بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه الكرام أجمعين ..
أما بعد ،،
مبحثنا في موضوع يعتبر من أهم الفروقات بين مذهب الشيعة و بين باقي المذاهب الإسلامية ألا و هو " الإمامة " .. حيث يعتبره الإمامية من الشيعة بأنه أصل من أصول الدين و منكرها كافر .. و الإيمان بالإمامة كالإيمان بالله و لا تقبل أعمال المسلم إلا بالإعتقاد بالإمامة ...!!!
و حيث أن الموضوع بهذه الأهمية و الخطورة و تسبب دخول النار أو الجنة لا بد لنا أن نفهم هذه " الإمامة " حق الفهم ..
و يمكنني أن أقسم الإمامة إلى محورين أساسين :-
المحور الأول : أن تكون الإمامة سياسية ..
بمعنى أن الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - كان قد أوصى أصحابه قبل موته بأن يحكمهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - و يكون الحاكم السياسي لهم . و أن الحكم حكر على علي بن أبي طالب و أبنائه من بعده حصرا دون غيرهم .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور فلا بأس في ذلك و قد نتفق فيها أو نختلف .. و لو كانت هناك وصية بذلك حقا ، فنحن الآن أبناء هذا القرن نعجز عن تطبيق هذه الوصية ، لأننا لا نعلم بأحد من أهل البيت الذين يقولون بأنهم أوصياء الرسول للحكم ، و الإمام الذي تقول عنه الإثني عشرية غائب غيبة كبرى ، و عليه فلا غبار على السعودية إن عيّنت حاكما ليس من أهل البيت ولا غبار على العراق إن لم يكن حاكمهم من أهل البيت و لا غبار على مصر إن كان حاكمهم ليس من أهل البيت .. و بالتالي تكون هذه الوصية خاصة بمن عاصر الأئمة فحسب و هم المحاسبون على تطبيقها أو عدمه أما نحن فلا علاقة لنا بها إن كانت بهذا المنظور .
المحور الثاني : أن تكون الإمامة دينية ..
بمعنى أن الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - كان قد أوصى أصحابه قبل موته أن يتولى أمور دينهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - و يؤخذوا دينهم منه حصرا و حكرا عليه دون غيره من الصحابة .
و الإمامة إن كانت بهذا المعنى فلها دلالات هامة و خطيرة جدا ، و منها ..
الدلالة الأولى : أن يكون الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - لم يستكمل الرسالة لضيق الوقت و لصعوبة الظروف التي واجهها ، ولم تكفيه الـ 23 سنة في إبلاغ الناس شرع الله ، فأوصى قبل موته بأن يأخذ الصحابة ما تبقى من شرع الله عند علي بن أبي طالب كونه علمّه الشرع كاملا و لم يكفي الوقت الرسول لكي يبلغ الناس كلهم هذا الشرع .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور فهو هدم للإسلام من أوله لآخره ، لأن هذا يتعارض مع قول الله : " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا " ... فكيف يقول الله أن الإسلام قد اكتمل ثم يقول الرسول لأصحابه بأن يأخذوا باقي الدين من علي ؟؟ .. كما أن هذه الدلالة تعني بأن الرسول محمد - عليه أفضل الصلاة و السلام - هو الرسول الوحيد الذي لم يبلغ الناس كامل الشرع الذي كلّف بتبليغه في حين قام جميع من سبقه من المرسلين بالإبلاغ ..!! .. و كل هذه المعاني تهدم دين الإسلام بكامله بغض النظر عن المذهبية ..
