إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــامـــــــــــــــــة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    ثالثاً: طرق وأسانيد من مصادرنا من غير طريق سفيان بن عيينة


    أسانيد محمد بن يعقوب الكليني

    ـ الكافي: 1|422

    47 ـ علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بولاية علي) ليس له دافع.

    ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله. انتهى.

    ومعنى قوله عليه السلام (هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله: أنه نزل بتأويلها، وهذا مثل قول ابن مسعود المتقدم في آية التبليغ أنهم كانوا يقرؤون على عهد النبي صلى الله عليه وآله (بلغ ما أنزل اليك ـ في علي) وما ورد عن ابن عباس في آيات الخندق أنه كان يقرأ (وكفى الله المؤمنين القتال ـ بعلي) فهذه ليست قراءات، لأنه لا يجوز إضافة أي حرفٍ الى نص كتاب الله تعالى، بل كلها تفاسير من الصحابة، أو تفسيرٌ نزل به جبرئيل عليه السلام فبلغهم إياها النبي صلى الله عليه وآله فكانوا يقرؤونها كالذي يشرح آيةً، أو كتبوها في تفاسيرهم كالهامش.

    ـ وفي الكافي: 8|57

    18 ـ عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالساً إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم، ولو لا أن تقول فيك طوائف من


    أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك قولاً لا تمر بملأٍ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، يلتمسون بذلك البركة.

    قال: فغضب أعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدةٌ من قريش معهم، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسى ابن مريم، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله فقال: ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون، وقالوا ءآلهتنا خيرٌ أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون، إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل. ولو نشاء لجعلنا منكم ـ يعني من بني هاشم ـ ملائكة في الأرض يخلفون. قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذا ب أليم ....الى آخره، ولعل في متنه اضطراباً، وفيه:

    ثم قال له: يا بن عمرو إما تبت وإما رحلت.

    فقال: يا محمد، بل تجعل لسائر قريش شيئاً مما في يديك، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم!

    فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ليس ذلك إلي، ذلك إلى الله تبارك وتعالى.

    فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة، ولكن أرحل عنك، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة، أتته جندلةٌ فرضخت هامته، ثم أتى الوحي الى النبي صلى الله عليه وآله فقال: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ـ بولاية علي ـ ليس له دافع، من الله ذي المعارج.

    تعليق


    • #47
      أسانيد فرات بن ابراهيم الكوفي

      ـ تفسير فرات الكوفي ص 503

      1ـ قال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال: حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد المهتدي قال: حدثنا محمد بن معشر المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: طرحت الأقتاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم


      قال فعلا عليها فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخذ بعضد علي بن أبي طالب عليه السلام فاستلها فرفعها، ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلي فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

      فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال: يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لا إلَه إلا الله فشهدنا وأنك رسول الله فصدقنا، وأمرتنا بالصلاة فصلينا، وبالصيام فصمنا، وبالجهاد فجاهدنا، وبالزكاة فأدينا، قال: ولم يقنعك إلا أن أخذت بيد هذا الغلام على رؤس الأشهاد، فقلت: اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله! فهذا عن الله أم عنك؟!

      قال: هذا عن الله، لا عني.

      قال: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟!

      قال: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن الله لا عني.

      ثم قال ثالثة: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن ربك لا عنك؟

      قال: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن ربي لا عني.

      قال: فقام الأعرابي مسرعاً الى بعيره وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.

      قال: فما استتم الأعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نارٌ من السماء فأحرقته، وأنزل الله في عقب ذلك: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج.

      2 ـ قال فرات: حدثني جعفر بن محمد بن بشروية القطان معنعناً، عن الأوزاعي، عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس قالا جميعاً: سمعنا ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال: يا أحمد أمرتنا بالصلاة والزكاة أفمنك هذا أم من ربك يا محمد؟ قال: الفريضة من ربي وأداء الرسالة مني، حتى أقول: ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي.




      قال: فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب، زعمت أنه منك كهارون من موسى، وشيعته على نوق غر محجلةٍ يرفلون في عرصة القيامة، حتى يأتي الكوثر فيشرب ويسقي هذه الأمة، ويكون زمرة في عرصة القيامة، أبهذا الحب سبق من السماء أم كان منك يا محمد؟

      قال: بلى سبق من السماء ثم كان مني. لقد خلقنا الله نوراً تحت العرش!

      فقال عمرو بن الحارث: الآن علمت أنك ساحر كذاب! يا محمد ألستما من ولد آدم؟

      قال: بلى، ولكن خلقني الله نوراً تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف سنة، فلما أن خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب الى صلب، حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب، فخلقنا ربي من ذلك النور، لكنه لكن لا نبي بعدي.

      قال: فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلاً من الكفار، وهم ينفضون أرديتهم فيقولون: اللهم إن كان محمد صادقاً في مقالته فارم عمراً وأصحابه بشواظٍ من نار.

      قال فرمي عمرو وأصحابه بصاعقة من السماء، فأنزل الله هذه الآية: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج. فالسائل عمرو وأصحابه.

