الولاية المكتسبة
أولاً : ولاية الأنبياء والرسل
أولاً : ولاية الأنبياء والرسل
عرفنا في المشاركة السابقة أن الله أخذ الميثاق على بني آدم في عالم الذر بالشهادة له بالربوبية .
وبدأت رحلة الإنسان في الأرض من بداية خلق أبو البشر نبينا آدم عليه السلام واسجاد الملائكة له ورفض إبليس السجود لآدم ثم ماجرى بعد ذلك من إغوائه لآدم عليه السلام وزوجته بالأكل من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها وإنزالهما من الجنة إلى الأرض ومعهما إبليس فمن هنا بدأت رحلة الإنسان على الأرض وبدأ الصراع بينه وبين إبليس اللعين ليحرفه عما عاهد عليه الله لينقض الميثاق وقد حذر الله أبونا آدم وأمنا حواء من الشيطان فقال :
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) – البقرة
إذن فالله عز وجل أبلغ آدم وزوجته بأنه سيأتيهم منه هدى فمن اتبع هذا الهدى نجا من عذاب الله ودخل الجنه ومن أعرض هلك وكان من أصحاب النار .
واستمرت مسيرة الإنسان على الأرض إلى أن كثر البشر على الأرض فقام بينهم النزاع على المادة وبدأ الشيطان يوسوس لهم وبدأ الصراع بينهم وأول النزاع كان بين ابني آدم
ثم استمرت البشرية في التزايد بعد أن كانوا أمة واحدة ونشأت المجتمعات فمن هنا كانت الحاجة ملحة لوجود من يهدي البشرية إلى الحق ويذكرهم بالميثاق فبدأت بعثة الأنبياء والرسل حبث يقول تعالى :
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213) – البقرة
إذن فالله أعطى بإذنه ولاية إلى أنبيائه ورسله وأنزل معهم الكتب ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه فمن آمن بالنبي المرسل من قبل الله واتبعه هداه الله بإذنه إلى صراطه المستقيم.
إذن فولاية النبي أو الرسول على العباد هي ولاية مكتسبة من الله يزوده بها ليهدي الناس إلى عبادة الخالق ويذكرهم بميثاق الربوبية لله تجاه عباده .
واستمرت قافلة الأنبياء والرسل إلى أن ختمها الله برسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار .
فولاية الرسول هي ولاية مستمدة من ولاية الله وليست منفصلة عنها حيث يقول تعالى :
1- ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) ) – آل عمران
2- (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) ) – آل عمران
3- ( الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) ) – آل عمران
4- ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ ... ) – النساء : 64
5- (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70) ) – النساء .
فالله عز وجل يأمر المسلمين بإطاعة الرسول واتباعة ليفوزوا بالجنة ويحذرهم من المعصية .
وتعتبر ولاية الرسول عليه الصلاة والسلام هي الميثاق الثاني الذي أخذه الله على بني آدم فلا يكون الإنسان مسلماً حتى يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله .
فالشهادة الأولى هي ميثاق الربوبية والثانية هي ميثاق النبوة .
فهذه هي ولاية الرسول يا إخوان أن تطيعه وتتبعه لا غير وليس كما يدعي ابن عمنا الجمال من أنها المحبة والنصرة . وحتى لو سلمنا جدلاً أن الولاية هي المحبة والتصرة فمن يحب الرسول يطيعه ومن ينصره يتبع ما أمره به لا مجرد الحب القلبي دون التطبيق العملي فإن الحب يكون بالمتابعة حيث يقول تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
فإذا أردت محبة الله فاتبع رسوله وسلم أمرك له وفضله على نفسك فبذلك تنال مرضاة الله وتكون ولياً لله لا أن ترميه بالهجر وتدعي أنك تحبه !!!!!!!
اللهم اجعلنا ممن يوالونك ويوالون نبيك ومن اخترته من أوليائك .
وللحديث بقية انشاء الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تعليق