنك لم تنوي الصيام اصلا فعل يعتبر ذلك صوما ؟؟ طبعا لا

مثال اخر وهو
لو اجبرت تحت تهديد السلاح على شرب الخمر هل تعتبر مذنبا ؟؟؟ قطعالا

والامثلة كثيرة جدا والقاعدة المتفق عليها هي ان الاعمال بالنيات







لقد علمنا من المقدمة السابقة وما تقدم اعلاه ان الله عز وجل خلق في الانسان الارادة وعلمنا ان الله سبحانه لا يخحاسب الانسان الا على نيته لا على ما يفعله وحسب

ولن تجد عاقل يدعي انه مُجبر على السير في طريق بحجة أن غيره أنشأ ذلك الطريق. وكذلك لن تجد عاقل يدعي انه مسير((مجبور)) بحجة اختياره بين مخلوقين ( الفجور والتقوى ). ثم ان
الفجور أو التقوى هما نتيجتان وليسا مقدمة, والثابت أن طبيعة التخيير في النفس هي الأصل, لذلك من يسأل عن استحقاق العبد لأفعاله عليه أن يقرن ذلك بالأصل.






ان كنت تقصد بان الله قد خلق فينا المشيئة فهذا صحيح وكلامك هذا لا غبار عليه ...\وانت هنا احسنت وووفقت باذن الله عز وجل عندما قلت بان الله عز وجل ترك لنا الصنعة او الفعل لان الصناعة ما هي الا عبارة عن تحويل كان تحول ساق شجرة الى خشب مسطح ومربع وتصنع من ذلك الخشب طاولة ..هذا هو خلق التحويل او الصناعة ..لكن من الذي خلق لك الاعضاء التي تحركها وتسكنها لينتج عنها ذلك الفعل ((صنع الطاولة ))

هو الله سبحانه وتعالى

الذي قال
في سورة فاطر {3} يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ







استاذي الفاضل تامل في هذا المثل

عندما تكسر كاسا من الزجاج فماذا ستفعل ؟؟
او ليتم ذلك الفعل ماذا يلزمك ؟؟

يلزمك دماغ ...عضلات ...عظم .. عصب
يعني يلزمك دماغ ويد واصابع ...كل هذه الاجزاء هي المكونة للفعل الكسر

تتحرك هذه الاجزاء بحركة متناسقة ومرتبة فنخرج بمنتج اسمه ((كسر الكاس))

وانت تملك حرية ان لا تمد يديك الى الكاس ولا تتناوله ولا تثني يدك الى الخلف ولا ان تدفعها الى الامام ولا ان تامر اصابعك بالانبساط لينطلق الكاس الى الجدار فيتكسر

لاننا علمنا ان الاصل هو حرية الاختيار

وقد سبق ان تكلمنا عن هذه النقطة وارجو الا تتوه في هذهى المسالة والاهم من ذلك الا ساهم انا في ذلك

لك احترامي وتقديري

اساتذتي الافاضل سوف اعود للرد على بقية المشاركات غدا باذن الله

لان الوقت متاخر بالنسبة لي الان وهذا موضوع حساس لا يمكن الرد الا ((على رواقة))

اسال الله الهداية لي ولكم وان يجمعنا على الحق انه القادر على ذلك

لا أتصور أن هناك خلاف و ان شاء الله نحن متفقون...

أي فعل يصدر من الإنسان إنما هو بحول الله و قوته...قطعا...و إنما اختيار فعل الخير أو الشر فهو متروك للإنسان...

لعل هناك تفاصيل تفوتني في هذا الموضوع...الله أعلم من قبل و من بعد

اخي الفاضل ..اذا ما اجرينا عملية تحليل للقدرة فسنجدها عبارة عن اعضاء وجوارح اودعت في الانسان .....

واذا اتفقنا على ذلك قلنا ...بانك تملك الحرية بالتحكم في اعضائك وجوارك (((في الحركات الارادية)))

واذا كنت تملك الحرية في التحكم فيها يقال عندها بانك امتلكت المقدرة لصنع الفعل اي فعل الفعل اما اذا كان تفتقد احد الاعضاء الضرورية لاتمام القدرة فلن يكون عندك قدرة ....

