إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الجمري تفضل .... حول منزلة الإئمة أعلى من منزلة الأنبياء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث الطير

    رواة حديث الطير وأسانيدهنبدأ بأسماء الصحابة الذين وصلتنا رواياتهم لهذا الحديث الشريف وهم:

    أولاً:
    علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويوجد حديثه عند ابن عساكر(1) ، وغيره من كبار المحدّثين، وأشار إليه الحاكم النيسابوري في المستدرك(2) .

    ثانياً:
    سعد بن أبي وقّاص، وحديثه يوجد في حلية الاولياء(3) لابي نعيم الاصفهاني.

    ____________
    (1) ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق 2/106 رقم 613 ـ مؤسسة المحمودي ـ دار التعارف ـ بيروت.
    (2) المستدرك 3/130 ـ 131.
    (3) حلية الاولياء 4 / 356.


    ثالثاً:

    أبو سعيد الخدري، وحديثه يوجد في تاريخ ابن كثير(1) ، وغيره، وأشار إليه الحاكم في المستدرك(2) .


    رابعاً:

    أبو رافع، وحديثه يوجد عند ابن كثير(3) .


    خامساً:

    أبو الطفيل، وأخرج حديثه ابن عقدة، والحاكم النيسابوري(4) ، وغيرهما.


    سادساً:

    جابر بن عبدالله الانصاري، ويوجد حديثه عند ابن عساكر، وابن كثير(5) .


    سابعاً:

    حبشي بن جنادة، ويوجد حديثه عند ابن كثير(6) .


    ثامناً:

    يعلى بن مرّة، ويوجد حديثه عند الخطيب البغدادي، وابن كثير(7) .


    تاسعاً:

    عبدالله بن عباس، وحديثه عند الطبراني(8) .



    ____________

    (1) البداية والنهاية 7 / 354.

    (2) المستدرك 3/131.

    (3) البداية والنهاية 7 / 354.

    (4) أنظر: كفاية الطالب للحافظ الكنجي: 368.

    (5) ترجمة الامام علي (عليه السلام) لابن عساكر 2/105 رقم 612.

    (6) البداية والنهاية 7 / 354.

    (7) تاريخ بغداد 11/376 ـ دار الكتب العربي ـ بيروت.

    (8) المعجم الكبير 10/343 رقم 10667.

    عاشراً:

    سفينة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويوجد حديثه عند أبي يعلى الموصلي(1) ، وأشار إليه الحاكم النيسابوري(2) .


    الحادي عشر:

    عمرو بن العاص، ويوجد حديثه في كتاب له إلى معاوية بن أبي سفيان، روى ذلك الكتاب الخطيب الخوارزمي في كتاب المناقب(3) .


    الثاني عشر:

    أنس بن مالك، وهو المشهور برواية هذا الحديث، لانّه صاحب القصّة.

    وهذا الحديث الشريف وارد من طرق أصحابنا، عن الائمّة الاطهار (عليهم السلام)، وعن بعض الاصحاب، حتّى أنّ أبا الشيخ الحافظ الاصفهاني روى هذا الحديث عن الامامين الباقر والصادق (عليهما السلام) في كتابه، وهو من كبار حفّاظ أهل السنّة.

    فهؤلاء رواة هذا الحديث من الصحابة.

    وأمّا رواته من التابعين، فإنّ التابعين الرواة لهذا الحديث عن أنس بن مالك فقط يبلغون حدود التسعين رجلاً.

    ورواه من أئمّة المذاهب:

    1 ـ أبو حنيفة.



    ____________

    (1 و 2) وفي ترجمة الامام علي (عليه السلام) لابن عساكر 2/133 رقم 643.

    (3) المناقب: 200 ـ مؤسسة النشر الاسلامي لجماعة المدرسين ـ قم ـ 1411 هـ.


    2 ـ أحمد بن حنبل.3 ـ مالك بن أنس.
    4 ـ الامام الاوزاعي، ذلك الفقيه الكبير الذي كان يعدّ مذهبه مذهباً مستقلاً من بين المذاهب، إلى أن حصروا المذاهب في الاربعة المشهورة.
    ومن رواته جماعة كبيرة من مشايخ البخاري ومسلم.
    وكثير من رواته من رجال الصحاح الستّة عند أهل السنّة.
    ولنذكر أسماء أشهر مشاهير رواة هذا الحديث من أئمّة الحديث وكبار الحفّاظ في القرون المختلفة:
    1 ـ شعبة بن الحجّاج، أمير المؤمنين في الحديث، كما يلقّبونه.
    2 ـ الاوزاعي، الامام المعروف.
    3 ـ مالك بن أنس، إمام المذهب.
    4 ـ أبو حنيفة، صاحب المذهب.
    5 ـ أحمد بن حنبل، صاحب المذهب.
    6 ـ أبو عاصم النبيل، شيخ البخاري.
    7 ـ أحمد بن حنبل.
    8 ـ عبد الرزاق الصنعاني، شيخ البخاري.
    9 ـ البخاري نفسه، يروي هذا الحديث، لكن لا في صحيحه، بل في تاريخه الكبير، وسنذكر نصّ حديثه فيما بعد.10 ـ البلاذري، صاحب أنساب الاشراف.
    11 ـ أبو حاتم الرازي، الذي هو من أقران البخاري ومسلم.
    12 ـ الترمذي، صاحب الصحيح.
    13 ـ أبو بكر البزّار، صاحب المسند.
    14 ـ النسائي، صاحب الصحيح.
    15 ـ أبو يعلى الموصلي، صاحب المسند.
    16 ـ محمّد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ والتفسير المعروفين.
    17 ـ ابن أبي حاتم، صاحب التفسير، والمحدّث الكبير الذي يعدّونه من الابدال.
    18 ـ ابن عبد ربّه، في العقد الفريد.
    19 ـ أبو الحسين المحاملي، صاحب الامالي.
    20 ـ أبو العباس ابن عُقدة، له كتاب في حديث الطير.
    21 ـ المسعودي المؤرخ، صاحب مروج الذهب.
    22 ـ أبو القاسم الطبراني، صاحب المعاجم الثلاثة.
    23 ـ أبو الشيخ الاصفهاني، صاحب كتاب طبقات المحدّثين
    بإصفهان.24 ـ ابن السقا الواسطي، هذا الحافظ الكبير من علماء القرن الرابع، سنذكر قصّته في حديث الطير.
    25 ـ أبو حفص ابن شاهين، له كتاب في حديث الطير.
    26 ـ أبو الحسن الدارقطني، صاحب كتاب العلل.
    27 ـ أبو عبدالله الحاكم النيشابوري، صاحب المستدرك، وله كتاب بطرق حديث الطير.
    28 ـ أبو بكر ابن مردويه، له كتاب في طرق حديث الطير.
    29 ـ أبو نعيم الاصفهاني، صاحب حلية الاولياء وغيره من الكتب، له كتاب في طرق حديث الطير.
    30 ـ أبو طاهر ابن حمدان الخراساني، المحدّث الكبير، له كتاب في طرق حديث الطير.
    31 ـ أبو بكر البيهقي، صاحب السنن الكبرى.
    32 ـ ابن عبد البر، صاحب الاستيعاب.
    33 ـ الخطيب البغدادي، صاحب تاريخ بغداد.
    34 ـ محي السنّة البغوي، صاحب مصابيح السنّة.
    35 ـ رزين العبدري، صاحب الجمع بين الصحاح الستّة.
    36 ـ أبو القاسم ابن عساكر، صاحب تاريخ دمشق.
    37 ـ ابن الاثير الجزري، صاحب جامع الاُصول.38 ـ وأيضاً أخوه ابن الاثير الاخر، صاحب أُسد الغابة.
    39 ـ الخطيب التبريزي، صاحب مشكاة المصابيح.
    40 ـ أبو الحجّاج المزّي، صاحب تهذيب الكمال وكتاب تحفة الاشراف.
    41 ـ شمس الدين الذهبي، صاحب المؤلفات المعروفة المشهورة.
    42 ـ ابن كثير الدمشقي، صاحب التفسير والتاريخ.
    43 ـ أبو بكر الهيثمي، صاحب مجمع الزوائد.
    44 ـ شمس الدين ابن الجزري، صاحب المؤلفات.
    45 ـ ابن حجر العسقلاني، صاحب المؤلفات، شيخ الاسلام، والفقيه المحدث الرجالي المعروف.
    46 ـ جلال الدين السيوطي، أيضاً صاحب المؤلفات المشهورة.
    47 ـ ابن حجر المكي، صاحب الصواعق.
    48 ـ شاه ولي الله الدهلوي، محدّث الهند.
    وكما عرفتم في خلال ذكر أسماء الرواة هؤلاء: إنّ جماعة من الاعلام ومن كبار المحدّثين ألّفوا كتباً خاصة تتعلّق بطرق حديث
    الطير، وهؤلاء هم:1 ـ الطبري، صاحب التفسير والتاريخ.
    2 ـ ابن عقدة.
    3 ـ الحاكم النيسابوري.
    4 ـ ابن مردويه.
    5 ـ أبو نعيم.
    6 ـ أبو طاهر ابن حمدان.
    7 ـ الذهبي نفسه يذكر في كتابه تذكرة الحفّاظ بترجمة الحاكم النيسابوري: أنّ له كتاباً ـ أي الذهبي نفسه ـ في طرق حديث الطير(1) .
    فهؤلاء رواة هذا الحديث بنحو الاجمال من الصحابة، وأشرنا إلى أنّ عدد التابعين الرواة لهذا الحديث من أنس بن مالك وحده يبلغون حدود التسعين رجلاً، وذكرنا أشهر مشاهير علماء الحديث في القرون المختلفة الرواة لحديث الطير، وذكرنا من ألّف في خصوص حديث الطير كتاباً.
    وحديث الطير موجود في عدّة من الصحاح، كصحيح

    ____________
    (1) تذكرة الحفّاظ 3/1042 ـ 1043 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

    الترمذي، وصحيح النسائي، وصحيح ابن حبّان، وأيضاً موجود في المختارة للضياء المقدسي، وفي المستدرك للحاكم، وفي الجمع بين الصحيحين، وفي الجمع بين الصحاح.كما أنّ لهذا الحديث أسانيد صحيحة هي أكثر من عشرين سند موجودة في خارج الصحاح.
    ولا أظن أنّ من يقف على هذه الاسامي، وهذه الاسانيد، يشك في صدور هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا الحديث المتفق عليه بين المسلمين، وحينئذ ننتقل إلى الجهة الثانية.

