إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــامـــــــــــــــــة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السؤال: تواتر الروايات في شأن نزول آية الولاية في مصادر الإمامية
    هل أحاديث شأن النزول آية الولاية في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (في مصادر الشيعة) متواترة؟
    الجواب:
    الأخ مجيد المحترم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هناك طرق كثيرة لروايات تفصح عن كون آية الولاية نزلت في الامام علي (عليه السلام) وتشير إليه وإلى الأئمة (عليهم السلام)، ومن هذه الطرق:
    1. في الكافي ج1 ص 427/ عن أحمد بن عيسى عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه عن جده..
    2. في الكافي ج1 ص 288/ عن أحمد بن عيسى عن أبي عبد الله(عليه السلام).
    3. في الكافي ج1 ص 189/ عن الحسن بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (عليه السلام).
    4. في الكافي ج1 ص 80/ عمر بن أذينه عن زرارة والفضيل وبكير ومحمد بن مسلم وبريد وأبي الجارود جميعاً عن أبي جعفر(عليه السلام).
    5. في الكافي ج1 ص 145/ عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام).
    6. في الكافي ج1 ص 187/ عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله(عليه السلام).
    7. في الأمالي للصدوق ج ص 186/ كثير بن عياش عن أبي الجارود وعن أبي جعفر(عليه السلام).
    8. في الأمالي للصدوق ص 615 ـ 624/ الريان بن الصلت عن الرضا(عليه السلام).
    9. في الخصال للصدوق ص 479/ الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام.
    10. في الخصال للصدوق ص 572/ مكحول عن أمير المؤمنين(عليه السلام).
    11. في كمال الدين للصدوق ص 274/ عمر بن أذينة عن أبان عن سليم عن علي (عليه السلام).
    هذه بعض الطرق وفيها كفاية لإثبات التواتر. ولا حاجة لإثبات وثاقة رجال السند بعد ورود هذه الطرق المتعددة.
    ودمتم في رعاية الله

    تعليق


    • السؤال: حديث الكساء يشمل أهل البيت (عليهم السلام)
      عند الصلاة على النبي و اله، نقصد بالآل النبي (صلى الله عليه و آله) و السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والأئمة الإثنا عشر (عليهم السلام)، ولكن عند نزول اية التطهير وفي حديث الكساء يقول النبي عن الخمسة (عليهم السلام) اللهم هولاء أهل بيتي و ..
      فكيف نوفّق بين الأمرين، و لكم جزيل الشكر.
      الجواب:
      الأخ محمد المحترم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      حديث الكساء مسألة، والصلاة مسألة أخرى، والخلط ما بين المسألتين غلط. فحديث الكساء خاص بمن كان موجوداً آنذاك، فلا يمكن اتيان كل الأئمة (عليهم السلام) ووضعهم تحت الكساء، هذا لا معنى له .
      ثم هذه قضية خاصة كرامة لهم ولذريتهم، والقدر المتيقن من ذريتهم هو الأئمة (عليهم السلام)، والصلاة على محمد (صلى الله عليه وآله) مسألة أخرى لا ترتبط بهذا الموضوع، لأن الآل عنوان عام خص في الروايات بآل محمد (صلى الله عليه وآله)، وحينئذ المطلبين مستقلين وتداخلهما غلط .
      فهناك قضايا ترتبط بالوقت المحدد لها كحديث الكساء أو المباهلة مثلا، وبقية الأئمة حتما داخلين في هذا، ولكن لا يوجد حضور حي عندهم .
      وبعبارة أخرى : عندنا قضية خارجية وعندنا قضية حقيقية، فالقضية الخارجية تتحقق بافرادها الخارجين الموجودين آنذاك كقضية حديث الكساء، فالائمة (عليهم السلام) لم يكونوا موجودين خارجا حتى نقول لا تشملهم، بخلاف القضية الحقيقية كقضية الآل، فانها قضية كبروية حقيقية تشمل الائمة (عليهم السلام) حسب تشخيص الروايات .
      ثم إن مسألة الآل مسألة مهمة، لذا بحث العلماء حول المقصود من آل محمد (صلى الله عليه وآله) :
      أجمع المسلمون بأن المراد من الآل ليس مطلق قريش، والحنفية والزيدية يقولون : هم بنو هاشم، والشافعية يقولون : هم بنو عبد المطلب، وبعض فقهائهم قالوا : هم مؤمنوا بني هاشم وعبد المطلب، والبعض الآخر قال : هم أولاد فاطمة (سلام الله عليها) .
      بينما نحن الشيعة نقول : هم علي وفاطمة والحسن والحسين وأولادهم (عليهم السلام) .
      هذا المعنى لو نأخذه من جهة علم الأصول، فالقدر المتيقن ما نقوله نحن، لان هذا متفق عليه عند جميع الطوائف، وما زاد عليه مشكوك، فتجري أصالة العدم. هذا عدا النصوص الموجودة عندنا من طرق العامة كصاحب (المناقب) وغيره حيث ينصّون على هذه السلسلة الطاهرة .
      بالإضافة إلى كل هذا، يمكن الاستناد إلى حديث الثقلين، حيث يدلّ بوضوح على استمرار الآل والعترة مع القرآن، وأن القرآن والعترة خليفتين لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لن يفترقا، وحديث الثقلين رواه المسلمون في مصادرهم وصحّحوه، والجمع بين حديث الثقلين وبين ما روي عن النبي(صلى الله عليه وآله) في حصر الائمة والخلفاء من بعده باثني عشر، وهذا الحديث أيضاً رواه المسلمون في مصادرهم وصرحوه، فالجمع بين هذين الحديثين يعطينا نتيجة : أن أهل بيت النبي(عليهم السلام) هم فاطمة والائمة الاثني عشر (عليهم السلام) .
      ودمتم سالمين

