إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــامـــــــــــــــــة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لسؤال: رد شبهات عن آية الولاية وذكر مصادر السنة في شأن نزولها
    من ادلتنا القوية التي نستدل بها على اخواننا السنه بوصاية وولاية الامام علي (ع) بعد الرسول صلى الله عليه واله هي الاية القرآنية : (( انما وليكم الله ورسولة واللذين امنوا اللذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) بما فسر .. عندما كان عليه السلام في المسجد اتى سائل صدقة وهو راكع
    والسؤال :
    1- هل كانت صدقة ام زكاة ولماذا نقول انها صدقة وذكرت في القرآن زكاة وهل يجوز اعطاء الزكاة في هذا الموضع
    2- ماذا نحكي عن العبث في الصلاة وهل يجوز للمصلي ان يتصدق وهو يصلي
    3- هل كانت تتوفر في هذا الخاتم شروط الزكاة أ-حول الحول ب_ وان تكون بمقدار 2.5..الخ
    واريد الادلة من كتب اخواننا السنة ان وجدت
    وجزيتم خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله
    الجواب:
    الأخت ريم المحترمة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأول: يجب أن يعلم الجميع بأنه (إذا ورد الأثر بطل النظر) فلا يجوز التقديم بين يدي الله ورسوله ولا اجتهاد في معرض النص.
    الثاني: ومع ذلك نقول بأن كل الروايات تذكر بأنها كانت صدقة فإن سائلاً سأل المسلمين فلم يعطه أحد فأشار إليه أمير المؤمنين أنْ خذ الخاتم فأخذه فنزلت الآية الكريمة في حقه.
    فلا علاقة للزكاة الواجبة هنا ولم يدع أحد ورود سبب نزول الآية في الزكاة فلا مجال للخوض في شروطها وتوفرها أو عدمها هنا خصوصاً أن أكثر الروايات تذكر بأن الصلاة أيضاً كانت صلاة نافلة وتطوع قبل الظهر.
    الثالث: أطلق الله تعالى في كتابه الزكاة والصلاة والحج والصيام والصدقة على الواجبة والمستحبة فلا ضير في إطلاق الزكاة وإرادة الصدقة المستحبة أو خصوص الزكاة الواجبة أو الأعم منهما مثل قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) (الروم:39) , وقوله تعالى : (( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبرّاً بوالدتي ....)) .
    الرابع: سنذكر من قال بنزول الآية الكريمة في حق علي(عليه السلام) من مصادر أهل السنة المعتبرة باختصار:
    1- تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لأبن جزي الكلبي (1 / 181):
    قال: وهم راكعون (قيل نزلت في علي بن أبي طالب(رض) فإنه سأله سائل وهو راكع في الصلاة فأعطاه خاتمه).
    2- الرازي في (تفسيره الكبير12/ 23) قال: القول الثاني: أن المراد من هذه الآية شخص معين وعلى هذا ففيه أقوال: روى عكرمة (الخارجي الناصبي كعادته) أن هذه الآية نزلت في أبي بكر، والثاني روى عطاء عن أبن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ثم ذكر روايتين في تصدق علي (عليه السلام) على الفقير عن عبد الله بن سلام وأبي ذر.
    3- السيوطي في (الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 104 ـ 106) قال: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للسائل من أعطاك هذا الخاتم؟ قال ذاك الراكع فأنزل الله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )). وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) قال: نزلت في علي بن أبي طالب.
    وأخرج الطبراني في (الأوسط) وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع (وهذا يدل على أن الصلاة والزكاة كانت تطوعاً لا واجبا) فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه ذلك فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الآية) فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه.
    وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: نزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيته (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) إلى آخر الآية، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال لا، إلا ذاك الراكع ـ لعلي بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه.
    وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال: تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) .
    وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الآية ، نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع (ولم يقل أحد أدى الزكاة فكل الروايات تقول تصدق علي (عليه السلام) ) وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبه بن حكيم مثله.
    وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قصة عبد الله بن سلام مع اليهود وفيها نزلت الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، قال من؟ قال ذلك الرجل القائم قال: وهو يقول (( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَه وَالَّذينَ آمَنوا فإنَّ حزْبَ اللَّه هم الْغَالبونَ )) .
    وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال (.... فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقول (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله إياه.
    وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
    4- الزمخشري في كشافه (1 / 681 ـ 683) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) الواو فيه للحال أي يعملون ذلك في حال الركوع وهو الخشوع والإخبات والتواضع لله إذا صلوا وإذا زكوا. وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في علي(كرم الله وجهه) حين سألة سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مَرجاً في خنصره(سهل الحركة) فلم يتكلف لخلعه كثيرَ عمل تفسد بمثله صلاته. (ودافع الرجل عن مجيء الآية بالجمع ونزولها في علي (عليه السلام) ).
    5- قال صاحب (المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز 2/208): إتفقَ أنَّ علياً بن أبي طالب أعطى صدقة وهو راكع ونقل ذلك عن السدي ومجاهد وذكر رواية في نزولها في علي (عليه السلام)، ثم ردّ هذا القول على عادتهم ورجح غيره كغيره!!
    6- أبو السعود في تفسيره (3/52) قال: وروي أنها نزلت في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع فطرح عليه خاتمه كأنه كان مَرجا في خنصره غير محتاج في إخراجه إلى كثير عمل يؤدي إلى فساد الصلاة ولفظ الجمع حينئذ لترغيب الناس في مثل فعله (رض) وفيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة.
    7- ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1162): نقل بسنده عن عقبة بن أبي حكيم وسلمة بن كهيل في سبب نزول الآية الكريمة في علي (عليه السلام).
    8- ابن كثير في تفسيره(2/72) قال: حتى إن بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه وذلك أنه مر به سائلا في حال ركوعه فأعطاه خاتمه ثم نقل عن ابن أبي حاتم روايته عن صحابيين في أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولم يعلق على اسناديه مع انها صحيحة ثم نقل عن عبد الرزاق بسنده عن ابن عباس أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولكنه ضعف سندها وعن ابن مردويه ذكر قول ابن عباس عن الضحّاك وضعفه بعدم إدراك الضحاك لابن عباس ثم ذكر طريقاً ثالثاف عن ابي صالح عن ابن عباس به وعلق بقوله وهذا إسناد لا يففرح به.
    ثم قال ابن كثير: ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب نفسه وعمار بن ياسر وأبي رافع وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها، ثم قال: ثم روى بإسناده(ابن مردويه) عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم.
    ثم ذكر عن ابن جرير عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سأله عبد الملك عن هذه الآية قلنا من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا . قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن ابي طالب (علي من الذين آمنوا). وقال أسباط عن السدي نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مَرَّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
    9- البغوي في تفسيره (2/47) نقل عن ابن عباس والسدي أن قوله تعالى (( وَهمْ رَاكعونَ )) أراد به علي بن أبي طالب(رض) مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
    10- البيضاوي في تفسيره (2/229ـ340) قال: و (( وَهمْ رَاكعونَ )) أي: متخشعون في صلاتهم وزكاتهم وقيل هو حال مخصوصة بيؤتون أو يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصاً على الإحسان ومسارعته إليه وإنها نزلت في علي(رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه واستدل بها الشيعة على إمامته زاعمين أن المراد بالولي المتولي للأمور والمستحق للتصرف فيها والظاهر ما ذكرناه مع أن حمل الجمع على الواحد أيضاً خلاف الظاهر(ولكن سبب النزول يغنينا عن الظاهر) قال: وإن صح أنه منزل فيه فلعله جيء بلفظ الجمع لترغيب الناس في مثل فعله فيندرجوا فيه وعلى هذا يكون دليل على أن الفعل القليل في الصلاة لا يبطلها وأن صدقة التطوع تسمى زكاة (وهذه الجملة الأخيرة فيها رد على أسئلتكم ومن علمائهم).
    11- السمر قندي في تفسيره(1/424) نص على ذلك ورجحه فقال (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني يتصدقون في حال ركوعهم حيث أشار علي بخاتمه إلى المسكين حتى نزع من أصبعه وهو في ركوعه ويقال يراد به جميع المسلمين أنهم يصلون ويؤدون الزكاة.
    12- السمعاني في تفسيره(2/47) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني مصلون إلا أنه خص الركوع تشريفاً وقيل معناه خاضعون، وقال السدي ـ وهو رواية عن مجاهد ـ إن هذا أفنزل في علي بن أبي طالب كان في الركوع مسكبن يطوف في المسجد فنزع خاتمه ودفع إليه فهذا معنى قوله: (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
    13- أبن جرير الطبري شيخ المفسرين في تفسيره(6/288) ذكر ذلك في أول آرائه في تأويل الآية ومن عادته تقديم الرأي الراجح فقال: وأما قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) فإن أهل التأويل أختلفوا في المعنى به فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب، وقال بعضهم عني به جمع المؤمنين. ذكر من قال ذلك: (فنقل بأسانيده) عن السدي وعن عتبه بن أبي حكيم وعن مجاهد أنها نزلت في علي.
    14- القرطبي خاتمة المفسرين في تفسيره(6/221 ـ 222) قال: وقال ابن عباس نزلت في أبي بكر!! وقال في رواية أخرى نزلت في علي بن أبي طالب (رض) وقال مجاهد والسدي وحملهم على ذلك قوله تعالى (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) وهي المسالة الثانية وذلك أن سائلاً سأل في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلم يعطه أحد شيئاً وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه قال الطبري: وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة ولم تبطل به الصلاة. وقوله (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة فإن علياً تصدق بخاتمه في الركوع وهو نظير قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) وقد أنتظم الفرض والنفل فصار أسم الزكاة شاملاً للفرض والنفل كأسم الصدقة وكأسم الصلاة ينتظم الأمرين.
    ثم قال القرطبي بعد إستبعاده لقول الطبري وقال ابن خويز منداد قوله تعالى (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة وذلك أن هذا خرج مخرج المدح وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحاً وقد روي أن علي بن أبي طالب (رض) أعطى السائل شيئاً وهو في الصلاة وقد يجوز أن يكون هذه صلاة تطوع وذلك أنه مكروه في الفرض.
    15- النسفي في تفسيره(1/289) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) للحال أي يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة قيل أنها نزل في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته، وورد بلفظ الجمع وإن كان السبب فيه واحداً ترغيباً للناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه والآية تدل على جواز الصدقة في الصلاة وعلى أن الفعل القيل لا يفسد الصلاة.
    ولم يذكر النسفي غير ذلك في تفسيره للآية الكريمة.
    16- الألوسي في تفسيره روح المعاني(6/167) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) : حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهو خاشعون متواضعون لله تعالى: (أليس هذا خلافاً للظاهر!!؟)، وقيل: هو حال مخصوصة بإيتاء الزكاة والركوع ـ ركوع الصلاة ـ والمراد بيان كمال رغبتهم في الإحسان ومسارعتهم إليه وأغلب الإخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه، فقد أخرج الحاكم وأبن مردويه وغيرهما عن أبن عباس(رض) باسناد متصل قال.....( قال حتى): فقال لهم النبي(صلى الله عليه وآله) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله )) ثم أنه(صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال نعم خاتم من فضة. فقال: من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : على أي حال أعطاك ؟ فقال : وهو راكع .فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم تلا هذه الآية فأنشأ حسان (رض) يقول :
    أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي ***** وكل بطيء في الهدى ومسارع
    أيذهب مديحي للمحبّر ضائعاً ***** وما المدح في جنب الإله بضائع
    فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ***** زكاة فدتك النفس ياخير راكــع
    فأنزل فيك الله خير ولايــــة ***** وأثبتها إثنا كتاب الشرائـــع

    17- ثم قال الآلوسي في (6/186) : وهم راكعون : والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه .
    18- ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (2/ 382 - 383 ) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله والذين آمنوا ...)) اختلفوا فيمن نزلت على اربعة أقوال : أحدها : أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا إن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية فقالوا رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين وأذن بلال بالصلاة فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإذا مسكين يسأل الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم . قال : ماذا؟ قال : خاتم فضة . قال : من أعطاكه ؟ قال : ذاك القائم فإذا هو علي بن ابي طالب أعطانيه وهو راكع فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال مقاتل وقال مجاهد نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع .
    ثم قال ابن الجوزي : قوله تعالى : قوله تعالى (( ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فيه قولان : أحدهما : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم وهو تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه في ركوعه.والثاني : إن من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع. وفي المراد بالركوع ثلاثة أقوال : أحدها : أنه نفس الركوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس وقيل إن الآية نزلت وهم في الركوع. والثاني : أنه صلاة التطوع ... والثالث : أنه الخضوع والخشوع .
    19- الجصّاص في أحكام القرآن (4/ 102) قال في باب العمل اليسير في الصلاة : قال الله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.... ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) روي عن مجاهد والسدي وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه وهو راكع ... إلى أن قال : فإن كان المراد فعل الصدقة في حال الركوع فإنه يدل على إباحة العمل اليسير في الصلاة وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبار في إباحة العمل اليسير فيها فمنها أنه خلع نعليه في الصلاة ومنها أنه مس لحيته وأنه أشار بيده ومنها حديث ابن عباس أنه قام على يسار النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ ذؤابته وأداره إلى يمينه ومنها انه كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابي العاص بن ربيع فاذا سجد وضعها واذا رفع رأسه حملها فدلالة الآية ظاهرة في إباحة الصدقة في الصلاة لأنه إن كان المراد الركوع فكان تقديره الذين يتصدقون في حال الركوع فقد دلت على إباحة الصدقة في هذه الحال وإن كان المراد وهم يصلون فقد دلت على إباحتها في سائر أحوال الصلاة فكيما تصرفت الحال فالآية دالة على إباحة الصدقة في الصلاة .
    وهناك المزيد وفيما نقلناه عنهم كفاية للرد على كل أسئلتكم .
    ودمتم في رعاية الله

    تعليق


    • لسؤال: في مصادر الشيعة والسنة
      السلام عليكم
      ارجو منكم الاجابة على هذا السؤال ولكم جزيل الشكر .
      اريد ادلة من كتبنا المعتبرة على ان علي بن أبي طالب (عليه السلام) قد تصدق بالخاتم ... ثم ادلة من كتب اخواننا السنة.
      الجواب:
      الأخ عبد الله المحترم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      نذكر لكم بعض مصادر رواياتنا في هذا المجال : (الكافي 1/288 , ح3 ـ الاحتجاج 1/73 , 202 , 213 , 222 , 379 و 2/252 ـ الخصال / 549 , 580 ـ أمالي الصدوق / 186 , ح 193 ـ تفسير القمي 1/170) وغيرها.
      وبعض هذه الاحاديث في غاية الاعتبار من حيث السند كالتي وردت في تفسير القمي , وإن كانت استفاضتها تغنينا عن البحث في أسنادها .
      وأما المصادر السنية في الموضوع فقد تجاوزت العشرات بل المئات في المقام , واليك بعض مواردها : (التفسير الكبير للرازي 3/431 ـ الكشاف للزمخشري 1/422 ـ الدر المنثور 2/293 ـ احكام القرأن للجصاص /542 ـ المعجم الكبير 7/130 , ح 6228 ـ اسباب النزول للسيوطي / 81 ـ مجمع الزوائد /80 , ح 10978 ـ كنز العمال 13/165 ـ شواهد التنزيل 1/209) وغيرها.
      حتى بعض علمائهم ـ كالتفتازاني والقوشجي في شرح التجريد ـ يصرح بأن آية الولاية نزلت في حق علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع .
      ودمتم في رعاية الله

      تعليق


      • السؤال: رواية صحيحة تحكي واقعة التصدق
        قصة تصدق الامام علي (عليه السلام) بالخاتم ؟ هل هي صحيحة؟
        الجواب:
        الأخت آمنة المحترمة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        إن تصدق الامام علي (عليه السلام) بالخاتم موضع اتفاق الشيعة وأهل السنة , وسنروي لك رواية صحيحة من طرق أهل السنة تحكي واقعة التصدق :
        روى الحاكم الحسكاني بسند صحيح عن ابن عباس : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر , إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين , فلم ير في المسجد أحداً خلا علياً , فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالذي تصلي له أن تتصدق عليّ بما أمكنك ,وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه , فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه , فنزعه ودعا له , ومضى , وهبط جبرئيل , فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي : فقد باهى الله بك ملائكته اليوم , اقرأ : (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله )). (شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني النيسابوري 1/212 في سبب نزو ل آية (( إنَّمَا وَليّكم اللّه ... )) ).
        ودمتم في رعاية الله

        تعليق


        • تعليق على الجواب (1)

          السائل يقول لعلي رضي الله عنه يا ولي الله كما جاء في نص الحديث قبل أن تنزل آية الولاية فكيف هذا؟
          الجواب:
          الأخ أحمد المحترم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          نحن لا نقول أن ولايته (عليه السلام) لم تكن ثابتة قبل نزول آية الولاية, وإنّما نقول أن آية الولاية أحد الأدلة على ولايته.
          نعم, إنّ مَن لم يكن يعرف ولايته سابقاً, فإنّه علم بها بعد نزول الآية, كما ورد في أسباب النزول بخصوص بعض اليهود منهم عبد الله بن سلام, فإنّهم سألوا النبي (صلى الله عليه وآله) عن وصيه فنزلت الآية, ولكنّ هذا لا يعني أن كلّ المسلمين لم يكونوا يعلمون بولايته قبل نزول الآية, كيف وحديث الدار كان في بدايات الدعوة الإسلامية, ولم يحضره إلّا بني هاشم, وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بولايته هناك, بل أن ولايته كانت معروفة عند الكثير من المسلمين من المهاجرين والأنصار لتكرر إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بها في عدة مواضع, ولكنّ ماذا نفعل لمَن يريد أن يغطي ضوء الشمس بغربال؟ فهو من أجل غايته وغرضه ينكر ضوء النهار, ويقول: أنّه ليل, فأفهم.
          ودمتم في رعاية الله

          تعليق


          • السؤال: رواية صحيحة تحكي واقعة التصدق
            قصة تصدق الامام علي (عليه السلام) بالخاتم ؟ هل هي صحيحة؟
            الجواب:
            الأخت آمنة المحترمة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            إن تصدق الامام علي (عليه السلام) بالخاتم موضع اتفاق الشيعة وأهل السنة , وسنروي لك رواية صحيحة من طرق أهل السنة تحكي واقعة التصدق :
            روى الحاكم الحسكاني بسند صحيح عن ابن عباس : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر , إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين , فلم ير في المسجد أحداً خلا علياً , فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالذي تصلي له أن تتصدق عليّ بما أمكنك ,وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه , فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه , فنزعه ودعا له , ومضى , وهبط جبرئيل , فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي : فقد باهى الله بك ملائكته اليوم , اقرأ : (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله )). (شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني النيسابوري 1/212 في سبب نزو ل آية (( إنَّمَا وَليّكم اللّه ... )) ).
            ودمتم في رعاية الله

            تعليق


            • السؤال: دلالتها على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)
              هل تدل آية الولاية على امامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟
              الجواب:
              الأخ حميد المحترم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              قال تعالى : (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاَةَ وَيؤتونَ الزَّكَاةَ وَهم رَاكعونَ )) (المائدة:55).
              ذهب المفسرون والعلماء من الفريقين إلى أنها نزلت في حق علي (عليه السلام) حينما تصدق بخاتمه في أثناء الصلاة .
              وإليك بعض مصادرها عند الفريقين :
              عند الشيعة:
              1- بحار الأنوار 35 / باب 4 .
              2- إثبات الهداة 3 / باب 10 .
              وعند أهل السنة والجماعة :
              1. شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 1/161 ح 216 .
              2. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب2/409 ح 908
              3. تفسير الطبري: 6 .
              4. أنساب الأشراف للبلاذري 2/150 ح 151 ، ط بيروت .
              5. 104/4الصواعق المحرقة لابن حجر .
              ودلالة الآية الكريمة على ولاية الامام امير المومنين علي بن أبي طالب عليه السلام واضحة بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك ولاية علي (عليه السلام) بحكم المقارنة .
              ودمتم في رعاية الله

              تعليق


              • تعليق على الجواب (1)
                ولكن هناك من يقول : إن قوله تعالى : (( وهم راكعون )) إنما هي صفة , أي : أنهم يصلون , وأيضا هم يركعون , أي : انها تكرار للجملة , فحين ذكر انهم يصلون ذكر انهم يصلون مرة أخرى بقوله : (( وهم راكعون )) , لأنه يعبر عن الصلاة تارة بالركوع وهذا يدعو للاستغراب , فكيف ارد عليه بالرد الشافي ؟ ولكم جزيل الشكر .
                الجواب:
                الأخ منير المحترم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                ان آية الولاية من الآيات الصريحة والواضحة الدلالة على إمامة من آتى الزكاة في حال الركوع, وقد ذكرت روايات كثيرة من الفريقين أن سبب نزول الآية هو تصدق الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بخاتمه على الفقير في حال الركوع أثناء صلاته.
                إذن فهي دالة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام), ولكن البعض أخذوا يبثون الشبهة تلو الشبهة حول هذه الآية وامثالها, ومن تلك الشبه هي هذه الشبهة التي ذكرتموها من فصل ايتاء الزكاة من حال الركوع .
                ولعلّ أول من قال بها أو ممن قالها من القدماء هو ابو علي الجبائي, كما ذكرها عنه تلميذه في كتاب المغني 20/ق1/137 .
                وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة, ومنهم الشريف المرتضى (قدس سره) في كتابه (الشافي في الامامة 2/236) بقوله : ((ليس يجوز حمل الآية على ما تأولها شيخك ابو علي من جعله ايتاء الزكاة منفصلاً من حال الركوع, ولابد على مقتضى اللسان واللغة من أن يكون الركوع حالاً لايتاء الزكاة, والذي يدل على ذلك أن المفهوم من قول أحدنا الكريم المستحق للمدح الذي يجود بماله وهو ضاحك, وفلان يغشى إخوانه وهو راكب معنى الحال دون غيرها, حتى أن قوله هذا يجري مجرى قوله : أنه يجود بماله في حال ضحكه ويغشى اخوانه في حال ركوبه, ويدل أيضا عليه أنّا متى حملنا قوله تعالى : (( يؤتون الزكاة وهم راكعون )) على خلاف الحال, وجعلنا المراد بها أنهم يؤتون الزكاة ومن وصفهم أنهم راكعون من غير تعلق لأحد الأمرين بالآخر, كنا حاملين الكلام على معنى التكرار, لأنه قد أفاد تعالى بوصفه لهم بأنهم يقيمون الصلاة وصفهم بأنهم راكعون, لأن الصلاة مشتملة على الركوع وغيره, واذا تأولناها على الوجه الذي اخترناه استفدنا بها معنى زائداً وزيادة الفائدة بكلام الحكيم أولى)) .
                ودمتم في رعاية الله
                علي البلوشي / عمان
                تعليق على الج

