في كتاب بلاغات النساء : قال أبو الفضل ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم (1) كلام فاطمة عليها السلام عند منع أبي بكر إياها فدك وقلت له إن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع وأنه من كلام أبي العيناء " الخبر منسوق البلاغة على الكلام " فقال لي رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أبناءهم وقد حدثنيه أبي عن جدي يبلغ به فاطمة على هذه الحكاية ورواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أن يولد جد أبي العيناء وقد حدث به الحسن بن علوان عن عطية العوفي أنه سمع عبد الله بن الحسن يذكره عن أبيه
قال الشيخ المحقق الدكتور أحمد الماحوزي في الحكم على السند السابق : هذا الاسناد يحكم بصحته وشهرته واستفاضته
___________________
(1) سبق ومر عليك ان المحقق الالفي قال ان هناك خطأ من الناسخ في الطبع في اسم الراوي جاء في أعيان الشيعه للأمين : 430: أبو الحسين زيد الأصغر بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
ذكره ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وقال روى عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي وعنه الفضل بن جعفر بن أبي طالب اه.
ويظهر من عمدة الطالب انه يلقب بالشيبة وانه كان نسابة. قال واما علي بن ذي العبرة فأعقب من زيد الشيبة النسابة له كتاب المقتل وله مبسوط في النسب وحده اه.
وقال المفيد في الارشاد عند ذكر دلائل امامة أبي الحسن الرضا ع: روى محمد بن علي قال اخبرني زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال مرضت فدخل الطبيب علي ليلا ووصف لي دواء آخذه في السحر كذا وكذا يوما فلم يمكني تحصيله من الليل وخرج الطبيب من الباب وورد صاحب أبي الحسن الرضا ع في الحال ومعه صرة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لي أبو الحسن يقرئك السلام ويقول لك خذ هذا الدواء كذا وكذا يوما فأخذته وشربته فبرئت اه ورواه الكليني في الكافي في باب مولد أبي الحسن الهادي ع مثله وفيه فلم يخرج الطبيب من الباب حتى ورد علي نصر بقارورة فيها ذلك الدواء والظاهر أن زيدا الأخير هو زيد الشهيد والحسين هو ابنه ذو الدمعة وزيد المترجم هو حفيد الحسين وهو في طبقة الرضا ع.
X
-
سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن يقول أن سليمان عليه السلام لم يرث العلم من أبيه في حياته بل من الله فهو من علمه وأعطاه الملك والنبوة وأعلن للناس عن علمه لمنزلة العلم فهذا مايفهم من وراثته لأبيه فهو خلفه في كونه عالما فيتبقى وراثة المال بعد رحيل والده لأن المال كما هو معروف يورثه الوالد لولده ولايقال في المال لايرثه الولد من والده كما قال سيد قطب (ويجمل بقية النعم مع إسنادها إلى المصدر الذي علمه منطق الطير، وليس هو داود، فهو لم يرث هذا عن أبيه، وكذلك ما أوتيه من كل شيء إنما جاؤه من حيث جاءه ذلك التعليم. )، قال في كتابه ظلال القرآن :
ولقد آتينا داود وسليمان علما. وقالا : الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين .
هذه هي إشارة البدء في القصة، وإعلان الافتتاح؛ خبر تقريري عن أبرز النعم التي أنعم الله بها على داود وسليمان - عليهما السلام - نعمة العلم؛ فأما عن داود فقد ورد تفصيل ما آتاه الله من العلم في سور أخرى، منها تعليمه الترتيل بمقاطع الزبور، ترتيلا يتجاوب به الكون من حوله، فتؤوب الجبال معه والطير، لحلاوة صوته، وحرارة نبراته، واستغراقه في مناجاة ربه، وتجرده من العوائق والحواجز التي تفصل بينه وبين ذرات هذا الوجود، ومنها تعليمه صناعة الزرد وعدة الحرب، وتطويع الحديد له، ليصوغ منه من هذا ما يشاء؛ ومنها تعليمه القضاء بين الناس، مما شاركه فيه سليمان.
وأما سليمان ففي هذه السورة تفصيل ما علمه الله من منطق الطير وما إليه; بالإضافة إلى ما ذكر في سور أخرى من تعليمه القضاء، وتوجيه الرياح المسخرة له بأمر الله.
تبدأ القصة بتلك الإشارة: ولقد آتينا داود وسليمان علما وقبل أن تنتهي الآية يجيء شكر داود وسليمان على هذه النعمة، وإعلان قيمتها وقدرها العظيم، والحمد لله الذي فضلهما بها على كثير من عباده المؤمنين، فتبرز قيمة العلم، وعظمة المنة به من الله على العباد، وتفضيل من يؤتاه على كثير من عباد الله المؤمنين.
ولا يذكر هنا نوع العلم وموضوعه لأن جنس العلم هو المقصود بالإبراز والإظهار؛ وللإيحاء بأن العلم كله هبة من الله، وبأن اللائق بكل ذي علم أن يعرف مصدره، وأن يتوجه إلى الله بالحمد عليه، وأن ينفقه فيما يرضي الله الذي أنعم به وأعطاه، فلا يكون العلم مبعدا لصاحبه عن الله، ولا منسيا له إياه، وهو بعض مننه وعطاياه
والعلم الذي يبعد القلب عن ربه علم فاسد، زائغ عن مصدره وعن هدفه، لا يثمر سعادة لصاحبه ولا للناس، إنما يثمر الشقاء والخوف والقلق والدمار، لأنه انقطع عن مصدره، وانحرف عن وجهته، وضل طريقه إلى الله..
