21/2/2014
* حمص: مسيرة حاشدة في بلدة صدد تأييداً للثوابت الوطنية ودعماً للجيش السوري في عملياته ضد المجموعات المسلحة
* دمشق مستعدة للتعاون مع بيروت بمجال مكافحة الارهاب

اكدت دمشق استعدادها للتعاون مع بيروت في مجال مكافحة الارهاب الذي يستهدف البلدين، حسبما ذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية بعد تعرض مناطق لبنانية عدة لسلسلة تفجيرات دامية خلال الاشهر الاخيرة.
واكدت الوزارة في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ليل الخميس الجمعة "استعدادها للتعاون مع وزارة الداخلية اللبنانية في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة الارهابيين وضبط أدوات إجرامهم التي تستهدف استقرار سوريا ولبنان والمنطقة برمتها".
واعربت الوزارة عن "استعدادها لتقديم جميع الوسائل الممكنة لإحباط العمليات الإرهابية التي تستهدف الأمن والأمان للشعبين الشقيقين السوري واللبناني".
ودانت الوزارة في البيان "بشدة العمليات الإرهابية التي تستهدف المواطنين الآمنين في لبنان والتي كان آخرها التفجيران الإرهابيان في بئر حسن ببيروت" الذين اسفرا عن مقتل احد عشر شخصا الاربعاء، ووقعا بالقرب من المستشارية الثقافية الايرانية.
* الأمم المتحدة...تغيير الموعد النهائي لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية

أعلنت الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح أنغيلا كاين أن سورية تعمل مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تغيير الموعد النهائي لتدمير المواد الكيميائية السورية.
وقالت كاين في اجتماع في مقر الأمم المتحدة الخميس إن دمشق طرحت موعدا جديدا لإنهاء عملية إتلاف الأسلحة، مؤكدة أنه يجب إقراره من قبل مجلس الأمن الدولي وكذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وكان من المتوقع أن تنتهي عملية تدمير الأسلحة الكيميائية قبل 30 يونيو/ حزيران المقبل.
ولم تحدد المسؤولة الأممية الموعد النهائي الجديد الذي يجري بحثه حاليا.
وأكدت كاين أن أهم أسباب تأخير العملية يكمن في مشكلة تأمين نقل المواد السامة في أراضي البلاد.
هذا ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق الخميس عن مصادر دبلوماسية أن دمشق لن تتمكن من تدمير الأسلحة الكيميائية قبل 30 يونيو، مشيرة إلى أن العملية قد تتأخر عدة أشهر.
***
* مصادر: الأسير أميرا لـ"جبهة النصرة" بعد مبايعته الجولاني
كشفت مصادر امنية ان الشيخ السلفي التكفيري احمد الاسير اصبح اميرا لجبهة النصرة، وانتقل الى العمل المسلح السري بعدما اعتبر ان لبنان تحول من "ساحة نصرة الى ساحة جهاد".
وافاد موقع "اسيا نيوز" اليوم الجمعة ان المصادر قالت لصحيفة "الراي" الكويتية، ان "الاسير غادر مخيم عين الحلوة في صيدا مع مجموعة من انصاره، ويقيم الان في منطقة القلمون السورية".
واشارت المصادر الى ان "الاسير بايع زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني على السمع والطاعة، فما كان من الاخير الا ان عينه اميرا للنصرة على لبنان".
وقالت ان ما يعزز هذه المعلومات ان غالبية المفجرين الذين نفذوا عمليات ارهابية في لبنان خلال الاشهر الستة الماضية، هم من أتباع الاسير الذين خرجوا معه من لبنان، اضافة الى حالات استقطاب سجلها في صفوف شبان في المخيمات الفلسطينية وبعض المناطق اللبنانية كبيروت والشمال.
واوضحت المصادر انه "تبين من خلال التحقيقات مع موقوفين من جماعة كتائب عبدالله عزام ان الاسير يملك تشكيلات عسكرية في منطقة القلمون، ويقوم بالتنسيق مع كتائب عبدالله عزام التي لم تعلن انحيازها لاي طرف في الصراع الدائر بين جبهة النصرة وداعش، ما يجعلها اكثر قدرة على الحركة في إرسال المفجرين".
* هجوم انتحاري على سجن حلب المركزي
المجموعات المسلحة تسعى للسيطرة على سجن حلب المركزي والجيش السوري بالمرصاد

مازال الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية على مختلف الجبهات القتالية انتقالاً إلى محافظة حلب، حيث تعرض سجن حلب المركزي لهجوم انتحاري مركب، اذ أعلن مصدر في وزارة الداخلية السورية أن مجموعة من الانتحاريين يقدر عددهم بحدود الـ 20 انتحارياً مزودين بأحزمة ناسفة إضافة لعشرات المسلحين، قاموا بمهاجمة محيط سجن حلب المركزي في محاولة جديدة لاقتحامه حيث تصدت وحدات حماية السجن للمجموعات المهاجمة فقتل عدد من المهاجمين واستشهد ثلاثة من عناصر حماية السجن إضافة لجرح 20 بينهم اثنين من الضباط.
مصدر ميداني أوضح لـ"العهد" أنه وبعد التقدم الذي حققه الجيش السوري باتجاه فك الحصار عن سجن حلب المركزي، بدأت المجموعات المسلحة تكثيف عملياتها للسيطرة على سجن حلب المركزي لما يمثله من أهمية استراتيجية، وأضاف أن الجيش السوري استطاع تحقيق مكاسب استراتيجية على خط العمليات في محافظة حلب بالتزامن مع التقدم على مختلف المحاور.
