فترة حكم الرئيس القذافي ربما لم تمر بنقاش كافي

هذا الرجل ورغم دكتاتوريته –وجنونه أحيانا - إلا أن ليبيا في عهده تطورت بشكل ملحوظ وتقدمت اقتصاديا حتى باتت من أغنى دول أفريقيا والعرب.

كان حريصا على إرسال البعثات العلمية للخارج وقروض ميسرة لشراء وحدات سكنية وسيارات ومنح وإعانات بطالة، أنجز مشروع النهر العظيم ليستغني عن شركات المياه الأوروبية ويضيف رقعة زراعية لبلاده لم تحدث من قبل، القذافي لم يكن سارقا..بعد موته لم يكشفوا عن أي أرصدة له في الداخل والخارج، مات وسر عزوفه عن الثراء والعيش في الخيام أحيانا واستقبال الرؤساء فيه كله مات معه.

القذافي لم يكن متواضعا للحد الذي يضر نفسه ، أكيد هدفه بتقديم صورة مميزة للإنسان الليبي الصحراوي هي السبب، حاول الإنجاز في كل شئ حتى في الدين بحسه النقدي، وفي العلوم السياسية بإحياء الأفلاطونية المتمردة على النسبية والديمقراطية، صنع نظام سياسي ملائم للعشائرية ونُظُم الحكم العُرفية في الصحراء.

جوهر ما وصلت إليه ليبيا في عهد القذافي هي أن القيادة المجنونة قد لا تكون شرا دائما، فبرغم حماقاته في استعداء أمراء الخليج وأعماله الإرهابية في طائرة لوكيربي وغزواته الجوية ضد مصر..وطموحه النووي الذي تراجع عنه لم يكن مؤذيا للإنسان الليبي بالقدر نفسه، بالعكس..رأينا ليبيا قوة نفطية وزعيمة قارية واختفاء شبه تام للفقر وبناء مئات الجامعات ونسبة أمية أقل من 10% وبنية تحتية ضخمة

ربما نظام القذافي لم يعد يصلح لليبيا الحديثة المتطلعة للديمقراطية، لكن لا يختلف اثنان أن بدلائه الآن في الحكم بعد 8 سنوات لم يكونوا أفضل..بل أسوأ من حيث تفشي العنصرية القبلية واستبدالهم قومية القذافي الوحدوية بأيدلوجية الإخوان وقومية حفتر الخليجية التي تعد أكثر تخلفا - في رأيي- من قومية الخمسينات.

ليبيا الآن مطالبة بإعادة النظر في ما تم إنجازه بعد الثورة، ولأنني أكتب في أجواء ثورة وتمرد على القذافي أعلم كمّ المعارضين لهذا التحليل ..برغم أن بعضهم يدرك تماما أن ما سقته هي حقائق لا يمكن إنكارها..

يحكى أن داعش في العراق دخلت قرية مسيحية

فلما خيروا أهلها بين القتل أو الإسلام أو الجزية فوجئوا بطلب الأهالي مغادرة القرية فاستنتج كبيرهم بغباء أن النصارى (يهربون من نور الله)

المثال يذكرنا بنكتة قديمة

أحد الأغبياء اشتغل (عالم حشرات) فجاء بحشرة يأمرها.. إمشي يمين تمشي... اطلعي فوق تطلع.. فلما (قطع أرجلها) وأمرها بما سبق وقفت مكانها وما تحركت الحشرة.. فاستنتج بغباءه أنها فقدت حاسة السمع..!

من الأخطاء التي نقع فيها دائما

نقابل شخص لأول مرة فنسأله عن (وظيفته)..هذا غير صحيح، التعارف في بداياته يجب أن يكون للإنسان لا عن الوظيفة أو المؤهل الدراسي، معيار تقييم البشر لأنفسهم أفضل بالمعاملات والسلوكيات..

يخطئ مرة أخرى بعد أن يتعرف عليه يسأله عن (راتبه) هذا غير صحيح، فالراتب أمر شخصي جدا، ومن يسألك عن راتبك كمن يسألك ماذا تفعل في غرفة نومك..إذا كان السؤال استبياني أو كمعلومة للبحث عن وظيفة أفضل فيجوز..ولكن من شخص قريب جدا جدا..فالراتب عنوان الشخص في المجتمع غالبا وبه يقيم الناس أنفسهم..