ولقد انتهت البشرية اليوم إلى مرحلة جيدة من مراحل العلم، بتحطيم الذرة واستخدامها، ولكن ماذا جنت البشرية حتى اليوم من مثل هذا لعلم الذي لا يذكر أصحابه الله، ولا يخشونه، ولا يحمدون له، ولا يتوجهون [ ص: 2634 ] بعلمهم إليه؟ ماذا جنت غير الضحايا الوحشية في قنبلتي "هيروشيما" . و "ناجازاكي" وغير الخوف والقلق الذي يؤرق جفون الشرق والغرب ويتهددهما بالتحطيم والدمار والفناء ؟
وبعد تلك الإشارة إلى الإنعام بمنة العلم على داود وسليمان، وحمدهما لله ربهما على منته وعرفانهما بقدرها وقيمتها يفرد سليمان بالحديث:
وورث سليمان داود. وقال : يا أيها الناس علمنا منطق الطير، وأوتينا من كل شيء. إن هذا لهو الفضل المبين ..
وداود أوتي الملك مع النبوة والعلم، ولكن الملك لا يذكر في صدد الحديث عن نعمة الله عليه وعلى سليمان، إنما يذكر العلم، لأن الملك أصغر من أن يذكر في هذا المجال!
"وورث سليمان داود" والمفهوم أنها وراثة العلم، لأنه هو القيمة العليا التي تستأهل الذكر، ويؤكد هذا إعلان سليمان في الناس: "قال : يا أيها الناس علمنا منطق الطير، وأوتينا من كل شيء". فيظهر ما علمه من منطق الطير ويجمل بقية النعم مع إسنادها إلى المصدر الذي علمه منطق الطير، وليس هو داود، فهو لم يرث هذا عن أبيه، وكذلك ما أوتيه من كل شيء إنما جاؤه من حيث جاءه ذلك التعليم.
http://library.islamweb.net/newlibra...=210&startno=1
اقول : ومر عليك قول سيد قطب في قوله أن زكريا عليه السلام خاف على ماله الذي كان ينفقه في وجهه فسأل الله ابنا يورثه له فسيد قطب لاينفي توريث النبي للمال لولده
جاء في كتاب تفسير القرآن في ظلال القرآن لسيد قطب ج4 أنقل منه موضع الشاهد :
ثم يعقب عليه بقوله: ولم أكن بدعائك رب شقيا معترفا بأن الله قد عوده أن يستجيب إليه إذا دعاه، فلم يشق مع دعائه لربه، وهو في فتوته وقوته. فما أحوجه الآن في هرمه وكبرته أن يستجيب الله له ويتم نعمته عليه.
فإذا صور حاله، وقدم رجاءه، ذكر ما يخشاه، وعرض ما يطلبه، إنه يخشى من بعده، يخشاهم ألا يقوموا على تراثه بما يرضاه، وتراثه هو دعوته التي يقوم عليها - وهو أحد أنبياء بني إسرائيل البارزين - وأهله الذين يرعاهم، ومنهم مريم التي كان قيما عليها وهي تخدم المحراب الذي يتولاه - وماله الذي يحسن تدبيره وإنفاقه في وجهه، وهو يخشى الموالي من ورائه على هذا التراث كله، ويخشى ألا يسيروا فيه سيرته، قيل لأنه يعهدهم غير صالحين للقيام على ذلك التراث.
وكانت امرأتي عاقرا .. لم تعقب فلم يكن له من ذريته من يملك تربيته وإعداده لوراثته وخلافته.
ذلك ما يخشاه. فأما ما يطلبه فهو الولي الصالح، الذي يحسن الوراثة، ويحسن القيام على تراثه وتراث النبوة من آبائه وأجداده: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب . اهـ
http://library.islamweb.net/newlibra...=210&startno=1التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 16-10-2017, 04:21 AM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
جاء في كتاب مجموع رسائل ابن رجب الحنبلي :فقوله صلى الله عليه وسلم : (( وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولادرهما ، وإنما ورثوا العلم )) فيه إشارة إلى أمرين :
أحدهما : أن العالم الذي هو وارث للرسول حقيقة ، كما أنه ورث علمه فينبغي أن يورثه كما ورث الرسول العلم ، وتوريث العالم العلم هو أن يخلفه بعده بتعليم أو تصنيف ، ونحو ذلك مما ينتفع به بعده
وفي (( الصحيح )) عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : علم نافع ، أوصدقة جارية ، أوولد صالح يدعو له ))
فالعالم إذا علم من يقوم به بعده ، فقد خلف علمآ نافعآ وصدقة جارية ، لأن تعليم العلم صدقة ، كما سبق عن معاذ وغيره ، والذين علمهم بمنزلة أولاد الصالحين يدعون له ، فيجتمع له بتخليف علمه هذه الخصال الثلاث .
والأمر الثاني : أن من كمال ميراث العالم للرسول - عليه السلام - أن لايخلف الدنيا كما لم يخلفها الرسول ، وهذا من جملة الإقتداء بالرسول وبسنته في زهده في الدنيا ، وتقلله منها ، واجترائه منها باليسير . اهـ (1)
أقول : إذا كان العالم كما مر عليه أن يورث العلم كالأنبياء وهو وارثهم حقيقه يرث علمهم لامالهم وعليه أن يقتدي بهم وأن من كمال ميراث العالم للرسول - عليه السلام - أن لايخلف الدنيا كما لم يخلفها الرسول ، وهذا من جملة الإقتداء بالرسول وبسنته في زهده في الدنيا ، وتقلله منها ، واجترائه منها باليسير ونعرف كما هو واقع الحال أن العالم لم يجعل ماله صدقه لاستحالة وراثته كما زعموا في الأنبياء فالعالم لايرث المال من الأنبياء ويورث المال وزعموا أن الأنبياء لايرثوا المال ولايورثوه فمعنى الحديث اتضح أن الأنبياء زهدوا في الدنيا ولم يخلفوها وهذا لاينافي توريثهم لمالهم بعد رحيلهم فلاتكون أموالهم صدقه
وهنا لفته مهمه قالها الدكتور محمد شحرور :
والطريف أن المتشدقين بالسنة النبوية والقائلين بقدرتها على نسخ الأحكام الإلهية، هم أول من يهمل ويعطل السنة النبوية، حين يتعلق الأمر بالأموال. نقول هذا وأمامنا حديث نبوي ينص إن صح على: نحن معاشر الأنبياء لا نرث ولا نورث. وتضيف إليه بعض الروايات عبارة خاتمة تقول: ما تركناه صدقة. وهذا الحديث بالذات هو الذي اعتمده أبو بكر الصديق في حرمان فاطمة من نصيبها في أرض فدك.
