إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المتجدد في جواب التحدي السند الصحيح للخطبة الفدكية لسيدتنا الزهراء عليها سلام الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وهج الإيمان
    رد

    فدك بين الصديق والطاهرة - الجزء الرابع
    روايات تثبت هبة فدك للطاهرة فاطمة عليها السلام
    محمد ابن الأزرق الأنجري

    مدخل :
    يجب الاعتراف بأن جماهير علماء السنة يفضلون الخلفاء الثلاثة على موالينا فاطمة وعلي والحسن والحسين .
    ولأجل ذلك ، فإن الرواة الأوائل من أهل السنة ، كانوا يهتبلون بكل رواية لصالح الخلفاء ولو تضمنت الإساءة لآل الكساء الأطهار ، فينشرونها ولو اشتملت على الخرافات والأكاذيب كما سيظهر للمحايدين في قصة مولاتنا فاطمة مع سيدنا أبي بكر من روايتي مالك بن أوس وعروة بن الزبير المخرجتين في الصحيحين .
    في المقابل ، كان الرواة السنة يهملون الروايات الداعمة لموقف آل البيت أحيانا ، ولو كانت صحيحة .
    فهذا الإمام الزهري حافظ كبير وراوية شهير لا يدانيه أحد في عصره اطلاعا ومعرفة بالأخبار، بحيث يستحيل أن يجهل كل الروايات التي تتضمن مطالبة مولاتنا فاطمة على أساس الهبة لا الميراث .
    إنها روايات كثيرة ، لم نجد الزهري ضمن أسانيدها البتة ، لكننا وجدناه حاضرا في كل رواية تدعم خصوم مولاتنا فاطمة .
    والزهري لم يكن من الذين يروون الصحيح فقط حتى نجد له مسوّغا ومخرجا ، فقد حدّث بالموضوعات والمنكرات في العقيدة والأحكام وغيرهما ، حتى قرّر المحدثون أن مراسيل الزهري شبه الريح .
    فلماذا يا ترى لم يرو أيا من الأخبار عن "ادّعاء" مولاتنا فاطمة أن النبي وهبها أرض فدك ؟
    حتى ولو كانت موضوعة مكذوبة ، فالزهري يجب أن يسمعها ويرويها كما فعل في أخبار كثيرة .
    والزهري لم يكن ناصبيا ولا أمويا ، لكنه كان يمارس سذّ الذرائع ، فلعلّه خشي على مقام الصديق رضي الله عنه ، فتحاشى رواية ما يثبت أن مسألة فدك لا علاقة لها بالميراث .
    وتذكّر مقولة الحموي في معجم البلدان (4/239) : وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وآل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء . هـ
    الرواية الأولى في هبة فدك : حديث أبي سعيد الخدري
    :
    ورد من طرق عدة عَنْ فُضَيْلٍ بن مرزوق، عَنْ عَطِيَّةَ بن سعيد العوفي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء: 26] دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ وَأَعْطَاهَا فَدَكَ " ( مسند أبي يعلى الموصلي ح 1075 و ح1409 ، ومسند البزار- كشف الأستار ح2223 ، والكامل في ضعفاء الرجال (6/ 324)
    قلت : هذا أثر حسن :
    فضيل بن مرزوق صدوق ، وعطية العوفي تابعي جليل حسن الحديث ظلمه النقاد لتشيعه كما أثبت العلامة محمود سعيد ممدوح في " رفع المنارة " أو غيره .
    وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (7/49) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ. هـ
    كلام فارغ من التحقيق ، كيف ، وقد حسّن هو ذاته في الكتاب نفسه أحاديث تفرّد بها عطية رحمه الله ؟
    وفي علل الحديث لابن أبي حاتم (4/577) : سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ عَابِسٍ ، عَنْ فُضَيل ، عَنْ عَطِيَّة ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ : لمَّا نزلَتْ: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}.
    ورَوَاهُ أَبُو نُعَيْم ، عَنْ فُضَيل، عن عطيَّة، لا يقول: عن أبي سَعِيدٍ .
    أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: كَمَا قال أبو نُعَيْمٍ أصحُّ . هـ
    قلت : ابن أبي حاتم الرازي لم يدرك أبا نعيم الفضل بن دكين ، ولم يذكر لنا سنده إليه ، فلا ندري الواسطة بينهما ، فيبقى ترجيح أبي حاتم الرازي أن الخبر مرسل يرويه عطية العوفي عن النبي مباشرة محل توقف ونظر .
    وعلى فرض كونه مرسلا ، فهو مرسل حسن ، يعتبر به .
    وشتان بين قول أبي حاتم الرازي أو الحافظ الهيثمي وبين الطامة والداهية التي وقع فيها الألباني غفر الله لنا وله ، فإنه أبان عن شطط وغلوّ في المجازفة ، حيث أورد الحديث في سلسلته الضعيفة رقم 6570 ، وقال دون حياء ولا خوف من الله : موضوع.
    وحجته أن ( عطية - وهو: العوفي -، ضعيف مدلس تدليساً خبيثاً ... وأبو يحيى التيمي - اسمه: (إسماعيل بن إبراهيم الأحول) -: شيعي، قال الذهبي في "المغني": "مجمع على ضعفه" ) . هـ
    والشيخ يعلم أن وجود راويين ضعيفين في سند حديث ما يجعله ضعيفا فقط ، لا موضوعا ، إلا أن يكون متنه مناقضا للقرآن أو المتواتر أو الحس والعقل والعلم .
    ثم إن الألباني حسّن عشرات أحاديث عطية العوفي ، في الصحيحة والسنن وغير ذلك .
    ويعلم أن إسماعيل الأحول لم يتفرد بالرواية عن فضيل بن مرزوق ، فتابعه جماعة فيهم الثقة وغيره .
    والألباني لم يقف على طريق أبي حاتم ولا رآه ، وفيه الإمام الحجة الفضل بن دكين عن فضيل بن مرزوق .
    أما قول ابن كثير رحمه الله في تفسيره الآية : وَهَذَا الْحَدِيثُ مُشْكَلٌ لَوْ صَحَّ إِسْنَادُهُ؛ لَأَنَّ الآية مكية، وفدك إِنَّمَا فُتِحَتْ مَعَ خَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَكَيْفَ يَلْتَئِمُ هَذَا مَعَ هَذَا؟!
    قلت : هناك خلاف بين العلماء في الآية هل هي مكية أم مدنية ، فلا حجة ولا إشكال .
    وكم زعمتم تعدّد نزول آيات محدّدة بناء على اختلاف روايات أسباب النزول فتجمعون بينها بالقول : هذا مما تعدد نزوله بمكة والمدينة .
    فكيف نسيتم هذه القاعدة هنا ؟
    ولماذا لم تفترضوا أن الآية نزلت في مكة ، وأن تطبيقها جاء بالمدينة لما فتحت خيبر ووجد الرسول ما يعطيه قرابته ، وفي مقدمتهم مولاتنا فاطمة ؟
    وسيأتي ما يشهد لذلك من غير طريق فضيل وعطية وأبي سعيد .
    وأتفه مما سبق ، قول الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال (3/135) : هذا باطل، ولو كان وقع ذلك لما جاءت فاطمة رضي الله عنها تطلب شيئا هو في حوزها وملكها. وفيه غير علي من الضعفاء. وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. هـ
    قلت : كان سيدنا أبو بكر يجهل الهبة ، فتصرف في فدك بحكم الإمامة ، فجاءت الطاهرة تخبره أنها هبة لها ، فكان ماذا ؟
    وما قولك في سهم ذي القربى الذي أمر به الله في القرآن ، وعطّله سيدنا الصديق اجتهادا وظنا منه أنه انقضى بموت رسول الله ، فجاءه موليانا العباس وعلي يطالبانه به ؟
    وأما علي بن عابس فلم يتفرد بالخبر عن فضيل ، وإن عنيت بغيره من الضعفاء عطية بن عوف ، فأنت من جملة الظالمين له على إمامتك واستقرائك رحمك الله .
    شواهد لم يقف عليها من تكلموا في حديث عطية :

    قال الحافظ السيوطي في الدر المنثور (5/274) : وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: لما نزلت {وَآت ذَا الْقُرْبَى حَقه} أقطع رَسُول الله فَاطِمَة فدكا . هـ
    وروى السُّديّ، عن أبي الديلم، قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السلام لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أفما قرأت في بني إسرائيل (وآتِ ذَا القُرْبى حَقَّهُ) قال: وإنكم لَلْقرابة التي أمر الله جلّ ثناؤه أن يُؤتى حقه ؟ قال: نعم. ( تفسير الطبري ت شاكر (17/426)
    وفي تفسير ابن أبي حاتم : قال علي بن الحسين في قوله تعالى: «وآت ذا القربى حقه» : هم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، أمر صلى الله عليه وسلم بإعطائهم حقوقهم من بيت المال، أي: من سهم ذوي القربى من الغزو والغنيمة، ويكون خطابا للولاة أو من قام مقامهم.
    هذا ، وتمام الآية هكذا في سورة الإسراء : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) .
    والقرآن يفسّر بعضه بعضا ، فبعد خيبر أنزل الله سبحانه في سورة الأنفال :

    ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
    أي جاء التذكير بما أمرت به آية الإسراء لما جاءت الغنائم ، فأكّدت آية الأنفال على حقوق قرابة الرسول واليتامى والمساكين وابن السبيل المذكورين في الإسراء ، وأضافت سهم الله ورسوله .
    وهو ما فعله النبي عليه السلام ، ففرّق على بني هاشم وبني المطلب سهمهم من الخمس المفروض قرآنا ، فأعطى موالينا العباس وعليا وفاطمة وغيرهم كما جاء في روايات صحيحة ، نذكرها في المقال الخاصّ بسهم الخمس لذي القربى .
    وإنما كان أعطاهم غلّة أراضي خيبر ، وفدك منها ، حيث قضت الاتفاقية مع يهود خيبر وفدك أن يبقوا في بلادهم ، ويرسلوا نصف المنتوج الزراعي للمسلمين ، فتأخذ قرابة الرسول خمسها من تلك الغلة .
    أي أن النبي لم يفرّق على قرابته أراضي خيبر ، بل الغلة فقط .
    وخيبر منطقة بعيدة جدا عن المدينة ، بحيث لا يتصوّر عاقل أن فاطمة عليها السلام كانت تذهب بنفسها لحرث فدك وحصدها ، بل كانت تنتظر حتى يأتيها حقها .
    من هنا جهل سيدنا الصديق تملكها غلّة فدك ، فكان ما كان .
    فإذا وجدت ابن تيمية وتلميذه الذهبي رحمهما الله يحتجان بأن الهبة لا تثبت إلا بالتملّك والحيازة ، فاعلم أنهما لم يستحضرا ما قلناه ، أو أنهما يمارسان المغالطة والتمويه مستغلّين جهل القارئ أو الخصم بمثل هذه التفاصيل الدقيقة .
    ولله الحمد والمنة ، فما أدركناها إلا بعد استعمال منهج الشك المبدئي في (اجتهادات) السابقين أيا كانوا .
    ولكي لا تبقى متشككا فيما وعدتك به ، إليك هذا الحديث الصحيح المليح :
    قال الصحابي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى فِي بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَتَرَكَ بَنِي نَوْفَلٍ، وَبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو هَاشِمٍ لَا نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَكَ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ، فَمَا بَالُ إِخْوَانِنَا بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَنَا وَقَرَابَتُنَا وَاحِدَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا وَبَنُو الْمُطَّلِبِ لَا نَفْتَرِقُ فِي جَاهِلِيَّةٍ، وَلَا إِسْلَامٍ، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ شَيْءٌ وَاحِدٌ» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    قال : « وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيهِمْ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعْطِيهِمْ، وَعُثْمَانُ مِنْ بَعْدِهِ، مِنْهُ»

    (مسند الشافعي ح 1751 ، الأموال للقاسم بن سلام (ص: 415) ومصنف ابن أبي شيبة 6/516 و7/393 ، وتاريخ المدينة لابن شبة (2/ 644 و645) ، والأموال لابن زنجويه (2/726) ، وسنن أبي داود ح 2978 و 2979 و2980 ، وسنن النسائي ح 4136 وصحيح ابن حبان 8/91 )
    قلت : وصححه الألباني وغيره ، ثم يزعمون أن النبي لم يعط الطاهرة غلّة فدك ، وهي جزء من خيبر .
    والخبر صريح في أن الصديق لم يكن يعطي قرابة رسول الله سهمهم من الخمس ، لأنه كان يرى أنه سهم منقرض بوفاة رسول الله .
    أما الفاروق ، فقد أعطاه لهم بعدما جاءه العباس وعلي مطالبين بحقهم القرآني كما سيأتي ، فولّى عليه مولانا عليا ليصرفه على الآل واليتامى والمساكين وابن السبيل ، وما فضل منه يوجّه لبيت المال.
    أما فدك الخاصة غلتها بورثة أمنا فاطمة ، فقد تشبّث فيه الفاروق باجتهاد الصديق ، ولم يرض مولانا علي أن يكلّمه فيها ، لأنه لم يستسغ الاستفادة مما حرمت منه حبيبته بنت رسول الله ، وكذلك يفعل الأباة العظام .
    هذا ، وسنذكر لك أخبارا كثيرة تصرّح بأن النبي وهب الطاهرة فاطمة فدكا ، تأكيدا وتقوية لحديث أبي سعيد الخدري .
    ولو لم يكن إلا غضب الطاهرة على الصديق وهجرانها له حتى جاءها في مرض موتها مسترضيا معتذرا ، لكفى دليلا على أنها طالبته بحقها في فدك، وشاهدا على صحة خبر عطية العوفي .

    وعلى الرغم من ذلك ، فإننا عازمون على إيراد كل الروايات التي تعمّد الكبار تجاهلها إلا من هداه الله للتوفيق بين محبّة الصديق والطاهرة وتعظيمهما .
    فنرجو أن نكون منهم .
    صلى الله وسلم على الطاهرة ، ورضي عن الصديق .

    يتبع ............

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    فدك بين الصديق والطاهرة
    الجزء الثالث
    محمد ابن الأزرق الأنجري

    "فدك" غصّة سلاطين بني أمية وبني العباس

    كان قرار الصدّيق رضي الله عنه بخصوص قضية فدك عاملا من عوامل تمزيق اللحمة بين الصحابة ثم الأمة من بعدهم .
    ليس لأن آل البيت كانوا متشوفين للدنيا ومتاعها ، بل لأنها – قضية فدك - كانت مظهرا من مظاهر (الإجحاف) في حق بني هاشم (والتضييق) عليهم اجتماعيا واقتصاديا.
    بدأ ذلك بإقصائهم من مشاورات اختيار الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ففي الوقت الذي كان فيه آل البيت مشغولين بجنازة نبي الأمة ، كان الأنصار وبعض المهاجرين يختارون الخليفة دون اعتبار لباقي الصحابة ، وفي مقدمتهم عشيرة المصطفى .
    من هنا سمى سيدنا عمر ، أحد المشاركين في السقيفة ، طريقة اختيار سيدنا أبي بكر فلتنة وفتنة وقى الله شرها .
    وإنما وقانا الله شرها بصبر آل البيت وتحملهم .

    فقد كان بإمكانهم الطعن في خلافة الصديق ، وفي ذلك خطر وأي خطر ، لكنهم لم يفعلوا لأنهم لم يكونوا طلاب حكم ، ولا يحبون شق وحدة الأمة .
    كان مولانا الصديق حقيقا بالخلافة ، لكن المشكلة في طريقة اختياره وظروفها وسرعتها .
    كان من المفروض أن يتجه المهاجرون الذين حضروا السقيفة نحو تعطيل اختيار الخليفة الذي اجتمع لأجله الأنصار .
    أي كان من الواجب على سادتنا المهاجرين أن يقولوا للأنصار :
    إن اختيار الخليفة شأن عظيم ، يتطلب حضور سائر المهاجرين والأنصار ، ولا يجوز البت فيه قبل الفراغ من جنازة نبينا الكريم ، فليكن فلان رئيسا مؤقتا ريثما يُدفَن نبينا ، فيشهد اختيارَ الخليفة جمهورُ المهاجرين والأنصار ، وبنو هاشم خاصة ، احتراما لهم وتعظيما للنبي المختار .
    فلما تعجل أهل السقيفة اختيار الخليفة ، كان من المنتظر أن يستشعر بنو هاشم التهميش والإهمال .
    ثم جاءت المطالبة من قبل موالينا العباس وعلي بحق آل البيت في الإشراف على سهم ذي القربى المنصوص عليه قرآنا ، وسؤال مولاتنا فاطمة بأرضها الفدكية ، ليشكل ذلك كله النقطة التي أفاضت كأس بني هاشم ، فيرفضون البيعة للخليفة ، وتقرّر مولاتنا فاطمة مقاطعته اجتماعيا كشكل من أشكال الاحتجاج المدني .

