إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــامـــــــــــــــــة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية التطهير وأزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)



    آية التطهير وأزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
    لكن يبقى هناك في جهة النفي بحث يتعلّق بقولين :

    أحدهما :
    ما ينقل عن عكرمة مولى عبدالله بن عباس ، فهذا كان يصرّ على أنّ الاية نازلة في خصوص أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حتّى أنّه كان يمشي في الاسواق ويعلن عن هذا الرأي ، ويخطّئ الناس باعتقادهم باختصاص الاية المباركة بأهل البيت ، ممّا يدلّ على أنّ الرأي السائد عند المسلمين كان هذا الرأي ، حتّى أنّه كان يقول : من شاء باهلته في أنّ الاية نازلة في أزواج النبي خاصّة ، وفي تفسير الطبري : إنّه كان ينادي في الاسواق بذلك(1) ، وفي تفسير ابن كثير إنّه كان يقول : من شاء باهلته أنّها نزلت في نساء النبي خاصّة(2) ، وفي الدر المنثور ، كان يقول : ليس بالذي تذهبون إليه ، إنّما هو

    ____________
    (1) تفسير الطبري 22 / 7 ، ابن كثير 3 / 415 .
    (2) ابن كثير 3 / 415 ، الدرّ المنثور 5 / 198 .
    نساء النبي(1) .
    فهذا هو القول الاوّل .
    لكنّ هذا القول يبطله :
    أوّلاً : إنّه قول غير منقول عن أحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
    ثانياً : قول تردّه الاحاديث الصحيحة المعتبرة المعتمدة المتفق عليها بين المسلمين .
    ثالثاً : هذا الرجل كان منحرفاً فكراً وعملاً ، وكان معادياً لاهل البيت ومن دعاة الخوارج .
    أذكر لكم جملاً ممّا ذكر بترجمة هذا الرجل :
    كان خارجيّاً بل من دعاتهم ، وإنّما أخذ أهل أفريقيّة هذا الرأي ـ أي رأي الخوارج ـ من عكرمة ، ولكونه من الخوارج تركه مالك بن أنس ولم يرو عنه .
    قال الذهبي : قد تكلّم الناس في عكرمة لانّه كان يرى رأي الخوارج ، بل كان هذا الرجل مستهتراً بالدين ، طاعناً في الاسلام ، فقد نقلوا عنه قوله : إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به الناس ، وقال في وقت الموسم أي موسم الحج : وددت أنّي بالموسم

    ____________
    (1) الدرّ المنثور 5 / 198 .
    وبيدي حربة فأعترض بها من شهد الموسم يميناً وشمالاً ، وإنّه وقف على باب مسجد النبي وقال : ما فيه إلاّ كافر ، وذكر أنّه كان لا يصلّي ، وأنّه كان يرتكب جملة من الكبائر .
    وقد نصّ كثير من أئمّة القوم على أنّه كان كذّاباً ، فقد كذب على سيّده عبدالله بن عباس حتّى أوثقه علي بن عبدالله بن عباس على باب كنيف الدار ، فقيل له : أتفعلون هذا بمولاكم ؟ قال : إنّ هذا يكذب على أبي .
    وعن سعيد بن المسيّب أنّه قال لمولاه : يا برد إيّاك أن تكذب عَلَيّ كما يكذب عكرمة على ابن عباس .
    وعن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الذي هو من فقهاء المدينة المنوّرة : إنّ عكرمة كذّاب .
    وعن ابن سيرين : كذّاب .
    وعن مالك بن أنس : كذّاب .
    وعن يحيى بن معين : كذّاب .
    وعن ابن ذويب : كان غير ثقة .
    وحرّم مالك الرواية عن عكرمة .
    وقال محمّد بن سعد صاحب الطبقات : ليس يحتج بحديثه .
    هذه الكلمات بترجمة عكرمة نقلتها : من كتاب الطبقات لابن
    </span>سعد ، من كلمات الضعفاء الكبير لابي جعفر العقيلي ، من تهذيب الكمال للحافظ المزّي ، من وفيّات الاعيان ، من ميزان الاعتدال للذهبي ، المغني في الضعفاء للذهبي ، سير أعلام النبلاء للذهبي ، تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني(1) .
    هذه خلاصة ترجمة هذا الشخص .
    لكن الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري ، في مقدمة هذا الشرح(2) ، له فصل يدافع فيه عن رجال صحيح البخاري المقدوح فيهم ، عن الرجال المشاهير المجروحين الذين اعتمدهم البخاري ، فيعنون هناك عكرمة مولى ابن عباس ويحاول الذبّ عن هذا الرجل بما أُوتي من حول وقوّة .
    إلاّ أنّكم لو رجعتم إلى كلماته لوجدتموه متكلّفاً في أكثرها أو في كلّ تلك الكلمات ، وهذه مصادر ترجمة هذا الشخص ذكرتها لكم ، ومن أراد التوسع فليرجع إلى الكتب التي ذكرتها .
    ومن طريف ما أُحبّ أن أذكره هنا : إنّ عكرمة وإنْ أخرج عنه البخاري ، لم يخرج عنه مسلم ، عكرمة أعرض عنه مسلم وإن

    ____________
    (1) طبقات ابن سعد 5 / 287 ، تهذيب الكمال 20 / 264 ، تهذيب التهذيب 7 / 263 ، المغني في الضعفاء للذهبي 2 / 84 ، ميزان الاعتدال 3 / 93 ، وغيرها .
    (2) هدي الساري مقدّمة فتح الباري : 524 .
    اعتمده البخاري ، ومن هنا قالوا : إن أصحّ الكتب كتاب البخاري وكتاب مسلم ، وأصحّهما كتاب البخاري ، فلامر ما قدّموا البخاري !! ولي أيضاً شواهد على هذا .
    سأقرأ لكم حديث الثقلين من صحيح مسلم ، والبخاري لم يرو حديث الثقلين في صحيحه ، سأذكر لكم ـ إن شاء الله ـ حديثاً عن صحيح مسلم فيه مطلب مهمّ جدّاً يتعلّق بالشيخين ، وقد ذكره البخاري في صحيحه في مواضع متعددة وحرّفه وذكره بألفاظ وأشكال مختلفة .
    إذن ، كون عكرمة من رجال البخاري لا يفيد البخاري ولا يفيد عكرمة إنّه ربّما يحتجّ لوثاقة عكرمة باعتماد البخاري عليه ، ولكن الامر بالعكس ، إنّ رواية البخاري عن عكرمة من أسباب جرحنا للبخاري ، من أسباب عدم اعتمادنا على البخاري ، ولو أنّ بعض الكتّاب المعاصرين ـ ولربّما يكون أيضاً من أصحابنا الاماميّة ـ يحاولون الدفاع عن عكرمة ، فإنّهم في اشتباه .
    وعلى كلّ حال ، فالقول باختصاص الاية المباركة بأزواج النبي ، هذا القول مردود ، إذ لم يرو إلاّ عن عكرمة ، وقد رفع عكرمة راية هذا القول ، وجعل ينشره بين الناس ، وطبيعي أن الذين يكونون على شاكلته سيتقبلون منه هذا القول .

