إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــامـــــــــــــــــة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لجواب:
    الاخ نويد المحترم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جواب السؤال الاول:
    بمراجعة الرواية من أولها والتنبه الى أسلوب الاستدلال الذي جرى عليه الامام (عليه السلام) يتوضح لديك أن المراد من قوله (تصديقاً لنبيه) أي تأييداً وموافقةً لنبيه, كما لو قلت أن القرآن والسنة يصدق احدهما الآخر اي يوافقه ويعاضده ويؤيده.
    وان ابيتَ الا التمسك بظاهر العبارة فان التصديق قد جاء بعد حديث الثقلين والصحيح ان حديث الثقلين صدر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مواضع عديدة تصل الى الثمانية أو العشرة.
    فيكون المعنى: أنه بعد أن صرح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحديث الثقلين وان الثقل الاصغر هم أهل البيت (عليهم السلام) بعد أن سئل عنهما بـ (وما الثقلان يا رسول الله). ومن الطبيعي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيشير الى أشخاصهم, جاءت آية التطهير تصديقاً له في تعين أهل البيت (عليهم السلام) وتشخيصهم حتى لا يدعي مدع ان المحابات (اعوذ بالله) من الرسول (صلى الله عليه وآله) قد تدخلت في التشخيص وانما الامر من الله عز وجل.
    نعم، توجد هناك رواية رواها الحاكم في المستدرك وحكم بصحتها, فيها أن الدعاء كان قبل نزول الآية, فعن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: لما نظر رسول الله الى الرحمة هابطة قال: (أدعوا لي ادعوا لي), فقالت صفية: من يارسول الله؟ فقال: (أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين), فجيء بهم, فالقى عليهم النبي كساءه ثم رفع يديه ثم قال: (اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد), وانزل الله عز وجل (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )) (المستدرك 3: 147).
    ورواية اخرى عن ام سلمة رواها ابن كثير في تفسيره عن الاعمش عن حكيم وفي اخرها: فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط.. (تفسير ابن كثير 3 :490).
    جواب السؤال الثاني:
    ان بعض علماء أهل السنة احتمل لجملة (أنت على خير) معنيين.
    الاول: ان معناه أنت لست من أهل بيتي بل من ازواجي وأن مآلك الى خير وحسن العاقبة.
    الثاني: ان معناه أنت لست بحاجة للدخول تحت الكساء لانك من اهل بيتي فازواجي من أهل بيتي.
    والسبب في ايرادهم المعنى الثاني هو أنهم بعد أن قرروا في آية التطهير انها نازلة في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) مستدلين بالسياق وجدوا أن التزامهم هذا يعارض بوضوح مفاد حديث الكساء الذي شخص فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل البيت (عليهم السلام) وطبق آية التطهير على مصداقها الخارجي، فاضطروا حفاظاً على عقيدتهم من حمل بعض جمل الحديث على التأويل البعيد وغير المتعارف حلاً منهم للتعارض الظاهر والذي يودي بعقيدتهم بعد أن كان سند الحديث صحيحاً لا يمكن رده, ولم يجدوا جملة تحتمل التأويل ولو البعيد غير المألوف سوى (أنت على خير) فحملّوها المعنى الثاني الذي عرفت.
    فكان فعلهم هذا ليس تمسكاً بما هو ظاهر الحديث بمفرده بل تمسكاً بالتأويل الذي لجأوا اليه بعد جمعه مع المعنى الذي ارادوه من الآية, فانهم بعد أن التزموا بأن أهل البيت في آية التطهير في نساء النبي واخذوه كأصل موضوعي لا يقبل التبديل اضطروا لحمل كل نص آخر يخالفه ظاهراً على المعنى المعني ولو بالتأويل, فلاحظ.
    والا فان ظاهر الحديث بافراده ودون النظر الى الآية, (أي حتى لو فرضنا عدم وجود آية في المقام) هو حصر معنى أهل البيت (عليهم السلام) على مصداق هؤلاء الخمسة أصحاب الكساء وهو ظاهر من القرآئن الحالية واللفظية في قول وفعل النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا الحديث.
    وظاهر جملة (أنت على خير) هو ما ذكرناه من المعنى الذي يتمسك به الشيعة وهو المستعمل في لغة العرب لاخراج من يراد أخراجه ولم يعهد منهم أن يستخدموا هذه الصيغة بمعنى دخول المخاطب بها في من خصّوه وميزوه بالقيود والخصائص المذكورة في الكلام، فان ظاهرها النفي بتقدير (لا) قبلها واذا اراد العربي ان يعطي مفاد الايجاب يجب أن يأتي بصيغة اخرى تفيده بان يقول مثلاً (وانت كذلك), فلم يعهد من العرب بأنهم أذا عزلوا او خصوا جماعة من ضمن آخرين موجودين في نفس المكان بصفة او اضافة معينة كوصفهم بالاضياف او الشجعان مثلاً ثم اعترض شخص حاضر فأجيب (بأنت على خير) او (انت مكانك) أنه سيشمله هذا الوصف او الاضافة بل بالعكس فانه تأكيد بالخروج فوق ما لو لم يفقَلْ له مثل ذلك.
    ولاحظ أنت اذا دخلت الى مطعم وكان فيه اشخاص من ضمنهم بعض اصدقائك الحميمين فناديت صحاب المطعم وقلت له هؤلاء أضيافي بعد أن اجلست اصدقاءك على طاولة خاصة وعزلتهم عن بقية الناس, فهل يفهم صاحب المطعم أن البعض الآخر يجوز أن يقدم لهم الطعام على حسابك بكونهم اضيافك؟ ولو جاء شخص من الحاضرين واراد الجلوس على نفس الطاولة وانت قلت له (انت على خير) او (انت مكانك) ولم تسمح له بالجلوس على الطاولة بمحضر صاحب المطعم, فهل يجوز لصاحب المطعم أن يجعله من اضيافك أو انك لا تعذره وتعاتبه وكل الناس الحاضرين؟ ولا حجة له بالقول بانه أوّل معنى (على خير) أنك تعده من اضيافه الاساسيين الاصليين بعد أن سبق كلامك القرائن الحالية بعزل اصدقائك على طاولة خاصه, فلاحظ.
    والذي يقطع الشك في هذا الحديث، الآحاديث الأخرى الكثيرة التي توضح هذه الجملة بما لا لبس فيها والتي ذكرت أنت جملة منها, وبعض هذه الاحاديث صحيحة على موازين أهل السنة، كما في مسند أحمد عن شهر بن حوشب عن ام سلمة الذي في اخره: ((فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه من يدي وقال: (أنك على خير))) ورواه ايضاً (أبو يعلى في مسنده 6: 248، والطبري في تفسيره 22: 6).
    ثم أين انت من القاعدة التي تقول أن الاحاديث يقوي بعضها البعض.
    ونحن هنا نريد أن ننبه على شيء وهو ان الحكم بصحة طريق معين لا يعني أن رجال هذا الطريق لم يتكلم فيهم أحد بمغمز، والا فلا يسلم رجل من رجال أهل السنة فأنه لا بد أن تجد أن هناك احداً من اصحاب الجرح والتعديل طعن في هذا الرجل أو ذاك وهكذا كل رواتهم، وانما الحكم عليه يكون من مجموع أقوال أصحاب الجرح والتعديل, فلاحظ! فأن كثيراً من المشاغبين المجادلين المتشدقين تراهم من أجل تضعيف رجل في طريق الحديث ينقلون طعنه من أحد أصحاب الجرح والتعديل ويغمضون أعينهم عن مجمل ما ورد فيه محاولين ايهام مجادليهم، وتراهم في مكان آخر يأتون بالمدح لنفس الرجل من رجالي آخر!!
    ولنعود لنفس الموضوع: وهو انا فوق ماذكرنا من ظاهر الحديث, نجد أن تكرار الفعل من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظاهر من متن الروايات يقطع كل شك في الاختصاص, بل تكرار قراءة النبي (صلى الله عليه وآله) للآية عند المرور على بيت فاطمة (عليها السلام) يرسخ هذا الاختصاص في اذهان المسلمين. بل روى مسلم عن عائشة أن رسول الله قرأ بعد أن أدخلهم تحت الكساء (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ))، وقراءة الآية على من تحت الكساء وفيها أدات الحصر (انما) بحضور عائشة وغيرها قاطع للتوهم والمناقشة في الاختصاص. فلاحظ.
    جواب السؤال الثالث:
    قبل الاجابة على ما ذكره (طاهر بن عاشور) نود الاشارة الى أن اتفاق بعضهم مع الشيعة في بعض الاحكام الفرعية لا يخرجه عن التعصب, فهذا ابن تيمية يتفق مع الشيعة في ان الطلاق بالثلاث يعتبر طلقة واحدة فهل يمكن أن يقال عنه انه غير متعصب مع ما مشهور عنه من نصبه لأهل البيت (عليهم السلام).
    وبعد ذلك نقول:
    أ ـ ما ذنب الشيعة اذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي قصر وحصر معنى أهل البيت في الخمسة أصحاب الكساء حتى يقول (طاهر بن عاشور) عنهم أنهم غصبوا هذا الوصف وقصروه على فاطمة وزوجها وابنيها (عليهم السلام).
    ب ـ قد ذكرنا في جواب السؤال السابق أن منشأ قولهم يرجع بالحقيقة الى اعتبارهم ان الآية نزلت في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) كأصل موضوعي لا يناقش (استناداً الى السياق المدعى, وهذا واضح من كلام (طاهر بن عاشور) من قوله: ((وهذه مصادمة للقرآن بجعل هذه الآية حشواً بين ما خوطب به أزواج النبي)) وعلى هذا الاصل المفترض بنوا كل كلامهم,
    ولكن سنبين أن ما دعوه وما أستدلوا به لم يكن الا دعوى من دون دليل:
    فان ما سماه حشواً يدل على عدم معرفته بأساليب البلاغة لدى العرب, يقول الشيخ السبحاني: ((لا غرو في أن يكون الصدر والذيل راجعين الى موضوع وما ورد في الاثناء راجعاً الى غيره فان ذلك من فنون البلاغة وأساليبها, نرى نظيره في الذكر الحكيم وكلام البلغاء وعليه ديدن العرب في محاوراتهم فربما يرد في موضوع قبل أن يفرغ من الموضوع الذي يبحث عنه ثم يرجع اليه، وثانياً يقول الطبرسي: من عادة الفصحاء في كلامهم أنهم يذهبون من خطاب الى غيره ويعودون اليه والقرآن من ذلك مملوء وكذلك كلام العرب واشعارهم (مجمع البيان 4: 357))).
    قال الشيخ محمد عبده: ((ان من عادة القرآن أن ينتقل بالانسان من شأن الى شأن ثم يعود الى مباحث المقصد الواحد المرة بعد المرة)) (تفسير المنار 2: 451) .
    روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (أن الآية من القرآن يكون أولها في شيء وآخرها في شيء (الكاشف 6: 217)).
    ثم اورد الشيخ السبحاني مثالاً لذلك من القرآن , قوله تعالى: (( إنه من كيد كن ان كيدكن عظيم, يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين )) فنرى ايراد قوله تعالى: (( يوسف اعرض عن هذا )) قبل أن يفرغ من الكلام معها ثم يرجع الى الموضوع الاول ( مفاهيم القرآن 10: 165).
    فظهر ما في قوله حشواً من حشو وتجر على القرآن وعدم فهم!!
    ثم إن الروايات عن أم سلمة وعائشة وغيرهن تنص على أن آية التطهير نزلت وحدها ولم ترد ولا رواية واحدة على أنها نزلت مع آيات النساء، فاي معنى بعد ذلك للا ستدلال بالسياق وانما وضعت (بينها) بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) أو في مرحلة تأليف القرآن, ولهذا نظير في القرآن، فآية الاكمال نزلت في نهاية البعثة يوم غدير خم مع أنها الآن في سورة المائدة جزءاً من آية تبين أحكام اللحوم.
    ثم إن وقوعها بين آيات النساء فيها عبرة لهن بأن ينظرن ويحاولن أن يتبعن أهل هذا البيت (عليهم السلام) النبوي المعصومين عن الذنب.
    ج ـ لقد بينا في جواب السؤال الثاني دلالة الحديث بما فيه من القرآئن الحالية واللفظية على القصر فلا نعيد، وأوضحنا بالمثال الذي ذكرناه بما يدل على عكس مراده باستشهاده بالآية (( ان هؤلاء ضيفي )), فان في هذه الآية ايضاً تخصيص وقصر على أن هؤلاء ضيوفي من بين كل الموجودين في المكان ولا أحد غيرهم منكم من اضيافي, وذلك ان أسم الاشارة (هؤلاء) يعرف ويخص ويحصر في المكان والزمان الخاصين الصادر فيهما.
    فقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ان هؤلاء اهل بيتي) يعني ان هؤلاء في هذا الوقت هم أهل بيتي دونكم أنتم الحاضرون, وكان من الحاضرين زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)، وعليه لا يصح الاتيان بأداة الاشارة وتعينهم بها أذا كان أحد غيرهم من الموجودين من أهل بيته, اذ لا تصدق الاشارة حين ذاك, وكذا في الآية ((ان هؤلاء ضيفي)) فمن المعلوم أن الملائكة كانوا في ذلك الوقت والمكان هم أضياف نبي الله لوط (عليه السلام) دون أهل المدينة كلهم ولا يعني أنه نفى ان يكون له أضياف في الزمان اللاحق, ولذا نحن لا نحصر أهل البيت (عليهم السلام) بالخمسة أهل الكساء، بل نعمها الى الائمة الاثني عشر(عليهم السلام) في الزمان اللاحق, ومن هذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ الآية ويخص بها علياً وفاطمة (عليهما السلام), والحسن والحسين (عليهما السلام) بعد لم يولدا. فراجع
    ولكن مع ذلك كرر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزاد في التكرر بالاشارة اليهم وتعريفهم بأهل البيت (عليهم السلام) دفعاً لمثل هذا التوهم المذكور.
    د ـ وان تعجب فعجب من نسبة التوهم الى التابعين في حصر هذه الآية بالخمسة أصحاب الكساء مع أنهم أقرب للنص وقد سموا تابعين لانهم تبعوا الصحابة, ولا يحتمل الوهم على شخص واحد جاء بعدهم بمئات السنين, فهو يعترف بان هذا القول كان في عصر التابعين المطمأن بل الا كيد انهم اخذوه من الصحابة, ومع ذلك ينسبهم للوهم دونه مع أنه بعيد عن النص والصحابة عدة قرون, فيا لله والهوى!!
    بل نحن نقول: ان هذا القول كان معروفاً عند الصحابة أيضاً, ولذا لا توجد ولا رواية واحدة عنهم بل عن نساء النبي(صلى الله عليه وآله) نفسهن فيها أن الآية خاصة بنساء النبي(صلى الله عليه وآله) أو هن الخمسة أصحاب الكساء, ولم يخصها بنساء النبي (صلى الله عليه وآله) حتى في عصر التابعين الا عكرمة, وفي نفس روايته ما يتضح أن رأي الناس مطبق على انها نزلت في الخمسة حين يقول: ((ليس بالذين تذهبون اليه وانما هو نساء...))، فلاحظ وتأمل وتعجب!
    وقد عرفت من الروايات وخاصة روايات أم سلمة (رض) ان الآية نزلت وحدها ولذا فلا عجب، بل الصحيح الطبيعي من المسلمين في ذلك الوقت ان يقرؤوها وحدها.
    وـ وقد عرفت أيضاً أن هناك روايات عديدة تصرح بان دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) كان قبل نزول الآية, وطريق الجمع ربما يتوضح من تكرار فعل النبي (صلى الله عليه وآله) كما يظهر من الروايات المختلفة, فراجع.
    وقد ظهر لنا من قوله: ((وانها نزلت في بيت أم سلمة)) انه يريد الاستدلال بمكان النزول ويجعله سبب النزول في نساء النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا من عجيب الاستدلال!! فمكان النزول غير سبب النزول.
    ط ـ ولقد عرفت أيضاً مما مضى جوابنا على ما يدعونه من معنى (انت على مكانك وانت على خير) فلا نعيد, وانما نعجب من بهتانه وتناقضه, فانه يستدل على ما يريد من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) (انت على مكانك وانت على خير) بأن الآية نازلة في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) مع أن نفس الرواية التي يريد شرحها تنص على أنها نزلت وحدها وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) طبقها في أهل البيت (عليهم السلام).
    ومع أن أكثر أصحابه الذين يدخلون النساء في ضمن أهل البيت يستدلون لدخولهن بالسياق لا بالنزول ويقولون أن النساء دخلن بالسياق والخمسة أصحاب الكساء دخلوا بفعل النبي (صلى الله عليه وآله) أي بالحقيقة بالنزول, وذلك رداً منهم لافتراء عكرمة أنها نزلت في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) خاصة.
    فهل رأيت تناقضاً أكثر من هذا!!! فلا نعلم انه مع رأي عكرمة أو مع راي أكثر أهل السنة؟!
    ثم لو كانت الآية نازلة فيها وفي ضراتها كما يقول، فما معنى قول أم سلمه: (وانا يارسول الله)؟ فهل كانت أم سلمه لا تعرف انها نزلت فيها وفي ضراتها، ثم علم عكرمة أو طاهر بن عاشورا بذلك!!
    ي ـ ان الروايات الواردة في حديث الكساء على ثلاثة أصناف:
    أ ـ ما فيها أن الدعاء كان قبل النزول.
    ب ـ ما فيها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قرأ الآية فقط على من في الكساء واضاف في بعضها (أن هؤلاء أهل بيتي).
    ج ـ ما فيها أنه (صلى الله عليه وآله) دعا لهم بعد نزول الآية وبعد أن جمعهم تحت الكساء.
    فلو سلمنا بما قال فهو يصدق على الصنف الثالث فقط, هذا أولاً.
    ثم إن ما ذكره لو صح يتم فقط في عدم الدعاء لها بما هو حاصل, ولكن ما الداعي لاخراجها من التخصيص في أهل بيت في المقام, فالمفروض على مبنى كلامة أن يقول لها: أنت من أهل البيت، وقد تحقق لك ما اطلبه في الدعاء منه الآية لا ان يخرجها من أهل البيت أصلاً.
    وبعبارة اخرى نحن نستدل في تخصيص أهل البيت في حديث الكساء بعده أمور: منها فعل النبي (صلى الله علية وآله) تلفظه بأداة الاشارة (هؤلاء) ودعائه لهم, فكلامه على تسليمه يرد في الدعاء وأما الباقي فعلى حالة.
    وبعبارة أوضح: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لو كان يريد من فعله فقط الدعاء لأصحاب الكساء فما الداعي لفعل وقول ما فعله وقاله, وكان يكفي أن يرفع يده ويطلب من الله ادخالهم في الآية مع العلم أن أم سلمة لم تسأله الدعاء بل سألته الدخول معهم, فلاحظ. هذا ثانياً.
    وثالثاً:
    أ ـ ان كلامه لا يتم الا أذا ادعى بان لفظة (أهل البيت) في الآية لا تشمل أصحاب الكساء وانما تشمل النساء فقط, وهذا لا يتم لغة وضمير التذكير في عليكم يدحضه وعليه فاذا دخل أصحاب الكساء في الآية بشمول لفظة أهل البيت لهم يكون دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لهم أيضاً تحصيل حاصل.
    واذا قال عناداً وأصرّ على أن أهل البيت في الآية لا تشمل الذرية يكون قد خالف الجمهور من علماء أهل السنة!
    وإذا قال ان الضمير في (عليكم) يعود للنبي (صلى الله عليه وآله) فقط، فيصبح الاشكال أشكالين:
    الأول: فما معنى اذهاب الرجس عنه في الآية اذ من المعلوم أن الرجس منفي عنه (صلى الله عليه وآله) من السابق الا أن ينفي ذلك وهو من الشناعة بمكان.
    والثاني: يكون بحقه أيضاً من تحصيل الحاصل لأنه كان داخل تحت الكساء ايضاً وهو من أهل البيت قطعاً.
    ب ـ في الحقيقة أن أشكالهم في الاساس هو أن الارادة في الآية تشريعية اذ لو كانت تكوينية فما معنى دعاء النبي اذ هو تحصيل حاصل وهذا يرد بوجوه:
    1ـ حتى لو كانت الأرادة تشريعية فانه سيكون أيضاً من تحصيل الحاصل اذ معناه يا الهي ادعوك أن تشرع عليهم التطهير كما شرعته عليهم واي معنى لهذا؟!
    2ـ قد يكون الدعاء لادامة الشيء الحاصل ولا مانع منه مع أن رسول الله مهتدي وهو الذي يهدي للحق يقرأ في صلاته كل يوم خمس مرات (اهدنا الصراط المستقيم).
    3ـ وحصول الشيء عند شخص لا يعني انه سوف يستغني عن الله ببقائه ودوامه.
    4ـ ان المقامات السامية ليست كلها بدرجة واحدة وانما هي في تكامل مستمر عندهم.
    ط ـ قد بينا ما في تكرار النبي (صلى الله عليه وآله) من دلالة على الاختصاص, ولكن العجب من هذا المدعي يقول: ((ولما استجاب الله دعاءه كان النبي (صلى الله عليه وآله) يطلق أهل البيت على فاطمة وعلى وابينهما))! فيتهم النبي(صلى الله عليه وآله) بنوع من المحاباة اذ يكرر ويزيد في التكرار على من أصبحوا أهل البيت بدعائه ويترك الاشارة الى من أشار اليهم الله جل جلاله بأهل البيت ولو لمرة واحدة وهن النساء!! ويا لله ولجرأتهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)!
    افلا كان لمدع مغرض أن يقول لرسول الله (صلى الله عليه وآله): مالك تخص هؤلاء الذين طلبت أنت من الله أن يدخلوا في أهل البيت وتترك من فرض الله كونهم من أهل البيت؟
    بالله أيصح هذا الفعل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ الا يكون فعله فيه نوع من الميل عن مراد الله (نعوذ بالله)، على الاقل بتركه الاصل واصراره على التبع؟
    ولماذا لا ننزه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن هذا ونقول كما هو واضح وعرفه الجميع أنه كان يبين بفعله المكرر هذا مقاصد القرآن وانه لا يفعل شيء الا وهو مطابق للقرآن ومن وحي الله تعالى.
    جواب السؤال الرابع:
    1ـ لقد أجمع كل من نقل قول عكرمة على أنه كان يدعي اختصاصها بنساء النبي (صلى الله عليه وآله) فلا مجال لما ذكرت، فان في متن بعض الروايات قوله: (أنها نزلت في نساء النبي(صلى الله عليه وآله) خاصة).
    ثم انه قد نقل عنه عدة روايات أحدها قوله: ((ليس بالذي تذهبون اليه انما هو لنساء النبي (صلى الله عليه وآله)) يقصد به قول الله تعالى: ((انما يريد الله...))الآية. فهذا منه تفسير للآية لا ذكر شأن النزول, ومن المعلوم أن الآية لو كانت دلالتها مختصة بالنساء لا ستقر التعارض بينها وبين حديث الكساء.
    نعم، لو كن مورد النزول فقط كما يدعي في روايات اخر لأمكن احتمال عدم التعارض، ولكنه لا يتم أيضاً لما عرفنا من فعل النبي(صلى الله عليه وآله) من التخصيص والحصر اضافة لوجود روايات كثيرة تنص على أن مورد النزول هم الخمسة أصحاب الكساء.
    2ـ لا يمكن المدح فضلاً عن توثيق عكرمة بمثل هذه الروايات بعد أن نص رجاليينا على تضعيفه، فعن الكشي بعد أن نقل هذه الرواية قال: ((فلم يدركه ابو جعفر (عليه السلام) ولم ينفعه)) وهذا هو الفهم الصحيح للرواية, وقال في حقه العلامة في الخلاصة: ((ليس على طريقنا ولا من اصحابنا)), وكونه لا يعتقد بالمذهب الحق واضح لا يحتاج الى روايات، بل هو مثل الشمس في رابعة النهار خصوصاً بعد ان نص رجاليو السنة على انه كان على رأي الخوارج وانه كان يكذب على ابن عباس.
    أما ما فهمته من الرواية من انه كان مورداً لتوجه الامام الباقر (عليه السلام) لان الامام (عليه السلام) اراد الحضور عند احتضاره، فهذا غير صحيح بعد ان نعرف من سيرة أئمتنا (عليهم السلام) كلهم معاودة ومواصلة مخالفيهم في المرض وحالة الموت والضيق والشده، وهذا مشهور عنهم بل حتى غير المسلمين، وزيارة الامام الرضا (عليه السلام) للنصراني المحتضر معروفة، فان من مقام أئمتنا (عليهم السلام) ايصال الهداية والرحمة والرأفة الى كل الناس من دون فرق ولا يتأخرون عند أي بارقة واحتمال لنفع أي أنسان حتى ولو كان مثل عكرمة, فتأمل.
    أما استفادة الشيخ معرفت (رحمه الله)من دخول مولى الإمام (عليه السلام) واخباره باحتضار عكرمة على كونه ذا منزلة لدى الامام (عليه السلام)، فعجيب!! بعد ان نعرف ان عكرمة كان مولى لابن عباس أي محسوب على بني هاشم, ولم يكن شخصاً مجهولاً نكرة حتى ننفي وجود علاقات اجتماعية وتزاور وتراحم بينهم مع ما كان للامام (عليه السلام) من منزلة ومكانة في المدينة, ومن يمعن النظر في الواقع الاجتماعي لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك الوقت يجد بوضوح أنهم لم يقطعوا صلاتهم حتى بألد أعدائهم المستحلين لقتلهم بل قتلتهم أنفسهم، وما لجوء مروان بن الحكم الى الامام زين العابدين (عليه السلام) بخافيه على أحد ولا الاجتماعات والتزاور الذي كان يحصل بين الباقر والصادق (عليهم السلام) والأمويين والعباسيين بقليلة.
    وأما ما علق عليه من جملة ((وكان منقطعاً الى ابي جعفر (عليه السلام))) بكونه من خاصة أصحاب الامام (عليه السلام) ولم يكن يدخل على غيره دخوله على الامام (عليه السلام), فقد توضح بعض سببه مما ذكرنا من أنه كان يحسب على بني هاشم ومع ذلك فان انقطاعه الى ابن عباس كان أوضح ومع ذلك لم يمنعه من الكذب عليه وانتحال رأي الخوارج.
    ثم إن الامام الباقر (عليه السلام), سنحت له فرصة في أواخر الدولة الاموية لنشر علم أهل البيت(عليهم السلام) علانية، فكثر أصحابه وتلامذته والآخذون عنه حتى من المخالفين، والامثلة كثيرة على ذلك فلا عجب من أن يأخذ عكرمة العلم من الإمام (عليه السلام) فقد كان (عليه السلام) في ذلك الوقت مدرسة لكل المسلمين ولا يغلق بابه على أحد خاصة من كان له معه علاقات اسرية.
    ولكن العجب من الشيخ معرفت(رحمه الله) ان يرد القول ((بأنه كان يرى راي الخوارج)) على أنه من كلام الراوي حدساً بشأنه ....الخ, ولا يرد القول ((بأنه كان منقطعاً الى أبي جعفر (عليه السلام))) مع أنه من قول نفس الراوي!! فلاحظ.
    وعلى كل حال فان للشيخ رأيه الخاص ولا يلزم به غيره خاص بعد أن نص أصحاب الرجال على تركه وتضعيفه.
    وأخيراً، حتى لو سلمنا وقبلنا بعكرمة كراوي له درجة من المقبولية، لا يمكن أن نقبل روايته الخاصة بآية التطهير بعد معارضة الروايات الكثيرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها، فان رأي عكرمة المنقول عنه ليس له وزن أمام قول رسول الله (صلى الله عليه وآله).
    ودمتم في رعاية الله

    تعليق


    • لسؤال: الارادة الالهية بإذهاب الرجس عن أهل البيت(عليهم السلام) خاصة
      السلام عليكم
      بخصوص آية التطهير....اذا قال شخص أن (أنما) تحصر - فقط سبب الارادة - في اذهاب الرجس , بحيث يكون معنى الآية أن سبب ارادة الله هو لمنفعة الناس لا لمنفعته هو عز و جل....
      لا أن (انما)-أيضا تحصر-المخاطبين بآل البيت فقط.....مما يجعل الارادة لهم ولعامة الناس , فيجعل المراد بها الارادة التشريعية!
      فما هو الرد؟؟
      و اذا قال أن هناك أحكام خاصة لبعض الناس دون بعض ..مثل زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)فيحرم عليهن الزواج بأي رجل بعد زوجهن( النبي صلى الله عليه وآله), بينما لايحرم ذلك على باقي النساء...
      فما هو الرد؟
      وشكرا جزيلا .
      الجواب:
      الأخ مهدي المحترم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      إن هذا الإشكال طرح من قبل الفخر الرازي في تفسيره ولكن ليس بهذا الشكل ! قال : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) يعني ليس المنتفع بتكليفكن هو الله ولا تنفعن الله فيما تأتين به وإنما نفعه لكنّ وامره تعالى إياكن لمصلحتكن (التفسير الكبير 209:25).
      فهو كأنما قد خص الآية بنساء النبي (صلى الله عليه وآله) فجعلها تعليل لما جاء من أوامر ونواهي سابقة عليها تخص النساء , وهذا فيه ما فيه أقله عدم تفسير إبدال الغير في (عليكم ) من التأنيث إلى التذكير . فإن الآية لا يمكن أن تختص بالنساء فقط لمكان (عليكم ) فلا بد أن يكون الخطاب في الآية لهن وغيرهن أو لغيرهن خاصة .
      فإذا قلنا: ان المراد بإذهاب الرجس مجرد التقوى والإلتزام بالأوامر الألهية وإجتناب النواهي وإن المعنى هو كما ذكره الرازي بأن الله لا ينتفع من توجيهه هذه التكاليف لكنّ وإنما نفعه عائد إليكن , سوف لا يتفق ولا يلائم مع المعنيين الذين فرضناهما لأهل البيت . إذ أنه يعم جميع المسلمين كما لا يخفى فإن الله يريد منهم بالاوامر والنواهي منفعتهم لا منفعته ولا يبقى معنى للإختصاص بأهل البيت بكلمة (إنما ) في الآية .
      ثم إن هذا المستشكل لما راى أدلة الشيعة على عدم نزول الآية في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وأدلتهم على كون الإرادة في الآية تكوينية لا تشريعية لظهور (إنما) في الإختصاص، حاول تطوير إستكمال الفخر الرازي وطرحه بأسلوب آخر على أنه إشكال جديد , وذلك بإبدال كون المنفعة في كلام الرازي من كونها راجعة إلى النساء وجعلها راجعة إلى عموم المسلمين ونسي أن الأساس في قول الرازي هو بناءه على أن الإرادة في الآية تشريعية لا تكوينية وبالتالي الإضطرار لجعل مصب الآية التعليل لا التأسيس.
      وعلى كل نقول :
      اولا: أن الآية تصدرت بأنما وهي كما نقل أهل اللغة من أقوى أدوات الحصر في اللغة العربية , وتفيد إثبات ما بعدها ونفي ما عداه. كقوله (صلى الله عليه وآله): (إنما يدافع عن إحسابهم أنا ومثلي )، والمعنى ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا أو مثلي (لسان العرب 31:13).
      فيكون معنى الآية : ما يريد الله إذهاب الرجس إلا عنكم أهل البيت , فعليه يكون في الآية قصران : حصر الإرادة الهية بإذهاب الرجس وقصرها على أهل البيت خاصة .
      فما قاله المستشكل أنها تحصر سبب الإرادة فقط وهو كونها لمنفعة الناس غير صحيح لأن في الآية قصران لا قصر واحد . وهو خلاف الظاهر جدا .
      ثانيا: إن من قال (الفخر الرازي) بأن الآية تعليلية؛ ألزم بذلك بعد أن بنى على أنها نازلة في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) فقط لورود الخطاب لهن في الآيات السابقة , ولا نعلم من أين جاء ذكر الناس كلهم في الآيات حتى يدعي هذا المدعي حصر الإرادة بالتبع لهم , فهذا أجنبي وبعيد عن مراد الآية والآيات الأخرى أيضا ً ولا دخل للناس أو المسلمين بها وإنما الأمر يدور على أقصى الإحتمال في تفسير أهل البيت بين نساء النبي (صلى الله عليه وآله) مع آخرين أو الأخرين غير النساء فقط .
      ثالثا: إذا كانت إرادته تعالى لمنفعة الناس فلماذا حصر إرادة التطهير بأهل البيت (عليهم السلام) فقط بإيراد (انما ) في أول الآية , ونحن نعلم بشكل كلي أن لا نفع ولا فائدة ترفع لله سبحانه وتعالى من خلق الكون وعالم الممكنات كله لا فقط إرادة التطهير وإذهاب الرجس , سواء قلنا أنها عامة لكل الناس أو خاصة بأهل البيت , لأنه لا يطلب النفع إلا من فيه جهة من جهات النقص يريد إكمالها , ونعوذ بالله جل جلاله من نسبة ذلك لله .
      رابعا: نحن لا ننكر أن هناك أحكاماً خاصة بالنبي (صلى الله عليه وآله) ولكن نقول أن إرادة الله التشريعية بالتطهير عامة لكل المسلمين بلا جدال فلا وجه لتخصيصها وحصرها هنا بأهل البيت (عليهم السلام) إلا إذا كان للإرادة معنى آخر هو الإرادة التكوينية التي لا يتخلف المراد منها .
      ثم إن هناك طريقا ً آخر لا مجال للتفصيل فيه هنا ولكن لا بأس بالإشارة : وهو لو سلمنا أن هذه الإرادة خاصة بأهل البيت(عليهم السلام) وإنها من التكاليف الخاصة فما هو السبب لهذا الإختصاص إذ لابد من ميزة لهم في ذلك والتأمل في هذه الميزة يقرب لك قولنا.
      والحمد لله رب العالمين

      تعليق


      • لسؤال: معنى الرجس في آية التطهير
        قوله تعالى (( بسم الله الرحمن الرحيم .. انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ... ))
        هل هذا الرجس معنوي ام مادي ام كلاهما؟
        الجواب:
        الأخ عبد الله المحترم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        الرجْس بالكسر فالسكون ـ صفة من الرجاسة , وهي القذارة , والقذارة هينة في الشيء توجب التجنب والتنفر منه, وتكون بحسب ظاهر الشيء كرجاسة الخنزير, قال الله تعالى : (( أو لحم الخنزير فإنه رجس )).
        وبحسب باطنه : وهو الرجاسة والقذارة المعنوية , كالشرك والكفر وأثر العمل السيء , قال الله تعالى : (( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون )).
        وقال الله تعالى : (( ومن يردْ أن يضلّه يجعل صدره ضيّقاً حرجاً كأنَما يصّعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون )), وأيّا ً ما كان فهو إدراك نفساني وأثر شعوري من تعلق القلب بالاعتقاد الباطل أو العمل السيء وإذهاب الرجس - واللام فيه للجنس - إزالة كل هينة خبيثة في النفس تخطئ حق الإعتقاد والعمل فتنطبق على العصمة الإلهية التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الإنسان من باطل الإعتقاد وسيء العمل . انظر تفسير الميزان (ج16/ص309).
        فالقرآن الكريم إذن يستخدم الرجس في الدلالة على القذارة المادية , كما يستعملها في الأمور المعنوية أيضا فلحم الخنزير هو من مصاديق الرجاسة المادية, والكفر من المصاديق المعنوية , أي من مصاديق الرجس والقذارة الباطنية.
        ومن الجدير بالذكر أن قوله تعالى : (( ليذهب عنكم الرجس )) عام شامل في إذهاب الرجس , وذلك لما تفيده (ال) في الرجس من العموم والشمولية, إذ هي إما أن تكون للجنس أو للاستغراق.
        ولم يتقدم ذكر أو إشارة إلى الرجس في الآيات السابقة حتى تكون (ال) حينئذف عهدية , وهذه الشمولية تعني نفي الرجس عن هؤلاء البررة نفياً عاماً شاملا ً لجميع مستويات الرجس , فكل رجس وكل قذارة قد اذهبها الله تعالى عن هؤلاء البررة.
        والحمد لله رب العالمين

        تعليق


        • لسؤال: التطهير في الآية على سبيل الدفع لا الرفع
          السلام عليكم ورحمة الله
          كيف نستدل على عصمة الائمة او اهل البيت(عليهم السلام) منذ ولادتهم فان آية التطهير : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )) جائت في حياتهم ، هل يعني لما نزلت الاية صارو معصومين و قبل نزول الاية كانوا غير معصومين لان الاية تقول ليذهب عنكم ولم تقل ان الله اذهب عنكم الرجس فكيف نستدل على عصمة اهل البيت(عليهم السلام) منذ الولادة ؟
          والحمد لله رب العالمين
          الجواب:
          الاخ علي المحترم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          ان الاتيان بصيغة المضارع في مقام المدح أو الذم أو الشكر ونحوه إنما يفيد الاستمرار في الاتصاف وليس التقيد بهذا الاتصاف في الحال أو الاستقبال , ألا ترى أن قوله عز وجل: (( الله يستهزئ بهم ويمّدهم في طغيانهم يعمهون )) (البقرة:15) ليس ناظراً الى أنّه يستهزئ بهم في الحال أو الاستقبال , ولم يستهزئ بهم في الماضي , وإنما يفيد أنه سبحانه؛ شأنه مع هؤلاء هو الاستهزاء بهم , أي أنه سبحانه يجازيهم جزاء الاستهزاء لأنه سبحانه لا يستهزئ حقيقة, وذلك لأجل نفاقهم واستهزائهم برسوله (صلى الله عليه وآله)
          وهكذا الحال في المقام, فانه تعالى؛ شأنه في مقام تنزيه أهل بيت النبوة(عليهم السلام) عن الرجس؛فقوله تعالى: (( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت )) ناظر الى أنّه عز وجل إنما يتصف بإرادة تنزيه أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) عن الرجس, ويستمر في هذا الاتصاف, ولا نظر للكلام إلى أنّه يتصف بها في الحال, ولم يتصف بها من قبل, بل تبيين ضمير المخاطب بقوله تعالى (( أهل البيت )) تنبيه على أنّه تعلى إنما يريد إذهاب الرجس عنهم من جهة أنهم: ( أهل البيت), وهذه الخصوصية ثابتة لهم في الماضي والحال والاستقبال, فلا مجال حينئذ للتفكيك بين الأزمنة, وتعلق الإرادة بالتنزيه في الحال, دون الماضي....
          وأيضاً قد أجمع المسلمون سنة وشيعة - وكما دلت عليه الروايات - أن النبي(صلى الله عليه وآله) داخل ومشمول في مدلول آية التطهير, وهو لا يتصور في حقّه (صلى الله عليه وآله) أن يكون الرجس موجوداً فيه قبل نزول الآية وأن الله أذهبه عنه بعد ذلك, وكذلك لا يتصور هذا المعنى في حق الامامين الحسن والحسين - عليهما السلام - اللذين كانا صغيرين حين نزول الآية, إذ كيف يتصور وجود الرجس في حقهما حتى يتم إذهابه؟!
          فإذهاب الرجس والتطهير الوارد في الآية إنما هو على سبيل الدفع لا الرفع, إذ تارة يستعمل الإذهاب ويراد به إزالة ما هو موجود, وأخرى يستعمل ويراد به المنع من طريان أمر على محل قابل له, كقوله تعالى: (( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء )) فإن يوسف (عليه السلام) لم يقع في الفحشاء قطعاً حتى يصرفها الله عنه بمعنى رفعها, وانما هو على سبيل الدفع لا الرفع .. وايضاً حين تقول في الدعاء لغيرك: صرف الله عنك كل سوء وأذهب الله عنك كل محذور. فانك قد تخاطب بقولك هذا ممن لا يكون شيء من ذلك متحققاً فيه ولا حاصلاً له أثناء خطابك له, وانما الخطاب يجري على سبيل الدفع لا الرفع.
          ودمتم برعاية الله

          تعليق


          • تعليق على الجواب (1)
            السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
            ان آية التطهير لم تخبر بعصمة آل البيت (عليهم السلام) الذاتية فهي تابثة لهم قبل نزول الآية,وإنما جاءت لتطهر تشريعيا المحيط الذي يعيش فيه أهل البيت كرامة للعصمة الذاتية التي أخلصهم الله بها ,ولذلك فهي جاءت في سياق الأوامر الموجهة لنساء الني(صلى الله عليه وآله).
            أي أن الغاية من الأوامر المشددة لنساء النبي(صلى الله عليه وآله) ومضاعفة الثواب للمحسنة منهن وضعف العذاب لمن أساءت منهن,هو إبعادالرجس عن بيت النبي (صلى الله عليه وآله) ,باعتبار أن من تعمل الرجس من نساءه فقد ارتكبت الإثم والإساءة لآل لنبي(صلى الله عليه وآله) في وقت واحد,فتعاقب على الإثم وعلى الإساءة .ولذلك فالإرادة هنا تشريعية ,أي أن هذه الآية لا تعصم من وجهت إليهن الأوامر المشددة من المعصية ,أما إذا أردنا إتباث العصمة لآل البيت(عليهم السلام) ,فيكفي أنا نصلي عليهم في صلاتنا (...كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ) فلأنه تعالى حميد مجيد فقد صلى وبارك على آل محمد وعلى آل إبراهيم في العالمين ,أي عالم الدنيا والآخرة .
            كما أخبر الله تعالى. فقال له الله: (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )) فهم عباد الله المخلصون ,بفتح اللام .ألم تقرأ قوله تعالى عن يوسف(عليه السلام) (( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )) بالفتح ,ولم يقل سبحانه ;كذلك لنصرفه عن السوء والفحشاء.لأن يوسف(عليه السلام) صامد على عبوديته لله ,والسوء والفحشاء هم الذين يقتربون منه,فتدخل الله ليصرف عنه ما اقترب منه بمعجزة فتح الباب الذي أغلقته إمرأة العزيز,كذلك :ليذهب عنكم أهل البيت ما قد يلحقكم من أذى في حال عصيان نساء النبي,لله و لرسوله,و ليس :ليذهبكم عن الرجس ,فهم صامدون على عبوديتهم لله تعالى. .
            والسلام
            الجواب:

            تعليق


            • الجواب:
              الأخ عبد الرحيم المحترم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              الاول: الظاهر من كلامك الأول حدوث خلط بين الإنشاء والأخبار، فإن الإنشاء هو جعل حكم لشيء والإخبار هو الإخبار عن شيء واقع سابقاً على ما هو عليه ، ولذا فالآية هنا إخبار عن وجود العصمة لأهل البيت (عليهم السلام) واستمرارها.
              وأمّا استدلالنا بالآية على عصمتهم (عليهم السلام) فهو في مقام الإثبات لا في مقام الثبوت أي الواقع فإن العصمة ثابتة لهم في جميع الأزمنة ولكن نحن نستدل لإثباتها بهذه الآية.
              الثاني : إن متعلق الإذهاب هم أهل البيت (عليهم السلام) في الآية لا نساء النبي (صلى الله عليه وآله) حتى يصح ما قلته ( إنما جاءت لتظهر تشريعياً ...) فإن الكلام حول الآية بالذات هل هي تشريعية أو تكوينية فلا تخلط بها الآيات التي سبقتها ، نعم المجيء بها في هذا الموضع فيه إشارة للنساء بفضيلة هذا البيت وما يتوجب عليهن نحوه كما أشرت انت نعم حثّ النساء في الآيات الخاصّة بهن تشريع لهن لكنه لا يتعارض مع الإرادة التكوينية الخاصّة بأهل البيت (عليهم السلام) في الآية حتى تنقلب الإرادة تشريعية.
              الثالث : وأمّا اعتبار الإرادة الواردة في الآية الكريمة تشريعية يرد عليه محذور أن الحصر في غير محله، فالتشريع بطلب التطهر - لو حملنا الإرادة في الآية على التشريع دون جعل العصمة - لا وجه في اختصاصه بأهل البيت (عليهم السلام) دون غيرهم، إذ ما وجه التشريع بطلب التطهر من الذنوب وعمل المعاصي من جماعة دون جماعة وروح الشريعة من هذه الناحية واحدة إذ المطلوب من الجميع أن يكونوا منزهين عن ارتكاب الذنوب واجتراح المعاصي..
              فلا محيص من حمل الآية على الإرادة التكوينية والتي يستفاد منها جعل العصمة لأهل البيت (عليهم السلام). وهذا هو الذي فهمه المفسرون من الآية الكريمة، قال الطبري في (تفسيره 22/ 9): (( (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ )) (الأحزاب:33)، يقول: إنما يريد الله يذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد(صلى الله عليه وآله)، ويطهرّكم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي الله تطهيراً. ـ ثم قال ـ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.. حدثنا بشر، قال: ثنا زيد، قال: ثنا سعيد بن قتادة، قوله: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ )) فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء، وخصّهم برحمة منه.. وروى أيضاً عن أبن زيد قوله: الرجس ها هنا: الشيطان). (أنتهى).
              وقد نقل العلامة النبهاني في كتابه (الشرف المؤبد) عند تناوله للآية في أول كتابه، وكذلك العلامة المقريزي في (فضل آل البيت (عليهم السلام) ص33 )عن ابن عطية الأندلسي (المتوفى 456هـ) قوله في المحرر الوجيز: والرجس اسم يقع على الأثم والعذاب، وعلى النجاسات والنقائص، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت(عليهم السلام). (أنتهى).
              ان دعوى نزول الآية بحق نساء النبي (صلى الله عليه وآله)، يخالفه ظهور الخطاب في ميم الجمع الذي يخاطب به الأعم من الذكور والإناث، ولو سلمنا دخول النبي (صلى الله عليه وآله) في الخطاب لا يستقيم عندها قولكم أن العصمة الذاتية ثابتة لأهل البيت (عليهم السلام) (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) إذا ما فائدة خطاب المعصوم بتشريع يطالبه بالاجتناب عن الذنوب، أليس هذا تحصيل للحاصل، وهو محال؟!
              ودمتم برعاية الله

              تعليق


              • السؤال: هل الإرادة في الآية تشريعية أم تكوينية؟
                اللهم صل على محمد و آل محمد
                بالنسبة إلى آية التطهير العظيمة
                سؤالي هو عن الإرادة في هذه الآية هل هي تشريعية أم تكوينية مع ذكر الأدلة على ما تتفضلون بطرحه جوابا عن سؤالي هذا , حيث ان هناك في قرآن المجيد يوجد تطهير إلهي بإرادة تشريعية كما في آية الوضوء المباركة (( يَا أَيّهَا الَّذينَ آمَنوا إذَا قمتم إلَى الصَّلاة فاغسلوا وجوهَكم وَأَيديَكم إلَى المَرَاق وَامسَحوا برؤوسكم وَأَرجلَكم إلَى الكَعبَين وَإن كنتم جنباً فَاطَّهَّروا وَإن كنتم مَّرضَى أَو عَلَى سََفر أَو جَاء أَحَدٌ مَّنكم مّنَ الغَائط أَو لاَمَستم النّسَاء َلَم تَجدوا مَاء َفتَيَمَّموا صَعيداً طَيّباً فامسَحوا بوجوهكم وَأَيديكم مّنه مَا يريد اللّه ليَجعَلَ عَلَيكم مّن حَرَج وَلَـكن يريد ليطَهَّرَكم وَليتمَّ نعمَتَه عَلَيكم لَعَلَّكم تَشكرونَ )) (المائدة:6)
                و أيضا (( إذ يغَشّيكم النّعَاسَ أَمَنَةً مّنه وَينَزّل عَلَيكم مّن السَّمَاء مَاء لّيطَهّرَكم به وَيذهبَ عَنكم رجزَ الشَّيطَان وَليَربطَ عَلَى قلوبكم وَيثَبّتَ به الأَقدَامَ )) (الانفال:11)
                حيث أن كليهما اتيا بعنوان الارادة الإلهية بالتطهير على النحو التشريعي كما مثلا
                (( مَا يريد اللّه ليَجعَلَ عَلَيكم مّن حَرَج وَلَـكن يريد ليطَهَّرَكم وَليتمَّ نعمَتَه عَلَيكم لَعَلَّكم تَشكرونَ )) و ((وَينَزّل عَلَيكم مّن السَّمَاء مَاء لّيطَهّرَكم به وَيذهبَ عَنكم رجزَ الشَّيطَان))
                فإذا قال لي المخالف هذين الموضعين يشبه
                (( إنَّمَا يريد اللَّه ليذهبَ عَنكم الرّجسَ أَهلَ البَيت وَيطَهّرَكم تَطهيراً )) (الأحزاب:33)
                وبذلك يقول لي أن الإرادة بالتطهير وإذهاب الرجس عن اهل البيت عليهم السلام, يشبه التطهير في آية الوضوء (الإرادة التشريعية) (( مَا يريد اللّه ليَجعَلَ عَلَيكم مّن حَرَج وَلَـكن يريد ليطَهَّرَكم وَليتمَّ نعمَتَه عَلَيكم لَعَلَّكم تَشكرونَ ))
                وإذهاب الرجس كما إذهاب الرجز و التطهير في (( وَينَزّل عَلَيكم مّن السَّمَاء مَاء لّيطَهّرَكم به وَيذهبَ عَنكم رجزَ الشَّيطَان ))
                وبالتالي لا يثبت هنالك فضل لأهل البيت عليهم السلام بخصوص آية التطهير المباركة , كما يزعم المخالف .
                سؤال آخر : لفظ الأهل أتت في آيات عدة مشتملة على زوجات الأنبياء عليهم السلام كما في (( وَهَل أَتَاكَ حَديث موسَى * إذ رَأَى نَاراً َقَالَ لأَهله امكثوا إنّي آنَست نَاراً لَّعَلّي آتيكم مّنهَا بقَبَس أَو أَجد عَلَى النَّار هدًى ))
                ما الدليل القرآني على أن آية التطهير العظيمة في سورة الأحزاب الجليلة لا تشمل زوجات النبي الله الأطهر صلى الله عليه و آله الأطهرين .

                تعليق


                • الجواب:
                  الأخ مرتضى المحترم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  لا يمكن أن يكون المراد بالإرادة في الآية هي الإرادة التشريعية, لأنها تنص على قوله: ((إنما يريد الله...)) و(إنما) تفيد الحصر والقصر.
                  والمعنى : إن الله طلب من أهل البيت(عليهم السلام) فقط أن يكونوا كذلك , وإذا كانت الإرادة تشريعية , فلا معنى لأن يكون طلب الطهارة والتنزه عن الرجس مختصاً بأهل البيت(عليهم السلام) محصوراً بهم دون غيرهم , فالله سبحانه وتعالى أنزل الشريعة الإسلامية لا لكي يتطهر أهل البيت (عليهم السلام) وحدهم , ويتنزهوا عن الرجس دون سواهم , وإنما لكي يتطهر المسلمون جميعا دون غيرهم ويتنزه كل من بلغه هذا الدين .
                  ولو حملنا الإرادة على التشريع فسيكون الحصر في غير محله , ولا يلائم الآية المباركة أساساً, وبذلك لايمكن أن تكون الإرادة في الآية تشريعية وإنما هي إرادة تكوينية.
                  وبعبارة أخرى ان الإرادة لو كانت تشريعية وأن الله يريد بيان أن الهدف من إرادته - أي من التكاليف - هو تطهير أهل البيت (عليهم السلام) فهو غير مختص بهم , حيث أن إرادته تعالى متعلقة بصدور الفعل الواجب تشريعا من غيره بإرادته واختياره وحملها هنا عليهم فقط, لا خصوصية فيه.
                  وقد أورد على كون الإرادة في الآية تكوينية أن ذلك يؤدي بنا إلى شبهة الجبر والاضطرار , أي أن ذلك ينافي إرادية واختيار المعصوم في أفعاله .
                  وأجيب على ذلك بأن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء , فهو يعلم بأفعال عباده قبل أن يخلقهم فمن علم منهم أنهم لا يريدون لأنفسهم إلا الطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالى أعانهم على ذلك واخبر عن مشيئته التي منشؤها العمل بما يريدون الوصول إليه.
                  فالمسألة لا ترجع إلى اختيار جزافي بل تتحرك في إطار هادف , فحيث علم الله من هؤلاء أنهم لا يريدون لأنفسهم الإ الطاعة والعبودية, تعلقت إرادته التكوينية بهم فطهرّهم من كل رجس فعلمه عزوجل بهم منشأ لهذه الإرادة التكوينية, وبذلك تنتهي شبهة الجبر وتسقط بإرادة الفاعل على الفعل مسألة الاضطرار.
                  أما الدليل القرآني على أن المراد بأهل البيت هم العترة دون غيرهم , فإن نفس الآية القرآنية تدل على ذلك, لأن قوله تعالى: ((ويطهركم تطهيرا)) دال على العصمة وقد عرفنا أن قوله تعالى: ((إنما يريد الله)) هو إخبار وليس إنشاء , فالآية لا يمكن أن تشمل أقرباء النبي (صلى الله عليه وآله) ولا نساءه ولا أعمامه ولا أي مصداق آخر غير العترة خاصة لأن جميع فرق المسلمين تتفق على عدم عصمة أولئك.
                  ولو كانت الآية تنطوي على الإطلاق بحيث تشمل أعمام النبي (صلى الله عليه وآله) وقرابته ونساءه , لكان منهم من أدعى هذا الفخر وهو وسام عظيم لا يمكن لانسان أن يزهد فيه , ولكن من خلال العودة إلى التأريخ لم نجد أحداً يدعي ذلك.
                  ومن ناحية ثانية تشير الوقائع التأريخية إلى أن هؤلاء كانوا مشركين ثم صاروا مسلمين , وحتى بعد أن اسلموا صدرت منهم أخطاء واشتباهات وبدرت من بعضهم معاصي وانحرافات , وهذا ما يخالف العصمة التي من المفروض أن الآية نصت عليها بهم .
                  والحمد لله رب العالمين

                  تعليق


                  • السؤال: سبب تذكير الضمير في آية التطهير
                    السلام عليكم
                    في آية التطهير, جاء ميم الجمع بدل نون النسوة, لأن النساء دخل معهن النبي (صلى الله عليه وآله) وهو رأس أهل بيته (صلى الله عليه وآله), فما هي الاجابة على هذه الشبة التي تريد أن تخرج أهل البيت الخمسة(عليهم السلام) من الآية؟
                    الجواب:
                    الاخ سعد المحترم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    للاجابة نقدم نقاط:
                    الاول : ذكرت عدة آراء في المراد من اهل البيت في هذه الآية، نذكر المهم منها فبعضها شاذة او لم يقل به قائل محدد:
                    أ- انها نزلت خاصة باهل البيت (عليهم السلام) الخمسة اصحاب الكساء.
                    ب- انها نزلت في الخمسة اهل الكساء وازواج النبي (صلى الله عليه وآله).
                    ج- انها نزلت في نساء النبي(صلى الله عليه وآله) خاصة.
                    الثاني : أن القول الثالث قال به عكرمة ومقاتل وعروة بن الزبير ونقل عن ابن عباس، وهو قول شاذ لم يأخذ به الا المتعصب ضد اهل البيت (عليهم السلام)، مع أنه مردود لأن عكرمة ومقاتل لا يؤخذ بقولهما اذ كانا كذابين مطعون بدينهما وعروة كان يناصب أمير المؤمنين(عليه السلام) اشد العداء وعده بعضهم ممن يضعون الاخبار في الامام علي(عليه السلام). وما عن ابن عباس فضعيف لان فيه مجاهيل مع أن له معارضاً من قول ابن عباس نفسه.
                    وقد استدل الرادون له وللقول الثاني بادلة كثيرة على بطلانهما:
                    منها:
                    1- الروايات الصحيحة الكثيرة الواردة على أنهم خصوص اصحاب الكساء حيث حددهم النبي (صلى الله عليه وآله) به حصراً.
                    2- ان الاهل والآل تدل على النسب دون السبب.
                    3- ان النبي (صلى الله عليه وآله) جاء باهل بيته للمباهلة وقد كانوا هؤلاء الخمسة حصراً.
                    4- أن الآية تفيد الحصر لارادة الله باذهاب الرجس عن جماعة مخصوصين ولم يدّع أحد العصمة لغير هؤلاء.
                    5- أن الازواج لم يدّعين دخولهن فيها بل صرّحن في روايات عديدة بعدم دخولهن.
                    6- الرد على وحدة السياق بعدة وجوه كثيرة، كدلالة تغيير الضمير، وان ما قبل الآية فيه تهديد ووعيد ولا يناسب ذلك اذهاب الرجس، وان اختلاف المخاطب لا يقدح بورود السياق وقد ورد كثيراً في القرآن، وأن الالتزام بوحدة السياق اجتهاد مقابل النص الوارد في الروايات الصحيحة، وعدم الالتزام بالسياق اذا جاءت قرينة على خلافه، وعدم التسليم بالسياق والترتيب الموجود وانه هو المنزل, بل أن الروايات تدل على أن الآية نزلت منفردة. وغيرها.
                    الثالث : المهم ان الذين اختاروا اختصاصها بالنساء احتجوا بالسياق وقد عرفت الرد عليه, ولكن عندما جوبهوا باختلاف الضمير من المؤنث الى المذكر حاولوا التملص بما ذكرت من قولهم بدخول النبي (صلى الله عليه وآله) معهن واورد ذلك ابن الجوزي في (زاد المسير).
                    ولكنك عرفت أن اصل القول مردود ضعيف شاذ وهو الاختصاص بالنساء, فما تفرع عليه واشتق منه يكون اضعف, اذ مع سقوط الاصل فلا مجال للفرع مع أن أكثر من حاول صرفها عن اهل البيت (عليهم السلام) جعل الآية واردة في نساء النبي والنبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وذلك لنفس السبب وهو تذكير الضمير فراجع اقوالهم كابن كثير بل ابن روزبهان بل ابن تيمية, ولم يستفد احد منهم ان تذكير الضمير كان بسبب دخول النبي (صلى الله عليه وآله) مع النساء فقط.
                    وبعبارة اخرى: ان سبب قولهم بان تذكير الضمير كان لدخول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقط هو التزامهم السابق بان الآية نزلت في نساء النبي فقط بمقتضى السياق، وكان قولهم تخلص وتملص من ورود الاشكال عليهم, اذ ليس لهم مخرج من الاشكال سوى هذا الادعاء, ولم يستندوا فيه الى رواية او قول لغوي او حتى العرف، فاذا لم نلتزم بالقول بان الآية نازلة في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) فقط ورددناه فما هو الملزم والملجأ لنا لتعليل تذكير الضمير بدخول النبي(صلى الله عليه وآله) وحده فقط معهن؟
                    ثم أنهم لم يبينوا لنا لماذا أدخل الله النبي (صلى الله عليه وآله) هنا في هذه الآية بالخصوص ولم يدخله في الآيات الاخر التي جاء فيها الضمير مؤنثا، فان قالوا أدخله فقد كذبوا لما فيها من ظاهر الضمير وظاهر التهديد والوعيد المبرأ عنه الرسول (صلى الله عليه وآله) واذا قالوا لم يدخله في الآيات الاخر وادخله في هذه الآية فقط، فلماذا؟ بعد أن حصرتم النزول في النساء فقط.
                    الرابع : فاذا قالوا: ادخله في هذه الآية فقط لما فيها من ميزة نفي الرجس واثبات التطهير و اثبات المدح.
                    قلنا: إذن اقررتم بان هذه الآية لا تختص بالنساء فقط وانما دخل معهن غيرهن بمقتضى تذكير الضمير وان الاعتماد على وحدة السياق كان غير تام.
                    فاذا كنا نحن والآية فقط، نضيف: أن تذكير الضمير لوحده لا يدل على تشخيص الداخل من هو؟ أو أنه شخص واحد او اكثر، فما هو دليلكم على دخول النبي (صلى الله عليه وآله) فقط، فلعل معه غيره.
                    وليس لكم نفي دخول غيره الا القول باختصاص الآية بالنساء وهذا عود من البدء وهو دور صريح.
                    فلا يبقى الا الاعتماد على قرينة من داخل الآية وهو المعنى المراد من اهل البيت (عليهم السلام) وفي هذا عودة الى الآراء المختلفة التي ذكرناها اولاً، ومنها مدعاكم وقد رددناه، بل أن القرينة في الآية تخرج النساء اصلاً لأن نفي الرجس واثبات التطهير ينافي ما خوطب به النساء من التهديد والوعيد واحتمال صدور المعصية منهن.
                    او قرينة من خارج الآية من سنة او لغة وهي معنا كما عرفتم سابقاً.
                    ودمتم في رعاية الله

                    تعليق


                    • تعليق على الجواب (1)
                      في جوابكم ذكرتم: (( وعدم التسليم بالسياق والترتيب الموجود وأنّه هو المنزل , بل أنّ الروايات تدل على أنّ الآية نزلت منفردة. وغيرها )).
                      هل معنى هذا الكلام إنّه تمّ اللعب بترتيب الآيات في القرآن؟

                      تعليق


                      • الجواب:
                        الأخ أحمد المحترم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        لو راجعت إجاباتنا في قسم (القرآن وعلومه) من أجوبتنا لوجدت أننا نؤمن بترتيب آيات السور في الجملة كما هي موجودة في القرآن الكريم, ولكن لا نقطع بذلك على نحو الكلّية بحيث نجزم أن كلّ آية قد وضعت في مكانها الصحيح, ولذلك احتملنا أنّ آية التطهير قد أقحمت بين آيات النساء في سورة الأحزاب لوجود دواعي لذلك, ولذلك قمتم بالاستدلال بالسياق في هذه الآية رغم وجود دواعي لذلك, وورود سبب لنزولها واضح جداً بأنّها محصورة في الخمسة أصحاب الكساء, ورغم نزولها لوحدها منفردة دون أي علاقة لها بآيات النساء التي قبلها وبعدها, فلم تنزل مع تلك الآيات التي تتحدث مع نساء النبي (صلى الله عليه وآله), وضمير المخاطب مذكّر لا يشبه ما قبلها ولا ما بعدها, ونزولها لوحدها كآية منفردة منفصلة, فكتبت في المصحف جزءاً من آية, وليست آية كاملة, وأُقحمت كجملة معترضة بين الآيات التي تحذر نساء النبي (صلى الله عليه وآله) , وتأمرهنّ وتنهاهنّ كلّ ذلك ليدعي إنّها في سياق الكلام مع النساء لتكون نازلة في النساء, مع عدم وجود رواية واحدة ولو ضعيفة بأنّها نزلت في النساء, أو أنّ لها علاقة بالنساء, أو دخول النساء فيها, أو أدعاء أحدى نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بدخولها وشمولها في آية التطهير, أو نزول آية التطهير فيها !!
                        فمع كلّ ذلك يدعى دخولهنّ, ويدعى أنّ السياق يقتضي ذلك مع أنّ السياق ليس حجّة دائماً خصوصاً مع وجود قرينة, أو دليل على إرادة خلاف السياق, أو الدلالة على معنى لا علاقة له بالسياق كما هو حاصل هنا.
                        مع وجود شواهد كثيرة في القرآن تنفي حجّية السياق وخلافه لما يقولون كقوله تعالى في سورة المائدة الآية 3 : (( حُرِّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُ وَالدَّمُ وَلَحمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ وَالمُنخَنِقَةُ وَالمَوقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيتُم وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَستَقسِمُوا بِالأَزلاَمِ ذَلِكُم فِسقٌ اليَومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم فَلاَ تَخشَوهُم وَاخشَونِ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضطُرَّ فِي مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )).
                        فما قبل (آية أكمال الدين) وما بعدها يتكلم عن محرمات وذبائح وصيد واستقسام بالازلام, وهي أمور محرمة منذ بداية الإسلام في مكة, وآية إكمال الدين نزلت منفردة في حجّة الوداع في غدير خم, (أو في عرفة على قول) مع كونها في القرآن الآن في ضمن آية المحرمات التي لا علاقة لها بها, وأمثال هذه الآيات كثيرة تطلب في مظانها من التنقل بين الموضوعات في السياق الواحد, أو الإضراب عن الموضوع فجأة, أو الاعتراض بجملة اعتراضية في أثناء آية واحدة أو سياق واحد كما هو الشأن في آية التطهير, وآية إكمال الدين وغيرهما كثير.
                        ولذلك لا يمكن جعل السياق دليلاً مطلقاً دون قيد, أو شرط, أو تخصيص, أو استثناء أي على نحو القاعدة الكلّية.
                        وبالجملة: وإنّما يستدل, أو يستأنس, أو يستفاد من السياق عند غياب الدليل, أو القرينة على عدم نقضه بشيء كما قدمنا في آيتي التطهير وإكمال الدين وغيرها, فهو أسلوب موجود في القرآن الكريم لوجود مناسبة ما, أو حكمة معينة تجعل إقحام بعض الآيات في سياق موضوع آخر لعلاقة ما قد ندركها وقد لا ندركها, فلا يمكن بعد هذا الاحتجاج بالسياق لتفسير آية مع وجود أدلة على عدم حجّية السياق هناك.
                        ودمتم في رعاية الله

                        تعليق


                        • الجواب:
                          الأخ أحمد المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          لو راجعت إجاباتنا في قسم (القرآن وعلومه) من أجوبتنا لوجدت أننا نؤمن بترتيب آيات السور في الجملة كما هي موجودة في القرآن الكريم, ولكن لا نقطع بذلك على نحو الكلّية بحيث نجزم أن كلّ آية قد وضعت في مكانها الصحيح, ولذلك احتملنا أنّ آية التطهير قد أقحمت بين آيات النساء في سورة الأحزاب لوجود دواعي لذلك, ولذلك قمتم بالاستدلال بالسياق في هذه الآية رغم وجود دواعي لذلك, وورود سبب لنزولها واضح جداً بأنّها محصورة في الخمسة أصحاب الكساء, ورغم نزولها لوحدها منفردة دون أي علاقة لها بآيات النساء التي قبلها وبعدها, فلم تنزل مع تلك الآيات التي تتحدث مع نساء النبي (صلى الله عليه وآله), وضمير المخاطب مذكّر لا يشبه ما قبلها ولا ما بعدها, ونزولها لوحدها كآية منفردة منفصلة, فكتبت في المصحف جزءاً من آية, وليست آية كاملة, وأُقحمت كجملة معترضة بين الآيات التي تحذر نساء النبي (صلى الله عليه وآله) , وتأمرهنّ وتنهاهنّ كلّ ذلك ليدعي إنّها في سياق الكلام مع النساء لتكون نازلة في النساء, مع عدم وجود رواية واحدة ولو ضعيفة بأنّها نزلت في النساء, أو أنّ لها علاقة بالنساء, أو دخول النساء فيها, أو أدعاء أحدى نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بدخولها وشمولها في آية التطهير, أو نزول آية التطهير فيها !!
                          فمع كلّ ذلك يدعى دخولهنّ, ويدعى أنّ السياق يقتضي ذلك مع أنّ السياق ليس حجّة دائماً خصوصاً مع وجود قرينة, أو دليل على إرادة خلاف السياق, أو الدلالة على معنى لا علاقة له بالسياق كما هو حاصل هنا.
                          مع وجود شواهد كثيرة في القرآن تنفي حجّية السياق وخلافه لما يقولون كقوله تعالى في سورة المائدة الآية 3 : (( حُرِّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُ وَالدَّمُ وَلَحمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ وَالمُنخَنِقَةُ وَالمَوقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيتُم وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَستَقسِمُوا بِالأَزلاَمِ ذَلِكُم فِسقٌ اليَومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم فَلاَ تَخشَوهُم وَاخشَونِ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضطُرَّ فِي مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )).
                          فما قبل (آية أكمال الدين) وما بعدها يتكلم عن محرمات وذبائح وصيد واستقسام بالازلام, وهي أمور محرمة منذ بداية الإسلام في مكة, وآية إكمال الدين نزلت منفردة في حجّة الوداع في غدير خم, (أو في عرفة على قول) مع كونها في القرآن الآن في ضمن آية المحرمات التي لا علاقة لها بها, وأمثال هذه الآيات كثيرة تطلب في مظانها من التنقل بين الموضوعات في السياق الواحد, أو الإضراب عن الموضوع فجأة, أو الاعتراض بجملة اعتراضية في أثناء آية واحدة أو سياق واحد كما هو الشأن في آية التطهير, وآية إكمال الدين وغيرهما كثير.
                          ولذلك لا يمكن جعل السياق دليلاً مطلقاً دون قيد, أو شرط, أو تخصيص, أو استثناء أي على نحو القاعدة الكلّية.
                          وبالجملة: وإنّما يستدل, أو يستأنس, أو يستفاد من السياق عند غياب الدليل, أو القرينة على عدم نقضه بشيء كما قدمنا في آيتي التطهير وإكمال الدين وغيرها, فهو أسلوب موجود في القرآن الكريم لوجود مناسبة ما, أو حكمة معينة تجعل إقحام بعض الآيات في سياق موضوع آخر لعلاقة ما قد ندركها وقد لا ندركها, فلا يمكن بعد هذا الاحتجاج بالسياق لتفسير آية مع وجود أدلة على عدم حجّية السياق هناك.
                          ودمتم في رعاية الله

                          تعليق


                          • السؤال: دلالة آية التطهير على عصمة الأئمة الإثني عشر(عليهم السلام)

                            كيف نثبت عصمة جميع ائمة أهل البيت (عليهم السلام) من خلال آية التطهير, مع العلم بأنها نزلت في أصحاب الكساء الخمسة(عليهم السلام) ولم تشمل باقي الأئمة (عليهم السلام)حسب الظاهر؟
                            الجواب:
                            الاخ أبا جعفر المحترم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            أولاً: يمكن بيان قاعدة اصولية يذكرها علماء الأصول في كتبهم وهي: ان المورد لا يخصص الوارد, أو أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب, بمعنى أن المورد الذي تنزل فيه آية ما فيها أحكام معينة لا يمنعها ـ أي المورد ـ عن العموم أو الشمول لما يمكن أن يدخل تحت عنوانها العام وان لم يكن حاضراً ساعة نزول النص, وإلا لاقتصرت الاحكام الشرعية الواردة في الشريعة على خصوص المخاطبين لها وهذا مما لا يمكن المصير إليه.
                            ثانيا: نقول: ان عنوان (أهل البيت) شامل حسب ادلة خارجية متظافرة لباقي الائمة الاثني عشر(عليهم السلام) الوارد عددهم في الحديث المشهور عن النبي (صلى الله عليه و آله): (لا يزال هذا الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم أثنا عشر خليفة كلهم من قريش) (صحيح مسلم 6/4).
                            ومن تلك الأحاديث, حديث الثقلين المتواتر المشهور, حيث نجد أن النبي (صلى الله عليه وآله) يذكر بشكل واضح ان التلازم بين القرآن والعترة (أهل البيت) متواصل الى يوم القيامة, الامر الذي يعني وجود أئمة غير الخمسة أصحاب الكساء هم من أهل البيت(عليهم السلام), وداخلون في عنوان أهل البيت المشار إليه في آية التطهير, فقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين (إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر, كتاب الله وعترتي, فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (مستدرك الصحيحين 3/109), وايضا قال النبي (صلى الله عليه وآله): (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي, ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي, وليوال وليه, وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي, خلقوا من طينتي, رزقوا فهمي وعلمي, فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي, القاطعين فيهم صلتي, لا أنالهم الله شفاعتي), (كنز العمال 6/155)... وأيضاً ورد عن النبي (صلى الله عليه وأله) انه قال: (في كل خلف من أمتي عدول من اهل بيتي, ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, الا وان ائمتكم وفدكم الى الله, فانظروا من تفدون) (ذخائرالعقبى ص27).
                            ثالثا: على أنا لا نحتاج في تشخيص بقية المعصومين إلى أكثر من معصوم واحد يكون لنا المرجع في تعيين غيره, لان عصمته تعين تنزّهه عن المناحي العاطفية, أو الخطأ في التطبيق وما شابه ذلك كما هو واضح, ويكفينا من آية التطهير اثبات عصمة الخمسة الذين ضمّهم كساء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالفعل, وهم بدورهم يعينون لنا المعصومين من بعدهم, وهذا ما حدث بالفعل فقد جاءت مئات النصوص عن المعصومين بعضهم عن بعض في تعيين الإمام السابق للإمام اللاحق من بعده, فهنالك احاديث نبوية ذكرها علماء اهل السنة في كتبهم مثل ينابيع المودة) و(تذكرة الخواص) بالاضافة الى المجاميع الحديثيه عند الشيعة الاماميه التي ذكرت هذا الأمر بكل وضوح, وعلى سبيل المثال يمكن مراجعة كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد(رحمه الله) و(أعلام الورى) للطبرسي(رحمه الله) للاطلاع على جملة من هذه الأحاديث.

                            تعليق


                            • من هم أهل البيت ؟ وهل نساء النبي من أهل البيت ؟
                              جزاكم الله خيرا
                              الجواب:
                              الاخ ابراهيم محمد المحترم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              قد ورد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : لما نظر رسول الله إلى الرحمة هابطة قال : (أدعوا لي أدعوا لي) فقالت صفية : مَن يا رسول الله ؟ قال : (أهل بيتي : علياً وفاطمة والحسن والحسين)، فجيء بهم, فألقى عليهم النبي كساءه ثمّ رفع يديه ثم قال : (اللّهم هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد)، وأنزل الله عز وجلّ : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )) (رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 147 ـ 148, وقال : هذا حديث صحيح الإسناد).
                              هذا الحديث وما ورد بمعناه صريح في اختصاص أهل بيت النبي بعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
                              أنظر صحيح مسلم 7 / 130, السنن الكبرى للبيهقي 2 / 149 و 150 و 152, تفسير الطبري 22/ 5 و 6 و 7، تفسير ابن كثير 3 / 483 و 485, جامع الأصول 10 / 100 و 101 ـ 102, تيسير الوصول 3 / 297, الدر المنثور 5 / 198 و 199, صحيح الترمذي 12 / 85 و 13/ 248 و 249, المستدرك على الصحيحين 2 / 416, مجمع الزوائد 9 / 167, مشكل الآثار 1 / 334 و 335, مسند احمد 4 / 170, تاريخ بغداد 9 / 126, تفسير الثعالبي 3 / 228, تهذيب التهذيب 2 / 297, الرياض النضرة 2 / 248.
                              وهل نساء النبي (صلى الله عليه وآله) من أهل البيت ؟ قالت أم المؤمنين أم سلمة : ... فأدخلت رأسي في البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : (إنك إلى خير إنك إلى خير) (مسند أحمد 6 / 292) .
                              وفي رواية أخرى : قالت أم سلمة : يا رسول الله هل أنا من أهل البيت ؟ قال : (إنك إلى خير وهؤلاء أهل بيتي اللهمّ أهل بيتي أحق) (المستدرك على الصحيحين 2 / 416) .
                              وفي رواية أخرى عن أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم, فجذبه من يدي وقال : (إنك على خير) (مسند أحمد 6 / 323, وراجع : الدر المنثور 5 / 198, مشكل الآثار 1 / 233, تيسير الوصول 3 / 297, جامع الأصول 10 / 100, تـفـسيـر الطبري 22 / 7) .
                              سئل الصحابي زيد بن أرقم : مَن هم أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا وأيم الله, إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى ابيها وقومها, أهل بيته : أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. (صحيح مسلم 7 / 33).
                              وعن أبي سعيد الخدري : أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً, فعدّهم في يده فقال : خمسة : رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين. (مجمع الزوائد 9 / 165 و 167, ابن عساكر 5 / 1 / 16) .
                              وعن أنس بن مالك : أن رسول الله كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر كلما خرج إلى صلاة الفجر يقول: (الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )) (المستدرك على الصحيحين 3 / 158 وقال : حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه, اسد الغابة 5 / 521, مسند احمد 3 / 258, تفسير الطبري 22 / 5, تفسير ابن كثير 3 / 483, الدر المنثور 5 / 199, مسند الطيالسي 8 / 274, صحيح الترمذي 12 / 85, كنز العمال 7/ 103, جامع الأصول 10 / 101, تيسير الوصول 3 / 297).
                              وعن أبي سعيد الخدري : جاء النبي أربعين صباحاً إلى باب دار فاطمة يقول : (السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته, الصلاة رحمكم الله (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )) أنا حرب لمن حاربتم, أنا سلم لمن سالمتم) (مجمع الزوائد 9 / 169, تفسير السيوطي 5 / 199) .
                              ودمتم في رعاية الله

                              تعليق


                              • السؤال: معنى لفظ (أهل البيت) في آية التطهير ؟
                                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
                                في أحد المنتديات عندي مناظرة مع احد الوهابيين
                                في معنى قوله تعالى: (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت .... )).
                                وكل ما أتيت له بآيات من القرآن الكريم و تفسير ها من كتب اهل السنة لا يقبل ...
                                واخيرا أتى بآية:
                                (( وَامرَأَته قَآئمَةٌ فَضَحكَت فبَشَّرنَاهَا بإسحَقَ وَمن وَرَاء إسحَقَ يَعقوبَ قَالَت يَا وَيلَتَى أَأَلدٌ وَأَنَا عَجوزٌ وَهَـذَا بَعلي شَيخًا إنَّ هَـذَا لَشَيءٌ عَجيبٌ قَالوا أَتَعجَبينَ من أَمر اللّه رَحمَت اللّه وَبَرَكَاته عَلَيكم أَهلَ البَيت إنَّه حَميدٌ مَّجيدٌ ))
                                مستشهدا على أن زوجة نبي الله إبراهيم (عليه السلام)من أهل البيت ..
                                وأيضا أتى بآية: (( قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس .... )) مستشهدا على أن زوجة نبي الله موسى (عليه السلام) من أهل البيت بقرينة عبارة: (( قال لأهله )).
                                فماذا أجيبه ؟
                                أفيدونا يرحمكم الله
                                الجواب:
                                الأخ محمد المحترم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                ان معنى لفظ (البيت) عند علماء اللغة هو : (مأوى الرجل ومسكنه ومنزله وداره) او (مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما شابه ذلك).
                                فان كان المراد من لفظ البيت في الآية المعنى الاول:-(مأوى الرجل ومسكنه ومنزله وداره)
                                فسيكون الكلام عن بيت مخصوص من البيوت؛ وهو بيت سارة في الآية القرآنية؛ بقرينة توجّه الخطاب اليها؛ أما في آية التطهير التي تذكر اهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؛فلا يمكن ان يكون المراد من لفظ (البيت) بيت ازواج النبي (صلى الله عليه وآله) لانه لم يكن لأزواجه بيت واحد معهود بل كان لكل منهن بيت خاص؛ كما انه لا سبيل الى القول بان المراد بيت واحد من بيوتهن اذ لا قرينه على ذلك.
                                فتعين ان يكون المقصود من لفظ البيت) في الآية ؛ بيت خاص مغاير لتلك البيوت وهو ليس الا ((بيت السيدة فاطمة عليها السلام)) اذ لم يكن في جانب بيوت ازواج النبي بيت سوى بيتها عليها السلام ؛ ويؤيد هذا القول نزول الآية المشار اليها -آية التطهير- في بيت فاطمة الزهراء سلام الله عليها وجمع النبي اياها وزوجها وابنيها عليهم السلام تحت الكساء.
                                وان كان المراد من لفظ البيت في الآية المعنى الثاني: -(مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما شابه ذلك)
                                فالمراد يكون هو بيت النبوة وبيت الوحي ومركز الانوار المعنوية؛ فلا يراد منه الا المنتمون الى النبوة والوحي بوشائج معنوية خاصة ؛ فلا يشمل كل من يرتبط ببيت النبوة عن طريق السبب او النسب وفي الوقت نفسه يفتقد الاواصر المعنوية الخاصة.
                                ولو فرض ان سارة متحقق عندها تلك الوشائج التي تجعلها مشمولة بالخطاب فهو لا يعني ان تلك الوشائج متحققة عند نساء كل نبي حتى تشمل نساء النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعلى ذلك لا يصح تفسير الآية بكل المنتمين عن طريق الاواصر الجسمانية الى بيت خاص الا ان تكون هناك الوشائج المشار اليها موجودة عندهم, وهذا المعنى هو الاقرب لان آية التطهير تدل في آخرها على تلك الوشائج المتمثلة بعصمة اولئك الاشخاص فقال تعالى: (( ويطهركم تطهيرا )) فلا تكون الآية شامله لنساء النبي(صلى الله عليه وآله) ولا اعمامه ولا أي مصداق آخر غير العترة خاصة؛ لان جميع المسلمين متفقون على عدم عصمة غير العترة, والوقائع التاريخية تشير الى صدور الاخطاء والاشتباهات والمعاصي والانحرافات من بعض اقارب النبي - غير عترته - وهذا ما يخالف العصمة .
                                والروايات التي وصلت من الفريقين تحدد المراد من اهل البيت في الآية حين نزولها بالخمسه اصحاب الكساء فلا يبقى معنى لدخول غيرالمعصومين في آية التطهير حتى لو كان لفظ اهل البيت عاماً يشمل غيرهم في غير آية التطهير.
                                فاذا رجعنا الى صحيح مسلم والترمذي والنسائي والى مسند احمد والبزار والى المستدرك وتفسير الطبري وابن كثير والدر المنثور نجد انهم يروون عن ابن عباس وعن ابي سعيد وعن جابر بن عبد الله الانصاري وعن سعد بن ابي وقاص وعن زيد بن ارقم وعن ام سلمه وعن عائشة انه لما نزلت آية التطهير جمع النبي (صلى الله عليه وآله) اهله أي علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) والقى عليهم كساءاً وقال(صلى الله عليه وآله): (هؤلاء اهل بيتي).
                                وقد أشتمل لفظ الحديث في اكثر طرقه على ان ام سلمه ارادت الدخول معهم تحت الكساء فلم يأذن لها الرسول(صلى الله عليه وآله) بالدخول وقال لها (انك على خير) أو (الى خير) وبالاضافه الى ذلك كله فان النبي (صلى الله عليه وآله) حدد المراد من البيت بشكل عملي! فكان يمر ببيت فاطمة الزهراء(عليها السلام) عدة شهور كلما خرج الى الصلاة فيقول: الصلاة اهل البيت (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )).
                                واما الروايات التي تقول ان الآية نزلت في حق نساء النبي(صلى الله عليه وآله) وازواجه فانها تصل الى عكرمه الخارجي الحروري وعروة بن الزبير المعروف بالانحراف عن الامام علي عليه السلام ومقاتل بن سليمان الذي يعد من اركان المشبهة وانّ قراءة بسيطة في ترجمة هؤلاء يكشف عن قيمة رواياتهم وانها لا تقف في قبال تلك الروايات الصحيحة والكثيرة التي تحدد اهل البيت (عليهم السلام).
                                واما بخصوص سارة فانها كانت ابنة عم نبي الله ابراهيم (عليه السلام) فدخلت في اهل بيته من هذا الوجة.
                                وأما آية نبي الله موسى (عليه السلام) ففيها مصطلح آخر متفق عليه وهو (أهل الرجل) وهو يختلف عن مصطلح (أهل بيت الرجل) فقد قال الله تعالى (( إذ قال لأهله أمكثوا )) وهذا المصطلح لغوي معروف مشهور مستعمل بكثرة في اللغة العربية وليس هو مصطلح خاص وهو يختلف عن مصطلح (أهل بيت الرجل) وبالتالي أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله).
                                ودمتم في رعاية الله

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                                ردود 13
                                2,137 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة مروان1400
                                بواسطة مروان1400
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                76 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
                                ردود 2
                                343 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X