***
* مراقبون: دعم تركيا لـ’داعش’ قد ينقلب عليها
تمدّد ’داعش’ وزيادة نفوذها في شمال سوريا يُقلق تركيا
أنقرة - حسن الطهراوي
تزايدت فى الفترة الاخيرة الاخبار التى تتناقلها وسائل الاعلام التركية من المناطق الحدوية مع سوريا خاصة بعد تصاعد حدة الاشتباكات العنيفة الدائرة فى المناطق الشمالية من سوريا بين ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام "داعش" ومقاتلي "الجيش الحر" والمجموعات المسلحة الاخرى، حيث استطاع إرهابيو "داعش" بسط نفوذ واسع في بعض المناطق شمال سوريا وسيطروا على بعض البوابات الحدودية مع تركيا الامر الذي أشاع حالة من القلق فى تركيا.
ظهور "داعش" على خارصة الصراع فى سوريا أزعج كثيرين ومنهم تركيا التي ترتبط بعلاقات قوية مع مجموعات المعارضة السورية المسلحة، كالجبهة الاسلامية وكتائب الجيش الحر، ولوحظ فى الفترة الاخيرة تزايد عدد المصابين الذين ينقلوا الى المستشفيات التركية للعلاج خاصة فى مستشفيات مدينة_ كليس _ التابعة لمحافظة غازي عنتيب الحدودية مع سوريا، كما أدت الاشتباكات الى تزايد اعداد الاجئين السوريين القادمين الى تركيا ليصل حاليا الى نحو مليون لاجئ، وأيضاً أدت الى إغلاق أهم معبريين حدوديين بين تركيا وسوريا هما معبر باب الهوى وبوابة السلامة، فيما تتساقط قذائف الاشتباكات أحياناً على القرى والمدن التركية الحدوية الامر الذى اشاع حالة من الخوف والقلق لدى السكان.

ويرى مراقبون أن تمدد "داعش" فى المناطق الحدودية القريبة من تركيا سيكون له تداعيات خطيرة، ويحذر البعض من احتمال تكرار تجربة افغانستان بعد انتشار جماعات تنظيم القاعدة فيها، ولاسيّما بسبب تأثّر باكستان بما جرى مع جارتها افغانستان.
وكان الرئيس التركي عبد الله غول الذي طالب حكومة رجب الطيب أردوغان بضرورة إعادة النظر فى سياستها المتبعة تجاه سوريا، قد حذر من تبعات ما يحدث فى شمال سوريا، وقال "لا نريد أفغانستان ثانية على حدود تركيا".
وتصل حدود تركيا مع سوريا الى 900 كيلومتر ويصعب حمايتها من طرف واحد فى ظل الاوضاع القائمة حالياً فى شمال سوريا، وهذا برأي المراقبين يضع تركيا فى دائرة الخطر خاصة أن تركيا تدعم الجماعات المعارضة لـ"داعش" ونفذت في الفترة الاخيرة عمليات قصف بالطيران والمدفعية لمواقع "داعش"، وربما يدفع ذلك هذا التنظيم للقيام بعمليات انتقامية داخل تركيا.
***
* الأزمة السورية تطيح ببندر
السعودية تقصي بندر بن سلطان من منصبه وتكلّف محمد بن نايف بالملفّ السوري
لم يعد لرئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان دور في سياسة المملكة الداخلية والخارجية.. خبر لافت ورد في وسائل الاعلام الغربية قبل العربية نقلاً عن مصادر ديبلوماسية.
المصادر ذكرت أن السعودية سحبت إدارة الملف السوري من رئيس المخابرات بندر بن سلطان وسلمته لوزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن الأمير بندر لم يعد المسؤول عن الملف السوري، والأمير محمد بن نايف هو المسؤول الأساسي حاليا عن هذا الملف.
ويترافق هذا التطور مع تعمية وسائل الإعلام السعودية لأخبار بندر منذ أشهر، ما يحمل إشارات الى أن الامر مقصود وليس عن جهل.
بدورها، نقلت صحيفة "السفير" عن مصدر واسع الإطلاع، قوله إن بندر يتواجد في أوروبا منذ مدة، بعدما أفادت تقارير صحافية أنه يعاني من المرض وخضع للعلاج في الولايات المتحدة مؤخراً.
وبغض النظر عن مكان وجود الامير السعودي، الا ان اللافت كان ظهور الامير محمد بن نايف في الوقت نفسه في واشنطن، حيث شارك في اجتماع عقد في الاسبوع الماضي لقادة اجهزة الاستخبارات من دول عربية وغربية.

وبينما تفترض طبيعة المناصب والمهمات أن يكون بندر باعتباره رئيس المخابرات السعودية، هو ممثل المملكة في الاجتماع، إلا أن محمد بن نايف، وزير الداخلية، هو الذي شارك فيه، اجتمع ايضاً مع مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس، ويعتقد ان الرئيس باراك اوباما حرص ايضاً على استقباله.
وتلفت "السفير" الى أن هذه التحولات تأتي في وقت يستعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الى زيارة الرياض في النصف الثاني من شهر آذار المقبل للقاء الملك عبدالله وجهاً لوجه، وهي زيارة بالغة الأهمية لمستقبل العلاقات مع المملكة التي أصابها الكثير من الفتور في الشهور الأخيرة، سواء بسبب الأزمات في سوريا والبحرين ومصر، او انخراط واشنطن في مفاوضات مع الجمهورية الاسلامية في ايران، والتي تسببت بذهول السعوديين بعدما تبين أنها بدأت بشكل سري منذ سنوات بعيداً عن أعين "حليفتها" الخليجية، ثم شرعت أبوابها للعلنية منذ اواخر العام 2013، مع قدوم الرئيس الايراني حسن روحاني.
كذلك تنقل "وول ستريت جورنال" عن المستشار لدى العائلة الحاكمة أن الأدوار الجديدة لمحمد بن نايف ومتعب بن عبدالله، تعني ان العالم سيرى "استراتيجية جديدة حيال سوريا، هادئة، أكثر انفتاحاً، وليست متشددة جداً. سيكون هناك سياسة أكثر، وربما أقل عسكرة".
