إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من يحرك ضمير الأمم المتحدة ضد السعودية ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • * مجتهد : ما تم حجبه من وثائق الخارجية السعودية أخطر بكثير مما نشر على ويكليكس

    قال المغرد السعودي الشهير “مجتهد” أن الجهة التي أوصلت وثائق الخارجية لموقع ويكيليكس الشهير حجبت عن ويكليكس جزء منها لأنه لا يخدم قضيتها .

    و أضاف مجتهد في تغريدة كتبها على موقع “تويتر” أن هذا الجزء لم ولن ينشر وهو أخطر مما نشر متوعدا بنشر التفاصل لاحقا .



    ***
    * "ويكيليكس": السعودية تتجسس على نشاطات السفارات الايرانية



    تشير الوثائق التي نشرها موقع "ويكليكس" عن السعودية ان اهم ما كان يقلق المملكة هوكانت تصفه بالتمدد الشيعي في العديد من الدول .


    وفي هذا الخصوص يمكن الاشارة الى الرسالة التي وجهتها سفارة السعودية في كولومبو وتحمل صفة "خطية ـ سرية وعاجلة” حيث يشير المسؤول السعودي الى قبول جمعية علماء سريلانكا دعوة من سفير إيران في كولومبو محمد نبي حسيني لزيارته في بيته.

    ويدعى المسؤول السعودي الذي يشير الى اسماء قيادات الحزب المشاركة في الزيارة الى ان الوفد مع السفير الايراني موضوعات تتعلق بموقف السنة من الشيعة ومحاولات إيران نشر التشيع بين المسلمين في سريلانكا زاعما ان الوفد أكد له يإنهم يتبعون أهل السنة والجماعة.


    وما يكشف زيف الموضوع الذي اشار اليه في خصوص الموضوع الذي جرى مناقشته وتاكيد الجمعية على مذهبها هو ان هذا المسؤول لم يوضح كيف يلبي جميع زعماء وقيادات جمعية علماء سريلانكا دعوة السفیر الایراني لابداء وجهة نظرهم بشان مذهبهم فقط والتاكيد على انهم من اهل السنة والجماعة. الم تكن عدم تلبية الجمعية للدعوة ابلغ في التعبير عن وجهة نظرها .

    هذا فضلا عن البرقيات التي تتحدث عن التمدد الشيعي في مصر والتقارير المرسلة من مالي حول النشاطات الإيرانية في هذه الجمهورية الواقعة غرب أفريقيا.

    ***
    البحرين في ظل الاحتلال السعودي..

    * السعودية تطلب إبعاد الشيعة من مشاريعها بالبحرين


    السعودية: لإبعاد أي نفوذ شيعي في المشاريع التي تقدم للبحرين


    كشفت وثيقة نشرها موقع "ويكيليكس" هذا الأسبوع عن مطالبة الاستخبارات العامة السعودية بإبعاد الشيعة عن جميع المشاريع التي تقدمها السعودية إلى البحرين.

    وحثّت البرقية الصادرة عن رئاسة الاستخبارات العامة على "عمل إستراتيجية أمنية مشتركة فيما يخص الأشخاص الذين يتم اختيارهم لتولي مناصب في البحرين بما يتماشى مع مصلحة المملكة وإبعاد أي نفوذ شيعي في المشاريع التي تقدمها المملكة للبحرين".


    السعودية تطلب إبعاد الشيعة من مشاريعها بالبحرين

    كما دعت البرقية إلى "دراسة ما يجري (على وجه الخصوص) في جامعة الخليج ومدينة الملك عبد الله الطبية دون الاكتفاء بالتقارير الأكاديمية التي ترفع من الملحقية الثقافية في البحرين".

    يشار إلى أن جامعة الخليج هي جامعة إقليمية خليجية معتمدة من وزراة التعليم العالي بالبحرين وتدار من قبل دول مجلس التعاون الخليجي وهي عضو في اتحاد جامعات العالم الإسلامي.

    أما مدينة الملك عبد الله الطبية فهي منحة لبناء مدينة طبية أمر الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود بتقديمها للبحرين قيمتها مليار ريال سعودي.

    البحرين في ظل الاحتلال السعودي..

    * في 2011..."ويكيليكس": الاستخبارات السعودية طلبت معلومات عن شيعة البحرين




    بينت برقية صادرة عن وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية عن طلب الاستخبارات العامة معلومات حول النشاط الشيعي في مملكة البحرين، حسب ما نقل موقع مرآة البحرين.


    وتوضح البرقية التي قام موقع "ويكيليكس" بنشرها هذا الأسبوع جواب وزارة الخارجية على الطلب بتاريخ 3/11/1432 هـ (1 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) عبر برقية أخرى تتضمن "المعلومات المتوفرة حول نشاط الشيعة في مملكة البحرين والأساليب التي يتم اتباعها للتغلغل والسيطرة على مقاليد الأمور هناك".

    ***
    * "ويكيليكس" يكشف تلقى مشيخة الازهر تعليمات من الخارج





    “الأزهر الشريف، هيئة إسلامية علمية مستقلة، يعمل بما يمليه عليه الشرع الحنيف، ويحقق المصلحة المعتبرة”.. هكذا قال أحمد الطيب، شيخ الأزهر في بيان سابق له، إلا أن الحقيقة التي كشفها موقع "ويكيليكيس" أظهرت مفهومًا مغايرًا عن استقلالية الأزهر، بعدما كشفت وثيقة سعودية مسربة فى أبريل 2012، عن استأذان شيخ الأزهر من المملكه العربية السعودية، قبل الموافقة علي عقد مؤتمر للتقارب بين المذاهب.


    وذكرت الوثيقة المسربة عبر “ويكيليكس” على لسان سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي السابق، موجهة إلى رئيس مجلس الوزراء السعودي، إن شيخ الأزهر أبلغه بمكتبه في يناير 2010: “الإيرانيون يضغطون على شيخ الأزهر لعقد اجتماع تقارب بين المذاهب، وشيخ الأزهر لا يريد أخذ قرار في ذلك الموضوع دون التنسيق مع المملكة حياله”.

    الأمر الذي لم تكذبه مشيخة الأزهر، بل خرج الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، ليؤكد كل ما تم تسريبه، والجزء الخاص بالطلب الإيراني لعقد اجتماع للتقريب بين المذاهب واستأذان السعودية قبل إتمام الأمر، زاعما بان المشيخة تنسق مع الدول فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية المعنية؛ لعدم التفرد برأي لا يناسب بقية دول العالم الإسلامي.


    كما ناشد وزير الخارجية السعودي ملك البلاد بالتفضل على شيخ الازهر بدعوته لزيارة المملكة.


    وبالعودة إلى ما بين منتصف عام 2012 وأوائل 2013، نجد العديد من الشواهد التي تؤكد ما جاء في الوثيقة. ففي21 أبريل 2013، زار “الطيب” السعودية، حيث التقى بسعود الفيصل، وزير الخارجية السعودية السابق، وأختار الرياض لكي يقول كلمته التي تؤكد تلبيته لطلب تقريب المذاهب ولكن من منبر سعودي.


    * السلفية الوهابية ودورها في شل الثقافة المصرية




    نبيل لطيف/ شفقنا
    عندما يطلب الإعلامي والصحفي المصري مصطفى بكري، تمويلا من السعودية لتأسيس حزب سياسي وإطلاق قناة فضائية واصدار جريدة يومية ، ل”مواجهة الشيعة” ، وعندما تكشف عشرات الالاف من الوثائق عن شراء السعودية ذمم زعامات وشخصيات سياسية واعلامية ودينية ومجتمعية في البلدان العربية ، وعندما تقوم السعودية بانشاء فضائيات ، وتشكيل جمعيات “خيرية” ، وتاسيس احزاب سياسية ، بهدف نشر الفكر السلفي الوهابي ، للتصدي للشيعة ، عندها فقط يمكن فهم كل هذه الفتن الطائفية التي تعصف بالعالم العربي ، والتي شوهت الوجه الحضاري للعديد من المجتمعات العربية وخاصة في مصر ولبنان والعراق وسوريا.

    لا يمكن فهم المجزرة الرهيبة التي شهدتها مصر والمتمثلة بعملية القتل الوحشية للشيخ حسن شحاته والشيعة المصريين على يد مجموعة من السلفية الوهابية ، ولا يمكن فهم بروز شخصيات مصرية تقلد مشايخ الوهابية في السعودية في مصر وتطلق الفتاوى السخيفة والتي تتعارض مع الروح المصرية والثقافة المصرية المعروفة ، ولا يمكن فهم الصوت العالي للاحزاب السلفية في مصر ، والتي اصبحت تكتم على انفاس كل المبدعين المصريين ، الذين يعيشون تحت رحمة تكفيرهم وتخوينهم ، لايمكن فهم كل هذا الا من خلال الاطلاع على الوثائق الجديدة التي نشرها موقع ويكليكس ، والتي كشفت عن حجم المال السعودي الذي يضخ في المجتمعات العربية وخاصة تلك التي تحتل مكانة مرموقة بين العرب ، وخاصة المجتمع المصري.

    ممارسات السلفية الوهابية شوهت وبشكل متعمد الصورة الناصعة للمشهد الثقافي المصري الذي كان ينبوعا ينهل منه كل المثقفين العرب من مختلف المشارب والمذاهب والطوائف والقوميات ، اصبح حديث اليوم ، فكل نشاط ثقافي داخل مصر ، يتعارض مع الفكر السلفي الوهابي المتخلف ، يتعرض الى حرب شعواء من قبل الاحزاب والجماعات والشخصيات السلفية ، وتنهال الفتاوى العجيبة الغربية في تكفير كل من ساهم وشارك وايد مثل هذا النشاط ، ونفس المصير يلقاه كل مفكر وعالم دين ومثقف مصري ،لا يتبع دين السلفية الوهابية ، وتسنح له الفرصة للمشاركة في ندوة علمية خارج مصر ، تلبية دعوة من جهة ما ، وخاصة لو كانت هذه الجهة ايران او العراق او اي جهة محسوبة على المسلمين الشيعة ، فأقل ما يتهم فيه هذا المفكر او عالم الدين او المثقف او الفنان ، هو الارتداد والكفر و”التشيع” ، بالاضافة الى محاربته في رزقه والتضييق بكل الوسائل.

    آخر هستيريا السلفية الوهابية كانت الحملة الشعواء التي تعرض لها فنانون مثقفون وعلماء دين مصريين، بينهم محمود الجندي واحمد ماهر وحنان شوقي ووفاء الحكيم والشيخ حسن الجنايني من علماء الازهر ، بسبب زيارتهم للعراق وتعاطفهم مع ضحايا قاعدة اسبايكر العسكرية التي لقي فيها 1700 طالب عراقي مصرعهم على يد “داعش” على خلفية طائفية ، ولاشادتهم بالقوات العراقية والحشد الشعبي العراقي الذي يحارب “داعش” ، ويحرر المناطق السنية في العراق من رجسهم و وحشيتهم .

    هؤلاء الفنانون والمثقفون وعلماء الدين المصريين ، وبدلا من ان يُشاد بهم لموقفهم الانساني والقومي والديني ، المساند والمتعاطف مع اخوة لهم بالانسانية والقومية والدين ، في زمن عز فيه مثل هؤلاء ، الذين يذكروننا في الزمن الجميل زمن القومية العربية الانسانية ، وزمن التسامح الاسلامي ، وزمن الحضارة والثقافة المصرية التي كانت تشع بنورها في جميع ارجاء البلدان العربية ، نراهم يُتهمون من قبل السلفية الوهابية المختلفة ، التي دُست دسا في الجسد الاجتماعي والثقافي والديني المصري ، والتي لاترى الامور من حولها الا من منظار طائفي متخلف ضيق قبيح ، بانهم “تشيعوا” وانهم “ارتدوا” و انهم اصبحوا يناصرون “الروافض” ، ويخذلون “اهل السنة”.

    لا ضير في تصفح المصريين وثائق ويكليكس التي فضحت دور السعودية في نشر الفكر السلفي الوهابي في العالم العربي ، عندها سيعرفون من هم امثال ناصر رضوان و وليد اسماعيل ومشايخهم من امثال ابو اسحاق الحويني ومحمد حسان وحسين يعقوب وغيرهم ، الذين يعتبرون الطابور الخامس للسلفية الوهابية في مصر ، والتي لاهم لها سوى تحقيق هدف واحد لا غير يتمثل بنقل الفكر السلفي الوهابي النجدي المتخلف الى ارض الكنانة ارض الحضارات والامجاد والعباقرة والمفكرين والشعراء و الفنانين.

    ***
    * السعودية تهدّد LBC: إما معنا أو تتوقف الإعلانات




    صباح أيوب - الاخبار
    أمراء «شراء الصمت» يتقنون، كما تبيّن وثائق «ويكيليكس» السعودية، فرض سياساتهم والطاعة الإعلامية بدفع الأموال، لكنهم يعرفون أيضاً كيف يقطعون مصادر تلك الأموال ويتحكّمون في رقاب المستفيدين منها. لعلّ المثل اللبناني الأبرز على كيفية تعامل آل سعود مع المؤسسات الإعلامية لمجرّد شكّهم في أن إحداها خرجت عن طاعتهم هو مثال «المؤسسة اللبنانية للإرسال» LBCI عام ٢٠١٢.

    السفير السعودي في بيروت، الذي يؤدي دور «مطاوع» الإعلام اللبناني أحياناً، ينقل لخارجيته في برقية أن قناة «إل بي سي»، «بثّت أخباراً تفيد أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان طلب من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل التوسط مع إسرائيل بشأن مزارع شبعا» (لم تنفِ الخارجية في برقيتها صحة الخبر ولم تؤكّده). السفير السعودي رأى على ما يبدو، أن قيام المحطة اللبنانية ببث أخبار كهذه عن المملكة مخالف للقواعد المتعارف عليها مع بعض الإعلام اللبناني، وها هو ينبّه الرياض إلى أنه «لا يستبعد أن تذهب المحطة في مواقفها الى التطرف في ما تبثّه ضد المملكة».

    ولشرح رؤيته تلك عرض السفير على خارجيته الأسباب الكامنة وراء ما فعلته المحطة، فقال إن «إل بي سي» «باتت متأثرة في مواقفها بالنزاع الدائر بين الأمير (السعودي) الوليد بن طلال وبيار الضاهر». وأضاف سبباً آخر هو «توقف الدعم المالي عن الصحافيين والإعلاميين ومحطات التلفزة اللبنانية»، واضعاً كل ذلك وسط أجواء «محاولة إيران السيطرة على الفضاء الإعلامي العربي».

    ولمواجهة ذلك، اقترح السفير «الضغط على القناة إذا تمادت في مواقفها ضد المملكة عبر شركة الإعلانات «شويري غروب»» (مجموعة شويري الإعلانية)، موضحاً أن الأخيرة هي «شركة إعلانات لبنانية لها مصالح واسعة في المملكة، وتتحكم في جزء واسع من السوق الإعلاني في لبنان».

    وفي برقية اخرى ينقل السفير علي عواض العسيري للخارجية «معلومات» تفيد «أن إيران على استعداد لتمويل بيار الضاهر مالك محطة LBC بشرط تركيزها على الشيعة في المملكة والخليج”.

    العسيري أرفق «معلوماته» تلك باقتراح يقول إنه «اذا تعسر الوصول الى تسوية مع الضاهر يجري إيقاف الإعلانات التجارية وخاصة من قبل مجموعة MBC” مع «بحث إيقاف المحطة عبر أقمار البث العربية». اقتراح العسيري لاقى ترحيباً من قبل الخارجية ووزارة الثقافة والإعلام السعودية وصدر «توجيه كريم بالموافقة عليه».

    وزير الثقافة والإعلام التقى بدوره كلّا من بيار الضاهر ومساعد الوليد بن طلال وليد عرب هاشم، وأفاد بأن قناة «إل بي سي اللبنانية المملوكة من الضاهر «لا تمتلك حق البث على الفضاء وإنما يقتصر بثها على أراضي لبنان فقط، وتخضع للقانون اللبناني». لذا، «أيّد» وزير الثقافة والإعلام إيقاف الإعلانات التجارية على المحطة في حال استمرار الضاهر في موقفه، وكذلك إيقاف بث محطته عبر الأقمار الصناعية (نورسات)».

    ***
    * الجميل طلب إذن السعودية لزيارة سوريا..


    الاخبار
    في برقية وجّهها سعود الفيصل إلى رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، عام 2010، يرد ملخص محضر اللقاء بين السفير السعودي والجميل. كان الزمن زمن المصالحة السعودية ــ السورية، وما نتج منها لبنانياً على صورة علاقة توثقت سريعاً بين الرئيس سعد الحريري والرئيس السوري بشار الأسد.

    لقاء السفير السعودي بالجميل أتى لتقديم التعازي للرئيس الأسبق، بوفاة شقيقته. لكن الجميّل استغل الأمر لتقديم «فروض الطاعة» لآل سعود. انتقد الأمانة العامة لـ14 آذار، مؤكداً في الوقت عينه «أنه ما يزال في صف رئيس الوزراء السيد سعد الحريري وعلاقته به جيده ولن يتخلى عنه في كل الظروف ولا عن هذا الفريق». ثم انتقل إلى طلب الاذن من الملك السعودي للانفتاح على دمشق: «أشار إلى أنه يودّ أن يعرض على المقام الكريم عن وجود مساع سورية للتصالح معه، وتلقى عدة رسائل جادة حملها إليه كل من سليمان فرنجية والنائب طلال أرسلان، تضمنت رغبة القيادة السورية في فتح صفحة جديدة مع بيت آل الجميل.

    وذكر أنه لن يتخذ أي خطوة في هذا الشأن مع دمشق دون التشاور مع المملكة وأخذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظه الله ــ شخصياً، ولن يذهب إلى سوريا دون غطاء سعودي، وما تطرحه المملكة سيكون المعيار في العلاقة مع سوريا. وقال إنه تحدث مع الرئيس سعد الحريري حول تلك الدعوات، وإنه إذا تلقى الإذن من خادم الحرمين الشريفين فسوف يقوم بالتنسيق مع الحريري حول الزيارة».

    وبعد الحديث عن شؤون سياسية أخرى، زيّن الجميل انفتاحه على دمشق للسعوديين، فقال إنه «قد يفتح الباب أمام المزيد من المصالحات بين القوى المسيحية». السفير السعودي اقترح أن يرحب رؤساؤه «بفتح صفحة جديدة بين سوريا والرئيس أمين الجميل تسودها الثقة وحسن النيات، على أن يسبق الترحيب بها استطلاع رأي السيد سعد الحريري لكي يكون على علم بما يجري ويليه تنسيق بينه وبين الرئيس أمين الجميل حول شكل الزيارة وتوقيتها وأنسب السبل لاستثمارها لخدمة أهداف مرحلة ما بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظه الله ــ لدمشق (…)».

    حكام الرياض لم يتجاهلوا الأمر. بعد مدة قصيرة، صدر قرار من الملك «بالموافقة على فتح صفحة جديدة بين سوريا والرئيس الأسبق أمين الجميّل والتنسيق بينه وبين دولة الرئيس سعد الحريري حول شكل الزيارة وتوقيتها»، بحسب ما يرد في واحدة من برقيات الخارجية.


    وهذا القرار صدر بصيغة «توجيه سام»، وهي واحدة من صيغ القرارات الملكية التي تصدر لترسم السياسيات للموظفين والأتباع.


    ففي برقية أخرى، يأتي وزير الخارجية بصراحة على ذكر التوجيه السامي الصادر يوم 27/4/1431 هجري (12/4/2010 ميلادي)، لينقل عن السفير السعودي في لبنان أن «فخامة الرئيس الأسبق أمين الجميّل قد أعرب عن شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظه الله ــ على هذا التوجيه. وأشار إلى انه لم يعط السوريين أي التزام بتحقيق الزيارة، وليس في عجلة من أمره للذهاب إلى دمشق إلا إذا طلبت منه المملكة أن يتعجل في الذهاب. وأكد أنه لن يتخذ أي خطوة مع السوريين إلا بالتفاهم مع الرئيس سعد الحريري وفريق 14 آذار، ولن ينفرد بأي خطوة ما لم ينسق مع المملكة، على أن يتم أي تقارب أو مصالحة مع سوريا من خلال الحكومة اللبنانية.


    ورأى أنه لتحقيق هذا التقارب هناك مطالب ملحة، مثل ملف المفقودين وترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات التابع للمخابرات السورية. وأضاف فخامته أن أي خطوة يتوجب عليه أخذها ستأتي منسجمة مع خطابهم السياسي ومصالح الحزب، ولكن إذا وجهت المملكة بالمسارعة في المصالحة فالأمر متروك لها، وهو يرحب بأي مبادرة تقررها المملكة. كما كرر خلال المقابلة مرات عدة التزام بيت الجميل بتوجيهات المملكة، وأكد أنه لن يعمل أي شيء إلا بتوجيه من الملك عبدالله.

    وأعرب عن أمله أن يستمر التنسيق مع مقامه الكريم وان تستمر الرعاية الكريمة والدعم لبيت الجميل ولحزب الكتائب الذي هو حزب اعتدال (فاصلة) (…) كما أبدى فخامته قلقه من الوضع الداخلي وانعكاسات الوضع الإقليمي ومن الضغوط التي يمارسها حزب الله على الرئيس سعد الحريري وعلى المؤسسات اللبنانية. وركز في حديثه على البعد الشيعي والسعي الذي تبذله الطائفة الشيعية من أجل تغيير المعادلة لكي يصبح الشيعة هم أصحاب القرار. وأضاف انهم للأسف يمارسون هذا القرار على الأرض، ولكنهم يستميتون في سبيل تقنين ذلك في الدستور.

    وقال إننا نسعى لمواجهة هذا التحرك الشيعي، وهذا أحد الأسباب التي تمنعني من الذهاب حالياً لسوريا أو التعامل معها، لأنني ألمس التناغم والترابط العضوي بين سوريا وحزب الله، وهذا أمر يجب علينا ان نأخذه في أي خطوة تقارب مع سوريا. (…) وفي نهاية حديثه، عاد للحديث عن بيت الجميل الذي يرى في السعودية الأخ الأكبر، وتمنى أن تكون علاقتهم مباشرة بمعزل عن الوسطاء المحليين، لأن ذلك يعطينا حرية أكبر في الإفصاح عمّا في نفوسنا وفي أذهاننا».

    ***
    * عسيري مستنفراً: كيف نتخلّص من نصري الصايغ؟


    ’ويكيليكس’: استنفار سعودي ضد الصايغ.. خطط وأموال


    تجد السعودية نفسها في أزمة أمام الأقلام الحرّة التي لا تُشترى بالمال. هذا ما كشفته وثائق "ويكيليكس" التي تنشرها صحيفة "الأخبار" اللبنانية. برقية (من ٣ صفحات) أرسلها السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري في أيار من عام ٢٠١٢، جاءت بعدما رصدت الخارجية السعودية مقالاً للكاتب في جريدة "السفير" الزميل نصري الصايغ. مقال الصايغ الذي نشر في ١٩ نيسان ٢٠١٢ انتقد سياسة المملكة السعودية الخارجية في المنطقة في ظل الأحداث السورية والبحرينية واليمنية. بعد إرسال برقية مرفقة بالمقال، استنفرت السفارة وتأهّبت الخارجية واستُدعي المخبرون ووضعت خطة متكاملة لمواجهة "الوضع".

    بداية تكفّل السفير كالعادة بتصنيف المقال موضوع البحث وكاتبه، وغالباً ما يكون التصنيف مبنياً على هوية طائفية أو نظرة منحازة عن الكاتب أو المؤسسة تضعهم في خانة معنا أو ضدنا: "يندرج المقال ضمن مقولات تحالف الأقليات، وهو تحالف ينشط في إظهار نفسه وكأنه المدافع عن العروبة والمقاوم لإسرائيل والغرب، رغم أن هذا التحالف موجّه ضد السنّة في كل مكان"، هكذا صنّف عسيري مقال الصايغ. ثم انتقل السفير الى التعريف بالكاتب، وأيضاً مع حرص دائم على تحديد طائفة "الهدف" ومحيطه. وفي حالة نصري، ذكرت البرقية أنه "مسيحي وابنته متزوجة من شيعي". هو أيضاً، حسب برقية عسيري، "ذو ميول يسارية وينتمي الى الحزب القومي السوري ويكره فريق ١٤ آذار وكلّ ما يمثله"... و"مواقفه مرتبطة بجهات لم تكن على ودّ مع المملكة، ابتداءً من نظام القذافي وانتهاءً بسوريا وفريق ٨ آذار".



    وبالانتقال الى الصحيفة التي يعمل فيها الصايغ، أي جريدة "السفير"، فـ"رئيس تحريرها طلال سلمان تتغلب مشاعره الشيعية على حياده الصحافي"، حسب تقييم عسيري، المُحاضر فجأة بـ"الحياد الصحافي"! الطلب من وسائل الإعلام الموالية للمملكة مثل "النهار" و"المستقبل" و"الجمهورية" رفع اللهجة ضد المسيئين للمملكة.

    سارع عسيري الى اقتراح استراتيجية للمواجهة، تضمّنت: "استئناف دعم الصحف ووسائل الإعلام الموالية للمملكة مثل "النهار" و"المستقبل" و"الجمهورية"، والطلب منها رفع اللهجة ضد المسيئين للمملكة كتّاباً ووسائل إعلام"، و"شدّ أزر كل من يكتب ضد إيران وسوريا"... اقترح العسيري إذاً تمويل جبهة ضد الصحافيين الذين ينتقدون المملكة وشراء أقلام وأصوات إعلامية للصراخ ضد سوريا وإيران.

    أما اقتراحه الثاني فكان الاتصال بسلمان ودعوته الى المملكة، لكن بشرط مسبق أن يطلعهم رئيس التحرير على "التغيرات التي يمكن أن يحدثها في توجّهات الصحيفة (...) وإخضاعه لاختبار نيات لاحقاً" مثل "استكتاب كتّاب مؤيدين للثورة السورية".

    وهنا، يقترح عسيري أيضاً التعاون مع كاتب من داخل الصحيفة عينها، كمن يصفه بـ"الشيعي الليبرالي" ساطع نور الدين (رئيس تحرير صحيفة "المدن" الإلكترونية حالياً)، الذي "يبدي ودّاً للمملكة".

    يقول عسيري إنه "لو حصل ما يقنع رئيس تحرير (جريدة "السفير") بطرد الصايغ".. فهناك "صحف أكثر تطرّفاً مثل صحيفة "الأخبار" سترحّب بانتقال الصايغ اليها". عسيري ذكّر خاتماً بالحلّ القائم دائماً، أي "استمالة الكاتب عبر أشخاص مقرّبين منه أو عبر دعوته الى المملكة. و"زيارة المملكة"، على ما يبدو، تصنع العجائب في قاموس آل سعود.

    ***
    * ويكيليكس لبنانياً أو ’القابلية للفضيحة’


    ’الأخبار’ تنشر برقيات سرية من السفارات السعودية حول العالم


    عامر محسن

    كما هو متوقّع، صمت المعنيّون بوثائق «ويكيليكس» في لبنان لبرهة، لاستيعاب ما جرى وتصميم خطاب «معاكس»، يشكك في مضمون الوثائق، أو يحرف النقاش عنها، أو يتفّهها لإبطال مفعولها، ثم انطلق الردّ. منهج المدافعين عمّن تورّط في القضية يعتمد، إجمالاً، إحدى حجتين: الأولى هي في التساؤل عمّا قد تخبئه ــ بالمقابل ــ أرشيفات إيران وسوريا، ولماذا يجري «تخصيص» جماعة أميركا والسعودية بهذه التسريبات الفضائحية؛ وأن «الكل» يموّله طرفٌ ما، والجميع متساوون، وهذه طبيعة الحياة.

    النهج الثاني هو في الهجوم على «ناقل الرسالة»، أي تحويل النقاش من الوثائق نفسها إلى «الأخبار»، ولماذا هذه الصحيفة بالذات (ببساطة، لأن قلة معدودة في إقليمنا تجرؤ على هذا النوع من النشر، والوثائق تشرح السبب بوضوح)، وأن «الأخبار» ستقدّم الوثائق بطريقة انتقائية، ولن تعرض أموراً عن فريق 8 آذار، ولماذا لم تنشر هذه الوثيقة أو تلك؟

    نبدأ بالادّعاء الثاني لسهولة بيان كذبه، فـ »الأخبار»، في ملفّها عن الإعلام، قد اختارت وثائق لشخصيات من «المعسكر الآخر»، على ندرتها، من بينهم زميلٌ سابق لنا في الصحيفة. وهناك، بالفعل، إعلاميون من خارج الطوق السعودي و»ممانعون» ومستقلون وردت أسماؤهم ولم ننشرها بعد، وأكثرها جاء في سياق سعي السفارة إلى التجسس عليهم، وابتداع السبل لمحاربتهم، بدءاً بمنعهم من السفر والتأشير ــ ولو لفريضة الحج ــ ووصولاً إلى طردهم من أعمالهم، والضغط على مؤسساتهم، وحصارها تجارياً على أرضها وفي بلادها (هل هذا كله يعني شيئاً لمن يدافع عن حرية الصحافة والرأي في لبنان؟ أم أنه لا ضرورة لصحافة مستقلة، أو حتى لإمكان قيامها، وما علينا إلا أن نتوظف جميعاً لدى الأمير؟).


    "الأخبار" تنشر برقيات سرية من السفارات السعودية حول العالم

    «الأخبار»، في النهاية، ليست إلا حلقة في مشروع هدفه النهائي هو وضع كلّ هذه الوثائق في متناول العموم، حتى يقرأوها بأنفسهم ويبحثوا فيها، ويخرجوا منها بما يهمّ بلادهم وقضاياهم. القضية هنا هي الوثائق وما تعنيه، طالما أنها صحيحة وأصيلة، وليس ما تختار صحيفة نشره في يوم واحد من بين أكثر من مئة ألف وثيقة.

    ولكن الفكرة الأكثر دلالة هنا هي منطق من يسأل عن أرشيفات «الآخرين». هذه من الحالات النادرة في التاريخ التي ينفضح بها شخصٌ ما، أو فريق، متلّبساً وفي أسوأ وضعية ممكنة، فيردّ بالتساؤل عما قد يخبئه غيره من موبقات. فكرة أن «الجميع يقبض» ويتسول من السفارات، وأن هذا أمرٌ عادي، والكل سواء، هو المنطق نفسه الذي يريد أن تكون برقية الشيخ نعيم قاسم هي محور التسريبات ومنتهاها؛ ويعتبر أنها في كفة واحدة (أو تقبل المقارنة) مع مشهد نصف النخبة السياسية والثقافية في لبنان وهي ترتمي على أبواب السفارة وتقدم طاعة غير مشروطة. هذا، ببساطة، هو منطق من لديه مناعةٌ ضدّ الفضيحة.

    المسألة هي ليست في أنّ جعجع أو شمعون أو الجميّل قد ثبت أنهم «يقبضون» من السفارة. المسألة هي أنّ زعماء لتيارات كبرى ــ يقوم كل برنامجها السياسي على اتهام «حزب الله» بالارتهان لإرادة الخارج، وادّعاء الشراسة الطائفية في الدفاع عن المسيحيين و»استقلاليتهم» ــ يقولون بوضوح إنّ أمرهم وأفعالهم وإرادتهم هي في تصرف حكومة خارجية، أسهمت سياساتها في تهجير أكثر مسيحيي المشرق العربي وبعثرتهم، وقد بدأت هذه «السياسات» بطرق باب لبنان.

    المناعة ضد الفضيحة تنتج المعادلات التسطيحية، التي تبدو منطقية من الخارج، ولكنها تقارِن ما لا يُقارَن، فيجري استحضار إيران في كلّ موضوع كتبرير لأي شيء، و»بطاقة سماح» من الأخلاق والوطنية، وحتى من المعايير التي تضعها لنفسك (وشعار محطتك التلفزيونية).

    المقارنة مضللة ليس فقط لفارق القدرة المالية بين إيران والخليج، والنفوذ الاقتصادي القاهر الذي تحوزه السعودية في بلادنا (هل تقدر طهران على طرد صحافي كتب ضدها مقالاً مسيئاً في بيروت أو القاهرة؟ أو التحكم بسوق الإعلانات واستخدامه ضد خصومها؟)؛ المقارنة خطأ لأنّ حلفاء ايران، بشكل عام، يعلنون انتماءهم بوضوح، ويعتبرون أنفسهم في معركة واحدة ضمن حلف. ولو كانت «الأخبار»، كما يتهمها - كذباً - جماعة «أنتم مثلنا»، هي لإيران أو لـ»حزب الله»، لأعلنت ذلك بفخر كما يفعل غيرها (ومن المضحك هذا الهوس الغريب بمصدر دخل صحيفة وحيدة حرّة، تقلّ ميزانيتها عن كلفة مكتبٍ خارجي لمطبوعة خليجية).

    ولكن، بالمقابل، فإن «زائر السفارة» ومن يعمل لديها، سياسياً كان أو إعلامياً، لا يمكنه أن يعتقد أنه «شريك» للدوحة أو للرياض، أو أنهم يعتبرونه مساوياً لهم و»رفيق درب»؛ بل إن الوثائق تظهر كيف يرون أجراءهم كمحض أدوات: يصنفونهم طائفياً، ولا يحترمونهم، ويتوقعون منهم طاعة عمياء.

    في الغرب، يستغرب البعض كيف أن النظام، الذي يعرف الجميع أن به الكثير من الفساد، يتوقّف فجأة وتعمّ الفضيحة إذا ما ضُبط مسؤول ــ أو شخصية عامة ــ وهو يتجاوز أو يرتشي. فيصاب الجميع بالصدمة ويُشهَّر بالمذنب علناً، ولو كان موضوع التجاوز بحدّ ذاته تافهاً، لا يفوق هدية أو قرضاً صغيراً أو تهرباً ضريبياً بمبلغ نافل. جان بودريار يقدّم إجابة عن هذا التساؤل بالقول إن هناك علاقة تخادم بين النظام والفضيحة: حتى يكون هناك قانون يجب أن يكون هناك مفهوم لـ »خرق القانون»، وحتى يكون هناك نظام وقواعد يجب أن تكون هناك «ووترغايت». مفهوم الفضيحة، إذاً، يرتبط بمفهوم الاستقامة، والاثنان يحتاج أحدهما إلى الآخر. أما حين لا تملك، أصلاً، مفهوماً للاستقامة والصدق والنزاهة، فإنك تخسر تلقائياً «القابلية للفضيحة»، مهما كان الكشف محرجاً ومذلّاً ومدمراً للصدقية.

    لهذا السبب، بينما ينقّب الشباب في مصر والعراق وتونس في أرشيفات «ويكيليكس» بحماسة، ويفضحون، بقسوة، الشخصيات التي تورطت بالرشوة والتبعية وبيع الموقف، يجهد بعض أترابهم في لبنان، لا للدفاع عن المشهد المذلّ فحسب (ووثائق لبنان ونخبه، كالعادة، أكثر فضائحية من أي مكان آخر)، بل للقول إنّ المشهد «طبيعي» وهو حال الدنيا وهم يعرفونه أصلاً ويقبلون به. هم صارت لديهم، حرفياً، مناعة ضد الفضيحة.

    ***
    * ويكيليكس السعودي



    عمر عبد القادر غندور

    لا شك ان تسريب اسرار 70 الف وثيقة ديبلوماسية سعودية، كدفعة اولى من كميات هائلة ظهرت وستظهر على شبكة الويكيليكس من شأنها ان تكشف الكثير من التفاصيل العملائية التي درجت المملكة السعودية على ابقائها طي الكتمان، وكلها لا تنسجم مع الصورة النمطية “لمملكة الخير والعطاء “.

    وقد لا يكون جديدا او خافيا ان تمارس المملكة كل ما هو في خدمة نظامها التوارثي المضمون غربيا منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز وفق معاهدات مكتوبة توجب خدمة المصالح الغربية، وان تكون قضية العالم الاسلامي الاولى “فلسطين” خارج اجندتها، لا بل هي في مواجهة من ييمم الطرف صوب فلسطين والقدس. ولكن كشف التفاصيل والاسرار بالاسماء والارقام من شأنه ان يربك المملكة ويهتك ستر الشخصيات “الكريمة” التي طالما تغنت بالشفافية وحاضرت عن الحرية والنزاهة واحترام الذات!! وربما بعض او الكثير من هذه الاسماء باتت معروفة في حضورها على اعتاب الامراء، ساعة باسم الاسلام واخرى باسم الطاعة والولاء والانتماء والسيادة والاستقلال!!

    وفي الجانب الاقليمي ليس خافيا الدور السعودي في تدعيم الارهاب التكفيري وبث الفكر الاقصائي واشاعة العداوة والبغضاء بين مكونات الامة على خلفيات مذهبية تصب في النهاية في خدمة الغدة الصهيونية في فلسطين المحتلة.

    ولو نظرنا في الجانب اللبناني، نرى ان المملكة اشترت العديد من الاقلام ومحطات التلفزة والاذاعات والشخصيات ذات المناصب الكبرى والجمعيات، والجميع يسبح بحمد من وفر رغد العيش والحياة الناعمة!!

    ولا ندري اذا كان الكشف عن هذه الوثائق غايته الارباك فقط، ام انه بداية “ربيع عربي” بدأ يلفح بيداء نجد والحجاز في زمن التحولات الكبرى من بوابات اوكرانيا والمصالح الاقتصادية العالمية وملف الاتفاق المحتمل بين ايران والدول 5+1 على مشارف “دفن” توزيعات سايس بيكو، والمناداة بنسخة جديدة منقحة؟؟

    المكتب الاعلامي
    اللقاء الاسلامي الوحدوي
    بيروت في 22/06/2015

    تعليق


    • * ويكيليكس السعودية: صناعة الطاعة

      حلفاء السعودية بين ’المزيفين’ و’المرتزقة’

      حسام مطر

      مجدداً تعجز ويكيليكس عن مفاجأة الكثيرين، لم ينخدع هؤلاء للحظة واحدة بطبيعة إرتباط جملة من الإعلام والساسة العرب بالولايات المتحدة ومملكة آل سعود. هذه العلاقة بين قوة هيمنة ونخب محلية ليست أمراً مستحدثاً، علاقة تبعية وإرتزاق يجري إلباسها ثوباً عقلانياً وتقديمها من باب "تقاطع المصالح"، "المصالح المشتركة"، أو "الإنسجام الثقافي". إلا أن غياب الدهشة لا ينفي أهمية الوثائق الأخيرة المنشورة عبر موقع ويكليكس والتي تخص وزارة الخارجية السعودية، إذ الوثيقة أقوى من القرينة. في جردة سريعة لنتائج ودلالات لما ظهر حتى اللحظة من الوثائق المنشورة يمكن الإشارة للتالي:

      1- سيتصاعد إهتمام الدول والمنظمات بتحصين "الأمن المعلوماتي" نتيجة حجم المخاطر المترتبة على إختراق هذا الأمن، بما يعرض جملة من أسرار الدولة للإنكشاف ما يؤدي للمس بالأمن الإستراتيجي والمجهود الإستخباري وكذلك بالصدقية والصورة أمام الرأي العام.

      2- تكرس هذه الإختراقات مقولة "من يملك المعلومات يملك كل شيء"، ولذا سيخصص اللاعبون السياسيون مزيد من الموارد للحصول على معلومات إلكترونية لقوى أخرى، بما يشير الى تسعير حروب السايبر، التي ستؤجج الصراعات والتوترات خارج المجال الإفتراضي. هي إذا حقبة " the cool war".

      3- اغلب صراعات الشرق الأوسط حالياً، هي حروب "وكالة" تعكس صراعاً بين قوى كبرى، إٌقليمية ودولية. في ظل غياب القضية المحقة والموقف الأخلاقي لواشنطن والرياض، يجهد الكثير من أدواتهم في المنطقة لإخفاء إرتباطهم بهذا المشروع، ويستعيضون عن ذلك بتبرير مواقفهم من منطلقات أخلاقية وسياسية، فيما تظهر التسريبات أن الخلفيات تتراوح بين الحقد والإرتزاق.


      ويكليكس

      4- جزء من فعالية الحملات الإعلامية المعادية للمقاومة كان في قدرتها على الظهور كلاعب محايد يعبر عن هواجس شريحة من الجمهور، أي كانت هذه الجهات الإعلامية تتمتع بقدر من المصداقية والمشروعية بلحاظ الشريحة الرمادية (الجمهور المتردد) على الأقل. اليوم تخسر هذه الجهات التي طالتها خفايا ويكيليكس، الكثير من حصانتها الأخلاقية والمهنية أمام الجمهور "الرمادي"، وتصبح رسالتها الإعلامية بالتالي خاضعة للشك والريبة.

      5- تُظهر الوثائق إعلاميين ووسائل إعلام متمرسة بخطاب حقوق المرأة والحريات والديموقراطية والإستقلال وحب الحياة والثقافة الغربية، غير أنها تستجدي المال والمعونة وما ترتبه من "رد جميل" وتبعية لأكثر القوى ظلامية في التاريخ الحديث. مملكة آل سعود هي النقيض الكامل لما يدعيه بعض الليبراليين العرب من قيم، إلا أنهم لا يخجلون من "الحبو" على أعتاب عرش "المقام السامي".

      6- يتضح من الوثائق وجود ما يمكن تسميته "إقتصاد العداء لإيران" إذ يعمد كثيرون الى إختلاق أخبار ومعلومات وتحليلات حول "خطر إيران" و"تمدد النفوذ الإيراني" وذلك من باب إبتزاز السعوديين والتلاعب بهم لتحصيل دعم مالي لمشاريع إعلامية وسياسية. إعلاميون وسياسيون يتاجرون بدماء شعوب المنطقة من خلال إذكاء النار المذهبية إستجلاباً للمال والسلطة والمنفعة.

      7- تظهر الوثائق حرصاً وقلقاً سعودياً بل وهلعاً بخصوص صورتها خارج المملكة. يتتبع سفراء المملكة كل حرف أو نشاط يمكن أن يكشف المملكة سواء تعلق الأمر بأشخاص الملوك والأمراء وحياتهم الشخصية، أو بتاريخها، أو سياساتها، أو مواقفها. يدرك النظام السعودي مدى إحتقار العالم له، في الغرب والشرق، ولذا يجهد لخلق تصورات بديلة، مستعيناً بشركات للعلاقات العامة وإمبراطوريات إعلامية. والحرص السعودي بخصوص صورته متجه نحو الغرب بالتحديد، الغرب الذي يُدرك آل سعود أنه الضمانة الأساسية لوجودهم، ولذا بحاجة لخوض حملات تسويق دائمة ومستمرة لنظامهم، بما يضمن تخفيض التكلفة الشعبية والسياسية لأي جهة غربية تدعم نظام المملكة.

      8- يبرز أيضاً إهتمام السعوديين "المرضي" بأصغر التفاصيل الإعلامية في لبنان، هذه الدولة الإقليمية يهزها مقال او تقرير، يخشى الوحش من المرآة. يمكن القول أن السعودي هو المستثمر الأكبر في الإعلام اللبناني، بالتأكيد أن هناك دورة إقتصادية كاملة ناتجة عن الرشى المالية السعودية في قطاع الإعلام اللبناني. هذه العدوانية التي يبديها إعلاميون تجاه المقاومة وإيران، هي إنعكاس إرتباط ذلك "بلقمة العيش"، البعض يعتاشون ويترفهون من هذا الحقد والسم.

      9- رغم كل الموارد المبذولة إلا أن آلية العمل السعودية معطوبة، إذ يبدو غياب رؤيا سعودية لصالح حضور ردود فعل وإنفعالات، أي لا إستراتيجية بعيدة الأمد. من جهة حلفاء المملكة، تسود بينهم الضغينة والمنافسة، يعملون بقدر الحاجة للمال، مصالحهم متعارضة، وفي ظل ضعف الإدارة السعودية في لبنان يخلق ذلك توترات مستمرة وإرباك بشأن تعريف المصالح السعودية والعمل لتحقيقها. وأيضاً رغم حصول السفارة السعودية على كم كبير من المعلومات، إلا أنها من النوع السيء، إذ يبدو أنه بفعل التعطش للمال، يفبرك مخبرو السفارة ما تيسر من أكاذيب ومبالغات عن حزب الله وسوريا وإيران، وثم تقديمها كإنجاز أمنى للسفير.

      نحن في حالات كثيرة لسنا أمام إعلاميين وساسة "مزيفين" بل "مرتزقة"، والفارق بين الإثنين يوضحه باسكال بونيفاس في كتابه "المثقفون المزيفون". فالمزيفون قد يؤمنون بقضية ولكن يدافعون عنها بطرق ملتوية وغير شريفة أي يصنعون عملة ثقافية مزورة، فيما المرتزقة لا يؤمنون بشيء سوى أنفسهم، يصطفون مع القضايا ليس لصحتها بل لإعتقادهم أنها تبدو واعدة ومربحة وتسير في إتجاه الريح السائدة


      ***
      * "ويكيليكس": السعودية تجسست على المالكي



      كشفت احدى الوثائق التي سربها موقع "ويكليكس" عن ان السلطات السعودية كانت تتجسس على رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وتتبع خطواته وتحين الفرص للنيل منه.


      وتشير الوثيقة الى ان احد مستشاري المالكي وهو عباس الموسوي اجرى لقاءات دورية مع قيادات من حزب الله للتنسيق بشان موضوع مكافحة الارهاب .

      وتستعرض الوثيقة ماضي المالكي ودوره في انتفاضة عام 1991 و 2002 وتزعم ان هناك عناصر من حزب الله تستوطن في محافظة ديالى وان مهمتها الاشراف على عمليات نقل الاسلحة الى سوريا ولبنان عبر محافظة الانبار العراقية.


      * بدر : على الرئاسات الثلاث اتخاذ الاجراءات بحق من ورد اسمه في "ويكيليكس"



      شدد رئيس كتلة بدر البرلمانية قاسم الاعرجي على ضرورة ان تتخذ الرئاسات العراقية الثلاث اجراءات قانونية بحق من ورد اسمه في وثائق "ويكيليكس" .


      وقال الاعرجي في تصريح للغدير :"بعد التأكيد السعودي لما نشره موقع (ويكيلكس) ينبغي على الرئاسات الثلاث اتخاذ الاجراءات القانونية بحق الذين وردت اسمائهم لديهم تعامل خاص مع السعودية".

      وتسائل الاعرجي :"هل هنالك حكومة في الارض يتعامل بعض سياسييها مع الدول الاخرى من دون علم حكومتهم ؟ هذا يحدث فقط في (عراق المحاصصة)".

      * مطالبة نيابية بإعدام من ثبت "تآمرهم" على العراق من خلال وثائق "ويكيليكس"



      طالبت النائب عالية نصيف اليوم الاثنين المحكمة الاتحادية والمدعي العام بتطبيق المادة ١٥٦ من قانون العقوبات والتي تنص على إعدام من ارتكب فعلاً بقصد المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها، وذلك على خلفية الحقائق التي أظهرتها وثائق موقع "ويكيليكس".

      وقالت في بيان اليوم ، ان "الحقائق الدامغة التي أظهرتها وثائق ويكيليكس المنشورة مؤخراً أثبتت أن كل ما حذرنا منه سابقاً قد حصل بالفعل وخصوصاً ما يتعلق بقيام البعض بالتآمر على العراق والتخابر مع جهات خارجية ومن بينها السعودية".

      واضافت ان "مطالبات البعض بتشكيل لجنة للبحث في الحقائق التي نشرت في ويكيليكس ليست كافية، فالأجدر بنا أن نطالب باتخاذ إجراءات قانونية رادعة ضد الخونة والمشتركين بالتآمر على العراق وعدم ترك القضية تمر مرور الكرام لأنها تتعلق بأمن وسيادة الدولة العراقية وبمصير شعب بأكمله".

      ودعت نصيف "رئيس المحكمة الاتحادية والمدعي العام تطبيق المادة (١٥٦) من قانون العقوبات رقم ١١١ لسنة ١٩٦٩ المعدل والتي تنص على (يعاقب بالإعدام كل من ارتكب فعلا بقصد المساس باستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة اراضيها وكل فعل من شأنه أن يؤدي الى ذلك)".

      نشر موقع "ويكليكس" أكثر من 60 ألف وثيقة من أصل نصف مليون وثيقة ومستند تحت مسمى مختلف السفارات السعودية حول العالم.

      تعليق


      • وثيقة "ويكيليكس": السعودية تتجسس على نشاطات السفارات الايرانية

        تعليق


        • وثيقة "ويكيليكس": السعودية تجسست على المالكي

          تعليق


          • * في 2011..."ويكيليكس": الاستخبارات السعودية طلبت معلومات عن شيعة البحرين

            تعليق


            • * ويكيليكس: علاقات سعودية اسرائيلية ودية منذ عهد الملك عبدالله



              من الوثائق السعودية التي كشف عنها موقع "ويكيليكس" مؤخراً عن العلاقات الاسرائيلية السعودية، حيث اشارت وثيقة في وزارة الخارجية السعودية الى ان المملكة تغازل الكيان الاسرائيلي لكن بتردد وبشروط.

              ونقل الموقع عن الضابط الكبير في الاسرة الملكية الامير نايف بن احمد آل سعود، ان الشرط هو ان يكون هناك تحرك صوب التوصل لاتفاق من منطلق الروح التي يروج لها الملك عبد الله آنذاك.

              فقط كتب الامير نايف - منذ نحو عشر سنوات- يقول: انه اذا تحرك الكيان الاسرائيلي في هذا الاتجاه، يجب على المملكة العربية السعودية ان تعبر عن الاستعداد للسلام مع الكيان الاسرائيلي وتمارس التأثير على بقية العالم العربي في هذا الامر.

              غير انه هذه المرة، خطى نايف خطوة أبعد، حيث اشاد بالرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز، ودعا الى "تشجيع الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب الآخرين للتعرف على بعضهم البعض -مبدياً على الاقل- عبر شبكة الانترنت من خلال مناقشة الرياضة والتصوير والمصالح المشتركة الاخرى، ومن بينها احتمالات السلام".

              والامير نايف الحاصل على الدكتوراه وشهادات عليا من جامعة جورج تاون وكامبريدج، تدور خبرته العسكرية حول التخطيط الاستراتيجي والعمليات الخاصة والدبلوماسية الدولية والحرب الالكترونية.

              وبينت الوثيقة بان نايف عندما كان يدرس في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن العاصمة، كان من بين زملائه ضابط سلاح الجو الاسرائيلي زئيف سنير، وهو الآن برتبة عميد في احتياط جيش الدفاع الاسرائيلي، وكان عُين بعد انتهاء دراسته رئيساً لقسم المشتريات، ويرأس حالياً فرع الوسائل الخاصة في المؤسسة الامنية.

              ***
              * "ويكيليكس" تكشف هشاشة الاستخبارات #السعودية



              إسراء الفاس


              أتى الكشف عن مئات الآلاف من الوثائق السرية التابعة للخارجية السعودية، ليؤكد المؤكد! عرّت هذه الوثائق واقع "الحرية والسيادة والاستقلال" الهشّ في لبنان.

              زعماء أحزاب، ومؤسسات اعلامية، سياسيون وإعلاميون، كانت السفارة السعودية في لبنان محجتهم. فالمملكة التي تحكم بلاد نجد والحجاز بدون دستور عقدي، هي نفسها كانت مرجع "حماة السيادة والاستقلال"، وصاحبة الكلمة فيما يُنشر ويُذاع في إعلامنا، وفيما يقرر من سياسات في بلدنا.

              المفاجئ لا يتعلق بما تكَشَّف عن شراء للذمم الاعلامية والسياسية… لا شيء يدعو للصدمة هنا. المفاجأة الحقيقة كانت في مكان آخر… حيث تقارير جهاز الاستخبارات السعودي التي تشوبها الكثير من المعلومات الخاطئة والقاتلة والتي على أساسها اتخذت القرارات المدمرة!

              • في عددها أمس الاثنين 22/06/2015 تنقل جريدة الأخبار: "التقارير الاستخبارية عن لبنان وسوريا، تكاد لا تخلو من اسم أحمد جبريل، قائد «الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة». فهو... الذي يساعد حزب الله والحرس الثوري الإيراني على «إنشاء قواعد عسكرية جديدة في لبنان، على امتداد 40 كلم من جبال رياق في البقاع على حدود عرسال الواقعة على الحدود السورية».

              وتعلق الصحيفة: "لم يخبر أحد الاستخبارات السعودية بأن رياق تقع في سهل منبسط ولا جبال فيها."

              وفي مقال يستعرض الوثائق عن العلاقة بين النائب وليد جنبلاط والمملكة… تنقل جريدة الأخبار في عدد اليوم الثلاثاء 23/06/2015 عن تقرير للجهاز الاستخباراتي: "هناك تنسيق بين جنبلاط والدروز في سوريا، مستفيداً من التواصل الجغرافي والبشري بين منطقة راشيا الدرزية في لبنان ومنطقة السويداء في سوريا".

              لا تمر المعلومة من دون تعليق… تكتب "الأخبار": "كما في الكثير من تقارير الاستخبارات السعودية، ترد معلومات لا تمت إلى الواقع بصلة. وهنا، على سبيل المثال، لا وجود لأي تواصل جغرافي بين محافظة السويداء السورية ومنطقة راشيا اللبنانية، إذ تفصل بينهما أراضي محافظتي درعا وريف دمشق السوريتين".

              • وفي عدد يوم أمس، نقلت "الأخبار": "معلومات «خطيرة»، حصّلتها الاستخبارات السعودية من مصادرها «السرية». إحدى أبرز البرقيات تقول فيها إن معاون نائب الرئيس السوري، اللواء محمد ناصيف، عقد اجتماعاً في دمشق، يوم 3/2/2012، مع مسؤولين لبنانيين… «أهمية» المعلومات ليست في أصل الاجتماع ولا في مضمونه، بقدر ما هي في أسماء «حاضريه» من الجانب اللبناني، وهم:

              الوزير علي حسن خليل، النائب عاصم قانصوه، الوزير السابق عبدالرحيم مراد، رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي، القائد السابق للواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، النائب السابق نجاح واكيم ونائبه في رئاسة حركة الشعب ابراهيم الحلبي، النائب السابق علي عيد، والوزير السابق وئام وهاب."



              تحدث موقع قناة المنار الى العميد مصطفى حمدان
              حول ما نُشر، فنوه أنها أخبار المخبرين الكاذبين، التي تذكر بشهود الزور في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري."ما يتبين من الوثائق أن السعودية لا تعمل إلا على ضخ المال، لذلك فإن كثر مستعدين للعمل كمخبرين ولو بأخبار كاذبة مقابل الحصول على المال" بحسب حمدان.
              وقال ان "الاخبار التي تصل الى المخابرات السعودية مشكوك فيها ومنها هذه الاخبار فقد تبين ان هناك ركاكة في تركيبة الخبر وكذلك لسنا مضطرين ان نجلس بهذه الطريقة ونخطط، وهذا يذكّر بخبرية زهير الصديق، اذاً يبدو ان هذا عمل مخبر رخيص وفي بعض الاحيان ترسل السفارات تقارير وامورا لمجرد ان تظهر انها تعمل، وكما نرى بحسب كل التقارير كما ورد في ويكيليكس فهناك الكثير من الاموال التي تضخ".

              وبحسب العميد حمدان فإن حجاج السفارة لا يرون في المملكة "إلا دجاجة تبيض ذهباً.. ويريدون أن يحصلوا على هذا الذهب".

              ركاكة تقارير الاستخبارات السعودية يربطها العميد مصطفى حمدان بجهاز الحكم في السعودية … إلا أن خطورتها وفق ما يقول تكمن بأنها "معلومات مغلوطة وسيئة تقود لاتخاذ قرارات خاطئة ولا تقل سوءاً، وهو ما أوقع السعودية في مطبات عديدة بسبب سياساتها".

              تقارير الاستخبارات السعودية لا تنم عن"إبداع"( سرقة- نصب) بعض المخبرين اللبنانيين من خلال فبركة المعلومات، بل عن سذاجة أصحاب القرار في المملكة… التي ارتضاها كُثر. ربما هي سذاجة ساهمت في احراق سوريا، وأفرزت مجموعات التطرف في لبنان… وموّلت عمليات القتل في العراق، وشاركت في سفك دماء البحرينيين، واستفحلت إجراماً في اليمن.

              الحديث عن "سذاجة" أهل القرار في السعودية يستوجب التوقف عند تحذيرات الخارجية السعودية من تناول وثائق ويكيليكس... وبأسلوب يعمد إلى استغباء المواطن السعودي بشكل مفضوح نقل حساب الوزارة على "تويتر": "عزيزي المواطن الواعي... لا تنشر أي وثائق قد تكون مزورة تساعد أعداء الوطن في تحقيق غاياتهم".




              ***
              * ماذا تعني ’سعودي-ويكيليكس’: تحليل إعلامي


              هل يترنح الاعلام الممول سعوديا بعد فضائح ويكيليكس؟

              عبد الرحمن جاسم

              يتساءل كثيرون كيف يمكن "تحليل" الإعصار الإعلامي الذي عصف بالمملكة السعودية خلال الأيام الفائتة، بينما يتعامل آخرون مع الحدث على أساس "نتائجه" و"معطياته" متجاهلين ومبتعدين في آنٍ معاً عن فكرته الأساسية: لماذا يستحق هذا الحدث هذه الأهمية القصوى؟ هذا أولاً، ثم لماذا يجب اعتباره "الصفعة" الإعلامية الأبرز التي تتلقاها السعودية منذ نشوئها. فضلاً عن أنَّ هذه الضربة الإعلامية لا يمكن أبداً إخراجها من مجمل "الحرب" الناعمة التي باتت المملكة تعرف تأثيرها أولاً بأول.

              شراءٌ بكثافة:

              لا ينكر أحدٌ بأن الخليج العربي -والمملكة السعودية على رأسه- اشترى معظم "الإعلام" العربي، حتى إنه قبل أعوامٍ خلت لم يكن هناك –تقريباً- اعلامي أو جهةٍ إعلامية –إلا فيما ندر- لا تأخذ هدية/أعطية/جائزة ممولةً من الخليج. عرفت الانظمة الخليجية تماماً قوة الإعلام لذلك عمدت وبشكلٍ حثيث إلى تطويعه.

              جاءت تلك التجربة بعد صراع السعودية-مصر عبدالناصر في سبعينيات القرن الماضي وستينياته، وقتها هاجم الإعلام المصري النظام الملكي السعودي الهش للغاية بحدةٍ بالغة، ودقة أكثر، الأمر الذي أفقد السعودية كثيراً من "صورتها" الناصعة والتي تحاول دائماً "مظهرتها"، فتعرى "خادم الحرمين الشريفين" وأصبح مجرد رجلٍ "سكير يعيش في أوروبا يقضي وقته بين حاناتها وطاولات قمارها" بحسب جريدة مصرية، وظهرت إلى العلن قصصٌ كثيرة عن العائلة المالكة عن فساد أعضائها، والمال الهائل الذي يصرفونه في غير موضعه. يومها فهمت المملكة (والخليج من ورائها) دور الإعلام وقوته، يومها بدا أن الإعلام العربي لا بد له من "لجام"، وهل هناك لجامٌ أقوى من المال؟


              ماذا تعني سعودي ويكيليكس؟

              بدأت من يومها مرحلةٌ جديدة في الإعلام العربي هي مرحلة الإعلام الخليجي الممول. سعى الخليج إلى شراء كل شيء، شراء الذمم، الأقلام، النفوس، ومن لا يشترى جرى تطويعه بطرقٍ كثيرة، أنت لست معنا؟ إذا خذ مالاً كي لا تكتب ضدَّنا. وبدأت أصوات المعارضة "الإعلامية" لسلوك المملكة وجيرانها يخفت شيئاً فشيئاً، فبات عدد أعداء التاج الملكي السعودي قلةً تحسب على أصابع اليد الواحدة، كما بات من يجرؤ على "شتم" الملك السعودي أقل بكثير. دفع هؤلاء الإعلاميون ثمن مواقفهم تلك من روحهم، وجهدهم وتعبهم، وبالتأكيد من جيبهم الخاص: فطردوا من أعمالهم، لوحقوا أمنياً، وحتى شُهَّرَ بهم وشوهت سمعتههم. كان الإعلام العربي الممول سعودياً قوياً للغاية. لكن في نفس الإطار، حافظت السعودية على هامش شخصيٍ لها، فابقت على إعلامها الداخلي إعلاماً "رسمياً" بكل ما للكلمة من معنى: استقبل وودع .

              لم يبتعد الإعلام السعودي أبداً عن ما رسم له من إطار "متزمت" بينما على الهامش الآخر اهتم الإعلام السعودي بجميع "المطبوعات" (وفيما بعد الفضائيات) التي تصله، وكانت السيطرة شبه كاملة، حتى إنها وصلت إلى مرحلة السيطرة على السينما، فظهرت مرحلة أفلام ما سمي بأفلام المقاولات، التي كان هدفها الرئيس أن تتحول إلى سوق الكاسيت المزدهر بشدة في دول الخليج لا أكثر ولا أقل. أما أكثر ما كان يحبذه الخليجيون في تلك المرحلة –وللمفارقة- فهو قصص الجرائم التي كانت تحصل في بلادٍ أخرى (غير السعودية والخليج عموماً) فازدهرت مطبوعات بأكملها تحاكي الأمر، وازدانت كل مجلات ممولة خليجية بهكذا قصص: الرجل الذي يقتل أبناءه ويلتهمهم، المرأة التي تقتل زوجها وتقطعه، وسواها من قصص لا يفهم عاقلٌ لماذا تستحق أهمية في وسيلة إعلامٍ محترمة.

              نجح هذا الإعلام خلال الفترة السابقة في السيطرة على كل مفاصل الخبر، حتى إنه صنعه في أغلب الأحيان، فتفننت قناة العربية مثلاً في تحوير وتعديل الخبر خلال الأزمة السورية (ولا تزال حتى اللحظة)، فتأخذ فيديو عادي ليصبح أهم فيديو في التاريخ مع استخدام بهارات إعلامية من نوع: "تابعوا الفيديو الأخطر لإعدام نظام الأسد للملايين" وسواها من العناوين المثيرة للاهتمام وهو الأمر نفسه الذي جاورتها قناة الجزيرة في اللعب عليه. خلال تلك السنوات لم تكن المملكة السعودية (كما الخليج من ورائها) محميةً من أي خبرٍ قد يثير قلاقل تضايقها، بل إنها حتى كانت "حرماً مقدساً" لا يمسه أحدٌ، لا إعلامياً ولا خبرياً، ولا حتى بمجرد التلميح، فطرد مثلاً أحد مقدمي البرامج المصريين من قناة العربية لمجرد أنه ألمح أنه سيتحدث عن النظام السعودي في حلقته الأسبوع المقبل(إبان بدايات الثورة المصرية). إذاً باختصار عرف الخليج تماماً كيف "يبعد" نفسه عن "هزات" الإعلام وضرباته، لكن ما حصل هذه المرة غيّر كل شيءٍ ودمره بشكل مطلق. كل هذه الأموال التي دفعت ورصفت أثبتت في لحظةٍ ما أنها لا تساوي شيئا البتة!

              الصفعة المدهشة:


              فجأة وخلال يومٍ واحد نشرت جريدة الأخبار اللبنانية بالتعاون مع موقع ويكليكس كل ما أخفاه الرقيب السعودي، صاحب المال، خلال عقودٍ من الزمن، فجأة بات "الخفي" ظاهراً للعيان، بات كل ما دأبت وسائل الإعلام نفسها على إخفائه ودفنه في التراب، ورميه تحت السجادة واضحاً وضوح الشمس. كانت تلك الضربة التي لم يتوقعها السعودي البتة، فترنح لها كما لو أنها الضربة القاضية.

              لكن من يعلم النظام السعودي، وخبرته الإعلامية الكبيرة، يعرف أنها لن تكون القاضية أبداً. يمتلك النظام السعودي طاقماً هائلاً من "المفكرين" الإعلاميين الذين اشتراهم ومولهم وكبّرهم خلال عقودٍ من زمن، وهم مزيجٌ من جنسيات. يعمل هؤلاء "المرتزقة" اليوم ليل نهار لتحويل تلك "الوثائق" إلى أكاذيب ودسائس ومؤامرات هدفها "تدمير" السعودية "ورقيها" و"حضارتها".

