عن خطاب حسن نصر الله اليوم
كالعادة عندما أريد معرفة أين تسير الأمور في لبنان أدرس موقف كلا من (أمل وحزب الله) من ناحية و (القوات اللبنانية والدروز) من ناحية أخرى..
عن أمل فهي أعلنت موقفها رفض المظاهرات وحصلت اشتباكات بين أنصارها وبعض المتظاهرين في صور، أما حزب الله فخطاب نصر الله أعلن بوضوح دعمه لحكومة الحريري وهاجم (جعجع وجنبلاط) حلفاء الحريري في المجلس النيابي، لكن خطاب نصر الله عبر فيه بوضوح عن دعمه لمطالب المتظاهرين لكن نفى أن تكون عناصر الحزب مشتركة في المظاهرات، وتبين من الخطاب أن الكتلة الشعبية الشيعية المؤيدة للمقاومة لا زالت في حالة سكون مترقب..
أما جعجع وجنبلاط فهم مؤيدين للمظاهرات وحل الحكومة الحالية الضعيفة أمام نفوذ حزب الله في لبنان، وبالتالي نفهم لماذا حسن نصر الله هاجمهم ورفض مواقفهم كإعلان حل الحكومة بحجة أن تشكيل حكومة جديدة سيكون صعبا وسيستغرق شهور عديدة أو سنوات ستؤدي لتفاقم الأزمة..
الوضع اللبناني معقد وأنصح غير اللبنانيين بالتأني في دراسة الحالة الاحتجاجية الآن، فبرغم أمنياتنا بخلوّها من حسابات الطوائف لكن المواقف التي تأتي تباعا تقول أن ذلك عزيز، الطوائف تتدخل ودولة 89 تدافع عن نفسها
رأيي أن الأزمة الاقتصادية اللبنانية سببها عاملين اثنين:
الأول: الفساد الداخلي وعدم الأهلية الناتج من نظام المحاصصة كما قلت منذ أيام، وهذا معروف بل يتعزز كحقيقة على الأرض كل يوم عن الآخر، ومطالب المحتجين في إقامة دولة علمانية حرة لا تؤمن بالمحاصصة هدفها ذلك النظام المترسخ من اتفاق الطائف..
الثاني: منع التبرعات والمنح السعودية لحلفائهم في لبنان بحجة أن هذه الأموال تذهب لصالح النافذين في الكتلة الشيعية ومحور المقاومة الممثل في كتلة حزب الله النيابية ومنصبي الرئاسة والبرلمان، قبل ذلك فأموال السعودية كانت تحل مشكلات كثيرة الآن يبدو أنها توقفت
أما إيران فهي تحرص أن يكون دعمها لحزب الله فقط بمبررات منها إسرائيل والأخرى ملاحقة أمريكا ذلك الدعم لو ذهب للحكومة بدعوى العقوبات، فالأموال الإيرانية غير مسموح بها دخول مؤسسات لبنان وإلا فرضت عقوبات أمريكية على بيروت، لكني غير مقتنع بتلك الحجة، موقف إيران من اللبنانيين كموقف السعوديين بالضبط، تحكمه عوامل الطائفة والأيدلوجية والسياسة، لا مكان للعامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي..
أخيرا: خطاب الحريري وتهديده بالاستقالة سيضر الجميع لأن تشكيل حكومة أخرى بالفعل سيكون صعب جدا ويتطلب جهد دولي وإقليمي كبير، وقد لا ينجح الوسطاء في تحقيق ذلك مع التصعيد الإقليمي في الخليج واشتعال أزمة العقوبات على إيران وسوريا، لذلك مشكلة لبنان ستظل معقدة ولكي يُحسن المتابعون فهمها ينبغي عليهم التبرؤ من أي انحياز ديني وأيدلوجي وقومي فالنسيج الاجتماعي اللبناني يظل من أعقد الأنسجة الشعبية في الشرق الأوسط وأعسرها على الفهم وتحديد مسار الولاءات
كالعادة عندما أريد معرفة أين تسير الأمور في لبنان أدرس موقف كلا من (أمل وحزب الله) من ناحية و (القوات اللبنانية والدروز) من ناحية أخرى..
عن أمل فهي أعلنت موقفها رفض المظاهرات وحصلت اشتباكات بين أنصارها وبعض المتظاهرين في صور، أما حزب الله فخطاب نصر الله أعلن بوضوح دعمه لحكومة الحريري وهاجم (جعجع وجنبلاط) حلفاء الحريري في المجلس النيابي، لكن خطاب نصر الله عبر فيه بوضوح عن دعمه لمطالب المتظاهرين لكن نفى أن تكون عناصر الحزب مشتركة في المظاهرات، وتبين من الخطاب أن الكتلة الشعبية الشيعية المؤيدة للمقاومة لا زالت في حالة سكون مترقب..
أما جعجع وجنبلاط فهم مؤيدين للمظاهرات وحل الحكومة الحالية الضعيفة أمام نفوذ حزب الله في لبنان، وبالتالي نفهم لماذا حسن نصر الله هاجمهم ورفض مواقفهم كإعلان حل الحكومة بحجة أن تشكيل حكومة جديدة سيكون صعبا وسيستغرق شهور عديدة أو سنوات ستؤدي لتفاقم الأزمة..
الوضع اللبناني معقد وأنصح غير اللبنانيين بالتأني في دراسة الحالة الاحتجاجية الآن، فبرغم أمنياتنا بخلوّها من حسابات الطوائف لكن المواقف التي تأتي تباعا تقول أن ذلك عزيز، الطوائف تتدخل ودولة 89 تدافع عن نفسها
رأيي أن الأزمة الاقتصادية اللبنانية سببها عاملين اثنين:
الأول: الفساد الداخلي وعدم الأهلية الناتج من نظام المحاصصة كما قلت منذ أيام، وهذا معروف بل يتعزز كحقيقة على الأرض كل يوم عن الآخر، ومطالب المحتجين في إقامة دولة علمانية حرة لا تؤمن بالمحاصصة هدفها ذلك النظام المترسخ من اتفاق الطائف..
الثاني: منع التبرعات والمنح السعودية لحلفائهم في لبنان بحجة أن هذه الأموال تذهب لصالح النافذين في الكتلة الشيعية ومحور المقاومة الممثل في كتلة حزب الله النيابية ومنصبي الرئاسة والبرلمان، قبل ذلك فأموال السعودية كانت تحل مشكلات كثيرة الآن يبدو أنها توقفت
أما إيران فهي تحرص أن يكون دعمها لحزب الله فقط بمبررات منها إسرائيل والأخرى ملاحقة أمريكا ذلك الدعم لو ذهب للحكومة بدعوى العقوبات، فالأموال الإيرانية غير مسموح بها دخول مؤسسات لبنان وإلا فرضت عقوبات أمريكية على بيروت، لكني غير مقتنع بتلك الحجة، موقف إيران من اللبنانيين كموقف السعوديين بالضبط، تحكمه عوامل الطائفة والأيدلوجية والسياسة، لا مكان للعامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي..
أخيرا: خطاب الحريري وتهديده بالاستقالة سيضر الجميع لأن تشكيل حكومة أخرى بالفعل سيكون صعب جدا ويتطلب جهد دولي وإقليمي كبير، وقد لا ينجح الوسطاء في تحقيق ذلك مع التصعيد الإقليمي في الخليج واشتعال أزمة العقوبات على إيران وسوريا، لذلك مشكلة لبنان ستظل معقدة ولكي يُحسن المتابعون فهمها ينبغي عليهم التبرؤ من أي انحياز ديني وأيدلوجي وقومي فالنسيج الاجتماعي اللبناني يظل من أعقد الأنسجة الشعبية في الشرق الأوسط وأعسرها على الفهم وتحديد مسار الولاءات
تعليق