بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأطهرين
واللعنة الدائمة و الوبيلة السرمدية على أعدائهم و ظالميهم , أعداء الله و رسوله أجمعين إلى قيام يوم الدين .
أما بعد :
أكرر هذه المشاركة , تصحيحا لبعض الأخطاء المطبعية
مع الإعتذار الشديد لقرآء الكرام
أشكر إخواني و أساتذتي الأحباء عبدالمؤمن , مالك , و الراجي و المنتصر بالله على ما تفضلوا به
و كما أن سأقدم إعتذاري لزميلنا الكريم عبدالعزيز على تأخيري بالرد عليه
الرد سيكون على نقاط . :
الأول :
إنني حينما كنت أبحث في هذا الموضوع وجدت بأن هنالك من العلماء المعتبرين عند أهل السنة و الجماعة كأمثال علامتهم إبن حجر , يقول أو يؤيد بأن لفظ الأب حقيقة يجاز أن يطلق على العم , ولكن الكتاب الذي قرأت فيه هذا المطلب و الذي كتبه شخص سني , لم يذكر المصدر و لكني سأبحث عنه إن شاء الله تعالى
ثانيا
الكلام الذي أتيت به في مشاركتي رقم 105
التي أنت رددت عليها بمشاركتك رقم 110
هذا الكلام كان في سياق المحاججة التي دارت بين إبراهيم عليه السلام و آزر و قومه
والتي بدأت ب إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)
و إنهت بالبراءة و الهجرة الفعلية لأبراهيم عليه السلام عن آزر و قومه الكافرين , بقوله جل و علا
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا
(50) سورة مريم الشريفة
ثم قلت يا عبدالعزيز في مشاركتك هذه
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§
§§§§§§ فقد بينت أن التبرأ لم يكن عند الهجرة أي بعد المكيدة لهذه الآيات
(( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم
فهو قد وعد أباه بالاستغفار حينما أراد الهجرة.
أما هذه الآيات
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
فهذه الآية تبرأ من الأصنام وليس من أبيه
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة المباركة
كما قلت سابقا....أوقف الاستغفار له لما مات على كفره وهذه هي الحالة التي تتبين فيها أنه من أهل النار
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) سورة الممتحنة المباركة
فهذه الآية تدعم موقفي حيث أن استغفار إبراهيم لأبيه مستثنى من التبرأ
ووقف الاستغفار تم عند موت أبيه.
أرجو أن تفهم ما أكتب أيضا حتى لا نبقى ندور في حلقة مفرغة
لذلك فأبيه في الآيات هو أبوه حقيقة...
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""
أقول خصوص ما إستشكلت علي في أقوالك
( (( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم
فهو قد وعد أباه بالاستغفار حينما أراد الهجرة. )
و
(( أما هذه الآيات
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
فهذه الآية تبرأ من الأصنام وليس من أبيه
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة المباركة
كما قلت سابقا....أوقف الاستغفار له لما مات على كفره وهذه هي الحالة التي تتبين فيها أنه من أهل النار
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) سورة الممتحنة المباركة
فهذه الآية تدعم موقفي حيث أن استغفار إبراهيم لأبيه مستثنى من التبرأ
ووقف الاستغفار تم عند موت أبيه. ))
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""
جوابا على ما تفضلت به نقول و لله الحمد
إبتداءا نضع الآيات في الفقرة الأولى في سياقها لكي تتوضح المعنى و الإطار الحادثة
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً (50) سورة مريم الشريفة
في آيات الأوائل نرى محادثة ثنائية, فكان إبراهيم على نبينا و آله و عليه السلام يدعوا آزر إلى التوحيد و الهداية عملا ب ( و أنذر عشيرتك الأقربين )
أما في هذه الآية كما بينت سياقها في مشاركتي رقم 105
فإن إبراهيم على نبينا و آله و عليه السلام يدعوا آزر و قومه أجمعون
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)
مما يشير إلى إختلاف المو قفين , و الموقف الأول سابق ( الدعوة الفردية ) للموقف الثاني ( الدعوة الجمعية )
و قد أخبر إبراهيم على نبينا و آله و عليه السلام آزرا بأنه سيعتزلهم و وعده بالإستغفار بقوله
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة المباركة
ملاحظة مهمة للغاية :
في الموقف الأول إخبار بعزم إبراهيم على الإعتزال ( آيات 41 ـ 50 سورة مريم الشريفة )
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم
و لكن في الموقف الثاني ( آيات 51 -- 72 سورة الأنبياء الكريمة ) إخبار بالهجرة الفعلية و البراءة من أعداء الله الكافرين و المشركين
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
من كل هذا نستنتج أن إبراهيم عليه السلام كان له أمل في هداية آزر في موقف الأول ولذلك وعده بالإستغفار قائلا له قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم و لكن بعد تدبير المكيدة له من قبل آزر و قومه تبين له ضلالهم و عداوتهم فتبراء منهم و هاجرعنهم قائلا لهم وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
فهاجر عنهم
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
ملاحظة قيمة جدا :
في موقف الأول كانت الآية الشرفة هذه من سورة مريم الشريفة
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) نرى هنا إخباره بالعزم على الرحيل و الهجرة عن آزر و قومه الكافرين
و بعدها مباشرة في الآية التالية
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)
إخبار بالهجرة الفعلية و رزق الله لإبراهيم عليه السلام بوهبه جل و على ذرية له
وما أنا ذكرته قبل قليل هو نفس الإخبار بالهجرة الفعلية في الموقف الثاني ( آيات 51 -- 72 سورة الأنبياء الكريمة ) بقوله عز و جل
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
هل رأيت , إن الإخبار بدعوة إبراهيم عليه السلام التوحيدية لآزر و توعيده إياه بالإستغفار كان قبل الهجرة , ;ولكن بعد تدبير المكيدة له عليه السلام من قبل آزر و قومه و إظهار عداوتهم له عقب الدعوة الجمعية , فأعلن عليه السلام البراءة من آزر و قومه و أوقف الإستغفار لآزر لأنه عدوالله الكافر , الذي قد تبرئ منه إبراهيم عليه السلام بعدما تبين له عداوته , بقوله عليه السلام
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة المباركة
فهاجر عنهم و عن آزر
فرزقه الله ذرية له عليه السلام
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا
(50) سورة مريم الشريفة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
و إستغفر لوالداه الكريمان المؤمنان في الكبر كما ترى في هذه الآيات الكريمة جلية
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) ابراهيم
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) سورة التوبة المباركة
ملاحظة مهمة جدا :
عرفنا مما تقدم سبق موقف الأول و تحديدا ( آيات 41 ـ 47 سورة مريم الشريفة ) على الموقف ثاني ( آيات 51 -- 72 سورة الأنبياء الكريمة )
و بذلك يتضح
ترتيب الأحداث
أولا
دعوة إبراهيم عليه السلام حينما كان شابا فتيا , لآزر بشكل إنفرادي
( و أنذر عشيرتك الأقربين )
و إخباره بالعزم على الهجرة
ثانيا
دعوة إبراهيم عليه السلام حينما كان شابا فتيا , لآزر و قومه بشكل جماعي
ثالثا
تدبير مكيدة من قبل آزر و قومه لإبراهيم بحرقه في النار
رابعا
نجاة إبراهيم من تلك المكيدة بمعجزة إلهية
خامسا
إعلان براءة إبراهيم من آزر و قومه الكافرين و المشركين لما تبين له عداوتهم
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
سادسا
هجرته عنهم و هو شاب فتي مع لوط على نبينا وآله و عليهما السلام , عن آزر و قومه الكافرين و المشركين ,
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة أنبياء الكريمة
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) سورة مريم الشريفة
سابعا
رزق الله لإبراهيم على نبينا وآله و عليه السلام بوهبه إياه ذرية في الكبر
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)
سورة مريم الشريفة
ثامنا
شكر إبراهيم لرحمن الله عزوجل , و طلبه من رب العالمين المغفرة له و لوالديه و هم في الكبر
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)
سورة إبراهيم المباركة
لاحظ هنا أن إبراهيم قبل الهجرة أوقف الإستغفار لآزر بإعلان برائته عليه السلام منه و من قومه الكافرين المشركين بعد أن تبين له عداوتهم , فهاجر عنهم و هو شاب فتي , فعندما صار شيخا كبيرا رزقه الله ذرية طيبة فشكر الله و إستغفر لوالديه , في حين أنه كان منهي من قبل الله عز و جل أن يستغفر نبي لمشرك كافر , و النبي لا يفعل أمر نهاه الله عز وجل عن فعله , مما يدل على أن والداه كانا مؤمنان موحدان , و الحمد لله رب العالمين . و أخيرا يا عبدالعزيز إن لم يقنعك هذا , فأقول لك أطلب فإن لدينا المزيد و لا نخاف في الحق لومة لائم .
