X
-
جاء في تفسير القمي ج ٢ - الصفحة 155-159:
(وقال علي بن إبراهيم في قوله " وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى و حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لمَّا بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار، بعث إلى فدك فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - منها، فجاءت فاطمة - عليها السلام - إلى أبي بكر، فقالت يا أبا بكر؛ منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك، فقد جعلها لي رسول الله - صلى الله عليه وآله - بأمر الله تعالى.
فقال لها: هاتي على ذلك شهوداً. فجاءت بأمِّ أيمن فقالت: لا أشهد حتى أحتجَّ يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: أنشدك الله؛ ألست تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: إنَّ أمَّ أيمن من أهل الجنَّة؟ قال: بلى. قالت: فأشهد أن َّ الله أوحى إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ، فجعل فدك لفاطمة بأمر الله . وجاء علي - عليه السلام - فشهد بمثل ذلك . فكتب لها كتابا بفدك ودفعه إليها . فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال أبو بكر إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي، فكتبت لها بفدك. فأخذ عمر الكتاب من فاطمة، فمزقه وقال: هذا فيء المسلمين، و قال: أوس بن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله بأنه قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة، فإن عليا زوجُها يجر إلى نفسه، وأم أيمن فهي امرأة صالحة، لو كان معها غيرها لنظرنا فيه. فخرجت فاطمة - عليها السلام - من عندهما باكية حزينة.
فلما كان بعد هذا جاء علي - عليه السلام - إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار، فقال: يا أبا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال أبو بكر: هذا فيء المسلمين، فإن أقامت شهوداً أن رسول الله جعله لها، وإلا فلا حق لها فيه.
فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال: لا . قال: فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه، ادَّعيتُ أنا فيه، مَن تسأل البينة؟ قال: إياك كنتُ أسأل البينة على ما تدّعيه على المسلمين.
قال - عليه السلام - : فإذا كان في يدي شيء وادعى فيه المسلمون، فتسألني البينة على ما في يدي وقد ملكته في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وبعده، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوا علي شهوداً، كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟!
فسكت أبو بكر. ثم قال عمر: يا علي دعنا من كلامك؛ فإنا لا نقوى على حُجَجِك، فإن أتيت بشهود عدول، وإلا فهو فيء المسلمين، لا حق لك ولا لفاطمة فيه.
فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - : يا أبا بكر؛ تقرأ كتاب الله؟ قال: نعم. قال: فأخبرني عن قول الله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ؛ فيمن نزلت أفينا أم في غيرنا؟
قال: بل فيكم.
قال: فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة، ما كنت صانعاً؟
قال: كنت أقيم عليها الحد، كما أقيم على سائر المسلمين.
قال: كنتَ إذاً عند الله من الكافرين.
قال: ولم؟
قال: لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة، وقبلت شهادة الناس عليها، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل رسول الله - صلى الله عليه وآله - لها فدك، وقبضتْهُ في حياته، ثم قبلتَ شهادة أعرابي بائل على عقبه عليها، فأخذتَ منها فدك، وزعمت أنه فيء المسلمين، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - : البينة على من ادَّعَى، واليمين على من ادُّعي عليه.
قال: فدمدم الناسُ، وبكى بعضُهم، فقالوا: صدق والله عليٌّ.
ورجع علي - عليه السلام - إلى منزله قال: ودخلت فاطمة إلى المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول:
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا وكل الخير محتجب وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب فقمصتنا رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب فكل أهل له قرب ومنزلة * عند الاله على الادنين يقترب أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الكثب فقد رزينا بما لم يرزأه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب وقد رزينا به محضا خليقته * صافي الضرائب والأعراق والنسب
فأنت خير عباد الله كلهم * وأصدق الناس حين الصدق والكذب فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بهمال لها سكب سيعلم المتولي ظلم خامتنا * يوم القيامة أنى كيف ينقلب قال: فرجع أبو بكر إلى منزله وبعث إلى عمر فدعاه ثم قال: أما رأيت مجلس علي منا اليوم، والله لان قعد مقعدا مثله ليفسدن أمرنا فما الرأي؟ قال عمر الرأي أن تأمر بقتله، قال فمن يقتله؟ قال خالد بن الوليد فبعثا إلى خالد فأتاهما فقالا نريد أن نحملك على أمر عظيم، قال حملاني ما شئتما ولو قتل علي بن أبي طالب، قالا فهو ذاك، فقال خالد متى أقتله؟ قال أبو بكر إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه، قال نعم فسمعت أسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها اذهبي إلى منزل علي وفاطمة فاقرئيهما السلام وقولي لعلي ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فارج أنى لك من الناصحين فجاءت الجارية اليهما فقالت لعلي عليه السلام ان أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج أنى لك من الناصحين، فقال علي (ع) قولي لها ان الله يحيل بينهم وبين ما يريدون.
ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد ووقف خلف أبى بكر وصلى لنفسه وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وشدة على وبأسه فلم يزل متفكرا لا يجسر ان يسلم حتى ظن الناس انه قدسها، ثم التفت إلى خالد فقال يا خالد لا تفعل ما أمرتك به السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا خالد ما الذي أمرك به؟
قال امرني بضرب عنقك، قال وكنت تفعل؟ قال إي والله لولا أنه قال لي لا تفعل لقتلتك بعد التسليم، قال فأخذه علي (ع) فضرب به الأرض واجتمع الناس عليه فقال عمر يقتله ورب الكعبة فقال الناس يا أبا الحسن الله الله بحق صاحب هذا القبر فخلى عنه، قال فالتفت إلى عمر وأخذ بتلابيبه وقال يا بن الصهاك لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ثم دخل منزله.اهـ
قال المحقق الدكتور الشيخ أحمد الماحوزي : سنده صحيح وكذلك صحيح عند السيد الخوئي
- اقتباس
- تعليق
-
الاستاذ / بشير بن سعد الرشيدي رئيس المجلس البلدي لبلديه الحائط والمحرر في صحيفة الجزيرة السعودية في مقالته عن فدك أنقل منها موضع الشاهد
قصورها الحجرية بنيت من الصخور العاتية
الحائط أرض التاريخ والآثار والعيون 1/6
أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع للهجرة صلحاً
بناها فدك بن حام بن نوح واستوطنها كثير من القبائل العربية
حلقات كتبها وصورها: بشير بن سعد الرشيدي
عرفت الحائط ب«فدك» نسبة لفدك بن حام بن نوح «عليه السلام» أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع للهجرة صلحاً وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا الثلث واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلهم على الجلاء وفعل وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بها عين فوارة ونخيل كثيرة وهي التي قالت فاطمة رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحلنيها فقال أبو بكر رضي الله عنه: أريد بذلك شهوداً. فشهد لها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فطلب شاهدا آخر فشهدت لها أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا يجوز إلا شهادة رجل وامرأتين، فانصرفت ثم أدى اجتهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعده لما ولي الخلافة، وفتحت الفتوح واتسعت على المسلمين أن يردها إلى ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب يتنازعان فيها، وكان علي رضي الله عنه يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها في حياته لفاطمة رضي الله عنها وكان العباس رضي الله عنه يأبى ذلك ويقول: هي ملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وارثه فكانا يختصمان إلى عمر رضي الله عنه فيأبى أن يحكم بينهما، فلما ولي عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه الخلافة، كتب إلى عامله بالمدينة، يأمره برد فدك، إلى ولد فاطمة رضي الله عنها فكانت في أيديهم أيام عمر بن عبدالعزيز فلما وليها أبو العباس السفاح دفعها إلي الحسن والحسين بن علي بن أبي طالب فكان هو القيم عليها يفرقها في بني علي بن أبي طالب فلما ولي المنصور الخلافة أعادها إليهم ثم قبضها موسى الهادي، وفي عهد المأمون جاءه رسول بني علي بن أبي طالب فطالب بها فأمر أن يسجل لهم بها فكتب السجل وقرئ على المأمون فقام دعبل الشاعر وأنشد قائلاً:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا
برد مأمون هاشم فدكا
وكان ذلك سنة «210» للهجرة وهكذا صار أمر فدك، خليفة يقبضها وآخر يدفعها لآل علي بن أبي طالب.
وكان لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة لأبي بكر رضي الله عنهما نحلنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تجد لذلك شاهدين كما تقدم وروي عن أم هاني أن فاطمة أتت أبا بكر رضي الله عنه فقالت له: من يرثك؟ فقال: ولدي وأهلي. فقالت: فما بالك ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم دوننا؟ فقال: يا بنت رسول الله ما ورثت ذهباً، ولا فضة ولا كذا ولا كذا فقالت : سهمنا بخيبر، وصدقتنا بفدك. فقال: يا بنت رسول الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما هي طعمة أطعمنيها الله تعالى في حياتي»، فإذا مت فهي بين المسلمين وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة إنما هذا المال لآل محمد لنائبتهم وضيفهم، فإذا مت فهو إلى ولي الأمر بعدي» فأمسكت.
فلما ولي عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه خطب الناس وقص قصة فدك، وخلوصها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
اهـ
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
هنا الشيخ الشعراوي يتكلم في هذا المقطع عن كلام الامام علي عليه السلام في خطابه للمصطفى صلى الله عليه واله وسلم بعد دفنه للزهراء عليها السلام
عنوان المقطع : ما قاله سيدنا على بعد دفن السيدة فاطمة رضى الله عنها
أنقل من كلام الشيخ الشعراوي موضع الشاهد :
(وفاضت بين سَحْري ونَحْري نفسك )
( هذا وستُخبرك ابنتك عن حال أُمَّتك ، وتضافرها على هضمها )
https://www.youtube.com/watch?v=cblmuMuVBWw
http://shamela.ws/browse.php/book-1083/page-14343التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 27-07-2017, 01:14 AM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
قال الشيخ الدكتور حسن المالكي : من الآثار الفقهية المترتبة على السقيفة: أن الحديث أصبح يرد القرآن، والحديث لا يلزم اتهام صاحبه، لكن قد يسمع ويهم بعكس القرآن. ومثال ذلك حديث: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) وفي لفظ: (ما تركنا صدقة) فهذا الحديث مخالف للقرآن تماما. فالله تعالى يقول: {وورث سليمان داوود} وقال على لسان زكريا: {وهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب} لكن السلطة تمسكت بالحديث. ثم اتت السلفية بحل لم يخطر على بال السلطة يومئذ وهو أن المراد بالوراثة في الآيات: وراثة النبوة لا وراثة المال! ورضي الناس فورا !! ولم يراجعوا سياق الآيات كقول زكريا معللا طلبه: {وإني خفت الموالي من ورائي} فهل خافهم على النبوة؟ ثم لم يتساءل هؤلاء المدافعون عن سرّ بقاء أمهات المؤمنين في بيوت النبي ص، أليس الأولى ألا يرثنها وتكون تلك البيوت صدقة؟
ثم فصّلوا أحاديث تقول: (لا يرث أهل بيتي شيئا وما تركته فهو لزوجاتي وعمالي)! أو بمعناه وصححوه! فهذا الحديث لأبي هريرة مفصل سياسياً.
إذاً فالخلاصة هنا: أننا لا تريد هضم حق الخلافة، ولا حق أبي بكر وعمر، ولا سابقتهم ولا فضلهم، لكن هذا شئ، واتخاذ افعالهم دينا شئ آخر. اهـ
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
وقال السيد الميلاني أيضآ في نفس المصدر السابق :
تكذيب الحافظ ابن خراش صريحاً:
وثامناً: وأخيراً . . . لقد تقدم ـ في الوجه الرابع ـ أنّ بعض كبار الحفاظ اتّهم رواة الحديث المشتمل على «إنّا معاشر الأنبياء . . .» بالكذب، ومنهم «مالك بن أوس»، إلاّ أنّه قد نصّ أحد كبار الأئمّة الحفّاظ من أعلام القرن الثالث على بطلان خصوص حديث «إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» واتّهم «مالك بن أوس» بالخصوص، فاستمع إلى ما قاله الحافظ الذهبي بترجمة الحافظ عبد الرحمن بن يوسف بن خراش:
«ابن خراش ـ الحافظ البارع الناقد، أبو محمّد، عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش المروزي ثمّ البغدادي، سمع . . . حدّث عنه: أبو سهل القطّان وأبو العبّاس ابن عقدة وبكر بن محمّد الصيرفي وغيرهم.
قال بكر بن محمّد: سمعته يقول: شربت بولي في هذا الشأن خمس مرّات.
وقال أبو نعيم: ما رأيت أحداً أحفظ من ابن خراش.
قال ابن عدي الجرجاني: ذكر بشيء من التشيّع وأرجو أنّه لا يتعمّد الكذب، سمعت ابن عقدة يقول: كان ابن خراش عندنا إذا كتب شيئاً من باب التشيّع يقول: هذا لا ينفق إلاّ عندي وعندك. وسمعت عبدان يقول: حمل ابن خراش إلى بندار كان عندنا جزءَين صنّفهما في مثالب الشيخين، فأجازه بألفي درهم بنى له بها حجرةً، فمات إذا فرغ منها.
وقال أبو زرعة محمّد بن يوسف: خرّج ابن خراش مثالب الشيخين وكان رافضيّاً.
وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش: حديث ما تركنا صدقة؟ قال: باطل، أتّهِمُ مالك بن أوس بالكذب. ثمّ قال عبدان: وقد روى مراسيل وصلها ومواقيف رفعها.
(قال الذهبي): قلت: جهلة الرافضة لم يدروا الحديث ولا السيرة ولا كيف ثمَّ! فأمّا أنت أيُّها الحافظ البارع الذي شربت بولك ـ إن صدقت ـ في الترحال، فما عُذرك عند اللّه؟ مع خبرتك بالأُمور؟ فأنت زنديق معاند للحق، فلا رضي اللّه عنك.
مات ابن خراش إلى غير رحمة اللّه سنة 283»(1).
وقال بترجمته أيضاً بعد أن أورد ما تقدّم: «قلت: هذا معثّر مخذول، كان علمه وبالاً وسعيه ضلالاً، نعوذ باللّه من الشقاء»(2).
وقال أيضاً: «قلت: هذا ـ واللّه ـ الشيخ المعثّر الذي ضلّ سعيه، فإنّه كان حافظ زمانه، وله الرحلة الواسعة والاطّلاع الكثير والإحاطة، وبعد هذا فما انتفع بعلمه، فلا عتب على حمير الرافضة وحواثر جزّين ومشغرا»(3).
ــــــــــــــــــــــ
(1) تذكرة الحفّاظ 2 / 684.
(2) سير أعلام النبلاء 13 / 510.
(3) ميزان الاعتدال 4 / 330.
تنبيهان حول الحافظ ابن خراش:
لقد: ترجم الحافظ الخطيب البغدادي لابن خراش، فذكر مشايخه والرواة عنه، وقال في وصفه: «وكان أحد الرحّالين في الحديث إلى الأمصار بالعراق والشام ومصر وخراسان، وممّن يوصف بالحفظ والمعرفة» فلم ينقل كلامه في حديث: نحن معاشر الأنبياء، إنّما أورد ما رواه الذهبي عن ابن عدي عن عبدان، ولكنّه حرّف الكلام، فقال: «أنبأنا أبو سعد الماليني، أخبر أنّ عبد اللّه بن عدي، قال: سمعت عبدان يقول: أجاز بندار ابن خراش بألفي درهم، فبنى بذلك حجرةً ببغداد ليحدّث بها، فما متّع بها ومات حين فرغ منها»(1).
وابن الجوزي لم يورد هذا ولا ذاك، وإنّما قال بترجمته: «وكان أحد الرحّالين في الحديث إلى الأمصار، وممّن يوصف بالحفظ والمعرفة، إلاّ أنّه ينبز بالرفض»(2).
والسيوطي أيضاً ترجم لابن خراش فأورد ما قاله في الحديث لكنْ محرّفاً، قال: «قال عبدان: قلت له: حديث «ما تركنا صدقة»؟ قال: باطل. قال: وقد روى مراسيل . . .»(3) فأسقط من الكلام: «أتّهم مالك بن أوس بالكذب».
فلاحظ تلاعبهم بالقضايا والأخبار واعتبر!!
2 ـ اعتماد القوم عليه في سائر المواضع
إنّه مع ذلك كلّه، لم يسقط هذا العالم الجليل عن الاعتماد، في القضايا الأُخرى ولم تسقط آراؤه في الأحاديث والجرح والتعديل عن الاعتبار في سائر المواضع، فطالما نقلوا آراءَه وعُنُوا بها، فراجع كتبهم المختلفة إنْ شئت ليطمئنّ قلبك، مثل (تهذيب التهذيب) و(هدى الساري ـ مقدمة فتح الباري في شرح البخاري) للحافظ ابن حجر العسقلاني وهو متأخر عن الذهبي، فهل يوافقه المنصف المحقّق المحنّك في خطابه لابن خراش: «فأنت زنديق معاند للحق فلا رضي اللّه عنك»؟! اهـ
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد 10 / 280.