    </span>الثاني :
    وهو القول بأنّ المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة : أهل البيت ـ أي علي وفاطمة والحسنان ـ والازواج أيضاً .
    هذا القول إذا رجعنا إلى التفاسير المعتبرة ، لوجدنا مثل ابن الجوزي في كتابه زاد المسير في علم التفسير(1) ، الذي هو من التفاسير المشهورة ، ينسب هذا القول إلى الضحّاك فقط ، ولم نجد في كتاب ابن الجوزي وأمثاله من يعزو هذا القول إلى غير الضحّاك .
    أترى أنّ قول الضحّاك وحده يعارض ما روته الصحاح والسنن والمسانيد عن ابن عباس ، وعن جابر بن عبدالله ، وعن زيد بن أرقم ، وعن سعد بن أبي وقّاص ، وعن أُمّ سلمة ، وعن عائشة ؟
    وعجيب ، إنّ هؤلاء يحاولون أن يذكروا لزوجات النبي فضيلة ، والحال أنّ نفس الزوجات هنّ بأنفسهنّ ينفين هذا القول ، فأُمّ سلمة وعائشة من جملة القائلين باختصاص الاية المباركة بأهل البيت ، وكم من عجيب عندهم ، وما أكثر العجب والعجيب عندهم ، يحاولون الدفاع عن الصحابة أجمعين اكتعين كما يعبّر

    ____________
    (1) زاد المسير في علم التفسير 6 / 381 .
    السيد شرف الدين رحمة الله عليه : أجمعين أكتعين ، والحال أنّ الصحابة أنفسهم لا يرون مثل هذا المقام لهم ، نحن نقول بعدالتهم جميعاً وهم لا يعلمون بعدالتهم ؟!
    فأُمّ سلمة وعائشة تنفيان أن تكون الاية نازلة في حقّ أزواج النبي ، ويأتي الضحّاك ويضيف إلى أهل البيت أزواج النبي ، وكأنّه يريد الاصلاح بين الطرفين ، وكأنّه يريد الجمع بين الحقّين .
    لكنّي وجدت في الدر المنثور(1) حديثاً يرويه السيوطي عن عدّة من أكابر المحدّثين عن الضحّاك ، يروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديثاً يتنافى مع هذه النسبة إلى الضحّاك .
    وأيضاً : الضحّاك الذي نسب إليه ابن الجوزي هذا القول في تفسيره ، هذا الرجل أدرجه ابن الجوزي نفسه في كتاب الضعفاء ، وذكره العقيلي في كتاب الضعفاء ، وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء ، وعن يحيى بن سعيد القطّان الذي هو من كبار أئمّتهم في الجرح والتعديل أنّه كان يجرح هذا الرجل ، وذكروا بترجمته أنّه بقي في بطن أُمّه مدّة سنتين .
    وهذا ما أدري يكون فضيلة له أو يكون طعناً له ، وكم عندهم

    ____________
    (1) الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 5 / 199 .
    من هذا القبيل ، يذكر عن مالك بن أنس أنّه بقي في بطن أُمّه أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات على ما أتذكّر الان ، وراجعوا كتاب وفيّات الاعيان لابن خلّكان وغيره .
    وعلى كلّ حال ، فإنّا نرجع إلى ما في الصحاح ، والافضل لهم أن يرجعوا إلى ما في الصحاح ، وهذا ما دعا مثل ابن تيميّة إلى أن يعترف بصحّة حديث نزول الاية في أهل البيت الاطهار واختصاصها بهم ، وأمّا عكرمة والضحّاك وقول مثل هذين الرجلين المجروحين المطعونين ، فإنّما يذكر لتضعيف استدلال الاماميّة بالاية المباركة ، والذاكرون أنفسهم يعلمون بعدم صلاحيّة مثل هذه الاقوال للاستدلال .

    تعليق


    • حث حول آية التطهير


      بسم الله الرحمن الرحيم

      تمهيد
      الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين .
      موضوع البحث في هذه الليلة آية التطهير .
      انتهينا من البحث بنحو الاجمال عن آية المباهلة ، وبقيت نقاط تتعلّق بآية المباهلة سنتعرض لها إن شاء الله في مبحث تفضيل الائمّة على الانبياء ، في الليلة المقرّرة لهذا البحث إن شاء الله .
      قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )(1) .
      هذه الاية في القرآن الكريم ضمن آيات تتعلّق بزوجات

      ____________
      (1) سورة الاحزاب : 33 .
      ـــــــــــــــــــــــــــــ
      الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أقرأ الايات :
      ( يَا نِسَاءَ النَّبِيّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً وَاذْكُرْنَ ما يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً )(1) صدق الله العليّ العظيم .
      هذه الاية المباركة أيضاً من جملة ما يستدلّ به من القرآن الكريم على إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه .
      وكما ذكرنا في الليلة الماضية حيث ذكرنا الخطوط التي لابدّ وأن يجري البحث على أساسها ، ورسمنا تلك الخطوط ، وذكرنا بأنّ القرآن الكريم لم يأت فيه اسم أحد ، وكلّ آية يستدلّ بها على إمامة أمير المؤمنين أو غير أمير المؤمنين ، لابدّ وأن يرجع في دلالتها وفي شأن نزولها إلى السنّة المفسّرة لتلك الاية ، والسنّة المفسّرة للاية أيضاً يجب أن تكون مقبولة عند الطرفين المتنازعين المتخاصمين في مثل هذه المسألة المهمّة .

      ____________
      (1) سورة الاحزاب : 32 ـ 34 .

      ـــــــــــــــــــــــــــــــــالمراد من أهل البيت (عليهم السلام) في آية التطهير
      إذن ، لابدّ من بيان المراد من أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الاية المباركة ، لانّ الله سبحانه وتعالى يقول : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .
      محلّ الاستدلال في هذه الاية المباركة نقطتان :
      النقطة الاُولى : المراد من أهل البيت .
      النقطة الثانية : المراد من إذهاب الرجس .
      فإذا تمّ المدّعى على ضوء القواعد المقرّرة في مثل هذه البحوث في تلك النقطتين ، تمّ الاستدلال بالاية المباركة على إمامة علي أمير المؤمنين ، وإلاّ فلا يتمّ الاستدلال .
      المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة مَن ؟ لابدّ هنا من الرجوع أيضاً إلى كتب الحديث والتفسير ، وإلى كلمات العلماء من محدّثين ومفسّرين ومؤرخين ، لنعرف المراد من قوله تعالى في هذه الاية ، أي : المخاطب بأهل البيت من هم ؟ ونحن كما قرّرنا من
      </span>قبل ، نرجع أوّلاً إلى الصحاح والمسانيد والسنن والتفاسير المعتبرة عند أهل السنّة .
      وإذا ما رجعنا إلى صحيح مسلم ، وإلى صحيح الترمذي ، وإلى صحيح النسائي ، وإلى مسند أحمد بن حنبل ، وإلى مسند البزّار ، وإلى مسند عبد بن حُميد ، وإلى مستدرك الحاكم ، وإلى تلخيص المستدرك للذهبي ، وإلى تفسير الطبري ، وإلى تفسير ابن كثير ، وهكذا إلى الدر المنثور ، وغير هذه الكتب من تفاسير ومن كتب الحديث :
      نجد أنّهم يروون عن ابن عباس ، وعن أبي سعيد ، وعن جابر بن عبدالله الانصاري ، وعن سعد بن أبي وقّاص ، وعن زيد بن أرقم ، وعن أُمّ سلمة ، وعن عائشة ، وعن بعض الصحابة الاخرين :
      أنّه لمّا نزلت هذه الاية المباركة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، جمع أهله ـ أي جمع عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ـ وألقى عليهم كساءً وقال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي » .
      وفي بعض الروايات : ألقى الكساء على هؤلاء ، فنزلت الاية المباركة .
      والروايات بعضها تفيد أنّ الاية نزلت ففعل رسول الله هكذا .
      وبعضها تفيد أنّه فعل رسول الله هكذا ، أي جمعهم تحت كساء
      </span>فنزلت الاية المباركة .
      قد تكون القضيّة وقعت مرّتين أو تكرّرت أكثر من مرّتين أيضاً ، والاية تكرّر نزولها ، ولو راجعتم إلى كتاب الاتقان في علوم القرآن للجلال السيوطي لرأيتم فصلاً فيه قسمٌ من الايات النازلة أكثر من مرّة ، فيمكن أن تكون الاية نازلة أكثر من مرّة والقضيّة متكرّرة .
      وسنقرأ إن شاء الله في البحوث الاتية عن حديث الثقلين : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ... » إلى آخر الحديث ، قاله في مواطن متعدّدة .
      وقد ثبت عندنا أنّ النبي قال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » أكثر من مرّة ، وإنْ اشتهرت قضيّة غدير خم .
      وحديث « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » وارد عن رسول الله في مصادر أهل السنّة في أكثر من خمسة عشر موطناً .
      فلا نستبعد أن تكون آية التطهير نزلت مرّتين أو أكثر ، لانّا نبحث على ضوء الاحاديث الواردة ، فكما ذكرت لكم ، بعض الاحاديث تقول أنّ النبي جمعهم تحت الكساء ثمّ نزلت الاية ، وبعض الاحاديث تقول أنّ الاية نزلت فجمع رسول الله عليّاً
      </span>وفاطمة والحسنين وألقى عليهم الكساء وقال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي » .
      فالحديث في :
      1 ـ صحيح مسلم(1) .
      2 ـ مسند أحمد ، في أكثر من موضع(2) .
      3 ـ مستدرك الحاكم(3) ، مع إقرار الذهبي وتأييده لتصحيح الحاكم لهذا الحديث(4) .
      4 ـ صحيح الترمذي ، مع تصريحه بصحّته(5) .
      5 ـ سنن النسائي(6) ، الذي اشترط في سننه شرطاً هو أشدّ من شرط الشيخين في صحيحيهما ، كما ذكره الذهبي بترجمة النسائي في كتاب تذكرة الحفاظ(7) .
      ولا يخفى عليكم أنّ كتاب الخصائص الموجود الان بين

