إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من يحرك ضمير الأمم المتحدة ضد السعودية ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    31/3/2014


    * بالفيديو: بنات الملك عبدالله يفضحن والدهن عبر محطة بريطانية




    فيديو:

    http://www.alalam.ir/news/1580763

    وجّهت أربع أميرات (بنات ملك السعودية) يخضعن للإقامة الجبرية بالسعودية منذ 10 سنوات، رسالة مصوّرة عبر محطة بريطانيّة، وعبر برنامج "سكايب"، يحكين من خلالها معاناتهنّ.

    ووفقا للتقرير الذي بثته قناة "4NEWS" البريطانية، وصفت الأميرات السعوديات بنات الملك حالهنّ بالمزري، فيما قامت إحداهن بتصوير لقطات فيديو للباب المغلق من الخارج لمكان احتجازهن ، وقالت الأميرات إنّهن لم يرين أحداً منذ سنوات.

    وكانت الأميرة العنود "الزوجة السابقة للملك السعوديّ عبد الله بن عبد العزيز، والمقيمة في لندن منذ فترة كلاجئة سياسية"، ناشدت الجمعة، الرئيس الأميركيّ باراك أوباما بالتدخّل لإطلاق سراح بناتها الأربع، المحتجزات منذ ما يقارب عشر سنوات من قبل والدهنّ، الملك عبدالله، مع حرمانهنّ من الحصول على الهوية حتى الآن، مشيرة إلى أنّ بناتها يتناولن وجبة غذائيّة واحدة باليوم!

    وأكّدت الأميرة العنود إنّ بناتها الأربع سحر، ومهى، وهلا، وجواهر محتجزات بالقوّة، قائلة إنّهنّ "يحتجن إلى المساعدة ولإطلاق سراحهن فوراً وعلى أوباما أن يلقي الضوء على هذه القضيّة، للوقوف على هذه التجاوزات ضدّ بناتي" – على حدّ تعبيرها.


    ورداً علی سؤال حول المسؤول عن حالهن تؤکد إحدى الأميرات أن أبوهن الملك عبدالله بالتأكيد هو المسؤول عن ذلك.


    وفي إشارة إلى لقاء أوباما بالملك عبدالله وصفت إحدى بناته لقاءات ساسة بلدان العالم مع الملك السعودي بالمخجلة وذلك بسبب التخلف الذي يعاني منه الجهاز الحاكم في السعودية على مستوى حقوق الإنسان.


    وأوضحن أن الضغوط عليهن قد ازدادت منذ أن قمن بالكشف عن هذه الفضيحة.


    وفي جانب آخر، من اللقاء أشرن الى أنهن يعانين من الحرمان حتى في المشرب والمأكل؛ وتم منعهن من مقابلة أي شخص ، معتبرات أنفسهن ضمن عداد النساء اللواتي يتعرضن للحرمان في السعودية؛ وتساءلن إن كان الملك يفعل ببناته هكذا فما حال الآخرين؟.



    ***
    * فيديو جديد: "المشكلة فيكم أنتم يا آل سعود"




    فيديو:

    http://www.alalam.ir/news/1580741

    نشر طبيب سعودي مقطع فيديو ينتقد فيه قيام السلطات السعودية باعتقال شبان طالبوا في تسجيل على موقع يوتيوب تحسين أوضاعهم الاجتماعية؛ متهماً الأسرة الحاكمة بإذلال وأفقار الشعب السعودي.
    وفي تسجيل نشره علي صفحته بموقع يوتيوب انتقد الطبيب السعودي عبدالرحمن علي أحمد الغريدي العسيري اعتقال السلطات السعودية للشباب الدوسري والغامدي والحربي الذين تم اعتقالهم على خلفية المطالبة بحقوقهم ضمن تسجيل رفعوه على الموقع قبل عدة أيام.

    وفيما قال الغريدي إن "المشكلة فيكم أنتم يا آل سعود!" إتهم العائلة الحاكمة بالتعمد في إذلال وإفقار الشعب؛ وأشار إلى أن الشاب الدوسري قال في المقطع المذكور أن راتبه 1900 ريال، مخاطباً العائلة الحاكمة أن هذ الراتب "لايعشي واحداً من أولادكم، فيما اشترى أحد الأمراء قبل أيام سيارة مرصعة بالذهب"؛ ودعا الغريدي إلى سجن وأخذ الحقوق من هذا الأمير.


    وأضاف الغريدي قائلاً: سرقتوا اسمنا وبلدنا ووضفتمونا لكم.. سرقتم الإسلام وصار "الإسلام السعودي".. إسلام الفوزان وآل الشيخ وتبعكم!، واتهم السلطات بأنها توزع البترول السعودي على أعداء الأمة "السيسي ونصارى لبنان".


    وأوضح عبدالرحمن الغريدي أنه طبيب تدرب في الحرس وعمل في المستشفيات العسكرية وفي مستشفيات وزارة الصحة؛ وقال إنهم اضطروا ذات مرة بوضع ثلاثة مرضى على سرير واحد.


    ووصف مبايعة مقرن بأنها "بيعة شرية" متهماً السلطات باعتبار "الشعب قطعة أثاث" من خلال إجباره على البيعة.


    هذا وأفادت مصادر حقوقية قبل أيام أنّ السلطات السعودية اعتقلت ثلاثة مواطنين طالبوا عبر يوتيوب بتحسين أوضاعهم الاجتماعية منتقدين الفساد، فيما هدد أحدهم باللجوء إلى العنف.


    وتظهر لقطات على يوتيوب شاباً يتحدث عن أوضاعه الاقتصادية السيئة جداً موجّهاً كلامه إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز متسائلاً عن سبب لوم السلطات لمن يفجّر نفسه.


    وأشار الشابّ إلى احتمال تفجير نفسه إذا لم يستجب أحد لمطالبه كما نشرت على الموقع أيضاً مقاطع مشابهة لأشخاص آخرين.


    واعتقلت السلطات الشبان إثر نشرهم هذه المقاطع المطالبة بوقف الفساد المستشري في البلاد.

    تعليق


    • #77
      1/4/2014


      القاعدة تدافع عن الإخوان وتتهم السعودية بالخضوع لسيطرة أمريكا



      سخر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من إجراءات مشددة جديدة لمحاربة الإرهاب اتخذتها السعودية وقال إنها لن تردع مقاتليه وتثبت أن المملكة تدور في فلك الولايات المتحدة.

      وفي بيان نشر على الإنترنت، قال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إن إعلان الرياض جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، يثبت أن السلطات العلمانية لن تتهاون مع الجماعات الإسلامية.

      ويعتبر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من أخطر فروع القاعدة بعد أن خطط لشن هجمات على رحلات جوية دولية، ومن المعتقد أن له عدة مئات من المقاتلين السعوديين الذين يحاربون في صفوف أعضاء التنظيم اليمنيين ضد حكومة صنعاء.

      وفي الثالث من فبراير أعلنت السعودية عن تشديد العقوبات على السعوديين الساعين للانضمام إلى جماعات مسلحة في الخارج وفي السابع من مارس الجاري أعلنت وزارة الداخلية إدراج الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية.

      وفي أول رد فعل علني للتنظيم على الإجراءات السعودية قال إبراهيم الربيش القيادي بالتنظيم في رسالة صوتية عبر الإنترنت "ما عادت حكومة بن سعود تداري أحدا أو تتقي أحدا أو تخشاه إلا أن يكون أرباب البيت الأبيض الذين اتخذوهم آلهة من دون الله".

      وخاطب الدعاة المؤيدين للحكومة في السعودية قائلا "حقا إنكم أمريكيون أكثر من الأمريكان أنفسهم".

      وبمقتضى الإجراءات الجديدة، ستسجن السعودية أي مواطن يقاتل في صراعات في الخارج 20 عاما في خطوة ترمي فيما يبدو إلى منع السعوديين من الانضمام للمقاتلين في سوريا وما يشكلونه من خطر أمني عند عودتهم للبلاد.

      وكانت السلطات الدينية في السعودية طالبت السعوديين بعدم السفر للقتال في سوريا، لكن وزارة الداخلية تقدر أن نحو 1200 سعودي يقاتلون في صفوف المعارضة.

      وتخشى الرياض أن يستهدف المقاتلون العائدون الأسرة الحاكمة مثلما حدث بعد حربي أفغانستان والعراق.

      تعليق


      • #78
        2/4/2014


        التايمز:السعودية ترفع الحظر عن النساء المسعفات بعد فضيحة موت فتاة

        تقول جريدة التايمز البريطانية، إن المملكة العربية السعودية أعلنت أنها ستسمح للنساء بالانضمام لفرق المسعفين في أعقاب الغضب الشعبي الذي شهدته المملكة بعد وفاة سيدة نتيجة عدم تقديم خدمات الإسعاف الفوري لها.

        وتضيف الجريدة أن وزارة الصحة السعودية أعلنت أنها ستعيد تدريب 100 سيدة وفتاة من أطقم التمريض العاملات في مستشفياتها ليتولين القيام بخدمة الإسعاف في الأماكن التى تكون مقتصرة على وجود النساء.

        وأكدت الوزارة أنها ستدرب ما يزيد على 3 آلاف ممرضة على القيام بالمهمة نفسها خلال الأعوام القليلة المقبلة.

        وتعتبر الجريدة أن ذلك الإجراء خطوة جيدة للنساء في معركتهن ضد حظر القيادة المفروض عليهن في المملكة حيث إن المسعفات لا يتمكن من نقل أي حالات لتلقي العلاج في المستشفيات إن لم يسمح لهن بالقيادة.

        وتوضح الجريدة أن هذه الإجراءات تأتي بعد موت طالبة في حرم الطالبات في جامعة الملك سعود في الرياض وذلك بعد منع فريق المسعفين الرجال من الدخول لإسعافها لمدة ساعة وهو الأمر الذي أثار غضبا شعبيا في البلاد.

        وتنقل الجريدة عن الطالبات اللواتي شهدن الواقعة أن رجال الإسعاف منعوا من الدخول لمدة تزيد على الساعة بينما كانت آمنة باوزير البالغة من العمر 27 عاما تعاني من أزمة قلبية.

        وقالت الطالبات إن مسؤولي الجامعة رفضوا دخول فريق الإسعاف قبل أن ترتدي كل الطالبات الزي الإسلامي الكامل وهو ما أدى إلى وفاة زميلتهن.

        تعليق


        • #79
          3/4/2014


          رواية يراد دفنها: القتلى السعوديون في سوريا



          فؤاد إبراهيم/باحث وناشط سياسي سعودي
          الاخبار


          سوف يمضي وقت طويل قبل أن تحصل عوائل القتلى السعوديين في سوريا على الرواية الحقيقية عن أبنائها، كيف هاجروا، ومن أجل ماذا، ومن المحرّض والمموّل، وأين قتلوا، وكيف قتلوا، وما مصير أبدانهم، هل دفنت أم أحرّقت، أم تناثرت أشلاءً أم تفسّخت في العراء أم طمرت بين ركام البنايات المهدّمة؟ أسئلة قد يحسمها المؤدلجون بكلمة: شهداء، ولسان حالهم: ولست أبالي حين أقتل مسلماً… على أي جنب كان في الله مصرعي، وفي قول آخر: على أي أرض كان في الله مصرعي.

          للرهط المسؤول عن صوغ إيديولوجية النفير إلى الهجرة والجهاد أن يختار ما يشاء من تفسيرات مريحة أو بالأحرى مرضية للذات، لأن من غير الجائز بعد سقوط المئات من القتلى أن ينقلب هذا الرهط على عقبيه، ويقدّم الدليل على ضلوعه في جريمة قتل جماعية، وينزع القداسة عن فعل كان موصولاً في لحظة بالسماء وإذا به يصبح فعلاً تأنف من رائحته النتنة أديم الأرض.

          تفاوتت التقديرات حول أعداد المقاتلين السعوديين في سوريا، بلغ أقصاها نحو عشرة آلاف مقاتل سعودي مدنياً وعسكرياً، وأدناها نحو ألفي وخمسمئة مقاتل. لغة الأرقام مفتوحة على جدل واسع ومشروع. وبصورة إجمالية، يمكن تصنيف المقاتلين السعوديين على النحو التالي:

          ـ مقاتلون بهويات مزوّرة أو أسماء حركية ورمزية وهؤلاء منبثون في صفوف الجماعات المسلّحة عموماً، وهم اليوم بين قتيل وأسير ومرابط على خط النار.

          ـ مقاتلون حملوا معهم هوياتهم الثبوتية وهم قلّة، وقد وردت أسماؤهم في قوائم القتلى سواء لدى السلطات السورية، والتركية، والعراقية، والسعودية…

          ـ مقاتلون لا يُعرف مصيرهم، فقد انقطعت أخبارهم منذ سنوات بعد انخراطهم في تنظيم القاعدة وفروعه.

          ما يعنينا هنا هو بداية النفير الكبير للمقاتلين السعوديين، ورقعة انتشارهم على الخريطة السورية، وكيف قتلوا. سؤال النفير يبدو مركزياً، لأننا نسجّل هنا شهادة إدانة ضد الجهة الضالعة في التحريض، والتمويل، والتدريب، والتسليح وصولاً الى القتل. في مطالعة متأنية لقائمة القتلى السعوديين حتى نهاية عام 2013، على أساس العمر، ومكان القتل، وتاريخه، يتبين التالي: إنّ الغالبية الساحقة من القتلى السعوديين كانت في الفترة التي تولى فيها بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات العامة، الملف السوري. أي منذ صيف 2012 وحتى نهاية 2013. قبل ذلك، كانت نسبة المشاركة السعودية في القتال السوري متدنية، بل تكاد تكون نادرة، سوى من أولئك الذين التحقوا بالقاعدة في العراق أو اليمن في سنوات لاحقة، وكانوا يتنقّلون من (أرض رباط) إلى أخرى. أما الموجة الكبرى من المهاجرين السعوديين فبدأت من الناحية الفعلية مع إمساك بندر بن سلطان الملف. حينذاك، انطلقت حملة تعبئة شاملة على مستوى المملكة والخليج بصورة عامة تنادي بالنفير محثوثة بالشعار الوهابي الشهير: الدم الدم… الهدم الهدم.

          السعوديين كانوا يعملون في المناطق الخاضعة تحت سيطرة تنظيمات «داعش» و«النصرة»

          خطب التحريض على القتال في سوريا كانت ولا تزال تغمر مواقع التواصل الاجتماعي، بما يقطع الريب في دور النظام السعودي والغطاء الواسع والسميك الذي وفّره لخطباء المساجد والدعاة الذين ما كانوا لينخرطوا في مشروع الجهاد إلا بعد أن أشعل المولجون به الضوء الأخضر. قبل صدور الأمر الملكي في 3 شباط الماضي، كان كل ما يتعلّق بالقتال في سوريا يبدو عادياً، بل من مستلزمات الخطة المعتمدة من بندر بن سلطان ورفيقه ديفيد بترايوس، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سابقاً، في توظيف كل المقاتلين من أي تنظيم أو دولة في مشروع إسقاط النظام السوري. لم يكن الإرهاب حاضراً، ولم يكن محمد بن نايف، وزير الداخلية، معنياً بإدارة ملف مكافحة الإرهاب الخاصة بالمقاتلين السعوديين. بل على العكس، كانت الداخلية نفسها ضالعة في التحريض على القتال، كما كشفت وثيقة بتاريخ 19 نيسان 2011 عن اتفاق بين الداخلية السعودية و1334 سجيناً من جنسيات عربية وإسلامية «على إعفائهم من إقامة الحد الشرعي عليهم وصرف معاشات شهرية لعائلاتهم وذويهم الذين سيتم منعهم من السفر خارج السعودية مقابل تأهيل المتهمين وتدريبهم من أجل إرسالهم الى الجهاد في سورية»، بحسب نص الوثيقة.

          يحلو لمن يريد إعادة قراءة التاريخ بأثر رجعي، أن يضع الوثيقة في سياق الحرب على الإرهاب، ولكن بقذف كرة القاعدة خارج الحدود. مهما يكن، تأبى الحقيقة إلا المحافظة على ثوريتها بحسب سارتر. الخيارات السعودية، ورهاناتها، حسمت في صيف 2012، وبدا الاختلال واضحاً في الثنائية المخاتلة: ممانعة القتال في سوريا والتحريض عليه. ليس من قبيل الصدفة البتة أن يخرج مئات الشبان السعوديين في أوقات متقاربة ومن منافذ جويّة معروفة وتكون وجهة السفر: تركيا، لبنان، الأردن. وما هو أبعد عن كل دعوى، أن يغادر عسكريو الديار وبأعداد كبيرة من دون إذونات خاصة من القيادة العسكرية. وفي كل الأحوال، لم يخطأ الأمر الملكي في تقسيم المقاتلين السعوديين في الخارج إلى مدنيين وعسكريين، ولو كان الكلام يقتصر على عدد ضئيل من العسكريين لما اضطر لذكرهم في الأصل ولما خصّص لهم قائمة عقوبات أشدّ من غيرهم. نلفت هنا الى دور نائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان، وكان الوكيل الحصري للأمير بندر بن سلطان في متابعة شؤون المقاتلين من سعوديين وغيرهم، وكان يتخّذ من العاصمة الأردنية، عمّان، مقرّاً له.

          الوثائق التي بحوزتنا حول أسماء القتلى السعوديين في سوريا، وتاريخ ومكان القتل تمثّل مصدر غنى عن كل مزاعم ومزاعم مضادة. أول معطى يظهر في القائمة هو انتشار المقاتلين السعوديين في المحافظات السورية كلها، ولكن ثمة مناطق كانت فيها أعداد القتلى مرتفعة كما في إدلب، دير الزور، وحمص، وحلب. يومئ هذا المعطى الى أن العدد الأكبر من المقاتلين دخل الأراضي السورية من منفذين: تركيا ولبنان. وأيضاً، يلفت إلى أن القتلى السعوديين كانوا يعملون في المناطق الخاضعة تحت سيطرة تنظيمات «داعش» و«النصرة»، والقاعدة بعناوين مختلفة. وهناك مقاتلون سعوديون توّلوا مواقع قيادية في تلك التنظيمات مثل أبو تراب النجدي، أمير «داعش» في مدينة الرقّة قتل في 13 أيلول 2013، ومنور بن مفضي بن محمد الخالدي، قائد الجناح العسكري في «جبهة النصرة» في مدينة تدمر، قتل في ريف حمص بتاريخ 2 آذار 2013، وأحمد خالد حسين العتيبي، قيادي في تنظيم القاعدة، قتل في تل دو في ريف حمص بتاريخ 19 كانون الثاني 2013. وهناك أمراء شرعيون، من بينهم الشيخ الدكتور عبد الله المحيسني الذي توسّط بين «داعش» و«النصرة» و«الجبهة الإسلامية» لوقف النزاع بينها عبر مبادرة أطلق عليها اسم «مبادرة الأمة». وقد ظهر المحيسني أخيراً في معارك كسب، وهو يبشّر أهل دعوته ورفاق دربه بالنصر. ومن الأمراء الشرعيين، عثمان آل نازح العسيري، دكتور أصول الفقه في جامعة الملك خالد بأبها، وقد قتل في أيار 2012، وسلطان بن عيسى العطوي، عضو نادي تبوك الأدبي سابقاً، وأمير شرعي في «جبهة النصرة».

