بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكمعزيزي المنتصر :
أنت أردت أن تثبت إيمان أبي بكر بشيئ صريح وأدلة دامغة كما قُلتَ ولكنني لحد الان لم أجد دليلا واحد يدل على إيمان أبي بكر بن أبي قحافة لأسباب كثيرة منها:
1- حديث الحوض
مسند الإمام أحمد. الإصدار 2.04 - للإمام أحمد ابن حنبل
المجلد الثالث. >> مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
-ليردن الحوض عليَّ رجال حتى إذا رأيتهم رفعوا إلي فاختلجوا دوني فلأقولن يا رب أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
من هذا الحديث من الصعب علينا أن نعرف من المستثنى من الردة في الحديث السابق ولكن في الحديثين القادمين سنعلم من هو المستثنى من الردة:
موطأ مالك ج: 2 ص: 461
987 وحدثني عن مالك عنأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أنه بلغه ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللشهداء أحد هؤلاء اشهد عليهم فقال أبو بكر الصديق ألسنا يا رسول الله بإخوانهمأسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى ولكنلا أدري ما تحدثون بعدي فبكى أبو بكر ثم بكى ثم قال أإنا لكائنون بعدك
إذا أبو بكر لم يستثنى من الردة لقول رسول الله صلى الله عليه وا له وسلم لأبوبكر لا أدري ما تحدثون بعدي. الحديث التالي يبين لنا من هو المستثنى من الردة.
كنز العمال الإصدار 2.01 - للمتقي الهندي
المجلد الأول >> الباب الثاني في الاعتصام بالكتاب والسنة
957 - إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون قالوا نصحت قال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث بعد الموت حق قالوا نشهد قال وأنا أشهد معكم ألا هل تسمعون فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون علي الحوض وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قالوا وما الثقلان يا رسول الله قال كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا والآخر عترتي وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما. فتهلكوا ولا تعلوهم فإنهم أعلم منكم من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
فالمستثنى من الردة هي العترة الطاهرة لأنهم لن يفترقوا عن القرآن الكريم.
فجميع ما ذكرته لنا من أشياء تدعي أنها أدلة دامغة في إيمان ابي بكر قد فندناها بحديث واحد.
أما بالنسبة لقولك:
(1) الله تعالى عاتب المسلمين على تقاعسهم في النصرة ..والوحيدالذي خرج من هذا العتاب هو ابو بكر الصديق..وهذه منقبة لم تثبت لغيره
فأقول:
قال عز وجل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ {38} إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {39} إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {40}
لا أدري يا عزيزي المنتصر من أين فهمت أن الله عز وجل أخرج أبا بكر من هذا العتاب؟
الوحيد الذي خرج من هذا العتاب الإلهي هو علي بن أبي طالب سلام الله عليه لان الرسول صلى الله عليه واله وسلم خلفه في حملة تبوك ليكون خليفته على المدينة وقال له "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وانت خليفتي" (بما معناه)
الله عز وجل يقول: إلا تنصروه (أيها الصحابة وكان فيهم أبا بكر وعمر وعثمان ووووو) فقد نصره الله (أي الوحيد الذي نصر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو الله عز وجل) إذ أخرجه (أخرجوا الرسول صلى الله عليه واله وسلم) الذين كفروا (لوحده).
فلا أدري كيف استثنيت أبا بكر من العتاب الإلهي.
على كل حال:
قولك:
(2) الرسول صلى الله عليه وسلمقبل بصحبة ابي بكر وكان بإمكانه انيرفض..وهذا يدل علىالاختيار ...والانسان العاقل لايختار رفيق سفر يتميز بالخبث و النفاق
أقول:
يا عزيزي أثبت أن رسول الله صلى الله عليه واله و سلم اختار أبا بكر ليصطحبه معه؟
القرآن والاحاديث تؤكدان ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم خرج منفردا من مكة بإتجاه غار ثور ولحق به أبو بكر بعد ذلك.
والدليل:
مسند الإمام أحمد. الإصدار 2.04 - للإمام أحمد ابن حنبل
المجلد الأول. >> مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو بلج حدثنا عمرو بن ميمون قال:
-إني لجالس الى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال: فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله قال: فاستشرف لها من استشرف قال: أين علي قال: هو في الرحل يطحن قال: وما كان أحدكم ليطحن قال: فجاءه وهو أرمد لا يكاد يبصر قال: فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها اياه فجاء بصفية بنت حيي قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه قال: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه قال: وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة قال: وعلي معه جالس فأبوا فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة قال: إنت وليي في الدنيا والآخرة قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة فقال: إنت وليي في الدنيا والآخرة قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر وعلي نائم قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله قال: فقال: يا نبي الله قال: فقال له علي: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتىأصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم كان صاحبك نراميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك قال: فقال له علي: أخرج معك قال: فقال له نبي الله: لا فبكى علي فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي قال: وقال له رسول الله: أنت وليي في كل مؤمن بعدي وقال: سدوا أبواب المسجد غير باب علي فقال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره قال: وقال من كنت مولاه فإن مولاه علي قال: وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد قال: وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه قال: أوكنت فاعلا وما يدريك لعل الله قد اطلع الى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم.
وبناءا عليه فإن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لم يختر أبا بكر ليهاجر معه بل إن الاخير قد لحق برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وبناءا عليه كل الفضائل التي وضعت لأبو بكر وعائلة أبو بكر في تجهيز رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتقديم الدليل وشراء الرواحل كلها أحاديث باطلة.
عندما تفند ما أوردته هنا نكمل الباقي إن شاء الله.
تعليق