نخطئ مرة ثالثة في التعارف عندما نسأل شخصا ما عن نقاط ضعفه وقوته، فالواجب أن تطرح عليه المهمة التي تريدها له ثم يختار هو إذا كان شخصا مناسبا، فمواطن الضعف والقوة (تُكتشَف) ولا يُصرّح بها

نخطئ مرة رابعة عندما نسأل شخص عن إنجاز واحد له في الحياه، فسيرتك الذاتية ملك لك..وتجاربها أمر شخصي جدا، نفس الشئ عندما يستقيل أحدهم من مكان تسأله عن سبب استقالته..إذا لم يذكرها فلا تسأله كشخص لا يهمك ماذا حدث..ولكن يهمك منه ما هو الآن ، خصوصا عندما يكون هذا الشخص معرفة جديدة..أو صديق متحفظ.

نعم..الحب ليس هو العلاقة الوحيدة التي تجعلك سعيدا

يظن البعض أن الحب والجنس هما مصدر السعادة في العلاقات بين الجنسين، وهذا غير صحيح، فالرومانسية ليست هي النوع الوحيد من الحب، توجد صداقات بين الجنسين بمختلف أنواعها أكثر سعادة وأمان وثقة من الرومانسية..

عيب الرومانسية في رأيي أنها ليست كافية للتعرف على شريكك، مجرد تعبير نفسي بالإعجاب والغزل في الأغلب يكون شكليا، ويُبنى على اعتبارات جنسية أحيانا بالميل الفطري للذكور تجاه الإناث والعكس، ومع أول امتحان بالتضحية يسقط شريك – أو كلاهما - في وحل الأنانية والتفرد وأحيانا حب التسلط، فكثير من المحبين أخفوا دافعهم الحقيقي من وراء الحب وهو "رغبتهم في امتلاك هذا الشخص بالذات" فيُفسر ذلك "الغيرة المفرطة" التي تحدث وأدت لمشاكل وصداعا بين الأحباء.

عندي – كرجل- أن الرحلة والجلوس مع أصدقاء منسجمين ومتحمسين للاكتشاف - من الجنسين - أمتع وأسعد من حب امرأة جميلة، ليس إنكاراً للجمال..فمن ذا الذي لا يأسره – منا - الحُسن والأنوثة والذكاء والروح المتسامية ، لكن الأولوية دائما لبناء نفسك وإيجادها لكي تجد شريكك، قبل أن تفكر في نصفك الآخر عليك أن تجد نفسك أولا، فالبناء على قاعدة صلبة أولى من البناء على الجذر المغشوش

ما تسمى حروب ردة هي ليست كذلك

هذه حرب بوجهين

الأول: سياسي ضد مدعي النبوة باعتبار أن المدعين أعداء يحرصون على هدم دولة المسلمين في المدينة

الثاني: اقتصادي ضد مانعي الزكاه..

أما عقاب المرتدين عن الإسلام فهو عمل غير شرعي ولم يقل به القرآن، بل لصق أي سلوك لإجبار الناس على عقائد معينة أنه من عمل الطغاه، بينما المصلح يجب أن يكون متسامح واثقا مما لديه..

شعائر الأديان يجب أن تقام بالاختيار لا بالإجبار..فالله لا يحب المنافقين

مشهد من فيلم التجربة الدانماركية

الوزير يضرب أنيتا لأنها كانت سببا في عراك أبنائه، ثم تطاولها عليه ووصفه بالهمجية

يذهب إليها غرفة نومها للاعتذار فيجدها عارية إلا برداء أحمر مكشوف ، ويُفاجأ بأنها عبرت عن امتنانها له بضربها، فتعَجّب وسألها هل هي سعيدة بالضرب؟..فتجيب: نعم..فيصفعها مرة أخرى فتزيد سعادة..

المُخرج هنا حب يوصل رسالة أن ضرب أنيتا أثارها عاطفيا وجنسيا، وكأنه يقول أن أنيتا شخصية (مازوخية) ثم ختم المشهد بقبلات حذفت رقابيا بعد ذلك..وطبعا فهمها العرب على أنه إيمان أوروبي بسيطرة الذكر على الأنثى ووجوب ضرب الزوجات..!!!

