إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آداب الصداقة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آداب الصداقة

    اعلم أيدك الله تعالى للعمل، أنه متى ما أردت الصداقة ، فليكن قصدك خاليا من الأغراض الدنيوية .. بل اجعله لله وفي الله ، كما تواترت الأخبار في ذلك بالتواتر المعنوي ، وإلا فإن المؤاخاة في غير الله تعالى مصيرها اليأس والندم .

    ولهذا لا بد من أن نذكر الصفات التي لا بـد من توفّرها فيمن ينبغي صــداقته ، إذ لا يصلح كل واحد لأن يكون أخا في الله.. فقد قال النبي (ص): المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل . المستدرك 8/327..

    الاول: أن يكون عاقلاً ، وذلك بأن يعلم حدود الأمور على ما هي عليهــا - ولو بالتعلم من الغير - فإنه لا خير في مصاحبة الأحمق .. فمن البداهة بمكان ، أن الأحمق يريد أن ينفعك - بزعمه - فيضرك في دينك أو دنياك ، نتيجة لجهله وقلة التفاته.

    الثاني: أن يكون حسن الخلق.. فلا يكفي مطلق العقل رادعا ، إذ قد تستولي عليه قوة الشهوة والغضب ، فيعمل خلاف مدركاته العقلية ولو من غير عمد ، فيقع في المفاسد العظيمة.

    الثالث: أن يكون من أهل التقوى والصلاح .. فإن الفاسق الذي لا يتقى غضب الله جل جلاله ، كيف لا يخالفك عندما توصيه بالحق ؟.. فهو يدور مدار هواه ، ويتلون بألوان شتى بحسب اختلاف أغراضه ، والذي يشهد على هذا المدعى قوله تعالى : { فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا } . النجم/29..
    ومن آثار معاشرة الفاسق ، صيرورة المعاصي هينة في نظر من يصـاحبه ، أجارنا الله تعالى من ذلك.

    الرابع: أن لا يكون من أهل البدع ، إذ يُخاف من سريان البدعة إلى من يعاشره.. إضافة الى شمول اللعنة المتوجهة إلى مُجالسي أهل البدع كما روي عن الصادق (ع) : لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحد منهم . الكافي 2/375 .. وهذا خطر عظيم.
    الخامس :أن لا يكون حريصاً على الدنيا ، فإن مجالسته كالسم القاتل الذي يسري بمقتضى طبيعة الأشياء.

    ولعل إلى جميع ما ذكر يشير قول مولانا الصادق عليه السلام :
    إحذر أن تؤاخي من أرادك لطمع أو خوف أو أكل أو شرب ، واطلب مؤاخاة الأتقياء ولو في ظلمات الأرض ، وإن أفنيت عمرك في طلبهــم ، فإن الله لم يخلق بعد النبيين على وجه الأرض أفضل منهم ، ومــا أنعم الله على العبد بمثل ما أنعم الله به من التوفيق لصحبتهــم . البحار 71 /282 ، قال الله تعالى :
    {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}. القصص/19..
    فلو رأيت صديقاً متصفاً بهذه الصفات الحميدة ، فعليك أن لا تجهل قدره ، لئلا تُبتلى بفقده .

    وأما حقوق الصديق عليك فهي:
    اولا: الحقوق المالية : ولذلك مراتب :

    فالمرتبة الأولى - وهي أدنى المراتب - : أن تجعل أخاك بمثابة الخادم الذي لو احتاج إلى مال قدمته له قبل السؤال ، وإلا كنت مقصرا في حقه.

    والمرتبة الثانية : وهي أن تجعله بمنزلة نفسك ، فيكون شريكاً في مالك بالسوية.

    والمرتبة الثالثة : وهي أن تؤثره بما لديك ولو كنت محتاجاً إلى ما تؤثره به عليه.. ومن المعلوم أن أعلى درجات الإيثار هو الإيثار بالنفس ، كما فعله أمير المؤمنين (ع) ليلة المبيت.

    وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : لعشرون درهمـاً أعطيها أخي في الله ، أحب إليّ من مائة درهم أتصدق بها على المساكين.

    ثانيا :الحقوق البدنية وهي أن تسعى في قضاء حوائجه بميل ورغبة ، كما تسعى لقضاء حوائج نفسك بل أبلغ من ذلك ، وذلك قبل السؤال ، بلا منّة واستعلاء .

    ثالثا:الحقوق اللسانية وهي على أقسام:

    الاول: : أن تسكت عن عيوبه - سواء في حضوره أو في غيبته - فتتجاهله في أول أمره ، ثم ترفع عنه ذلك العيب برفق ولين ، مستعملاً أسلوب التدرج في الموعظة ، بحيث ينصرف عن ذلك العيب بنفسه ، ولا يبقى لديه ميل نفسي إليه.

    وعليك أن لا تكشف له سرا حتى لأخص أصدقائه ، فإن ذلك من علامات لؤم الطبيعة وخبث الباطن ، بل من الجهل والحماقة بمكان .. فقد روي عن علي (ع) : قلب الأحمق في فيــه ، ولسان العاقل في قلبه. البحار 1/159

    وعليك أن لا تقدح فيه وفي أولاده وأصدقائه ، بل ينبغي عدم نقل قدح الآخرين في حقه ، فإن ذلك من موجبات الأذى والجفاء .. بينما يحسن نقلك لمدح الآخرين له.
    وعليك أن تسكت عن كل مكروه في طبعه ، إلا إذا أذن الشارع في ذكره.. فعليك بإظهار ذلك المكروه ، لأن ذلك إحسان إليه ولو تأذَّى منه.

    وهنا ينبغي أن يقال : إن مما يعين الإنسان على عدم إفشائه لمعائب الآخرين ، هو الالتفات إلى عيوب نفسه وصعوبة إزالتها .. وعندئذ يقيس غيره على نفسه.
    ولو فرض أن هناك صديقٌ مُبرأٌ من كل عيب ، فتلك جوهرة في خـزانة السلطان محفوظة لديـه ، لا تنالها أيدي عامة خلقه ..

    فلنطلب ذلك الصديق الذي تغلب محاسنه على مساوئه ، لتكون تلك المحاسن باعثاً للشوق إلى التـأسي بها .. أما الخوض في المساوئ فهو من عادة المنافقين.
    وهذا الذي قلناه كله ، إنما هو في حفظ اللسان ، وأما حفظ القلب عن مساوئ الصديق فتلك وظيفة أخرى ، يقتضيها الحمل على الأحسن ، وذلك بالتحاشي عن سوء الظن به.. ولو لم يجد أي محملٍ حَسَنٍ لفعْله ، فعندئذ يحمله على السهو والنسيان..
    أما حمل الفعل على الفساد ، وما يلازمه من كشف أسرار العباد ، فهو مقتضى الحركة الناشئة من الحقد والحسد الباطنيين لامتلاء باطنه منهما ، فإذا سنحت الفرصة رشح الباطن إلى الظاهر.

    الثاني: : ترك المجادلة لأن الجدال طريق إلى إثارة نائرة الفتنة .. إضافة إلى مفاسد أخرى مترتبة عليه ، ذكرها الشهيد رحمه الله في آداب المتعلمين.

    الثالث: : إظهار حبك له ما أمكنك ذلك ، فإنه من أسباب تثبيت الاخوة .. كما يحسن بك أن تُفشي محامده في حضوره وفي غيبته ، مع أن الروايات نهت عن المدح في حضور الممدوح ، ولكن يحسن ذلك - في بعض الموارد - جلباً للمودة ، فالروايات محفوفة بقرائن تقيّّد إطلاقاتها والله العالم.

    الرابع: : الشكر على النعم الصادرة من ذلك الصديق.