              بدأت تلك الحملة من خلال هاشتاغ "المواطن الصالح" التي تحدد أن "المواطن الصالح" هو الذي لا "يتداول" أو "يقرأ" أو "يشارك" أياً من هذه "الوثائق" مع التلويح بالقانون والتهديد بأن من يفعل ذلك سيتعرض للملاحقة القانونية والسجن والغرامة الكبيرة (فضلاً عن الجلد وقطع اليد وسواها من الأمور المطبقة بشكلٍ استنسابي في السعودية). في الوقت نفسه، وفي اللحظة عينها عملت كتيبة من الكتّاب مدفوعي الأجر على "التخفيف" من "غلواء" الأوراق ودقة معلوماتها، بالإشارة مراراً وتكراراً إلى أنَّ المملكة لطالما قالت بأنها "تعطي" و"تهدي" و"تكرّم" أي أن هذه ليست "أسراراً"، وبأنها "أرقى نظام ديمقراطي" عرفه التاريخ (يمكن النظر إلى مقالات كتّاب جريدة الحياة، ولنأخذ جهاد الخازن مثلاً).

              وفي الإطار نفسه أيضاً كان العمل "جارياً" وعلى قدمٍ وساق على الإشارة إلى استضافة أكبر قدر من المحللين السياسيين والثقافيين والاجتماعيين للحديث في أي شأنٍ آخر يختلف عن موضوع الوثائق. في تلك اللحظة بدأ "اللعب" على إثارة أي "أزمات" إعلامية حتى ولو كانت "صنيعة الفراغ" تماماً، فشنت حملةٌ هائلة على الممثل الكوميدي السعودي ناصر القصبي لكونه تناول داعش وتحول الأمر إلى شأنٍ هائل، رغم أن الممثل قد قام بنفس الشيء العام الفائت، ولم يتعرض لأي هجومٍ من أي كان.

              كذلك على نفس الصعيد، بدأ التحضير لمرحلةٍ جديدة من الهجوم على كلٍ من "ويكليكس" وجريدة "الأخبار" وكل من ساهم بنشر هذه الوثائق، فتعرض موقع الجريدة أكثر من مرةٍ لهجمات "الكترونية" شديدة، كما تعرضت صفحاتٌ عدة نشرت الوثائق للقرصنة والإغلاق على مواقع التواصل الإجتماعي. أما أكثر ما يراهن السعودي عليه –فعلياً- هو أمرٍ مختلفٍ آخر: النسيان، الإنشغال بالحياة اليومية، وكذلك الإهتمام بمتغيراتٍ طارئة تحدث جديداً كل يوم. فقدوم شهر رمضان الكريم، والكم الهائل من المسلسلات والتسالي وتغييب العقل "المدهش" يجعل قسماً كبيراً من الشارع العربي مشغولاً عن "هذه الوثائق" وأهميتها، هنا يعمل مفهوم "كي الوعي" بشكلٍ كبير.

              يأتي كيُّ الوعي وسيلة مباشرةً للإيحاء بأن ما حدث لا أهمية له، وبأنه ببساطة "زوبعةٌ في فنجان"، حيث أظهرت إحدى الإحصائيات التي تبنتها قناة العربية قبل أيام أن "الشعب المصري بمجمله" يعتبر أنَّ الملك السعودي هو "ملك خير"، لكن لم تشر القناة السعودية أي مصدرٍ للدراسة، ولا لنوع العينة، ولا حتى على من أجريت وفي أي مناطق من مصر. قد يستغرب السامع لهذا الخبر لماذا تم اختيار مصر لتلك الدراسة وليس بلداً خليجياً، تبدو قيمة مصر الإعلامية البشرية وكذلك العروبية بالغة القوة، لذلك يلعب الإعلام الممول خليجياً على تلك الفكرة كونها "تكي" الوعي بشكلٍ أكبر من غيرها.

              على الجانب الآخر تنشر كل وسائل الإعلام التي باتت على الطرف المناقض للسعودية تلك الوثائق، ولكن دون أي "تحليلٍ" لها(أو في أحسن الأحوال مع تحليلٍ خفيف)، مما يفرّغ تلك الوثائق من أهميتها اللحظية، يعني مثلاً لم يجب حتى اللحظة كثيرٌ من المحللون على القنوات: متى تحديداً طلب سمير جعجع من السعودية مالاً؟ هل طلبه في لحظةٍ سياسيةٍ ما؟ هل طلبه إبان خطوةٍ سياسية ما؟ هذا بالتأكيد غيضٌ من فيض.

              في الختام يجب الإشارة إلى نقطة أساسية هي أنَّ هذه الضجة التي أعقبت هذه الوثائق لا بد وأن تستثمر للقيام بخطوةٍ مكملةٍ لترنح الإعلام الممول سعودياً، لا يجب فقط "تعرية" أصحابه، ورموزه، بل يجب "تجريمهم" و"محاصرتهم" وفوق كل هذا توجيه "السهام" الإعلامية إليهم، ذلك أنه في بعض المعارك، ليس عليك أن تتجه للرأس، بل أن تقطع "جميع الأذناب" عندها يسقط الرأس لأنه بات وحيداً دون حمايةٍ أو دفاع!

              ***
              * مصطفى بكري: فلوس لمواجهة «المدّ الشيعي»


              كشفت وثائق «ويكيليكس» أنّ سفير السعودية في القاهرة بعث برسالة إلى دولته تفيد بأنّ الإعلامي المصري زاره في مكتبه وطلب منه تمويلاً لتحويل جريدته إلى يومية، وإنشاء فضائية «تهدف إلى التصدي للمد الشيعي»



              مايكل عادل/ جريدة الأخبار

              في حياة البلاد الحافلة بالأحداث السياسيّة، يسير التاريخ في تدوينه لما يدور على الساحة بسرعة الصاروخ. يسير حاصداً رؤوساً، ورافعاً أخرى. يركض خلف الأحداث المتعاقبة ليدوّنها في متوالية ملحميّة يتقلّص فيها حجم الحدث والشخصية بقدر تزايد الأحداث والشخصيات.في تاريخنا العربي الحافل بالمأساويات والانتصارات المتعاقبة، كان التاريخ نادراً ما يتوقف، بخاصة حين يتعلق الأمر بالمتطفّلين عليه والمنتفعين بالأحداث.

              رُفعت الرؤوس وخُفضت الجباه بين طاغية وبطل، بين شهيد وعميل، بين من عاش للناس ومن خانهم. وإلى هذه النقطة، يسير التاريخ بشكله الروتيني المعتاد. وكما قيل، فإنّ التاريخ لم يتوقف كثيراً عند من اختاروا لأنفسهم بأن يكونوا على هامشه، وانحصرت أطماعهم أو طموحاتهم في الانتفاع من مأساة، أو حرب، أو ظرف تاريخي، أو ثورة شعبية. حتى أكثر هؤلاء عبقريّة لم يستطع مواصلة تطفّله ليحتل أكثر من سطر أو فقرة صغيرة في كتب التاريخ، ولم يحدث أن ورد سطر أو فقرة عنه في امتحان مادة التاريخ لأي عام دراسي.

              ولكن كما لم يتوقف التاريخ عند تلك الشخصيات، كان للأدب رأي مخالف. فقد توقّفت رواية الراحل نجيب محفوظ «القاهرة 30» عند شخصيّة «محجوب عبد الدايم» بل دارت حوله كبطل للرواية... تلك الشخصية النفعيّة المفرّطة في الشرف الإنساني والوطني، ذلك المواطن الذي اختار أن يكون درجة وظيفيّة ومنفعة مفتوحة المدى والسقف لمن يمتلك مفتاح الترقّي الوظيفي.

              كل ما سبق لم يكن مقدمة لشيء ما، بل هو متن الموضوع محل التناول والحديث. فقد كشفت وثائق «ويكيليكس» الأخيرة التي تم تسريبها من ملفات الخارجية التابعة لآل سعود، عدداً لا بأس به من الطفيليات التي أخذت تنمو على حواف الأحداث الجارية في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة.

              وفي ما يخص الشأن المصري، فلدينا من الوثائق ما يجب أن تتوقف عنده كتب الأدب في فنون الرواية والقصة القصيرة والسرديّات الشعبية، بل يجب أن تتوقف عنده قصائد الشعر لتصف تلك البرقيّات والطلبات والتوسلات التي انهالت على العائلة التي تحكم بلاد ما وراء البحر.

              وحينما نتناول مثلاً تلك الوثيقة التي تتحدث عن طلب الإعلامي مصطفى بكري منحةً ماليةً من المملكة، سنجد أن هذا الرجل كأنّه عرف كلمة السر التي ــ حين يقولها أحدهم لهؤلاء ـــ تُفتح صنابير النقود لتفرغ ما تجود به الحقائب المغلقة على صاحب الكلمة السحرية. فقد بدأ الرجل كلامه بأنه بعد قيام «ثورة 25 يناير» عام 2011 في مصر، بدأت إيران بمدّ كفوف الوصال وحبال الود معه ــ باعتباره المهدي المنتظر ـــ مهددةً السلام الاجتماعي في المنطقة من خلال ما أسماه «المد الشيعي». وهو الأمر الذي يرفضه الرجل المُخلص. ومن فرط إخلاصه، وضع بكري في أذن مرساله طلبه بإمداده بمبلغ من المال ليجعل من صحيفته المجهولة صحيفة يوميّة تسقط على رؤوس المصريين كل صباح لتزيل منها آثار «المد الشيعي» الذي ــ يا للهول ــ يطاردهم يومياً بفعل إيران.

              لدينا من الوثائق ما يجب أن تتوقف عنده فنون الرواية والسرديّات الشعبية

              إذاً، إيران تطارد بكري كي يساعدها في غزو عقول المصريين باعتباره «راسبوتين» المصري، وتهدد من خلاله عرش آل سعود. لكن بسبب وفائه الجَمّ وحرصه التام على مصلحة العالم العربي والعوالم المجاورة من تلك الشرور، فقد قرر بكري أن يرفض الأيادي الممدودة له ويتوسّل لآل سعود بمدّه بملايين الدولارات ــ لا لنفسه والعياذ بالله ــ لكن كي يُنشئ محطة فضائية ويطوّر جريدته «الأسبوع» لتصبح يوميّة «لا نعلم كيف سيتعامل مع اسم الجريدة وقتها».


              مصطفى بكري الذي أوسع الجميع مزايدة وسباباً علنياً وسرّياً، متهماً إيّاهم بتقاضي تمويلات خارجيّة لتنفيذ أجندات خبيثة في مصر، هو ذاته مصطفى بكري الذي يطلب تمويلاً من آل سعود كي يحمي الفطرة المصرية من السراب الذي يسمّيه «المد الشيعي».



              مصطفى بكري الذي وقف في برلمان مصر يوزّع الاتهامات على المارّة بأنهم يسعون في الأرض فساداً في مقابل حصولهم على الأموال، هو ذاته الرجل الذي قصد تحقيق المعجزة المتمثّلة في تحويل جريدة «الأسبوع» إلى جريدة يوميّة بمجرد مرور دولارات الرمال والبترول من فوقه.

              والجدير بالذكر هنا أن الشخص صاحب الوثيقة المرسلة إلى الخارجية السعودية، قد تفضّل مشكوراً بإضافة معلومات عن السيرة الذاتية لبكري. إذ قال بأنه فاز في انتخابات دائرته باكتساح، كما أنه على علاقة جيّدة بالمجلس الأعلى للقوّات المسلحة الذي كان يدير شؤون البلاد آنذاك، باعتبار أنّ ذلك القرب قد يكون شفيعاً له، رغم أن جماعة الإخوان المسلمين كانت أكثر قرباً للمجلس العسكري من بكري. وبالمناسبة، كان بكري يتبنّى نفس مواقف الجماعة في تلك الفترة، ويشاركها مواقفها ويؤيّد قراراتها خلال زمالته معها في برلمان 2011 المُنحل. وقد دعم المرسل في برقيّته طلبات بكري التي اختتمها بضرورة تأسيسه حزباً سياسياً يقاوم به «المد الشيعي» في مصر، مذيّلاً طلباته بكلمة السر التي تفتح الخزانات وتحرّك جبال الذهب.

              بعد قراءة الوثيقة، لو أغمض القارئ عينه للحظة واحدة، لن يجد أمامه سوى رؤية واحدة: سيرى بكري واقفاً أمام خزانة ضخمة ببابٍ مغلق وحصون جمّة ليعتدل في وقفته بثقة مطلقة ويقول بنبرة حاسمة كلمتين «المد الشيعي» لتنفتح الأبواب ويغرق الرجل بين أوراق البنكنوت وسبائك الذهب وبراميل النفط.

              والآن السؤال الذي يطرح نفسه على كل قارئ للأحداث يحترم عقله ووطنه هو: هل كان استياء السيّد بكري سببه عمالة بعضهم وتقاضيهم أموالاً لتحقيق أجندات خارجية في مصر، أم أنه لم يكن جزءاً من تلك الأجندات ولم يحصل على أموال مثل أولئك الذين يتحدث عنهم؟.

              تعليق


              • وثيقة ويكيليكس: علاقات سعودية اسرائيلية ودية منذ عهد الملك عبدالله

                تعليق


                • 60 بالمئة من اطفال السعودية قد ينزلقوا في الارهاب



                  اظهرت دراسة استطلاعية اجراها باحث تربوي ان 60 بالمائة من الاطفال السعوديين لديهم القابلية للانزلاق في غياهب الارهاب.


                  وفي هذا الخصوص قال المستشار التربوي والمدير السابق بمدارس الرياض الدكتور عبدالمجيد بن عبدالله الغامدي، أن 60% من صغار السن لديهم قابلية الانزلاق في غياهب الإرهاب محذرا من مغبة التساهل في تربية الأبناء، حسب ما جاء في (صحيفة الجزيرة 29/5/2015 الصفحة الخامسة).

                  وبين الغامدي، ان "الدراسات التربوية تؤكد قابلية صغار السن للانزلاق في غياهب الإرهاب لمن هم في سن المراهقة بنسبة تصل إلى 60% عن غيرهم من الفئات العمرية؛ وذلك من خلال التأثر بدعاة الضلال من التكفيريين عبر استخدام التقنية الحديثة .


                  يشار الى ان نفي المذاهب والطوائف المختلفة بل تكفيرها واهدار دمها هي السمة البارزة في المدارس الوهابية ومناهج الكثير من العلماء في ارجاء العربية السعودية.

                  تعليق


                  • البحرين في ظل الاحتلال السعودي..

                    * بان كي مون: لحوار سياسي جامع في البحرين

                    بان كي مون يدعو إلى مراجعة الحكم على الشيخ علي سلمان


                    انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكم بسجن أمين عام جمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان، داعياً إلى إعادة النظر في المحاكمة وقبول استئناف الحكم، والعمل على حلّ المشاكل السياسية في البحرين على أسس العدالة والحوار السياسي الجامع.


                    الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون


                    وقال المتحدث الرسمي باسم بان ستيفان دوغاريك إنّ "الأمين العام للأمم المتحدة قلقٌ من الحكم الذي صدر بحق زعيم أكبر الجمعيات المعارضة في البحرين"، مؤكداً "أنه يحث السلطات البحرينية على تمكين الشيخ سلمان من ممارسة حقه في الاستئناف وضمان المحاكمة العادلة".

                    ونقل دوغاريك عن بان طلبه من السلطات البحرينية "التصرف وفق واجباتها القاضية بتأمين حماية حرية التعبير والتجمع"، قائلاً "إنّ الأمين العام يؤمن بشدة بأنّ أفضل وسيلة لخفض التوتر وضمان السلام والاستقرار والرخاء لكل البحرينيين تتحقق فقط بالحوار السياسي الشامل بين الحكومة والمعارضة".

                    ***
                    * "مجتهد" يكشف اسرار زيارة "بن سلمان" لفرنسا





                    كشف المغرد السعودي الشهير "مجتهد" عن أهداف زيارة ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى العاصمة الفرنسية باريس، وأهداف الزيارة وعلاقتها باليمن.

                    وقال مجتهد في احدى تغريداته على حسابه في "تويتر": إن زيارة بن سلمان لباريس، كانت رحلة استثمارية بامتياز للاستيلاء على اكبر حصة من صفقات ذكية تم إعدادها كفرصة لسرقات هائلة.

                    وفي تغريدة اخرى، أشار مجتهد، أن من أهداف الزيارة الاستفادة من الحضور الفرنسي في اليمن (سياسياً واستخباراتياً) لتخليص بن سلمان من ورطته التي لم يستطيع الخروج منها حتى الآن.

                    واوضح مجتهد، ان الصفقة الأهم التي تعاقد عليها محمد بن سلمان مع فرنسا تمثلت بدعم باريس للعدوان على اليمن وتقديم دعم استخباري ومعلوماتي وتجنيد عملاء داخل حزب الموتمر اليمني لصالح السعودية.

                    وكشف مجتهد، أن الصفقات العسكرية تمت بطريقة تسمح بأوسع مجالات التضخيم حتى ينتفع الطرفان فرنسا وبن سلمان، مشيرا إلى أن الفائدة العسكرية للسعودية تأتي في آخر الاهتمامات.

                    وأورد مجتهد في تغريداته نماذج من الصفقات، والتي منها: زوارق سريعة و طائرات عمودية و تحديث الأسطول الغربي و طائرات رافال و أقمار صناعية للمراقبة.

                    و نوه في التغريدة الثامنة، أن الزوارق السريعة عددها 30 زورق، و قيمتها “3” مليار ريال (الواحد بـ 100مليون)، من دون الصيانة وقطع الغيار والتدريب، مشيرا إلى أن تكلفة زوارق إيرانية مشابهة تبلغ (5 مليون فقط).

                    وفي التغريدة أورد نماذج من التحايل بين فريق "بن سلمان" الاستثماري ومؤسسة التسويق الفرنسية. كاشفا أن البائع هو شركة "أوسيا" الفرنسية وصدر الإعلان تحت إسم شركة "دي إس إن إس".

                    وارجع مجتهد السبب إلى أن شركة "“أوسيا" مغمورة ولا تستوعب عقدا بـ"3" مليار ريال سعودي، فقررت مؤسسة التسويق الفرنسية جعله اسميا تحت "“دي إس إن إس" مقابل تنفيع كلا الشركتين.

                    وكشف مجتهد، عن تفاصيل الصفقة الثانية، والتي تتضمن 24 طائرة عمودية بـ 3 مليار ريال (الواحدة 125 مليون). مشيراً على أنها و لى الأقل أهون من صفقة مشابهة مع أمريكا (الطائرة بـ 700 مليون ريال سعودي).

                    كما كشف مجتهد عن زيارات يستعد لها محمد بن سلمان لكل من المانيا وبريطانيا والصين.







                    ***
                    * ويكيليكس.. السعودية تقبل مبتعثين من طائفة معينة لجامعاتها




                    أظهرت وثيقة سربها موقع ويكيلكس أن السعودية تستقبل مبتعثين سنة فقط من البحرين، وذلك بموجب اتفاق بين البلدين، حيث بينت البحرين وفقا لحالة أحد المبتعثين أنه سني من عائلة معروفة.


                    وافاد موقع مراة البحرين انه ردا على برقية من وزير التعليم السعودي قالت الخارجية السعودية أنها تلقت برقية من سفارتها في المنامة أكدت فيها أن الطالب البحريني (عبدالله محمد عيسى الجودر) المرشح لإحدى المنح المخصصة للبحرين في الجامعات السعودية من عائلة سنية معروفة، يعمل عدد من أبنائها في مناصب حكومية".


                    وكان وزير التربية السعودي قد طلب "الإفادة بالمرئيات تمهيدا لاستكمال إجراءات قبوله"، وهو الأمر الذي رد عليه الجانب البحريني بتحديد مذهب الطالب وعائلته.



                    ***
                    * إذا كنت في السعودية.. احذر من تصوير أي مسؤول



                    حذر العضو السابق بهيئة التحقيق والادعاء العام السعودية الدكتور إبراهيم الآبادي من تصوير أي مسؤول من خلال كاميرات الهاتف المحمول وغيرها. وأوضح أنها من الجرائم التي تستوجب السجن لمدة عام والتغريم بمبلغ 500 ألف ريال، أو إحدى العقوبتين.

                    وقال الآبادي، وفق ما نقلته صحيفة "عكاظ" السعودية الخميس، إن "تصوير المسؤولين يعد أيضا مخالفة لنظام مكافحة جرائم المعلومات، بحسب المادة الثالثة من نظام جرائم المعلومات التي نصت الفقرة الرابعة فيه على معاقبة من يمس بالحياة الخاصة للآخرين، عن طريق استعمال كاميرات الهواتف النقالة أو ما في حكمها".

                    وأضاف: "كما تجرم الفقرة الخامسة المشهرين بالآخرين بقصد إلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنية المعلومات". وتابع أن "بعض المسؤولين ربما يخطئ بسبب عدم خبرة، ولكن التشهير به ينال منه ويقلل من كرامته، معتبرا أنه "من الأولى مناصحته وإبلاغ مسؤوليه وتثبيت ما وقع منه بشهود".

                    ودعا الآبادي إلى "التماس العذر لبعضنا حتى لا نتحول إلى جلادين نأخذ كل إنسان بهفوة، أو بخطأ يصدر عن اجتهاد. وطالب جميع الجهات الحكومية بوضع كاميرات لمراقبة تعامل الموظفين مع المواطنين.

