إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــامـــــــــــــــــة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعلم الحديث:
    أحكامه على الرِّجال والأسانيد و معرفته بعلم الحديث
    كانت أحكامه في كتابه شواهد التنزيل عابرة وليست دائمة, لأنَّ هَذَا لم يكن من مقصده, كما صرَّح في خاتمة كتابه, وقد حاولت أن أجمع بعض ما يظهر من خلاله معرفة الرَّجل بعلم الحديث, وأنَّه ليس جاهلا أو حاطب ليل, ويشهد لذلك قول الذَّهبي رَحِمَهُ اللهُ عن تصنيفه الَّذِي أثبت فيه ردَّ الشَّمس ((وقد تكلَّم على رجاله كلام شيعيٍّ عارفٍ بفنِّ الحديثِ )) (47), وقد قَالَ تلميذه عبد الغافر الفارسي عنه (( وَلَم يَكُن فِي أَصحَابِهِ فِي زَمَانِهِ وَبَعدَهُ مَن يَبلُغُ دَرَجَتَهُ فِي مَعرِفَةِ الحَدِيثِ وَمَعرِفَةِ رِجَالِهِ )) (48), وإن كنت أرجح أنه من المتساهلين في التصحيح وقبول الأخبار, وقد أهملت بعض ما قَالَ بقصد عدم التَّطويل والإملال أو لعدم الفائدة الكبيرة منه.
    وبقي عليَّ دراسة الروايات الَّتِي أوردها في " مَسأَلةٌ فِي تَصحِيحِ ردِّ الشَّمسِ وَتَرغِيمِ النَّوَاصِبِ الشُّمُسِ ", لعل الله ييسر لها وقتا وجهدا.
    وهذه نبذ من كلماته الَّتِي تدل على معرفته بعلم الحديث :
    - أبو فاختة : سعيد بن علاقة الهاشمي من رجال الترمذي والقزويني (49)
    - رواه جماعة عن عبيد الله بن موسى العبسي, وهو ثقة من أهل الكوفة (50).
    - رواه جماعة عن أبي الصَّلت عبد السلام بن صالح الهروي وهو ثقة أثنى عليه يحيى بن معين وقال صدوق, وقد روى هَذَا الحديث جماعة سواه عن أبي معاوية وهو مُحَمَّد بن خازم الضَّرير الثِّقة, منهم أبو عبيد القاسم بن سلاَّم ومحمد بن الطُّفيل وأحمد بن خالد بن موسى وأحمد بن عبد الله بن الحكيم وعمر بن إسماعيل وهارون بن حاتم ومحمد بن جعفر الفيدي وغيرهم, ورواه عن سليمان بن مهران الأعمش جماعة كرواية أبي معاوية عنه, منهم يعلى بن عبيد وعيسى بن يونس وسعيد بن عقبة (51).
    - رواه مسلم بن الحجَّاج في صحيحه وأبو عيسى الترمذي في جامعه وذكرا الحديث بطوله وهذا مختصر, والراوي هو سعد بن أبي وقَّاص الزُّهري رَضِيَ اللهُ عَنهُ (52).
    - رواه جماعة عن أبي نعيم الملائي وهو ثقة, وله طرق عن كثير بياع النواء ( النَّوَى ) وهو إسماعيل التيمي كوفي عزيز الحديث (53).
    - حدثني أبو الحسن الفارسي بحديث غريب (54).
    - وهو من الأصول الَّتِي لم يخرجها مسلم بن الحجَّاج في مسنده الصَّحيح في هذه الرِّواية, وأخرجه البخاري في الجامع الصحيح (55).
    - ورواه جماعة عن عيسى, ورواه غيره عن عيسى فرفعه (56).
    - قَالَ أبو قتيبة قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن سيرين, وهو حديث آخر, فثبت أن حديثنا فيه سقط (57).
    - وعبد الله هَذَا هو عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه. و الحديث رواه جماعة عن عباد بسنده عن الصحابي الكبير عبد الله بن مسعود (58).
    - قَالَ مُحَمَّد بن إسحاق أظنُّه عبد الرحمن بن أبي بكر, وفيه نظر (59).
    - ورواه أيضا يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي, وهو غريب, فإن الأوزاعي كثير الرِّواية عن يحيى (60).
    - قَالَ الحاكم : هَذَا حديث صحيح بهذا الإسناد, قُلتُ : انتخبه أبو علي الحافظ على الأصمِّ, ورواه عنه جماعة (61).
    - ورواه أبو الشَّيخ عن عبد الله بن مُحَمَّد بن يعقوب عن الحُسَين بن الحكيم عن المخولي, فكأنَّي سَمِعت منه, وأملاه أبو جعفر القُّمِّي عن أربعة نفر عن مخول, فكأنَّه سمعه مني (62).
    - قُلتُ هكذا قَالَ إسحاق, ورواه غيره عن الحكم برفعه إلى ابن عبَّاس (63).
    - كذا وفيه إرسال, وأمَّا تمامه بلا إرسال (64).
    - طريق آخر عن ابن عبَّاس إن صحَّ (65).
    - وهذا الإسناد منقطع (66).
    - هذه نسخة وتكلَّمت عليها في كتاب... (67).
    - تفرَّد بهذا الحديث زائدة ورواه عنه جماعة (68).
    - الراوي الصحابي هو أبو بكرة نفيع بن الحارث، واسم ابنه الراوي عنه عبد الرحمان، والراوي عنه هو محمد بن سيرين البصري والراوي عنه هو أيوب السختياني الزاهد. وهذا الحديث متفق عليه رواه محمد بن إسماعيل البخاري في جامعه ومسلم بن الحجاج القشيري في مسنده جميعا من طريق عبد الوهاب الثقفي (69).
    - هذا حديث غريب في المسلسلات تفرد به محمد بن يحيى الفيدي وهو ثقة. ورواه عنه جماعة وقع إلينا عاليا من هذا الوجه (70).
    - قلت: وهو الذي جاء بهذا الدعاء إلى خراسان فسمعه منه مشايخها ووجوهها ورووه عنه وصدقوه فيه, ومثله في فضله الذي حكيت عن المشايخ لا يُتَّهَم بالكذب والاختلاق, ومع ذلك فقد رواه غيره بغير هذا الاسناد وجمعت الطرق في موضع آخر وهذا القدر هاهنا كاف (71). تصحيحه لنسخة أبي الدُّنيا الأشجِّ المكذوبة :
    قال الحسكاني أخبرنا القاضي أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله الرشيدي وأبو سعيد بن أبي رشيد، وأبو عثمان بن أبي بكر الزعفراني وأبو عمرو بن أبي زكريا الشعراني وغيرهم، قالوا: أخبرنا أبو بكر المفيد بجرجرايا حدثنا أبو الدنيا الأشج المعمر قَالَ : سمعت علي بن أبي طالب يقول: لما نزلت (( وتعيها أذن واعية )) قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي.
    هذه نسخة صححتها وتكلمت بما فيها في كتاب الحاوي لأعلى المرقات في سند الروايات (72).اهـ أقول إن هَذَا الإسناد من الأسانيد المكذوبة الَّتِي اختلق بها أبو الدُّنيا الأشجّ الدَّجال الأفَّاك عدَّة روايات عن علي بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنهُ, وقد زعم أنَّه كان يمشي في الصَّحراء ثم شرب من بئر فيها, فأتاه رجل فَقَالَ له إنك ستعيش ثلاث مئة عام * وقد حكم شيخ الحسكاني الإمام أبو عبد الله الحاكم رَحِمَهُ اللهُ في النَّوع الأوَّل من كتابه " معرفة علوم الحديث " بأنه لا يحتجُّ به, فَقَالَ : ((... وأعجب من ذلك ما حدثناه جماعة من شيوخنا عن أبي الدنيا واسمه عثمان بن الخطاب بن عبد الله المغربي, عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وقالوا : إن أبا الدنيا خدم أمير المؤمنين ورفسته بغلته وإنه كان يستسقى به بالمغرب, ولقد حضرت مجلس أبي جعفر محمد بن عبيد الله العلوي بالكوفة فدخل شيخ أسود أبيض الرأس واللحية, فقال لنا : أتدرون من هذا ؟ قلنا : لا, قال : هذا ينسب إلى أبي الدنيا المغربي, مولى أمير المؤمنين بأربعة آباء. قال أبو عبد الله : وفي الجملة أن هذه الأسانيد وأشباهها كخراش بن عبد الله, وكثير بن سليم, ويغنم بن سالم بن قنبر مما لا يفرح بها, ولا يحتج بشيء منها وقل ما يوجد في مسانيد أئمة الحديث حديث واحد عنهم... ))(73) اهـ
    * وقال الذَّهبي رَحِمَهُ اللهُ في ميزان الاعتدال, في ترجمة هَذَا الدَّجَّال الأفَّاك المغربي : ((عثمان بن خطاب, أبو عمر البلوى المغربي، أبو الدنيا الأشج, ويقال ابن أبي
    الدنيا, طير طرأ على أهل بغداد, وحدث بقلة حياء بعد الثلاث مائة عن على بن أبي طالب, فافتضح بذلك, وكذبه النقاد )) (74).
    * وقال أيضا (( أبو الدنيا الأشج المغربي, كذاب طرقي, كان بعد الثلاث مائة, ادعى السماع من على بن أبى طالب قد مر... وبكل حال فالأشج المعمر كذاب من
    بابة رتن الدجال وجعفر بن نسطور وحواش [ لعل الصواب : خراش ], وربيع بن محمود الماردينى، وما يعنى برواية هذا الضرب ويفرح بعلوها إلا الجهلة )) (75).
    * وقال ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ في لسان الميزان, بعد أن نقل كلام الذهبي وزاد عليه نقولات تضاربت فيها أقوال هَذَا الكذَّاب ((... فإذا تأملت هذه الروايات ظهرت على تخليط هذا الرجل في اسمه ونسبه ومولده ومن عمره وأنه كان لا يستمر على نمط واحد في ذلك كله فلا يغتر بمن حسن الظن به والله أعلم )) (76).
    أقول : إنَّ تصحيح أحاديث هَذَا الكذَّاب من التَّساهل البيِّن, وطلب للعلوِّ بالمكذوب, ويستنتج منه أنَّ الحسكاني كان من المتساهلين في قبول الأخبار والرِّوايات, ولعل بعض الواهيات والمكذوبات الَّتِي أخرجها في كتابه من بابة هَذَا الإسناد. دفاعه عن رواية (نذر علي وفاطمة رضي الله عنهما صيام ثلاثة أيام ), وزعمه أنَّ سورة " الإنسان " مدنيَّة وليست مكِّيَّة
    قال في الشواهد : اعترض بعض النواصب على هذه القصة بأن قال: اتفق أهل التفسير على أن هذه السورة مكية، وهذه القصة كانت بالمدينة - إن كانت - فكيف كانت سبب نزول السورة، وبان بهذا أنها مخترعة !
    قلت: كيف يسوغ له دعوى الاجماع مع قول الاكثر : إنها مدنية ! (77)
    ولم أنته من تخريج هذه الرواية والحكم عليها إلى الآن, ولم أقف على من قَالَ إن سورة الإنسان مكيَّة بعد بحث سريع في كتب أهل العلم, وسأحرر هذه المسألة إن كتب الله ويسَّر فيما بعد, لأنها خارجة عن المقصود من هَذَا البحث.
    يتبع إن شاء الله وقال: " لست من فرسان هذا الميدان, ولا من أحلاس ذا الشان, لكنّ الذي لا يرتاب فيه حديثيّ شدا طرفا من هذا الفنّ : أنّ هذا السند مركّب موضوع, مختلق مصنوع, وأمارات الصنعة والتركيب عليه بادية عارية, ودلائل الائتفاك والاختلاق عليه واضحة لائحة, بارزة للعيان, لاتحتاج إلى كثرة بيان...
    نعم ؛ هذا الحديث قد روي من وجه آخر, لكنّه مزلزل مهلهل, مثخن بالعلل...
    ثمّ أتى من لا خلاق له, فركّب تيك الأخلوقة المؤتفكة على سند كالشمس ؛ صحّة وإشراقا, لكن لا بدّ قبل قبول أيّ حديث من مراحل تطوى, وشروط تحقّق, وضوابط
    تدقّق ؛ منها :
    1 - ثبوت السند الصحيح الثابت إلى راويه... والإسناد من الدين, ولو لا الإسناد ؛ لقال من شاء ما شاء... وبيننا وبين القوم القوائم...
    2 - التّبيّن والتّيقّن من صحّة نسبة الكتاب إلى مصنّفه... وذلك بإثباته بالطرق المعروفة المألوفة... والأسانيد أنساب الكتب...
    3 - التّثبّت من اسم المؤلّف - بعد إثبات صحّة نسبة الكتاب إليه -, وهذا ممّا ينبغي تحقيقه وتدقيقه, وإغفاله وإهماله يوردنا الموارد... ولا تنس الزّلّة التي لا لعا لها التي وقعت من الجديع, حين تبرّع وتطوّع - دون قصد منه - ؛ فزعم أنّ الرّبيع بن حبيب المجهول, صاحب المسند المنحول, هو : أبو سلمة الحنفيّ البصريّ الصّدوق... وهذا أمر إدّ, لو أمكن الخوارج الإباضيّة أن يرشوا عالما بالملايين ؛ لما تردّدوا وتلكّؤوا... في سبيل تصريحه بذاك الغلط الفادح الواضح اللاّئح...
    ودون إثبات صحّة الحديث المسؤول عنه خرط القتاد, ولا بدّ من قطع المراحل الآتية :
    1 - إقامة البرهان على أنّ الحسكانيّ هو : عبيد الله الحذّاء, وهذا لايتم إلاّ :
    2 - بتصريح صاحب له ثقة متقن بذلك بالسند الصحيح إليه...
    3 - إثبات أنّه صنّف كتابا ترجمه بشواهد التنزيل, وقيام البرهان على أنّه هو الذي نقل منه ذاك الرّافضيّ المارق, ولا يعزب عن عاقل أن الرّوافض المارقين هم أكذب خلق الله, وأشدّهم اختلاقا للفشار, الجالب عليهم النار والعار والشنار...
    ولم بنقض عجبي من مجازفة ذاك المارق ؛ بقطعه وبتّه أنّ الحسكانيّ هو : عبيد الله الحذّاء, ولم أر - على قصر باعي, وقلّة اطّلاعي - من أثبت له هذا الكتاب, بله روايته هذا الحديث بذاك السند المركّب على تلك الأخلوقة المصنوعة الموضوعة... ولو أنّه رواه وأبرزه ؛ لسارع أئمّة هذا الشأن وأحلاسه بكشف سرّه, وهتك ستره, ولصاحوا به وباحوا... ولم أنشط - الآن - ؛ لبعدي عن المصادر, للتّبيّن من رواية الحسكانيّ عن الحسن بن محمد بن عثمان الفسويّ ؛ فمن وقف على ذكر ذلك ؛ فليتفضّل بإفادتي, مشكورا مأجورا, إن شاء الله تعالى...
    وبين يديّ " المنتخب من كتاب السياق... ", ومن شيوخه المذكورين فيه (982): الحاكم وأهل طبقته, ومن دونهم, ولم أر الحسن بن محمد بن عثمان الفسويّ منهم؛ فالله أعلم...
    ولا يعزب عمّن عقل : أنّ من أمارات الحديث الموضوع المصنوع : رواية خبر باطل مركّبا على سند مسلسل بالثقات الأثبات... ولقد أبعد مؤتفكه - أبعده الله وأسحقه - ؛ فرواه بسند كالشمس... ولو حدّث سفيان بهذا الحديث ؛ لاشتهر وانتشر, ولشاع وذاع... ولا ريب أنّ هذا الحديث لم يطرق سمع أحد من أصحابه المتلقّفين لحديثه...
    بل إنّني أقسم غير حانث : أنّ هذا الحديث المختلق المؤتفك لم يسمع به ابن عبّاس, ولا مجاهد, ولا سعيد بن جبير, ولا مسلم البطين, ولا منصور, ولا الأعمش... بله أن يرويه سفيان بذينك السندين المركّبين...
    ثمّ إنّ من أجلى علامات الحديث المختلق المؤتفك : خلوّ الصحاح والجوامع والمسانيد والسنن منه... ولا يرتاب بحّاث نجّاث أنّ هذا الحديث يخالف المنقول, ويباين المعقول, ويناقض الأصول...
    وليس هذا مجال شرحه وإيعاب القول فيه, وقد تولّى ذلك شيخ الإسلام الإمام - عليه رحمات ربّي تترى, في البرزخ والأخرى - في كتابه الجليل الحفيل " منهاج أهل السّنّة النّبويّة, في نقض كلام الشّيع القدريّة " ؛ فليرجع إليه من أراد ثلج اليقين من كون هذا الحديث موضوعا مصنوعا...
    وفي الجعبة أشياء, لكن لعلّي أريح يراعي, وقد أعود إلى هذا الموضوع, إن لم يكفني فرسان هذا الشأن مؤنة اقتحامي ميدانا كان ينبغي أن يصول ويجول فيه غيري
    من أهل التحقيق والتدقيق...
    الهوامش