مبدئيا: شخص مازوخي هو الذي يتلذذ بضرب وتعذيب الآخرين له، أما السادي فهو الذي يتلذذ بضربه للآخرين، والسيكوباتي يعني عدواني، مصطلحات جديدة ومعانيها أيضا جديدة وغريبة، لكنها معروفة في علم النفس منذ القرن 19

فكرة تلذذ أنيتا بضرب الوزير لها قامت على أصل مازوخي مرتبط بالجنس، وهو أن الضرب يُحسن من الدورة الدموية في منطقة الوجه والصدر، ثم يؤدي ذلك للشعور بالنشوة ، وبعض الأزواج عموما يفعلن ذلك ليس بالطريقة التي في الأفلام الإباحية..ولكن ضرب كلاسيكي كشد الشعر وتكتيف الذراعين، ومكمن هذا السلوك هو الشعور بالهيمنة من طرف ضد آخر مازوخي بدأ يتعود على هذا السلوك ويستمتع به.

ليس كل النساء مثل أنيتا..ضرب واحدة أخرى كفيل برفع (الشباشب والمقشات) فورا، وربما يتطور الأمر لرفع السلاح، ومن الغباء التعميم في الظواهر الجنسية، فالإنسان يختلف في سلوكه الجنسي كما يختلف في سلوكه الاجتماعي، ولا رابط بين شخصيته في المجتمع ورغبته الجنسية، فقد يكون شخص هادئ ولطيف اجتماعيا لكن في الجنس مازوخي أو سادي..والعكس صحيح، شخص عنيف ومجرم وغليظ لكن في الجنس هادئ ولطيف..

تم اعتبار المازوخية الجنسية نوع من الشذوذ عن الطبيعة البشرية، لأنها تقوم على مبدأ تعذيب النفس للشعور باللذة، وأشهر من حلل هذه الظواهر أسطورة علم النفس "سيجموند فرويد" وصورت في بعض الأفلام السينمائية كمشهد حسن عابدين في فيلم "درب الهوى" ورحاب الجمل في فيلم "بنت من دار السلام"

ختاما: الأصل في الجنس هو (الحب) وليس مجرد الشعور باللذة، لكن هدف الجنس عموما هو اللذة، لكن ما الرابط إذن بين الحب واللذة؟..وهل المازوخي يعشق ضاربه في الحقيقة؟..وهل متعة الحب نفسية أم شهوانية؟..وهل الشهوة روحية أم مادية؟ ..وهل يوجد ما يسمى بالحب الطاهر أم أنه أسطورة سينمائية؟..

أسئلة يجب أن تساق قبل مناقشة هذا الباب، وأظن أن العنف الجسدي عموما هو انحراف عن الطبيعة الإنسانية حتى لو أدى ذلك إلى النشوة..مما يفتح الباب لتعريف اللذة مرة أخرى هل هي شئ طيب أم قبيح؟..وهل يُنظر لها كشعور مجرد أم يجب البحث في نتائجها..فالعالم اليوم يشهد أحداثا كارثية ربما أصلها (شعور باللذة) يجب فهمها سلوكيا قبل تحليلها فلسفيا..

يعظمون صلاح الدين الأيوبي وهو الذي كان يهدم الأهرامات:

يقول المؤرخ عبداللطيف البغدادي الشهير بابن اللباد في كتابه الإفادة والاعتبار:

"فمن ذلك الأهرام، وقد أكثر الناس من ذِكرها ووصفها ومساحتها، وهي كثيرة العدد جدّا وكلّها بين الجيزة ومصر القديمة ، وقد كان منها بالجيزة عدد كثير لكنها صغار فهدمت في زمن صلاح الدين، على يدي قراقوش وكان خصيّا روميا سامي الهمة"..(صـ 23)

ابن اللباد ولد عام 557 هـ وتوفي 629 هـ بينما صلاح الدين توفى 589 هـ

أي أن المؤرخ عاصر صلاح الدين 32 سنة، وشهادته علميا تعد من أوثق الشهادات العلمية، ولا أعلم كيف يتم التغاضي عنها وتحاشي ذكرها..من المسئول عن تضليل جماهير المسلمين عامة والمصريون بالخصوص..