ولا يمكن فصل إبعاد بندر بن سلطان عن القرار الذي أعلنه الملك السعودي مؤخراً حول ملاحقة "الجهاديين" السعوديين الذين يشاركون في اعمال مسلحة في خارج المملكة.
***
* «خروج» أمير الدهاء بندر بن سلطان

خليل حرب-"السفير"
قلما أثارت شخصية عربية تعمل في الكواليس وخبايا العمل الامني والسياسي، جدلاً وضجة على غرار ما أثاره ويثيره بندر بن سلطان. الرجل القابع على عرش الحكم الفعلي للنفوذ السعودي الخارجي، والراعي الفاعل للمصالح الوهابية في المنطقة، همّش، أو يجري تهميشه.. اعتلّ بمرض او تمارض.. خرج او يتم إخراجه تدريجياً من مشهد سياسات المملكة المحاطة بالقلق والنيران، والمتوجسة من صراع الاخوة، ما أن تحين ساعة الملك.
لكن المفارقة ان الضجة ليست دليلاً على النجاح في هذا العالم السري الذي تحكمه المصالح والمؤامرات. أخطأ بندر، على ما يبدو، عندما قرر فرض حضوره على امتداد الساحات الإقليمية الملتهبة، والعواصف «الربيعية»، وكأنه يمارس العلاقات العامة في الولايات المتحدة مع كبار السياسيين وعمالقة الإعلام واللوبيات، والتي اتقنها هناك طوال 22 سنة، ممثلا مملكة ونظام حكم، طالما آثرا الحيطة والتأني سواء في التعامل مع تعقيدات التجاذبات في قصور المملكة او في علاقتهما مع الشارع، وحتى في كل ما يتعلق بالمصالح الخارجية والعلاقات السياسية مع الدول والتدخل في الأزمات والصراعات الاقليمية والدولية.
ويطرح المتابعون للشأن السعودي، احتمالين اساسيين في خلاصة الاعوام الثلاثة الماضية. فإما أن بندر بن سلطان ساهم، ضمن عوامل أخرى كثيرة، في زجّ المملكة بعمق في ما ليس بمقدورها تحمله طويلاً (نعني بذلك النيران السورية والمصالح مع الحليف الاميركي)، او انه كان مكلفاً، من القصر، بإدارة مفاصل هذين الملفين، لكنه أخفق، وصارت التضحية به، او تهميشه، مصلحة مشتركة لأطراف عدة، بما في ذلك بالنسبة الى كثيرين في الرياض نفسها، بالاضافة الى .... واشنطن.
ليس سراً أن وسائل الإعلام السعودية لم تعد تنشر أخبار هذا الامير السعودي منذ شهور، وهو بالتأكيد ليس صدفة. كما أنه ليس تغييباً عن جهل وله بالتأكيد مقاصده ومراميه.
تنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر ديبلوماسي غربي أن بندر يتواجد حالياً في المغرب، بينما يقول مصدر واسع الإطلاع لـ«السفير» إنه يتواجد في اوروبا منذ مدة، بعدما اشارت تقارير صحافية الى انه يعاني من المرض وخضع للعلاج في الولايات المتحدة مؤخراً. وبغض النظر عن مكان وجود الامير السعودي، الا ان اللافت كان ظهور الامير محمد بن نايف في الوقت نفسه... في واشنطن حيث شارك في اجتماع عقد في الاسبوع الماضي لقادة اجهزة الاستخبارات من دول عربية وغربية. وبينما تفترض طبيعة المناصب والمهمات أن يكون بندر باعتباره رئيس المخابرات السعودية، هو ممثل المملكة في الاجتماع، إلا أن محمد بن نايف، وزير الداخلية، هو الذي شارك فيه، اجتمع ايضاً مع مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس، ويعتقد ان الرئيس باراك اوباما حرص ايضاً على استقباله.
كتب الكثير عن نفوذ الاخوة والاشقاء في عائلة عبد العزيز، والاسماء المرشحة اكثر من غيرها، للتقدم نحو الحكم من «الجيل الثاني» لأبناء الملك المؤسس. وكان من الواضح ان التركيز ينصب على اسمين، هما الامير متعب بن عبدالله، والامير محمد بن نايف. واذا كان متعب يحظى بمباركة من والده الملك، ويتولى رئاسة الحرس الوطني منذ اربعة اعوام الى جانب عضويته في مجلس الوزراء التي حددت بمرسوم ملكي مباشر بعدما حول الملك «الحرس الوطني» الى وزارة، فإن محمد بن نايف يتمتع على ما يبدو بثقة الادارة الاميركية منذ ما قبل توليه وزارة الداخلية قبل عامين.
كان يمكن لهذه الاقدار السعودية الا يرتسم مشهدها على هذا الشكل لو كان الانتحاري السعودي عبدالله عسيري نجح في اغتيال محمد بن نايف في صيف العام 2009 عندما فجر نفسه في منزل الامير في جدة. ويقول متابعون للشأن السعودي إن محاولة الاغتيال التي تسببت في إصابة محمد بن نايف ولم تقتله، ساهمت في زيادة الاهتمام الغربي، والاميركي بطبيعة الحال، بدوره، خصوصاً ان الرجل نجح على ما يبدو في تحجيم خطر تنظيم «القاعدة» في داخل المملكة بعد سنوات من الصراع الدموي معه.