      4 ـ فرات قال: حدثنا أبو أحمد يحيى بن عبيد بن القاسم القزويني معنعناً، عن سعد بن أبي وقاص، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وآله صلاة الفجر يوم الجمعة، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن وأثنى على الله تبارك وتعالى، فقال: أخرج يوم القيمة وعلي بن أبي طالب أمامي، وبيده لواء الحمد، وهو يومئذ من شقتين شقة من السندس وشقة من الإستبرق، فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة، فقال: قد أرسلوني إليك لأسألك، فقال: قل يا أخا البادية.

      قال: ما تقول في علي بن أبي طالب، فقد كثر الإختلاف فيه؟




      فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكاً فقال: يا أعرابي، ولم يكثر الإختلاف فيه؟ عليٌّ مني كرأسي من بدني، وزري من قميصي.

      فوثب الأعرابي مغضباً ثم قال: يا محمد إني أشد من علي بطشاً، فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟

      فقال النبي صلى الله عليه وآله: مهلاً يا أعرابي، فقد أعطي علي يوم القيامة خصالاً شتى: حسن يوسف، وزهد يحيى، وصبر أيوب، وطول آدم، وقوة جبرئيل. وبيده لواء الحمد وكل الخلائق تحت اللواء، يحف به الأئمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والأذان، وهم الذين لا يتبددون في قبورهم.

      فوثب الأعرابي مغضباً وقال: اللهم إن يكن ما قال محمد فيه حقاً فأنزل علي حجراً. فأنزل الله فيه: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج.


      سندا محمد بن العباس

      ـ تأويل الآيات: 2|722

      ـ وقال أيضاً: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه تلا: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ـ بولاية علي ـ ليس له دافع، ثم قال: هكذا هي في مصحف فاطمة عليها السلام.

      ـ ويؤيده: ما رواه محمد البرقي، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ـ بولاية علي ـ ليس له دافع، ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله. انتهى.

      وقد تقدم أن عبارة (بولاية علي عليه السلام) تفسيرٌ للآية، وكانوا يكتبون ذلك في هامش مصاحفهم، كما ورد عن مصحف ابن عباس أنه كان فيه: وكفى الله المؤمنين القتال، بعلي عليه السلام.

      تعليق


      • #48
        سند جامع الأخبار

        ـ بحار الأنوار: 33|165

        42 ـ جامع الأخبار: أخبرنا علي بن عبد الله الزيادي، عن جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زرارة قال: سمعت الصادق عليه السلام قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله الى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها ـ وفي خبر آخر: وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة آلاف رجل من المدينة ـ جاءه جبرئيل في الطريق فقال له:

        يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام، وقرأ هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا.....

        فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بموضع يقال له غدير خم، وقال له: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس.

        فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل وصعدها وأخرج معه علياً عليه السلام وقام قائماً وخطب خطبة بليغة، وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟

        فقالوا: بلى يا رسول الله....

        فلما كان بعد ثلاثةٍ، وجلس النبي صلى الله عليه وآله مجلسه أتاه رجل من بني مخزوم يسمى عمر بن عتبة ـ وفي خبر آخر حارث بن النعمان الفهري، فقال:

        يا محمد أسألك عن ثلاث مسائل.

        فقال: سل عما بدالك.




        فقال: أخبرني عن شهادة أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله، أمنك أم من ربك؟

        قال النبي صلى الله عليه وآله: أُوحِيَ إلي من الله، والسفير جبرئيل، والمؤذن أنا، وما أذنت إلا من أمر ربي.

        قال: فأخبرني عن الصلاة والزكاة والحج والجهاد، أمنك أم من ربك؟

        قال النبي صلى الله عليه وآله مثل ذلك.

        قال: فأخبرني عن هذا الرجل ـ يعني علي بن أبي طالب عليه السلام ـ وقولك فيه: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.. الى آخره، أمنك أم من ربك؟

        قال النبي صلى الله عليه وآله: الوحي إليَّ من الله، والسفير جبرئيل، والمؤذن أنا، وما أذنت إلا ما أمرني.

        فرفع المخزومي رأسه الى السماء فقال: اللهم إن كان محمد صادقاً فيما يقول فأرسل علي شواظاً من نار، وفي خبر آخر في التفسير فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، وولى، فوالله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء، فأرعدت وأبرقت فأصعقت، فأصابته الصاعقة فأحرقته النار! فهبط جبرئيل وهو يقول: إقرأ يا محمد: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع.

        فقال النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه: رأيتم؟ !

        قالوا: نعم.

        قال: وسمعتم؟

        قالوا: نعم.

        قال: طوبى لمن والاه والويل لمن عاداه، كأني أنظر الى علي وشيعته يوم القيامة يزفون على نوقٍ من رياض الجنة، شبابٌ متوجون مكحلون لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، قد أيدوا برضوان من الله أكبر، ذلك هو الفوز العظيم، حتى سكنوا حظيرة القدس من جوار رب العالمين، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون، ويقول لهم الملائكة: سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

        تعليق


        • #49
          سند مدينة المعاجز للبحراني

          ـ مدينة المعاجز: 2|267

          العلامة الحلي في الكشكول: عن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان الباوردي....

          فقال النضر بن الحارث الفهري: إذا كان غداً اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أقبل أنا وأتقاضاه ما وعدنا به في بدء الإسلام، وانظر ما يقول، ثم نحتج، فلما أصبحوا فعلوا ذلك فأقبل النضر بن الحارث فسلم على النبي صلى الله عليه وآله فقال:

          يا رسول الله إذا كنت أنت سيد ولد آدم، وأخوك سيد العرب، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وابناك الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعمك حمزة سيد الشهداء، وابن عمك ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء. وعمك جلدة بين عينيك وصنو أبيك، وشيبة له السدانة، فما لسائر قومك من قريش وسائر العرب؟ !