    رضي الله عن سيدنا أبي بكر ، وصلى وسلم على الآل أجمعين .
    ( تلك أمة قد خلت )
    نتناول أخبارها للعبرة والبحث عن سُبُل إعادة لُحمة الأمة من جديد ، لا لنفجر النزاع ، أو نمنح الغلاة والحمقى فرصة الغمز واللمز .
    مصير " فدك " :
    كان الصديق والفاروق وذو النورين ، يعطون آل البيت قوت عامهم من سهم ذي القربى وفدك ، ويصرفون الباقي في المصالح العامة ، وهو ما فعله مولانا علي كذلك لأنه شهم لا يرضى الاستفادة مما حُرِمت منه زوجه الطاهرة .
    أما معاوية رحمه الله ، أول الملوك ، فإنه انتزع فدكا من الأمة ، وقدمها هدية مجانية لحليفه مروان بن الحكم خائن سيدنا عثمان .
    والحق أنها لم تكن مجانية ، لأن مروان هو الذي مهّد الطريق لمعاوية نحو السلطة، فأشعل الفتنة أيام عثمان بالرسائل الشيطانية التي كان ينسبها للخليفة ، وحرّض الناكثين على مولانا علي فكانت حرب الجمل ، وضمِن لحزب معاوية عشائرَ مكية كثيرة شاركت في الحرب على أمير المؤمنين أو مارست الخذلان عبر الحياد السلبي .
    وهكذا استحق الفتّان أرض فدك نكاية في آل بيت النبوة ، وإمعانا في إيذاء مشاعرهم .
    وقد شكّلت " فدك " غصّة ومشكلة سياسية لكل الملوك الذين فيهم شيء من الصلاح بعد معاوية .
    ونجتزئ هنا موقف خليفة أموي عادل ، وملك عباسي منصف ، هما : عمر بن عبد العزيز والمأمون العباسي .
    أولا : موقف عمر بن عبد العزيز من " فدك " :
    ورد من طرق كثيرة بعضها صحيح أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَمَعَ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَتْ لَهُ فَدَكُ، فَكَانَ يُنْفِقُ مِنْهَا وَيَعُودُ مِنْهَا عَلَى صَغِيرِ بَنِي هَاشِمٍ، وَيُزَوِّجُ مِنْهَا أَيِّمَهُمْ، وَإِنَّ فَاطِمَةَ سَأَلَتْهُ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهَا فَأَبَى»، فَكَانَتْ كَذَلِكَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، فَلَمَّا أَنْ وُلِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَيَاتِهِ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، فَلَمَّا أَنْ وُلِّيَ عُمَرُ عَمِلَ فِيهَا بِمِثْلِ مَا عَمِلَا حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، ثُمَّ أَقْطَعَهَا – يعني معاوية بن أبي سفيان - مَرْوَان، ثُمَّ صَارَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَرَأَيْتُ أَمْرًا مَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام، لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، وَأَنَا أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ رَدَدْتُهَا عَلَى مَا كَانَتْ يَعْنِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    ( الطبقات الكبرى لابن سعد ط صادر (5/388) ، وسنن أبي داود ح 2972 ، وسنن البيهقي 6/491 ، والمعرفة والتاريخ (1/ 587) ، وفتوح البلدان للبلاذري (ص: 40 و 41) ، والأوائل للعسكري (ص: 258 و ص 259) وتاريخ دمشق 45/178 و179 )
    وفي رواية عند أبي بكر النصيبي ت 359 في الفوائد (ص: 222): لَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَدَّ فَدَكَ عَلَى وَلَدِ فَاطِمَةَ , وَكَتَبَ إِلَى وَالِيهِ بِالْمَدِينَةِ يَقْسِمُ غَلَّتَهَا عَلَى وَلَدِ فَاطِمَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ فَاطِمَةَ قَدْ وَلَدَتْ فِي آلِ عُثْمَانَ وَآلِ فُلانٍ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ , أَمَا إِنِّي لَوْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ آمُرُكَ بِذَبْحِ بَقَرَةٍ , كَتَبْتَ: مَا لَوْنُهَا؟ أَوْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِذَبْحِ شَاةٍ , لَقُلْتَ: جَمَّاءُ أَمْ قَرْنَاءُ؟ فَإِذَا أَوْرَدَ كِتَابِي هَذَا عَلَيْكَ , فَاقْسِمْهَا عَلَى وَلَدِ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ . فَنَقَمَتْ بَنُو أُمَيَّةَ ذَلِكَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَعَاتَبُوهُ فِيهِ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الْمُرْجِئَةِ يَنْقِمُونَ عَلَيْهِ فِعْلَهُ , فَسَاءَ ذَلِكَ بَنِي مَرْوَانَ , وَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الدُّخُولِ عَلَيْهِ، فَمَكَثَ أَيَّامًا لا يَأْذَنُ لَهُمْ فَحَضَرَهُ أَهْلُ بَيْتِهِ , فَقَالُوا: عِبْتَ مَا فَعَلَهُ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَهَجَّنْتَ فِعْلَهُمْ , فَقَالَ: إِنَّكُمْ جَهِلْتُمْ وَعَلِمْتُ , وَنَسِيتُمْ وَذَكَرْتُ , وَإِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَعْنِي عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ حَدَّثَنِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: « فَاطِمَةُ بضْعَةٌ مِنِّي , وَيُسْخِطُنِي مَا أَسْخَطَهَا , وَيُرْضِينِي مَا أَرْضَاهَا» .
    فَوَلُوهَا بَنُو أُمَيَّةَ، حَتَّى صَارَتْ لِمَرْوَانَ , فَوَهَبَهَا مَرْوَانُ لأَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَوَرِثْتُهَا أَنَا وَإِخْوَتِي , فَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَهَبُوا لِي حِصَصَهُمْ , فَمِنْهُمْ مَنْ بَاعَنِي , وَمِنْهُمْ مَنْ وَهَبَ لِي حَتَّى اسْتَخْلَصْتُهَا , فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهَا عَلَى وَلَدِ فَاطِمَةَ , قَالُوا: فَإِنْ آلا هَذَا , فَامْسِكِ الأَصْلَ َوفَرِّقِ الْغَلَّةَ , فَفَعَلَ.
    قال الأنجري: فظهر أن عمر بن عبد العزيز ردّ فدك على ورثة فاطمة عليها السلام أول الأمر .
    فلما عارضه أمراء بني أمية ، وخاف الفتنة ، سلك بها سبيل الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فجعل الولاية عليها لغير آل البيت ، مع تفريق غلتها الفلاحية في المنافع العامة خلافا لمعاوية الذي "أهداها" على طريق القياصرة لحليفه الناصبي مروان بن الحكم قاتل سيدنا طلحة بن عبيد الله لما قرّر التوبة من التمرّد المسلّح على مولاه علي .
    ولنا أن نسأل هنا العاطفيين :
    إنكم ترون قرار مولانا أبي بكر صوابا ، فما قولكم في تصرّف معاوية حين حرَم الأمة من غلّة " فدك " وأهداها مِلكا لحليفه مروان بن الحكم يتوارثه أبناؤه إلى زمن الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ؟
    إن صوّبتم فعل معاوية ، خطّأتم سيدنا أبا بكر . كيف ؟
    إنكم ترون أن فدكا لا تورث ، لذلك رفض سيدنا أبو بكر منحها لمولاتنا فاطمة .
    وترون أن فدكا أرض أوقفها رسول الله ومن بعده الخلفاء الراشدون على المنافع العامة للأمة.
    وهذا معاوية يترك سنة رسول الله وخلفائه الراشدين ثم يفوّت أرضا مملوكة للأمة لواحد من النواصب الحاقدين .
    هل تقرّون أن تصرّفه جريمة مالية في حقّ الأمّة كما أقرّ الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله ؟
    وإن سوّغتم فعل معاوية غفر الله لنا وله، وزعمتم أن الحاكم من حقه أن يهب مِلكا عاما لواحد من أمته ، فإنكم تطعنون في اجتهاد سيدنا أبي بكر من حيث لا تشعرون .
    إن الصديق رفض بشدة أن يمنح الطاهرة فاطمة أرض فدك ، وغبار نعلها أشرف وأطهر من مروان الناصبي الخائن الفتان .
    فكيف استسهل معاوية - الذي تزعمون أنه كان على سيرة الشيخين – تمليك أرض عامة ومنفعتها لرجل من عشيرته ؟
    ألا يدلّ ذلك على أنه كان ملكا لا خليفة ؟
    وأنه كان يتعمّد استفزاز آل البيت الكرام ، إذ منح ما حُرِمت منه أمهم الطاهرة أحدَ أعدائهم النواصب في حياة مولانا الحسين ؟
    على كل حال ، فقد أقرّ الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز أن تصرّف أجداده غصب وتسلط على " مال الأمة "، تخلّص منه رحمه الله بردّه إلى ما كان عليه زمن الشيخين رضي الله عنهما .
    وبخصوص قول سيدنا عمر الأموي : « ... وَإِنَّ فَاطِمَةَ سَأَلَتْهُ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهَا فَأَبَى» ، فهو خبر مرسل
    ، إذ أن عمر تابعي ، لم يدرك زمن القصة ، وقد تفرّد بهذا الخبر الباطل ، الذي لا نشك أنه تلقاه من أجداده الأمويين النواصب كما ورث منهم أرض فدك قبل أن يعيدها للأمة .
    والدليل على بطلان ما أرسله رحمه الله ، هو الروايات الدالة على أنه وهبها فدك ، وستأتني .
    ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يمنع ابنته الطاهرة طلبها فإنه قال لها ، في بداية البعثة: « يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا » ( صحيح البخاري ح 4771 وصحيح مسلم 351 - (206) )
    أي اطلبي ما شئت من المال ، فإنني أملك ذلك ، أما الآخرة بيد الله ، إن آمنت لك الجنة وإن كفرت لك غير ذلك .
    فكيف يفتح الله عليه الدنيا قبل موته ، ثم يرفض منح جزء منها لأحب الخلق إليه ، فاطمة بنته ؟
    وكيف يرفض وهو القائل عليه السلام في صحيح البخاري ح 1295 وصحيح مسلم 5 - (1628) :
    ( إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ )
    وقد سبق الشيخ الألباني لاستنكار ما نسبه ابن عبد العزيز رحمه الله للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال في ضعيف أبي داود - الأم (2/ 420) : ( ... وفيه جملة استنكرتُها، وهي قوله: (إن فاطمة سألته أن يجعل أرض فدك لها؟ فأبى) ؛ ووجه الاستنكار مِن ناحيتين:
    الأولى: أنها لم ترد في شيء من طرق الحديث الصحيحة عن عمر وعائشة وغيرهما في "الصحيحين " و"السنن "
    وغيرهما، وحديثهما في الكتاب الآخر (2624- 2631) .
    والأخرى: أنني أستبعد جداً أن تكون السيدة فاطمة سألت أباها (فدكاً) فمنعها! إياها، ثم بعد وفاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تطالب بها أبا بكر، وتخاصمه في ذلك - كما هو معروف-؛ هذا شبه مستحيل. والله أعلم. هـ
    ثانيا : المأمون العباسي يتحرّى فيأمر بردّ فدك إلى ورثة مولاتنا فاطمة :

    قال العلامة الثقة الحافظ البلاذري في فتوح البلدان (ص: 41) : لما كانت سنة عشر ومائتين ، أمر أمير الْمُؤْمِنِين المأمون، عَبْد اللَّهِ بْن هارون الرشيد فدفعها إِلَى ولد فاطمة وكتب بذلك إِلَى قثم بْن جَعْفَر عامله عَلَى المدينة :
    أما بعد، فإن أمير الْمُؤْمِنِين بمكانه من دين اللَّه. وخلافة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والقرابة به أولى منَ استن سنته، ونفذ أمره وسلم لمن منحه منحة وتصدق عَلَيْهِ بصدقة منحتَه وصدقتَه، وبالله توفيق أمير المؤمنين وعصمته، وإليه في العمل بما يقربه إليه رغبته.
    وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدك وتصدق بها عليها، وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بَيْنَ آل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه، ولم تزل تدعي منه ما هُوَ أولى به من صدق عَلَيْهِ.
    فرأى أمير الْمُؤْمِنِين أن يردها إِلَى ورثتها ويسلمها إليهم تقربا إِلَى اللَّه تعالى بإقامة حقه وعدله وإلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتنفيذ أمره وصدقته، فأمر بإثبات ذلك في دواوينه والكتاب به إِلَى عماله، فلأن كان ينادى في كل موسم بعد أن قبض اللَّه نبيه صلى اللَّه عَلَيْهِ أن يذكر كل من كانت له صدقة أو وهبة أو عدة ذلك فيقبل قوله وينفذ عدته، أن فاطمة رضي اللَّه عنها لأولى بأن يصدق قولها فيما جعل رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لها.
    وقد كتب أمير الْمُؤْمِنِين إِلَى المبارك الطبري مولى أمير الْمُؤْمِنِين يأمره برد فدك عَلَى ورثة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحدودها وجميع حقوقها المنسوبة إليها وما فيها من الرقيق والغلات وغير ذلك وتسليمها إِلَى مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وَمُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن على بن الحسين ابن علي بْن أَبِي طالب لتولية أمير الْمُؤْمِنِين إياهما القيام بها لأهلها فاعلم ذلك من رأي أمير الْمُؤْمِنِين وما ألهمه اللَّه من طاعته ووفقه له منَ التقرب إليه وإلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعلمه من قبلك، وعامل محمد بن يحيى ومحمد ابن عَبْد اللَّهِ بما كنت تعامل به المبارك الطبري، وأعنهما عَلَى ما فيه عمارتها ومصلحتها ووفور غلاتها إن شاء اللَّه والسلام» وكتب يوم الأربعاء لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة عشر ومائتين، فلما استخلف المتوكل عَلَى اللَّه رحمه اللَّه أمر بردها إِلَى ما كانت عَلَيْهِ قبل المأمون رحمه اللَّه.

    قلت : أدرك العلامة البلاذري المأمون العباسي وله فيه مدائح ، وجالس المتوكل ، وكان كاتبا أديبا خبيرا برسائل الملوك ، عارفا بأخبارهم ، فالخبر ثابت صحيح .
    وفي كتاب الأوائل للعسكري (ص: 258 و ص 259) : من طريق محمد بن زكريا الغلابي عن عبيد الله بن محمد ابن عائشة : ثم قبضها يزيد بن عبد الملك، فلما ولي أبو العباس ردها إلى عبد الله بن الحسن، ثم قبضها أبو جعفر، ثم ردها المهدي على ولد فاطمة، ثم قبضها موسى وهارون، ثم ردها عليهم المأمون.
    ثم روى عن محمد بن زكريا عن مهدى بن سابق قال: جلس المأمون للمظالم، وأول رقعة وقعت فى يده نظر فيها وبكى، ثم قال: أين وكيل فاطمة بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-؟ فقام شيخ وعليه دراعة وعمامة وخف ثغري، فتقدم فجعل يناظره فى فدك، والمأمون يحتج عليه وهو يحتج على المأمون، ثم أمر أن يسجل بها لهم فسجل وأمضاه المأمون، فأنشأ دعبل يقول:
    أصبح وجه الزّمان قد ضحكا ... بردّ مأمون هاشم فدكا
    فلم تزل فى أيديهم حتى كان أيام المتوكل، فأقطعها عبد الله بن عمر الباريار، وكان فيها إحدى عشرة نخلة مما غرسه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بيده، وكان آل أبى طالب يأخذون ذلك الثمر، فإذا قدم الحجاج أهدوا إليهم منه، فيصل إليهم به مال جليل، فبلغ المتوكل ذلك، فأمر عبد الله بن عمر بصرمه ويعصره، فوجه رجلا يقال له بشر بن أمية الثقفي، فصرمه وعصره، وذكروا أنه جعله نبيذا، فما وصل إلى البصرة حتى ملح، وقتل المتوكل.
    في إسناد هذه الأخبار محمد بن زكريا الغلابي العلامة الإخباري ، وهو مختلف فيه ، لكنه مقبول في التاريخ ، وطريق البلاذري شاهد لصدقه في قصة المأمون والمتوكل .