    تعليق


    • الجهة الثانية
      دلالة حديث الطير على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)

      إنّ حديث الطير يدلّ على إمامة أمير المؤمنين بالقطع واليقين، وذلك، لانّ القضيّة التي تتعلّق بحديث الطير، هذه القضية قد أسفرت عن كون علي (عليه السلام) أحبّ الناس إلى الله وإلى الرسول، فكأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد انتهز فرصة إهداء طير إليه ليأكله، انتهز هذه الفرصة للاعلان عن مقام أمير المؤمنين وعن شأنه عند الله والرسول، هذا الشأن الذي سنرى أنّ عائشة تمنّت أن يكون لابيها، وحفصة تمنّت لان يكون لابيها، وأنس بن مالك ـ صاحب القصّة ـ حال دون أن تكون هذه المرتبة وأن يكون هذا الشأن والمقام لامير المؤمنين، زاعماً أنّه أراد أن يكون لاحد من الانصار، وربّما سعد ابن عبادة بالخصوص، بل سنقرأ في بعض ألفاظ هذا الحديث أنّ الشيخين، وفي سند أنّ عثمان أيضاً، جاؤوا إلى الباب ولم يتشرّفوا
      بالدخول على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تلك اللحظة التي كان يدعو الله أن يأتي إليه بأحبّ الخلق إلى الله وإلى الرسول.فلنذكر ـ إذن ـ طائفةً من ألفاظ القصّة، لنقف على واقع الامر أوّلاً، ولنطّلع على تصرّفات القوم في نقل هذا الحديث، وكيفيّة تصرّفهم في الحديث، إمّا إختصاراً له وإمّا نقلاً له بنحو يقلّل من أهميّة القضية فيما يتعلّق بأمير المؤمنين (عليه السلام).
      يقول الترمذي في صحيحه(1) عن أنس بن مالك: كان عند النبي (صلى الله عليه وسلم) طير فقال: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه».
      هذا لفظ الحديث بهذا المقدار في صحيح الترمذي، فلا يذكر فيه دور أنس في القضيّة هذه كما سنقرأ، ولا يذكر مجيء غير علي ورجوعه من باب رسول الله.
      وجاء في كتاب مناقب علي لاحمد بن حنبل(2) ما نصّه: عن سفينة خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي هو أحد رواة هذا الحديث يقول: أهدت امرأة من الانصار إلى رسول الله طيرين بين رغيفين، فقدّمت

      ____________
      (1) صحيح الترمذي 5 / 595 باب مناقب علي بن أبي طالب.
      (2) فضائل الامام علي (عليه السلام) لابن حنبل: 42 رقم 68، تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي.

      إليه الطيرين، فقال (صلى الله عليه وسلم): «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك»، ورفع صوته، فقال رسول الله: «من هذا ؟» فقال: علي.لاحظوا نصّ الحديث الذي يرويه أحمد بن حنبل، وقارنوا بينه وبين رواية الاخرين.
      ولكم أن تقولوا: لعلّ الاخرين تصرّفوا في لفظ الحديث بإسقاط كلمة «ورفع صوته» فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك ورفع صوته»، إنّ معنى «رفع صوته» أنّه عندما كان يدعو كان يدعو بصوت عال، لنفرض أنّ هذا معنى الحديث إلى هنا «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك ورفع صوته» لكن الحقيقة إنّ لفظ أحمد محرّف، لانّا سنقرأ في بعض الالفاظ: إنّ عليّاً عندما جاء في المرّة الاُولى فأرجعه أنس ولم يأذن له بالدخول، وفي المرّة الثانية كذلك، في المرّة الثالثة لمّا جاء علي رفع صوته فقال رسول الله: من هذا ؟
      فمن هنا يظهر معنى «ورفع صوته» ويتبيّن التحريف، وإلاّ فأيّ علاقة بين قوله: «اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك وإلى رسولك ورفع صوته»، وقوله: فقال رسول الله من هذا ؟ فقال: علي، أي: قال سفينة: الذي خلف الباب هو علي، قال: افتح له، ففتحت، فأكل مع رسول الله من الطيرين حتّى فنيا.
      فالتصرف في لفظ الحديث عند أحمد أيضاً واضح تماماً، والتلاعب في هذا اللفظ باد بكلّ وضوح.أمّا الهيثمي صاحب مجمع الزوائد، فيروي هذا الحديث باللفظ التالي(1) :
      عن أنس بن مالك قال: كنت أخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقُدّم فرخاً مشويّاً أو فَقدّم فرخاً مشويّاً [ يقتضي أنْ يكون: فقُدّم فرخ مشويّ، أو فقدّم رسول الله فرخاً مشويّاً ] فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ يأكل معي من هذا الفرخ» فجاء علي ودقّ الباب، فقال أنس: من هذا ؟ قال: علي، فقلت ـ أي أنس ـ يقول: النبي على حاجة، وفي بعض الالفاظ: النبي مشغول، أي لا مجال للدخول عليه، والحال أنّ النبيّ كان مازال يدعو: «اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك»، قال: النبي على حاجة، فانصرف علي. عاد رسول الله مرّة أُخرى يقول: «اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ يأكل معي من هذا الفرخ»، فجاء علي فدقّ الباب دقّاً شديداً، فسمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: «يا أنس من هذا ؟» قال: علي، قال: «أدخله»، فدخل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لقد سألت الله ثلاثاً أنْ

      ____________
      (1) مجمع الزوائد 9/125 ـ دار الكتب العربي ـ بيروت ـ 1402 هـ.

      يأتيني بأحبّ الخلق إليه وإليّ يأكل معي هذا الفرخ»، فقال علي: وأنا يا رسول الله، لقد جئت ثلاثاً كلّ ذلك يردّني أنس، فقال رسول الله: «يا أنس، ما حملك على ما صنعت ؟» قال: أحببت أن تدرك الدعوة رجلاً من قومي، فقال رسول الله: «لا يلام الرجل على حبّ قومه».في هذا الحديث جاء علي مرّتين فردّه أنس قائلاً: رسول الله على حاجة، في المرّة الثالثة دقّ علي الباب دقّاً شديداً.
      وفي بعض الالفاظ: رفع صوته فسمع رسول الله صوت علي وقال لانس: «إفتح الباب ليدخل علي»، ثمّ اعترض عليه رسول الله، أي على أنس، واعتذر أنس كما في الخبر: أحببت أن تدرك الدعوة رجلاً من قومي.
      لكن الحديث في مسند أبي يعلى كما يلي: حدّثنا قطن بن نسير، حدّثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدّثنا عبدالله بن مثنّى، حدّثنا عبدالله بن أنس عن أنس قال: أُهدي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حجل مشويّ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام»، فقالت عائشة: اللهمّ اجعله أبي، وقالت حفصة: اللهمّ اجعله أبي، قال أنس: فقلت أنا: اللهمّ اجعله سعد بن عبادة، قال أنس: سمعت حركة الباب، فإذا علي، فسلّم، فقلت: إنّ
      رسول الله على حاجة، فانصرف، ثمّ سمعت حركة الباب فسلّم علي، فسمع رسول الله صوته، أي رفع علي صوته [ أُريد أنْ أؤكّد أنّ لفظ أحمد محرّف ]فسمع رسول الله صوته فقال: «أُنظر من هذا ؟» فخرجت، فإذا علي، فجئت إلى رسول الله فأخبرته، فقال: «ائذن له»، فأذنت له، فدخل، فقال رسول الله: «اللهمّ وإليّ اللهمّ وإليّ».هذا لفظ أبي يعلى.
      ولاحظوا الفوارق بين هذا اللفظ ولفظ الهيثمي، ثمّ لفظ الترمذي، ولفظ أحمد بن حنبل.
      أمّا في الخصائص للنسائي(1) [ الذي نصّ الحافظ الذهبي على أنّ كتاب الخصائص داخل في السنن، راجعوا سير أعلام النبلاء(2) وكذا راجعوا مقدمة تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ] فيروي النسائي هذا الحديث بسند صحيح، مضافاً إلى أنّ كتابه داخل في السنن الكبرى للنسائي الذي يقولون بأنّ له شرطاً في هذا الكتاب أشدّ من شرط الشيخين:
      عن أنس بن مالك: إنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) كان عنده طائر، فقال: «اللهمّ

      ____________
      (1) الخصائص للنسائي: 29 رقم 10 ـ مكتبة المعلا ـ الكويت ـ 1406 هـ.
      (2) سير أعلام النبلاء 14/133 ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ 1404 هـ.

      ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فجاء أبو بكر فردّه، ثمّ جاء عمر فردّه، ثمّ جاء علي فأذن له.وفي مسند أبي يعلى بنفس السند، ترون مجيء الشيخين ومجيء عثمان أيضاً، قال: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير»، فجاء أبو بكر فردّه، ثمّ جاء عمر فردّه، ثمّ جاء عثمان فردّه، ثمّ جاء علي فأذن له(1) .
      لاحظوا الفوارق بين الالفاظ، وقد تعمّدت التدرج في النقل حتّى تلتفتوا إلى أنّهم إذا أرادوا أن ينقلوا القضيّة الواحدة وهي ليست في صالحهم، كيف يتلاعبون باللفظ، وكيف ينقصون من القصة، وكيف يسقطون تلك النقاط الحساسة التي يحتاج إليها الباحث الحر المنصف في تحقيقه عن سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي فحصه عن القول الحق من بين الاقوال.

      أقول:
      سند النسائي كما أكّدت سند صحيح، وهو نفس السند في مسند أبي يعلى، لكنّ بعضهم يحاول أن يناقش في سند هذا الحديث الاخير الذي نقلته عن النسائي وأبي يعلى، يحاول أنْ يناقش في هذا السند، ونحن نرحّب بالمناقشة، وأيّ مانع لو كانت
      (1) مسند أبي يعلى 7/105 رقم 4052 ـ دار المأمون للتراث ـ دمشق ـ 1406 هـ.

      المناقشة مناقشة علميّة، على كلّ منصف أن يسلّم، وأيّ مانع لو كانت المناقشة واردة، وحينئذ لرفعنا اليد عن هذا الحديث وتمسّكنا بغيره من الالفاظ، أو تمسّكنا بغير هذا الحديث من الاحاديث، وأيّ مانع ؟ لكن كيف لو كانت المناقشة ظاهرة البطلان، واضحة التعصّب !!يحاول بعضهم أنْ يناقش في وثاقة أحد رجال هذا السند، وهو السُدي، والسُدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن، ربّما يناقش فيه بعض، لكنّه من رجال مسلم، من رجال الترمذي، من رجال النسائي، من رجال أبي داود، ومن رجال ابن ماجة.
      ويقول أحمد بترجمته: ثقة.
      ويقول غيره من كبار الرجاليين: ثقة.
      حتّى أنّ ابن عدي المتشدّد في الرجال يقول: هو مستقيم الحديث صدوق، بل إنّه من مشايخ شعبة.
      وقد ذكرنا أنّ شعبة أمير المؤمنين عندهم، وهو لا يروي إلاّ عن ثقة هكذا يقولون، يقولون شعبة بن الحجّاج لا يروي إلاّ عن ثقة، وممّن يعترف بهذا المعنى أو يدّعي هذا المعنى هو ابن تيميّة،
      وينقل السبكي كلامه في كتابه شفاء الاسقام(1) .فإذا كان الرجل من رجال خمسة من الصحاح الستّة، ويوثّقه أحمد، ويوثّقه العجلي، ويوثّقه ابن عدي، ويوثّقه الاخرون من كبار الرجاليين(2) ، فأيّ مناقشة تبقى في السُدي ليطعن الطاعن عن هذا الطريق في هذا الحديث الذي هو في نفس الوقت الذي يدلّ على فضيلة لامير المؤمنين، يدلّ على ما يقابل الفضيلة لمن يقابل أمير المؤمنين ؟
      وهناك قرائن داخل الحديث وقرائن في خارج الحديث لا نحتاج إلى ذكرها كلّها، بل نكتفي بالاشارة إلى بعض القرائن الداخليّة وبعض القرائن الخارجيّة فقط.
      في بعض ألفاظ هذا الحديث يقول (صلى الله عليه وآله وسلم): «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وأوجههم عندك»، وهذه الاضافة موجودة في بعض الالفاظ.
      وفي بعض الالفاظ: «اللهمّ أدخل عَلَيّ أحبّ خلقك إليّ من الاوّلين والاخرين».
      وربّما يدلّ هذا الحديث بهذا اللفظ على أفضليّة أمير المؤمنين
      (1) شفاء الاسقام في زيارة خير الانام: 10.