          معطى آخر يتمثل في أعمار القتلى التي تتراوح بين العشرينيات والثلاثينيات، وقلّة منهم، وهم القادة، في أواخر الثلاثينيات والاربعينيات. دلالة هذا المعطى تكمن في كون غالبية هؤلاء لم ترتبط بتجربة القاعدة في أفغانستان، ولم تتواصل مع قيادتها. نشير الى أن من بين المقاتلين السعوديين من تقل أعمارهم عن العشرين عاماً مثل يزيد محمد ظافر الشهري، من الخرج، وعمره 18 عاماً، قتل في إدلب بتاريخ 16 نيسان 2013.

          أما العسكريون، فأوردت قائمة القتلى عدداً من الأسماء من بينهم عويض بن مسلط بن فهيد الحارثي، وكان جندياً في الحرس الوطني، وسلطان بن الحميدي بن بتلاء الحربي، نقيب في الجيش، وقتل في منطقة الباشورة بريف اللاذقية في 22 نيسان 2013، وسيف بن جمعان المالكي، رقيب في القاعدة الجوية في مدينة جدة قتل في معارك حلب في أيلول 2013، وعلي عبد الرحمن مؤمنة، مقدم في وزارة الدفاع والطيران السعودية وقتل في دير سلمان بالغوطة الشرقية لدمشق بتاريخ 12 تموز 2013.

          العمليات الانتحارية التي نفّذها شباب سعوديون تكاد تمثّل سمة بارزة في قائمة القتلى، من بينهم: عبد الوهاب بن عاطف الزهراني، 21 عاماً، قتل في تنفيذ عملية انتحارية استهدفت معامل الدفاع ريف حمص في 6 شباط 2013، وسلطان العصيمي، قتل بتنفيذ تفجير انتحاري في حمص بتاريخ 20 أيار 2013، وأبو الزبير المدني (اسم حركي)، وقتل بتنفيذ عملية انتحارية استهدفت مبنى المرور في جبال القلمون في ريف دمشق بتاريخ 22 أيلول 2013، ووليد بن علي بن محمد يحيى آل مداوي العسيري، وقتل بتنفيذ عملية انتحارية في جسر الشغور بتاريخ 26 أيار 2013، وأبو ضحى الجنوبي (اسم حركي)، وقتل في عملية انتحارية في سعسع في ريف دمشق في كانون الثاني 2013، ويوسف الرويلي، وقتل في تنفيذ عملية انتحارية في قرية معارة الأرتيق بريف حلب في 11 آب 2013، ويوسف محمد الناصر الملّقب بـ «سيّاف النجدي» وقتل بتنفيذ عملية انتحارية في النبك في ريف دمشق بتاريخ 29 آب 2013، ورائد اللحيدان، المعروف باسم «الكرّار النجدي» أحد عناصر الكتيبة الخضراء، وقتل بتنفيذ عملية انتحارية في حسياء بريف حمص بتاريخ 31 تموز 2013. ومعاذ العبد الرحيم، وقتل بتنفيذ عملية انتحارية في محيط مطار منغ العسكري في حلب بتاريخ 5 آب 2013، وعلي المانع، والملقّب بـ«أبو حمزة القرشي»، وقام بتنفيذ عملية انتحارية في قرية التوتة في ريف حماه بتاريخ 18 حزيران 2013.

          وهناك من يُصنّف بأخطر الارهابيين السعوديين في سورية، مثل عبد العزيز السبيعي، وكان يعمل على استقدام المقاتلين السعوديين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي باستخدامه حسابين هما «الموحّد» و«قتال»، وقتل في جوبر في ريف دمشق في 24 حزيران 2013، ومعه علي الشهيلي، المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي بـ«سراقة الجوفي».

          المعطيات الواردة هنا بحسب قائمة القتلى قد تشكّل جزءاً من الصورة ولا تعكس بالضرورة تماميتها، ولكنها تقدّم من دون ريب الجزء الجوهري من الرواية التي يراد دفنها عن مقاتلين سعوديين مدنيين وعسكريين سيقوا الى معركة يجهلون أهدافها الحقيقية، وحين قضوا نحبهم، لم يمنحوا وسام الشهادة بل وصموا بالارهاب، بعد أن كان المحرّضون يمنّونهم بمائدة مع الأنبياء في الجنة، فوجدوا أنفسهم في قائمة المنسيين والملاحقين بتهمة الارهاب أحياءً وأمواتاً.

          تعليق


          • #80
            4/4/2014


            * القلق السعودي… غليان الداخل وارتداد الإرهاب



            غالب قنديل/الشرق الجديد

            يضاعف وطأة القلق السعودي على مصير المملكة العديد من العوامل الداخلية إضافة إلى فشل السعودية في الحرب على سوريا واتضاح حدود القدرة الأميركية في عالم متغير وصعود إيران الدولي والإقليمي وتفكك مجلس التعاون الخليجي وتحولات العراق واليمن والبحرين .

            من العلامات الفارقة التي يتفق عليها المؤرخون هي ان انحسار دور أي قوة إقليمية وتبدل المعادلات المؤسسة لنفوذها لا بد وان ينعكس ارتدادا نحو الداخل بازمات وتناقضات متفاقمة تكون عادة كامنة فتطفو على السطح وتتفجر وتلك هي بالذات حال الحكم السعودي المستمر على صفيح ساخن شديد الحرارة .

            أولا شكلت معضلة الإرهاب والتطرف عنصرا حاسما في تكوين المملكة السعودية من خلال انتشار المدارس والكليات الدينية التي تخرج الآلاف من المعبئين بثقافة التكفير والإلغاء وإباحة استعمال العنف ضد أي مختلف أو مخالف ويجمع الباحثون الذين درسوا واقع المملكة في العقود الأربعة الأخيرة على تفاقم هذه المشكلة منذ انتفاضة جهيمان العتيبي في الحرم المكي والتي انتهت بمجزرة كبيرة استاجرت المملكة لتنفيذها قوات فرنسية متخصصة في استخدام الغازات السامة .

            تلك الأحداث وتفاعلاتها في الحجاز ونجد جابهتها المملكة بالتورط في حروب سرية دفع إليها شباب شبه الجزيرة عبر العالم بتخطيط أميركي وبريطاني وحكاية أفغانستان لم تكن سوى البداية ويمكن تقصي عشرات البلدان التي تعرضت لعصف الإرهاب التكفيري في توقيت يلائم مشاريع الهيمنة الأميركية والغربية ويتماشى مع مخططاتها ومن غير مصادفة حظي هؤلاء الإرهابيون طيلة حوالي أربعين عاما بتمويل سري سعودي في صيغة صفقات نفط مكتومة أو أموال صرفت للجمعيات الوهابية التي ترفع يافطات دينية وإجتماعية وإنسانية داخل المملكة أو في الدول الأوروبية والولايات المتحدة نفسها احيانا والآن بعد الفشل في مخطط استعمال القاعدة في سوريا والتعثر في العراق تعيش المملكة مأزق التعامل مع خطر ارتداد المتطرفين المهاجرين إلى داخل الجزيرة العربية على نحو أشد وأدهى مما حصل بعد الحرب الأفغانية فهذه المرة نتحدث عن قنبلة موقوتة مدمرة تصعب السيطرة عليها في حال انفلاتها .

            ثانيا تمثل شيخوخة حكم آل سعود معضلة قائمة بذاتها وتولد صراعات مستحكمة على الوراثة داخل العائلة المالكة بينما يدير المايسترو الأميركي هذه اللعبة على إيقاع سياساته في المنطقة كما تبين مؤخرا مع صدور مرسوم تعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد عشية وصول باراك اوباما إلى الرياض وخلافا للآليات المفترضة في نظام البيعة داخل العائلة وبصورة غير قابلة للنقض حسب نص المرسوم كما سبق تعيين بندر بن سلطان رئيسا للمخابرات السعودية عشية قرار واشنطن باستعمال القاعدة في الحرب على سوريا.

            شيخوخة الحكم متزاوجة مع تحجر النظام وتخلفه ومن مصادر القلق السعودي ان تنفجر الأزمتان معا بعد الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو احتمال دفع العديد من مراكز الدراسات الأميركية والبريطانية لمناقشة احتمال تقسيم المملكة إلى ثلاث دويلات متناحرة على الأقل .

            أما القوى الاجتماعية الجديدة التي تعتمل في صفوفها دعوات التغيير فتضم شرائح من الرأسماليين من غير الأمراء ، تعلموا في دول الغرب وتشبعوا بمنظومة قيم تحديثية بينما تجمع التقارير على ان البلد الذي تقوده أغنى العائلات في العالم بدون منازع وتتوارث التحكم به يضم اكثر من مليوني شخص تحت خط الفقر والبطالة تشمل نسبة عالية من أبنائه الشباب بينما يحظى آلاف الأمراء بحصص مرصودة لهم منذ الولادة من عائدات النفط وينالون كل ما يختارونه من التوكيلات التجارية والصفقات والمشاريع الحكومية من غير أي جهد فعلي بحيث يحيل الأمير المحظي الأوراق إلى شريك معتمد قد يكون رجل أعمال محليا او عربيا او اجنبيا ليحجز لصاحب السمو حصته النقدية المسبقة ويتولى ذاك الشريك بنفسه التنفيذ والإدارة.

            من التعبيرات القاسية عن الغليان المثير للقلق ما يعتمل في مواقع التواصل الاجتماعي من ثورة على المفاهيم والمعتقدات المؤسسة لنظام الملك السعودي وهو ما يصل إلى درجة تبني ملايين الشباب من نجد والحجاز الناشطين على تويتر وفايس بوك للدعاية الإلحادية بعدما دفعهم التزمت الوهابي التكفيري إلى الرفض الكلي لأي التزام ديني وهذا ما تؤكده تقارير متعددة المصادر محلية وأجنبية.

            ختاما ولكل ما ورد ذكره تبدو المملكة السعودية غارقة في القلق : نفوذها الإقليمي يتقلص ورهاناتها تنكسر بينما تتسابق في المدى المنظور عناصر الهزيمة الإقليمية وشبح اللعنة السورية التي تقرب ساعة ارتداد الإرهاب إلى الحجاز ونجد فيما تلوح بشدة صراعات الأمراء على التحكم في بلد يموج بتطلب الإصلاح والتحديث رغم القمع الدموي والكبت الثقافي والإعلامي والتزمت الديني الحاضن للتكفير والإرهاب في ظل عائلة مالكة تخطت جميع الحدود في البذخ وانتهاك المحرمات التي تحكم باسمها ملايين البشر.

            ***
            * كيف ينظر رئيس أميركي إلى ملك سعودي؟



            «إنه قادم... ولكنني أسأل نفسي: هل سيأتي معه بالحريم؟!».

            هذه العبارة، كتبها الرئيس الأميركي دوايت ايزنهاور في دفتر يومياته، مساء الاثنين 28 كانون الثاني 1957، في إشارة إلى الملك سعود بن عبد العزيز، أوّل عاهل سعودي سيزور الولايات المتحدة زيارة رسمية، بعد يومين... أي في الثلاثين من كانون الثاني من ذلك العام.

            جعفر البكلي/جريدة الاخبار

            وهذه العبارة، (وكل الفقرات التي سيستشهد بها هذا المقال) مدوّنة في الجزء الرابع من يوميات الرئيس ايزنهاور، ضمن ملف الشرق الأوسط. وهذا الملف محفوظ الآن ضمن مجموعة أوراق ايزنهاور الخاصّة، في المكتبة الرئاسية للمتحف الذي يحمل اسمه، في بلدة آبيلين، في ولاية كانساس.

            ■ ■ ■

            في الغد، الثلاثاء 29 كانون الثاني1957، كتب ايزنهاور في دفتر يومياته الفقرة التالية: «اتصل بي فوستر تلفونياً (جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأميركي، في الخمسينيات) وأعلمني أنّ سعود يصرّ أن أكون أنا شخصياً من يستقبله في المطار! هذا الأمر مستحيل، ومخالفٌ للبروتوكول! لقد جرت التقاليد أن أستقبل كبار الزوار الرسميين عند مدخل البيت الأبيض. وإذا استثنينا سعود، فستصبح هذه السابقة سُنة يطالب بها كل ملك يزور أميركا!».


            وفي مساء 29 كانون الثاني 1957، أضاف الرئيس في دفتر اليوميات، الفقرة التالية: «فوستر ما زال يلحّ عليّ لكي أستقبله في المطار. يقول لي: إن لم تفعل، فقد يعدل عن المجيء... لأنّ هؤلاء القوم حسّاسون ومهووسون بالمظاهر!.


            ماذا عليّ أن أفعل؟! لم يعد من مفرّ سوى أن أذهب إليه!». (1)

            النفاق والعناق

            في ظهر يوم 30 كانون الثاني 1957، وصلت إلى مطار واشنطن ثلاث طائرات تحمل مئات من أفراد الحاشية الملكية: أمراء، وزراء، نسوة، مرافقون، صحافيون، مترجمون، أطفال، خدم، حشم، عبيد... ثمّ وصل الرئيس ايزنهاور إلى القاعة الشرفية في المطار. وأخيراً، وصلت الطائرة «كولمبيان» الخاصّة برئيس الولايات المتحدة الأميركية، والتي تُقلّ على متنها ملك السعودية، الآتي من نيويورك إلى واشنطن. ولدى وصوله، أطلقت المدافع 21 طلقة ترحيباً بالزائر المهم، الذي هبط من مدرج الطائرة ليجد الرئيس ايزنهاور بنفسه يستقبله... كاسراً بذلك كل أعراف البروتوكول الأميركي!.


            وحينما تقدّم الرئيس من ضيفه ليصافحه، ويقول له: «نرحّب بكم في الولايات المتحدة»، فوجئ بالملك السعودي، وقد تعلّق برقبته، وأخذ يضغط بساعديه على كتفيه، ويشبعه بالقبلات! كان مشهد العناق والقبلات الذكورية جديداً على ايزنهاور. وحتى يتملّص الرئيس الأميركي من أحضان العاهل العربي، مدّ جسمه إلى خادم سعودي نزل من وراء الملك. كان ذلك الخادم يحمل بين يديه الأمير مشهور بن الملك سعود البالغ من العمر ستة أعوام، والذي يعاني مرضَ شلل الأطفال. فلمّا رأى ايزنهاور الأمير الصغير المشلول، حاول أن يتقدّم منه ليربّت على رأسه (أو لعلّه أراد أن ينجو من ورطة أحضان أبيه!)، ثمّ التفت الرئيس إلى المليك، وتفرّس في العقال الذي يزيّن به رأسه، وقال له: «جلالة الملك، هل هذا هو تاجك؟!». وابتسم سعود بعد أن استمع إلى الترجمان، ثمّ قال لايزنهاور: «لا! حِنا ما نزيّن روسنا بتوجان... حِنا نزيّن روسنا بشعبنا!».

            عام 1957 وصلت إلى مطار واشنطن ثلاث طائرات تحمل مئات من أفراد الحاشية الملكية

            لقد كان عبد الله يعتقد أنّ بإمكان بوش أن يزعق في أذن الخنزير شارون كانت الإدارة الأميركية قد أعدّت للملك العربي مراسم حافلة. فعلى جانبي الطريق من المطار إلى قصر الضيافة في «بلير هاوس»، رُفعت مئات الأعلام السعودية، وحرص المنظمون على أن يمرّ الموكب الملكي فوق جسر واشنطن التاريخي، ثمّ أن يدور حول نصب أبراهام لنكولن التذكاري. وأثناء مسار الموكب الملكي المكوّن من عشرات سيارات المراسم الفخمة، كان يمرّ من تحت أقواس نصر أعدّت خصّيصاً للمناسبة، وزيّنت باللونين الأخضر والأبيض...




            وكانت الموسيقى تعزف كامل الوقت، فلقد حشدت السلطات الأميركية 14 فرقة موسيقية على طول الطريق، لتحيّي الملك أينما يصل ركبه. وحول الموكب الضخم حشدت السلطات ألوفاً من الأميركيين ليشاهدهم الملك السعودي وهم يرحّبون به، ويرفعون لجلالته أعلام «لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله»! وأعلن المفوّضون في مقاطعة واشنطن، أن يوم الأربعاء 30 كانون الثاني1957 تقرّر رسمياً أن يطلق عليه اسم «يوم الملك سعود»، وعلى هذا الأساس، فقد قدّم روبرت ماكولان رئيس مجلس المفوضين في واشنطن للملك مفتاحاً رمزياً للعاصمة الأميركية (2). وفي مساء 30 كانون الثاني 1957 أقام الرئيس ايزنهاور مأدبة حافلة في البيت الأبيض، على شرف الملك السعودي، حضرها كبار المسؤولين الأميركيين، مثل نائب الرئيس ريتشارد نيكسون، ووزير الخارجية جون فوستر دالاس، وعدد مهم من رجال الكونغرس الأميركي، وعدد من النواب من مختلف الولايات.

            في الغد، 31 كانون الثاني 1957، كتب ايزنهاور في دفتر يومياته الفقرة التالية: «سعود كان هنا، في العشاء الرسمي الذي أقمته له في البيت الأبيض... كنّا نحن بـ«الفراك» ، وكانوا هم بتلك العباءات. وكان «أولاد البترول» يحومون حول ملك السعودية. طبعاً... فلقد كانت أرباحهم هذه السنة، خيالية! (3)

            لقد اختنقت من روائح السعوديين... إن رائحة البخور، لا تزال تملأ البيت الأبيض! والملك السعودي هذا، شخصية من شخصيات القرون الوسطى. هذا المخبول أعطى لخدم البيت الأبيض بقشيشاً ما بين خمسين إلى مئة دولار، لكلّ واحد منهم! ماذا سأقول؟! إنّ إعطاء البقشيش، في البيت الأبيض، ممنوع منعاً باتاً. ولكنّي اللبارحة خرستُ، وحبستُ لساني في فمي!.. لا يهمّ! المهمّ أن يدخل سعود في مشروعنا للشرق الأوسط الجديد!» (4).