      ____________
      (1) صحيح مسلم 7 / 130 .
      (2) مسند أحمد 1 / 330 و 6 / 292 و 323 .
      (3) المستدرك على الصحيحين 2 / 416 .
      (4) تلخيص المستدرك ( ط مع المستدرك ) 2 / 416 .
      (5) صحيح الترمذي 5 / 327 كتاب التفسير و 627 و 656 كتاب المناقب .
      (6) خصائص علي من سنن النسائي : 49 و 62 و 81 ، ط الغري .
      (7) تذكرة الحفاظ 1 / 700 .
      أيدينا الذي هو من تأليف النسائي ، هذا جزء من صحيحه ، إلاّ أنّه نشر أو انتشر بهذه الصورة بالاستقلال ، وإلاّ فهو جزء من صحيحه الذي اشترط فيه ، وكان شرطه في هذا الكتاب أشدّ من شرط الشيخين في صحيحيهما .
      6 ـ تفسير الطبري ، حيث روى هذا الحديث من أربعة عشر طريقاً(1) .
      7 ـ كتاب الدر المنثور للسيوطي ، يرويه عن كثير من كبار الائمّة الحفّاظ من أهل السنّة(2) .
      وقد اشتمل لفظ الحديث في أكثر طرقه على أنّ أُم سلمة أرادت الدخول معهم تحت الكساء ، فجذب رسول الله الكساء ولم يأذن لها بالدخول ، وقال لها : « وإنّك على خير » أو « إلى خير»(3) .
      والحديث أيضاً وارد عن عائشة كذلك(4) .
      واشتمل بعض ألفاظ الحديث على جملة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل

      ____________
      (1) تفسير الطبري 22 / 5 ـ 7 .
      (2) الدرّ المنثور 5 / 199 .
      (3) أحمد 6 / 292 ، والترمذي ، وغيرهما .
      (4) صحيح مسلم 7 / 130 .
      إلى فاطمة ، وأمرها بأن تدعو عليّاً والحسنين ، وتأتي بهم إلى النبي ، فلمّا اجتمعوا ألقى عليهم الكساء وقال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي » ممّا يدل على أن النبي كانت له عناية خاصة بهذه القضيّة ، ولمّا أمر رسول الله فاطمة بأن تأتي هي وزوجها وولداها ، لم يأمرها بأن تدعو أحداً غير هؤلاء ، وكان له أقرباء كثيرون ، وأزواجه في البيت عنده ، وحتّى أنّه لم يأذن لاُمّ سلمة أن تدخل معهم تحت الكساء .
      إذن ، هذه القضيّة تدلّ على أمر وشأن ومقام لا يعمّ مثل أُمّ سلمة ، تلك المرأة المحترمة المعظّمة المكرّمة عند جميع المسلمين .
      إلى هنا تمّ لنا المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة .
      وهذا الاستدلال فيه جهة إثبات وجهة نفي ، أمّا جهة الاثبات ، فإنّ الذين كانوا تحت الكساء ونزلت الاية في حقّهم هم : علي وفاطمة والحسن والحسين فقط ، وأمّا جهة النفي ، فإنّه لم يأذن النبي لان يكون مع هؤلاء أحد .
      في جهة الاثبات وفي جهة النفي أيضاً ، تكفينا نصوص الاحاديث الواردة في الصحاح والمسانيد وغيرها من الاحاديث التي نصّوا على صحّتها سنداً ، فكانت تلك الاحاديث صحيحةً ،
      </span>
      وكانت مورد قبول عند الطرفين .

      السيد علي الميلاني

      تعليق


      • بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم


        لا تدل آية التطهير على عصمة جميع الأئمة..
        السؤال رقم 33:

        حديث الكساء شمل أربعة أنفس من بيت «علي» ـ «رضي الله عنه» ـ بالتطهير([1]).
        فما هو الدليل على إدخال غيرهم في التطهير والعصمة؟!
        الجواب:

        بسم الله الرحمن الرحيم
        وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
        وبعد..
        فإن هناك أدلَّة عديدة على عصمة حجج الله على خلقه من الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، وهي مذكورة في الكتب المعدة للحديث عن الإمامة والعصمة، ونذكر منها هنا:
        أولاً: ما روي من أن الأرض لا تخلو من حجة: إما ظاهر مشهور، أو غائب مستور. والحجة بعد الأنبياء هم أوصياؤهم..
        وأوصياء خاتم الأنبياء بنص القرآن الكريم، وبمقتضى قوله «صلى الله عليه وآله»: لا نبي بعدي، هم الأئمة، وهم الخلفاء الاثنا عشر، وهم الحجة لله بعده على الخلق.
        ولا يمكن أن يكون الحجة إلا معصوماً عن الذنب وعن الخطأ والنسيان في كل شيء، لأنه لو نسي أو أخطأ، أو ذهبت عصمته عن الذنب، ولو في مورد واحد لم يكن هناك حجة على الخلق في هذا المورد على الأقل، مع أن المفروض هو أن الأرض لا تخلو من حجة أصلاً وفي جميع الموارد.
        ثانياً:لا ينحصر الدليل على عصمة أصحاب الكساء بآية التطهير، بل هناك أدلَّة أخرى على عصمتهم، وكأن السائل يظن: أن حديث الكساء هو الدليل الوحيد على عصمة الأربعة الذين كانوا تحته، وهذا غير صحيح، وغير دقيق!
        ثالثاً: لو سلمنا أن الدليل منحصر بحديث الكساء وآية التطهير، فإن أخبار هؤلاء الخمسة بعصمة الباقين كافٍ في ذلك.
        والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
        ([1]) وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ كما سبق.


        لسماحة المحقق السيد جعفر مرتضى
        موقع الميزان

        تعليق


        • لكل من يحاول إدخال نساء النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله ـ في آية التطهير


          باسمه تعالى
          اللهم صل على محمد و آل محمد
          هذا موضوع لكل من يحاول إدخال نساء النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في آية التطهير :

          قال تعالى في سورة الأحزاب : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)وَإذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)

          ملاحظة أولى : عند قراءتنا للآيات البينات نجد الخطاب فيها جاء بصيغة التأنيث، ولما كانت آية التطهير كان الخطاب بصيغة المذكر، ثم عاد سياق الخطاب كما بدأ٠

          تأكيد : نعلم جميعا أن سنة الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مفسرة و شارحة للقرآن الكريم، و أنه لا يمكن تقديم فهم أو رأي فلان أو علان على قول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، فهذا من المتفق عليه ٠

          إذن : ماقول سنة الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في آية التطهير إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33

          ١ــ روى الترمذي بحديث صحيح عن أم سلمة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جمع علي و فاطمة و الحسن و الحسين ( عليهم السلام ) تحت الكساء و قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي، هذا دليل واضح عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أهل البيت (عليهم السلام) هم علي و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام) و قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : اللهم هؤلاء أهل بيتي، دليل على أن لا أحد سواهم من أهل البيت (عليهم السلام) و إلا لكان وجب أن يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : اللهم هؤلاء من أهل بيتي


          ٢ــ أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله قال إنك على خير

          الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الترمذي ء المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3871
          خلاصة حكم المحدث: حسن وهو أحسن شيء روي في هذا الباب


          ٣ــ لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير

          الراوي: عمر بن أبي سلمة المحدث : الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3205
          خلاصة حكم المحدث: صحيح

          ٤ــ نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله قال أنت على مكانك وأنت إلي خير

          الراوي: عمر بن أبي سلمة المحدث: الألباني ء المصدر: صحيح الترمذي ء الصفحة أو الرقم: 3787
          خلاصة حكم المحدث: صحيح

          ٥ــ أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال : أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي : يا رسول الله ! خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبوة بعدي ". وسمعته يقول يوم خيبر " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله " قال فتطاولنا لها فقال " ادعوا لي عليا " فأتى به أرمد. فبصق في عينه ودفع الراية إليه. ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية : فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم 3 / آل عمران / 61 دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال " اللهم ! هؤلاء أهلي ".

          الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2404
          خلاصة حكم المحدث: صحيح

          سوف أكتفي بهذا و إن كانت هناك نصوص أخرى ؛

          حسب فهمي المتواضع، سنلاحظ أن آية التطهير قد نزلت لوحدها في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، ولهذا نجد أن حتى صياغة الخطاب ليس هو نفسه في باقي الآيات، ثم أن الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان وضحا و دقيقا في إستعماله لكلمة ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) وخاصتي و لم يستعمل ( اللهم هؤلاء من أهل بيتي ) كما يحاول البعض إيهام الناس أن الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث الكساء إنما ألحق الخمسة ـ سلام الله عليهم ـ بأهل بيته الذين هم نساءه، و هي نفسها التي إستعملها الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في آية المباهلة ؛ بل أن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها حتى لما أرادت أن تدخل في الكساء و قالت : وأنا معهم يا نبي الله، كان قول النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ واضحا إذ قال لها : أنت على مكانك وأنت على خير٠
          وهكذا فإن أهل البيت ـ عليهم السلام ـ الذين تشملهم آية التطهير هم :
          محمد بن عبد الله
          و فاطمة بنت محمد
          و علي بن أبي طالب
          و الحسن بن علي
          و الحسين بن علي
          2010-10-30 1532
          هؤلاء هم أهل البيت ـ عليهم السلام ـ٠

          تعليق


          • آية المباهلة :
            ( سليل . البحرين . 26 سنة )

            تدلّ على عظمة أهل البيت :

            السؤال: شكراً لكم على هذا المجهود الطيّب ، ونتمنّى لكم كلّ التوفيق إن شاء الله ، في موضوع آية المباهلة ، أرجو منكم طرح بحث مختصر يتناول عظمة وفضل أهل البيت (عليهم السلام) من خلال الآية الشريفة ، وفّق الله الجميع لما فيه الخير .
            الجواب : إنّ الآية نزلت في النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) عند مباهلتهم لوفد نجران ، روى ذلك السيوطي بعدّة طرق في " الدرّ المنثور " (1) ، والحاكم النيسابوري في " المستدرك " (2) ، وابن كثير في " تفسيره " (3) .
            ثم إنّ دعوة النبيّ (صلى الله عليه وآله) لأهل بيته ومباهلته إلى الله تعالى بيان لشرفهم وقربهم ومنزلتهم عند الله ، والقسم على الله بهم ليلعن الكاذب دليل على أنّ لهم من الدرجة ما لا يعلمها إلاّ الله ، لأنّ للقسم منزلة عند المقسم عليه ، ومباهلة النبيّ (صلى الله عليه وآله) بهم (عليهم السلام) يعني احتجاجه على النصارى بهؤلاء الذين هم الحجّة على صدق النبيّ وبعثته .

            ____________

            1- الدرّ المنثور 2 / 39 .
            2- المستدرك على الصحيحين 3 / 150 .
            3- تفسير القرآن العظيم 1 / 379 .
            الصفحة 65
            كما أنّ المباهلة تعني بحسب ماهيّتها أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) جعل هؤلاء المتباهل بهم شركاء في دعوته ، ممّا يعني أنّ مسؤولية الدعوة تقع على عاتقهم كذلك بحجّيتهم ومقامهم ، مشيراً إلى وجود تعاضد وتقاسم بينهم (عليهم السلام) وبين النبيّ (صلى الله عليه وآله)، كما يفيد ذلك حديث : " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي " .
            منزلة الإمام علي (عليه السلام) بمنزلة هارون وصف لحجّيته ومشاركته في دعوته ، كما شارك هارون موسى في دعوته ، فهذه المقايسة في المباهلة مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) دليل حجّيتهم ومشاركتهم (عليهم السلام) معه (صلى الله عليه وآله) في تبليغ صدق بعثته (صلى الله عليه وآله) ، هذا ما تبيّنه آية المباهلة من مقامهم ومنزلتهم (عليهم السلام) .

            *************
            ( محمّد . السعودية. 16 سنة . طالب ثانوية )
            تدلّ على إمامة أمير المؤمنين :
            السؤال: كيف تدلّ آية المباهلة على إمامة علي (عليه السلام) ؟
            الجواب : يستدلّ علماؤنا بكلمة : { وَأَنفُسَنَا } (1) على إمامة الإمام علي (عليه السلام) ، تبعاً لأئمّتنا (عليهم السلام) .
            ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه ، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى ، بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلّهم أقرّوا بما قال (عليه السلام) (2) .
            وروى الشيخ المفيد (قدس سره) : أنّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا (عليه السلام) : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) يدلّ عليها القرآن ؟
            فذكر له الإمام الرضا (عليه السلام) آية المباهلة ، واستدلّ بكلمة : { وَأَنفُسَنَا } (3) .

            ____________

            1- آل عمران : 61 .
            2- أُنظر : تاريخ مدينة دمشق 42 / 432 .
            3- الفصول المختارة : 38 .
            الصفحة 66
            لأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) عندما أمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط ، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط ، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج علياً ، فكان علي (عليه السلام) نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
            إلاّ أنّ كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون (عليه السلام) مساوياً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع الخصوصيات ، إلاّ ما أخرجه الدليل وهو النبوّة ، إذ لا نبيّ بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
            ومن خصوصيات رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه أفضل من جميع المخلوقات ، فعلي (عليه السلام) كذلك ، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، إذاً لابدّ من تقدّم علي (عليه السلام) على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين .

            ****************

            ( عبد الله .الكويت . 28 سنة . خرّيج ثانوية )
            شأن نزولها في مصادر أهل السنّة :
            السؤال: في شأن من نزلت آية المباهلة ؟ ومن خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمباهلة ؟ وهل صحيح أنّ بعض الصحابة خرجوا معه (صلى الله عليه وآله) ؟
            الجواب : إنّ الآية المباركة نزلت في شأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن خرج معه ، وهم : علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فقط دون غيرهم ، هذا ما تسالم عليه علماؤنا في كتبهم ، كما ورد هذا المعنى في كتب أهل السنّة : ك " الجامع الكبير "، و" المستدرك على الصحيحين "، و" أحكام القرآن " ، وغيرها (1) .
            نعم، هناك رواية بلا سند في " السيرة الحلبية " (2)، تضيف عائشة وحفصة .

            ____________

            1-أُنظر : الجامع الكبير 5 / 302 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 150 ، أحكام القرآن 2 / 18 ، تفسير القرآن العظيم 1 / 379 ، الدرّ المنثور 2 / 39 ، الكامل في التاريخ 2 / 293.
            2-السيرة الحلبية 3 / 299 .
            الصفحة 67
            كما توجد رواية تقول: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) خرج ومعه علي وفاطمة والحسنان، وأبو بكر وولده ، وعمر وولده ، وعثمان وولده .
            لكن هذه الروايات في الحقيقة غير قابلة للحجيّة لأُمور منها :
            أوّلاً : إنّها روايات آحاد .
            ثانياً : إنّها روايات متضاربة فيما بينها .
            ثالثاً : إنّها روايات انفرد رواتها بها ، وليست من الروايات المتّفق عليها .
            رابعاً : إنّها روايات تعارضها روايات الصحاح .
            خامساً : إنّها روايات ليس لها أسانيد ، أو أنّ أسانيدها ضعيفة .
            إذاً ، تبقى القضية على ما في الصحاح والمسانيد وكتب التفسير والتاريخ ، من أنّ الذين خرجوا معه (صلى الله عليه وآله) هم : علي وفاطمة والحسنان (عليهم السلام) .