الدلالة الثانية : أن يكون الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - استكمل الرسالة كاملا وافيا ، و بلغ الناس كل الشرع الذي كلّفه الله بتبليغه للناس . و لكنه قبل وفاته أوصى أصحابه إذا استشكل عليهم أمر في الدين ، أو استصعب عليهم فهم آية من القرآن الكريم أو عجزوا عن معرفة الحكم الشرعي في مستجدات حياتهم أن يذهبوا إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حصرا دون غيره من الصحابه ، كونه قد علمه الرسول منذ الطفوله ، فاجتهاداته أقرب إلى الحق و الصواب أكثر من غيره من الصحابة الذين قد يجتهدون فيخطئون مرة و يصيبون مرات .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور فهو معقول و مقبول . و لا يتعارض مع الدين ،، صحيح أنه يتعارض مع الاجتهاد إذ أن هذا قد يعني تحريم الاجتهاد على من عاصر الإمام علي و عاصر أبناءه إلا أن هذا ليس أمرا يخالف الدين و نقبله . و لكننا لسنا معنيين بهذه الوصية - في حال وجودها أصلا - لأننا لا نعاصر أيا من هؤلاء الأئمة ، و الإمام الذي يقول عنه الأثني عشرية أنه حي موجود غائب و لا يقابل أحدا . و عليه إذا استشكل علينا أمر في الدين نرجع إلى العلماء الذين قد يصيبون و قد يخطئون ، و كل المذاهب تقوم بذلك ترجع إلى العلماء و لا فرق بينهم في احتمال الصواب و الخطأ . و لا إثم عليهم في مخالفة الوصية لأنهم لا يعرفون مكان الإمام ليذهبوا إليه و يسألوه الحكم الصحيح الأقرب إلى الحق . و عليه لا تعني الإمامة بهذا المنظور كفر من لا يذهب إلى الإمام في مستجدات العصر .
الدلالة الثالثة : أن الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - كان قد أوصى أصحابه بأن يؤمنوا بأن علي بن أبي طالب و أبناؤه و أحفاده هم أولياء الله و عباده المقربون و ما شابه ذلك . مجرد إيمان باطني دون دلالة عملية . كما يجب عليهم أن يؤمنوا بالملائكة كجبريل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت بأنهم ملائكة الله المقربون و عباد الله المكرمون . و كما يؤمن الصحابة بأن موسى رسول الله و أن داود رسول الله و أن عيسى رسول الله دون أن يكون لهذا الإيمان دلالة شرعية بوجوب أخذ الدين من التوراة أو أخذ الدين من الإنجيل أو الزبور أو البحث عن أحاديث يونس و العمل به . بل هي عقيدة قلبية فحسب . و عليه يكون الإيمان بالإمامة كالإيمان بالرسل السابقين دون فرض أخذ الدين منهم حصرا .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور فلا بأس عليه ، إذ لا نختلف أن علي ولي الله و من عباد الله المقربين و كذلك الحسن و الحسين ، و عليه لا تكون للإمامة دلالة خطيرة على كل من يعتقد ذلك . إذ أن أخذ الدين يكون من الرسول و أما الأئمة مجرد إيمان بصلاحهم و قربهم عند الله .
الدلالة الرابعة : أن الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم = كان قد أوصى أصحابه بأنه يجوز لهم أن يؤخذوا الدين منه أو من علي بن أبي طالب و أبنائه و أحفاده . و أنه لو عاصر أحد أحد الأئمة و أخذ دينه منه دون الاعتماد على أحاديث الرسول في أي شأن من شؤون الحياة فلا لبس في ذلك . فالرسول مثل علي مثل الحسن مثل الحسين مثل الأئمة في علمهم بشرع الله و كمالهم البشري . و بالتالي تكون الإمامة مفيدة لمن عاصر الأئمة .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور عليه تحفظ كبير جدا بمساواة الرسول نفسه بمن لا يوحى إليهم و لا ينزل جبريل عليهم . فهل من يوحى إليه كمن لا يوحى إليهم ، و لكن قد نقبل ذلك رغم صعوبة ذلك .
و لكننا الآن نجد أن جميع هؤلاء الأئمة قد ماتوا ، و حيث أنهم متساوون و من يأخذ الدين من الرسول كم يأخذ الدين من علي كمن يأخذ الدين من الباقر و العسكري .. و الإمام الحي غائب لا يجب أن نأخذ الدين منه و لا ضرورة لذلك و نأخذ الدين من أقوال هؤلاء الذين ماتوا ..
و عليه أنا أختار أن آخذ الدين من الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم- حصرا ، و من أراد أن يؤخذ دينه من أحاديث الإمام الرضا فليفعل ذلك و من أراد أن ينوع و يؤخذ من أكثر من إمام فله ذلك ، حيث أن الأخذ من أي واحد منهم كافي لتطبيق شرع الله . فلا يكفر بالإمامة من أخذ الدين من الرسول حصرا .