    الخامس: : تعليمه ما جهله من علم ، مع مراعاة آداب التعليم ، ومن تلك الآداب أن لا ينتقص علماً يجهله .. فلا يحقّ للفقيه أن ينتقص الحكمة بدعوى أنها مشحونة بالشبّهات الباطلة.. كما لا يحقّ للحكيم أن ينتقص الفقه بدعوى أن فتاوى الحيض والنفاس لا ترتبط بالمعرفة الإلهية.. فلكل علم نفعه في دائرته الخاصة به ، إلا إذا ورد نهيٌ من الشارع عن تعلم ذلك العلم.
    وليحرص على أن يكون تعليمه لـه - فيما إذا رأى فيه طلبا لذلك العلم - في خفية عن أعين الجاهلين ، لئلا يلتفت الناس إلى جهله فتنتابه حالة من الخجل والاستحياء.. فالفارق بين الفضيحة والنصحية ، إنما هو في الإسرار والإعلان.

    واذا رأيت أنه يخفى عليك عيبه ، فلا تسع أنت لإظهاره .. وإذا رأيت فيه طبيعة غالبة بما لا يمكنه ترك تلك الطبيعة فالسكوت عنه أولى.. وإذا رأيت فيه تقصيراً في حقوقك عليه ، فعليك بالتحمل والتجاهل.. وإذا رأيت أن التقصير قد بلغ حداً يوجب قطع علقة الاخوة ، فعليك بالعتاب الجميل في الخفاء مستعملا لغة الكناية ، فإنها أبلغ من التصريح ، فإن النبي الاكرم (ص) إذا رأى تقصيراً في أمته كان يقول : ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا. الكافي 1/64

    والحاصل أن التحمل مهما أمكن أولى .. فإن الله تعالى أخفى رضاه في جفاء المخلوقين .
    هذا كله إذا لم يكن العيب فيه ، من قبيل الإصرار على المعاصي ، وإلا فقد قيل : انه يجب قطعه ، وذلك لأن الحبّ والبغض بينهما إنما كان لله تعالى ، والمُسبَّب يزول بزوال سببه ..

    ولكن هناك من يذهب إلى عدم القطع أيضاً ، لأن طبيعة العباد تستقيم تارة وتعوجّ أخرى ، وهو في حال اعوجاجه أحوج ما يكون إليك ، آخذا بيده ، مستنقذا إياه من مهاوى الرذيلة والهلاك ، وعندئد تحوز أجـر من أحيا نفساً .. فإن إحساســه بــذلة الوقوف بين يــدي الله تعالى - متأثراً بصحبتك - أمر عظيم.
    واعلم أن آية {يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم ناراً} . التحريم/6 .. تجرى في مثل هذه الموارد لتحقق درجة من درجات القرابة، فإنّ لُحمة الصداقة كلُحمة النسب لقول الصادق (ع):
    مودة يوم صلة ، ومودة شهر قرابة ، ومودة ســنة رحم ماسة ، من قطعها قطعه الله .

    فمن مجموع ما ذكر عُلم : أن مؤاخاة الفاسق أمر مرجوح ابتداء ، ولكنه راجح استدامة ، فهو من قبيل الطلاق بعد الزواج .. إذ أن ترك الزواج قد يكون راجحاً في أوله ، إلا أنه ينقلب إلى مرجوح بعد تحققه..
    وكتطبيق على لزوم تحمل الصديق لو تنزّل إلى هذه الرتبة ، ما نقل من أنه ابتُلى أحدهم بمرض العشق فقال لأخيه: أنت في حلٍّ من عقد الاخوة لما أنا فيه.
    فما كان منه إلا أن ترك الطعام والشراب ملتجأ الى الله تعالى ، متضرعا إليه في خلاص صاحبه من هذه البلية.. فاستُجيب له بعد أربعينيات عديدة.

    السادس: : الدعاء والزيارة والقيام بما أمكن من القربات نيابة عنه ، سواء كان ذلك في حياته أو بعد مماته.. فإن أثر ذلك عائد إليه ، كما ورد عن النبي (ص) - فيمن دعا لأخيه - أن المَلَك يقول له : ولك مثلُ ذلك. الوسائل 7/109..