            ****************

            ( ... الكويت ... )
            جواز المباهلة لغير المعصوم :
            السؤال: هل هناك إذن وجواز شرعي للمباهلة لغير المعصوم (عليه السلام) ، أي في زماننا ؟ وكيف ذلك ، هل في كافّة المواضيع ، أو في حالات خاصّة ؟
            الجواب : وردت أحاديث في هذا المجال (1) تفيد هذا المعنى ، ولكن الذي يبدو منها أنّ هذا الأمر المباهلة يختصّ بموضوع العقيدة ، لا مطلق المواضيع .
            أي أنّ ظاهر هذه الروايات اختصاص المسألة بموارد إنكار الحقّ ، وعدم تأثير الأدلّة والحجج في نفوس البعض ، وإصرارهم على الباطل ، ففي هذه

            ____________

            1- الكافي 2 / 513 باب المباهلة .
            الصفحة 68
            الحالة التي يتوقّف إظهار الحقّ على الإقدام بالمباهلة ، يجوز إتيان ذلك بالمواصفات التي جاءت في الروايات من الصوم ، والالتزام بالوقت المحدّد وغيرها .

            ***************

            ( محمّد ... ... )
            سبب تخلّي النصارى عن المباهلة :
            السؤال: كيف عرفت النصارى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) في قضية المباهلة على حقّ ؟ وإن كانوا قد عرفوا ذلك ، فكيف لم يعترفوا بدينه ؟
            الجواب : هناك احتمالان في المقام :
            1-أن يكون قد أذعنوا في أنفسهم لحقّانية الدين الإسلامي ، ولكن الأطماع والأهواء الدنيوية منعتهم من الاعتراف بهذا الواقع فجحدوه ، قال تعالى: { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا } (1) .
            2-أنّهم عندما رأوا أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قد أتى بأعزّ أهله معه للمباهلة ، عرفوا بأنّه (صلى الله عليه وآله) على يقين من أمره ، فبات الأمر واضحاً عندهم ، فإن كان هناك احتمال ضئيل لعدم صحّة مبدئه ومعتقده ، كان الواجب عليه (صلى الله عليه وآله) عقلاً أن يتوقّى الضرر ويدفعه عن نفسه وذويه ، وفي الجانب الآخر لم تقدّم النصارى أيّ شيء في هذا المقام .
            فبحسب قانون الاحتمالات يحكم العقل بأرجحية الطرف الأوّل في المناقشة ، وهذا قد يكون وجه تخلّفهم من المباهلة .

            ____________

            1- النمل : 14 .

            تعليق


            • السؤال: جواز المباهلة لغير المعصوم
              السلام عليكم
              هل هناك إذن وجواز شرعي للمباهلة لغير المعصوم(عليه السلام) في زماننا هذا؟ وكيف ذلك ، هل في كافّة المواضيع ، أو في حالات خاصّة ؟
              الجواب:
              الأخ المحترم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              وردت أحاديث في هذا المجال (الكافي 2 / 513 باب المباهلة) تفيد هذا المعنى ، ولكن الذي يبدو منها أنّ هذا الأمر - المباهلة - يختصّ بموضوع العقيدة ، لا مطلق المواضيع .
              أي أنّ ظاهر هذه الروايات اختصاص المسألة بموارد إنكار الحقّ ، وعدم تأثير الأدلّة والحجج في نفوس البعض ، وإصرارهم على الباطل ، ففي هذه الحالة التي يتوقّف إظهار الحقّ على الإقدام بالمباهلة ، يجوز إتيان ذلك بالمواصفات التي جاءت في الروايات من الصوم ، والالتزام بالوقت المحدّد وغيرها .
              ودمتم في رعاية الله

              تعليق


              • السؤال: المحاججة مع النصارى
                السلام عليكم
                بسم اللة الرحمن الرحيم (( فمن حاجك فية من بعد ما جاءك من العلم )) صدق اللة العلى العظيم سوالى لاجد فيما قرات احتجاج النبى (ص) على النصارى فى المسيح (ع) مثلا كما احتج الامام الرضا فى المناظرة لااجد فما كتب عن المباهلة فيما قرات مثل هذا العلم افيدونى وشكرا
                الجواب:
                الأخ اسامة المحترم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                الذي فهمناه من سؤالك أنك تسأل عن المحاججة بين النبي (ص) والنصارى في شأن المسيح (عليه السلام) قبل حصول المباهلة، ونحن نذكر لك ما ورد في ذلك.
                في رواية عن أبي حمزة الثمالي - كما في المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص 143:
                عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قدم وفد نصارى نجران وفيهم الأسقف، والعاقب وأبو حبش، والسيد، وقيس، وعبد المسيح، وابن عبد المسيح الحارث وهو غلام - وقال شهر بن حوشب في حديثه: وهم أربعون حبرا - حتى وقفوا على اليهود في بيت المدارس، فصاحوا بهم: يا بن صوريا يا كعب بن الأشرف، أنزلوا يا اخوة القرود والخنازير. فنزلوا إليهم، فقالوا لهم: هذا الرجل عندكم منذ كذا وكذا سنة [قد غلبكم !] احضروا الممتحنة [لنمتحنه] غدا.
                فلما صلى النبي (صلى الله عليه وآله) الصبح، قاموا فبركوا بين يديه، ثم تقدمهم الأسقف فقال: يا أبا القاسم، موسى من أبوه؟ قال: عمران. قال: فيوسف من أبوه؟ قال: يعقوب. قال: فأنت من أبوك؟ قال: أبي عبد الله بن عبد المطلب. قال: فعيسى من أبوه؟ فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانقض عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب )) فتلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزا الأسقف، ثم دير به مغشيا عليه، ثم رفع رأسه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال [له]: أتزعم ان الله جل وعلا أوحى إليك أن عيسى خلق من تراب! ما نجد هذا فيما أوحي إليك، ولا نجده فيما أوحي إلينا، ولا تجده هؤلاء اليهود فيما أوحي إليهم.
                فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: (( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكذابين )) . فقال: أنصفتنا يا أبا القاسم، فمتى نباهلك؟ فقال: بالغداة إن شاء الله تعالى.
                ودمتم في رعاية الله

                تعليق


                • السؤال: المحاججة مع النصارى
                  السلام عليكم
                  بسم اللة الرحمن الرحيم (( فمن حاجك فية من بعد ما جاءك من العلم )) صدق اللة العلى العظيم سوالى لاجد فيما قرات احتجاج النبى (ص) على النصارى فى المسيح (ع) مثلا كما احتج الامام الرضا فى المناظرة لااجد فما كتب عن المباهلة فيما قرات مثل هذا العلم افيدونى وشكرا
                  الجواب:
                  الأخ اسامة المحترم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  الذي فهمناه من سؤالك أنك تسأل عن المحاججة بين النبي (ص) والنصارى في شأن المسيح (عليه السلام) قبل حصول المباهلة، ونحن نذكر لك ما ورد في ذلك.
                  في رواية عن أبي حمزة الثمالي - كما في المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص 143:
                  عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قدم وفد نصارى نجران وفيهم الأسقف، والعاقب وأبو حبش، والسيد، وقيس، وعبد المسيح، وابن عبد المسيح الحارث وهو غلام - وقال شهر بن حوشب في حديثه: وهم أربعون حبرا - حتى وقفوا على اليهود في بيت المدارس، فصاحوا بهم: يا بن صوريا يا كعب بن الأشرف، أنزلوا يا اخوة القرود والخنازير. فنزلوا إليهم، فقالوا لهم: هذا الرجل عندكم منذ كذا وكذا سنة [قد غلبكم !] احضروا الممتحنة [لنمتحنه] غدا.
                  فلما صلى النبي (صلى الله عليه وآله) الصبح، قاموا فبركوا بين يديه، ثم تقدمهم الأسقف فقال: يا أبا القاسم، موسى من أبوه؟ قال: عمران. قال: فيوسف من أبوه؟ قال: يعقوب. قال: فأنت من أبوك؟ قال: أبي عبد الله بن عبد المطلب. قال: فعيسى من أبوه؟ فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانقض عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب )) فتلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزا الأسقف، ثم دير به مغشيا عليه، ثم رفع رأسه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال [له]: أتزعم ان الله جل وعلا أوحى إليك أن عيسى خلق من تراب! ما نجد هذا فيما أوحي إليك، ولا نجده فيما أوحي إلينا، ولا تجده هؤلاء اليهود فيما أوحي إليهم.
                  فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: (( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكذابين )) . فقال: أنصفتنا يا أبا القاسم، فمتى نباهلك؟ فقال: بالغداة إن شاء الله تعالى.
                  ودمتم في رعاية الله