(2) المنتظم 7 / 291.
(3) طبقات الحفّاظ: 301.
أقول : وكما قال الشيخ حسن المالكي اذا لم يتهم بهذا الحديث مالك ابن أوس وغيره يكفي مخالفته للقرآن الكريم في بطلانه أو يحمل على ماأن ماتركوه صدقه لايورث هذا عنهم فقط وليس كل ماتركوه كما قال مشايخ السرخسي والنحاس
أو ماتركوا صدقه لأن الصدقه لها نصاب ومده معينه وليس فيه نفي التوريث عنهم كما قال الشيخ حسن المالكي
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
جواب للسيد الميلاني على هذه الشبهه في مؤلفه مسألة فدك وحديث إنا معاشر الأنبياء لانورث :
رواية أنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً:
قال: «وروى الكليني في الكافي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قوله: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكنْ ورَّثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر»(1).
قال عنه المجلسي في مرآة العقول(2): «له سندان، الأوّل مجهول، والثاني حسن أو موثّق، لا يقصران عن الصحيح».
فالحديث إذاً موثّق في أحد أسانيده ويحتجّ به، فلماذا يتغاضى عنه علماء الشيعة رغم شهرته عندهم؟ والعجيب أن يبلغ الحديث مقدار الصحّة عند الشيعة حتّى يستشهد به الخميني في كتابه الحكومة الإسلاميّة، على جواز ولاية الفقيه.
فلماذا لا يؤخذ بحديث صحيح النسبة إلى رسول اللّه، مع أنّنا مجمعون على أنّه لا اجتهاد مع نصّ؟ ولماذا يستخدم الحديث في ولاية الفقيه ويهمل في قضيّة فدك؟ فهل المسألة يحكمها المزاج؟
وأقول في جوابه: إنّا نأخذ بهذا الحديث ولا نجتهد مع النصّ ولا نهمله في قضيّة فدك، لكن الرجل لم يهتد إلى معنى الرواية ولم يقف على كلام علماء الشيعة هنا.
لقد ظنّ الرجل أنّ معنى هذه الرواية هو مفاد ما نسبوا إلى النبي: إنّا معاشر الأنبياء لا نورث، وهذا خطأ فظيع، لأنّ رواية الكليني تقول: «لم يورّثوا» وروايتهم تقول: «لا نورث» وكم الفرق بينهما؟
إنّ الرواية ـ بحسب ظاهر كلمة لم يورّثوا ـ دليلٌ على كون فدك عطيةً ونحلةً من الرسول لبضعته الطاهرة البتول، فهي حينئذ دليل على خروج فدك عن ملك النبي في حال حياته، فيقع التصادق بينها وبين روايات القوم في ذيل الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)(3).
لكنّ نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) ترك أشياء فورثوها عنه كما في أخبار الفريقين وأقوال علماء الطائفتين، ممّا يدلّ على بطلان ما نسبوه إليه . . . أخرج أحمد بسند صحيح عن ابن عبّاس: «لمّا قبض رسول اللّه واستخلف أبو بكر خاصم العبّاس عليّاً في أشياء تركها صلّى اللّه عليه وسلّم . . .»(4) فهو نصّ في تركه أشياء، وإن كنّا في شك من خصومة علي والعبّاس، ومثله أخبار وأقوال تقدّم بعضها سابقاً.
فيكون معنى رواية الشيخ الكليني ـ ولا سيّما بقرينة ما سبق: «إنّ العلماء ورثة الأنبياء» ولحوق: «فمن أخذ منه أخذ بحظٍّ وافر» ـ أنّ الأنبياء لم يأتوا لأنْ يجمعوا الأموال ويدّخروا الدنانير والدراهم فيتركوها من بعدهم لورّاثهم، وانّما جاؤوا إلى أُممهم بالعلم والحكمة، وكان همّهم تزكية النفوس وتعليم العلم «فمن أخذ منه أخذ بحظٍّ وافر» إلاّ أنّ هذا لا ينافي أن يتركوا أشياء كانوا يحتاجون إليها في حياتهم كسائر الناس حتّى آخر ساعة مثل «السيف» و«الدابّة» ونحو ذلك، ثمّ يرثها منهم ورثتهم الشرعيّون.
وبهذا يظهر أن لا فائدة في احتجاج الرجل بهذه الرواية للدفاع عن أبي بكر في قضيّة فدك، بل إنّها تضرّ ما هو بصدده كما لا يخفى.
ولعلّ في هذه الرواية وأمثالها إشارةً إلى أنّ أصحاب الأنبياء يجب أن يكونوا كالأنبياء علماً وأخلافاً وسيرةً، ليكونوا علماء في الأُمّة يقومون بدور الأنبياء من بعدهم، في تزكية الأُمّة وتعليمها الكتاب والسنّة، لا أن ينتهزوا فرصة صحبة الرسول للوصول إلى المقاصد الدنيويّة.
ففي هذه الرواية إشارة إلى سوء حال جمع من كبار صحابة الرسول، الذين تركوا الأموال الطائلة والآلاف المؤلَّفة من الذهب والفضّة، خلافاً للسيرة النبويّة والتعاليم الإسلاميّة، حتّى لقد جاء بترجمة طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وأمثالهم أشياء مذهلة:
روى الحافظ الذهبي عن ابن سعد بسنده: إنّه قتل طلحة وفي يد خازنه ألف ألف درهم ومئتا ألف درهم، وقوّمت أُصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم.
ثمّ قال الذهبي: وأعجب ما مرّ بي قول ابن الجوزي في كلام له على حديث قال: وقد خلّف طلحة ثلاثمئة حمل من الذهب»(5).
وقال الذهبي: «قال ابن قتيبة: حدّثنا محمّد بن عتبة، حدّثنا أبو أُسامة، عن هشام، عن أبيه: إنّ الزبير ترك من العروض خمسين ألف ألف درهم، ومن العين خمسين ألف ألف درهم. كذا هذه الرواية.
وقال ابن عيينة عن هشام عن أبيه قال: اقتسم مال الزبير على أربعين ألف ألف»(6).
وأخرج أحمد ـ ورجاله ثقات ـ عن شقيق، قال: دخل عبد الرحمن على أُمّ سلمة فقال: يا أُمّ المؤمنين، إنّي أخشى أنْ أكون قد هلكت، إنّي من أكثر قريش مالاً، بعت أرضاً لي بأربعين ألف دينار. قالت: يا بني، أنفق، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ من أصحابي من لن يراني بعد أنْ أُفارقه»(7).
نعم، هؤلاء هم الذين لن يروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولن يكونوا معه في الآخرة، بل يذادون عن حوضه كما يذاد البعير . . . كما في الصحيح المتّفق عليه.
هذا، وقد كان هؤلاء في بدء أمرهم فقراء لا يملكون شيئاً، انظر مثلاً إلى حال الزبير، إذ تحكي زوجته أسماء بنت أبي بكر ـ كما في رواية البخاري ومُسلم ـ وتقول: «تزوّجني الزبير وما له شيء غير فرسه، فكنت أسوسه وأعلفه . . . قالت: حتّى أرسل إلي أبو بكر بعدُ بخادم فكفتني سياسة الفرس، فكأنّما أعتقني»(8).
أمّا الذين فارقوا الدنيا من الصحابة وما تركوا صفراء ولا بيضاء، فهم الذين يصلحون لأنْ يكونوا قادةً وأُسوة للأُمّة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهم علي أمير المؤمنين وشيعته، كأبي ذر وسلمان والمقداد وعمّار بن ياسر . . . وأمثالهم . . . فقد روى الفريقان عن الإمام الحسن بن علي عليهما السلام أنّه خطب بعد وفاة أبيه فقال: «لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون. كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يعطيه الراية فلا ينصرف حتّى يفتح له، ما ترك بيضاء ولا صفراء، إلاّ سبعمائة درهم فضل من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله»(9). اهـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) الكافي 1 / 34 ح 1 / باب ثواب العالم والمتعلم.
(2) مرآة العقول 1 / 111 ح 1.
(3) سورة الإسراء: 17 : 6.
(4) مسند أحمد 1 / 13.
(5) سير أعلام النبلاء 1 / 39 ـ 40.
(6) سير أعلام النبلاء 1 / 65.
(7) مسند أحمد بن حنبل 6 / 317، 298، 312.
(8) سير أعلام النبلاء 2 / 290 ـ 291.