    السابع: : الوفاء بعد الوفاة ، وذلك بالقيام بحوائج أهله وعياله واخوانه .. فقد كان رسول الله (ص) يكرم عجوزة كانت تأتيه أيام خديجة. شرح النهج 18/108..
    وليعلم أن من آثار الوفاء أيضا : أنه لو ارتفع شأنه في نفسه ، وعظُمت منزلته بين الخلق ، فإنه لا يترك سبيل التواضع مع صديقه في كل أحواله ..
    ومن آثاره أيضاً الجزع على فراقه .. فهذا الإمام السبط الحسن المجتبى (ع) كان يبكي عند الوفاة : لفراق الأحبة وهول المطَّلَع. الوسائل 11/ص131..

    الثامن: : أن لا يوقعه في الكلفة مهما أمكنه ذلك .. بل يكون القصد من محبته هو التبرك بدعائه ، والاستئناس من لقائه ، والاستعانة به على دينه ، والتقرب إليه تعالى بتحمل أعبائه وقضاء حوائجه ، وأمثال ذلك من الأمور المستحسنة شرعاً .

    ومن هنا قيل: أنه إذا وقعت الكلفة بطلت الإلفة .. فتلخص من مجموع هذه الكلمات أن الرجل كل الرجل : من غلب حياؤه شهوته ، ورأفته حسده ، وعفوه انتقامه..

  • #2
    ومن آداب الصحبة التي يجب مراعاتها:


    1- أن تكون الصحبة والأخوة في الله عز وجل.


    2- أن يكون الصاحب ذا خلق ودين، فقد قال : { المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل }.


    3- أن يكون الصاحب ذا عقل راجح.


    4- أن يكون عدلاً غير فاسق، متبعاً غير مبتدع.


    5- ومن آداب الصاحب: أن يستر عيوب صاحبه ولا ينشرها.


    6- أن ينصحه برفق ولين ومودة، ولا يغلظ عليه بالقول.


    7- أن يصبر عليه في النصيحة ولا ييأس من الإصلاح.


    8- أن يصبر على أذى صاحبه.


    9- أن يكون وفياً لصاحبه مهما كانت الظروف.


    10- أن يزوره في الله عز وجل لا لأجل مصلحة دنيوية.


    11- أن يسأل عليه إذا غاب، ويتفقد عياله إذا سافر.


    12- أن يعوده إذا مرض، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، وينصح له إذا استنصحه، ويشمته إذا عطس، ويتبعه إذا مات.


    13- أن ينشر محاسنه ويذكر فضائله.


    14- أن يحب له الخير كما يحبه لنفسه.


    15- أن يعلمه ما جهله من أمور دينه، ويرشده إلى ما فيه صلاح دينه ودنياه.


    16- أن يذبّ عنه ويردّ غيبته إذا تُكلم عليه في المجالس.


    17- أن ينصره ظالماً أو مظلوماً. ونصره ظالماً بكفه عن الظلم ومنعه منه.


    18- ألا يبخل عليه إذا احتاج إلى معونته، فالصديق وقت الضيق.


    19- أن يقضي حوائجه ويسعى في مصالحه، ويرضى من بره بالقليل.


    20- أن يؤثره على نفسه ويقدمه على غيره.


    21- أن يشاركه في أفراحه، ويواسيه في أحزانه وأتراحه.


    22- أن يكثر من الدعاء له بظهر الغيب.


    23- أن ينصفه من نفسه عند الاختلاف.


    24- ألا ينسى مودته، فالحرّ من راعى وداد لحظة.


    25- ألا يكثر عليه اللوم والعتاب.


    26- أن يلتمس له المعاذير ولا يلجئه إلى الاعتذار.


    وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع


    27- أن يقبل معاذيره إذا اعتذر.


    28- أن يرحب به عند زيارته، ويبش في وجهه، ويكرمه غاية الإكرام.


