طبعا لم يجاوبني احد و لكن مجرد تكرار للاجابات السابقة التي رددت عليها و لذلك ساكرر:
علي كرم الله وجهه ايضا وارث علمه و لكنه لم يرد فدك الى الحسن و الحسين و لا الى غيرهما بل عمل بها كما عمل ابو بكر و عمر رضي الله عنهما
و لا تفرح لا تخبط و لا شيء حتى الان لم تجاوبوني على الروايات التي في الكافي
مجاهد في قوله : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : كان وراثته علما وكان زكريا من ذرية يعقوب .
وقال هشيم : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح في قوله : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : قد يكون نبيا كما كانت آباؤه أنبياء .
وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن الحسن : يرث نبوته وعلمه .
وقال السدي : يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب .
وعن مالك ، عن زيد بن أسلم : ( ويرث من آل يعقوب ) قال : نبوتهم .
في تفسير الطبري ايضا :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : وكان وراثته علما ، وكان زكريا من ذرية يعقوب .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : كان وراثته علما ، وكان زكريا من ذرية يعقوب .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن الحسن ، في قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : نبوته وعلمه .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن مبارك ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أخي زكريا ، ما كان عليه من ورثة ماله حين يقول فهب لي من لدنك وليا ، يرثني ويرث من آل يعقوب " .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : كان الحسن يقول : يرث نبوته وعلمه . قال قتادة : ذكر لنا " أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية ، وأتى على ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : رحم الله زكريا ما كان عليه من ورثته " .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : كان الحسن يقول : يرث نبوته وعلمه . قال قتادة : ذكر لنا " أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية ، وأتى على ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : رحم الله زكريا ما كان عليه من ورثته " .
حدثنا الحسن ، قال أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يرحم الله زكريا وما عليه من ورثته ، ويرحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد " .
حدثني موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي [ ص: 147 ] ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب .
و اما ما ذكرت من وراثة الملك و السلطان فهذا داخل في مضمون العلم و الحكمة فسلطانهم سلطان العلم و ملكهك ما علموه من اباءهم و هي النبوة
و المقصود اصطفاء ال عمران على العلمين بالعلم في ذلك الوقت
واختلفوا في وجه المخالفة من زكرياء لمواليه من بعده، فقيل خاف أن يرثوا ماله، وأراد أن يرثه ولده، فطلب من الله سبحانه أن يرزقه ولداً. وقال آخرون: إنهم كانوا مهملين لأمر الدين. فخاف أن يضيع الدين بموته، فطلب ولياً يقوم به بعد موته. وهذا القول أرجح من الأول لأن الأنبياء لا يورثون وهو أجل من أن يعتنوا بأمور الدنيا، فليس المراد هنا وارثة المال، بل المراد وارثة العلم والنبوة والقيام بأمر الدين وقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة"،
المصدر:فتح القدير
الرابط : http://www.iid-alraid.de/EnOfQuran/T.../qadeer305.htm
و ايضا :
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: نبوته وعلمه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله أخي زكريا، ما كان عليه من ورثة، ويرحم الله لوطا، إن كان ليأوي إلى ركن شديد".
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} فيقول: يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن صالح في قوله: {ويرث من آل يعقوب} قال: السنة، والعلم.
المصدر:تفسير السيوطي
و اما ما ذكر عن الحسن البصري يقول صاحب (التمهيد لما في الموطأ من المعاني) :
فورث سليمان من داود النبوة والعلم والحكمة وفصل القضاء وعلى هذا جماعة أهل العلم وسائرالمسلمين إلا الروافض ..
وكذلك قولهم في {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم:6] لا يختلفون في ذلك إلا ما روى عن الحسن أنه قال يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة والحكمة والدليل على صحة ما قال علماء المسلمين في تأويل هاتين الآيتين ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة" وكل قول يخالفه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدفعه فهو مدفوع مهجور .
و مما يدل على هذا صراحة من كتب الشيعة :
وَ كَانَ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسَى بِسَنَتَيْنِ ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ...) (الكافي ج1 ص382) المجلسي كالصحيح .
و في قول الله تعالى (:وورث سليمان داوود )
يقول الشيخ محمد السبزواري النجفي :
"أي ورث الملك والنبوة بأن قام مقامه دون سائر بنيه وهم تسعة عشر" (تفسير الجديد، وانظر: تفسير معين .. سورة النمل: 16).