    وقال المؤرخ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي الحموي (المتوفى: 732هـ) في كتاب "المختصر في أخبار البشر" (2/ 32) ومثله في تاريخ ابن الوردي (1/212) :
    كان المأمون شديد الميل إِلى العلويين، والإحسان إِليهم رحمه الله تعالى، ورد فدك على ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلمها إِلى محمد ابن يحيى بن الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ليفرقها على مستحقيها من ولد فاطمة، وكان المأمون فاضلاً مشاركاً في علوم كثيرة. هـ
    وبعد مقتل المتوكل الذي كان شديدا على آل البيت ، خلفه ابنه الملك العادل الصالح محمد المنتصر بالله ، وكرّر سنّة المأمون الحسنة بخصوص فدك
    :
    قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام (18/416) : كان أبوه المتوكًل قد أمر بهدْم القبر، وأن يعاقب مَن وُجد هناك. فلمّا ولي المنتصر أمر بالكفّ عن آل أبي طَالِب وردّ فَدَك على آل الْحُسَيْن.
    وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص: 260) : كان ... وافر العقل، راغبًا في الخير، قليل الظلم، محسنًا إلى العلويين، وصولًا لهم، أزال عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين، وردّ على آل الحسين فدَك، فقال يزيد المهلبي في ذلك:
    ولقد بررت الطالبية بعدما ... ذموا زمانًا بعدها وزمانًا
    ورددت ألفة هاشم فرأيتهم ... بعد العداوة بينهم إخوانًا
    قال ابن الأزرق :
    بحثَ المأمونٌ جذورَ قصة فدك ، وهو رجل علم من جهة ، وملك له مستشارون وعلماء وفقهاء ومؤرخون أصدر الأمر إليهم بالبحث الجاد والتمحيص العميق ، فانتهى إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وهب فدكا لبضعته الطاهرة فاطمة عليها السلام ، لذلك أمر بتمكين ذريتها المعاصرة له من حقهم .
    ولا يفهمّن أحد أن المأمون أفضل من الصديق ، فلا تلازم بين فعله وأفضليته إلا عند معطلي حاسة العقل والتدبر .
    يخطئ الفاضل ويصيب المفضول ، قاعدة مقرّرة عند كل العقلاء .

    الخلاصة :
    قصتا عمر بن عبد العزيز والمأمون مع فدك تؤكدان أن القضية لم تكن هينة كما هو شائع .
    وتعامل الأول شهادة من داخل البيت الأموي على انحراف نظام حكم أجداده وتسلّطهم على أموال الأمة وظلمهم آل البيت الأطهار .
    أما فعل المأمون ، فحدَث يعرّي الرواة الأوائل الذين تعمّدوا إخفاء الحقائق من جهة ، وتفننوا في تحريف القصة من ناحية .
    فآل البيت كانوا يطلبون حقهم في سهم ذي القربى ، ومولاتنا فاطمة طالبت بهبة النبي لها
    ، ولم يطلبوا عليهم السلام ميراثا كما أشاع المحرّفون .
    ولنا وقفات قادمة بإذن الله مع الروايات في الموضوع .
    حياكم الله ، وبارك أنفاسكم .

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    فدك بين الصديق والطاهرة
    الجزء الثاني :
    محمد ابن الأزرق الأنجري

    رأينا في الجزء الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم تخلص قبل وفاته من أمواله عبر الصدقة والتبرع .
    فبماذا طالبت الطاهرة فاطمة عليها السلام ؟ بالميراث أم بالهبة ؟
    إن المستقر عند علمائنا السنة أن العباس عمّ النبي والطاهرة فافطمة طالب كل واحد منهما بنصفه في تركة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنهما كانا يجهلان امتناع ميراثه لأن الأنبياء لا يورثون حتى أخبرهما سيدنا أبو بكر .
    والحقيقة الضائعة بين الروايات هي أن مولاتنا الطاهرة فاطمة جاءت تطلب فدكا ، وهي أرض خيبرية ، وهبها لها أبوها صلى الله عليه وسلم بعدما كانت في ملكه لا في ملك الأمة .
    وكان سيدنا أبو بكر يجهل تلك الهبة ، لأنها شأن خاص بآل البيت الكرام ، فظن أن فدكا من جملة الأموال التي تصدق بها رسول الله قبل وفاته ، وأن النبي فضّل التصدق بها بدل الإرث .
    وكان الخليفة قد سمع رسول الله يخبر أن أملاكه صدقة بعده ، ولم يستثن "فدكا" لظنه أن أحدا لن يكذّب بضعته الطاهرة إذا أخبرت أنه نحلها إياها .
    من هنا أصرّ الصديق على منع الطاهرة من تملّك أرض فدك ، عملا بفهمه وبناء على عدم علمه بأنها تملكتها بطريق الهبة .
    أما سيدنا العبّاس فجاء هو ومولانا علي يسألان الصديق الولاية على سهم ذوي القربى الخاصّ بآل البيت ، لأن الولاية في نظرهما حقهما الطبيعي ، فهما رأس العترة الشريفة .
    وكان الصديق يرى أن الولاية على الخمس سهم ذوي القربى مسئولية الدولة الممثلة في رئيسها ، وهو الخليفة .
    فامتنع من تسليمها لأحد من رؤوس آل البيت ، لكنه كان ينفق عليهم ويعولهم ، وما فضل جعله في المصالح العامة .

    ولم يكن الصديق رضي الله عنه ظالما ولا خائنا كما يفتري الغلاة ، بل كان مخطئا من وجهين :
    الأول : أنه لم يفهم قصد رسول الله ، فظن أنه لا يورث لأن النبوة أحد موانع التوارث ، فامتنع من تسليم فدك للطاهرة فاطمة ، ومن تولية العباس أو علي على الخمس المنصوص عليه قرآنا .
    قال تعالى في سورة "الأنفال" : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) .
    فخُمُس الغنائم يجب أن تقسم بنص هذه الآية خمسة أقسام :
    للَّهِ وَلِرَسُولِهِ سَهْمٌ، وَلِذِي الْقُرْبَى سَهْمٌ، وَلِلْيَتَامَى سَهْمٌ، وَلِلْمَسَاكِينِ سَهْمٌ، وَلابْنِ السَّبِيلِ سَهْمٌ.
    وذو القربى هم آل البيت الأطهار .
    وهذا السهم لا يجوز أن ينسخه أي حديث مهما كانت صحته ، كيف وقد جعله الله تعالى علامة من علامات الإيمان به كما في الآية ؟
    والمنطق يقتضي أن يتولى واحد من آل بيت النبوة القيامة على سهم ذوي القربى بعد وفاة رسول الله ، لأنه سهمهم بنص القرآن ، وهم أدرى بأفراد الأسرة الشريفة .
    والثابت أن الصديق رضي الله عنه أسقط سهم ذوي القربى ، وجعل الولاية لنفسه باعتباره خليفة على كل ما تركه رسول الله دون تمييز بين صدقاته من سهمه ، وبين سهم ذوي القربى أو فدك الممنوحة للطاهرة .
    وتبعه في ذلك الفاروق رضي الله عنه خشية مخالفته ، ثم تنازل لمولانا علي عن الولاية على سهم ذوي القربى في رواية متفق عليها ستأتي، وفي أخرى أن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه هو الذي تنازل عن تلك الولاية في رواية خارج الصحيحين بإسناد صحيح .
    واستمرت الولاية على سهم ذوي القربى في ذرية مولانا علي إلى زمن الدولة العباسية ، فغلب عليها بنو العباس ثم أرجعها المأمون العباسي للعلويين ، ثم لا ندري ما حدث بعد ذلك .
    وسواء كان التنازل من الفاروق أو ذي النورين ، فالنتيجة أن فهم الصديق وتصرّفه لم يكن سليما ، أي أنه كان مجانبا للصواب ، وأن مطالبة علي والعباس عليهما السلام بالولاية على سهم ذوي القربى عين الصواب.
    إن النبي صلى الله عليه وسلم تصدق بسهمه فامتنع إرثه لأنه صدقة ، ووهب بنته أرض فدك ، وهي أهل لكل هبة .
    وأما سهم ذوي قرابته ، فلم يكن من حق رسول الله أن يتصدق به ، لأنه ليس له .
    وهو سهم لا يورث فيحتكره العباس وفاطمة فقط باعتبارهما الوريثين الوحيدين لرسول الله .
    بل هو سهم لذوي القربى صغارا وكبارا ، رجالا ونساء ، ورثة وغير ورثة ، فيدخل فيه بنو هاشم كلهم ، لكن مسئولية ولايته يجب أن تكون من نصيب أحد رجالات آل البيت ، وهو العباس أو علي بصفتهما شيوخ بني هاشم ، وهو ما آل إليه الأمر بعد الصديق رضي الله عنه .
    الثاني : الخطأ الثاني الذي وقع فيه الصديق هو أنه رفض تمكين مولاتنا الطاهرة من أرض فدك التي تملكتها بطريق الهبة كما سيأتي في روايات صريحة مهملة بفعل المذهبية المقيتة .
    ورفضُ الصديق راجع لعدم علمه بأن الرسول وهب فدكا للابنة الوحيدة الطاهرة فاطمة ، ولأنه ظن أن فدكا من جملة ما تصدق به رسول الله فامتنع تملكها بالإرث .

    لم يكن للطاهرة شهود على هبة فدك إلا زوجها علي في رواية ، والزوج مردود الشهادة إذا كانت لصالح الزوجة عند الجمهور .
    وشاهدها الثاني هو سيدتنا أم أيمن حاضنة رسول الله ، وشهادتها لوحدها غير كافية ، لأن الحقوق المالية تثبت بشهادة رجلين من غير الأقارب ، أو بشهادة رجل وامرأتين .
    والحق أن الصديق معذور بفهمه ، لكنه مخطئ في اجتهاده من ناحيتين :
    أما الناحية الأولى ، فهي أن التملك يقتضي شهيدين أو شهيدا وامرأتين في القرض أو البيع والشراء ونحوهما .
    أما إذا تعلق الأمر بالهبة ، فإنه من ادعى أن أباه وهبه شيئا ، وكان معروفا بالصدق والأمانة ، فالحكم للورثة وليس للقاضي أو رئيس الدولة .
    أي إذا صدّق الورثة دعوى الهبة ، أو لم يعترضوها ، فالمنطق يفرض إنفاذها لأنها شأن عائلي خاص بأفراد الأسرة .
    ومولاتنا فاطمة الطاهرة بنص القرآن والسنة المتواترة أبعد الناس عن الكذب ، ومولانا العباس لا ينكر هبتها ولا غيره من بني هاشم ، والمسألة عائلية لا تتطلب إشهارا وإذاعة من رسول الله، وشهادة مولانا علي أو أيمن كانت كافية لو تفطن الخليفة عليه الرضا والرحمة .
    لقد كانت الطاهرة عليها السلام على علم بأن النبي تصدق بسهمه من الخمس ، ولم تأت لطلب الميراث بل جاءت تخبر الصديق أن النبي وهبها أرض فدك .
    وذكر الميراث في الروايات المشهورة المتداولة تحريف متعمد لتبرئة الخليفة أبي بكر من الخطإ
    الذي استغله غلاة الشيعة فشتموه رضي الله عنه ، ونعتوه بالظلم .
    أو تخليط وخبط من الرواة لعدم تمييزهم بين سؤال بعض أمهات المؤمنين ميراثهن لعدم علمهن بتبرع زوجهن النبي بأملاكه، وبين مطالبة الطاهرة بهبتها الفدكية .
    هذه هي أسباب الخلاف بين آل البيت والخليفة الصديق ، وقد أحسوا بنوع من هضم حقوقهم فامتنعوا من بيعته .
    أما السيدة فاطمة فهي داخلة في المستحقين لسهم ذوي القربى من جهة ، فتستشعر معهم هضم حق قرآني لا محالة .
    ومن جهة ثانية، فتصرّف الخليفة معها ينتج تهمتها بالكذب في دعوى الهبة.
    من هنا كان موقفها من الخليفة أشد من بني هاشم جميعهم ، فهجرته حتى زارها مسترضيا في مرض موتها ، تعبيرا عن مرارة ما أحست به من إساءة لكرامتها ، لا أسفا على دنيا زائلة.

    ولا إثم في هجرانها كما يدعي الغافلون ، وذلك من وجهين :
    الأول : فاطمة عليها السلام امرأة أجنبية عن أبي بكر ، فلا يجب عليها أن تصله أو تغادر بيتها للقائه .
    الثاني : ما تعرضت له من جرح لكرامتها إذ كُذِّبت ضمنا ، وما رأته من "هضم" لحقها وحقوق قرابتها اجتهادا من الخليفة لا هوى أو تعصبا، مسوّغات كافية لتعتكف الطاهرة في بيتها ، وتتفرغ للقاء ربها سبحانه ، إذ أخبرها نبي الله أنها أول أهله لحوقا به ، فلم تعش بعده إلا ستة أشهر أو أقل .
    وقفة مع العاطفيين المستنكرين :
    هذا الذي قلناه هنا ، لن يستسيغه العاطفيون ، بل سيستنكرون نسبة الخطإ للصديق رضي الله عنه وكذا نعته بعدم علمه بهبة فدك .
    وربما اتهمنا بعضهم بسوء الأدب ، ولم لا سبّ الصحابة .
    فنقول :
    أولا : إذا كانت تخطئة الصديق ووصفه بجهل الهبة سوء أدب وسبا ، فإن تخطئة الطاهرة ومعها مولانا علي وسائر بني هاشم الذين أيدوها في هجران الصديق وعدم البيعة ، ووصفهم بجهالة امتناع ميراث أبيهم وابن أخيهم وابن عمهم رسول الله ليس سوء أدب وشتما فقط ، بل هو الجنون والنفاق ، فمقامهم أكرم من مقام الصديق رضي الله عنه قرآنا وسنة .
    ثانيا : تصديق رواية الزهري عن عروة كما وردت ، يستلزم أن هجران الطاهرة ومولانا علي للصديق حتى ماتت بنت رسول الله إثم وفجور ، ويقتضي أن بني هاشم مجانين ، إذ كيف ينحازون إليها بعدما أخبرهم الصديق بحديث تحريم ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    وهذا والله لا انفكاك للعاطفيين منه ، وقد صرح بعض العلماء بمثل هذه المقتضيات الشنيعة ، كما فعل ابن تيمية غفر الله له في " منهاج السنة " .
    وهذا والله هو الضلال والعمى عن نصوص الوحي الواردة في الطاهرة وزوجها وسائر آل البيت الأطهار .
    وهو التعصب والعاطفة الباردة .
    ثالثا : نحن بين خيارين :
    إما القول بأن الطاهرة كانت تطالب بهبتها ، وأن الصديق لم يكن يعلم بتلك الهبة ، فأخطأ لما تشدّد واشترط عليها شهادة رجلين أو رجل وامرأتين جريا على الصرامة القضائية ، ظنا منه أن العدل والنجاة في ذلك ، غير آبه بتطبيق قوانين القضاء على أطهر امرأة بعد أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .
    وفي هذا الخيار تأكيد لبشرية الصديق ، وانعدام إساءة للطاهرة وآل البيت ، وإحراج لغلاة الشيعة ، إذ لا يجدون حجة سنية للنيل من الصديق .
    وإما القول بأن الطاهرة وآل البيت كذّبوا حديثا رواه الصديق ، وهجروه بلا سبب مشروع إلا الحرص على الدنيا .
    وهذا الخيار يقتضي الشك في مصداقية الخليفة وسائر الصحابة ، إذ تكذيب العترة له تهمة لا يرفعها تأويل .
    كما أن هذا الخيار يؤدي إلى شعبة من النفاق ، لأنه يقتضي نسبة قلة الدين والعقل للعترة الشريفة الطاهرة المطهرة .
    فليختر كل امرئ ما شاء فإنا قد اخترنا .
    ولأن ننسب الخطأ للخليفة خير من نعت العترة بالعظائم الموبقات .
    ومن اختار تصويب الصديق ، وتخطئة الطاهرة ، فليتحمل مسئوليته أمام الله ، أما عبد ربه ، فليس مستعدا لذلك .
    وإذا كان الصديق غير معصوم جريا على أصولنا الاعتقادية ، فكيف يستعظم بعض العاطفيين نسبة الخطإ إليه ؟