    29- أن يقدم له الهدايا، ولا ينساه من معروفه وبره.


    30- أن ينسى زلاته، ويتجاوز عن هفواته.


    31- ألا ينتظر منه مكافأة على حسن صنيعه.


    32- أن يُعلمه بمحبته له كما قال : { إذا أحب أحدكم أخاه فليُعلمه أنه يحبه} .


    33- ألا يعيّره بذنب فعله، ولا بجرم ارتكبه.


    34- أن يتواضع له ولا يتكبر عليه. قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء:215].


    35- ألا يكثر معه المُماراة والمجادلة، ولا يجعل ذلك سبيلاً لهجره وخصامه.


    36- ألا يسيء به الظن. قال : { إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث } .


    37- ألا يفشي له سراً، ولا يخلف معه وعداً، ولا يطيع فيه عدواً.


    38- أن يسارع في تهنئته وتبشير بالخير.


    39- ألا يحقر شيئاً من معروفه ولو كان قليلاً.

    40- أن يشجعه دائماً على التقدم والنجاح

    منقول .. منقول .. منقول ..

    تعليق


    • #3
      تحية طيبة مباركة..

      إذا ظفر الإنسان بمثل بصديق فقد حقق سعادته لأن الصديق الذي يراعي حقوق الصداقة يبلغ مبلغ الأخوة..

      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

      "للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله تعالى: إجلاله في عينيه، والود له في صدره،والمواساة له في ماله، وأن يحرم له في غيبته، وأن يعوده في مرضه، وأن يشيع جنازته، وأن لا يقول بعد الموت إلا خيراً "

      قال الإمام الصادق(عليه السلام)
      "الصداقة محدودة فمن لم يكن فيه تلك الحدود فلا تنسب إلى الكمال":
      أولها:
      أن تكون سريرته وعلانيته واحدة.
      والثانية:
      أن يرى زينك زينه وشينك شينه.
      والثالثة:
      لا يغيره مال ولا ولد
      والرابعة:
      أن لا يمسك شيئاً مما تصل إليه مقدرته

      والخامسة:
      أن لا يسلمك عند النكبات.


      دمتم موفقين

      في أمان الله


      منقووول

      تعليق


      • #4
        وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ

        ان الكثيرين يشتكون من رتابة الحياة اليومية الى حد الملل الشديد ، والسر فى ذلك ان متع الحياة الدنيا محدودة من جهة ، ومملولة من جهة اخرى .. ومهما بلغ سلطان الانسان فانه لا يمكنه تحقيق جميع آماله فى هذه الحياة ، التى يتنازع عليها الكثيرون .. وعليه فان الحل الاساسي يكمن فى ان نبحث عن معدن من اللذائذ المتنوعة والتى لا تبلى على مرور الايام وليس ذلك الا المتع المعنوية المتمثلة بكلمة واحدة : وهى مواجهة الروح لمبدأ كل فيض وسعادة فى هذا الوجود ، وحينئذ يرى الانسان الدنيا صغيرة جدا بكل متعها ولذائذها !!

        تعليق


        • #5
          قال الباقر (ع) : من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه ، نصره الله في الدنيا والآخرة ، ومن اغتيب عنده أخوه المؤمن ، فلم ينصره ولم يدفع عنه ، وهو يقدر على نصرته وعونه ، خفضه الله في الدنيا والآخرة. جواهر البحار

          تعليق


          • #6
            عندما يتأمل المتأمل في روايات المعصومين (ع) يجد أنهم يتطرقون إلى بعض الأمور بشيء من التأكيد ، يتجلى من خلال شدة التعبير وقوة التمثيل ، لردع أصحابها عن ارتكاب تلك الأمور ..فإننا نلاحظ غفلة معظم الخلق عن حقائق واضحة ، بها قوام سعادتهم في الدنيا والآخرة ، وعليه فإن التذكير بهذه الحقائق الجامعة بين الوضوح والمصيرية في حياة العباد ، يحتاج إلى شيء من العنف والشدّة لتحريك هذا الوجدان ، بما يوجب انقلاباً في النفس يوقظها بعد طول سبات ..ومن هذه الروايات المعبّـرة عن شدة تأذي أولياء الحق من طبيعة علاقة العباد بربهم ، ما ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : { ما أعرف أحداّ ، إلا وهو أحمق في ما بينه وبين ربه }البحار-ج78ص107.