وبهذا المعنى، وفي ظل غياب بندر بن سلطان، المقصود او القسري، يصبح حضور بن نايف لاجتماع واشنطن للبحث في الشأن السوري، معانيه الكبيرة، ويطرح تساؤلات جدية عما اذا كان ملف الازمة السورية قد أخرج نهائياً من بين يدي الامير بندر، بعدما جرب كل دهائه السياسي والامني في محاولة ايصال الصراع الى المراحل التي تتلاءم مع المصالح السعودية والاميركية التي تلاقت منذ ثلاثة اعوام، على إنهاك النظام في دمشق بالكامل، والتعجيل بسقوطه، قبل ان تتباعد هذه المصالح خلال الشهور الماضية مع نجاح دمشق في الصمود، وانفلاش خطر التنظيمات المسلحة بما هو أبعد من الساحة السورية، وانفلاتها من ضوابط التحكم باللعبة.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ديبلوماسيين غربيين قولهم إن السعودية سحبت ادارة الملف السوري من الامير بندر فيما بات الامير محمد بن نايف «المسؤول الاساسي عن هذا الملف». اما «وول ستريت جورنال» فإنها تنقل عن مستشار لدى العائلة الحاكمة أن الامير متعب بن عبدالله تسلم ايضاً مهمات مرتبطة بسوريا.
يتقدم هذان الرجلان الى واجهة المشهد تدريجياً. وفي الوقت نفسه، تنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى وصفهم الامير بندر بأنه «غريب الأطوار». وتذكر في السياق، بأن وزير الخارجية جون كيري اعتبر، في اجتماعات خاصة مع مسؤولين أميركيين، ان بندر هو «المشكلة»، واشتكى من قيامه بتحديد سياسة المملكة السعودية بشأن سوريا.
وربما ليس اقل أهمية من ذلك، الانباء عن اللقاء الذي جمع قبل يومين في الكويت، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونجل الملك السعودي نائب وزير الخارجية الامير عبد العزيز، المعروف بديبلوماسيته الهادئة وعلاقاته الاقليمية الطيبة بما في ذلك مع دمشق منذ سنوات. ولا تستبعد مصادر عربية أن يجري في إطار عملية إبعاد بندر، تقليص الدور الذي يؤديه شقيقه الامير سلمان بن سلطان، نائب وزير الدفاع، الذي يتولى الإشراف على غرفة العمليات المرتبطة بالحرب على سوريا، في الاردن.
وتأتي هذه التحولات في وقت يستعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الى زيارة الرياض في النصف الثاني من شهر آذار المقبل للقاء الملك عبدالله وجهاً لوجه، وهي زيارة بالغة الأهمية لمستقبل العلاقات مع المملكة التي أصابها الكثير من الفتور في الشهور الأخيرة، سواء بسبب الأزمات في سوريا والبحرين ومصر، او انخراط واشنطن في مفاوضات مع الجمهورية الاسلامية في ايران، والتي تسببت بذهول السعوديين بعدما تبين أنها بدأت بشكل سري منذ سنوات بعيداً عن أعين «حليفتها» الخليجية، ثم شرعت ابوابها للعلنية منذ اواخر العام 2013، مع قدوم الرئيس الايراني حسن روحاني.
تنقل «وول ستريت جورنال» عن المستشار لدى العائلة الحاكمة أن الأدوار الجديدة لمحمد بن نايف ومتعب بن عبدالله، تعني ان العالم سيرى «استراتيجية جديدة حيال سوريا، هادئة، أكثر انفتاحاً، وليست متشددة جداً. سيكون هناك سياسة أكثر، وربما أقل عسكرة». يذكر في هذا الاطار، القرار الذي اعلنه الملك السعودي مؤخراً حول ملاحقة «الجهاديين» السعوديين الذين يشاركون في اعمال مسلحة في خارج المملكة. لم يحدد القرار سوريا، لكنه صدر قبل أيام من ذهاب محمد بن نايف الى اجتماع واشنطن الاستخباراتي بشأن سوريا.
ومن شأن القرار الملكي ان يرطب الاجواء قبل زيارة اوباما الحساسة الى المملكة. فهل كان ذلك، الى جانب تهميش الامير «الغريب الاطوار»، من شروط الزيارة الرئاسية، ام مجرد تعبير عن تبدل الأولويات ورجالاتها داخل قصر العائلة؟ ربما لا. وربما ايضاً يكون ذلك فاتحة على مؤشرات ستتوالى من جانب مملكة عرش القلق.
يقول الباحث البارز في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» سايمون هندرسون، المتخصص في الشؤون الخليجية، إن المملكة السعودية جربت اختلاق مشكلات في وجه واشنطن في الشرق الاوسط، وانه يتحتم على ادارة اوباما عدم تجاهلها. لكن هندرسون يطرح مفارقة لا بد انها ملاحظة بألم في الرياض، إذ في حين أن التوتر في العلاقة هو الأولوية الأولى في المملكة السعودية، الا انه يحتل مرتبة متأخرة بالقرب من قاع قائمة اهتمامات إدارة أوباما.
لا اوهام هنا. ليس هناك تحول سعودي كبير في مقاربة الحرب على سوريا. كما أن المسألة لا تتعلق بحرص اميركي على ارواح السوريين. وما نشهده لا يشي بوجود صدام سعودي اميركي. هو على ما يبدو خلاف في ادارة الاولويات، مارسها بندر بشكل استفز الاميركيين وأشعرهم بتقلص قدرتهم على المناورة في الملف السوري امام الروس الذين قادوا خيوط المواجهة السياسية مع واشنطن بصلابة وثقة أكبر، من الكرملين وصولاً الى جبهات الغوطة. وهو ايضاً خلاف بشأن النتائج التي أجبرت ادارة اوباما في الايام الماضية على الإعلان عن بحث الخيارات البديلة للمسار المتعثر نسبياً حتى الآن. وهو بالاضافة الى ذلك، تعبير بشكل ما عن تململ اميركي عبر عن نفسه مراراً في الشهور الماضية، لأن «رجالنا على الارض في سوريا» تبين أنهم ليسوا ملك أيدينا تماماً، وأنهم يسرحون بآلاف الاطنان من عتادنا واسلحة زوّدهم بها «امير الظلام» السعودي الراعي لهم ... من الأنبار الى لبنان.