                    ***
                    * أهمّ ما في «ويكيليكس»


                    المسؤولون السعوديون تركوا ’خريطة طريق’ تكشف كلّ ضباط استخباراتهم في العالم

                    عامر محسن - الاخبار

                    كلّ ما نُشر وسيُنشر، صحافياً، عن تسريبات الخارجية السعودية لن يؤذي المملكة بشكلٍ مباشر، ولن يرتّب عليها كلفة حقيقية. الكشوفات قد تُحرج حلفاء الرياض ومن يستجدي تمويلها، وهي تُظهر للمواطن السعودي مستوى من يقود دبلوماسية بلاده، وانعدام الكفاءة والتخطيط لديه، وإهداره للمال ــ على من يستحق ومن لا يستحقّ ــ ولكننا جميعاً ندرك مدى أهمية الرأي العام بالنسبة إلى النظام في السعودية.

                    إلّا أن هناك عنصراً أساسياً في التسريبات هو، وحده، سيكلّف الحكومة السعودية غالياً، وقد سبّب ذعراً حقيقياً لدى مسؤوليها الأمنيين منذ أن أفرجت «ويكيليكس» عن الوثائق. ولأنّ المنظمة قد قررت أن تكشف عن كمّ معتبر من البرقيات للعموم، فقد أصبحت هذه المادة، منذ أيام، أمام أعيننا جميعاً، وإن لم ينتبه اليها بعد إلّا قلّة.


                    ويكيليكس: السعودية تفضح رجال استخباراتها

                    هذه الوثيقة من عمّان، والممهورة بختم «سري للغاية»، تشرح المسألة: هي تتكلّم عن إلحاق موظف سعودي بالسفارة «بمسمى ملحق»، وتطلب من السفارة «عدم تكليفه بالأعمال التي يستغرق أداؤها جلّ وقته حتى يتفرّغ للعمل المرسل من أجله». البرقية نفسها، بالصياغة ذاتها ــ مع تغيير اسم «الموظف» ــ تجدها مرسلة الى أغلب عواصم العالم، من واشنطن الى القاهرة، و من بروكسل الى المنامة . هي، ببساطة، أكثر من مئتي وثيقة تشير الى عددٍ هائل من ضباط المخابرات السعودية، والعملاء الخارجيين والأمنيين الذي يرسلون الى بلادٍ أجنبية سرّاً تحت مسمى ديبلوماسي.

                    لقطع الشك باليقين، نجد في الأرشيف أيضاً برقيات مرسلة الى رئاسة الاستخبارات العامة، توضح أن هذه الأسماء هي، بالفعل، لعملاء في جهاز الاستخبارات السعودي يعملون في السفارات بغطاء دبلوماسي (قارن هاتين الوثيقتين من بيروت، مثلاً، ونصهما في أسفل الصفحة).

                    بمعنى آخر، فإن القيمين على الدبلوماسية السعودية، بحسّهم الأمني المعدوم وعدم التزامهم بأبسط مبادئ التصنيف والسرية، قد تركوا لكلّ من يخترق وثائق خارجيتهم «خريطة طريق» ــ كاملة وواضحة ــ تشي بكلّ عملائهم السريين حول العالم، وتسمح بتتبّع ضباط استخباراتهم في كلّ السفارات. أهمّ ما في تسريب «ويكيليكس» الأخير هو ليس الفضائح التي تطال الاعلاميين والسياسيين، وكلّ المواد التي تُنشر في الاعلام، بل واقع أنّ كامل الطاقم الاستخباري السعودي، تقريباً، وجهاز العمليات الخارجية وعملائه، قد صار مكشوفاً (بالأسماء الحقيقية، والماضي «المهني»، ومراكز العمل السابقة).

                    من يفهم القيمة الأمنية لهكذا اختراق يعرف، تلقائياً، كلفته ومغزاه، وكيف أنها مادّة كانت الحكومة السعودية مستعدّة لدفع مبالغ طائلة لمن يحوزها كي لا تخرج إلى العموم. ولا يوجد شكّ في أنّ كل «المحترفين» الذين اطّلعوا على الأرشيف ــ من أصدقاء السعودية وأعدائها ــ قد أعدّوا منذ أيام لوائح بكلّ هذه الأسماء.

                    في العادة، تحصل أحياناً تسريبات تكشف و»تحرق» عملاء خارجيين وجواسيس ومتعاملين، إما في إطار الحرب بين أجهزة الاستخبارات، أو نتيجة هفوات وعمليات فاشلة. حين كشفت المخابرات التركية لإيران، عام 2013، عن أسماء مواطنين إيرانيين جنّدهم جهاز الـ»موساد» في تركيا، اعتبر الرئيس السابق للاستخبارات الاسرائيلية الفعل التركي «خيانة» و»خرقاً لكلّ مبادئ التعاون بين المنظمات الاستخبارية». وحين أرادت الامارات «معاتبة» إسرائيل على اغتيال الشهيد محمد المبحوح على أرضها، قامت بنشر أسماء العملاء الاسرائيليين المتورطين وجوازات سفرهم. وكلّ ما احتاج إليه «حزب الله» ليضمن إغلاق محطة السي آي إي في بيروت، عام 2011، كان الاعلان عن أنّه يملك أسماء المشغلين الأميركيين وقسماً كبيراً من مخبريهم.

                    حين تكشف عن اسم عميل خارجي، كلّ رصيده هو سريته والغطاء الذي يعمل تحته، فإنّه «يحترق» ولا يعود قابلاً للاستخدام. بل يصير هو، والمقربون منه، هدفاً لعمليات المخابرات المضادة، وعمليات الاستدراج والتحييد. هكذا يصبح عميلاً مهمّاً، تمّ إعداده والاستثمار فيه على مدى سنوات، ويمسك ملفات حساسة، في حكم المتقاعد، أو يحوّل، في أحسن الحالات، الى أعمال «مكتبية». غير أنّه، في كل التسريبات السابقة حتى اليوم، لم يحصل أن جرى كشفٌ أمني على هذا المستوى وبهذا الحجم. المسؤولون السعوديون ــ بكفاءتهم المعروفة ــ قاموا، بأنفسهم، بالكشف عن كلّ عملائهم!

                    بين عامي 1937 و1938، واجه ستالين حالة مشابهة الى حدّ ما، بحيث لم يعد جهازه الأمني في الخارج موثوقاً (لا أحد يعرف السبب بالضبط، وهل كان بسبب تسريب لأسماء العملاء، أم لأن ولاء بعضهم قد صار موضع شك)، فقرّر، فجأة أن يُعدم كلّ جواسيسه وعملائه السريين، وقضى 138 يوماً وحده، لا يتلقّى أي تقارير عن العالم الخارجي، إلى حين إعداد جهاز بديل. السعوديون، بالطبع، لن يتعاملوا مع الموضوع على طريقة ستالين، ولكن النتيجة واحدة: صار معظم طاقم المخابرات السعودية، لكلّ مقصدٍ عملي، خارج الخدمة. كلّ ويكيليكس وأنتم بخير.

                    إنه رجل الاستخبارات؟

                    في ما يلي، نموذج عن طريقة المراسلة بين السفارة ووزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات حول تعيين الملحق الأمني:

                    1 - سرّي للغاية

                    السفارة في بيروت

                    سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    أفيد سعادتكم أنه تم تكليف السيد وليد بن عبداللطيف ناصر المعشوق للعمل بالسفارة بمسمى «ملحق» بديلاً للسيد عائض بن مناحي القحطاني اعتباراً من 01\04\1433هـ.
                    وبناءاً عليه آمل من سعادتكم تقديم التسهيلات اللازمة له وعدم تكليفه بالأعمال التي يستغرق أداؤها جلّ وقته حتى يتفرغ للعمل المرسل من أجله.

                    2 - سري للغاية

                    صاحب السمو الملكي رئيس الاستخبارات العامة
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    اشارة إلى برقية سموكم رقم 1038 وتاريخ 06\02\1433 بشأن إلحاق الموظّف (م7) وليد بن عبد اللطيف ناصر المعشوق، للعمل بسفارة خادم الحرمين الشريفين في الجمهورية اللبنانية بديلاً للموظف السابق عائض بن مناحي القرني.

                    أرفق لسموكم نسخة من القرار الوزاري الخاص بضمه للبعثة الدبلوماسية بسفارة خادم الحرمين الشريفين في بيروت اعتباراً من 1\4\1433هـ. وتم تعميد وكالة الوزارة لشؤون المراسم لإصدارجوازات سفر دبلوماسية له ولعائلته. كما وتم إبلاغ سعادة السفير في بيروت لتسهيل مهمة السيد المعشوق.

                    سعود الفيصل - وزير الخارجية

                    ***
                    * "ويكيليكس".. أسماء الصحفيين والاعلام المؤيد والمعارض للسعودية





                    من ضمن الوثائق التي كشف عنها موقع "ويكليكس" الخاصة بالسعودية ودفعها المال لشخصيات ومؤسسات، بينت الوثائق أيضا شراء السعودية لصحفيين ومؤسسات صحفية عالمية وعربية وافريقية.


                    وهذه بعض الوثائق:

                    نجدية كانبرا

                    بالإشارة إلى برقيتكم رقم 601/99/3/1592 وتاريخ 2/12/1428هـ المتضمنة طلب السفارة موافاتها بالشيك الممثل لقيمة الاشتراك في الصحف الأسترالية التالية : (صحيفة التلغراف ، جريدة النهار ، مجلة ميدل غيست تايمز ، صحيفة المستقبل) لمدة عام اعتباراً من 1/1/2007م .

                    نرفق لكم طيه الشيك رقم 198051343 وتاريخ 29/4/2008م بمبلغ (40000) أربعون ألف دولار أسترالي ، بواقع (10000) عشرة آلاف دولار أسترالي لكل مطبوعة ، وذلك لقاء تجديد اشتراك وزارة الثقافة والإعلام في المطبوعات المشار إليها .

                    نأمل تسليم المبالغ للجهات المستفيدة وموافاتنا بما يفيد ذلك ، مع الإشارة إلى أن الشيك مستبدل عن أمر الدفع رقم 830141 وتاريخ 7/4/1429هـ .

                    تحياتنا
                    الخارجية

                    قائمة المعارضين للسعودية..

                    المنظمات الدولية:
                    هيومن رايتس ووتش
                    منظمة العفو الدولية

                    شبكات التلفزة:
                    BBC
                    CNN
                    شبكة فوكس
                    سكاي نيوز
                    الحرة
                    العالم
                    الاتجاه تستضيف معارضيين للمملكة أمثال المسعري
                    فرانس 24
                    روسيا اليوم تقوم بنشر اخبار عن المملكة وخاصة فيما يتعلق بالوهابية
                    الجزيرة
                    المنار
                    العدالة الكويتية
                    الوطن الكويتية

                    الصحافة الورقية و الإلكترونية :
                    النيويورك تايمز : توماس فريدمان ، مورين داود
                    فايننشال تايمز
                    فورن بولسي Foreign Policy
                    فورن افيرز Foreign Affairs
                    هافنقتون بوست Huffington Post
                    صحيفة المصري اليوم تقوم بنشر مقالات تسئ للمملكة واحيانا باقلام سعودية
                    الدستور الأردنية = = = = =
                    الدستور المصرية = = = = =
                    السفير اللبنانية هاجمت المملكة خلال احداث البحرين
                    صحيفة الرأي الكويتية الاساءة للمملكة
                    صحيفة الدار الكويتية الاساءة للمملكة
                    الأنباء الكويتية تنشر في بعض الاحيان مقالات تسئ للمملكة
                    المستقبل الكويتية = = = = = =
                    جريدة عمان تقوم بنقل ونشر مقالات واخبار تسئ للمملكة دون التعليق
                    صحيفة الشبيبة العمانية = = = = = = = =
                    المنار
                    لبنان الآن
                    اللواء اللبنانية
                    اليوم السابع "مصرية"

                    ***
                    عاجلة وســـرية

                    السفارة في بيروت


                    هذه لمعالي السفير

                    إشارة لبرقيتكم رقم 208/1/1/818 وتاريخ 15/11/1433هـ بشأن المعلومات المتوفرة بشأن إستعداد إيران تمويل (بيير الظاهر) مالك محطة (LBC) بشرط تركيزها على الشيعة في المملكة والخليج. وإقتراحكم بأنه إذا تعسر الوصول الى تسوية معه يتم إيقاف الإعلانات التجارية ، خاصة من قبل مجموعة (MBC) وبحث إيقاف محطته عبر أقمار البث العربية .

                    نفيدكم بصدور التوجيه الكريم بالموافقة على إقتراحكم في هذا الأمر.

                    من ناحية أخرى أفاد معالي وزير الثقافة والإعلام بأن (بيير ظاهر) زار معاليه في مكتبه ، كما التقى معاليه بالأستاذ/ وليد عرب هاشم حيث أوضح بأن هناك كيانان منفصلان تماماً ومستقلان عن بعض ، ولكن متشابهان في الإسم أمام الجمهور حيث أن هناك محطة (LBC) الأرضية وهي شركة لبنانية 100% مملوكة للسيد/ بيير الظاهر وشركاته وأسرته ، ولا تمتلك حق البث على الفضاء وإنما يقتصر بثها على أراضي لبنان فقط وتخضع للقانون اللبناني.

                    أما قناة (LBC) الفضائية وهي شركة غير لبنانية ومملوكة 100% لمجموعة روتانا التابعة لصاحب السمو الملكي الوليد بن طلال وتمتلك حق البث الفضائي في العالم كله فيما ذلك البث الى لبنان. وقد أوضح السيد وليد عرب هاشم لمعاليه بأنه عندما اشترت مجموعة روتانا (LBC) الفضائية بكل قنواتها في العالم (LBC Europe Australia LBC America ) تم تعيين السيد/ بيير كرئيس لكل قنوات روتانا وبعد حوالي سنتين تم الإستغناء عن خدماته وطرده بسبب سوء الأمانة في الإدارة وفصله تماماً من إدارة مجموعة قنوات روتانا بما فيها قناة (LBC) ، بعدها عاد الى قناة (LBC) الأرضية وقام بالتعاقد مع الأقمار الصناعية لبثها فضائياً لكن مجموعة روتانا تقدمت بالأوراق التي تثبت بأنها هي التي تملك حق بث (LBC) فضائياً وعلى أساسه توقفت شركـــة عرب سات ونايل سات من التعامل معه ومن بث قنـــاته الأرضية ولكن لازالت شركة نورسات تبث هذه القناة من غير أي حق. وأن الوضع الحالي هو أن هناك قناة (LBC) لبنانية يبثها السيد/ بيير الظاهر على أقمار نورسات بدون أن يكون له أي حق في ذلك ويعتبر هذا عمل قرصنة وإعتداء على حقوق مجموعة روتانا المالكة لكل قنوات (LBC) وفي العالم كله ولا يمتلك السيد/ بيير وأسرته وشركاته الا قناة لبنانية بإسم (LBC) ولها الحق فقط أن تبث بث أرضي وليس فضائي وداخل أراضي لبنان فقط وما يفعله من بث على أي قمر صناعي هو عمل غير قانوني كما أنه خارج عن إدارة ورغبة وتحكم مجموعة روتانا ، وسمو الأمير الوليد بن طلال وآخرون يسعون لتوقيفه وفعلوا ذلك فعلاً مع الشركات الفضائية وتبقى شركة نور سات .

                    ومعالي وزير الثقافة والإعلام يؤيد إيقاف الإعلانات التجارية على المحطة المشار اليها في حال إستمرار بيير الظاهر في موقفه ، وكذلك إيقاف بث محطته عبر الأقمار الصناعية (نورسات) .

                    ***
                    سعادة وكيل وزارة الثقافة والاعلام للاعلام الخارجي

                    بالإشارة لبرقيتكم رقم 2848 وتاريخ 17/12/1426هـ بشأن إفادة سعادتكم بأنه تجري حالياً مراجعة اشتراكات وزارة الثقافة والاعلام في الصحف والمجلات لعام 2006م 0

                    أفادتنا سفارة المقام السامي في نيامي (النيجر) بأنه نظراً لأن الاشتراك في الصحف النيجرية الأربع يبتدئ من 1/1/2006م وأنه حتى تاريخه لم يرد السفارة ما يشير بالموافقة من عدمها ، لذا فإنها تأمل الموافقة على تجديد الاشتراك في الصحف النيجرية الأربع لمدة عام اعتباراً من 1/1/2006م 0

                    لاطلاع سعادتكم وإفادتي بما ترونه مناسباً ، مع أطيب تحياتي ،،،

                    رئيس ادارة الشئون الاعلامية
                    اسامة احمد نقلي

                    خطة صرف الميزانية

                    عقدي شركة العلاقات العامة في كل من طوكيو واسلام اباد

                    700.000

                    مبلغ اشتراكات السفارات في الصحف والمجلات والوكالات

                    400.000

                    تكاليف إصدار نشرات من السفارات

                    100.000

                    صيانة جهاز الوكالات التابع لقسم المتحدث الرسمي بالإدارة

                    14.000

                    ***
                    سعادة مدير عام الشئون المالية المحترم

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    إشارة إلى مذكرة السفارة في نيودلهي رقم 280 وتاريخ 8/4/1433هـ بشأن طلب تجديد العقد مع وكالة إيانس للأنباء المحلية لمدة عام إعتباراً من فبراير 2012 م . وطلب الشركة تسديد إشتراكات السفارة عن الفترة من اكتوبر 2011 إلى يناير 2012م .

                    أفيد سعادتكم بانه لا يوجد ما يمنع من صرف مبلغ (1.875.000 ) روبية هندية بما يعادل ( 43750 ) دولار أمريكي لحساب السفارة في نيودلهي لهذا الغرض .

                    لإطلاع سعادتكم ، وما ترونه مناسباً ، مع اطيب تحياتي ،،،،

                    280 0408 نيودلهي
                    رئيس إدارة الشئون الإعلامية
                    أسامة أحمد نقلي

                    ***
                    عاجل جداً

                    تهدي وزارة الخارجية (إدارة الشئون الإعلامية) أطيب تحياتها إلى سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن

                    بالإشارة إلى مذكرتكم رقم 501/99/3/1031 وتاريخ 11/8/1429هـ بشأن طلب تعويضها عن إجمالي قيمة الاشتراكات في المطبوعات المختلفة البالغ مقداره مبلغ (36/6174) ستة آلاف ومائة وأربع وسبعون دولار أمريكي وستة وثلاثون سنت ، ما يعادل (85/153ر23) ثلاثة وعشرون ألف ومائة وثلاثة وخمسون ريال سعودي وخمسة وثمانون هلله .

                    تأمل مخاطبة معهد الدراسات الدبلوماسية بهذا الشأن ، كونه الجهة المسئولة عن هذه الاشتراكات .

                    وتنتهز الوزارة هذه الفرصة لتعرب لها عن أطيب تمنياتها .

                    ***
                    سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي

                    إشارة لبرقية سعادتكم رقم 10751 وتاريخ 27/6/1432هـ بشأن طلب معلومات عن جريدة الناس اللبنانية والتي يرغب رئيس تحريرها/ حسن ياغي دعمها بالإشتراك بنسخ منها.

                    أفادت سفارة المقام السامي في بيروت أن صاحب الجريدة المذكورة/ حسن ياغي هو قريب السيد دريد ياغي أحد أركان الحزب التقدمي الإشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط وصاحب الجريدة /حسن ياغي قريب من الحزب القومي السوري الإجتماعي وصحيفته التي يملكها ويرأس تحريرها هي من صحف الدرجة الثالثة وغير معروفة في أوساط الرأي العام اللبناني وليس لها تأثير يذكر ، وتصدر بفعل بعض الإشتراكات من قبل عدد من المؤسسات والسفارات كسفارتي قطر والأمارات ، والصحافيون الذين يكتبون فيها غير معروفين وأكثرية المواضيع التي تنشرها مقتبسة من وسائل إعلام أخرى.

                    ترى السفارة أنه من الأفضل عدم إعطاء أهمية لطلب صاحب الجريدة لعدم وجود أي تأثير لجريدته في اوساط الرأي العام ، وحتى لو كتبت الصحيفة مادة إيجابية عن المملكة فالجريدة غير مقروءة وغير مطلوبة من الرأي العام ، والإشتراكات التي تتلقاها من المؤسسات هي بفعل العلاقات الشخصية بصاحبها ليس أكثر.

                    آمل إطلاع سعادتكم وما ترونه مناسباً. مع أطيب تحياتي ،،،

                    رئيس إدارة الشئون الإعلامية
                    السفير/ أسامه أحمد نقلي

                    ***
                    سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي

                    بالإشارة إلى برقية معالي وزير الثقافة والإعلام رقم 800/ب ص وتاريخ 16/10/1427هـ المتضمنة موافقة وزارة الثقافة والإعلام على دعم (مؤسسة والفجر الإعلامية) السنغالية عن طريق الاشتراك فيها بما قيمته (5000) دولار أمريكي ورفع قيمة الاشتراك في صحيفة (لوسولي) من (4160) دولار أمريكي إلى (5000) دولار أمريكي .

                    أرفق لسعادتكم طيه نسخة من قيمة الاشتراك في صحيفة (والفجر) السنغالية ، وكذلك قيمة الاشتراك السنوي المعتمد بصحيفة (لوسولي) ، والتي وافتنا بها سفارة المقام السامي في داكار (السنغال) .

                    لتفضل سعادتكم بالاطلاع والإحاطة وما ترونه مناسباً نحو موافاتنا بقيمة الاشتراكات ، مع أطيب تحياتي ،،،

                    رئيس إدارة الشئون الإعلامية
                    أسامة أحمد نقلي
                    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 26-06-2015, 03:57 AM.

                    تعليق


                    • السعودية اللانفطية والنفطية اللاسعودية!



                      الوقت
                      يعتبر الإقتصاد السعودي أحادي الجانب ونفطياً بإمتياز، لذلك فإن أي تذبذب في الأسعار قد يلقي بظلاله سريعاً على الوضعين الداخلي والخارجي للسعودية، خاصةً أن العديد من الدراسات تشير إلى أن السعودية وخلال أقل من عقدين لن تكون قادرة على تصدير النفط، وتتقاطع هذه الدراسات مع التنبؤات التي أصدرها بنك “سيتي غروب” في العام ٢٠١٢ عن أن السعودية قد تصبح مستوردا للنفط بحلول عام ٢٠٣٠، لأنها تعتبر من أكثر الدول المستهلكة للنفط إذا ما تم مقارنتها بالدول الأخرى.

                      لا يختلف اثنان على المكانة العالمية التي حصلت عليها السعودية بسبب قدرتها المالية الضخمة، منطلقة من هذه النقطة تحديداً للدخول إلى عالم السياسة والصراعات السياسية، وبالفعل نجحت لهذه الأسباب في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، ولكن ماذا لو لم تكن الرياض قادرة على تصدير النفط؟ وماذا لو فقدت السعودية قدرتها المالية حالياً؟
                      بما أن الإقتصاد السعودي أحادي الجانب، فإن أي فقدان للقدرة على تصدير النفط يعتبر مقدّمة طبيعية لنهاية الهالة السعودية وتدمير الإقتصاد، والعودة عشرات السنين إلى الوراء، ولكن لإدراك مستقبل “السعودية اللانفطية” أو “النفطية اللاسعودية”، لا بد من مقدمة لتبيان النفوذ والقدرات التي حصل عليها آل سعود بسبب “البترودولار”.

                      مقدمة تاريخية

                      لم تحظ منطقة الحجاز بأي أهمية إقتصادية في أوائل القرن العشرين، وجل إهتمام المسلمين بمنطقة الحجاز حتى ذلك الوقت اقتصر على الحج والعمرة، في ظل غياب أي إهتمام دولي يذكر، إلا أنه وبعد إعلان عبد العزيز آل سعود تأسيس الدولة والذي ترافق مع طفرة نفطية، باتت منطقة الحجاز قديماً والسعودية حديثاً موضع إهتمام العديد من الدول العالمية وخصوصاً تلك التي انتصرت في الحربين العالمية الأولى والثانية، بدءاً من بريطانياً ووصولاً إلى أمريكا.

                      ومع ازدياد أسعار النفط في منتصف القرن العشرين، زادت أهمية السعودية الإقليمية والدولية، حتى باتت من أهم الدول الفاعلة إقليمياً بسبب القدرة الإقتصادية النفطية في أواخر القرن الفائت، ولكن ماذا لو لم تمتلك الرياض النفط؟ وماذا لو وقعت في عجز إقتصادي؟

                      السعودية اللانفطية

                      لعل من أهم النتائج المترتبة على ضعف السعودية إقتصادياً، زوال الجماعات التكفيرية في المنطقة، وبالتالي الحد بنسبة كبيرة من الإرهاب و الفتنة الطائفية التي لطالما عملت السعودية على تأجيجها. فكيف يمكن للسعودية أن تموّل المدارس الدينية في باكستان وأفغانستان؟

                      السعودية اللانفطية كذلك تعني حكومة نظيفة ومنتخبة شعبياً، بدل أن تتحكم عائلة حجازية استفادت من الظروف والإستعمار للتسلط على الشعوب وأكل ثرواتهم، وبالتالي لما كان هناك سجن سياسي، أو تمييز بين المواطنين، ولكان اسم البلد، يبدأ بـ(الجمهورية) وينتهي بـ(الإسلامية) ولما أعطت أمريكا والغرب للسعودية أي أهمية تذكر.

                      لو لم تكن السعودية نفطية لما حصلت هزيمة ١٩٦٧، وبالتالي لكان “الكيان الإسرائيلي” شيئاً من الماضي، فهي التي تواطأت مع الكيان الإسرائيلي من ذلك الحين، واستنزفت الجيش المصري في الحرب على الأراضي اليمنية. غياب آل سعود يعني بقاء فلسطين والأقصى قضية العرب والمسلمين المركزية والكيان الإسرائيلي عدوهم الاستراتيجي الأول، وهذا ما يمكن إستشفافه من عرّاب الدبلوماسية السعودية الأمير سعود الفيصل الذي استخدم في بعض البيانات الصادرة عنه مصطلح الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي لا العربي.

                      السعودية اللانفطية تعني عدم ظهور التنظيمات الإرهابية في سوريا وقتلها لعشرات الآلاف من الأبرياء، وكذلك عدم احتلال العراق من قبل تنظيم داعش الإرهابي. كما أن العدوان السعودي الحالي على اليمن والذي أودى بحياة الآلاف من المسلمين، لم يكن لولا هذه الأموال النفطية.

                      لو لم تكن السعودية نفطية، لما نجحت الرياض في تلميع صورتها الإقليمية عبر الآلة الإعلامية الضخمة التي تقودها قنوات خليجية معروفة، وربما لم تكن بحاجة إلى ذلك لأنها ستكون منشغلة بالأوضاع الداخلية ولن تمتلك القدرة على التأثير خارجياً.

                      يبدو أننا نعالج النتائج من دون النظر إلى الأسباب، فماذا لو عكسنا المشهد، ماذا لو كانت بلاد الحجاز، نفطية ولكن لاسعودية؟

                      النفطية اللاسعودية

                      لا شك في أنه لو لم ينجح آل سعود في السيطرة على الحجاز، لكان المشهد معاكساً لما نراه اليوم، وكانت بالفعل هذه المنطقة وأهلها الكرماء “مملكة الخير”، والشقيقة الكبرى ليس فقط لدول مجلس التعاون، إنما لكافة العرب والمسلمين. لو غاب آل سعود عن المشهد لكانت الوهابية فعل ماضٍ ناقص، والفتنة المذهبية حكايات تدرس في كتب التاريخ فقط.

                      بلاد الحجاز النفطية تعني أن يعيش كافة أبناء تلك المنطقة(السعودية حالياً) بأمن وإستقرار وحرية ورخاء إقتصادي، فلا تنحسر المليارات النفطية بأيدي عائلة صغيرة.

                      بلاد الحجاز النفطية أيضاً، تعني وحدة إسلامية تعطي لأبنائها رهبة تقض مضاجع كل الطامعين في خيرات المسلمين. فلو اتحدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الحجاز الإسلامية (السعودية حالياً)، هل ستستطيع القوى الغربية مهاجمة المسلمين في شتى أنحاء الأرض؟ ماذا لو اتخذت الأمة الإسلامية قراراً موحداً بقطع نفط منطقة الشرق الأوسط عن القوى الغربية؟

                      الخلاصة

                      يتضح أن السعودية النفطية عبارة عن “حجر عثرة” أمام وحدة وتقدم وإستقرار الأمتين العربية والإسلامية، في حين أن السعودية اللانفطية تضرب بنيان العديد من المخططات التي تستهدف المنطقة نظراً لعجزها عن أداء هذا الدور الموكول لها حالياً، وتعتبر النفطية اللاسعودية مقدّمة طبيعية لإزدهار ووحدة الأمة الإسلامية.

                      تعليق


                      • * السعودية ترصد «الجزيرة»: سقفها تحدّده أميركا

                        منذ انطلاق قناة «الجزيرة» القطرية، وضعتها المملكة العربية السعودية في أولويات دائرة رصدها الإعلامي. فالمملكة ترى في القناة «السبب الرئيسي الذي وضع قطر في العالم السياسي»، كما يرد في إحدى برقيات الخارجية المسرّبة.



                        صباح أيوب/ جريدة الأخبار


                        لكن نظرة آل سعود لـ»الجزيرة» منذ البداية شابها، كما تظهر البرقيات، تشكيك حول إدارتها وسياستها التحريرية، وخصوصاً في ما يتعلق بعلاقتها بالولايات المتحدة الأميركية. فتارةً يقول السفير السعودي في قطر إنه «رغم الحرب المعلنة من الولايات المتحدة على «الجزيرة»، إلا أن من الواضح أن هناك قناعات مشتركة على الدوائر والخطوط التي تعمل عليها القناة»، متابعاً إن المحطة «لا تتجاوز المسموح به في الفضائيات الأميركية». وتارة تشير الى اعتقاد البعض بأن هناك «تعاوناً بين الاستخبارات الأميركية والجزيرة».


                        وهنا يستشهد السفير السعودي في الدوحة بتسريبات «ويكيليكس» عام ٢٠١٠ لبرقيات الخارجية الأميركية، فيشير الى «العلاقة بين CIA ومدير المحطة وضاح خنفر».

                        في بعض الأحيان، كانت «الاستخبارات العامة» السعودية هي التي تقدّم التقارير حول «الجزيرة» ، فتفنّد أسماء المسؤولين فيها، وأبرز المذيعين والصحافيين العاملين هناك. وتظهر بعض الوثائق أن تقارير الاستخبارت السعودية حول القناة تضمّنت قراءة لبعض الخطوات الإدارية التي حصلت في المحطة عام ٢٠١٢، كأن يتمّ تبديل بعض الموظفين بآخرين «من الشباب»، وأن تتغيّر بعض البرامج «الناجحة» وتستبدل كبرنامجَي «حوار مفتوح» لغسان بن جدو و»الملف» لسامي كليب، وأن تنقل القناة استوديواتها الى أخرى «تنافس استوديوات محطة العربية».

                        قراءة الاستخبارات السعودية حول تلك التغيرات و»التوجهات الجديدة» للقناة جاء فيها أن أحد «أهداف» ما يحصل هو «التركيز على الديموقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والانتخابات والمشاركة السياسية» و»السير في اتجاه التحضير الى التغيير في دول الخليج العربي من خلال التركيز على التوجهات الإعلامية الجديدة والحديث عما يسمى ربيع الخليج».

                        بعض البرقيات من جهة أخرى، تظهر مجدداً مدى تحكّم آل سعود بالسماح للمسلمين بأداء الحجّ والعمرة، وفقاً لاعتبارات شخصية أو سياسية. عشرات الوثائق المسرّبة تتحدّث عن «قرار سامي» ملكي يفرض «طلب الاستئذان لموظفي الجزيرة» تحديداً بشأن منحهم تأشيرات سفر الى المملكة، بما فيها طلبات الحجّ والعمرة. بعض الوثائق تظهر الترتيبات الأمنية المشددة التي ترفقها المملكة مع السماح لموظفي «الجزيرة» بتأدية الحجّ، إذ جاء في إحداها حول منح تأشيرة حجّ لثلاثة موظفين من القناة القطرية ما يأتي: «نفيدكم بصدور الموافقة على تأشيرة المذكورين (...) على أن يتم إفهامهم بعدم القيام بأي عمل إعلامي مهما كان ويكونوا مستكملي إجراءات الحج، وموافاتنا بموعد وواسطة قدومهم قبل وصولهم بوقت كافٍ، وتزويد كل من وزارة الداخلية ورئاسة الاستخبارات العامة بصورة من الإجراء».

                        ***
                        * وثائق ويكيليكس وتأكيد ما هو مؤكد




                        سامي رمزي - شفقنا


                        العارفون بطبيعة النظام السعودي بشقيه السياسي والديني، لم يفاجأوا بمضامين ما كشفته وثائق ويكليكس، عن الدور الكارثي للسعودية، الذي دفع بالمنطقة الى فوهة بركان، بل العكس تماما يرى هؤلاء انهم كانوا سيفاجأون لو جاءت هذه الوثائق على خلاف طبيعة هذا النظام الذي زُرع في جزيرة العرب ليقوم بالدور الذي يقوم به الان.

                        ابسط الناس في منطقتنا يجزم دون ادنى شك، على ان النظام السعودي الذي اوجدته بريطانيا في جزيرة العرب ومن ثم رعته امريكا، ليكمل الدور التدميري لكيان آخر كان في طور الاعداد لزرعه في ارض فلسطين المحتلة، ليقوم الكيانان بدور حدي المقص، لمواجهة كل محاولة جادة للنهوض بالامة من كبوتها وانطلاقها نحو الامام كباقي الامم الاخرى.

                        لسنا هنا بسرد السياسات والمواقف السلبية والمناهضة لتطلعات الامة نحو النهوض والتحرر والاستقلال ومناهضة الصهيونية، التي اعتمدتها السعودية منذ تاسيسها وحتى اليوم، فهذا الامر بات معروفا للجميع فناصبت السعودية العداء لمصر عبدالناصر وجميع حركات التحرر العربية، قديما وحديثا، وقد وصل هذا العداء الى مستويات لا تقل عن عداء الصهيونية، فالسعودية ناصبت ومازالت العداء، كما الصهيونية، لمحور المقاومة وحزب الله، وحركة حماس و حركة الجهاد الاسلامي، وفي المقابل دعمت وايدت جميع الانظمة الدكتاتورية والرجعية والاحزاب والتنظيمات والشخصيات التي تنفذ الاجندة السعودية وفي مقدمتها حرف البوصلة من العدو الصهيوني صوب اعداء وهميين مثل ايران والشيعة وحماس والجهاد الاسلامي في فلسطين، وادخلت الامة في فوضى ونفق مظلم لا يعرف الا الله متى تخرج منه، وخاصة بعد ان نشرت الوهابية في مختلف المجتمعات العربية فافرزت حالات شاذة مثل القاعدة و"داعش" و "جبهة النصرة" وباقي الجماعات التكفيرية الارهابية.


                        من اكثر المواقف انحرافا للراي العام العربي والاسلامي للسعودية، كان العداء الغريب للمقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين، فلو كان هناك من يبرر العداء للمقاومة الاسلامية في لبنان لاسباب طائفية، ورغم فساد هذه الاسباب، الا انه من الصعب تبرير مثل هذه المواقف ازاء المقاومة الاسلامية في فلسطين مثل حماس والجهاد الاسلامي، فالسعودية شاركت، كما الصهيونية، في كل الجرائم التي ارتكبت ضد المقاومة الاسلامية في غزة، وبشكل لم يعد خافيا على احد.


                        اليوم وعندما تكشف وثائق ويكليكس السعودية عن جوانب من ممارسات النظام السعودي لاضعاف المقاومة الاسلامية في غزة بهدف القضاء عليها، فان مثل هذا الكشف لم يكن مفاجئا للعارفين بطبيعة الدور السعودي في المنطقة، وكل ما هنالك ان هذه الوثائق جاءت لتاكيد ما هو مؤكد.


                        اليوم وضمن التسريبات التي كشف عنها موقع "ويكيليكس"، ظهرت وثيقة تتحدث عن محاربة المملكة العربية السعودية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومنع وصول الدعم العسكري لها المقدم من الجمهورية الإسلامية في إيران من خلال فرض حظر جوي على الطائرات الإيرانية التي تعبر المجال السعودي متجهة إلى السودان، وتقول هذه الوثيقة بالنص:

                        "بالإشارة للأمر السامي الكريم رقم 7251/م ب وتاريخ 2/9/1430هـ، المبني على الأمر السامي الكريم رقم 1898/م ب وتاريخ 2/3/1430هـ بشأن تشكيل لجنة على مستوى عالٍ تضم كلاً من وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية والخارجية ورئاسة الاستخبارات العامة، لدراسة موضوع عدم السماح لإيران باستخدام أجواء المملكة لنقل شحنات من الأسلحة إلى حماس من خلال السودان وحيث قضى الأمر السامي الكريم بما نصه "إعادة دراسة الموضوع من الناحية النظامية بشكل مفصل من قبل الجهات المشار إليها وبمشاركة وزارة المالية "مصلحة الجمارك" والمؤسسة العامة للموانئ في ضوء الاتفاقيات ذات العلاقة المتعددة والثنائية التي صادقت عليها المملكة وما ترتبه من التزامات وحقوق في هذا الخصوص والأنظمة والإجراءات المحلية المتبعة بهذا الشأن وأن يتم الرجوع إلى السوابق المماثلة "محلية–دولية" وبيان الأثر النظامي لقرارات مجلس الأمن رقم 1737 ورقم 1747 ورقم 1803 الصادرة بشأن إيران وما ترتبه من التزامات وحقوق للمملكة في حالة ورود مثل هذه الطلبات، والرفع بتصور نظامي يحدد بشكل واضح حقوق والتزامات المملكة في هذا الشأن سواء في مجال الجو أو البحر أو البر والرفع بالنتيجة".

                        من خلال هذه الوثيقة المسربة، تعترف السعودية انها تختفي وراء قرارات مجلس الامن الدولي لمنع وصول المساعدات العسكرية الايرانية إلى غزة.

                        هذا الموقف المتواطىء للسعودية مع الكيان الصهيوني الذي كان يفرض حصارا شاملا وعدوانا ظالما على اهل غزة، وان كان فاجأ البعض الا انه لم يكن مفاجئا، كما قلنا، لمن يعرف السعودية على حقيقتها وطبيعة دورها، فقبل ان تكشف ويكليكس عن تواطؤ السعودية مع الكيان الصهيوني لمحاصرة غزة، أقر الكيان الصهيوني نفسه وبصراحة، بدور السعودية في وقف عمليات تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ونقلت الإذاعة "الاسرائيلية"، عن مصدر سياسي "إسرائيلي" وصفته بالبارز قوله إن «الجهود الدبلوماسية التي بذلتها السعودية لعبت دورا في تقليص عمليات تهريب السلاح للمقاومة في القطاع بشكل جذري»، وأكد المصدر أن السعودية مارست ضغوطاً كبيرة على الرئيس السوداني «عمر البشير» لكي يوقف تهريب السلاح للمقاومة في غزة.


                        وأشار المصدر إلى أن السعوديين استغلوا حاجة البشير للشرعية الإقليمية والدولية في أعقاب صدور قرار محكمة الجنايات الدولية باتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، وطالبته بوقف التعاون مع الإيرانيين كشرط لتطبيع العلاقات معه، وهذا ما حدث.


                        يُذكر أن أول من كشف عن دور السعودية في مواجهة عمليات ايصال السلاح للمقاومة في قطاع غزة كان الصحافي "الإسرائيلي" رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت". وفي تحقيق نشره موقع الصحيفة، يوم الجمعة31 تشرين الاول / اكتوبر عام 2014، نوه "بن يشاي" إلى الضغوط التي مارستها القيادة السعودية على البشير لوقف نقل السلاح للمقاومة في غزة.


                        الشيء الايجابي في هذه الوثائق، هي انها عممت الصورة الحقيقية للسعودية ونظامها السياسي ودورها السلبي في المنطقة والعالم وخاصة في فلسطين المحتلة، وفي اشاعة الفتن والتكفير والفوضى والطائفية، على جميع فئات المجتمعات العربية بمختلف شرائحها، فلم يعد القارىء العادي بحاجة الى ان يتابع ويدقق في تفاصيل السياسة السعودية، ويراقب مواقف وتصريحات زعمائها ليقف على حقيقة دورها الكارثي في الامة، ويكفيه ان يقلب بعضا من وثائق ويكليكس ليقف على حجم الفاجعة التي نزلت بالامة جراء هذه السياسة.

                        تعليق


                        • البحرين في ظل الاحتلال السعودي..

                          * الشيخ سلمان يعزي الكويت وأهالي الشهداء من سجنه



                          عزّا زعيم المعارضة البحرينية، وأمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، المعتقل الشيخ علي سلمان، أهل الكويت وأهالي "شهداء الصلاة في الحادث الإرهابي الشنيع"داعياً لهم بالرحمة وللجرحى بالشفاء العاجل.


                          كما دان أمين عام الوفاق الحادثَين الإرهابييَن في تونس وفرنسا مواسياً أهالي الشهداء والضحايا مع تمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، وفق ما ذكر حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر".



                          ***
                          * وثائق ’ويكيليكس’ تعرّي ’مملكة الجهل’


                          سفراء المملكة جاهلون.. برقيات ’ويكيليكس’ نموذجا

                          لطيفة الحسيني


                          الحديث عن آل سعود وبراعتهم في ممارسة سياسة دفع الأموال وشراء الذمم يطول. برقيات وزارة الخارجية السعودية أثبتت أن المملكة وأمراءها لا يجيدون سوى الإنفاق للحصول على مبتغاهم. لكنّ التمعّن في قراءة النصوص الواردة في الوثائق المسرّبة يقود الى ملاحظة المستوى الرديء لصياغة المراسلات التي يتبادلها الدبلوماسيون مع الوزارة الأمّ في بلدهم. منذ أن وفّر "ويكيليكس" للرأي العام العالمي فرصة للاطلاع على وثائق سفارات الرياض حول العالم، شكّلت الأدبيات المتّبعة فيها قاعدة دلّت بشكل واضح على الحجم المتدنّي لكاتبيها من حيث اللغة والثقافة على حدّ سواء.

                          من بين آلاف البرقيات الواردة على ويكيليكس، تلفت برقيتان مليئتان بكمًّ من السخافة والخيالات. الأولى مرسلة الى وزير الخارجية آنذاك سعود الفيصل، وتتضمن مطوّلات تنقل مواقف عامة ومذكورة في وسائل الاعلام اللبنانية حول بعض الردود على رسالة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لرئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان. للحظةٍ، يخال القارئ أنه يطّلع على أخبار الوكالة الوطنية للاعلام في لبنان.. لا معلومات سوى "نسخ ولصق" لآراء شخصيات سياسية موجودة في كافة الوكالات والقنوات والصحف.

                          أما البرقية الثانية فمعنونة بـ"سري للغاية وغير قابلة للتداول"، وهي تختلق أحداثا تزعم فيها أن "قائد الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة أحمد جبريل يساعد حزب الله والحرس الثوري الإيراني على إنشاء قواعد عسكرية جديدة في لبنان، على امتداد 40 كلم من جبال رياق في البقاع على حدود عرسال الواقعة على الحدود السورية". يكفي أن يرد مصطلح "جبال رياق" في البقاع، حتى يدرك القارئ أن من صاغ الوثيقة لا يفقه من جغرافيا لبنان شيئاً! حتى أنه لم يكلّف نفسه عناء التحقّق من أن رياق تقع في سهل منبسط وتخلو من أية جبال.

