3/2/2014
* ريف دمشق.. الجيش يعيد الأمان للسحل والعقبة بالقلمون
الجيش السوري يضيق الخناق على يبرود ويعيد السيطرة على السحل والعقبة... وتقدم مستمر في حلب ودير الزور
حسين مرتضى
نفذ الجيش السوري عملية إلتفافية استعاد من خلالها السيطرة على كامل بلدة السحل في الريف الدمشقي بعد إنهاء الوجود المسلح في الحي الغربي من البلدة بحسب ما أكدت مصادر أمنية سورية.
ووصفت المصادر العمليات العسكرية هناك بأنها "اتخذت طابع القتال القريب حيث المسافة بين وحدات الجيش والمجموعات المسلحة كانت لا تتجاوز الأمتار".
وكشفت المصادر أن الجيش السوري أحرز مزيداً من التقدم على محور مزارع ريما المتاخم ليبرود، في وقت سيطرت وحدات أخرى على مرتفعات إستراتيجية مشرفة على مدينة يبرود حيث يتمركز مسلحون ينتمون إلى تنظيم "الجبهة الإسلامية" فضلاً عن تنظيمات متشددة أخرى.
كما واصل الجيش عملياته العسكرية محاور اخرى وحققت وحداته تقدما مهما في دير الزور حيث أعلن مصدر عسكري أن الجيش السوري استعاد السيطرة على منطقة حويجة المريعية، التي تشكل نقطة ارتكاز رئيسية للمجموعات المسلحة في دير الزور ويأتي ذلك التقدم مع استمرار التمدد نحو محيط مطار دير الزور العسكري.
وعلى خطى دير الزور أفادت أخر المعلومات الميدانية أن الجيش السوري أصبح على بعد ٨٠٠ متر من سجن حلب المركزي بعد السيطرة على المجبل و احد التلال وتحرير كتلتين في المدينة الصناعية، وأكدت المعلومات أن المدينة الصناعية قسمت عسكريا الى ثلاثة أقسام، سيطر الجيش على قسمين منها حتى الساعة فيما يواصل عملياته لتأمين القسم الأخير، بينما يشن المسلحون محاولات يائسة لإستعادة السيطرة عليها. فوصول وحدات الجيش إلى أسوار السجن بات قريباً، ما يعني أن المسلحين سيقعون بين فكي كماشة.
وعلى صعيد المعارك بين تنظيمي "الجبهة الإسلامية" و"دولة العراق والشام"، أعلن الأخير "وقف جميع العمليات على كافة الأراضي السورية ونأيه بالنفس عن أي صراع حالي أو مستقبلي يحصل خارج سياق مواجهة" الجيش السوري "خوفاً من تشتت القوات العسكرية".

* المنار في مزارع ريما على مشارف يبرود ومشاهد جديدة من الميدان
فيديو:
http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=23&s1=1
يواصل الجيش السوري عملياته في محيط بلدة يبرود في منطقة القلمون، وقد أصبحت وحداته العسكرية مشرفة بالنار والرؤية على جميع جوانب البلدة التي يتحصن فيها المسلحون، موفد قناة المنار الى منطقة القلمون حسن حمزة زار مزارع ريما التي استعادها الجيش السوري مع تلة الكويتي.
* قناة "الميادين": يبرود أخليت من المدنيين و حوالي 10 آلاف مسلح في الداخل يحشدون للمعركة
* اهالي معضمية الشام قرب دمشق يعودون لتفقد منازلهم
عاد بعض أهالي معضمية الشام جنوب غرب دمشق (يوم أمس) الى مدينتهم لتفقد منازلهم، مستفيدين من حال الهدوء فيها منذ التوصل الى هدنة بين الحكومة السورية ومسلحي المعارضة قبل اسابيع، بعد قصف وحصار لاكثر من عام.
ودخل عشرات الاشخاص تباعا الى المدينة الاحد، بعد عبورهم حاجزا للقوات السورية على اطرافها، رفعت بقربه لافتة كتب فيها "اهالي مدينة المعضمية يسجلون عهدا وطنيا لنبذ العنف والطائفية وتعزيز اللحمة الوطنية".
وعبرت الحاجز شاحنات صغيرة "بيك اب" تحمل فراشا وقوارير غاز وعلبا من الكرتون مليئة بالملابس، تنقل الى منازل اشخاص سبق لهم العودة الى المعضمية للاقامة فيها، بعد الهدنة التي تم التوصل اليها بين حكومة الرئيس بشار الاسد ومسلحي المعارضة نهاية كانون الاول/ ديسبمر.
وقالت سيدة تبلغ من العمر 40 عاما تغطي رأسها بحجاب، انها تريد زيارة منزلها "بعد عام وشهرين من الغياب". وتحدثت هذه السيدة قرب نقطة التفتيش.
اضافت السيدة التي فضلت عدم كشف اسمها، وكانت برفقة ولديها "قيل لنا ان الوضع هادىء، لذا قررنا العودة فقط لتفقد منزلنا"، مشيرة الى انه "اذا كانت الامور على ما يرام وثمة مياه وكهرباء، سنبقى".
وتوصلت الحكومة السورية ومسلحو المعارضة قبل اكثر من شهرين الى هدنة في المدينة التي كان يقطنها 100 الف شخص قبل اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/ مارس 2011، في حين ان عددهم لا يتجاوز حاليا 15 الفا.
وعقدت خلال الاسابيع الماضية مصالحات مماثلة في مناطق قرب دمشق، منها بيت سحم ويلدا وببيلا، الا ان ناشطين معارضين يقولون ان تطبيق هذه الاتفاقات ما زال جزئيا.
ويحول الدمار والاضرار التي لحقت بالبنية التحتية، العديد من السكان للاقامة الدائمة.
وتقول مريم (38 عاما) انها عائدة لتفقد منزلها الذي هجرته قبل اكثر من 18 شهرا نتيجة القصف والمعارك، الا انها لم تقرر الاقامة الدائمة بعد.
وتوضح هذه السيدة التي اتت برفقة اولادها ووالدها "عدنا لنرى المنزل، ولان الطريق مفتوح. قيل لي ان منزلي لم يتضرر بشكل كبير، الا ان زجاجه محطم"، مشيرة الى ان "الكهرباء لم تعد بعد".
ويقول محمد سعيد فتالة، وهو تاجر من المعضمية، انه لم يغادر المدينة طوال فترة المعارك، مشيرا الى ان المساعدات تدخل اليها في شكل دوري.
ويوضح "يوميا تدخل نحو سبع آليات محملة بالخبز والاكل والطحين"، مشيرا الى ان "الجيش السوري والقيادة مكفيين وموفيين (يقومان بكل ما يلزم)".
***
* زمن الهزائم ولّى

منه شخصيا سمعت ولم ينقله لي احد: ‘اننا بتنا نملك سلاحا يعمي بصر اسرائيل!… هذا ما قاله لي الرئيس بشار الاسد بعد ان شرح لي ملابسات صفقة او تسوية تسليم السلاح الكيمياوي، مضيفا: ‘بان هذا اصبح ممكنا ايضا بعد ان بتنا نمتلك معادلة ردعية اكثر تأثيرا ووقعا على العدو وهي معادلة الردع الصاروخية التي بناها لنا الشهيد القائد العميد محمد سليمان وزملاؤه … والذين هم صاروا اشبه بحدقة عيوننا …’!.
محمد صادق الحسيني/القدس العربي
نفس هذا الكلام اعرفه ومطلع عليه من قيادات ايرانية تؤكد ان اي معركة مقبلة قد نضطر الى خوضها سواء نتيجة حماقة صهيونية او قرار اختياري ستكون فيها الغلبة لنا نحن في جبهة المقاومة والتي ستغير وجه المنطقة بل ومعادلة الصراع على مستوى العالم …!..هذا الكلام اقوله الان لان ثمة من يتخوف من تدخل مفاجئ للكيان الصهيوني على خط الازمة السورية او بالاحرى على خط الحرب الكونية المعلنة على سوريا منذ نحو ثلاث سنوات!..
في هذه الاثناء فان العالم يتغير بتسارع كبير وكل ذلك يحصل على قاعدة فشل الامبراطور الامريكي المصاب بالشيخوخة المبكرة ليس فقط من اخضاع اي من اطراف جبهة المقاومة لا في جنيف 3 الايراني ولا في جنيف 2 السوري، بل ويعجز عن وقف الحراكين العراقي والمصري من الافلات من قدره الوحشي البربري وانضمامهما الى جبهة المقاومة الاقليمية والعالمية ضده!..
وقاعدة التغير هذه قد بدأت بتسارعها هذا منذ ان قرر حزب الله الدخول بقوة وسعة اكبر على خط الدفاع عن سوريا وعرين الاسد وحماية لظهر المقاومة في معركة القصير الشهيرة!.. ان كل التحليلات والمؤشرات تؤكد بان معركة يبرود القائمة بين ساعة واخرى من شأنها ان تطيح برؤوس كبيرة اخرى واخراجهم من اللعب على المشهدين الاقليمي والدولي!..
وما حصل من تحرك امريكي مضاد باتجاه اوكرانيا للقيام بانقلاب مكشوف وفاضح ضد الحكومة الشرعية في كييف الا حركة يائسة انتحارية تراجعية ضد موسكو في محاولة لاختراق الامن القومي الروسي والاقتراب من اسوار الكرملين وللفرار الى الامام من وجع الهزيمة على بوابات الشام الاسدية وعرين دمشق الذي اثبت انه غير قابل للاختراق !
هنا نفهم معنى القول الذي نقل على لسان الامام القائد السيد علي خامنئي بان دخول حزب الله على خط الدفاع عن سوريا غير القدر …!..
نعم القدر الامريكي والقدر الجاهلي والقدر التكفيري الذي كان يعد لهذه المنطقة العربية الاسلامية من جبال الاطلسي الى سور الصين العظيم تم وقفه وتغيير مساره بفضل ثلاثية المشهد الدمشقي الشهير الذي رسمت معالمه منذ مدة في قصر الشعب السوري يوم زار كل من احمدي نجاد وسيد المقاومة، الرئيس بشار حافظ الاسد وظهر الثلاثة ممثلين بيضة القبان في جبهة المقاومة العالمية اكثر تصميما من اي وقت مضى على خوض معركة الوجود وتغيير’ القدر’ الامريكي الاعمى الى قدر الامة البصير !..