    حقيقة خلاف مولانا علي مع سيدنا الصديق :
    صح عن مُحَمَّد بْنُ إِسْحَاقَ صاحب السيرة قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: أَرَأَيْتَ حِينَ وَلِيَ الْعِرَاقَيْنِ وَمَا وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، كَيْفَ صَنَعَ فِي سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى؟ قَالَ: سَلَكَ بِهِ طَرِيقَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قُلْتُ: وَكَيْفَ؟ وَلِمَ؟ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ؟ قَالَ: أَمَ وَاللَّهِ مَا كَانَ أَهْلُهُ يَصْدُرُونَ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ، قُلْتُ: فَمَا مَنَعَهُ؟ قَالَ: كَانَ وَاللَّهِ يَكْرَهُ أَنْ يُدَّعَى عَلَيْهِ خِلَافُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " (تاريخ المدينة لابن شبة (1/217) ، وسنن البيهقي 6/557 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي (9/270) .
    وفي رواية المعرفة من طريق الشافعي: " مَا صَنَعَ عَلِيٌّ فِي الْخُمُسِ؟ فَقَالَ: «سَلَكَ بِهِ طَرِيقَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُؤْخَذَ عَلَيْهِ خِلَافُهُمَا».
    قال الشافعي : وَكَانَ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى رَأَيًا خِلَافَ رَأْيِهِمَا فَاتَّبَعَهُمَا .
    وقال الشافعي في كتاب الأم (4/155) : أُخْبِرْنَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ حَسَنًا وَحُسَيْنًا وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ سَأَلُوا عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْهُمْ - نَصِيبَهُمْ مِنْ الْخُمُسِ فَقَالَ: هُوَ لَكُمْ حَقٌّ وَلَكِنِّي مُحَارَبٌ مُعَاوِيَةَ فَإِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُمْ حَقَّكُمْ مِنْهُ.
    (قَالَ الشَّافِعِيُّ) فَأَخْبَرْت بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: صَدَقَ: هَكَذَا كَانَ جَعْفَرٌ يُحَدِّثُهُ ، أَفَمَا حَدَّثَكَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ؟ قُلْت: لَا . قَالَ مَا أَحْسَبُهُ إلَّا عَنْ جَدِّهِ هـ
    فتأكد أن مولانا عليا كان يرى سهم ذي القربى باقيا في العترة بعد رسول الله، خلافا للخلفاء قبله ، وهو مذهب الشافعي رحمه الله وآخرين .
    وظهر أن مولانا عليا وسّع دائرة صرف سهم ذي القربى على طريقة الخلفاء قبله ، ولكن برضا بني هاشم واستشارتهم خلافا لهما ، فجعل سهم ذي القربى في السلاح وتجهيز جيوش مقاتلة البغاة المتمردين المنقلبين للحاجة .
    وقول أبي جعفر عليه السلام في رواية ابن إسحاق: "وأنتم تقولون" يعني أن آل البيت كانوا يرون سهم ذي القربى حقا خالصا لهم دون سواهم ، إلا أن يشاؤوا التبرع به ، وأن الصديق والفاروق كانا مخطئين في اجتهادهما ، إذ أنهما أسقطا سهم ذي القربى وجعلاه في المنافع العامة للأمة .
    وحين تولاه مولانا علي في خلافة الفاروق أو عثمان ، تولاه بشرط صرفه في المنافع العامة رغم اعتقاده أنه حق خاص بالقرابة النبوية .
    وحين تولى الخلافة ، لم يخن الشرط ، ولم يغيّر زهدا منه عليه السلام ، وإكراما للعترة الشريفة ، ولكن بعد استشارتها ورضاها .

    الإمام ابن عبد البرّ الأندلسي يقارب الحقيقة :
    يعترف هذا الحافظ الفقيه الكبير بأن موالينا العباس وعلي لم يطلبا الميراث بل طلبا الولاية على سهم ذي القربى ، خلافا للشائع بين علمائنا المشدودين إلى روايات محرفة متناقضة منكرة لمجرد ورودها في الصحيحين .
    نعم ، في الصحيحين روايات صريحة في أن آل البيت كانوا يطالبون بالميراث ، وسندرسها رواية تلو أخرى .
    وابن عبد البر تحلى بقدر كبير من التمحيص والإنصاف ، فخرج بنتيجتين تشكلان صفعة وصدمة لذوي العواطف والمتعصبة من أهل طائفتنا .
    النتيجة الأولى : وهي إعراضه عن ظواهر تلك الروايات ، وصدعه بأن النزاع بين الصديق وآل البيت كان حول المستحق للولاية على سهم ذي القربى ، هل هو الخليفة ممثل الدولة ، أم الآل أنفسهم ؟
    قال رحمه الله في كتاب "التمهيد " (8/160) بعد كلام :
    أَمَّا تَشَاجُرُ عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ وَإِقْبَالُهُمَا إِلَى عُمَرَ فَمَشْهُورٌ لَكِنَّهُمَا لَمْ يَسْأَلَا ذَلِكَ مِيرَاثًا وَإِنَّمَا سَأَلَا ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ ، لِيَكُونَ بِأَيْدِيهِمَا مِنْهُ مَا كَانَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ حَيَاتِهِ ، لِيَعْمَلَا فِي ذَلِكَ بِالَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ فِي حَيَاتِهِ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ مِنْهُ قُوتَ عَامِهِ ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا فَضَلَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلَاحِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ . وَكَذَلِكَ صَنَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
    فَأَرَادَا عُمَرَ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ مَوْضِعٌ يَسُوغُ فِيهِ الِاخْتِلَافُ.
    وَأَمَّا الْمِيرَاثُ وَالتَّمْلِيكُ فَلَا يَقُولُهُ أَحَدٌ إِلَّا الرَّوَافِضُ .
    التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (8/ 161)
    ثم قال في (8/163) بعد نقاش : فَقَدْ بَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْمَعْنَى الْمَطْلُوبِ أَنَّهَا وِلَايَةُ ذَلِكَ الْمَالِ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، لَا مِيرَاثَ وَلَا مِلْكَ ، وَالْآثَارُ بِمِثْلِ هَذَا كَثِيرَةٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ . هـ
    ثم قال في (8/167) : قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ : الَّذِي تَنَازَعَا فِيهِ عِنْدَ عُمَرَ لَيْسَ هُوَ الْمِيرَاثُ ، لِأَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُورَثُ ، وَإِنَّمَا تَنَازَعَا فِي وِلَايَةِ الصَّدَقَةِ وَتَصْرِيفِهَا ، لِأَنَّ الْمِيرَاثَ قَدْ كَانَ انْقَطَعَ الْعِلْمُ بِهِ فِي حَيَاةِ أَبِي بَكْرٍ . هـ
    وقال ابن عبد البر في الاستذكار (8/592) أيضا : لَمْ يَرَ أَبُو بَكْرٍ مِمَّا يَخْلُفُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَفَدَكَ وَسَهْمِهِ بِخَيْبَرَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يَلِيَهُ بِمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَيُنْفِقَ مِنْهُ عَلَى عِيَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَأْخُذُ مِنْهُ لَهُمْ كُلَّ عَامٍ قُوتَ الْعَامِ ، وَيَجْعَلُ مَا فَضَلَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلَاحِ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ .
    وَفِي هَذِهِ الْوِلَايَةِ تَخَاصَمَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ لِيَلِيَهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلِيهَا بِهِ . هـ
    النتيجة الثانية : وهي إقراره رحمه الله بتناقض الروايات والأخبار الواردة في الخصومة بين الخلفاء وآل البيت ، فقال في المصدر السابق على سبيل الخلاصة : الْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ فِي تَرِكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِيمَا تَخَاصَمَ فِيهِ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ ، وَفِي ظواهرهما اخْتِلَافٌ وَتَدَافُعٌ هـ
    قلت بل فيها أكاذيب وتحريفات شتى ، وهي محل نقاشنا في الأجزاء القادمة بإذن الله ، ويكفينا إضرابك عن ظاهرها ، وإقرارك رحمك الله بتناقضها ، ليكون صنيعك مؤنسا لنا في طريق تحليلها وبيان عوارها .
    سعي الصديق للصلح يؤكد أن قراره اجتهاد يحتمل الخطأ :
    قال الإمام التابعي الكبير المحبّ لآل البيت عامر بن شراحيل الشَّعْبِيِّ : جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى فَاطِمَةَ حِينَ مَرِضَتْ فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْبَابِ فَإِنْ شِئْتِ أَنْ تَأْذَنِي لَهُ. قَالَتْ: وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَدَخَلَ عَلَيْهَا وَاعْتَذَرَ إِلَيْهَا وَكَلَّمَهَا فَرَضِيَتْ عَنْهُ.
    في رواية : لَمَّا مرِضَتْ فَاطِمَةُ أَتَاهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأَذِنُ عَلَيْك، فَقَالَتْ: أَتُحِبُّ أَنْ آذَنَ لَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَذِنَتْ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَتَرَضَّاهَا . وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ الدَّارَ وَالْمَالَ وَالْأَهْلَ وَالْعشيرَةَ إِلَّا ابْتغَاءَ مرْضاةِ اللَّهِ وَمرضاةِ رَسُولِهِ وَمرضاتِكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ . ثُمَّ تَرَضَّاهَا حَتَّى رَضِيتْ . (الطبقات الكبرى ط العلمية (8/ 22) ، والسنن الكبرى للبيهقي (6/ 491) والاعتقاد للبيهقي (ص: 353) ودلائل النبوة له 7/281 )
    قال البيهقي : هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .
    وفي السيرة النبوية لابن كثير (4/575) : وَهَذَا إِسْنَاد جيد قوي، وَالظَّاهِر أَن عَامر الشَّعْبِيَّ سَمِعَهُ مِنْ عَلِيٍّ، أَوْ مِمَّنْ سَمِعَهُ مِنْ عَلِيٍّ.
    قلت : عامر الشعبي أدرك مولانا عليا وغيره من كبار آل البيت وسمع منهم وكان يتشيّع لهم ، فلا شكّ أنه منهم أخذ الخبر .
    وهذا الذي يليق برجل عظيم مثل سيدنا أبي بكر الصديق ، فإنه من الذين يخطئون فيندمون ويصلحون .
    ومولاتنا فاطمة بمنزلة أمّه لشرفها ، فلا جرم يأتيها مسترضيا معتذرا على ما سبّب لها من جراح .
    ونحن هنا لا ندعي أنه تراجع عن منعها من فدك ، فهو مصرّ على قراره المبني على الاجتهاد ، لكنه أراد بيان أن قراره عري عن العداوة أو الظلم .
    أي أنه أكّد لها أن قراره مستند إلى وجهة نظر قضائية فقهية .
    وفاطمة عليها السلام من النوع الذي يعفو عن المخطئ إذا تأكد أنه مجتهد لا حاقد ، لذلك رضيت دون استغلال الفرصة لتجديد المطالبة بأرض فدك التي وضعها الخليفة في مصالح المسلمين لا في " جيبه " ، فكأنها حسبتها صدقة تقدمها بين يدي لقاء ربها في آخر أيامها .
    وهذه الزيارة من الصديق ، كانت عاملا حاسما في إسراع مولانا علي ومعه بنو هاشم لبيعة الصديق بعد وفاة الطاهرة مباشرة .
    ونزداد اطمئنانا بأن الصديق والطاهرة تصافيا كما يليق بهما ، حين نراها تصرّ على أن يغسّلها مولانا علي والسيدة أسماء بنت عُمَيس زوج الخليفة الصديق ، كما قدمنا في منشور مستقل .
    أما دفنها عليها السلام ليلا ، ودون إعلام الخليفة والناس ، وإخفاء مولانا علي قبرها عن غير آل بيته الكبار ، فكان كل ذلك مزيدا في تسترها رضي الله عنها ، إذ رأينا في مقال متقدم أنها كانت وراء اتخاذ النعش للنساء لأنه أستر لهن .
    هذا من جهة ، ومن ناحية فقد كان كل ذلك وصية من رسول الله حتى لا تعبد الطاهرة من قبل الغلاة ، ولا يتّخذ قبرها ذريعة للمجرمين فيسفكون الدماء بسببها .
    وها نحن نسمع أن دجاجلة الصفويين يعلّلون همجيتهم في العراق وسوريا بدعوى حماية المقدسات ، ونسمعهم يهددون بالسيطرة على مصر لوجود قبر السيدة سكينة فيها وكذا الرأس الشريف لمولانا حسين الشهيد .
    فكيف إذا عرفوا قبر السيدة فاطمة أو قبر مولانا علي بالتحديد ؟
    من هنا ندرك حكمة الله في خفاء مواضع دفن أصحاب الكساء : ( فاطمة وعلي وحسن والحسين عليهم السلام ) .
    فقد كانوا رحمة أحياء وأمواتا عليهم الصلاة والسلام .
    ولا مجال للاعتراض بعدم سعي الغلاة للاستيلاء على المدينة النبوية رغم وضوح القبر النبوي الذي هو أولى بالحرص من قبور ذريته .
    فالغلاة يصرحون بضرورة الاستيلاء على مكة والمدينة ، وتقديسهم لآل البيت عموما ، ولموالينا علي وفاطمة والحسين يفوق تعظيمهم لرسول الله بمراحل .
    وعن الغلاة الصفويين أتحدّث ، لا عن عموم الشيعة ، فإنهم مختطفون مستلبون مستضعفون من قبل الدجال الفارسي .
    موقف الآل من حكم الصديق :
    روى الإمام الثقة عمر بن شبة في تاريخ المدينة (1/201) عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّى الشيعي قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، أَرَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا هَلْ ظَلَمَاكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا أَوْ ذَهَبَا بِهِ؟ قَالَ: لَا، وَالَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ، مَا ظَلَمَانَا مِنْ حَقِّنَا مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَتَوَلَّهُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَيْحَكَ تَوَلَّهُمَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَا أَصَابَكَ فَفِي عُنُقِي. ثُمَّ قَالَ: فَعَلَ اللَّهُ بِالْمُغِيرَةِ وَتِبْيَانٍ، فَإِنَّهُمَا كَذِبَا عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ "
    وهذا الخبر معتمد في "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج4 ص82.
    وفي تاريخ المدينة لابن شبة (1/199) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي النُّمَيْرِيُّ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُهَجِّنَ أَمْرَ أَبِي بَكْرٍ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انْتَزَعَ مِنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَدَكَ. فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَجُلًا رَحِيمًا، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُغَيِّرَ شَيْئًا تَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي فَدَكَ فَقَالَ لَهَا: هَلْ لَكِ عَلَى هَذَا بَيِّنَةٌ؟ فَجَاءَتْ بِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَهِدَ لَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِأُمِّ أَيْمَنَ فَقَالَتْ: أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: يَعْنِي أَنَّهَا قَالَتْ ذَاكَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: فَأَشْهَدُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهَا فَدَكَ .
    فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَبِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ تَسْتَحِقِّينَهَا، أَوْ تَسْتَحِقِّينَ، بِهَا الْقَضِيَّةَ؟
    قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ رَجَعَ الْأَمْرُ إِلَيَّ لَقَضَيْتُ فِيهَا بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "
    وورد مختصرا :
    قال الإمام الشيعي الثقة فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ: قال زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبى طَالب: أَمَّا أَنَا فَلَوْ كُنْتُ مَكَانَ أَبِي بَكْرٍ ، لحكمت بِمَا حكم بِهِ أَبُو بكر فِي فدك. ( تركة النبي لحماد البغدادي ص 86 ، والسنن الكبرى 6/493 والدلائل 7/281 والاعتقاد للبيهقي (ص: 354) ، وفضائل الصحابة للدارقطني ص 73 ، وتاريخ دمشق لابن عساكر (19/ 463) ، وبغية الطلب فى تاريخ حلب (9/ 4040)
    وهو في "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج4 ص82 .
    وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مُخْتَفِيًا، فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَاءَ بَعْضُ الِاعْتِرَاض، فَقَالَ زَيْدٌ: مَهْ يَا مُحَمَّدَ بْنَ سَالِمٍ ، لَوْ كُنْتَ حَاضِرًا مَا كُنْتَ تَصْنَعُ؟ قُلْتُ: كُنْتُ أَصْنَعُ كَمَا صَنَعَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ: فَارْضَ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ . ( فضائل الصحابة للدارقطني (ص: 73) وتاريخ دمشق لابن عساكر (19/ 463)
    والذي صنعه مولانا علي هو أنه تولى الخلفاء قبله ، وجاهد معهم ، وترضى عليهم ، وشهد لهم بالخير والاستقامة دون تأثر بشيء مما جرى بينه وبينهم .
    وأخباره في ذلك مبثوثة في مصادر الشيعة قبل السنة .
    وهكذا اتفقت العترة الشريفة بأصليها الكبيرين الزيدي والجعفري على تبرئة الخليفتين أبي بكر وعمر من ظلم أجدادهم ، وإن صرحوا بأن سهم ذي القربى حق خالص لهم بنص الكتاب والسيرة الثابتة .
    رضي الله عن المهاجرين والأنصار ، وصلى الله وسلم على آل البيت الأطهار .
    يتبع بإذن الله .

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    الآن أنتقل معك أخي القارئ لدراسه حديثه أعدها الباحث الدكتور محمد بن الأزرق الأنجري وفيها توصل الى أن الزهراء عليها السلام طالبت بفدك على أنها هبه ووضع الروايات الداله على ذلك ، وأن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم حاله كبقية البشر يورث ماله بعد رحيله لكن تصدق بهذه الأموال وتبرع بها قبل رحيله وجعلها وقفآ وليس لأن ميراثه ممتنع وقد طالب ورثته به فهو يدخل في أحكام الميراث وتشمله كغيره من الناس فهذا معنى حديث لانورث ماتركنا صدقه و قال أن أبابكر إجتهد وأخطأ وأن الزهراء عليها السلام أصابت

    قضية فدك بين الصديق أبي بكر والطاهرة الزهراء
    ابن الأزرق محمد الأنجري الطنجي

    الجزء الأول
    تقديم :
    يعتبر النزاع الذي جرى بين مولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيدنا أبي بكر الصديق أول خلافته حول أرض "فدك" ، أخطر نزاع لا تزال الأمة تدفع ثمنه .
    فالشيعة لا يزالون يعلنون مظلومية آل البيت الأطهار شعارا ، ويتخذون ما جرى بين الصديق والطاهرة سبيلا للطعن في إيمانه وعدله ، محتجين بما ورد في الطاهرة من آيات وأحاديث .
    وأهل السنّة والجماعة لا ينفكون يردّدون أن الحق كان مع الصديق ، وأن الطاهرة بالغت في خصومتها حين هجرته فلم تكلّمه حتى ماتت ، وأوصت أن تدفن ليلا ودون إعلام الخليفة الصديق ، بل يذهب بعض سفهائنا إلى حدّ التطاول على عقل الطاهرة وخلقها ، فيزعم أنها تعاملت بعقلية المرأة التي تحركها العاطفة .
    قبّح الله تجديف الشيعة ، وأخزى تخريف السنة في هذه النازلة العظيمة .
    والحقّ أن هناك سرّا غامضا يستوجب الكشف والتحري ، وهو ما لم يقم به أحد فيما أعلم ، فلله الأمر من قبل ومن بعد .
    الأهداف والغايات :
    قد يعيب علينا بعض الناس ولوج غمار هذا المبحث الشائك متخوّفين علينا من خطر الولوغ في الصحابة.
    وهؤلاء واهمون ، فالصديق رضي الله عنه عندي أفضل الصحابة بعد آل البيت أصحاب الكساء ( وهم موالينا علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ) .
    والتعرّض لشخصه عندي خطّ أحمر ، فلعنة الله على من أساء إلى رفيق رسول الله وصهره ووزيره ولو بشطر كلمة .
    وربما يتساءل بعض المحبّين عن الفائدة والهدف من إحياء هذه القضية التي دفنها التاريخ ونسيها الناس .
    والجواب :
    أولا : من لم يعرف تاريخه ، عجز عن تفسير حاضره وتجاوز مخاطره .
    ثانيا : نريد أن نقدم قراءة مختلفة عما قدمته المدرستان الكبيرتان ، وهي قراءة تنصف الطاهرة والصديق معا .
    ثالثا : هذه القراءة ستكون كفيلة بإصمات غلاة الشيعة المتطاولين على الصديق ، وستسحب من يدهم سلاحا تاريخيا يعتمدونه وسيلة لتقوية مذهبهم ، ويصطادون به ضعفاء العقول من شباب السنة المفطور على محبّة آل بيت رسول الله ، فكم تشيّع أقوام بسبب ما يقدمه غلاة الشيعة في قنواتهم عن مظلومية العترة الشريفة بناء على روايات مبثوثة في تراثنا السني ، يتم استخراجها وتأويل مضامينها بما يضعف الثقة في علماء السنة ومذهبهم.
    فمن واجبي أن أحرص على توعية أهل طائفتي ومذهبي دون هضم لحقوق المخالفين .
    ومن حقي أن أسحب من الشيعة الغلاة أي سلاح فكري يمكنهم من إلحاق الجراحات بجسم مذهبي ، ولكن من غير تجديف ولا تخريف ولا دجل ، بل على أساس الإنصاف والتحقيق في الموروث .
    رسول الله يتصدق بأمواله قبل وفاته حقيقة ضائعة

    قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصدق بكل أمواله قبل موته ، ليكون القدوة من جهة ، وليسبق الأمة لتطبيق ما حرّض عليه من الإنفاق في سبيل الله ، فلا ينطبق عليه قول الله تبارك وتعالى في سورة "الصّف": ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3).
    وهذا القرار النبوي العظيم ، تؤكده هذه الأحاديث التي لم تعط حقها من الشرح والدرس :
    قَالَتْ السيدة عَائِشَةُ أم المؤمنين رضي الله عنها: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ " . ( مسند الطيالسي 3/175 ، ومسند أحمد ح 24176 و ح 25053 وح25538 ، وصحيح مسلم 18 - (1635) ، وسنن أبي داود 2863 ، وسنن النسائي ح3621 وسنن ابن ماجه ح 2695 )
    وعَنِ مولانا ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا تَحَوَّلَ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَأَدَعُ مِنْهُ دِينَارَيْنِ، إِلَّا دِينَارَيْنِ أُعِدُّهُمَا لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ " " فَمَاتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا وَلَا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ - يَعْنِي مَرْهُونَةً عِنْدَهُ " ( مسند أحمد ح 2724 ح 2743 ، والمنتخب لعبد بن حميد ح 598 ، وتركة النبي (ص: 76) لحماد )
    وعَنْ سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ " ( مسند أحمد ح7303 ، وصحيح البخاري ح 2776 )
    وعَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ، قَالَ: «مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا، وَلاَ دِرْهَمًا، وَلاَ عَبْدًا، وَلاَ أَمَةً، إِلَّا بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا، وَسِلاَحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لِابْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً» (صحيح البخاري ح 4461 وسنن النسائي ح3594 )
    وخلاصة هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم تخلّص من الأموال الثابتة والمتحركة التي كانت عنده عبر التصدّق بها قبل وفاته ، وشاع ذلك بين أصحابه ، فلم يلتحق بربّه إلا بعدما تخلّص من حطام الدنيا ومتاعها عبر التبرع والتصدق .
    والنتيجة المنطقية لذلك ، أن وراثته لم تكن عملا ممتنعا يجعله صلى الله عليه وسلم مستثنى من قوله تعالى في سورة النساء : ( للرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً )
    أو قوله جل وعزّ بعد ذلك : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا مَا تَرَكَ وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ) .
    فالآيات الواردة في الفرائض / المواريث ، عامة تشمل النبي صلى الله عليه وسلم .
    والنبي عليه السلام تبرّع بأمواله تقرّبا إلى الله ، وتعليما للأمة ، وليس لأن أمواله لا يجوز أن تورث .
    وأقوى دليل على أن أحكام الميراث كانت تشمله عليه السلام كغيره من الناس ، هو مطالبة أزواجه رضي الله عنهن ، وبضعته السيدة فاطمة عليها السلام ، وعمه مولانا العباس في حقوقهم .
    أي أنهم لم يسمعوا يوما أن ميراث أموال رسول الله ممتنع شرعا ، فهم أولى بمعرفة ذلك ، لكنهم نسوا أو لم يعلموا أنه كان قد تصدق بأمواله قبل وفاته حتى أخبرهم بذلك غيرهم .
    فعن عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ؛ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. فَيَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ نُورَثُ. مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ. ( رواه مالك في الموطأ 2/393 ، وأحمد 26260 ، وصحيح البخاري ح 6730 وصحيح مسلم رقم 51- 1758 )
    وعنها أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ – عليهما السلام - أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ مِنْ فَدَكَ، وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ،
    فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ " ، وَإِنِّي وَاللهِ لَا أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلَّا صَنَعْتُهُ . ( مسند أحمد رقم 9 و 25 و 58 ، وصحيح البخاري رقم 4035 وصحيح مسلم رقم 55 – 1759 )
    وتذكر قولها رضي الله عنها المتقدم : " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ " .
    تفهم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " .
    فالنبي قال ذلك في سياق تبرعه بأمواله على سبيل الوقف فيما هو ثابت كالأراضي والمزارع ، وعلى طريق الصدقة فيما هو متحرك منقول كالدواب .
    وما فهمه علماؤنا رحمهم الله من أن هذا الحديث ناسخ لعموم آيات المواريث غلط ناشئ عن عدم انتباههم للأحاديث المتضمنة لتصريحه عليه السلام بالتبرع والتصدق بأمواله ، على أن يسري مفعول الصدقة والوقف بعد موته لا حال حياته .
    فعموم آيات الفرائض لا ينسخه أو يخصصه حديث آحاد ، ظني الثبوت ظني الدلالة على التحقيق ، ولو انتفت تلك الأحاديث الدالة على الصدقة .
    أما وقد وجدنا تصدّق النبي وتبرّعه بكل أمواله ثابتا ، فلا مجال للنسخ أو التخصيص لعدم الحاجة إليهما
    .

    أقف هنا ثم نواصل في الأجزاء القادمة بحول الله .
    تنبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــه :
    هذه المقدمة لا تكفي لإدراك موقفي من القضية ، والذي أراه منصفا متميزا ، فالرجاء الانتظار حتى تكتمل الصورة ، فهناك لغز خفي أو تم إخفاؤه ، سنرفع الستار عنه بتوفيق الله وفتحه .
    تحذيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر :
    من تعرض لأحد الصحابة بشتيمة أو تنقيص ، فلعنة الله عليه أولا ، والحظر ثانيا ، فليكن النقاش على أساس العلم والحلم والأدب اهـ.

    يتبع ...............

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    هذه الروايه في طبقات ابن سعد :
    «أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني هشام بن سعد،عن عبّاس بن عبد الله بن معبد، عن أبي جعفر قال: جاءت فاطمة الى أبي بكر تطلب ميراثها، وجاء العبّاس بن عبد المطّلب يطلب ميراثه، وجاء معهما علي، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا نورّث ما تركنا صدقة، وما كان النبي يعول فعليَّ. فقال علي (وَوَرِثَ سُلَيَْمانُ دَاوُودَ) وقال زكريّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) قال أبو بكر: هو هكذا، وأنت تعلم مثل ما أعلم. فقال علي: هذا كتاب الله ينطق . فسكتوا وانصرفوا»
    والتي فيها إستشهاد الامام علي عليه السلام على أبي بكر بآيات التوريث في كتاب الباري عزوجل على أن الأنبياء يورثون إحتج بها الشيخ الأزهري الدكتور محمود شعبان على الشيخ حسن الله ياري في مناظرته معه
    في رده على الشيخ في استدلاله برواية "واختلفوا في ميراثه فما وجدنا عند أحد في ذلك علما فقال أبو بكر سمعت رسول الله يقول إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " على أنهم لم يجدوا عند أحد علمآ الا من أبي بكر ، وكان إستدلاله الطريف على أن أبابكر في الروايه قال : "هو هكذا، وأنت تعلم مثل ما أعلم " فقال إن عليآ عليه السلام يعلم أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لايورث !!!!! ، فأجابه الشيخ حسن الله ياري أنه كيف يطالب بهذا الحق وهو يعلم أنه صلى الله عليه واله وسلم لايورث وكيف يستدل عليه بكتاب الله الذي فيه أن الأنبياء يورثون ويقول له هذا كتاب الله ينطق ان ابابكر يكذب فماكان جواب الشيخ الأزهري محمود شعبان الطريف أيضآ بعدما إنحرج أن عليآ كان يجامل الزهراء في مطالبته بهذا الحق ويطيب خاطرها ويرضيها !!!!

    إستمع في الوقت :2:13

    https://www.youtube.com/watch?v=U9SOjqBdmMY
    دمتم برعاية الله
    كتبته : وهج الإيمان

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
    جاء في تفسير الدر المنثور للامام السيوطي :
    وأخرج البزار ، وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك .
    [ ص: 321 ] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله فاطمة فدك .
    https://library.islamweb.net/newlibr...no=203&ID=1525
    أقول : وابن ابي حاتم إشترط الصحه على ماأخرجه من روايات في كتابه



    قال الشيخ إبراهيم الأميني في الفصل السابع من كتابه فاطمة الزهراء (س) المرأة النموذجية في الإسلام :


    يستفاد من هذه الروايات، وروايات أخرى وردت في أسباب نزول الآية الشريفة، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان مأموراً بإعطاء فدك ـ بعنوان حقّ ذوي القربى ـ لفاطمة عليها السلام ليدعم البناء الإقتصادي لأسرة الإمام علي عليه السلام المجاهدة المضحية في سبيل الدين.
    وقد يقال: إنّ الآية (وآت ذا القربى حقّه) في سورة الإسراء وهي مكية، والنبيّ صلّى الله عليه وآله أقطع فدكاً فاطمة في المدينة، بعد فتح خيبر؟!
    ويجاب على ذلك بأحد جوابين:
    أولاً: إنّ سورة الإسراء مكيّة، ولكن بعض آياتها مدنية، ومنها هذه الآية. عن الحسن أنّها مكيّة إلاّ خمس آيات منها، وهي قوله: (ولا تقتلوا النفس) الآية (ولا تقربوا الزنا) الآية (أولئك الذين يدعون) (اقم الصلاة) (وآت ذا القربى).
    وثانياً: إنّ حقّ ذوي القربى شرّع في مكة، ونفّذه النبيّ صلّى الله عليه وآله في المدينة
    .اهـ
    آية 26 من سورة الإسراء مدنية وهي قوله تعالى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ) وممن عدها كذلك السيوطي في تفسير الجلالين :
    تفسير الجلالين
    جلال الدين المحلي - جلال الدين السيوطي
    دار ابن كثير
    سنة النشر: 1407 هـ

    سورة الإسراء
    [مكية إلا الآيات 26 و 32 و 57 ومن آية 73 إلى غاية 80 فمدنية، وآياتها 111 نزلت بعد القصص].

    http://library.islamweb.net/Newlibra...no=211&ID=2029

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد

    ردود الشيخ أحمد سلمان على عدة شبهات بتفريغي لملخص كلامه
    رد الشيخ أحمد سلمان على شبهة من يقول سلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم وهب فدك للزهراء في حياته الزهراء لم تضع يدها عليها وبما أنها لم تقبضها فهي ملكآ للنبي صلى الله عليه وسلم الملكيه لاتنتقل الا بالقبض وعليه تصبح فدك ميراث عندنا مساله فقهيه ان الهبه لاتتحقق الا بالقبض

    الجواب :
    فدك وضعت الزهراء عليها السلام يدها على هذه الارض وقبضتها في حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم الروايات عندنا انه كان للزهراء عليها السلام وكيل على فدك ولذلك اول قرار اتخذه الخليفه الاول هو طرد وكيل فاطمه في الروايه الموجوده في تفسير علي بن ابراهيم القمي وفي كتاب الاحتجاج الزهراء صراحه تقول لماذا طردت وكيلي من فدك فدك ملكي وهذا وكيلي لماذا طردته أيضآ هناك نص موجود في نهج البلاغه يؤكد على هذا امير المؤمنين عليه السلام يقول : بلى كانت في ايدينا فدك من كل ماأضلته السماء البعض أشكل لماذا لم يقل كانت ملكنآ فدك لا أمير المؤمنين يوضح أن فدك هي هبه وقبضناها في حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم من هنا نعلم ان فدك هي هبه هي نحلة تملكتها الزهراء في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم واليد امارة الملكيه وهي في يد الزهراء عليها السلام ولاتحتاج لشهود ولابينه ومن يدعي خلاف هذا أنها ملك للنبي صلى الله عليه واله وسلم وهي من بيت مال المسلمين هو المطالب بالبينه

    الجواب على قضية ان الزهراء عليها السلام لم تذكر آلامها في الهجوم في خطبتها الفدكيه
    عندما سئل أحد العلماء الكبار قال أنها في نفس رواية الخطبة الفدكية أنت أنه أجهش لها القوم بالبكاء وأمهلتهم حتى سكن نشيجهم وأن من في المجلس بكى لماجرى عليها من آلامها الجسديه وعرفوا ذلك لم يكن خافيآ عليهم

    والجواب على من يقول لماذا الزهراء طالبت بقطعة أرض وتغضب كل هذا الغضب
    بأن الامام الكاظم عليه السلام في كتبنا عندما بين حدود فدك لهارون وفي حدث آخر مع المهدي عندما قال له أن يحدها ليردها عليه أشار بهذا أنها ليست قضية قطعة أرض بل هي الولايه
    التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 29-04-2017, 12:05 AM.

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
    المحقق أحمد الألفي محقق كتاب بلاغات النساء لابن طيفور في رده على الدكتور مرجليوث المدرس بجامعة أكسفورد لم يعترض على صحة الخطبه الفدكيه وأشار الى خطأ الناسخ وصححه فقد ورد في الكتاب التالي :


    قال أبو الفضل : ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم كلام فاطمة ..

    مما يظهر أن الذي سأله هو زيد الشهيد بن الامام السجاد عليه السلام وقد تعلق بهذا الخطأ وهو من الناسخ من يريد أن يسقط الخطبه وهذا الرد القاصم من المحقق يجعل أمانيهم تتبخر بإسقاط السند الصحيح
    أنقل من رده موضع الشاهد :
    الصديق وميراث النبي صلى الله عليه وسلم

    الكاتب : أحمد أفندي الألفي


    قد كان علي ينفس على أبي بكر منصب الخلافة ، ولكن منعه دينه أن
    يتعرض لخليفة سلك مسلك الحق ، ولو وجد علي في عمل أبي بكر منفذًا يدخل
    عليه منه لما ونى ، وقد أراده أبو سفيان رأس بني أمية ( راجع الطبري ) على
    مناوأة أبي بكر ، فاستعصم علي لعدم المسوغ ، وأي مسوغ كان أدعى من أن يجبر
    أبو بكر على منع فاطمة بنت رسول الله والعباس عم رسول الله ميراثهما بتحريض
    عائشة ؟
    إن أبا بكر في حسن سياسته وقوة إيمانه أجل قدرًا ، وأرجح رأيًا ، من أن
    يندفع بالباطل لمنع آل الرسول حقهم الصريح ، وسيرته تترفع بقارئها عن أن يظن
    به ذلك ؛ خصوصًا أن أبا بكر لما ولي الخلافة تخلف عن بيعته من تخلف ، وارتد
    عن الإسلام من ارتد ، فكان إزاء نارين فارتأى بحكمته مداراة المتخلفين ، حتى
    سكتوا عنه وراجعوه ، وعزم بحزمه حرب المرتدين حتى انصاعوا إليه ، فكيف مع
    هذه الظروف يجسر على منع رؤوس بني هاشم وآل الرسول حقهم بالباطل ؟ وبعيد
    جدًّا أن يغلبوا على حقهم الصريح بغالب الباطل والغرض ، مع قدرتهم على
    المقاومة لو أرادوا ، وبعيد جدًّا أنْ يقر العرب أجمع أبا بكر على باطل ارتكبه بدافع
    التحريض ، وهم الذين أنكروا على عثمان توليته بعض مناصب الدولة لأحداث
    قومه حتى قتلوه .

    لو أن حادثة الميراث غير معلومة السبب ، وكان لابد من تلمس العلة فيها ،
    لكان خير رأي يتفق مع طبيعة ذلك العصر وظروف هؤلاء الناس ? أن يقال : إن
    أبا بكر أراد بتقرير أن النبي لا يورث ؛ توهين اعتماد علي في أحقيته بالخلافة
    على قرابته من النبى ؛ لأنه إذا كان النبي لا ترثه قرابته في عقار وهو ملك
    خصوصي ، فبالحري ، أو بالأولى أن لا تتخذ قرابته وصلة للأحقية في أمر
    عمومي .

    ( 3 ) أما إسناد خطبة فاطمة فإن ملاحظتك عليه صحيحة ، والصواب أن زيدًا الذى سأله ابن أبي طاهر ليس هو زيد بن علي المتوفى سنة 122 ، بل هوزيد حفيده كان معاصرًا لابن أبي طاهر المتوفى سنة ( 280 ) . وقد روى ابن أبي طاهر عنه غير هذه الخطبة كما ورد في صفحة 162 من الكتاب ذاته ؛ إذ قال : حدثني زيد بن علي بن حسين بن زيد العلوي , فزيد العلوي هذا هو المتوفى سنة 122 ، وهو من أجداد زيد المعاصر لابن أبي طاهر .
    وعليه فيكون قد سقط من إسناد خطبة فاطمة ثلاثة رجال خطأ من الناسخ للنسخة الخطية التى طبعت عنها هذا الكتاب
    .
    هذه ملاحظاتي أقدمها مع الثناء الجميل لك ، وإعجابي الزائد بفضلك ، وأود
    أن تنشرها في المجلة التى نشرت فيها تقريظ الكتاب ، حتى يطلع عليها قارئو
    التقريظ ، فلا يفوتهم ما جاء فيها من التصحيحات والملاحظات ، أرجو أن ترسل
    لي نسخة من العدد الذى تنشر فيه ، وعلى كل حال أحب أن تتفضل بإفادتي عن

    رأيك فيها ، فإن الحقيقة بنت البحث ، وهى ضالتنا المنشودة جميعًا .

    __________

    (*) كتاب لأحمد أفندي الألفي بعث به إلى الدكتور مرجليوث المدرس بجامعة أكسفورد ؛ ردًّا على ما تعرض له بتقريظه كتاب بلاغات النساء من اتهام الصديق - رضي الله عنه - بحرمان فاطمة عليها السلام من ميراث أبيها صلى الله عليه وسلم ؛ إجابة لتحريض عائشة رضي الله عنها ، وقد بعث به لننشره بمناسبة ما أثبتناه في التفسير من الإفاضة في الموضوع ، راجع (ص727- 734) من هذا المجلد .

    http://islamport.com/w/amm/Web/1306/2208.htm

    جاء في كتاب : سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام
    لعلي موسى الكعبي
    ص 206-207 :

    الخطبة الاُولى : كانت بعد عشرة أيام من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي خطبة طويلة غاية في الفصاحة والبلاغة والمتانة والشهرة ، قال الاربلي رضي الله عنه : إنّها من محاسن الخطب وبدائعها ، عليها مسحة من نور النبوة ، وفيها عبقة من أرج الرسالة . وكلام الزهراء عليها السلام في هذه الخطبة قد تناقله المؤرخون والرواة وأرباب الأدب والبلاغة خلفاً عن سلف ، ناهيك عن أن أهل البيت عليهم السلام
    وعموم آل أبي طالب كانوا يتناقلونه ويعلمونه أولادهم ، عن زيد بن علي بن الحسين ابن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي عليه السلام ، وهو زيد الأصغر ، من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، قال : رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ، ويعلمونه أولادهم ، وقد حدثني به أبي عن جدّي يبلغ به فاطمة عليها السلام
    اهـــ
    التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 25-04-2017, 10:03 PM.

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    رد الشيخ أحمد سلمان على شبهة من يحتج بالحديث الموجود في أصول الكافي في باب ثواب العلم والمتعلم : " وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الانْبِيَاءِ وإِنَّ الانْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً وَلَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ. "
    وأنه نفسه ماهو عند أهل السنه في كتبهم وهو حديث نحن معاشر الأنبياء لانورث ماتركنا صدقه ، وأنه يثبت عدم توريث الأنبياء للمال عند الشيعه :

    https://www.youtube.com/watch?v=KWdA2h0nG2w
    التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 24-04-2017, 02:06 AM.

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    هنا في هذا المقطع زياره للشيخ رفسنجاني لأرض فدك وفيه يعترف الخبير أن هناك مايسمى ببستان فاطمه فدك والآن يسمى بالحائط والوادي بوادي فاطمه وهناك مسجد يسمى بمسجد فاطمه فدك القديم وكان في بداية الإسلام واعترف أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان قد أهدى فدك لها وخيبر لعلي عليه السلام حسب ماجاء في معجم البدان لياقوت الحموي
    https://www.youtube.com/watch?v=3IK18McIpF4
    أقول : واليك أخي القارئ ماجاء في معجم البلدان عن فدك ، وفيه متابعة من أسموا أنفسهم خلفاء لأبي بكر عندما قال أنه سيتصرف فيها كما تصرف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيها فأبى أن يدفعها للزهراء عليها السلام وقالوا هكذا سار من جاء بعده فهذه الحكايه المحبوكه وقد قصها هكذا عمر بن عبد العزيز وعرفت على هذا الأساس بل وزاد على هذا أن الزهراء عليها السلام طلبت من ابيها صلى الله عليه واله وسلم أنه يهبها فدك فأبى فبقيت في تصرفه لهذا فإن أبابكر أبى تسليمها لها ليبرر فعله وأنه فعل من بعده كمافعل !! وقد رد عمر بن العزيز الموارد الماليه لولدها دون الاعتراف بحق الملكيه ، لكن المأمون هو من اعترف بأنها هبه من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للزهراء عليها السلام في حياته وأن ذلك كان أمرا ظاهرا معروفا عند آله عليه الصلاة و السلام ثم لم تزل فاطمة تدعي منه بما هي أولى من صدق عليه وأنه قد رأى ردها إلى ورثتها وقال دعبل الخزاعي في هذا : أصبح وجه الزمان قد ضحكا برد مأمون هاشم فدكا واعترف الحموي أن الامام علي عليه السلام شهد للزهراء عليها السلام بأنها نحله هو وأم أيمن وأن الروايه قد صحت عنده في هذا
    [ معجم البلدان - ياقوت الحموي ]
    الكتاب : معجم البلدان
    المؤلف : ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله
    الناشر : دار الفكر - بيروت
    عدد الأجزاء : 5


    (4/238)

    باب الفاء والدال وما يليهما
    فدان قرية من أعمال حران بالجزيرة يقال بها ولد إبراهيم الخليل عليه السلام والصحيح أن مولده بأرض بابل و تل فدان بحران أظنه منسوبا إلى هذه القرية
    فدك بالتحريك وآخره كاف قال ابن دريد فدكت القطن تفديكا إذا نفشته وفدك قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه و سلم في سنة سبع صلحا وذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا ثلث واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه و سلم وفيها عين فوارة ونخيل كثيرة وهي التي قالت فاطمة رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحلنيها فقال أبو بكر رضي الله عنه أريد لذلك شهودا ولها قصة ثم أدى اجتهاد عمر ابن الخطاب بعده لما ولي الخلافة وفتحت الفتوح واتسعت على المسلمين أن يردها إلى ورثة رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه والعباس بن عبد المطلب يتنازعان فيها فكان علي يقول إن النبي صلى الله عليه و سلم جعلها في حياته لفاطمة وكان العباس يأبى ذلك ويقول هي ملك لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا وارثه فكانا يتخاصمان إلى عمر رضي الله عنه فيأبى أن يحكم بينهما ويقول أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلمتها إليكما فاقتصدا فيما يؤتى واحد منكما من قلة معرفة فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره برد فدك إلى ولد فاطمة رضي الله عنها فكانت في أيديهم في أيام عمر بن عبد العزيز فلما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبو العباس السفاح الخلافة فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فكان هو القيم عليها يفرقها في بني علي بن أبي طالب فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو الحسن قبضها عنهم فلما ولي المهدي بن المنصور الخلافة أعادها عليهم ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده إلى أيام المأمون فجاءه رسول بني علي بن أبي طالب فطالب بها فأمر أن يسجل لهم بها فكتب السجل وقرىء على المأمون فقام دعبل الشاعر وأنشد أصبح وجه الزمان قد ضحكا برد مأمون هاشم فدكا وفي فدك اختلاف كثير في أمره بعد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وآل رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن رواة خبرها من رواه بحسب الأهواء وشدة المراء وأصح ما ورد عندي في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر البلاذري في كتاب الفتوح له فانه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد منصرفه من خيبر إلى أرض فدك محيصة بن مسعود ورئيس فدك يومئذ يوشع بن نون اليهودي يدعوهم إلى الإسلام فوجدهم مرعوبين خائفين لما بلغهم من أخذ خيبر فصالحوه على نصف الأرض بتربتها فقبل ذلك منهم وأمضاه رسول الله صلى الله عليه و سلم وصار خالصا له صلى الله عليه و سلم لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكان يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل ولم يزل أهلها بها حتى أجلى عمر رضي الله عنه اليهود فوجه إليهم من قوم نصف التربة بقيمة عدل فدفعها إلى اليهود وأجلاهم إلى الشام وكان لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت فاطمة رضي الله عنها لأبي بكر رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل لي فدك فأعطني إياها وشهد لها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسألها شاهدا آخر فشهدت لها أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه و سلم فقال قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا يجوز إلا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين فانصرفت وروي عن أم هانىء أن فاطمة أتت أبا بكر رضي الله عنه فقالت له من يرثك فقال ولدي وأهلي فقالت له فما بالك ورثت رسول الله صلى الله عليه و سلم دوننا فقال يا بنت رسول الله ما ورثت ذهبا ولا فضة ولا كذا ولا كذا ولا كذا فقالت سهمنا بخيبر وصدقتنا بفدك فقال يا بنت رسول الله سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما هي طعمة أطعمنيها الله تعالى حياتي فاذا مت فهي بين المسلمين
    وعن عروة بن الزبير أن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألن مواريثهن من سهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة إنما هذا المال لآل
    لنائبتهم وضيفهم فاذا مت فهو إلى والي الأمر من بعدي فأمسكن فلما ولي عمر بن عبد العزيز خطب الناس وقص قصة فدك وخلوصها لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه كان ينفق منها ويضع فضلها في أبناء السبيل وذكر أن فاطمة سألته أن يهبها لها فأبى وقال ما كان لك أن تسأليني وما كان لي أن أعطيك وكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل وإنه عليه الصلاة و السلام لما قبض فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي مثله فلما ولي معاوية أقطعها مروان بن الحكم وإن مروان وهبها لعبد العزيز ولعبد الملك ابنيه ثم إنها صارت لي وللوليد وسليمان وإنه لما ولي الوليد سألته فوهبها لي وسألت سليمان حصته فوهبها لي أيضا فاستجمعتها وإنه ما كان لي مال أحب إلي منها وإنني أشهدكم أنني رددتها على ما كانت عليه في أيام النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فكان يأخذ مالها هو ومن بعده فيخرجه في أبناء السبيل فلما كانت سنة 012 أمر المأمون بدفعها إلى ولد فاطمة وكتب إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة أنه كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطى ابنته فاطمة رضي الله عنها فدك وتصدق عليها بها وأن ذلك كان أمرا ظاهرا معروفا عند آله عليه الصلاة و السلام ثم لم تزل فاطمة تدعي منه بما هي أولى من صدق عليه وأنه قد رأى ردها إلى ورثتها وتسليمها إلى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومحمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ليقوما بها لأهلهما فلما استخلف جعفر المتوكل ردها إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز ومن بعده من الخلفاء وقال الزجاجي سميت بفدك بن حام وكان أول من نزلها وقد ذكر غير ذلك وهو في ترجمة أجإ وينسب إليها أبو عبد الله محمد بن صدقة الفدكي سمع مالك بن أنس روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي وكان مدنسا وقال زهير لئن حللت بجو في بني أسد في دين عمرو وحالت بيننا فدك ليأتينك مني منطق قذع باق كما دنس القبطية الودك
    فديك تصغير الذي قبله قال العمراني هو موضع
    الفدين تصغير الفدن وهو القصر المشيد وهو قرية على شاطىء الخابور ما بين ماكسين وقرقيسيا كانت بها وقعة
    الفدين استوفد الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان فقهاء من أهل المدينة فيهم عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه يستفتيهم عن الطلاق قبل النكاح فمات عبد الرحمن بالفدين من أرض حوران ودفن بها وسعيد بن خالد بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاصي بن أمية الأموي العثماني الفديني خرج في أيام المأمون وادعى الخلافة بعد أبي العميطر علي بن يحيى خرج وأغار على ضياع بني شرنبث السعدي وجعل يطلب القيسية ويقتلهم ويتعصب لأهل اليمن فوجه إليه يحيى بن صالح في جيش فلما كان بالقرب من حصنه المعروف بالفدين هرب منه العثماني فوقف يحيى بن صالح على الحصن حتى هدمه وخرب زيزاء وتحصن العثماني في عمان في قرية يقال لها ماسوح وصار يحيى بن صالح إلى عمان واستمد العثماني بزيوندية الغور وبأراشة وبقوم من غطفان وانضمت إليه عيارة من بني أمية ومن جلا عن دمشق من أصحاب أبي العميطر ومسلمة فصار في زهاء عشرين ألفا فلم يزل يحيى بن صالح يحاصره ويحاربه حتى أجلاه عن القريتين جميعا فصار إلى قرية حسبان وبها حصن حصين فأقام به وتفرق عنه أصحابه ولا أعرف ما جرى بعد ذلك (4/241)

    http://islamport.com/w/bld/Web/2731/1731.htm



    دمتم برعاية الله


    كتبته : وهج الإيمان

    مقطع زيارة الشيخ رفسنجاني لأرض فدك لم يعد يعمل هنا رابط آخر يعمل :
    وفي المقطع زياره للشيخ رفسنجاني لأرض فدك وفيه يعترف الخبير أن هناك مايسمى ببستان فاطمه فدك والآن يسمى بالحائط والوادي بوادي فاطمه وهناك مسجد يسمى بمسجد فاطمه فدك القديم وكان في بداية الإسلام وقال الخبير : أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان قد أهدى فدك لها وخيبر لعلي عليه السلام حسب ماجاء في معجم البلدان لياقوت الحموي
    في الوقت 4:32

    https://youtu.be/h2Mlt-wuYa0

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    أقول : وقد وجدت هذا الموضوع يتناقل في مواقع المخالفين أنقله للقارئ الكريم :

    قال الله تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) الاسراء 44.
    معنى كلمه التسبيح فى المعجم المحيط :الصلاه.
    هكذا يؤكد الله على ان كل شىء يسبح بحمده ، فالجنين يصلى فى بطن امه ، فكما جاء فى تفسير الطبرى "كل منا يبدأ حياته الجنينيه بالصلاه ".
    فالانسان يولد على فطره الاسلام ولكن بعد ميلاده يتخذ مله ودين اهله فاما ان يكون نصرانيا او يهوديا او مجوسيا كل حسب ابويه.
    عن ابى هريره رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مـولـود يولد إلا على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ،........ ). حديث صحيح رواه البخارى ومسلم.
    http://3.bp.blogspot.com/-iKoXeoBCQP...9%A0%D9%A2.jpg
    هذه صوره لجنين عمره اربعين يوما ويظهر فيها رافعا يديه مكبرا تكبيره الاحرام الاولى اى اننا نبدا حياتنا الجنينيه بالصلاه .

    http://2.bp.blogspot.com/-MM3u3C6SOE...9%A0%D9%A1.jpg
    وها هو يستعد للركوع وعمر الجنين عشره اسابيع وقد ظهرت معظم الاعضاء وتطورت بشكل أوضح (سبحان ربى العظيم)

    http://4.bp.blogspot.com/-rNCDwVitPY...9%A0%D9%A1.jpg
    وهذه صوره لجنين فى الاسبوع الثانى عشر والجنين يستعد للسجود .

    http://3.bp.blogspot.com/-VKfh_5x_Wx...9%A0%D9%A2.jpg
    ها هو الجنين يسجد فى بطن امه وسيخرج من بطن امه ساجداً (سبحان ربى الأعلى)

    قال تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فى الْآفَاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيىءٍ شَهِيدٌ ) فصلت53.
    قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف29.
    فعلى كل انسان ان يؤمن ويتاكد من وجود الخالق عز وجل . اهـ

    3- رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولد وبه خاتم النبوة فخاتم النبوة لم يظهر في بدنه الشريف بعد البعثه

    - ذهبت بي خالتي إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ : يا رسولَ اللهِ، إنَّ ابنَ أُخْتي وَجِعٌ، فمسحَ رأسي ودعا لي بالبركةِ، ثم توضأ، فشربتُ من وضوئِهِ، ثم قُمتُ خلفَ ظهرِهِ، فنظرتُ إلى خاتمِ النُّبُوَّةِ بينَ كَتِفَيْهِ، مِثْلَ زِرِّ الحَجَلَةِ.
    الراوي : السائب بن يزيد | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 190 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
    4- ولاننسى معرفة من عرف من أهل الكتاب بنبوته والتبشير به وبنص القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام فهذا يدحض قول من يقول أنه صلى الله عليه واله وسلم لم يكن يعرف بنبوته !! لقد كانت له علامات حتى قبل ولادته فقد كان نور النبوة في وجه والده عبدالله عليه سلام الله :
    جاء في الأنوار المحمدية مختصر المواهب اللدونية للقسطلانى تأليف : الشيخ يوسف إسماعيل النبهانى (قاضى بيروت – لبنان ) : " ولما انصرف عبدالله مع أبيه بعد أن فداه بنحر مائة من الإبل لرؤيا رآها مر على امرأة كاهنة متهودة قد قرأت الكتب يقال لها فاطمة فقالت له حين نظرت إلى وجهه وكان أحسن رجل فى قريش لك مثل الإبل التى نحرت عنك وقع على الآن لما رأت فى وجهه من نور النبوة ورجت أن تحمل بهذا النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فأجابها بقوله:

    أما الحرام فالممات دونه والحل لا حل فأستبينه
    فكيف بالأمر الذى تبغينه يحمى الكريم عرضه ودينه

    ثم خرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة وهو يومئذ سيد بنى زهرة نسبا وشرفا فزوجه ابنته آمنة وهى يومئذ أفضل امرأة من قريش نسبا وموضعا فوقع عليهما يوم الإثنين من أيام منى فى شعب أبى طالب فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج من عندها فمر بالمرأة التى عرضت عليه ماعرضت فقال لها مالك لا تعرضين على اليوم ما عرضت بالأمس فقالت فارقك النور الذى كان معك بالأمس فليس لى بك اليوم حاجة إنما أردت أن يكون النور فى فأبى الله إلا أن يجعله حيث شاء " . اهـ
    أقول : وقد رأت والدته عليها سلام الله نورا أضاءت له قصور الشام في ولادته الخ من علامات نبوته :

    - إنِّي عندَ اللَّهِ لمَكتوبٌ خاتمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدمَ لمنجَدلٌ في طينتِهِ سأنبئِّكُم بأوَّلِ أمري دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرى عيسى ورُؤيا أمِّيَ رأَت حينَ ولدَتني كأنها خرجَ منها نورٌ أضاءَتْ لَه قصورُ الشَّامِ

    الراوي: العرباض بن سارية المحدث: ابن تيمية - المصدر: الرد على البكري - الصفحة أو الرقم: 61 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
    5- هل هناك من ينكر أنه كان يسمى بالصادق الأمين في الجاهليه فهذه من صفاته الثابته له والتي لم تثبت له فقط بعد البعثه :
    - لما نزَلَتْ : وأنذر عشيرتك الأقربين صَعَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الصَّفا ، فجَعَل يُنادي : يا بني فِهْرٍ ، يا بني عَدِيٍّ ، لبطونِ قريشٍ ، حتى اجتمعوا ، فجَعَلَ الرجلُ إذا لم يَسْتَطِعْ أن يَخْرُجَ أَرَسَلَ رسولًا؛ ليَنْظُرَ ما هو ، فجاءَ أبو لهبٍ وقريشٌ ، فقال: أَرَأَيْتَكم لو أَخْبَرْتُكم أن خيلًا بالوادي تريدُ أن تُغِيرَ عليكم أَكُنْتُم مُصَدِّقِيَّ ؟ قالوا : نعم ،ماجَرَّبْنَاعليك إلاصدقًا. قال : فإني نذيرٌ لكم بينَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ . فقال أبو لهبٍ : تبًّا لك سائرَ اليومِ ، أَلِهذا جَمَعْتَنَا ! فنزَلَتْ : تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب .
    الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 4770 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
    - فقال لهمُ النَّجاشي : ما هذا الدِّينُ الَّذي فارقتُمْ فيهِ قومَكُم، ولم تدخُلوا في ديني ولا في دينِ أحدٍ من النَّاسِ ؟ فقال جعفرُ : أيُّها الملِكُ، كنَّا أَهْلَ جاهليَّةٍ نعبدُ الأصنامَ ، وَنَأْكلُ الميتةَ وَنَأْتي الفواحشَ، ونقطعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجوارَ ويأكلُ القويُّ منَّا الضَّعيفَ ، حتَّى بعثَ اللَّهُ إلينا رسولًا منَّا نعرفُ نسبَهُ، وصدقَهُ ، وأمانتَهُ،وعفافَهُ، فدعانا لتوحيدِ اللَّهِ وأن لا نُشرِكَ بهِ شيئًا،ونخلَعَ ما كنَّا نعبدُ من الأصنامِ، وأمرَنا بصدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصلةِ الرَّحمِ، وحُسنِ الجوارِ، والكفِّ عنِ المحارمِ، والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفواحشِ، وقولِ الزُّورِ، وأَكْلِ مالَ اليتيمِ، وأمرَنا بالصَّلاةِ، والصِّيام، وعدَّدَ علَيهِ أمورَ الإسلامِ
    الراوي : أم سلمة هند بنت أبي أمية | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة
    الصفحة أو الرقم: 115 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
    فهم قد عرفوا أنه خيرهم نسبا :

    - إنَّ اللَّهَ اصطفى كنانةَ من بني إسماعيلَ ، واصطَفى قريشًا من كِنانةَ واصطفى بني هاشمٍ من قُريشٍ واصطفاني من بني هاشِمٍ فأناخيرُكم نفسًا وخيرُكم نسَبًا
    الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
    الصفحة أو الرقم: 19/29 | خلاصة حكم المحدث : ثابت

    وقد إحتج الدكتور محمد عبده يماني في مقالته أقوال العلماء في نجاة والدي الرسول صلى الله عليه وسلم من موقعه بهذا الحديث أنه صلى الله عليه واله وسلم خيرهم نسبآ وخيرهم أبآ
    :
    - أخرج البيهقي في دلائل النبوة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"(أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب
    بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (.
    وما إفترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما فاخرجت من بين أبوي فلم يصبني شئ من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى إنتهيت إلى أبي وامي فأنا خيركم نسبا وخيركم أبا." اهـ
    صلى الله عليه واله الفاخر المفتخر :

    - البراءُ رضي الله عنه، وجاءه رجلٌ، فقال : يا أبا عمارةَ، أتوليتَ يوم حنينٍ ؟ فقال : أماأنافأشهدُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنه لم يولِّ، ولكن عجِل سَرَعانُ القومِ، فرشقتْهم هوزانُ، وأبو سفيانِ بن الحارثِ آخذٌ برأسِ بغلتِه البيضاءِ، يقول : ( أناالنبيُّ لاكذب،أناابنُ عبدِ المطلب).
    الراوي : البراء بن عازبالمحدث :البخاري
    المصدر : صحيح البخاريالصفحة أو الرقم: 4315 خلاصة حكم المحدث :[صحيح]
    6- عندما ولد كان له نجمه المسعود المعروف عند غير المسلمين :

    جاء في مقالة ولد الهدى فالكائنات ضياء في موقع إسلام ويب : " وعن حسان بن ثابتـ رضي الله عنه ـ قال: (والله، إني لغلام يفعةٌ، ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كلَّ ما سمعت، إذ سمعت يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمةً (حصن )بيثرب: يا معشر يهود! حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك مالك؟، قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به ( رواه البيهقي وصححه الألباني ( وعنأ سامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال زيد بن عمرو بن نفيل، قال لي حبر من أحبار الشام: " قد خرج في بلدك نبي، أو هو خارج، قد خرج نجمه، فأرجع فصدقه واتبعه " اهـ
    أقول : هذه دلالات لصيقه به كماخاتم النبوة والتي أخبر بهما من عرفه قبل أن يبعث وقد كانت مدونه في الكتب والتي تعرف عليها سلمان منهم ورآها عيانا فيه صلى الله عليه واله وسلم ومنها :

    7- أنه يقبل الهديه ولايأكل الصدقه

    جاء في ( سلسلة "رضي الله عنهم ورضوا عنه" )
    سلمان الفارسي: سيرة مؤمن من النار إلى النور
    إعداد: أ.د. أحمد يحيى علي محمد

    بلى أيها الصاحب، أستطيع أن أقول: إن وصية هذا العابد النصراني لك باللحاق بنبيِّ آخرِ الزمان، إلى الأرض التي ستنصره، يتطابق مع نعته - صلى الله عليه وسلم - في كتب اليهود والنصارى قبل أن تُحرَّف وتتبدل، أجدني أقف مع قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الصف: 6].
    هنا أحدثك - يا بني - عن صفته كما أخبرني عابد النصارى في عمورية من بلاد الروم: "لا يأكل الصدقة، يقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتمَ النبوة، إذا رأيته عرَفته". اهـ
    - خَرَجتُ في طلبِ العِلمِ إلى الشَّامِ . فقالوا لي : إنَّ نبيًّا قد ظهَر فخَرجتُ إلى المدينةِ ، فبَعثتُ إليه بقِباعٍ من تَمرٍ ،فقال : أهديَّةٌ أم صدَقةٌ ؟ . قلتُ : صَدقةٌ ، فقبضَ يدَه ، وأشار إلى أصحابِهِ أن يأكُلوا . ثمَّ أَتْبَعْتُه بِقِباعٍ من تَمرٍ ، وقلتُ : هذا هديَّةٌ ، فأكلَ ، وأكَلوا . فقُمتُ على رأسِه ، ففَطِنَ فقال بِردائِه عَن ظهرِه فإذا في ظَهرِه خاتمُ النُّبَوَّةِ ، فأكبَبتُ عليهِ ، وتشهَّدْتُ .
    الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الذهبي | المصدر : سير أعلام النبلاء
    الصفحة أو الرقم: 1/537 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صالح
    اقول : فنستنتج أنه صلى الله عليه واله وسلم يعرف أن الصدقه محرمه عليه ويقبل الهديه قبل البعثه فكيف يرث هذا السيف ولم يقل أي أحد من أهل السنه أن هذا السيف كان له هديه قبل البعثه بل أجمعوا أنه ورثه من أبيه ، ولقد إستمر في قبضه لهذا السيف الى بعثته وهجرته الى المدينه فأعطاه لمن حرمت عليه الصدقه وهو الامام علي عليه السلام