                تعليق


                • تعليق على الجواب (2)
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
                  ذكر الطبري عدة أقوال وردت فيمن نزلت الآية وكان ممن بينهم علي بن أبي طالب وذكر أيضا عبادة بن الصامت وقال أيضا إنه قد قيل أنه عني به جميع المؤمنين ومن صفاتهم أنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وكتاب ابن عساكر تاريخي لا يحتج به في العقائد وأيضا كتاب الأنساب .
                  وأقول أن الواضح البين من الآية أن الولاية تكون في المؤمنين بعد الله ورسوله
                  وإن كان المعني في (( يؤتون الزكاة وهم راكعون )) علي فتحديد الولاية جاء في المؤمنين ، ومن ثم هل كان الأئمة الإثنا عشر يؤتون الزكاة وهم راكعون أيضا (دلل على ذلك إن كان نعم)
                  الجواب:
                  الأخ علي المحترم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  1- لابد قبل ان تعلق , أن تقرأ كل ما كتب في الموضوع من إجابات على الأسئلة المطروحة حتى يتم لك استيعاب الجواب من جميع جوانبه وأما أن تكتفي بإجابة واحدة جاءت على قدر ما مطروح في السؤال وتعتقد أنه تمام الدليل في ما يدعيه الشيعة وأنهم لم يجيبوا لحد الآن على الاعتراضات الواردة ، فهو بعيد عن الإنصاف.
                  2- لابد في قراءتك للجواب أن تستوعب مقدار ما يراد من الدلالة لكل دليل مذكور بالضبط، لا أن تفهم من الدليل دلالة أوسع أو دلالة أخرى لا يريدها من ذكر الدليل.
                  3- لابد أن تعرف منحى ومجرى الدليل وما هو موضعه الدلالي ورتبته من بين المقدمات الأخرى للدليل، فلعل ما اعتبرته دليلاً ليس هو من صلب الاستدلال أو ليس هو الدليل كاملاً بل هو دليل على بعض مقدمات الاستدلال أو جزء الدليل ولتوضيح ذلك نقول على تعليقك :
                  إن ما ذكر كدليل على نزول آية الولاية في علي (عليه السلام) كان تضافر واشتهار النقل من علماء الطرفين بان الآية نزلت في علي (عليه السلام)، وليس الدليل هو الاستناد على ما نقله الطبري كأحد الآراء في الآية فقط. فلاحظ.
                  ولذا يكون إيراد قول الطبري لأنه احد مفردات هذا التضافر, فقوله وقول غيره هو الذي يتمم المدعى من الشهرة والتضافر حتى يصح الادعاء بأن الآية نزلت في علي (عليه السلام).
                  فالاعتراض بأن الطبري ذكر عدة آراء يكون صحيحاً لو كان الدليل يتم بقوله هو وحده فقط ولم يكن أحد الشواهد على التضافر كما هو المدعى.
                  وأما القول في الآراء الأخرى على التسليم بأنها ظاهر قول الطبري .
                  فأولاً: إنها آراء شاذة لا يأخذ بها مقابل المشهور المتضافر , بل المجمع عليه وفيه روايات صحيحة نقلنا بعضها في الأجوبة الأخرى فراجع,فتعداد الأقوال لا ينقض المدعى، فالشاذ يطرح ولا يعول عليه والا لم يسلم لنا قول في آية واحدة من آيات القرآن الكريم.
                  وثانياً: أن الطبري نفسه خبط وخلط (لو سلمنا انه أراد ظاهر تعدد الأقوال) وحاول الإبهام عامداً فان المجموع من محصل كلامه يؤدي إلى التناقض لو قبلنا بكل أقواله ظاهراً.
                  فهو قد نقل أولاً بلفظة (قيل) وهي لتمريض القول (كما هو معروف) الرأي القائل بأن الآية نزلت في عبادة بن الصامت وجاء بروايات (لا تثبت) مفادها التطابق بين قول وفعل عبادة بن الصامت وبين أول الآية وهو معنى الولاية حسب ما فسره (ملاحظة نحن لا نسلم بأن معنى الولاية هو النصرة) ولم يأتي بأي قول بأن عبادة هو من تصدق بالخاتم.
                  ثم أنه عندما ذكر المعني من قوله تعالى (( وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) (المائدة:55), أورد رأيين قدمهما بقوله: (فقال بعضهم وقال بعضهم) الأول إن المعني بها علي (عليه السلام) والثاني ان المعني بها جميع المؤمنين واختفى (القيل) بأن الآية نزلت بحق عبادة بن الصامت.
                  ومن الواضح أن الآية واحدة بل أن الكلمات في الآية كلها مترابطة وتؤدي إلى معنى واحد لا يمكن معه الفصل بين أول الآية والقول أنها نزلت بسبب نزول غير السبب الذين نزلت به آخر الآية، فأما القول بأنها نزلت كلها بحق عبادة او كلها بحق علي او كلها بحق جميع المؤمنين وهذا ما لم يفعله الطبري، فراجع كلامه.
                  وجعل هذه الآية ذات المعنى المترابط الواحد قسمين الاول نزل في حق عبادة, والآخر في حق علي (عليه السلام) ما هو إلا تناقض . فلاحظ.
                  ولكن هل نقبل من الطبري هذا ؟ أو أن هناك مورد نزول واحد هو في حق علي (عليه السلام) متحقق عند الطبري ولكن أراد اخفاءه وستره لامر في نفسه فلم يبرزه واضحاً في كلامه بدون لبس وانما خلطه بغيره وصاغ عباراته بحيث توهم القاريء المتسرع بأن الامر فيه اقوال وآراء، ويأخذه ظاهر التقسيم للأقوال فيظن ان المراد هو تعدد موارد النزول. وفعل الطبري هذا هو الذي يجعلنا نتهمه.
                  وذلك ان الطبري بالحقيقة لم يقل أن الآية نزلت في حق عبادة وعلي (عليه السلام) من منظور واحد: اذ أن الطبري عندما نسب سبب النزول إلى عبادة بن الصامت كان من جهة أن عبادة كان المخاطب بالآية أو المخبر بها عن حاله لا أنه الذي يجب أن يتولى أي المعني بقوله (( والذين آمنوا الذين... ))، بدليل صريح الروايات التي نقلها الطبري نفسه إذ فيها ان عبادة تبرأ من بني القينقاع وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين، أو قال: أتولى الله ورسوله والذين آمنوا، فعبادة هنا يخبر عن كونه يتولى لا أنه هو المولى.
                  فنزلت الآية إخباراً عن حالة وبيان له وللمؤمنين فمن يجب ان يتولوه وهم الله ورسوله والذين آمنوا............ (أي علي (ع) ) فالآية بيان لمورد صاحب الولاية لا للذين يتولوه, نعم هم المخاطبون بذلك ومنهم عبادة وقد يكون اولهم حسب قول الطبري وإن كانت الرواية شاذة.
                  وقد ورد في ذلك غيرها الكثير منها كما في بعض رواياتنا أن قوماً من اليهود سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن وصيّه بعد ان أسلموا، فنزلت الآية فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى المسجد يسأل عمن تصدق بخاتم وهو راكع فاخبره السائل أنه علي (عليه السلام).
                  (أنظر تفسير البرهان في هذه الآية) وعلى هذا يصح أن تقول أن هؤلاء اليهود كانوا سبباً للنزول بسؤالهم النبي(صلى الله عليه وآله) عن وصية. ولكن هذه الجهة غير الجهة المدعاة مورد الاستدلال.
                  فان جهة قولنا بان سبب نزولها كان علي (عليه السلام) هو القول بأن الآية جاءت لتبين ان الذي يجب أن يتولى بعد الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) هو علي (عليه السلام) وهو الذي تصدق بالخاتم وهو راكع وان المؤمنين جميعاً مأمورون في قول الله (إنما وليكم) بولايته وطاعته فهو أولى بالأمر بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وليكن من المؤمنين عبادة بن الصامت فلا ضير.
                  وكأن الآية بيان لمورد الولاية الحقيقي الذي يجب على عباده وغيره من المؤمنين التمسك به أو أخبار للمؤمنين عامة وبعضهم الخاصة اصحاب السؤال بهذا المورد الحقيقي الذي يجب ان يتولى. فلاحظ.
                  وبهذا يتضح قول الطبري ولا تهافت في البين وان كنا نتهمه بعدم البيان والبسط بوضوح لغاية ، الله يعلمها.!!
                  وأما القول بأن مورد النزول هو جميع المؤمنين فهو لا يتم إلا على القول بأن معنى الولاية هي النصرة وهذا ما لا نسلمه , ثم أن تخصيص مورد النزول بعلي (عليه السلام) يرده ولا يمكن أن يكون جميع المؤمنين هم ولاة الأمر إذا كان معنى الولاية هو الأولى بالأمر إذ لابد أن يكون واحداً في كل عصر، (وبيان أنها جاءت بمعنى الاولى بالأمر لا النصره موضح في محله في الموقع فراجع).
                  واما بخصوص كتاب ابن عساكر والانساب للبلاذري فان اعتراضك وقع بسبب خطأ ووهم منهجي، فإنا لم نحتج بما ورد عنهما لأجل أن كتابيهما معتبران اذ لا توجد عندنا قاعدة بأن كل كتاب معتبر فإنا نأخذ بكل ما فيه وكل كتاب غير معتبر فنرد كل ما فيه، وانما نأخذ ما موجود في الكتب بالسند ونحاكم السند كرواية مفردة ويكون مؤلف الكتاب احد الرواة لا غير، وهذا الاشتباه لا يقع فيه إلا من ثبت في ذهنه وجود كتب صحيحة غير القرآن الکريم مثل البخاري ومسلم، فيأخذ بتصنيف الكتب إلى معتبرة وغير معتبرة، أو يستخدم ذلك عن عمد حتى يرد ما يريد من الروايات التي لا تعجبه بعد أن يصنف الكتاب الواردة فيه هذه الروايات بأنه غير معتبر كما هو منهج السلفية والوهابية المعاصرين، وإلا فان مثل هذا المنهج لم يدخل في علم الحديث والدراية ولم يتكلم به علمائهما لان بطلانه من الوضوح بمكان.
                  وبعد أن ذكرنا لك المقدمات الثلاثة أولاً فلا بد أن يتوضح لك مورد الاستدلال بما رويا.
                  واما ما ذكرته من المراد بالزكاة حالة الركوع فهو موضح في جواب الاسئله السابقه فراجع.
                  ودمتم في رعاية الله

                  تعليق


                  • تعليق على الجواب (3)
                    والله العظيم أنا مندهش من هذه الإجابة
                    حتى ولو سلمنا بأن الآية نزلت في حق علي رضي الله عنه ، ولكن هل قرأت الآية التي تسبق هذه الآية والقرآن كلام الله وهو يفسر بعضه بعضا والولاية هنا تعني محبتهم وموالاتهم ومؤازرتهم على أساس الدين بعدما نهانا الله في الآية التي تسبقها من موالاة اليهود والنصارى والآية هنا حتى وإن نزلت في علي فهي تعمم على كل من انتهج نهجه وأبا بكر وعمر كانا على نهج علي ، وكل الآيات الكريمة تعمم على المؤمنين وإلا لتركنا كل الآيات التي نزلت في الرسول ونطبقها عليه وحده ، فمثلا الله أمر النبي بإقامة الصلاة فهل نتركها بحجة أنها نزلت في النبي ؟
                    أرجو الرد
                    الجواب:
                    الأخ عبد الوكيل المحترم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    نزول هذه الآية في حق علي (عليه السلام) هو مما بات وأشتهر ودونك المصادر المذكورة في موقعنا لتتأكد من ذلك، ودعوى أنها نزلت في غيره أو في عامة المؤمنين فعلى المدّعي إثباتها، وإلا يبقى البيان الشاخص في نزول هذه الآية في علي (عليه السلام) عندما تصدّق بخاتمه هو الفارس في الميدان، وقد نقله ابن أبي حاتم في تفسيره بأسانيد بعضها صحيحه كما نقل ذلك غيره، فراجع وأغتنم.
                    وانحصار الولايةً بالثلاثة المذكورين في الآية (( اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55).
                    والمراد به شخص أمير المؤمنين (عليه السلام) بحسب الروايات.. ينفي دخول غيرهم معهم، وإلا لا وجه للانحصار، وذلك لأن ولاية المحبة والمولاة الدينية عامة في جميع الأمة، وهذا الأمر مجمع عليه، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، فلا وجه للحصر هنا بقيود وأحوال خاصة والإشارة إلى علي (عليه السلام).
                    ثم إنا لا نسلم أن يصح تطبيق الآيات التي ورد فيها خطاب الله تعالى للمؤمنين، بلفظ: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) على جميع المؤمنين لأنها لم ترد في القرآن عامة أو مطلقة دائماً، فمثلاً قد خصصت في آية الولاية بقرينة: (( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) وهذه القرينة لا يمكن أن تكون مجرد وصف لجميع المؤمنين،لأن الثابت أن المؤمنين جميعاً لم يؤتوا الزكاة وهم راكعون بل الذي فعل ذلك هو رجل واحد، وقد دلتنا الروايات الصحيحة على أنه علي بن أبي طالب (عليه السلام) دون سواه.
                    مما يعني أن الآية نازلة في حقه وغير شاملة لسائر المؤمنين.
                    فأمثال هذه الآيات ينبغي الرجوع فيها إلى القرائن الحالية والمقالية المتصلة أو المنفصلة وعلم ذلك موكل إلى أهل الاختصاص من علماء التفسير والأصول.
                    ودعوى أن أبا بكر وعمر كانا على نهج علي (عليه السلام) يحتاج إلى تحقيق وبحث، والمعلوم المشهور إن عليّاً (عليه السلام) رفض البيعة في الشورى ولم يوافق على الشرط الذي أشترطه عليه عبد الرحمن بن عوف بسبب رفضه العمل على سيرة الشيخين.. فراجع وتدبر
                    ودمتم في رعاية الله

                    تعليق


                    • تعليق على الجواب (5)
                      جات الايه الله ورسوله بصيغه المفرد وجاءت على اساس قولك ن العضمه لعلي بصيغه الجمع, ولوكانت الايه تبلغ عن الامامه كتون واضحه بدون روايه تلحقها
                      الجواب:
                      الأخ عمر المحترم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      ان منهج عدم قبول الاستعانة بالسنة على تفسير القرآن منهج خاطئ فالسنة الصحيحة الصادرة من المعصوم تكون مبينة وموضحة للآيات القرآنية فلا يصح رفضها وعدم قبولها, وإذا أمكن تحديد فهم بعض الآيات القرآنية على اساس الاستعانة بالقرآن فقط فان هذه الآية لا يمكن مصداقها من خلال القرآن فقط خصوصاً لعامة المسلمين, لانها تحيل إلى قضية خارجية وهي التصدق والزكاة في حال الركوع, وهذه القضية لا يمكن معرفة المراد منها خارجاً إلا من خلال الروايات والأخبار, والأخبار تشير إلى أن الذي قام بهذا العمل شخص واحد وهو علي (عليه السلام) بل ان هناك اخباراً اخرى تشير إلى تصدق بعض الصحابة عدة مرات بمثل الهيئة التي تصدق بها علي (عليه السلام) ومع ذلك لم تنزل فيه مثل ما نزل بعلي (عليه السلام) مما يؤكد عدم صلاحية أي تصدق للدخول كمصداق للآية, وكما يعترف بذلك ذلك الصحابي ففي رواية عن عمر بن الخطاب انه قال اخرجت من مالي صدقة يتصدق بها عني وانا راكع اربعاً وعشرين مرّة على ان ينزل في ما نزل في علي (عليه السلام) فما نزل.
                      ودمتم في رعاية الله

                      تعليق


                      • تعقيب على الجواب (1)

                        اللهم صلي على محمد وآله الاطهار
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        والله اني لاعجب اشد العجب من قوم يعاندون حتى علمائهم الاعلام فتلك كتب اعلامكم زاخرة بالاحاديث التي وصلت حد التواتر ولا اعلم لما هذا العناد في تفسير هذه الاية بالذات ولوانها نزلت في غير امير المؤمنين علي سلام الله عليه لقامت الدنيا ولم تقعد ولعتبرت فضيلة لا تدنيها فضيلة ولكن الحمد لله (( الله اعلم حيث يجعل رسالته )) واذا ما اردنا تفسير هذا العناد فيتضح اما لغرض حقد دفين على هذه الشخصية الفذة التي لم ينقل التاريخ لمثل بطولاتها والتزامها وايمانها واما انه عناد مقابل النص والقران وفي كلتا الحالتين مصير اصحابها معروف فسبحان الله عما تصفون.
                        والحمد لله رب العالمين.

                        تعليق


                        • تعليق على الجواب (6)
                          السلام عليكم إخواني
                          سؤالي يدور في خاطري منذ عرفت من هم إخواننا الشيعة ومذهبهم: وهو إذا كان تفسير الآية الكريمة (( وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) إنّ الولاية هي لعلي كرم الله وجهه ؛ لأنّه تبرع بخاتمه في الصلاة, فهذا يقودني إلى التسائل بأنّ عليّ كرم الله وجهه لم يكن تفكيره بالصلاة بل كان تفكيره كلّه بما يريده من جاء وأخذ الخاتم, وهذا طبعاً لا يرضاه أحد, فما هو الردّ على هذا التسائل؟
                          أجركم الله
                          الجواب:
                          الأخ زين المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          إنّ المؤثرات الخارجية الآتية عن طريق السمع والبصر وغيرها من الحواس إنّما تؤثر على الخشوع في الأفراد العاديين أمثالنا نحن, أمّا الذي له درجة كمالية عالية كالإمام ؛ فإنّ تلك المؤثّرات لا تؤثّر على خشوعه, بل هو في حال خشوعه يستطيع أن يسمع ويبصر, ويعي ما يسمع ويبصر.
                          وإن أبيت إلا أن تنكر ذلك: فنقول لك: إذا كنت خاشعاً يوماً في صلاة, وأنت فاتح عينيك في أثناء الصلاة, وحصلت حركة معينة في أثناء الصلاة, ولم تسلب خشوعك هل تستطيع أن تصف تلك الحركة المعينة بعد الصلاة, فإن قلت: نعم. نقول لك: كما اجتمعت عندك حالة البصر وحالة الخشوع, فهو دليل إمكان اجتماع حالتي السمع والخشوع كذلك.
                          ومع ذلك: فإن سؤال السائل كان في بعض وقت الصلاة, ولم يستغرق كلّ وقتها, فالانتباه إلى قوله - (خاصة وإنّه لم يكن الأمر دنيويّاً بل كان في سبيل الله) - للحظة دون معارضته للخشوع ممكن, وأمّا الأفعال القليلة بعد الالتفات من الإشارة إليه لأخذ خاتمه, ومدّ يده ليأخذه الفقير, فأنّه كان عبادة في عبادة لا تخدش في كمال الصلاة ؛ فأن ما ينافي كماله هو الانشغال عنها بأمر دنيوي سواء بالجوارح أو بالفؤاد, وهو ما لم يحصل عنده (عليه السلام), ومن هنا جاء مدحه في القرآن وعلى لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمام الصحابة, فلاحظ.
                          ودمتم في رعاية الله

