إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تهدد سورية و"اسرائيل" تحرض ..وروسيا وايران تحذران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 20/9/2013


    * فيديو وزير داخلية تونس ينتقد الصمت عن فضائح "جهاد النكاح"



    الفيديو بالموقع هنا:
    http://www.alalam.ir/news/1518525

    أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو ان فتيات تونسيات سافرن الى سوريا تحت مسمى جهاد النكاح عدن الى بلادهن حوامل من اجانب يقاتلون الجيش السوري بدون تحديد عددهن، منتقدا الصمت عن تلك الفضائح.
    وخلال جلسة مساءلة امام المجلس التأسيسي، دعا بن جدو الى وقفة وطنية جادة لوضع حد لهذه الظاهرة، واضاف ان وزارة الداخلية منعت منذ آذار/مارس الماضي ستة آلاف تونسي من السفر الى سوريا ، واعتقلت 86 شخصا كونوا شبكات لإرسال الشبان التونسيين الى سوريا بهدف مايسمونه الجهاد.
    وقال الوزير خلال جلسة مساءلة أمام المجلس التأسيسي: "يتداول عليهن جنسيا عشرون وثلاثون ومائة مقاتل ، ويرجعن إلينا يحملن ثمرة الاتصالات الجنسية باسم جهاد النكاح، ونحن ساكتون ومكتوفو الأيدي".
    وتابع: "فوجئنا بمنظمات حقوقية تونسية تحتج على منع وزارة الداخلية تسفير مقاتلين الى سوريا"، مضيفا ان "شبابنا يوضع في الصفوف الامامية ، شبابنا علموهم الاختطاف والسرقة ومداهمة القرى".
    وجهاد المناكحة أو فتوى جهاد النكاح هي فتوى مجهولة الهوية (منسوبة الى شيوخ التكفير) وإنتشرت على هامش الأزمة السورية (2011-إلى الآن) تدعو النساء إلى التوجه نحو الأراضي السورية من أجل ممارسة نوع خاص من الجهاد، أي إمتاع المقاتلين السوريين لساعات قليلة بعقود زواج شفهية من أجل تشجيعهم على القتال.
    واستجاب لهذه الفتوى حسب وسائل الإعلام أكثر من 13 فتاة تونسية ، وأثارت الكثير من ردود الأفعال الغاضبة من المجتمع المدني، الذي اعتبرها بمثابة اختراق لقيم تونس التي كانت دائما مبنية على احترام حقوق المرأة.
    واصدرت وزارة الشؤون الدينية في تونس بيانا تدين فيه الفتوى وتعتبرها غير ملزمة للتونسيات.
    ويقال إن الشيخ الوهابي السعودي محمد العريفي قد أصدرها في ربيع عام 2013 تتضمن سفر النساء إلى سوريا لتلبية الرغبات الجنسية للمسلحين في سوريا، بشرط ان تتجاوز أعمار الفتيات الرابعة عشرة من العمر وان يكن مسلمات ، لكن العريفي نفى انتساب الفتوى اليه.
    وفي 19 نيسان (ابريل) 2013 اعلن الشيخ عثمان بطيخ وكان وقتئذ مفتي الجمهورية التونسية ان 16 فتاة تونسية تم التغرير بهن وإرسالهن الى سورية من أجل جهاد النكاح.
    وقال بطيخ الذي اقيل من مهامه بعد مدة وجيزة من هذه التصريحات، ان ما يسمى جهاد النكاح هو بغاء وفساد أخلاقي وأن الاصل في الاشياء أن البنت التونسية واعية عفيفة تحافظ على شرفها وتجاهد النفس لكسب العلم والمعرفة.
    وذكرت وسائل اعلام تونسية مؤخرا ان مئات من التونسيات سافرن الى سورية من أجل جهاد النكاح وان كثيرات منهم حملن من مقاتلي جبهة النصرة.
    وفي 28 آب (أغسطس) الماضي اعلن مصطفى بن عمر المدير العام لجهاز الامن العمومي في تونس تفكيك خلية لجهاد النكاح في جبل الشعانبي (وسط غرب) الذي يتحصن فيه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
    وقال بن عمر في مؤتمر صحافي ان جماعة أنصار الشريعة التي صنفتها تونس تنظيما ارهابيا قامت بانتداب العنصر النسائي بالتركيز خاصة على القاصرات المنقبات على غرار الخلية التي تم تفكيكها في التاسع من آب (أغسطس) الحالي والتي تتزعمها فتاة من مواليد 1996′.
    وأضاف ان هذه الفتاة التي اعتقلتها الشرطة اقرت عند التحقيق معها بانها تتعمد استقطاب الفتيات لمرافقتها إلى جبل الشعانبي لمناصرة عناصر التنظيم (المسلح) في إطار ما يعرف بـجهاد النكاح.

    * بوابة الاهرام: الواحدة تداول عليها بين 20 و100 مقاتل.. وزير داخلية تونس: تونسيات يعدن حوامل بعد "جهاد النكاح" في سوريا


    أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، اليوم الخميس، أن فتيات تونسيات سافرن لسوريا تحت مسمى "جهاد النكاح" عدن إلى تونس حوامل من أجانب يقاتلون الجيش النظامي السوري بدون تحديد عددهن.

    وقال الوزير، خلال جلسة مساءلة أمام المجلس التأسيسي "البرلمان" نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة: "يتداول عليهن جنسيًا عشرون وثلاثون ومئة مقاتل، ويرجعن إلينا يحملن ثمرة الاتصالات الجنسية باسم جهاد النكاح، ونحن ساكتون ومكتوفو الأيدي"، بحسب قوله.
    وأضاف أن وزارة الداخلية منعت منذ مارس الماضي 6 آلاف تونسي من السفر لسوريا واعتقلت 86 شخصًا كونوا "شبكات" لارسال الشبان التونسيين الى سوريا بهدف "الجهاد".

    وتابع: "فوجئنا بمنظمات حقوقية تونسية تحتج على منع وزارة الداخلية تسفير مقاتلين إلى سوريا".

    ومنعت وزارة الداخلية شبابا من الجنسين دون 35 عاما من السفر خارج البلاد بعدما اشتبهت في أنهم سيتوجهون إلى سوريا.
    وقال: "شبابنا يوضع في الصفوف الأمامية بالحرب في سوريا ويعلمونهم السرقة ومداهمة القرى" السورية.
    وفي 19 أبريل 2013 أعلن الشيخ عثمان بطيخ وكان وقتئذ مفتي الجمهورية التونسية أن 16 فتاة تونسية "تم التغرير بهن وإرسالهن" لسوريا من أجل "جهاد النكاح".
    وقال بطيخ، الذي أقيل من مهامه بعد مدة وجيزة من هذه التصريحات، أن ما يسمى جهاد النكاح هو "بغاء" و"فساد أخلاقي" وأن "الأصل في الأشياء أن البنت التونسية واعية عفيفة تحافظ على شرفها وتجاهد النفس لكسب العلم والمعرفة".
    وذكرت وسائل إعلام تونسية مؤخرًا أن "مئات" من التونسيات سافرن لسوريا من أجل "جهاد النكاح" وأن كثيرات منهم حملن من مقاتلي "جبهة النصرة".
    ونسبت فتوى "جهاد النكاح" إلى الداعية السعودي محمد العريفي الذي نفى أن يكون قد أصدرها، مؤكدًا في إحدى خطبه الدينية أن ما نسب إليه حول جهاد النكاح "كلام باطل لا يقوله عاقل".
    وفي 28 أغسطس الماضي، أعلن مصطفى بن عمر المدير العام لجهاز الأمن العمومي في تونس تفكيك خلية لـ"جهاد النكاح" في جبل الشعانبي الذي يتحصن فيه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
    وقال بن عمر في مؤتمر صحافي أن جماعة أنصار الشريعة التي صنفتها تونس "تنظيمًا إرهابيًا" قامت بـ"انتداب العنصر النسائي بالتركيز خاصة على القاصرات المنقبات على غرار الخلية التي تم تفكيكها في التاسع من أغسطس الحالي والتي تتزعمها فتاة من مواليد 1996".
    وأضاف أن هذه الفتاة التي اعتقلتها الشرطة "أقرت" عند التحقيق معها بأنها "تتعمد استقطاب الفتيات لمرافقتها إلى جبل الشعانبي لمناصرة عناصر التنظيم (المسلح) في إطار ما يعرف بجهاد النكاح.