    - إنَّ اللهَ حرَّمَ علِيَّ الصَّدَقَةَ ، و على أهلِ بَيْتي

    الراوي : الحسن بن علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
    الصفحة أو الرقم: 1750 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    اقول : فهل كان السيف صدقه له صلى الله عليه واله وسلم ولعلي عليه السلام هديه أم العكس لم يقل بهذا أحد ولكن قالوا ماورد في اللحم الذي أهدي لبريرة أنه لها صدقه وله هديه :

    - اشترَيتُ بَريرَةَ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اشتَريها ، فإنَّ الوَلاءَ لمَن أعتَقَ ) . وأُهدِيَ لها شاةٌ ، فقال : ( هو لها صدَقَةٌ ولناهديةٌ) .
    الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 6751 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

    8- سجود الشجروالحجر له قبل بعثته دلاله على نبوته فإنها لاتسجد إلا للأنبياء فكيف سجدت له قبل أن يبعث ولم يكن نبيا كما يقول المخالفين وهذا الراهب بحيرى يشير له بأنه رسول الله عندما رأى سجود الحجر والشجر له وجاء له يتفحص خاتم النبوة على بدنه الشريف :

    - خرجَ أبو طالبٍ إلى الشَّامِ وخرج معَه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في أشياخٍ مِن قريشٍ فلمَّا أشرَفوا على الرَّاهبِ هبَطوا فحلُّوا رحالَهم فخرجَ إليْهمُ الرَّاهبُ وَكانوا قبلَ ذلِكَ يمرُّونَ بِهِ فلا يخرجُ إليْهم قالَ فَهم يَحلُّونَ رحالَهم فجعلَ يتخلَّلُهمُ الرَّاهبُ حتَّى جاءَ فأخذَ بيدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قالَ هذا سيِّدُ العالمينَ هذا رسولُ ربِّ العالمينَ يبعثُهُ اللَّهُ رحمةً للعالمينَ فقالَ لَهُ أشياخٌ من قريشٍ ما عِلمُكَ فقالَ إنَّكم حينَ أشرفتُم منَ العَقبةِ لم يبقَ شجرٌ ولا حجرٌ إلَّا خرَّ ساجِدًا ولايَسجُدانِ إلَّالنبيٍّ وإنِّي أعرفُهُ بخاتمِ النُّبوَّةِ أسفلَ من غُضروفِ كتفِهِ مثلَ التُّفَّاحةِ ثمَّ رجعَ فصنعَ لَهم طعامًا فلمَّا أتاهم بِهِ وَكانَ هوَ في رِعيةِ الإبلِ قالَ أرسِلوا إليْهِ فأقبلَ وعليْهِ غمامةٌ تظلُّهُ فلمَّا دنا منَ القَومِ وجدهم قد سبقوهُ إلى فَيءِ الشَّجرةِ فلمَّا جلسَ مالَ فيءُ الشَّجرةِ عليْهِ فقالَ انظُروا إلى فَيءِ الشَّجرةِ مالَ عليْهِ فقالَ أنشُدُكُم اللَّهَ إيُّكم وليُّهُ قالوا أبو طالبٍ فلَم يزل يناشدُهُ حتَّى ردَّهُ أبو طالبٍ وبعثَ معَهُ أبو بَكرٍ رضيَ اللهُ عَنهُ بلالًا وزوَّدَهُ الرَّاهبُ منَ الْكعْكِ والزَّيتِ .
    الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح
    الصفحة أو الرقم: 5861 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    * بعد البعثه هنا لامفر للمعاند بأنه يورث عندما آخى بينه وبين الامام علي عليه السلام :

    - بعد البعثه كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد قام بالمؤاخاه ومن آثار هذه المؤاخاة أن يثبت التوريث المالي وقد آخى بينه وبين الامام علي عليه السلام فلماذا فعل مثلهم وهو من الأنبياء ولايورث لماذا آخى بينه وبين الامام علي عليه السلام فهذا الحكم كان مفعلا الى أن نزلت آية : (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ (75) – الأنفال ، وإستمرت المؤاخاة دون التوريث وهذه الآيه إحتجت بها الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكيه على أبي بكر
    فالامام علي عليه السلام يرث مال المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بهذه المؤاخاة فكيف يكون النبي لايورث ! وعندما نسخ التوارث تبقى المؤاخاه ووراثته لعلمه :

    - أنَّ عليًّا كان يقولُ في حياةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ { أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} واللهِ لا ننقَلِبُ على أعقابِنا بعدَ إذ هدانا اللهُ تعالى واللهِ لئن مات أو قُتِلَ لأُقاتِلَنَّ على ما قاتَل عليه حتَّى أموتَ واللهِ إنِّي لَأَخوه ووَليُّه وابنُ عمِّه ووارثُه فمَن أحقُّ به منِّي
    الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
    الصفحة أو الرقم: 9/137 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
    في خطبة الحب في الله من موقع امام المسجد للشيخ المنجد:

    فقد أدرك المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أساس المجتمع وقوته وترابطه يكون في تماسك أفراده واجتماعهم وتآلفهم، فعندما وضع أول قدم له صلى الله عليه وسلم في المدينة، بنى عليه الصلاة والسلام مسجده, وربط صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بين صحابته برباط وثيق، وعلاقة متينة هي علاقة الأخوة في الله و الحب في الله. فوجدوا به حلاوة الإيمان, قال في الفتح (َذَكَرَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الْمُؤَاخَاة فَقَالَ " قَالَ رَسُول اللَّه لِأَصْحَابِهِ بَعْد أَنْ هَاجَرَ : تَآخَوْا أَخَوَيْنِ , فَكَانَ هُوَ وَعَلِيّ أَخَوَيْنِ , وَحَمْزَة وَزَيْد بْن حَارِثَة أَخَوَيْنِ , وَجَعْفَر بْن أَبِي طَالِب وَمُعَاذ بْن جَبَل أَخَوَيْنِ " )
    ( قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ كَانَتْ الْمُؤَاخَاة مَرَّتَيْنِ : مَرَّة بَيْن الْمُهَاجِرِينَ خَاصَّة وَذَلِكَ بِمَكَّة , وَمَرَّة بَيْن الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار فَهِيَ الْمَقْصُودَة هُنَا . وَذَكَرَ اِبْن سَنَد بِأَسَانِيد الْوَاقِدِيّ إِلَى جَمَاعَة مِنْ التَّابِعِينَ قَالُوا : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة آخَى بَيْن الْمُهَاجِرِينَ , وَآخَى بَيْن الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار عَلَى الْمُوَاسَاة , وَكَانُوا يَتَوَارَثُونَ , وَكَانُوا تِسْعِينَ نَفْسًا بَعْضهمْ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَبَعْضهمْ مِنْ الْأَنْصَار , وَقِيلَ كَانُوا مِائَة , فَلَمَّا نَزَلَ : ( وَأُولُو الْأَرْحَام ) بَطَلَتْ الْمَوَارِيث بَيْنهمْ بِتِلْكَ الْمُؤَاخَاة)1 اهـ
    ـــــــــــــــــــــــــ
    1 فتح الباري : باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه.
    اقول : وقال الباحث محمد رجاء في مقالته الإخاء في الإسلام من شبكة الألوكة :

    ولقد طبق الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - نظام المؤاخاة في "مكة" قبل هجرته إلى "المدينة" بعشر سنوات، عندما كانت الدَّعوة الإسلاميَّة في طوْرِها الأوَّل ولا تزال سرّيَّة، وحيث كان المسلمون يتَّخذون من دار الأرقم بن أبي الأرقم عند "الصَّفا" مقرًّا لاجتِماعاتهم، ومحفلاً لمشاوراتِهم وحديثهم، ومركزًا لتدْبيرهم، ومخبأً مؤقَّتًا إلى أن يقوى ساعدهم ويشتدّ، ويكثر عددُهم، ويجمعوا كلِمَتَهم، فيظهر الأمر وتعلن الدَّعوة.
    وقد أفادت المؤاخاة في "مكَّة" إفادة عظيمة؛ لأنَّها ربطت بين المسلمين الذين اضطهدوا من أجل التَّوحيد برباط أقوى من رباط إخاء القرابة، فقرابة الإسلام أقْوى من رابطة الدَّم، وقد غلبت أخوَّة الإيمان كلَّ صلة سواها، فنسِي بها المسلم قبيلتَه، وخرج على عشيرته، وخاصم الولد أباه، وقاتل الأخُ أخاه: ﴿ لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22] وأصبح المسلِمون بها أسرة واحدة.وعقد الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - اجتماعًا للمُؤاخاة في المسجِد، وأخذ يتفقَّد أصحابه واحدًا واحدًا، وهو يقول: أين فلان، أين فلان؟وآخى الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين أبي بكْرٍ وخارجة بن زيد، وبين عمر وعتبان بن مالك، وتآخى كلّ واحد من المهاجرين مع واحدٍ من الأنصار.

    وآخى الرسول بينَه وبين عليّ بن أبي طالب - كرَّم الله وجهه - فأمسك بيده وقال: ((هذا أخي))،
    وآخى الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين عمِّه حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله، وبين مولى الرَّسول الكريم زيد بن حارثة، وكان عثمان بن عفَّان أخًا لرجُل لم يبلغ منزلته من الغنى والثَّراء.

    ويذهب بعض العلماء إلى إنكار صحَّة مؤاخاة الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلي، وحمزة وزيد قائلين بأنَّ المؤاخاة قد شرعتْ بقصد أن يستفيد المتآخون بعضهم من بعض، ولتتآلف قلوب بعضهم على بعض، وإذًا ليس هناك أيّ معنى يبرر مؤاخاة الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأي أحد منهم، ولا مؤاخاة مهاجري لمهاجري آخر، إلاَّ أن يكون للإخاء غرض آخر.
    وإنَّني أعتقد أنَّ الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يؤاخِ بينه وبين علي، وبين حمزة وزيْد، إلاَّ ليضرب بذلك المثل الأعلى والقدوة الحسنة للتَّواضُع، فلم يستنكف - وهو رسول الله ونبيه - من أن يؤاخي رجُلا من المسلمين، فحذا الأغنِياء حذوه وتآخَوا مع الفقراء المعْدمين، ولم يستكبر السَّادة عن التَّآخي مع العبيد.وهذا هو شأن الإسلام دائمًا، من يوم أن أرسل الله - عزَّ وجلَّ - رسوله - صلوات الله وسلامه عليه - وإلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، لا مكان فيه لفخر، ولا موضع فيه لكبر، ولا فضل لعربي على عجمي إلاَّ بالتَّقوى، ولا تعالي من إنسان على آخر، بل العمل الصَّالح هو مجال التَّفاخُر والتَّفاضُل بين النَّاس، أمَّا فيما عدا ذلك فالكلّ سواسية أمام الله - عزَّ وجلَّ - كأسنان المشط. اهـ


    اقول : وقال الشيخ الدكتور راغب السرجاني في مقالته :
    إسلام علي بن أبي طالب
    أ.د. راغب السرجاني

    فالثابت إذن أن العلاقة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب كانت أكثر من علاقة رجل بابن عمِّه؛ بل هو بمنزلة ابنه أو أخيه، وقد صرَّح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي" [3]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فجاء عَلِيٌّ تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيتَ بين أصحابك ولَمْ تُؤَاخِ بيني وبين أحدٍ. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ" [4].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [4] الترمذي: أبواب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه (3720)، وقال: هذا حديث حسن. والحاكم (4288).
    أقول : وهنا مروان بن أبي حفصه يقول أن العباس هو من ورث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم دون ذوي رحمه ! ويستنكر عليه ابن أبي الاصبع ذلك لأنه أثبت التوريث المالي للرسول صلى الله عليه واله وسلم ويقول بل ان ابابكر اعطى علي بن أبي طالب عمامة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسيفه دون العباس :

    الكتاب : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر
    المؤلف : ابن أبي الأصبع
    مصدر الكتاب : موقع الوراق

    فمن جهة أن مروان زعم أن بني الأعمام أحق بالفضل من بني البنات. فأخذ بعموم هذا الاستدلال، وذهل عن أن هذه القضية التي هو آخذ فيها خارجة من هذا العموم، لأن بني علي بنو بنات وبنو أعمام، وما ذكره مروان لا يتناول إلا من لم يكونوا بني أعمام من بني البنات، فأما من لم يمت بالقربة من طرفيه ويدلي بالاستحقاق من جهة أبويه، فخارج عما ذكر، ولا يقال هذا ما يرد على مروان، لأنه صرح بالإرث، ولا الأعمام أحق بالإرث من بني البنات، فإني أقول: إن لم يرد بالإرث الفضل فكلامه محال، إذ لا يصح أن يريد إرث المال ولا إرث الخلافة، أما المال فلأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث، وسيأتي بيان ذلك.
    وأما الخلافة، فلأن الخلافة لو كانت بالإرث لما وصلت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما قبل العباس رضي الله عنه فإذا أحسن الظن بمروان حمل قوله وراثة الأعمام على وراثة الفضل، وحينئذ يأتي ما ذكرناه، ولم يرد بالأعمام إلا بني الأعمام، وببني البنات إلا بني علي رضي الله عنهم فإنه مدح بالقصيدة الرشيد، وعرض بيحيى بن عبد الله بن الحسن بن علي، والأول بنو أعمام فقط، والأخر بنو أعمام وبنو بنات، فكانت للأول مزية لم تكن للأخر، قابلها ابن المعتز بأن أباه بنو العم المسلم فكانت هذه بتلك، فحصلت المساواة، فثبت الفضل لبيته على بيت مروان وما يستكثر مثل هذا الجهل من مروان وهو يقول في هذه الأبيات للرشيد كامل:
    يا بن الذي ورث النبي محمداً ... دون الأقارب من ذوي الأرحام
    فليت شعري ما الذي ورثه العباس رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم دون ذوي رحمه، وكيف يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يورث؟ وهذا أفضل الصحابة وأفقههم يحتج على فاطمة عليها السلام في أمر فدك والعوالي، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة " فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يورث فلم منعت فاطمة ما ادعت وإن كان لا يورث فلم يدعي هذا الجاهل أن العباس رضي الله عنه ورثه دون ذوي رحمه؟ وأصل الحديث يروون أن أبا بكر رضي الله عنه أعطى علياً عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيفه دون العباس

    http://islamport.com/w/adb/Web/568/41.htm
    دمتم برعاية الله
    كتبته : وهج الإيمان

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    وفيكم يبارك الباري

    للأسف لاأتمكن من إنزال بقيه البحث تخرج لي صفحه أخرى اذا كان الكلام كثير ينزل فقط سطر أوسطرين المنتدى به خلل وإن شاء الله يتم إصلاحه أعتذر من القارئ الكريم

    اترك تعليق:


  • أي سعودي يسقط
    رد
    بارك الله فيكم

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد

    أقول : - قد قال نبي الله عيسى عليه السلام في المهد :
    ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ) (30) -مريم
    فهل المقصود أنه سيكون فيما بعد عبدآ لله بعد بعثته !!!

    وقوله : (آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30) - مريم
    الله عزوجل قضى أن يحكم دراسة الانجيل وتعلمه في بطن أمه وجعله نبيا وهذا في تفسير ابن ابي حاتم عن الصحابي أنس بن مالك في تفسير قوله تعالى : (آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (30 ) - مريم
    ماورد في تفسير الدر المنثور ينقل عن ابن أبي حاتم ذلك ولاتنس أن ابن أبي حاتم إشترط الصحه على ماأخرجه من روايات في تفسيره ولايطبق على أسانيد التفسير قواعد أهل الحديث كما قال الشيخ صالح آل الشيخ :

    قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :أخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : قال إني عبد الله آتاني الكتاب الآية ، قال : [ ص: 68 ] قضى فيما قضى أن أكون كذلك .
    وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال : كان عيسى قد درس الإنجيل وأحكمه في بطن أمه ، فذلك قوله : إني عبد الله آتاني الكتاب .
    يتبع ....

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    هناك خلل عندي في كتابة الرد إذا أنزلته تخرج لي صفحه أخرى للمنتدى إذا حلت المشكله سأنزل بقية الرد للبحث السابق
    التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 10-04-2017, 05:11 AM.

    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X