            قطعة ضخمة من اللحم... اسمها ملك السعودية

            في تلك الأيام، كان هنالك مشروع أميركي جديد يُطبَخُ للشرق الأوسط، وقد سُمّيَ «مبدأ ايزنهاور»، وقُدّم رسمياً إلى الكونغرس، في يوم 5 كانون الثاني 1957. وكان هذا المشروع يخوّل للرئيس الأميركي - ومن دون الرجوع إلى الكونغرس للحصول على تفويض منه - حق التدخل السريع بالقوة المسلحة، لحماية أي نظام حليف لأميركا في الشرق الأوسط يتعرّض لتهديد (أو خطر تهديد) من قوى الشيوعية العالمية أو من المتعاونين معها. ويخوّل المشروع للرئيس في إطار تدخله ذاك، أن يقدّم المساعدات العسكرية الضرورية لأصدقاء أميركا.


            وكتب ايزنهاور في مذكراته يوم 5 كانون الثاني1957، بُعيد إقرار المشروع في الكونغرس، ما نصه: «إنّ على أيّ ديكتاتور في الشرق الأوسط أن يَحسب، منذ اليوم، حساب أي خطوة يتخذها». ثمّ أضاف: «إن ملك السعودية، هو رجلنا الوحيد الذي قد يستطيع أن يتحدّى ناصر في قيادة العالم العربي، وأن يحوّل قاطرته من اتجاه الاتحاد السوفياتي، إلى اتجاهنا». كانت استراتيجية الولايات المتحدة للشرق الأوسط، بُعيد الحرب العالمية الثانية تنحو إلى التفرّد المطلق بهذه المنطقة المهمة من العالم. وعلى هذا الأساس، كانت أميركا تعمل على سياسة عزل مزدوج لمنافسيها.

            فأمّا الحلفاء منهم، (بريطانيا وفرنسا) فكان العزل لهم بوراثة أدوارهم. وأمّا الخصوم (كالاتحاد السوفياتي) فكان عزلهم بشيطنتهم حتى لا يمتد تأثيرهم الشيوعي إلى منطقة يريدها الأميركيون لهم حصراً. ولقد اعتبر جمال عبد الناصر - الذي خرج لتوه ناجياً من عدوان ثلاثي دبّره الحليفان المنافسان - امتداداً لأولئك الخصوم (السوفيات) الذين يُراد شيطنتهم، وعزلهم.

            وأمّا تعويل الأميركيين في خططهم على السعودية، فذلك بحكم ما لها من نفوذ ديني يمكن أن يجيّر في حملة ضارية ضد «الإلحاد الشيوعي». وبحكم ما لها من شبكة علاقات يمكن أن تستخدم في نسج تحالفات إقليمية جديدة. وبحكم ما لها من أموال يمكن أن تشتري ولاءات هنا وهناك. وبحكم ما لها من موقع استراتيجي يمكن أن ينافس موقع مصر في العالم العربي.

            ولم يخيّب الملك السعودي آمال الأميركيين. فلقد مضى بعد زيارته التاريخية للبيت الأبيض، يسعى بهمّة ونشاط لتقويض مركز عبد الناصر في مصر والعالم العربي. وكان من أوائل ما صنعه الملك تمويله لمرتضى المراغي، وزير الداخلية في أواخر عهد الملك فاروق، حتى يدبّر انقلاباً عسكرياً في مصر.

            ولكن أحد الضباط المصريين الذين كُلفوا بتدبير الانقلاب، وهو العقيد عصام خليل، أفشى بما طُلِبَ منه للواء (وقتها) عبد الحكيم عامر. وسَلم له المبالغ التي دفعت إليه (16.200 جنيه استرليني). وأوصلت التحقيقات في هذه المسألة إلى حقيقة من يقف خلفها. ولم يكن هذا الذي وراء المؤامرة إلا ملك السعودية بنفسه! ولم ترد القاهرة أن تقطع شعرة معاوية مع الرياض، فتكتمت في بداية الأمر عن موضوع سعود بطلب ورجاء من الشيخ يوسف ياسين مستشار الملك، ثمّ بمسعى من أخيه فيصل. ولكن ملك السعودية عوض أن ينكفأ عن مساعيه التآمرية، زاد في مساعيه تلك وصعّدها.

            ولقد تهيأ للملك السعودي - وهو يراقب، في ذلك الوقت، توجس الغرب وهلع حِلفه في المنطقة، من الاستعدادات التي تحضّرُ حثيثاً لإنجاز وحدة بين مصر وسوريا، في أوائل سنة 1958 - أنه قادر على تحطيم هذا الحلم، عبر استخدامه للنقود، في رشوة جديدة.

            وكان الهدف الذي تطلعت إليه عينا الملك السعودي الآن، هو عبد الحميد السرّاج، رئيس المخابرات العسكرية في سوريا (المعروفة باسم «الشعبة الثانية»). ولقد بعث الملكُ للسرّاج صهرَه أسعد إبراهيم، وعرَض عليه مبلغ مئة مليون جنيه استرليني، إن هو قبل بالقيام بانقلاب يحول دون حدوث الوحدة بين سوريا ومصر. وكان العرض أن يدفع السعوديون للسرّاج عشرين مليون جنيه استرليني مقدماً، على أن يُدفع الباقي بعد نجاح العملية. ولكي يتشجع السرّاج أكثر، فقد أعلمه وسيط الملك السعودي أنّ السفير الأميركي في دمشق مستعد لإعلان اعتراف بلاده بالنظام الجديد، حال إعلانه. كذلك إن الملك يضمن اعتراف كل البلدان الصديقة لأميركا، بالوضع الجديد.



            وطلب السرّاج من أسعد إبراهيم (والد زوجة الملك سعود، أم خالد) أن يمنحه هذا المال الذي سيساعده في تنفيذ الخطة. وغادر أسعد إلى السعودية على متن طائرة ملكية خاصة. ثم عاد يوم 20 شباط 1958، (أي قبل يوم واحد من الاستفتاء على الوحدة) وجاء معه بـ 3 شيكات: الأول بمبلغ مليون جنيه استرليني تحت رقم52/85902، والثاني بمبلغ 700 ألف جنيه تحت رقم تحت رقم58/85903، والثالث بمبلغ 200 ألف جنيه تحت رقم 59/85904. وكانت كل هذه الشيكات مسحوبة من البنك العربي المحدود في الرياض، على بنك ميدلاند في لندن، وتدفع لحامله. ثمّ أعلم أسعد إبراهيم السرّاجَ ضاحكاً، بأنه قد خصَمَ من المليوني جنيه استرليني التي بعثها الملك إليه، مئة ألف جنيه، باعتبارها عمولته.

            ولم ينتظر السرّاج حتى ينبلج النهار، فقد تحرّك فوراً بصحبة بعض ضباطه الموثوقين، واستدعوا واصف كمال مدير فرع البنك العربي المحدود في دمشق ونائبه وبعض معاونيه، لكي يشرفوا مع أول ساعات الصباح على عملية سحب المبالغ من بنك ميدلاند برقيا، وتحويلها إلى حساب جديد باسم السرّاج، تمّ فتحه في سويسرا.

            وفي يوم 24 شباط 1958 (بعد يومين من إعلان نتيجة الاستفتاء على الوحدة) جاء عبد الناصر إلى دمشق. وكان أول شيء فعله السرّاج هو أن أعلمه بكل تفاصيل مؤامرة الملك السعودي، وقدّم له مجموعة لصور الشيكات، والأذون بالدفع المتعلقة بها. ثمّ زاد السرّاج فأخبر عبد الناصر بقصة مؤامرة أخرى أعدّها الملك سعود، واعترف بتفاصيلها أسعد إبراهيم، بعد أن قبض عليه. وتتعلق برشوة أحد طيّاري سلاح الجو السوري، بنصف مليون جنيه، حتى يقوم بإسقاط طائرة عبد الناصر في الجوّ قبل وصوله إلى دمشق، ومن ثمّ يهرب إلى تركيا.

            في الغد، خطب عبد الناصر أمام مئات الآلاف من الجماهير المحتشدة في دمشق، والتي جاءت من كل أنحاء سوريا، لتستمع إلى خطابه الأول، بعد إتمام الوحدة العربية. وفي ذلك اليوم المشهود، كشف الرئيس كل تفاصيل مؤامرات ملك السعودية ضد الوحدة العربية: بالأدلة، والشهود، والوثائق الدامغة... وسط ذهول الملايين من المنصتين إليه في الميادين، ووسط ذهول الملايين من المنصتين إليه في كامل أرجاء الوطن العربي. لقد كان الناس من المحيط إلى الخليج، يتجمعون في كل مكان ليسمعوا مباشرة وبانتباه، محطات الإذاعة التي تنقل خطاب الوحدة مباشرة، من دمشق. ولم يكن يدور في خلد أحد من العرب أن هذا الخطاب الذي ظلوا يتطلعون إليه بشغف، سيعرّي وجوهاً وعروشاً وأنظمة على الملأ.

            وبُعيد انكشاف مؤامرة الملك سعود، وافتضاح مخططه لإجهاض الوحدة المصرية - السورية، انفجر سخط عارم بين أمراء العائلة المالكة السعودية، على سياسات الملك الغبية. وأدّت الفضيحة المدوية، في نهاية المطاف، إلى سحب صلاحيات السلطة من يد سعود، ومنحها إلى ولي عهده الأمير فيصل بن عبد العزيز.

            وفي واشنطن، كان تعليق الرئيس الأميركي إيزنهاور، على كل هذا الذي جرى، وفقاً لرواية مساعده السياسي في البيت الأبيض شيرمان آدامز، كالتالي: «لا بد أن نسلّم أن ابن الـ**** هذا، زعيم حقيقي لديه الأعصاب ولديه الكفاءة... والخسارة الحقيقية أنه لا يقف في صفنا، بينما نجد في صفنا قطعة ضخمة من اللحم اسمها سعود!»(5).

            علامة الله

            بعد أكثر من خمسين عاماً، عمّا دوّنه ايزنهاور في يومياته، متهكماً على سعود، تحدّث جورج دبليو بوش في كتابه «نقاط القرار»، الذي صدر في تشرين الأول 2010، غامزاً من الاضطراب في شخصية الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز (ولي العهد آنذاك) عندما زار الولايات المتحدة في 25 نيسان 2002، واستضافه بوش في مزرعته في كراوفورد بولاية تكساس.




            قال بوش في كتابه إنّ عبد الله كان متوتراً بسبب إهمال الإسرائيليين الردّ على مبادرته للسلام التي طرحها قبل شهر، في قمة بيروت. وأنه طلب منه أوّل ما التقاه أن «يُخرِجَ الخنزيرَ من رام الله». (يقصد بالخنزير شارون الذي احتل الضفة في نيسان 2002، وحاصر عرفات في مقر المقاطعة). واستغرب عبد الله لماذا لا يمسك رئيس الولايات المتحدة الآن بالهاتف، ويأمر شارون بالانسحاب فوراً. وأجابه بوش أنه لا يستطيع أن يمارس الدبلوماسية بهذه الطريقة. وهنا ازداد غضب عبد الله وحنقه، وقرّر الانسحاب من الاجتماع فوراً.

            لقد كان عبد الله يعتقد حينئذ أنّ بإمكان بوش (ملك أميركا) أن يمسك بالهاتف، ويزعق في أذن الخنزير شارون، ويأمره فوراً بالخروج من رام الله. وحينها لن يستطيع شارون عصيان أمر «ملك أميركا»، وسينفذ الأوامر صاغراً خسيئاً! وبما أن بوش يتهرّب من إصدار توجيهاته هذه إلى شارون، فذلك لا يعني سوى أنه يستهين بولي عهد السعودية. وعليه فلنغادر المكان، فلا جدوى حينئذ من أي كلام!..

            وقرّر بوش أن يحتوي مزاجية ضيفه العربي. وفكّر أن يلعب على «كارت» الدين، مراهناً على بساطة عقل عبد الله، وأن موضوع الدين لا شك سيثير اهتمام أمير سعودي. وهكذا أخذ يشرح لضيفه الوهابي أهمية دور يسوع في حياته، متمنياً أن هذا الوعظ ربما يستهوي شهية عبد الله الدينية. ولكن ولي العهد السعودي - بحسب ما ذكره بوش- لم يكن لديه أيّ مزاج للمشاركة في مثل هذه الأحاديث.

            ولم يتبق لبوش حتى يكسب ودّ سيد السعودية، في أول لقاء لهما مع بعضهما، سوى التكلم معه عن الحيوانات. وكان مساعدو الرئيس قد أخبروه عن مدى ولع عبد الله بالدواب. واقترح الرئيسُ الأميركي أن يصطحب الأميرَ في جولة، في مزرعته.

            هز عبد الله رأسه مستجيباً. وبعد دقائق قليلة كان ولي العهد بثيابه الفضفاضة يصعد إلى سيارة «فورد زاد50»، برفقة مترجم وزارة الخارجية الأميركية جمال هلال. وبدأ بوش يشرح لعبد الله أنواع الأشجار في مزرعته، وأنواع الحشائش البرية التي زرعتها زوجته لورا. ويشير إلى الأبقار التي كانت ترعى. وكان ولي العهد جالساً صامتاً... «ولم أكن قد توصلت إلى شيء كثير معه»، يقول بوش.

            ثم يضيف في روايته: «وصلنا إلى جزء بعيد من المزرعة، وكانت هناك أنثى ديك رومي وحيدة تقف في الطريق، فأوقفت السيارة، لكي لا أدهسها. ولكن الطائر لم يتحرك. وسألني عبد الله قائلاً: ما هذا؟ فقلت له: «إنه ديك رومي. وأضفتُ: إن الرئيس بنجامين فرانكلين كان يحب الديك الرومي حتى إنه أراد أن يجعله رمز أميركا القومي... وفجأة شعرت بيد ولي العهد تمسك بي. وبدأ يهتف مردداً: أخي، هذه علامة من الله... هذه علامة من الله... هذا فأل طيب، هذا فأل طيب!».

            ويقول بوش: «لم أفهم منه شيئا أبداً! ما الذي أصابه؟! وما أهمية الديك الرومي؟ ولماذا هو علامة الله عنده؟! ولكني اندهشت لأن توتره السابق معي بدأ فجأة يذوب. وعندما عدنا إلى المنزل، كان أعواننا مندهشين عندما قلنا لهم إننا مستعدون لإكمال المحادثات».

            ويضيف: «في الفترة التي تبقت من رئاستي كانت علاقتي مع ولي العهد وثيقة للغاية. صار هو ملكاً بعد فترة قصيرة من ذلك الزمن... ولم يحدث قط أن رأيت أنثى الديك الرومي التي ألهمته الوحي في ذلك الجزء من المزرعة. ولم أرها أبداً منذ ذلك الوقت».

            هوامش ومراجع

            (1) جُمِعَ بعض من مذكرات الرئيس دوايت ايزنهاور، في كتاب طبع في أميركا سنة 1984. وقد رتبه وجمعه وعلق عليه المؤرخ الأميركي ستيفن أمبروز. ولكن نصوص اليوميات الكاملة التي كتبها ايزنهاور لم تنشر كلها، ربما لضخامتها أو لحساسية محتواها.




            واليوميات، مدونة في مجموعة من الكراسات بخط يد الرئيس الأميركي، ومحفوظة ضمن مجموعة الأوراق الخاصة به، في ملفات أحدها بعنوان الشرق الأوسط، الصندوق رقم 2، في مكتبة ايزنهاور الرئاسية بآبيلين، في كانساس. ويمكن لمن يريد الاطلاع، أو تصوير نسخ منها، إذا شاء، بموجب قانون الحق في تداول المعلومات في الولايات المتحدة، أن يفعل ذلك. والمقاطع التي كتبها ايزنهاور، واعتمدتها في المقال لم تنشر مثلاً في كتاب أمبروز، ولكن الصحافي المصري محمد حسنين هيكل أمكنه أن يطلع عليها، وأن يضمّنها في كتابيه «ملفات السويس» (نشر 1986)، و في كتاب «سنوات الغليان» (نشر 1988) أيضاً.

            (2) بالنسبة إلى تفاصيل استقبال سعود في واشنطن، يمكن العودة إلى كتاب محمد السلاح «سعود في أمريكا».

            (3) يقصد ايزنهاور بقوله كنا نحن بـ«الفراك»، البدلات التي يلبسها رجال الأرستفراطبة في حفلاتهم الرسمية ، وأما العباءات التي كان يلبسها السعوديون ، فجمع لعباءة ، وهي الرداء الذي يرتديه شيوخ العرب فوق دشداشاتهم. أمّا قوله «كان أولاد البترول يجرون من حول ملك السعودية»، وقد استعمل ايزنهاور عبارة : ( The children of oil ) فإن الرئيس الأميركي كان يقصد: رؤساء مجالس إدارات شركات البترول في أميركا التي كانت أرباح شركاتهم المحتكرة للنفط السعودي خيالية في تلك السنوات.

            (4) تعليقات ايزنهاور التي تسخر من الملك سعود، مقتبسة مما أورده محمد حسنين هيكل في كتابه «ملفات السويس»، الطبعة الأولى 1986، مركز الأهرام للترجمة والنشر ص. 603 – 604.

            (5) كتاب «ملفات السويس»، محمد حسنين هيكل، ص 504
            التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 04-04-2014, 11:34 PM.

            تعليق


            • #81
              5/4/2014


              * القبائل وآل سعود: مقدمات انتفاضة؟


              فؤاد إبراهيم


              في أسلوب جديد لإيصال صوت غالبية الشباب في مملكة الصمت والقهر، قررت مجموعة من الشباب من قبائل مختلفة ومن أرجاء متفرقة من المملكة السعودية، وفي عملية تفاعلية تتّسم بالشجاعة والشفافية، أن تعبّر عن مطالب الناس عبر مقاطع مصوّرة مختصرة ترفع على اليوتيوب.

              فكرة المقطع تقوم، باختصار، على أن يتولى شاب (يعرّف في أوساط التواصل الاجتماعي باسم قبيلته) كامل العملية، بأن يفتح كاميرا الكومبيوتر فيسجّل مقطعاً مكبوساً تتراوح مدّته بين نصف دقيقة وثلاث دقائق، ويتحدث خلالها في خطاب مباشر الى الملك عبد الله وبكلمات مختصرة ومضغوطة يشرح فيها معاناة المواطنين في موضوعات باتت اليوم مورد إجماع الشباب مثل: البطالة، الفقر، السكن والخدمات العامة، وكذلك موضوعات سياسية واجتماعية مثل: حرية التعبير والتجمّع.

