سَيَسْقُطُ قَرِيِبَاً .. بَدَى مُجِيِبَاً ثُمَّ غَدَى مُتَسَائِلا !!
أَعْتَقِد وِفْقَاً لِمَا خَاضَ بِهِ ( هُوَ ) أَنَّهُ صَنَّفَ عِلْمَ الغَيْبِ ضِمْنَ
العُلُومِ الدُنْيَوِيَّةِ - حَسْبَمَا يَظْهَر - لِأَنَّهُ - يَعْتَقِد أَوْ يَظُن
أَنَّ عِلْمَ الغَيْبِ زَائِلٌ بِزَوالِ هَذِهِ الدَّنْيَا إِذْ - واللهُ العَالِم -
طَالَمَا أَنَّهُ ( ضَمَّنَ ) عِلْمَ الغَيْبِ تَحْتَ مُسَمَّى ( عُلُومٍ دُنْيَوِيَّةٍ )
فَإِنَّهُ يَعْتَقِدُ بِزَوَالِهِ تَتَابُعَاً لِزَوَالِ غَيْرِهِ مِنَ العُلُوم بِزَوَالِ
هَذِهِ الدُّنْيَا !! .. وَ هُنَا اُرِيِدُ مِنْهِ اِيِضَاحَاً أَكْثَرَ إِذْ أَنَّـهُ
جَعَلَ عِلْمَ الغَيْبِ كَسَائِرِ العُلُومِ الأُخْرَى !! .. حِيِنَ قَالَ مَانَصُّهُ التَّالِي:/
وَ إِلَى أَيِّ دَلِيِلٍ إِسْتَنَدْتَ حِيِنَمَا قُلْتَ لَنَا أَنَّ عِلْمَ الغَيْبِ عِلْمٌ دُنْيَوِيٌ ؟!
يَاصَاحِبِي طَالَمَا أَنَّهُ فِي ( مُعْتَقَدِكَ ) عِلْمٌ دُنْيَوِيٌ فَلِمَاذَا لاَ نطَّلِعُ عَلَيْهِ
إِذَاً ؟! .. ثُمَّ إِنَّ ( المَنْسُوبَ تَابِعٌ لِلمَنْسُوبِ إِلَيْهِ ) فَإِنْ نَسَبْتَ عِلْـمَ
الغَيْبِ إِلَى الدُّنْيَا فَإِنَّ الدُّنْيَا سَتَؤُولُ إِلَى إِنْقِطَاعٍ وَ سَتَأْتِ بَعْدَهَا الآخِرَه !!
فَهَل عِلْمُ الغَيْبِ مُنْقَطِعٌ مَعَهَا - فِي مُعْتَقَدِكْ - ؟! فَإِنْ قُلْتَ لا أَثْبَتَّ أَنَّ
عِلْمَ الغَيْبِ لاَ يُنْسَبُ إِلَى العُلُومِ الدُّنْيَوِيَّةِ الأُخْرَى .. أَمَّا إِنْ قُلْتَ نَعَم
فَلاَ أَدْرِي أَيُّ دَلِيِلٍ سَيُسَانِدُكَ فِي هَذَا ؟! .. فَكَلاَمُكَ هُوَ الَّذِي يَحْتَاجُ إِلَى
دَلِيِل , أَمَّا مَنْطِقِيَّاً بَلْ حَتَّى بَدِيِهِيَّاً يُعْرَفُ أَنَّ عِلْمَ الغَيْبِ لاَ يُمْكِنُ أَنْ
يُنْسَبَ إِلَى زَمَنٍ مُعَيَّنٍ أَوْ فَتْرَةٍ مَحْدُودَةٍ مَهْمَا طَالَت !! .. ثُمَّ إِنَّ العُلُومَ
الدُّنْيَوِيَّةَ الأُخْرَى تُنَالُ بِالمَشِيِئَةِ الإِلَهِيَّةِ وَ الإِرَادَةِ الذَّاتِيَّةِ أَمَّا عِلْمُ
الغَيْبِ فَلاَ يُنَالُ إِلاَّ بِمَشِيِئَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى !! وَ لاَ تَتَدَخَّلُ فِيِهِ إِرَادَةُ
الإِنْسَانِ الذَّاتِيَّةِ .. لِذَلِكَ طَالَمَا قُلْنَا لَكَ ( عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى
غَيْبِهِ أَحَدَاً - إِلاَّ مَنْ إِرْتَضَى مِنْ رَسُول - ) وَ طَالَمَا قُلْنَا لَكَ أَنَّهُ لاَ يُوجَدُ
عِلْمٌ ذَاتِيٌ لِلْغَيْبِ وَ لاَ عِلْمٌ غَيْرُ ذَاتِيٍّ !! لِأَنَّهُ أَصْلاً لَيْسَ بِمَجَالٍ مَفْتُوحٍ
لِكُلِّ مَنْ أَرَادَهُ وَ إِنَّمَا هُوَ مِنْ فَضْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى وَ تَفْضِيِلِهِ لَيْسَ
إِلاَّ !! .. وَ لِضَمِيِرِكَ الحُكْم !!