    * ما هو دور تركيا في خلافات ’الحر’ و’النصرة’؟
    المخابرات التركية طلبت من ’جبهة النصرة’ السيطرة على بلدة اعزاز
    حسين مرتضى
    بالرغم من استمرار الجيش السوري في ملاحقة المجموعات المسلحة، على مختلف محاور حلب وريفها، إلا ان الحدث البارز كان الاجتياح الذي نفذه مسلحو ما يسمى "دولة الاسلام في الشام والعراق"، باتجاه الريف الحلبي وخصوصاً مدينة اعزاز.
    خلافات تنظيم "داعش"، الاسم المختصر الذي يطلق على المجموعات المسلحة المتطرفة القادمة من كل بقاع الارض، للقتال في سورية، تحت اسم "دولة الاسلام في العراق والشام مع ما يسمى "الجيش الحر"، ناجمة عن خلافات ممولين ومشغلين، وليس فيما يتعلق بالعقيدة والأفكار، حيث وصلت الخلافات بينهم إلى حد الاقتتال.
    قبل ثلاثة اشهر قام تنظيم "داعش" بافتتاح مقر له في مدينة أعزاز، الأمر الذي جوبه باعتراض كتائب والوية المجموعات المسلحة، وعلى رأسها ما يسمى لواء عاصفة الشمال، وخرجت عدة تظاهرات احتجاجية في المدينة.


    المخابرات التركية طلبت من "جبهة النصرة" السيطرة على بلدة اعزاز

    وبدأت خلافات ما "يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام" وحلفائهم من "القاعدة"، مع المجموعات المختلفة، التي لا تزال تطلق على نفسها اسم "الجيش الحر"، وبالذات " لواء عاصفة الشمال"، والذي يسيطر على مدينة اعزاز في شمال حلب، والقريبة من الحدود التركية، بعد عودة مقاتلي ذلك اللواء من معركة مطار منغ، حيث قام مسلحو "الدولة الاسلامية" المرابطون عند حاجز المالية داخل مدينة أعزاز، باعتقال مجموعة من عناصر لواء عاصفة الشمال، أثناء عودتهم من جبهة مطار منغ العسكري.
    وبحسب مصادر محلية، فإن أحد أسباب أعتقال المجموعة المذكورة، هو رفض ما يسمى لواء "عاصفة الشمال" استيلاء "دولة الاسلام في العراق والشام" على بيوت المدنيين داخل المدينة. وتطورت الاشتباكات بعد فترة عند محاولة عناصر من "داعش" القاء القبض على طبيب الماني موجود في مستشفى اعزاز الميداني، لمعالجة مسلحي المجموعات الارهابية الجرحى، حيث اتهمت "داعش" الطبيب بتصوير مراكز تابعة لها، واستعمالها لصالح مخابرات غربية، الامر الذي اثار حفيظة عناصر ما يسمى لواء "عاصفة الشمال"، الذين رفضوا تسليم الطبيب لعناصر داعش، لتتصاعد الامور بين الطرفين حتى وصلت الى الاشتباك بالأسلحة ووقوع قتلى وجرحى واعتقالات واعدامات بين الطرفين.
    ثم هاجمت "داعش" مدينة اعزاز الواقعة تحت سيطرة ما يسمى لواء عاصفة الشمال، وبهجوم خاطف سيطرت "داعش" على مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وأكدت مصادر محلية أن "داعش سيطرت على مدينة اعزاز بالكامل وقامت باعتقالات ونصب حواجز في المدينة" لتتوسع رقعة الاشتباكات بين الطرفين، لتصل الى منطقتي عندان وحريتان في ريف حلب الشمالي، حيث قامت ما يسمى "بداعش" بمهاجمة حواجز ومقار تابعة لما يسمى بالجيش الحر في تلك المناطق، وترددت انباء عن حشد تقوم به الكتائب التابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" لمهاجمة البلدتين في ريف حلب الشمالي.
    وفي حين يسود الانقسام بلدة عندان، التي تتقاسم فيها قوى عدة السيطرة وتتحيّن الفرصة للتخلص مما يسمى لواء أحرار سوريا وكتائب أخرى صغيرة تشبه في تشكيلها وسلوكياتها ما يسمى بلواء عاصفة الشمال، كذلك توسعت الاشتباكات لتمتد إلى قرية المريمية غرب أعزاز استعداداً لمهاجمتها من قبل "داعش".
    بنفس التوقيت كانت مدينة الطبقة في الرقة، تدور فيها اشتباكات عنيفة بين ما يسمى دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" وعناصر ما يسمى الجيش الحر، وحتى دير الزور التي شهدت اشتباكات عنيفة بين ما يسمى لواء أحفاد الرسول وداعش، حيث استطاع ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق و الشام ابعاده عن مناطق وسط مدينة دير الزور ونهر الفرات، وقامت داعش بتصفية عدد من أبرز قيادات ما يمسى الجيش الحر، وأهمهم قائد لما يسمى كتائب العباس، كاسر جميان، و وليد شداد قائد ما يسمى كتيبة قيصر الهنداوي. وفي الوقت نفسه اصدر ما يسمى لواء عاصفة الشمال بيانا طالب فيه "لواء التوحيد" في حلب وأحد تشكيلات ما يسمى بالجيش الحر، والتابع عملياً للمخابرات التركية، بالمساندة في مواجهة كتائب داعش.
    وسط هذه التطورات وصل لواء التوحيد، الذي يعتبر من اهم اذرع المخابرات التركية في شمال سورية، في خطة كان من المقرر لها ان تعيد سيطرة ما يسمى الجيش الحر على بلدة اعزاز، بعد ترهل وانحسار قوة ما يسمى لواء عاصفة الشمال. وذكرت مصادر خاصة أن "الاشتباكات التي وقعت كان سببها تنازع قوة للممولين وفرض سيطرة على المناطق، بالذات بعد تدخل لواء التوحيد المعروف بقربه من المخابرات التركية في خطوة يراها الكثيرون أنها تأكيد على خطة الاتراك، للسيطرة على الحدود، وتثبيت نقاط للواء التوحيد فيها".
    وقدم ما يسمى "لواء التوحيد" بعد وصوله الى المعبر الحدود مع تركيا مبادرة قائمة للتهدئة، سرعان ما ترجمت الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين المتقاتلين، ويتضمن الاتفاق خروج جميع المحتجزين بسبب الاشتباكات خلال 24 ساعة من تاريخه، ورد جميع الممتلكات المحتجزة لدى كلا الطرفين، وقد تم الاتفاق ايضا على قيام لواء التوحيد بوضع حاجز بين الطرفين لحين انهاء المشكلة في اعزاز، وان يكون المرجع في حل اي خلاف "هيئة شرعية معتبرة من الطرفين" ووقع الإتفاق الطرف الاول ممثلاً بابو عبد الرحمن الكويتي والطرف الثاني بواسطة النقيب احمد غزالة ابو راشد وشهد عليه كل من ابو توفيق من لواء التوحيد وابو ابراهيم الشيشاني.
    وفي المحصلة اكدت لنا مصادر خاصة ان "تحريك جبهة النصرة ضد الجيش الحر بالتحديد في اعزاز له عدة دلالات خصوصا انه جاء بعد ايام على اسقاط الاتراك طائرة مروحية سورية حيث اكدت لنا هذه المصادر ان المتضرر الاكبر من اي حل في سورية هو اردوغان لذلك حاول افتعال مشلكة من خلال اسقاط الطائرة السورية لضرب اي حلول وجر السوري للرد ولكن عندما تعاطى السورية بحنكة ولم يرد، طلب التركي من بعض عناصر الحر ادخال عدة سيارات مفخخة الى الداخل السوري عبر اعزاز وبما ان البعض من الحر يراهنون على مكان ما لهم في حال الحل السياسي رفضوا ذلك ما جعل التركي يحرك بعض المجموعات المرتبطة به داخل جبهة النصرة للسيطرة على هذه المنطقة والقيام بهذه المهمة".
    وتعتبر مدينة أعزاز ومارع وعندان من اهم معاقل ونقاط ارتكاز أساسية للمجموعات المسلحة، بينما تتمتع جماعة "الإخوان المسلمين" بنفوذ كبير على مسلحي مارع، ويذكر أن لواء عاصفة الشمال، هو الجهة الخاطفة للزائرين اللبنانيين التسعة، الذين اختطفوا أثناء عودتهم من زيارة دينية في إيران، عبر تركيا، براً إلى سورية.