      تعليق


      • السؤال: أم سلمة ليست من أهل البيت (عليهم السلام)
        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
        إخواني أهل السنة يستدلون بهذا الحديث في إنضمام " أم سلمة " رضوان الله تعالى عليها تحت الكساء ..... الرجاء من سيادتكم التكرم بتوضيح ذلك بالأدلة .
        وفقكم الله تعالى
        *************************
        أحمد بن حنبل في " المسند " ( 6 / 298 ) ح / حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم, ثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال : حدثني شهر بن حوشب, قال :
        سمعت أم سلمة زوج النبي حين جاء نعي الحسين بن علي عليه السلام لعنت أهل العراق
        فقالت : قتلوه قتلهم الله عزوه وذلوه لعنهم الله, فإني رأيت رسول الله جاءته فاطمة الزهراء غدية ببرمة, قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها : (( أين ابن عمك ؟ ))
        قالت : هو في البيت :
        قال : (( فاذهبي فأدعيه وأتني بابنيه ))
        قالت : فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد وعلي يمشي في أثرهما, حتى دخلوا على رسول الله فأجلسهما في حجره وجلس علي عن يمينه وجلست فاطمة عن يساره
        قالت أم سلمة : فاجتبذ من تحتي كساء خيبريا كان بساطا لنا على المنامة في المدينة, فلفه النبي عليهم جميعا فأخذت بشماله طرفي - الكساء وألوى بيده اليمني إلى ربه عز وجل قال : (( اللهم أهلي, اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا )) اللهم أهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (( اللهم أهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ))
        قلت : يا رسول الله ! ألست من أهلك ؟ قال :
        بلى, فادخلي في الكساء, قالت : فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاه لابن عمه علي عليه السلام و ابنيه وابنته فاطمة الزهراء سلام الله عليهم
        الجواب:
        الأخ عيسى الشيباني المحترم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        يمكن رد هذه الرواية من عدة جهات :
        1- الرواية في كتب السنة لا يمكن الإحتجاج بها علينا .
        2- إن هذه الرواية معارضة بروايات متعددة صحيحة لحصر أصحاب الكساء بالخمسة بل يصرح في بعضها أن أم سلمة ليست من أهل البيت .
        3- الرواية توضح في آخرها أن أم سلمة لم يشملها الدعاء بالتطهير,معنى ذلك أن خصوصية الخمسة وشمولهم بالتطهير أي بالعصمة تختلف عن أم سلمة التي هي إن كانت من أهل النبي فذلك وفق المعنى اللغوي لكلمة أهل بخلاف الخمسة الذين دخلوا في أهل البيت الذين لهم خصوصية العصمة, فالرواية لا تدخل أم سلمة في أهل البيت بل تدخلها في أهل النبي, وهناك فرق بينهما.
        4- إن الحديث من جهة السند لا يصح الإحتجاج به, فشهر بن حوشب قال عنه أبو حاتم لا يحتج به, وقال عنه ابن عون ان شهراً تركوه, وقال النسائي وابن عدي ليس بالقوي, وقال ابن عدي شهر ممن لا يحتج به ولا يتدين بحديثه, وسأل ابن عون عن شهر فقال ما يصنع بشهر ان شعبه قد ترك شهرا وسأل شعبه عن عبد الحميد بن بهرام فقال صدوق, إلا أنه يحدث عن شهر, وقال عنه حجر كثير الإرسال والأوهام فلعل هذه الرواية من أوهامه خصوصا ً إذا عرفنا أنه خالف بها الثقات ممن قال بأن أم سلمة ليست من أهل البيت .
        5-الرواية رويت عن شهر بطرق أخر صحيحة اخرجت أم سلمة من أهل البيت, فعن بلال بن مرداس عن شهر بن حوشب عن أم سلمة : ( ... ألست من أهل البيت قال إنك على خير وإلى خير ), وعن زبيد عن شهر عن أم سلمة مثل ذلك قالت:انا منهم, قال إنكف على خير . (انظر تأريخ مدينة دمشق ج14/ ص142، مسند أحمد ج6/ص304), وقال الترمذي عن هذا الحديث : هذا الحديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب (ج5/ ص361), واصرح من هذين ما روي عن علي بن زيد عن شهر عن أم سلمة حيث قالت: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال إنك على خير. (مسند أحمد ج6/ص323). ومثله ما روي عن عقبة عن شهر عن أم سلمة, حيث قالت فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه رسول الله (صلى الله عليه وسلم )من يدي, وقال : إنك على خير . (مسند أبي يعلي ج12/ ص344), ويقرب منه ما رواه حبيب بن أبي ثابت عن شهر عن أم سلمة, حيث قالت : فجئت أدخل معهم فقال مكانك .. إنك على خير . فبعد هذا كيف يمكن الإحتجاج بتلك الرواية عن شهر وقد روى عنه العدة خلافها .
        ودمتم في رعاية الله

        تعليق


        • السؤال: اذا كان سلمان من أهل البيت فلماذا لا تكون زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) منهم

          ما معنى قول رسول الله (ص) سلمان منا أهل البيت الاية (( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجز اهل البيت ويطهركم تطهيرا )). هناك سؤال تطرحه اخت سنية تقول اذا كان سلمان من اهل البيت فلماذا لا تكون زوجات النبي من اهل البيت وهم اقرب الى رسول الله (ص)
          والسلام عليكم ورحمة الله
          الجواب:
          الأخ سيد صالح المحترم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          ان سلمان (رضوان الله تعالى عليه) وصل الى تلك الدرجة الرفيعة بالعلم والمعرفة وبشدة ولائه لأهل البيت (عليهم السلام)، فعن أبي جعفر (عليه السلام): (... وقال رسول الله: سلمان منا أهل البيت، انما عني بمعرفتنا واقراره بولايتنا) (بحار الأنوار ج65 ص 55)، فهو من أهل البيت بالتولي لهم كما قال إبراهيم (عليه السلام) فيما حكاه الله تعالى من قوله: ((فمن تبعني فانه مني))(ابراهيم:36) فكان (عليه السلام) يقول: (من تبعني وعمل بشريعتي وسار بسيرتي فانه من اقاربي ملحق بي ومن أبنائي تنزيلاً ) (تفسير الميزان ج13 ص71).
          وان سبب دخول سلمان في أهل البيت (عليهم السلام) ليس هو القرب النسبي، والا لدخل كل من كان أقرب من سلمان الى أهل البيت(عليهم السلام) من جهة النسب، بل ان دخوله كدخول جبرائيل مع أهل البيت (عليهم السلام) حينما سئل : (وانا منكم؟ فقال صلوات الله عليه : وانت منا) فصار جبرئيل يفتخر بانه من أهل بيت محمد (صلوات الله عليه وآله)، فدخول جبرئيل لم يكن بقرب نسبي فكذلك دخول سلمان لم يكن بقرب نسبي.
          ثم إن الذي أدخل سلمان في أهل البيت (عليهم السلام) هو الرسول (صلى الله عليه وآله)، والذي أخرج زوجات النبي(صلى الله عليه وآله) من أهل البيت هو الرسول أيضاً! فقد قال (صلوات الله عليه وآله) عندما سألته أم سلمة عن كونها من أهل البيت؟ فقال (صلوات الله عليه و آله) : (أنك على خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق) (المستدرك ج2 ص 416)، وفي (سنن الترمذي: 5 ص31): (انك على مكانك وانت على خير)، وفي (مسند أبو يعلي12 ص 314) : (لا وأنت على خير)، وفي (المعجم الكبير) : (وانت مكانك وانت على خير)، وفي (خصائص الوحي المبين/ لابن بطريق): (أنت على خير)، انك من زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وما قال انك من أهل البيت.
          فالنبي (صلى الله عليه وآله) منع أم سلمة من الدخول معه تحت الكساء ولم يقل لها انها من أهل البيت على الرغم من طلبها ذلك وكونها من خيرة نساءه! وما كان رده (صلوات الله عليه وآله) الا لغرض بيان عدم دخول أزواج النبي(صلى الله عليه وآله ) مع أهل البيت مع عدم قبول الرسول (صلى الله عليه وآله) ذلك. وإذا فعلنا ذلك فاننا عملنا خلاف ما يريده الله ورسوله(ص)!
          ودمتم في رعاية الله

