وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
اولاً الايه في خصوص شهادة عيسى

و امرهم بعبادة الله وحده لا شريك له طيلة فترة بقائه بينهم
و كان يحول دون انحرافهم و ينصحهم ويرشدهم الى طريق الحق
واما بعد ان رفعه الله إليه لا يكون مكلف بكل ذلك
و لكن رقابة الله عليهم دائمه الى ابد الآبدين
ويبقى سبحانه على كل شيء شهيد
الآيه لا تدل على انه لا يعلم شيء عن احوالهم من بعده ( لم تتطرق الايه لهذا الامر )
وانما تذكر انه يشهد على هؤلاء في اتمّامه الحجه عليهم عندما كان بينهم ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ )
يعني يكون هو شاهد على قوله ( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ )
ولانه بعد رفعه لا يكون مكلف برقابتهم و نصحه لهم قال ( فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عليهم )
و نبينا محمد

و علمه بأحوالهم بعد وفاته لا تعني مراقبته لاحوالهم وانما الله يطلعه على الغيب (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ )
فما علاقة هذا كله بالمطلب الذي نناقشه !!
نحن نقاشنا حول هذا الدعاء : ( يا رسول الله بأبي أنت وأمي وأهل بيتك الطيبين ، إني أتوجه بك الى ربك ، وأقدمك بين يدي حوائجي )
و حيث ان الادله قائمه على ان النبي

وذلك بالادله النقليه و العقليه ومنها السلام عليه ومخاطبته بالصلاة
بقولنا السلام عليك أيها النبي
فهذا الخطاب فيه توجيه مباشرة للنبي

و إن قلت انه لا يسمع هذا السلام يكون خطابك بمنزلة مخاطبة المعدوم
و هذا من العبث والله لا يأمرنا بالعبث في الصلاة
وكيف تحول عندكم هذا الدعاء من مشروع في حياته الى دعاء شركي بعد وفاته
رغم ان اللفظ هو نفسه لم يتغير وليس في اللفظ ما يدل على ايّ عبادة للنبي صلى الله عليه و آله وسلم !!
هذا هو لب النقاش وليس نقاشنا حول شهادة النبي على امته في التبليغ و الرساله
او مراقبته لاحوالهم بعد وفاته والتي من البديهي و الطبيعي انه ليس مكلف بها بعد وفاته
لكن كما ذكرت لك هذا لا يتنافى مع سماعه او علمه بأحوالهم إذ ان الله هو من يطلعه على ذلك
تعليق