الدلالة الخامسة : أن الله قد قسم شرعه و الدين الإسلامي إلى 13جزء ( مثل الكتاب الذي قسم إلى 13باب ) .. و الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أتى و بلغ الجزء الأول الذي يخصه كاملا ، و أوصى أصحابه بأن يؤخذوا الـ 11 جزء باقي من الأئمة حيث أن كل إمام يحمل جزء من الدين لم يبلغه من سبقه و لن يبلغه من يعقبه ، فعلي بن أبي طالب مكلف بالإبلاغ عن الجزء الثاني من شرع الله انتهاءا بالمهدي . و من يأخذ الدين من الرسول فقد فقد أخذ جزءا واحدا من الـ 13 ، و من يأخذ الدين من الرسول و علي و الحسن و الحسين قفد أخذ أربعة أجزاء من الـ 13 جزء من الإسلام ..!
و الإمامة بهذا المنظور يهدم الإسلام . لأن ذلك يعني أن من مات في عصر الرسول فهو لم يطبق إلا جزء واحد من الدين ، كما يعني أن الرسول مجرد جزء من 13 جزء و لا يمثل الرسول الخاتم الذي به تختم الرسالة . و هذا يناقض القرآن بأن الرسالة تنتهي بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام . كما أن الإمام الثاني عشر لم يقم بتبليغ الجزء الخاص به إلى الآن و بالتالي نعيش دون أن نعلم الجزء الأخير من الإسلام ، و عليه فإسلامنا ناقص حتى يخرج الإمام الثاني عشر و يبلغ الجزء الأخير من سلسلة الرسالة البادئة بمحمد و المنتهية بمحمد .. و هذا بحد ذاته هدم للإسلام من أوله لآخره ..
و الدلالات عديدة و لكن أكتفي بهذه الخمسة ،،
و عليه أسألكم يا إمامية :
أي هذه الدلائل و المحاور أقرب إلى الإمامة التي تعتبرونها أصل من أصول الدين ؟؟
و لماذا منكر الإمامة مخلد في جهنم ؟؟
و السلام عليكم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه الكرام أجمعين ..
أما بعد ،،
مبحثنا في موضوع يعتبر من أهم الفروقات بين مذهب الشيعة و بين باقي المذاهب الإسلامية ألا و هو " الإمامة " .. حيث يعتبره الإمامية من الشيعة بأنه أصل من أصول الدين و منكرها كافر .. و الإيمان بالإمامة كالإيمان بالله و لا تقبل أعمال المسلم إلا بالإعتقاد بالإمامة ...!!!
و حيث أن الموضوع بهذه الأهمية و الخطورة و تسبب دخول النار أو الجنة لا بد لنا أن نفهم هذه " الإمامة " حق الفهم ..
و يمكنني أن أقسم الإمامة إلى محورين أساسين :-
المحور الأول : أن تكون الإمامة سياسية ..
بمعنى أن الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - كان قد أوصى أصحابه قبل موته بأن يحكمهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - و يكون الحاكم السياسي لهم . و أن الحكم حكر على علي بن أبي طالب و أبنائه من بعده حصرا دون غيرهم .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور فلا بأس في ذلك و قد نتفق فيها أو نختلف .. و لو كانت هناك وصية بذلك حقا ، فنحن الآن أبناء هذا القرن نعجز عن تطبيق هذه الوصية ، لأننا لا نعلم بأحد من أهل البيت الذين يقولون بأنهم أوصياء الرسول للحكم ، و الإمام الذي تقول عنه الإثني عشرية غائب غيبة كبرى ، و عليه فلا غبار على السعودية إن عيّنت حاكما ليس من أهل البيت ولا غبار على العراق إن لم يكن حاكمهم من أهل البيت و لا غبار على مصر إن كان حاكمهم ليس من أهل البيت .. و بالتالي تكون هذه الوصية خاصة بمن عاصر الأئمة فحسب و هم المحاسبون على تطبيقها أو عدمه أما نحن فلا علاقة لنا بها إن كانت بهذا المنظور .
المحور الثاني : أن تكون الإمامة دينية ..
بمعنى أن الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - كان قد أوصى أصحابه قبل موته أن يتولى أمور دينهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - و يؤخذوا دينهم منه حصرا و حكرا عليه دون غيره من الصحابة .
و الإمامة إن كانت بهذا المعنى فلها دلالات هامة و خطيرة جدا ، و منها ..
الدلالة الأولى : أن يكون الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - لم يستكمل الرسالة لضيق الوقت و لصعوبة الظروف التي واجهها ، ولم تكفيه الـ 23 سنة في إبلاغ الناس شرع الله ، فأوصى قبل موته بأن يأخذ الصحابة ما تبقى من شرع الله عند علي بن أبي طالب كونه علمّه الشرع كاملا و لم يكفي الوقت الرسول لكي يبلغ الناس كلهم هذا الشرع .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور فهو هدم للإسلام من أوله لآخره ، لأن هذا يتعارض مع قول الله : " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا " ... فكيف يقول الله أن الإسلام قد اكتمل ثم يقول الرسول لأصحابه بأن يأخذوا باقي الدين من علي ؟؟ .. كما أن هذه الدلالة تعني بأن الرسول محمد - عليه أفضل الصلاة و السلام - هو الرسول الوحيد الذي لم يبلغ الناس كامل الشرع الذي كلّف بتبليغه في حين قام جميع من سبقه من المرسلين بالإبلاغ ..!! .. و كل هذه المعاني تهدم دين الإسلام بكامله بغض النظر عن المذهبية ..
الدلالة الثانية : أن يكون الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - استكمل الرسالة كاملا وافيا ، و بلغ الناس كل الشرع الذي كلّفه الله بتبليغه للناس . و لكنه قبل وفاته أوصى أصحابه إذا استشكل عليهم أمر في الدين ، أو استصعب عليهم فهم آية من القرآن الكريم أو عجزوا عن معرفة الحكم الشرعي في مستجدات حياتهم أن يذهبوا إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حصرا دون غيره من الصحابه ، كونه قد علمه الرسول منذ الطفوله ، فاجتهاداته أقرب إلى الحق و الصواب أكثر من غيره من الصحابة الذين قد يجتهدون فيخطئون مرة و يصيبون مرات .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور فهو معقول و مقبول . و لا يتعارض مع الدين ،، صحيح أنه يتعارض مع الاجتهاد إذ أن هذا قد يعني تحريم الاجتهاد على من عاصر الإمام علي و عاصر أبناءه إلا أن هذا ليس أمرا يخالف الدين و نقبله . و لكننا لسنا معنيين بهذه الوصية - في حال وجودها أصلا - لأننا لا نعاصر أيا من هؤلاء الأئمة ، و الإمام الذي يقول عنه الأثني عشرية أنه حي موجود غائب و لا يقابل أحدا . و عليه إذا استشكل علينا أمر في الدين نرجع إلى العلماء الذين قد يصيبون و قد يخطئون ، و كل المذاهب تقوم بذلك ترجع إلى العلماء و لا فرق بينهم في احتمال الصواب و الخطأ . و لا إثم عليهم في مخالفة الوصية لأنهم لا يعرفون مكان الإمام ليذهبوا إليه و يسألوه الحكم الصحيح الأقرب إلى الحق . و عليه لا تعني الإمامة بهذا المنظور كفر من لا يذهب إلى الإمام في مستجدات العصر .
الدلالة الثالثة : أن الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - كان قد أوصى أصحابه بأن يؤمنوا بأن علي بن أبي طالب و أبناؤه و أحفاده هم أولياء الله و عباده المقربون و ما شابه ذلك . مجرد إيمان باطني دون دلالة عملية . كما يجب عليهم أن يؤمنوا بالملائكة كجبريل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت بأنهم ملائكة الله المقربون و عباد الله المكرمون . و كما يؤمن الصحابة بأن موسى رسول الله و أن داود رسول الله و أن عيسى رسول الله دون أن يكون لهذا الإيمان دلالة شرعية بوجوب أخذ الدين من التوراة أو أخذ الدين من الإنجيل أو الزبور أو البحث عن أحاديث يونس و العمل به . بل هي عقيدة قلبية فحسب . و عليه يكون الإيمان بالإمامة كالإيمان بالرسل السابقين دون فرض أخذ الدين منهم حصرا .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور فلا بأس عليه ، إذ لا نختلف أن علي ولي الله و من عباد الله المقربين و كذلك الحسن و الحسين ، و عليه لا تكون للإمامة دلالة خطيرة على كل من يعتقد ذلك . إذ أن أخذ الدين يكون من الرسول و أما الأئمة مجرد إيمان بصلاحهم و قربهم عند الله .
الدلالة الرابعة : أن الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم = كان قد أوصى أصحابه بأنه يجوز لهم أن يؤخذوا الدين منه أو من علي بن أبي طالب و أبنائه و أحفاده . و أنه لو عاصر أحد أحد الأئمة و أخذ دينه منه دون الاعتماد على أحاديث الرسول في أي شأن من شؤون الحياة فلا لبس في ذلك . فالرسول مثل علي مثل الحسن مثل الحسين مثل الأئمة في علمهم بشرع الله و كمالهم البشري . و بالتالي تكون الإمامة مفيدة لمن عاصر الأئمة .
و الإمامة إن كانت بهذا المنظور عليه تحفظ كبير جدا بمساواة الرسول نفسه بمن لا يوحى إليهم و لا ينزل جبريل عليهم . فهل من يوحى إليه كمن لا يوحى إليهم ، و لكن قد نقبل ذلك رغم صعوبة ذلك .
و لكننا الآن نجد أن جميع هؤلاء الأئمة قد ماتوا ، و حيث أنهم متساوون و من يأخذ الدين من الرسول كم يأخذ الدين من علي كمن يأخذ الدين من الباقر و العسكري .. و الإمام الحي غائب لا يجب أن نأخذ الدين منه و لا ضرورة لذلك و نأخذ الدين من أقوال هؤلاء الذين ماتوا ..
و عليه أنا أختار أن آخذ الدين من الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم- حصرا ، و من أراد أن يؤخذ دينه من أحاديث الإمام الرضا فليفعل ذلك و من أراد أن ينوع و يؤخذ من أكثر من إمام فله ذلك ، حيث أن الأخذ من أي واحد منهم كافي لتطبيق شرع الله . فلا يكفر بالإمامة من أخذ الدين من الرسول حصرا .
الدلالة الخامسة : أن الله قد قسم شرعه و الدين الإسلامي إلى 13جزء ( مثل الكتاب الذي قسم إلى 13باب ) .. و الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أتى و بلغ الجزء الأول الذي يخصه كاملا ، و أوصى أصحابه بأن يؤخذوا الـ 11 جزء باقي من الأئمة حيث أن كل إمام يحمل جزء من الدين لم يبلغه من سبقه و لن يبلغه من يعقبه ، فعلي بن أبي طالب مكلف بالإبلاغ عن الجزء الثاني من شرع الله انتهاءا بالمهدي . و من يأخذ الدين من الرسول فقد فقد أخذ جزءا واحدا من الـ 13 ، و من يأخذ الدين من الرسول و علي و الحسن و الحسين قفد أخذ أربعة أجزاء من الـ 13 جزء من الإسلام ..!
و الإمامة بهذا المنظور يهدم الإسلام . لأن ذلك يعني أن من مات في عصر الرسول فهو لم يطبق إلا جزء واحد من الدين ، كما يعني أن الرسول مجرد جزء من 13 جزء و لا يمثل الرسول الخاتم الذي به تختم الرسالة . و هذا يناقض القرآن بأن الرسالة تنتهي بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام . كما أن الإمام الثاني عشر لم يقم بتبليغ الجزء الخاص به إلى الآن و بالتالي نعيش دون أن نعلم الجزء الأخير من الإسلام ، و عليه فإسلامنا ناقص حتى يخرج الإمام الثاني عشر و يبلغ الجزء الأخير من سلسلة الرسالة البادئة بمحمد و المنتهية بمحمد .. و هذا بحد ذاته هدم للإسلام من أوله لآخره ..
و الدلالات عديدة و لكن أكتفي بهذه الخمسة ،،
و عليه أسألكم يا إمامية :
أي هذه الدلائل و المحاور أقرب إلى الإمامة التي تعتبرونها أصل من أصول الدين ؟؟
و لماذا منكر الإمامة مخلد في جهنم ؟؟
و السلام عليكم
تعليق