                          تعليق


                          • تعليق على الجواب (7)
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            النقطة الاولى: الآية ذكرت الصلاة، والركوع هو من الصلاة، لذلك عندما أتت راكعون في هذا الموضع هي صفة هؤلاء الذين يؤتون الزكاة بأنّهم لا يدفعونها بكبر، وإنّما وهم راكعون منصاعين لأوامر الله عزّ وجلّ.
                            الأمر الآخر :علي بن أبي طالب تصدق بخاتم وهو يصلي، هل تعتبر هذه بدعة في الدين؛ لأنّ محمّد عليه الصلاة والسلام لم يرد أنّه تصدق وهو في صلاته، وهذا أمر جديد
                            فمن الذي أهدى علي عليه السلام إلى هذا الأمر؟؟؟
                            النقطة الثالثة: الآية جاءت عامة عن المؤمنين هل علي هو المؤمن الوحيد؟؟
                            آخر نقطة: أنت لم تقول: أنّ الفريقين أجمعوا على أنّ هذه الآية نزلت في الإمام عليّ عليه السلام ، أنا أقول لك: لا يا أخي كلامك غير صحيح، أهل السنّة لا يقولون هذا القول.
                            الجواب:
                            الأخ محمد المحترم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            جواب النقطة الاولى:
                            لا يجوز أن تكون: (( وَهُم رَاكِعُونَ )) صفة مع وجود (الواو)، فالواو إمّا عاطفة، وإمّا حالية، وكونها عاطفة بعيد؛ لأنّ الركوع من ضمن أفعال وأركان الصلاة، فلا يصح تكراره، خصوصاً مع وجود فاصل أجنبي عن الصلاة، وهو الزكاة يفصل بين الجملتين.
                            ولذلك لا يصح إلّا أن تكون (الواو) هنا حالية، ويكون المعنى أنّهم: (يؤتون الزكاة حال ركوعهم).
                            ويوجب هذا المعنى ورود النصوص الصريحة التي تؤكد هذا المعنى كقوله (صلى الله عليه وآله) في إحدى روايات تصدق أمير المؤمنين بالخاتم: ((تصدَّق عليٌّ وهو راكع)) حيث روى الهيثمي في (مجمع الزوائد7/17)، والطبراني في (أوسطه6/218)، والسيوطي في تفسيره (الدر المنثور2/293)، وقال في تقوية القصة في لباب النقول ص93:
                            وهذه شواهد يقوي ما روي عن عمار بن ياسر قال: وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل.... ونقل مثله السيوطي عن الخطيب أيضاً بطريق آخر عن ابن عباس قوله: تصدق علي بخاتمه وهو راكع....
                            وكذلك ورد في سبب نزول آية: (( وَهُم رَاكِعُونَ )) قول النبي (صلى الله عليه وآله) للسائل: على أيّ حال أعطاك؟ فقال: وهو راكع، فكبّر النبي (صلى الله عليه وآله)، ثمّ تلا هذه الآية... رواه الواحدي في أسباب نزول (ص133) وغيره، وهذا كلّه يؤكد المعنى الذي يثبته الشيعة حيث ثبت سبب النزول، وثبت إرادة ذلك المعنى وهو أداء الزكاة حال الركوع.
                            أمّا الاعتراض بذكر الصلاة وذكر الركوع بعد ذلك وهو جزء من الصلاة، فمع سبب النزول يندفع الإشكال حيث أنّ للركوع في قصة التصدق أهمية ينبغي معها ذكرها مع أنّ القرآن الكريم كثيراً ما يذكر الخاص بعد العام مثل قوله تعالى: (( وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاركَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )).
                            وقوله عزّ وجلّ: (( وَأَوحَينَا إِلَيهِم فِعلَ الخَيرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ )). قال البيضاوي في تفسيرها (4/101) وهو من عطف الخاص على العام للتفضيل
                            وقوله تعالى: (( وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ )). وقال البيضاوي في تفسيره (5/526): وهذا من عطف الخاص على العام للمبالغة.
                            وذكر ابن تيمية في (دقائق التفسير2/359) حديث النزول وقال: فذكر أوّلاً الدعاء، ثمّ ذكر السؤال والاستغفار، والمستغفر سائل كما أنّ السائل داعٍ، لكنّ ذكر السائل لدفع الشر بعد السائل الطالب للخير، وذكرهما جميعاً بعد ذكر الداعي الذي تناولهما وغيرها، فهو من باب عطف الخاص على العام.
                            وقال تعالى أيضاً: (( مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلكَافِرِينَ )).
                            قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره (البحر المحيط1/490): وخص جبريل وميكال بالذكر تشريفاً لهما وتفضيلاً. وقد ذكرنا عن أستاذنا أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير أنّه كان يسمّي لنا هذا النوع بالتجريد: وهو أن يكون الشيء مندرجاً تحت عموم، ثمّ تفرده بالذكر، وذلك لمعنى مختص به دون إفراد ذلك العام. فجبريل وميكال جُعلا كأنّهما من جنس آخر، ونزّل التغاير في الوصف كالتغاير في الجنس فعطف، وهذا النوع من العطف أعني عطف الخاص على العام على سبيل التفضيل هو من الأحكام التي انفردت بها الواو.!هـ
                            فهذا الكلام كلّه مع عدم كون الواو حالية أي أنّه سواء أكانت الواو عاطفة أم حالية تصح قصة التصدق.
                            وبهذا يندفع إشكال ذكر الركوع بعد الصلاة وإرادته على معناه الحقيقي مع الأخذ بنظر الاعتبار كون الحقيقة هي الظاهر والأصل، وكون المجاز هو التأويل والفرع، ولا يصار إلى المجاز إلّا مع تعذر الحمل على الحقيقة.
                            فيصح أن يكون المعنى: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة حال ركوعهم إن فسرنا الواو بأنّها حالية، ويجوز أيضاً كون الواو عاطفة فيكون من باب عطف الخاص على العام للأهمية أو لبيان الاختصاص حيث لا يمكن أن يخطر على قلب أحد أن يتصدق حال ركوعه، فكان ذكر الركوع من باب اختصاص أمير المؤمنين بالتصدق حال الصلاة، وفي الركوع بالذات حيث ينقطع الإنسان المصلي فيه عادة عن كلّ ما حوله، ولكنّ أمير المؤمنين اجتمعت فيه الأضداد كما وصفه ابن الجوزي حين فسرّ خشوعه وفنائه مع الله تعالى وتصدقه في نفس الوقت فتمثّل قائلاً:
                            يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته ***** عن النديم ولا يلهو عن الناس
                            أطاعه سكره حتّى تمكن من ***** فعل الصحاة فهذا واحد الناس.
                            ثمّ إنّه لا مبرر لتعلق الولاية العامة بأمر جانبي قلبي واشتراط عدمه ليتخذ ولياً وأخاً في الله وهو عدم الكبر وعدم الرياء، بل الدليل على خلاف ذلك حيث أن الإسلام يشترط التلفظ بالشهادتين فقط، كما في حديث أسامة بن زيد دون النظر إلى الصدق والإخلاص والقبول، ويشهد لذلك عصمة دماء المنافقين حتّى مع معرفتهم واليقين بنفاقهم والقطع به. فالإسلام يتعامل مع الظاهر والحساب على الله تعالى يوم القيامة يوم تبلى السرائر.
                            وكون الصلاة والزكاة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى مطيعاً لأوامره، متذللاً في قبولها وتنفيذها حيث أنّ العبادات كلّها يشترط فيها هذا الشرط، فلماذا قُيّد هنا به دون غيره من الموارد مع وضوحه وبداهته في كلّ الأعمال، والمشكلة الأكبر في كلّ ذلك هو الإتيان بلفظٍ غامض ومصطلح مستعمل في معنى عبادي آخر (( وَهُم رَاكِعُونَ )) مع إرادة معنى آخر.
                            فيحصل بذلك الإبهام والإيهام مع أهميته وبداهته، فكيف يعبر عنه بمثل هذا الغموض ويسمّيه ركوعاً، ويقصد التذلل والتسليم أي يريد المجاز دون الحقيقة المتشرعية أو بالأحرى الشرعية المستعملة والمشهورة بين المسلمين في ذلك الوقت؟!
                            جواب النقطة الثانية:
                            الاشكال الثاني فهو أعجب من الأوّل والله، حيث أن تعريف البدعة أنّها إحداث شيء في الدين، وتشريعه والتعبد به من دون وجود أصل له في الشريعة، ولا إقرار عليه من المشرع، وهذان الأمران منفيان عن فعل أمير المؤمنين(عليه السلام) حيث أنّه (عليه السلام) حينما تصدق وهو في الصلاة كان بسبب سؤال ذلك الرجل، وعدم إعطاء أحد له، وهذا المحتاج أراد أن يدعو على المسلمين فمدّ له أمير المؤمنين(عليه السلام) إصبعه ونزع الخاتم له وأعطاه إياه، فكان فعله اضطرارياً كما هو حال ذلك الصحابي الذي جاء متأخراً عن الصلاة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فركع قبل أن يصل إلى الصفوف، وبقي يمشي وهو راكع، وبعد ذلك امتدحه النبي (صلى الله عليه وآله)، وأقره على حرصه مع عدم سبقه بذلك، فهل يستطيع أحد أن يصف فعل ذلك الصحابي بأنّه بدعة؟ فكذلك فعل أمير المؤمنين (عليه السلام)، بل إن فعل ذلك الصحابي أولى وأقرب؛ لأن يوصف بكونه بدعة حيث أنّه مشي في ركوعه، أمّا أمير المؤمنين(عليه السلام) فلم يفعل أكثر من الإيماء والإشارة بالخاتم لذلك السائل، ومع وجود روايات وأحاديث كثيرة عند المخالفين في التحرك الكثير في الصلاة دون أن يدعي أحد بالأنشغال أو العبث أو البطلان مثل الرواية التي يدعى فيها أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) صلّى يوماً بالمسلمين فتذكر أنّه مجنب، فتركهم في الصلاة، وذهب فاغتسل، وعاد وأكمل صلاته، وإمامته للصحابة!! وكذلك هناك رواية صلاة أبي بكر بالناس حين غياب النبيّ(صلى الله عليه وآله) التي يروونها ويدعونها، ففيها رجوع أبي بكر إلى الوراء، ونكوصه والتفاته، ورفع يديه فرحاً ليدعو ويشكر الله على أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) له بالبقاء والتقدم وغير ذلك الكثير من الأمثلة والشواهد على الحركة في أثناء الصلاة، وكلّ ذلك لا يقول فيه أحد أنّه حركة وانشغال أثناء الصلاة أمّا إيماء علي(عليه السلام) وإشارته لذلك السائل بخاتمة ليأخذه بعد أن يئس من إعطاء أحد من الصحابة شيئاً له، والتصدق عليه لحاجته فيرد على ذلك ألف إشكال وإشكال، وألف سؤال وسؤال، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
                            فالبدعة تشريع شيء في الدين، وإدخال ما ليس منه فيه، والحركة البسيطة جدّاً مع كونها طاعة لله تعالى، وفي سبيله، ومع كونها لضرورةٍ لكون السائل أراد أن يرفع يديه، ويشكو إليه تعالى، ودفع الله به ما كان أعظم أنّه قد دخل مسجد رسوله، وهو محتاج، ولم يعطه أحد شيئاً، فأجابه أمير المؤمنين قبل أن يدعو ويشكو إلى الله عزّ وجلّ.
                            أمّا زمن التشريع: فقد حدثت عشرات بل مئات الحوادث التي لم ينزل تشريعها أو إقرارها إلّا بعد فعل أحد المسلمين لها، وخصوصاً موافقات القرآن لعمر لم نر أحداً منهم قد اعترض عليه بأنّه يبتدع بل تجعل كل اجتهاداته وآرائه ينزل القرآن ليشرعها ويوافقها بعد أن يفعلها عمر دون تشريع مسبق.
                            أمّا أميرُ المؤمنين (عليه السلام) فلا بدّ أن يجعلوا أفعاله تلك بدعة، وغير مشرّعة مع نزول آية تمتدحه على فعله، وليست توافقه فقط، ويقرّه النبي (صلى الله عليه وآله)، بل يكبّر، ويحمد الله، ويشكره على فعل علي(عليه السلام) ذلك، ومع ذلك يبقى الحاقدون غير راضين على أيّ فعل لكونه صادراً من أمير المؤمنين (عليه السلام).
                            جواب النقطة الثالثة:
                            أمّا مسألة الجمع مع إرادة المفرد فإنّه أسلوب عربي معروف وبليغ ومستعمل في القرآن الكريم كثيراً، ومنه قوله تعالى: (( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9), فهذا كذاك.
                            فسياق الآية عامة لا ينفي ولا يعارض تخصيصها بسبب النزول الخاص مع عدم فعل أحد من المسلمين لذلك الفعل في زمن أمير المؤمنين سواه (عليه السلام)، وقد ورد أن أئمتنا (عليه السلام) كلّهم قد فعلوا ذلك، فيكون العموم نافعاً لهذه النكتة المهمة؛ إذ لولا صيغة الجمع مع وجود أداة الحصر فإن دخول سائر الأئمة في الآية وشمول ولايتهم على المؤمنين يصبح صعباً ومتنافياً ولو ظاهراً مع الآية الكريمة.
                            جواب النقطة الأخيرة:
                            الإجماع المدعى بين الفريقين في نزول هذه الآية في أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يقصد منه الإجماع الاصطلاحي، وإنّما يقصد منه كما هو واضح الاتفاق بين الفريقين على رواية نزولها في أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث أنّك لو راجعت ما ذكرناه على صفحتنا تجد في أحد أجوبتنا تسعة عشر مصدراً تفسيرياً وغيره قد ذكر نزولها في علي( عليه السلام) في قصة التصدق بالخاتم، فراجع لتعرف أقوال السنّة ورواياتهم في نزول هذه الآية الكريمة في أمير المؤمنين (عليه السلام).
                            ودمتم في رعاية الله