و من الله التوفيق
الذي يجب أن يشار إليه
إن موقف الأول على قسمين
الف : قسم إبراهيم عليه السلام يدعوا آزر دعوة إنفراديا و توعيده بالإستغفار و إخباره بالهجرة و أنه عازم عليها
( آيات 41 ـ 47 سورة مريم الشريفة )
و
ب : إخبار بالهجرة الفعلية لإبراهيم حين كان شابا فتيا
( آيات 49 ـ 50 سورة مريم الشريفة )
مجموع موقف الأول ( ( آيات 41 ـ50 سورة مريم الشريفة )
و الموقف الثاني : ( آيات 51 -- 72 سورة الأنبياء الكريمة )
مع تكرار الإعتذار لكم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأطهرين
واللعنة الدائمة و الوبيلة السرمدية على أعدائهم و ظالميهم , أعداء الله و رسوله أجمعين إلى قيام يوم الدين .
أما بعد :
أكرر هذه المشاركة , تصحيحا لبعض الأخطاء المطبعية
مع الإعتذار الشديد لقرآء الكرام
أشكر إخواني و أساتذتي الأحباء عبدالمؤمن , مالك , و الراجي و المنتصر بالله على ما تفضلوا به
و كما أن سأقدم إعتذاري لزميلنا الكريم عبدالعزيز على تأخيري بالرد عليه
الرد سيكون على نقاط . :
الأول :
إنني حينما كنت أبحث في هذا الموضوع وجدت بأن هنالك من العلماء المعتبرين عند أهل السنة و الجماعة كأمثال علامتهم إبن حجر , يقول أو يؤيد بأن لفظ الأب حقيقة يجاز أن يطلق على العم , ولكن الكتاب الذي قرأت فيه هذا المطلب و الذي كتبه شخص سني , لم يذكر المصدر و لكني سأبحث عنه إن شاء الله تعالى
ثانيا
الكلام الذي أتيت به في مشاركتي رقم 105
التي أنت رددت عليها بمشاركتك رقم 110
هذا الكلام كان في سياق المحاججة التي دارت بين إبراهيم عليه السلام و آزر و قومه
والتي بدأت ب إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)
و إنهت بالبراءة و الهجرة الفعلية لأبراهيم عليه السلام عن آزر و قومه الكافرين , بقوله جل و علا
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا
(50) سورة مريم الشريفة
ثم قلت يا عبدالعزيز في مشاركتك هذه
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§
§§§§§§ فقد بينت أن التبرأ لم يكن عند الهجرة أي بعد المكيدة لهذه الآيات
(( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم
فهو قد وعد أباه بالاستغفار حينما أراد الهجرة.
أما هذه الآيات
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
فهذه الآية تبرأ من الأصنام وليس من أبيه
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة المباركة
كما قلت سابقا....أوقف الاستغفار له لما مات على كفره وهذه هي الحالة التي تتبين فيها أنه من أهل النار
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) سورة الممتحنة المباركة
فهذه الآية تدعم موقفي حيث أن استغفار إبراهيم لأبيه مستثنى من التبرأ
ووقف الاستغفار تم عند موت أبيه.
أرجو أن تفهم ما أكتب أيضا حتى لا نبقى ندور في حلقة مفرغة
لذلك فأبيه في الآيات هو أبوه حقيقة...
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""
أقول خصوص ما إستشكلت علي في أقوالك
( (( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم
فهو قد وعد أباه بالاستغفار حينما أراد الهجرة. )
و
(( أما هذه الآيات
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
فهذه الآية تبرأ من الأصنام وليس من أبيه
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة المباركة
كما قلت سابقا....أوقف الاستغفار له لما مات على كفره وهذه هي الحالة التي تتبين فيها أنه من أهل النار
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) سورة الممتحنة المباركة
فهذه الآية تدعم موقفي حيث أن استغفار إبراهيم لأبيه مستثنى من التبرأ
ووقف الاستغفار تم عند موت أبيه. ))
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""
جوابا على ما تفضلت به نقول و لله الحمد
إبتداءا نضع الآيات في الفقرة الأولى في سياقها لكي تتوضح المعنى و الإطار الحادثة
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً (50) سورة مريم الشريفة
في آيات الأوائل نرى محادثة ثنائية, فكان إبراهيم على نبينا و آله و عليه السلام يدعوا آزر إلى التوحيد و الهداية عملا ب ( و أنذر عشيرتك الأقربين )
أما في هذه الآية كما بينت سياقها في مشاركتي رقم 105
فإن إبراهيم على نبينا و آله و عليه السلام يدعوا آزر و قومه أجمعون
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)
مما يشير إلى إختلاف المو قفين , و الموقف الأول سابق ( الدعوة الفردية ) للموقف الثاني ( الدعوة الجمعية )
و قد أخبر إبراهيم على نبينا و آله و عليه السلام آزرا بأنه سيعتزلهم و وعده بالإستغفار بقوله
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة المباركة
ملاحظة مهمة للغاية :
في الموقف الأول إخبار بعزم إبراهيم على الإعتزال ( آيات 41 ـ 50 سورة مريم الشريفة )
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم
و لكن في الموقف الثاني ( آيات 51 -- 72 سورة الأنبياء الكريمة ) إخبار بالهجرة الفعلية و البراءة من أعداء الله الكافرين و المشركين
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
من كل هذا نستنتج أن إبراهيم عليه السلام كان له أمل في هداية آزر في موقف الأول ولذلك وعده بالإستغفار قائلا له قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) ) سورة مريم و لكن بعد تدبير المكيدة له من قبل آزر و قومه تبين له ضلالهم و عداوتهم فتبراء منهم و هاجرعنهم قائلا لهم وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
فهاجر عنهم
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
ملاحظة قيمة جدا :
في موقف الأول كانت الآية الشرفة هذه من سورة مريم الشريفة
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) نرى هنا إخباره بالعزم على الرحيل و الهجرة عن آزر و قومه الكافرين
و بعدها مباشرة في الآية التالية
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)
إخبار بالهجرة الفعلية و رزق الله لإبراهيم عليه السلام بوهبه جل و على ذرية له
وما أنا ذكرته قبل قليل هو نفس الإخبار بالهجرة الفعلية في الموقف الثاني ( آيات 51 -- 72 سورة الأنبياء الكريمة ) بقوله عز و جل