              وكما حصل في حملة «الراتب لا يكفي الحاجة» الذي أصبح من بين أبرز عشرة موضوعات تفاعلية عالمياً على تويتر، فإن وسماً جديداً «هاشتاغ» انطلق بعنوان «الشعب يقول كلمته»، يشارك فيها الشباب، مع غياب واضح لنخبة المثقفين والإعلاميين الذين آثروا المشاهدة والانتظار، حيث توضع روابط لمقاطع الكلمات المصوّرة، ويتم الترويج لها والتعليق عليها.

              وننقل هنا حرفياً أهم المقاطع التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي بحسب التسلسل الزمني على النحو الآتي:

              ـ في 22 آذار (مارس) الماضي، ظهر الشاب عبد العزيز بن فهد الدوسري في مقطع مدّته 33 ثانية، وقال ما لم يقل منذ عقود. وجّه الدوسري رسالة مباشرة الى الملك عبد الله بما نصّها:

              «أنا مواطن سعودي لا أستلم سوى 1900 ريال (506 دولارات)... بالله عليك يا عبد الله بن عبد العزيز، هل هذه تكفي المهر ولا (أو) سيارة ولا (أو) البيت... يا أخي ملّينا، وتلومون اللي يفجرون... يا أخي اعطونا الى متى نشحدكم من البترول يا أخي. أعطونا ما تلعبون به أنتم وعيالكم... اعطونا من حلالنا. لسنا عاجزين بالمواتر (أي السيارات) نفجّر بها لسنا عاجزين».

              وفي غضون مدة قياسية، حظي المقطع على نسبة مشاهدات قياسية بلغت 1.600.000 مشاهدة، حتى الأول من نيسان.


              ـ في 23 آذار (مارس) بثّ مواطن آخر يدعى عبد الله مبروك بن عثمان الغامدي من مدينة بيشه جنوب غرب السعودية، وقال إنه شاهد مقطع الدوسري وهو يشكو من قلة الرواتب وعدم كفايتها، ووجّه خطابه للملك ثم علّق قائلاً:

              «وبحكم مشاهدتي وملامستي للحال، أؤيد ما ذكره الشاب في كلامه وخطابه الموجّه للملك وأطلب من الجميع المشاركة بنفس الأسلوب حتى يصل الصوت الى خادم الحرمين الشريفين ويعلم بما وصلت إليه الحال من قلة الرواتب وانتشار الفساد والظلم وليس من المعقول والمقبول أن تنعم فئة قليلة، سواء كانت حاكمة، أو فئة أخرى فاسدة، بأموال الدولة، وبقية الشعب يتضوّر الجوع والفقر والظلم، ولذلك أؤيد ما ذكره الشاب».

              ثم عرض بطاقته المدنية وعليها اسمه وصورته، وطالب مجدداً بأن يشارك الجميع بنفس الأسلوب.

              وحظي المقطع على نسبة مشاهدة وصلت الى 737.167 مشاهدة حتى الأول من نيسان




              ـ في 27 آذار (مارس) بثّ شاب آخر يدعى سعود مرضي عبد الله البيضاني الحربي، مواليد الرياض، مقطع فيديو يتضامن فيه مع مطالب من سبقه. وعلّق على مطالب من سبقه وقال:

              «طبعاً هذه مطالبنا، مطالب الشعب بالكامل، بحّت أصواتنا من الكلام فيها، مطالبنا سهلة... ليس هناك حاجة لفتح باب تويتر أو ما شابه. كلها موجودة في سلة مهملات التويجري (أي خالد التويجري مستشار الملك عبد الله)، لا تلزمون الشعب بالتحرك السلمي، لا تلزمونا بالنزول للشارع، ببساطة لأن عدد سيارات اليوكن الأسود (في إشارة الى سيارات المباحث والأمن) أقل بكثير من عدد الأحرار فنحن من السهل أن نذهب ونطالب بحقوقنا بطريقة سلمية طبعاً، فأرجوكم أرجوكم اسمعوا صوتنا... أنتم لديكم مركز الحوار الوطني وحاورتم اليهودي والنصراني، وغداً ستحاورون أوباما... أرجوكم، اسمعوا صوتنا. حققوا مطالبنا، نريد سكناً، نريد أن نعيش حياة كريمة».


              ثم عرض بطاقته المدنية وعليها اسمه وصورته.

              ـ وفي 30 آذار، ظهر الطبيب عبد الرحمن علي أحمد غريدي العسيري، وقدّم مطالعة مختصرة وشجاعة في دقيقتين و32 ثانية، وقال ما نصّه:

              «أنا المواطن عبد الرحمن علي أحمد غريدي العسيري، من تهامة عسير، (محافظة أبها جنوب غرب السعودية)، شاهدت مقطعاً لبعض الشباب الطيبين المحترمين لأبناء بلدنا الدوسري والغامدي والحربي يطالبون بحقوقهم، أبسط حقوقهم، وسجنوهم في اليوم الثاني... المشكلة فيكم أنتم يا آل سعود تتعمدون تُذِلّون الشعب وتفقرون الشعب... الدوسري المسكين يقول راتبي 1900 وهذه لا تعشي (لا تكفي لوجبة عشاء) واحد من أولادكم. اليوم الثاني شفنا واحد من الأمراء من أولادكم شاري (اشترى) له سيارة مرصعة بالذهب...

              المشكلة فيكم أنتم يا آل سعود، سرقتم كل شيء، سرقتم اسمنا وبلدنا وأضفتموه لكم بأي حق، سرقتم الإسلام، صار الإسلام السعودي تبع الفوزان وتبع آل الشيخ وتبعكم حتى شوهتوه، سرقتم الرسول صار سعودي... البترول بدل ما توزعونه علينا وتعطون الشعب تفقرونهم وتذلونهم وإذا توزعونه توزعونه على أعداء الأمة السيسي ونصارى لبنان اللي ما يشوفوا العرب إلا حثالة.

              المشكلة فيكم سرقتم كل حاجة، حرام كذا هذا ما هو (ليس) عدل، أنا طبيب وعملت ودرّبت في الحرس والمستشفيات العسكرية وفي مستشفيات وزارة الصحة، وفي مرة حطيت ثلاثة مرضى على سرير.

              وين هذا عبد الله بن عبد العزيز، أنتو شايفين أيش، أنا أطالب بالحقوق، أول حق أطالب فيه ليش تسجنونهم. هذولي (هؤلاء) طالبوا بحقهم ليش تسجنونهم، الرجال اللي شرى (اشترى) له سيارة مرصعة بالذهب هذا اللي نبغى (الذي نريد) ناخذ الحق منه.

              وأنا أسجل المقطع هذا قاعدين يتبايعون (يبايعون) مقرن بيعة شرية (بيع وشراء)، الشعب قطعة أثاث، بيعة شرية، لا كذا ما يصلح (لا يجوز) كذا حرام، وإذا تكلمنا تسجنوننا، تسجنون ولا تقولون إذا مو عاجبك إطلع بره البلد، هذه ما هي (ليست) بلدكم أنتم بس، لا يا أخي الشعب يطالب بحقوقه، إحنا نبغى الحرية وأنا أحذركم نبغى الشيء الصح لبلدنا. اليمن وتونس وغيرهما في الجمهورية الثانية، والسعودية بتدخل (سوف تدخل) الجمهورية الأولى إذا لم تتحركوا وأحكمتم العقل... وعشان المباحث لأني أعرف حركاتهم...». ثم قام بعرض بطاقته المدنية وفيها اسمه وصورته.


              وحظي هذا المقطع بنسبة مشاهدة مرتفعة وفي فترة قياسية بلغ عدد المشاهدين للمقطع 1,508,539 مشاهدة.

              ـ وفي 31 آذار ظهر وافي مرضي عبد الله البيضاني الحربي، ذو الثمانية عشر ربيعاً، في كلمة مصوّرة في 31 مارس بعد اعتقال شقيقه سعود الحربي وتحدّث عن اعتقال من طالب بالحقوق مثل سعود الحربي وعبد العزيز الدوسري وغيرهما وتساءل:

              «أين هي حرية التعبير المزعومة؟ ومنذ متى أصبحت المطالبة بالحقوق جريمة تستوجب السجن في بلاد الحرمين، مع أنها مطالبات شرعية وسلميّة؟ ... إنما الخطأ وتجاوز القانون هو الاعتقال نفسه. وقال: إن أسلوب القمع لا يجدي نفعاً. ووجّه رسالتين:


              الأولى: إلى محمد بن نايف، وزير الداخلية، وقال: ارتوينا بالكلام وبالفعل متنا عطشاً... ولا نريد سوى العيش في حياة كريمة بعيداً عن الظلم والاضطهاد... قد بلغ السيل الزبى... فمطالبنا هي حقوقنا... مع العلم أن حاجز الخوف الآن قد انكسر والكثير من الشعب ليسوا بجبناء.

              الثانية: إلى الشعب، ونقل رواية عن علي بن أبي طالب بأنه إذا رأيت الظالم مستمراً في ظلمه فاعلم أن نهايته محتومة... وإذا رأيت المظلوم مستمراً في مقاومة ظالمه فاعلم أن انتصاره محتوم...

              وقال: أتمنى ألا أعتقل، كمن اعتقلوا من قبلي. وإذا اعتقلت أتمنى ألا تذهب هذه المبادرات وهذه المناشدات عبثاً».
              ثم ختم ببيت من الشعر: قالوا حبست فقلت ليس بضائري... وفوق الرأس تاج مفاخري
              ثم عرض بطاقته المدنية وعليها اسمه الكامل.


              وفي غضون يوم واحد حصل المقطع على 240.077 مشاهدة حتى الأول من نيسان.

              ـ وفي 31 آذار (مارس) تحدّث الشاب العشريني معاذ محمد سليمان الجهني، من الحجاز الشريف وقال:

              «أوجه رسالة الى آل سعود...
              إذا الملك الجبّار صعّر خدّه ... مشينا إليه بالسيوف نعاتبه
              تسرقون أموال الناس وتطالبون الناس بأموالهم وتسجنونهم من أجل الدين وين الإنسانية... نطالب الحكومة بتقسيم ثروات البلاد على الشعب تقسيماً عادلاً وليس احتكارها وسرقتها من قبلكم أنتم وأبنائكم، وبناء مدن سكنية وتوظيف العاطلين وزيادة رواتب الموظفين وإلا سينتهي الأمر الى ما لا تحمد عقباه وهذه هويتي».

              ـ وفي 2 نيسان (إبريل) ظهر شاب آخر في شريط مصوّر ووجّه رسالة للملك وقال فيها:

              «تحية للأبطال الخمسة الدوسري والحربي والغامدي والعسيري والجهني...

              يا عبد الله بن عبد العزيز اسمي غانم حمود فرج المصارير الدوسري، أقول لك هؤلاء الخمسة تاج على رأسك والسجن ليس بمكانهم... السجن مكان للظالمين والفاسقين والمستبدين...

              يا عبد الله بن عبد العزيز: أنت شخص غير مهذب وكذاب، وعدت الفقراء بصندوق ومنذ ثماني سنوات لم يروه...

              يا عبد الله بن عبد العزيز: نهبت ثروات البلد تحت مسميات مدن اقتصادية ومشاريع وهمية وكلها حبر على ورق...

              يا عبد الله بن عبد العزيز: بعثرت ثروات البلد على عصابات السيسي والانقلابات في كل مكان وتقول بأنك خادم للحرمين...

              يا عبد الله بن عبد العزيز: بين كل حين وآخر ترمي على الشعب ما بقي من الفتات وتقول مكرمة ملكية. الله لا يكرمك إذا كانت من راتبك وتعبك فقل عنها ما تقول، وأما حقوق الشعب فليست بمكارم لا عندك ولا عند غيرك...

              يا عبد الله بن عبد العزيز: تقول بأنك ملك للإنسانية، والإنسانية منك براء، فحتى بناتك لم يسلمن من شرّك ومسجونات منذ ثلاث عشرة سنة...

              فيا شعب الحرمين، كل شعوب الأرض تأتي بحكامها وتطردهم عندما يتحوّلون الى لصوص، فمتى نقول للصوص لا مكان لكم بيننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

              هذه باقة من المقاطع التي نالت شهرة غير مسبوقة في مواقع التواصل الاجتماعي ووسط الشباب، لأسباب عديدة؛ من بينها مستوى الجرأة العالي، وملامستها للهموم المباشرة لغالبية الشباب، قصر مدّة الرسالة، والأهم أنها تصدر عن الشباب أنفسهم.

              رد فعل الحكومة السعودية كان سلبياً كما هو متوقّع، فقد قامت باعتقال الشباب الواحد تلو الآخر، فيما كان رد فعل الشباب يتّسم بالتحدي والجهوزية الكاملة لدفع الثمن، أي الاعتقال ومتوالياته.

              في الخلاصة الأولية، نحن أمام ظاهرة جديدة في الاحتجاج السياسي والمقاومة المدنية التي تستحق المراقبة، في ظل إصرار النظام السعودي على الخيار الأمني في التعاطي مع مطالب الشباب، بوصفهم الأغلبية السكانية المحرومة في مملكة النفط.

              http://www.al-akhbar.com/node/204050

              http://www.almanar.com.lb/adetails.p...=31&eid=803394

              ***
              * الأمير مقرن: الملك التسوية

              إسراء الفاس

              "منذ العام 1943 تعهدت بأن تكون مصالح بلدي ومجتمعي هي نفسها كما تلك التي للولايات المتحدة الأميركية، لا نختلف على أيٍ من الأسس... وبعد الله نثق بأميركا"

              الملك فيصل بن سعود للسفيرالأميركي في المملكة بيتر هارت عام 1962



              لا يُختصر التعريف بولي ولي العهد السُعودي الأمير مقرن آل سعود بأنه الابن الخامس والثلاثون من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز الست والثلاثين فحسب، بل هو أحد رجالات أميركا الأربعة في المملكة، وأقربهم إلى السلطة بعد استحداث منصبه الجديد. لماذا الأمير مقرن؟ وكيف توافقت المصلحتان السعودية والأميركية على ذلك؟

              في المملكة، يُقال إن ثلاث وزارات حسّاسة (الدفاع، والداخلية، والحرس الوطني) من شأنها أن تحسم مآل السلطة. وهو ما يفسر اهتمام الاعلام بكل من سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومحمد بن نايف بن عبدالعزيز، ومتعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بالتزامن مع ورود تقارير عن تدهور الحالة الصحية للملك السعودي. قبل أن يبرز مؤخراً إلى جانب هذه الأسماء، المرضي عنها أميركياً، اسم الأمير مقرن أصغر أبناء عبدالعزيز الأحياء، بعد تعيينه في منصب استحدث له.

              سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وهو أحد السديريين السبعة من أبناء الملك المؤسس، وشغل مستشاراً لأهم ملوك المملكة. يعاني من صعوبة في التركيز عقلياً وفق ما ينقل مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن سايمون هندرسون. وقد افتُضحت أزمته لدى استقباله وفداً رسمياً ليبياً مؤخراً، عندما قال: أبلغوا سلامي للأخ العقيد معمر القذافي، ما أحرج المملكة وخرجت أقلام تنفي أن يكون ولي العهد السعودي قد وقع في "هفوة"، مبررة أنه أراد توجيه رسالة سياسية من خلال كلامه.

              وضع الأمير سلمان الصحي فتح باب السلطة أمام وزير الداخلية محمد بن نايف، ونجل الملك متعب بن عبدالله. اعتبر البعض أن محمد بن نايف هو رجل أميركا الأول، كون اتصالات ابن عمه متعب بالأميركيين تُدار عن طريق غير مباشر عبر عبد العزيز بن عبدالله، شقيق الأمير متعب، وفق ما يذكر المتخصص في الشؤون السعودية د. حمزة الحسن في حديث خاص لموقع المنار.

              تقرير سابق نشره موقع المنار، تحدث عن رغبة الأميركيين في تنصيب محمد بن نايف ملكاً ، نظراً لحاجتهم إلى خبرته في مكافحة الجماعات المتطرفة، على أن يتم إرضاء متعب بتعيينه ولياً للعهد. واستندت هذه التحليلات الى حفاوة استقباله لدى زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، وأيضاً في تنسيقه مع الأميركيين فيما يتعلق بالتضييق على الجماعات المتطرفة، ليُفهم بعد ذلك القرارات السعودية الأخيرة في فرض عقوبات على المقاتلين في الخارج ودعم منابر اعلامية أطلقت سهامها على دعاة "الجهاد" في سورية، وأبرزهم الاعلامي داوود الشريان، المقرب من جناح بن نايف.

              تثبيت أبناء الملك عبد الله في السلطة




              شكل وصول متعب بن عبدالله للمُلك وتثبيت أشقائه في السلطة هدفاً عمل عليه العاهل السعودي بالتعاون مع رئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري - يقول د. الحسن- تماماً كما نجح أبوه عبدالعزيز التويجري في إيصال الملك عبدالله الى العرش.

              "بعد وفاة الأمير نايف بات هناك مؤامرة قوية من داخل الجناح الذي يقوده نجل الملك الأمير متعب بن عبدالعزيز، بالتعاون مع خالد التويجري، وتحت مظلة الملك عبدالله كي ينتهي المطاف إلى تعيين متعب وليا للعهد ومن ثم ملكا والقفز فوق كل صف الأمراء الموجود حاليا من أجل القيام بذلك"،يذكر المعارض السعودي سعد الفقيه.

              وواقعاً فقد نجح الملك عبدالله في تثبيت أبنائه في مناصب عُليا، فأعفى أخاه بدر بن عبد العزيز من منصب نائب رئيس الحرس الوطني، وعيّن نجله متعب، قبل ان يحولها إلى وزارة تنافس وزارة الدفاع التي يترأسها الأمير سلمان. كما عيّن نجله عبدالعزيز كنائب لوزير الخارجية سعود الفيصل، وابنه الآخر مشعل أميراً لمكة وتركي بن عبدالله نائباً لامارة الرياض.

              ومع تنامي قوة وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، أُعلن عن تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياُ لرئيس مجلس الوزراء، وذلك في أول شباط/ فبراير 2013. وهو المنصب الذي كان يشغله وزير الداخلية السابق نايف بن عبدالعزيز.

              تعيين الأمير مقرن وتوقيته

              في 27 آذار/ مارس الماضي، وقبل زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للرياض صدر أمر ملكي بتعيين الأمير مقرن كولياً لولي العهد، ما يؤهله لأن يكون ملكاً في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.