المتابعون بدقة وشفافية لما يتحرك على المسرح العالمي اليوم من باب المندب ومضيق هرمز الى شرق البحر الابيض المتوسط الى البحر الاسود وصولا الى المدى الحيوي للامن القومي الامريكي اي مياه الاطلسي التي وصلتها البوارج الحربية الايرانية اخيرا منطلقة من شواطئ جنوب افريقيا تؤكد جميعا بان ثمة شيئا يتغير في اقدار العالم سيجبر اطراف معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية للخضوع لقواعد اشتباك جديدة ومعادلة للصراع متفاوتة.
هذه المرة ابطالها من نوع مختلف تماما ليس اقلها ان قادتها يعملون بعشق محي الدين بن عربي الذي اوصى يوما الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني غورباتشوف ليقرأه قبل ان يقدم على تفكيك دولة الاتحاد السوفييتي السابق وبصيرة الامام السيد علي خامنئي الذي يقود معادلة التفوق الاستراتيجي على الامبراطور الامريكي الخائف المترقب بعزيمة الواثق من الانتصار وعزم الراحل الكبير حافظ الاسد الذي يعود بقوة ومعه شهداء مرحلة الصمود والتصدي ليحيوا قلب العروبة النابض ويعيدوها لتتربع على عرش العالم في معركة اعادة الحياة لشام التين والزيتون وطور سنين وورود الياسمين …!..
الاسابيع والاشهر القادمة ومن الان الى حين يتربع اسد الشام على عرش العالم في تموز المقبل ويأفل نجم مملكة الرمال في الجزيرة العربية وتتقهقر الامبراطورية الامريكية من جبهتها الجديدة التي فتحت نيران جهنم ضدها انطلاقا من شبه جزيرة القرم ظنا منها ان باستطاعتها ان تحول روسيا من دولة اوروآسيوية الى دولة آسيوية عادية، سيكون لنا حديث آخر مع اولئك الذين يحفرون اليوم قبورهم بايديهم وايدي المؤمنين!..
يومها سيكون الحديث حول المنازلة الكبرى التي لطالما هرب منها الكيان الصهيوني الذي يعاني من الموت البطيء، لعل القدر يومها يدون نهاية هذا الكيان بالموت العاجل كما هو مكتوب في لوح محفوظ!
***
* دمشق ترى ان كلام بان كي مون حول سوريا "بعيد عن الموضوعية"

اتهمت وزارة الخارجية السورية اليوم الاثنين الامين العام للامم المتحدة بـ"الابتعاد عن الموضوعية" في الموضوع السوري، وذلك بعد ساعات على انتقاد بان كي مون لاداء الوفد الحكومي في مفاوضات جنيف-2.
وقالت الوزارة "من المؤسف أن نسمع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلاما يجافي الحقيقة ويبتعد عن الموضوعية حول الأوضاع الإنسانية في سوريا وأداء وفد الجمهورية العربية السورية في مؤتمر جنيف".
واشارت في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الى انه "كان جديرا بالأمين العام أن يؤكد على السعي لمعالجة جذور المسألة السورية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له الجمهورية العربية السورية".
وطالبت دمشق الامين العام للمنظمة الدولية "بإلزام الدول الداعمة لهذه المجموعات الإرهابية بالتوقف عن دعمها وتسليحها وتمويلها وإيجاد الملاذ الآمن لها".
وشددت الخارجية السورية في بيانها الاثنين على ان دمشق "ستستمر في مكافحة الإرهاب بكل الوسائل، وفي الوقت ذاته إننا مستمرون بالسعي الجاد للحل السياسي وإجراء المصالحة الوطنية".
* مدير مكتب الابراهيمي في سوريا يطلب اعفاءه من مهامه

طلب الدبلوماسي مختار لماني، مدير مكتب الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي في دمشق، اعفاءه من مهامه. وقال متحدث باسم الامم المتحدة في سوريا خالد المصري اليوم الاثنين ان "السيد مختار لماني قدم طلبا لاعفائه من مهامه، ولم يقدم استقالته". ولم يوضح المصري اسباب الخطوة، او ما اذا كان الطلب قد قبل.
وتولى لماني مهامه في ايلول/سبتمبر 2012، بعيد تعيين الابراهيمي مطلع الشهر نفسه مبعوثا مشتركا للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا، خلفا للامين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي انان.
وعمل لماني بشكل لصيق مع الابراهيمي على مفاوضات جنيف-2 بين الحكومة السورية والمعارضة بهدف البحث عن حل سياسي للازمة المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وينقل مقربون عن لماني خيبة أمله ازاء عدم تحقيق اي نتيجة في المفاوضات، معتبرا انها عقدت من دون تحضير كاف، وفي غياب اي نية جدية من طرفي النزاع للتفاوض.
ولماني دبلوماسي مغربي، وهو على اتصال مع ممثلين لطرفي النزاع في سوريا، وسبق له ان تولى مناصب دبلوماسية عدة، ابرزها ممثل منظمة المؤتمر الاسلامي لدى الامم المتحدة بين العامين 1998 و2002، وموفد جامعة الدول العربية الى العراق بين العامين 2006 و2007، وقد استقال من هذا المنصب الاخيرن، معتبرا انه غير قادر على القيام بمهمته كما يجب.
* رجا: تسلل إرهابيي "النصرة" إلى مخيم اليرموك نسف للمبادرة الشعبية

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أن تسلل إرهابيي "جبهة النصرة" مجددا إلى مخيم اليرموك يشكل نسفا للمبادرة الشعبية السلمية الخاصة بالمخيم. وأوضح مسؤول الإعلام في الجبهة أنور رجا أنه وبعد أن عملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة مع كافة الفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق وبالتعاون والتنسيق مع الحكومة السورية على بدء تنفيذ المبادرة السلمية لإنهاء مأساة اختطاف مخيم اليرموك وإدخال المساعدات الغذائية إلى السكان المختطفين في المخيم وإخراج أكثر من 3 آلاف مريض منه قامت المجموعات الإرهابية من "جبهة النصرة" والتكفيريين بالتسلل إلى تقاطع اليرموك- شارع الثلاثين واحتلال مواقع فيه.
وأشار رجا إلى أن هذه التطورات الخطيرة تؤكد استمرار الحرب على حق العودة المقدس من قبل الحكومات التي تشن الحرب على سورية وأدواتها العميلة معتبرا أن المجموعات الفلسطينية المسلحة ليست قادرة على تنفيذ ما التزمت به من تعهدات لتطبيق المبادرة السلمية ما يقتضي حراكا فلسطينيا شعبيا وعلى مستوى الفصائل الفلسطينية للتصدي لتلك المجموعات وداعميها بكل السبل لإنقاذ المخيم المختطف.
السفير عبد الهادي: سورية بلد شقيق لم يقصر يوما مع الفلسطينيين ومن العيب التدخل في شؤونه الداخلية
بدوره طالب مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق السفير أنور عبد الهادي المسلحين بالخروج من مخيم اليرموك وعدم أخذه كرهينة مؤكدا على ثبات الموقف الفلسطيني بعدم التدخل بالأزمة في سورية.
وقال عبد الهادي في اتصال مع قناة الميادين اليوم إن "سورية بلد شقيق عزيز ولم يقصر يوما مع الفلسطينيين بشيء لذلك من العيب أن نتدخل في شؤونه الداخلية ونحن ندفع ثمن محاولة بعض الأطراف المتاجرة بالقضية الفلسطينية".
وأوضح عبد الهادي أن أعدادا كبيرة من مسلحي جبهة النصرة الإرهابية "دخلوا إلى مخيم اليرموك صباح اليوم ولا يريدون أن يدخل أحد إليه غيرهم ويطالبون بفتحه دون أي ضمانات ويطالبون بمطالب لا نستطيع تلبيتها لأن هدفنا هو إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين وتسوية أوضاع من يرغب فهذا هو أساس الاتفاق".
ووصف مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الوضع بالمتوتر والصعب جدا مبينا أن الاجتماعات مستمرة لاعادة تقييم الامور ومعالجتها ومحاولة انقاذ الوضع، وقال "سنعالج الأمور بحكمة ونتمنى ألا يحصل في المخيم نسف لاتفاق الهدنة الذي جرى ولكن إذا كان لديهم مخطط خارج عن إرادتهم فهذا شيء آخر".
* "النصرة" تنتهك هدوء التسوية في "اليرموك"

لم يكد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق يتنفس الصعداء، حتى أعادت "جبهة النصرة" الوضع إلى الصفر، مع اقتحام عناصرها أمس للمخيم، ما أدى إلى تفجر اشتباكات مع مسلحين آخرين داخل المخيم، وذلك فيما كانت القوات السورية تتقدم على جبهة القلمون، حيث زادت من ضغطها على المسلحين في يبرود.
وقال أمين عام "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" خالد عبد المجيد إن "المئات من عناصر جبهة النصرة دخلت بعتادها المخيم، متقدمة من منطقتي الحجر الأسود والقدم، وتمددت نحو نهاية شارع المخيم بالقرب من جامع الوسيم".
وأضاف "حاصرت المجموعة، التي يتزعمها أمير، يلقب بأبي جعفر، العشرات من عناصر قوة تجمع أبناء اليرموك" التي تتكون من مسلحين فلسطينيين ينتظرون تسوية أوضاعهم في اطار اتفاق المصالحة. وتابع ان "عناصر الجبهة تمترست في مناطق جديدة داخل المخيم، كما نصبت القناصين والمتاريس من جديد، ويجري عناصر من التجمع اتصالات معهم في محاولة لإخراجهم مجدداً".
ورغم تشاؤمه من التطور الحاصل، قال عبد المجيد إنه "ليس ثمة رغبة للاشتباك لدى مجموعة شباب التجمع مع عناصر جبهة النصرة، كما أن الفصائل اجتمعت لدراسة كيفية التعامل مع التطور الأخير"، إلا أن الاشتباكات اندلعت وفقاً لما ذكرته مصادر أخرى.
وطالبت "النصرة" بإعادة النظر بالاتفاق الذي جرى وأن "يتم إدخال الأهالي أولا، والمواد الغذائية والطبية قبل الشروع بتسليم السلاح أو أية هدنة، وفتح المستشفيات الموجودة في المخيم". كما طلبت ايضا "اخراج معتقلين لدى الحكومة السورية"، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة ارتداد للوضع على ما كان عليه قبل أشهر، بشكل يهدد بانهيار الهدنة مجدداً.
وقال السفير الفلسطيني في دمشق أنور عبد الهادي إن مطالب "النصرة" تعجيزية، وهي تضع شروطاً رغم أنها غير معنية بالاتفاق الذي جرى بين المقاتلين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية بهدف تحييد المخيم وحل أزمته الإنسانية.
وقال مصدر فلسطيني إن "عودة النصرة الى المخيم ربما تكون بأوامر خارجية، بسبب مستجدات يتم الرهان عليها، خصوصاً أنه ترافق مع قصف العباسيين بعدة قذائف هاون"، فيما لم يستبعد عبد الهادي أي احتمال "بدءاً من رهان على مستجدات بأوامر استخبارية، وصولا إلى كونها زعرنات عسكرية بغرض الابتزاز".
وتخشى مصادر في المخيم وجنوب دمشق أن يؤدي ما حصل بالأمس إلى نسف باقي التسويات، وخاصة في ببيلا وبيت سحم المجاورتين، حيث سبق أن أغلقت مداخل المنطقة قبل أربعة أيام اثر تبادل إطلاق نار وعمليات قنص لتسمح الحواجز بالأمس بمرور الأهالي فيما يتوقع انتقال المواجهات بكثافة إلى حي التضامن غير البعيد عن المنطقة، الذي يسيطر المسلحون على جانب منه، فيما تتحكم القوات السورية بما تبقى منه.
***
* هل يقع الإسرائيليون في إغراء "الحساب القاتل"؟
علي عبادي
بين حالة الضبابية الإقليمية والتطورات في سوريا: هل يقع الإسرائيليون في إغراء "الحساب القاتل"؟
تثبت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على موقع للمقاومة الإسلامية على الحدود اللبنانية - السورية أن ثمة ترابطاً يتأسس أكثر فأكثر بين مجرى الصراع في سوريا ومسار الصراع الطويل بين محور المقاومة والكيان الصهيوني. ليست الأحداث على أرض سوريا بعيدة عن حسابات "اسرائيل" وتدخلاتها المتكررة، فهذه المرة السادسة التي تتدخل فيها الطائرات المعادية في قصف أهداف في سوريا ولبنان منذ كانون الثاني/ يناير 2013، كما تذكر مصادر العدو. وهذا التدخل يعكس في المقام الأول محاولة للتأثير في مجرى الصراع الدائر بالوكالة على أرض سوريا والذي يهدف في الأساس الى وضع قوى دولية واقليمية مؤثرة يدها عليها وفصل المقاومة عن عمقها الاستراتيجي، ويرمي في المقام الثاني لإحباط أية استعدادات أو جهوزية للحرب المقبلة بين المقاومة وإسرائيل.
ليس من باب الصدفة مطلقاً ان الغارات الاسرائيلية استهدفت في المرات السابقة طرفاً محدداً هو الجيش السوري الذي يتصدى لحرب عصابات منظمة على طول الأرض السورية وعرضها، بينما يحظى الطرف المقابل بعناية اسرائيلية لافتة تتجلى بضرب إمكانات هامة لدى الجيش السوري وتمكين الجماعات المسلحة من الافادة من المناطق المنزوعة السلاح في الجولان المحتل لمهاجمته، مروراً بتزويد هذه الجماعات بمعطيات اسرائيلية عسكرية عن تحركات وانتشار الجيش السوري والتشويش على اتصالاته، كما حدث إبان معركة الغوطة الشرقية في الخريف الماضي، وصولاً الى استقبال جرحى هذه الجماعات في المستشفيات الاسرائيلية والعناية بهم قبل إعادتهم لمواصلة القتال. ولا تجد هذه الجماعات أية غضاضة في فتح قنوات اتصال مع الجيش الاسرائيلي لتجنب أية احتكاكات غير مقصودة معه قد "تلهيها" عن حربها مع الجيش السوري وللإفادة من الخدمات التي تقدمها سلطات الاحتلال لها على الصعيد اللوجستي. إنها حالة تطبيع تذكّر بـ"الجدار الطيب" الذي أقامه جيش الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي على حدود لبنان الجنوبية قبل تأسيس سعد حداد "دولة لبنان الحر" على رقعة من أرض الجنوب.

القلق من التطورات السورية

واذا كانت الغارات الاسرائيلية الماضية ترافقت مع، أو سبقت، هجمات للجماعات المسلحة في دمشق او في غوطتها الشرقية او في محاور أخرى، فإنها اليوم تجد وظيفة لها على حدود لبنان الشرقية، من خلال تعطيل أية محاولة يقوم بها الجيش السوري والمقاومة للإمساك بسلسلة جبال لبنان الشرقية وصولاً الى مرتفعات القلمون وما يعنيه ذلك من إطلالة استثنائية على المواقع الاسرائيلية المقابلة والتوفر على عمق حيوي للعمليات العسكرية في الحرب المقبلة بين محور المقاومة واسرائيل. فضلاً عن ذلك، ثمة مصلحة اسرائيلية في منع إلحاق هزيمة كبيرة بالجماعات المسلحة في القلمون وما قد يتركه ذلك من تعزيز خاص لمكانة الجيش السوري في القتال الجاري على أرضه وموقع حزب الله في توازن الردع الإقليمي.
لقد أرسل الجانب الاسرائيلي إشارات مكثفة في السنوات القليلة الماضية عن نيته التحرك لمنع وصول أي سلاح "كاسر للتوازن" بين جيشه والمقاومة، وهو يقصد خصوصاً صواريخ متطورة مضادة للطائرات الاسرائيلية التي تتمتع بالتفوق الجوي او للسفن الاسرائيلية التي تجوب عرض البحر المتوسط او صواريخ أرض- أرض ذات مدى طويل ودقة عالية تستطيع اصابة أهدافه الحيوية العسكرية والاقتصادية على امتداد مساحة فلسطين المحتلة. وهذه الحجة قد تكون صحيحة جزئياً، لكن العدو يخبئ خلفهاً قلقاً عميقاً من مسار الصراع الحالي على أرض سوريا، برغم حديثه المتواصل عن "انشغال" حزب الله في القتال الدائر هناك. اذ ان انجلاء هذه الحرب عن هزيمة المحور الذي يرعاه الغرب، و"اسرائيل" من خلف الستار، سيقرّب على الأرجح موعد الحرب المقبلة بين المقاومة و"اسرائيل"، والأخيرة لا تريد الانتظار الى نهاية القتال في سوريا لتقرر الخطوة التالية. فإذا تبين لها أن لمحور المقاومة اليد العليا في الميدان، قد تجد أن من مصلحتها التدخل وشن ضربات استباقية لمنع هذا المحور من استثمار أي انتصار في المعادلة الاستراتيجية على امتداد خريطة الصراع. ومن هنا نشهد الحضور الاسرائيلي المكثف عسكرياً وسياسياً في الجولان: في اتجاه جنوب سوريا من خلال اطلالة نتنياهو الأخيرة والاعلان عن تشكيل فرقة قتالية بمواجهة الوضع جنوب سوريا لناحية درعا والقنيطرة، وفي اتجاه لبنان وعبره شرقاً باتجاه سوريا لتعطيل مفاعيل التحرك العسكري الجاري على أرض القلمون.
"جس نبض" والبيان - الرد