          فقد أعلمتنا في بدء الإسلام أنا إذا آمنا بما تقول لنا مالك وعلينا ما عليك.

          فأطرق رسول الله صلى الله عليه وآله طويلاً ثم رفع رأسه فقال:

          أما أنا والله ما فعلت بهم هذا، بل الله فعل بهم هذا فما ذنبي؟ !

          فولى النضر بن الحارث وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.

          يعني الذي يقول محمد فيه وفي أهل بيته، فأنزل الله تعالى: وإذ قالوا إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.. الى قوله: وهم يستغفرون.

          فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله الى النضر بن الحارث الفهري وتلا عليه الآية فقال: يا رسول الله إني قد سررت ذلك جميعه أنا ومن لم تجعل له ما جعلته لك ولأهل بيتك من الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، فقد أظهر الله ما أسررنا به.

          أما أنا فأسألك أن تأذن لي أن أخرج من المدينة، فإني لا أطيق المقام بها! فوعظه النبي صلى الله عليه وآله إن ربك كريم، فإن أنت صبرت وتصابرت لم يخلك من مواهبه، فارض


          وسلم، فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المكاره، ويخفف عمن يشاء، وله الخلق والأمر، مواهبه عظيمة، وإحسانه واسع.

          فأبى الحارث، وسأله الإذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله فأقبل الى بيته وشد على راحلته وركبها مغضباً، وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.

          فلما صار بظهر المدينة وإذا بطيرٍ في مخلبه حجرٌ، فأرسله إليه فوقع على هامته، ثم دخلت في دماغه وخرج من جوفه ووقع على ظهر راحلته وخرج من بطنها، فاضطربت الراحلة وسقطت وسقط النضر بن الحارث من عليها ميتين، فأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ـ بعلي وفاطمة والحسن والحسين وآل محمد ـ ليس له دافع من الله ذي المعارج. انتهى.

          وقال في هامشه: لم نجد كتاب الكشكول للعلامة الحلي رحمه الله بل هو للمحدث الجليل العلامة السيد حيدر بن علي الحسيني الآملي من علماء القرن الثامن الهجري أوله: أما البداية فليس بخفي من علمك ولا يستتر عن فهمك وآخره: والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. انتهى.

          تعليق


          • #50
            رواية علي بن ابراهيم القمي

            ـ تفسير القمي: 2|385

            أخبرنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله: سأل سائل بعذاب واقع قال: سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر، وما يلهمون فيها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: سألت عن عذابٍ واقع، ثم كفرٍ بأن ذلك لا يكون، فإذا وقع فليس له من دافع.




            وهناك أسانيد أخرى، يصعب استقصاؤها فراجع شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي، وكنز الحقائق للكراجكي، والفضائل لشاذان بن جبرئيل، وتفسير القمي، والمناقب لابن شهراشوب، وغاية المرام للبحراني.. وغيرها.

            تعليق


            • #51
              النتيجة صحة أصل الحديث، وتعدد العقاب الإلَهي

              المتأمل في روايات العقاب الإلَهي العاجل لمن اعترض على ولاية علي عليه السلام يصل الى نتيجتين:

              الأولى: أن أصل الحديث مستوفٍ لشروط الصحة.. فمهما كان الباحث بطيء التصديق، ميالاً للتشكيك، وأجاز لنفسه القول إن الشيعة وضعوا هذا الحديث ودونوه في مصادرهم.. فلا يمكنه أن يفسر وجوده في مصادر السنة بذلك، لأن عدداً من أئمتهم المحدثين قد رووه وتبنوه، كما رأيت.

              نعم قد يعترض متعصبٌ بأن هؤلاء الأئمة السنيين، قد رووا ذلك عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.

              وجوابه أولاً، أن مقام أهل البيت عليهم السلام عند السنة لا يقل عن مقام كبار أئمتهم، خاصةً مثل الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام اللذين يروي عنهما مباشرةً أو بالواسطة عددٌ من كبار أئمتهم، مثل أبي عبيد والسفيانين والزهري ومالك وأحمد.. وغيرهم.

              والحساسية التي قد تراها عند السنيين من أحاديث أهل البيت عليهم السلام إنما هي مما نرويه نحن الشيعة، أما ما يرويه عنهم أئمتهم، فقد قبلوه ودونوا عدداً منه في صحاحهم.

              وجوابه ثانياً، أن طرق الحديث ليست محصورةً بأهل البيت عليهم السلام فقد تقدم طريق الحاكم الحسكاني عن حذيفة، وأبي هريرة، وغيرهما أيضاً.

              والنتيجة الثانية: أن الحادثة التي وردت في الأحاديث المتقدمة وغيرها لا يمكن أن تكون حادثة واحدة، بل هي متعددة.. وذلك بسبب تعدد الأسماء، ونوع العقوبة والأمكنة، والأزمنة، والملابسات المذكورة في روايات الحديث.