      (2) تهذيب التهذيب 1 / 313.


      من الاوّلين والاخرين، أمّا الاخرون فالامر فيهم سهل. أمّا الاوّلون فإنّه يشمل الانبياء أيضاً، يشمل حتّى أُولي العزم منهم، ويكون هذا الحديث بهذا اللفظ من أدلّتنا على أفضليّة أمير المؤمنين من جميع الانبياء إلاّ النبي والرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).وفي بعض ألفاظ الحديث يقول أنس: فإذا علي ـ أي فتحت الباب فإذا علي ـ فلمّا رأيته حسدته.
      وفي بعض ألفاظ الحديث: فلمّا نظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قام قائماً فضمّه إليه وقال: «يا ربّ وإليّ يا رب وإليّ، ما أبطأ بك ياعلي ؟».
      وفي لفظ آخر بعد تلك العبارات: «ما أبطأ بك يا علي ؟» قال: يا رسول الله قد جئت ثلاثاً كلّ ذلك يردّني أنس، قال أنس: فرأيت الغضب في وجه رسول الله، وقال: «يا أنس ما حملك على ردّه ؟» قلت: يا رسول الله سمعتك تدعو، فأحببت أن تكون الدعوة في الانصار.
      وكأنّ بهذا العذر زال غضب رسول الله !! ذلك الغضب الشديد الذي رآه أنس في وجهه، زال بمجرّد اعتذاره بهذا العذر، حتى أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا اعتذر هذا العذر قال: لست بأوّل رجل أحبّ قومه !!
      وإنّي أعتقد أنّ هذا الكلام من رسول الله مفتعل عليه في
      حديث الطير: «لا يلام الرجل على حبّ قومه» أو «لست بأوّل رجل أحبّ قومه»، أعتقد أنّ هذه إضافة من المحدّثين.لكنْ لو سألتم بأيّ دليل تعتقد ؟
      ليس عندي الان دليل، وإنّما أقول: كيف غضب رسول الله ذلك الغضب ثمّ زال غضبه بمجرّد اعتذار أنس بهذا العذر الواهي ؟ بل يعتذر له رسول الله مرّةً أُخرى، ويبدي له عذراً !! ألم يكن يعلم رسول الله بهذا: لا يلام الرجل على حبّ قومه ؟ فلماذا غضب عليه إذن ؟ بل قاله له رسول الله وكأنّه يلاطفه بعد ذاك الغضب الشديد، كما في هذا الحديث: «لست بأوّل رجل أحبّ قومه، أبى الله يا أنس إلاّ أنْ يكون ابن أبي طالب».
      وهذه قرائن داخليّة في الالفاظ، ولو أردت أن أُعيد عليكم الالفاظ بكاملها من أوّلها إلى آخرها لطال بنا المجلس، لكن تلك المقاطع التي نحتاج إليها ـ كقرائن داخليّة تؤيّد ما نريد أنْ نستدلّ به من هذا الحديث ـ هذه القرائن انتخبتها واستخرجتها بهذا الشكل.
      مضافاً: إلى أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) احتجّ بحديث الطير في يوم الشورى.
      ولماذا احتجّ ؟ وعلى من احتجّ ؟
      احتجّ على كبار الصحابة الذين انتخبهم عمر، لانْ يستشيروا
      فيما بينهم، فيتعيّن الخليفة في ذلك المجلس، هؤلاء أعلام القوم وأهل الحلّ والعقد.إذن، احتجّ علي على هؤلاء، ومن المحتج ؟ علي أمير المؤمنين، وهل يحتج علي بما ليس له أصل ؟ وهل يحتج علي بما هو ضعيف سنداً أو كذب أو موضوع ؟ فالمحتج علي، والمحتج عليه أُولئك الاصحاب المنتخبون من قبل عمر لان يعيَّن من بينهم خليفة عمر، واحتجّ علي في ذلك المجلس بحديث الطير.
      وأيضاً: سعد بن أبي وقّاص الذي أمره معاوية بن أبي سفيان بسبّ علي، فأبى سعد من أن يسب، وسأله معاوية عن السبب، فاعتذر بأنّه سمع من رسول الله خلالاً أو خصالاً لعلي، ومادام يذكر تلك الخصال فلن يسب عليّاً، هذا الحديث الذي قرأناه من قبل، وفيه تحريفات كثيرة كما ذكرت لكم في ذلك المجلس.
      في بعض ألفاظ هذا الحديث: إنّ سعداً اعتذر من أنْ يسبّ عليّاً بخصال، فذكر الخصال ومنها حديث الطير، الخصال التي اعتذر بها سعد في هذه الرواية هي: حديث الراية، وحديث الطير، وحديث الغدير، وهذه الرواية موجودة في حلية الاولياء لابي نعيم، ومن
      شاء فليراجع(1) .هذا، والشواهد والقرائن الخارجيّة الدالّة على أنّ عليّاً أحبّ الخلق إلى الله وإلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) دون غيره، تلك القرائن كثيرة لا تحصى، والله يشهد على ما أقول، وأنتم أيضاً تعلمون، فلا نطيل المجلس بذكر تلك الشواهد.
      بل في الاحاديث التي بحثنا عنها، والايات التي درسناها فيما سبق، والتي سنذكرها فيما سيأتي، كفاية لان تكون شواهد لهذا الحديث.
      وما معنى الاحبيّة إلى الله وإلى الرسول ؟ وأيّ علاقة بين الاحبيّة وبين الامامة والولاية ؟ أي إرتباط بين الامرين ؟
      أتتصوّرون أنْ تكون الاحبيّة إلى الله وإلى الرسول، أن يكون الشيء أحب الاشياء إلى الله والرسول، أو يكون شخص الاحب إلى الله وإلى الرسول، أن تكون الاحبيّة اعتباطيّة ليس لها معيار، ليس لها ملاك، ليس لها ضابط، أيمكن هذا ؟ أتتصوّرون هذا ؟ أتحتملون هذا ؟ وأنتم بأنفسكم، كلّ واحد منكم إذا أحبّ شيئاً، وجعله أحبّ الاشياء إلى نفسه، أو أحبّ شخصاً واتّخذه أحبّ
      (1) حلية الاولياء 4 / 356.

      الناس إلى نفسه، يُسأل لماذا ؟ ولابدّ وأن يكون له ضابط، قطعاً يكون له سبب، فالاحبيّة ليست أمراً اعتباطيّاً، الانسان لا يحب كلّ صوت، لا يحبّ كلّ صورة، لا يحب كلّ شيء، لابدّ وأن يكون هناك ضوابط للحب فكيف الاحبيّة ؟ أن يكون شيء أحبّ الاشياء إلى الانسان من كلّ الاشياء في العالم، أن يكون شخص أحبّ الاشخاص إلى الانسان من كلّ أفراد الانسان وبني آدم، ويكون هذا بلا حساب وبلا سبب من الاسباب ؟ أيمكن هذا ويعقل ؟ نحن لكوننا أفراداً من البشر وذي عقول، ونحاول أن تكون أعمالنا وتروكنا عن حكمة، عن سبب، عن علّة، لا نذر شيئاً ولا نختار شيئاً إلاّ لعلّة، إلاّ لحساب، إلاّ لسبب، أيعقل أن تقول بأنّي أُحبّ الكتاب الفلاني وهو أحبّ إليّ من بين جميع كتب العالم، فإذا سئلت عن السبب لا يكون عندك سبب، لا يكون عندك جواب معقول.
      الله سبحانه وتعالى يجعل فرداً من أفراد البشر، وواحداً من خلائقه أحبّ الخلائق إلى نفسه، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتّخذ أحداً ويجعله أحبّ الخلق إليه، أترى يكون هذا بلا حساب وهل يعقل ؟
      وجميع التصرّفات التي صدرت من المحدّثين والمؤلّفين في هذا الحديث، وما سنقرأ أيضاً ممّا يحاولونه أمام الاماميّة في
      استدلالهم بهذا الحديث، كلّ تلك القضايا أدلة أُخرى وشواهد على أنّ هذا الحديث يدلّ على مقام عظيم لامير المؤمنين، يدلّ على شأن كبير، وإلاّ لما فعلوا، ولما تصرّفوا، ولما ضربوا وكسروا المنبر، ولما أهانوا المحدّث الحافظ الشهير الكبير عندهم، كما سنقرأ.ثمّ إنّ الاحبيّة إلى الله والرسول لمّا لا تكون اعتباطاً، ولابدّ من سبب، والمفروض أنّ تلك الاحبيّة إلى رسول الله لم تكن لميول نفسانيّة ولم تكن لاغراض شخصيّة، لانّ رسول الله أعلى وأجلّ وأسمى من أن يحب شخصاً ويجعله أحبّ الخلق إليه لمجرّد ميل نفساني، فما هي تلك الضوابط التي أشرنا إليها ؟
      نحن لا علم لنا بتلك الضوابط على نحو الدقّة، لا نعلم بها، الامر أدقّ من هذا، أدقّ من أن تتوصّل إليه عقولنا وأفهامنا، الامر أدقّ من أن نفهم أنّ النبيّ أيّ معيار كان عنده لانْ يتّخذ أحداً أحبّ الخلق إليه، نحن لسنا في ذلك المستوى لانْ نعرف ذلك المعيار، لانْ نعرف ملكات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتّى نتمكّن من تعيين من هو أحبّ، اللهمّ إلاّ عن طريق تلك الاحاديث الواردة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن طريق الاحاديث المتواترة القطعيّة، عن طريق الاحاديث المتفق عليها بين الطرفين.
      فأحبيّة شخص إلى رسول الله لا يمكن أن تكون لميل نفساني ولشهوة خاصّة، ولغرض شخصي عند رسول الله، فيجعل أحداً أحبّ الخلق إليه ولا يجعل الاخر والاخرين، بل هناك ضوابط، وهي التي تقرّب إليه أبعد الناس وتبعّد عنه أقرب الناس، تلك الضوابط لابدّ وأن تكون هكذا، وإلاّ فليس بنبي مرسل من قبل الله سبحانه وتعالى، يفعل ويترك وما يفعل وما يترك إلاّ عن وحي من الله سبحانه وتعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)(1) .(1) سورة النجم: 3 ـ 4.