                  تعليق


                  • لسؤال: هل كان ابراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله) موجوداً حين المباهلة ؟!
                    من خلال بحثى وقراءتى هل كان ابراهيم بن رسول الله (ص) مازال حيا حين تمت المباهلة بين محمد واله ونصارى نجران؟
                    وهل هذا يؤكد على خصوصية ائمة اهل البيت عليهم السلام؟
                    الجواب:
                    الأخ ياسر المحترم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    لقد توفي إبراهيم ابن رسول الله (ص) في الثامن عشر من رجب من السنة العاشرة للهجرة، بينما كانت المباهلة في يوم 24 أو 25 من ذي الحجة ـ على رواية أخرى ـ في السنة ذاتها.. وهذا معناه ان إبراهيم ابن رسول الله (ص) لم يكن موجوداً حين حصول المباهلة.
                    ودمتم في رعاية الله

                    تعليق


                    • لسؤال: هل كان ابراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله) موجوداً حين المباهلة ؟!
                      من خلال بحثى وقراءتى هل كان ابراهيم بن رسول الله (ص) مازال حيا حين تمت المباهلة بين محمد واله ونصارى نجران؟
                      وهل هذا يؤكد على خصوصية ائمة اهل البيت عليهم السلام؟
                      الجواب:
                      الأخ ياسر المحترم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      لقد توفي إبراهيم ابن رسول الله (ص) في الثامن عشر من رجب من السنة العاشرة للهجرة، بينما كانت المباهلة في يوم 24 أو 25 من ذي الحجة ـ على رواية أخرى ـ في السنة ذاتها.. وهذا معناه ان إبراهيم ابن رسول الله (ص) لم يكن موجوداً حين حصول المباهلة.
                      ودمتم في رعاية الله

                      تعليق


                      • السؤال: هل تصح المباهلة مع المسلم
                        السلام عليكم
                        هل تجوز المباهلة مع المسلم ومتى تكون المباهلة؟
                        وشكراً
                        الجواب:
                        الأخ اسماعيل المحترم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهتصح المباهلة مع المسلم المنكر للحق والجاحد له، وقد ذكرت جملة من الروايات في هذا الجانب بينت فيها الالفاظ التي تذكر في المباهلة ووقتها وكيفيتها يمكنكم مراجعتها في كتاب الكافي 2: 513 باب المباهلة.
                        ودمتم في رعاية الله

                        تعليق


                        • السؤال: المباهلة عند الشيعة والمخالفين
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اللهم صلى على محمد وآل محمد
                          السؤال هو - هل توجد صيغه الى المباهله في كتب أخواننا السنه ؟ واذا كان يوجد في أي الكتب وفي أي صفحه منها؟
                          وتقبلوا مني فائق الأحترام
                          الجواب:
                          الاخ عيسى المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          لم يذكر فقهاء المذهب السني أي تفصيل لكيفيه المباهله وان صرح بعضهم بجوازها ومشروعيتها.
                          نعم، ذكر البعض انه يقال عند الاختلاف: بهلة الله على الكاذب، أو لعنة الله على الكاذب.
                          وقد علّم الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام) أحد أصحابه كيفيه المباهله ويحثه عليها!
                          فعن أبي مسروق عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال : قلت: إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله عز وجل (( اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ))، فيقولون: نزلت في إمراء السرايا, فنحتج عليهم بقوله عز وجل (( انما وليكم الله ورسوله )) الى آخر الآية, فيقولون: نزلت في المؤمنين, ونحتج عليهم بقول الله عز وجل: (( قل لا اسألكم عليه أجراً الا المودة في القربى ))، فيقولون: نزلت في قربى المسلمين, قال: فلم أدع شيئاً حضرني ذكره في هذه وشبهه الا ذكرته, فقال لي: (اذا كان ذلك فادعهم الى المباهله), قلت وكيف أصنع؟ قال: (اصلح نفسك ثلاثاً ـ واظنه قال: وصم - واغتسل وابرز أنت وهو الى الجبان فشبك اصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ثم انصفه وابدأ بنفسك وقل: (اللهم رب السموات السبع ورب الارضين السبع, عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ان كان أبو مسروق جحد حقاً وادعى باطلاً فانزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً اليما), ثم رد الدعوة عليه فقل : (وان كان فلان جحد حقاً وادعى باطلاً فانزل عليه حسباناً من السماء او عذاباً اليما), ثم قال لي: (فانك لا تلبث أن ترى ذلك فيه), فوالله، ما وجدت خلقاً يجيبني اليه.
                          ودمتم في رعاية الله

                          تعليق


                          • السؤال: ما المراد بالمباهلة
                            أرجو توضيح مفهوم المباهله بالتفصيل
                            ولكم الشكر
                            الجواب:
                            الأخ جعفر المحترم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            المباهلة في (النهاية): البهلة بضم الباء وتفتح: اللعنة والمباهلة: الملاعنة وهي أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا لعنة الله على الظالم منا.
                            ويرى بعض المحققين أن البهل في اللغة بمعنى تخلية الشيء وتركه غير مراعى مستنداً في ذلك على عبارة الراغب في كتابه المفردات ويرى أن هذا المعنى أدق من معنى كون البهل هو اللعن وان هذا المعنى موجود في رواياتنا بعبارة: أوكله الله إلى نفسه فلو ان الانسان ترك من قبل الله سبحانه وتعالى لحظة وانقطع ارتباطه بالله سبحانه وتعالى وانقطع فيض الباري بالنسبة إليه آناً من الآنات لانعدم هذا الإنسان. فيكون معنى المباهلة وفق هذا المعنى: أن يدعو الإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن يترك شخصاً بحاله وان يوكله إلى نفسه. (انظر كتاب آية المباهلة للميلاني).
                            أمّا كيفية المباهلة: فيعلم الإمام الصادق (عليه السلام) أحد أصحابه وهو أبو مسروق بقوله: (أصلح نفسك ثلاثاً - وأظنه قال وصم - واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبان فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ثم انصفه وابدأ بنفسك وقل: (اللّهمّ ربّ السموات السبع وربّ الأرضين السبع, عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم, إن كان أبو مسروق جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً). ثم رد الدعوة عليه فقل: (وإن كان فلان جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً)).
                            ومعنى أصلح نفسك ثلاثاً: أي ثلاثة أيام قبل المباهلة بالتوبة والاستغفار والدعاء والخضوع لله تعالى.
                            والجبان: والجبانة بفتح الجيم وشد الباء الصحراء ويسمى بهما المقابر لأنها تكون في الصحراء تسمية للشيء باسم موضعه.
                            والحسبان: هي الصاعقة ويطلق أيضاً على العذاب والبلايا.
                            أمّا وقت المباهلة: فتذكر بعض الروايات ان الإمام (عليه السلام) يدعو للمباهلة في ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
                            ولقد باهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصارى نجران بأهل بيته بعدما نزل القرآن يدعوه إلى ذلك بقوله تعالى: (( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )) (آل عمران:61 ) فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين (عليهما السلام) فكانا ابنيه ودعا فاطمة (عليها السلام) فكانت في هذا الموضع نساءه ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان نفسه لكن النصارى امتنعوا عن المباهلة لقلة ثقتهم بما هم عليه وخوفهم من صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وفي بعض الأخبار انّهم لو باهلوه لرجعوا لا يجدون أهلاً ولا مالاً.
                            وروي ان الأسقف قال لأصحابه: إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة . وفي رواية ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: والذي نفسي بيده لو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الوادي عليهم ناراً ولما حال الحول على النصارى حتى هلكوا كلهم.
                            ودمتم في رعاية الله