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
هل رأيت , إن الإخبار بدعوة إبراهيم عليه السلام التوحيدية لآزر و توعيده إياه بالإستغفار كان قبل الهجرة , ;ولكن بعد تدبير المكيدة له عليه السلام من قبل آزر و قومه و إظهار عداوتهم له عقب الدعوة الجمعية , فأعلن عليه السلام البراءة من آزر و قومه و أوقف الإستغفار لآزر لأنه عدوالله الكافر , الذي قد تبرئ منه إبراهيم عليه السلام بعدما تبين له عداوته , بقوله عليه السلام
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) سورة التوبة المباركة
فهاجر عنهم و عن آزر
فرزقه الله ذرية له عليه السلام
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا
(50) سورة مريم الشريفة
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
و إستغفر لوالداه الكريمان المؤمنان في الكبر كما ترى في هذه الآيات الكريمة جلية
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) ابراهيم
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) سورة التوبة المباركة
ملاحظة مهمة جدا :
عرفنا مما تقدم سبق موقف الأول و تحديدا ( آيات 41 ـ 47 سورة مريم الشريفة ) على الموقف ثاني ( آيات 51 -- 72 سورة الأنبياء الكريمة )
و بذلك يتضح
ترتيب الأحداث
أولا
دعوة إبراهيم عليه السلام حينما كان شابا فتيا , لآزر بشكل إنفرادي
( و أنذر عشيرتك الأقربين )
و إخباره بالعزم على الهجرة
ثانيا
دعوة إبراهيم عليه السلام حينما كان شابا فتيا , لآزر و قومه بشكل جماعي
ثالثا
تدبير مكيدة من قبل آزر و قومه لإبراهيم بحرقه في النار
رابعا
نجاة إبراهيم من تلك المكيدة بمعجزة إلهية
خامسا
إعلان براءة إبراهيم من آزر و قومه الكافرين و المشركين لما تبين له عداوتهم
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) سورة الزخرف .المباركة
سادسا
هجرته عنهم و هو شاب فتي مع لوط على نبينا وآله و عليهما السلام , عن آزر و قومه الكافرين و المشركين ,
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) سورة أنبياء الكريمة
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) سورة مريم الشريفة
سابعا
رزق الله لإبراهيم على نبينا وآله و عليه السلام بوهبه إياه ذرية في الكبر
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) سورة الأنبياء المباركة
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)
سورة مريم الشريفة
ثامنا
شكر إبراهيم لرحمن الله عزوجل , و طلبه من رب العالمين المغفرة له و لوالديه و هم في الكبر
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)
سورة إبراهيم المباركة
لاحظ هنا أن إبراهيم قبل الهجرة أوقف الإستغفار لآزر بإعلان برائته عليه السلام منه و من قومه الكافرين المشركين بعد أن تبين له عداوتهم , فهاجر عنهم و هو شاب فتي , فعندما صار شيخا كبيرا رزقه الله ذرية طيبة فشكر الله و إستغفر لوالديه , في حين أنه كان منهي من قبل الله عز و جل أن يستغفر نبي لمشرك كافر , و النبي لا يفعل أمر نهاه الله عز وجل عن فعله , مما يدل على أن والداه كانا مؤمنان موحدان , و الحمد لله رب العالمين . و أخيرا يا عبدالعزيز إن لم يقنعك هذا , فأقول لك أطلب فإن لدينا المزيد و لا نخاف في الحق لومة لائم .
و من الله التوفيق
الذي يجب أن يشار إليه
إن موقف الأول على قسمين
الف : قسم إبراهيم عليه السلام يدعوا آزر دعوة إنفراديا و توعيده بالإستغفار و إخباره بالهجرة و أنه عازم عليها
( آيات 41 ـ 47 سورة مريم الشريفة )
و
ب : إخبار بالهجرة الفعلية لإبراهيم حين كان شابا فتيا
( آيات 49 ـ 50 سورة مريم الشريفة )
مجموع موقف الأول ( ( آيات 41 ـ50 سورة مريم الشريفة )
و الموقف الثاني : ( آيات 51 -- 72 سورة الأنبياء الكريمة )
مع تكرار الإعتذار لكم
تعليق