{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100
هذه الاية هدمت مذهب الشيعة
الشيعة يقولون ان السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ارتدوا عن الاسلام بعد وفاة الرسول الا خمسة من الصحابة ما ارتدوا هم علي والمقداد وسلمان وابي ذر وربما معهم عمار لان عمار في باديء الامر جاض جيضة ثم رجع
الاية تبين وبوضوح ان الله رضي عن السابقين الاولين من المهاجرين والانصاربدون قيد او شرط فيدخلهم جميعهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم
والاية تشير الى مدى عظمة هؤلاء الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار لان الاية تخبرنا ان هؤلاء السابقين الله يريدهم ان يرضون عنه من دون كل الصحابة ومن دون كل الخلق ومن دون كل اصحاب الانبياء السابقين
فهل يستطيع احد من البشر ان يعترض على ارادة الله وان لايرضى بحكم الله
فالاية تبين ان وجد اناس او اشخاص في الخلق ممكن ان يقعوا بالمحظور ويعترضون على قضاء الله وقدره فان الاية تخبرنا استحالة ان يقع هذا الاعتراض من هؤلاء الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين ومن الانصار
لماذا ؟؟
لان الاية تدلنا وتشير بوضوح الى ان الله يخبرنا ان هؤلاء ايمانهم بقضاء الله وقدره هو ايمانا مطلق لا يمكن ان يعترضوا على قول الله او حكمه وبأي شكل من الاشكال
وبالتالي فان الاية تخبرنا ان من يقول ان هؤلاء قد عصوا امر الله فهو كذاب
وان الاية تخبرنا ان الله لو اراد تنصيب خليفة بعد رسوله لرضوا هؤلاء الصحابة السابقين بحكمه الله وامره
بمعنى ان الاية انه اذا اشتبه علينا امر ما واردنا التأكد هل ان الله امر بذلك ام لم يأمر به وهل هذا الامر هو من عند الله او من عنديات اهواء البعض
فما علينا الا ان نذهب ونشاهد ماذا كان قول هؤلاء الصحابة السابقين في هذا الامر
فان كانوا راضين عن ذلك الامر فقطعا يكون هذا الامر هو امر رباني من عند الله على الامة الخضوع له
اما ان كانوا غير راضين عنه فقطعا ان هذا الامر ما انزله الله ولا امره به ولا هو يرضيه لانه ما ارضى هؤلاء الصحابة فلو كان هذا الامر من عند الله لرضا عنه السابقين الاولين من المهاجرين والانصار لان الاية تخبرنا ان رب العزة ان هؤلاء السابقين الاولين من المهاجرين رضوا عن الله ولا يمكن لمن يقول ان الله انهم رضوا عنه ان يخالفوا امر الله وحكمه
وبالتالي اذا اخذنا ما تدعيه الشيعة من ان الله انزل قرانا وامرا نصب فيه عليا خليفة لهؤلاء السابقين الاولين بعد رسول الله وعرضنا هذا الامر على ما فعله هؤلاء السابقين الاولين مع هذا الشيء
بعرف انهم لو كانوا يؤمنون ان هذا الله نصب عليا خليفة عليهم بعد الرسول مباشرة لقبلوه ورضوا عنه ولما قبلوا بابي بكر خليفة بعد الرسول ولما قبلوا بعمر بعده ولما قبلوا بعثمان بعد عمر
وهؤلاء السابقين من المهاجرين والانصار اذا اجتمعوا ورضوا عن امكر ما كان ذلك لله رضى
وسبحان الله والحمد لله الذي قادني وانا اكتب هذه الكلمات ولم يكن ببالي قول علي في نهج البلاغة ابدا
وانا اكتب ومن دون اي تفكير جاء في ذهني شهادة علي لهؤلاء الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار بانهم اذا اجتمعوا على امر كان ذلك الامر لله رضى
فالحمد لله على ما انعم به علي الان في التو واللحظة
فهذا علي رضي الله عنه يشهد بما شهد به القران في الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار وقطعا ان عليا مما لاشك فيه انهم احدهم بل هو رابع افضل اربعة فيهم
يقول رضي الله عنه : .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 33 - ص 76
- نهج البلاغة : ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية : إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى*
فالاية تقول انهم اذا رضوا على امر فان الله يرضى عنه
وعلي يقول انهم اذا اجتمعوا على امر كان ذلك لله رضى
فهل حتاج مذهب الشيعة الاثني عشرية الى اكثر من هذا حتى يهدم
لان هذا المذهب انما قام على سب وشتم ولعن الصحابة السابقين الاولين وعلى رأسهم ابو بكر وعمر وعثمان وابو عبيدة وسعد بن ابي وقاص وطلحة والزبير ومعاذ بن جبل واسيد بن حضير وسعد بن عبادة وعائشة وحفصة من الصحابة السابقين الاولين تحديدا
ولا اقول منهم معاوية او خالد بن الوليد او عمرو بن العاص او المغيرة بن شعبة فهولاء ليسوا من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار انما هم مهاجرين بعدهم وتابعين لهم باحسان
بقي سؤال مهم
وهو من هم السابقين الاولين من المهاجرين والانصار
فاقول لبيان ذلك :
الصحابة يقسمون زمانيا بعد الهجرة يقسمون الى ثلاثة اصناف
الصنف الاول
وهم السابقون الاولون من المهاجرون والانصار وهؤلاء هم كل من امن وهاجر وكل من نصر الرسول في السنة الاولى من الهجرة اي في لحظة تاريخ البدء باستعمال لفظة مهاجرين وانصار من لحظة مؤاخاة الرسول بين المهاجرين والانصار فكل من اخا بينهم الرسول من المهاجرين والانصار هم السابقين الاولين من المهاجرين والانصار
السابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه في الاية هم :
من المهاجرين كل صحابي هاجر الهجرة الى المدينة في الفترة المحصورة من لحظة طلب الرسول من المسلمين الهجرة الى المدينة في السنة الاولى للهجرة الى اللحظة التي اخاها الرسول فيها بين المهاجرين والانصار
ومن الانصار كل صحابي بايع الرسول في بيعة العقبيتين الاولى والثانية ويشمل ذلك معهم ايضا كل من امن منهم بعد ذلك في السنة الاولى من الهجرة الى اللحظة التي آخى فيها الرسول بين المهاجرين والانصار
ومصداق ذلك في قوله تعالى في سورة الحشر
ِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{9}
الصنف الثاني
وينحصر زمانيا ما بين السنة الاولى للهجرة الى السنة الثامنة للهجرة السنة التي اعلن بها الرسول توقف الهجرة في فتح مكة
ومصداق ذلك قوله تعالى
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنفال75
وقوله تعالى
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل110
ويوضح ذلك قوله تعالى ان هناك اناس ما هاجروا لكنهم بقوا بمكة لايسمون مهاجرين حتى يهاجروا
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال72
الصنف الثالث
وهو يمتد زمانيا بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة وهذا الصنف هو ما يسمى بمسلمة الفتح (( الطلقاء ))
ومصداق ذلك في كتابه الكريم قوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10
============
الخلاصة نأتي الى الاية محور النقاش وموضوعه
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100
الاية تقسم الصحابة زمانيا الى قسمين فقط
القسم الاول
السابقون الاولون
ويشمل فقط الصنف الاول المذكور اعلاه وهم السابقون الاولون من المهاجرين والانصار وهؤلاء هم اول من اطلق عليهم لفظ المهاجرين ولفظ الانصار وهم فقط الذين شملتهم المؤاخاة بين المهاجرين والانصار
وهؤلاء رضا الله عنهم في الاية مطلق غير مقيد بقيد لان الله علم انه مخلصين في ايملنه ليس بينهم من هو فاسق او منافق
ولا احد على وجه الارض من بدء الخليقة يستطيع ان يثبت ان بينهم منافق واحد عند الله ورسوله ولو اجتمع معه على اثبات ذلك كل الجن والانس فانه لاتستطيع ان يثبت ذلك في احدهم
القسم الثاني
التابعين باحسان
ويشمل الصنف الثاني والثالث من التصنيف السابق في اعلاه
اي انه يشمل كل من هاجر ونصر بعد السنة واحد هجرية الى السنة الثامنة هجرية + كل من اسلم وامن بعد فتح مكة وهم مسلمة الفتح (( الطلقاء ))
وهؤلاء رضا الله عنهم في الاية مقيد بفيد اتباعهم باخسان للصنف الاول من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار
اي ان هذا القسم لا يندرج تحته الا من اتبع الصحابة الاولين باحسان وكل من لم يتبعهم باحسان فنحن اهل السنة نعتبره مبتدع ولايعتبر عندنا صحابيا او تابعيا
وبحمد الله ومنته
هذه الاية هدمت مذهب الشيعة
الشيعة يقولون ان السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ارتدوا عن الاسلام بعد وفاة الرسول الا خمسة من الصحابة ما ارتدوا هم علي والمقداد وسلمان وابي ذر وربما معهم عمار لان عمار في باديء الامر جاض جيضة ثم رجع
الاية تبين وبوضوح ان الله رضي عن السابقين الاولين من المهاجرين والانصاربدون قيد او شرط فيدخلهم جميعهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم
والاية تشير الى مدى عظمة هؤلاء الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار لان الاية تخبرنا ان هؤلاء السابقين الله يريدهم ان يرضون عنه من دون كل الصحابة ومن دون كل الخلق ومن دون كل اصحاب الانبياء السابقين
فهل يستطيع احد من البشر ان يعترض على ارادة الله وان لايرضى بحكم الله
فالاية تبين ان وجد اناس او اشخاص في الخلق ممكن ان يقعوا بالمحظور ويعترضون على قضاء الله وقدره فان الاية تخبرنا استحالة ان يقع هذا الاعتراض من هؤلاء الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين ومن الانصار
لماذا ؟؟
لان الاية تدلنا وتشير بوضوح الى ان الله يخبرنا ان هؤلاء ايمانهم بقضاء الله وقدره هو ايمانا مطلق لا يمكن ان يعترضوا على قول الله او حكمه وبأي شكل من الاشكال
وبالتالي فان الاية تخبرنا ان من يقول ان هؤلاء قد عصوا امر الله فهو كذاب
وان الاية تخبرنا ان الله لو اراد تنصيب خليفة بعد رسوله لرضوا هؤلاء الصحابة السابقين بحكمه الله وامره
بمعنى ان الاية انه اذا اشتبه علينا امر ما واردنا التأكد هل ان الله امر بذلك ام لم يأمر به وهل هذا الامر هو من عند الله او من عنديات اهواء البعض
فما علينا الا ان نذهب ونشاهد ماذا كان قول هؤلاء الصحابة السابقين في هذا الامر
فان كانوا راضين عن ذلك الامر فقطعا يكون هذا الامر هو امر رباني من عند الله على الامة الخضوع له
اما ان كانوا غير راضين عنه فقطعا ان هذا الامر ما انزله الله ولا امره به ولا هو يرضيه لانه ما ارضى هؤلاء الصحابة فلو كان هذا الامر من عند الله لرضا عنه السابقين الاولين من المهاجرين والانصار لان الاية تخبرنا ان رب العزة ان هؤلاء السابقين الاولين من المهاجرين رضوا عن الله ولا يمكن لمن يقول ان الله انهم رضوا عنه ان يخالفوا امر الله وحكمه
وبالتالي اذا اخذنا ما تدعيه الشيعة من ان الله انزل قرانا وامرا نصب فيه عليا خليفة لهؤلاء السابقين الاولين بعد رسول الله وعرضنا هذا الامر على ما فعله هؤلاء السابقين الاولين مع هذا الشيء
بعرف انهم لو كانوا يؤمنون ان هذا الله نصب عليا خليفة عليهم بعد الرسول مباشرة لقبلوه ورضوا عنه ولما قبلوا بابي بكر خليفة بعد الرسول ولما قبلوا بعمر بعده ولما قبلوا بعثمان بعد عمر
وهؤلاء السابقين من المهاجرين والانصار اذا اجتمعوا ورضوا عن امكر ما كان ذلك لله رضى
وسبحان الله والحمد لله الذي قادني وانا اكتب هذه الكلمات ولم يكن ببالي قول علي في نهج البلاغة ابدا
وانا اكتب ومن دون اي تفكير جاء في ذهني شهادة علي لهؤلاء الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار بانهم اذا اجتمعوا على امر كان ذلك الامر لله رضى
فالحمد لله على ما انعم به علي الان في التو واللحظة
فهذا علي رضي الله عنه يشهد بما شهد به القران في الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار وقطعا ان عليا مما لاشك فيه انهم احدهم بل هو رابع افضل اربعة فيهم
يقول رضي الله عنه : .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 33 - ص 76
- نهج البلاغة : ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية : إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى*
فالاية تقول انهم اذا رضوا على امر فان الله يرضى عنه
وعلي يقول انهم اذا اجتمعوا على امر كان ذلك لله رضى
فهل حتاج مذهب الشيعة الاثني عشرية الى اكثر من هذا حتى يهدم
لان هذا المذهب انما قام على سب وشتم ولعن الصحابة السابقين الاولين وعلى رأسهم ابو بكر وعمر وعثمان وابو عبيدة وسعد بن ابي وقاص وطلحة والزبير ومعاذ بن جبل واسيد بن حضير وسعد بن عبادة وعائشة وحفصة من الصحابة السابقين الاولين تحديدا
ولا اقول منهم معاوية او خالد بن الوليد او عمرو بن العاص او المغيرة بن شعبة فهولاء ليسوا من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار انما هم مهاجرين بعدهم وتابعين لهم باحسان
بقي سؤال مهم
وهو من هم السابقين الاولين من المهاجرين والانصار
فاقول لبيان ذلك :
الصحابة يقسمون زمانيا بعد الهجرة يقسمون الى ثلاثة اصناف
الصنف الاول
وهم السابقون الاولون من المهاجرون والانصار وهؤلاء هم كل من امن وهاجر وكل من نصر الرسول في السنة الاولى من الهجرة اي في لحظة تاريخ البدء باستعمال لفظة مهاجرين وانصار من لحظة مؤاخاة الرسول بين المهاجرين والانصار فكل من اخا بينهم الرسول من المهاجرين والانصار هم السابقين الاولين من المهاجرين والانصار
السابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه في الاية هم :
من المهاجرين كل صحابي هاجر الهجرة الى المدينة في الفترة المحصورة من لحظة طلب الرسول من المسلمين الهجرة الى المدينة في السنة الاولى للهجرة الى اللحظة التي اخاها الرسول فيها بين المهاجرين والانصار
ومن الانصار كل صحابي بايع الرسول في بيعة العقبيتين الاولى والثانية ويشمل ذلك معهم ايضا كل من امن منهم بعد ذلك في السنة الاولى من الهجرة الى اللحظة التي آخى فيها الرسول بين المهاجرين والانصار
ومصداق ذلك في قوله تعالى في سورة الحشر
ِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{9}
الصنف الثاني
وينحصر زمانيا ما بين السنة الاولى للهجرة الى السنة الثامنة للهجرة السنة التي اعلن بها الرسول توقف الهجرة في فتح مكة
ومصداق ذلك قوله تعالى
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنفال75
وقوله تعالى
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل110
ويوضح ذلك قوله تعالى ان هناك اناس ما هاجروا لكنهم بقوا بمكة لايسمون مهاجرين حتى يهاجروا
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال72
الصنف الثالث
وهو يمتد زمانيا بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة وهذا الصنف هو ما يسمى بمسلمة الفتح (( الطلقاء ))
ومصداق ذلك في كتابه الكريم قوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10
============
الخلاصة نأتي الى الاية محور النقاش وموضوعه
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100
الاية تقسم الصحابة زمانيا الى قسمين فقط
القسم الاول
السابقون الاولون
ويشمل فقط الصنف الاول المذكور اعلاه وهم السابقون الاولون من المهاجرين والانصار وهؤلاء هم اول من اطلق عليهم لفظ المهاجرين ولفظ الانصار وهم فقط الذين شملتهم المؤاخاة بين المهاجرين والانصار
وهؤلاء رضا الله عنهم في الاية مطلق غير مقيد بقيد لان الله علم انه مخلصين في ايملنه ليس بينهم من هو فاسق او منافق
ولا احد على وجه الارض من بدء الخليقة يستطيع ان يثبت ان بينهم منافق واحد عند الله ورسوله ولو اجتمع معه على اثبات ذلك كل الجن والانس فانه لاتستطيع ان يثبت ذلك في احدهم
القسم الثاني
التابعين باحسان
ويشمل الصنف الثاني والثالث من التصنيف السابق في اعلاه
اي انه يشمل كل من هاجر ونصر بعد السنة واحد هجرية الى السنة الثامنة هجرية + كل من اسلم وامن بعد فتح مكة وهم مسلمة الفتح (( الطلقاء ))
وهؤلاء رضا الله عنهم في الاية مقيد بفيد اتباعهم باخسان للصنف الاول من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار
اي ان هذا القسم لا يندرج تحته الا من اتبع الصحابة الاولين باحسان وكل من لم يتبعهم باحسان فنحن اهل السنة نعتبره مبتدع ولايعتبر عندنا صحابيا او تابعيا
وبحمد الله ومنته
تعليق