      فإذا كانت الاحبيّة بملاك، بسبب، وبحساب، تلك الاحبيّة تنتهي إلى الاقربيّة المعنويّة، تنتهي إلى الافضليّة، تنتهي إلى وجود ما يقتضي أن يكون ذلك الشخص الاحب إلى رسول الله، أن يكون مقدّماً على غيره في جميع شؤون الحياة.
      وإليكم عبارة الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم، وهذا حافظ كبير من حفّاظهم، وكتابه في شرح صحيح مسلم ومن أشهر كتبهم وأكثرها اعتباراً وشهرة، يقول في معنى محبّة الله تعالى لعبده ـ والمراد من هذه الكلمة في النصوص الاسلاميّة كتاباً وسنّةً ـ
      فيشرح قائلاً:
      محبّة الله سبحانه وتعالى لعبده تمكينه من طاعته، وعصمته، وتوفيقه، وتيسير ألطافه وهدايته، وإفاضة رحمته عليه، هذه مباديها، وأمّا غايتها فكشف الحجب عن قلبه، حتّى يراه [ أي يرى الله تعالى ] ببصيرته فيكون [ هذا الشخص المحبوب لله سبحانه وتعالى ] كما قال في الحديث الصحيح: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره(1) .

      هذه عبارته، وما ألطفها من عبارة.

      فهل من شك حينئذ في استلزام الاحبية للامامة ؟ إنّ من كان محبوباً لله تعالى يكون له هذه المنزلة، فكيف من كان أحب الخلق إليه، عبارة النووي كانت في محبّة الله لاحد، أمّا كون هذا الشخص وحده هو الاحبّ من كلّ الخلائق إلى الله سبحانه وتعالى فحدّث ولا حرج، هذا الذي قلت بأنّ أفهامنا تقصر عن درك مثل هذه القضايا، إلاّ أنّنا نتكلّم بقدر ما نفهم.

      إذن، لا شكّ ولا ريب في استلزام الاحبيّة للامامة والخلافة والولاية.
      (1) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 15/151.

      هذا على ضوء الحديث الذي قرأناه برواته وأسانيده وألفاظه، وبعض العبارات المتعلّقة بالمطلب ذكرتها لكم.فتمّ البحث إلى الان عن دلالة حديث الطير على الامامة واستلزام الاحبيّة للافضليّة.

      تعليق


      • محاولات القوم في ردّ حديث الطير
        فننتقل الان إلى محاولات القوم في ردّ هذا الحديث وإبطاله، وفي المنع عن نقله وانتشاره وما صنعوا.

        تتلخّص محاولاتهم في وجوه:
        الاول: المناقشة في سند الحديث

        فإذا راجعتم كتاب العلل المتناهية في الاحاديث الواهية لابي الفرج ابن الجوزي، تجدونه يذكر هذا الحديث بسند أو ببعض أسانيده ويضعّفه ويسكت عن بعض الاسانيد الاُخرى(1) .

        لكن ابن الجوزي أبا الفرج الحنبلي المتوفى سنة 597 هـ
        (1) العلل المتناهية 1/228 من رقم 360 ـ 377.

        معروف بالتسرّع بالحكم، لا بالتضعيف فقط بل حتّى الحكم بالوضع، ولربّما ضعّف أو كذّب في كتبه أحاديث موجودة في الصحاح، وهذا ما دعا كبار المحدّثين من المحققين من أهل السنّة إلى التحذير من الاعتماد على حكم ابن الجوزي، في أي حديث من الاحاديث، وأنّه لابدّ من التثبّت.
        والعجيب أنّهم ربّما ينسبون إلى ابن الجوزي أنّه أدرج حديث الطير في كتاب الموضوعات، راجعوا كتاب المرقاة في شرح المشكاة للقاري(1) وبعض الكتب الاُخرى، ينسب إلى ابن الجوزي أنّه حكم على هذا الحديث بالوضع وأدرجه في كتاب الموضوعات.

        والحال أنّه غير موجود في كتاب الموضوعات، نعم، موجود في كتاب العلل المتناهية، لكنّه ببعض أسناده، وإنّما يتكلّم على بعض رجال هذا الحديث في بعض الاسانيد ـ ونحن لا ندّعي أنّ كلّ أسانيده صحيحة ـ ويسكت عن البعض الاخر.

        ويأتي من بعده ابن كثير، فيذكر في تاريخه(2) حديث الطير، ويرويه عن عدّة من الائمّة الاعلام، يرويه عن الترمذي، وعن أبي
        (1) مرقاة المفاتيح 10/465 رقم 6094 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1414 هـ.

        (2) البداية والنهاية المجلد الرابع الجزء السابع: 350 ـ دارالفكر ـ بيروت.


        يعلى، وعن الحاكم، وعن الخطيب البغدادي، وعن ابن عساكر، وعن الذهبي، وعن غيرهم، إلى أنْ قال:
        وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنّفات مفردة منهم: أبو بكر ابن مردويه، والحافظ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبدالله الذهبي يقول: ورأيت مجلداً في جمع طرقه وألفاظه لابي جعفر ابن جرير الطبري المفسّر صاحب التاريخ، ثمّ وقفت على مجلّد كبير في ردّه وتضعيفه سنداً ومتناً للقاضي أبي بكر الباقلانيّ المتكلّم.

        ثمّ يذكر ابن كثير رأيه في هذا الحديث قائلاً: وبالجملة، ففي القلب من صحّة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه.


        أقول:

        فدليل ابن كثير على ضعف هذا الحديث أنّ قلبه لا يساعد، قلب ابن كثير لا يساعد على قبول هذا الحديث، كما أنّ قلب أبي جهل لم يساعد على قبول القرآن والاسلام، فليكنْ، وأيّ مانع ؟ قلبه لا يساعد، لا يقول: إنّه موضوع، لا يقول: إنّه حديث مكذوب، لا يقول: في سنده كذا وكذا، لا يقول: الراوي ضعيف لقول فلان، لنصّ فلان على ضعفه، وأمثال ذلك، فإنّها مناقشات علميّة تسمع، إنّها مناقشات علميّة قابلة للبحث، قابلة للنظر، وأيّ مانع ! يقول: وبالجملة، ففي القلب من صحّة هذا الحديث نظر وإن
        كثرت طرقه.الرجوع إلى القلب من جملة أساليبهم في ردّ بعض الاحاديث، أذكر لكم شاهداً واحداً فقط، وإلاّ لطال بنا المجلس.
        عندما يريدون أنْ يردّوا حديثاً وقد أعيتهم السبل، فلم يمكنهم المناقشة في سنده بشكل من الاشكال، يلجأون إلى القَسَم أحياناً، كقولهم: والله إنّه موضوع، وأيّ دليل أقوى من هذا ؟! أوْ يلتجئون إلى قلوبهم: والقلب يشهد بأنّ هذا الحديث موضوع، أذكر لكم شاهداً واحداً فقط.
        في مستدرك الحاكم حديث عن علي (عليه السلام): أخبرني رسول الله: «إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وفاطمة والحسن والحسين»، قلت: يا رسول الله فمحبّونا ؟ قال: «من ورائكم». يقول الحاكم: صحيح الاسناد ولم يخرجاه(1) .
        هذا حديث الحاكم، وما ذنبنا إنْ كان الحاكم كاذباً بنقل هذا الحديث وفي حكمه بصحّته، نحن المحبّون لاهل البيت ندخل الجنّة وراء أهل البيت، هم يدخلون ونحن وراءهم، لانّنا نحبّ أهل البيت، وهذا لا يمكن لاحد إنكاره.
        (1) مستدرك الحاكم 3/151 وذيل الصفحة.

        فيقول الذهبي في تلخيصه للمستدرك في ذيل هذا الحديث: الحديث منكر من القول يشهد القلب بوضعه(1) .ليته ناقش في سند الحديث، بضعف راو من رواته، يشهد القلب بوضعه !! ولماذا يشهد قلب الذهبي بوضع هذا الحديث ؟ الحديث يقول: إنّ أوّل من يدخل الجنّة رسول الله وعلي وفاطمة والحسن ومحبّوهم من وراءهم، أيّ مانع من هذا ؟ وأيّ ضير على الذهبي حتّى يشهد قلبه بأنّ هذا الحديث موضوع ؟ ولماذا ؟ هل حبّ أهل البيت مانع من دخول الجنّة فيكون قلبه يشهد بوضع هذا الحديث ؟ أو يشُك في أنّ رسول الله وعليّاً وفاطمة والحسنين أوّل من يدخل الجنّة ؟ أيشُك في هذا ؟ لماذا قلبه يشهد بوضعه ؟ فتأمّلوا في هذا.
        إذن، كانت المحاولة الاُولى، المناقشة في سند الحديث والحكم بضعف الحديث، لكن الحديث في الصحاح كما ذكرنا، وله أسانيد صحيحة، وقسم كبير من أسانيده أنا بنفسي صحّحتها على ضوء كلمات كبار علماء الحديث وأئمّة الجرح والتعديل وهي في خارج الصحاح.
        (1) مستدرك الحاكم 3/151 وذيل الصفحة.

        وهذا هو الطريق الثاني لردّ هذا الحديث، قد قرأنا بعض الالفاظ، وعرفتم كيف يكون التحريف.
        أمّا أحمد بن حنبل، فقد قرأنا لفظ الحديث من كتاب فضائله أو مناقبه، فلنقرأ لفظ الحديث في مسنده فلاحظوا:
        قال: سمعت أنس بن مالك وهو يقول: أُهديت لرسول الله ثلاثة طوائر، فأطعم خادمه طائراً، فلمّا كان من الغد أتت به ـ كلمة الخادم تطلق على المرأة والرجل ـ فقال لها (صلى الله عليه وسلم): «ألم أنهك أن ترفعي شيئاً، فإنّ الله عزّوجلّ يأتي برزق كلّ غد».
        هذا هو الحديث في مسند أحمد(1) .
        ولك أن تقول: لعلّ هذا الحديث في قضيّة أُخرى لا علاقة لها بحديث الطير.
        لكنْ عندما نراجع ألفاظ الحديث نجد بعض ألفاظه بنفس هذا اللفظ وبنفس السند الذي أتى به أحمد، وفيه ما يتعلّق بعليّ (عليه السلام)وكونه أحبّ الخلق إلى الله إلى آخره، نعم، كنت أتصوّر أنّ هذا
        الحديث وارد في قضيّة لا علاقة لها بحديث الطير الذي نحن نبحث عنه، هذا تبادر إلى ذهني لاوّل وهلة، لكنّني دقّقت النظر في الاحاديث فوجدت الحديث حديث الطير، إلاّ أنّه جاء به بهذا الشكل، وهل الذي جاء في مسند أحمد من أحمد نفسه أو النسّاخ أو الطابعين لكتابه ؟ الله أعلم.وأبو الشيخ الاصفهاني الذي ذكرناه مراراً، يروي هذا الحديث وفيه ما يتعلّق بأمير المؤمنين (عليه السلام)، إلاّ أنّ ما يتعلّق بأنس، وكذب أنس، وخيانة أنس، هذا محذوف ومحرّف، لاحظوا:
        عن أنس بن مالك قال: أُهدي لرسول الله طير فقال: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير»، فجاء علي فأكل معه، ثمّ هو يقول: فذكر الحديث انتهى(1) . وكأنّه يريد أنْ يحفظ الامانة فلا يخون يضع كلمة: فذكر الحديث.
        ومن العجيب إسقاط بعضهم كلا الفقرتين، ما يتعلّق بعلي وما يتعلّق بأنس، فأسقط كلتا الفقرتين وجاء فقط بذلك العذر الذي ذكر أنس في آخر القضية:
        عن أنس عن النبي قال: «لا يلام الرجل على حبّ قومه».
        (1) طبقات المحدّثين باصبهان 3 / 454.