          تعليق


          • السؤال: المقارنة بين لفظة (أهل البيت) و(بيوت النبي)
            السلام عليكم
            وفقكم الله اخواني الكرام القائمين على هذا الموقع العظيم وجعله في ميزان اعمالكم ورزقنا الله واياكم شفاعة محمد وآل محمد عليهم السلام, اما بعد.... من منطلق التدبر بآيات القرآن الكريم لاحظت امرا يتعلق بآية التطهير وسأعرضه طالبا منكم أن تتكرموا بإعطاءنا رأيكم فيما رأينا ودمتم موفقين...
            لاحظنا أن في سورة الاحزاب وردت كلمة (بيوتكن) مرتين في الآيتين (23 ـ 34) وورد ايضاً لفظ (بيوت النبي) في الآية (53) ووردت كلمة (بيت) بصيغة المفرد كما هو معروف مرة واحدة بالآية 33, الملفت هنا أنه لو كانت آية التطهير تضم زوجات الرسول (ص) فكان الأولى ـ والله أعلم ـ أن لا تأتي كلمة (وقرن في بيوتكن) والعائد لزوجات الرسول (ص) ولا يوافق ما بعده من جمع كلمة (واذكرن ما يتلى في بيوتكن) فالأولى ان هناك تناسق بالألفاظ وهذا ما تؤكده الآية 53 (يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي) أتت بصيغة الجمع للدلالة على بيوت زوجات النبي (ص) ومن ضمن نفس الآية نجد كلمة (وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) فهي تتوافق مع سياق جمع كلمة (بيوت النبي).
            والذي يؤكد ايضا ان آية التطهير لا يدخل فيها زوجات النبي (ص) هي الأحاديث والروايات التي أثبتت ان آية التطهير مختصة بأصحاب الكساء عليهم السلام فقط.
            اتمنى أني قد وفقت بايصال ما اريد بهذه الكلمات ـ والله من وراء القصد
            الجواب:
            الاخ أبا جعفر المحترم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            في مقام التعليق على ما ذكرت، نقدم أمور:
            أولاً: يحدد المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف اليها، فأهل القرى: سكانها، وأهل الكتاب، اتباعه، وأهل الرجل: عشيرته وذو قرباه (القاموس المحيط) واخص الناس به (لسان العرب)، ومن يجمعه واياهم نسب أو دين (مفردات الراغب)، وأهل بيت الرجل: ذو قرباه ومن يجمعه واياهم نسب (مفردات الراغب) واطلقت في الكتاب الكريم على أولاد ابراهيم (عليه السلام) واولاد أولاده، قال تعالى: (( رحمة الله وبركاته عليهم اهل البيت انه حميد مجيد )) .
            وهناك فرق بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل، فقد عبر في اللغة مجازاً بأهل الرجل عن امرأته. قال الزبيدي في (تاج العروس): ((ومن المجاز: الاهل للرجل زوجته))، أما أهل بيت الرجل: فهم من يجمعه واياهم نسب، وتعورف في اسرة النبي (صلى الله عليه وآله) (مفردات الراغب) (مودة أهل البيت / مركز الرسالة).
            ثانياً: من الواضح أن (أهل البيت) متكونة من لفظتين هي (أهل) التي ذكروا أنها ولفظة (آل) بمعنى واحد, وذكروا لهما معاني متعددة بين الضيق والسعة يرجع اليها في البحث المتعلق بمعنى (الآل) وهل هم أقرباء النبي (صلى الله عليه وآله) او اتباعه او غير ذلك.
            واللفظة الاخرى فهي (البيت) فهل المراد منها المعنى الموضوع لها وهو مكان السكن المتكون من الطين والخشب أي البيت المادي, او المراد منها هنا المعنى الاستعمالي وهو بيت الذروة والشرف ومجمع السيادة أي بيت النبوة.
            (مع أنه قد عرفنا من تنصيص أهل اللغة ما هو المعنى المراد من استعمال (أهل البيت) اذا جاءا معاً عند العرب وبالتالي لا فرق بين تعيين أي من المعنيين، ولكن المعنيان المذكوران اصبحا مورداً لظهور شبهة سوف تأتي الاشارة اليها في النقاط التالية.
            ثالثاً: من الواضح ان المقصود من البيوت في (( وقرن في بيوتكن )) و (( واذكرن ما يتلى في بيوتكن )) هي البيوت المبنية من الطين والخشب، وكذا في قوله (بيوت النبي) وهو غير المعنى المراد من مجموع لفظتي (أهل البيت) كما عرفت من تنصيص أهل اللغة، سواء قلنا أن المراد من لفظة بيت فيه الطين والخشب أو بيت الذروة والشرف وذلك واضح من الآية: (( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً )).
            أما اذا قلنا أن المراد من (البيت) فيها هو بيت الطين والخشب فلانه قد أضاف جمع البيوت في (بيوتكن) الى النساء وفي (بيوت النبي) الى النبي، وهنا عرف البيت بالألف واللام العهدية لا الجنسية أو الاستغراقية كما هو واضح فانه لا يريد جنس البيوت ولا كل بيت بيت.
            فتحصل أن هذا البيت المعهود ليس أحد تلك البيوت المنسوبة للنساء! والا فما هو المرجح بينها؟! وانما هو بيت آخر غيرها معهوداً بين المتكلم والمخاطب (صلى الله عليه وآله)، قد يكون بيت علي (عليه السلام) كما ذكر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما اشار اليه أبو بكر وقال: هل هذا البيت منها؟ أي من البيوت التي اذن الله أن ترفع كما جاء في الآية، فاجابه (صلى الله عليه وآله) ان: (نعم, بل من افضلها) ـ وبيت علي (عليه السلام) هو بيت النبي (صلى الله عليه وآله) بلا اشكال.
            وهذا، فيما لو تنزلنا وقلنا بان المراد هو هذا المعنى (أي المصنوع من الطين والخشب) وهو مورد الشبهة التي جاء عن العامة الذين قالوا بأن أهله كل من دخل تحت سعفه فالازواج من أهله، وقد عرفت الجواب! مع أنا قد ذكرنا ان المعنى المستعمل في المركب من اللفظين (أهل) و (البيت) هو غير المعنى المفرد لكل منهما كما عرفت من تنصيص أهل اللغة، فلاحظ.
            وأما إذا أريد من البيت هو بيت الذروة والشرف وبيت النبوة وان المراد منه كما يراد من مثل قولهم أهل القرآن وأهل الله، فعند ذلك لا يصح الدخول فيه الا لمن حصل له الاهلية والاستعداد الكامل الذي يكون السبب في التنصيص عليهم من قبل الله، فلا يراد منه الا المنتمون الى النبوة والوحي بوشائج روحية خاصة ولا يشمل كل من يرتبط ببيت النبوة من طريق السبب او النسب فحسب، ولذا سألت ام سلمة عن دخولها فيه فجائها الجواب بالنفي، وهذا البيت هو المراد من (( بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه... )) كما تقدم سابقاً في جواب النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر.
            وورد أيضاً ان قتادة لما جلس إمام الباقر (عليه السلام) قال: لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك؟! قال له أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي ((بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو الآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة))، فانت ثم ونحن أولئك). فقال قتاده: صدقت والله جعلني الله فداك، والله ما هي بيوت حجارة ولا طين.
            ولعل هذا المعنى الثاني للبيت مأخوذ من المعنى المستعمل فيه (أهل البيت) كما نقلنا عن أصحاب اللغة.
            رابعاً: وبعد كل ما تقدم فقد عرفت ما هو المراد من لفظتي (أهل البيت) فيما اذا وردتا معاً، وقد عرفت ان النزاع قائم في ان معنى أهل البيت هل هو واسع يشمل الزوجات أو انه مقتصر على أشخاص معينين هم أصحاب الكساء، ما فترق المسلمون الى أقوال ونحن نستدل بحديث الكساء الصحيح على حصرهم بالخمسة اصحاب الكساء اضافة الى ما تقدم كله.
            فاذا تقرر ذلك: نرجع الى سؤالك انه هل يمكن ان تستفيد من نفس الآية حصراً بغض النظر عن الادلة الاخرى اختلاف المراد من (بيوتكن) و (أهل البيت)، وبالتالي عدم دخول الزوجات في أهل البيت (عليهم السلام). فنقول: من الواضح أن المراد في (بيوتكن) هو بيت الطين والخشب وهو يجمع اذ لو كان لشخص معين عدة زوجات وكل منها اسكنها في بيت فيقال (هذه بيوت هذا الرجل) أو (بيوت زوجاته)، وأن المراد من (أهل البيت) معنى آخر هو ذو قرباه ومن يجمعه واياهم نسب (مفردات الراغب). ولا تجمع لفظة (البيت) فيه بهذا المعنى، اذ لم يعرف من كلام العرب ان يقولوا (أهل بيوت النبي) ويراد به هذا المعنى المتقدم، فاذا كان للرجل عدد من الاولاد من زوجات مختلفة اسكنهم في بيوت مختلفة فانهم يقال لكل اولاده (أهل بيت الرجل). نعم، قد يستعمل (أهل بيوت الرجل) لكن بمعنى من كان تحت سقوف بيوته أي يمكن أن يجمع بذلك المعنى الاول.
            فاذا نظرنا الى الآية نجد أن البيوت جاءت مجموعة عندما أضيفت الى النساء، وانها جاءت مفرداً عندما عرفت بالالف واللام وتعلقت بالاهل فتعرف ان البيوت المرادة هناك غير البيت المراد هنا. فيمكن أن تكون اشارة لطيفة بلاغية على الاختلاف، نظراً لابدال التعبير من الجمع الى المفرد ثم الى الجمع في نفس الآيات، ولكن لا يمكن أن يكون دليلاً مستقلاً وذلك لانا قلنا أن البحث حول دخول الزوجات أو عدم دخولهن مرتبط بتحديد معنى ومفهوم (أهل البيت) سواء من اللغة أو القرآن أو السنة على الخلاف بين الآراء، فاختلاف المعاني المرادة من البيت لا يعني بالضرورة عدم دخول النساء في (أهل البيت)، الا ترى أنه لا تناقض في الآيات لو ثبت فرضاً من دليل خارج أن النساء داخلات في (أهل البيت)!
            نعم، نعود ونقول: أنه مؤيد واشارة لطيفة تتم اذا ادعى مدعي ان المراد من (البيت) في (أهل البيت) في الآية هو البيت المحسوس من الطين والخشب وتتأكد هذه الاشارة التي نوهنا اليها هنا اذا لاحظنا العودة الى جمع (البيوت) مرة اخرى في آية (واذكرن) بعد آية التطهير فكأنها تؤكد ان هذه البيوت غير ذلك البيت والا لماذا عاد للتفريق بالجمع والاضافة اليهن بعد الافراد والتعريف بالالف واللام العهدية.
            ودمتم في رعاية الله