لقد مثّلت الغارة الاسرائيلية على موقع حدودي لحزب الله جس نبض مدروساً، وقد تكون هدفت - والله أعلم - الى عدم إيقاع خسائر بشرية كبيرة تفادياً لعواقب متدحرجة يعرف العدو انه سيكون من الصعب هضمها. وربما كان بإمكان الحزب تجاهل هذه الضربة وعدم الإعلان عن حصولها ما دام انها لم توقع إصابات او تلحق به أضراراً جسيمة. وهذا من شأنه أن يعفيه من مواجهة إحراج داخلي يتربص به ويقوم على التشكيك والتشفي، وإحراج اسرائيلي عسكري يدفعه الى التزام موقف دفاعي بحت. لكن أي صمت سيعني ان حزب الله تقبّل "الصفعة" ولو مؤقتاً، وسيفتح باباً لغارات أخرى ربما تكون مؤلمة، ومن شأنها أن تضع المقاومة مستقبلاً في موقف لا تـُحسد عليه. وبعد الغارة بقليل، حسِب الاسرائيلي انه كسب نقطة وان حزب الله "ابتلع لسانه" ولن يجرؤ على الاعتراف بما حصل، تاركاً لوسائل الإعلام الاسرائيلية ولبعض الاعلام اللبناني الذي يتفنن في اختراع الوقائع لحسابات سياسية داخلية ان تتسابق للتكهن بخسائر حزب الله. وكان إعلان الحزب عن حصول الغارة وليد قرار يهدف الى إبلاغ الاسرائيلي ان ما من ضرورة للضرب والاختباء، واذا لم يكن جريئاً في الاعتراف بأفعاله بقدر جرأته في الإغارة، فعليه أن يعلم ان المقاومة لديها دائماً ما تقوله لجمهورها، ولديها أيضاً الجواب الذي لا يريح العدو ويدفعه الى القلق المستمر والبقاء لفترة طويلة في حال تأهب مكلفة امنياً، كما حصل بعد اغتيال القائد الحاج عماد مغنية.

الآن تتعدد السيناريوهات الاسرائيلية حول طبيعة رد حزب الله، بين القيام بقصف صاروخي على مستوطنات او مواقع عسكرية، والقيام بعمليات تسلل عبر الحدود وتنفيذ عمليات قنص واغتيال شخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى. ويصحب ذلك اجراءاتٌ مختلفة تمتد الى السفارات الاسرائيلية عبر العالم، وهذا يدلل على المصداقية التي يستشفها العدو في بيان حزب الله، برغم استنتاجات بعض المعلقين الاسرائيليين الذين يرغبون في رؤية حزب الله في صورة المشغول بنفسه في حرب سوريا والعاجز عن الرد على "اسرائيل". ولخّص أحد المستوطنين لصحيفة "معاريف" الاسرائيلية صورة لم تُمحَ من ذاكرة الاسرائيليين منذ تسعينيات القرن الماضي بالقول: "لقد تعلمنا ان نصرالله ينفذ ما يقوله ويتعهد به..."، وهذا بالضبط ما تخشاه "اسرائيل" وتسعى دوماً لتغييره، ورغبتها دائماً ان تُلاقي أعداء يقولون ما لا يفعلون ولا تعير لهم بالتالي حساباً يذكر.
تراكم القدرات وخطأ الحسابات

هناك أيضاً ما يخشاه الاسرائيلي الى درجة الهوس، وهو تطور قدرات حزب الله القتالية تكتيكاتٍ وتسليحاً، فضلاً عن تصميمه الدؤوب على المس بقدرات "اسرائيل" الردعية. وكما ان حزب الله بعد حرب تموز 2006 تطور نوعياً وكمياً في جميع المجالات عما كان عليه قبلها، هو اليوم بعد انخراطه في الحرب الى جانب سوريا حقق قفزة نوعية مختلفة عن تلك التي عرفها قبلها. في ما مضى، كان بعض القادة الاسرائيليين يفاخر بأن عقيداً في الجيش الاسرائيلي أكثر كفاءة من جنرال في الجيش الأميركي، بسبب المراس الاسرائيلي في الحروب المتتالية مع العرب، في مقابل قلة مشاركة الأميركيين في الحروب في فترة ما قبل أفغانستان 2001. تصح هذه المقارنة على واقع حزب الله اليوم الذي يكتسب خبرات في الميدان مع تمرس على مختلف ألوان تكتيكات حرب العصابات والحرب النظامية في آن معاً، وهو يختبر جهوزيته ليس في مجال المناورات والتدريبات، كما يفعل الاسرائيلي، بل في معارك حقيقية.
وهذه الخبرة التي تجعل حزب الله في موقع المبادرة والقدرة على التكيف مع هجمات العدو والانتقال منها الى الهجوم المضاد، تمثل فارقاً لم يدرك الاسرائيلي كل أبعاده، لكنه بالتأكيد يعرف ما معنى تراكم الخبرات وترميم نقاط الضعف التي تظهر في الميدان وزيادة نقاط القوة. وعلى ذلك، فإن حرب سوريا - برغم ما تمثله من خسارة لبعض الإمكانيات- كانت فرصة استثنائية مكنت المقاومة من اختبار جاهزيتها وتطوير أدائها وقدراتها. واذا كانت المقاومة قد فاجأت "اسرائيل" ببعض ما كان لديها في حرب 2006، وتسببت بخيبة ثقيلة للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية أشار اليها تقرير فينوغراد، فإن المفاجأة ستكون أشد وقعاً في أية حرب مقبلة، بالقياس الى التطورات النوعية المستجدة على هذا الصعيد.

واستناداً الى ما سبق، يخاطر الاسرائيلي باستفزاز حزب الله اذا كان يعتقد أن المقاومة ليست في وارد التعامل مع حربين في الوقت نفسه. لقد ارتكب خطأ قاتلاً آخر مرة عندما ظن عام 2006 ان الفرصة مؤاتية لسحق حزب الله من الجو قبل البر. وهو اليوم يعود الى تقدير مسبق فيه بعض المبالغة بأن حزب الله لن يحول طاقته القتالية الرئيسية جنوباً، في حال فرضت الحرب عليه. في هذه الحالة، يستطيع حزب الله أن يكيف قدراته ويمنح الأولوية للساحة الأكثر مصيرية، وقد تكون الحرب الاسرائيلية - اذا وقعت - فرصة له لكي يسعى الى انتزاع انتصار تاريخي ثالث يثبّت أركان مشروع المقاومة ويعجّل في تحقيق أهدافها القريبة والبعيدة. والسؤال المهم هنا هو ما اذا كان الاسرائيلي مستعداً لأن ينزلق مرة أخرى الى مغامرة غير متيقن من الفوز فيها، أو أن يفدي بنفسه الجماعات التي تحققُ، من حيث تدري او لا تدري، هدفه في ضرب مشروع المقاومة.
ملاحظة أخيرة، تذكّر الغارة الاسرائيلية في توقيتها المتوافق مع صياغة البيان الوزاري للحكومة اللبنانية أن العدو الصهيوني لا يزال يتربص بلبنان وان المقاومة لم تكف عن ان تكون عقبة في طريق هيمنته واستباحته للبنان أرضاً وسماءً ومياهاً، وبالتالي فكل محاولة لتجاهلها او اسقاطها من الحساب يغري العدو باستفراد المقاومة وتكثيف ضغوطه على الحكومة اللبنانية لوضعها أمام استحقاق تنازع داخلي يقدم خدمة جليلة للإحتلال فحسب.
* ريف دمشق.. الجيش يعيد الأمان للسحل والعقبة بالقلمون
الجيش السوري يضيق الخناق على يبرود ويعيد السيطرة على السحل والعقبة... وتقدم مستمر في حلب ودير الزور
حسين مرتضى
نفذ الجيش السوري عملية إلتفافية استعاد من خلالها السيطرة على كامل بلدة السحل في الريف الدمشقي بعد إنهاء الوجود المسلح في الحي الغربي من البلدة بحسب ما أكدت مصادر أمنية سورية.
ووصفت المصادر العمليات العسكرية هناك بأنها "اتخذت طابع القتال القريب حيث المسافة بين وحدات الجيش والمجموعات المسلحة كانت لا تتجاوز الأمتار".
وكشفت المصادر أن الجيش السوري أحرز مزيداً من التقدم على محور مزارع ريما المتاخم ليبرود، في وقت سيطرت وحدات أخرى على مرتفعات إستراتيجية مشرفة على مدينة يبرود حيث يتمركز مسلحون ينتمون إلى تنظيم "الجبهة الإسلامية" فضلاً عن تنظيمات متشددة أخرى.
كما واصل الجيش عملياته العسكرية محاور اخرى وحققت وحداته تقدما مهما في دير الزور حيث أعلن مصدر عسكري أن الجيش السوري استعاد السيطرة على منطقة حويجة المريعية، التي تشكل نقطة ارتكاز رئيسية للمجموعات المسلحة في دير الزور ويأتي ذلك التقدم مع استمرار التمدد نحو محيط مطار دير الزور العسكري.
وعلى خطى دير الزور أفادت أخر المعلومات الميدانية أن الجيش السوري أصبح على بعد ٨٠٠ متر من سجن حلب المركزي بعد السيطرة على المجبل و احد التلال وتحرير كتلتين في المدينة الصناعية، وأكدت المعلومات أن المدينة الصناعية قسمت عسكريا الى ثلاثة أقسام، سيطر الجيش على قسمين منها حتى الساعة فيما يواصل عملياته لتأمين القسم الأخير، بينما يشن المسلحون محاولات يائسة لإستعادة السيطرة عليها. فوصول وحدات الجيش إلى أسوار السجن بات قريباً، ما يعني أن المسلحين سيقعون بين فكي كماشة.
وعلى صعيد المعارك بين تنظيمي "الجبهة الإسلامية" و"دولة العراق والشام"، أعلن الأخير "وقف جميع العمليات على كافة الأراضي السورية ونأيه بالنفس عن أي صراع حالي أو مستقبلي يحصل خارج سياق مواجهة" الجيش السوري "خوفاً من تشتت القوات العسكرية".

* المنار في مزارع ريما على مشارف يبرود ومشاهد جديدة من الميدان
فيديو:
http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=23&s1=1
يواصل الجيش السوري عملياته في محيط بلدة يبرود في منطقة القلمون، وقد أصبحت وحداته العسكرية مشرفة بالنار والرؤية على جميع جوانب البلدة التي يتحصن فيها المسلحون، موفد قناة المنار الى منطقة القلمون حسن حمزة زار مزارع ريما التي استعادها الجيش السوري مع تلة الكويتي.
* قناة "الميادين": يبرود أخليت من المدنيين و حوالي 10 آلاف مسلح في الداخل يحشدون للمعركة
* اهالي معضمية الشام قرب دمشق يعودون لتفقد منازلهم

عاد بعض أهالي معضمية الشام جنوب غرب دمشق (يوم أمس) الى مدينتهم لتفقد منازلهم، مستفيدين من حال الهدوء فيها منذ التوصل الى هدنة بين الحكومة السورية ومسلحي المعارضة قبل اسابيع، بعد قصف وحصار لاكثر من عام.
ودخل عشرات الاشخاص تباعا الى المدينة الاحد، بعد عبورهم حاجزا للقوات السورية على اطرافها، رفعت بقربه لافتة كتب فيها "اهالي مدينة المعضمية يسجلون عهدا وطنيا لنبذ العنف والطائفية وتعزيز اللحمة الوطنية".
وعبرت الحاجز شاحنات صغيرة "بيك اب" تحمل فراشا وقوارير غاز وعلبا من الكرتون مليئة بالملابس، تنقل الى منازل اشخاص سبق لهم العودة الى المعضمية للاقامة فيها، بعد الهدنة التي تم التوصل اليها بين حكومة الرئيس بشار الاسد ومسلحي المعارضة نهاية كانون الاول/ ديسبمر.
وقالت سيدة تبلغ من العمر 40 عاما تغطي رأسها بحجاب، انها تريد زيارة منزلها "بعد عام وشهرين من الغياب". وتحدثت هذه السيدة قرب نقطة التفتيش.
اضافت السيدة التي فضلت عدم كشف اسمها، وكانت برفقة ولديها "قيل لنا ان الوضع هادىء، لذا قررنا العودة فقط لتفقد منزلنا"، مشيرة الى انه "اذا كانت الامور على ما يرام وثمة مياه وكهرباء، سنبقى".
وتوصلت الحكومة السورية ومسلحو المعارضة قبل اكثر من شهرين الى هدنة في المدينة التي كان يقطنها 100 الف شخص قبل اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/ مارس 2011، في حين ان عددهم لا يتجاوز حاليا 15 الفا.
وعقدت خلال الاسابيع الماضية مصالحات مماثلة في مناطق قرب دمشق، منها بيت سحم ويلدا وببيلا، الا ان ناشطين معارضين يقولون ان تطبيق هذه الاتفاقات ما زال جزئيا.
ويحول الدمار والاضرار التي لحقت بالبنية التحتية، العديد من السكان للاقامة الدائمة.
وتقول مريم (38 عاما) انها عائدة لتفقد منزلها الذي هجرته قبل اكثر من 18 شهرا نتيجة القصف والمعارك، الا انها لم تقرر الاقامة الدائمة بعد.
وتوضح هذه السيدة التي اتت برفقة اولادها ووالدها "عدنا لنرى المنزل، ولان الطريق مفتوح. قيل لي ان منزلي لم يتضرر بشكل كبير، الا ان زجاجه محطم"، مشيرة الى ان "الكهرباء لم تعد بعد".
ويقول محمد سعيد فتالة، وهو تاجر من المعضمية، انه لم يغادر المدينة طوال فترة المعارك، مشيرا الى ان المساعدات تدخل اليها في شكل دوري.
ويوضح "يوميا تدخل نحو سبع آليات محملة بالخبز والاكل والطحين"، مشيرا الى ان "الجيش السوري والقيادة مكفيين وموفيين (يقومان بكل ما يلزم)".
***
* زمن الهزائم ولّى

منه شخصيا سمعت ولم ينقله لي احد: ‘اننا بتنا نملك سلاحا يعمي بصر اسرائيل!… هذا ما قاله لي الرئيس بشار الاسد بعد ان شرح لي ملابسات صفقة او تسوية تسليم السلاح الكيمياوي، مضيفا: ‘بان هذا اصبح ممكنا ايضا بعد ان بتنا نمتلك معادلة ردعية اكثر تأثيرا ووقعا على العدو وهي معادلة الردع الصاروخية التي بناها لنا الشهيد القائد العميد محمد سليمان وزملاؤه … والذين هم صاروا اشبه بحدقة عيوننا …’!.
محمد صادق الحسيني/القدس العربي
نفس هذا الكلام اعرفه ومطلع عليه من قيادات ايرانية تؤكد ان اي معركة مقبلة قد نضطر الى خوضها سواء نتيجة حماقة صهيونية او قرار اختياري ستكون فيها الغلبة لنا نحن في جبهة المقاومة والتي ستغير وجه المنطقة بل ومعادلة الصراع على مستوى العالم …!..هذا الكلام اقوله الان لان ثمة من يتخوف من تدخل مفاجئ للكيان الصهيوني على خط الازمة السورية او بالاحرى على خط الحرب الكونية المعلنة على سوريا منذ نحو ثلاث سنوات!..
في هذه الاثناء فان العالم يتغير بتسارع كبير وكل ذلك يحصل على قاعدة فشل الامبراطور الامريكي المصاب بالشيخوخة المبكرة ليس فقط من اخضاع اي من اطراف جبهة المقاومة لا في جنيف 3 الايراني ولا في جنيف 2 السوري، بل ويعجز عن وقف الحراكين العراقي والمصري من الافلات من قدره الوحشي البربري وانضمامهما الى جبهة المقاومة الاقليمية والعالمية ضده!..
وقاعدة التغير هذه قد بدأت بتسارعها هذا منذ ان قرر حزب الله الدخول بقوة وسعة اكبر على خط الدفاع عن سوريا وعرين الاسد وحماية لظهر المقاومة في معركة القصير الشهيرة!.. ان كل التحليلات والمؤشرات تؤكد بان معركة يبرود القائمة بين ساعة واخرى من شأنها ان تطيح برؤوس كبيرة اخرى واخراجهم من اللعب على المشهدين الاقليمي والدولي!..
وما حصل من تحرك امريكي مضاد باتجاه اوكرانيا للقيام بانقلاب مكشوف وفاضح ضد الحكومة الشرعية في كييف الا حركة يائسة انتحارية تراجعية ضد موسكو في محاولة لاختراق الامن القومي الروسي والاقتراب من اسوار الكرملين وللفرار الى الامام من وجع الهزيمة على بوابات الشام الاسدية وعرين دمشق الذي اثبت انه غير قابل للاختراق !
هنا نفهم معنى القول الذي نقل على لسان الامام القائد السيد علي خامنئي بان دخول حزب الله على خط الدفاع عن سوريا غير القدر …!..
نعم القدر الامريكي والقدر الجاهلي والقدر التكفيري الذي كان يعد لهذه المنطقة العربية الاسلامية من جبال الاطلسي الى سور الصين العظيم تم وقفه وتغيير مساره بفضل ثلاثية المشهد الدمشقي الشهير الذي رسمت معالمه منذ مدة في قصر الشعب السوري يوم زار كل من احمدي نجاد وسيد المقاومة، الرئيس بشار حافظ الاسد وظهر الثلاثة ممثلين بيضة القبان في جبهة المقاومة العالمية اكثر تصميما من اي وقت مضى على خوض معركة الوجود وتغيير’ القدر’ الامريكي الاعمى الى قدر الامة البصير !..