              فرواية أبي عبيد والثعلبي وغيرها تقول إن الحادثة كانت في المدينة أو قربها، وأن العذاب كان بحجرٍ من سجيل.. ورواية أبي هريرة وغيرها تقول إن الإعتراض كان في نفس غدير خم بعد خطبة النبي صلى الله عليه وآله، وأن العقوبة كانت بنارٍ نزلت من السماء.. وبعضها يقول إنها كانت بصاعقة..

              والأسماء الواردة متعددة أيضاً، والتصحيف يصح في بعضها، لكن لا يصح في جميعها.

              تعليق


              • #52
                المسألة السابعة: عشيرة سأل سائل بعذاب واقع

                بقيت عدة مسائل وبحوث، تتعلق بموضوعنا:

                منها، عدد المعترضين على النبي صلى الله عليه وآله بعد الغدير، وهوياتهم.. ونوع العقوبة الالَهية، التي وقعت عليهم..

                ومنها، ما أحدثه الإعلان النبوي عن ولاية العترة من تأثيرٍ على المسلمين عامة، وعلى قريشٍ خاصة.. وما يتصل به من الجو العام في الشهرين الأخيرين من حياة النبي صلى الله عليه وآله، والآيات التي نزلت، والأحداث التي وقعت.. ومن أهمها تشاور الأنصار وعرضهم على النبي صلى الله عليه وآله أن يخصصوا له ولعترته ثلث أموالهم لمصارفهم، ونزول آية (قل لاأسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) وزيادة حساسية قريش بسبب ذلك.

                ومن أهمها أيضاً، أن النبي صلى الله عليه وآله قرر أن يرسل كل شخصيات قريش المؤثرين في جيشٍ الى مؤتة، وأمَّر عليهم شاباً أسود البشرة من أصل إفريقي عمره تسع عشرة سنة، هو أسامة بن زيد! وهدفه من ذلك أن يوجه نظر الأمة الى الجبهة الخارجية، ويفرغ المدينة من المخالفين لعترته، حتى إذا توفي صلى الله عليه وآله لم يكن فيها إلا علي والأنصار.. الى آخر الأحداث والأوضاع التي كانت في هذه الفترة الحاسمة..




                ومنها، بحث محاولتي اغتيال النبي صلى الله عليه وآله بعد إعلان الغدير، في طريق رجوعه في عقبة هرشى، وفي قصة لده وإعطائه الدواء عندما أغمي عليه من الحمى في مرضه رغم أنه كان نهاهم عنه!

                ومنها، قصة الصحيفة الملعونة الثالثة، التي ورد في مصادرنا أن المعارضين لإعلان ولاية علي عليه السلام كتبوها في المدينة، وتعاهدوا ضد آل النبي صلى الله عليه وآله !

                ومن البحوث المفيدة أيضاً، بحث فضل يوم الغدير، وما ورد في مصادر الفريقين من استحباب صومه، والشكر وإظهار السرور فيه.. الخ.

                ومع أنها جميعاً بحوث مفيدة، ترتبط بموضوعنا.. لكن فضلنا عدم الإطالة بها، واقتصرنا على أولها، وهو عشيرة بني عبد الدار القرشية، التي ورد عند الفريقين أن آية (سأل سائل بعذاب واقع) نزلت في رئيسها النضر بن الحارث، وفي ابنه جابر بن النضر.. وغرضنا من هذا البحث أيضاً أن يكون مكملاً للتصور الصحيح عن قبائل قريش، وحسدها الشديد للنبي وأهل بيته الطاهرين، صلى الله عليه وعليهم.

                تعليق


                • #53
                  الحسد القديم وحلف لعقة الدم

                  كانت الجزيرة العربية مجتمعاتٍ قبلية، ومعظم مناطقها تحكمها القبائل وليس فيها حكومةٌ مركزية.

                  وكانت الصراعات والحروب، والتحالفات القبلية أمراً شائعاً بين قبائلها، ومنها قبائل قريش.

                  ومن أهم الأحلاف القرشية التي سجلتها مصادر التاريخ، حلف الفضول الذي دعا اليه عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله.. وسمي حلف المطيبين، لأنهم أكدوا تحالفهم بغمس أيديهم في جفنة طيبٍ صنعتها لهم بنت عبد المطلب.

                  وكانت أهم بنود هذا الحلف: أن يحموا الكعبة الشريفة ممن يريد بها شراً، ويمنعوا الظلم فيها، وينصروا المظلوم حتى يصل الى حقه.


                  وهو الحلف الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وآله، وكان عمره الشريف نحو عشرين سنة.. بل تدل بعض الأحاديث على أنه صلى الله عليه وآله أمضاه بعد بعثته، كما في مسند أحمد: 1| 190 قال: شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلامٌ، فما أحب أن لي حمر النعم... وصححه الحاكم: 2|220

                  وكان هذاالحلف جواباً لحلف مضادٍ، دعا اليه بنو عبد الدار، فأجابتهم بعض قبائل قريش، وعرف حلفهم باسم (لعقة الدم) لأنهم ذبحوا بقرة، وأكدوا تحالفهم بأن يلعق ممثل القبيلة لعقةً من دمها!

                  وقد اختلفت النصوص في سبب الحلفين ووقتهما، فذكر بعضها أنه عند بناء الكعبة بسبب اختلافهم على القبيلة التي تفوز بشرف وضع الحجر الأسود في موضعه.

                  وذكر بعضها أنه كان بسبب شكاية بائع مظلوم، اشترى منه قرشي بضاعة، وأراد أن يأكل عليه ثمنها..

                  والأرجح ما ذكره ابن واضح اليعقوبي من أن بني عبد الدار حسدوا عبد المطلب ، فدعوا الى حلف لعقة الدم، فدعا عبد المطلب في مقابلهم الى حلف المطيبين.

                  ـ قال اليعقوبي في تاريخه: 1|248

                  ولما رأت قريش أن عبد المطلب قد حاز الفخر، طلبت أن يحالف بعضها بعضاً ليعزُّوا، وكان أول من طلب ذلك بنو عبد الدار لما رأت حال عبد المطلب، فمشت بنو عبد الدار الى بني سهم فقالوا: إمنعونا من بني عبد مناف.... فتطيب بنو عبد مناف، وأسد، وزهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، فسموا حلف المطيبين.

                  فلما سمعت بذلك بنو سهم ذبحوا بقرةً وقالوا: من أدخل يده في دمها ولعق منه، فهو منا! فأدخلت أيديها بنو سهم، وبنو عبد الدار، وبنو جمح، وبنو عدي، وبنو مخزوم، فسموا اللعقة.

                  وكان تحالف المطيبين ألا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضاً.




                  وقالت اللعقة: قد أعتدنا لكل قبيلةٍ قبيلة. انتهى.

                  ـ وقال اليعقوبي: 2|17

                  حضر رسول الله صلى الله عليه وآله حلف الفضول وقد جاوز العشرين، وقال بعدما بعثه الله: حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً، ما يسرني به حمر النعم، ولو دعيت اليه اليوم لأجبت.

                  وكان سبب حلف الفضول أن قريشاً تحالفت أحلافاً كثيرة على الحمية والمنعة، فتحالف المطيبون وهم بنو عبد مناف، وبنو أسد، وبنو زهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، على أن لا يسلموا الكعبة ما أقام حراء وثبير، وما بلَّ بحرٌ صوفة.

                  وصنعت عاتكة بنت عبد المطلب طيباً فغمسوا أيديهم فيه...

                  فتذممت قريش فقاموا فتحالفوا ألا يظلم غريبٌ ولا غيره، وأن يؤخذ للمظلوم من الظالم، واجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان التيمي.

                  وكانت الأحلاف هاشم، وأسد، وزهرة، وتيم، والحارث بن فهر، فقالت قريش:

                  هذا فضول من الحلف، فسمي حلف الفضول. انتهى.

                  ـ وفي سيرة ابن هشام: 1|85

                  فكان بنو أسد بن عبد العزى بن قصي، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرة بن كعب، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر، مع بني عبد مناف.

                  وكان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة، وبنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو عدي بن كعب، مع بني عبد الدار.

                  ويفهم من هذه النصوص وغيرها أن حركة التحالف بدأها بنو عبد الدار حسداً لعبد المطلب، فسعوا للتحالف ضده، فبادر عبد المطلب ومؤيدوه الى عقد حلف المطيبين قبلهم، ثم عقد بنو عبد الدار ومؤيدوهم حلف لعقة الدم.

                  ويفهم منها، أن أهداف حلف عبد المطلب حماية الكعبة ونصرة المظلوم، بينما هدف حلف بني عبد الدار مواجهة المطيبين!

                  تعليق


                  • #54
                    بنو عبد الدار أصحاب لواء قريش

                    وذكر المؤرخون أن بني عبد الدار ورثوا من جدهم قصي دار الندوة التي كانت شبيهةً بمركز لمجلس شيوخ قريش، تبحث فيها الأمور المهمة، وتتخذ فيها القرارات، كما ورثوا لواء الحرب، فكانوا هم أصحاب لواء قريش في حروبها..

                    ـ قال البلاذري في فتوح البلدان 60

                    فلم تزل دار الندوة لبني عبد الدار بن قصي، حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، من معاوية بن أبي سفيان، فجعلها داراً للإمارة. انتهى.

                    وقد قتل علي عليه السلام من بني عبد الدار كل من رفع لواء قريش في وجه رسول صلى الله عليه وآله، فبلغوا بضعة عشر، وروي أن بعضهم قتلهم عمه حمزة بن عبد المطلب!

                    ـ قال ابن هشام في: 3|587: واصفاً تحميس أبي سفيان وزوجته لبني عبد الدار في أحد:

                    قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال: يا بني عبد الدار إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، إذا زالت زالوا، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه!

                    فهمُّوا به وتواعدوه، وقالوا: نحن نسلم اليك لواءنا؟ !! ستعلم غداً إذا التقينا كيف نصنع! وذلك أراد أبو سفيان.

                    فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم، فقالت هند فيما تقول:

                    ويهاً بني عبد الدار ويهاً حماة الأدبار
                    ضرباً بكل بتار



                    ـ وفي سيرة ابن هشام: 3|655

                    قال ابن هشام: أنشدني أبو عبيدة للحجاج بن علاط السلمي يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار، صاحب لواء المشركين يوم أحد:

                    لله أيُّ مـذبـبٍ عـن حـرمةٍ أعني ابن فاطمةَ المـُعِـمَّ المُخولا
                    سبقت يداك لـه بعاجلِ طعـنةٍ تركت طليحة للجـبـين مـجـدلا
                    وشددت شدةَ باسـلٍ فكشفتهـم بالجر إذ يهوون أخول أخولا.انتهى
                    وقد تتابع على حمل لواء المشركين يوم أحد تسعة من بني عبد الدار، وقيل أكثر وركزوا حملاتهم على قتل النبي صلى الله عليه وآله بعد أن تركه المسلمون وهربوا صعوداً في الجبل، وثبت الرسول صلى الله عليه وآله ومعه علي عليه السلام في وجه حملات قريش، التي تواصلت الى ما بعد الظهر!