    (1) وكثير من المبتدئين يكثر من نقل الشبه إلى المواقع العلميَّة, ثم يطالب طلبة العلم بالإجابة عليها, وليس هدفه معرفة الحق, بل نقل الجواب إلى مواقع المبتدعة بحجَّة الرد عليهم, وكلَّما وضعوا شبهة رجع إلى طلبة العلم يطالب بالجواب عنها, فيضيِّعُ وقته في نقل الشبهات ثم نقل الجوواب عنها, ويظن أن هذا هو العلم الحقيقي, وما علم أن إماتة الشبه وأهلها أولى من إشهارها وإشاعتها, وقد قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في مقدمة الصحيح (( وَقَد تَكَلَّمَ بَعضُ مُنتَحِلِي الحَدِيثِ مِن أَهلِ عَصرِنَا فِي تَصحِيحِ الأَسَانِيدِ وَتَسقِيمِهَا بِقَولٍ لَو ضَرَبنَا عَن حِكَايَتِهِ وَذِكرِ فَسَادِهِ صَفحًا لَكَانَ رَأيًا مَتِينًا وَمَذهَبًا صَحِيحًا إِذ الإِعرَاضُ عَن القَولِ المُطَّرَحِ أَحرَى لِإِمَاتَتِهِ وَإِخمَالِ ذِكرِ قَائِلِهِ وَأَجدَرُ أَن لَا يَكُونَ ذَلِكَ تَنبِيهًا لِلجُهَّالِ عَلَيهِ غَيرَ أَنَّا لَمَّا تَخَوَّفنَا مِن شُرُورِ العَوَاقِبِ وَاغتِرَارِ الجَهَلَةِ بِمُحدَثَاتِ الأُمُورِ وَإِسرَاعِهِم إِلَى اعتِقَادِ خَطَإِ المُخطِئِينَ وَالأَقوَالِ السَّاقِطَةِ عِندَ العُلَمَاءِ رَأَينَا الكَشفَ عَن فَسَادِ قَولِهِ وَرَدَّ مَقَالَتِهِ بِقَدرِ مَا يَلِيقُ بِهَا مِن الرَّدِّ أَجدَى عَلَى الأَنَامِ وَأَحمَدَ لِلعَاقِبَةِ إِن شَاءَ اللَّهُ ))
    هذا الكلام يقوله عن من ينتسب للحديث من أهل السُّنَّة, فما بالك بشبه أهل البدع والضَّلال .
    (2) وكلام السلف في هَذَا المعنى كثير جدا فمن ذلك ما جاء في السنة لعبد الله بن أحمد : قال أبو قلابة وكان أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجالسوا أصحاب الأهواء », أو قال « أصحاب الخصومات ؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون » ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث قال : لا, قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل, قال : « لا, لتقومان عني أو لأقومن », قال : فقام الرجلان فخرجا, فقال بعض القوم : يا أبا بكر ما كان عليك أن يقرأ آية من كتاب الله عز وجل, فقال محمد بن سيرين : « إني خشيت أن يقرأا آية علي فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي », فقال محمد : « لو أعلم أني أكون مثل الساعة لتركتهما » وقال رجل من أهل البدع لأيوب السختياني : يا أبا بكر أسألك عن كلمة فولى وهو يقول بيده « لا ولا نصف كلمة »
    وقال ابن طاوس لابن له وتكلم رجل من أهل البدع : « يا بني أدخل أصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول », ثم قال : « اشدد اشدد »
    وقال عمر بن عبد العزيز : « من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل »
    وقال إبراهيم النخعي : « إن القوم لم يدخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم »
    وكان الحسن البصري يقول : « شر داء خالط قلبا يعني الهوى »
    وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اتقوا الله معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم, والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا, ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا, أو قال : مبينا »
    وانظر مقدمة سنن الدارمي وغيرها من كتب العقيدة السلفية الَّتِي ساق أصحابها الآثار عن السلف في هَذَا الباب, والعجيب أن بعض الأغمار المساكين يظنون فعلهم هَذَا من مجاهدة أهل البدع والذب عن السنة, وكثير منهم لم يتم حفظ كتاب الله تَعَالَى ولم يدرس العقيدة الصحيحة على أهلها لتكون ركيزة ينطلق منها في الذب عن دين الله وسنَّة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ .
    (3) من كتاب : كفاية الإنسان من القصائد الغر الحسان, جمع مُحَمَّد بن أحمد سيد, دار ابن القيم, ط1, 1409 . ( ص 38), وفي المطبوع " من كل طائفة ومن إنسان " .
    (4) كفاية الإنسان ( ص 41) وفي المطبوع " زنادقة الجهالة" بدل " زنادقة الروافض"
    (5) الطَّبقات (6/248), السُّنَّة للخلاَّل (3/496), وتاريخ واسط لبحشل ص 173 .
    (6) (ق/38) نقلا عن مقدِّمة تحقيق المحمودي لشواهد التنزيل للحسكاني (1/11), وانظر المنتخب من السِّياق ص 324, رقم : 982, وقال عنه في ترجمة ابنه أبي سعيد : ص281 ... أبوه الحاكم محدث أصحاب الرأي في عصره والجامع الأبواب والمصنف في كل فن بحسان الكتب ...
    (7) (3/1200) وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ وأعلى منزلته على كتاب الحسكاني " حديث رد الشمس ... " في كتابه الَّذِي دمغ به رؤوس الرَّوافض دمغا منهاج السنة النبوية (8/172_198), والإمام ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في البداية والنِّهاية (6/88) ت: علي شيري .
    (8) (18/268)
    (9) (19/254)
    (10) شواهد التنزيل (1/110)
    (11) شواهد التنزيل (1/118)
    (12) شواهد التنزيل (1/166)
    (13) شواهد التنزيل (1/166)
    (14) شواهد التنزيل (1/252), وذكره الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف
    الشِّيعة" ( 8/196 )
    (15) شواهد التنزيل (1/340), (1/450)
    (16) شواهد التنزيل (1/358)
    (17) شواهد التنزيل (1/490), (2/17), (2/327), وابن شهر آشوب في " معالم
    العلماء " ص 113 رقم :527 .
    (18) شواهد التنزيل (1/551)
    (19) شواهد التنزيل (2/36), (2/123)
    (20) شواهد التنزيل (2/361), وقد صحَّحَ فيه رواية أبي الدُّنيا الكذَّاب الَّذِي ادَّعى أنَّه سمع من علي بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنهُ بعد سنة الثلاث مئة, وهذا يدل على تساهله في تصحيح الرِّوايات.
    (21) مطبوع بتحقيق مُحَمَّد باقر المحمودي, الطبعة الثانية محققة على نسختين خطيتين .
    (22) ذكره الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف الشِّيعة" ( 8/196 )
    (23) مطبوع في آخر المجلد الثاني من الشواهد (2/491 _ 511), بتحقيق مُحَمَّد باقر المحمودي .
    (24) ذكره الذهبي في تذكره الحفَّاظ (3/1200), وتاريخ الإسلام, وتلخيص الموضوعات لابن الجوزي, و ابن قطلوبغا في تاج التَّراجم, والسيوطي في طبقات الحفَّاظ, وقد ردَّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ وأعلى منزلته في كتابه الَّذِي دمغ به رؤوس الرَّوافض دمغا منهاج السنة النبوية (8/172_198), والإمام ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في البداية والنِّهاية
    (6/88) ت: علي شيري .
    وذكره من الروافض : ابن شهر آشوب في مناقب أل أبي طالب (2/143), ومعالم العلماء ص 113 رقم : 527, ونقله عنه الحرّ العاملي في أمل الآمال (2/167), والخوئي في معجم رجال الحديث (12/83) رقم :7492 .
    (25) ذكره عبد الغافر الفارسي في كتابه " السياق ذيل تاريخ نيسابور" (ق/38)
    (26) التحبير للسَّمعاني (2/228) رقم : 877 .
    (27) ذكر ذلك في آخر حديث له في فضائل شهر رجب (2/511), وقد ذكره صاحب طبقات الزيدية الكبرى (2/663)
    (28) شواهد التنزيل (1/18)
    (29) لم أجد له ترجمة في المصادر الَّتِي بحثت فيها, ووجدت في طبقات الزَّيدية الكبرى _ القسم الثَّالث _ رقم : 674 ترجمة لـ : ظهير الدِّين مُحَمَّد بن علي بن مُحَمَّد الرشكي, وقال إنه روى عن الحسكاني دعاء الاستفتاح ويسمى دعاء أم داود, فلعله من أبناء عمومته ممن يروي عن الحسكاني أبي القاسم, وقلَّة المصادر لتراجم النيسابوريين تقف حائلا دون الوقوف على تراجم أمثال هؤلاء.
    (30) تصحف الاسم هنا إمَّا من الناسخ أو من غيره, والصَّواب أنه : وهب الله بن عبيد الله .
    وهو الحاكم أبو الفضل وهب الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحنفي أصغر أبناء أبي القاسم الحسكاني الذكور, وقد سمَّعَه والده الكثير, وعمِّرَ حتَّى حدَّث بالكثير, ولد عام 450 بنيسابور وتوفِّي عام 524 هـ .
    انظر ترجمته في السياق (ق/94/أ) والمنتخب من كتاب السِّياق ص 518 رقم : 1610, والتحبير للسَّمعاني (2/352), وطبقات الزَّيديَّة الكبرى _ القسم الثَّالث _ رقم : 746
    (31) قَالَ المحقق (1/19) الكلم الثلاث: " أبو القاسم الحسكاني " مأخوذة من النسخة اليمنية وقد سقطت عن النسخة الكرمانية, كما أن قوله: " أخبرني الشيخ الاجل على بن حمزة - إلى قوله: - الحذاء " قد سقط عن السنخة اليمنية.
    (32) الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي, صاحب تفسير " مجمع البيان " وغيره, توفي عام 548 هـ, انظر ترجمته في كتاب تلميذه ابن شهر آشوب " معالم العلماء
    " ص 14, وغيره من كتبهم الرجالية .
    (33) صرَّح باسم الكتاب في موضعين هما (3/382) و ( 9/48 ), ونقل عنه في غيرها بالاسناد مثل : (1/417) و (4/453) و (6/15) و ( 10/59) .
    (34) أبو الحمد : هو مهدي بن نزار الحسيني القايني, ولم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المراجع الورقية أو البرامج الخاصة بالبحث .
    (35) هو مُحَمَّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني, له عدد من الكتب, توفي عام 588 هـ,
    (36) ص 113, رقم 527
    (37) مناقب آل أبي طالب (2/280) و (3/17)
    (38) هو صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو العلا الأُستوائي, ولد سنة 343 هـ و توفي سنة 432 هـ
    هذه ترجمته من كتاب " المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور " ص 277 : 830 _ أبو العلاء صاعد صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو العلا الإمام عماد الإسلام أحد أفراد أئمة الدين بهم يقتدى وبسيرتهم يهتدى, برز على الإخوان فضلا, وطرز نيسابور من جملة خراسان علما وورعا ونبلا, وشاع ذكره في الآفاق, وكان إمام المسلمين على الإطلاق, ولد بناحية استوا, يوم الأحد بكرة, لخمس بقين من شهر ربيع الأول, سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة, وتأدب على أبيه أبي سعيد, واختلف إلى أبي بكر محمد بن العباس الطبري الخوارزمي في الأدب فتخرج به, ودرس الفقه على شيخ الإسلام أبي نصر بن سهل القاضي مدة, ثم جاء إلى القاضي أبي الهيثم عتبة بن
    خيثمة ولازمه حتى تقدم في الفقه, وحج سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
    ولما ورد بغداد عوتب من دار الخلافة في أنه منع من اتخاذ صندوق في قبر هارون الرشيد في مشهد طوس, و (... ؟ لم أفهمها = نقلتها من البرنامج ) للخليفة إن السبب في منع ذلك فتواه وقبح صورة حاله, فاعتذر عن ذلك بأن قال : كنت مفتيا فافتيت بما وافق الشرع والمصلحة رعاية أنه لو نصب الصندوق فإنه يقلع منه لاستيلاء المتشيعة ويصير ذلك سبب وقوع الفتنة والتعصب والإضطراب ويؤدي ذلك إلى فساد المملكة فارتضاه الخليفة ولم ينجع ما سبق من التخليط سمع من الطبقة الثانية بعد الأصم وأقرانه مثل أبي عمرو بن نجيد وبشر الأسفرايني وأبي عمرو ابن حمدان وأبي محمد السمذي وأبي الحسن البكائي وسمع من مشايخ ما وراء النهر وأكثر الرواية وسمع منه الكبار وحضر مجلسه الحفاظ وعقد مجلس الإملاء سنين وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة .
    روى عنه الحسكاني وابن عبد الصمد البستنقاني وقاضي القضاة أبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد وأبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم وأبو سعيد مسعود بن ناصر .اهـ
    وقد لقيه الخطيب البغدادي بنيسابور, وسمع منه .
    وانظر : تاريخ بغداد ( 10/470 )ط بشار, والأنساب للسمعاني (1،134), والذهبي في السير (17/507), ابن قطلوبغا في تاج التراجم ص 171 رقم : 115, وتاريخ الإسلام للذهبي وغيرها .
    (39) الشواهد (1/19)
    (40)الشواهد (1/21)
    (41) الشواهد (1/32)
    (42) الشواهد (1/36)
    (43) الشواهد (1/39)
    (44)الشواهد (1/52)
    (45) الشواهد (1/63)
    (46) الشواهد (2/488)
    (47) تاريخ الإسلام, وانظر كلامه في السير, وتذكرة الحفاظ, الذي سبق نقله.
    (48) (ق/38) نقلا عن مقدِّمة تحقيق المحمودي لشواهد التنزيل للحسكاني (1/11)
    (49) الشواهد (1/44).
    (50) الشواهد (1/100).
    (51) الشواهد (1/105).
    (52) الشواهد (1/161).
    (53) الشواهد (1/490).
    (54) الشواهد (1/493).
    (55) الشواهد (1/504).
    (56) الشواهد (1/541).
    (57) الشواهد (1/582).
    (58) الشواهد (2/7).
    (59) الشواهد (2/55).
    (60) الشواهد (2/68).
    (61) الشواهد (2/92).
    (62) الشواهد (2/125).
    (63) الشواهد (2/212).
    (64) الشواهد (2/248)
    (65) الشواهد (2/287).
    (66) الشواهد (2/341).
    (67) الشواهد (2/361).
    (68) فضائل شهر رجب (2/494).
    (69) فضائل شهر رجب (2/495).
    (70) فضائل شهر رجب (2/500).
    (71) فضائل شهر رجب (2/511).
    (72) الشواهد (2/361) رقم : 1007.
    (73) معرفة علوم الحديث ص10 ط مكتبة طبرية, وص 122 ت السَّلُّوم.
    (74) ميزان الاعتدال (3/33).
    (75) ميزان الاعتدال (4/522).
    (76) لسان الميزان (5/386) ط أبو غدة
    (77) الشواهد (2/409)."