        حينئذ يقول ابن حجر العسقلاني: هذا طرف من حديث الطير(1) .تأويل الحديث وحمل مدلوله على خلاف ما هو ظاهر فيهفيحملون أوّلاً لفظ الحديث الذي يقول: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك»، يحملونه على أنّ المراد اللهمّ ائتني بمن هو من أحبّ خلقك إليك وإلى رسولك، فحينئذ لا اشكال، لانّ مشايخ القوم أحبّ الخلق إليه أيضاً، فيكون علي أيضاً من أحبّ الخلق إليه. «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك»، أي اللهمّ ائتني بمن هو من أحبّ خلقك إليك وإلى رسولك.
        راجعوا شروح مصابيح السنّة، راجعوا شروح المشكاة(2) وكتاب التحفة الاثنا عشرية(3) لوجدتم هذا التأويل موجوداً في كتبهم حول هذا الحديث.
        وهل توافقون عليه ؟ وهل هناك مجال لقبول هذاالتأويل بلا
        (1) لسان الميزان 5 / 58.
        (2) المرقاة في شرح المشكاة: 212.
        (3) التحفة الاثنا عشرية: 212.

        أيّ دليل ؟وقال صاحب التحفة الاثني عشرية: إنّ القضيّة إنّما كانت في وقت كان الشيخان في خارج المدينة المنوّرة، فلذا لم يحضرا فحضر علي.
        راجعوا كتاب التحفة الاثنا عشرية(1) ، وهذا الكتاب عندهم من أحسن الكتب في باب الامامة، أو في أبواب العقائد كلّها، وطبع مراراً وتكراراً طبعات مختلفة، وطبعوا خلاصته باللغة العربية مع تعاليق ذلك العدو من أعداء الدين، مراراً وتكراراً في البلاد المختلفة.

        أقول:
        هل كانت هذه القضية في وقت كان أبو بكر وعمر في خارج المدينة المنوّرة ؟ والله لو كانا في خارج المدينة المنوّرة لما كان عندنا أي كلام، فنحن ما عندنا أي غرض في إثبات شيء أو في نفي شيء، لكنْ ماذا نفعل مع حديث النسائي، مع حديث أبي يعلى: إنّه جاء أبو بكر فردّه، جاء عمر فردّه، وأضاف صاحب المسند فقال: بأنّ عثمان أيضاً جاء وردّه ؟! فهؤلاء كانوا في المدينة المنوّرة، وأيّ ذنب لنا لو كان النسائي وغيره ورواة خبر حضورهم
        (1) التحفة الاثنا عشرية: 212.

        في المدينة كاذبين عليهم ؟!بعد أنْ أعيتهم السبل العلمية في الظاهر وهي: المناقشات في السند أو الدلالة، يلجأون إلى طريقة أُخرى، وماذا نسمّي هذه الطريقة ؟ لا أدري الان، لاقرأ لكم ما وجدته تحت هذا العنوان الذي عنونته أنا، فأنتم سمّوا ما فعلوا بأيّ تسمية تريدون !!
        أذكر لكم قضيّة الحافظ ابن السقا الواسطي المتوفى سنة 373 هـ:
        يقول الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء(1) بعد أن يصف ابن
        السقا بما يلي: الحافظ الامام محدّث واسط، بعد أن يلقّبه بهذه الالقاب ينقل عن الحافظ السلفي يقول: سألت الحافظ خميساً الجوزي عن ابن السقا ؟ فقال: هو من مزينة مضر ولم يكن سقّاءً بل لقب له، من وجوه الواسطيين وذي الثروة والحفظ، رحل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة وأبي يعلى وفلان وفلان وبارك الله في سنّه وعلمه، واتفق أنّه أملى حديث الطائر فلم تحتمله نفوسهم، فوثبوا عليه فأقاموه وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته لا يحدّث أحداً من الواسطيين، فلهذا قلّ حديثه عندهم.

        أقول:
        ولم يذكر الراوي كلّ ما وقع على هذا المحدّث من ضرب وشتم وإهانة وغير ذلك، يكتفي بهذه العبارة: وثبوا عليه فأقاموه عن مجلسه وغسلوا موضعه، كأنّ الموضع الذي كان جالساً فيه تنجّس لاملائه طرق حديث الطير، وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته ولم يخرج.
        فماذا تسمّون هذه الطريقة ؟ لا أدري.
        هذا ما ذكره الذهبي في ترجمة هذا الرجل في سير أعلام
        (1) سير أعلام النبلاء 16/351 ـ 352 ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ 1404 هـ.

        النبلاء، وفي كتاب تذكرة الحفّاظ(1) .أمّا الحاكم النيسابوري، فقد كان مصرّاً على صحّة حديث الطير، وعلى تصحيح حديث الطير.
        يقول في كتابه علوم الحديث(2) : حديث الطير من مشهورات الاحاديث، وكان على أصحاب الصحاح أن يخرّجوه في الصحاح.
        ويقول: ذاكرت به كثيراً من المحدثين.
        ويقول: كتبت فيه كتاباً، أي كتب في جمع طرقه كتاباً.
        ثمّ إنّه في المستدرك(3) يروي هذا الحديث ويقول: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً.
        وقد قلت لكم أنّ الرواة عن أنس هم أكثر من ثمانين شخصاً لا ثلاثين شخصاً.
        يقول: ثمّ صحّت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة.
        (1) تذكرة الحفاظ 3/966 ـ دار احياء التراث العربي ـ بيروت.
        (2) معرفة علوم الحديث: 93 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1397.
        (3) مستدرك الحاكم 3/131.

        واضطرب القوم تجاه تصحيح الحاكم، وإخراج الحاكم هذا الحديث في مستدركه، وإصراره على صحّة هذا الحديث، وأصبحت قضيّة حديث الطير والحاكم قضيّة تذكر في أكثر الكتب المتعلّقة بالحاكم وبحديث الطير، أي حدثت هناك ضجّة من فعل الحاكم هذا، وقام القوم عليه وقامت قيامتهم، ولاجل هذا الحديث رماه بعضهم بالرفض فقال: الحاكم رافضي. لكن الذهبي وابن حجر العسقلاني يقولان: الله يحبّ الانصاف، ما الرجل برافضي. فراجعوا لسان الميزان، وراجعوا سير أعلام النبلاء، وغير هذين الكتابين(1) .ثمّ جاء بعضهم وجعل يرمي كتاب المستدرك بأنّ هذا الكتاب ليس فيه ولا حديث واحد على شرط الشيخين.
        وحينئذ يقول الذهبي: هذه مكابرة وغلو(2) .
        ثمّ نسبوا إلى الدارقطني أنّه لمّا بلغه أنّ الحاكم قد أخرج حديث الطير في المستدرك انتقد فعل الحاكم هذا.
        (1) سير أعلام النبلاء 17/174، وفيه: قلت: كلاّ ليس هو رافضياً، بل يتشيّع.
        لسان الميزان 6/251 وفيه: قلت: إنّ الله يحبّ الانصاف، ما الرجل برافضي بل شيعي فقط.
        (2) سير أعلام النبلاء 17/175.

        لكن الذهبي يقول: إنّ الحاكم إنّما ألّف المستدرك بعد وفاة الدارقطني بمدة(1) .وحينئذ، إذا راجعتم كتاب طبقات الشافعية للسبكي(2) رأيتموه ينقل عن الذهبي إنّ الحاكم سُئل عن حديث الطير فقال: لا يصحّ ولو صحّ لما كان أحد أفضل من علي بعد رسول الله. ثمّ قال شيخنا: وهذه الحكاية سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك. يعني: إذا كان الحاكم يعتقد بأنّ الشيخين أفضل من علي، فلماذا أخرج الحديث في المستدرك ؟ ولماذا صحّحه ؟
        حينئذ يقول السبكي: قد جوّزت أنْ يكون زيد في كتابه.
        يعني: حديث الطير زيد في كتاب المستدرك !! لاحظوا إلى أي حدٍّ يحاولون إسقاط حديث من الاحاديث، قد جوّزتُ أن يكون زيد في كتابه، أنْ لا يكون من روايات الحاكم.
        يقول السبكي: وبحثت عن نسخ قديمة من المستدرك فلم أجد ما ينشرح الصدر بعدمه [ أي وجدت الحديث في كلّ النسخ ]وتذكّرت الدارقطني إنّه يستدرك حديث الطير، فغلب على ظنّي إنّه لم يوضع عليه [ أي إنّ الحديث لم يوضع على الحاكم، ولم يزده
        أحد في المستدرك ] ثمّ تأمّلت قول من قال: إنّه [ أي الحاكم ]أخرجه من الكتاب، فإنْ ثبت هذا صحّت الحكايات، ويكون خرّجه في الكتاب قبل أن يظهر له بطلانه، ثمّ أخرجه منه لاعتقاده عدم صحّته كما في هذه الحكاية التي صحّح الذهبي سندها، ولكنّه بقي [ أي الحديث ] في بعض النسخ، إمّا لانتشار النسخ بالكتاب، أو لادخال بعض الطاعنين في الشيخين إيّاه [ أي الحديث ] فيه [ أي في المستدرك ] فكلّ هذا جائز، والعلم عند الله تعالى. هذا نصّ عبارة السبكي.

        أقول:
        هذه نماذج من محاولات القوم لاسقاط الحديث، ولاثبات أنّ الحاكم لم يروه في مستدركه، وذلك يكشف عن اضطراب القوم أمام تصحيح الحاكم وإخراجه هذا الحديث في كتابه.
        وهل اكتفوا بهذا ؟ لا، وهل استفادوا من هذه الاساليب شيئاً ؟ لا.
        فما كان عليهم إلاّ أنْ يهجموا على الحاكم داره فيضربوه ويكسروا منبره الذي كان يجلس عليه ويحدّث، ويمنعوه من الخروج من داره.
        وهلاّ فعلوا هذا من أوّل يوم، وقبل أن يتعبوا أنفسهم في
        (1) نفس المصدر 17/176.
        (2) طبقات الشافعية 4/168 ـ 169 ـ دار إحياء الكتب العربية ـ القاهرة ـ 1418 هـ.

        التحقيق عن كتاب المستدرك باحتمال أنْ يكون هذا الحديث قد أدرجه بعض الطاعنين، فما أحسن هذا الطريق لاثبات الخلافة لاسيادهم !! وهكذا فعلوا مع غير الحاكم، مع كثير من أئمّتهم !! أما فعلوا مع النسائي في دمشق ؟ أما بقروا بطن الحافظ الكنجي في داخل المسجد لانّه كان يملي فضائل علي ؟ وأما فعلوا ؟ وأما فعلوا ؟ أمّا بعلماء الطائفة الشيعيّة، وبالائمّة الاثني عشر، فأيّ شيء فعلوا ؟ وكيف عاملوا ؟
        وهكذا ثبتت الامامة والخلافة للشيخين وللمشايخ.
        فأيّ داع لكلّ ما قاموا به من المناقشة في السند، من المناقشة في الدلالة، من المعارضة، من تحريف اللفظ ؟ من ضرب وهتك لابن السقا والحاكم ؟ لماذا لا يقلّدون إمامهم وشيخ إسلامهم الذي قال: حديث الطير من الموضوعات المكذوبات(1) . فأراح نفسه من كلّ هذا التعب ؟
        وهذه فتوى ابن تيميّة، وتلك فتوى ابن كثير، وتلك أفعالهم وأعمالهم مع أئمّتهم كالحاكم وغيره، وتلك تحريفاتهم لالفاظ الحديث النبوي، وتلك خياناتهم تبعاً لخيانة صاحبهم أنس بن مالك، وتلك إمامة مشايخهم التي يريدون أن يثبتوها بهذه السبل !!
        وعلى كلّ منصف، كلّ محقّق، وكلّ حرّ أنْ يستمع القول فيتّبع أحسنه، والله على ما نقول شهيد، ونعم الحكم الله، والخصيم محمّد، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.