يقول أحد القراء: أن صلاح الدين حاول هدم الأهرامات لأنهم لفراعنة استعبدوا المصريين

قلت: صلاح الدين نفسه استعبد المصريين ومنع تجنيدهم في الجيش، واستأجر مماليك من القوقاز لحمايته منهم بعد جرائمه التي حكاها المؤرخ ابن الأثير..

أما عن سبب هدمه للأهرامات فيحكي التاريخ أن ابن صلاح الدين." الملك العزيز".. حاول هدم هرم منكاورع سنة 593 هـ لكن لم ينجح حسب المؤرخ ابن اللباد في كتاب الإفادة والاعتبار (صـ 25)

صلاح الدين كان عراقي مجاور للصابئة الذين اعتقدوا أن الأهرامات هي لقبور أنبياء يسمون ب (عاذيمون وهرميس) أي أنه هدم الأهرامات ليس لأنها لفرعون، بل لأنها قبور أنبياء مخافة الشرك بالله

وانعكس تفكيره الضيق هذا على ولاته ومنهم (قراج) والي الإسكندرية الذي هدم معابد ومئات الأعمدة حول عمود السواري وألقاها في البحر لبناء بعض القلاع العسكرية..

بعض المصريين لا يتخيلون كيف أن العراقيين جيران للفرس وبينهم خصومات قديمة وصراعات باردة تحت النار..

قلت : الروم في مصر..كالفرس في العراق ، نحن في مصر نكره أو لدينا موقف من الروم لصراعات قديمة واحتلال ختم بامبراطوية الإنجليز وريثة الدولة البيزنطية..كذلك في العراق هم عانوا كثيرا من احتلال فارسي على مر التاريخ، فالخصومة متوارثة حتى بين بعض أبناء الطائفة الشيعية..

مقتدى الصدر وغيره من القوميين هم وريث لهذا الصراع، فمع شيعية مقتدى لكن خصم للإيرانيين باعتبارهم فرس، كما أنك لا تطمئن لمسلمي البلقان باعتبارهم روم.

الحركات الأيدلوجية هي من كسرت هذا التابو، كالإخوان مثلا رأوا في مسلمي البوسنة وكوسوفو إخوان بحكم الدين، نفس الشئ رأى الحزب الإسلامي وحزب الدعوة في العراق مسلمي إيران أخوة بحكم الدين

للأخوة الباحثين في التراث

توجد أربعة كتب قديمة صنفت ما بين القرنين 3 و 6 هـ هي عمدة شيوخ الأزهر والسلفيين الآن للدفاع عن كتب الأحاديث وخصوصا الصحيحين

هذه الكتب هي:

1- تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري
2- مشكل الآثار للطحاوي
3- مشكل الحديث وبيانه لابن فورك الأصبهاني
4- كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي

توجد كتب متأخرة للسيوطي والعلائي، لكنها مقتبسة من هذه الكتب، وفيها نقل حرفي لبعض النصوص

يعني مبدئيا عندما تريد معرفة حجة الشيخ في رده على نقد التراث عليك الإلمام بهذه الكتب أولا، مع العلم أن هذه الكتب صنفت على مدار 300 سنة كان فيها التدوين حديث ولم تقدس الروايات بعد فتعرضت للنقد والتمحيص وتأليف السنن والصحاح على مدار قرون.

والسبب في انقطاع الفقهاء عن التصنيف في مشكل الحديث أن الروايات تم تقديسها بفعل الخلفاء المتأخرين لبني العباس، ثم عممت وانتشرت أكثر في العصر المملوكي، وبالتالي لم يعودوا في حاجة للرد على المخالفين ..واتجهوا لنوع آخر من التصنيف وهو (الشروح والحواشي)

وللعلم فقد رد بعض فقهاء الأشعرية كالفخر الرازي على هذه الكتب، منها ردوده على ابن قتيبة في تأويل حديث (سحر النبي) والقراءة للفخر الرازي مهمة جدا..هذا الرجل من أذكى فقهاء المسلمين..بل عندي هو أذكاهم مع ابن حزم..إنما لم يكن الرازي تنويريا بمعايير هذا الزمان، ولم يكن فيلسوفا، لكنه مفكر عظيم ومجتهد واسع الاطلاع، وشخصية كهذه لا تعجب ابن تيمية فكفّره..