            تعليق


            • السؤال: من هم الآل ؟
              ما هو الدليل على ان كلمة ( آل ) تعني علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) وأبنائهم ؟
              وجزاكم الله عن أوليائه خير الجزاء
              نسألكم الدعاء وفي أمان الباري .
              الجواب:
              الأخت رقية المحترمة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : (لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء), قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول الله ؟ قال : (تقولون : اللهم صل على محمد وتسكتون, بل قولوا: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) (الصواعق المحرقة : 146, جواهر العقدين 2 / 155, ينابيع المودة 1 / 37).
              روى مسلم في صحيحه (1 / 305) عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجلس معنا في مجلس سعد بن عبادة, فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله, فكيف نصلي عليك ؟ قال: فصمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تمنينا أنه لم يسأله, ثم قال: (قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد ...).
              وأما أن أهل البيت (عليهم السلام) هم الخمسة أصحاب الكساء فقد روى الحاكم عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أنه قال : لما نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الرحمة هابطة قال : (ادعوا لي ادعوا لي), فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : (أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين), فجيء بهم, فألقي عليهم النبي (صلى الله عليه وآله) كساءه ثم رفع يديه ثم قال : (اللهم هؤلاء آلي, فصل على محمد وآل محمد), وأنزل الله عزوجل : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )) (المستدرك على الصحيحين 3 / 14).
              وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد .
              وراجع في حصر أهل البيت في هؤلاء الخمسة : (صحيح مسلم 7 / 130, السنن الكبرى 2 /149,جامع البيان 22 / 5, تفسير ابن كثير 3 / 485, جامع الأصول 10 / 101, صحيح الترمذي 12 / 85).
              ومما يدل على أن زوجاته لسن من أهل البيت :
              أولاً : الروايات الواردة في شأن نزول آية التطهير صريحة في الحصر بهؤلاء, وهي روايات بلغت حد التواتر في حصر أهل البيت بهؤلاء, وإدخال غيرهم يحتاج إلى دليل .
              ثانياً: الكثير من هذه الروايات لما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اللهم هؤلاء اهل بيتي ...), قالت أم سلمة : فأنا معهم يا نبي الله ؟ قال: (أنت على مكانك وأنت على خير) (تاريخ ابن عساكر 5 / 1 /ب 16, الدر المنثور 5 / 198, مسند أحمد 6 / 292 و 323).
              وروى الحاكم في (المستدرك 2 / 416) : أن أم سلمة قالت : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ؟ قالإنك إلى خير, وهؤلاء أهل بيتي, اللهم أهل بيتي أحق).
              وفي رواية أخرى قالت أم سلمة: يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال: (إنك إلى خير, إنك إلى خير, إنك من أزواج النبي) (الدر المنثور 5 / 198, مشكل الآثار 1 / 233, تسير الوصول 3 / 297, جامع الأصول 10 / 100).
              وروى مسلم في صحيحه (7 / 133 /باب فضائل علي بن أبي طالب) عن زيد بن أرقم, عندما سئل: مَن هم أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال: لا, وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ؛ أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .
              وعن أبي سعيد الخدري قال : أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً, فعدهم في يده, فقال : خمسة : رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (مجمع الزوائد 9 / 165 / باب فضائل أهل البيت) .
              ودمتم في رعاية الله

              تعليق


              • السؤال: (إنما) جاءت للحصر لا للتعليل

                السلام عليكم
                سؤال حول اشكال على اية التطهير
                اشكل به علينا احد العلماء من اهل السنة وحاصله انه ما المانع من حمل كلمة انما الواردة في اية التطهير على التعليل لا على الحصر وذلك نحو قولك
                كل يا ولدي، انما اريد ان تقوى وتصح. بمعنى آمرك بالاكل لاني اريدك ان تقوى وتصح
                فما المانع ان انما في قوله تعالى انما يريد الله ليذهب عندكم الرجس اهل البيت، هي لا للحصر كما ندعي نحن الشيعة لا للتعليل.
                وذلك لان انما اذا كانت للتعليل هنا بطل استدلالنا بها على حصر التطهير باهل البيت وتعين ادخال نساء النبي معهم وبذلك يبطل كون الارادة الواردة في الاية تكوينية،ويتم الجمع بين السياق وبين الروايات التي فسرت اهل البيت باصحاب الكساء، وذلك لان الاصل في الكلام هو جمع القرائن الداخلية والخارجية مع السياق لان الجمع مع التمكن اولى من العدول عن السياق، فان تعذر الجمع قدمنا القرائن على دلالة السياق
                وجزاكم الله خيرا
                الجواب:
                الاخ امامي المحترم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                لا يمكن حمل (انما) على التعليل لما نص عليه علماء اللغة من كونها اوضح ادوات الحصر، نعم اقصى ما يمكن أن يدعى انها تحصر العلة كما في المثال الذي ذكره المستشكل (كل يا ولدي انما اريد ان تقوى وتصح) فمن الواضح أن (انما) جاءت هنا ايضاً للحصر ولكن لحصر العلة وسبب الأمر بالأكل فحصرت الارادة با لقوة والصحة.
                هذا ولا دخل لمعنى (انما) في تعين المراد من أهل البيت وانما لها دخل في تعيين المراد من الارادة وانها التكوينية سواء قلنا بان معنى (انما) للحصر او لحصر العلة وسواء قلنا أن أهل بيت يشمل النساء او لا.
                اذ يأتي السؤال: بان ارادة التطهير التشريعية شاملة لكل الناس فلما خصت هذه الارادة هنا بأهل البيت حتى لو شمل النساء؟
                ولكن لا يخفى أن هذا كله فيما لو ثبتت وحدة السياق وهي لا تثبت قطعاً، اذ من الواضح ان الروايات الصحيحة المستفيضة في سبب النزول تنص على أن هذا المقطع من الأية نزل وحده.
                ودمتم في رعاية الله