                          هاتان البرقيتان ليستا الوحيدتين، بل هناك العديد من العثرات التي تُبيّن حجم الجهل الذي يغلّف أسلوب المراسلات بين الخارجية السعودية ودبلوماسييها. على سبيل المثال، تقول إحدى الوثائق إن هناك تنسيقا بين النائب وليد جنبلاط والدروز في سوريا، مستفيدا من التواصل الجغرافي والبشري بين منطقة راشيا الدرزية في لبنان ومنطقة السويداء في سوريا". سقطة أخرى تكشفها البرقية، فلا وجود لأي تواصل جغرافي بين محافظة السويداء السورية ومنطقة راشيا اللبنانية، إذ تفصل بينهما أراضي محافظتي درعا وريف دمشق السوريتين. مرة أخرى تظهر الثقافة المعدومة لدى الدبلوماسيين السعوديين.



                          استنادا الى فحوى برقيات المملكة التي نشرت حتى الآن، يجزم الخبير بالشؤون السعودية الدكتور فؤاد ابراهيم بأن "لا وجود لأيّة أسس تحكم تعيين السفراء في مواقعهم"، ويقول لموقع العهد الإخباري إن "الدبلوماسيين السعوديين يمارسون أدوارا لا تندرج ضمن تخصّصاتهم الأكاديمية، وما تؤكده البرقيات المسرّبة هو أن وزارة الخارجية توكل مهمّة كتابة التقارير الى من تخصّص بالعلوم، فيؤمر بمراقبة ما ينشر في وسائل الاعلام، وعليه يمارس السفراء السعوديون في كثير من الدول أدوارا غير مطلوبة منهم ولا سيّما دفع الأموال".

                          الأولوية لدى السعودية هي تقمّص شخصية الصراف الآلي على الدوام، ولذلك بحسب ابراهيم، لا تُسنِد أهمية لطريقة كتابة دبلوماسييها لتقاريرهم. لا تبالي الرياض بأسلوب الصياغة وما يمكن أن يكشفه من مستوى هابط للرسائل التي يصوغها السفراء. هنا يشير ابراهيم الى أن بعض الدبلوماسيين والقناصل ومن أجل رفع الحرج عنهم، يلجؤون الى ذكر معلومات عامة متداولة في الوكالات ووسائل الاعلام أو بالاعتماد على مصادر غير ذات ثقة، لأن الأساس إنجاز وظيفتهم وبأية طريقة.

                          يوضح ابراهيم أن السفراء ملزمون برفع تقارير يومية وأسبوعية الى وزارة الخارجية والجهات الأمنية في السعودية، ولا سيّما فيما يخصّ الاوضاع في المناطق الساخنة لجهة التواصل مع أحزاب وشخصيات سياسية ودينية وإعلاميين. غير أن تطبيق هذه المهمّة يجري بطريقة منحرفة، فالقنصل أو الدبلوماسي يستند الى مصادر كاذبة وغير حقيقية وفي معظم الأحيان تجري فبركة أحداث وخبريات لها طابع أمني وحسّاس ما من شأنه أن يدرّ مبالغ طائلة على مصدّريها ولا سيّما أن الوزارة لا تتحرّى حول صدقية المعلومات بل تتبنّاها مباشرة.

                          التقارير التي يرفعها سفراء المملكة الى الاستخبارات السعودية أيضا متورطة في هذا الاختلاق، وفق ابراهيم، لأنها تستند أحيانا الى مصادر محلية تبغي فقط الحصول على الأموال. وعليه، الفوضى التي تعتلي وثائق الخارجية السعودية على صعيد الصياغة والمعلومات، تعكس صورة المملكة القائمة على الفساد والاختلال، لا بل تظهر أن هذه الدولة تبني علاقاتها على قاعدة المصالح بعيدا عن الأخلاقيات.

                          تعليق


                          • نعي الثقافة والسياسة في العالم العربي: ويكيليكس آل سعود

                            التستّر على وثائق «ويكيليكس» السعوديّة لم يكن حكراً على الإعلام العربي: الإعلام الغربي، والأميركي تحديداً، تواطأ هو الآخر في مشروع خدمة دعاية آل سعود في التقليل من شأن تسريب هذه الوثائق. وكما أن خروقات حقوق الإنسان في دول الخليج لا تحظى بتلك التغطية التي تحظى بها صفعة لمعارض في كوبا، أو حتى كتابة شعارات شيوعيّة على حائط معارض في هافانا، حيث أفردت «نيويورك تايمز» قبل سنوات نحو نصف صفحة لتغطية الحدث الجلل، فإن تسريبات الوثائق الجديدة لم تحرّك المراسلين الغربيّين (والمراسلات) في المنطقة العربيّة. نذكر كيف حظيت تسريبات رسائل إلكترونيّة شخصيّة من بشّار الأسد بتغطية عالميّة واعتُبرت المراسلات الشخصيّة بأنها فتح في الحرب الدعائيّة ضد النظام السوري.



                            أسعد أبو خليل/ جريدة الأخبار


                            أما وثائق تتعلّق بسياسات وحروب النظام السعودي في المنطقة العربيّة فهي غير ذات أهميّة. كانت معظم الردود من نوع: لم تأتِ بجديد، كما كتب مراسل «نيويورك تايمز» في بيروت، بن هبرد. أما الزميل مارك لينش من جامعة جورج واشنطن فقد خالف الانطباع العام في مقالة في «واشنطن بوست» وأقرّ بأن الوثائق هذه سيكون لها تأثير كما كان للوثائق الأميركيّة في ويكيليكس من حيث «تخفيض القدرة على النفاق»، كما قال هنري فريل ومارثا فنمور، لكن لينش قال إن الحكومة السعوديّة على حق عندما شكّكت بصحّة بعض الوثائق مع أنه لم يسبق أن نشرت «ويكليكس» أية وثيقة ثبتَ تزويرُها.


                            إن توثيق السيطرة السعوديّة الأخطبوطيّة على الإعلام العربي حول العالم يعزّز من الشكوك التي اعترت الرأي العام العربي والإسلامي لعقود طويلة حول شراء الكتّاب والضمائر والفقهاء والساسة حول العالم أجمع.

                            هناك من الظرفاء الذين كتبوا في الدفاع عن الوثائق أنها لا تحتوي على أوامر تفجير

                            لكن صمت الإعلام العربي كان مدويّاً. الأوامر كانت صارمة: التجاهل التام في المطبوعات السعوديّة والحريريّة (جريدة آل الحريري، «المستقبل» نشرت في اليوم التالي مقالة طويلة عن جوليان أسانغ و«ويكليكس» لكن من دون الإشارة إلى الوثائق السعوديّة، أما «السفير» فهي أيضاً لم تتطرّق بكلمة - حتى الآن على الأقل - إلى الوثائق). قد يكون جهاد الخازن هو الوحيد الذي ردّ على تسريب الوثائق على طريقته قبل أيّام عندما كتبَ: «أنا أعمل في جريدة تتمتّع بأوسع نسبة حريّة صحافيّة في العالم العربي كلّه»، والناشر (أي خالد بن سلطان) يحمي هذه الحريّة». فات الخازن تلك الوثيقة من حزمة التقارير السعوديّة الذي نشرها موقع «ويكليكس» والتي تضمنّت محضراً لـ «لجنة تنسيق الإعلام التابعة للحكومة السعودية («فرع الإعلام الخارجي») والتي تحدّثت عن «الشرق الأوسط» و«الحياة» كـ«أدوات إعلاميّة» للنظام السعودي. أما الإعلام اللبناني فقد اختلف بين الإعلام الموالي لآل سعود (الذي التزم الصمت المطبق) وبين الإعلام الموالي للنظام القطري (الذي نشر أخباراً عامّة عن الوثائق، لكن من دون إحراج نفسه أو حليفه). الصمت كان سيّد الموقف باستثناء قلّة.


                            أما على مواقع التواصل الاجتماعي فقد وجد أنصار 14 آذار ضالتهم في وثيقة يطلب فيها نعيم قاسم تأشيرة حج لشقيقه. وأصبحت هذه الوثيقة كأنها الوثيقة الوحيدة الدامغة والمُدينة بين كل وثائق «ويكليكس»، أو أنها غطّت على باقي الوثائق. لكن ما هي الفضيحة في أن يطلب نعيم قاسم مجرّد تأشيرة حج لشقيقه؟ هل أن حزب الله مُطالب مثلاً بالسعي لنقل الكعبة إلى النجف أو إلى الضاحية الجنوبيّة كي لا يمرّ الحج عبر آل سعود؟ ولماذا تصبح هذه الوثيقة أهم من تلك الوثائق التي طلب فيها ساسة وإعلاميّون مالاً مقابل طاعة واعتناق مواقف بالأجرة، أو مقابل محطة تلفزيونيّة تضخّ كراهية ضد الشيعة، كما في حالة مصطفى بكري في مصر - والرجل تحوّل إلى وليد جنبلاط مصر في تقلّباته وبهلوانيّاته وانعدام مبدئيّته.

                            وليس صحيحاً أن الوثائق لم تأتِ بجديد (ولم يُنشر منها إلى النذر اليسير بانتظار الإفراج عن المزيد منها قريباً)، إلا إذا لم يكن هناك بجديد في توثيق فساد سعودي يشمل كل دول العالم. إن أهميّة هذه الوثائق تتبدّى على أكثر من صعيد:

                            أوّلاً، تكمن أهميّة هذه الوثائق في كشف طبيعة عمل أجهزة الحكم السعوديّة حيث تختلط الإدارات وتشتبك: لا يبدو أن هناك فواصل بين أجهزة المخابرات وبين وزارتيْ الداخليّة والخارجيّة. ويُلاحظ ان نظام التدقيق المالي لا يسري إلا على العامّة لا على العائلة المالكة. تنفق العائلة المليارات من دون حساب لكن طلب شراء تأثيث مكتب في السفارة يحتاج إلى موافقة عليا قد تصل الى الملك نفسه.


                            ثانياً، كشفت الوثائق عن ضعف عمل وزارة الخارجيّة السعوديّة حيث لا تعتمد تقارير السفراء على التحليل السياسي، كما هي الحال في التقارير الدبلوماسيّة حول العالم، بل على الإشاعات و»الخبريّات» والنميمة على أنواعها وأقوال المخبرين. وكما لاحظ الزميل حسن علّيق، أن التقارير الأميركيّة كانت ذات مستوى أرفع لغويّاً وبيروقراطيّاً من الوثائق السعوديّة. إن مستوى عمل الدبلوماسيّة السعوديّة على مدى أكثر من 40 سنة بقيادة سعود الفيصل لا تزال كما كانت على أيّام والده: موغلة في الشخصانيّة والشؤون العائليّة والفضائحيّة والذمّ. ليس من مصلحة حكم العائلة تطوير جهاز دولة مدني عام. تفتقر التقارير إلى معلومات أو آراء خاصّة بالسفير المعني.



                            ثالثاً، يتضح أن ليس للنظام السعودي ما يعطيه إلا المال، أو النفوذ السياسي، كما في حالة الميسورين من أمثال روجيه إدّه أو نجيب ميقاتي أو محمد الصفدي. لكن حتى في حالة هؤلاء، فإن لكل الأثرياء العرب مصالح ماليّة في دول الخليج، وهي تحرص على تلك المصالح حرص جورج حبش على تراب فلسطين. ليس للنظام السعودي نفوذ أخلاقي أو حتى ديني - بحكم مضغ لقب «خدمة الحرميْن».

                            رابعاً، كشفت الوثائق الكثير عن حقيقة الإعلام والسياسة في العالم العربي. يمكن التعميم أن الوثائق تصلح لرثاء السياسة والإعلام في العالم العربي. لا يريد النظام السعودي ان يكون هناك تعدّد إعلامي عربي، ليس فقط في العالم العربي وإنما في العالم أجمع. ما معنى مثلاً ان يموّل النظام السعودي مطبوعات ومجلاّت كنديّة يُوزّع بعضها مجّاناً في دكاكين البقالة العربيّة في المدن الكنديّة الكبرى؟ كشفت الوثائق عن معضلة كبيرة حول ان النظام السعودي لا يملك «قوّة ناعمة» إطلاقاً: ليس لديه ما يقدّمه إلا المال (والحروب العلنية بعد أن كان يعمل في الحروب السريّة). لا يأتي أحد ويتقدّم بطلب النصح أو الإرشاد أو الأفكار من آل سعود (ربّما باستثناء وليد جنبلاط). الكل يطالب بالمال، والمال فقط. وحرص النظام السعودي على السيطرة عبر الاشتراكات أو التمويل المباشر على المطبوعات العربيّة في كل أرجاء الكون يدلّ على مأزق كبير: ان النظام السعودي يعلم ان التعبير العربي الحرّ لا يمكن ان يتماشى مع سياسات وعقيدة آل سعود، لهذا فإنه يحرص على نشر المال بين كل تلك المطبوعات وتصنيفها كلّها على أساس الموقف من الحكم السعودي.

                            ظهر في تصنيفات تقارير السفارة أن ليس هناك من معايير سياسيّة تتعلّق بالمواقف الكبرى، مثل قضيّة فلسطين أو حتى الموقف من الدين الذي لم يتاجر به أكثر من آل سعود، بل أن المعيار المحض هو الموقف من الحكم السعودي. وعليه، فإن كلمة ليبرالي بدت كما هي عارية في تقرير السفير السعودي في لبنان الذي قال عن كاتب في جريدة «السفير» إنه «شيعي ليبرالي» وأنه «يبدي ودّاً نحو المملكة». أي ان الحكم السعودي يعي تعريفات المصطلحات السعوديّة العربيّة، وأن الليبراليّة لا تعني في الثقافة العربيّة إلا «الودّ» نحو النظام السعودي. هذا التمويل الأخطبوطي العالمي يؤشّر على منع آل سعود لإمكانيّة بروز إعلام معارض في العالم العربي. كان العالم العربي ينقسم في تاريخ المعاصر إلى محاور متعدّدة، وكانت أنظمة متعدّدة ومتصارعة تتقاسم النفوذ الإعلامي، وكان النظام السوري يفرض بالقوّة طاعته في إعلام بيروت (ومن دون تمويل وإن كانت أتاحت فرص تجاريّة للأقربين). كان هناك فرصة للمناورة أو التنقّل في وسائل الإعلام، أما الآن فهناك سيطرة واحدة خصوصاً إثر زوال الخلاف بين النظاميْن السعودي والقطري. والحملة السعوديّة على ما تبقّى من إعلام غير موال لآل سعود يهدف إلى فرض ما يسود في المملكة (من رأي واحد) على مجمل الدول العربيّة.

                            بمعنى من المعاني، كشفت الوثائق الجديدة - أو هي أثبتت - أن لا إعلام في العالم العربي، وتوحّد قيادة النظام العربي الرسمي برمّته بيد آل سعود نفى إمكانيّة صعود إعلام، ولا حتى في الدول التي تتمتّع بهامش من الحريّات ينعدم في معظم الدول العربيّة. وبدلاً من إتاحة المجال امام تعدّد الآراء وإتاحة المجال أمام ما أسماه منظّر الليبراليّة، جون ستيوارت ميل، بـ«سوق الآراء»، فإن آل سعود يتحرّقون من أجل إغلاق أو محاربة الإعلام المعادي لهم، أو حتى الناقد لهم. والصحافي (كان يكتب في هذه الجريدة) الذي طالب بتمويل إضافي جوبه بالرفض لأنه يلتزم بسياسة مهادنة نحو حزب الله. وينقسم الإعلام العربي وفق التصنيف السعودي إلى الإعلام «الموالي» والإعلام المُحيّد (بالمال) - أي الذي يتجنّب نقد المملكة، والإعلام المعادي الذي تجب محاربته بشتّى الطرق (الإشارة إلى «مجموعة شويري» في واحدة من التقارير حيث كتب سعود الفيصل عن محطة «إل. بي. سي» ما يلي: «قد يكون من المناسب الضغط على القناة إذا تمادت في مواقفها ضد المملكة عبر شركة إعلانات «شويري قروب»، وهي شركة إعلانات لبنانيّة لها مصالح واسعة في المملكة، وتتحكّم بجزء واسع من السوق الإعلانية في لبنان»). لا يقرّر القرّاء عبر شراء الصحف نسب التوزيع في الأسواق في العالم العربي بل تقرّر ذلك السفارات السعوديّة في العواصم العربيّة (حاول السفير السعودي السابق في لبنان، عبد العزيز الخوجة، التأثير على «الأخبار» في بداية انطلاقتها عبر عروض سخيّة من الاشتراكات مقابل منع الكتابات المعادية لآل سعود). وما الصمت الإعلامي العربي الشامل عن فضيحة ويكليكيس إلا مثالاً عن السيطرة شبه التامّة لآل سعود على أصحاب الرأي (ليس صدفة أن الجوائز الصحافيّة والأدبيّة والفنيّة باتت تتقرّر في عواصم النفط والغاز ووفقاً لأذواق متعدّدي الزوجات، ومُسلّعي ومُشيّئي المرأة العربيّة).



                            آل سعود كما يظهر في التسريبات لا يريدون من الإعلام إلا غرض الدعاية السياسيّة الصفيقة، وهم على دراية ان لا دالّة على الصحافيّين والكتّاب من دون المال، وان علاقة الكاتب بالنظام السعودي هي علاقة إيجار وليس شراء. واحدة من الوثائق تقول ذلك صراحة: «من ناحية أخرى أفاد السفير أنه نمي إلى علمه بأن توقّف الدعم المالي عن الصحافيّين والإعلاميّين ومحطات التلفزة اللبنانيّة يدفع مواقفهم إلى التذبذب، وأن المسؤولين في محطة («إم. تي. في») اللبنانيّة أخذوا في التذمّر من عدم تلقّيهم دعماً من المملكة». أي ان الولاء اللبناني - لا بل العربي - للنظام السعودي رخو للغاية ويحتاج إلى ضخ مستمرّ للمال. وهذا جانب في ضعف الموقف السعودي السياسي، أو في صلابته، على مرّ العقود، وحتى بعد خلو الساحة العربيّة من خصوم لهم.

                            أما المساحة السياسيّة فهي ميتة هي الأخرى بحكم التدخّل السعودي الصفيق في كل شؤون الدول العربيّة من دون استثناء. بات الشعار الدبلوماسي السعودي عن «عدم التدخّل في شؤون الدول العربيّة» أو «المملكة على مسافة واحدة من الأطراف» في الدولة تلك إلا مضحكة. صحيح ان الشعب العربي كان مُدركاً لطبيعة السيطرة الماليّة السعوديّة لكن درجة السيطرة والتدخّل، والوسائل المُتبعة هي أسوأ بكثير مما ظُن. كيف لا والوثائق لا تتحدّث إلا عن عدوّ واحد (إيران والشيعة، واللغة الطائفيّة الصارخة سائدة في كل الوثائق) ولا يرد ذكر ولو عابر عن القضيّة الفلسطينيّة، ولا عن القدس التي قيل إن الملك فيصل كان يريد ان يصلّي فيها (كان يريد ان يصلّي فيها على طريقة أنور السادات، أي تحت حراب جنود الاحتلال الصهاينة).

                            يسيطر الحكم السعودي على الأنظمة السياسيّة العربيّة بحسب طبيعة النظام: في الأنظمة التسلطيّة، يموّل النظام السعودي الحاكم وجهاز الحكم مباشرةً (كما هي الحال في مصر أو الأردن أو المغرب). كما ان النظام يعمد أيضاً وبموافقة الحاكم في تلك الأنظمة على شراء - أو تأجير - طبقة رجال الدين والوعّاظ والمثقّفين والإعلاميّين في تلك الدول. أما في الدول ذات الطبيعة الانتخابيّة مثل لبنان أو تونس مثلاً: فإن النظام يضخّ مالاً كثيراً في دعم الجهات السياسيّة الموالية له (مثل 14 آذار في لبنان وحركة إياد علاّوي في العراق أو التيّار اليميني الحاكم في تونس أو عبد ربّه منصور في اليمن، الخ).

                            يستطيع آل سعود بمالهم (ومال حلفائهم في الغرب ودول الخليج) تعطيل أي انتخابات حرّة لصالح وكلائهم وأدواتهم. والمنافسة قد تحتدم ليس بين مرشّحين بل بين المال السعودي والمال القطري أو المال الإماراتي (والمال الإماراتي فعّال في انتخابات فلسطين لصالح الشلّة الدحلانيّة وفي ليبيا في مواجهة الإخوان). لهذا، فإن الدعوات (الشعبيّة أحياناً أو النخبويّة غالباً) الملّحة إلى الديمقراطيّة والانتخابات في العالم العربي هي دعوات إما ساذجة أو خبيثة (كما في لبنان) تهدف إلى تحقيق نتائج الضخ المالي السعودي. وهكذا، يعطّل آل سعود الحياة السياسيّة في كل العالم العربي، في الأنظمة التي تشهد انتخابات وفي تلك التي لا تجرى فيها انتخابات.

                            كما أن النظام السعودي يعزّز أسوأ في الحياة السياسيّة في العالم العربي من موبقات: فهو يعزّز التنافس الشخصي والطائفي حتى في داخل المعسكر الواحد (أشرف ريفي مقابل نهاد المنشوق)، ويفتح خطوط تمويل متعدّدة لصالح معاركه الخاصّة في كل دولة عربيّة، وحتى من أجل تعزيز كفّة فلان على حساب آخر في داخل المعسكر. وفي الاختيار، كما يظهر في الوثائق، هو يفضّل الأسوأ دائماً. ليس هناك أسوأ من نوري المالكي، ربّما إلا أياد العلاوي، والأخير يحظى بدعم من آل سعود. وليس هناك أسوأ من المالكي ومن علاّوي، إلاّ مثال الألوّسي (الحليف المُعلن للعدوّ الإسرائيلي) وهو يحظى بدعم آل سعود أيضاً.

                            خامساً، كان ملفتاً تكرار الكثير من الكتّاب اللبنانيّين على وسائل التواصل الاجتماعي مقولة «ان الكل يقبض من السفارات» وأن «لكلٍّ سفارته». ماذا تقول هذه المقولة عن هؤلاء الكتّاب، وعن فهمهم لطبيعة المهنة؟.

                            سادساً، هناك من يقول (أو تقول) إن النظام السعودي ليس وحده الذي يدفع المال وهذا صحيح. كانت الدول ذات النفوذ الإقليمي والعالمي تعمد إلى وسيلة المال لجذب الناس والحكّام إليها. والنظام الإيراني يستعمل نفوذه المالي لدعم حلفائه في المنطقة. لكن ليس هناك من قياس في حجم التأثير السعودي عبر نحو قرن من الزمن على الحياة السياسيّة العربيّة. طبعاً، يجب ان يطمح العالم العربي إلى زمن يتوقّف فيه التمويل الخارجي والتدخّل في مجرى الحياة السياسيّة، لكن الإيمان الأممي (الشيوعي وليس الإمبريالي) لا يعترف بحدود، كما كان القوميّون العرب لا يعترفون بحدود أيّام جمال عبد الناصر، وهذا حسن. هناك دعم وتمويل، مثلاً، للثورة الجزائريّة ولثوّار 1958 في لبنان والمقاومتين الفلسطينيّة واللبنانيّة ضد الاحتلال الإسرائيلي وهناك دعم وتمويل خارجي لأمثال بطرس حرب و«إم. تي. في» وسمير جعجع وخالد الضاهر. لا يستوي الدعمان.

                            إن دعم المقاومات العربيّة ضد الاحتلال الإسرائيلي واجب وهو محمود، لكنه يأتي بشروط. كان النظام السعودي يدعم ويموّل حركة «فتح» من أجل إجهاض ثورتها. لا تستوي كل وجهات الدعم والتمويل: مع أو ضد الاحتلال، مثلاً؟ لكن يستوي التمويل والدعم الخارجي في الانتخابات النيابيّة في لبنان: يجب ان يكون التمويل الإيراني منبوذاً (حتى لو كان حجمه أصغر بالمقارنة مع ضخّ تمويل أنظمة الخليج والغرب) كما التمويل الخليجي. أما تمويل الأبواق والأقلام فهو يستوي أيضاً بين كل الأطراف: لكن المرتّب الذي يتقاضاه المرء من هذا المصدر أو ذاك (سعوديّاً كان أم إيرانيّاً) لا يتساوى مع الذي يعرض نفسه ومواقفه للبيع (كما فعل سمير جعجع بحسب وثيقة) أو مع الذي يقفز بين تمويل وتمويل مضاد، طمعاً بمال أكثر، كما فعل وليد جنبلاط في تاريخه الطويل من العمل السياسي القبيح. (بمعنى آخر، ليس كل من يكتب في صحيفة خليجيّة التمويل أو إيرانيّة التمويل مُدان حكماً).



                            سابعاً، هناك من الظرفاء الذين كتبوا - في الدفاع عن الوثائق السعوديّة - أنها لا تحتوي على أوامر تفجير أو إرهاب. هذا هو الهزل بعينه. وهل هناك أنظمة (إلا ما فيما يزوّره أطراف الصراع في سوريا) تكتب على أوراق رسميّة ممهورة بتواقيع وأختام رسميّة أوامر بالتفجير والاغتيال؟ هل مَن يظن ان هناك في أوراق «ويكليكس» مثلاً بلاغاً سعوديّاً رسميّاً يؤمرُ فيه أزعر حركة «فتح»، أبو الزعيم، بخطف ناصر السعيد ووضعه في صندوق سيّارة قبل تسليمه إلى السلطات السعوديّة التي عذّبته وقتلته؟ والغاية من الملاحظة هي نفي إمكانيّة أو رغبة النظام السعودي في القيام بأعمال عنف وإرهاب في كل المنطقة العربيّة. وهذا الأسلوب يشبه أسلوب النازيّين الجديد الذين ينفون علم هتلر بالمحرقة بحجّة ان ليس هناك من بلاغ رسمي منه وبتوقيع منه يأمر بها.

                            ثامناً، لقد ثبتَ بما لا يقبل الشكّ في هذه الوثائق أن منشأ الفتنة المذهبيّة الجارية في العالم العربي هو في مملكة القهر السعوديّة. لم يعد هناك من حاجة للنقاش في هذا الأمر. يظهر في الوثائق ان الكراهية ضد الشيعة هي أصل السياسة الخارجيّة السعوديّة، وهي تتفوّق على معاداة النظام الإيراني. ما معنى ان يفاتح مصطفى بكري السفير السعودي في أمر تدشين محطّة تتكرّس في الضخ الطائفي ضد الشيعة؟ هل مَن يظنّ ان هناك وثيقة تثبت ان النظام الإيراني يموّل محطة تتخصّص في بثّ الكراهية ضد السنّة - هذا من دون نفي العقيدة الطائفيّة للنظام الإيراني؟.

                            تاسعاً، توصّل بعض كتّاب وأبواق آل سعود، ووزارة الخارجيّة السعوديّة، إلى تلفيقة مُضحكة عن موقف المملكة من الوثائق المنشورة. عبّر عن ذلك الليبرالي السعودي (البن لادني سابقاً) جمال خاشقجي على «تويتر» الذي قال إن الوثائق مُحرجة، لكنها لا تخرج عن خط السياسة العامّة للنظام السعودي. لكن، يا جمال: إذا كانت لا تخرج عن الخط السياسي العام فلماذا تكون مُحرجة؟ نحتاج إلى تفسير.

                            عاشراً، هناك في الوثائق ما يمكن ان يوصف باللا مفاجأة «بنوب». تجلّى ذلك في برقيّة تتعلّق بنقيب الصحافيّين في لبنان، الكاتب والمفكّر المرموق، عوني الكعكي (واختياره من قبل فريق 14 آذار - ومستقلّيه - لعمادة النقابة يلخّص مشروع «العبور إلى الدولة المدنيّة» لهذا الفريق لما يمثّله هذا النقيب من مهنيّة وحرفيّة ومتانة في الإعلام). تبيّن لنا ان النقيب العزيز (الذي يحظى باحترام كل مَن أمسك قلماً في لبنان، خصوصاً أنه انتقل برشاقة شديدة من خدمة النظام السوري في لبنان إلى خدمة «الثورة» ضد النظام السوري) مغرٍ، وهو يتعرّض إلى إغراءات من شتّى الجهات الإقليميّة والعالميّة. أين المفاجأة في هذا؟ نقيبنا مغرٍ، وهذا ليس بمفاجأة لما يتمتّع به من مواهب ومناقب. هنيئاً لنا جميعاً به.

                            تعليق


                            • البحرين في ظل الاحتلال السعودي..

                              * البحرين: أكثر من 3500 ضحية للتعذيب منذ 2011


                              ’الداخلية البحرينية’ تنشر فيلما تسجيلياً يحوي رواية مجتزأة لأحداث سجن ’جو’

                              قال رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان يوسف ربيع إن "حصيلة ضحايا التعذيب منذ احتجاجات العام 2011 حتى أيار/مايو 2015 بلغت 3586 ضحية تعذيب وسوء معاملة"، بما يكشف وجود سياسية رسمية معتمدة لدى السلطات في التعامل مع المعارضين السياسيين.

                              وأضاف ربيع ان "استمرار هذا التعذيب يتبعه انعدام المساءلة الحقيقية للمتورطين في هذه الجرائم التي أودت بفقدان 20 مواطنا لحقهم في الحياة بسبب التعذيب"، ودعا المنتدى في رسالة موسعة الأمم المتحدة إلى إلزام السلطات البحرينية باستقبال المقرر المعني بالتعذيب اخوان مانديز وتطبيق الآليات المعتمدة في الحالة البحرينية.


                              رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان يوسف ربيع

                              وأشار ربيع، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، إلى أن الحديث عن لغة الأرقام فيما يتعلق بالتعذيب في البحرين مفزعة ومخيفة وتكشف أن وراءها سياسة معتمدة تستند إلى عقيدة الانتقام من المطالبين بالحقوق الأساسية وفي مقدمتها الحق السياسي.

                              وخلافا لما تؤكده المنظمات الحقوقية حول جرائم التعذيب المرتكبة في السجون البحرينية، وسعيا منها لتبييض صورتها إمام السفارات والمنظمات الدولية، نشرت وزارة الداخلية البحرينية فيلماً تسجيلياً يتضمن روايتها لما حصل في سجن "جو" المركزي 10 مارس/ آذار الماضي.

                              ويظهر الفيديو لقطات اقتطعت من سياقها لتطور الأحداث في السجن تظهر المعتقلين في وضعية المعتدي على رجال الأمن أثناء الفلتان الأمني الذي ساد في السجن؛ لكن الوزارة استبعدت من الفيلم تماماً عملية إخضاع السجن من قبل قوات الشرطة، وإعادة السيطرة عليه. ولا يظهر الفيلم سوى أعداد من عناصر الأمن وهم في حالة التأهب، أو لحظة تسلقهم من أحد منافذ السجن، مع التركيز على الجرحى منهم.

                              واستثنى الفيلم جميع المشاهد التي تصوّر كيفية تعامل القوات المباشر مع التمرد والطريقة التي أعادت من خلالها الهدوء إلى السجن ثانية، كما استبعدت أي صور تبين الجرحى في أوساط المعتقلين، في محاولة لإبراز أن عملية السيطرة على السجن تمت بشكل نظيف.


                              سجن جو المركزي

                              وعلم في هذا الإطار أن وزارة الداخلية البحرينية قامت بإرسال هذا الفيلم إلى جميع السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في البحرين، وكذلك إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية الأخرى، في محاولة للتأثير على مواقفها، وقد أكد وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة أن "الفيلم تم إيصاله وعرضه على المفوض السامي لحقوق الإنسان" قبل أن يقوم الأخير بإصدار بيانه الذي وصفه بـ"الظالم".

                              وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد قد وصف المعاملة السيئة التي يعاني منها المعتقلون السياسيون في سجن جو المركزي بـ"المعاملة المريضة".

                              وطالب خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ29 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف 15 يونيو/ حزيران 2015 بالإفراج الفوري عن المعتقلين على خلفية آرائهم السلمية والمدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين.


                              ***
                              * هل هي صدفة.. منفذ تفجير مسجد الصادق سعودي ايضا!




                              كشفت وزارة الداخلية الكويتية عن هوية الارهابي الذي فجر نفسه يوم الجمعة الماضي في جامع الامام الصادق (عليه السلام) بمنطقة الصوابر معلنة انه سعودي الجنسية ويدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع.


                              واوردت وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الداخلية قالت في بيان صحافي اليوم ان "الانتحاري دخل البلاد فجر يوم الجمعة الماضي عن طريق المطار وهو اليوم نفسه الذي وقعت فيه الجريمة النكراء".

                              وذكر البيان ان الوزارة ستوافي المواطنين بكل المعلومات فور الانتهاء من التحقيقات الجارية مضيفة ان الاجهزة الامنية تعكف على البحث والتحري عن الشركاء والمعاونين في هذه الجريمة النكراء.


                              وكانت الوزارة أعلنت الليلة الماضية تمكن اجهزة الأمن المعنية من ضبط سائق المركبة الذي تولى توصيل الإرهابي الى مسجد (الإمام الصادق) وفر بعد التفجير مباشرة.


                              وأوضحت الوزارة ان السائق يدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود وهو من مواليد عام 1989 وهو من المقيمين بصورة غير قانونية مشيرة الى انه تم العثور عليه مختبئا في أحد المنازل بمنطقة الرقة جنوب الكويت.


                              يذكر، ان الكثير من العمليات الارهابية وخاصة تفجير المساجد والمدارس والشوارع في العراق وسوريا والتي تستهدف المدنيين والمصلين الابرياء تتم على يد منفذين بجنسيات سعودية، كما هو حال التفجير الاخير في الكويت

                              وكان مسجد الامام الصادق (ع) في منطقة الصوابر بمدينة الكويت قد تعرض لهجوم ارهابي جبان اثناء صلاة الجمعة امس راح ضحيته 27 شهيدا و227 مصابا.


                              ***
                              * دور السعودية في دعم وتصدير الارهابيين


                              منذ أحداث الحادي عشر من ايلول لعبت السعودية دورا كبيرا في تصدير الارهابيين والانتحاريين، وهذا ما تكشف من التحقيقات من الولايات المتحدة الامريكية مرورا بأوروبا وسوريا - العراق ولبنان.

                              شاهد تقرير "المنار" بالصوت والصورة:
                              http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=1234924

                              تعليق


                              • البحرين في ظل الاحتلال السعودي..

                                * على ماذا تدل الاحكام ضد الرموز في البحرين؟



                                فيديو:
                                http://www.alalam.ir/news/1715576

                                المنامة (العالم) 29-6-2015
                                اعتبر رئيس دائرة الحريات في جمعية الوفاق هادي الموسوي ان السلطات البحرينية يعتريها الضعف ودليل ذلك الاحكام التي تصدرها ضد رموز المعارضة منذ عدة اعوام.

                                وقال الموسوي في تصريح لقناة العالم الاخبارية اليوم الاثنين: ان السلطة باتت لا تملك ادوات ضغط على المعارضة الا ما تملكه من ادوات يجب ان تستخدم في وقت الضعف وليس في وقت القوة، في وقت فقد الحيلة وليس في وقت الاقتدار.

                                واضاف: السلطة ومن خلال احكامها التي صدرت منذ 2011 والى الان على كل من يمارس حرية التعبير وبشكل حضاري، ذلك يدلل على ان هناك ضعفا يعتري السلطة بحيث تستخدم ادوات تمسح صبغة القوة عنها.

                                وتابع: ان السلطة في بناء اي دولة هي ليست خصما للتركيبة الشعبية، السلطات دائما تقدم خدمات تتمثل في ادارة البلاد، في حين ان السلطة في البحرين تستهدف الطبقات التي تعتبر في البلدان الاخرى نخبا، والتي هي تدير دفة المعارضة وتقدم النقد للسلطة، وتوجه حتى المجاميع الشعبية للقيام بدورها السياسي، اما في البحرين فقد اصبح السجن اليوم مملوء بامناء ورؤساء ومسؤولين بالمعارضة وبمؤسسات المجتمع المدني.

                                يذكر ان النظام البحريني حكم مؤخرا على الأمين العام للتجمع الوحدوي فاضل عباس بالسجن خمس سنوات لانتقاده العدوان السعودي على اليمن.

                                ووصفت أطياف المعارضة البحرينية الحكم بالكيدي والباطل، واعتبرت المحاكمة صورية وغير قانونية، ورأت أن التهم الموجهة إليه مزيفة، الهدف منها النيل من إرادة الشعب وتكميم الأفواه.

                                واعتقل عباس مطلع أبريل نيسان الماضي إثر تغريدة على تويتر وصف فيها العدوان السعودي على اليمن بالهمجي.

                                ***
                                * لماذا "طلائع" الانتحاريين في العالم سعوديون؟




                                نبيل لطيف / شفقنا

                                “انه سعودي ، واسمه فهد سليمان عبد المحسن القباع ، وصل إلى مطار الكويت فجر يوم الجمعة قبل ساعات فقط من تنفيذ جريمته”، هذا ما اعلنت عنه السلطات الامنية الكويتية عن هوية الانتحاري الداعشي الذي فجر نفسه وسط المصلين الصائمين في مسجد الامام الصادق (ع) مما أسفر عن استشهاد 27 شخصا وإصابة 227 آخرين.

                                هوية منفذ المجزرة الوحشية في الكويت ، اثارت العديد من التساؤلات حول الاسباب الحقيقية التي حولت السعودية الى ان تكون وطن معظم التكفيريين والارهابيين والانتحاريين في العالم ، ويبدو ان هذه التساؤلات اخذت تطرح وبشكل ضاغط من قبل الراي العام العربي والاسلامي وحتى العالمي.

                                لسنا هنا في وارد ان نتهم السعودية ، بل نسعى جاهدين لتقصي ابعاد هذه الحقيقة التي لم تعد خافية على احد ، والتي يجب ان تطرح وبشكل جاد من قبل الجهات التي يهمها الوقوف على اسباب موجة التكفير والتطرف والارهاب التي تضرب المنطقة والعالم ، والتي اخذت تهدد امن واستقرار الشعوب العربية والاسلامية.

                                هناك نقطة في غاية الاهمية لابد من التوقف عندها لمعرفة كيف نجح السعوديون في الترويج للعمليات الانتحارية ومحو كل قبح عنها وتحبيبها للشباب الساذج والبسيط بعد غسل ادمغتهم بالفكر الوهابي الظلامي ، وهذه النقطة تقول ؛ ان كل او جل التفجيرات الانتحارية الاولى التي تم تنفيذها في الكثير من بلدان العالم كان منفذوها سعوديون ، وهذا الامر ليس بالصدفة ، بل هو امر مدروس بعناية ، فالسعوديون يقومون من خلال ذلك بدور الرواد الذين يكسرون حاجز المحرمات والخوف امام الشباب الساذج والبسيط ، في المجتمعات التي يستهدفونها بالتفجيرات ، والتي تتزامن مع دعاية اعلامية للترويج لهذه التفجيرات وتصويرها على انها جهاد واستشهاد، وبذلك يعبدون الطريق الظلامي امام شباب تلك المجتمعات ، كما حصل في العراق وسوريا واليمن وامريكا ومناطق اخرى في العالم.

                                ليس صدفة ان يكون منفذو اعتداءات 11 ايلول في امريكا ، ومنفذو مجزرة مستشفى صنعاء في اليمن ، ومنفذو تفجيرات لبنان ، ومنفذو تفجيرات العراق ، ومنفذو تفجيرات سوريا والعديد من مناطق العالم من السعوديين ، فهؤلاء كانوا قد نجحوا في ازالة كل قبح عن هذه الاعمال الارهابية التي تستهدف الناس الابرياء ، من امام شباب هذه الدول ، وهو ما حدث للاسف حيث واصل بعض السذج والمغرر بهم والمغسولة ادمغتهم بالفكر الوهابي الظلامي.

                                اليوم ليس صدفة ايضا ان تكون اول عملية انتحارية ارهابية تشهدها الكويت من صنع ارهابي سعودي ، فقد ارادت “داعش” والجماعات التكفيرية تحريض الشباب الكويتي للقيام بهذه الاعمال ، التي كانت ومازالت من المحرمات في المجتمع الكويتي.

                                ان الدور الخطير الذي قام به السعوديون في انتشار ظاهرة التفجيرات الانتحارية التي تستهدف المسلمين الشيعة والسنة والاقليات الدينية والمذهبية ، تكمن في دورهم “الريادي” و “الطليعي” في هذا المجال ، لسنا بحاجة هنا لسرد الاسباب التي تجعل من السعوديين “روادا ” و طلائع العمليات الانتحارية ، ويكفي الاشارة الى المذهب الوهابي الذي يعتبر المذهب الرسمي للسعودية ، حيث يُلقن الطفل السعودي منذ نعومة اظافره على كراهية الاخر وتكفير الناس بالجملة تحت ذريعة التوحيد ، الامر الذي يجعل جُل السعوديين على استعداد لتقبل فكرة العمليات الانتحارية لقتل من لقنوه وهو طفلا بانه كافر ومرتد ومشرك ، بل ان التعجيل بقتلهم يدخله الجنة مباشرة.

                                وانا اتابع اخبار الانفجار الارهابي الذي نفذه السعودي الداعشي في الكويت ضد المواطنين الكويتيين الامنيين ، وقع نظري صدفة على شيخ وهابي تكفيري ، لا اعرف اسمه يلقي كلمة لمجموعة من الشباب السعودي بمناسبة شهر رمضان المبارك الاعمال المحببة في ليالي هذا الشهر الفضيل ، فاذا بي اُصطدم بما سمعته ، فالرجل كان يصر ويؤكد ويورد الاحاديث عن مشايخه واساتذته ، على حرمة الدعاء والسلام والصلاة على “الروافض الخبيثيين” . لم يكن بمقدور الرجل ان يكتم حجم الحقد والكراهية التي يكنها للمسلمين الشيعة ، وهو يعلم انه كلامه ينقل على الهواء مباشرة وان الكثيريين من الناس سيسمعون ما يقول ، عندها تخيلت هذا الداعية الوهابي ، ماذا يمكن ان يقول عن الشيعة وباقي المذاهب الاسلامية في الخفاء والجلسات الخاصة.

                                صحيح ان الداعشي السعودي قد اثكل العشرات من العوائل الكويتية ، وادخل الحزن في قلوب الكويتيين ، الا انه لم يكن سوى اداة غبية تنفذ مشروعا خطيرا يهدد منطقتنا ودولها ومجتمعاتها ، وهذا المخطط مرسوم منذ تاسيس الدولة السعودية على يد المستعمر البريطاني ، الذي اختار الوهابية دينا لها وفرضه على ابناء جزيرة العرب ، ليكون مصدر كل شر للامة يحول دون وحدتها وتقدمها ، الى جانب الاحتلال الصهيوني للقدس وفلسطين ، لذلك اذا ارادت الامة ان تواكب ركب الحضارة شانها شأن الامم الاخرى ، عليها ان تقول للوهابية كفى عبثا بعقول المسلمين لا سيما الفقراء والبسطاء منهم.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X