النتيجة انك تستطيع تسخير القدرة ليتكون عندك منتج اسمه الفعل مكوناته هي اجزاء القدرة

كما انك تملك القدرة على التحكم في الخشب والمسامير ليصبح عندك منتج اسمه خشب

قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا

والصنع ليس هو الايجاد من العدم الذي هو الخلق والصنع عبارة عن تحويل فقط

ان كنت تعتقد انك تحاسب على مجرد الفعل فانت مخطئ ...انت يا عزيزي لا تحاسب على مجرد الفعل بل تحاسب على النية التي تسبق الفعل او لنقل الارادة ...فانت قد تقتل ...لكن قد تقتل بعمد وبدون عمد وهنا الفعل قد يحدث سواء بارادة او دون ارادة اقصد فعل القتل وقد تشرب الخمر سواء بارادة او تحت الاكراه بل قد تنطق بالكفر بارادة لا سمح الله او تحت الاكراه

قال اله تعالى

((من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ))


وقال الله تعالى
لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشره مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبه فمن لم يجد فصيام ثلاثه ايام ذلك كفاره ايمانكم اذا حلفتم واحفظوا ايمانكم كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تشكرون


والامثلة كثيرة اكثر من ان تحصى ...لكن الخلاصة انه لا يوجد فعل الا وقد يتكون بارادة وقد يتكون دون ارادة ...الارادة لها دور فقط في الثواب والعقاب لكن لا دور لها مباشر في تكوين الفعل



دمت سالما

لا اعلم على ماذا تستدل ؟؟هل تستدل بهذه الاية على وجود خالق غير الله ؟؟؟

اذا كان ذلك كذلك فهل هذه الايات غير بليغة ام انك تلجأ للمتشابه وتترك المحكم

قال الله تعالى

الانعام (آية:102): ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل

الرعد (آية:16): قل من رب السماوات والارض قل الله قل افاتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار

الزمر (آية:62): الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل


غافر (آية:62): ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو فانى تؤفكون

فاطر (آية:3): يا ايها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فانى تؤفكون

وانا اسألك هل من خالق غير الله

السؤال هو

هل يوجد خالق غير الله ؟؟

المادة من العدم لا
المادة من غير العدم نعم

الافعال ليست مواد ، يشترك المخلوق في خلقها

agree



لا اتفق معك مطلقا ولا اختلف معك مطلقا ........... لان في كلامك هذا يوجد بعض الالتباس
عزيزي .......ما ليس بايجاد من العدم فليس بخلق انما الخلق هو الايجاد من العدم وما سواه يسمى صنع او لنقل خلق تحويل
اي تحويل مادة الى مادة تحويل الخشب والمسامير الى طاولة




لم افهم ماذا تقصد تماما

هل تقصد بان الله تفرد بخلق الافعال ..................ام تقصد بان العبد تفرد بخلق الافعال

ام تقصد بان العبد يستطيع ايجاد الفعل من العدم ((خلق)) لان الافعال ليست موادا

طيب عزيزي
قد ثبت لدينا ان الافعال لا تحدث الا بقدرة وقد اجرينا عملية تحليل للقدرة(((((اذا ما اجرينا عملية تحليل للقدرة فسنجدها عبارة عن اعضاء وجوارح اودعت في الانسان))) .....
ثم وجدنا ان الافعال ما هي الا نتيجة حركات وسكنات واذا كانت الاجزاء مخلوقة فبطبيعة الحال فالمركب مخلوق



والافعال وجودية وما من موجود الا والله خالقه

مثل الموت والحياة ...هما ليسا مواد لكنهما وجوديان

قال الله في كتابه الكريم

((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور))

والبكاء والضحك

(((وانه هو اضحك وابكى ))

sure sister
بالتاكيد ... لكن القبح هو في اتيان تلك المخلوقات وليس في خلقها




روي عن الباقر
[[إن الله خلو من خلقه، وخلقه خلو منه، وكل ما وقع عليه اسم شيء ما خلا الله فهو مخلوق، والله خالق كل شيء]]
الفصول المهمة

روى الكليني وغيره عن أبي بصير أنه قال:

[[كنت بين يدي أبي عبد الله عليه السلام جالساً فسأله سائل، فقال: جعلت فداك! يا ابن رسول الله من أين لحق الشقاء بأهل المعصية حتى حكم لهم بالعذاب على عملهم في علمه؟