                    وكان النبي صلى الله عليه وآله يقاتل في مركزه، وعلي عليه السلام يحمل عليهم، يضرب مقدمتهم، ثم يغوص فيهم يضرب يميناً وشمالاً، حتى يصل الى العبدري حامل لوائهم فيحصد رأسه، فتنكفئ الحملة..

                    ثم يتحمس عبدريٌّ آخر فيحمل لواء الشرك، ويهجمون باتجاه الرسول صلى الله عليه وآله فيتلقاهم علي عليه السلام وهو راجلٌ وهم فرسان.. حتى قتل من فرسان قريش عشرات، ومن العبدريين أصحاب ألويتهم تسعة! فيئسوا وانسحبوا، ونادى مناديهم كذباً: قتل محمد!

                    وقد أصابته صلى الله عليه وآله بضع جراحات، وأصابت علياً عليه السلام بضع وسبعون جراحة! منها جراحاتٌ بليغة، روي أن النبي صلى الله عليه وآله مسح عليها بريقه فبرأت.

                    تعليق


                    • #55
                      بنو عبد الدار علموا قريشاً فناً في الدفاع

                      ومن طريف ما ذكره المؤرخون عن بني عبد الدار الشجعان، أنهم أول من علم قريشاً أسلوباً في الدفاع عن نفسها في الحرب أمام بني هاشم، فقد ابتكروا طريقة للإستفادة في الحرب من ترفع بني هاشم وسموهم الأخلاقي!




                      ـ روى ابن كثير في السيرة: 3|39، ناقلاً عن ابن هشام:

                      لما اشتد القتال يوم أحد، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار، وأرسل الى علي: أن قدم الراية، فقدم علي وهو يقول: أنا أبو القصم، فناداه أبو سعد بن أبي طلحة، وهو صاحب لواء المشركين: هل لك ياأبا القصم في البراز من حاجة؟ قال: نعم.

                      فبرزا بين الصفين، فاختلفا ضربتين، فضربه علي فصرعه، ثم انصرف ولم يجهز عليه!

                      فقال له بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟

                      فقال: إنه استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم، وعرفت أن الله قد قتله.

                      وقد فعل ذلك علي رضي الله عنه يوم صفين مع بسر بن أبي أرطاة، لما حمل عليه ليقتله أبدى له عورته، فرجع عنه.

                      وكذلك فعل عمرو بن العاص حين حمل عليه علي في بعض أيام صفين، أبدى عن عورته، فرجع علي أيضاً. ففي ذلك يقول الحارث بن النضر:

                      أفي كل يوم فارسٌ غير منتهٍ وعورته وسْطَ العجاجةِ بـاديءهْ
                      يـكـفُّ لها عنه عليٌّ سنانه ويضحك منها في الخلاء معاوية

                      تعليق


                      • #56
                        النضر بن الحارث رئيس بني عبد الدار

                        ـ قال ابن هشام: 1|195

                        وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العدواة، وكان قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً فذكر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه، فهلم الي فأنا

                        أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثاً مني؟ !

                        قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل الله.

                        قال ابن اسحاق: وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيما بلغني: نزل فيه ثمان آيات من القرآن، قول الله عز وجل: إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين.

                        وكل ما ذكر فيه الأساطير من القرآن. انتهى.

                        وذكر ابن هشام 1|239 قول النضر عن النبي صلى الله عليه وآله (وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتبتها كما اكتتبتها! !).

                        ـ وقال السيوطي في الدر المنثور: 3|181

                        وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: نزلت في النضر: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو

                        الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب، ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وسأل سائل بعذاب واقع!

                        قال عطاء رضي الله عنه: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله. انتهى.

                        ـ وروى نحوه في: 5|297، عن عبد بن حميد.

                        ـ وقال عنه في تفسير الجلالين 540

                        وهو النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول: إن محمداً يحدثكم أحاديث عادٍ وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن! انتهى.

                        وقد عرفت أن مصادرنا وعدداً من مصادر السنيين ذكرت أن السائل بالعذاب الواقع هو جابر بن النضر بن الحارث، أو الحارث الفهري. وأن أكثر مصادر السنيين رجحت أنه أبوه النضر بن الحارث، اعتماداً على روايات عن ابن جبير وابن عباس غير مرفوعة. فقد روى الحاكم في المستدرك: 2|502: عن سعيد بن جبير، سأل سائل


                        بعذاب واقع، قال: هو النضر بن الحارث بن كلدة، قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء.

                        ـ وقال السيوطي في الدر المنثور: 6|263: أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردوية، عن ابن عباس... الخ.