    تعليق


    • لجواب:
      الأخ مجيد المحترم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
      أولاً: لا ندري ما هي الشبهة التي يجب علينا أن نجيب عنها، وهل يسمى مثل هذا الصراخ والعويل والتناقض الواضح شبهة حتى يستحق الرد عليه؟!
      ثانياً: وجدنا الهروب الواضح من هذا الكاتب مع التناقضات الصارخة مع مخالفة كل قوانين قبول الرواية والحكم على الأحاديث.
      مع وجود قضية إيجابية في هذا الرد وهو اعترافه بأن سند الحديث كالشمس صحة وقوة، ومن قبله اعترافه بأن الكتاب صحيح النسبة للحسكاني حيث قال: (نسبة الكتاب إليه: الكتاب ثابت للمؤلف فيما يظهر.... ثم قال بعد أن جاء بأربعة أسباب كافية عنده لإثبات ونسبة الكتاب للحاكم الحسكاني: وهناك غيرها من الأدلة التي أراها كافية في نسبة الكتاب إليه وإن كان ذلك لا يهمني كثيراً، لأن الهدف هو الكلام الرواية الباطلة المنقولة عن هذا الكتاب والتي سيكون الكلام عليها في بحث مستقل إن شاء الله...) ثم ناقض نفسه عند عجزه عن رد وتضعيف وإنكار الحديث فعاد وشكك في نسبة الكتاب لصاحبه حيث اشترط ضوابط لإثبات صحة الأحاديث هي:
      1ـ ثبوت السند الصحيح الثابت للحديث: وهذا الأمر قد اثبته هو بنفسه حيث قال: (على سند كالشمس صحة وإشراقاً).
      2ـ صحة نسبة الكتاب إلى مصنفه: (وهذا الشرط أيضاً قد أقرّ بتوفره في الحسكاني وشواهد التنزيل كما بينّا حيث قال: (الكتاب ثابت للمؤلف فيما يظهر...).
      3ـ التثبت من اسم المؤلف: وقد نقل هو بنفسه أنه عبيد الله الحذاء الحاكم الحسكاني فلا ندري لماذا رجع وشكك بعد ذلك؟! حيث قال: (ولم ينقض عجبي من مجازفة ذلك المارق؛ بقطعه وبتّه أنّ الحسكاني هو: عبيد الله الحذ ّاء...).
      بعد أن قال قبلها: (المبحث الأول: الكلام عن الحاكم الحسكاني: الحاكم الحسكاني هو: عبيد الله بن عبد الله بن أحمد... النيسابوري يعرف بابن الحذّاء...).
      وقد ذكر هو نفسه ترجمته وإسمه ونسبة كتابه الشواهد إليه عن عبد الغافر بن إسماعيل تلميذ المؤلف في كتاب (السياق ذيل تاريخ نيسابور) وعن الذهبي في تذكرة حفاظه وفي تاريخ إسلامه وأيضاً في سير أعلامه كذلك وعن الصفدي في وافي وفيّاته......
      ثم لا ندري كيف تناقض مع نفسه بعد أن أثبت توفر كل شروط الصحة والنسبة ثم رجع القهقرى يشكك في توفرها ويوصي بالتأكد منها؟ فهذا أعجب العجب!
      ثالثاً: والأعجب من ذلك كلّه تعجبه هو كما قال: (ولم ينقضِ عجبي من مجازفة ذلك المارق؛ بقطعة وبتّه أنّ الحسكاني هو: عبيد الله الحذ ّاء، ولم أرَ ـ على قصر باعي، وقلة اطلاعي ـ مَن أثبت له هذا الكتاب...)
      فبعد أن رأينا أنه هو بنفسه يثبت أن الحسكاني هو عبيد الله وأن كتاب (شواهد التنزيل) قد أثبته ونسبه له كل من ترجمه كما نقل هو بنفسه وصدّقه في أثناء كلامه،نرى فعلته هذه ونقضه غزله لا ينطبق عليها إلا قوله تعالى: (( وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً )) (النساء:82).
      فسبحان الذي جعل أهل البدع والمنحرفين يتخبطون ويفتضحون بسقطات ألسنتهم وكلامهم ولا نرى من ابن تيمية وكل من يرد على الشيعة إلا هذه الروح الحاقدة المنحرفة عن الحق المشككة بأوضح الواضحات وخصوصاً إن كانت في فضائل أهل البيت (عليهم السلام).
      فقد حكم ظالماً لنفسه مضللاً لغيره متجنّياً على هذا الحديث ـ الذي قال عنه هو نفسه بأن إسناده كالشمس ـ:
      (ولم أرَ ـ على قصر باعي وقلة اطلاعي ـ من أثبت له هذا الكتاب، بلّه روايته هذا الحديث بذلك السند المركّب على تلك الأخلوقة المصنوعة الموضوعة...
      ولو أنه رواه وأبرزه؛ لسارع أئمة هذا الشأن وأحلاسه بكشف سره وهتك ستره، ولصاحوا به وباحوا.)
      نقول: هل هذا كلام عاقل منصف يريد وجه الله ويخاف ناره وعابه وأحس يوماً بحب آل محمد صدقاًَ وواقعاً لا إدعاءاً.
      أنظر أخي العزيز كيف يحكم بالوضع والتركيب على حديث صحيح السند ينقله عالم كبير ومحدث ثقة في كتاب معروف ثابت النسبة إليه؟! فهل الرد العلمي يكون بمثل هذه المجازفة؟!!
      أما بخصوص ما أدعاه من تشكيك في رواية الحاكم الحسكاني عن الحسن بن محمد بن عثمان الفسويّ.
      فنقول : بأن كلامه كله وخصوصاً هنا أوهن من بيت العنكبوت،فالحاكم قد روى عن الفسوي هذا في مواضع أخرى من كتابه فلم ينفرد هنا بالرواية عنه مع إمكان الرؤية واللقاء بينهما،خصوصاً إذا علمنا بأن الحاكم قد وصفه الذهبي وغيره بأنه مُعَمِّر هذا بالإضافة إلى كون الحاكم ثقة وقد صرح بالتحديث هنا فلا يمكن تكذيبه أبداً.
      فأنكشف لكل من أطلّع على هذا الرد بأنه عبارة عن تخبط وتناقض وعداء لا مبرر له البتة ولا دليل عليه بالمرة فالصراخ على قدر الألم..... والحمد لله أوّلاً وآخراً.
      ودمتم في رعاية الله