              القرار رأى فيه سايمون هندرسون بانه يلقي ظلالاً من الشك حول الاحتمالات السياسية والمالية المستقبلية لكل من الأمير سلمان وما تبقى من أشقائه الأمراء "السديريين السبعة": عبد الرحمن بن عبد العزيز، وتركي الثاني بن عبدالعزيز، وأحمد بن عبدالعزيز. وهؤلاء إلى جانب أبناء سلمان يضغطون على الأمير السديري " للاحتفاظ بمظهر الملك القادم" وفق توصيف هندرسون.

              إلا أن الخبير السعودي حمزة الحسن وجد أن القرار يأتي كتسوية ضمن سيناريو، يضمن فيه الأمير متعب بن عبدالله منصب ولاية العهد، على ان يتولى محمد بن نايف منصب ولي ولي العهد، بعد تسلم الأمير مقرن منصب الملك، وهو ما يرضي الملك عبدالله من جهة والأميركيين أيضاً.

              كلام الحسن سبق ألمح إليه هندرسون جزئياً في مقال له نشره "معهد واشنطن"، استعرض فيه سيناريوهات تجيب عن تساؤل: "من سيكون الملك القادم للمملكة العربية السعودية؟" أما عن كيفية خلو طريق السلطة أمام مقرن، فيشرح سايمون هندرسون بأن "التحرك المحتمل التالي في لعبة الشطرنج هذه في العائلة المالكة هي أن يكون للملك عبد الله فريقاً من الأطباء يعلن أن الأمير سلمان غير مؤهل طبياً، الأمر الذي سيسمح بالارتقاء المبكر للأمير مقرن إلى منصب الوريث الواضح".





              وفي حال تمت تنحية الأمير سلمان، فسيكون الملك عبدالله قد نجح في تأخير تفجر أزمة ملك مرتقبة في المملكة، بعد تثبيت أبنائه في السلطة. لن يكون تغيير مسار انتقال الحكم في المملكة سهلاً، اذ كيف سيقبل أحفاد المؤسس عبدالعزيز بأن تُسحب السلطة من أيدي الأبناء لصالح فرع دون الآخرين؟ التوارث العامودي للحكم، بعد الأفقي المعتمد حالياً، لا مفر منه خصوصاً بعد مرحلة الأمير مقرن، فهل سيحدث ذلك خضة خطيرة على حكم آل سعود؟ أم ان العائلة الحاكمة ستتدارك الوضع لعلمها ان سقوط الهيكل قد يطيح بالجميع؟

              http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=24&s1=1
              التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 05-04-2014, 11:22 PM.

              تعليق


              • #82
                الصورة التالية وردت في مقال الاستاذ فؤاد ابراهيم المنشور أعلاه

                الصورة كبيرة ولكن لا بأس من وضعها للاطلاع عليها


                تعليق


                • #83
                  6/4/2014


                  هل بدأ القصر الملكي السعودي ينهار من الداخل ؟



                  حسين الديراني

                  إننا نشهد إنتفاضة متعددة الاتجاهات ضد النظام الديكتاتوري الحاكم في السعودية قد بدأت حركتها سلمية على كافة الاصعدة , وقد تتحول الى مواجهات عسكرية لاحقاً عندما يشتد الصراع.
                  سوف نتحدث عن الاحداث الحديثة العهد, والتي منها إعتصام زوجة الملك عبد الله بن عبد العزيز السابقة السيدة ” العنود الفايز ” بتاريخ 24 أذار 2014 امام السفارة السعودية في لندن العاصمة البريطانية, للمطالبة بإطلاق سراح بناتها الاربع المحتجزات منذ 12 عاماً, وتوفير الرعاية الطبية لهن.

                  وقالت الفايز: إن بناتها ممنوعات من الخروج لقضاء أبسط الحاجات, بما في ذلك منعهن من توفير الادوية اللازمة, وناشدت الرئيس الامريكي اوباما للتدخل لانقاذهن خلال زيارته الى المملكة السعودية ولقائه الملك عبد الله, وإشتكت من التعتيم الاعلامي على هذه القضية الانسانية بسبب المال السعودي الذي يصرف على الوسائل الاعلام العالمية.

                  بعدها جاء دور بنات الملك عبد الله أنفسهن اللواتي يقبعن في سجن كبير كرهينات محتجزات منذ اكثر من 12 عاماً عبر رسالة مصورة بثتها محطة بريطانية يحكين من خلالها معانتهن بواسطة برنامج (سكايب ).

                  ورداً على سؤال حول المسؤول عن حالهن أكدت إحدى الاميرات أن أبوهن الملك عبد الله بالتاكيد هو المسؤول عن ذلك, ورداً على سؤال ماذا يتوقعن من زيارة اوباما للملكة ؟ أجابت إن لقاءات قادة بلدان العالم مع والدهن شيء مخجل بسبب التخلف الذي يعاني منه الجهاز الحاكم في السعودية على مستوى حقوق الانسان.

                  وأوضحن أن الضغوط عليهن قد إزدادت منذ أن قمن بالكشف عن هذه الفضيحة, وفي جانب اخر, من اللقاء أشرن أنهن يعانين من المحرومية حتى في المشرب والماكل, وأنهن ممنوعات من لقاء أحد, ولفتن الى أنهن جزء صغير من النساء اللواتي يتعرضن للحرمان في السعودية, متساءلات إن كان الملك يفعل ببناته هكذا فما حال الاخرين ؟.

                  لكن قد خاب ظن الاميرة العنود وبناتها الاربع والعالم الحر بالرئيس اوباما, رئيس أكبر دولة ديمقراطية في العالم لأنه لم يتطرق الى موضوعهن وحالتهن الانسانية, لأن القلادة الذهبية المرصعة بالماس التي قلدها له الملك عبد الله خلال لقائهما أنسته كل القضايا الانسانية, وأنسته حتى ديموقراطيته التي يتباهى بها أمام دول العالم.

                  ولكن ما أحدثه عرض هذا الفيلم على الصعيد الانساني العالمي كان بمثابة قنبلة متفجرة داخل القصر الملكي لا يمكن تجاهلها, حيث كانت فضحية مدوية تناولتها معظم الصحف العالمية رغم الاموال السعودية الهائلة التي بذلت من أجل منع نشرها.

                  وجاء دور إنتفاضة الشعب ( السعودي ) عبر نشر أرائهم ومواجهتم للنظام الديكتاتوري الحاكم في السعودية بواسطة ” يو تشوب ” , وكانت خطوات جريئة وتحدى كبير للنظام بحيث يظهر المعارض للنظام ببث صورته وصوته, ليقوم النظام بإعتقاله وزجه في السجون المظلمة, ثم يأتي معارض أخر ويقوم بنفس التحدى, لتصبح القضية ككرة ثلج تكبر ثم تكبر حتى تكاد تصطدم بالقصر الملكي العنكبوتي فتزيله, وإستقطبت مقاطع الفيديو أكبر عدد من المشاهدين, بحيث بلغ عدد المشاهدين للمقطع الاخير اكثر من 800 الف مشاهد خلال اربعة أيام للمعارض السعودي ” غانم المصارير الدوسري ” والذي حيا به الابطال الخمسة كما ذكرهم, الدوسري والغامدي والحربي والعسيري والجهني, وندد بالملك السعودي وطالب بالاطاحة بالنظام الملكي الديكتاتوري الظالم.

                  الانتفاضة التي تجتاح السعودية من الرياض الى المنطقة الشرقية الى كافة المناطق السعودية بدأت تقلق النظام, بناء على هذا القلق الشديد بدات في دراسة سبل قمعها, ومن هذا السبل الهروب الى الامام, وذلك بتسهيل نقل المتشددين التكفيريين الى الاردن ومنها الى تركيا عبر جسر جوي للمساهمة في إستمرار الحرب على سوريا, وللتخلص منهم عبر حرب خاسرة مع الجيش العربي السوري.

                  ثانياً: دس المخابرات السعودية داخل الحراك السلمي في المنطقة الشرقية وإستعمال السلاح ضد رجال الامن السعودي لتبرير قمع الانتفاضة السلمية بالوسائل العسكرية, ثم لتجييش الشعب السعودي ضد إخوانهم في المنطقة الشرقية على أساس أنهم عملاء للخارج يريدون القضاء على الشعب السعودي, مستخدمين وعاظ السلاطين لبث روح المذهبية البغيضة, والتحريض على قتل الشيعة.

                  هذه الخطة يأمل منها النظام قمع الانتفاضة الشعبية السلمية في المنطقة الشرقية, وإخماد او تاجيل الانتفاضة عند الشباب السعودي الذي بات يشعر بالاحباط واليأس في العيش في دولة تقمع بها ابسط الحريات, ويشعرون أنهم عبيداً عند ملك يرمي إليهم فتات من بقايا مائدته, ويمن عليهم بالعطاء كأنه يملك الارض وما في باطنها, والبحر وما في أعماقه, والسماء وما فيها من الهواء.

                  فهل يستطيع النظام السعودي مواجهة كل تلك التحديات الداخلية بدءأً من داخل قصره المتصدع, ومن حركة الانتفاضة الشعبية في كل المناطق الشرقية والغربية ؟.

                  هذا ناهيك عن حركة الاصلاح الاسلامية في السعودية التي يقودها المعارض السعودي الدكتور سعد الفقيه التي تدعو الى إزالة النظام الملكي بالطرق السلمية.

                  وهل يستطيع مواجهة التحديات الخارجية التي ورط نفسه بها من خلال دعمه للارهاب في سوريا والعراق ولبنان وايران ؟

                  وماذا يخبىء لنا المستقبل القريب في الداخل السعودي بعد رحيل الملك عبد الله الذي يعاني من أمراض مزمنة ؟ خصوصاً وقد بدأ الصراع على الحكم بين العائلة الحاكمة, وهذا الصراع على الحكم لن يكون بعيداً عن أنظار الشعب الحجازي بكل أطيافه الذي بات يتطلع الى نظام يحقق به طموحاته وينال به حريته المسلوبة من عائلة أكل الدهر عليها وشرب.

                  تعليق


                  • #84
                    7/4/2014


                    حراك شبابي سعودي يجابه باعتقالات

                    أثارت مطالبة مواطن سعودي بتحسين راتبه ومعيشته وانتقاده سياسة توزيع الثروة في بلاده حميّة مجموعة شباب سعوديّين فوجّه العشرات منهم انتقادات إلى الحكومة وطالبوا بالعيش الكريم وبحرية التعبير، والسلطات الأمنية تعتقل خمسة من المحتجين.

                    فيديو هنا:
                    http://www.almayadeen.net/ar/news/gu...84%D8%A7%D8%AA

                    تعليق


                    • #85
                      8/4/2014


                      * تزايد نسبة الإلحاد في السعودية!

                      معهد غالوب: الأداء المتشدّد للنظام السعودي يتسبب بتزايد ظاهرة الإلحاد في المملكة

                      أظهرت دراسة أعدها معهد غالوب الدولي الذي يتخذ من زوريخ مقراَ له أن نسبة الإلحاد في السعودية تتراوح بين 5 و9 بالمئة من مجموع عدد سكان المملكة.

                      وتعد هذه النسبة، الأكثر إرتفاعا مقارنة مع دول عربية حتى مع تلك التي تعرف بميولها العلمانية، وبحسب المعهد تعتبر نسبة الملحدين في السعودية مرتفعة ومفاجئة نظراً لطبيعة المجتمع السعودي الذي يخضع لتطبيق متشدّد باسم "مبادئ الشريعة الإسلامية".

                      وأصدرت السعودية مراسيم ملكية منذ بضعة أسابيع تعتبر التشكيك في مبادئ الديانة الإسلامية والإلحاد إرهاباً. وفي هذا السياق، قال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في الرياض أنور العشقي لمحطة "فرانس24" إن هذه الظاهرة "تسلّلت إلى المجتمع السعودي نتيجة عدة عوامل من أبرزها التطبيق المتشدد لمبادئ الديانة الإسلامية في المجتمع السعودي والتربية الصارمة التي يتلقاها الأبناء داخل الأسر وفي المجتمع إجمالاً والتي تولد ردود فعل عكسية بدفعهم إلى الإلحاد عوض التدين المفرط".

                      ويلجأ السعوديون الى موقعي "توتير" و"فيس بوك" للتعبير عن الآراء المختلفة حتى تلك المثيرة للجدل في المملكة بسبب القمع المفروض عليهم من قبل السلطات، وقد أنشأت مجموعة من الناشطين السعوديين حساباً على "فيس بوك" تحت مسمّى "جمعية الملحدين السعوديين"، بموازاة ظهور حسابات على "تويتر" تتبنّى علناً هذه الظاهرة في السعودية.



                      ويقول أحد المغردين إن "هذه المواقع وفّرت الفرصة للتواصل بين الأشخاص المهتمين بقيم العلمانية حيث يمكن التحاور معهم".

                      ويقول آخر على حسابه على تويتر "أنا فعلاً ملحد وحر .. ومن يريد رفض كوني ملحد أو أن يكون لي الخيار سوف أناقش كل صغيرة وكبيرة حتى يذهب عني ضرره".

                      وهنا، يعبّر الناشط السعودي في مجال حقوق الإنسان وليد أبو الخير في حديث لـ"فرانس24"، عن اعتقاده بأن هذه الظاهرة لا يمكن اعتبارها إلحاداً بقدر ما هي تشكيك في الخطاب الديني والسياسي السائد في المملكة وبالتحديد مناهضة للتيار الوهابي في السعودية.

                      ويشكك الناشط في شخصية هؤلاء الذين يدّعون إلحادهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويوضح أن هذه الأسماء في أغلبها أسماء مستعارة لا يمكن التحقق من هويتها ولا اذا كانت فعلاً تعود بالفعل لسعوديين، ومع هذا يشدّد على "أهمية وسائل التواصل الحديثة اليوم في منح هؤلاء الفرصة للتعبير الحر خاصة أن الدولة تسيطر تماما على الإذاعات والتلفزيون".

                      في المقابل، نشرت قناة "العربية" التابعة للنظام السعودي مقالاً للكاتب ناصر الصرامي يسخر فيه من الحديث عن ظاهرة الالحاد في المملكة، قائلاً "طبعا يأتي من يعلّل ويفسّر بأن دواعي الإلحاد في السعودية يمكن إرجاعها بسبب التطرف والتشدد في تطبيق الإسلام وهو تفسير غير مقبول، لأن لا أحد يخبرنا كيف تمكن هذا المعهد من تحديد نسبة الـ6%، ونحن نعرف أن مجتمعنا محافظ جدا، وهي محافظة تقترب من تركيبته الاجتماعية وداخل منظومة العادات والتقاليد أيضا إضافة إلى التدين"، متسائلاً "هل يمكن أن يصل خيالكم الآن إلى خيال (روشنا شاهيد من باكستان وسيناد موني اللذان أجريا هذه الدراسة المثيرة والمريبة أيضا..؟! هل يعقل هذا..؟ هل تستحق هذه الأرقام أن تؤخذ بجدية..!؟".

                      ***
                      * سلمان العودة: لو استمرت السعودية على هذا الطريق سوف تخسر شعبها



                      كتب مراسل صحيفة “نيويورك تايمز″ في الرياض، روبرت وورث تقريرا مثيرا عن تحولات الشيخ سلمان العودة، أحد أبرز العلماء السلفيين المؤثرين في السعودية، بحسب الصحيفة.
                      وقال وورث في التقرير إنه “عندما يصنع العلماء في هذا البلد المحافظ الحدث، فإن هذا غالبا ما يكون لأسباب محرجة: إطلاق الفتاوى ضد المسلسلات، على سبيل المثال، أو تنصب “ميكي ماوس” ليكون جنديا من جنود الشيطان”.

                      ومع ذلك، فإنه في الآونة الأخيرة، صنع واحد من الشخصيات المعروفة في المملكة، سلمان العودة، نوعا مختلفا جدا من المتاعب.

                      يقول الكاتب إن الشيخ العودة كان أقرب إلى لحظة التحول خلال الانتفاضات العربية في العام 2011، فمنذ ذلك الحين أصبح المروج المتحمس للديمقراطية والتسامح المدني. ولديه أكثر من 4.5 مليون متابعين على تويتر وعدة ملايين على حسابه في اليوتيوب، مما جعله شوكة كبيرة في خاصرة النظام الملكي السعودي، وفقا لما جاء في تقرير المراسل.

                      ويقول الكاتب إنه (الشيخ العودة) يمكن أن يكون صريحا بشكل خطير، على الأقل وفقا للمعايير السعودية، حيث أبدت الحكومة استياءها الواضح منه، بمنعه من وسائل الإعلام المطبوعة والتلفزيون والسفر إلى الخارج.

                      «تحارب الحكومات الخليجية الديمقراطية في العالم العربي، لأنهم يخشون من أن تأتي إلى هنا»، كما صرح الشيخ العودة، الذي يبلغ من العمر 57 عاما، خلال مقابلته لمراسل الصحيفة، بحسب موقع رأي اليوم.

                      ويقول العودة بحسب المراسل : «انظروا لما فعلوه في مصر: إرسال مليارات الدولارات مباشرة بعد انقلاب الصيف الماضي. هذا مشروع الخليج وليس مشروعا مصريا. الحكومة السعودية تخسر أصدقاءها ، وإذا ما استمرت على هذا الطريق، فسوف تخسر شعبها وتجلب الكارثة».

                      ويضيف في مقابلته مع مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» في الرياض: «هذا عصر المفاجآت أكثر من أي وقت آخر في حياتي»، وأوضح قائلا: «يمكن أن نتوقع أي شيء تقريبا خلال السنوات القادمة».

                      ويقول التقرير إن العديد من المحللين يتفقون مع هذا التحذير، ويرون في الشيخ العودة شخصية شعبية في بلد محافظ، حيث معظم أهل العلم إمعة تدفع لهم الحكومة الأجر، يشير إلى أن السخط يتزايد ببطء تجاه الحكم الاستبدادي، كما يقول المحللون.

                      العودة، يقول التقرير، وحده من بين رجال الدين السعوديين، رحب علنا بالانتفاضات العربية في العام 2011، وقد نشر كتابا بعنوان “أسئلة الثورة”، حُظر توزيعه هنا، ولكن نُشر على نطاق واسع على شبكة الإنترنت، واستند الكتاب لنصوص من التاريخ الإسلامي للوصول إلى بعض الاستنتاجات غير التقليدية: أن الديمقراطية هي الشكل الشرعي الوحيد للحكومة؛ أن الإسلام لا يسمح بالثيوقراطية؛ مطلوب الفصل بين السلطات؛ أن أسوأ الاستبداد أن يمارس باسم الدين.