المهم: جزء من فهم الآخرين هو فهم أدلتهم، إوعى تكون فاكر إن شيوخ هذا الزمان مبدعين..بل مقلدين صرف لا يتحركون ولا ينطقون إلا بأقوال السابقين..وإذا وقفت على طرق تأويل وحل مشكلات الحديث عند هؤلاء الأربعة ربما تعلم أن طريقتهم في الدفاع هي (التعمية والتأويل والتبرير) وأحيانا الكذب المتعمد..

عن خطاب السيسي في المولد النبوي ومطالبته بتجديد الخطاب الديني

هقولكم على حاجة لطيفة

عند الفلاحين عرف عام ممنوع يبدر كيماوي قبل تطهير الأرض من الحشيش.. لأن الكيماوي وقتها هايغذي الحشيش أو العشب الفوضوي لطول جذوره في الأرض عن جذور المحصول..

السيسي بقى زي اللي بيبدر الكيماوي ع الحشيش فيغذي الحشيش على حساب البذور.. وبعدين يقول هو المحصول بيخسر ليه..يتحدث كثيرا عن التجديد ولم يطهر مصر ولا دستورها ولا قوانينها من الطائفية والفكر الأصولي الجامد..

كلام بدون فعل والنتيجة أن العشب يتغذى ويستفيد من سياساته

معادلة

الحشيش= الشيوخ والمتطرفين
الأرض= الدولة والمجتمع
الكيماوي= كلامه عن تجديد الخطاب
المحصول= الشعب اللي عاوزه يتجدد

الواقع يشهد أن جذور التطرف طويلة في المجتمع كما أن جذور الحشيش طويلة في الأرض.. وبالتالي أي حديث عن التنوير بدون مقاومة هذا التطرف والأحادية معناها إن التطرف هايستفيد من كلامه.. ويقدم الدواعش نفسهم للمجتمع على أنهم مصلحين

طهر مصر ياسيسي من شيوخ التطرف وكفاياك كلام.. أو نقول مبروك علينا النسخة الجديدة من الإخوان اللي ربنا ما يكتبها لكم تشوفوها..

تجربتي في حفظ القرآن

منذ دخولي للجماعة حفظت ما يقارب خمسة أجزاء بالترتيل والتجويد.. وقبل خروجي بعام سنة 2010 توقفت عن الحفظ حتي نسيت جزئين تقريبا والباقي أحفظه ..وسأنقل لكم بعض من قناعاتي بعد هذه الرحلة..

1- حفظ القرآن وأي نص سهل فهو عبارة عن ربط نصوص ببعضها في الذاكرة..

2- أغلب حفاظ القرآن ومن عرفتهم يحفظوه لأغراض (الإمامة) في الصلاة والفتوى والمسابقات والتباهي بحفظه بين الأقران..

3 - التدبر في النصوص يضيع مع حفظها إذا كنت ممن يحفظون في جماعة أو مذهب.. حيث ستشكل لديك المجموعة وأفكارها حاجز عن التدبر.. ولو حدث فبشروطهم.

4- فقهاء الدين يضعون شرط الحفظ معيارا للعلم.. من لم يحفظ لن يعرف.. رغم تداولهم نصوص عن الصحابي عمر بن الخطاب أنه لا يحفظ..

5- حفظ القرآن كان وسيلة الفقراء والعوام زمان لعدم امتلاكهم ثمن نسخ وكتابة مصحف..لذلك توارثنا الحفظ لأسباب اقتصادية..وهذا دفع البعض للقول بعدم أهمية الحفظ في عصر الطباعة والمصاحف الرخيصة..

6- الرسول حض على حفظ القرآن بالفعل لنشره.. وذلك لقلة أدوات الكتابة وندرتها في زمنه..

7- البعض يحفظ القرآن كي يفوز بحسنات قراءته في المواصلات والعمل.. وبعد أن يفرغ من القراءة يدعو لتقبل قراءته ويستبدل سيئاته بعدد الحروف..

8- الإخوان وأي جماعة تفرض على عناصرها حفظ القرآن وقراءة ورد يومي

9- رغم أن الجماعات هم أكثر من يقرأون القرآن لكن يعطلوه ويقيدوه بكلام وفتاوى أئمتهم.. والمصحف لديهم ليس إلا وسيلة لجمع الحسنات

فتوى الدكتورة سعاد صالح بجواز كشف الخطيب عن ذراع خطيبته وساقيها امتداد لنظرية تسليع جسد المرأة وعودة مرة اخرى لعصر العبيد...