      تعليق


      • السؤال: الآية عامّة والعام يتحقق بوجود مصداقه في الخارج فكيف تخصص؟
        اننا نستدل على ولاية امير المؤمنين عليه الصلاة و السلام بآية الولاية و لکن هناك اشكال يقول:
        ان الآية عامة و العام يتحقق بوجود مصداقه فاذا فعل فرد تلك الاعمال المذکورة في الآية فهو الامام.
        والظاهر انه اول من فعل تلك الاعمال علي بن ابي طالب و لکن الظاهر ايضاً انه تصدق بعد ذلك عمر وهو راکع فلعله انزلت فيه آية فتحقق ايضاً بفعل عمر مصداقاً للآية.
        کيف نجيب عن هذا السؤال؟
        وإن قلت ان الملاك اول من فعل .
        قلت : ما الدليل على ذلك؟
        وان قلت الدليل عليه انه ان کان کذلك فعل ذلك العمل کل انسان و هذا لايناسب حکمة الله تعالى .
        قلت فکيف نستدل بحيث يوم الدار و فيه ايضاً هذه المنافاة؟
        وان قلت ان علم الله تعالى بالمصداق يندفع الاشکال .
        قلت فکذلك نقول في آية الولاية؟
        الجواب:
        الأخ سيد محمد المحترم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        نجمع الجواب على شكل نقاط:
        الأول: أن الآية جاءت بصيغة الجملة الخبرية لا الإنشائية، وما يقرب ذلك إثبات الولاية لله ورسوله (صلى الله عليه وآله) ثم للذين آمنوا، ولا يصح انشاء الولاية لله فإنها ثابتة وإنما يخبر عنها، بل أثباتها لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً لأنه من المفروض ان ولايته قد ثبتت قبل هذه الآية بثبوت الرسالة: فليكن أثباتها للذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون كذلك.
        وبعبارة أخرى: ان الآية إرشادية بالنسبة لولاية الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وإرشاد إلى علامة يعرف ويميز بها الولي من الذين آمنوا وهي التصدق أثناء الركوع، وهذه الميزة والعلامة فارقة للولي عن غيره من الذين ثبت لهم الإيمان المنصوص عليه في الآية.
        فليس كل المؤمنين اولياء وانما الولي يكون من المؤمنين حصراً.
        وبالتالي فلا وجود لانشاء حكم شرعي يثبت الولاية لكل من يتصدق وهو راكع في الآية فضلاً عن كونه غير معقول ، فلاحظ .
        الثاني: أن الآية أخبرت بثبوت الولاية لمن هو متأخر في المرتبة عن الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) طولاً، عن طريق ذكر صفات على شكل قيود بصيغة الجمع، فإن (الذين آمنوا). جمع ولكنه يخرج غير المؤمن عن الولاية (( الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )), قيد آخر يخرج من ليس فيه هذه الصفة ولكنه بصيغة الجمع أيضاً.
        وبعبارة اخرى: أن صيغ الجمع في الآية الدالة على العموم غير مخصصة ولكنها من جهة كونها قيود يترتب أحدها على الآخر مقيدة لإطلاق الموضوع. أو لنقل أن إطلاق جمل القيود الواردة بصيغة الجمع مقيد. فكل جملة يقيد إطلاقها بالجملة التي تأتي بعدها وأن كانت بصيغة الجمع.
        وهو يرجع بالحقيقة إلى التخصص في الموضوع لا التخصيص حتى يلزم على القول به تخصيص الأكثر وهو قبيح.
        وقد قرر العلامة المظفر الاشكال بما يأتي:
        ان (الذين آمنوا) صيغة جمع فلا تصرف إلى الواحد إلا بدليل وقول المفسرين (نزلت في علي) لا يقتضي الاختصاص، ودعوى انحصار الأوصاف فيه مبنية على جعل (وهم راكعون) حالاً من ضمير (يؤتون) وليس بلازم بل يحتمل العطف بمعنى أنهم يركعون في صلاتهم لا كصلاة اليهود خالية من الركوع او بمعنى انهم خاضعون (شرح المقاصد 3: 503).
        واجاب: وفيه ان الحالية متعينة لوجهين.
        الوجه الأول: بعد الاحتمالين المذكورين لاستلزام أولهما التأكيد المخالف للأصل لأن لفظ (الصلاة) مغن عن بيان انهم يركعون في صلاتهم لتبادر ذات الركوع منها، كما يتبادر من الركوع ما هو المعروف فيبطل الاحتمال الثاني أيضاً.
        الوجه الثاني: ان روايات النزول صريحة بالحالية وارادة الركوع المعروف (ثم ذكر عدة روايات) إلى أن قال: إلى غير ذلك من الاخبار التي لا تحصى ، الصريحة في الحالية وارادة الركوع المعروف الدالة على ان المراد تعيين أمير المؤمنين (عليه السلام) لهذه الأوصاف كما لا ريب بإرادة المفسرين اختصاص الآية بأمير المؤمنين (عليه السلام) لأن تفسيرهم مأخوذ من هذه الروايات ونحوها. (دلائل الصدق 4: 38) .
        وانت تلاحظ تصريحه بالاختصاص دون التخصيص.
        الثالث: وبملاحظة ان المراد من الولاية في الآية هي ولاية الأمر بمعنى منصب الحكومة (واثبات ذلك في محله) وان العقل لا يجوّز ثبوتها لأكثر من واحد في وقت واحد عرضاً مع تجويزه لذلك طولاً (وهو مفاد آخر للآية) وملاحظة ورود الآية بصيغة الخبر وذكر عدة قيود متراتبة تضيق الموضوع، خاصة مع ورود لفظة (وليكم) مفردة في الآية ودخولها على لفظين مفردين (الله ورسوله) ثم العطف بالجمع (الذين آمنوا) وما فيه من المقابلة بين الأفراد والجمع يؤدي إلى ان يفهم المخاطبين اختصاص الآية بواحد متعين وانه لابد من وجود قيد أو قيود تشخصه في الخارج ولم تذكر اسمه لحكمة، وهو ما فهمه الصحابة على ما ورد في بعض الروايات وطلبوا من النبي (صلى الله عليه وآله) ذكر هذه القيود المشخصة وذلك بأن سألوه تعيين هذا الشخص الذي تثبت له الولاية من الآية في الخارج وهو ما فعله النبي (صلى الله عليه وآله).
        فقد نقل صاحب تفسير البرهان عن الصدوق باسناده عن ابي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا )) (المائدة:55), قال: أن رهطاً من اليهود أسلموا منهم عبد الله بن سلام وأسد وثعلبة وابن ياسين وابن صوريا فأتوا النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا نبي الله ان موسى اوحى الى يوشع بن نون، فمن وصيك يا رسول الله؟ ومن ولينا بعدك؟ (لاحظ سؤالهم عن شخص معين) فنزلت هذه الآية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55), قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا فقاموا واتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال (صلى الله عليه وآله): يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ (لاحظ فهم أهل اللغة من إرادة واحد معين في الآية) قال: نعم هذا الخاتم، قال: من أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي, قال : على أي حال أعطاك؟ قال: كان راكعاً, فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) وكبر أهل المسجد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) علي وليكم بعدي (وهذا تصريح بالاختصاص) قالوا: رضينا بالله ربا وبمحمد نبياً وبعلي بن أبي طالب ولياً، فأنزل الله عز وجل: (( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغَالِبُونَ )) (المائدة:56), ومن الواضح فهم الصحابة للاختصاص من هذه الآية بعد معايشتهم الحال وسماع اللفظ حتى أن امير المؤمنين (عليه السلام) احتج عليهم بهذا في حديث المناشدة المشهور عن ابي ذر في يوم الشورى كما أورده الشيخ في المجالس، فراجع.
        ومع أنا لا نحصر بيان هذا القيد المشخص للمعني في الخارج عن طريق النقل إذ لا يمنع معرفته عن طريق العقل وذلك بعد أدراك أن الولاية لا تثبت إلا للمعصوم فلابد أن يكون هو المعني بالآية، ولكن ذلك قد يكون لازم غير بين من الآية ومن البعيد أن يتعبد الشارع جمهور المكلفين به وحده فإن إدراك ذلك قد يقصر على القليل منهم ويخفى على جمهور المكلفين، فتمس الحاجة إلى البيان النقلي الصريح وعدم الاكتفاء بدلالة العقل وهو ما فعله النبي (صلى الله عليه وآله) بالتصريح باسم علي (عليه السلام) وتشخيصه في الخارج وأمام الناس في المسجد حسب ما ورد في الروايات بحيث لم يبق مجال للمنكر الإ الجحود والمكابرة.
        الرابع: ونستطيع أن نقول أنه لو كان كلامنا في الآية بلحاظ عالم الثبوت فإن العقل بل حكم العقلاء لا يجوّز ثبوتها لأكثر من واحد في وقت واحد عرضاً وإن جوزه طولاً إن هذا الواحد لابد أن يتصف بالعصمة مع أن العصمة ملكة باطنية لا تعلم إلا بالأخبار فإدراك هذا المعنى من قبل بعض ذوي الفطنة أو عن طريق الفطرة يؤدي بهؤلاء إلى البحث عنه والمطالبة بالدلالة والنص عليه، ويكفيهم في هذا انطباق الصفة والعلامة الواردة على شكل معرف جمعي في الآية أي (الذين يقيمون الصلاة...).
        واما لو كان كلامنا بلحاظ عالم الإثبات الذي هو الطريق الأقرب إلى أكثر الناس، فإن النص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) على انطباق الآية على علي (عليه السلام) يكون القيد الأخير المشخص والمعين من سلسلة القيود المذكورة في الآية والتي تعالج ناحية الإطلاق وان بقي العموم على عمومه في هذه القيود لنكتة سوف نشير إليها.
        فيكون الدليل مقيداً بقيدين في نص القرآن وبقيد من السنة وهو ما ورد من أحاديث اختصاص علي (عليه السلام) بهذه الآية.
        وورود أخبار أو إنشاء (تشريع) في آيات القرآن على شكل معرف جمعي أو قيد جمعي ولا يكون له إلا مصداق واحد في الخارج ليس بعزيز في الكتاب الكريم.
        وقد ذكر بعضهم أن النكتة في ورود اللفظ بصيغة الجمع هي لبيان أن مثل هذه المقامات العالية لا يمكن الحصول عليها إلا بالمجاهدة والإخلاص في العمل أو للترغيب في مثل هذا العمل ولعلنا نستقرب نكتة أخرى وهي إدخال بقية الأئمة (عليهم السلام) في الآية كما ورد في بعض الروايات من أنهم كلهم تصدقوا في أثناء الصلاة ويكون النص عليهم هنا أيضاً مقيداً للإطلاق في الآية بهم (عليهم السلام)، فالإطلاق الشامل للبعض وهو المؤمنين المتصدقين ورد في القرآن وتقيده لبيان الأشخاص المستحقين للولاية يكون من السنة. فتأمل.
        والكلام نفس الكلام في حديث الدار من ورود قيود عديدة ثم ذكر القيد الأخير لها على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن قام علي (عليه السلام) وقبل النصرة له مع وضوح الأمر أكثر فيه لانه لم يرد المعرف فيه على صفة الجمع إذ قال النبي (صلى الله عليه وآله) : (من يؤازرني ) الحديث ومع ملاحظة معقولية كون القيود المذكورة فيه علة تامة لتسنم منصب الإمامة بخلافه في الآية إذ أقصى ما يمكن تعقله كون التصدّق في أثناء الركوع جزء العلة فتأمل.
        ودمتم في رعاية الله

        تعليق


        • السؤال: أسانيد حديث التصدق
          قال ناصرالدين الألباني في ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) حديث رقم4921 : - ( نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ، فخرج رسول الله صلى الله عليه (واله) وسلم ودخل المسجد ؛ والناس يصلون بين راكع وقائم
          يصلي ؛ فإذا سائل ، قال : يا سائل ! أعطاك أحد شيئاً ؟
          فقال : لا ؛ إلا هذا الراكع - لعلي - أعطاني خاتماً ) .
          قال الألباني في ((السلسلة الضعيفة والموضوعة)) 10/ 580 : منكر
          أخرجه الحاكم في ((علوم الحديث)) (ص 102) ، وابن عساكر (12/ 153/ 2) من طريق محمد بن يحيى بن الضريس : حدثنا عيسى بن عبدالله ابن عبيدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي قال ... فذكره . وقال الحاكم: ((تفرد به ابن الضريس عن عيسى العلوي الكوفي)) .
          قلت : وهو متهم ؛ قال في ((الميزان)) : ((قال الدارقطني : متروك الحديث . وقال ابن حبان : يروي عن آبائه أشياء موضوعة)) . ثم ساق له أحاديث .
          (تنبيه) : عيسى بن عبدالله بن عبيدالله بن عمر ... إلخ ؛ هكذا وقع في هذا الإسناد عند المذكورين . والذي في ((الميزان)) و ((اللسان)) :عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر ! فسمى جده : محمداً ، بدل : عبيدالله ؛ ولعله الصواب ؛ فإنه كذلك في (الكامل) (295/ 1) في الترجمة ، وفي بعض الأحاديث التي ساقها تحتها ، وأحدها من طريق محمد بن يحيى بن ضريس : حدثنا عيسى بن عبدالله بن محمد ... ثم قال : ((وبهذا الإسناد تسعة أحاديث مناكير ، وله غير ما ذكرت ، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه)) .
          فهل قول الألباني صحيح؟
          الجواب:
          الأخ سعيد المحترم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          الشيخ الألباني قد اقتصر في تخريجه هذا على طريق واحد وهو رواية علي (عليه السلام) وغفل أو تغافل تخريج الحديث وسبب النزول هذا الذي ورد عن عدة صحابة نذكر منهم: ابن عباس وعمار وأبو ذر والتابعي الكبير سلمة بن كهيل بالإضافة إلى طريق الإمام علي (عليه السلام) فلا ندري لماذا تخرج فضائل أهل البيت وما يدل على امامتهم بهذا الشكل القاصر المعيب الناقص!!؟
          وإليك أيها الأخ تخريج الحديث الذي ذكره الزيلعي لهذا الرواية في كتابه (تخريج الأحاديث والآثار 1/409ـ 410): ((420ـ قوله روي عن علي رضي الله عنه أن سائلا سأله وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مزجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كبير عمل يفسد بمثله صلاته فنزلت.قلت: رواه الحاكم أبو عبد الله في كتابه علوم الحديث من حديث عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55) فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد والناس يصلون بين قائم وراكع وساجد وإذا سائل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سائل أعطاك أحد شيئا قال لا إلا هذا الراكع يعني علياً أعطاني خاتما)).
          ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ثنا أبو سعيد الأشج ثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول ثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55) انتهى (قلت): وهذا مرسل صحيح على شرط البخاري ومسلم. والمرسل الصحيح إذا عضده مسند ضعيف فإنه يرتقي إلى درجة الاحتجاج فكيف مع هذه الأسانيد المتعددة.
          وأخرجه ابن مردويه في تفسيره عن سفيان الثوري عن أبي سنان عن الضحاك عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) الآية وفيه انقطاع فإن الضحاك لم يلق ابن عباس.
          ورواه أيضا حدثنا سليمان بن أحمد هو الطبراني ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين ابن علي عن الحسين بن زيد عن أبيه زيد بن علي بن الحسين عن جده قال سمعت عمار بن ياسر يقول وقف بعلي سائل وهو واقف في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك فنزلت (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) الآية فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه,ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده,ورواه الطبراني في معجمه الوسط إلا أنه قال إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسين عن جده قال سمعت عمارا . . .
          فذكره , ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده وقال اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعطني أحد شيئا وكان علي راكعا فأومى إليه بخنصره اليمين وكان يختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم في خنصره وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم . . .
          وذكر فيه قصة وليس في لفظ أحد منهم أنه خلعه وهو في الصلاة كما في لفظ المصنف.
          ودمتم في رعاية الل