                تعليق


                • لسؤال: مناقشة رواية ظاهرها أنّ زوجاته (صلى الله عليه وآله) من أهل هذه الآية
                  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
                  يحتج البعض من المخالفين بهذه الرواية الواردة عندهم لإثبات دخول النساء في آية التطهير الكريمة, وإثبات عدم وجود التخصيص في روايات الكساء.
                  فكيف الرد عليهم ؟
                  الرواية:ما رواه البيهقي من طريق شيخه الحاكم أخبرنا أبو عبد الله الحافظ غير مرة, وأبو عبد الرحمن محمّد بن الحسين السلمي من أصله, وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي, قالوا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب, حدّثنا الحسن بن مكرم, حدّثنا عثمان بن عمر, حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار, عن شري: في بيتي أنزلت (( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )).
                  قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين.
                  فقال: هؤلاء أهل بيتي.
                  وفي حديث القاضي والسلمي: هؤلاء أهلي, قالت: فقلت: يا رسول الله, أما أنا من أهل البيت, قال: بلى إن شاء الله تعالى).
                  قال أبو عبد الله: هذا حديث صحيح سنده, ثقات رواته.
                  قال الشيخ: وقد روي في شواهده, ثمّ في معارضته أحاديث لا يثبت مثلها, وفي كتاب الله البيان لما قصدناه في إطلاق النبي صلى الله عليه وسلم الآل, ومراده من ذلك أزواجه أو هنّ داخلات فيه.
                  اللهم صل على محمد وآل محمد
                  الجواب:
                  الأخ عبد الرضا المحترم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  أوّلاً: نقول هذه الرواية تدحض الدعوى المألوفة عند أهل السنّة بأنّ الآية نزلت في خصوص نساء النبي (صلى الله عليه وآله), أو نساء النبي (صلى الله عليه وآله) مع ضم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إليهنّ ليصح توجيه الخطاب بضمير الجمع (عنكم, يطهركم) الوارد في الآية الكريمة.
                  فهي من هذه الناحية تكون ملزمة للقائلين بصحتها في عدم تبني الدعوى المذكورة التي يروج لها البعض - من دون تحصيل - وإلّا لزم التهافت في الدعوى والأدلة.
                  ثانياً: الرواية المذكورة معارضة بروايات كثيرة متضافرة تفوقها عدداً ودلالة في بيان إنّ المراد بأهل البيت هم الخمسة أصحاب الكساء: محمّد (صلى الله عليه وآله) وعليّ, وفاطمة, والحسن والحسين (عليهم السلام) حصراً, بل أنّ في نفس الرواية المذكورة ما يدل على هذا المعنى ؛ إذ قوله (صلى الله عليه وآله): (هؤلاء أهل بيتي), يفيد الحصر كما نصّ عليه علماء اللغة والبيان في أنّ تعريف الجزأين (المسند والمسند إليه) يفيد الحصر (أنظر: الإتقان في علوم القرآن: 583 في دلالة تعريف الجزأين على إفادة الحصر والتعين).
                  فإذا عرفنا ذلك فربما يشكل التمسك بالرواية المذكورة لمحل التهافت بين إرادة الحصر وعدمه فيها, الأمر الذي يرجح رواية المستدرك على رواية السنن هذه كما ستأتي الإشارة إليها في الأمر الرابع.
                  وعن ابن حجر في (الصواعق المحرقة ص 141), قال: (إنّ أكثر المفسرين على أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين). أنتهى.
                  وعند التعارض يلاحظ الجانب الذي تتفوق رواياته عدداً, بل ودلالةً فيقدم على الآخر... والروايات الوارد أنّها نزلت في خصوص الخمسة أصحاب الكساء دون غيرهم متضافرة تفوق كلّ رواية أخرى تناهضها في هذا المعنى.
                  ثالثاً: هذه الرواية معارضة بروايات أخرى وردت عن أم سلمة نفسها يستفاد منها بأنّها ليست من أهل هذه الآية, كهذه الرواية التي يرويها الترمذي في سننه (ج5ص31): ( قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله, قال: أنت على مكانك وأنتِ على خير ). (أنتهى).
                  وأيضاً ورد بمضمون هذه الرواية رواية أخرى عن عائشة, قالت فيها - بعد أن رأت النبي (صلى الله عليه وآله) يجلل علياً وفاطمة والحسن والحسين بالكساء يدعو لهم ويتلو عليهم آية التطهير: (( وأنا من أهل بيتك؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله): تنحي فإنك على خير )) أنظر: (تفسير ابن كثير 3: 494 طبعة دار المعرفة).
                  وبلحاظ هذا التعارض تتساقط هذه الروايات وتصير الرواية المذكورة - الواردة في السؤال - لا قيمة لها في معارضة الروايات المتضافرة الدالة على نزول آية التطهير في خصوص الخمسة أصحاب الكساء.
                  رابعاً: الرواية المذكورة، رواها الحاكم في مستدركه - بالسند نفسه - وفيها ما يخالف الدعوى المذكورة بدخول أم سلمة في مفهوم (أهل البيت) الوارد في الآية, والرواية هي: ((قالت أم سلمة: يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال: إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق)). أنظر المستدرك على الصحيحين 2: 451, وهذا الحديث قد صححه الحاكم, وأقرّه الذهبي على شرط مسلم.
                  وإذا سلّمنا بأنّ الرواية المذكورة في المستدرك هي نفسها رواية السنن - للبيهقي - فلا نجزم عندئذٍ بأن أي النصين هو الصادر عن النبي (صلى الله عليه وآله), هل هو قوله (صلى الله عليه وآله) لأمّ سلمة: ((بلى إن شاء الله )) أي أنت من أهل بيتي, أم هو قوله (صلى الله عليه وآله): (إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي).
                  المستفاد منه أنّها ليست من أهل بيته, وأنّها أهله بالمعنى المتعارف بأنّ الزوجة أهل الرجل. وهذا المعنى - بهذا الشكل الأخير الذي بيّناه - لازمه الاجمال وسقوط هذه الرواية برمتها عن معارضة الروايات المتضافرة بأنّ أهل بيته هم خصوص: علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
                  بل ربما يُرّجح الوارد في رواية المستدرك على الوارد في رواية السنن لمحل التهافت الذي اشرنا إليه سابقاً في رواية السنن.
                  وعندئذٍ لا توجد معارضة بين الرواية المذكورة, والمعنى المعروف بنزول الآية في خصوص الخمسة من أصحاب الكساء (عليهم السلام) دون غيرهم.
                  ودمتم في رعاية الله

                  تعليق


                  • السؤال: الإستدلال بآية خطاب امرأة ابراهيم على عود الضمير للنساء؟
                    قد يستدل المخالف على أية التطهير بأن أشكال الشيعة على تبدل الصيغة في الاية لا يشمل نساء النبي بحجة نون النسوة قد يحتج بان أية أخرى تخاطب الملائكة أمرأة ابراهيم (( أتعجبين من أمر الله ...... سلام الله ورحمته عليكم أهل البيت )) والخطاب مباشر لأمرأة أبراهيم ومع ذلك خاطبها بصيغة الأهل
                    الجواب:
                    الأخ علاء المحترم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    صحيح أن الخطاب في بداية الآية موجّه إلى امرأة إبراهيم (عليه السلام) لكن المقصود من أهل البيت في آخر الآية أوسع من امرأة إبراهيم (عليه السلام) وإلا لما صح الخطاب بصيغه الجمع بالإضافة إلى استخدام ضمير التذكير لا التأنيث ونحن من خلال الضمائر نعرف المراد من الخطاب.
                    فأنت إذا قلت أن الخطاب موجه في أول الآية إلى أمرأة إبراهيم لأنه استخدم ضمير الخطاب إلى المؤنث قبلنا منك ذلك.
                    وإذا قلت بانها داخلة مع جماعة في كلمة عليكم من خلال السياق قبلنا منك ذلك.
                    ولكن أن تقول أن الخطاب موجه إليها فقط مع ضمير الجمع والتذكير! فالكلام غير مقبول وخارج قواعد اللغة العربية التي نزل بها القرآن.
                    ثم لا يشكل بأن امرأة إبراهيم (عليه السلام) دخلت في أهل البيت في الآية, فلماذا لا تدخل نساء النبي (صلى الله عليه وآله) أيضاً في آية التطهير؟ فإنا نقول أن زوجة إبراهيم (عليه السلام) وهي سارة كانت أبنة عمه فدخلت في أهل البيت من هذه الجهة لا من جهة الزوجية.
                    ودمتم برعاية الله