            تعليق


            • #7
              وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ

              قد يغلب على البعض حالة المرح والدعابة المبالغ فيها ، فيظن البعض انهم فى درجة عالية من الصحة النفسية ، والحال انه لا تلازم بينهما .. فان البعض يحاول ان يغطى على مشاكله وذلك بالتظاهر امام الآخرين بمظهر الفرح والسرور بينما هو يعيش الغليان الباطنى فى داخله .. ان الحل الامثل للفرح الواقعى هو ان يسعى الانسان فى ان يصل الى درجة اليقين بان الله تعالى راض عنه ، وحيئنذ لا يخشى ان يداهمه الموت فى اى وقت ، بل ان سيكون سعيدا بلقاء الحبيب اورايت حبيبا يكره لقاء حبيبه ؟!

              تعليق


              • #8
                وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ

                بستفاد من مضمون بعض الروايات : ان الضيف اذا نزل بالانسان فعليه ببذل الموجود من دون تكلف فانه خير الجود . ولكن اذا دعا احدنا الضيف الى داره ، فعليه ان يتفنن فى اكرامه .. وهنا نقول ان الفرق بين ليلة الجمعة وغيرها من الليالى ، هو ان الله تعالى دعانا دعوة خاصة لمائدته الكريمة .. وحاشا ان يدعو الكريم شخصا الى فنائه ثم يحاسبه على هفواته بحقه مهما كانت كبيرة ، فهذا مما لم نعهده عند كرماء الدنيا فكيف باكرم الاكرمين وارحم الراحمين ؟!!

                تعليق


                • #9
                  لا ينبغي للمؤمن أن يختار لنفسه المسلك المحببّ إلى نفسه حتى في مجال الطاعة والعبادة ، فمن يرتاح ( للخلوة ) يميل عادة للطاعات الفردية المنسجمة ( مع الاعتزال ) ، ومن يرتاح ( للخلق ) يميل للطاعات الاجتماعية الموجبة للأنس ( بالمخلوقين ) ..بل المتعين على المستأنس برضا الرب ، أن ينظر في كل مرحلة من حياته ، إلى ( طبيعة ) العبادة التي يريدها المولى تعالى منه ، فترى النبي (ص) عاكفا على العبادة والخلوة في غار حراء ، وعلى دعوة الناس إلى الحق في مكة ، وعلى خوض غمار الحروب في المدينة تارة أخرى ، وهكذا الأمر في الأوصياء من بعده .

                  تعليق


                  • #10
                    قال النبي (ص) : ما عمل امرؤا عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاح بين الناس ، يقول خيراً ويُنمي خيرا.

                    تعليق


                    • #11
                      سلام الله عليك عزيزي

                      حقا ما اجملها من كلمات ، وما اسـماها من عبارات اذا المرء يوما اخذ بها واعتبر سترتقي به نفسـه الانسانية الى اعلى مراتب السـمو والخلق القويم ..فقد قيل قديما ( الصـديق من صــدّقك )

                      احسنت عزيزي والى مزيد من التالق ان شاء الله
                      وكل عام وانت بالف خير / اختك نهر العلقم

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة نهر_ العلقم
                        سلام الله عليك عزيزي

                        حقا ما اجملها من كلمات ، وما اسـماها من عبارات اذا المرء يوما اخذ بها واعتبر سترتقي به نفسـه الانسانية الى اعلى مراتب السـمو والخلق القويم ..فقد قيل قديما ( الصـديق من صــدّقك )