و تفسير هذه الاية من الكافي
حْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ عِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) :
إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ وَ إِنَّ مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وَرِثَ سُلَيْمَانَ وَ إِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وَ إِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَ أَلْوَاحَ مُوسَى فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَيْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمَ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ .
يقول محمد جواد مغنية عند تفسير قوله تعالى { وإني خفت الموالي من ورائي } :
{ الموالي}: العمومة وبنو العم ..
{ ومن ورائي}: خاف زكريا إذا ورثوه أن يسيئوا إلى الناس .. ويفسدوا عليهم دينهم ودنياهم....) ..
{ فهب لي من لدنك وليا } وارثاً ..
{ يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: العلم والنبوة .. (التفسير المبين ص 396 سورة مريم) ..
و اما تفسير الاية عندن على انها وراثة مال فهو قول تفرد به ابو صالح و شذ به و القول الشاذ ليس له اعتبار امام الاجماع و الاهم قول الرسول صلى الله عليه عليه وسلم لانورث
و اما بالنسبة لتابوت السكينة و غيره فهذا يدخل ضمن ما ورثه الانبياء من العلم و النبوة
و نحن اصلا لم ننفي ان الانبياء لا يورثون انما الذي نفيناه هو وراثة المال فقط
و اما وراثة العلم فهو ما نقول به فاي حجة بالله عليكم هي علينا في وراثة النبي صلى الله عليه وسلم العلم و بعض ما ورثه من الانبياء السابقين من العلم و الحكمة
و اما ما ذكرتم من نقلكم الفتوى من موقع شيعي فقد رددت عليه بتفصيل :
ولكنه ما أصاب الرمية هنا واعتمد على نوع من المغالطة, وسكن الى غفلة القارئ لا يهامه بأن للروايتين حد وسط واحد وهو أنهما وردتا بلسان الانشاء معاً دون الأخبار أي رواية أبي بكر (لا نورث ما تركناه صدقة) ورواية الامام الصادق (عليه السلام) التي أوردها, وكأنه لا يوجد أحد سيرد عليه وينبه على ان رواية الإمام الصادق (عليه السلام) سيقت مساق الخبر أي أنها جملة خبرية لا أنشائية يمكن أن يستفاد منها الحكم.
الرد:
بل الجملة تفيد الانشاء لا الخبر لان فيها حصر و استخدام كلمة لم فلم تدل على الماضي اي الانبياء في السابق لم يورثو درهما و لا دينارا , و المعلوم ان كلمة درهم و دينار تعني المال فهي كنية تستخدم للدلالة على المال (كان يقول الشخص هذا عابد للدرهم و الدينار يعني يحب المال حبا شديدا ) فالحصر موجود في كلمة لم و ذكر الدرهم و الدينار مما يحصر معنى الرواية و يجعلها جملة انشائية
قلتم :
فان قوله (العلماء ورثة الانبياء) إخبار يكفي في صدقة في الواقع أن يكون للعلماء علم وحديث, وقوله (ان الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً) أوضح في الاخبار وعدم الانشاء لموقع (لم) التي تأتي لنفي الماضي, فهي إخبار عن أن الانبياء لم يقع منهم في الماضي توريث درهم ولا دينار تنزيها لمقام النبوة عن جمع المال, بخلاف لو جاءت الرواية بـ (لا) التي تنفي الماضي والمستقبل والتي يمكن أن يستفاد منها الانشاء. فلاحظ.
الرد:
لم تفيد الحصر للماضي و ذلك ان محمد صلى الله عليه وسلم اخر الانبياء فلا يختلف استخدام لا و لم اما اذا لم يذكر (على فرض فقط و العياذ بالله ) ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن اخر الانبياء لصدق كلامكم و لكن بما انه اخر الانبياء عليه الصلاة و السلام فكلمة لا في نفس معنى لم فلا و لم في هذه الحالة تفيدان الماضي و ذلك لان الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء
قال السيد الخوئي: فالرواية ناظرة الى أن شأن الأنبياء ليس أن يجمعوا درهماً ولا ديناراً أو ليس همهم وحرصهم الى ذلك وجمع الأموال، بل حرصهم أن يتركوا الاحاديث (العلم) وصرحوا (عليهم السلام) بذلك وان المتروك أي شيء في بعض الروايات, وقال لكن ورثوا الاحاديث ومن أخذ منها فانما أخذ بحظ وافر, وليست هي ناظرة الى أن الانبياء لم يتركوا شيئاً أصلاً من الدار والثياب, بل لا ينافي بترك درهم ودرهمين اذ ليس ذلك من قبيل الحرص بجمع المال والاّ فالأئمة (عليهم السلام) كانوا يتملكون الدار والثياب ويورثو نها للوارث (مصباح الفقاهة 3: 288).