        (1) منهاج السنة 7 / 371.

        تعليق





        • ليث
          الله فضل بعض الأنبياء على بعض , وفضل الرسل بعضهم على بعض
          قال تعالى: ( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض )
          قال تعالى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )

          التفضيل بين الأنبياء والرسل تخص الله وحده .
          ولكن هل ذُكر الإئمة من باب تفضيلهم على غيرهم .

          صدى الفكر
          انت اجبت على جزء من السؤال وتركت الجزء الثاني
          وهو بماذا تم تفضيل البعض على البعض الاخر؟
          يعني ما هو وجه تفضيل هؤلاء على هؤلاء؟


          قال تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )
          فمنهم من كلم الله ومنهم من رفعه الله عنده ومنهم من بُعِث للناس كافة
          كما إن الله فضل سليمان عَلَمَهُ منطق الطير وسخر له الرياح والجن
          ,, وهذا التفضيل لله وحده خاصة ....

          وذكر الله في كتابه بأنه فضل الأنبيياء والرسل على بعض ولكن
          أين تم ذِكر الإئمة في القرأن بأنهم أفضل من الأنبياء ؟
          أم هو تصفيف كلام وعلى الهوى .

          تعليق



          • حديث الطير

            أريد أن أفهم شيء واحد ...
            هل على عليه السلام أحب إلى الله من فاطمة عليها السلام بنت رسول الله ؟
            وإن هذه الرواية تدل على إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن
            يعلم بأن علي رضى الله عنه هو أحب خلق الله ؟
            أو إنه كان شاككآ بالأمر فدعا الله ليطمئن قلبه !!


            نستنتج أن :

            علمآ إن حديث الدار يوم الإنذار في السنة الثالثه كما تعلمتم في مدارسكم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عَلِم من هو أخيه ووصيه وخليفته ولكن بعد عشر سنين على أقل تقدير نسى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن عليآ هو وصي الله وأحب خلق الله فدعا الله ليطمئن قلبه .

            تعليق



            • كتبنا سابقآ :
              أن اردت القياس بمثل هذا ؟.
              أما إن المسيح عليه السلام يصلي خلف المهدي فليس لأن المهدي هو أفضل منه ولكن لكي يقيم الحجة على النصارى
              بأن هذا هو الدين الذي يلزم أن يٌتبع




              الجابي
              عزيزي ,

              الامام المهدي ( عجل الله فرجه وسهل مخرجه )

              إمام هدى


              أما أبو بكر ( رضي الله عنه ) فهو امام ضلال ,

              فكيف تقاس النسبتين ,

              شكرا,



              فهل علي رضى الله عنه كان يصلي خلف الإمام الضال !!!!
              فمن صلى خلف الإمام الضال وهو يعلم بضلاله فهو ضال مثله .......................
              التعديل الأخير تم بواسطة 6 laith; الساعة 18-12-2011, 06:51 PM.

              تعليق


              • أنا من وجهة نظري ان الامامة لوحدها ليست افضل من النبوة بل الامامة مرتبطة بالنبوة وتابعة لها ولكن لان نبوة نبينا محمد صل الله عليه واله الخاتمة هي افضل النبوات ومرتبتها ودرجتها اعلى من النبوات السابقة فالامامة المرتبطة بها تفوق بقية المراتب السابقة فامامة الامام امير المؤمنين عليه السلام مرتبطة بالنبوة الخاتمة التي هي اعلى المراتب والدرجات والامامة المنبثقة من النبوة الخاتمة تكون في اعلى الدرجات ...فأمامة النبي الخاتم صل الله عليه واله بجميع صلاحياتها ومراتبها قد انتقلت الى الامام أمير المؤمنين عليه السلام ولذلك هو الاعلى و الافضل من بعد النبي صل الله عليه واله و لا يوجد له حتى منافس

                تعليق


                • السلام عليكم
                  كلا باأخي ليث لم ينسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن علي حبيبه وحبيب الله كما تقول
                  بل اراد اثبات الحجة وأن رسول الله يعلم أن احب الخلق اليه والى الله هو علي عليه السلام
                  ورسول الله كان يعلم أن علي كرم الله وجهه سوف يأتي لأن رسول الله دعا الله أن يأتي فأستجاب الله دعاء النبي لاشك ولا ريب أن دعوة خاتم النبيين مستجابة بالتأكيد
                  اما ما تقوله ان ذكر الائمة لم يذكر في القرآن هذا يدل انك قليل التفهم يااخي لأن الله عزوجل
                  عندما اوجب الصلاة لم يقل ان الصلاة العصر 4ركعات وغيرها من الصلوات بل عرفناها
                  عن طرق السنة الصحيحة علما ان هذا سؤال قد تم اجانة عليه من الائمه عليهم السلام
                  جاء في الكافي بسندٍ صحيح عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : { أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } ؟ (1)فقال : " نزلت في علي بن أبي طالب ، والحسن والحسين
                  فقلت له : إنّ الناس يقولون : فما له لم يسمّ عليّاً وأهل بيته (عليهم السلام) في كتاب الله عزّ وجلّ ؟

                  قال : فقال : " قولوا لهم : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت عليه الصلاة ، ولم يسمّ الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً ، حتّى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ، ولم يسمّ لهم من كلّ أربعين درهماً درهم ، حتّى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزل الحجّ فلم يقل لهم : طوفوا
                  أسبوعاً ، حتّى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت : { أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } ـ ونزلت في علي والحسن والحسين ـ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه .وقال (صلى الله عليه وآله) : أُوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي ، فإنّي سألت الله عزّ وجلّ أن لا يفرّق بينهما ، حتّى يوردهما عليّ الحوض ، فأعطاني ذلك وقال : لا تعلّموهم فهم أعلم منكم ، وقال : إنّهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فلم يبيّن مَن أهل بيته لادّعاها آل فلان وآل فلان ، لكنّ الله عزّ وجلّ أنزله في كتابه ، تصديقاً لنبيّه (صلى الله عليه وآله) { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } (1) ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) ، فأدخلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت الكساء في بيت أُمّ سلمة ، ثمّ قال : اللهمّ إنّ لكلّ نبيّ أهلاً وثقلاً ، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت أُمّ سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال : إنّك إلى خير ، ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ... " (2) .
                  1- النساء : 59 .1- الأحزاب : 33 2- الكافي 1 / 286
                  اترك العصبية يااخي ليث قال رسول الله ليس منا من دعى الى العصبية

                  لاأدري لماذا تسألأ دائما هل علي افضل من فاطمة عليها السلام!!!

                  تعليق


                  • المشاركة الأصلية بواسطة حسين90
                    السلام عليكم
                    اولا سوف انقل احاديث كتبنا نحن الشيعة حتى يستفيد الشيعة من هذخ الاحاديث

                    1-حدثنا محمد بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله بن الوليد قال قال ليأبو عبد الله ع أي شيء يقول الشيعة في عيسى و موسى و أمير المؤمنين ع قلت يقولونإن عيسى و موسى أفضل من أمير المؤمنين ع قال فقال أ يزعمون أن أمير المؤمنين ع قدعلم ما علم رسول الله قلت نعم و لكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا قالأبو عبد الله ع فخاصمهم بكتاب الله قال قلت و في أي موضع منه أخاصمهم قال قال اللهتعالى لموسى كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْء علما إنه لم يكتبلموسى كل شيء و قال الله تبارك و تعالى لعيسى وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَالَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ و قال الله تعالى لمحمد ص وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداًعَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء.

                    2-حدثنا علي بن محمد بن سعد عن حمدان بن محمد بن سليمان النيشابوري
                    عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسلم بنالحجاج عن يوسف عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله ع قال إن الله خلق أولي العزممن الرسل و فضلهم بالعلم و أورثنا علمهم و فضلهم و فضلنا عليهم في علمهم و علمرسول الله ص ما لم يعلموا و علمنا علم الرسول ص و علمهم.

                    3-حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمر عن عبد الله بن وليد السمان قال قال ليأبو جعفر ع يا عبد الله ما تقول الشيعة في علي ع و موسى و عيسى قال قلت جعلت فداكو من أي حالات تسألني قال أسألك عن العلم فأما الفضل فهم سواء قال قلت جعلت فداكفما عسى أقول فيهم فقال هو و الله أعلم منهما ثم قال يا عبد الله أ ليس يقولون إنلعلي ع ما للرسول من العلم قال قلت بلى قال فخاصمهم فيه قال إن الله تبارك و تعالىقال لموسى وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْء فأعلمنا أنه لم يبينله الأمر كله و قال الله تبارك و تعالى لمحمد ص وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلىهؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء.

                    -حدثنا إسماعيل بن شعيب عن علي بن إسماعيل عن بعض رجاله قال قال أبو عبد الله علرجل تمصون الثماد و تدعون النهر الأعظم فقال له الرجل ما تعني بهذا يا ابن رسولالله فقال علم النبي ص علم النبيين بأسره و أوحى الله إلى محمد ص فجعله محمد ص عندعلي ع فقال له الرجل فعلى ع أعلم أو بعض الأنبياء فنظر أبو عبد الله ع إلى بعضأصحابه فقال إن الله يفتح مسامع من يشاء أقول له إن رسول الله ص جعل ذلك كله عندعلي ع فيقول علي ع أعلم أو بعض


                    الأنبياء.

                    حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن رجل منالكوفيين عن محمد بن عمر عن عبد الله بن الوليد قال قال أبو عبد الله ع ما يقولأصحابك في أمير المؤمنين ع و عيسى و موسى أنهم أعلم قال قلت ما يقدمون على أوليالعزم أحدا قال أما إنك لو حاججتهم بكتاب الله لحججتهم قال قلت و أين هذا في كتابالله قال إن الله قال في موسى وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءمَوْعِظَةً و لم يقل كل شيء و قال في عيسى وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِيتَخْتَلِفُونَ فِيهِ و لم يقل كل شيء و قال في صاحبكم كَفى بِاللّهِ شَهِيداًبَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ.

                    هل النبي والأئمة من آله صلى الله عليه وآله أفضل من كل الأنبياء؟

                    - هل أن مرتبة علي عندكم أفضلمن جميع الأنبياء ما عدا النبي (ص)؟!
                    *
                    الجواب
                    نعم أمير المؤمنين علي عليه السلام هو أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآلهوهو وزيره ووصيه وأخوه في الدنيا والآخرة، وتدل أحاديث كثيرة عندنا وعندكم على أنعليا والأئمة من عترة النبي صلى الله عليه وآله هم معه ملحقون بدرجة النبي صلىالله عليه وآله يوم القيامة، وما دامت درجته أفضل من درجات الأنبياء عليهم السلام،فأهل بيته معه في تلك الدرجة.
                    إن أعلى درجة في جنة الفردوس هي لمحمد وآل محمد، ثم لإبراهيم وآل إبراهيم، ثملبقية الأنبياء عليهم السلام، وقد روت ذلك مصادركم!