المتابعون بدقة وشفافية لما يتحرك على المسرح العالمي اليوم من باب المندب ومضيق هرمز الى شرق البحر الابيض المتوسط الى البحر الاسود وصولا الى المدى الحيوي للامن القومي الامريكي اي مياه الاطلسي التي وصلتها البوارج الحربية الايرانية اخيرا منطلقة من شواطئ جنوب افريقيا تؤكد جميعا بان ثمة شيئا يتغير في اقدار العالم سيجبر اطراف معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية للخضوع لقواعد اشتباك جديدة ومعادلة للصراع متفاوتة.
هذه المرة ابطالها من نوع مختلف تماما ليس اقلها ان قادتها يعملون بعشق محي الدين بن عربي الذي اوصى يوما الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني غورباتشوف ليقرأه قبل ان يقدم على تفكيك دولة الاتحاد السوفييتي السابق وبصيرة الامام السيد علي خامنئي الذي يقود معادلة التفوق الاستراتيجي على الامبراطور الامريكي الخائف المترقب بعزيمة الواثق من الانتصار وعزم الراحل الكبير حافظ الاسد الذي يعود بقوة ومعه شهداء مرحلة الصمود والتصدي ليحيوا قلب العروبة النابض ويعيدوها لتتربع على عرش العالم في معركة اعادة الحياة لشام التين والزيتون وطور سنين وورود الياسمين …!..
الاسابيع والاشهر القادمة ومن الان الى حين يتربع اسد الشام على عرش العالم في تموز المقبل ويأفل نجم مملكة الرمال في الجزيرة العربية وتتقهقر الامبراطورية الامريكية من جبهتها الجديدة التي فتحت نيران جهنم ضدها انطلاقا من شبه جزيرة القرم ظنا منها ان باستطاعتها ان تحول روسيا من دولة اوروآسيوية الى دولة آسيوية عادية، سيكون لنا حديث آخر مع اولئك الذين يحفرون اليوم قبورهم بايديهم وايدي المؤمنين!..
يومها سيكون الحديث حول المنازلة الكبرى التي لطالما هرب منها الكيان الصهيوني الذي يعاني من الموت البطيء، لعل القدر يومها يدون نهاية هذا الكيان بالموت العاجل كما هو مكتوب في لوح محفوظ!
***
* دمشق ترى ان كلام بان كي مون حول سوريا "بعيد عن الموضوعية"

اتهمت وزارة الخارجية السورية اليوم الاثنين الامين العام للامم المتحدة بـ"الابتعاد عن الموضوعية" في الموضوع السوري، وذلك بعد ساعات على انتقاد بان كي مون لاداء الوفد الحكومي في مفاوضات جنيف-2.
وقالت الوزارة "من المؤسف أن نسمع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلاما يجافي الحقيقة ويبتعد عن الموضوعية حول الأوضاع الإنسانية في سوريا وأداء وفد الجمهورية العربية السورية في مؤتمر جنيف".
واشارت في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الى انه "كان جديرا بالأمين العام أن يؤكد على السعي لمعالجة جذور المسألة السورية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له الجمهورية العربية السورية".
وطالبت دمشق الامين العام للمنظمة الدولية "بإلزام الدول الداعمة لهذه المجموعات الإرهابية بالتوقف عن دعمها وتسليحها وتمويلها وإيجاد الملاذ الآمن لها".
وشددت الخارجية السورية في بيانها الاثنين على ان دمشق "ستستمر في مكافحة الإرهاب بكل الوسائل، وفي الوقت ذاته إننا مستمرون بالسعي الجاد للحل السياسي وإجراء المصالحة الوطنية".
* مدير مكتب الابراهيمي في سوريا يطلب اعفاءه من مهامه

طلب الدبلوماسي مختار لماني، مدير مكتب الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي في دمشق، اعفاءه من مهامه. وقال متحدث باسم الامم المتحدة في سوريا خالد المصري اليوم الاثنين ان "السيد مختار لماني قدم طلبا لاعفائه من مهامه، ولم يقدم استقالته". ولم يوضح المصري اسباب الخطوة، او ما اذا كان الطلب قد قبل.
وتولى لماني مهامه في ايلول/سبتمبر 2012، بعيد تعيين الابراهيمي مطلع الشهر نفسه مبعوثا مشتركا للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا، خلفا للامين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي انان.
وعمل لماني بشكل لصيق مع الابراهيمي على مفاوضات جنيف-2 بين الحكومة السورية والمعارضة بهدف البحث عن حل سياسي للازمة المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وينقل مقربون عن لماني خيبة أمله ازاء عدم تحقيق اي نتيجة في المفاوضات، معتبرا انها عقدت من دون تحضير كاف، وفي غياب اي نية جدية من طرفي النزاع للتفاوض.
ولماني دبلوماسي مغربي، وهو على اتصال مع ممثلين لطرفي النزاع في سوريا، وسبق له ان تولى مناصب دبلوماسية عدة، ابرزها ممثل منظمة المؤتمر الاسلامي لدى الامم المتحدة بين العامين 1998 و2002، وموفد جامعة الدول العربية الى العراق بين العامين 2006 و2007، وقد استقال من هذا المنصب الاخيرن، معتبرا انه غير قادر على القيام بمهمته كما يجب.
* رجا: تسلل إرهابيي "النصرة" إلى مخيم اليرموك نسف للمبادرة الشعبية

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أن تسلل إرهابيي "جبهة النصرة" مجددا إلى مخيم اليرموك يشكل نسفا للمبادرة الشعبية السلمية الخاصة بالمخيم. وأوضح مسؤول الإعلام في الجبهة أنور رجا أنه وبعد أن عملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة مع كافة الفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق وبالتعاون والتنسيق مع الحكومة السورية على بدء تنفيذ المبادرة السلمية لإنهاء مأساة اختطاف مخيم اليرموك وإدخال المساعدات الغذائية إلى السكان المختطفين في المخيم وإخراج أكثر من 3 آلاف مريض منه قامت المجموعات الإرهابية من "جبهة النصرة" والتكفيريين بالتسلل إلى تقاطع اليرموك- شارع الثلاثين واحتلال مواقع فيه.
وأشار رجا إلى أن هذه التطورات الخطيرة تؤكد استمرار الحرب على حق العودة المقدس من قبل الحكومات التي تشن الحرب على سورية وأدواتها العميلة معتبرا أن المجموعات الفلسطينية المسلحة ليست قادرة على تنفيذ ما التزمت به من تعهدات لتطبيق المبادرة السلمية ما يقتضي حراكا فلسطينيا شعبيا وعلى مستوى الفصائل الفلسطينية للتصدي لتلك المجموعات وداعميها بكل السبل لإنقاذ المخيم المختطف.
السفير عبد الهادي: سورية بلد شقيق لم يقصر يوما مع الفلسطينيين ومن العيب التدخل في شؤونه الداخلية
بدوره طالب مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق السفير أنور عبد الهادي المسلحين بالخروج من مخيم اليرموك وعدم أخذه كرهينة مؤكدا على ثبات الموقف الفلسطيني بعدم التدخل بالأزمة في سورية.
وقال عبد الهادي في اتصال مع قناة الميادين اليوم إن "سورية بلد شقيق عزيز ولم يقصر يوما مع الفلسطينيين بشيء لذلك من العيب أن نتدخل في شؤونه الداخلية ونحن ندفع ثمن محاولة بعض الأطراف المتاجرة بالقضية الفلسطينية".
وأوضح عبد الهادي أن أعدادا كبيرة من مسلحي جبهة النصرة الإرهابية "دخلوا إلى مخيم اليرموك صباح اليوم ولا يريدون أن يدخل أحد إليه غيرهم ويطالبون بفتحه دون أي ضمانات ويطالبون بمطالب لا نستطيع تلبيتها لأن هدفنا هو إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين وتسوية أوضاع من يرغب فهذا هو أساس الاتفاق".
ووصف مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الوضع بالمتوتر والصعب جدا مبينا أن الاجتماعات مستمرة لاعادة تقييم الامور ومعالجتها ومحاولة انقاذ الوضع، وقال "سنعالج الأمور بحكمة ونتمنى ألا يحصل في المخيم نسف لاتفاق الهدنة الذي جرى ولكن إذا كان لديهم مخطط خارج عن إرادتهم فهذا شيء آخر".
* "النصرة" تنتهك هدوء التسوية في "اليرموك"

لم يكد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق يتنفس الصعداء، حتى أعادت "جبهة النصرة" الوضع إلى الصفر، مع اقتحام عناصرها أمس للمخيم، ما أدى إلى تفجر اشتباكات مع مسلحين آخرين داخل المخيم، وذلك فيما كانت القوات السورية تتقدم على جبهة القلمون، حيث زادت من ضغطها على المسلحين في يبرود.
وقال أمين عام "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" خالد عبد المجيد إن "المئات من عناصر جبهة النصرة دخلت بعتادها المخيم، متقدمة من منطقتي الحجر الأسود والقدم، وتمددت نحو نهاية شارع المخيم بالقرب من جامع الوسيم".
وأضاف "حاصرت المجموعة، التي يتزعمها أمير، يلقب بأبي جعفر، العشرات من عناصر قوة تجمع أبناء اليرموك" التي تتكون من مسلحين فلسطينيين ينتظرون تسوية أوضاعهم في اطار اتفاق المصالحة. وتابع ان "عناصر الجبهة تمترست في مناطق جديدة داخل المخيم، كما نصبت القناصين والمتاريس من جديد، ويجري عناصر من التجمع اتصالات معهم في محاولة لإخراجهم مجدداً".
ورغم تشاؤمه من التطور الحاصل، قال عبد المجيد إنه "ليس ثمة رغبة للاشتباك لدى مجموعة شباب التجمع مع عناصر جبهة النصرة، كما أن الفصائل اجتمعت لدراسة كيفية التعامل مع التطور الأخير"، إلا أن الاشتباكات اندلعت وفقاً لما ذكرته مصادر أخرى.
وطالبت "النصرة" بإعادة النظر بالاتفاق الذي جرى وأن "يتم إدخال الأهالي أولا، والمواد الغذائية والطبية قبل الشروع بتسليم السلاح أو أية هدنة، وفتح المستشفيات الموجودة في المخيم". كما طلبت ايضا "اخراج معتقلين لدى الحكومة السورية"، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة ارتداد للوضع على ما كان عليه قبل أشهر، بشكل يهدد بانهيار الهدنة مجدداً.
وقال السفير الفلسطيني في دمشق أنور عبد الهادي إن مطالب "النصرة" تعجيزية، وهي تضع شروطاً رغم أنها غير معنية بالاتفاق الذي جرى بين المقاتلين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية بهدف تحييد المخيم وحل أزمته الإنسانية.
وقال مصدر فلسطيني إن "عودة النصرة الى المخيم ربما تكون بأوامر خارجية، بسبب مستجدات يتم الرهان عليها، خصوصاً أنه ترافق مع قصف العباسيين بعدة قذائف هاون"، فيما لم يستبعد عبد الهادي أي احتمال "بدءاً من رهان على مستجدات بأوامر استخبارية، وصولا إلى كونها زعرنات عسكرية بغرض الابتزاز".
وتخشى مصادر في المخيم وجنوب دمشق أن يؤدي ما حصل بالأمس إلى نسف باقي التسويات، وخاصة في ببيلا وبيت سحم المجاورتين، حيث سبق أن أغلقت مداخل المنطقة قبل أربعة أيام اثر تبادل إطلاق نار وعمليات قنص لتسمح الحواجز بالأمس بمرور الأهالي فيما يتوقع انتقال المواجهات بكثافة إلى حي التضامن غير البعيد عن المنطقة، الذي يسيطر المسلحون على جانب منه، فيما تتحكم القوات السورية بما تبقى منه.
***
* هل يقع الإسرائيليون في إغراء "الحساب القاتل"؟
علي عبادي
بين حالة الضبابية الإقليمية والتطورات في سوريا: هل يقع الإسرائيليون في إغراء "الحساب القاتل"؟
تثبت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على موقع للمقاومة الإسلامية على الحدود اللبنانية - السورية أن ثمة ترابطاً يتأسس أكثر فأكثر بين مجرى الصراع في سوريا ومسار الصراع الطويل بين محور المقاومة والكيان الصهيوني. ليست الأحداث على أرض سوريا بعيدة عن حسابات "اسرائيل" وتدخلاتها المتكررة، فهذه المرة السادسة التي تتدخل فيها الطائرات المعادية في قصف أهداف في سوريا ولبنان منذ كانون الثاني/ يناير 2013، كما تذكر مصادر العدو. وهذا التدخل يعكس في المقام الأول محاولة للتأثير في مجرى الصراع الدائر بالوكالة على أرض سوريا والذي يهدف في الأساس الى وضع قوى دولية واقليمية مؤثرة يدها عليها وفصل المقاومة عن عمقها الاستراتيجي، ويرمي في المقام الثاني لإحباط أية استعدادات أو جهوزية للحرب المقبلة بين المقاومة وإسرائيل.
ليس من باب الصدفة مطلقاً ان الغارات الاسرائيلية استهدفت في المرات السابقة طرفاً محدداً هو الجيش السوري الذي يتصدى لحرب عصابات منظمة على طول الأرض السورية وعرضها، بينما يحظى الطرف المقابل بعناية اسرائيلية لافتة تتجلى بضرب إمكانات هامة لدى الجيش السوري وتمكين الجماعات المسلحة من الافادة من المناطق المنزوعة السلاح في الجولان المحتل لمهاجمته، مروراً بتزويد هذه الجماعات بمعطيات اسرائيلية عسكرية عن تحركات وانتشار الجيش السوري والتشويش على اتصالاته، كما حدث إبان معركة الغوطة الشرقية في الخريف الماضي، وصولاً الى استقبال جرحى هذه الجماعات في المستشفيات الاسرائيلية والعناية بهم قبل إعادتهم لمواصلة القتال. ولا تجد هذه الجماعات أية غضاضة في فتح قنوات اتصال مع الجيش الاسرائيلي لتجنب أية احتكاكات غير مقصودة معه قد "تلهيها" عن حربها مع الجيش السوري وللإفادة من الخدمات التي تقدمها سلطات الاحتلال لها على الصعيد اللوجستي. إنها حالة تطبيع تذكّر بـ"الجدار الطيب" الذي أقامه جيش الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي على حدود لبنان الجنوبية قبل تأسيس سعد حداد "دولة لبنان الحر" على رقعة من أرض الجنوب.

القلق من التطورات السورية

واذا كانت الغارات الاسرائيلية الماضية ترافقت مع، أو سبقت، هجمات للجماعات المسلحة في دمشق او في غوطتها الشرقية او في محاور أخرى، فإنها اليوم تجد وظيفة لها على حدود لبنان الشرقية، من خلال تعطيل أية محاولة يقوم بها الجيش السوري والمقاومة للإمساك بسلسلة جبال لبنان الشرقية وصولاً الى مرتفعات القلمون وما يعنيه ذلك من إطلالة استثنائية على المواقع الاسرائيلية المقابلة والتوفر على عمق حيوي للعمليات العسكرية في الحرب المقبلة بين محور المقاومة واسرائيل. فضلاً عن ذلك، ثمة مصلحة اسرائيلية في منع إلحاق هزيمة كبيرة بالجماعات المسلحة في القلمون وما قد يتركه ذلك من تعزيز خاص لمكانة الجيش السوري في القتال الجاري على أرضه وموقع حزب الله في توازن الردع الإقليمي.
لقد أرسل الجانب الاسرائيلي إشارات مكثفة في السنوات القليلة الماضية عن نيته التحرك لمنع وصول أي سلاح "كاسر للتوازن" بين جيشه والمقاومة، وهو يقصد خصوصاً صواريخ متطورة مضادة للطائرات الاسرائيلية التي تتمتع بالتفوق الجوي او للسفن الاسرائيلية التي تجوب عرض البحر المتوسط او صواريخ أرض- أرض ذات مدى طويل ودقة عالية تستطيع اصابة أهدافه الحيوية العسكرية والاقتصادية على امتداد مساحة فلسطين المحتلة. وهذه الحجة قد تكون صحيحة جزئياً، لكن العدو يخبئ خلفهاً قلقاً عميقاً من مسار الصراع الحالي على أرض سوريا، برغم حديثه المتواصل عن "انشغال" حزب الله في القتال الدائر هناك. اذ ان انجلاء هذه الحرب عن هزيمة المحور الذي يرعاه الغرب، و"اسرائيل" من خلف الستار، سيقرّب على الأرجح موعد الحرب المقبلة بين المقاومة و"اسرائيل"، والأخيرة لا تريد الانتظار الى نهاية القتال في سوريا لتقرر الخطوة التالية. فإذا تبين لها أن لمحور المقاومة اليد العليا في الميدان، قد تجد أن من مصلحتها التدخل وشن ضربات استباقية لمنع هذا المحور من استثمار أي انتصار في المعادلة الاستراتيجية على امتداد خريطة الصراع. ومن هنا نشهد الحضور الاسرائيلي المكثف عسكرياً وسياسياً في الجولان: في اتجاه جنوب سوريا من خلال اطلالة نتنياهو الأخيرة والاعلان عن تشكيل فرقة قتالية بمواجهة الوضع جنوب سوريا لناحية درعا والقنيطرة، وفي اتجاه لبنان وعبره شرقاً باتجاه سوريا لتعطيل مفاعيل التحرك العسكري الجاري على أرض القلمون.
"جس نبض" والبيان - الرد