                            تعليق


                            • السؤال: الفرق بين (أنفسنا) و(من أنفسكم)
                              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
                              في باب تفضيل الأئمة (ع) / تفضيل الإمام علي (ع) استدللتم بآية المباهلة بقوله تعالى: وأنفسنا وأنفسكم وقلتم بأن رسول الله (ص) ساوى بينه وبين الإمام علي (ع) في هذه الآية ولكننا نجد في سورة التوبة (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) (التوبة:128)
                              فهل نحن من أجل هذه الآية مساوين للرسول؟
                              أرجو التوضيح لماذا في آية المباهلة الإمام (ع) بساوي الرسول (ص) وفي هذه الآية لا نساويه؟
                              الجواب:

                              الأخ قاسم المحترم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              لنا في مقام الجواب عدّة نقاط :

                              الأولى :
                              في البدء بودنا أن نلفت نظركم أن قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا )) (آل عمران:61), لم يرد لها نظيراً في القرآن الكريم, نعم ما ورد في جملة من الآيات لفظ (من أنفسهم) أو لفظ (من أنفسكم) الموهمة بالتشابه أو انطباق المعنى بينها وبين (أنفسنا) وجدانياً.
                              وأحسب أن هناك فرقاً بين الاثنين, بين أن يُنسب المرء لنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) والموحي بالمساواة والتطابق وهو المراد هنا, وبين أن يُنسب الرسول (صلى الله عليه وآله) لنفوس الآخرين, حيث أن الرسول في نسبتهِ للغير يتبادر إلى الذهن المساواة في السنخية من جهة الخلق والتكوين, ولذلك يصح أن يخاطب الإنسانية جمعاء بأن الرسول من أنفسكم يعني بشراً مثلكم ويعضده قوله تعالى: (( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثلُكُم )) (الكهف:110), وليس معنى هذا التساوي بكافة الخصائص والملكات والرتب وأن ثبت تساويه لهم من جهة السنخية ولا يعزب عن العاقل أن المؤمنين أنفسهم لا يمكن القول يتساويهم, لحتمية الاختلاف بينهم, فمنهم العاصي والمطيع والمنافق والمجاهد والمتخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمخلص والمتآمر فكيف فرض القرآن كونهم نفس واحدة,نعم يكون هذا مقبولاً على ما ذهبنا إليه من التساوي في السنخية والأنضمام للآدمية, فالسنخية دليل الأنضمام كما يقولون, أذن النبي مثلهم من هذه الجهة, ولكن يجب أن نعرف أنهُ مثلهم وزيادة, ولا نقصد بالزيادة الخروج عن الآدمية, وإنما هو فوقهم من جهة الرتب والدرجات والملكات والخصائص الذي يمتنع فيها المساواة بها معهم.
                              وحيث يكفي أن يشير القرآن إلى آدمية النبي (صلى الله عليه وآله) والتي يحرز فيها تحقق الانضمام البشري والتوحد الآدمي بين الرسول (صلى الله عليه وآله) والقوم الذي هو منهم يكون قد أثبت بهذا المقدار الحجة عليهم بأنهم سواء معه (صلى الله عليه وآله) من جهة الخلق فلماذا لا يقبلوا من بشر مثلهم وليس من جنس آخر, ولو كان من غير سنخهم لحق لهم الاعتراض عليه بمقتضى اختلاف السنخية والجنس.
                              أم قولهُ (أنفسنا) مع وجود شخص آخر غير النبي (صلى الله عليه وآله) مقصود بهذا الجمع فمعناه أنهُ أي الآخر كنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى من جهة الخصائص والرتب العليا والممتنعة على الغير, لبداهة الفرق بين قول القائل لأهل قرية أنا أخوكم ولقولهِ في أحدهم أنهُ أخي فالسامع يفهم في الكلمة الأولى (أخوكم) فرقاً وجدانياً واضحاً عن الكلمة الثانية (أخي), إذ يتبادر إلى الذهن أن كلمة (أخوكم) يراد بها الأخوة بمعناها العام, كما في قول الله تعالى: (( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ )) (الحجرات:10), كما يتبادر إلى الذهن أن المراد بكلمة (أخي) الأخوة بمعناها الخاص, يعني أخوة النسب والدم واللحم والرحم, نظير قول النبي (صلى الله عليه وآله): (علي أخي في الدنيا والآخرة).
                              وإذا لم نفهم هذا المعنى وندرك هذا التفريق فلا يبقى أي قيمة لقوله (صلى الله عليه وآله): (علي أخي في الدنيا والآخرة), إذ كل المؤمنين أخوة لرسول الله بنص القرآن باعتبار (( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ )) والرسول داخل في مصداق الأخوة باعتبار مفهوم الإيمان.
                              ولا نغفل في المقام مجيء كلمة (أنفسنا) بصيغة الجمع ولا يمكن أن يكون المقصود بها نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) لامتناع دعوة الإنسان نفسه, ولا نغفل أننا ذهبنا لكون المقصود بها أمير المؤمنين (عليه السلام) لقرينة خروجه بمفردهِ مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) للمباهلة ولجملة الأدلة التي سنفصل بها لاحقاً.

                              ومن الطبيعي القول:
                              إن لا أحد يقول بأن هذه الآية: (( مِّن أَنفُسِكُم )) (التوبة:128), تعني المساواة بين رسول الله وباقي الناس, فللرسول امتيازات خاصة لا يبلغها أحد قط, وحتى نحن عندما نقول بأن علياً مساوٍ لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إنما نقصد مساواته (عليه السلام) له (صلى الله عليه وآله) بالملكات والمراتب العليا دون النبوةِ المشَرّفَة فهي من اختصاصاته (صلى الله عليه وآله) دون غيره من الخلق, فهذه الآية: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) (التوبة:128), وآية: (( وَلَا تَلمِزُوا أَنفُسَكُم )) (الحجرات:11), و (( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُسَكُم )) (البقرة:54).
                              موهمات للمستدل أنه إن قال في آية المباهلة بالتساوي فيلزم هنا القول به أيضاً, وعليه فلا فضيلة للتساوي في المباهلة لتحققهِ للغير مع رسول (صلى الله عليه وآله) في آيات أخر, أو للاستدلال بأنهُ لا يراد بها التساوي وإنما يراد بها الاشتراك بنحو ما كالجنس أو الذكورة أو الأخوة في الدين وغير ذلك مما لا يعني وجود فضيلة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في آية المباهلة لأن الجميع مشتركون مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذه الأنماط من الروابط, فيتحقق مراده (أي المستدل) في عدم المساواة في آية المباهلة.
                              ونحن في مقام التفريق بين مثل هذه الآيات وآية المباهلة الدالة على المساواة نسوق لك الأدلة التالية مضافاً للدليل المتقدم :

                              الثانية :
                              الرد بالآيات القرآنية المباركة الموجبة للتفريق بين النفس والأهل بحيث لا تأتي كلمة أنفسنا بمعنى أهلنا أو الأقارب أي الختن أو الصهر وما شابه وإنما تعني النفس بما هي ذات المرء وحقيقته فقد ورد في كتاب نفحات الأزهار للسيد علي الميلاني 20/227 في مقام الرد على ابن تيمية.
                              (لكن ماذا يقول ابن تيمية في الآيات التي وقع فيها المقابلة بين (النفس) و(الأقرباء) كما في قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَاراً )) (التحريم:6), وقوله: (( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَأَهلِيهِم )) (الزمر:15), فكذلك آية المباهلة.
                              غير أن النفس في الآيتين المذكورتين مستعملة في نفس الإنسان على وجه الحقيقة .أما في آية المباهلة فهي مستعملة ـ لتعذر الحقيقة ـ على وجه المجاز لمن نزّل بمنزل النفس, وهو علي (عليه السلام) للحديث القطعي الوارد في القضية فلو كانت النفس تعني الأهل والأقارب لأستغنى القرآن عن ذكرهم في الآيتين واكتفى بذكر أنفسكم أو أنفسهم لأنها متضمنة لهم أي للأهلين..