          تعليق


          • لسؤال: الزكاة من أفراد الصدقة
            اشکل بعض على دلالة آية الولاية وقضية تصدق الخاتم بان الزکاة في القرآن يستعمل في الزکاة الواجب و الحال انه نعلم ان امير المومنين عليه الصلاة و السلام لم يكن عليه زکاة واجب و لو کان كذلك لم يكن من حقه تاخيرها ويبدأ بالصلاة .
            الجواب:
            الأخ محمد المحترم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            لقد رد صاحب (الميزان) عن الأشكال وهو كون التصدق بالخاتم لا تسمى زكاة بقوله في (ج6 ص8): ((وأما قولهم: أن الصدقة بالخاتم لا تسمى زكاة فيدفعه أن تعين لفظ الزكاة في معناها المصطلح إنما تحقق في عرف المتشرعة بعد نزول القرآن بوجوبها وتشريعها في الدين وأما الذي تعطيه اللغة فهو أعم من الزكاة المصطلحة في عرف المتشرعه ويساوق عند الأطلاق أو عند مقابلة الصلاة انفاق المال لوجه الله كما يظهر مما وقع فيما حكاه الله عن الأنبياء السابقين كقوله تعالى في إبراهيم وإسحاق ويعقوب: (( وَأَوْحَيْنَا إلَيْهمْ فعْلَ الْخَيْرَات وَإقَامَ الصَّلاة وَإيتَاءَ الزَّكَاة )) (الانبياء:73), وقوله تعالى في إسماعيل: (( وَكَانَ يَأْمر أَهْلَه بالصَّلاة وَالزَّكَاة وَكَانَ عنْدَ رَبّه مَرْضيّاً )) (مريم:55), وقوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام في المهد: (( وَأَوْصَاني بالصَّلاة وَالزَّكَاة مَا دمْت حَيّاً )) (مريم:31), ومن المعلوم أن ليس في شرايعهم الزكاة المالية بالمعنى الذي اصطلح عليه في الإسلام.
            وكذا قوله تعالى: (( الَّذي يؤْتي مَالَه يَتَزَكَّى )) (الليل:18), وقوله تعالى: (( الَّذينَ لا يؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ بالْآخرَة همْ كَافرونَ )) (فصلت:7), وقوله تعالى: (( وَالَّذينَ همْ للزَّكَاة فاعلونَ )) (المؤمنون:4), وغير ذلك من الآيات الواقعة في السور المكية وخاصة السور النازلة في أوائل البعثة كسورة حم وغيرها ولم تكن شرعت الزكاة المصطلحة بعد,فليت شعري ماذا كان يفهم المسلمون من هذه الآيات في لفظ الزكاة.
            بل آية الزكاة اعني قوله تعالى: (( خذْ منْ أَمْوَالهمْ صَدَقَةً تطَهّرهمْ وَتزَكّيهمْ بهَا وَصَلّ عَلَيْهمْ إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهمْ )) (التوبة:103), تدل على أن الزكاة من أفراد الصدقة وإنما سميت زكاة لكون الصدقة مطهرة مزكية مطلقاً وقد غلب استعمالها في الصدقة المصطلحة فتبين من جميع ما ذكرنا أنه لا مانع من تسمية مطلق الصدقة والأنفاق في سبيل الله زكاة.
            ودمتم في رعاية الله

            تعليق


            • السؤال: أسانيد نزول الآية في الامام علي (عليه السلام) ومفادها
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              كان تفسير الطبرى مفتوح امامى عندما اطلعت على هذا الموضوع. فرجعت إليه للتأكد فلم اجده مقنع . واننى انقل لكم صفحات التفسير فدلونى عن الدليل من فضلكم.
              *************************
              (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آَمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلَاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ ))
              القول في تأويل قوله : (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آَمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلَاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ ))
              قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ))، ليس لكم، أيها المؤمنون، ناصر إلا الله ورسوله، والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره(1). فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرأوا من وَلايتهم، ونهاكم أن تتخذوا منهم أولياء، فليسوا لكم أولياء لا نفصرَاء، بل بعضهم أولياء بعض، ولا تتخذوا منهم وليًّا ولا نصيرًا.
              وقيل إن هذه الآية نزلت في عبادة بن الصامت، في تبرّفئه من ولاية يهود بني قينقاع وحفلفهم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
              ذكر من قال ذلك:
              12207 - حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا يونس بن بكير قال، حدثنا ابن إسحاق قال، حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال:
              لما حاربت بنو قينقاع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكان أحد بني عوف بن الخزرج) فخلعهم إلى رسول
              الله(2) وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حفلفهم، وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حفلف الكفار ووَلايتهم! ففيه نزلت:"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون { لقول عبادةَ: (( أتولى الله ورسوله والذين آمنوا))، تبرئه من بني قينقاع ووَلايتهم, إلى قوله: (( فإن حزب الله هم الغالبون ))(3)
              12208 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، سمعت أبي، عن عطية بن سعد قال: جاء عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحوه.
              12209 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ))، يعني: أنه من أسلم تولى الله ورسوله.
              وأما قوله: (( والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ))، فإن أهل التأويل اختلفوا في المعنيّف به. فقال بعضهم: عفنفي به علي بن أبي طالب.
              وقال بعضهم: عني به جميع المؤمنين.
              ذكر من قال ذلك:
              12210 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: ثم أخبرهم بمن يتولاهم فقال: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ))، هؤلاء جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مرَّ به سائل وهو راكع في المسجد، فأعطاه خاتَمَه.
              12211 - حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا عبدة، عن عبد الملك، عن أبي جعفر قال:
              سألته عن هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ))، قلت4) من الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا!(5) قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب! قال: عليٌّ من الذين آمنوا.
              12212 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي، عن عبد الملك قال: سألت أبا جعفر عن قول الله: (( إنما وليكم الله ورسوله ))، وذكر نحو حديث هنّاد، عن عبدة.
              12213 - حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال، حدثنا أيوب بن سويد قال، حدثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ))، قال:
              علي بن أبي طالب.(6)
              12214 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا غالب بن عبيد الله قال: سمعت مجاهدًا يقول في قوله: (( إنما وليكم الله ورسوله ))، الآية، قال: نزلت في علي بن أبي طالب، تصدَّق وهو راكع.(7)
              هذا ، وأرجح أن أبا جعفر الطبري قد أغفل الكلام في قوله تعالى: (( وهم راكعون ))، وفي بيان معناها في هذا الموضع ، مع الشبهة الواردة فيه ، لأنه كان يحب أن يعود إليه فيزيد فيه بيانًا ، ولكنه غفل عنه بعد.
              وقد قال ابن كثير في تفسيره 3: 182 : (( وأما قوله: (( وهم راكعون ))، فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله: (( ويؤتون الزكاة ))، أي: في حال ركوعهم. ولو كان هذا كذلك ، لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره ، لأنه ممدوح. وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ، ممن نعلمه من أئمة الفتوى.
              وحتى إن بعضهم ذكر في هذا أثرًا عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه...)) ثم ، ساق الآثار السالفة وما في معناها من طرق مختلفة.
              وهذه الآثار جميعًا لا تقوم بها حجة في الدين. وقد تكلم الأئمة في موقع هذه الجملة ، وفي معناها. والصواب من القول في ذلك أن قوله: (( وهم راكعون ))، يعني به: وهم خاضعون لربهم، متذللون له بالطاعة، خاضعون له بالأنقياد لأمره في إقامة الصلاة بحدودها وفروضها من تمام الركوع والسجود ، والصلاة والخشوع ، ومطيعين لما أمرهم به من إيتاء الزكاة وصرفها في وجوهها التي أمرهم بصرفها فيها. فهي بمعنى (الركوع) الذي هو في أصل اللغة ، بمعنى الخضوع = انظر تفسير (ركع) فيما سلف 1: 574.
              وإذن فليس قوله: (( وهم راكعون )) حالا من (( ويؤتون الزكاة )).
              وهذا هو الصواب المحض إن شاء الله.
              *************************
              (1) انظر تفسير(ولي) فيما سلف ص: 399 ، تعليق: 1, والمراجع هناك.
              (2) في المخطوطة: (فجعلهم إلى رسول الله), والصواب ما في المطبوعة, مطابقًا لما سلف, ولما في سيرة ابن هشام.
              (3) الأثر: 12207- سيرة ابن هشام 3: 52, 53, وهو مطول الأثر السالف رقم: 12158, وتابع الأثر رقم: 12167. وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا: (حدثني والدي إسحق بن يسار, عن عبادة بن الصامت), أسقط ما أثبت من السيرة, ومن إسناد الأثرين المذكورين آنفًا.
              (4) في المطبوعة والمخطوطة: (قلنا), والصواب الجيد ما أثبت.
              (5) هذا ليس تكرارًا, بل هو تعجب من سؤاله عن شيء لا عن مثله.
              (6) الأثر: 12213-إسمعيل بن إسرائيل الرملي, مضى برقم: 10236. وأيوب بن سويد الرملي, مضى برقم: 5494. وعتبة بن أبي حكيم الهمداني, ثم الشعباني, أبو العباس الأردني. ضعفه ابن معين, وكان أحمد يوهنه قليلا, وذكره ابن حبان في الثقات. مترجم في التهذيب.
              (7) الأثر: 12214-غالب بن عبيد الله العقيلي الجزري, منكر الحديث متروك. مترجم في لسان الميزان, والكبير للبخاري 4/1/101, وابن أبي حاتم 3/2/48.

              تعليق


              • الجواب:
                الأخ عز الدين المحترم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                الاستدلال بآية الولاية (الآية 55 من سورة المائدة) على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلافته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يثبت بعد اثبات انها نزلت في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) دون غيره ليستفاد منها حصر الولاية بالله وبرسوله (صلى الله عليه وآله) وبأمير المؤمنين (عليه السلام) دون غيرهم وبعدها نقول أن المعنى المتصور للولاية هنا هو ولاية الأمر دون المحبة أو النصرة أو أمثالهما من المعاني التي لا مجال لتصور حصرها بالثلاثة المذكورين في الآية فقط.
                وعن الأمر الأول نقول أنه قد ورد من طرق صحيحة أنَّ الآية نزلت في حق أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عندما تصدّق بخاتمه في حال الركوع.
                فها هو المفسر الكبير ابن أبي حاتم ـ الذي عدّه ابن تيمية في (منهاج السنة 7: 13) من المفسرين الكبار الذين لا يروون الموضوعات ـ يروي بسند صحيح في تفسيره (4: 1162) عن أبي سعيد الأشج عن الفضيل بن دكين عن موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل ـ وكلهم ثقات ـ أن الآية نزلت في حق أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عندما تصدق بخاتمة على السائل في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
                وكذا يروي الحاكم الحسكاني ـ الذي وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء 18: 268 بالمحدّث البارع القاضي الحاكم ـ في كتابه (شواهد التنزيل 1: 212) بسند صحيح أن هذه الآية نزلت عندما تصدّق علي (عليه السلام) على السائل في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في حال الركوع.
                وكذا يروي السيوطي في (الدر المنثور 2: 293، 294) عن عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابي الشيخ وابن مردويه وابن أبي حاتم والطبراني وأبي نعيم وغيرهم أنها نزلت في علي (عليه السلام).
                وأيضاً يروي السيوطي في (باب النقول في أسباب النزول) (81) عن الطبراني بأنها نزلت في علي (عليه السلام)، ثم يذكر له شواهد ويقول: ((فهذه شواهد يقوي بعضها بعضاً)).
                وكذا يروي ابن كثير في تفسيره (2: 74) أنها نزلت في حق علي (عليه السلام) بعدة طرق ومنها الطريق الصحيح المتقدم عن ابن أبي حاتم.
                وكذا يروي القرطبي في تفسيره (6: 221)، والواحدي في (اسباب النزول 133)، والجصاص في (أحكام القرآن 2: 557). والزمخشري في (الكشاف 1: 422)، والرازي في (التفسير الكبير 3: 431)، والنحاس في (إعراب القرآن 20: 325)، وأيضاً الطبري عن طرق متعددة كما أسلفتم في تفسيره (6: 388) أنها نزلت في علي بن أبي طالب(ع).. وهكذا روى غير هؤلاء المحدثين والمفسرين أن الآية الكريمة نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مصادر مختلفة لا تخفى على المتتبع.
                فالمتحصل أن الآية الكريمة وبواسطة الطرق الصحيحة المشار إليها في المصادر المتقدمة وبمعاضدة الطرق التي يقوي بعضها بعضاً يمكن القول أنها نزلت في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما تصدق بخاتمه في الصلاة وهو في حال الركوع.
                وأما دعوى أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت فنقول إن هذه الرواية شاذة وأكثر الأمة يدفعها، وما ذكر في نزولها في علي (عليه السلام) هو المجمع عليه.
                وأيضاً أنه قد وردت في الآية صفات لا تنطبق إلا على حاله (عليه السلام) إذ قوله تعالى: (( وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) (المائدة:55), قد بين أن المعني بالآية هو الذي آتي الزكاة في حال الركوع، وأجمعت الأمة على أنه لم يؤت أحد الزكاة في هذه الحال غير أمير المؤمنين (عليه السلام).
                وليس لأحد أن يقول إن قوله: (( وهم راكعون )) ليس هو حالاً لإيتاء الزكاة بل إنما المراد به أن صفتهم إيتاء الزكاة فإن ذلك خلاف اللغة، ألا ترى أن القائل إذا قال: لقيت فلانا وهو راكب. لم يفهم منه إلا لقاؤه في حال الركوب ولم يفهم منه أنَّ من شأنه الركوب وإذا قال: رايته وهو جالس أو جاءني وهو ماش، لم يفهم من ذلك كله إلا موافقة رؤيته في حال الجلوس أو مجيئه ماشياً، وإذا ثبت ذلك وجب أن يكون حكم الآية أيضاً هذا الحكم.
                ودمتم في رعاية الله

                تعليق


                • السؤال: الإيمان بولاية الامام علي (عليه السلام) يستفاد من التواتر لا من ظاهر الآية فقط
                  السؤال الاول : اننا نستدل على خلافة امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بآية الولاية بأن إنما ظاهرة في الحصر وباقي المعاني للمولى لايستقيم مع الحصر.
                  ولکن السؤال في أن هذا الاستدلال متوقف على حجية الظواهر في العقائد و کيف يجمع هذا مع انا نقول لايکفي الظن في العقائد بل اللازم العلم.
                  والسؤال الثاني أنه: ما الوجه في استعمال الجمع في المفرد في هذا الآية؟
                  اريد جوابا وضاحا - مع ذکر المصدر من الکتب البلاغية او العلماء البلاغيين
                  الجواب:
                  الأخ السيد محمد المحترم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  بالنسبة للسؤال الأول: العلم بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يختص بالآية المشار إليها وهي (آية 55 من سورة المائدة)، فقد تظافرت الروايات وتواترت بهذا المعنى، ونصَّ على تواتر جملة منها علماء أهل السنة قبل الشيعة كما هو الحال في قوله (صلى الله عليه وآله): (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) الذي نصَّ على تواتره السيوطي في (قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار والمتواترة: 227، والذهبي في سير أعلام النبلاء 8: 335، والكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر: 206) وهكذا غيرهم.
                  فالطرق المتعددة لهذا المعنى - أي ولاية علي (عليه السلام) - إن كانت بمفردها يفيد كل منها ظهوراً هو حجة في بابه أي في باب الأخبار، فهي بمجموعها تفيد تواتراً يكون حجة في باب العقائد، فحجية الإيمان بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) تستفاد من مجموع هذه الظواهر الواردة في الكتاب والسنة وليس بمفردة واحدة دون أخرى. وأمّا عن السؤال الثاني، فنقول: الجمع الوارد في الآية الكريمة ( 55 من سورة المائدة) والذي يراد به المفرد وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) إنما ورد بهذه الصيغة للتعظيم كما وقع في كثير من الآيات والأخبار.
                  وعن الشيخ الطريحي في (مجمع البحرين 4: 555) في بيان معنى مفردات الآية المذكورة أعلاه قال: ((المعنى: الذي يتولى تدبيركم ويلي أموركم الله ورسوله والذين آمنوا هذه صفاتهم: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قال الشيخ أبو علي: قال جار الله: إنما جيئ به على لفظ الجمع - وان كان السبب فيه رجلاً واحداً - ليرغب الناس في مثل فعله ولينبه أن سجية المؤمن يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والأحسان ثم قال الشيخ أبو علي: وأقول: قد اشتهر في اللغة العبارة عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم فلا يحتاج إلى الاستدلال عليه، فهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بلا فصل)).
                  فهذا النص الوارد عن هذا اللغوي المعروف الذي يستشهد بكلام اثنين من كبار المفسرين من الفريقين وهما الزمخشري والطبرسي المعروفين بتفسير القرآن وبيان النكات اللغوية والأدبية والبلاغية الواردة فيه يفيد أن المجيء بهذه الصيغة، أي صيغة الجمع في المفرد إنما كان لغرض التعظيم والترغيب في الفعل - على حد قول الزمخشري ـ، ولهذا الاستعمال شواهد كثيرة في القرآن والسنة وكلام العرب لا تخفى على المتتبع.
                  ودمتم في رعاية الله

                  تعليق


                  • لسؤال: رد شبهات عن آية الولاية وذكر مصادر السنة في شأن نزولها
                    من ادلتنا القوية التي نستدل بها على اخواننا السنه بوصاية وولاية الامام علي (ع) بعد الرسول صلى الله عليه واله هي الاية القرآنية : (( انما وليكم الله ورسولة واللذين امنوا اللذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) بما فسر .. عندما كان عليه السلام في المسجد اتى سائل صدقة وهو راكع
                    والسؤال :
                    1- هل كانت صدقة ام زكاة ولماذا نقول انها صدقة وذكرت في القرآن زكاة وهل يجوز اعطاء الزكاة في هذا الموضع
                    2- ماذا نحكي عن العبث في الصلاة وهل يجوز للمصلي ان يتصدق وهو يصلي
                    3- هل كانت تتوفر في هذا الخاتم شروط الزكاة أ-حول الحول ب_ وان تكون بمقدار 2.5..الخ
                    واريد الادلة من كتب اخواننا السنة ان وجدت
                    وجزيتم خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله
                    الجواب:
                    الأخت ريم المحترمة
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    الأول: يجب أن يعلم الجميع بأنه (إذا ورد الأثر بطل النظر) فلا يجوز التقديم بين يدي الله ورسوله ولا اجتهاد في معرض النص.
                    الثاني: ومع ذلك نقول بأن كل الروايات تذكر بأنها كانت صدقة فإن سائلاً سأل المسلمين فلم يعطه أحد فأشار إليه أمير المؤمنين أنْ خذ الخاتم فأخذه فنزلت الآية الكريمة في حقه.
                    فلا علاقة للزكاة الواجبة هنا ولم يدع أحد ورود سبب نزول الآية في الزكاة فلا مجال للخوض في شروطها وتوفرها أو عدمها هنا خصوصاً أن أكثر الروايات تذكر بأن الصلاة أيضاً كانت صلاة نافلة وتطوع قبل الظهر.
                    الثالث: أطلق الله تعالى في كتابه الزكاة والصلاة والحج والصيام والصدقة على الواجبة والمستحبة فلا ضير في إطلاق الزكاة وإرادة الصدقة المستحبة أو خصوص الزكاة الواجبة أو الأعم منهما مثل قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) (الروم:39) , وقوله تعالى : (( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبرّاً بوالدتي ....)) .
                    الرابع: سنذكر من قال بنزول الآية الكريمة في حق علي(عليه السلام) من مصادر أهل السنة المعتبرة باختصار:
                    1- تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لأبن جزي الكلبي (1 / 181):
                    قال: وهم راكعون (قيل نزلت في علي بن أبي طالب(رض) فإنه سأله سائل وهو راكع في الصلاة فأعطاه خاتمه).
                    2- الرازي في (تفسيره الكبير12/ 23) قال: القول الثاني: أن المراد من هذه الآية شخص معين وعلى هذا ففيه أقوال: روى عكرمة (الخارجي الناصبي كعادته) أن هذه الآية نزلت في أبي بكر، والثاني روى عطاء عن أبن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ثم ذكر روايتين في تصدق علي (عليه السلام) على الفقير عن عبد الله بن سلام وأبي ذر.
                    3- السيوطي في (الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 104 ـ 106) قال: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للسائل من أعطاك هذا الخاتم؟ قال ذاك الراكع فأنزل الله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )). وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) قال: نزلت في علي بن أبي طالب.
                    وأخرج الطبراني في (الأوسط) وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع (وهذا يدل على أن الصلاة والزكاة كانت تطوعاً لا واجبا) فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه ذلك فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الآية) فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه.
                    وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: نزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيته (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) إلى آخر الآية، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال لا، إلا ذاك الراكع ـ لعلي بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه.
                    وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال: تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) .
                    وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الآية ، نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع (ولم يقل أحد أدى الزكاة فكل الروايات تقول تصدق علي (عليه السلام) ) وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبه بن حكيم مثله.
                    وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قصة عبد الله بن سلام مع اليهود وفيها نزلت الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، قال من؟ قال ذلك الرجل القائم قال: وهو يقول (( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَه وَالَّذينَ آمَنوا فإنَّ حزْبَ اللَّه هم الْغَالبونَ )) .
                    وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال (.... فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقول (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله إياه.
                    وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
                    4- الزمخشري في كشافه (1 / 681 ـ 683) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) الواو فيه للحال أي يعملون ذلك في حال الركوع وهو الخشوع والإخبات والتواضع لله إذا صلوا وإذا زكوا. وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في علي(كرم الله وجهه) حين سألة سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مَرجاً في خنصره(سهل الحركة) فلم يتكلف لخلعه كثيرَ عمل تفسد بمثله صلاته. (ودافع الرجل عن مجيء الآية بالجمع ونزولها في علي (عليه السلام) ).
                    5- قال صاحب (المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز 2/208): إتفقَ أنَّ علياً بن أبي طالب أعطى صدقة وهو راكع ونقل ذلك عن السدي ومجاهد وذكر رواية في نزولها في علي (عليه السلام)، ثم ردّ هذا القول على عادتهم ورجح غيره كغيره!!
                    6- أبو السعود في تفسيره (3/52) قال: وروي أنها نزلت في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع فطرح عليه خاتمه كأنه كان مَرجا في خنصره غير محتاج في إخراجه إلى كثير عمل يؤدي إلى فساد الصلاة ولفظ الجمع حينئذ لترغيب الناس في مثل فعله (رض) وفيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة.
                    7- ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1162): نقل بسنده عن عقبة بن أبي حكيم وسلمة بن كهيل في سبب نزول الآية الكريمة في علي (عليه السلام).
                    8- ابن كثير في تفسيره(2/72) قال: حتى إن بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه وذلك أنه مر به سائلا في حال ركوعه فأعطاه خاتمه ثم نقل عن ابن أبي حاتم روايته عن صحابيين في أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولم يعلق على اسناديه مع انها صحيحة ثم نقل عن عبد الرزاق بسنده عن ابن عباس أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولكنه ضعف سندها وعن ابن مردويه ذكر قول ابن عباس عن الضحّاك وضعفه بعدم إدراك الضحاك لابن عباس ثم ذكر طريقاً ثالثاف عن ابي صالح عن ابن عباس به وعلق بقوله وهذا إسناد لا يففرح به.
                    ثم قال ابن كثير: ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب نفسه وعمار بن ياسر وأبي رافع وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها، ثم قال: ثم روى بإسناده(ابن مردويه) عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم.
                    ثم ذكر عن ابن جرير عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سأله عبد الملك عن هذه الآية قلنا من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا . قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن ابي طالب (علي من الذين آمنوا). وقال أسباط عن السدي نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مَرَّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
                    9- البغوي في تفسيره (2/47) نقل عن ابن عباس والسدي أن قوله تعالى (( وَهمْ رَاكعونَ )) أراد به علي بن أبي طالب(رض) مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
                    10- البيضاوي في تفسيره (2/229ـ340) قال: و (( وَهمْ رَاكعونَ )) أي: متخشعون في صلاتهم وزكاتهم وقيل هو حال مخصوصة بيؤتون أو يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصاً على الإحسان ومسارعته إليه وإنها نزلت في علي(رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه واستدل بها الشيعة على إمامته زاعمين أن المراد بالولي المتولي للأمور والمستحق للتصرف فيها والظاهر ما ذكرناه مع أن حمل الجمع على الواحد أيضاً خلاف الظاهر(ولكن سبب النزول يغنينا عن الظاهر) قال: وإن صح أنه منزل فيه فلعله جيء بلفظ الجمع لترغيب الناس في مثل فعله فيندرجوا فيه وعلى هذا يكون دليل على أن الفعل القليل في الصلاة لا يبطلها وأن صدقة التطوع تسمى زكاة (وهذه الجملة الأخيرة فيها رد على أسئلتكم ومن علمائهم).
                    11- السمر قندي في تفسيره(1/424) نص على ذلك ورجحه فقال (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني يتصدقون في حال ركوعهم حيث أشار علي بخاتمه إلى المسكين حتى نزع من أصبعه وهو في ركوعه ويقال يراد به جميع المسلمين أنهم يصلون ويؤدون الزكاة.
                    12- السمعاني في تفسيره(2/47) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني مصلون إلا أنه خص الركوع تشريفاً وقيل معناه خاضعون، وقال السدي ـ وهو رواية عن مجاهد ـ إن هذا أفنزل في علي بن أبي طالب كان في الركوع مسكبن يطوف في المسجد فنزع خاتمه ودفع إليه فهذا معنى قوله: (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
                    13- أبن جرير الطبري شيخ المفسرين في تفسيره(6/288) ذكر ذلك في أول آرائه في تأويل الآية ومن عادته تقديم الرأي الراجح فقال: وأما قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) فإن أهل التأويل أختلفوا في المعنى به فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب، وقال بعضهم عني به جمع المؤمنين. ذكر من قال ذلك: (فنقل بأسانيده) عن السدي وعن عتبه بن أبي حكيم وعن مجاهد أنها نزلت في علي.
                    14- القرطبي خاتمة المفسرين في تفسيره(6/221 ـ 222) قال: وقال ابن عباس نزلت في أبي بكر!! وقال في رواية أخرى نزلت في علي بن أبي طالب (رض) وقال مجاهد والسدي وحملهم على ذلك قوله تعالى (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) وهي المسالة الثانية وذلك أن سائلاً سأل في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلم يعطه أحد شيئاً وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه قال الطبري: وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة ولم تبطل به الصلاة. وقوله (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة فإن علياً تصدق بخاتمه في الركوع وهو نظير قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) وقد أنتظم الفرض والنفل فصار أسم الزكاة شاملاً للفرض والنفل كأسم الصدقة وكأسم الصلاة ينتظم الأمرين.
                    ثم قال القرطبي بعد إستبعاده لقول الطبري وقال ابن خويز منداد قوله تعالى (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة وذلك أن هذا خرج مخرج المدح وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحاً وقد روي أن علي بن أبي طالب (رض) أعطى السائل شيئاً وهو في الصلاة وقد يجوز أن يكون هذه صلاة تطوع وذلك أنه مكروه في الفرض.
                    15- النسفي في تفسيره(1/289) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) للحال أي يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة قيل أنها نزل في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته، وورد بلفظ الجمع وإن كان السبب فيه واحداً ترغيباً للناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه والآية تدل على جواز الصدقة في الصلاة وعلى أن الفعل القيل لا يفسد الصلاة.
                    ولم يذكر النسفي غير ذلك في تفسيره للآية الكريمة.
                    16- الألوسي في تفسيره روح المعاني(6/167) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) : حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهو خاشعون متواضعون لله تعالى: (أليس هذا خلافاً للظاهر!!؟)، وقيل: هو حال مخصوصة بإيتاء الزكاة والركوع ـ ركوع الصلاة ـ والمراد بيان كمال رغبتهم في الإحسان ومسارعتهم إليه وأغلب الإخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه، فقد أخرج الحاكم وأبن مردويه وغيرهما عن أبن عباس(رض) باسناد متصل قال.....( قال حتى): فقال لهم النبي(صلى الله عليه وآله) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله )) ثم أنه(صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال نعم خاتم من فضة. فقال: من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : على أي حال أعطاك ؟ فقال : وهو راكع .فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم تلا هذه الآية فأنشأ حسان (رض) يقول :
                    أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي ***** وكل بطيء في الهدى ومسارع
                    أيذهب مديحي للمحبّر ضائعاً ***** وما المدح في جنب الإله بضائع
                    فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ***** زكاة فدتك النفس ياخير راكــع
                    فأنزل فيك الله خير ولايــــة ***** وأثبتها إثنا كتاب الشرائـــع

                    17- ثم قال الآلوسي في (6/186) : وهم راكعون : والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه .
                    18- ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (2/ 382 - 383 ) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله والذين آمنوا ...)) اختلفوا فيمن نزلت على اربعة أقوال : أحدها : أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا إن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية فقالوا رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين وأذن بلال بالصلاة فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإذا مسكين يسأل الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم . قال : ماذا؟ قال : خاتم فضة . قال : من أعطاكه ؟ قال : ذاك القائم فإذا هو علي بن ابي طالب أعطانيه وهو راكع فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال مقاتل وقال مجاهد نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع .
                    ثم قال ابن الجوزي : قوله تعالى : قوله تعالى (( ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فيه قولان : أحدهما : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم وهو تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه في ركوعه.والثاني : إن من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع. وفي المراد بالركوع ثلاثة أقوال : أحدها : أنه نفس الركوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس وقيل إن الآية نزلت وهم في الركوع. والثاني : أنه صلاة التطوع ... والثالث : أنه الخضوع والخشوع .
                    19- الجصّاص في أحكام القرآن (4/ 102) قال في باب العمل اليسير في الصلاة : قال الله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.... ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) روي عن مجاهد والسدي وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه وهو راكع ... إلى أن قال : فإن كان المراد فعل الصدقة في حال الركوع فإنه يدل على إباحة العمل اليسير في الصلاة وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبار في إباحة العمل اليسير فيها فمنها أنه خلع نعليه في الصلاة ومنها أنه مس لحيته وأنه أشار بيده ومنها حديث ابن عباس أنه قام على يسار النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ ذؤابته وأداره إلى يمينه ومنها انه كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابي العاص بن ربيع فاذا سجد وضعها واذا رفع رأسه حملها فدلالة الآية ظاهرة في إباحة الصدقة في الصلاة لأنه إن كان المراد الركوع فكان تقديره الذين يتصدقون في حال الركوع فقد دلت على إباحة الصدقة في هذه الحال وإن كان المراد وهم يصلون فقد دلت على إباحتها في سائر أحوال الصلاة فكيما تصرفت الحال فالآية دالة على إباحة الصدقة في الصلاة .
                    وهناك المزيد وفيما نقلناه عنهم كفاية للرد على كل أسئلتكم .
                    ودمتم في رعاية الله

                    تعليق


                    • لسؤال: في مصادر الشيعة والسنة
                      السلام عليكم
                      ارجو منكم الاجابة على هذا السؤال ولكم جزيل الشكر .
                      اريد ادلة من كتبنا المعتبرة على ان علي بن أبي طالب (عليه السلام) قد تصدق بالخاتم ... ثم ادلة من كتب اخواننا السنة.
                      الجواب:
                      الأخ عبد الله المحترم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      نذكر لكم بعض مصادر رواياتنا في هذا المجال : (الكافي 1/288 , ح3 ـ الاحتجاج 1/73 , 202 , 213 , 222 , 379 و 2/252 ـ الخصال / 549 , 580 ـ أمالي الصدوق / 186 , ح 193 ـ تفسير القمي 1/170) وغيرها.
                      وبعض هذه الاحاديث في غاية الاعتبار من حيث السند كالتي وردت في تفسير القمي , وإن كانت استفاضتها تغنينا عن البحث في أسنادها .
                      وأما المصادر السنية في الموضوع فقد تجاوزت العشرات بل المئات في المقام , واليك بعض مواردها : (التفسير الكبير للرازي 3/431 ـ الكشاف للزمخشري 1/422 ـ الدر المنثور 2/293 ـ احكام القرأن للجصاص /542 ـ المعجم الكبير 7/130 , ح 6228 ـ اسباب النزول للسيوطي / 81 ـ مجمع الزوائد /80 , ح 10978 ـ كنز العمال 13/165 ـ شواهد التنزيل 1/209) وغيرها.
                      حتى بعض علمائهم ـ كالتفتازاني والقوشجي في شرح التجريد ـ يصرح بأن آية الولاية نزلت في حق علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع .
                      ودمتم في رعاية الله

                      تعليق


                      • السؤال: رواية صحيحة تحكي واقعة التصدق
                        قصة تصدق الامام علي (عليه السلام) بالخاتم ؟ هل هي صحيحة؟
                        الجواب:
                        الأخت آمنة المحترمة
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        إن تصدق الامام علي (عليه السلام) بالخاتم موضع اتفاق الشيعة وأهل السنة , وسنروي لك رواية صحيحة من طرق أهل السنة تحكي واقعة التصدق :
                        روى الحاكم الحسكاني بسند صحيح عن ابن عباس : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر , إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين , فلم ير في المسجد أحداً خلا علياً , فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالذي تصلي له أن تتصدق عليّ بما أمكنك ,وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه , فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه , فنزعه ودعا له , ومضى , وهبط جبرئيل , فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي : فقد باهى الله بك ملائكته اليوم , اقرأ : (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله )). (شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني النيسابوري 1/212 في سبب نزو ل آية (( إنَّمَا وَليّكم اللّه ... )) ).
                        ودمتم في رعاية الله

                        تعليق


                        • تعليق على الجواب (1)
                          السائل يقول لعلي رضي الله عنه يا ولي الله كما جاء في نص الحديث قبل أن تنزل آية الولاية فكيف هذا؟
                          الجواب:
                          الأخ أحمد المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          نحن لا نقول أن ولايته (عليه السلام) لم تكن ثابتة قبل نزول آية الولاية, وإنّما نقول أن آية الولاية أحد الأدلة على ولايته.
                          نعم, إنّ مَن لم يكن يعرف ولايته سابقاً, فإنّه علم بها بعد نزول الآية, كما ورد في أسباب النزول بخصوص بعض اليهود منهم عبد الله بن سلام, فإنّهم سألوا النبي (صلى الله عليه وآله) عن وصيه فنزلت الآية, ولكنّ هذا لا يعني أن كلّ المسلمين لم يكونوا يعلمون بولايته قبل نزول الآية, كيف وحديث الدار كان في بدايات الدعوة الإسلامية, ولم يحضره إلّا بني هاشم, وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بولايته هناك, بل أن ولايته كانت معروفة عند الكثير من المسلمين من المهاجرين والأنصار لتكرر إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بها في عدة مواضع, ولكنّ ماذا نفعل لمَن يريد أن يغطي ضوء الشمس بغربال؟ فهو من أجل غايته وغرضه ينكر ضوء النهار, ويقول: أنّه ليل, فأفهم.
                          ودمتم في رعاية الله

                          تعليق


                          • تعليق على الجواب (1)
                            السائل يقول لعلي رضي الله عنه يا ولي الله كما جاء في نص الحديث قبل أن تنزل آية الولاية فكيف هذا؟
                            الجواب:
                            الأخ أحمد المحترم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            نحن لا نقول أن ولايته (عليه السلام) لم تكن ثابتة قبل نزول آية الولاية, وإنّما نقول أن آية الولاية أحد الأدلة على ولايته.
                            نعم, إنّ مَن لم يكن يعرف ولايته سابقاً, فإنّه علم بها بعد نزول الآية, كما ورد في أسباب النزول بخصوص بعض اليهود منهم عبد الله بن سلام, فإنّهم سألوا النبي (صلى الله عليه وآله) عن وصيه فنزلت الآية, ولكنّ هذا لا يعني أن كلّ المسلمين لم يكونوا يعلمون بولايته قبل نزول الآية, كيف وحديث الدار كان في بدايات الدعوة الإسلامية, ولم يحضره إلّا بني هاشم, وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بولايته هناك, بل أن ولايته كانت معروفة عند الكثير من المسلمين من المهاجرين والأنصار لتكرر إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بها في عدة مواضع, ولكنّ ماذا نفعل لمَن يريد أن يغطي ضوء الشمس بغربال؟ فهو من أجل غايته وغرضه ينكر ضوء النهار, ويقول: أنّه ليل, فأفهم.
                            ودمتم في رعاية الله

                            تعليق


                            • لسؤال: رد شبهات عن آية الولاية وذكر مصادر السنة في شأن نزولها
                              من ادلتنا القوية التي نستدل بها على اخواننا السنه بوصاية وولاية الامام علي (ع) بعد الرسول صلى الله عليه واله هي الاية القرآنية : (( انما وليكم الله ورسولة واللذين امنوا اللذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) بما فسر .. عندما كان عليه السلام في المسجد اتى سائل صدقة وهو راكع
                              والسؤال :
                              1- هل كانت صدقة ام زكاة ولماذا نقول انها صدقة وذكرت في القرآن زكاة وهل يجوز اعطاء الزكاة في هذا الموضع
                              2- ماذا نحكي عن العبث في الصلاة وهل يجوز للمصلي ان يتصدق وهو يصلي
                              3- هل كانت تتوفر في هذا الخاتم شروط الزكاة أ-حول الحول ب_ وان تكون بمقدار 2.5..الخ
                              واريد الادلة من كتب اخواننا السنة ان وجدت
                              وجزيتم خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله
                              الجواب:
                              الأخت ريم المحترمة
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              الأول: يجب أن يعلم الجميع بأنه (إذا ورد الأثر بطل النظر) فلا يجوز التقديم بين يدي الله ورسوله ولا اجتهاد في معرض النص.
                              الثاني: ومع ذلك نقول بأن كل الروايات تذكر بأنها كانت صدقة فإن سائلاً سأل المسلمين فلم يعطه أحد فأشار إليه أمير المؤمنين أنْ خذ الخاتم فأخذه فنزلت الآية الكريمة في حقه.
                              فلا علاقة للزكاة الواجبة هنا ولم يدع أحد ورود سبب نزول الآية في الزكاة فلا مجال للخوض في شروطها وتوفرها أو عدمها هنا خصوصاً أن أكثر الروايات تذكر بأن الصلاة أيضاً كانت صلاة نافلة وتطوع قبل الظهر.
                              الثالث: أطلق الله تعالى في كتابه الزكاة والصلاة والحج والصيام والصدقة على الواجبة والمستحبة فلا ضير في إطلاق الزكاة وإرادة الصدقة المستحبة أو خصوص الزكاة الواجبة أو الأعم منهما مثل قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) (الروم:39) , وقوله تعالى : (( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبرّاً بوالدتي ....)) .
                              الرابع: سنذكر من قال بنزول الآية الكريمة في حق علي(عليه السلام) من مصادر أهل السنة المعتبرة باختصار:
                              1- تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لأبن جزي الكلبي (1 / 181):
                              قال: وهم راكعون (قيل نزلت في علي بن أبي طالب(رض) فإنه سأله سائل وهو راكع في الصلاة فأعطاه خاتمه).
                              2- الرازي في (تفسيره الكبير12/ 23) قال: القول الثاني: أن المراد من هذه الآية شخص معين وعلى هذا ففيه أقوال: روى عكرمة (الخارجي الناصبي كعادته) أن هذه الآية نزلت في أبي بكر، والثاني روى عطاء عن أبن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ثم ذكر روايتين في تصدق علي (عليه السلام) على الفقير عن عبد الله بن سلام وأبي ذر.
                              3- السيوطي في (الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 104 ـ 106) قال: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للسائل من أعطاك هذا الخاتم؟ قال ذاك الراكع فأنزل الله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )). وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) قال: نزلت في علي بن أبي طالب.
                              وأخرج الطبراني في (الأوسط) وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع (وهذا يدل على أن الصلاة والزكاة كانت تطوعاً لا واجبا) فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه ذلك فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الآية) فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه.
                              وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: نزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيته (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) إلى آخر الآية، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال لا، إلا ذاك الراكع ـ لعلي بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه.
                              وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال: تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) .
                              وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الآية ، نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع (ولم يقل أحد أدى الزكاة فكل الروايات تقول تصدق علي (عليه السلام) ) وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبه بن حكيم مثله.
                              وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قصة عبد الله بن سلام مع اليهود وفيها نزلت الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، قال من؟ قال ذلك الرجل القائم قال: وهو يقول (( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَه وَالَّذينَ آمَنوا فإنَّ حزْبَ اللَّه هم الْغَالبونَ )) .
                              وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال (.... فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقول (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله إياه.
                              وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
                              4- الزمخشري في كشافه (1 / 681 ـ 683) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) الواو فيه للحال أي يعملون ذلك في حال الركوع وهو الخشوع والإخبات والتواضع لله إذا صلوا وإذا زكوا. وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في علي(كرم الله وجهه) حين سألة سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مَرجاً في خنصره(سهل الحركة) فلم يتكلف لخلعه كثيرَ عمل تفسد بمثله صلاته. (ودافع الرجل عن مجيء الآية بالجمع ونزولها في علي (عليه السلام) ).
                              5- قال صاحب (المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز 2/208): إتفقَ أنَّ علياً بن أبي طالب أعطى صدقة وهو راكع ونقل ذلك عن السدي ومجاهد وذكر رواية في نزولها في علي (عليه السلام)، ثم ردّ هذا القول على عادتهم ورجح غيره كغيره!!
                              6- أبو السعود في تفسيره (3/52) قال: وروي أنها نزلت في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع فطرح عليه خاتمه كأنه كان مَرجا في خنصره غير محتاج في إخراجه إلى كثير عمل يؤدي إلى فساد الصلاة ولفظ الجمع حينئذ لترغيب الناس في مثل فعله (رض) وفيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة.
                              7- ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1162): نقل بسنده عن عقبة بن أبي حكيم وسلمة بن كهيل في سبب نزول الآية الكريمة في علي (عليه السلام).
                              8- ابن كثير في تفسيره(2/72) قال: حتى إن بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه وذلك أنه مر به سائلا في حال ركوعه فأعطاه خاتمه ثم نقل عن ابن أبي حاتم روايته عن صحابيين في أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولم يعلق على اسناديه مع انها صحيحة ثم نقل عن عبد الرزاق بسنده عن ابن عباس أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولكنه ضعف سندها وعن ابن مردويه ذكر قول ابن عباس عن الضحّاك وضعفه بعدم إدراك الضحاك لابن عباس ثم ذكر طريقاً ثالثاف عن ابي صالح عن ابن عباس به وعلق بقوله وهذا إسناد لا يففرح به.
                              ثم قال ابن كثير: ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب نفسه وعمار بن ياسر وأبي رافع وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها، ثم قال: ثم روى بإسناده(ابن مردويه) عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم.
                              ثم ذكر عن ابن جرير عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سأله عبد الملك عن هذه الآية قلنا من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا . قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن ابي طالب (علي من الذين آمنوا). وقال أسباط عن السدي نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مَرَّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
                              9- البغوي في تفسيره (2/47) نقل عن ابن عباس والسدي أن قوله تعالى (( وَهمْ رَاكعونَ )) أراد به علي بن أبي طالب(رض) مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
                              10- البيضاوي في تفسيره (2/229ـ340) قال: و (( وَهمْ رَاكعونَ )) أي: متخشعون في صلاتهم وزكاتهم وقيل هو حال مخصوصة بيؤتون أو يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصاً على الإحسان ومسارعته إليه وإنها نزلت في علي(رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه واستدل بها الشيعة على إمامته زاعمين أن المراد بالولي المتولي للأمور والمستحق للتصرف فيها والظاهر ما ذكرناه مع أن حمل الجمع على الواحد أيضاً خلاف الظاهر(ولكن سبب النزول يغنينا عن الظاهر) قال: وإن صح أنه منزل فيه فلعله جيء بلفظ الجمع لترغيب الناس في مثل فعله فيندرجوا فيه وعلى هذا يكون دليل على أن الفعل القليل في الصلاة لا يبطلها وأن صدقة التطوع تسمى زكاة (وهذه الجملة الأخيرة فيها رد على أسئلتكم ومن علمائهم).
                              11- السمر قندي في تفسيره(1/424) نص على ذلك ورجحه فقال (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني يتصدقون في حال ركوعهم حيث أشار علي بخاتمه إلى المسكين حتى نزع من أصبعه وهو في ركوعه ويقال يراد به جميع المسلمين أنهم يصلون ويؤدون الزكاة.
                              12- السمعاني في تفسيره(2/47) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني مصلون إلا أنه خص الركوع تشريفاً وقيل معناه خاضعون، وقال السدي ـ وهو رواية عن مجاهد ـ إن هذا أفنزل في علي بن أبي طالب كان في الركوع مسكبن يطوف في المسجد فنزع خاتمه ودفع إليه فهذا معنى قوله: (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).
                              13- أبن جرير الطبري شيخ المفسرين في تفسيره(6/288) ذكر ذلك في أول آرائه في تأويل الآية ومن عادته تقديم الرأي الراجح فقال: وأما قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) فإن أهل التأويل أختلفوا في المعنى به فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب، وقال بعضهم عني به جمع المؤمنين. ذكر من قال ذلك: (فنقل بأسانيده) عن السدي وعن عتبه بن أبي حكيم وعن مجاهد أنها نزلت في علي.
                              14- القرطبي خاتمة المفسرين في تفسيره(6/221 ـ 222) قال: وقال ابن عباس نزلت في أبي بكر!! وقال في رواية أخرى نزلت في علي بن أبي طالب (رض) وقال مجاهد والسدي وحملهم على ذلك قوله تعالى (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) وهي المسالة الثانية وذلك أن سائلاً سأل في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلم يعطه أحد شيئاً وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه قال الطبري: وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة ولم تبطل به الصلاة. وقوله (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة فإن علياً تصدق بخاتمه في الركوع وهو نظير قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) وقد أنتظم الفرض والنفل فصار أسم الزكاة شاملاً للفرض والنفل كأسم الصدقة وكأسم الصلاة ينتظم الأمرين.
                              ثم قال القرطبي بعد إستبعاده لقول الطبري وقال ابن خويز منداد قوله تعالى (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة وذلك أن هذا خرج مخرج المدح وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحاً وقد روي أن علي بن أبي طالب (رض) أعطى السائل شيئاً وهو في الصلاة وقد يجوز أن يكون هذه صلاة تطوع وذلك أنه مكروه في الفرض.
                              15- النسفي في تفسيره(1/289) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) للحال أي يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة قيل أنها نزل في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته، وورد بلفظ الجمع وإن كان السبب فيه واحداً ترغيباً للناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه والآية تدل على جواز الصدقة في الصلاة وعلى أن الفعل القيل لا يفسد الصلاة.
                              ولم يذكر النسفي غير ذلك في تفسيره للآية الكريمة.
                              16- الألوسي في تفسيره روح المعاني(6/167) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) : حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهو خاشعون متواضعون لله تعالى: (أليس هذا خلافاً للظاهر!!؟)، وقيل: هو حال مخصوصة بإيتاء الزكاة والركوع ـ ركوع الصلاة ـ والمراد بيان كمال رغبتهم في الإحسان ومسارعتهم إليه وأغلب الإخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه، فقد أخرج الحاكم وأبن مردويه وغيرهما عن أبن عباس(رض) باسناد متصل قال.....( قال حتى): فقال لهم النبي(صلى الله عليه وآله) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله )) ثم أنه(صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال نعم خاتم من فضة. فقال: من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : على أي حال أعطاك ؟ فقال : وهو راكع .فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم تلا هذه الآية فأنشأ حسان (رض) يقول :
                              أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي ***** وكل بطيء في الهدى ومسارع
                              أيذهب مديحي للمحبّر ضائعاً ***** وما المدح في جنب الإله بضائع
                              فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ***** زكاة فدتك النفس ياخير راكــع
                              فأنزل فيك الله خير ولايــــة ***** وأثبتها إثنا كتاب الشرائـــع

                              17- ثم قال الآلوسي في (6/186) : وهم راكعون : والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه .
                              18- ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (2/ 382 - 383 ) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله والذين آمنوا ...)) اختلفوا فيمن نزلت على اربعة أقوال : أحدها : أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا إن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية فقالوا رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين وأذن بلال بالصلاة فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإذا مسكين يسأل الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم . قال : ماذا؟ قال : خاتم فضة . قال : من أعطاكه ؟ قال : ذاك القائم فإذا هو علي بن ابي طالب أعطانيه وهو راكع فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال مقاتل وقال مجاهد نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع .
                              ثم قال ابن الجوزي : قوله تعالى : قوله تعالى (( ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فيه قولان : أحدهما : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم وهو تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه في ركوعه.والثاني : إن من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع. وفي المراد بالركوع ثلاثة أقوال : أحدها : أنه نفس الركوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس وقيل إن الآية نزلت وهم في الركوع. والثاني : أنه صلاة التطوع ... والثالث : أنه الخضوع والخشوع .
                              19- الجصّاص في أحكام القرآن (4/ 102) قال في باب العمل اليسير في الصلاة : قال الله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.... ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) روي عن مجاهد والسدي وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه وهو راكع ... إلى أن قال : فإن كان المراد فعل الصدقة في حال الركوع فإنه يدل على إباحة العمل اليسير في الصلاة وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبار في إباحة العمل اليسير فيها فمنها أنه خلع نعليه في الصلاة ومنها أنه مس لحيته وأنه أشار بيده ومنها حديث ابن عباس أنه قام على يسار النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ ذؤابته وأداره إلى يمينه ومنها انه كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابي العاص بن ربيع فاذا سجد وضعها واذا رفع رأسه حملها فدلالة الآية ظاهرة في إباحة الصدقة في الصلاة لأنه إن كان المراد الركوع فكان تقديره الذين يتصدقون في حال الركوع فقد دلت على إباحة الصدقة في هذه الحال وإن كان المراد وهم يصلون فقد دلت على إباحتها في سائر أحوال الصلاة فكيما تصرفت الحال فالآية دالة على إباحة الصدقة في الصلاة .
                              وهناك المزيد وفيما نقلناه عنهم كفاية للرد على كل أسئلتكم .
                              ودمتم في رعاية الله

                              تعليق


                              • السؤال: الإيمان بولاية الامام علي (عليه السلام) يستفاد من التواتر لا من ظاهر الآية فقط
                                السؤال الاول : اننا نستدل على خلافة امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بآية الولاية بأن إنما ظاهرة في الحصر وباقي المعاني للمولى لايستقيم مع الحصر.
                                ولکن السؤال في أن هذا الاستدلال متوقف على حجية الظواهر في العقائد و کيف يجمع هذا مع انا نقول لايکفي الظن في العقائد بل اللازم العلم.
                                والسؤال الثاني أنه: ما الوجه في استعمال الجمع في المفرد في هذا الآية؟
                                اريد جوابا وضاحا - مع ذکر المصدر من الکتب البلاغية او العلماء البلاغيين
                                الجواب:
                                الأخ السيد محمد المحترم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                بالنسبة للسؤال الأول: العلم بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يختص بالآية المشار إليها وهي (آية 55 من سورة المائدة)، فقد تظافرت الروايات وتواترت بهذا المعنى، ونصَّ على تواتر جملة منها علماء أهل السنة قبل الشيعة كما هو الحال في قوله (صلى الله عليه وآله): (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) الذي نصَّ على تواتره السيوطي في (قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار والمتواترة: 227، والذهبي في سير أعلام النبلاء 8: 335، والكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر: 206) وهكذا غيرهم.
                                فالطرق المتعددة لهذا المعنى - أي ولاية علي (عليه السلام) - إن كانت بمفردها يفيد كل منها ظهوراً هو حجة في بابه أي في باب الأخبار، فهي بمجموعها تفيد تواتراً يكون حجة في باب العقائد، فحجية الإيمان بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) تستفاد من مجموع هذه الظواهر الواردة في الكتاب والسنة وليس بمفردة واحدة دون أخرى. وأمّا عن السؤال الثاني، فنقول: الجمع الوارد في الآية الكريمة ( 55 من سورة المائدة) والذي يراد به المفرد وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) إنما ورد بهذه الصيغة للتعظيم كما وقع في كثير من الآيات والأخبار.
                                وعن الشيخ الطريحي في (مجمع البحرين 4: 555) في بيان معنى مفردات الآية المذكورة أعلاه قال: ((المعنى: الذي يتولى تدبيركم ويلي أموركم الله ورسوله والذين آمنوا هذه صفاتهم: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قال الشيخ أبو علي: قال جار الله: إنما جيئ به على لفظ الجمع - وان كان السبب فيه رجلاً واحداً - ليرغب الناس في مثل فعله ولينبه أن سجية المؤمن يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والأحسان ثم قال الشيخ أبو علي: وأقول: قد اشتهر في اللغة العبارة عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم فلا يحتاج إلى الاستدلال عليه، فهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بلا فصل)).
                                فهذا النص الوارد عن هذا اللغوي المعروف الذي يستشهد بكلام اثنين من كبار المفسرين من الفريقين وهما الزمخشري والطبرسي المعروفين بتفسير القرآن وبيان النكات اللغوية والأدبية والبلاغية الواردة فيه يفيد أن المجيء بهذه الصيغة، أي صيغة الجمع في المفرد إنما كان لغرض التعظيم والترغيب في الفعل - على حد قول الزمخشري ـ، ولهذا الاستعمال شواهد كثيرة في القرآن والسنة وكلام العرب لا تخفى على المتتبع.
                                ودمتم في رعاية الله

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X