                    نستدلّ لذلك بالكتاب أوّلاً، بآيةالمباهلة، وقد درسنا آية المباهلة بالتفصيل في ليلة خاصّة، وتقدّم البحث هناك عنكيفيّة دلالة قوله تعالى: (وَأَنْفُسَكُمْ)(1) على المساواة بين أمير المؤمنينوالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

                    ولمّا كان نبيّنا أفضل من جميعالانبياء السابقين بالكتاب وبالسنّة وبالاجماع، فيكون عليّ أيضاً كذلك، وهذا الوجهممّا استدلّ به علماؤنا السابقون، لاحظوا تفسير الفخر الرازي، وغيره، حيث يذكرونرأي الاماميّة واستدلالهم بهذه الاية المباركة على أفضليّة أمير المؤمنين منالانبياء السابقين.
                    يقول الرازي ـ في ذيل آيةالمباهلة ـ: كان في الري رجل يقال
                    (1) سورة آل عمران: 61.

                    له محمود بن الحسن الحمصي، وكانمعلّماً للاثنى عشريّة، وكان يزعم أنّ عليّاً أفضل من جميع الانبياء سوى محمّد.

                    قال: والذي يدلّ عليه قوله: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) ،وليس المراد بقوله: (وَأَنْفُسَنَا)نفس محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، لانّ الانسان لايدعو نفسه، بل المراد به غيره، وأجمعوا على أنّ ذلك الغير كان علي بن أبي طالب،فدلّت الاية على أنّ نفس عليّ هي نفس محمّد، ولا يمكن أن يكون المراد منه أنّ هذهالنفس هي عين تلك النفس، فالمراد أنّ هذه النفس مثل تلك النفس، وذلك يقتضيالاستواء في جميع الوجوه، ترك العمل بهذا العموم في حقّ النبوّة، وفي حقّ الفضل أيالافضليّة، لقيام الدلائل على أنّ محمّداً كان نبيّاً وما كان علي كذلك، ولانعقادالاجماع على أنّ محمّداً كان أفضل من علي، فيبقى فيما وراءه معمولاً به، ثمّالاجماع دلّ على أنّ محمّداً كان أفضل من سائر الانبياء، فيلزم أن يكون عليّ أفضلمن سائر الانبياء، فهذا وجه الاستدلال بظاهر الاية المباركة(1) .

                    والشيخ محمود بن الحسن الحمصي منعلماء القرن السابع، له كتاب المنقذ من الضلال، وطبع هذا الكتاب أخيراً وهو في علمالكلام.

                    (1) تفسير الرازي 8 / 81.

                    ثمّ يقول الرازي في جواب هذاالاستدلال ـ لاحظوا الجواب ـ: والجواب: إنّه كما انعقد الاجماع بين المسلمين علىأنّ محمّداً أفضل من علي، فكذلك انعقد الاجماع بينهم ـ أي بين المسلمين ـ قبل ظهورهذا الانسان ـ أي الشيخ الحمصي ـ فالاجماع منعقد قبل ظهور هذا وقبل وجوده على أنّالنبي أفضل ممّن ليس بنبي، وأجمعوا ـ أي المسلمون ـ على أنّ عليّاً ما كان نبيّاً،فلزم القطع بأنّ ظاهر الاية كما أنّه مخصوص بحقّ محمّد، فكذلك مخصوص في حقّ سائرالانبياء.

                    ويتلخّص الجواب: في دعوى الاجماع منعموم المسلمين على أنّ غير النبي لا يكون أفضل من النبي، وعلي ليس بنبي،فالاستدلال باطل.

                    ولو راجعتم تفسير النيسابوري أيضاًلوجدتم نفس الجواب، وكذا لو رجعتم إلى تفسير أبي حيّان الاندلسي البحر المحيط.

                    النيسابوري يقول، وعبارته ملخّص عبارةالرازي: فأُجيب بأنّه كما انعقد الاجماع بين المسلمين على أنّ محمّداً أفضل منسائر الانبياء، فكذا انعقد الاجماع بينهم على أنّ النبي أفضل ممّن ليس بنبي،وأجمعوا على أنّ عليّاً ما كان نبيّاً.

                    ونفس الكلام أيضاً تجدونه بتفسير أبيحيّان(1) ،وتفسير النيسابوري مطبوع على هامش تفسير الطبري(2) .

                    فكان الجواب إذن دعوى الاجماع من عمومالمسلمين قبل الشيخ الحمصي على أنّ من ليس بنبي لا يكون أفضل من النبي.

                    لو ثبت هذا الاجماع، أو كان مستنداًإلى أدلّة قطعيّة، ولم يكن في مقابله أدلّة قطعيّة، لسلّمنا ووافقنا على هذاالجواب.

                    ولكن القول بأفضليّة أئمّة أهل البيتمن سائر الانبياء سوى نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا القول موجود بينعلماء هذه الطائفة قبل الشيخ الحمصي، فأين دعوى الاجماع ـ إجماع المسلمين ـ قبلظهور هذا الانسان.

                    الشيخ الحمصي كما ذكرنا، وفاته فيأوائل القرن السابع، لكن الاستدلال الذي ذكره الشيخ الحمصي إنّما أخذه من الشيخالمفيد، والشيخ المفيد وفاته سنة (413)، فقبل الشيخ الحمصي هذا القول موجود، وهذاالاستدلال مذكور بالكتب، على أنّا إذا راجعنا كلام الشيخ المفيد لوجدناه ينسبالاستدلال إلى من سبقه من العلماء، فهذا الاستدلال موجود من قديم الايّام، وإذاكان الدليل هو

                    (1) البحر المحيط في تفسير القرآن2/480.

                    (2) تفسير النيسابوري ـ هامش الطبري3/214.

                    الاجماع، إذن لا إجماع على أنّ غيرالنبي لا يكون أفضل من النبي، وليس للرازي ولا لغيره جواب غير الذي قرأته لكم.

                    وأمّا المساواة بين أمير المؤمنينوالنبي من السنّة، فهناك أدلّة كثيرة وأحاديث صحيحة معتبرة، متّفق عليها بينالطرفين، صريحة في هذا المعنى، أي في أنّ أمير المؤمنين والنبي متساويان، إلاّ فيالنبوة، لقيام الاجماع على أنّ النبوّة ختمت بمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).

                    نذكر بعض الاحاديث:

                    منها: حديث النور: «خلقت أنا وعلي مننور واحد»، ففي تلك الاحاديث يقول رسول الله: إنّ الله سبحانه وتعالى قسّم ذلكالنور نصفين، فنصف أنا ونصف علي، قسّم ذلك النور نصفين، وهما مخلوقان من نور واحد،ولمّا كان رسول الله أفضل البشر مطلقاً، فعلي كذلك، وقد قرأنا هذا الحديث.

                    ومن الاحاديث أيضاً قوله (صلى اللهعليه وآله وسلم) بالنص: «أنا سيّد البشر» تجدون هذاالحديث في صحيح البخاري(1) ، وفي المستدرك(2) ، وفي مجمع الزوائد(3) ،وإذا كان علي مساوياً لرسول الله بمقتضى

                    (1) صحيح البخاري 6/223.

                    (2) المستدرك على الصحيحين 4/573.

                    (3) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد9/116.

                    حديث النور، وبمقتضى آية المباهلة،فعلي أيضاً سيّد البشر، وإذا كان سيّد البشر، فهو أفضل من جميع الانبياء.

                    قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أناسيّد ولد آدم»، وهذا الحديث تجدونه في صحيح مسلم(1) ، وفي سنن الترمذي(2) ،ومسند أحمد(3) ، وفي المستدرك(4) ،وفي مجمع الزوائد(5) وغير هذه المصادر.

                    وإذا كان عليّ (عليه السلام) بمقتضىآية المباهلة وبمقتضى حديث النور مساوياً لرسول الله، فيكون أيضاً سيّد ولد آدم.

                    (1) صحيح مسلم، كتاب الفضائل بابتفضيل نبيّنا على جميع الخلائق.

                    (2) سنن الترمذي 2 / 195.

                    (3) مسند أحمد 1/5.

                    (4) المستدرك 3/124.




                    (5) مجمع الزوائد 10: 376.
                    تشبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)بالانبياء (عليهم السلام) السابقين

                    وهذا الوجه أيضاً ذكره الشيخ الحمصي،وأورده الفخر الرازي في الاستدلال، لكنّ الشيخ الحمصي ذكر هذا الدليل كتأييدلدلالة آية المباهلة، لكنّا نعتبره دليلاً مستقلاًّ، وهذا الحديث نسمّيه بحديثالاشباه أو حديث التشبيه، وهو قوله: «من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحاً فيطاعته، وإبراهيم في خلّته، وموسى في هيبته، وعيسى في صفوته، فلينظر إلى علي بن أبيطالب».

                    وهذا هو اللفظ الذي ذكره الشيخالحمصي، وللحديث ألفاظ أُخرى، هذا الحديث بألفاظه المختلفة موجود في كتب الفريقين،أذكر لكم بعض أعلام الحفّاظ والائمّة من أهل السنّة الرواة لهذا الحديث بألفاظهالمختلفة:
                    1 ـ عبدالرزاق بن همّام،صاحب المصنّف وشيخ البخاري
                    2 ـ أحمد بن حنبل.

                    3 ـ أبو حاتم الرازي.

                    4 ـ أبو حفص ابن شاهين.

                    5 ـ الحاكم النيسابوري.

                    6 ـ ابن مردويه الاصفهاني.

                    7 ـ أبو نعيم الاصفهاني.

                    8 ـ أبو بكر البيهقي.

                    9 ـ ابن المغازلي الواسطي.

                    10 ـ أبو الخير القزويني الحاكمي.

                    11 ـ الطبري، صاحب الرياض النضرة.

                    12 ـ ابن الصبّاغ المالكي.

                    وغير هؤلاء من العلماء، يروون هذاالحديث بأسانيدهم عن عدّة من صحابة رسول الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

                    ومن رواته: ابن عبّاس، وأبو الحمراء،وأبو سعيد الخدري، ومن رواته صحابة آخرون أيضاً.

                    ولابدّ من الكلام والبحث حول هذاالحديث سنداً ودلالة ليتمّ الاستدلال.

                    أمّا سنداً، فإنّي أذكر لكم سندين منأسانيده، وقد حقّقتهما،

                    وهما سندان صحيحان، وبإمكاني تحقيقصحة أسانيد أُخرى لهذا الحديث أيضاً، لكنّي أكتفي بهذين السندين:

                    يقول ياقوت الحموي في كتابه معجمالاُدباء بترجمة محمّد ابن أحمد بن عبيدالله الكاتب المعروف بابن المفجّع، هذاالشخص نظم حديث التشبيه في قصيدة، والقصيدة إسمها قصيدة الاشباه، يقول الحمويياقوت:

                    وله قصيدة ذات الاشباه سمّيت بذاتالاشباه لقصده فيما ذكره: الخبر الذي رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عنسعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليهوآله وسلم) وهو في محفل من أصحابه: «إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في فهمه،وإبراهيم في خلّته، وموسى في مناجاته، وعيسى في سننه، ومحمّد في هديه وحلمه،فانظروا إلى هذا المقبل»، فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب، فأورد المفجع ذلكفي قصيدته وفيها أي في هذه القصيدة مناقب كثيرة.

                    ياقوت الحموي معروف بأنّه منالمنحرفين عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا مذكور بترجمته، لاحظوا كتاب وفياتالاعيان، لاحظوا شذرات الذهب وغيرهما من المصادر، وقد ذكروا أنّه تكلّم في سنة 613هـ في دمشق بكلام في علي، فثار

                    الناس عليه وكادوا يقتلونه، فانهزم مندمشق، ذكر هذا ابن خلّكان ونصّ على أنّه كان متعصّباً على علي.

                    وأمّا عبد الرزاق بن همّام، فهذا كماأشرنا وذكرنا وفي الجلسات السابقة أيضاً ذكرناه، هذا شيخ البخاري وصاحب المصنّفومن رجال الصحاح كلّها، ولم يتكلّم أحد في عبد الرزاق ابن همّام بجرح أبداً، حتّىقيل بترجمته: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله مثل ما رحلوا إليه، توفي سنة 211هـ.

                    معمر بن راشد، من رجال الصحاح الستّة،توفي سنة 153هـ.

                    الزهري هو الامام الفقيه المحدّثالكبير، من رجال الصحاح الستّة، وقد تجرّأ ابن تيميّة وادّعى بأنّ هذا الرجل أفضلمن الامام الباقر (عليه السلام).

                    وأمّا سعيد بن المسيّب، فكذلك هو منرجال الصحاح الستّة، توفي بعد سنة 90 هـ، وهذا الشخص يروي هذا الحديث عن أبي هريرة.

                    وأبو هريرة عندهم من الصحابة الثقاتوالموثوقين، الذين لا يتكلّم فيهم بشكل من الاشكال.

                    وأبو هريرة عندهم من الصحابة الثقاتوالموثوقين، الذين لا يتكلّم فيهم بشكل من الاشكال.

                    فهذا السند صحيح إلى هنا.

                    وسند آخر، وهو ما ذكره الحافظ ابنشهرآشوب المازندراني

                    التراجم، ويثنون عليه الثناء الجميل،وينصّون على أنّه كان صادق اللهجة، وسأقرأ لكم عبارة ابن شهرآشوب يقول:

                    روى أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق، عنمعمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة. وأيضاً روى ابن بطّة في الابانةبإسناده عن ابن عباس، كلاهما عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من أراد أنينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى موسى في مناجاته، وإلى عيسى فيسمته، وإلى محمّد في تمامه وكماله وجماله، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل»، قال:فتطاول الناس بأعناقهم فإذا هم بعلي كأنّما في صبب وينحل عن جبل.
                    وتابعهما أنس، أنس بنمالك أيضاً من رواة هذا الحديث إلاّ أنّه قال: «وإلى إبراهيم في خلّته، وإلى يحيىفي زهده، وإلى موسى في بطشته، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب

                    وهذا السند نفس السند، إلاّ أنّالراوي عن عبدالرزاق هو أحمد بن حنبل، وأحمد بن حنبل لا يحتاج إلى توثيق.

                    وأمّا ابن شهرآشوب، فهو أحد كبارعلماء طائفتنا، إلاّ أنّ أهل السنّة أيضاً يحترمونه ويثنون عليه، ويترجمون له،فلاحظوا الوافي بالوفيات للصفدي، لاحظوا بغية الوعاة للسيوطي، ولاحظوا غير هذينالكتابين، يقولون هناك بترجمته: وكان بهي المنظر، حسن الوجه والشيبة، صدوقاللَّهجة، مليح المحاورة، واسع العلم، كثير الخشوع والعبادة والتهجّد(1) .

                    وأمّا دلالة حديث التشبيه، فهذاالحديث يدلّ على أفضليّة أمير المؤمنين من الانبياء السابقين، بلحاظ أنّه قداجتمعت فيه ما تفرّق في أولئك من الصفات الحميدة، ومن اجتمعت فيه الصفات المتفرّقةفي جماعة، يكون هذا الشخص الذي اجتمعت فيه تلك الصفات أفضل من تلك الجماعة، وهذاالاستدلال واضح تماماً، ومقبول عند الطائفتين، وسأقرأ لكم بعض العبارات:

                    يقول ابن روزبهان في الجواب عن هذاالحديث: أثر الوضع على هذا الحديث ظاهر، ولا شكّ أنّه منكر، لانّه يوهم أنّ علي بنأبي طالب أفضل من هؤلاء الانبياء، وهذا باطل، فإنّ غير النبي لا يكون أفضل منالنبي، وأمّا أنّه موهم هذا المعنى فلانّه جمع فيه من

                    الوافي بالوفيات 4 / 164، بغيةالوعاة: 77، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: 240، طبقات المفسرين 2 / 199.






































                    تعليق


                    • بواسطة laith

                      فهل علي رضى الله عنه كان يصلي خلف الإمام الضال !!!!
                      فمن صلى خلف الإمام الضال وهو يعلم بضلاله فهو ضال مثله
                      لا عزيزي المخالف ,

                      الامام علي ( عليه الصلاة والسلام ) هو عظيم بني هاشم وان لم يكن اكبرهم سناً ,

                      فإذا عادى ائمتكم فكم من بني هاشم واتباعهم سوف يتبعوهم ,

                      وتكون الفتنة الكبرى التي بها يضعف الاسلام ,

                      فحفاظا على بيضة الاسلام ووحدة المسلمين ولم شملهم كان مثل هذا الامر من الصلاة خلف الباغي ,

                      ولكن ما تقول في قول امامكم عمر عندما يقولها صراحة كيف ان الامام علي كان يرى ابا بكر ونفسه بهذه الصفات وهي كما في هذا الحديث :

                      صحيح مسلم - (ج 3 / ص 1376)
                      فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم فجتئما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما نورث ما تركنا صدقة ) فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم وولي أبا بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني بار راشد تابع للحق



                      أقول : لا تنسى هذا القول ابدا ,

                      شكرا ,

                      تعليق


                      • الاخ الذي يستنكر الصلاة على خلف امام ضال ويقول من يصلي خلف الضال فهو ضال مثله الا يعلم ان شيخهم ابن باز يقول ان الصلاة تصح خلف الامام الفاسق ؟؟

                        http://www.binbaz.org.sa/mat/16037

                        تعليق


                        • اللهم صلي على محمد وآل محمد

                          صحابي شيعي
                          أنا من وجهة نظري ان الامامة لوحدها ليست افضل من النبوة بل الامامة مرتبطة بالنبوة وتابعة لها
                          جميل هذا الكلام ...
                          ولكن هذا من وجهة نظرك وليس من وجهة نظر عقيدة الإمامية .


                          صحابي شيعي
                          ولكن لان نبوة نبينا محمد صل الله عليه واله الخاتمة هي افضل النبوات ومرتبتها ودرجتها اعلى من النبوات السابقة فالامامة المرتبطة بها تفوق بقية المراتب السابقة

                          طالما أنت قلت بالبداية إن الإمامة لوحدها ليست أفضل من النبوة .
                          فهنا الإمامة لعلي رضى الله عنه أفضل ممن سبقوه من الإئمة وليس من الأنبياء عليهم السلام .

                          سترجع بعد ذلك وتقول كما قال الجمري بأن إبراهيم عليه السلام كان خليلآ وبعدها أصبح نبيآ وبعدها أصبح إمامآ فالأمامة أفضل منزلة من النبوة .... إلخ
                          ونرجع ونقول لك : قال الرسول لعلي ( أنت من بمنزلة هارون من موسى )
                          فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يعطي عليآ رضى الله عنه منزلة أولى العزم من الرسل .

                          تعليق


                          • اللهم صلي على محمد وآل محمد

                            الأخ حسين
                            السلام عليكم
                            كلا باأخي ليث لم ينسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن علي حبيبه وحبيب الله كما تقول
                            بل اراد اثبات الحجة وأن رسول الله يعلم أن احب الخلق اليه والى الله هو علي عليه السلام
                            ورسول الله كان يعلم أن علي كرم الله وجهه سوف يأتي لأن رسول الله دعا الله أن يأتي فأستجاب الله دعاء النبي لاشك ولا ريب أن دعوة خاتم النبيين مستجابة بالتأكيد


                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            ولماذا الغموض في الدعاء أليس من الأفضل ان يقول أللهم إبعثي لي عليآ أحب خلقك إليك ولي ليأكل معي هذا الطير .

                            حسين
                            اما ما تقوله ان ذكر الائمة لم يذكر في القرآن هذا يدل انك قليل التفهم يااخي لأن الله عزوجل
                            عندما اوجب الصلاة لم يقل ان الصلاة العصر 4 ركعات وغيرها من الصلوات بل عرفناها عن طرق السنة الصحيحة

                            يا عزيزي
                            إن الله أمر بالصلاة والزكاة في كتابه العزيز وفرضها على المسلمين لأنها أصل من أصول الدين .
                            ولكن الأمور الفقهية والعبادات أخذناها من الرسول صلى الله عليه وسلم .
                            فالأصل يجب أن يكون له ذكر في القرأن الكريم ..
                            فالإمامة عندكم أصل من أصول الدين وأهم ركن من الأركان ولكنه لم يذكر له شيء في القرأن الكريم .

                            الأخ حسين
                            إن أردت فتح موضوع حواري حول الإمامة فإفتحه لكي لا يتشتت هذا الموضوع .

                            تعليق


                            • اللهم صلي على محمد وآل محمد

                              صوت الهداية
                              الاخ الذي يستنكر الصلاة على خلف امام ضال ويقول من يصلي خلف الضال فهو ضال مثله الا يعلم ان شيخهم ابن باز يقول ان الصلاة تصح خلف الامام الفاسق ؟؟

                              http://www.binbaz.org.sa/mat/16037
                              هناك فرق بين الكافر والفاسق ...
                              فالكافر لا يجوز أن تصلي خلفه بأي حال من الأحوال ولكن الفاسق يجوز الصلاة خلفه .
                              فأنتم تكفرون الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله عنه وتعتبرونه من المرتدين عن الإسلام وتعتبرونه من المخلدين في النار .
                              فهنا لا يصح أن يصلي المؤمن خلف الكافر .

                              يبدو أن تكون وضحنا لك الجواب .

                              تعليق


                              • اللهم صلي على محمد وآل محمد

                                الجابي
                                لا عزيزي المخالف ,

                                الامام علي ( عليه الصلاة والسلام ) هو عظيم بني هاشم وان لم يكن اكبرهم سناً ,

                                فإذا عادى ائمتكم فكم من بني هاشم واتباعهم سوف يتبعوهم ,

                                وتكون الفتنة الكبرى التي بها يضعف الاسلام ,

                                وهل هناك فتنة أكبر من الوقوف خلف الضالين _ كما تزعموا _ لكي يتبعوهم الناس وهم لا يعلموا بضلالتهم فيضلوا الطريق .
                                فأنتم تجعلوا الإمام علي رضى الله عنه يحمل إزر وإثم كل من إتبع الضالين ليومنا هذا .........

                                فهل هذا كلام يقبله عاقل .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X