                            تعليق


                            • السؤال: لماذا لم يحتج الامام علي (عليه السلام) بها ؟
                              أودّ أن أحصل على رد شافي على من يقول إذا كنتم تحتجّون بآية الولاية (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله ... )) على إمامة علي (عليه السلام) فلماذا لم يحتّج بها الإمام نفسه ?
                              الجواب:
                              الاخت منار المحترمة
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              أوّلاً : إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرة عقلاً ونقلاً تكاد لا تحصى ، وقد ألّفت كتب مستقلّة في هذا المجال . ولكنّ الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه هو أنّ الإمام (عليه السلام) لم يكن ملزماً - لا عقلاً ولا شرعاً - بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة ، بل بالمقدار الذي يلقي الحجّة على الناس ، وهذا هو الذي حدث بعد ما علمنا من احتجاجه (عليه السلام) بحديث الغدير - الذي هو أدلّ ما في المقام - وعدم رضوخ القوم لهذا الحق الصريح ، وبعده هل يبقى مجال لاحتمال تأثير آية الولاية في نفوسهم ؟!!!
                              ثانياً : لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم يصل إلينا ، فهل هذا دليل على عدم صدوره منه (عليه السلام) ؟ مع أن المتّيقن هو عدم وصول أخبار وآثار كثيرة من لدن الصدر الأوّل إلينا , خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء ، فانّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" ، فما ظهر منها فهو غيض من فيض .
                              ثالثاً : ثم لنفرض مرة أخرى أنّ الإمام (عليه السلام) لم يحتج بها واقعاً ، فهل هذا يدلّ بالالتزام بعدم دلالة الآية على إمامته (عليه السلام) ؟ فلننصف ، فهذا أيّ نوع من الملازمة؟
                              رابعاً : هذه الشبهة هي في الأصل من الرازي في تفسيره للآية (التفسير الكبير للرازي 12/28) ومضمون قوله هو إنّ الشيعة لم تذكر احتجاج الإمام (عليه السلام) بهذه الآية كما ذكرت مناشدته (عليه السلام) بحديث الغدير. فنقول رداً عليه بأنّ الاحتجاج بالآية ورد في مصادر الشيعة (الاحتجاج 1/320 - امالي الطوسي 1/343 و 2/159 و 166 - الخصال 2/553 - الغدير 1/159 - بحار الأنوار 8/325 وغيرها من المصادر) وقد أشار إلى بعض الحديث جمع من مصادر أهل السنة (مناقب الخوارزمي : 217 - مناقب ابن المغازلي : 112 - شرح النهج لابن أبي الحديد 6/176 - لسان الميزان لابن حجر 2/156 - تاريخ دمشق لابن عساكر " ترجمة أمير المؤمنين " 3/87).
                              وأخيراً فالمهم هو إنّ الشيعة تقول بدلالة هذه الآية على إمامته (عليه السلام) كما هو مذكور في محلّه .
                              ودمتم في رعاية الله

                              تعليق


                              • السؤال: لماذا لم يحتج الامام علي (عليه السلام) بها ؟
                                أودّ أن أحصل على رد شافي على من يقول إذا كنتم تحتجّون بآية الولاية (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله ... )) على إمامة علي (عليه السلام) فلماذا لم يحتّج بها الإمام نفسه ?
                                الجواب:
                                الاخت منار المحترمة
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                أوّلاً : إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرة عقلاً ونقلاً تكاد لا تحصى ، وقد ألّفت كتب مستقلّة في هذا المجال . ولكنّ الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه هو أنّ الإمام (عليه السلام) لم يكن ملزماً - لا عقلاً ولا شرعاً - بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة ، بل بالمقدار الذي يلقي الحجّة على الناس ، وهذا هو الذي حدث بعد ما علمنا من احتجاجه (عليه السلام) بحديث الغدير - الذي هو أدلّ ما في المقام - وعدم رضوخ القوم لهذا الحق الصريح ، وبعده هل يبقى مجال لاحتمال تأثير آية الولاية في نفوسهم ؟!!!
                                ثانياً : لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم يصل إلينا ، فهل هذا دليل على عدم صدوره منه (عليه السلام) ؟ مع أن المتّيقن هو عدم وصول أخبار وآثار كثيرة من لدن الصدر الأوّل إلينا , خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء ، فانّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" ، فما ظهر منها فهو غيض من فيض .
                                ثالثاً : ثم لنفرض مرة أخرى أنّ الإمام (عليه السلام) لم يحتج بها واقعاً ، فهل هذا يدلّ بالالتزام بعدم دلالة الآية على إمامته (عليه السلام) ؟ فلننصف ، فهذا أيّ نوع من الملازمة؟
                                رابعاً : هذه الشبهة هي في الأصل من الرازي في تفسيره للآية (التفسير الكبير للرازي 12/28) ومضمون قوله هو إنّ الشيعة لم تذكر احتجاج الإمام (عليه السلام) بهذه الآية كما ذكرت مناشدته (عليه السلام) بحديث الغدير. فنقول رداً عليه بأنّ الاحتجاج بالآية ورد في مصادر الشيعة (الاحتجاج 1/320 - امالي الطوسي 1/343 و 2/159 و 166 - الخصال 2/553 - الغدير 1/159 - بحار الأنوار 8/325 وغيرها من المصادر) وقد أشار إلى بعض الحديث جمع من مصادر أهل السنة (مناقب الخوارزمي : 217 - مناقب ابن المغازلي : 112 - شرح النهج لابن أبي الحديد 6/176 - لسان الميزان لابن حجر 2/156 - تاريخ دمشق لابن عساكر " ترجمة أمير المؤمنين " 3/87).
                                وأخيراً فالمهم هو إنّ الشيعة تقول بدلالة هذه الآية على إمامته (عليه السلام) كما هو مذكور في محلّه .
                                ودمتم في رعاية الله

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X