                    تعليق


                    • لسؤال: الفرق بين لفظ التطهير الوارد في آية التطهير وغيرها من الآيات
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم:
                      سؤالي يدور حول آية التطهير, فأبناء السنة يقولون ان الاية كانت عادية فلم ترفع أهل البيت الى مستوى العصمة, واستدلوا بآية (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ) ويقولون ان التطهير كان في هذه الآية للمؤمنين كما سبق في آية التطهير فما الفرق بين الآيتان.
                      الجواب:
                      الاخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن التطهير في مورد (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ) (الانفال 11) وكذا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (المائدة 6) يختلف عنه في ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (من الاحزاب 33) لانه هناك عام لجميع المسلمين والمقصود منه فيهما رفع الحدث سواء الوضوء كما في آية المائدة أو الجنابة كما في آية الانفال. أما آية التطهير (في الاحزاب 33 ) ففيها خصوصيات كثيرة تجعلها لا تشابه أية آية أخرى في ذكر التطهير منها:1 ـ أداة الحصر (إنما) فهي تدل على حصر الارادة في إذهاب الرجس والتطهير.2ـ كلمة (أهل البيت) سواء كان لمجرد الاختصاص أو مدحاً أو نداءً يدل على إختصاص إذهاب الرجس والتطهير بالمخاطبين بقوله (عنكم) ففي الآية في الحقيقة قصران: قصر الارادة في إذهاب الرجس والتطهير، وقصر إذهاب الرجس والتطهير في أهل البيت (عليهم السلام).3ـ (ويطهركم تطهيراً) فهو يدل على العصمة لأن المراد بالتطهير المؤكد بمصدر فعله هو إزالة أثر الرجس بإيراد ما يقابله بعد إذهاب أصله، ومن المعلوم أن ما يقابل الاعتقاد الباطل هو الاعتقاد الحق فتطهيرهم هو تجهيزهم بادراك الحق في الاعتقاد والعمل ويكون المراد بالإرادة أيضاً غير الإرادة التشريعية. ففي الآيات الاخرى من القرآن تتكلم عن التطهير من النجاسات المادية أو المعنوية كالغسل والوضوء، أما في هذه الآية فالطهارة هنا أعم وأشمل من كل نجاسة وقذر ومعصية وشرك وعذاب فهي تتكلم عن أعلى مراتب الطهارة لا مرتبة بسيطة من مراتب الطهارة كما في الآيات الأخريات. وبالتالي فآية التطهير تدل على الطهارة بأعلى درجاتها وهي ما نسميه بالعصمة وأما ما سواها من الآيات التي تذكر تطهير المؤمنين فلا ترتقي قطعاً لهذه الآية ولا تشابهها وإنما تدل على طهارة مادية أو معنوية كالوضوء والتيمم والغسل وما شابه، وأدل دليل على مدعانا ما رواه العامة والخاصة في الصحاح كمسلم وغيره من تطبيق النبي (صلى الله عليه وآله ) لهذه الآية بدقة عالية من جمع أهل البيت (عليهم السلام) المخصوصين بالعصمة معه ووضعه الكساء عليهم وعدم إدخال أحد معهم حتى أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) رفض إدخالها مع مكانتها وتقواها وبين اختصاص أهل البيت (عليهم السلام) بهذه الآية مع طلبها الشديد وأخذها الكساء فهي تخبرنا بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جذب منها الكساء وقال لها: (إبق الى مكانك إنك الى خير)، وفي رواية: (أنت من أزواج النبي). مع ما يحمله النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله ) من خلق عظيم وعدم ردّ طلب أي أحد ناهيك عن نسائه بل أعز واتقى نسائه في زمانها أي بعد خديجة ولكن الحق أحق أن يتّبع. ثم إخراج يده الشريفة من الكساء ورفعها الى السماء ودعاء رب السماء بأن هؤلاء هم أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.فأين هذه الآية من تلك؟!!ودمتم في رعاية الله

                      تعليق


                      • السؤال: السياق لا يوجب دخول النساء في آية التطهير

                        هل يعتقد أهل السنة والجماعة، بأن القرآن الكريم ليس مرتب مثلاً في آية التطهير أنها في غير مكانها، والمصدر يرحمكم الله ؟
                        الجواب:
                        الاخ المحترم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        انّ العدول عن السياق المتناول في الآية وهو خطاب التأنيث إلى خطاب التذكير, بل والرّجوع منه ثانياً في الفقرات التالية بعده إلى خطاب التأنيث, يدلّ بكلّ وضوح على تمييز المخاطبين بهذه الفقرة بالذات عن باقي المخاطبين في الآية حتّى أذعن الرازي في تفسيره الآية بهذه النقطة الحسّاسة ( التفسير الكبير للفخر الرازي : 9 / 168 ) فالحكم بالتطهير المطلق عن كافة الارجاس انّما يخصّ هذه المجموعة الّتي تسمّى (أهل البيت) وهذا ما يسمّى بالعصمة .
                        ثمّ على فرض قبول وحدة السياق ـ مع ما يأباه الظهور الخطابي ـ نقول بالتخصيص في هذا المجال استناداً إلى مصادر أهل السنّة فورد في الكثير منها انّ المراد من (أهل البيت) هم (عليّ وفاطمة والحسن والحسين) (عليهم السلام).
                        وقد صرّح فيها بأنّ أمّ سلمة لم تكن من هؤلاء مع انّها على خير ؛ والمصادر الروائيّة في هذا المعنى أكثر من أن تحصى, فعلى سبيل المثال ينبغي المراجعة إلى : ( صحيح مسلم 7 / 130 ـ مسند أحمد 1 / 330 و 6 / 292 و 323 ـ المستدرك على الصحيحين 2 / 416 ـ صحيح الترمذي 5 / 327 ـ خصائص عليّ من سنن النسائي 49 و 62 و 81 ) وغيرها من المصادر.
                        ولا يخفى انّ في الآيات السابقة على هذه الآية اشارة لطيفة الى عدم اعطاء هذه الرتبة السامية للازواج مطلقاً وفي كلّ الاحوال اذ يقول تعالى: (( فانّ الله أعدّ للمحسنات منكنّ أجراً عظيماً )) فيقيّد الاجر بالمحسنات منهنّ, والحال لم يقيّد التطهير والعصمة من الارجاس عن أهل البيت (عليهم السلام)بشيء! فنستفيد بأنّ عنوان (أهل البيت) يختلف موضوعاً عن عنوان (الأزواج) .
                        ودمتم سالمين

