يقول الشيخ السبحاني حفظه الله تعالى في مقدمة كتابه تذكرة الاعيان الذي نقلت منه الموضوع مورد البحث:
الحمد للّه الذي فضل مداد العلماء على دماء الشهداء، وجعلهم ورثة الأَنبياء، ومصابيح الهدى في اللجج الظلماء.
والصلاة والسلام على سيد الأَنبياء محمّد وآله الأَتقياء.
أمّا بعد: فقد بعث النبي- صلى الله عليه و آله و سلم- بشريعة بيضاء متكاملة الجوانب أُنيطت بها سعادة البشر في آجله و عاجله، فبقاؤها واستمرارها كظهورها رهن عوامل ساهمت مساهمة فعالة، أبرزها الدور الذي قام به أئمّة أهل البيت- عليهم السلام- من خلال تربية طليعة واعية أخذوا الشريعة من منهلها العذب ومعينها الصافي ونشروها في الأُمّة بغية صيانتها عن الزوال والاندثار، وقد تلتهم طبقات أُخرى من العلماء ورثوا هذه المهمة الصعبة منهم، فأخذوا على عاتقهم نشر الشريعة وبيان العقيدة عبر القرون، فتجلّت جهودهم الفكرية والعلمية في كتبهم وآثارهم الخالدة.
فالواجب المحتّم على الأُمّة الإِسلامية هو تقدير جهودهم، وتثمين أعمالهم، وإحياء مآثرهم للحيلولة دون أن يغمر ذكرهم وتنطمس معالمهم.
وانطلاقاً من هذا المبدأ فقد عطرت كتب المعاجم والسير بأسمائهم، وأُلّفت في سيرهم عشرات الكتب يقف عليها كلّ من سبر رفوف المكتبات و مخازن الكتب.
وقد كنت منذ ريعان شبابي و حداثة سني ذا ولع خاص بالاطّلاع على تراجم علمائنا الأَبرار والوقوف على آثارهم، وأوّل من فتح عيني على هذا العلم هو شيخي وأُستاذي الكبير الشيخ محمد علي المدرس الخياباني التبريزي (1296 ـ 1373) مؤَلّف «ريحانة الأَدب في ترجمة من اشتهر بالكنى واللقب» فإنّه رحمه اللّه أخذ بيدي وأجالني في رياض ذلك العلم وبساتينه، وعلى ما أُلّف في ذلك المضمار من قديمه و جديده.
هذا ممّا دعاني إلى أن أقوم ببعض هذا الواجب وأتحمل أعباءه من خلال ترجمة طائفة من فقهائنا الأَبرار وعلمائنا الكرام الذين كانت لهم منزلة كبيرة في سماء العلم، ولم أقتصر على ذلك فحسب، بل أوعزت إلى نكات علمية وتاريخية لا غنى للباحثين عنها، ولما كانت تلك البحوث مبعثرة في مقدمات الكتب المنشورة بين الحين والآخر ألحَّ عليّ بعض روّاد العلم بجمع شملها في كتاب واحد كي يسهل تناولها، فنزلت عند رغبتهم وقمت بجمع شواردها مرتباً إيّاها على حسب وفيات المترجمين، عسى أن ينتفع بها رواد العلم وطلاب الفضيلة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه الذي فضل مداد العلماء على دماء الشهداء، وجعلهم ورثة الأَنبياء، ومصابيح الهدى في اللجج الظلماء.
والصلاة والسلام على سيد الأَنبياء محمّد وآله الأَتقياء.
أمّا بعد: فقد بعث النبي- صلى الله عليه و آله و سلم- بشريعة بيضاء متكاملة الجوانب أُنيطت بها سعادة البشر في آجله و عاجله، فبقاؤها واستمرارها كظهورها رهن عوامل ساهمت مساهمة فعالة، أبرزها الدور الذي قام به أئمّة أهل البيت- عليهم السلام- من خلال تربية طليعة واعية أخذوا الشريعة من منهلها العذب ومعينها الصافي ونشروها في الأُمّة بغية صيانتها عن الزوال والاندثار، وقد تلتهم طبقات أُخرى من العلماء ورثوا هذه المهمة الصعبة منهم، فأخذوا على عاتقهم نشر الشريعة وبيان العقيدة عبر القرون، فتجلّت جهودهم الفكرية والعلمية في كتبهم وآثارهم الخالدة.
فالواجب المحتّم على الأُمّة الإِسلامية هو تقدير جهودهم، وتثمين أعمالهم، وإحياء مآثرهم للحيلولة دون أن يغمر ذكرهم وتنطمس معالمهم.
وانطلاقاً من هذا المبدأ فقد عطرت كتب المعاجم والسير بأسمائهم، وأُلّفت في سيرهم عشرات الكتب يقف عليها كلّ من سبر رفوف المكتبات و مخازن الكتب.
وقد كنت منذ ريعان شبابي و حداثة سني ذا ولع خاص بالاطّلاع على تراجم علمائنا الأَبرار والوقوف على آثارهم، وأوّل من فتح عيني على هذا العلم هو شيخي وأُستاذي الكبير الشيخ محمد علي المدرس الخياباني التبريزي (1296 ـ 1373) مؤَلّف «ريحانة الأَدب في ترجمة من اشتهر بالكنى واللقب» فإنّه رحمه اللّه أخذ بيدي وأجالني في رياض ذلك العلم وبساتينه، وعلى ما أُلّف في ذلك المضمار من قديمه و جديده.
هذا ممّا دعاني إلى أن أقوم ببعض هذا الواجب وأتحمل أعباءه من خلال ترجمة طائفة من فقهائنا الأَبرار وعلمائنا الكرام الذين كانت لهم منزلة كبيرة في سماء العلم، ولم أقتصر على ذلك فحسب، بل أوعزت إلى نكات علمية وتاريخية لا غنى للباحثين عنها، ولما كانت تلك البحوث مبعثرة في مقدمات الكتب المنشورة بين الحين والآخر ألحَّ عليّ بعض روّاد العلم بجمع شملها في كتاب واحد كي يسهل تناولها، فنزلت عند رغبتهم وقمت بجمع شواردها مرتباً إيّاها على حسب وفيات المترجمين، عسى أن ينتفع بها رواد العلم وطلاب الفضيلة.
وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين
جعفر السبحاني
قم المقدسة
مؤَسسة الامام الصادق- عليه السلام
في 16 ذي القعدة الحرام من شهور عام 1418 هـ.
جعفر السبحاني
قم المقدسة
مؤَسسة الامام الصادق- عليه السلام
في 16 ذي القعدة الحرام من شهور عام 1418 هـ.
تعليق