* حمص: مسيرة حاشدة في بلدة صدد تأييداً للثوابت الوطنية ودعماً للجيش السوري في عملياته ضد المجموعات المسلحة
* دمشق مستعدة للتعاون مع بيروت بمجال مكافحة الارهاب

اكدت دمشق استعدادها للتعاون مع بيروت في مجال مكافحة الارهاب الذي يستهدف البلدين، حسبما ذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية بعد تعرض مناطق لبنانية عدة لسلسلة تفجيرات دامية خلال الاشهر الاخيرة.
واكدت الوزارة في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ليل الخميس الجمعة "استعدادها للتعاون مع وزارة الداخلية اللبنانية في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة الارهابيين وضبط أدوات إجرامهم التي تستهدف استقرار سوريا ولبنان والمنطقة برمتها".
واعربت الوزارة عن "استعدادها لتقديم جميع الوسائل الممكنة لإحباط العمليات الإرهابية التي تستهدف الأمن والأمان للشعبين الشقيقين السوري واللبناني".
ودانت الوزارة في البيان "بشدة العمليات الإرهابية التي تستهدف المواطنين الآمنين في لبنان والتي كان آخرها التفجيران الإرهابيان في بئر حسن ببيروت" الذين اسفرا عن مقتل احد عشر شخصا الاربعاء، ووقعا بالقرب من المستشارية الثقافية الايرانية.
* الأمم المتحدة...تغيير الموعد النهائي لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية

أعلنت الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح أنغيلا كاين أن سورية تعمل مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تغيير الموعد النهائي لتدمير المواد الكيميائية السورية.
وقالت كاين في اجتماع في مقر الأمم المتحدة الخميس إن دمشق طرحت موعدا جديدا لإنهاء عملية إتلاف الأسلحة، مؤكدة أنه يجب إقراره من قبل مجلس الأمن الدولي وكذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وكان من المتوقع أن تنتهي عملية تدمير الأسلحة الكيميائية قبل 30 يونيو/ حزيران المقبل.
ولم تحدد المسؤولة الأممية الموعد النهائي الجديد الذي يجري بحثه حاليا.
وأكدت كاين أن أهم أسباب تأخير العملية يكمن في مشكلة تأمين نقل المواد السامة في أراضي البلاد.
هذا ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق الخميس عن مصادر دبلوماسية أن دمشق لن تتمكن من تدمير الأسلحة الكيميائية قبل 30 يونيو، مشيرة إلى أن العملية قد تتأخر عدة أشهر.
***
* مصادر: الأسير أميرا لـ"جبهة النصرة" بعد مبايعته الجولاني

كشفت مصادر امنية ان الشيخ السلفي التكفيري احمد الاسير اصبح اميرا لجبهة النصرة، وانتقل الى العمل المسلح السري بعدما اعتبر ان لبنان تحول من "ساحة نصرة الى ساحة جهاد".
وافاد موقع "اسيا نيوز" اليوم الجمعة ان المصادر قالت لصحيفة "الراي" الكويتية، ان "الاسير غادر مخيم عين الحلوة في صيدا مع مجموعة من انصاره، ويقيم الان في منطقة القلمون السورية".
واشارت المصادر الى ان "الاسير بايع زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني على السمع والطاعة، فما كان من الاخير الا ان عينه اميرا للنصرة على لبنان".
وقالت ان ما يعزز هذه المعلومات ان غالبية المفجرين الذين نفذوا عمليات ارهابية في لبنان خلال الاشهر الستة الماضية، هم من أتباع الاسير الذين خرجوا معه من لبنان، اضافة الى حالات استقطاب سجلها في صفوف شبان في المخيمات الفلسطينية وبعض المناطق اللبنانية كبيروت والشمال.
واوضحت المصادر انه "تبين من خلال التحقيقات مع موقوفين من جماعة كتائب عبدالله عزام ان الاسير يملك تشكيلات عسكرية في منطقة القلمون، ويقوم بالتنسيق مع كتائب عبدالله عزام التي لم تعلن انحيازها لاي طرف في الصراع الدائر بين جبهة النصرة وداعش، ما يجعلها اكثر قدرة على الحركة في إرسال المفجرين".
* هجوم انتحاري على سجن حلب المركزي
المجموعات المسلحة تسعى للسيطرة على سجن حلب المركزي والجيش السوري بالمرصاد

مازال الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية على مختلف الجبهات القتالية انتقالاً إلى محافظة حلب، حيث تعرض سجن حلب المركزي لهجوم انتحاري مركب، اذ أعلن مصدر في وزارة الداخلية السورية أن مجموعة من الانتحاريين يقدر عددهم بحدود الـ 20 انتحارياً مزودين بأحزمة ناسفة إضافة لعشرات المسلحين، قاموا بمهاجمة محيط سجن حلب المركزي في محاولة جديدة لاقتحامه حيث تصدت وحدات حماية السجن للمجموعات المهاجمة فقتل عدد من المهاجمين واستشهد ثلاثة من عناصر حماية السجن إضافة لجرح 20 بينهم اثنين من الضباط.
مصدر ميداني أوضح لـ"العهد" أنه وبعد التقدم الذي حققه الجيش السوري باتجاه فك الحصار عن سجن حلب المركزي، بدأت المجموعات المسلحة تكثيف عملياتها للسيطرة على سجن حلب المركزي لما يمثله من أهمية استراتيجية، وأضاف أن الجيش السوري استطاع تحقيق مكاسب استراتيجية على خط العمليات في محافظة حلب بالتزامن مع التقدم على مختلف المحاور.
***
* مراقبون: دعم تركيا لـ’داعش’ قد ينقلب عليها
تمدّد ’داعش’ وزيادة نفوذها في شمال سوريا يُقلق تركيا
أنقرة - حسن الطهراوي
تزايدت فى الفترة الاخيرة الاخبار التى تتناقلها وسائل الاعلام التركية من المناطق الحدوية مع سوريا خاصة بعد تصاعد حدة الاشتباكات العنيفة الدائرة فى المناطق الشمالية من سوريا بين ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام "داعش" ومقاتلي "الجيش الحر" والمجموعات المسلحة الاخرى، حيث استطاع إرهابيو "داعش" بسط نفوذ واسع في بعض المناطق شمال سوريا وسيطروا على بعض البوابات الحدودية مع تركيا الامر الذي أشاع حالة من القلق فى تركيا.
ظهور "داعش" على خارصة الصراع فى سوريا أزعج كثيرين ومنهم تركيا التي ترتبط بعلاقات قوية مع مجموعات المعارضة السورية المسلحة، كالجبهة الاسلامية وكتائب الجيش الحر، ولوحظ فى الفترة الاخيرة تزايد عدد المصابين الذين ينقلوا الى المستشفيات التركية للعلاج خاصة فى مستشفيات مدينة_ كليس _ التابعة لمحافظة غازي عنتيب الحدودية مع سوريا، كما أدت الاشتباكات الى تزايد اعداد الاجئين السوريين القادمين الى تركيا ليصل حاليا الى نحو مليون لاجئ، وأيضاً أدت الى إغلاق أهم معبريين حدوديين بين تركيا وسوريا هما معبر باب الهوى وبوابة السلامة، فيما تتساقط قذائف الاشتباكات أحياناً على القرى والمدن التركية الحدوية الامر الذى اشاع حالة من الخوف والقلق لدى السكان.

ويرى مراقبون أن تمدد "داعش" فى المناطق الحدودية القريبة من تركيا سيكون له تداعيات خطيرة، ويحذر البعض من احتمال تكرار تجربة افغانستان بعد انتشار جماعات تنظيم القاعدة فيها، ولاسيّما بسبب تأثّر باكستان بما جرى مع جارتها افغانستان.
وكان الرئيس التركي عبد الله غول الذي طالب حكومة رجب الطيب أردوغان بضرورة إعادة النظر فى سياستها المتبعة تجاه سوريا، قد حذر من تبعات ما يحدث فى شمال سوريا، وقال "لا نريد أفغانستان ثانية على حدود تركيا".
وتصل حدود تركيا مع سوريا الى 900 كيلومتر ويصعب حمايتها من طرف واحد فى ظل الاوضاع القائمة حالياً فى شمال سوريا، وهذا برأي المراقبين يضع تركيا فى دائرة الخطر خاصة أن تركيا تدعم الجماعات المعارضة لـ"داعش" ونفذت في الفترة الاخيرة عمليات قصف بالطيران والمدفعية لمواقع "داعش"، وربما يدفع ذلك هذا التنظيم للقيام بعمليات انتقامية داخل تركيا.
***
* الأزمة السورية تطيح ببندر
السعودية تقصي بندر بن سلطان من منصبه وتكلّف محمد بن نايف بالملفّ السوري
لم يعد لرئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان دور في سياسة المملكة الداخلية والخارجية.. خبر لافت ورد في وسائل الاعلام الغربية قبل العربية نقلاً عن مصادر ديبلوماسية.
المصادر ذكرت أن السعودية سحبت إدارة الملف السوري من رئيس المخابرات بندر بن سلطان وسلمته لوزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن الأمير بندر لم يعد المسؤول عن الملف السوري، والأمير محمد بن نايف هو المسؤول الأساسي حاليا عن هذا الملف.
ويترافق هذا التطور مع تعمية وسائل الإعلام السعودية لأخبار بندر منذ أشهر، ما يحمل إشارات الى أن الامر مقصود وليس عن جهل.
بدورها، نقلت صحيفة "السفير" عن مصدر واسع الإطلاع، قوله إن بندر يتواجد في أوروبا منذ مدة، بعدما أفادت تقارير صحافية أنه يعاني من المرض وخضع للعلاج في الولايات المتحدة مؤخراً.
وبغض النظر عن مكان وجود الامير السعودي، الا ان اللافت كان ظهور الامير محمد بن نايف في الوقت نفسه في واشنطن، حيث شارك في اجتماع عقد في الاسبوع الماضي لقادة اجهزة الاستخبارات من دول عربية وغربية.

وبينما تفترض طبيعة المناصب والمهمات أن يكون بندر باعتباره رئيس المخابرات السعودية، هو ممثل المملكة في الاجتماع، إلا أن محمد بن نايف، وزير الداخلية، هو الذي شارك فيه، اجتمع ايضاً مع مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس، ويعتقد ان الرئيس باراك اوباما حرص ايضاً على استقباله.
وتلفت "السفير" الى أن هذه التحولات تأتي في وقت يستعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الى زيارة الرياض في النصف الثاني من شهر آذار المقبل للقاء الملك عبدالله وجهاً لوجه، وهي زيارة بالغة الأهمية لمستقبل العلاقات مع المملكة التي أصابها الكثير من الفتور في الشهور الأخيرة، سواء بسبب الأزمات في سوريا والبحرين ومصر، او انخراط واشنطن في مفاوضات مع الجمهورية الاسلامية في ايران، والتي تسببت بذهول السعوديين بعدما تبين أنها بدأت بشكل سري منذ سنوات بعيداً عن أعين "حليفتها" الخليجية، ثم شرعت أبوابها للعلنية منذ اواخر العام 2013، مع قدوم الرئيس الايراني حسن روحاني.
كذلك تنقل "وول ستريت جورنال" عن المستشار لدى العائلة الحاكمة أن الأدوار الجديدة لمحمد بن نايف ومتعب بن عبدالله، تعني ان العالم سيرى "استراتيجية جديدة حيال سوريا، هادئة، أكثر انفتاحاً، وليست متشددة جداً. سيكون هناك سياسة أكثر، وربما أقل عسكرة".
ولا يمكن فصل إبعاد بندر بن سلطان عن القرار الذي أعلنه الملك السعودي مؤخراً حول ملاحقة "الجهاديين" السعوديين الذين يشاركون في اعمال مسلحة في خارج المملكة.
***
* «خروج» أمير الدهاء بندر بن سلطان

خليل حرب-"السفير"
قلما أثارت شخصية عربية تعمل في الكواليس وخبايا العمل الامني والسياسي، جدلاً وضجة على غرار ما أثاره ويثيره بندر بن سلطان. الرجل القابع على عرش الحكم الفعلي للنفوذ السعودي الخارجي، والراعي الفاعل للمصالح الوهابية في المنطقة، همّش، أو يجري تهميشه.. اعتلّ بمرض او تمارض.. خرج او يتم إخراجه تدريجياً من مشهد سياسات المملكة المحاطة بالقلق والنيران، والمتوجسة من صراع الاخوة، ما أن تحين ساعة الملك.
لكن المفارقة ان الضجة ليست دليلاً على النجاح في هذا العالم السري الذي تحكمه المصالح والمؤامرات. أخطأ بندر، على ما يبدو، عندما قرر فرض حضوره على امتداد الساحات الإقليمية الملتهبة، والعواصف «الربيعية»، وكأنه يمارس العلاقات العامة في الولايات المتحدة مع كبار السياسيين وعمالقة الإعلام واللوبيات، والتي اتقنها هناك طوال 22 سنة، ممثلا مملكة ونظام حكم، طالما آثرا الحيطة والتأني سواء في التعامل مع تعقيدات التجاذبات في قصور المملكة او في علاقتهما مع الشارع، وحتى في كل ما يتعلق بالمصالح الخارجية والعلاقات السياسية مع الدول والتدخل في الأزمات والصراعات الاقليمية والدولية.
ويطرح المتابعون للشأن السعودي، احتمالين اساسيين في خلاصة الاعوام الثلاثة الماضية. فإما أن بندر بن سلطان ساهم، ضمن عوامل أخرى كثيرة، في زجّ المملكة بعمق في ما ليس بمقدورها تحمله طويلاً (نعني بذلك النيران السورية والمصالح مع الحليف الاميركي)، او انه كان مكلفاً، من القصر، بإدارة مفاصل هذين الملفين، لكنه أخفق، وصارت التضحية به، او تهميشه، مصلحة مشتركة لأطراف عدة، بما في ذلك بالنسبة الى كثيرين في الرياض نفسها، بالاضافة الى .... واشنطن.
ليس سراً أن وسائل الإعلام السعودية لم تعد تنشر أخبار هذا الامير السعودي منذ شهور، وهو بالتأكيد ليس صدفة. كما أنه ليس تغييباً عن جهل وله بالتأكيد مقاصده ومراميه.
تنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر ديبلوماسي غربي أن بندر يتواجد حالياً في المغرب، بينما يقول مصدر واسع الإطلاع لـ«السفير» إنه يتواجد في اوروبا منذ مدة، بعدما اشارت تقارير صحافية الى انه يعاني من المرض وخضع للعلاج في الولايات المتحدة مؤخراً. وبغض النظر عن مكان وجود الامير السعودي، الا ان اللافت كان ظهور الامير محمد بن نايف في الوقت نفسه... في واشنطن حيث شارك في اجتماع عقد في الاسبوع الماضي لقادة اجهزة الاستخبارات من دول عربية وغربية. وبينما تفترض طبيعة المناصب والمهمات أن يكون بندر باعتباره رئيس المخابرات السعودية، هو ممثل المملكة في الاجتماع، إلا أن محمد بن نايف، وزير الداخلية، هو الذي شارك فيه، اجتمع ايضاً مع مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس، ويعتقد ان الرئيس باراك اوباما حرص ايضاً على استقباله.
كتب الكثير عن نفوذ الاخوة والاشقاء في عائلة عبد العزيز، والاسماء المرشحة اكثر من غيرها، للتقدم نحو الحكم من «الجيل الثاني» لأبناء الملك المؤسس. وكان من الواضح ان التركيز ينصب على اسمين، هما الامير متعب بن عبدالله، والامير محمد بن نايف. واذا كان متعب يحظى بمباركة من والده الملك، ويتولى رئاسة الحرس الوطني منذ اربعة اعوام الى جانب عضويته في مجلس الوزراء التي حددت بمرسوم ملكي مباشر بعدما حول الملك «الحرس الوطني» الى وزارة، فإن محمد بن نايف يتمتع على ما يبدو بثقة الادارة الاميركية منذ ما قبل توليه وزارة الداخلية قبل عامين.
كان يمكن لهذه الاقدار السعودية الا يرتسم مشهدها على هذا الشكل لو كان الانتحاري السعودي عبدالله عسيري نجح في اغتيال محمد بن نايف في صيف العام 2009 عندما فجر نفسه في منزل الامير في جدة. ويقول متابعون للشأن السعودي إن محاولة الاغتيال التي تسببت في إصابة محمد بن نايف ولم تقتله، ساهمت في زيادة الاهتمام الغربي، والاميركي بطبيعة الحال، بدوره، خصوصاً ان الرجل نجح على ما يبدو في تحجيم خطر تنظيم «القاعدة» في داخل المملكة بعد سنوات من الصراع الدموي معه.
وبهذا المعنى، وفي ظل غياب بندر بن سلطان، المقصود او القسري، يصبح حضور بن نايف لاجتماع واشنطن للبحث في الشأن السوري، معانيه الكبيرة، ويطرح تساؤلات جدية عما اذا كان ملف الازمة السورية قد أخرج نهائياً من بين يدي الامير بندر، بعدما جرب كل دهائه السياسي والامني في محاولة ايصال الصراع الى المراحل التي تتلاءم مع المصالح السعودية والاميركية التي تلاقت منذ ثلاثة اعوام، على إنهاك النظام في دمشق بالكامل، والتعجيل بسقوطه، قبل ان تتباعد هذه المصالح خلال الشهور الماضية مع نجاح دمشق في الصمود، وانفلاش خطر التنظيمات المسلحة بما هو أبعد من الساحة السورية، وانفلاتها من ضوابط التحكم باللعبة.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ديبلوماسيين غربيين قولهم إن السعودية سحبت ادارة الملف السوري من الامير بندر فيما بات الامير محمد بن نايف «المسؤول الاساسي عن هذا الملف». اما «وول ستريت جورنال» فإنها تنقل عن مستشار لدى العائلة الحاكمة أن الامير متعب بن عبدالله تسلم ايضاً مهمات مرتبطة بسوريا.
يتقدم هذان الرجلان الى واجهة المشهد تدريجياً. وفي الوقت نفسه، تنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى وصفهم الامير بندر بأنه «غريب الأطوار». وتذكر في السياق، بأن وزير الخارجية جون كيري اعتبر، في اجتماعات خاصة مع مسؤولين أميركيين، ان بندر هو «المشكلة»، واشتكى من قيامه بتحديد سياسة المملكة السعودية بشأن سوريا.
وربما ليس اقل أهمية من ذلك، الانباء عن اللقاء الذي جمع قبل يومين في الكويت، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونجل الملك السعودي نائب وزير الخارجية الامير عبد العزيز، المعروف بديبلوماسيته الهادئة وعلاقاته الاقليمية الطيبة بما في ذلك مع دمشق منذ سنوات. ولا تستبعد مصادر عربية أن يجري في إطار عملية إبعاد بندر، تقليص الدور الذي يؤديه شقيقه الامير سلمان بن سلطان، نائب وزير الدفاع، الذي يتولى الإشراف على غرفة العمليات المرتبطة بالحرب على سوريا، في الاردن.
وتأتي هذه التحولات في وقت يستعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الى زيارة الرياض في النصف الثاني من شهر آذار المقبل للقاء الملك عبدالله وجهاً لوجه، وهي زيارة بالغة الأهمية لمستقبل العلاقات مع المملكة التي أصابها الكثير من الفتور في الشهور الأخيرة، سواء بسبب الأزمات في سوريا والبحرين ومصر، او انخراط واشنطن في مفاوضات مع الجمهورية الاسلامية في ايران، والتي تسببت بذهول السعوديين بعدما تبين أنها بدأت بشكل سري منذ سنوات بعيداً عن أعين «حليفتها» الخليجية، ثم شرعت ابوابها للعلنية منذ اواخر العام 2013، مع قدوم الرئيس الايراني حسن روحاني.
تنقل «وول ستريت جورنال» عن المستشار لدى العائلة الحاكمة أن الأدوار الجديدة لمحمد بن نايف ومتعب بن عبدالله، تعني ان العالم سيرى «استراتيجية جديدة حيال سوريا، هادئة، أكثر انفتاحاً، وليست متشددة جداً. سيكون هناك سياسة أكثر، وربما أقل عسكرة». يذكر في هذا الاطار، القرار الذي اعلنه الملك السعودي مؤخراً حول ملاحقة «الجهاديين» السعوديين الذين يشاركون في اعمال مسلحة في خارج المملكة. لم يحدد القرار سوريا، لكنه صدر قبل أيام من ذهاب محمد بن نايف الى اجتماع واشنطن الاستخباراتي بشأن سوريا.
ومن شأن القرار الملكي ان يرطب الاجواء قبل زيارة اوباما الحساسة الى المملكة. فهل كان ذلك، الى جانب تهميش الامير «الغريب الاطوار»، من شروط الزيارة الرئاسية، ام مجرد تعبير عن تبدل الأولويات ورجالاتها داخل قصر العائلة؟ ربما لا. وربما ايضاً يكون ذلك فاتحة على مؤشرات ستتوالى من جانب مملكة عرش القلق.
يقول الباحث البارز في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» سايمون هندرسون، المتخصص في الشؤون الخليجية، إن المملكة السعودية جربت اختلاق مشكلات في وجه واشنطن في الشرق الاوسط، وانه يتحتم على ادارة اوباما عدم تجاهلها. لكن هندرسون يطرح مفارقة لا بد انها ملاحظة بألم في الرياض، إذ في حين أن التوتر في العلاقة هو الأولوية الأولى في المملكة السعودية، الا انه يحتل مرتبة متأخرة بالقرب من قاع قائمة اهتمامات إدارة أوباما.
لا اوهام هنا. ليس هناك تحول سعودي كبير في مقاربة الحرب على سوريا. كما أن المسألة لا تتعلق بحرص اميركي على ارواح السوريين. وما نشهده لا يشي بوجود صدام سعودي اميركي. هو على ما يبدو خلاف في ادارة الاولويات، مارسها بندر بشكل استفز الاميركيين وأشعرهم بتقلص قدرتهم على المناورة في الملف السوري امام الروس الذين قادوا خيوط المواجهة السياسية مع واشنطن بصلابة وثقة أكبر، من الكرملين وصولاً الى جبهات الغوطة. وهو ايضاً خلاف بشأن النتائج التي أجبرت ادارة اوباما في الايام الماضية على الإعلان عن بحث الخيارات البديلة للمسار المتعثر نسبياً حتى الآن. وهو بالاضافة الى ذلك، تعبير بشكل ما عن تململ اميركي عبر عن نفسه مراراً في الشهور الماضية، لأن «رجالنا على الارض في سوريا» تبين أنهم ليسوا ملك أيدينا تماماً، وأنهم يسرحون بآلاف الاطنان من عتادنا واسلحة زوّدهم بها «امير الظلام» السعودي الراعي لهم ... من الأنبار الى لبنان.
تعليق