                        تعليق


                        • تعقيب على الجواب (1)
                          السلام عليكم ورحمة الله
                          أرى من المهم على الأخوة الأعزاء في الموقع أن يجيبوا على ما يثيره المخالفون حول سياق آية التطهير ببيان أنّ ذلك لا يتناقض مع حديث الكساء وأنا هنا أطرح هذا البحث المتواضع حول هذا الموضوع
                          قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاة َ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَة َ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَة ٍ مُّبَيِّنَة ٍ يُضَاعَف لَهَا العَذَابُ ضِعفَينِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعمَل صَالِحًا نُّؤتِهَا أَجرَهَا مَرَّتَينِ وَأَعتَدنَا لَهَا رِزقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولا مَّعرُوفًا * وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى وَأَقِمنَ الصَّلاة َ وَآتِينَ الزَّكَاة َ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرًا )) (الأحزاب:28-33)
                          إنّ لعنوان أهل البيت معنى لغوي عام ومعنى اصطلاحي خاص كما للكثير من المفردات فمثلاً للصلاة معنىً لغوي عام وهو الدعاء ومعنىً اصطلاحي خاص وهو الصلاة المعروفة فبأي معنى استخدم القرآن عنوان أهل البيت في آية التطهير ؟
                          وللإجابة على ذلك لابدّ من الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لكونه مبين للقرآن قال تعالى (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) (النحل:44) وها هو رسول الله صلى الله عليه وآله نجده قد جمع معه علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام تحت الكساء ليشير إلى الحصر ثم قرأ هذا المقطع من الآية دون غيره وهو قوله تعالى (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) وحينما أرادت إحدى أزواج النبي الدخول معهم تحت الكساء منعها وقال لها مكانك إنك على خير بل إننا نجد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكتفي بذلك وإنما كان ولعدة أشهر كلما خرج إلى الصلاة يأتي باب فاطمة ويقول: الصلاة يا أهل البيت ثم يقرأ هذا المقطع من الآية دون غيره وهو قوله تعالى (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً )) في إشارةٍ واضحةٍ منه صلى الله عليه وآله بأنّ لعنوان أهل البيت في الآية معنىً اصطلاحي خاص
                          وهنا لابدّ من بيان أنّ سياق آية التطهير لا تناقض مع حصر عنوان أهل البيت بأصحاب الكساء دون أزواج النبي ولتوضيح هذه المسألة يمكننا أن نطرح هذا التساؤل :
                          عندما يكون هناك شخص تهتم لأمره بالغ الاهتمام، أفلن تحذر كل من يحاول أن يسيء إليه؟.. وهذا تماماً ما تشير إليه هذه الآيات، فهي قد حذرت أزواج النبي صلى الله عليه وآله من ارتكاب أي عملٍ قد تسيء إلى أهل البيت عليهم السلام (محمد وعلي وفاطمة والحسنين)
                          ففي هذه الآيات خطابٌ من الله لنبيه : يا أيها النبي قل لأزواجك (( إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاة َ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَة َ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظِيمًا )) وقل لهنّ (( يَا نِسَاء النَّبِيِّ من يأتِ منكن بفاحشةٍ مبينةٍ يضاعَف لها العذاب ضعفين وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعمَل صَالِحًا نُّؤتِهَا أَجرَهَا مَرَّتَينِ وَأَعتَدنَا لَهَا رِزقًا كَرِيمًا )) وقل لهنّ (( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فيطمع الذي في قلبه مرض وقلنَ قولاً معروفاً * وقرنَ في بيوتكنّ ولا تبرّجنَ تبرُّج الجاهلية الأولى )) ثمّ قال الله بعد ذلك لنبيه موضحاً له : إنما أردتُ من كل تلك الأوامر والنواهي لأزواجك أن أذهِبَ عنكم يا أهل البيت (محمد وعلي وفاطمة والحسنين) الرجس الذي قد يصدر منهنّ.
                          فإن قال قائلٌ بأنّ قوله تعالى: (( يَا نِسَاء النَّبِيِّ ... )) إنما هو خطاب منه تعالى للنساء مباشرة؛ فإننا نقول أيضاً: إنه لا يضر فيما نرمي إليه لأنه قد جاء على سبيل الالتفات إليهن فالله سبحانه و تعالى خاطب نبيه وأمره أن يقول لأزواجه (( إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاة َ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَة َ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظِيمًا )) ثم التفت الله سبحانه إليهن وخاطبهن مباشرةً (( يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَة ٍ مُّبَيِّنَة ٍ يُضَاعَف لَهَا العَذَابُ ضِعفَينِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعمَل صَالِحًا نُّؤتِهَا أَجرَهَا مَرَّتَينِ وَأَعتَدنَا لَهَا رِزقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولا مَّعرُوفًا * وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى وَأَقِمنَ الصَّلاة َ وَآتِينَ الزَّكَاة َ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) ثم رجع الله مخاطباً النبي الذي هو من أصحاب الكساء وممثلهم (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً )) وهذا نظير قوله تعالى (( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعرِض عَن هَذَا وَاستَغفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخَاطِئِينَ )) ففي هذه الآيات من سورة يوسف خاطب عزيز مصر زوجته قائلاً لها (( إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ )) ثم التفتَ إلى يوسف قائلاً له (( يُوسُفُ أَعرِض عَن هَذَا )) ثم رجع مخاطباً زوجته قائلاً لها (( وَاستَغفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخَاطِئِينَ )).
                          وما يؤكد أنّ الآيات كانت بصدد تحذير أزواج النبي من الإساءة إلى أهل البيت (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) هو ما حدث بالفعل على أرض الواقع.. فإننا نجد أنّ من ضمن ما ذكرته الآيات، هو أنّ الله قد خيّر أزواج النبي بين التسريح - أي الطلاق -، أو الاستقامة (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاة َ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحاً جَميلاً )) لما كان يصدر منهنّ من إساء ةٍ لرسول الله صلى الله عليه وآله والآيات القرآنية صريحة في ذلك، كما في قوله تعالى : (( وَإِذ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعضِ أَزوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَت بِهِ وَأَظهَرَهُ اللَّهُ عَلَيهِ عَرَّفَ بَعضَهُ وَأَعرَضَ عَن بَعضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَت مَن أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ * إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَولاهُ وَجِبرِيلُ وَصَالِحُ المُؤمِنِينَ وَالمَلائِكَة ُ بَعدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبدِلَهُ أَزوَاجًا خَيرًا مِّنكُنَّ مُسلِمَاتٍ مُّؤمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبكَارًا )).
                          وكذلك تصرّح الآيات بأنّ الله قد أمرهنّ بالقرار في البيت (( وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى )) ولكنّ بعضهنّ خالفنَ هذا الأمر الإلهي كما حدث في معركة الجمل التي قادتها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله ضد الإمام علي عليه السلام.

                          تعليق


                          • لسؤال: في من نزلت آية التطهير
                            بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله اللهم صلى على سيدنا محمد و ال محمد
                            أما بعد فانني أريد أن أستعلم من سيادتكم عن شيء مهم جدا و هو خاص بأية التطهير فأية التطهير بسورة الأحزاب33 قد وضع الله عز و جل قبلها و بعدها أيات تخاطب نساء النبي و أزواج النبي و كمثل ما عودتمونا أن نتدبر آيات القرآن فهل هذا يدل على أن زوجات النبي من أهل البيت ؟ على الرغم من ذلك وجدت في كتب أهل السنة وفي البخاري حديث نبوي معناه ان أهل البيت هم النبي (صلى الله عليه وآله) و فاطمة و الحسن و الحسين و مولانا أمير المؤمنين عليه السلام رجاءاً التوضيح
                            الجواب:
                            الاخ الكريم حسين حسن المحترم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                            نقول أولاً: إنه مما أجمع عليه أهل النقل من المسلمين كافة أن آية التطهير قد نزلت لوحدها منفردة دون ما قبلها وبعدها وهذا شيء متفق عليه, فمن هنا يبطل القول بأنها نازلة في خصوص النساء لورود سبب نزول صحيح عند الجميع بأنها نزلت في أصحاب الكساء (عليهم السلام).
                            وكذلك يبطل القول بأنها نازلة في النساء وأصحاب الكساء لعدم ذكرهن في سبب النزول, وعدم إدخال النبي (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة مع طلبها لذلك على الرغم من فضيلتها وعظمتها التي لا تنكر.
                            وأما من يحتج على دخول النساء بمسألة السياق, فالسياق لا يستدل به مع ورود سبب نزول بخلافه.
                            وكذلك فإن السياق قد هدم بمجيء ضمير التذكير خلافاً لما قبلها وبعدها, فيكون الخطاب حينئذ غير متوجه لنساء النبي (صلى الله عليه وآله) قطعاً مهما كانت تأويلاتهم لضمير التذكير في (عنكم ويطهركم), فلو أراد الله تعالى إبقاء السياق في الكلام مع النساء لما أعرض عن ضمير التأنيث الى التذكير فإن ذلك يهدم السياق ويوهم الناس.
                            وبالتالي وعلى كل حال فإن النبي (صلى الله عليه وآله) هو الذي يبين سبب النزول حتى تعرف الامة المراد , فقد قال تعالى: ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)), فالنبي (صلى الله عليه وآله) بين نزول آية التطهير لوحدها دون ما قبلها وما بعدها, وكذلك بين حصر أهل البيت المقصودين في آية التطهير قولاً وفعلاً بحصرهم بالكساء وقوله(ص): (اللهم هؤلاء أهل بيتي...) كما خصهم الله تعالى بذلك بقوله (إنما).
                            ونكتفي لتأكيد قولنا هذا بقول أبي المحاسن الحنفي في كتابه (معتصر المختصر في باب أهل البيت ج 2 / 267) وهو من علماء السنة وقال فيه: ((والكلام لخطاب أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) تم الى قوله: ((وأقمن الصلاة وآتين الزكاة)), وقوله تعالى: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)) استئناف تشريفاً لأهل البيت وترفيعاًَ لمقدارهم, ألا ترى أنه جاء على خطاب المذكر فقال (عنكم) ولم يقل عنكن! فلا حجة لأحد في إدخال الأزواج في هذه الآية, يدل عليه ما روي ان رسول الله (ص) كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال: (السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا))). انتهى كلامه فإنه كلام حق قلَّ من نطق به.
                            وأخيراً فلعل وضع النبي (صلى الله عليه وآله) لهذه الآية وسط آيات خطاب الله تعالى ورسوله لنسائه (قبلها وبعدها) إنما كان للتمييز فيما بين نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) المتماثلين بالقرب منه والصلة به والملاصقة له (صلى الله عليه وآله), فنساء النبي (صلى الله عليه وآله) قد طلب منهن الالتزام بأوامر الله تعالى والحذر من مخالفتها, فإنهن لسن كغيرهن من النساء فيجب عليهن الالتزام أكثر من غيرهن, لانهن لا يمثلن أنفسهن فحسب وإنما ينتمين الى النبي (صلى الله عليه وآله) ويحسبن عليه, فيجب عليهن عدم الإساءة إليه بتصرفاتهن غير المسؤولة, فقال تعالى: ((واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة)) أي تذكرن وانتبهن للتعاليم التي خرجت الى الناس من بيوتكن فأنتن أولى بتذكرها وذكرها, وذلك بعد تخييرهن واختيارهن الله ورسوله, فكأن تلك الآيات الشريفة شروط وخطوط يبينها الله تعالى أوجبها عليهن.
                            أما الخطاب الذي ذكر أهل البيت (عليهم السلام) فكان خطاباًً يختلف عن ذلك الخطاب المتوجه الى نساء النبي (صلى الله عليه وآله), فأهل البيت (عليهم السلام) ذكروا في هذه الآية مدحاً ورفعاً لشأنهم كما قال أبو المحاسن ودون قيد أو شرط, فيكون ذكر شطري قرابة النبي (صلى الله عليه وآله) وبيان حالهم والتمييز بينهم وبيان حالهم نكتة لطيفة من الله تعالى في جمعهم بمكان واحد.
                            فقد يساء لأهل البيت (عليهم السلام) بالفهم الخاطئ للتنديد الوارد بالنساء ومطالبتهن بالالتزام وتذكر أحكام الله وعدم أذية النبي (صلى الله عليه وآله) والتضييق عليه فيدخلهم في ذلك التخيير من الله ورسوله، وأنه يشملهم وأنهم مطالبون بتذكر آيات الله وعدم مخالفتها, فلذا جيئ بهذه الجملة المعترضة والآية الكريمة في وسط ذلك الجو لينزه أهل البيت (عليهم السلام) عن ذلك العتاب وذلك الإلزام وتلك الشروط, ويدفع ذلك التوهم بمدحهم مدحاً عظيماً مؤكداً ومخصصاًً لهم بذلك الفضل دون من سواهم, والله العالم.
                            ودمت في رعاية الله.