                        ولم أجد في مصادر السيرة والتراجم عن الإبن غير قصة هلاكه بحجر من السماء، لكفره وبغضه لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ولعله كان شاباً، أو أنهم عتَّموا على ذكره حسداً لأهل البيت عليهم السلام. ويدل الموجود في مصادر السيرة على أن الأب أسوأ من الإبن بكثيرٍ، لأنه من كبار الفراعنة الذين واجهوا النبي صلى الله عليه وآله، ولعل ابنه لو عاش لفاق أباه في كفراً وعتواً! !

                        تعليق


                        • #57
                          وكان النضر عضو مجلس الفراعنة المتآمرين على النبي صلى الله عليه وآله

                          ـ قال ابن هشام: 1|191

                          قال ابن اسحاق: ثم إن الإسلام جعل يفشو بمكة في قبائل قريش في الرجال والنساء، وقريش تحبس من قدرت على حبسه، وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين.

                          ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة.... اجتمع عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث أخو بني عبد الدار، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان، وأمية بن خلف، أو من اجتمع منهم...

                          قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، قال بعضهم لبعض: إبعثوا الى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا اليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فأتهم، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقالوا له:




                          يا محمد، إنا قد بعثنا اليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة، وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقي أمرٌ قبيحٌ إلا قد جئته فيما بيننا وبينك ـ أو كما قالوا ـ فان كنت إنما جئت بهذا الحديت تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك ـ وكانوا يسمون التابع من الجن رئياً ـ فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                          مابي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني اليكم رسولاً، وأنزل علي كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم... الى آخر مناظرتهم.

                          ـ وقال ابن هشام: 2|331

                          عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: لما أجمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة... وقد اجتمع فيها أشراف قريش: من بني عبد شمس: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبوسفيان بن حرب. ومن بنى نوفل بن عبد مناف: طعيمة بن عدى، وجبير ابن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل. ومن بنى عبد الدار بن قصي: النضر ابن الحارث بن كلدة... الخ.

                          فقال أبوجهل بن هشام: والله إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد.

                          قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟

                          قال: أرى أن نأخذ من كان قبيلة فتى شاباً جليداً نسيباً وسيطاً فينا، ثم نعطي كل


                          فتى منهم سيفاً صارماً، ثم يعمدوا اليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعها، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً، فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم. انتهى.

                          ورواه الطبري في تاريخه: 2|98

                          تعليق


                          • #58
                            وكان النضر رسول قريش الى اليهود

                            ـ جاء في سيرة ابن هشام: 1|195

                            قام النضر بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي... فقال:

                            يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمرٌ ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به، قلتم ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم. وقلتم كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها: هزجه ورجزه. وقلتم مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقة، ولا وسوسته، ولا تخليطه.

                            يا معشر قريش فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم....

                            فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه، وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط الى أحبار يهود بالمدينة، وقالوا لهما: سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته، وأخبراهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علمٌ ليس عندنا من علم الأنبياء.

                            فخرجا حتى قدما المدينة، فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفا لهم أمره، وأخبراهم ببعض قوله وقالا لهم: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا؟.

                            فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلاثٍ نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وان لم يفعل فالرجل متقول، فَرَوْا فيه رأيكم.


                            سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول: ما كان أمرهم، فإنه قد كان لهم حديث عجيب؟ وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبأه؟ وسلوه عن الروح ما هي؟

                            فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي، وإن لم يفعل فهو رجلٌ متقول، فاصنعوا في أمره

                            ما بدا لكم... الى آخر القصة. ورواها في عيون الأثر: 1|142

                            تعليق


                            • #59
                              كاتب الصحيفة الملعونة الأولى ضد بني هاشم

                              ـ قال ابن هشام: 1|234

                              اجتمعوا بينهم أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا ينكحوا اليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئاً ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة، تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. قال ابن هشام: ويقال النضر بن الحارث، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشل بعض أصابعه.

                              ـ وقال ابن واضح اليعقوبي في تاريخه: 2|31

                              وهمت قريش بقتل رسول الله، وأجمع ملأها على ذلك، وبلغ أبا طالب فقال:

                              والله لـن يصلوا اليك بجمعهم حتى أغيَّبَ في التراب دفينا
                              ودعوتني وزعمت أنك ناصح ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا
                              وعرضـت ديناً قد علمت بأنه من خير أديان البـرية دينا
                              فلما علمت قريش أنهم لا يقدرون على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وأن أبا طالب لا يسلمه، وسمعت بهذا من قول أبي طالب، كتبت الصحيفة القاطعة الظالمة ألا يبايعوا أحداً من بني هاشم، ولا ينا كحوهم، ولا يعاملوهم، حتى يدفعوا اليهم محمداً فيقتلوه. وتعاقدوا على ذلك وتعاهدوا، وختموا على الصحيفة بثمانين




                              خاتماً، وكان الذي كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار، فشلت يده.

                              ثم حصرت قريش رسول الله وأهل بيته من بني هاشم وبني المطلب ابن عبد مناف في الشعب الذي يقال له شعب أبي طالب ست سنين من مبعثه.

                              فأقام ومعه جميع بني هاشم وبني المطلب في الشعب ثلاث سنين، حتى أنفق رسول الله ماله، وأنفق أبو طالب ماله، وأنفقت خديجة بنت خويلد مالها، وصاروا الى حد الضر والفاقة.

                              ثم نزل جبريل على رسول الله فقال: إن الله بعث الأرضة على صحيفة قريش فأكلت كل ما فيها من قطيعة وظلم، إلا المواضع التي فيها ذكر الله!

                              فخبَّر رسول الله أبا طالب بذلك، ثم خرج أبو طالب ومعه رسول الله وأهل بيته حتى صار الى الكعبة فجلس بفنائها، وأقبلت قريش من كل أوب فقالوا: قد آن لك يا أبا طالب أن تذكر العهد وأن تشتاق الى قومك، وتدع اللجاج في ابن أخيك.

                              فقال لهم: يا قوم أحضروا صحيفتكم فلعلنا أن نجد فرجاً وسبباً لصلة الأرحام وترك القطيعة، وأحضروها وهي بخواتيمهم.

                              فقال: هذه صحيفتكم على العهد لم تنكروها؟

                              قالوا: نعم.

                              قال: فهل أحدثتم فيها حدثاً؟

                              قالوا: اللهم لا.

                              قال: فإن محمداً أعلمني عن ربه أنه بعث الأرضة فأكلت كل ما فيها إلا ذكر الله، أفرأيتم إن كان صادقاً ماذا تصنعون؟

                              قالوا: نكف ونمسك.

                              قال: فإن كان كاذباً دفعته اليكم تقتلونه.

                              قالوا: قد أنصفت وأجملت.




                              وفضت الصحيفة فإذا الأرضة قد أكلت كل ما فيها إلا مواضع بسم الله عز وجل.

                              فقالوا: ما هذا إلا سحر، وما كنا قطُّ أجدَّ في تكذيبه منا ساعتنا هذه! !

                              وأسلم يومئذ خلق من الناس عظيم، وخرج بنو هاشم من الشعب وبنو المطلب فلم يرجعوا اليه. انتهى.

                              وقد وردت رواية شعر أبي طالب (ودعوتني وعلمت أنك ناصح) وهو الأنسب لجو القصيدة، وإيمان أبي طالب رحمه الله.

                              تعليق


                              • #60
                                هلاك اول معترض على بيعة الغدير



                                نهاية الأول من فراعنة سأل سائل

                                ـ سيرة ابن هشام: 2|206 ـ 207

                                ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً الى المدينة، ومعه الأسارى من المشركين، وفيهم عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث.... قال ابن اسحاق: حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء، قتل النضر بن الحارث، قتله علي بن أبي طالب، كما خبرني بعض أهل العلم من أهل مكة.

                                قال ابن اسحاق: ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية، قتل عقبة ابن أبي معيط.

                                (راجع أيضا سيرة ابن هشام: 2|286 و 527، وتاريخ الطبري: 2|157 و 286).

                                ـ وفي معجم البلدان: 1|94

                                الأثيل: تصغير الأثل موضعٌ قرب المدينة، وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب، بين بدر ووادي الصفراء، ويقال له ذو أثيل.... وكان النبي صلى الله عليه


                                وسلم، قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة، عند منصرفه من بدر، فقالت قتيلة بنت النضر ترثي أباها، وتمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                                يـا راكـبـاً إن الأثـيـل مظنةٌ مـن صبحِ خامسةٍ، وأنت موفقُ
                                بـلـغ بـه ميـتـاً، فإن تحـيةً مـا إن تـزال بها الركائب تخفق
                                مـنـي الـيـه، وعبرةً مسفوحةً جادت لمائحها وأخــرى تـخنق
                                فـليسمعن النضر، إن نـاديتـه إن كان يسمع ميت أو يـنـطـق
                                ظلـت سيـوف بني أبـيه تنوشه لله أرحـام هـنـاك تـشـقـق!
                                أمـحـمـد! ولإنت ضنء نجيبة في قومها، والفحل فحل مـعـرق
                                لـو كنت قابل فـديـة، فلنأتيـ ن بأعـز مـا يغـلو لديك وينفق
                                ما كان ضرك لو مننت وربـمـا منَّ الفتى، وهو المـغيظ المحنق
                                والنضر أقرب من أصبت وسيلةً وأحـقـهـم، إن كان عتق يعتق


                                فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعرها رق لها، وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها. انتهى.

                                ومن الثابت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان أكره الناس للقتل، وأنه لم يقتل أحداً إلا عند اللزوم والضرورة.. وحسبك أن جميع القتلى في جميع حروبه صلى الله عليه وآله ومن أقام عليهم الحد الشرعي لا يبلغون سبع مئة شخص، وبذلك كانت حركته العظيمة صلى الله عليه وآله أعظم حركة في نتائجها، وأقل حركة في كلفتها!

                                لهذا لا يبعد أن يكون قتله للنضر تم بأمر الله تعالى، لأنه جرثومة شرٍ وفساد! وكذلك صديق النضر وشريكه في الشر، عقبة بن معيط الأموي، وكان صاحب خمارة ومبغى في مكة، وكان معروفاً بإلحاده.

                                وإذا صح ما قاله صلى الله عليه وآله لبنت النضر الشاعرة، فلا ينافي أن قتله لأبيها كان بأمر الله تعالى، لأن معناها أنه صلى الله عليه وآله لو سمع هذا الشعر منها وما فيه من قيم واستعطاف، قبل أن يقتله، لطلب من ربه عز وجل أن يأذن له بأن يهب هذا الفرعون لابنته، ويكفي المسلمين شره، كما أمكنهم منه فأسروه.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X