                      هذه المبادئ، يقول كاتب التقرير، قد تبدو مألوفة للأذن الغربية، ولكن بالنسبة للعلماء الذين كرسوا حياتهم لإضفاء الشرعية على الملكية المطلقة، فهي غير عادية وتمثل قطيعة جذرية مع الماضي.

                      والعديد من الليبراليين العرب، وفقا للكاتب، لا زالوا ينظرون إلى الشيخ العودة بعين الريبة الشديدة ؛ في جزء منه، لأن هذا غير محسوب، ولأنهم يخشون من أنه، وأي إسلامي آخر يروج للديمقراطية، يستخدم هذا مجرد جسر للوصول إلى السلطة، ثم إن تاريخ الشيخ العودة، كما يقولون، يعطيهم سببا لمزيد من انعدام الثقة.

                      غير أن كثيرين آخرين يرتاحون ويصدقون العودة مع التطور الحقيقي لشخصيته. نشأ وترعرع في بريدة، قلب الصحراء المحافظ بشدة في المملكة، وتلقى تعليمه في وسط المتزمت والكراهية للأجانب. بدأت وجهات نظره في التحول أثناء سجنه، عندما سمح له وقته بمزيد قراءة بشكل أكثر اتساعا، وفقا لمذكراته التي نشرها من سنوات. كما يظهر أن هجمات تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية بين عامي 2003 و2005 دفعه أيضا نحو اتخاذ مواقف مرنة.

                      وعندما سأله المراسل عن آرائه المتغيرة، قلل الشيخ العودة من الأمر، واكتفى بالقول إنه «يرى الأمور أكثر وضوحا الآن عما كان عليه عندما كان أصغر سنا».

                      ولكن ما من شك، يقول المراسل، إنه مقتنع أكثر من أي وقت مضى بالحاجة للمشاركة الشعبية في الحكم، وعلى استعداد - مرة أخرى - لخطر إثارة غضب العائلة المالكة، وفقا للتقرير.

                      ويكشف علنا إعجابه بالميول الديمقراطية لجماعة الإخوان المسلمين، والتي ترى فيها العائلة المالكة السعودية لعنة عليها (حيث أعلنت الحكومة رسميا جماعة الإخوان منظمة إرهابية الشهر الماضي). وبالنسبة للحرب في سوريا – قضية قلقة هنا-، يستعيذ السيد العودة من دور حكومته.

                      “الموقف السعودي في سوريا؟”، يتساءل العودة، بقدر من السخرية: “دعونا نرى: تكره الحكومة السعودية بشار الأسد؛ تكره تنظيم القاعدة؛ تكره بعض الجماعات السلفية؛ تكره الأكراد وتكره الجماعات المتحالفة مع قطر وتركيا. فماذا تحب؟”.

                      تعليق


                      • #86
                        9/4/2014


                        * القصر الملكي السعودي ينهار من الداخل!!

                        حسين الديراني

                        إننا نشهد إنتفاضة متعددة الاتجاهات ضد النظام الديكتاتوري الحاكم في السعودية قد بدأت حركتها سلمية على كافة الاصعدة , وقد تتحول الى مواجهات عسكرية لاحقاً عندما يشتد الصراع.

                        سوف نتحدث عن الاحداث الحديثة العهد, والتي منها إعتصام زوجة الملك عبد الله بن عبد العزيز السابقة السيدة ” العنود الفايز ” بتاريخ 24 أذار 2014 امام السفارة السعودية في لندن العاصمة البريطانية, للمطالبة بإطلاق سراح بناتها الاربع المحتجزات منذ 12 عاماً, وتوفير الرعاية الطبية لهن.

                        وقالت الفايز: إن بناتها ممنوعات من الخروج لقضاء أبسط الحاجات, بما في ذلك منعهن من توفير الادوية اللازمة, وناشدت الرئيس الامريكي اوباما للتدخل لانقاذهن خلال زيارته الى المملكة السعودية ولقائه الملك عبد الله, وإشتكت من التعتيم الاعلامي على هذه القضية الانسانية بسبب المال السعودي الذي يصرف على الوسائل الاعلام العالمية.

                        بعدها جاء دور بنات الملك عبد الله أنفسهن اللواتي يقبعن في سجن كبير كرهينات محتجزات منذ اكثر من 12 عاماً عبر رسالة مصورة بثتها محطة بريطانية يحكين من خلالها معانتهن بواسطة برنامج (سكايب ).

                        ورداً على سؤال حول المسؤول عن حالهن أكدت إحدى الاميرات أن أبوهن الملك عبد الله بالتاكيد هو المسؤول عن ذلك, ورداً على سؤال ماذا يتوقعن من زيارة اوباما للملكة ؟ أجابت إن لقاءات قادة بلدان العالم مع والدهن شيء مخجل بسبب التخلف الذي يعاني منه الجهاز الحاكم في السعودية على مستوى حقوق الانسان.

                        وأوضحن أن الضغوط عليهن قد إزدادت منذ أن قمن بالكشف عن هذه الفضيحة, وفي جانب اخر, من اللقاء أشرن أنهن يعانين من المحرومية حتى في المشرب والماكل, وأنهن ممنوعات من لقاء أحد, ولفتن الى أنهن جزء صغير من النساء اللواتي يتعرضن للحرمان في السعودية, متساءلات إن كان الملك يفعل ببناته هكذا فما حال الاخرين ؟.

                        لكن قد خاب ظن الاميرة العنود وبناتها الاربع والعالم الحر بالرئيس اوباما, رئيس أكبر دولة ديمقراطية في العالم لأنه لم يتطرق الى موضوعهن وحالتهن الانسانية, لأن القلادة الذهبية المرصعة بالماس التي قلدها له الملك عبد الله خلال لقائهما أنسته كل القضايا الانسانية, وأنسته حتى ديموقراطيته التي يتباهى بها أمام دول العالم.

                        ولكن ما أحدثه عرض هذا الفيلم على الصعيد الانساني العالمي كان بمثابة قنبلة متفجرة داخل القصر الملكي لا يمكن تجاهلها, حيث كانت فضحية مدوية تناولتها معظم الصحف العالمية رغم الاموال السعودية الهائلة التي بذلت من أجل منع نشرها.

                        وجاء دور إنتفاضة الشعب ( السعودي ) عبر نشر أرائهم ومواجهتم للنظام الديكتاتوري الحاكم في السعودية بواسطة ” يو تشوب ” , وكانت خطوات جريئة وتحدى كبير للنظام بحيث يظهر المعارض للنظام ببث صورته وصوته, ليقوم النظام بإعتقاله وزجه في السجون المظلمة, ثم يأتي معارض أخر ويقوم بنفس التحدى, لتصبح القضية ككرة ثلج تكبر ثم تكبر حتى تكاد تصطدم بالقصر الملكي العنكبوتي فتزيله, وإستقطبت مقاطع الفيديو أكبر عدد من المشاهدين, بحيث بلغ عدد المشاهدين للمقطع الاخير اكثر من 800 الف مشاهد خلال اربعة أيام للمعارض السعودي ” غانم المصارير الدوسري ” والذي حيا به الابطال الخمسة كما ذكرهم, الدوسري والغامدي والحربي والعسيري والجهني, وندد بالملك السعودي وطالب بالاطاحة بالنظام الملكي الديكتاتوري الظالم.

                        الانتفاضة التي تجتاح السعودية من الرياض الى المنطقة الشرقية الى كافة المناطق السعودية بدأت تقلق النظام, بناء على هذا القلق الشديد بدات في دراسة سبل قمعها, ومن هذا السبل الهروب الى الامام, وذلك بتسهيل نقل المتشددين التكفيريين الى الاردن ومنها الى تركيا عبر جسر جوي للمساهمة في إستمرار الحرب على سوريا, وللتخلص منهم عبر حرب خاسرة مع الجيش العربي السوري.

                        ثانياً: دس المخابرات السعودية داخل الحراك السلمي في المنطقة الشرقية وإستعمال السلاح ضد رجال الامن السعودي لتبرير قمع الانتفاضة السلمية بالوسائل العسكرية, ثم لتجييش الشعب السعودي ضد إخوانهم في المنطقة الشرقية على أساس أنهم عملاء للخارج يريدون القضاء على الشعب السعودي, مستخدمين وعاظ السلاطين لبث روح المذهبية البغيضة, والتحريض على قتل الشيعة.

                        هذه الخطة يأمل منها النظام قمع الانتفاضة الشعبية السلمية في المنطقة الشرقية, وإخماد او تاجيل الانتفاضة عند الشباب السعودي الذي بات يشعر بالاحباط واليأس في العيش في دولة تقمع بها ابسط الحريات, ويشعرون أنهم عبيداً عند ملك يرمي إليهم فتات من بقايا مائدته, ويمن عليهم بالعطاء كأنه يملك الارض وما في باطنها, والبحر وما في أعماقه, والسماء وما فيها من الهواء.

                        فهل يستطيع النظام السعودي مواجهة كل تلك التحديات الداخلية بدءأً من داخل قصره المتصدع, ومن حركة الانتفاضة الشعبية في كل المناطق الشرقية والغربية ؟.

                        هذا ناهيك عن حركة الاصلاح الاسلامية في السعودية التي يقودها المعارض السعودي الدكتور سعد الفقيه التي تدعو الى إزالة النظام الملكي بالطرق السلمية.

                        وهل يستطيع مواجهة التحديات الخارجية التي ورط نفسه بها من خلال دعمه للارهاب في سوريا والعراق ولبنان وايران ؟

                        وماذا يخبىء لنا المستقبل القريب في الداخل السعودي بعد رحيل الملك عبد الله الذي يعاني من أمراض مزمنة ؟ خصوصاً وقد بدأ الصراع على الحكم بين العائلة الحاكمة, وهذا الصراع على الحكم لن يكون بعيداً عن أنظار الشعب الحجازي بكل أطيافه الذي بات يتطلع الى نظام يحقق به طموحاته وينال به حريته المسلوبة من عائلة أكل الدهر عليها وشرب.

                        ***
                        * محنة السعودية: «يا ويلنا... أميركا تخلّت عنّا» !



                        كان المفكر المصري الفذّ «أنور عبد الملك» الراحل في العام 2012 ، أول من أطلق النداء الشهير بـ«التوجه نحو الشرق»، داعياً العرب عموماً إلى التخلي عن انشداههم بالغرب والتوجه شرقاً حيث يعيش أكثر من ثلثي البشرية.


                        محمود بري/جريدة الأخبار

                        اليوم نسمع الصيحة ذاتها ترتفع ويتردد صداها، إنما ليس من عربي غيور أو من مشرقي طموح، بل من آخر شخص يمكن توقعه... الرئيس الأميركي «باراك أوباما».

                        فهو أعلن خلال زيارته منطقة جنوب شرق آسيا مؤخراً، سياسة جديدة لبلاده تحت عنوان «محور الشرق» (pivot to east) ولم يتوجه بعبارته تلك إلى العرب كما فعل عبد الملك، بل إلى إدارته وإلى العالم، معبّراً من خلالها عن متغيّر أساسي استجدّ في السياسة الأميركية مؤداه التركيز الإستراتيجي من الآن وصاعداً على الشرق، وتحديداً على منطقة آسيا ـ الباسيفيك التي باتت أهم المناطق بالنسبة لمستقبل اميركا علي الصعد الاقتصادية والسياسية والأمنية.

                        أول مفاعيل هذا التوجه المستجد ظهرت في النطاق الأبرز على خريطة أزمات الغرب اليوم، وهو الاقتصاد. فلضمان استمرار حماية اقتصادها العملاق والأول في العالم، حملت واشنطن أساطيلها التجارية واتجهت للمرابطة والإنتشار والنشاط في أقاليم بحر الصين الجنوبي، تلك المنطقة التي يعبر فيها اليوم حوالي 40% من إجمالي حجم التجارة العالمية.

                        ومع السفن والجهد التجاري والآمال المتجددة بثروات هائلة ينبغي حصادها، تتحوّل واشنطن بعينها الثاقبة إلى حيث ترفرف مصالحها الحقيقية للعقود المقبلة، تلك المصالح التي لم تعد في ذات المناطق التي كانت فيها حتى الأمس القريب. ومع الاهتمام والمصالح والسفن التجارية، من الطبيعي أن تنتقل المظلّة الأمنية والقوة العسكرية وكل أدوات السلطان والحماية الأميركية...

                        الواقع أن المشكلة لم تولد اليوم بل وُلدت مع وصولهم إلى عروشهم من هذه المستجدات ولدت الاحتمالات السوداء وارتسمت الآفاق المخيفة أمام مجموعة «عالمية» من الحكّام القلقين الذين أُسقط في أيديهم حين شاهدوا واشنطن تتجاوز محطتهم من دون أن تتوقف، متابعة رحلتها إلى حيث تحملها مصالحها. وبعد الدهشة وصل الخوف فانقلب القوم على ماضيهم «الصموت» وتحفّظهم المرضي الذي طبع شخصياتهم المسرحية الكئيبة، فراحوا يرفعون الصوت معترضين (!)، ويعبّرون عن القلق والخوف والغضب، والعديد من مشاعر السخط البشرية التي لم يسبق أن أظهروها، ويخبطون خبط عشواء في مختلف الإتجاهات، أشبه ما يكون بثورٍ هائج عصبوا عينيه وألقوا به وسط وكر دبابير.

                        في طليعة هؤلاء القلقين الغاضبين المتخبّطين يظهر حكّام «المحميات الأميركية» في منطقتنا العربية، من ملوك وأمراء وشيوخ وسلاطين ورؤساء... ممن يتربعون على كيانات عائلية أو عشائرية أو مخابراتية أو مافيوية... يسمونها تجاوزاً بالدول.




                        الواقع أنه ليس من العسير تفهّم سبب الإنهيارات المعنوية التي ألمّت بهؤلاء. فالحركة الأميركية المستجدة والتي أمضوا شهوراً طويلة في تكذيبها وتجاهلها، تجلّت في الأشهر الأخيرة بوضوح شديد بحيث لم يعد ممكناً الخطأ في تفسيرها ولا غضّ النظر عن انعكاساتها. وما زادهم خوفاً هو مزاوجة واشنطن القول بالفعل، وانصرافها نحو مركز اهتمامها الجديد، مع تضاؤل اهتمامها التقليدي بهم ومضيّها قِدَماً في انتهاج سياستها التي يشعرون أنها أهملتهم وبلغت حدّ تعريض وجودهم ذاته للخطر. هكذا انتشر الصراخ في ممالك الصمت وضجّ سيل التهجمات السعودية (ويا للعجب!) على «الحليف الأكبر»، وتوالت التصريحات «غير الرسمية» عن «تقليص التعاون مع واشنطن»، و«إلغاء صفقات أسلحة ونفط معها».

                        وكانت المبررات المُعلنة لهذه المواقف السعودية الإنفعالية مشوّشة إلى حدّ كبير وغير مُقنعة إجمالاً، تتذرّع تارة بـ«تقارب أميركا مع إيران»، وطوراً بـ«عدم توجيه واشنطن ضربة للأسد»... حتى وصل الأمر إلى ذروته مع ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية «جيفري فيلتمان» عن الحكام السعوديين من إنهم «عندما رأوا علامات تقارب أميركي ـــ إيراني جنّ جنونهم»، وإنه لم يشاهد «أوقح وأسوأ من الحكومة السعودية»... كل ذلك من دون أن ينفي أو يكذّب في ما بعد.

                        من طلائع رحلة الأسى والإحباط التي عانوها وأحدثت أول شرخ حقيقي في سفينة ثقتهم المطلقة بواشنطن، كان ذلك الإتصال الهاتفي «اللعين» الذي أعلن الإنفتاح الأميركي على عدوّهم الأصيل: إيران «النووية». الضربة الثانية جاءت من الميدان السوري، إذ قرأوا في عجزهم العملي عن إسقاط الأسد، إرادة أميركية غير مُعلنة بالإبقاء عليه (!). وبعدما عاد الرئيس الأميركي أوباما عن تهديداته لسوريا، وسحب من التداول مشروع الضربة العسكرية ضدها بعد أن كانوا باشروا من جهتهم إعداد التوابيت، انفجرت دفعة واحدة سفينة الثقة المبحرة منذ عقود. ومن دون سابق توقع شعر القوم أنهم باتوا خارج حسابات واشنطن، ولم يتمكنوا من فهم حقيقة ما يجري. لذا قاموا بعمل لم تسبقهم إليه دولة: تمنّعوا عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي (في 18/10/2013 )، وهي العضوية التي كانوا سعوا جهدهم للحصول عليها. والواقع الثقيل الذي كان جاثماً في أساس هذا المسلك الشاذ، لم يعبّر عنه أحد بأفضل ما فعل الكاتب الصحافي السعودي محمد الساعد حين نشر في صحيفة «الوئام السعودية الإلكترونية» (بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) مقالة تحت عنوانٍ يختصر الأمر برمّته: «يا ويلنا... أميركا تخلّت عنّا».

                        الواقع أن المشكلة لم تولد اليوم بل وُلدت مع وصولهم إلى عروشهم. فالقوم أساساً لم يفهموا أو لم يريدوا أن يفهموا أن مجرّد حصولهم على حق اقتصادي في ثروات البلاد التي «أوفِدوا» إليها (وهي الثروات التي يهيمن عليها ويديرها الأميركي ويحميها فيحميهم بجريرتها)، كان يعني عملياً قبولهم بالتنازل له بالمقابل عن كل حقوقهم السياسية جملة وتفصيلاً.

                        ولو تأملنا مسيرة تراجع وزنهم النوعي في الإقليم الذي اعتبروا أنفسهم مركز دورانه ونقطة الاستقطاب الأقوى فيه، لأذهلنا مقدار تراكم خسائرهم وبلوغها كل هذا الحجم، من دون أن يقوموا بأيّ جهد حقيقي ومثمر للحدّ من سرعة هبوطهم القاتل نحو القاع. فهم خلال سنوات يمكن عدّها على الأصابع، خسروا العراق، ثم غزة، وخسروا جارهم «المفخخ» اليمن، وسلطنة عُمان، وخسروا السودان (ولم يربحوا ناس مصر)، وخسروا تركيا، وقبلها ليبيا وتونس... وهم في سبيلهم اليوم لخسارة سورية ولبنان وربما البحرين أيضاً.



                        ثم جاءت الإستدارة الأميركية ثم فتح خطّ واشنطن _ طهران، فانفجر حراكهم الأهوج وصراخهم الأصمّ في وجه كل ريح، وحتى في وجه الرياح الأميركية ذاتها. وبلغت بهم الرعونة حدّ الإعلان عن نوع من «الحَرَد السياسي» غير المسبوق في الأندية الديبلوماسية، الأمر الذي اضطر وزير الخارجية الأميركي إلى التدخل بكل رصيده غير مرة للتهدئة.