الزواج حياه مشتركة بين عنصرين متساويين ذاتيا وحقوقيا...ليس عملية تجارية لشراء الأجساد..

الفقهاء لن يتركوا عصر العبيد ما داموا ملزمين بفقه وثقافة هذا العصر ويريدون فرضه على إنسان الحداثة..كلما نقول لهم جددوا الفقه ونقحوا الموروث ردوا بالتكفير واللعن والإصرار بشكل غريب على انتهاك المحرمات...

وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

الآية نزلت في توزيع الغنائم..فحرفها الشيوخ إلى اعتبار الأمر موجه لحفظ (السنة/ الحديث) ما أتاكم يعني ما قرأتوه عند البخاري ومسلم..

والغريب أن التفاسير القديمة اعترفت أن الآية نزلت في الغنائم

1- قال مقاتل.." وما آتاكم الرسول، يقول ما أعطاكم الرسول من الفيء فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"..(تفسير مقاتل بن سليمان 4/279)

2- قال الزجاج "وَمَا آتَاكَم الرسُولُ فَخُذوهُ أي من الفيء ، وَمَا نَهَاكمْ عَنْهُ أي عن أخذه فَانْتَهوا"..(معاني القرآن 5/146)

3- قال الماتوريدي: قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
يعني: ما أعطاكم رسول اللَّه من هذه الغنيمة فخذوه ولا تظنوا به ظنًّا مكروهًا وما نهاكم عنه فانتهوا، ليس نهي زجر وشريعة، ولكن نهي منع، وما منع منكم من هذا الفيء فانتهوا عنه."..(تفسير الماتوريدي 9/587)

4- قال السمرقندي: "وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، يعني: ما أعطاكم النبيّ من الغنيمة فخذوه، وما أمركم الرسول فاعملوا به، وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا يعني: فامتنعوا عنه. وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ لمن عصاه" (تفسير السمرقندي 3/428)

وغيرها

السبب أن هؤلاء لم يفسروا أمر الاتباع بحجية السنة لأن الحديث عن تلك الحجية لم يكن موجودا حتى نهاية القرن الرابع الهجري، كل هؤلاء عاشوا ما بين القرنين (الثاني والرابع الهجريين) والكلام على حجية الأحاديث واعتبارها مصادر تشريع ظهر متأخرا على التدوين بقرنين من الزمان على الأقل،

ويلاحظ ذلك من مدونات المفسرين والفقهاء والمؤرخين الكبار كالطبري والغزالي والبغدادي..وغيرهم في هذا الزمن، كانوا غير مهتمين بتصحيح الأحاديث واعتمادها، وكتب هؤلاء في ميزان الحديث 95% منها ضعيف بمعايير المحدثين ، وخصوصا عند الحنابلة.

أعقد الآن بحثا عن مصدر هذا التفسير بتحويل الأمر لحجية الحديث كمصدر تشريع وتسميته بالسنة، ولو أن المعطيات أمامي تقول أننا أمام أكبر عملية (خداع وتزييف) علمي في تاريخ المسلمين بدأت بعد موت أصحاب كتب الحديث بعدة قرون..

يقولون أن مساواة الذكر بالأنثى حرام في الميراث لأنه (لم يرد في القرآن)

قلت أولا: القرآن لم يمنع متعة الحج ولا الوصية للوارث ، ولم يقل بالرجم ولا عذاب القبر والدجال ونزول المسيح والمهدي المنتظر، ولم يقل بأفضلية دم المسلم ولا بخلافة قريش..فمن أين أتيتم بهذه الأشياء؟!

ثانيا: في قراءة أخرى للنص يوجد مثال: رجل وله أختين، كل أخت لها 100 دولار، يأتي من يريد مساواة الرجل بأختيه ويقول (لك مثل أختينك) فيعطيه 100 دولار فهل هذا يعني أنه أخذ ضعفهن أم مثل نصيبهن؟!

ثالثا: القرآن قال بالوصية أولا..فعلوا الوصية وسيبكوا من الهري والضلال في تفسير الآيات، عندكم القرآن طبقوه ما دمتم تتبعون كلام الله..دا حتى القرآن هو ربع الدين حسب كلام شيخ الأزهر..!