(9) سنن النسائي الكبرى 5 / 112 ح 8418 ، المعجم الكبير 3 / 80 ح 2722 ـ 2725، حلية الأولياء 1 / 65 وغيرها.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
وهنا الشيخ السني الدكتور نبيل العوضي يتحدث عن قتل زكريا عليه السلام قبل ابنه يحيى عليه السلام في الوقت : 34: 18
https://www.youtube.com/watch?v=UxvA...ature=youtu.be
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الكتاب: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
المؤلف: ياسين بن خير الله بن محمود بن موسى الخطيب العمري (المتوفى: بعد 1232هـ)
- أعلام الكتاب مدرجة للبحث ضمن خدمة البحث في التراجم
[الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع]
ذكر في "المعالم" في تفسير سورة "كهيعص" قوله تعالى: (قال ربِّ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقيا) أي قال زكريا: عودتني الإجابة فيما مضى، وقوله تعالى: (وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً) أي: ابناً، وقوله تعالى: (يرثني ويرث آل يعقوب..) قال الحسن: يرثني مالي، ويرث من آل يعقوب النبوة والحبورة لأن زكريا عليه السلام كان نبياً مرسلاً، ورأس الأحبار. وقوله تعالى: (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى..) وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه لم تلد العواقر مثله. وقوله تعالى: (قال رب اجعل لي آية..) أي دلالة على حمل امرأتي، لأنها عاقر وقد كبرت وأسنت قال تعالى: (آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا) أي: صحيحاً سليماً من غير بأس ولا خرس ...الخ
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
قال الشيخ الدكتور السني مصطفى بن حمزة : وفي هذا الإطار يجب استحضار أمر أساسي هو رغبة مالك المال في أن ينتقل إلى أبنائه ومن يحمل اسمه، ويكون امتدادا له، لأن هذا المال إما أن يكون حصيلة جهد وكد، وإما أن يكون شيئا من تراث العائلة وما توارثته، ويشهد لهذا النزوع أن نبي الله زكرياء عليه السلام قد أعلن عن تخوفه من أن يصير المال بددا بعده أو يقع بأيدي الأجانب فقال في شكواه إلى ربه: “إني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب” فهو قد رجا أن يستمر ماله في ولده، وأن تكون الوراثة والاستمرار في ولد يعقوب.اه
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
قال السيد عادل العلوي : ۱ـ الوراثة المالية
العلماء لا يرثون الأنبياء في أموالهم، إنما يرث النبي من كان من أرحامه، يرثه على كتاب الله كما ورث سليمان داود ويوسف يعقوب(عليهما السلام)، فالعالم لا يرث النبي في ماله ومناله الدنيوي بنص منه في قوله: ((إن الأنبياء لم يورثوا ـ أي للعلماء لتناسب الحكم والموضوع ـ ديناراً ولا درهماً)) وفي رواية أخرى: ((الأصفر والأبيض)), كناية عن الذهب والفضة أو الدينار الذهبي والدرهم الفضي الذي كان في صدر الإسلام.
۲ـ الوراثة العلمية
فإن العلماء يرثون الأنبياء في علومهم كما ورد في النص: ((ولكن ورّثوا العلم)) والمراد من العلم: هو العلم النافع الذي ينفع من علمه ويضر من جهله، أي علم الدين في أصوله وفروعه وأخلاقه (علم الفقه والعقائد والأخلاق) كما ورد ذلك في الروايات الشريفة. ففي قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إنما العلم ثلاث آية محكمة، وسنّة قائمة، وفريضة عادلة)).
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
-
-
قال الشيخ الدكتور حسن المالكي : وقد تكدرت العلاقة بينها وبين أبي بكر وعمر فقط (ولا علاقة لعثمان هنا) بعد وفاة النبي لموقف بني هاشم عامة من يوم السقيفة ومطالبة فاطمة بما تراه حقاً لها سواء عن طريق الإرث أو ما تقول بأن النبي قد وهبها إياه (وهي الصادقة ) لكن أبا بكر طلب بينة.
وقد غضبت على أبي بكر وهجرته حتى ماتت رضي الله عنها وعنه.
والخلاف بين الصالحين والتاجر قد يحدث. اه
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الموضوع للمنصفين من الاخوه السنه رعاهم الباري كما يرى القارئ تكرار السؤال والاشكال رغم وجود الرد
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
اترك تعليق: