المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الولاية
قال النووي شارحًا هذا الحديث : " قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتُظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ "[21].
لابد ان نقرأ الشرح لنقف على المعنى
والرواية التى جاءت حول فضل ومنزلة على رضى الله عنها لا أنفيها بل أحبها وأفخر بها كمسلمة وأرددها
ولكن لنقف معا على معناها
من شرح جميل
يستفاد من الحديث:
1- استخلف الرسول صلى الله عليه وسلم عليا على الصبيان والنساء ولم يستخلفه على المدينة. 2- انما خلف على المدينة مكانه محمد بن مسلمة ليتولى رعاية شؤون النسلمين وادارة شؤون الحكم، وخلف عليا على اهله وامره بالاقامة فيهم، فارجف به المنافقون وقالوا ما خلفه الا استثقالا له وتخففا منه، فلما قال المنافقون ذلك، اخذ علي سلاحه ثم خرج حتى اتى رسول الله وهو نازل بالجرف، فقال: يا نبي الله، زعم المنافقون انك انما خلفتني انك استثقلتني وتخففت مني، فقال: "كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في اهلي واهلك، افلا ترضى يا علي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى، الا انه لا نبي بعدي" 3- واقع الحادثة انه عليا خلف في اهله، فلا يعمم ليشمل الخلافة. 4- واقع الحادثة ان الرسول استخلف على المدينة محمد بن سلمة (أي الحكم) لا يدل على ان هذا الشخص الذي خلفه هو خليفة مكانه، بدليل ان الرسول استخلف كثيرين في الغزوات، ففي غزوة العشيرة استعمل على المدينة ابا سلمة بن عبد الاسد. وفي غزوة سفوان استعمل على المدينة زيد بن حارثة. 5- معنى الفاظ (الا ترضى ان تكون بمنزلة هارون من موسى): أي اما ترضى ان يكون مثلك فيما تخلفني فيه مثل ما يخلف هارون موسى – فهو تشبيه لعلي بهارون - ووجه الشبه هو الاستخلاف. 6- المراد من الحديث تطييب خاطر علي لانه جاء غير راض بهذا الاستخلاف، وهو في نفس الوقت افهام لعلي انه هو الذي يقوم مقامه في اهله اذا غاب، كما قام هارون مقام موسى في قومه اذا غاب. 7-استثناء الرسول (الا انه لا نبي بعدي) نفي للنبوة عن الشبه، ولا يفهم منه أي بعد وفاته، لان الكلام في الاستخلاف حال الحياة وليس بعد الوفاة، ففي الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم ان هارون قد مات في حال حياة موسى.
هذا هو معنى الحديث ولا توجد فيه اية اشارة للاستخلاف في الخلافة، ولا يفهم منه مطلقا ان الرسول اراد بالحديث ان ينص على جعل علي خليفة على المسلمين بعد وفاة الرسول.
فلا يمكن بحث كلمة منزلة وحدها دون ايراد جميع النصوص الشرعية المتعلقة بالمسألة كاملا، فالفقهاء عندما يريدون ان يستنبطوا حكما شرعيا، يضعوا كل النصوص الشرعية المتعلة بالمسألة ثم يستنبطوا حكما مستندا على القواعد الاصولية.
نحن كسنة لا نقلل من مكانة على رضى الله عنه بالعكس ونقر بالرواية ولكن فى موضعها الصحيح تاريخيا
واسمحيلى بالعودة غدا إن شاء الله
تعليق