                        ذلك أن انتقال مركز الاهتمام الأميركي بعيداً عنهم، وانخفاض نبرة الحليف الأكبر في التحدث عما كان يحب أن يسمّيه «حكمتهم... واعتدالهم... ورشادهم»، وذلك أيام الغزل الذي كانت تنضح منه رائحة البترول، أسقط في يدهم فاستيقظوا على واقع تحوّلهم المرير من «شركاء ضروريين» إلى حلفاء يمكن الاستغناء عنهم (ويتثبّت هذا ابتداء من العام 2016 تحديداً، وهو التاريخ الذي يستغني فيه الأميركيون عن نفط الخليج ويصبحون – بفضل نفطهم الصخري - أول مصدّر للبترول في العالم... لذلك فحين غادرهم الأميركي إلى حيث تقتضي مصالحه الإستراتيجية الكبرى، ظهروا فجأة عُراة من كل حماية وضمان، وعاجزين عن الصمود أمام... انعكاس وجوههم في المرايا.

                        لذلك كلّه لن تُثمر زيارة أوباما للرياض أكثر مما يظهر منها على الشاشات.

                        فالقوم خسروا حربهم الوجودية منذ البداية، وهم اليوم على يقين من أن العدّ العكسي لـ«صلاحيتهم» قد ابتدأ.

                        ... وفي بيت النملة العرجاء، كلّ نقطة ماء تصبح طوفاناً.

                        تعليق


                        • #87
                          10/4/2014


                          الشعب السعودي يقول كلمته على ’تويتر’..

                          سعوديون يخرجون عن صمتهم ويفضحون انتهاكات السلطات الحاكمة على ’تويتر’

                          يلقى هاشتاغ "الشعب يقول كلمته" رواجاً بين المغردّين السعوديين على موقع "تويتر" منذ أكثر من أسبوع. الحملة بدأت في الأول من نيسان/ابريل،ويشارك فيها عدد كبير من السعوديين الذين ينتقدون سياسة النظام الحاكم في المملكة ويتحدّثون عن مشاكل الفقر والبطالة التي تجتاح بلادهم.


                          من الحملة على تويتر

                          وينشر بعض المغرّدين مقاطع مصورة لهم وهم يعبّرون عن آرائهم تجاه السلطات السعودية مركّزين على الاعتقالات التعسفية التي تحصل على أرض المملكة بسبب إبداء وجهات نظر حول بعض القضايا المطلبية، كما يشهر بعضهم هوياته غير آبهٍ بإمكانية ملاحقته أمنياً.


                          صورة تنتقد السيارة التي اشتراها أحد أفراد العائلة الحاكمة مرصّعة بالذهب

                          ويُعتبر أشهر مقطع بثّ على الانترنت ضمن هذه الحملة للدكتور السعودي عبد الرحمن العسيري، ويظهر تسجيل لمعاذ الجهني من الحجاز أيضاً وهو يتحدّث عن معاناة مواطني الممكلة.

                          الحملة مستمرّة وهي تستقطب يومياً المزيد من المشاركين الذين يشكون الظلم واللامساواة التي يعيشونها في السعودية بسبب الاجراءات غير العادلة المتخذة من قبل السلطات الحاكمة.


                          من الحملة أيضاً

                          وتتضمن الحملة نشر تغريدات وصور ومقاطع فيديو بلسان مواطنين سعوديين.

                          على صعيد المشاكل الاقتصادية في المملكة، خلصت دراسة حديثة شملت 10 آلاف أسرة سعودية من مختلف المناطق إلى أن الأسرة الواحدة المكونة من 5 أفراد تشمل الوالدين، تحتاج إلى نحو 9 آلاف ريال شهرياً كي تستطيع الوفاء باحتياجاتها وعيش حياة كريمة.


                          الحملة تطرقت الى ارتفاع نسبة الالحاد في المملكة بسبب الأداء المتشدّد للنظام السعودي

                          ووضعت الدراسة التي حملت عنوان: "خط الكفاية في المملكة العربية السعودية"، وأعدها الباحث السعودي سامي بن عبدالعزيز الدامغ، وأصدرتها مؤسسة الملك خالد الخيرية تعريفاً لـ"خط الكفاية" في السعودية بأن الحد الذي يمكن عنده للأفراد أو للأسر أن يعيشوا حياة كريمة، ولا يحتاجوا إلى أي مساعدات إضافية، ولا يمكنهم دونه العيش حياةً تغنيهم عن استجداء المحسنين أو التردد على الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات أو التسول.

                          وبرّر الباحث الدامغ استخدامه لمصطلح "خط الكفاية"، بأن مصطلح خط الفقر قد لا يكون استخدامه ملائماً في السعودية، لأن الفقر الشديد أو المدقع ربما لا يتناسب مع دولة مثل المملكة التي تتمتع باقتصاد قوي.


                          المغرّدون يسخرون من النظام

                          وتشدّد الدراسة التي نشرتها قناة "العربية" التابعة لنظام آل سعود على أن الفقر يهدد الأسرة السعودية إذا قل دخلها عن 9 آلاف.

                          وفي سياق الانتهاكات في السعودية، كشف مصدر مطلع لـصحيفة "الشرق" الصادرة في المملكة أن محكمة العيون العامة في مدينة الأحساء أصدرت حكماً في قضية "إيذاء للغير"، بحسب تعبيرها، بحق فتاتين صوَّرتا طالبات في الحرم المدرسي ونشرتا صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحكمت على كل واحدة منهما بخمسين جلدة دفعة واحدة.



                          المشاكل الاقتصادية في المملكة جزء أساسي من الحملة

                          تعليق


                          • #88
                            11/4/2014


                            * الإلحاد في السعودية .. إستغراب الإستغراب



                            منيب السائح - شفقنا


                            أثارت نتائج الدراسة التي أعدها معهد غالوب الدولي الذي يتخذ من زوريخ مقرا له، ردود أفعال مختلفة لا سيما إزاء نسبة الإلحاد في المملكة السعودية والتي تراوحت حسب الدراسة بين 5 و9 بالمئة من مجموع عدد سكان المملكة.

                            الدراسة التي جاءت تحت عنوان " مؤشر عام حول الدين والإلحاد " ، كشفت ان نسبة الالحاد في السعودية هي الأكثر ارتفاعا مقارنة مع دول العربية وحتى مع تلك التي تعرف بميولها العلمانية، وتضاهي ايضا نسبة الإلحاد في دول غربية.

                            الاستغراب والاستنكار والتعليل السطحي كانت الصفات الغالبة على ردود الافعال لانتشار ظاهرة الالحاد في السعودية، فهناك من استغرب وتفاجأ بوجود هذه الظاهرة ، وهناك من نفى وجودها من الاساس ، وهناك من اعتبرها مؤامرة خارجية تحاك ضد السعودية ونظامها وشعبها ، وهناك من حمل شبكات التواصل الاجتماعي مسؤولية الالحاد ، وهناك من حمل التطبيق المتشدد للاسلام في المجتمع السعودي والتربية الصارمة التي يتلقاها الأبناء داخل الأسر وفي المجتمع إجمالا.

                            الحقيقة ان نتائج هذه الدراسة لم تكن مفاجئة ولا غريبة لكل من لديه المام ولو بسيط بالقراءة المشوهة للوهابية عن الاسلام، فهو يعرف جيدا ان التكفير والتطرف والعنف ، لا يمكن اعتبارها إفرازات للوهابية بل هي الوهابية ذاتها ، الا ان الالحاد يمكن اعتباره من افرازات الوهابية حيث يأتي في مرحلة متأخرة على تطبيقاتها.

                            ان الشباب في المجتمع السعودي المنكوب بالوهابية ، عندما يرى التكفير والاقصاء والقمع جزء لا يتجزأ من الدين! ، ويرى الفتاوى السخيفة والمضحكة جزء لا يتجزأ من الدين!! ، ويرى العلم يقول بكروية الارض بينما يقول الدين انها مسطحة كما ذهب الى ذلك امام الوهابية ابن باز!!، ويرى سلاح الانظمة المتخلفة والرجعية دين !!، ويرى زرع الفتن الطائفية بين الشعوب المسلمة دين !!، ويرى ذبح المسلم لاخيه المسلم من الوريد الى الوريد دين !! ، ويرى في اكل المسلم للحم اخيه المسلم دين !! ، ويرى الاستسلام ورضوخ للمستكبرين دين !!، ويرى نبذ المقاومة وتبجيل الانبطاح امام المحتل دين !!، ويرى نهب الثروات دين !!، ويرى اهانة المرأة ، نصف المجتمع ، دين !! ، ويرى كراهية التطور دين !!، ويرى محاربة المشاعر الانسانية دين !!، ويرى هدم دور العبادة ونبش القبور واهانة اضرحة الانبياء والاولياء والصالحين دين !!، ويرى محاربة الفطرة الانسانية ووصمها بالشرك دين!! وو..، ترى ما هي الصورة التي سترتسم في ذهن الشاب السعودي ، لاسيما المثقف ، عن الدين وهو يرى كل هذه الفظاعات التي تنسبها الوهابية ، زورا وبهتانا الى الدين والدين منها برئ؟ ، ترى كيف يمكن ان يتلمس هذا الشاب الصورة الحقيقية للدين ، بينما الوهابية تكتم على انفاسه ، ولم تترك وسيلة اعلامية ، مرئية او مسموعة او مقروءة ، الا وهيمنت عليها ونفثت فيها سمومها؟، وكيف يمكن الدفاع عن الدين بينما يرى الشاب السعودي ان تطبيقات الوهابية للدين جعلت بلاده من بين أول 10 عشر دول في العالم في التحرش بالمرأة؟.

                            ان الاجابة على هذه الاسئلة تؤكد ان هناك تناقضا صارخا بين قراءة الوهابية للدين وبين الحياة ، واذا كان لابد من العيش بكرامة في الحياة لابد من نبذ هذا الدين ، حيث لايمكن ان تستقيم حياة الانسان مع وجود هذا الدين ، لذلك فالالحاد سيكون هو الطريق الاقصر للهروب من كل مآسي هذا الدين الوهابي.

                            ان التناقض الصارخ الذي يشعر به الشاب السعودي بين الدين والحياة ، هو الذي يدفعه الى الاعتقاد ان الدين ليس الا وسيلة لابتزاز الانسان ، كما يُبتز الان في المملكة السعودية التي يدعي قادتها ومشايخ الوهابية فيها ان دستورها القران الكريم!!.

                            اخيرا، نستغرب من الذين استغربوا من نتائج دراسة معهد غالوب الدولي حول انتشار ظاهرة الالحاد في السعودية ، لان الغريب هو انتظار ان يترشح عن الوهابية انسانا سويا ، فهذا الانتظار ضرب من الخيال ، فالوهابية اما ان تلد تكفيريا واما ملحدا ولا ثالث لهما.


                            ***
                            * ماذا جرى بين اوباما وعبد الله بن عبد العزيز خلال لقائهما الاخير في الرياض؟



                            هي من المرات القليلة التي يزور فيها رئيس امريكي السعودية بهذه الطريقة وبهذه العجلة، وهي من المرات القليلة ايضا التي يزور فيها رئيس امريكي السعودية في ظل مخاوف سعودية كبيرة من تخلي واشنطن عن حليفها الاول في المنطقة حتى قبل اسرائيل، حيث تعود العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الى العام 1945.

                            في الرياض تحدث أوباما مع عبدالله خلال اجتماع دام ساعتين، عن استمرار العلاقات الاستراتيجية بين السعودية وامريكا الباقية على التزامها بحماية امن المملكة ، تحدث الطرفان عن البرنامج النووي الايراني ومخاوف السعودية من التقارب الأمريكي مع طهران، عن سوريا التي لم تعد تحتل سلم الأولويات في الاستراتيجية الامريكية.

                            في المعلومات المتداولة في العاصمة الفرنسية باريس أن الملك عبدالله طلب من الرئيس الأمريكي خلال لقائهما العمل بسياسة اكثر حزما مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقال له أنه لا يجب على واشنطن ان تترك "الثورة" السورية تنهار تحت ضربات الجيش السوري وإيران ، وطلب عبد الله ان تزود الولايات المتحدة مسلحي المعارضة السورية بأسلحة نوعية خاصة صواريخ مضادة للطائرات لتعديل ميزان القوى العسكري الذي أصبح يميل لصالح الاسد جراء الدعم الايراني والروسي.




                            وفي المعلومات أيضا أن الرئيس الأمريكي لم يعط الملك عبدالله جوابا يرضيه واقترح اوباما فترة تجربة تنتهي آخر العام تقوم خلالها الولايات المتحدة عبر حلفائها بتزويد مجموعات محددة من كتائب المعارضة السورية المسلحة بأسلحة غير فتاكة وذخائر ولا تتضمن عمليات التزويد أية أسلحة نوعية خصوصا مضادات الطائرات ، على ان يتم مراقبة تصرفات المجموعات التي يتم تزويدها بالسلاح والذخائر، وتكون العملية على مراحل زمنية محددة تنتهي المرحلة الأولى منها نهاية السنة الحالية وعلى اساس نجاح المرحلة الأولى يتم إقرار المراحل اللاحقة وفق جداول زمنية محددة.

                            لم يرتح الملك عبدالله للجواب الأمريكي فالسعودية تعتقد أن نهاية العام الحالي بعيدة جدا وسوف يشهد ما تبقى من هذا العام استحقاقات كثيرة سورية وإقليمية وعالمية منها الانتخابات الرئاسية السورية التي قررت الحكومة القيام بها، ومنها الاتصالات الإيرانية الغربية وخصوصا مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني ، والانتخابات المصرية القادمة في ظل توتر كبير في العلاقات بين السعودية من جهة وتركيا وقطر من جهة ثانية.

                            تقول المعلومات في باريس ان الملف السوري لم يعد اولوية امريكية ضاغطة، بل أن تطورات الشهرين الماضيين جعلته في المرتبة الثالثة من حيث اولويات واشنطن التي تحتل اوكرانيا فيها مرتبة الدرجة الاولى حاليا في المتابعة وفي احتواء نتائج ضم القرم بحيث لا يتمدد النفوذ الروسي سريعا في دول الاتحاد السوفيتي السابقة.

                            ويأتي الملف الفلسطيني في المرتبة الثانية من حيث الاهتمام الأمريكي خصوصا ان واشنطن ترصد في نبرة محمود عباس العالية معالم تدخل روسي ، قد يكون شجع رئيس السلطة الفلسطينية على رفع الصوت في الاونة الأخيرة ، وأتى هذا الموقف من جانب عباس بعد محاولات روسية لاعادة إحياء اللجنة الرباعية بينما تريد الولايات المتحدة ان يبقى ملف السلام بين العرب وإسرائيل بيدها وحدها بعيدا عن روسيا في الرباعية او خارجها.

                            المعلومات تقول ان اوباما ابلغ الملك السعودي بالأولويات الأمريكية هذه ، مع تأكيد امريكي تام على متانة العلاقة مع السعودية والتزام الولايات المتحدة بحماية العرش السعودي ودول الخليج الأخرى.

                            نشير أخيرا الى معطيات فرنسية تتحدث عن إرسال روسيا عدة آلاف من الجنود مع منصات صواريخ الى منطقة نارغوني كارباخ على الحدود المتنازع عليها بين ارمينيا وأذربيجان بموافقة الحكومة الأرمنية، ما يثير شكوك واشنطن حول نية موسكو اتجاه النظام في باكو الموالي لأمريكا وتركيا، بعد أحداث القرم وأحداث كسب.

                            تعليق


                            • #89
                              11/4/2014



                              * كريمتا الملك: 25 يوماً من التجويع



                              «ما تتعرّض له الأميرات السعوديات الأربع ليس انتهاكاً لحقوق الإنسان، بل قضية عائلية أقحمت وسائل الإعلام نفسها فيها».


                              هذا هو الردّ السلبي الوحيد الذي يمكن أن نسمعه أو نقرأه، تعليقاً على الحملة الإعلامية التي أطلقتها الزوجة السابقة للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، العنود الفائز، مطلع شهر آذار الفائت للمطالبة بحرية بناتها المحتجزات في السعودية منذ أكثر من 12 عاماً.

                              مهى زراقط/جريدة الأخبار

                              ذلك أن كلّ الأسئلة التشكيكية التي تطاول قصة الأميرات، لا تنفي حقيقة وجودهنّ في ظروف سيئة، أقلّها حرمانهنّ رؤيه والدتهنّ منذ أكثر من عشر سنوات. وفي ظلّ غياب أي توضيح سعودي رسمي، يبقى الوصول إلى الحقيقة مجرد محاولة

                              إنه اليوم الخامس والعشرون الذي تمضيه الأميرتان السعوديتان سحر وجواهر، ابنتا الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في «سجنهما»، محرومتان الحصول على الطعام والشراب. تعيشان على وجبة واحدة من الطعام يومياً، في محاولة منهما للاستفادة لأطول وقت ممكن من المواد الغذائية الموجودة في المنزل.

                              لا جديد إذاً في القضية الغريبة، التي أثيرت على نحو واسع مطلع شهر آذار الفائت عبر القناة الرابعة البريطانية (channel 4)، إلا عدّ الأيام التي تمرّ على الأميرتين، بعد قرار حرمانهما الخروج لشراء احتياجاتهما من الطعام والشراب، برفقة الحراس، كما جرت العادة خلال أكثر من عشر سنوات. وتحرص الأميرتان سحر وجواهر، من خلال حسابيهما على موقع «تويتر» ( Art_Moqawama; #jawaher#)، على التواصل على نحو شبه يومي مع متابعيهما، من خلال نشر صور لهما أو عبارات تؤكد استمرارهما في رفع الصوت ضد الظلم الذي تتعرضان له. وكانت العبارة التي وضعتها سحر أمس «ألا إن نصر الله قريب».


                              في المقابل، تواصل الوالدة العنود الفائز دعمها لبناتها من مقرّ إقامتها في لندن. تتواصل مع محامين، ناشطين حقوقيين، تتظاهر، تطلّ عبر وسائل الإعلام. وفي اتصال أجرته معها «الأخبار» تبدأ حديثها بالتعبير عن قلقها من عدم القدرة على إيصال الطعام والشراب إلى ابنتيها، وخصوصاً أن «ما يوجد في المنزل شارف على الانتهاء». عبر الهاتف، تعيد سرد قصتها، من دون أن تبدي تذمّراً من الاسئلة التشكيكية التي تطرح حول صحة القصة.

                              تزوّجت العنود الفائز الملك عبد الله مطلع السبعينيات. طلقت عدة مرات، ليكون طلاقها النهائي عام 1985. «ولا أعرف لم طلّقني، في السعودية لا يطرح هذا السؤال». قد يكون الجواب واضحاً، إذا عرفنا أن للملك السعودي نحو عشرين زوجة، 14 منهنّ مطلّقات، وثلاث متوفيات.



                              لم تغادر الفائز السعودية مباشرة بعد طلاقها، بل بقيت مع بناتها الأربع (سحر، هلا، مها وجواهر)، اللواتي تراوح أعمارهنّ بين 38 و42 عاماً، وحرصت على تعليمهنّ قدر المستطاع، قبل أن تقرّر عام 2003 مغادرة السعودية إلى لندن. ما من سبب مباشر لاتخاذها القرار. «لم تكن هناك شعرة قصمت ظهر البعير بيني وبن الملك كما تسألين، لكن هي تراكمات من سوء المعاملة على مدى عقود. كنا نتحمّل كثيراً بناتي وأنا. وكلّما تحمّلنا أكثر أمعنوا في اضطهادنا، إلى أن قررت المغادرة في محاولة مني لرفع الصوت من الخارج».

                              لكنها عندما تستعيد المرحلة الأخيرة من حياتها في السعودية، تتذكر أن الأمور كانت قد بدأت تتدهور في عائلتها الصغيرة: تتعرّض بناتها لسوء معاملة تدريجي سببه «التحريض من بقية أفراد العائلة، الغيرة، الحسد.. لا أدري». وقد كانت مها وهلا أوّل من تعرّضتا لسوء المعاملة، وخصوصاً بعد مرض هلا. وعندما لاحظت الأم أنهما مريضتان، شكت في أن هناك من يعطيهما أدوية مخدّرة تسهم في تفاقم حالتيهما. عندها طلبت أن يكون علاجهما تحت إشرافها، لكن طلبها رفض.

                              اليوم، تعيش كلّ من هلا ومها في مكانين منفصلين. أما سحر وجواهر، فتقيمان في الفيللا التي نشرتا صورها من الداخل والخارج، وفيما تتواصل الفايز مع هلا ومها مرة في الشهر، «لأنهما غالباً ما تكونان متعبتين»، تتواصل يومياً مع سحر وجواهر.

                              «لكن كيف يسمح لهما الملك بالاستمرار في التواصل عبر الانترنت؟.

                              "لا أعرف لماذا لم يمنعوهما. ربما هو ذكاء منهم لكي يشكك الناس بهذه الطريقة، لكني أسأل في المقابل: لماذا أفبرك القصة؟ ما هو قصدي من كلّ ما يجري؟ أين تكمن مصلحتي ومصلحة بناتي في معاداة أناس بهذه القوة؟».

                              هذا العداء بين الفائز، والملك السعودي، ليس جديداً. عمره من عمر مغادرتها السعودية وقد خاضته وحدها، وخصوصاً أن والدها كان قد توفي، ولم تحظ بمساعدة من إخوتها. يومها أوكلت محاميين بالقضية لكنهما لم يتابعاها. «اشتروهما» تقول في حديثها الأول إلى صوت روسيا في تشرين الثاني الفائت، فيما تنقل جريدة لوفيغارو (بالتعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية) عن المحامي اللورد أنتوني لوستر، الذي تولى القضية قبل ثماني سنوات، أنه لم يستطع التوصّل إلى نتيجة في هذه القضية، لأن الملك السعودي رفض التعاون.

                              بعدها تولى وزير الخارجية الفرنسي الأسبق لوران دوماس القضية، وأيضاً من دون أن يستطيع التوصل إلى حلّ حتى اليوم. أبرز ما فعله، كان الرسالة التي وجهها، مع المحامي فيليب كوبيه، عبر جريدة «لوموند» الفرنسية إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف في 28 تشرين الثاني 2013 (وكانت السعودية قد انتخبت عضواً في المجلس).

                              وكشفت الرسالة قضية احتجاز الأميرات الأربع، وظروف حياتهنّ وحرمانهن التعليم والزواج والسفر، وتعريض اثنتين منهما إلى المخدرات.



                              لكن لماذا يتصرّف والد مع بناته بهذا الشكل؟ نسأل الفايز، فتجيب مجدداً إنها لا تعرف. وهي كانت قد أجابت في واحدة من مقابلاتها بأنه يرغب في الانتقام منها. نسألها: «لمَ سينتقم منكِ، ومن بناتك، طالما أنه هو من قرّر الطلاق؟».

                              «أيضاً لا أعرف. تطرحين أسئلة لا أعرف إجابتها فعلاً. هو يتصرّف بهذه الطريقة لأنه شخص ظالم ومفترٍ». ما تعرفه، هو أنه يريدها أن تعود إلى السعودية «لكي نقفل الموضوع». وهذا ما لا تنوي القيام به لأنها لا تثق بهم.

                              أليست خائفة من أن يتعرضّوا لها في لندن؟ «لا، لست خائفة، لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً هنا». مؤكدة أنها لا تريد شيئاً إلا رؤية بناتها، ومساعدتهنّ على بناء مستقبل لهنّ كما كلّ الفتيات «لأنهن يمتن ببطء».

                              الإعلام: آخر الدواء؟

                              يعدّ الإعلام آخر الوسائل التي لجأت إليها السيدة العنود الفايز من أجل مساعدة بناتها الأربع. تقول لـ«الأخبار» إن حرصها على عدم التوجه إلى الإعلام، منذ غادرت السعودية، هو الذي جعل العائلة المالكة تتمادى في تصرفاتها، لكن عندما أقدم الملك السعودي قبل عامين على الاجتماع ببناته، ليبلغهن أنه سيستمر في معاملتهنّ بهذه الطريقة إذا لم يقنعن أمهن بالعودة إلى السعودية، كان لا بد من اللجوء إلى طريقة مختلفة من الحراك. كانت رسالة «لوموند» أولاً، تلتها مقابلتها الأولى عبر صوت روسيا، التي تحدّثت فيها عن «وأد بناتها».


                              ومع اقتراب زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية نهاية شهر آذار الفائت، حظي الموضوع بالتغطية الأوسع، إذ أجرت الصحافية فاطمة مانجي (channel 4)، لقاء مع الوالدة سردت فيه القصة. ثم سجّلت مقابلة مع الأميرتين سحر وجواهر عبر أحد برامج الانترنت، وهو الفيديو الاكثر تداولاً لهما. وتداولت القضية العديد من وسائل الإعلام الغربية، عبر المقالات وبرامج الحوار، دائماً في غياب الطرف الآخر.

                              ***
                              * وهابية التكفير وجهة نظر إسرائيلية

                              كان دوري غولد مستشاراً لشارون ونتنياهو وشغل أدواراً دبوماسية عدة. كتابه «مملكة الكراهية» الذي صدر بالانكليزية عام 2003، يورد أنّه «يستند إلى وثائق استخباراتية غير منشورة». العمل انتقل أخيراً إلى المكتبة العربية عن «دار الجمل».



                              خليل صويلح/جريدة الأخبار


                              من عام 1997 حتى 1999، شغل دوري غولد موقع مندوب اسرائيل لدى الأمم المتحدة، وعمل مستشاراً لشارون، ونتنياهو، ولعب أدواراً دبلوماسية في ظل حكومات اسرائيلية عدة وخلال مفاوضات أوسلو وغيرها. كتابه «مملكة الكراهية» الذي أصدره عام 2003، انتقل أخيراً إلى المكتبة العربية (دار الجمل ـ ترجمة محمد جليد)، مورداً أنّه يستند إلى «وثائق استخباراتية غير منشورة لإقامة الصلات بين الارهاب العالمي وايديولوجيا الكراهية التي يجري تشرّبها في المدارس والجوامع في المملكة».

                              أرسى محمد بن عبد الوهاب (1703ــ 1791) مبادئ الإسلام التكفيري في المملكة العربية السعودية، أواسط القرن الثامن عشر. مذهب ديني متشدّد وعنفي أخذ يشق طريقه كتقليد ديني منحرف، وجد فيه مؤسس المملكة محمد بن سعود عوناً له في ترسيخ حكمه على القبائل. هكذا، عقد معه ميثاقاً، أسّس بموجبه الدولة السعودية الأولى، ووضع ابن عبد الوهاب عقيدتها الرسمية في صفقة متبادلة بين الاثنين.

                              تحالف سياسي - ديني محمول على عقيدة تعتبر كل من يخالفها مشركاً وكافراً، وهذا ما يوضحه ابن عبد الوهاب في كتابه «التوحيد». يحتشد الأخير بأجندة صارمة في فهم الإسلام عنوانها الأساسي التطرّف والوحشية وضرورة الجهاد عبر حملات عسكرية. استكملها لاحقاً عبد العزيز بن سعود نحو الخليج العربي وجنوب العراق والصحراء السورية، مقوّضاً بذلك السلطة الدينية للخليفة العثماني سليم الثالث، قبل أن تكتسح الحملة المصرية التي أرسلها محمد علي باشا إلى الحجاز والمدن المقدّسة لتنتهي الدولة السعودية الأولى باستسلام عبد الله بن سعود وأسره، ثم ضرب عنقه في اسطنبول.


                              لم تندثر الوهابية بموت مؤسسها، بل اكتسبت تأثيراً مدهشاً داخل أمكنة أخرى من العالم الإسلامي مثل الهند وباكستان واندونيسيا. كذلك لم يعن سقوط الدولة السعودية نهاية الوهابية في الجزيرة العربية. في سنة 1825، عاد حفيد ابن عبد الوهاب، عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، من المنفى، ودعا القبائل إلى «الإسلام الأصيل»، وأنكر أفعال الشرك.


                              ورغم انهيار الدولة السعودية الثانية على يد العثمانيين، كانت جاذبية المذهب الوهابي تزداد قوة، بتبني الرشيديين، خصوم آل سعود، الدعوة الوهابية، لتنتشر في القرن التاسع عشر على نحو كاسح. أسّس سليل محمد بن عبد الوهاب، عبد الله بن عبد اللطيف تنظيماً دينياً جديداً باسم «الإخوان» يقوم على التعاليم الوهابية الصارمة، لينتشر لاحقاً باسم «حركة الهجرة» عبر الجزيرة العربية، في غارات عسكرية مهمتها سلب القوافل وشنّ الحروب ضد المشركين، ونهب الأضرحة وتدميرها. وقد استغل ابن سعود هذا التنظيم في حروبه ضد الهاشميين بمساعدة البريطانيين، ما اعتبره الوهابيون تعاوناً مع «قوة كافرة»، بعد موافقته على أن تكون نجد شبه محمية بريطانية. وهذا ما جعل البريطانيين يتخلون عن المملكة ويعترفون باستقلالها بعد معاهدة مشتركة عام 1927.

                              تمكّن ابن سعود من إعادة بناء الدولة السعودية، بعد تدفّق النفط في المملكة، لتبدأ الحقبة الأميركية من جهة، والمواجهة مع الوهابيين من جهة ثانية. امتص نقمتهم باعتماده على العلماء، مستعملاً بانتظام هذه الزعامة الدينية لإصدار الفتاوى التي تبرر قضايا سياسية، مقابل منح المؤسسة الدينية احتكار السياسات التربوية والدينية، في محاولة احتواء أثر الوهابية في صناعة القرار السعودي. إلا أن «القشرة الصلبة» للوهابية ظلت سليمة برمّتها.



                              بوفاة ابن سعود (1953)، اعتلى ابنه سعود العرش، وأصبح ابنه الرابع فيصل ولياً للعهد. أول ما قام به الملك الجديد كان إغلاق القاعدة الجوية الأميركية في الظهران، وسعى إلى استرضاء الراديكالية العربية، فخُلع من العرش ليخلفه فيصل بن عبد العزيز. عادت الوهابية معه إلى جذورها، نظراً إلى قربه من العلماء، فهم «قاعدة سلطة الملك». كان اختباره الأول صراعه مع جمال عبد الناصر والحركة القومية التي انتشرت سعودياً حتى بين بعض الأمراء، ما استدعى تأسيس «رابطة العالم الإسلامي» في مواجهة الأفكار الاشتراكية.

                              ستلعب هذه الرابطة دوراً حيوياً في نشر الوهابية عالمياً عبر البعثات الدينية وجمع الأموال لبناء المساجد، وتوزيع أعمال ابن تيمية وابن عبد الوهاب، في محاولة «لوهبنة الإسلام في العالم كله». وقامت علاقة تكافلية حميمة بين الحكومة السعودية والنخبة الوهابية التي هيمنت على التعليم والجامعات، فشبّ جيل الثمانينيات على العقائد الوهابية التي أسهم في ترسيخها مدرسون من الإخوان الفارين من بلادهم. هنا، برز ابن باز، وهو فقيه أعمى، كإحدى المرجعيات الدينية الموقّرة، إلى جانب الشيخ إبراهيم بن محمد آل الشيخ، الابن البكر للمفتي العام الراحل الذي شجّع على محاربة إسرائيل، فيما كان الملك فيصل مهموماً بعدائه للهاشميين.

                              لكنه سيضطر لاحقاً، إلى الانخراط في الصراع العربي- الإسرائيلي، على مضض، وتقديم المساعدات للفلسطينيين، واستخدام سلاح النفط في الصراع. على الصعيد الداخلي، قام بإلغاء العبودية في المملكة كجزء من برنامجه الإصلاحي، وأنصت إلى نصيحة الشيخ محمد بن إبراهيم الشيخ بوجوب تصدير إيديولوجيا الوهابية. هكذا بزغ «مشتل التطرّف الإسلامي المقاتل» بتأثير برامج الإخوان المسلمين في الجامعات. تلاقحت أفكار الوهابية مع فكر الإخوان في ضرورة استعادة العصر الذهبي للإسلام. طبع محمد قطب كتابات شقيقه سيد قطب التي تدعو إلى حتمية الانطلاق الحركي في صورة الجهاد بالسيف، إلى جانب الجهاد بالبيان.



                              وستستقطب المملكة شخصيات إسلامية متشدّدة أخرى، مثل السوداني حسن الترابي، والفقيه المصري الأعمى عمر عبد الرحمن، والمصري أيمن الظواهري، والمفكّر الأصولي الفلسطيني عبد الله عزّام. الأخير سيترك أثراً كبيراً في نفوس الشباب السعودي، أبرزهم أسامة بن لادن. وسيتخذ الجهاد، على يد هؤلاء، بعداً عالمياً. ستستضيف أفغانستان معظمهم ليحلّ الصراع الأفغاني ضد السوفييت، محلّ القضية الفلسطينية، باعتباره يمثّل إجماعاً إسلامياً، وسيمتد الجهاد إلى الصومال وكشمير والفيلبين وحتى أميركا، بتدشين اعتداءات 11 سبتمبر.

                              تصدير العنف الإرهابي إلى الخارج، لم يمنع التحديات الداخلية للمملكة. عام 1979، أحكم مسلحون السيطرة على المسجد الحرام في مكة بقيادة جهيمان العتيبي، ومحمد القحطاني، أو « المهدي المنتظر» وفق ما أعلن عن نفسه. وكانت ذريعتهما ابتعاد المجتمع السعودي عن الإسلام الحق، كما كان لتسجيلات خطب الجمعة المحرّضة على الغرب وأميركا دور في خلخلة الاستقرار في المملكة، وبروز انشقاقات دينية داخلية، خصوصاً بعد حرب الخليج. تزعّم أسامة بن لادن تحت مسمى «القاعدة» العداء لأميركا ومعادة «المسيحية الصليبية». واهتم فقهاء وهابيون بمحاربة الحركات الشيعية، والحوار بين الأديان، وهدم معاقل «الكفّار».

                              حاولت السلطة السياسية احتواء هذه التحوّلات، وامتصاص مخلفات أحداث سبتمبر بحملة دعائية مضادة في إنكار علاقة المملكة بما حدث، وبأنها حليف أميركي وفيّ، عبر تقديم تنازلات صريحة في مواقفها من الصراع العربي ـ الإسرائيلي. هكذا، أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة للسلام مع إسرائيل. لكن هذه المبادرات لم تعفِ المملكة من أنها آلة جهنمية لتفريخ الإرهاب في العالم وفقاً لاستنتاجات دوري غولد.

                              تعليق


                              • #90
                                12/4/2014


                                اعلام السعودية: ’كذّب وسلّينا’

                                الاعلام السعودي: خداع الى ما لا نهاية

                                يعتمد الاعلام السعودي على التلفيق والخداع في كثير من الأخبار المرتبطة بسوريا والمقاومة في لبنان. مهزلة المقال المضحك الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" مؤخراً حول وجود أقبية تحت مطار بيروت الدولي يستخدمها حزب الله لتعذيب المواطنين ليس آخر مثال على ذلك.

                                كذبة اليوم كانت نجمتها صحيفة "الحياة". موقع الصحيفة المذكورة لم يتوانَ عن تلفيق تصريح للمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان، نقلاً عن صفحة مزوّرة لها على "فايسبوك" دون تدقيق.

                                ليست الأزمة الأسياسية فقط في تلفيق الخبر. فالرواية نسفتها من الأساس شعبان بعدما نفت اعطاءها أي تصريح لصحيفة "الحياة" كما نفت "وجود حساب لها على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك""، مشيرةً الى أنه "كان يجب الاتصال بها والتأكد منها شخصياً قبل نقل التصريحات"، معتبرة أن الهدف من فبركة هذه الأخبار "هو خلق بلبلة في العلاقة بين سوريا وأصدقائها".

                                الا أن "الطامّة الكبرى" تتمثّل في الاصرار على "الكذب ثم الكذب ثم الكذب". نفي شعبان لخبر "الحياة" والذي نقلته معظم وسائل الاعلام يبدو أنه لم يصل بعد الى ادارة التحرير في قناة "العربية".

                                يعلو صفحة الموقع الالكتروني لموقع قناة "العربية" السعودية خبر أقل ما يقال فيه أنه "ملفّق" و"مسيّس" بسوء نيّة. ومفاده أن "مستشارة الأسد ترد على نصر الله: صمود النظام بفضل جيشه وشعبه". القناة التي راقها أن تنقل خبراً غير مدقق عن ربيبتها "الحياة" لم تكلّف نفسها عناء نقل النفي الرسمي له، أو حتى حذف الخبر الكاذب.



                                انتهاج سياسة التلفيق والكذب من قبل الاعلام السعودي بات يفقده الكثير من مصداقيته. مصداقية قد لا يبقى منها شيء في حال الاستمرار في "الضحك على عقول الجماهير".

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X