بسمه تعالى
بما أنّ مدرسة سيد الشهداء (الإمام الحسين �ع�) هي مدرسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي النبع المتدفّق للقيم الإسلامية، وتاريخ عاشوراء هو الملهم ــ من خلال خلقه للملاحم وتحريكه للعواطف والأحاسيس ــ دوماً لجميع النهضات والثورات التي قامت بوجه الطغاة والظالمين، وكان إسم الحسين(ع) يتردّد دوماً على شفاه المجاهدين المؤمنين، والدمعة الحسينية تترقرق في أجفانهم والحبّ لكربلاء وعاشوراء قد أخذ بمجامع قلوبهم خلال الثورات التي قاموا بها ضدّ الظلم والطغيان ــ كما شاهدنا نموذجاً لذلك في عصرنا الحاضر ــ حتّى تمكّنوا من إثبات انتصار الدم على السيف، وتبيين معنى حديث النبي الأكرم(ص): �حسين منّي وأنا من حسين� وانّ أيام محرّم وعاشوراء ستظلّ دوماً هي المجدّدة لإحياء هذه الذكرى وهي المثيرة للحماس في نفوس عشّاق هذه المدرسة، يلزم ــ خصوصاً في الوضع الراهن للعالم والذي تلقّى فيه أعداء الإسلام اللكمات من الإسلام، وفقد الكثير من مصالحهم غير الشرعية وهم بصدد الانتقام من الاسلام المحمدي الأصيل ــ أن تكون مراسم العزاء زينبية العمل، أعني أن يكون توأماً لمنطق الاسلام ومنزّهاً من أيّة حركة تصوّر الدين المقدّس باللامنطقية، وعلى المعزّين المحترمين التفكير في ضرب سيوفهم على رؤوس أعداء الإسلام الذين اغتصبوا أراضيهم وهمّهم تضعيفهم، وأغاروا على مصادرهم وخيراتهم، ويأتون كلّ يوم بحيلة جديدة لتهديد الحياة الإسلامية، بدلاً من ضربها على رؤوسهم
آية الله الشيخ جوادي الآملي (حفظه الله*
بسمه تعالى
آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (دام ظلّه*
في بيان له ردّاً على الأسئلة المختلفة حول وظائف المسلمين أيام عاشوراء ومراسم العزاء الحسيني شرح فيه أهداف ثورة الحسين(ع) ووجوب إحياء وإقامة مراسم العزاء على سيّد الشهداء(ع)، وقال: على المؤمنين من الاخوة والأخوات السعي إلى إقامة مراسم العزاء بإخلاص والاجتناب عن الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية وأوامر الأئمة عليهم السلام، وترك جميع الأعمال التي تكون وسيلة بيد الأعداء ضدّ الإسلام، وكذلك عليهم اجتناب التطبير وشدّ القفل على البدن وأمثال ذلك، التي أشار إليها قائد الثورة المعظّم في بياناته الحكيمة، لانّ هذه الأعمال تكون ذريعة بيد الأعداء لكي يتّهموا سائر المراسم العظيمة والبنّاءة
.وقال: يجب ضرب السيوف على رؤوس الأعداء لا رؤوس المحبّين، وشدّ الأقفال على شفاه الأعداء لا على أبدان الموالين
.وأضاف البيان: صحيح انّ الباعث لممارسة هذه الأعمال هو الحبّ للإمام الحسين(ع) ولنهجه، لكن يجب الالتفات إلى انّه لا يكفي أن يكون الهدف مقدّساً، بل يجب أن يكون العمل نفسه مقدّساً أيضاً، وأنّ كيفية إقامة مراسم العزاء يجب أن تكون أمّا واردة في النصوص الإسلامية أو أن تشمل عمومات وإطلاقات الأدلّة، وإنّ مثل هذه الأعمال لا هي منصوصة ولا هي مصاديق للعزاء لا عقلاً ولا شرعاً، وصحيح انّ بعض كبار العلماء قد أجاز في عصره ممارسة مثل هذه الأعمال، إلاّ أنّه لو كان هؤلاء العلماء أحياءاً في هذا العصر وهذه الظروف لكان رأيهم غير هذا يقيناً
تعليق