ونحن نرى في هذا الحديث وصية، ونرى فيه طاعة وتنفيذاً للأمر الإلهي في آية البقرة 180 تدحض مزاعم النسخ، ونتساءل:
لماذا لا يلتزم علماؤنا الأفاضل بهذه السنة الشريفة فيتركون أموالهم صدقة؟ أليسوا في زعمهم ورثة الأنبياء؟ أم أن السنة النبوية الشريفة عندهم، هي حجة في السيطرة على عقول الناس ومصادرتها والتصدر في المجالس. (2)
ــــــــــــ
(1) - ج 1 ، 2 ص52-53 ، دراسه وتحقيق أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني ، الناشر الفاروق الحديثه للطباعة والنشر : :
(2) نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة (الوصية – الإرث – القوامة – التعددية – اللباس) / الفصل الثالثالتعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 07-10-2017, 07:56 AM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
جاء في كتاب تفسير القرآن في ظلان القرآن لسيد قطب ج4 أنقل منه موضع الشاهد :
ثم يعقب عليه بقوله: ولم أكن بدعائك رب شقيا معترفا بأن الله قد عوده أن يستجيب إليه إذا دعاه، فلم يشق مع دعائه لربه، وهو في فتوته وقوته. فما أحوجه الآن في هرمه وكبرته أن يستجيب الله له ويتم نعمته عليه.
فإذا صور حاله، وقدم رجاءه، ذكر ما يخشاه، وعرض ما يطلبه، إنه يخشى من بعده، يخشاهم ألا يقوموا على تراثه بما يرضاه، وتراثه هو دعوته التي يقوم عليها - وهو أحد أنبياء بني إسرائيل البارزين - وأهله الذين يرعاهم، ومنهم مريم التي كان قيما عليها وهي تخدم المحراب الذي يتولاه - وماله الذي يحسن تدبيره وإنفاقه في وجهه، وهو يخشى الموالي من ورائه على هذا التراث كله، ويخشى ألا يسيروا فيه سيرته، قيل لأنه يعهدهم غير صالحين للقيام على ذلك التراث.
وكانت امرأتي عاقرا .. لم تعقب فلم يكن له من ذريته من يملك تربيته وإعداده لوراثته وخلافته.
ذلك ما يخشاه. فأما ما يطلبه فهو الولي الصالح، الذي يحسن الوراثة، ويحسن القيام على تراثه وتراث النبوة من آبائه وأجداده: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب . اهـ
http://library.islamweb.net/newlibra...=210&startno=1
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الدكتور السني إسماعيل الحسني أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعه بجامعة القاضي عياض بمراكش في مقالته الأدب في الدعاء أنقل منها موضع الشاهد :
قال عز وجل: “وزكرياء إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين” [الاَنبياء، 89-89].
تنطوي الآيتان الكريمتان على ثلاثة أمور:
دعاء من نبي الله زكريا عليه السلام[1]، فقد طلب من ربه عز وجل أن يرزقه الله تعالى الولد الذي لا يعينه فحسب على مطالب الحياة وأداء مهام الرسالة، وإنما يكون له وريثا يرثه في ما تركه من إرث مادي وأدبي وفكري وروحي[2]. والملاحظ أنه مهد لدعائه بالثناء على الله تعالى بصفة من صفاته المتمثلة في كونه الوارث. ففي قوله “وأنت خير الوارثين” تقدير مفاده: إما أن نقول: يرثني الإرث الذي لا يداني إرثك عبادك، أي بقاء ما تركوه في الدنيا لتصرف قدرتك، وإما أن نقول: يرثني مالي وعلمي وأنت ترث نفسي كلها بالمصير إليك مصيرا أبديا، فإرثك خير إرث لأنه أشمل وأبقى وأنت خير الوارثين[3]. اهالتعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 03-10-2017, 06:27 AM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
جاء في كتاب نهج السعادة - الشيخ المحمودي ج 7
[310]
يا بني إقبل من الحكماء مواعظهم، وتدبر أحكامهم، وكن آخذ الناس بما تأمر به وأكف الناس عما تنهى عنه، وأمر بالمعروف تكن من أهله.
فإن إستتمام الامور عند الله تبارك وتعالى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (44).
وتفقه في الدين فان الفقهاء ورثة الانبياء (45)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(45) وفى الحديث 31، من الباب السابع، من البحار: 1، 67، عن غوالي اللئالي، قال قال امير المؤمنين صلوات الله عليه لولده محمد: تفقه في
[311]
إن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما (46) ولكنهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدين فان الفقهاء ورثة الانبياء.
وايضا رواها عنه (ع) العلامة (ره) في وصيته في خاتمة القواعد الى ولده.
وفى فضيلة الفقه والفقهاء اخبار جمة يأتي ذكر بعضها.
(46) إذ شأن كل شخص ان يذر ويخلف بعد حياته ماكان جمعه في حال الحياة مما كان يروفه ويعظم في نظره ويحن قلبه إليه، ويهوي فؤاده إليه، والانبياء عليهم السلام لم يجمعوا زخارف الدنيا من الدراهم والدنانير وغيرهما ولم يهتموا بادخارهما، وما كانوا معجبين بهما، حتى يصرفوا عزائمهم ورغائبهم في تحصيلهما وجمعهما واستنمائهما، بل كانوا فيهما من الزاهدين، وعن اقتنائهما من الراغبين، وعن ذويهما من المعرضين، الا بقدر البلغة وما تدفع به الضرورة الوقتية، فطبيعة حالهم اقتضت ان لا يكون لهم درهم ولا دينار، ولاساكن ولا متحرك، ولانضار ولاعقار، ولم يرد (ع) نفي الارث بين الانبياء ومخلفيهم من الاباء والابناء وبقية طبقات الوراث، فان هذا مما اجمع على بطلانه أعدال الكتاب، وفى طليعتهم سيد العترة وخليفة رسول الله ووصيه بلا فصل امير المؤمنين عليه السلام، وقد ملئ الطوامير، وطرش الجهال والسماسير من تكذيبه (ع) من ادعى ان الانيباء لاارث لهم، وقد تواتر عنه عليه السلام واجمع اولاده المعصومون على انه عليه السلام ادعى ميراث رسول الله (ص) لزوجته وحبيبة رسول الله فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وقد دوخ اذن الدهر حجاج الزهراء المرضية على أبي بكر لما طلبت ارثها من تركة رسول لله فصدقها علي والحسنان (ع)، وشهدوا لها بالميراث وصحة الدعوى، وهم حكام عدل، وقولهم هو الفصل، ويستحيل أن يحمل على الهزل، بشهادة آية التطهير، وحديث الثقلين، وحديث السفينة، وحديث النجوم، وحديث الطائر، وحديث علي مع الحق، والحق معه، يدور معه حيثما دار، وحديث علي مع القرآن، والقرآن معه، وحديث: ابناي هذان امامان قاما أو قعدا، وحديث: ان الله يرضى لرضا فاطمة، ويغضب لغضبها، الى غير ذلك مما تواتر عن النبي (ص)، من طرق الفريقين، وقد تكفل لاثبات تواترها كتاب العبقات، وغاية المرام، والغدير، وغيرها.
[312]
ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.
واعلم أن طالب العلم يستغفر له من في السماوات والارض حتى الطير في جو السماء (الهواء خ) والحوت في البحر، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به، وفيه شرف الدنيا والفوز بالجنة يوم القيامة، لان الفقهاء هم الدعاة إلى الجنان، والا دلاء على الله تبارك وتعالى وأحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك، وارض لهم ما ترضاه لنفسك (47) واستقبح من نفسك ما تستقبح
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وبالجملة فمن ضروريات فقه اهل بيت العصمة (ع)، ان الانبياء (ع) كسائر الناس يرثون ويورثون، فلو بقي منهم مال بعد وفاتهم فهو لورثتهم، ويمكن ايضا حمل هذا الكلام واشباهه على المعتاد المتعارف، حيث ان اهل الدنيا لا يعدون المال القليل، وما كان بقدر البلغة مالا، ولا يطلقون اسم التركة والميراث عليه، لتنزيله عندهم منزلة العدم، فيقولون فلان معدم لامال له، وفلان مات فقيرا ولم يخلف شيئا، فمن لم يكن عنده وفر، ولم يدخر ثروة جمة يقولون فيه: ذهب ولم يترك لورثته ميراثا، والانبياء (ع) كانوا على هذه الحالة، إذ لم يدخروا مالا للربح والازدياد، ولم يعمروا عقارا للاستنماء، ولم يتخذوا الكنوز، ولم يقنطروا القناطير، ففي نظر أهل الدنيا لامال لهم حتى يورثوا ويحظوا الورثة. اهـ
أقول : ومر عليك أخي القارئ جواب السيد حسين الشاهرودي على هذا السؤال :
العضو السائل : بـحرانـي
السؤال :
سماحة السيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهل السنة يستدلون علينا بحديث الامام الصادق(ع) ان الانبياء لا يورثون
(ان العلماء ورثة الانبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العمل فمن أخذه منه أخذ بحظ وافر)
كيف نرد عليهم؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً : قد فاتهم أن الرواية تقول ان الانبياء لم يورِّثوا العلماءَ الدينار والدِّرهَم، ومن المعلوم أن العلماء لا يرثون منهم إلا العلم والحديث، اذ العلماء ليسوا من قرابة الانبياء، أي ليسوا أولادهم حتى يرثوا أموالهم، ولم تقل الرواية ان الانبياء لم يورِّثوا اولادهم، بل قالت لم يورِّثوا العلماءَ.
ثانياً : كذلك يمكن القول أن معنى الحديث على تقدير صحته أن الانبياء ليس من شأنهم جمع الأموال وطلب الدنيا وزخرفها حتى يبقى عندهم اموال يرثها اقرباؤهم، وإنما يهتمون بالعلم والحكمة والعمل الصالح، فيرث منهم الناس العلمَ والعمل، ولذا صار (العلماء ورثة الانبياء)
وليس معنى الحديث انه لو كان لنبي مال لا يرث منه اولاده وقرابته، ولو كان معناه ذلك لزم طرح الخبر لمخالفته للقرآن الكريم، حيث دلّ صريحاً على أن الانبياء يُورَثون وتنتقل أموالهم الى ورثتهم كما في قوله تعالى {وورث سليمانُ داوودَ} وقوله تعالى {فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب}
ومن المعلوم أن زكريا لم يكن يخاف الموالي من ورائه بالنسبة لأمر النبوة حيث أن الله أعلم حيث يجعل رسالته، فكان يخاف الموالي من جهة ارث المال، فطلب من الله ولداً ذكراً يرث منه المال الذي انتقل اليه من آبائه الأنبياء والذي اكتسبه في حياته.
كما أن {وورثَ سليمانُ داوودَ} ليس هو الحكم والنبوّة بل هو المال، بدليل أن سليمان قد أُعطِيَ الحكم في حياة والده داوود لا انه ورث منه الحكم كما جاء في قوله تعالى : {وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدينَ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَ كُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَ عِلْماً }
فكلمة (يحكمان) تدلّ على أنهما كانا يحكمان في زمن واحد لا بالترتيب والارث.
ثالثاً : يمكن أن يكون هذا الحديث موضوعاً ومدسوساً من قبل المخالفين في كتبنا المعتبرة لتأييد زعم أبي بكر ان النبي (ص) قال : نحن معاشر الانبياء لا نورث، خصوصاً وأن الرواي هو وهب بن وهب ابو البختري الذي هو من العامة وقد قيل في حقه انه اكذب البريّة. اهـ
اقول : لماذا نجد المخالف العنيد يكرر الاحتجاج بالحديث على نفي توريث الأنبياء للمال ولايقرأ ماقيل في شرحه وماأعل به أيضآ ليكف عن الاحتجاج به ضد الشيعه على نفي توريث الأنبياء للمال لورثتهم وأن حكمهم يختلف عن غيرهم !!
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 24-09-2017, 05:18 AM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
أنقل من تفسير الطبري وهو من أصح التفاسير كما قال الشيخ ابن تيميه ج18 ولايطبق على أسانيد التفاسير قواعد أهل الحديث كما قال الشيخ صالح ال الشيخ :
وقوله : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) يقول : يرثني من بعد وفاتي مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة ، وذلك أن زكريا كان من ولد يعقوب .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) يقول : يرث مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة .
حدثنا مجاهد ، قال : ثنا يزيد ، قال : أخبرنا إسماعيل ، عن أبي صالح في قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : يرث مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : يرثني مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة . [ ص: 146 ]
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن مبارك ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أخي زكريا ، ما كان عليه من ورثة ماله حين يقول فهب لي من لدنك وليا ، يرثني ويرث من آل يعقوب "
حدثنا الحسن ، قال أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يرحم الله زكريا وما عليه من ورثته ، ويرحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد " . اهـ
أقول : لنرى علة قول من قال أن الميراث يطلق حقيقه على المال ولايمكن اطلاقه على النبوة والعلم :
... فقال ابن عباس و مجاهد و قتادة و أبو صالح: خاف أن يرثوا ماله وأن ترثه الكلالة فأشفق من ذلك وروى قتادة والحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يرحم الله أخي زكرياء ما كان عليه ممن يرث ماله. (1)
واحتج من حمل اللفظ على وراثة المال، بالخبر والمعقول: أما الخبر فقوله عليه السلام: « رحم الله زكريا ما كان له من يرثه » وظاهره يدل على أن المراد إرث المال. و أما المعقول فمن وجهين: الأول: أن العلم والسيرة و النبوة لاتورث بل لاتحصل إلا بالاكتساب فوجب حمله على المال. الثاني: أنه قال « و اجعله رَبّ رَضِيّاً » و لو كان المراد من الإرث إرث النبوة لكان قد سأل جعل النبي صلى الله عليه وسلم رضياً و هو غير جائز لأن النبي لا يكون إلا رضياً معصوماً. (2)
أما قوله تعالى: «وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودُ» فقد اختلفوا فيه، فقال الحسن المال لأن النبوة عطية مبتدأة ولا تورث. (3)
أقول : العلم ورثه نبي الله سليمان من الله عزوجل فهو الذي آتاه العلم ويقول الشيخ الدكتور النابلسي لانه اتى بعد والده وبه مميزاته قالوا انه ورثه والوراثه للعلم من الله عزوجل
التفسير المطول - سورة النمل 027 - الدرس (03-18): تفسير الآيات 15 - 19
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1989-12-22
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُود (16) ميراثُ العلم أفضل ميراثٍ:
هذه الوراثة ليست وراثة مالٍ أو نبوَّة ؛ ولكنَّها وراثة العلم، لأن النبوَّة كما تعلمون في علم العقيدة لا تُوَّرَّث، ولكن الله عزَّ وجل أشار بهذه الوراثة إلى وراثة العلم، أي كما كان داود عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة والسلام أوتي العلم كذلك أوتي ابنه سليمان العلم،فكأنَّما سليمان ورث العلم من الله عزَّ وجل، وجاء بعد أبيه داود، فكأنَّما ورث هذه المكانة، وورث هذه المنزلة، وهذا المقام اهـ
تأمل أخي القارئ ماجاء هنا في قول الامام مالك أن ماهون عليه أن العلم لايورث فلايرثه إبنه :
قال الزبير : كان لمالك ابنة تحفظ علمه ( يعني الموطأ )، وكانت تقف خلف الباب، فإذا غلط القارئ نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه،
وكان ابنه محمد يجيء - وهو يحدِّث - وعلى يده باشق ونعل كتب فيه، وقد أرخى سراويله، فيلتفت مالك إلى أصحابه ويقول : إنما الأدب مع الله، هذا ابني وهذه ابنتي
قال الفروي : كنا نجلس عنده، و ابنه يدخل ويخرج ولا يجلس، فيُقبِل علينا ويقول : إنّ ممّا يهوِّن عليّ أنّ هذا الشأن لا يوَرَّث . اهـ . (4)
قال الشيخ ابن جبرين في كلامه عن تحصيل العلم والرحلة إليه :
ثم نقول بعد ذلك: إن طلب العلم يحتاج إلى جهد، ويحتاج إلى مواصلة؛ مواصلة تعلم، ولا يكفي أن يتعلم وقتا قصيرا ثم ينقطع عن الطلب؛ فيكون بذلك معرضا علمه للنسيان؛ يذهب علمه من ذاكرته بدل ما تعب عليه؛ بل لا بد من ملازمة العلم زمنا طويلا.
لقد كان السلف -رحمهم الله تعالى- يلازمون العلم حتى يقول بعضهم: اطلب العلم من المهد إلى اللحد؛ أي: لا تنقطع عنه وقتا من الأوقات؛ بل عليك أن تواصل الطلب إلى أن يأتيك أجلك، ويقول بعضهم: من المحبرة إلى المقبرة. المحبرة الدواة التي يكتب بها الفوائد. لا شك أن هذا دليل على اهتمامهم -رحمهم الله– بالعلم؛ حيث يقولون: إن العلم ليس له منتهى، وإن طالب العلم لا يقف عند حد؛ بل يواصل الطلب، فكلما تزود علما انفتحت عليه أبواب أخرى تحتاج إلى أن يتعلمها؛ هكذا يكون طالب العلم لا ينتهي عند حد.
وأُثِرَ عن الإمام الشافعي -رحمه الله- فائدة في طلب العلم؛ رأيتها مكتوبة؛ لا أدري من أي كتاب نقلت، وسمعتها من عدد من المشائخ؛ يقول: (العلم بقي اللزام، بعيد المرام، لا يدرك بالسهام، ولا يرى في المنام، ولا يورث عن الآباء والأعمام؛ إنما هو شجرة لا تصلح إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النفس، ولا تسقى إلا بالدرس، ولا يحصل إلا لمن أنفق العينين، وجثا على الركبتين، ولا يحصل إلا بالاستناد إلى الحجر، وافتراش المدر وقلة النوم، وصلة الليل باليوم. انظر إلى من شغل نهاره بالجمع وليله بالجماع؛ أيخرج من ذلك فقيها؛ كلا -والله- حتى يعتضد الدفاتر، ويستحصل المحابر، ويقطع القفار، ولا يفصل في طلبه بين الليل والنهار).
هكذا أثرت هذه الفائدة عن الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- يمثل بها العلم الذي قام به، والعلم الذي أوصى به تلامذته، وهو أنهم كانوا يجتهدون في التعلم؛ فيقطعون القفار؛ أي: المسافات الطويلة؛ حتى يغيب أحدهم عن أهله أشهرا أو سنوات.
فقد كان الإمام أحمد -رحمه الله- يسافر مسيرة نحو أربعة أشهر؛ يغيب عن أهله للتزود من العلم، وكذلك كثير منهم غابوا سنوات، وفتح الله تعالى عليهم ورزقهم. لا شك أن هذا دليل على أن العلم ليس سهل التناول؛ لا يتناول بالراحة؛ بل لا بد أن يجد فيه ويجتهد؛ حتى يقطع القفار، ويستحصل المحابر، يعتضد الدفاتر؛ الدفاتر التي يكتب فيها؛ أي: يجعلها تحت عضده، وكذلك المحابر التي فيها الحبر؛ يعني: الدواة التي يكتب منها، وكذلك ينفق العينين؛ ينفق عينيه في القراءة، وينفق العينين يعني: الذهب والفضة؛ ينفقها في طلب العلم؛ بحيث إنه يسافر لطلب العلم، ولو أنفق ما أنفق، وكذلك أيضا يسهر في طلب العلم، ومتى كان كذلك فإن الله تعالى يرزقه علما، ويفتح عليه.
وهكذا كان كثير من العلماء يأخذون العلم عن المشائخ، ولو شق ذلك عليهم، ولو قطعوا مسافات طويلة، ولو غابوا عن أهليهم؛ مذكور ذلك في تراجمهم.
انظروا في ترجمة البخاري كم مرة سافر لأجل أن يتحمل العلم؟! وهكذا أيضا أبو حاتم الرازي كم سافر في طلب العلم، وفي تلقيه! وهكذا أبو زرعة الرازي ونحوهم من طلبة العلم؛ سافروا، وقطعوا مسافات؛ لأجل أن يحصلوا على العلم. اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأندلسي، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج 4، ص 4، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، الناشر: دار الكتب العلمية - لبنان، الطبعة: الاولى، 1413هـ- 1993م؛ الأنصاري القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد ، الجامع لأحكام القرآن، ج 11، ص 78، الناشر: دار الشعب – القاهرة؛ أبي حيان الأندلسي، محمد بن يوسف، تفسير البحر المحيط، ج 6، ص 164، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود - الشيخ علي محمد معوض، شارك في التحقيق 1) د.زكريا عبد المجيد النوقي 2) د.أحمد النجولي الجمل، الناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولى، 1422هـ -2001م.
(2) الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي ، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج 21، ص 156، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2000م.
(3) الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي ، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج 24، ص 160،الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2000م.
(4) (" ترتيب المدارك " للقاضي عياض 1/ 109 )
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 19-09-2017, 10:19 PM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الشيخ السني عمرو الشرقاوي في تفسير وتدبر سوة مريم أنقل من كلامه موضع الشاهد :
وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا"، يعني يلي أمري من بعدي إذا أنا مت، هو اللي يتحمل مسؤولية الدين، شوف حرص زكريا -عليه السلام- على الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-، وحرص زكريا -عليه السلام- أن يصل الدين إلى الناس، يعني لما يموت هو أدى ما عليه، لأ، هو لازم يطمن على دين ربنا -سبحانه وتعالى-، لابد أن يترك بعده من يقوم بالدين كقيامه -عليه السلام-، يقول:"يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ" بعض المفسرين قال: إن الأنبياء قبل نبينا -عليه الصلاة والسلام- كان عادي المال يتوارث، فقال: "يَرِثُنِي"، يعني يرث مالي "وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ"، يعني الحكمة والنبوة، وقال بعضهم وهو الصحيح: لأ، إن مقصود زكريا -عليه السلام- "يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ"،يعني يرث الحكمة والنبوة والقيام بشأن الدين "وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ"،اللي هو جده، لأن سيدنا زكريا -عليه السلام- من أبناء يعقوب من أبناء إسرائيل. اه
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
تصحيح الخطبة الفدكية على مبنى العلامه الألباني في إحتجاجه بما ورد في النهاية لابن الأثير على أن أبابكر الخالفه بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وليس خليفته كما قال عن نفسه
هنا جواب العلامه الألباني على هذا السؤال : ما معنى الخلافة والاستخلاف لغة وشرعاً؟
الجواب: السائل يسأل: ما معنى الخلافة والاستخلاف لغةً وشرعا ً؟ ، قال رحمه الله :ليس هناك فرق بين اللغة والشرع في هذه المسألة فكلاهما متحد فيها، لكن الشرع يؤكد التزام اللغة في ذلك.الخلافة هي مصدر، كما جاء في القاموس يقال: خلفه خلافةً، أي: كان خليفته -ولاحظوا تمام التعبير- وبقي بعده. ومما جاء في القاموس: الخليفة السلطان الأعظم كالخليف، أي: يقال بالتذكير والتأنيث، الخليف والخليفة، والجمع خلائف وخلفاء. هذا ما في القاموس، لكن الشيء البديع ما في النهاية في غريب الحديث والأثر لـابن الأثير، فقد ذكر أثراً فانتبهوا له! يقول: جاء أعرابيٌ فقال لـأبي بكر : أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا. قال: فما أنت إذا كنت تقول لست خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:أنا الخالفة بعده] أي: الذي يأتي بعده، أما أن يكون خليفة فلا، لماذا؟ لأن معنى الخليفة فيه معنى دقيق على ما كنا نعبر عنه إجمالاً ونستنكر في التعبير، بأن الإنسان خليفة الله في الأرض، من أجل ذلك المعنى الذي يوضحه لنا الآن الإمام ابن الأثير، يقول: فقال: [أنا الخالفة بعده[ أبو بكر لم يرض لنفسه أن يقول: إنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قال: [أنا الخالفة بعده] أي: جاء من بعده فقط، يفسر ابن الأثير فيقول: الخليفة من يقوم مقام الذاهب ويسدُّ مسدَّه، والهاء فيه للمبالغة، وجمعه الخلفاء .. إلى آخره. فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو بشر لم يرض أبو بكر الصديق أن يقول: إنه خليفته؛ لأن معنى الخلافة بهذه اللفظة: أنه ينوب مناب الذي خلف ومضى وهو الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يمكن لـأبي بكر مهما سما وعلا أن يداني كماله عليه الصلاة والسلام (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ * النهاية في غريب الأثر - ابن الأثير ]
الكتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر
المؤلف : أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري
الناشر : المكتبة العلمية - بيروت ، 1399هـ - 1979م
تحقيق : طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي
عدد الأجزاء : 5
لمه } ( ه ) في حديث فاطمة [ أنها خرجت في لمة من نسائها تتوطأ ذيلها إلى أبي بكر فعاتبته ] أي في جماعة من نسائها (4/624)
http://islamport.com/d/3/lqh/1/67/672.html
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محاضرة مواضيع متنوعة في العقيدة - للشيخ : ( محمد ناصر الدين الألباني )
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
جاء في حاشية شيخ زاده على تفسير البيضاوي - 4 ص376-377 :
ولأجل هذا السؤال ذكر المفسرون ههنا وجهين الأول وهو أن أموال بني النضير أخذت بعد القتال لأنهم حوصروا أيامآ وقاتلوا وقتلوا ثم صالحوا على الجلاء فوجب أن تكون تلك الأموال من جملة الغنائم لامن جملة الفيء ولأجل هذا السؤال ذكر المفسرون ههنا وجهين الأول أن هذه الآية مانزلت في قرية بني النضير لأنهم أوجفوا عليهم بالخيل والركاب وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بل هو في فدك وذلك لأن أهل فدك انجلوا عنه فصارت تلك الأموال والقرى في يد الرسول صلى الله عليه وسلم من غير حرب فكان عليه الصلاة والسلام يأخذ من غلة فدك نفقته ونفقة من يعوله ويجعل الباقي في السلاح الكراع فلمات مات عليه الصلاة والسلام ادعت فاطمة رضي الله عنها أنه عليه الصلاة والسلام كان ملكها فدك فقال أبوبكر رضي الله عنه أنت أعز الناس علي نفرا وأحبهم الي غنى لاأعرف صحة قولك ولايجوز لي أن أحكم بذلك فشهد لها أم أيمن ومولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلب منها أبوبكر الشاهد الذي يجوز قبول شهادته في الشرع فلم تلق اهـ
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
قالوا في الرد على من يقول أن النبي صلى الله عليه واله وسلم ورث أبويه فورث عن أبيه منزله ومملوكته أم أيمن وشقران اللذين أعتقهما موليين له، قيل له: إنما كان ذلك قبل أن يؤتيه الله النبوة فلما آتاه إياها أعاد أحكامه إلى الأحكام التي توفاه عليها من منعه الميراث عن غيره، ومن منع غيره الميراث عنه، وإنما يرث الناس من حيث يرثون، فإذا كان صلى الله عليه وسلم غير موروث كان غير وارث
جاء في شرح مشكل الآثار (3/ 12) للطحاوي :
982 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل، فقال: يا أبا الدرداء جئتك من المدينة مدينة [ص:11] الرسول صلى الله عليه وسلم بحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولا جئت لحاجة؟ قال: لا، قال: ولا جئت لتجارة؟ قال: لا، قال: ولا جئت إلا لهذا الحديث قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريقا يطلب علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض وكل شيء حتى الحيتان في جوف الماء، إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء صلوات الله عليهم لم يورثوا دينارا ولا درهما وورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
قال أبو جعفر: وزكريا صلى الله عليه وسلم منهم، فلم يورث شيئا من المال. فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل: {وورث سليمان داود} ، فإن ذلك عندنا - والله أعلم - هو ما كانت الأنبياء تورثه مما هو سوى الأموال، فإن قال: فقد كان سليمان في حياة داود صلى الله عليهما نبيا فما الذي ورثه عنه؟ قيل له: ورث عنه حكمته وما يورث عن مثله، وكان ذلك مضافا إلى نبوته التي كانت معه قبل ذلك.
فإن قال: فقد ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، فورث عن أبيه منزله ومملوكته أم أيمن وشقران اللذين أعتقهما موليين له، قيل له: إنما كان ذلك قبل أن يؤتيه الله النبوة فلما آتاه إياها أعاد أحكامه إلى الأحكام التي توفاه عليها من منعه الميراث عن غيره، ومن منع غيره الميراث عنه، وإنما يرث الناس من حيث يرثون، فإذا كان صلى الله عليه وسلم غير موروث كان غير وارث وفيما ذكرنا بيان لما وصفنااهـ
أقول : قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي في محاضرته شرح متن الرحبية [5] :
ويمكن أن نضيف إلى ما ذكر النبوة، فالنبوة تمنع الإرث من جهة واحدة معناه من كان نبيا فإنه لا يورث ولكنه يرث، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، فالنبوة مانعة مع قيام السبب، فالسبب مثلا البنوة أو الأخوة أو الأمومة أو نحو ذلك أي النسب ونحوه والنكاح وغير ذلك من أسباب الإرث قائمة، ومع ذلك لا يرثون نبيا مات، ولا يرد على هذا بقول الله تعالى: {وورث سليمان داود} لأنه لا يقصد أنه ورثه في المال، وإنما يقصد أنه قام مقامه في الخلافة في الأرض، (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) فقد استخلف الله سليمان مكان داود فاعتبر ذلك ميراثا كما أن الله هو وارث الأرض ومن عليها، (ونحن خير الوارثين) كما قال الله سبحانه وتعالى عن نفسه، والنبي صلى الله عليه وسلم وارث للأنبياء الذين قبله ومعنى ذلك أنه خالف لهم، أما الجهة الأخرى وهي كون النبي يرث ممن يرثه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورث دار آمنة بنت وهب وورث من أبيه شقران وبركة أم أيمن وقطعة من الغنم وقطعة من الإبل أيضا، وفي ذلك يقول الشيخ محمد عالي رحمة الله عليه:
قد ورث النبي أم أيمنا من أبه فوالها ما أيمنا
وقطعة من إبل لا يغتنم مثالها وثلة من الغنم
وهكذا ورث دار الأم ودار زوجه النبي الأمي
دار خديجة بنت خويلد. وقد يعترض على عد النبوة مانعا من موانع الإرث بأنها تمنع جانبا واحدا اهـ
أقول : الشيخ الددو قال أن سليمان عليه السلام ورث والده فقال معنى ذلك خلفه بعده وأتى بعده وقام مقامه بعده وهذا رد على من يزعم على أن زكريا رحل بعد ابنه ، أيضآ قال أن النبي يرث ولايورث وهذا رد على من يقول أن النبي يرث قبل كونه نبيا !!فثبت بذلك أن النبي كان يرث فهو يورثالتعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 16-09-2017, 08:51 PM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الشيخ السني محمد خير الطرشان في مقالته قبسات من سيرة الزهراء (2) أنقل منها موضع الشاهد :
فاطمة الشاعرة:
إذا كان التوافق موجوداً في كل شيء بين السيدة فاطمة وسيدنا علي، وقد كان سيدنا علي معروفاً بأنه فصيح اللسان، قوي الحجة والبيان، فهل كانت كذلك السيدة فاطمة؟؟
نعم. فإنها تعدّ إحدى النساء البليغات عبر العصور، فقد أحصى صاحب كتاب "أعلام النساء" الفواطمَ في العصور الإسلامية، ممن قُلن الشعر، وعَرفن الأدب والحجة والبيان، وممن تفقّهن وتصوّفن، فبلغ عددهن (235) خمساً وثلاثين ومئتين، من بينهن السيدة فاطمة، وهي على رأسهن. والتي كانت بدايتها مع الشعر، عندما كانت ترقص ولدها الحسين - رضي الله عنه - وكان أشبه الناس برسول الله، تُرقصه وهي تقول:
إنّ بنـي شـبـهُ النـبــيّ لـيـس شـبيـهاً بـعـليّ
ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت نثراً لا زلنا نترنم ونرقق به قلوبنا حتى اليوم، قالت له: "يا أبتاه! واكرباه!"، وذلك في لحظات الاحتضار، فقال لها النبي، صلى الله عليه وسلم: "لا كرب على أبيك بعد اليوم". صحيح ابن حبان.
ثم قالت بعد أن جاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بروحه: "يا أبتاه! أجاب رباً دعاه، يا أبتاه! من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه! إلى جبريل ننعاه". وبعد دفنه لقيت أنس بن مالك، فقالت: يا أنس! كيف طابت أنفسُكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟!! ثم بكت، وقالت ترثيه:
اغبرّ آفاقُ السـماء وكوّرت شمس النهار، وأظلم العصرانِ
فالأرض من بعد النبيّ كئـيبةٌ أسـفاً عليه كثيرةُ الرّجَفـانِ
فلْيبكِِهِ شـرقُ البلاد وغربُها ولْتـبكه مُضـرٌ وكلُّ يمـانِ
وليبكه الطـودُ العظيمُ وجودهُ والبيت ذو الأستار والأركانِ
يا خاتمَ الرسـلِ المبارك ضوؤهُ صلّى عليكَ منـزِّلُ القـرآنِ
ووقفت السيدة فاطمة على قبر النبي، صلى الله عليه وسلم، وأخذتْ قبضةً من ترابٍ، فوضعتْها أمام عينها تشمّها وتبكي، ثم أنشأت تقول:
ماذا عـلى مـن شـمّ تربة أحمدا أن لا يشَـمَّ مدى الزمان غَوالـيا
صُـبّت عليّ مصـائبٌ لـو أنّها صُـبَّتْ على الأيـام صِرن ليالـيا
فمَن تحمّل المصائب مثل ما تحمّلت السيدة فاطمة؟ التي فقدت أمها وهي صغيرة، ثم فقدت أختها الكبرى، ثم فقدت أختيها "أم كلثوم ورقية" وبقيت وحيدة مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم!!
وكان من آخر ما قالت تودّع به الدنيا على قبره عليه الصلاة والسلام:
إنّا فـقدناك فقدَ الأرضِ وابِِلَـها وغابَ مُذ غِبتَ عنّا الوحيُ والقلمُ
فليـتَ قبـلكَ كان الموتُ صادَفنا لما نُعـتَ وحالَتْ دونكَ الكُثُـبُ اهــ
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الملل والنحل للشهرستاني الناشر مؤسسة الحلبي ج1ص23 - المكتبة الشاملة أنقل بالنص والهامش :
الخلاف السادس: في أمر فدك4 والتوارث عن النبي عليه السلام، ودعوى فاطمة عليها السلام وراثة تارة، وتمليكا أخرى، حتى دفعت عن ذلك بالرواية المشهورة عن النبي عليه السلام: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة". اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
4 فدك: قرية شمال المدينة, كانت لليهود، ولما انهزم يهود خيبر خشي يهود فدك على أنفسهم فسلموا قريتهم للنبي عليه السلام دون قتال فكانت خالصة له ينفق منها على نفسه، وعلى بعض المحتاجين من بني هاشم.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
اترك تعليق: