إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آداب الصداقة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مواجهة العقيدة الفاسدة

    إن الأسلوب الأمثل في مواجهة من يحمل عقيدة باطلة ، هو إتباع أسلوب التدرج في تخليصه من ذلك الباطل ، يتمثل في: ( التشكيك ) أولاً في يقينه بصحة معتقده ، ليتزلزل ما هو ثابت في نفسه ، كالشجرة التي يراد اقتلاعها فيُحرّك أولاً من موضعها ..ثم ( تقديم ) البديل الصالح بالدليل والبرهان ثانياً ، من دون تجريح أو تسخيف لما كان عليه ، كإنبات شجرة صالحة بجانبِ أخرى فاسدة ..ثم ( بيان ) فساد ما كان عليه ثالثاً ، كقلع الشجرة الفاسدة من جذورها بعد استقرار الشجرة الصالحة ونموها ..وينبغي الالتفات في كل هذه المراحل إلى عدم ( غرس ) اليأس والتذمر في نفس المخاطب ، الذي حمل تلك العقيدة الفاسدة في برهة من حياته ، لأنه سيحمل ثقل الندامة من تلقاء نفسه لتضييع عمره في سبيل الباطل .

    تعليق


    • محطات الاستراحة

      إن الحالات الروحية العالية التي تنتاب السائر إلى الله تعالى و( المتمثلة ) بالطمأنينة والارتياح والسكون ، مما لا تتيسّر لأهل الدنيا في ملذاتهم ، وهي بمثابة ( محطات ) استراحة للعبد وتشجيع له على إدامة السير .. ولكن ليس معنى ذلك ، أن ( يركن ) إلى هذه الحالات ، ويغتـرّ بها ويطلبها كهدف ..فالأمر في ذلك كمن يمشي إلى سلطان تنـثر له في الطريق الرياحين والزهور ، فليس له الانشغال بالتقاطها ، لتفوت عليه فرصة اللقاء بالسلطان
      .

      تعليق


      • هذا عطاؤنا فأمنن أو أمسك

        إن من الممكن القول أن الأئمة (ع) يشتركون مع سليمان (ع) في هذه المقولة: { هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب }..( فالملك ) المعنوي - الذي لا ينبغي لأحد من بعدهم - ( عطاء ) من الحق بغير حساب ، فإمساكهم للعطاء أو بذله لا يؤثر في ملكه تعالى ..وعليه فما المانع في سياق هذا العطاء من إعمال الشفاعة في ( أقصى ) درجاتها الممكنة ، في ( أدنى ) القابليات الموجودة في العصاة من المخلوقين ؟..وقد ورد عن الباقر (ع) أن أرجى آية في القرآن قوله تعالى: { ولسوف يعطيك ربك فترضى }..ثم قال : الشفاعة ، والله الشفاعة ، والله الشفاعة ..وقد فسر الصادق (ع) رضا النبي (ص) في الآية نفسها بقوله: { رضا جدي أن لا يبقى في النار موحد }نور الثقلين-ج5ص594.

        تعليق


        • received by e mail

          الصداقة بين الجنسين

          لقد خطّط الإسلام للعلاقات الإنسانية داخل المجتمع، وخصّ العلاقة بين الرجل والمرأة، فوضع لها حدوداً وأُطراً تصونها وتسمح لها بأن تنشأ في جوٍّ سليم لا يثير المشاكل والانحراف داخل المجتمع. والصداقة هي إحدى هذه العلاقات الإنسانية التي قد تنشأ بين الرجل والمرأة في ظروف كثيرة. وإذا أردنا أن ندرس مسألة الصداقة بين الجنسين، من الناحية الشرعية، لا بد لنا من أن ننظر إلى الهدف الشرعي الذي يستهدفه الإسلام من مسألة التخطيط للعلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة. فنجد أن الإسلام يهمه أن تبقى العلاقات طاهرة نظيفة من حيث المشاعر والأحاسيس ومن حيث الممارسة. ولعلّ تأكيد الشرع على هذا الجانب، ينطلق من الأهداف الإسلامية في الخط المستقيم، في ما أراده الله تعالى لعباده أن يعيشوه.

          نلاحظ مثلاً أنَّ الإسلام حرّم الزنا، وأراد عندما حرّمه، أن يجعل حركة هذا التحريم في الواقع تنطلق في خطٍ عملي يفسح المجال لهذا الهدف؛ وهو الابتعاد عن الزنا والانطلاق في جوِّ العفّة، ولهذا حدّد للإنسان الوسائل والأجواء التي تبعده عن عيش التجربة المنحرفة.

          ومن هنا نلاحظ أن القرآن الكريم انطلق، في هذا المجال، ليؤكد وجوب غضّ البصر، سواء أتعلّق الأمر بالمؤمنين أم بالمؤمنات، هذا من جهة، ومن جهة ثانية نهى الإسلام عن التبرّج وإبداء الزينة، وأراد من خلال ذلك أن يُبعد الطرفين عن العيش في الأجواء التي تولد العاطفة وتحرك الغريزة في الاتجاه الذي يوصل إلى نتائج سلبية من هذا الجانب. ومن جهة ثالثة، نجد أحاديث شرعية تتحدّث عن كراهة خلوة الرجل بالمرأة، وربما يتحول هذا الحكم الشرعي بالكراهة إلى حكم شرعي بالحرمة، إذا علمنا بوجود نتائج سلبية محققة الحدوث، أو بوجود احتمال كبير في حدوثها.

          ضمن هذه الأجواء، يستوقفنا حديث منسوب للزهراء(ع) يقول: "خيرٌ للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهُنّ الرجال"، على أننا لا نفهم من هذا الحديث مجرد عدم الرؤية بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة، بل نفهم منه الكناية عن الدعوة إلى عدم الاختلاط، باعتبار أن الاختلاط يؤدِّي إلى بعض النتائج السلبية التي تشارك في اقتراب الطرفين من التجربة الصعبة من حيث المشاعر الحميمة والنظرات اللاهبة، وما إلى ذلك.

          معنى الصداقة

          إننا نحاول أن نثير هذه الأمور لننفذ إلى هذه المسألة، كي نفهم المراد من كلمة الصداقة، ونسأل: هل المراد من كلمة الصداقة وجود علاقة طبيعية بين رجل وامرأة تماماً كما هي العلاقة بين رجل ورجل وبين امرأة وامرأة في شؤون المحادثة، وفي شؤون الدرس، وفي شؤون الحياة الاجتماعية العامة، بحيث تقف المشاعر عند حدود معينة، ولا تقترب من الجانب الحسي الغريزي؟ وهل المراد من الصداقة هو هذا، بحيث يشعر كلٌّ منهما بأن هناك علاقة تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل اللذين تحكمهما حاجة الطرفين إلى لقاء من أجل قضايا فكرية او اجتماعية أو سياسية؟ إذا كان المقصود هو هذا، فإن التحفّظات التي يمكن أن نستوحيها من بعض الأجواء الإسلامية الأخلاقية، ومن بعض الأحكام الإسلامية، تتركّز حول نقطتين:

          النقطة الأولى: هي أنّ طبيعة هذه الصداقة التي نريد أن تتحوّل إلى أجواء طبيعية من اللقاء، ومن الاختلاط، قد توقع الطرفين في بعض الإشكالات الشرعية، وذلك أن هذه الصداقة لا يمكن أن تتم بشكل طبيعي بعيداً عن العُقَد التي يعيشها الطرفان، إلا بالانحراف عن الخط الإسلامي في بعض الأحكام الشرعية.

          والنقطة الثانية: هي أن طبيعة التنوّع بين الرجل والمرأة لا يمكن لها أن تضبط الصداقة عند حدودها الطبيعية، لأن الصداقة تمثل حالة شعورية معينة ترتفع المشاعر الحميمة فيها كلما تعمّقت أكثر، وكلما شعر الطرفان بالوحدة أكثر. ومن الطبيعي بأنّ الغريزة سوف تعبر عن نفسها في هذه الحالة، بطريقة أو بأخرى، وإن تجاهلها الطرفان، إلا أنها تتجمع في المشاعر والأحاسيس، لتصل في نهاية المطاف إلى الانفجار بطريقة أو بأخرى.

          إنّنا نركز على هذا الفهم المتحفظ للصداقة بين الجنسين، من خلال استيحائنا لكثير من الأحاديث، ومنها الحديث التالي: "ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما"، فهذا الحديث يؤكد أن طبيعة الاجتماع المنفرد تجعل الطرفين وجهاً لوجه أمام مسألة الأحاسيس الخاصة التي تنطلق من خلال التنوّع، ومن خلال انجذاب كل نوع إلى النوع الآخر.

          وهذا الذي نؤكده يمكن أن نفهمه أيضاً، من خلال ما توصّل إليه علماء الاجتماع في إجاباتهم عن السؤال المطروح بشكلٍ دائم، وهو:

          ـ هل يمكن أن تقوم صداقة بريئة بعيدة عن الجانب الجنسي بين الرجل والمرأة؟

          ففي هذا الجانب، تفيد إجابات العلماء، أن قيام مثل هذه الصداقة أمر غير عملي وغير واقعي، وربما نستطيع أن نصل إلى هذه النتيجة من خلال ملاحظاتنا للواقع المعاش الذي تجاوز الكثير من الحدود في العلاقة بين الطرفين، وذلك إلى الدرجة التي يشعر فيها كل من الطرفين بمشكلة من ناحية حركة غريزته، باعتبار أن المجتمع مجتمع يعيش حرية في هذا الجانب. ومع ذلك، نجد أن الصداقات، التي تتمّ في هذا الواقع الذي يعيش حالة اكتفاء عاطفي من هذه الناحية، لا بد من أن تتحرك في الاتجاه السلبي، حتى إنها تطال أكثر الناس بعداً عن هذا المجال من المسؤولين الكبار، ومن القادة الكبار، وما إلى ذلك.

          ولهذا، فإننا نعتقد أن الصداقة بين الرجل والمرأة وإن أدّت إلى نتائج إيجابية على مستوى الواقع الأخلاقي، فإنها تؤدي في المقابل إلى نتائج سلبية كبرى في هذا المجال، فتكون الصداقة قضية من القضايا التي يكون إثمها أكبر من نفعها؛ الأمر الذي يدخلها في جو التجربة الصعبة التي تقترب من الحرام، وقد ورد في الحديث: "المحرّمات حمى الله، فمن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه".

          لهذا، فإننا نتصور أن على المجتمع المؤمن أن يدرس هذه الأمور دراسة دقيقة وواقعية، حتى لا يقع في التجربة الصعبة التي قد تسيء إلى الطرفين، أو إلى المجتمع المؤمن بالكامل، إننا نفهم أن الأخلاق لا بد لها من أجواء ملائمة، فنحن لا يمكن أن نقول للإنسان: اقترب من المحرقة ولا تحترق، ولا يمكن أن نرمي إنساناً بالماء ونقول له: لا تبتلّ.

          وقريبٌ من هذا المعنى ما يقوله الشاعر:

          "ألقاه في اليمّ مكتوفاً وقال له: إيّاك إيّاك أن تبتلّ بالماء"

          إننا نفهم، من الحدود الشرعية التي تحكم علاقة الرجل بالمرأة في التشريع الإسلامي، أنها لا تشجع أية علاقات بين الرجل والمرأة خارج نطاق البيت الزوجي. وهذا الفهم لا يعني أن الاختلاط شرٌ كله، وأنّ اللقاءات شرٌ كلها، غير أننا يمكن أن نعيش الحاجة إلى بعض الأجواء المشتركة في العمل الاجتماعي، أو العمل الإسلامي، أو العمل الثقافي.. وهذه الأجواء لا بد لنا من أن نحصِّنها بكثير من القيود والشروط التي تبعدها عن أن تكون أداةً للانحراف الأخلاقي..

          الاختلاط وحديث الزهراء(ع)

          قد يتساءل الكثيرون عمّا إذا كان حديث فاطمة الزهراء(ع) المشهور: "خيرٌ للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال"(1)، يعتبر حكماً شرعياً ضابطاً للمرأة في حركتها داخل المجتمع، للإجابة عن هذا السؤال، لا بد لنا من أن نفهم الكلمات التي تصدر عن أهل البيت(ع)، وعن غيرهم من الذين تنطلق كلماتهم في خط المسؤولية، وفق الطريقة البلاغية المتمثلة في الأسلوب الفني للتعبير في اللغة العربية. ويتحدث علماء البلاغة عن عدة أساليب؛ فهناك أسلوب الحديث عن أفكار بالألفاظ بلحاظ معانيها الحقيقية الموضوعة لها، وهناك أساليب وأفكار يعبر عنها بطريقة المجاز والكناية.

          في ضوء هذه الإشارة، نحاول أن نفهم قول سيدتنا فاطمة الزهراء(ع)، فهي لم تكن في مجال الحديث عن الحكم الشرعي الذي لا بد أن تخضع له المرأة في حياتها العامة: في رؤيتها للرجال أو رؤية الرجال لها، حتى في ما يحل لها أن ترى من الرجال أو في ما يحلّ للرجال أن يروا منها، بل كانت السيدة الزهراء(ع) في مقام إعطاء الفكرة العميقة التي تعالج مسألة الاختلاط بين الرجل والمرأة، والتي يمكن أن تؤثر سلباً في طهارة روحية المرأة تجاه علاقتها بالرّجل، أو طهارة روحية الرجل تجاه علاقته بالمرأة، باعتبار أن الاختلاط قد يؤثّر تأثيراً سلبياً في هذا المجال. كما أنّ النظرات، عندما لا تنهض في دائرة خاصة، أو عندما تتحرك من خلال الحالة الغريزية العفوية الموجودة لدى الرجل والمرأة، فإنها تترك تأثيرات سلبية على أخلاقية الرجل والمرأة في طبيعة ما توحي به النظرة من مشاعر، وفي طبيعة ما تقود إليه النظرة من سلوك

          ولعل الشاعر عبّر تعبيراً موحياً عن هذه المسألة في قوله:

          نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء

          وإن كان هذا الشعر يتجه اتجاهاً آخر، لكنه يمكن أن يعطي إيحاءً معيناً، ويمكن في هذا المجال أن نستوحي ما ورد من أحاديث شريفة في هذا المجال، مثل الحديث القائل: "النظرة الأولى لك والثانية عليك"، والحديث الآخر الذي يقول: "النظر سهمٌ من سهام إبليس"، وما إلى ذلك من روايات في هذا المجال.

          إن الزهراء(ع) كانت تريد أن تتحدّث بطريق الكناية، فتقول: إن المرأة إذا استطاعت أن تبتعد عن دائرة الاختلاط بالرجل، بحيث لا يراها رجل ولا تراه، فهو خير لها حتى لا يترك الاختلاط أي تأثير على النفسية، فالسيدة الزهراء(ع) تعالج مسألة الاختلاط من خلال ما تريده من طهارة روحية المرأة في الدائرة العليا من الطهارة التي يراد للمرأة ـ كما يراد للرجل ـ أن تبلغها في هذا المجال.

          ولكننا نلاحظ أن هذه الدائرة العليا، في الوقت الذي تمثل فيه قيمةً إسلاميةً أخلاقية كبيرة، من حيث الغايات الكبيرة للكمال الإسلامي، لا تمثل تكليفاً شرعياً بذلك.

          ذلك أن المرأة لم تكلَّف شرعاً بألا تنظر إلى الرجل، ولم يحرّم عليها أن ينظر إليها الرجل في دائرة ما هو حلال من النظر بين الطرفين، ولا سيما إذا كانت هذه المسألة تعيش في دائرة ضروريات الحياة العامة، أو في ضروريات الواقع السياسي والجهادي والثقافي الذي قد تحتاج المرأة المسلمة فيه أن تنطلق في دائرة حجابها الشرعي، لتتحدث مع الرجال في ما يتعلق بالشؤون الرسالية العامة التي تفرض مشاركة المرأة في كثير من الحالات. إن الحديث يضع موضوع الاختلاط في دائرة القمة الأخلاقية العليا، بما يسميه البلاغيون المبالغة في التعبير عن الفكرة في أعلى درجاتها، ولكنه على كل حال، ليس تكليفاً شرعياً، لأننا نعرف أن الزهراء(ع)، في ما ينقله لنا تاريخها، كانت ترى الرجال وتتحدث معهم، كما كان الرجال يرونها ويتحدثون معها؛ الأمر الذي يدل على أن المسألة لا تتحرك في نطاق التوجيهات العادية، وإنما تتحرك في دائرة الأخلاقيات العليا التي لم يكلف الإنسان بها، ولكنها وضعت أمامه قمةً لما يحتاج الناس أن يستوحوه من التطلّع إلى القمم الكبيرة في المجال الأخلاقي العام.

          العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله

          تعليق


          • ذكر المعصومين للحجة(ع)

            لقد تناولت النصوص الشريفة الواردة عن أئمة أهل البيت (ع) مسألة الأمام المنتظر من ( زواياها ) المختلفة: فتارة تتطرق إلى علائم ظهوره ، وتارة أخرى إلى أوصاف أصحابه البررة ، وثالثة إلى الأحداث الواقعة بعد ظهوره ، ورابعة إلى المحن التي تنتاب الموالين له في غيبته ، بما يدل بمجموعها على أنها فكرة ( محورية ) في تراث أهل البيت (ع) ..فهذا الإمام الصادق (ع) ، يصفه الراوي بأنه كان يبكي بكاء الواله الثكلى ، ذات الكبد الحرّى ، قد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغيّـر في عارضيه ، وقد زفر زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد منها خوفه ، وهو يقول: { سيدي! غيبتك نفت رقادي ، وضيقت عليّ مهادي ، وأسِرَت مني راحة فؤادي ..سيدي! غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد ، وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد }البحار-ج51ص219..ولا عجب في ذلك فإن بدولته الكريمة تحيا آمال الأنبياء والأوصياء ، من لدن آدم (ع) إلى النبي الخاتم (ص) ، إذ لم تشهد الأرض العدل المطبق منذ بدء الخليقة إلى زمان ظهوره .

            تعليق


            • الذكر اليونسي

              إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً - يأنس به - في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس ..فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره ..ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد ، هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء ، وهو يونس (ع) بقوله: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } .. فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) ، و( التنـزيه ) ، و( الاعتراف ) بالخطيئة ، والملفت في هذه الآية ، أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا ، وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك )..والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس (ع) من الانقطاع والالتجاء الصادق ، لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت .

              تعليق


              • الأمور العلمية المذهلة

                إن الانشغال بالأمور العلمية الذي يوجب الذهول عن الحق ، إنما هو ( حجاب ) للعبد وإن كان فيما يخص الحق كالعلوم المرتبطة بالدين ..فمَثَل هذا العبد كمَثَل من وفد على السلطان ، وانشغل بقراءة ما كتب عنه في مكتبته ، تاركا الأنس به في ساعة لقائه ..نعم لابأس بذلك في الساعات التي لم تخصص للقاء السلطان ، أو لم يؤذن له بذلك ، فيكون الوافد عليه ساعيا بين مكتبته وقاعة ضيافته ، وهذه هي من أفضل برامج الاستزادة منه ..ومن هنا عُلم أن أفضل ما يكون فيه العبد :إما ( عبادة ) بين يدي المولى ، أو ( طلب ) علمٍ نافعٍ يقرّب إليه ، أو ( قضاء ) حاجةِ من أمر المولى بصلته .

                تعليق


                • معاشرة الصلحاء

                  قد يوفق العبد لمعاشرة صالحٍ من العباد ، إلا أنه ينشغل بذات ذلك الصالح بما يجعله ( حجاباً ) بينه وبين ربه ، إذ يستغرق في حبه ، ويسعى لجلب رضاه وإن لم يكن بحق ، كما يستوحش من إعراضه وغضبه ولو كان لانحراف مزاج ، ويرى الابتعاد عنه كأنه ابتعاد عن مصدر كل خير ..وعندئذٍ يكون شأنه كشأن من ينظر إلى المرآة فيستحسنها ويستغرق في التأمل فيها ، لا شأن من ينظر بها ليستكشف من نفسه عيوبها وما فسد من أمرها ..ولطالما تسول له نفسه ، فيرى ارتياحاً لمعاشرته وكأنه اتحد به وجوداً بملكاته الصالحة ، فيكون مَثَله كمَثَل من يسير في بستانٍ متنـزهاً فيظن أنه قد ملكها بما فيها ، والحال أنه سيفارقها بعد قليل ليعود إلى خلوته الموحشة ، وعليه فإن مجرد ( مصاحبة ) الصلحاء لا يكفي بنفسه لرقيّ درجات الصالحين ، والشاهد على ذلك عدم استفادة الكثيرين من صحبة النبي (ص) - بما أوتي من أعظم درجات التأثير- كالمنافقين والغافلين من الأعراب وأشباههم.

                  تعليق


                  • حصر الخشية بالحق

                    إن من سمات المؤمنين حصر خشيتهم بالحق المتعال ، مصداقاً لقوله تعالى: { ولا يخشون أحداً إلا الله }..فالخوف والقلق والرهبة من الخلق ، أمور تخالف الخشية من الحق ، وأما ( المداراة ) والتقية فلا تنافي تلك الخشية ، إذ أن عدم الخشية من الخلق محله ( القلب ) ، وهو يجتمع مع مداراة ( الجوارح ) حيث أمر الحق بذلك ، كما اتفق ذلك في حياة أئمة الهدى (ع) ، كما اتفق في حياتهم أيضاً تجليّ ذلك الاستعلاء الإيماني الذي يفرضه عدم خشية الباطن ، وذلك كما روي عن الإمام الصادق (ع) عندما كتب له المنصور لم لا تغشانا كما يغشانا الناس ؟ ، فقال (ع): { ليس لنا ما نخاف من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ..ثم قال : من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك }البحار-ج47ص184..ومن ذلك يعلم كاشفية بعض الأمور - ومنها خشية الحق - لمستوى القلب هبوطاً وصعوداً ، وهو الملاك في تقييم العباد ..فمن يرى في نفسه حالة الخشية والرهبة من غير الحق ، فليعلم أنه على غير السبيل السويّ الذي أمر به الحق ، فعليه أن يبحث عما أدى إلى مثل هذا الخلل في نفسه ، ومن ( موجبات ) هذا الخلل: عظمة ما دون الحق في عينه ، المستلزمة لصغر الحق في نفسه .

                    تعليق


                    • المعرفة الإكتسابية والإشراقية

                      إن العلم بموقع الأئمة (ع) من ( الحق ) وموقعهم في ( الخلق ) ، يتحقق بمراجعة الأحاديث الواردة منهم كالزيارة الجامعة وغيرها من روافد المعرفة ( الإكتسابية ) ..إلا أن هناك طريقاً آخر للمعرفة يتمثل بالمعرفة ( الإشراقية ) التي تمنح للسائرين في طريق تقوى الله تعالى والتوسل بأوليائه (ع) ..ومن هنا نرى النماذج المتميزة من أصحابهم الذين تفانوا في حبهم ، كعابس بن شبيب الذي صاح قائلا: حب الحسين أجنّـني ، ممن لم يملك المعرفة النظرية المستقاة من الكتب ، بالشكل الذي قد نطلع نحن عليه ، من خلال انتشار تراثـهم في هذه العصور .

                      تعليق


                      • شكرا لك اخي المؤمن وجزاك الله خير حقيقة انا استفدت منك كثيراوالله يوفقك ونسال الله الثبات والمواصلة

                        تعليق


                        • مبدأ التعويض

                          إن مبدأ التعويض سار حتى في معاملة الحق للمعصومين (ع) ..فقد عُوّض الحسين (ع) بقتله: أن جُعل الشفاء في تربته ، والإجابة تحت قبته ، والأئمة من نسله ..ومن المعلوم أن الاعتقاد بمبدأ التعويض يخفف على العبد معاناة فقدان بعض النعم ..ولا شك أن عظمة التعويض متناسبة مع شدة البلاء ، فالمتيقّن بمبدأ ( التعويض ) من الحكيم القدير ، تطيب نفسه ( بسلب ) المعوّض ما دام العوض عظيما .

                          تعليق


                          • مأساة الحسين (ع)

                            إن لمأساة الحسين (ع) وقعاً متميزاً ، سواء في حياة الأنبياء السلف ، أو بالنسبة إلى خاتم الأنبياء وذريته ..ومقارنة إجمالية بين حالة الإمام (ع) في يوم عرفة ( بدعائه ) المتميز ، وبين حالته في يوم عاشوراء ( بأحداثه ) الثقيلة ، تبين شيئا من عظمة الكارثة ، وكيف أنه عزّ على رب العالمين ، أن يعامل أعرف أهل زمانه بالله عز وجل ، هذه المعاملة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً !..ومن هنا كان ( الارتباط ) به من خلال إحياء ذكره ، والتأثر بمصابه ، من أعظم سبل ( نيـل ) رضا الرب بما لا يخطر على العقول ، إذ أن عظمة المأساة مما لم تخطر على الأذهان .

                            تعليق


                            • إحاطتهم بالمآسي

                              إن التوسل بأئمة الهدى (ع) أمر متيسر حتى لمن لا يملك الفهم الكامل لدورهم في تبليغ الرسالة ..والسبب في ذلك ( إحاطتهم ) بالمآسي التي تقدح عواطف التأثر في القلوب التي تحمل أدنى درجات الود والولاء لهم ، كالرزايا التي أحاطت سيد الشهداء (ع) ، والتي تثير حتى القلوب التي لا تحمل الولاء الخاص لهم (ع) ..وهنا تتجلى ( منّـة ) الحق إذ ( أهبط ) أنوارهم المحدقة بالعرش ، إلى الأرض بمآسيها وآلامها ، ليستنقذ عباده من الجهالة وحيرة الضلالة .

                              تعليق


                              • إثارة صاحب المصيبة

                                إن ما يتميز به صاحب المصيبة العظمى - كالأم الثكلى بولدها - هو أن أدنى تذكير له بالمصاب الذي نسيه بتقادم الأيام ، يهيّـج فيه المشاعر الكامنة ، فلا تحتاج بعد ذلك إثارة تلك الأحاسيس ( الدفينة ) إلى كثير جهدٍ ومعاناة ، وخاصة عندما تتعاظم المصيبة ..وعليه فإن المؤمن الذي يعيش حالة التفاعل الشعوري مع عناصر عالم الغيب ، يثيره أدنى مذكر لتلك العناصر التي قد غفل عنها ، وذلك كإحساسه بفداحة فقد النبي (ص) ، وغيبة الوصي (ع) ، وخلو الزمان من الحجة الظاهرة ..وهذه معانٍ كامنة في وجدانه وإن لم يستحضرها في كل آن ..ومن المعلوم أن الذي لا ( يملك ) هذا المخزون الشعوري في مرحلة سابقة ، لا ( يتفاعل ) عادة بالمثيرات العاطفية حينما يتعرض لهـا ، كعدم تفاعل الأجنبية مع مصيبة الوالهة الثكلى .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X