الرد: الائمة عندنا ليسو بالمعنى الذي انتم تعرفوهم فهم ليسو انبياء فهم يورثو اما اعتقادكم اهم ياتيهم الوحي و المعجزات و غيرها فهذا اعتقادكم و هو حجة لكم لا علينا
و قد تقدم شرحنا بان الجملة هي انشائية بالفعل
قلتم:فالمراد أذن ان الانبياء من حيث أنهم أنبياء (مقام النبوة) لم يورثوا ذلك, فمقتضى ايراث النبوة هو العلم وما في مقامه, وأما من حيث كونهم اباء واقرباء بالنسب فميراثهم غير ذلك وانما يدخلون تحت الحكم الشرعي العام للمكلفين فلا يستفاد من الرواية نفي لمطلق التوريث. ثم إن ما جاء به من الرواية عن أبي البختري ضعيفة السند بأبي البختري نفسه! والرواية الصحيحة هي صحيحة القداح الخالية من (انما), قال: (وان العلماء ورثة الانبياء, أن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً, ولكن ورثوا العلم, فمن اخذ منه اخذ بحظ وافر) (الكافي 1: 26) مع أنه قر حتى لو استفيد الحصر منهما فانه حصر غير حقيقي بل أضافي، لان الأنبياء لم يورثوا العلم والاحاديث فقط بل ورثوا الزهد والتقوى وسائر الكمالات (الاجتهاد والتقليد للسيد الخميني: 33).
الرد:
لكن الرواية نفت ذلك و هذا تعميم في محل تخصيص و تاكيد في محل نفي اذ ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفصل انما عمم على ان الانبياء لا يورثو الدرهم و الدينار انما يورثو العلم و الدليل على هذا ان كان المقصود ان اهم ما ورثه الانبياء هو العلم لكانت الرواية ذكرت فقط العلماء ورثة الانبياء فالمعنى هنا يستقيم بهذا و لكن الزيادة و هي انهم لم يورثو درهما و لا دينارا توحي لنا و تؤكد ان المعنى مختلف , و ان كان لا بد من قولها فكان المفروض ان يقال : الانبياء لم يورثو درهما و لا دينارا و العلماء ورثة الانبياء فالجملة بهذه المعنى تتفق مع ما ذكره الخميني و لكن الرواية اتت بشكل مختلف و هي :
وان العلماء ورثة الانبياء, أن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً, ولكن ورثوا العلم, فمن اخذ منه اخذ بحظ وافر)
فجاء النفي قبل التاكيد كقول لا اله (النفي) ثم الا الله (التاكيد)
قلتم :ثم حاول الآلوسي الاستدلال بشيء آخر: قال: والوراثة في الآية (( يرثني ويرث من آل يعقوب )) محمولة على ما سمعت (يقصد وراثة العلم) ولا نسلم كونها حقيقة لغوية في وراثة المال بل هي حقيقة فيما يعم وراثة العلم والمنصب والمال, وانما صارت لغلبة الاستعمال في عرف الفقهاء مختصة بالمال كالمنقولات العرفية, ولو سلمنا انها مجاز في ذلك فهو مجاز متعارف مشهور خصوصاً في استعمال القرآن المجيد بحيث يساوي الحقيقة ومن ذلك قوله تعالى (( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ))[فاطر:32] ثم أورد آيات اخر تصب المصب نفسه. وقد أخذ هذا الاستدلال من القاضي عبد الجبار قبله, قال: فان قالوا: اطلاق الميراث لا يكون الا في الأموال قيل لهم: ان كتاب الله يبطل قولكم لانه قال: (( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ))[فاطر:32] والكتاب ليس بمال ويقال في اللغة: ما ورثت الابناء عن الاباء شيئاً أفضل من أدب حسن, وقالوا: العلماء ورثة الانبياء وانما ورثوا منهم العلم دون المال...الخ.
الرد : قد حصرها علماءكم قبل علمائنا في العلم و النبوة و ليست عن طريق ابي البختري :
وَ كَانَ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسَى بِسَنَتَيْنِ ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ...) (الكافي ج1 ص382) المجلسي كالصحيح .
و في قول الله تعالى (:وورث سليمان داوود )
يقول الشيخ محمد السبزواري النجفي :
"أي ورث الملك والنبوة بأن قام مقامه دون سائر بنيه وهم تسعة عشر" (تفسير الجديد، وانظر: تفسير معين .. سورة النمل: 16).
و تفسير هذه الاية من الكافي
حْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ عِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) :
إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ وَ إِنَّ مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وَرِثَ سُلَيْمَانَ وَ إِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وَ إِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَ أَلْوَاحَ مُوسَى فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَيْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمَ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ .
يقول محمد جواد مغنية عند تفسير قوله تعالى { وإني خفت الموالي من ورائي } :
{ الموالي}: العمومة وبنو العم ..
{ ومن ورائي}: خاف زكريا إذا ورثوه أن يسيئوا إلى الناس .. ويفسدوا عليهم دينهم ودنياهم....) ..
{ فهب لي من لدنك وليا } وارثاً ..
{ يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: العلم والنبوة .. (التفسير المبين ص 396 سورة مريم) .
فبهذا فان المقصود من الاية العلم و النبوة و الحكمة
قلتم :أن من يستدل بهذه الرواية ليس له الا أن يدعي في الحقيقة حصر الورثة بالعلماء واخراج الاولاد منهم ولكن يرده صريح القرآن قال تعالى: (( يرثني ويرث من آل يعقوب ))[مريم:6] ولم يكن زكريا يطلب الا الولد, فالولد وارث بنص القرآن.
والاعتراض على هذا بأنه قد يكون طلب الولد العالم فيدخل في العلماء لا مجرد الولد, يرده قول الله على لسان زكرياً: (( واني اخاف الموالي من ورائي ))[مريم:5] فلا معنى لخوف زكريا (عليه السلام) من بني عمه أذا كان الارث هو العلم, لان العلم ليس مثل المال نحاز الى اشخاص ويحرم منه آخرين اذ يمكن أن يأخذ من العلم أي احد الى ما لا نهاية هذا اولاً, وثانياً يكون خوفه خلافاً لمقتضى النبوة الذي هو نشر العلم لا منعه, وثالثاً كان يجب أن يطلب الولد ليأخذ من علمه كما يأخذ الاخرين ويشاركهم في تراثه العلمي او ليكون اعلمهم لا أن يطلب الوارث ليمنع بني عمه ويحرمهم العلم.
فالمناسب لو كان الارث هو العلم أن يتمنى زكرياً(عليه السلام) لا أن يخاف
الرد : يا اخي الاولاد لا يدخلو في جملة الدرهم و الدينار فليس من اللائق ان نقول ان نبيا دعا الله ان يرزقه ولد من اجل ان يرث ماله و لكن اللائق ان نقول ان النبي دعا الله ان يرزقه ولدا حتى يورثه علمه و هذا واضح من قول الله تعالى : (و اتيناه الحكم صبيا )
بل لها معنى و قد سبق ان شرحته :
خفت الموالي [ 19 \ 5 ] ، أي : خفت أقاربي وبني عمي وعصبتي : أن يضيعوا الدين بعدي ، ولا يقوموا لله بدينه حق القيام ، فارزقني ولدا يقوم بعدي بالدين حق القيام ، وبهذا التفسير تعلم أن معنى قوله " يرثني " أنه إرث علم ونبوة ، ودعوة إلى الله والقيام بدينه ، لا إرث مال ،
تفسير اضواء البيان
فالمقصود انه يخاف ان يضيعون دون رجل عالم ويريد زكريا عليه السلام ان يكون هذا العلم من ولده و من صلبه ليربيه بنفسه لا انه يخاف ان ينتشر العلم فهذا كلام لا يقوله عاقل !!!
و هذا ما ذكره علمائك :
قول محمد جواد مغنية عند تفسير قوله تعالى { وإني خفت الموالي من ورائي } :
{ الموالي}: العمومة وبنو العم ..
{ ومن ورائي}: خاف زكريا إذا ورثوه أن يسيئوا إلى الناس .. ويفسدوا عليهم دينهم ودنياهم....) ..
{ فهب لي من لدنك وليا } وارثاً ..
{ يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: العلم والنبوة .. (التفسير المبين ص 396 سورة مريم) .
كَانَ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسَى بِسَنَتَيْنِ ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ...) (الكافي ج1 ص382) المجلسي كالصحيح .
و هذه هي نفسها الحجة التي نحتج بها عليكم
علي كرم الله وجهه ايضا وارث علمه و لكنه لم يرد فدك الى الحسن و الحسين و لا الى غيرهما بل عمل بها كما عمل ابو بكر و عمر رضي الله عنهما
و لا تفرح لا تخبط و لا شيء حتى الان لم تجاوبوني على الروايات التي في الكافي
مجاهد في قوله : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : كان وراثته علما وكان زكريا من ذرية يعقوب .
وقال هشيم : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح في قوله : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : قد يكون نبيا كما كانت آباؤه أنبياء .
وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن الحسن : يرث نبوته وعلمه .
وقال السدي : يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب .
وعن مالك ، عن زيد بن أسلم : ( ويرث من آل يعقوب ) قال : نبوتهم .
في تفسير الطبري ايضا :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : وكان وراثته علما ، وكان زكريا من ذرية يعقوب .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : كان وراثته علما ، وكان زكريا من ذرية يعقوب .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن الحسن ، في قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : نبوته وعلمه .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن مبارك ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أخي زكريا ، ما كان عليه من ورثة ماله حين يقول فهب لي من لدنك وليا ، يرثني ويرث من آل يعقوب " .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : كان الحسن يقول : يرث نبوته وعلمه . قال قتادة : ذكر لنا " أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية ، وأتى على ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : رحم الله زكريا ما كان عليه من ورثته " .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : كان الحسن يقول : يرث نبوته وعلمه . قال قتادة : ذكر لنا " أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية ، وأتى على ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : رحم الله زكريا ما كان عليه من ورثته " .
حدثنا الحسن ، قال أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يرحم الله زكريا وما عليه من ورثته ، ويرحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد " .
حدثني موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي [ ص: 147 ] ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب .
و اما ما ذكرت من وراثة الملك و السلطان فهذا داخل في مضمون العلم و الحكمة فسلطانهم سلطان العلم و ملكهك ما علموه من اباءهم و هي النبوة
و المقصود اصطفاء ال عمران على العلمين بالعلم في ذلك الوقت
واختلفوا في وجه المخالفة من زكرياء لمواليه من بعده، فقيل خاف أن يرثوا ماله، وأراد أن يرثه ولده، فطلب من الله سبحانه أن يرزقه ولداً. وقال آخرون: إنهم كانوا مهملين لأمر الدين. فخاف أن يضيع الدين بموته، فطلب ولياً يقوم به بعد موته. وهذا القول أرجح من الأول لأن الأنبياء لا يورثون وهو أجل من أن يعتنوا بأمور الدنيا، فليس المراد هنا وارثة المال، بل المراد وارثة العلم والنبوة والقيام بأمر الدين وقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة"،
المصدر:فتح القدير
الرابط : http://www.iid-alraid.de/EnOfQuran/T.../qadeer305.htm
و ايضا :
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: نبوته وعلمه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله أخي زكريا، ما كان عليه من ورثة، ويرحم الله لوطا، إن كان ليأوي إلى ركن شديد".
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله: {يرثني ويرث من آل يعقوب} فيقول: يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن صالح في قوله: {ويرث من آل يعقوب} قال: السنة، والعلم.
المصدر:تفسير السيوطي
و اما ما ذكر عن الحسن البصري يقول صاحب (التمهيد لما في الموطأ من المعاني) :
فورث سليمان من داود النبوة والعلم والحكمة وفصل القضاء وعلى هذا جماعة أهل العلم وسائرالمسلمين إلا الروافض ..
وكذلك قولهم في {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم:6] لا يختلفون في ذلك إلا ما روى عن الحسن أنه قال يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة والحكمة والدليل على صحة ما قال علماء المسلمين في تأويل هاتين الآيتين ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة" وكل قول يخالفه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدفعه فهو مدفوع مهجور .
و مما يدل على هذا صراحة من كتب الشيعة :
وَ كَانَ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسَى بِسَنَتَيْنِ ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ...) (الكافي ج1 ص382) المجلسي كالصحيح .
و في قول الله تعالى (:وورث سليمان داوود )
يقول الشيخ محمد السبزواري النجفي :
"أي ورث الملك والنبوة بأن قام مقامه دون سائر بنيه وهم تسعة عشر" (تفسير الجديد، وانظر: تفسير معين .. سورة النمل: 16).
و تفسير هذه الاية من الكافي
حْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ عِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) :
إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ وَ إِنَّ مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وَرِثَ سُلَيْمَانَ وَ إِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وَ إِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَ أَلْوَاحَ مُوسَى فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَيْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمَ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ .
يقول محمد جواد مغنية عند تفسير قوله تعالى { وإني خفت الموالي من ورائي } :
{ الموالي}: العمومة وبنو العم ..
{ ومن ورائي}: خاف زكريا إذا ورثوه أن يسيئوا إلى الناس .. ويفسدوا عليهم دينهم ودنياهم....) ..
{ فهب لي من لدنك وليا } وارثاً ..
{ يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: العلم والنبوة .. (التفسير المبين ص 396 سورة مريم) ..
و اما تفسير الاية عندن على انها وراثة مال فهو قول تفرد به ابو صالح و شذ به و القول الشاذ ليس له اعتبار امام الاجماع و الاهم قول الرسول صلى الله عليه عليه وسلم لانورث
و اما بالنسبة لتابوت السكينة و غيره فهذا يدخل ضمن ما ورثه الانبياء من العلم و النبوة
و نحن اصلا لم ننفي ان الانبياء لا يورثون انما الذي نفيناه هو وراثة المال فقط
و اما وراثة العلم فهو ما نقول به فاي حجة بالله عليكم هي علينا في وراثة النبي صلى الله عليه وسلم العلم و بعض ما ورثه من الانبياء السابقين من العلم و الحكمة
و اما ما ذكرتم من نقلكم الفتوى من موقع شيعي فقد رددت عليه بتفصيل :
ولكنه ما أصاب الرمية هنا واعتمد على نوع من المغالطة, وسكن الى غفلة القارئ لا يهامه بأن للروايتين حد وسط واحد وهو أنهما وردتا بلسان الانشاء معاً دون الأخبار أي رواية أبي بكر (لا نورث ما تركناه صدقة) ورواية الامام الصادق (عليه السلام) التي أوردها, وكأنه لا يوجد أحد سيرد عليه وينبه على ان رواية الإمام الصادق (عليه السلام) سيقت مساق الخبر أي أنها جملة خبرية لا أنشائية يمكن أن يستفاد منها الحكم.
الرد:
بل الجملة تفيد الانشاء لا الخبر لان فيها حصر و استخدام كلمة لم فلم تدل على الماضي اي الانبياء في السابق لم يورثو درهما و لا دينارا , و المعلوم ان كلمة درهم و دينار تعني المال فهي كنية تستخدم للدلالة على المال (كان يقول الشخص هذا عابد للدرهم و الدينار يعني يحب المال حبا شديدا ) فالحصر موجود في كلمة لم و ذكر الدرهم و الدينار مما يحصر معنى الرواية و يجعلها جملة انشائية
قلتم :
فان قوله (العلماء ورثة الانبياء) إخبار يكفي في صدقة في الواقع أن يكون للعلماء علم وحديث, وقوله (ان الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً) أوضح في الاخبار وعدم الانشاء لموقع (لم) التي تأتي لنفي الماضي, فهي إخبار عن أن الانبياء لم يقع منهم في الماضي توريث درهم ولا دينار تنزيها لمقام النبوة عن جمع المال, بخلاف لو جاءت الرواية بـ (لا) التي تنفي الماضي والمستقبل والتي يمكن أن يستفاد منها الانشاء. فلاحظ.
الرد:
لم تفيد الحصر للماضي و ذلك ان محمد صلى الله عليه وسلم اخر الانبياء فلا يختلف استخدام لا و لم اما اذا لم يذكر (على فرض فقط و العياذ بالله ) ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن اخر الانبياء لصدق كلامكم و لكن بما انه اخر الانبياء عليه الصلاة و السلام فكلمة لا في نفس معنى لم فلا و لم في هذه الحالة تفيدان الماضي و ذلك لان الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء
قال السيد الخوئي: فالرواية ناظرة الى أن شأن الأنبياء ليس أن يجمعوا درهماً ولا ديناراً أو ليس همهم وحرصهم الى ذلك وجمع الأموال، بل حرصهم أن يتركوا الاحاديث (العلم) وصرحوا (عليهم السلام) بذلك وان المتروك أي شيء في بعض الروايات, وقال لكن ورثوا الاحاديث ومن أخذ منها فانما أخذ بحظ وافر, وليست هي ناظرة الى أن الانبياء لم يتركوا شيئاً أصلاً من الدار والثياب, بل لا ينافي بترك درهم ودرهمين اذ ليس ذلك من قبيل الحرص بجمع المال والاّ فالأئمة (عليهم السلام) كانوا يتملكون الدار والثياب ويورثو نها للوارث (مصباح الفقاهة 3: 288).
الرد: الائمة عندنا ليسو بالمعنى الذي انتم تعرفوهم فهم ليسو انبياء فهم يورثو اما اعتقادكم اهم ياتيهم الوحي و المعجزات و غيرها فهذا اعتقادكم و هو حجة لكم لا علينا
و قد تقدم شرحنا بان الجملة هي انشائية بالفعل
قلتم:فالمراد أذن ان الانبياء من حيث أنهم أنبياء (مقام النبوة) لم يورثوا ذلك, فمقتضى ايراث النبوة هو العلم وما في مقامه, وأما من حيث كونهم اباء واقرباء بالنسب فميراثهم غير ذلك وانما يدخلون تحت الحكم الشرعي العام للمكلفين فلا يستفاد من الرواية نفي لمطلق التوريث. ثم إن ما جاء به من الرواية عن أبي البختري ضعيفة السند بأبي البختري نفسه! والرواية الصحيحة هي صحيحة القداح الخالية من (انما), قال: (وان العلماء ورثة الانبياء, أن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً, ولكن ورثوا العلم, فمن اخذ منه اخذ بحظ وافر) (الكافي 1: 26) مع أنه قر حتى لو استفيد الحصر منهما فانه حصر غير حقيقي بل أضافي، لان الأنبياء لم يورثوا العلم والاحاديث فقط بل ورثوا الزهد والتقوى وسائر الكمالات (الاجتهاد والتقليد للسيد الخميني: 33).
الرد:
لكن الرواية نفت ذلك و هذا تعميم في محل تخصيص و تاكيد في محل نفي اذ ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفصل انما عمم على ان الانبياء لا يورثو الدرهم و الدينار انما يورثو العلم و الدليل على هذا ان كان المقصود ان اهم ما ورثه الانبياء هو العلم لكانت الرواية ذكرت فقط العلماء ورثة الانبياء فالمعنى هنا يستقيم بهذا و لكن الزيادة و هي انهم لم يورثو درهما و لا دينارا توحي لنا و تؤكد ان المعنى مختلف , و ان كان لا بد من قولها فكان المفروض ان يقال : الانبياء لم يورثو درهما و لا دينارا و العلماء ورثة الانبياء فالجملة بهذه المعنى تتفق مع ما ذكره الخميني و لكن الرواية اتت بشكل مختلف و هي :
وان العلماء ورثة الانبياء, أن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً, ولكن ورثوا العلم, فمن اخذ منه اخذ بحظ وافر)
فجاء النفي قبل التاكيد كقول لا اله (النفي) ثم الا الله (التاكيد)
قلتم :ثم حاول الآلوسي الاستدلال بشيء آخر: قال: والوراثة في الآية (( يرثني ويرث من آل يعقوب )) محمولة على ما سمعت (يقصد وراثة العلم) ولا نسلم كونها حقيقة لغوية في وراثة المال بل هي حقيقة فيما يعم وراثة العلم والمنصب والمال, وانما صارت لغلبة الاستعمال في عرف الفقهاء مختصة بالمال كالمنقولات العرفية, ولو سلمنا انها مجاز في ذلك فهو مجاز متعارف مشهور خصوصاً في استعمال القرآن المجيد بحيث يساوي الحقيقة ومن ذلك قوله تعالى (( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ))[فاطر:32] ثم أورد آيات اخر تصب المصب نفسه. وقد أخذ هذا الاستدلال من القاضي عبد الجبار قبله, قال: فان قالوا: اطلاق الميراث لا يكون الا في الأموال قيل لهم: ان كتاب الله يبطل قولكم لانه قال: (( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ))[فاطر:32] والكتاب ليس بمال ويقال في اللغة: ما ورثت الابناء عن الاباء شيئاً أفضل من أدب حسن, وقالوا: العلماء ورثة الانبياء وانما ورثوا منهم العلم دون المال...الخ.
الرد : قد حصرها علماءكم قبل علمائنا في العلم و النبوة و ليست عن طريق ابي البختري :
وَ كَانَ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسَى بِسَنَتَيْنِ ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ...) (الكافي ج1 ص382) المجلسي كالصحيح .
و في قول الله تعالى (:وورث سليمان داوود )
يقول الشيخ محمد السبزواري النجفي :
"أي ورث الملك والنبوة بأن قام مقامه دون سائر بنيه وهم تسعة عشر" (تفسير الجديد، وانظر: تفسير معين .. سورة النمل: 16).
و تفسير هذه الاية من الكافي
حْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ عِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) :
إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ وَ إِنَّ مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وَرِثَ سُلَيْمَانَ وَ إِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وَ إِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَ أَلْوَاحَ مُوسَى فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَيْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمَ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ .
يقول محمد جواد مغنية عند تفسير قوله تعالى { وإني خفت الموالي من ورائي } :
{ الموالي}: العمومة وبنو العم ..
{ ومن ورائي}: خاف زكريا إذا ورثوه أن يسيئوا إلى الناس .. ويفسدوا عليهم دينهم ودنياهم....) ..
{ فهب لي من لدنك وليا } وارثاً ..
{ يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: العلم والنبوة .. (التفسير المبين ص 396 سورة مريم) .
فبهذا فان المقصود من الاية العلم و النبوة و الحكمة
قلتم :أن من يستدل بهذه الرواية ليس له الا أن يدعي في الحقيقة حصر الورثة بالعلماء واخراج الاولاد منهم ولكن يرده صريح القرآن قال تعالى: (( يرثني ويرث من آل يعقوب ))[مريم:6] ولم يكن زكريا يطلب الا الولد, فالولد وارث بنص القرآن.
والاعتراض على هذا بأنه قد يكون طلب الولد العالم فيدخل في العلماء لا مجرد الولد, يرده قول الله على لسان زكرياً: (( واني اخاف الموالي من ورائي ))[مريم:5] فلا معنى لخوف زكريا (عليه السلام) من بني عمه أذا كان الارث هو العلم, لان العلم ليس مثل المال نحاز الى اشخاص ويحرم منه آخرين اذ يمكن أن يأخذ من العلم أي احد الى ما لا نهاية هذا اولاً, وثانياً يكون خوفه خلافاً لمقتضى النبوة الذي هو نشر العلم لا منعه, وثالثاً كان يجب أن يطلب الولد ليأخذ من علمه كما يأخذ الاخرين ويشاركهم في تراثه العلمي او ليكون اعلمهم لا أن يطلب الوارث ليمنع بني عمه ويحرمهم العلم.
فالمناسب لو كان الارث هو العلم أن يتمنى زكرياً(عليه السلام) لا أن يخاف
الرد : يا اخي الاولاد لا يدخلو في جملة الدرهم و الدينار فليس من اللائق ان نقول ان نبيا دعا الله ان يرزقه ولد من اجل ان يرث ماله و لكن اللائق ان نقول ان النبي دعا الله ان يرزقه ولدا حتى يورثه علمه و هذا واضح من قول الله تعالى : (و اتيناه الحكم صبيا )
بل لها معنى و قد سبق ان شرحته :
خفت الموالي [ 19 \ 5 ] ، أي : خفت أقاربي وبني عمي وعصبتي : أن يضيعوا الدين بعدي ، ولا يقوموا لله بدينه حق القيام ، فارزقني ولدا يقوم بعدي بالدين حق القيام ، وبهذا التفسير تعلم أن معنى قوله " يرثني " أنه إرث علم ونبوة ، ودعوة إلى الله والقيام بدينه ، لا إرث مال ،
تفسير اضواء البيان
فالمقصود انه يخاف ان يضيعون دون رجل عالم ويريد زكريا عليه السلام ان يكون هذا العلم من ولده و من صلبه ليربيه بنفسه لا انه يخاف ان ينتشر العلم فهذا كلام لا يقوله عاقل !!!
و هذا ما ذكره علمائك :
قول محمد جواد مغنية عند تفسير قوله تعالى { وإني خفت الموالي من ورائي } :
{ الموالي}: العمومة وبنو العم ..
{ ومن ورائي}: خاف زكريا إذا ورثوه أن يسيئوا إلى الناس .. ويفسدوا عليهم دينهم ودنياهم....) ..
{ فهب لي من لدنك وليا } وارثاً ..
{ يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: العلم والنبوة .. (التفسير المبين ص 396 سورة مريم) .
كَانَ زَكَرِيَّا الْحُجَّةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسَى بِسَنَتَيْنِ ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحْيَى الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ...) (الكافي ج1 ص382) المجلسي كالصحيح .
و هذه هي نفسها الحجة التي نحتج بها عليكم
تعليق