                              الثالثة :
                              الأحاديث الشريفة الموجبة لتلك المساواة بين نفس النبي (صلى الله عليه وآله) المقدسة ونفس علي (عليه السلام) المشرفة, حيث ورد هذا المعنى في قوله: (صلى الله عليه وآله):
                              أ- علي مني وأنا من علي وهو وليكم بعدي.
                              ب- وقوله - في قصة البراءة - لا يؤدي عني إلاّ أنا أو رجل مني, كما في مسند أحمد 1/3/151, وصحيح الترذي, والخصائص للنسائي, والمستدرك للصحيحين.
                              ج- قوله (صلى الله عليه وآله): لَتُسلِمنّ أو لابعثن عليكم رجلاً مني ـ أو قال نفسي ـ ليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم, وليأخذن أموالكم, قال عمر: فو الله ما تمنيت الإمارة إلاّ يؤمئذ, فجعلت أنصُب صدري رجاء أن يقول: هو هذا, فالتفت إلى عليّ فأخذ بيده وقال: (هو هذا, هو هذا), كما في الاستيعاب 3/1109.
                              د- قوله (صلى الله عليه وآله): (خلقت أنا وعلي من نور واحد).
                              هـ- قوله (صلى الله عليه وآله): (خلقت أنا وعلي من شجرةٍ واحدة).
                              و- قوله (صلى الله عليه وآله) وقد سئل عن بعض أصحابه, فقيل: فعلي؟! قال: (إنما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي).
                              ز- قوله (صلى الله عليه وآله) في جواب قول جبريل في أُحد: يا محمد! إن هذهِ لهي المواساة: (يا جبريل, إنهُ مني وأنا منهُ, فقال جبرائيل: وأنا منكما) كما في مسند أحمد 4/437, المستدرك على الصحيحين3/11, تاريخ الطبري3/17, الكامل في التاريخ2/63, وهناك مصادر أخرى...
                              فهذه الباقة من الأحاديث الشريفة تقرر بلا أدنى ريب أن نفس الإمام علي (عليه السلام) هي نفس نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلقاً وأصلاً ونوعاً وتكويناً, وهي كما نعتقد كافية في مقام تقريب المطلب المراد, كي لا يلزمنا العجب والاستغراب والاستنكار أحياناً, إذ ما سمعنا أو قرأنا بأن آية المباهلة دالة بوضوح أن خطاب النبي (صلى الله عليه وآله) (وأنفسنا) المقصود به علي وليس المقصود به نفس الرسول (صلى الله عليه وآله) المشرفة للأدلة المتقدمة وللدليل الظريف المنطقي الذي يذكره الشيعة في المقام والذي نجعله دليلاً برأسه.

                              الرابعة :
                              أستدل الشيخ المفيد في كتاب الشافي في الإمامة 2/254, بأن الإمام علي في الآية هو المقصود بـ(أنفسنا) بما يلي:
                              (ونحن نعلم أن قوله: (وأنفسنا وأنفسكم) لا يجوز أن يعني بالمدعو فيه النبي (صلى الله عليه وآله), لأنهُ هو الداعي, ولا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه, وإنما يصحّ أن يدعو غيره, كما لا يجوز أن يأمر نفسهُ وينهاها, وإذا كان قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم )) ( آل عمران:61), لابد أن يكون إشارةً إلى غير الرسول (صلى الله عليه وآله), وجب أن يكون إشارةً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنهُ لا أحد يدعي دخول غير أمير المؤمنين وغير زوجته وولديه (عليهم السلام) في المباهلة).

                              الخامسة :
                              من المهم أن نعلم أن الآية المشرفة لا تؤسس لهذه المساواة المتضمنة لها, وإنما هي بالواقع كاشفة عنها فنحن لا نرى في عدم ذكر الآية فقدان لهذه الخاصية الكريمة في المساواة بين نفس النبي الأشرف (صلى الله عليه وآله) وبين نفس أبن عمه ووصيه وأخيه علي بن أبي طالب (عليه السلام), حيث أن أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله) وأفعاله وكل ما صدر منه قبال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) دال على هذه الحقيقة, إذن الآية كاشفة عن هذا الأمر وهي دليل على وجوده لمن لا يعتقد إلا بإثبات من كتاب الله تعالى.
                              وهذه النقاط لا يمكن أن تتحقق في مثل قوله تعالى: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم )) (التوبة:128), وبالضبط في فقرة (من أنفسكم) فهي ليست كقوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم )) لما ذكرنا من النقاط:
                              فإن قيل: إن دعوة النبي الأجل (صلى الله عليه وآله) لأهل بيته لا امتياز بها لأن العادة عند العرب قاضية بإخراج آل الرجل للمباهلة.
                              قلنا: إن هذا منتقض من جهات:
                              1- لماذا لم يخرج الرسول (صلى الله عليه وآله) من أهل بيته من هو أقرب إليه من الإمام علي (عليه السلام), وهو عمهُ العباس, حيث العباس أقرب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في سلم الرحمية.
                              2- إن الأمر لو كان كذلك, إذن لماذا تساءل النصارى من النبي (صلى الله عليه وآله) عندما علموا ان الذين معه أهل بيته, قائلين لماذا لم تخرج لنا أهل الكرامة والشارة من أصحابك, إذ يفترض أنهم لا يسألون مثل هذا السؤال مع كونهم عارفين إنه العرف (عند العرب) قائم على أخرج آل الرجل في المباهلة.
                              3- حديث النصارى مع بعضهم قاضي بانتقاض هذه القاعدة, أو دليل على عدم وجودها, حيث قال بعضهم لبعض: لو كان قد أخرج أهله لكان من الصادقين... الخ.
                              ومن هنا نعرف لماذا يتساوى الرسول وعلي في آية المباهلة ولم يتساوى الناس مع (صلى الله عليه وآله) في آية: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )).
                              ودمتم في رعاية الله

                              تعليق


                              • السؤال: هل أن قوله (أنفسكم) تجري على منوال (وأنفسنا) مقاماً ؟
                                السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
                                في قوله تعالى : (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُم وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُم وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ )) من المشهور لدينا نحن الشيعة الامامية و الثابت عندنا بالتواتر و عند ابناء العامة كذلك ان مفهوم (انفسنا) هو نبي الله صلى الله عليه و على اله و الامام علي بن ابي طالب عليه السلام و بالتالي يكون المعصومان نفسا واحدة, لكن هل يترتب الشئ ذاته على كلمة (وانفسكم)؟
                                اي هل يكون النصارى انفس بعضهم البعض ؟
                                بارك الله فيكم
                                الجواب:
                                الأخ ابو موسى المحترم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                قولكم: ( إن مفهوم ((أنفسنا)) هو نبي الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) ) ليس صحيحاً، لأن المراد من ((أنفسنا)) هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقط، وذلك لأن المرء لا يدعو نفسه، فقد ورد في الآية المباركة (( فقل تعالوا ندع ... وأنفسنا )) فكيف يجوز أن يدعو النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه؟ أما ورود (أنفسنا) بصيغة الجمع فلأجل الإهتمام ومزيد العناية..
                                بينما المراد بـ (أنفسكم) في الآية المباركة هم النصارى الذي حضروا المباهلة مع النبي (صلى الله عليه وآله) وليس المقصود شخصاً بعينة يكون بمنزلة علي (عليه السلام) عند القوم أو شخصين بمنزلة الرسول وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما. ولا يستفاد من هذه العبارة (وأنفسكم) أن النصارى بعضهم أنفس بعض كما ذكرتم قياساً على ماظننتموه في مفروض السؤال أن المراد من قوله (وأنفسنا) هم النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).
                                ولمزيد الإطلاع إرجع إلى موقعنا على الإنترنيت وتحت العنوان : ( الأسئلة العقائدية / آية المباهلة ) .
                                ودمتم في رعاية الله

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X