اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد
يقول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم :
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء } [ الشورى : 11 ]
وقوله تعالى : ( ونحن أقرب اليه من حبل الوريد )
وقوله تعالى : ( وهو معكم اينما كنتم )
صدق الله العلي العظيم
والجماعة المجسمة تقول :بأنه جسم له عين ويد ورجل ويحزن ويضحك ويجلس
أي بعني ذلك أن الله له صفات البشر عندهم من حيث الجسم الحركة والمشاعر
وهذا رد أحد علماء السنة :
قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره :
((المشبهة تعلقت بهذه الآية في أن معبودهم جالس على العرش وهذا باطل بالعقل والنقل من وجوه .
أحدها : أنه سبحانه وتعالى كان ولا عرش ولا مكان ، ولما خلق الخلق لم يحتج إلى مكان بل كان غنياً عنه فهو بالصفة التي لم يزل عليها إلا أن يزعم زاعم أنه لم يزل مع الله عرش .
وثانيها : أن الجالس على العرش لا بد وأن يكون الجزء الحاصل منه في يمين العرش غير الحاصل في يسار العرش فيكون في نفسه مؤلفاً مركباً وكل ما كان كذلك احتاج إلى المؤلف والمركب وذلك محال .
وثالثها : أن الجالس على العرش إما أن يكون متمكناً من الإنتقال والحركة أو لا يمكنه ذلك فإن كان الأول فقد صار محل الحركة والسكون فيكون محدثاً لا محالة وإن كان الثاني كان كالمربوط بل كان كالزمن بل أسوأ منه فإن الزمن إذا شاء الحركة في رأسه وحدقته أمكنه ذلك وهو غير ممكن على معبودهم .
ورابعها : هو أن معبودهم إما أن يحصل في كل مكان أو في مكان دون مكان فإن حصل في كل مكان لزمهم أن يحصل في مكان النجاسات والقاذورات وذلك لا يقوله عاقل ، وإن حصل في مكان دون مكان افتقر إلى مخصص يخصصه بذلك المكان فيكون محتاجاً وهو على الله محال .
وخامسها : أن قوله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء } [ الشورى : 11 ] يتناول نفي المساواة من جميع الوجوه بدليل صحة الاستثناء فإنه يحسن أن يقال ليس كمثله شيء إلا في الجلوس وإلا في المقدار وإلا في اللون وصحة الاستثناء تقتضي دخول جميع هذه الأمور تحته ، فلو كان جالساً لحصل من يماثله في الجلوس فحينئذ يبطل معنى الآية .
وسادسها : قوله تعالى : { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثمانية } [ الحاقة : 17 ] فإذا كانوا حاملين للعرش والعرش مكان معبودهم فيلزم أن تكون الملائكة حاملين لخالقهم ومعبودهم وذلك غير معقول لأن الخلق هو الذي يحفظ المخلوق أما المخلوق فلا يحفظ الخالق ولا يحمله .
وسابعها : أنه لو جاز أن يكون المستقر في المكان إلهاً فكيف يعلم أن الشمس والقمر ليس بإله لأن طريقنا إلى نفس إلهية الشمس والقمر أنهما موصوفان بالحركة والسكون وما كان كذلك كان محدثاً ولم يكن إلهاً فإذا أبطلتم هذا الطريق انسد عليكم باب القدح في إلهية الشمس والقمر .
وثامنها : أن العالم كرة فالجهة التي هي فوق بالنسبة إلينا هي تحت بالنسبة إلى ساكني ذلك الجانب الآخر من الأرض وبالعكس ، فلو كان المعبود مختصاً بجهة فتلك الجهة وإن كانت فوقاً لبعض الناس لكنها تحت لبعض آخرين ، وباتفاق العقلاء لا يجوز أن يقال المبعود تحت جميع الأشياء .
وتاسعها : أجمعت الأمة على أن قوله : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] من المحكمات لا من المتشابهات فلو كان مختصاً بالمكان لكان الجانب الذي منه يلي ما على يمينه غير الجانب الذي منه يلي ما على يساره فيكون مركباً منقسماً فلا يكون أحداً في الحقيقة فيبطل قوله : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] .
وعاشرها : أن الخليل عليه السلام قال : { لا أُحِبُّ الأفلين } [ الأنعام : 76 ] ولو كان المعبود جسماً لكان آفلاً أبداً غائباً أبداً فكان يندرج تحت قوله : { لا أُحِبُّ الأفلين } [ الأنعام : 76 ] فثبت بهذه الدلائل أن الإستقرار على الله تعالى محال))
إلى أن قال ((إذا كان لا معنى للاستواء في اللغة إلا الاستقرار والإستيلاء وقد تعذر حمله على الإستقرار فوجب حمله على الإستيلاء وإلا لزم تعطيل اللفظ وإنه غير جائز))
وختاما
( كنت كنزا مخفيا فأردت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )
حديث قدسي
المعنى :
ان الله قديم قبل جميع المخلوقات أي قبل أن يخلق العرش والكرسي والملائكة والسماوات وسائر الخلق وهو الباقي الأزلي بعد فناءهم
فلا يحده زمان ولا مكان سبحانه تعالى عما يصفون علوا كبيرا
يقول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم :
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء } [ الشورى : 11 ]
وقوله تعالى : ( ونحن أقرب اليه من حبل الوريد )
وقوله تعالى : ( وهو معكم اينما كنتم )
صدق الله العلي العظيم
والجماعة المجسمة تقول :بأنه جسم له عين ويد ورجل ويحزن ويضحك ويجلس
أي بعني ذلك أن الله له صفات البشر عندهم من حيث الجسم الحركة والمشاعر
وهذا رد أحد علماء السنة :
قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره :
((المشبهة تعلقت بهذه الآية في أن معبودهم جالس على العرش وهذا باطل بالعقل والنقل من وجوه .
أحدها : أنه سبحانه وتعالى كان ولا عرش ولا مكان ، ولما خلق الخلق لم يحتج إلى مكان بل كان غنياً عنه فهو بالصفة التي لم يزل عليها إلا أن يزعم زاعم أنه لم يزل مع الله عرش .
وثانيها : أن الجالس على العرش لا بد وأن يكون الجزء الحاصل منه في يمين العرش غير الحاصل في يسار العرش فيكون في نفسه مؤلفاً مركباً وكل ما كان كذلك احتاج إلى المؤلف والمركب وذلك محال .
وثالثها : أن الجالس على العرش إما أن يكون متمكناً من الإنتقال والحركة أو لا يمكنه ذلك فإن كان الأول فقد صار محل الحركة والسكون فيكون محدثاً لا محالة وإن كان الثاني كان كالمربوط بل كان كالزمن بل أسوأ منه فإن الزمن إذا شاء الحركة في رأسه وحدقته أمكنه ذلك وهو غير ممكن على معبودهم .
ورابعها : هو أن معبودهم إما أن يحصل في كل مكان أو في مكان دون مكان فإن حصل في كل مكان لزمهم أن يحصل في مكان النجاسات والقاذورات وذلك لا يقوله عاقل ، وإن حصل في مكان دون مكان افتقر إلى مخصص يخصصه بذلك المكان فيكون محتاجاً وهو على الله محال .
وخامسها : أن قوله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء } [ الشورى : 11 ] يتناول نفي المساواة من جميع الوجوه بدليل صحة الاستثناء فإنه يحسن أن يقال ليس كمثله شيء إلا في الجلوس وإلا في المقدار وإلا في اللون وصحة الاستثناء تقتضي دخول جميع هذه الأمور تحته ، فلو كان جالساً لحصل من يماثله في الجلوس فحينئذ يبطل معنى الآية .
وسادسها : قوله تعالى : { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثمانية } [ الحاقة : 17 ] فإذا كانوا حاملين للعرش والعرش مكان معبودهم فيلزم أن تكون الملائكة حاملين لخالقهم ومعبودهم وذلك غير معقول لأن الخلق هو الذي يحفظ المخلوق أما المخلوق فلا يحفظ الخالق ولا يحمله .
وسابعها : أنه لو جاز أن يكون المستقر في المكان إلهاً فكيف يعلم أن الشمس والقمر ليس بإله لأن طريقنا إلى نفس إلهية الشمس والقمر أنهما موصوفان بالحركة والسكون وما كان كذلك كان محدثاً ولم يكن إلهاً فإذا أبطلتم هذا الطريق انسد عليكم باب القدح في إلهية الشمس والقمر .
وثامنها : أن العالم كرة فالجهة التي هي فوق بالنسبة إلينا هي تحت بالنسبة إلى ساكني ذلك الجانب الآخر من الأرض وبالعكس ، فلو كان المعبود مختصاً بجهة فتلك الجهة وإن كانت فوقاً لبعض الناس لكنها تحت لبعض آخرين ، وباتفاق العقلاء لا يجوز أن يقال المبعود تحت جميع الأشياء .
وتاسعها : أجمعت الأمة على أن قوله : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] من المحكمات لا من المتشابهات فلو كان مختصاً بالمكان لكان الجانب الذي منه يلي ما على يمينه غير الجانب الذي منه يلي ما على يساره فيكون مركباً منقسماً فلا يكون أحداً في الحقيقة فيبطل قوله : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] .
وعاشرها : أن الخليل عليه السلام قال : { لا أُحِبُّ الأفلين } [ الأنعام : 76 ] ولو كان المعبود جسماً لكان آفلاً أبداً غائباً أبداً فكان يندرج تحت قوله : { لا أُحِبُّ الأفلين } [ الأنعام : 76 ] فثبت بهذه الدلائل أن الإستقرار على الله تعالى محال))
إلى أن قال ((إذا كان لا معنى للاستواء في اللغة إلا الاستقرار والإستيلاء وقد تعذر حمله على الإستقرار فوجب حمله على الإستيلاء وإلا لزم تعطيل اللفظ وإنه غير جائز))
وختاما
( كنت كنزا مخفيا فأردت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )
حديث قدسي
المعنى :
ان الله قديم قبل جميع المخلوقات أي قبل أن يخلق العرش والكرسي والملائكة والسماوات وسائر الخلق وهو الباقي الأزلي بعد فناءهم
فلا يحده زمان ولا مكان سبحانه تعالى عما يصفون علوا كبيرا
تعليق