فقال أبو عبد الله: أيها السائل علم الله عز وجل لا يقوم له أحد من خلقه بحقه، فلما حكم بذلك وهب لأهل محبته القوة على طاعته ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله، ووهب لأهل المعصية القوة على معصيتهم لسبق علمه فيهم ومنعهم إطاعة القبول منهم، فوافقوا ما سبق لهم في علمه تعالى ولم يقدروا أن يأتوا حالاً تنجيهم من عذابه، لأن علمه أولى بحقيقة التصديق، وهو معنى شاء ما شاء وهو سره]


وأيضاً ما رواه الكليني عن أبي عبد الله جعفر بن الباقر أنه قال:

[[لا جبر ولا تفويض ولكنه أمر بين أمرين]].(

وروى حريز عن جعفر بن محمد أنه قال:

[[الناس في القدر على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الله أجبر العبد على المعاصي فهذا قد ظلم الله في حكمه فهو كافر، ورجل يزعم أن الله فوض الأمور إليهم فهذا وهن الله في سلطانه فهو كافر، ورجل يقول: إن الله كلف العباد بما يطيقون، ولم يكلفهم بما لا يطيقون، فإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ]

و
يروي الكليني عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال:

(إن الله كتب في كتبه: إني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير والشر، فطوبى لمن أجريت على يده الخير، وويل لمن أجريت على يده الشر


ومثل ذلك رواه عن معاوية عن أبي عبد الله أنه كان يقول:

[[مما أوحى الله تعالى على موسى وأنزل عليه التوراة: (أني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الخير، وأجريته على يد من أحب، فطوبى لمن أجريته على يديه، وأنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يد من أريد، وويل لمن أجريت على يده الشر

ومثل ذلك ذكر القمي في تفسيره عنه أنه قال:

قال الله عز وجل: (أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخير والشر).(

وروى الصدوق في ثواب الأعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : ( ان الله يمجد نفسه ، في كل يوم وليلة ثلاث مرات ، فمن مجد الله بما مجد به نفسه ، ثم كان في حال شقوة ، حول إلى السعادة ، فقلت له : كيف هو التمجيد ؟ قال : تقول : أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين ، أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم ، أنت الله لا إله إلا أنت العلي الكبير ، أنت الله لا إله إلا أنت ملك يوم الدين ، أنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم ، أنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ، أنت الله لا إله إلا أنت بدأ منك كل شئ واليك يعود ، أنت الله لا إله إلا أنت لم تزل ولا تزال ، أنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشر ،

وفي المحاسن
عن ابن فضال ، عن عبد الله بن بكير ، عن عبد الله بن أعين ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : ان الله يمجد نفسه في كل يوم ثلاث مرات فمن مجد الله بما يمجد نفسه وكان في شقوة حول إلى سعادة ، يقول : " أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين ، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العزيز الكبير ، وأنت الله لا إله إلا أنت ملك يوم الدين ، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت بدء كل شئ واليك يعود ، وأنت الله لا إله إلا أنت ، لم تزل ولا تزال ، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشر

ام تقصد بان العبد يستطيع ايجاد الفعل من العدم ((خلق)) لان الافعال ليست موادا

نعم هذا قصدي

فأنت قد شُتمت مثلا من قِبل احد المتحاورين بكلمة لاتقبلها فهل الله سبحانه وتعالى اوجد هذه الشتيمة حاشاه ام العضو نفسه؟

هل هذه الشتيمة كانت موجودة والعضو حولها أم أوجدها من العدم؟

هل كان له مطلق الحرية في تسيير ارادته لكتابتها أم ان ارادته كانت موجهة من قبل الخالق؟

أما اصابعه وعينه فأكيد الله خالقها ولكن هل اعطاه الله سبحانه وتعالى حرية التصرف بها ليشتمك أم ان الله سبحانه وتعالى قد وجه ارادة العضو لشتيمتك؟

هل كنت مشتوما قبل ان يشتمك العضو أم انك اصبحت مشتوما بعدما شتمك؟

اذا كانت اجاباتك بأن الله سبحان وتعالى قد أوجد شتيمتك فعليك ان لاتعتب عليه لانه لم يكن الا محولا لخلق الله.

ارجو منك اخي الكريم منك ان لاتفهمني خطأ بضرب هذا المثال فأنا بحال ابعد مايكون عن الاستهزاء والاستفزاز انما هو لتقريب المعنى

بالتاكيد ... لكن القبح هو في اتيان تلك المخلوقات وليس في خلقها