                        احسنت عزيزي والى مزيد من التالق ان شاء الله
                        وكل عام وانت بالف خير / اختك نهر العلقم
                        ------
                        تحياتي لكم عزيزي و ان الله مع المحسنين


                        وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ

                        ان الكثير من العباد ممن يعول على عالم المنام والرؤيا ، وكانها كاشفة عن عالم الغيب دائما ، والحال انه لا يفيد فى احسن الاحوال الا الظن .. وليس من المنطق فى شيء ان يبنى المؤمن اموره على مثل ذلك ، وخاصة اذا صار سببا لسوء ظن ، او تشويش بال ، او أخذ قرار غير مدروس !!

                        تعليق


                        • #13
                          الهوة بين المادة والمعنى
                          إن هذه الهوة العميقة القائمة بين عالم المادة والمعنى ، يجعل الجمع بينهما من أصعب الأمور ..فإذا توجّه العبد إلى أحدهما غاب الآخر عن قلبه ، ومن هنا عُـبّر عنهما ( بالضرتين ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كما ورد في الخبر: { مَـَثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان ، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى }البحار-ج73ص120..وهذه هي الأزمة الكبرى للسائرين في أول طريق العبودية ، بل إن أصحاب النبي (ص) اشتكوا أيضا من تبدل حالاتهم بالقول: { إذا دخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك ، فأجابهم النبي (ص) :لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها ، وانتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء }البحار-ج70ص56..والحل الجامع لهذه المفارقة أن ( يتجلّى ) الحضور الإلهي عند العبد إلى درجة قريبة من حضور المحسوسات عنده ، ثم ( تنمية ) هذا الحضور أكثر فأكثر، إلى مرحلة ( اندكاك ) حضور المحسوسات لديه في ذلك الحضور المقدس ..فيؤول الأمر إلى أن لا يرى إلا لونا واحدا في عالم الوجود ، فيكون كمن مسح لونا باهتا بآخر فاقعٍ ، فلا يكون البريق الخاطف للأنظار إلا للثاني الناسخ لما قبله ..وهذه هي الحالة التي يعكسها مضمون ما روي عن أمير المؤمنين (ع): { ما رأيت شيئا ، إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه }.

                          تعليق


                          • #14
                            حاول! ان تتفقد من حولك من الاقران والارحام ، ومن بعد ذلك حاول ان ترى من يحتاج الى مساعدتك منهم .. فليس من الانصاف ان نتخذ الاصدقاء الة لقضاء حوائجنا فحسب ، وانما اللازم ان نكون آلة لقضاء حوائجهم ، فان المؤمن حريص على ان يكون يده هي العليا على اخيه المؤمن !!

                            تعليق


                            • #15
                              تمني الخلاص

                              إن الذي ( يتمنىّ ) الحياة خارج السجن ، لابد وأن ( يعمل ) ما يوجب له الخروج من السجن ..فإن مجرد ( معرفته ) بما هو فيه لا توجب له ( الخلاص ) ، وإن كانت هذه المعرفة - في حد ذاتها - من معدات الخلاص ، وهذا خلافا للجاهل بحقيقة مسجونيته ، وذلك كمن يولد في السجن ، فلا يكاد يصدق بمكان أرحب منه ..وعليه فإن المؤمن العالم بحقيقة الدنيا وضيقها ، يسعى جاهدا للخروج منها بروحه ، وإن بقي فيها ببدنه ، مصداقا لقوله (ع): { صحبوا الدنيا بأبدان ، أرواحها معلقة بالمحل الأعلى }..ومن المعلوم أن هذا الإحساس يجعل صاحبه يعيش عوالم رحبة وإن ضاقت به الأرض ، إذ كيف تضيق الأرض بمن يعيش بروحه في الملأ الأعلى ؟!..ومن هنا يعلم أيضاً السر في أن المؤمن لا تنتابه حالات الانهيار التي تصيب أهل اللذائذ ، وإن كان في أشق الظروف وأمرّها .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X