لقد مثّلت الغارة الاسرائيلية على موقع حدودي لحزب الله جس نبض مدروساً، وقد تكون هدفت - والله أعلم - الى عدم إيقاع خسائر بشرية كبيرة تفادياً لعواقب متدحرجة يعرف العدو انه سيكون من الصعب هضمها. وربما كان بإمكان الحزب تجاهل هذه الضربة وعدم الإعلان عن حصولها ما دام انها لم توقع إصابات او تلحق به أضراراً جسيمة. وهذا من شأنه أن يعفيه من مواجهة إحراج داخلي يتربص به ويقوم على التشكيك والتشفي، وإحراج اسرائيلي عسكري يدفعه الى التزام موقف دفاعي بحت. لكن أي صمت سيعني ان حزب الله تقبّل "الصفعة" ولو مؤقتاً، وسيفتح باباً لغارات أخرى ربما تكون مؤلمة، ومن شأنها أن تضع المقاومة مستقبلاً في موقف لا تـُحسد عليه. وبعد الغارة بقليل، حسِب الاسرائيلي انه كسب نقطة وان حزب الله "ابتلع لسانه" ولن يجرؤ على الاعتراف بما حصل، تاركاً لوسائل الإعلام الاسرائيلية ولبعض الاعلام اللبناني الذي يتفنن في اختراع الوقائع لحسابات سياسية داخلية ان تتسابق للتكهن بخسائر حزب الله. وكان إعلان الحزب عن حصول الغارة وليد قرار يهدف الى إبلاغ الاسرائيلي ان ما من ضرورة للضرب والاختباء، واذا لم يكن جريئاً في الاعتراف بأفعاله بقدر جرأته في الإغارة، فعليه أن يعلم ان المقاومة لديها دائماً ما تقوله لجمهورها، ولديها أيضاً الجواب الذي لا يريح العدو ويدفعه الى القلق المستمر والبقاء لفترة طويلة في حال تأهب مكلفة امنياً، كما حصل بعد اغتيال القائد الحاج عماد مغنية.

الآن تتعدد السيناريوهات الاسرائيلية حول طبيعة رد حزب الله، بين القيام بقصف صاروخي على مستوطنات او مواقع عسكرية، والقيام بعمليات تسلل عبر الحدود وتنفيذ عمليات قنص واغتيال شخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى. ويصحب ذلك اجراءاتٌ مختلفة تمتد الى السفارات الاسرائيلية عبر العالم، وهذا يدلل على المصداقية التي يستشفها العدو في بيان حزب الله، برغم استنتاجات بعض المعلقين الاسرائيليين الذين يرغبون في رؤية حزب الله في صورة المشغول بنفسه في حرب سوريا والعاجز عن الرد على "اسرائيل". ولخّص أحد المستوطنين لصحيفة "معاريف" الاسرائيلية صورة لم تُمحَ من ذاكرة الاسرائيليين منذ تسعينيات القرن الماضي بالقول: "لقد تعلمنا ان نصرالله ينفذ ما يقوله ويتعهد به..."، وهذا بالضبط ما تخشاه "اسرائيل" وتسعى دوماً لتغييره، ورغبتها دائماً ان تُلاقي أعداء يقولون ما لا يفعلون ولا تعير لهم بالتالي حساباً يذكر.
تراكم القدرات وخطأ الحسابات

هناك أيضاً ما يخشاه الاسرائيلي الى درجة الهوس، وهو تطور قدرات حزب الله القتالية تكتيكاتٍ وتسليحاً، فضلاً عن تصميمه الدؤوب على المس بقدرات "اسرائيل" الردعية. وكما ان حزب الله بعد حرب تموز 2006 تطور نوعياً وكمياً في جميع المجالات عما كان عليه قبلها، هو اليوم بعد انخراطه في الحرب الى جانب سوريا حقق قفزة نوعية مختلفة عن تلك التي عرفها قبلها. في ما مضى، كان بعض القادة الاسرائيليين يفاخر بأن عقيداً في الجيش الاسرائيلي أكثر كفاءة من جنرال في الجيش الأميركي، بسبب المراس الاسرائيلي في الحروب المتتالية مع العرب، في مقابل قلة مشاركة الأميركيين في الحروب في فترة ما قبل أفغانستان 2001. تصح هذه المقارنة على واقع حزب الله اليوم الذي يكتسب خبرات في الميدان مع تمرس على مختلف ألوان تكتيكات حرب العصابات والحرب النظامية في آن معاً، وهو يختبر جهوزيته ليس في مجال المناورات والتدريبات، كما يفعل الاسرائيلي، بل في معارك حقيقية.
وهذه الخبرة التي تجعل حزب الله في موقع المبادرة والقدرة على التكيف مع هجمات العدو والانتقال منها الى الهجوم المضاد، تمثل فارقاً لم يدرك الاسرائيلي كل أبعاده، لكنه بالتأكيد يعرف ما معنى تراكم الخبرات وترميم نقاط الضعف التي تظهر في الميدان وزيادة نقاط القوة. وعلى ذلك، فإن حرب سوريا - برغم ما تمثله من خسارة لبعض الإمكانيات- كانت فرصة استثنائية مكنت المقاومة من اختبار جاهزيتها وتطوير أدائها وقدراتها. واذا كانت المقاومة قد فاجأت "اسرائيل" ببعض ما كان لديها في حرب 2006، وتسببت بخيبة ثقيلة للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية أشار اليها تقرير فينوغراد، فإن المفاجأة ستكون أشد وقعاً في أية حرب مقبلة، بالقياس الى التطورات النوعية المستجدة على هذا الصعيد.

واستناداً الى ما سبق، يخاطر الاسرائيلي باستفزاز حزب الله اذا كان يعتقد أن المقاومة ليست في وارد التعامل مع حربين في الوقت نفسه. لقد ارتكب خطأ قاتلاً آخر مرة عندما ظن عام 2006 ان الفرصة مؤاتية لسحق حزب الله من الجو قبل البر. وهو اليوم يعود الى تقدير مسبق فيه بعض المبالغة بأن حزب الله لن يحول طاقته القتالية الرئيسية جنوباً، في حال فرضت الحرب عليه. في هذه الحالة، يستطيع حزب الله أن يكيف قدراته ويمنح الأولوية للساحة الأكثر مصيرية، وقد تكون الحرب الاسرائيلية - اذا وقعت - فرصة له لكي يسعى الى انتزاع انتصار تاريخي ثالث يثبّت أركان مشروع المقاومة ويعجّل في تحقيق أهدافها القريبة والبعيدة. والسؤال المهم هنا هو ما اذا كان الاسرائيلي مستعداً لأن ينزلق مرة أخرى الى مغامرة غير متيقن من الفوز فيها، أو أن يفدي بنفسه الجماعات التي تحققُ، من حيث تدري او لا تدري، هدفه في ضرب مشروع المقاومة.
ملاحظة أخيرة، تذكّر الغارة الاسرائيلية في توقيتها المتوافق مع صياغة البيان الوزاري للحكومة اللبنانية أن العدو الصهيوني لا يزال يتربص بلبنان وان المقاومة لم تكف عن ان تكون عقبة في طريق هيمنته واستباحته للبنان أرضاً وسماءً ومياهاً، وبالتالي فكل محاولة لتجاهلها او اسقاطها من الحساب يغري العدو باستفراد المقاومة وتكثيف ضغوطه على الحكومة اللبنانية لوضعها أمام استحقاق تنازع داخلي يقدم خدمة جليلة للإحتلال فحسب.
تعليق