                            تعليق


                            • تعقيب على الجواب (1)
                              بسم الله وله الحمد والصلاة والسلام على النبيّ المصطفى محمد وآل بيته الطيّبين الطاهرين، موضع سرّه وعيبة علمه وغاية منّه وطوله، فله الحمد بما منّ وتفضّل على عباده المؤمنين.
                              اللهم عجّل لوليّك الفرج وسهّل له المخرج وارزقنا شفاعته وخيره ودعاءه
                              إن ورود هذه الآية في القرآن الكريم ضمن آيات تتعلّق بزوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، أدّى للكثير من التأويل في دلالاتها من قبل علماء العامة فمنهم من قال بخصوصيتها بزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ومنهم من قال بل تشمل الآية الكريمة رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ومنهم من ذهب أبعد من ذلك بقوله أنها تشمل بالإضافة لزوجاته عليه الصلاة والسلام وعلي وفاطمة والحسنان عليهم السلام، كل قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلمّ من بني هاشم . رجما بالغيب، خلافا للحق والمنطق ومخالفة لسنّة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم الصحيحة المتواترة مع ادعائهم التمسك بالسنّة ولذا أطلقوا على أنفسهم أهل السنة والجماعة .
                              ولاشكّ في أنّ القارئ المنصف لهذه الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة والواردة في كتب أهل السنة والجماعة، يجد أنّ هناك عناية خاصة من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في بيان من هم أهل البيت المقصودين في هذه الآية الكريمة، درءً للخلاف ومنعاً للتأويل والقول بالرأي الشّاذ والتعصبات المنحرفة التي أدّت لهوان أهلها ووقوعهم في الفتن فضلّ من تبعها إلى يوم الدين
                              ولم يفهم ما جاء به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم في هذه الأحاديث الشريفة سوى أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، فأشاعوا هذا الفهم ونادوا به فاصطدموا بفهم المخالفين ونصب الناصبين الذين أبوا إلا أن يكذبوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ويكذبوا أمهات المؤمنين الذين رووا الحديث، ويكذبوا صحاحهم ورواتهم . فواعجبي ممن هانت عليه نفسه، وأغلق عقله وصغى قلبه عن الحقّ فضلّ وغوى، وفي جرفٍ هارٍ هوى .
                              وقد بيّن أئمتنا عليهم السلام وعلماؤنا المتقدمون والمتأخرون رضوان الله عليهم أجمعين أنّ الآية إنّما تختص بالخمسة أصحاب الكساء وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها صلوات الله عليهم أجمعين .وجاؤوا بأدلة كثيرة كافية وافية لمن أراد معرفة الحق .
                              وأسأل الله التوفيق والقبول فيما أقول في الردّ على المخالفين في قولهم أنّ الآية الشريفة تشمل زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلّم :
                              أخي المسلم المنصف، كلنا يعلم أنّ سورة الأحزاب المباركة نزلت قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بسنوات عديدة، ولو أنّ الآية الكريمة موضوع البحث تشمل زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، فهذا يعني أنّ الله عزّ وجلّ قد دفع عنهنّ الذنوب فكنّ ممن اختار وحفظ وصان بأمر الهي لايجوز لأحد من البشر أن يخرق هذا الحجاب الإلهي والأمر الربّاني، وإن كان الأمر كذلك فما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أن يخالف أمر ربّه ( والعياذ بالله ) في طهارة زوجاته الواردة في الآية كما تزعمون، عندما وصفهنّ ( بصويحبات يوسف ) في مرض وفاته ( تنزّه عن ذلك ) صلوات الله عليه .
                              إلا أن تقولوا كما قال سلفكم إنّه يهجر، أو اجتهد فأخطأ (( سبحان الله عما تصفون )) فله أجر كما هو شأنكم في تبرير ضلالات وانحرافات أئمتكم.
                              وأنت تعلم أخي المسلم من هنّ صويحبات يوسف عليه السلام تلكم النسوة الغاويات اللاتي ملئت قلوبهن وعقولهن بالشهوة الضالة، ففتنّ بجمال يوسف عليه السلام وراودنه عن نفسه فكنّ مثلاً للذنب والرجس حيث قطّعن أيديهنّ شغفاً عندما ظهر بينهم يوسف عليه السلام، لجماله وطلعته البهيّة .
                              فهل تحتوي صحاحكم على الكذب ؟ .
                              ولاتعجل أخي المسلم فتستنكر هذا القول، وتبدأ كعادتك في تكذيب الخبر والشتم، فتحمّل نفسك مالاتطيقه من الذنوب والآثام، فإليك مصادر هذا الحديث ونصّه من أصحّ كتب الحديث لديكم
                              ( صحيح البخاري - باب الرجل يأتمّ بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم )
                              ( صحيح البخاري - باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة )
                              ( صحيح مسلم - بشرح النووي )
                              ( صحيح الترمذي - باب مناقب أبي بكر ) ( مسند أحمد )
                              وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
                              اللهم تقبّل منّا، واقبلنا، واجعلنا من أتباع الحقّ وأهله وثبّتنا عليه
                              اللهمّ صلّ على نبيّ الهدى محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

                              تعليق


                              • تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X