    * المزاج الشعبي التركي رافض للحرب على سوريا
    حكومة أردوغان تقرع طبول الحرب.. والشعب يرفع رايات السلام
    أنقرة - حسن الطهراوي
    على الرغم من المعارضة الشعبية الواسعة في تركيا للسياسيات الخارجية التي تتبعها حكومة رجب طيب اردوغان تجاه التطورات التي تشهدها المنطقة بشكل عام والموضوع السورى بشكل خاص، إلا ان الحكومة التركية ما زالت تصر على نفس السياسة التي تتسم بالنوايا العدوانية والتحريض بالحرب على سوريا وهي سياسة تصفها احزاب المعارضة التركية بأنها تأتي استجابة لأجندات خارجية وخدمة لأهداف امريكية وتضر بالمصالح العليا لتركيا
    فبالنظر الى حادثة اسقاط الطائرة المروحية السورية يوم الاثنين الماضي من قبل طائرات حربية تركية، يمكن القول ان هذه الحادثة لن تكون الأخيرة في مسلسل التصعيد مع سوريا فالتسرع التركي باسقاط الطائرة السوريّة ربما حركته نوايا مبيتة "بالانتقام" لاسقاط السوريين طائرة تركية العام الماضي وكذلك رغبة حكومة أردوغان تأزيم الأوضاع والحفاظ على أجواء عالية من السخونة مع سوريا خصوصاً بعد الانفراج الذى حصل في ما عرف بأزمة الكيميائي والاتفاق الروسي الامريكي، حيث لم تخفِ انقرة حينها عدم رضاها على هذا الاتفاق واعتبرته كما صرح وزير خارجيتها احمد داود اوغلو بأنه "غير كاف وربما يجد حلا لمشكلة السلاح الكيميائي لكنه لا يحل الأزمة فى سوريا"


    اردوغان متحمس للحرب على سوريا!

    الحكومة التركية بررت اسقاط المروحية السورية باختراقها الاجواء التركية لمسافة كيلومترين وانها لم تستجب للتحذير، وان القيادة العسكرية تعاملت مع الحادثة بناء على التعليمات الجديدة الممنوحة لها حيث كانت انقرة قد اعلنت العام الماضي عن تغيير قواعد الاشتباك مع سوريا بعد اسقاط الدفاعات السورية للطائرة التركية على سواحل مدينة اللاذقية.
    هذه المبررات لم تلق قبولا في تركيا فأحزاب المعارضة وبعض الصحف التركية وصفت الحادث بالتحريضي وان اختراق الأجواء عن طريق الخطأ لا يتطلب إطلاق الصواريخ واعلان ما يشبه حالة الحرب. وتحدثت الصحف التركية عن عشرات الحوادث المشابهة واختراق الطائرات اليونانية لأجواء تركيا ،اما كمال كلشدار اوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة في البرلمان، فطالب حكومة اردوغان بتغيير سياستها تجاه سوريا والعمل من اجل ضبط الحدود ووقف عمليات استقبال المقاتلين وتدريبهم وتسليحهم وارسالهم الى سوريا ليقتلوا اخوانهم السوريين بحسب تعبيره
    وعلى عكس الموقف الرسمي يبدو المزاج الشعبي في تركيا رافضا لسياسة الحرب والعدوان على سوريا ويتجسد ذلك من خلال استمرار الفعاليات والمسيرات المنددة بالحرب والمطالبة بالسلام التي تشهدها الكثير من مدن تركيا وتنظمها الاحزاب اليسارية ومنظمات وجمعيات ذات توجهات سياسية مختلفة تلتقي جميعها حول خطورة السياسة التي تتبعها حكومة حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تجاه سوريا ودول المنطقة الاخرى.

    * أمراء الحرب في سورية وجهاً لوجه



    احمد فرحات

    هي حرب ضروس بين الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وجماعات الجيش الحر، بدأت طلائعها بالظهور في معارك متنقلة واجتياحات، بهدف إلغاء الطرف الآخر، وفي سياق فكري تكفيري، مارسه التنظيمان المتقاتلان سابقاً وما زالا ضد مخالفيهم في الرأي والانتماء.
    ورث داعش "إمارة الشام" بعد خلاف مع جبهة النصرة، ليُحسم هذا الخلاف داخل البيت القاعدي لصالح الجناح العراقي بإمرة أبو بكر البغدادي، وليتوارى ابو محمد الجولاني (زعيم النصرة) عن الأنظار، بمباركة ضمنية من زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، بحسب مصادر إعلامية، الذي يفضل أن تكون العمليات تحت إمرة البغدادي، انطلاقا من رؤيته بجعل القاعدة تنظيماً تتسلسل فيه القيادة من أعلى الهرم إلى أسفله.
    وظهر الخلاف بين أجنحة القاعدة في العراق وسورية بعد إعلان أبو بكر البغدادي دمج جبهة النصرة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، الأمر الذي رفضه الجولاني، وقال في رسالة صوتية تعود إلى نيسان / ابريل العام الحالي إنه لم يتم التشاور مع جماعته قبل إعلان الدمج، وإنهم سمعوا به للمرة الاولى من خلال وسائل الاعلام.
    ورث داعش "إمارة الشام" بعد خلاف مع جبهة النصرة، ليُحسم هذا الخلاف داخل البيت القاعدي لصالح الجناح العراقي بإمرة أبو بكر البغدادي، وليتوارى ابو محمد الجولاني (زعيم النصرة) عن الأنظار، بمباركة ضمنية من زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، بحسب مصادر إعلامية، الذي يفضل أن تكون العمليات تحت إمرة البغدادي، انطلاقا من رؤيته بجعل القاعدة تنظيماً تتسلسل فيه القيادة من أعلى الهرم إلى أسفله.
    وظهر الخلاف بين أجنحة القاعدة في العراق وسورية بعد إعلان أبو بكر البغدادي دمج جبهة النصرة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، الأمر الذي رفضه الجولاني، وقال في رسالة صوتية تعود إلى نيسان / ابريل العام الحالي إنه لم يتم التشاور مع جماعته قبل إعلان الدمج، وإنهم سمعوا به للمرة الاولى من خلال وسائل الاعلام.



    وبالمقابل، يتكون ما يسمى بـ "الجيش السوري الحر" من كتائب وألوية متفرقة، تعددت انتماءاتها وتشتت، بحسب مصادر تمويلها، غير أنه يعتبر ذراعا عسكريا للمعارضة السورية بدءأ من المجلس الوطني (مجلس اسطنبول)، وصولا ًإلى الائتلاف السوري المعارض. ويضم هذا الجيش أيضاً ألوية اسلامية تسمي نفسها "معتدلة" لتمييزها غربياً عن مسلحي القاعدة، ونظرا لإرتباطها بجهات إسلامية إقليمية متحالفة مع الولايات المتحدة، أو صديقة لها.
    وتفجر الخلاف بين الجيش الحر والدولة الإسلامية، بعد مضايقات عديدة قامت بها "داعش" بحق قياديين للحر في دير الزور والحسكة وحلب، اغتيالاً (ذبحاً ورمياً بالرصاص أمام الملأ)، أو سجناً، وغيرها من الممارسات التي دفعت بالجيش الحر إلى الاستنجاد بداعميه الإقليميين والدوليين الذين وعدوه بالسلاح والعتاد والأموال، فكان الشرط "مقاتلة الجماعات الإسلامية".

    صراع نفوذ إقليمي
    ثمة من يقول إن الحرب بين الجيش الحر وداعش هي بالأساس مطلب غربي يسعى من خلاله "الحر" إلى تقديم أوراق إعتماد إلى المانحين لدعمه بالسلاح، غير أن الدكتور في العلاقات الدولية جمال واكيم شدد في مقابلة مع موقع المنار الإلكتروني على أن ما يحصل بين هذين التنظيمين هو صراع سعودي - تركي بالأساس، واستدل على هذا الأمر من أن السعودية هي من تمول التنظيمات التكفيرية في المنطقة، مقابل دعم تركي للجيش الحر، مذكراً برغبة أنقرة ببسبط نفوذها في سورية وخصوصاً في حلب.



    الصحافي والكاتب السياسي ناصر شرارة أشار في مقابلة مع موقع المنار إلى أن الطرف السعودي منخرط اليوم بتنفيذ السياسة الأميركية في المنطقة، وهو في سبيل ذلك أقصى أولاً قطر ومن ثم أخذ يعمل على الحد من الدور التركي في الملف السوري.
    وبهذه الخلفية، اندلعت المعارك بين القاعدة ومسلحي الجيش الحر في اعزاز وباب الهوى وادلب، بعد اعطاء ضوء أخضر سعودي لمسلحي دولة العراق لوضع اليد على هذه المناطق، وأرادت الرياض من هذا الموضوع امتلاك أوراق قوة لمقايضتها في أي تسوية مقبلة، بعد أن كانت تخضع هذه المناطق لمجموعات مسلحة مرتبطة بجهاز الاستخبارات التركي، ورأى الدكتور واكيم أن سيطرة داعش على مناطق حدودية سورية هي رسالة إلى تركيا بالدرجة الأولى.
    الاندفاعة السعودية في الملف السوري جاء بعد خيبة أمل من الدور الايراني في صياغة التسوية الروسية – الأميركية، في حين كانت تراهن على ضربة عسكرية لسورية، وتأمل السعودية من خلال ما يجري اليوم من معارك بين داعش والجيش الحر بأن تجلس على طاولة التسوية كطرف فاعل يملك أوراق قوة.

    صراع على السلطة والمال
    وفي ظل الترابط ما بين السياسي والميداني، يبرز إلى الواجهة أيضاً صراع المغانم والمكاسب والمسروقات، وهذا ما حرك الجماعات المسلحة في سوريا بمختلف ألوانها، وقتل في تلك المعارك مئات المسلحين، في المناطق الشرقية وريف دمشق وحلب أيضاً.



    فجزء مهم من تلك الحرب بين "داعش" والجيش الحر في حلب، تهدف إلى الاستيلاء على معابر البضائع والسيارات على الحدود بين تركيا وسورية، حيث ممر حيوي، تفرض فيه تلك الجماعات ضرائب مالية وعينية، يعود حق الإستفادة منها إلى أمراء تلك الجماعات ومقاتليهم، بدليل التفجيرات العديدة التي جرت عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والذي قتل فيها قياديين من الطرفين، كما أنه وبعد سيطرة الدولة الإسلامية على اعزاز، كانت الوجهة الثانية معبر باب السلام القريب.
    وشهد معبر بستان القصر الذي يربط شرق مدينة حلب بغربها معارك عديدة بين الجماعات المسلحة وبعضهم من الأجانب، لما يمثله هذا المعبر من "منجم ذهب" إضافي نتيجة الأتاوات والضرائب التي يتم فرضها على السيارات والعابرين لقاء مرورهم بسلام.
    امراء الحرب في سورية كثر، هم بالأساس تجار ركبوا موجة الأحداث وراحوا يبحثون عن مصالحهم الخاصة المالية والسلطوية، ينفذون أجندة داعميهم الجيوسياسية، مقابل أموال وسلاح يرسل إليهم، يبدو أنه لا يكفيهم، فيخوضون المعارك في الميدان لتحصيل ربح أكبر، تحت عناوين الهيئة الشرعية والإمارة تارة، والمحاكم المدنية والمناطق المحررة تارة أخرى، ويحركهم في كل ذلك، كلمة واحدة "السلطة".

    ***
    * إفلاس كتائب ’الغوطة الشرقية ’ يدعوها إلى الخدمة الإلزامية
    المواجهات بين ’دولة العراق والشام’ وميليشيا ’الجيش الحر’ تستمر في أعزاز والاشتباكات تمتد إلى صوران ومنغ
    دمشق ـ العهد
    لليوم الثالث على التوالي، تستمر الاشتباكات العنيفة في مدينة اعزاز في ريف حلب بين "دولة العراق والشام الإسلامية" وعناصر ميليشيا "الجيش الحر " وذلك بهدف السيطرة عليها . ولا يزال ما تشهده مدينة أعزاز الواقعة على مقربة من الحدود السورية - التركية من أعمال اقتتال بين المجموعات المسلحة، يتصدر مشهد الأحداث الميدانية السورية.
    هذا وأكد مصدر مطلع في محافظة حلب أن " ما شهدته أعزاز من تطورات ميدانية متسارعة دفعت "لواء التوحيد " إلى الاقتتال ضد عناصر "دولة العراق والشام" متخلياً بذلك عن سياسة النأي بالنفس التي أعلنها مؤخراً على إثر نشوب خلافات بين "لواء عاصفة الشمال " و"دولة العراق والشام" وذلك في محاولة منه لاستعادة السيطرة على المدينة والقتال إلى جانب فصائل وكتائب "الجيش الحر" الأخرى.



    اشتباكات "جبهة النصرة" و"الجيش الحر"

    ولفت المصدر نفسه في حديث لموقع " العهد" الإخباري إلى أن "عناصر " دولة العراق والشام" تمكنت من السيطرة على حاجز على مدخل مدينة حريتان شمال حلب"، مشيراً إلى أن "الاشتباكات العنيفة امتدت إلى قرية منغ وصوران". وأكد المصدر أن "ما تشهده أعزاز من قتال شرس دفع ميليشيا "الجيش الحر" إلى توجيه نداء عاجل إلى كافة ألوية وكتائب "الجيش الحر" في مدينة حلب بضرورة مؤازرتهم لاستعادتها"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "الاشتباكات الدائرة هناك خلفت عشرات القتلى في صفوف الجانبين".

    تقدم في حي برزة في دمشق
    وفي العاصمة دمشق، أحرزت وحدة من الجيش السوري اليوم تقدماً على طول الخط العسكري لمشفى تشرين العسكري في حي برزة بدمشق وذلك بعد اشتباكات عنيفة خاضها مع ميليشيات مسلحة.
    وفي خطوة تعبر عن إفلاس وضعف المجموعات المسلحة المقاتلة في الغوطة الشرقية من ريف دمشق، نشرت تنسيقية الغوطة الشرقية في ريف دمشق على صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي (الفاسبوك) بياناً للكتائب المقاتلة التابعة لميليشيا الحر في غوطة دمشق، فرضت فيه الخدمة الالزامية على جميع الشبان من مواليد 1994 حتى 1983، حيث أكد البيان أيضاً على أن من سيتخلف عن الالتحاق بالخدمة الالزامية سيتم سوقه بشكل اجباري الى ساحات القتال.



    إفلاس وضعف المجموعات المسلحة المقاتلة في الغوطة الشرقية من ريف دمشق

    وفي حمص، علم موقع "العهد" أن "الجيش استهدف تجمعات المسلحين في قرية السمعليل الواقعة بين "أكراد الداسنية" وريف الحولة، كما استهدفت وحدات الجيش تجمعات المسلحين في الرستن والدار الكبيرة والغجر وكيسين وتلبيسة، ما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين.

    * صفعة جديدة لصقور الحرب على سوريا+فيديو



    (الفيديو بالموقع لطفا هنا):
    http://www.alalam.ir/news/1518589

    اظهر استطلاع للرأي رفض غالبية الاميركيين والاوروبيين والأتراك لأي تدخل عسكري في الازمة السورية، وهو بمثابة صفعة قوية لسياسات صقور الحرب على سوريا.
    النتائج التي تمخضت عن اكبر استطلاع للرأي اظهرت بشدة حجم الرفض الشعبي في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا وتركيا للتدخل في سوريا، لم تفاجئ المراقبين فقط بل حتى المسؤولين في صندوق مارشال الالماني الذي اجرى الاستطلاع السنوي.
    ويقول محللون ان المعارضة الشديدة جاءت بمثابة صفعة قوية لسياسات صقور الحرب على سوريا اظهرت مدى الهوة الفاصلة بين شعوب القارتين وحكوماتهم، خاصة في تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
    وقال المدير الاوروبي لصندوق مارشال الالماني كريغ كينيدي لمراسلنا ان الرأي العام عبر عن نفاذ صبره من التدخلات العسكرية الاحادية وتكاليفها الباهضة، وقد عرضها في هذا الاستطلاع بشدة، واعتقدوا بان الكثير من الساسة مرغمون على تدارك ذلك.
    واضاف كنيدي ان الادارة الاميركية اليوم تواجه اكثر المشكلات تعقيداً في الشرق الاوسط تفوق بكثير العقود الماضية، وهي لا تزال تعاني من الارهاق جراء تدخلاتها في العراق وافغانستان وليبيا، وصار من العسير عليها ان تتمكن من اقناع الرأي العام بسياساتها.
    الاستطلاع اظهر ان 62% من الاميركيين، و72% من الاوروبيين والاتراك يرون بان حكوماتهم ينبغي ان تتجنب التدخل في سوريا، مقابل 30% فقط من الاميركيين و22% من الاوروبيين يعتقدون بان دولهم يجب تتدخل، في وقت وصف فيه تقرير مواز لصندوق مارشال الالماني ساسات اميركا بانها فقدت مصداقيتها في الشرق الاوسط.
    يذكر ان الاستطلاع سجل هو الاخر تراجعاً حاداً في فكرة تدخل عسكري في سوريا، وهو ما قد يشكل بحسب مراقبين عامل ضغط آخر من شأنه ان يضع من لا زال يلوح بمثل هذا التدخل امام حسابات دقيقة في الربح والخسارة.
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 21-09-2013, 12:35 AM.

    تعليق


    • 20/9/2013


      * الأزمة في سوريا ما بين الحرب أو التسوية

      الأزمة السورية ما بين تعطيل الحرب وجنيف ـ 2 أي مسار مرتقب؟
      مصطفى الحاج علي

      شكلت التسوية الروسية ـ الأميركية حول السلاح الكيميائي السوري حاجة مشتركة للخروج من مأزق الحرب التي لم يطلبها بشدة إلا الثلاثي الإسرائيلي ـ التركي ـ السعودي باعتبارها الرهان الأخير والوحيد المتبقي لهؤلاء لتحقيق الهدف المشترك المتمثل بإسقاط النظام، والإطاحة بالرئيس الأسد، من أجل إحداث انقلاب نوعي في موقع ودور سوريا الاستراتيجي والجيو سياسي.
      لقد أرست هذه التسوية المعلم الثاني على طريق ولادة نظام دولي جديد: المعلم الأول بدأ في مجلس الأمن من خلال الممارسة الروسية ـ الصينية المشتركة لحق النقض الفيتو، والمعلم الثاني تمثل بإنجاز التسوية الكيميائية. وبناءً عليه يمكن القول إن التفرد الأميركي في الهيمنة على النظام الدولي في طريقه إلى الزوال لمصلحة نظام دولي تعددي، وإن كان حجم ونسب أطرافه الرئيسين لا يزال ينتظر مزيداً من الأخذ والرد قبل أن يتبلور نهائياً استناداً الى التوازنات النهائية التي سيرسو عليها. إن الطابع الهش لمجمل الاقتصادات الغربية، والأزمة المالية التي ما زالت أميركا ترزح تحت وطأتها، إضافة إلى الهزائم المتتالية التي منيت بها خصوصاً في أفغانستان والعراق ولبنان، وانتقال الثقل الاقتصادي من الغرب إلى الشرق، هي التي تقف وراء هذا الواقع الدولي الجديد.
      وما يعزز ويزخم الاندفاعة نحو هذا الواقع الدولي الجديد هو وجود مجموعة أساسية من المصالح المشتركة الروسية ـ الأميركية يبقى أبرزها:
      أ ـ مسألة الإرهاب والتطرف الديني الذي يطال العمق الأمني للغرب وروسيا وغيرهما من الدول المتضررة منهما. ومن المعلوم أن كلاً من الغرب وروسيا عملا منذ الحرب العالمية الثانية على تعزيز الأمن الداخلي لكلٍّ منهما، مع عدم الممانعة في خوض الصراعات خارج حدودهما الطبيعية.
      ب ـ أمن الكيان الإسرائيلي الذي يشكل أولوية مطلقة للغرب عموماً، وللولايات المتحدة خصوصاً، مع عدم ممانعة روسية.
      ج ـ محاصرة طموح الدول الإقليمية الصاعدة بما لا يمس مصالحهم الحيوية.
      د ـ إظهار الاستعداد ولو المبدئي لتقاسم النفوذ والمصالح الخاصة بالنفط والغاز وطرق إمدادها الرئيسية.
      وبالرغم من هذا كله، فإن طي صفحة الحرب لا يعني إسقاطها نهائياً من معادلة الصراع لاعتبارات كثيرة ابرزها:
      1 ـ الحاجة إلى ورقة تفاوض توازن ما في أيدي خصوم واشنطن من أوراق، لا سيما على الصعيد الميداني السوري، إضافة إلى طاولة التفاوض الخاصة بتوازنات النظام الدولي الجديد.
      2 ـ ثمة حاجة أميركية لإبقاء التهديد بالحرب سيفاً مُصْلَتاً لضمان تنفيذ التسوية بأفضل شروط ممكنة.
      3 ـ حاجة واشنطن إلى بعث رسالة واضحة لمن يعنيه الأمر، بأنها لن تتورع عن الذهاب إلى الحرب كلما مُسّت خطوطها الحمراء المتصلة بمصالحها الاستراتيجية الكبرى.
      هذه الاعتبارات تفسر الإصرار الأميركي على الاحتفاظ بورقة الحرب، وعدم إسقاطها نهائياً من خياراتها، إلا أن هذا بدوره لا يعني أن الطريق معبدة أمام واشنطن لممارسة هذا الخيار خصوصاً في ظل توازن الرعب الدقيق الذي يحكم أطراف الصراع، ما يعني بدوره أيضاً أن الانقلاب على التسوية مع الروس ليس بالأمر السهل، ولا سيما أنها صيغت تحت عنوان نزع ذرائع الحرب.
      أهمية هذا الاستنتاج تكمن في كونه يشكل كابحاً للتغيرات التي قد تغير الاشتباك الدائر في مجلس الأمن حول إدراج الأزمة السورية تحت البند السابع، وهي بمثابة محاولة للعودة إلى خيار الحرب. هذا الاشتباك أمر طبيعي يتصل بمحاولات كل طرف لفرض تفسيره الخاص للتسوية بما يحقق له أكبر قدر ممكن من المصالح.
      وما تجدر ملاحظته هنا، أن تنفيذ التسوية الروسية ـ الأميركية حول السلاح الكيميائي ليس بالأمر السهل، ولدرجة تبدو فيها المواعيد المضروبة لهذا التنفيذ نظرية أكثر منها عملية. فالتنفيذ يحتاج إلى خبراء في إنتاج السلاح وتدميره، كما يحتاج إلى بنية تحتية تتمثل ببناء مصانع خاصة مكلفة مادياً، إضافة إلى وضع أمني مستقر يسهل عملية الوصول إلى المواقع.
      ولمّا كان الاستقرار السياسي هو الشرط الضروري لأي استقرار أمني، فإن تنفيذ التسوية الروسية ـ الأميركية سيبقى مرهوناً إلى حد كبير بإنجاز تسوية أكبر تشمل الأزمة السورية برمتها.
      إن حل الأزمة السورية منوط اليوم بمسار جنيف ـ 2، الذي بدوره يبقى معلقاً على إنجاز مجموعة تمهيدات اساسية، أبرزها:
      أ ـ الاتفاق على الأطراف المشاركة، وهذا يبدو أنه أنجز إلى حدٍّ كبير.
      ب ـ حسم مسألة مشاركة المجموعات المسلحة التي يفترض أن تأخذ مكانها على طاولة المفاوضات، هنا يلتقي الروسي والأميركي على ضرورة إقصاء المجموعات المتطرفة في جبهة النصرة ونظائرها، لمصلحة المجموعات المعتدلة التي يعمل على بلورتها منذ مدة.
      إن المواجهات الأخيرة بين هذه المجموعات هي لحسم هذه المسألة، والتي بدورها ستحسم وضعية الأطراف الإقليمية المشاركة. ولا يخفى هنا أننا نشهد صراعاً سعودياً ـ تركياً ـ قطريا مكتوماً في سوريا.
      ولا تتعرض المجموعات المتطرفة الإرهابية لضغط من جانب الحلفاء فحسب، وإنما أيضاً من قبل الجيش السوري النظامي، ما يضعها بين فكي كماشة. باختصار إن لجنيف 2 ـ كما يبدو ـ ممراً الزامياً هو التخلص من هذه المجموعات.
      ج ـ التفاهم على طبيعة التسوية السياسية وحسم ونسب وأحجام كل طرف في المعادلة التي يراد لها أن تحكم سوريا، إضافة إلى حسم المصالح الخاصة.
      هنا، تبدو المشكلة أكبر، لأن التفاهم يفترض أن يعكس توازنات القوة الميدانية والمحيطة بالأزمة السورية، وهذا ما لا يعمل لمصلحة الأطراف الأخرى. وتبدو الفترة الحالية بمثابة وقت مستقطع وإضافي لكل الأطراف لفرض واقع وتوازنات قوة جديدة تسمح لكل منهم بتحسين شروط مشاركته، ورفع نسبة مكاسبه، وفي هذا السياق، يحاول الغرب إبراز الرئيس الأسد كعقدة مستعصية في طريق الحل، ويعمل جاهداً لتوظيف كل الأوراق الممكنة لشطبه من أي تسوية لاحقة، إدراكاً منه أن بقاءه سيعني عملياً التمديد له في أي انتخابات لاحقة، إضافة إلى الأبعاد المعنوية والسياسية الرمزية لبقاء الأسد، الذي استطاع أن يصمد في مواجهة حرب عالمية ويفوز بها.
      خلاصة القول هنا، إذا كانت التسوية الكيميائية قد جنبت المنطقة الحرب، إلا أنها أوجدت وقائع جديدة لا يمكن تجاوزها، لا سيما في ما يتعلق بتزخيم عملية البحث عن حل سياسي للأزمة السورية باتت الخطوط العامة لخريطة طريقها شبه معروفة، بينما تحتاج تفاصيلها إلى مزيد من الأخذ والرد، ما يعني أن الأشهر المقبلة ستكون ساخنة سواء لتحسين موازين القوة، أم لوضع العراقيل.


      * مناع لموقع المنار: سعينا لمنع التدخل العسكري وهناك اطراف لا تريد الحل السياسي
      نضال حمادة - باريس
      حوار مع هيثم مناع مسؤول المهجر في هيئة التنسيق السورية المعارضة..
      في بروكسل حيث عقد مؤتمر ضد التدخل العسكري في سوريا وضد الدكتاتورية حضر الناشط الحقوقي السوري المعارض هيثم مناع ( العودات)، الى جانبه نشطاء سياسيون وحقوقيون من أوروبا والولايات المتحدة ومن العالم العربي على مدار يومين طرح فيه الموضوع السوري وبالتحديد موضوع التدخل العسكري الخارجي الذي كان اوباما يلوح به قبل حصول الاتفاق الروسي الأمريكي حول السلاح الكيماوي السوري. وضمن فعاليات هذا المؤتمر كان لموقع المنار حوار مع مناع حول الأزمة السورية وأفق الحل والصدام فيها.

      تحدثتم في هيئة التنسيق عن وقوفكم وراء فكرة المبادرة الروسية بخصوص الكيماوي السوري. هل يمكن ان تشرحوا لنا ذلك؟



      بعد ان أصعد السيد اوباما نفسه الى الأعلى وأصبحت الضربة العسكرية على سوريا بحكم المؤكدة سعينا مع الأحزاب اليسارية الفرنسية والأوروبية ومع الناشطين المناهضين للحرب والتدخل العسكري في سوريا الى إيجاد حل يجنب سوريا ويلات التدخل العسكري الخارجي ويجعل التغيير يحصل من المعارضة الداخلية في سوريا وذلك لعدة أسباب هي:
      1. أن أي تغيير سوف يحصل بفعل التدخل العسكري الخارجي مهما كان نوعه هو بالضرورة سيغير العلاقة بين السوريين انفسهم
      2. سيزيد وتيرة العنف
      3. سيمزق اكثر في البنيات التحتية السورية
      4. سوف يعطي للولايات المتحدة او هذا هو مسعاه دورا رئيسيا في الأزمة السورية
      وكل هذا لا يمكن ان يكون إلا على حساب الحركة الشعبية الديمقراطية المدنية التي تطالب بإقامة دولة مدنية ديمقراطية في سوريا. من هنا قمنا باتصالات مع الدول الأوروبية التي كان لها موقف ايجابي في معارضة التدخل العسكري في سوريا مثل النمسا، بلجيكا، تشيكيا، إسبانيا كذلك تم الاتصال بالخارجية المصرية والخارجية العراقية، بالطبع لم تكن المهمة سهلة بسبب وجود بعض الجهات والأحزاب التي اخذت الخبر من الإعلام كما هو لذلك كان سعينا يتركز على ثلاثة مسائل أساسية: مسألة الكيماوي بحد ذاته، ولا شك ان ما حصل مأساة إنسانية ولا يمكن ان يقبل من أي طرف لديه الحد الأدنى من الأخلاق واحترام القانون الدولي ان يستعمل السلاح الكيماوي، لكن نحن كان لدينا حظ استثنائي بوجود بعثة تحقيق دولية على بعد ثلاثين كلم من المكان، لذلك فلنطالب بذهاب البعثة الى مكان المأساة لكي تتحقق بنفسها ونخرج من المزايدات السياسية لأن هذه البعثة قادرة على تحديد الموضوع بسرعة ولا نبقى ننتظر خمسة أشهر كما فعلت الولايات المتحدة في قضية خان العسل.

      ماذا فعلت امريكا في خان العسل؟
      الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اخرت عمل بعثة التحقيق التي طلب منها الحضور الى سوريا في شهر آذار الماضي، وأنا كنت في نيويورك حينها وشاهدت بأم عيني كيف ان مندوبي هذه الدول عطلوا عمل البعثة عبر المطالبة ان تكون صلاحياتها محدودة خوفا من اتهام تنظيم القاعدة المسؤول مباشرة عن الكيماوي في خان العسل، وهم كانوا يريدون أن لا يتم استثمار ذلك من النظام السوري باتهام المعارضة المسلحة، ونحن في الاتجاه الديمقراطي الوطني في سوريا نعتقد دائما ان الحقيقة كما يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ضالة المؤمن او كما يقول لينين الحقيقة ثورية وبالتالي لا يمكن ان نخشى من الحقيقة ونطلب ان تكون عادة في القواعد المتبعة للكشف عن الفاعل.

      كيف ذهبت البعثة الى الغوطة؟
      بالفعل اتصلنا بالطرف الأمريكي والطرف الروسي وطالبنا بذهاب البعثة الى الغوطتين، ولحسن الحظ سمح للجنة التحقيق بزيارة مكان الحادث وصرنا اقرب الى معرفة الحقيقة بعيدا عن التوظيفات السياسية. ونحن شعرنا ان الكيماوي بحد ذاته لم يعد السبب ولكن هناك مشروع متكامل حول الكيماوي يمكن أن يؤدي بالبلاد الى أزمة كبيرة والى تدمير كبير. نحن نعرف ان معلومات الأمريكيين عن الوضع السوري هزيلة جدا بعضها يعتمد على اطراف من المعارضة تذكرنا بالشلبي، ليس لديها لا دقة عسكرية ولا معرفة حتى ان بعضها قدم مواقع عسكرية فيها معتقلون سياسيون، كيف يمكن لضربة ضد هذه المواقع ان تدمر السلاح الكيماوي السوري دون أن تأتي بالكامل على المعتقلين السياسيين، إذا لم نتكلم عن الجندي السوري او المواطن السوري سواء تواجد في عين المكان او في محيطه ، من هنا تقدمنا بمبادرة الى الخارجية الروسية حول هذا الموضوع.

      هل يمكن ان تحدد لنا بنود هذه المبادرة؟
      المبادرة قائمة على عدة نقاط هي:
      أ - ان يتم وضع الكيماوي السوري تحت إشراف وقرار روسيا الاتحادية
      ب – أن يتم التصديق على معاهدة حظر نشر واستعمال الأسلحة الكيماوية والجرثومية ليس فقط من قبل سوريا ولكن من قبل كل دول الإقليم بما فيها إسرائيل.
      ج - أن تتم الدعوة من الدولتين الراعيتين لمؤتمر جنيف الى عقد جولة مفاوضات خلال أسابيع لأن الحل السياسي هو المنفذ الوحيد للشعب السوري للخلاص من الدمار والمأساة التي يعيشها.
      توجه وفد من هيئة التنسيق الى بيروت وناقش المبادرة مع السفير الروسي في لبنان وكنا سعداء ان نسمع ان هناك اتجاها مشابها في الخارجية الروسية مع اختلاف في بعض التفاصيل من أجل نقل الموضوع من المواجهة العسكرية الى الحل السياسي، وهذا لن يكون ضمن قضية واحدة وإنما ضمن حزمة متكاملة بالتأكيد انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا جزء منها.

      هل هذا يعني ان هناك غطاء امريكيا روسيا لحل شامل؟
      في البداية لم تكن الأمور واضحة لكن اجتماع (لافروف- كيري) في جنيف ومن ثم اجتماعهما بالأخضر الإبراهيم سلط الضوء على ان هناك أزمة امريكية في التعامل مع جنيف على أساس الخلافات داخل الإئتلاف السوري المعارض والصراع الكبير داخله بين مؤيدي ورافض لمؤتمر جنيف، حتى أن بعض المسؤولين الأمريكيين قال نحن نعد أنفسنا لانشقاق في الإئتلاف كون هذا الإئتلاف مهمته التشريعية والسياسية سوف تنتهي بمجرد انعقاد المؤتمر فقط يشكل الوفد ثم يصبح الوفد سيد نفسه وبعدها الحكومة الانتقالية المنبثقة عن مؤتمر جنيف تتسلم مقاليد الأمور بعد انعقاد المؤتمر. نحن نعتقد ان هناك طرف معاد للحل السياسي ويعتبر ان الحل السياسي لن يحقق أهداف الثورة السورية.

      من هو هذا الطرف؟
      هذا الطرف بشكل واضح هم الإخوان المسلمون والحركات المتطرفة الجديدة من سلفيين واتجاهات اخرى وأيضا إعلان دمشق، وبشكل أساسي حزب الشعب الديمقراطي بقيادة رياض الترك الذي يعتبر نفسه أخذ بيضة ذهبية من المجلس الوطني ومن ثم من الإئتلاف وبالتالي سوف يعود الى حجمه الحقيقي اذا انفرط عقد هاتين الهيئتين وبالتالي هناك خاسرين كثر في هذه الصفقة.

      من هم؟
      هناك تجار الحرب وتجار البؤس وعلى رأس هذه المنظمات التي تقول لا للحل السلمي أشخاص كان مرتبهم الشخصي 250 دولار كمدرس في مدرسة الآن يقبض في الشهر 25 الف دولار وبالتالي أي حل سياسي سوف يفقده امتيازات هو يتمتع بها الآن ، هناك أيضا أحزاب واطراف سياسية كان دخلها السنوي لا يتجاوز 10 آلاف دولار، بينما حاليا وحسب معلومات الخارجية الأمريكية تلقى المجلس الوطني والإئتلاف 250 مليون دولار فقط من الجانب الأمريكي هذا إذا لم نتحدث عن التمويل السعودي والقطري إذن هناك بئر ذهب سوف يغلق وهناك مصالح مالية سوف تنتهي و رائحة الفساد بدأت تعم والان هناك أكثر من مسؤول في الإئتلاف بدأت تتكشف سرقات لهم وهذا لم يعد سرا، أنا وصلني رسالة من عضو في الإئتلاف يتحدث عن مسؤولة في هذه الإئتلاف تتحدث عن السرقات التي تقوم بها هذه المسؤولة وهذا الأمر أصبح معروفا لأكثر من جهة ولم يعد من الأسرار، مثالا على ذلك مركزين صحيين في الأردن تحت إشراف احد اعضاء الإئتلاف الذي كان يأخذ من الدول الراعية ويضع في جيبه وبأخذ من رجل اعمال ويدفع المبلغ الذي يحصل عليه من الرجل، بمعنى ان هناك امتيازات كبيرة حصل عليها هؤلاء بحكم موقعهم ولا يريدون التخلي عنها .

      كيف ترى تعيين رئيس جديد لحكومة الإتئلاف؟
      هذه الحكومة ينطبق عليها قول لا تعليق ، لأن سوريا المستقبل لن تقرر لا من قبل موظفين من الدرجة الرابعة في السعودية ولا من قبل موظفين من الدرجة الثالثة في بلدان أخرى.

      كيف هي علاقتكم مع الطرف الفرنسي؟
      ليس لدينا أي تواصل مع الخارجية الفرنسية ولا مع أي مسؤول فرنسي، لدينا اتصال جيد مع أحزاب اليسار الفرنسي وأيضا مع عدد من النواب الديغوليين ذوي المواقف الناضجة والمتقدمة فيما يتعلق بالملف السوري.

      * ’اسرائيل’: حزب الله عدو خطير جداً
      جيش العدو: ترسانة حزب الله الصاروخية الثامنة عالمياً
      قال قائد الفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، اللواء نوعم تيفون، إن حزب الله يأتي في المرتبة الثامنة في العالم من حيث ترسانة الصواريخ والقاذفات التي يمتلكها، مشيرا الى أن ""اسرائيل" لا يمكنها أن تتحمل تعرضها لقصف الصواريخ على مدى أيام أو أسابيع من قبل حزب الله، وهي تعمل على أن تكون جاهزة لمواجهة هذا التهديد".
      وفي محاضرة ألقاها في مركز "هرتسيليا" شمال تل ابيب، نقل موقع "واللا" الإخباري العبري أجزاءً منها، لفت تيفون الى أن "المحور الراديكالي المؤلف من إيران وسوريا وحزب الله، يعمل على تنسيق الجهود فيما بينه، وبات خطيراً جداً"، متحدثاً عما أسماها "الساحة المركزية حيث يعمل هذا المحور، ثمّ يأتي بعدها العراق، وأضاف إن "حزب الله مصر على أن تبقى الحرب على الأرض السورية، ولا يريد انزلاقها إلى لبنان"، لكنه في المقابل، حذّر من أن الحرب تنزلق بالفعل الى هذا البلد.
      وأكد تيفون أن "تدخل حزب الله في سوريا، ليس من شأنه أن يقطع على نفسه حبل الإمداد، وهو ما يشير إلى تعاظم حزب الله في مجالات مختلفة، فهو منظمة ذكية جداً وكذلك إيران هي دولة ذكية جداً، لذلك فإن حزب الله مثل إيران دخل عالم السايبر والتكنولوجيا ويشغل طائرات من دون طيار وهو الآن داخل في عالم الهايتك (التكنولوجيا المتطورة)، ما يعني أنه عدو خطر جداً".



      وتابع تيفون إن "حزب الله يأتي في المرتبة الثامنة في العالم من حيث كمية الصواريخ والقاذفات التي يمتلكها، يضاف إليها مدافع الهاون على اختلافها.. إن حزب الله يريد في الحرب القادمة أن يشل "إسرائيل" بواسطة الصواريخ"، وأردف أن الجيش ينوي في الحرب المقبلة الدخول إلى هذه القرى من أجل حلّ هذه المشكلة، اذ لا يمكنه أن يتحمل تعرض "إسرائيل" لهجمات صاروخية على مدى أيام وأسابيع".
      التقدير الاسرائيلي بحسب قول تيفون، هو أن "الذي يحافظ على الاستقرار المؤقت هو الرغبة الواضحة لحزب الله بعدم فتح جبهة في هذه المرحلة ضد "اسرائيل" تحديداً، ورغم ذلك، فإن الوضع الأمني هشّ للغاية، اذ انهم في حزب الله يتلقون السلاح الروسي من سوريا على أساس ثابت، إضافة الى صواريخ أرض جو، وصواريخ أرض بحر، وفي الجيش الإسرائيلي يتعاملون بجدية مع ذلك، ويقومون بالتدريبات والمناورات وتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة الأميركية، لمواجهة هذا الخطر".

      * ماذا تعني عملية السيطرة على شبعا...؟
      حسين ملاح
      في غمرة الجدل حول الاسلحة الكيميائية السورية ، والتراجع الاميركي عن شن العدوان العسكري ، خرجت أخبار ميدانية من ريف دمشق ، "عنوانها لا تراجع عن تأمين العاصمة ومطارها".



      أواسط الشهر الحالي وبينما كانت اطراف عربية وغربية تحاول التسلل الى مجلس الامن الدولي والالتفاف على المبادرة الروسية حول الاسلحة الكيميائية السورية ، لفت تطور ميداني هام تمثل ببسط الجيش السوري سيطرته على بلدة شبعا الاستراتيجية في ريف دمشق.

      شبعا… بالارقام
      تقع بلدة شبعا في ناحية المليحة الواقعة بمحافظة ريف دمشق ، ويتجاوز عدد سكانها 15,000 نسمة ، ويحيط بها بلدات دير العصافير، حوش السلطان، حتيتة التركمان، المليحة، زبدين، صهبا".

      طبعاً أهمية شبعا لا تقتصر على مساحتها وعدد سكانها ، فهي لا تُعد في خانة المدن والبلدات الكبيرة في الغوطة ، كحرستا ودوما او المعضمية، لكن قد توازيهم أهمية من حيث الموقع الاستراتيجي ، فهي تقع عند الحد الفاصل بين الغوطتين الشرقية والغربية وتشرف على طريق مطار دمشق الدولي ، بنحو 5 كيلومترات ، لهذا تكتسب عملية السيطرة عليها تكتسب أهمية جيو- استراتيجية كما يقول الخبير الاستراتيجي سليم حربا لموقع المنار، حيث يرى حربا ان "الهدوء النسبي الذي تم تنفيذه بالغوطة الشرقية خلال التهديدات الاميركية بشن عدوان على سورية ، ربما جعل بعض الجماعات المسلحة تتسلل الى بلدة شبعا كخط فاصل بين الغوطتين وكنقطة اتصال بين مطار دمشق والعاصمة ، لانه وبإستمرار سيطرة المسلحين على هذه البلدة يؤثر على أكثر من إتجاه".
      اولا: تسمح للمسلحين بمواصلة هجماتهم باتجاه مواقع الجيش في منطقة السيدة زينب (ع)
      ثانياً: تهديد وقطع طريق مطار دمشق الدولي
      ثالثاً: تسهيل حركة المسلحين عبر التسلل بين الغوطتين



      ووفق الخبير حربا "هذه الاهداف دفعت الجماعات المسلحة الى التسلل لمنطقة شبعا سواء عبر البساتين او الخنادق ومجاري الصرف الصحي وقنوات المياه".
      واقع دفع الجيش السوري الى التعجيل بحسم المعركة عبر تنفيذ عملية خاطفة ومباغتة لم تتجاوز يومين ، ويؤكد حربا لموقع المنار ان "ردة فعل الجيش في شبعا كانت سريعة جداً ، حيث تم تطويق المسلحين وكشف الانفاق معتمداً مبدأ (الاغلاق والاحراق) ، وتمت السيطرة على المنطقة بسرعة قياسية ، وجرى تأمين طريق مطار دمشق الدولي بنسبة مئة في المئة".

      اهمية السيطرة على شبعا
      بدوره يؤكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الياس فرحات لموقع المنار ان "سيطرة القوات السورية على شبعا تشكل تقدماً هاماً على صعيد إعادة الامن الى هذه المنطقة ، خاصة ان الجيش كان فرض سيطرته قبل أشهر على حران العواميد والعتيبة وعدرا ، وهو الطرف الذي يحد الغوطة الشرقية مع بادية الشام ".
      ويشير فرحات الى ان "الجيش يتقدم باتجاه الداخل ، بعد سيطرته على دير السلمان من الجهة الشمالية ، وهو المعقل المهم جداً ، والذي يماثل بتحصينه مدينة القصير(ريف حمص).
      ويوضح العميد فرحات "ان مناطق سيطرة المسلحين في الغوطة الشرقية باتت شبه مقطوعة ، وسط انهيار كبير في معنويات الجماعات المسلحة" ، ويستدل فرحات بالقول ان "دير السلمان سقطت بيد الجيش السوري خلال 48 ساعة وشبعا بأقل من ذلك رغم امتلاك الجماعات المسلحة امكانات هائلة من العتاد والاموال".



      كما هناك عامل لا يمكن إغفاله وهو تأثر الجماعات المسلحة والاطراف الداعمة لها سلباً بالتراجع الاميركي عن شن العدوان على سورية ، كما يرى العميد فرحات.

      أبرز النتائج التي تمخضت عن معركة شبعا:
      1. التضييق على عملية التواصل بين الجماعات المسلحة المتواجدة في الغوطتين.
      2. التضييق على طرق امداد المسلحين تمهيدا الى قطعها ، خاصة المتواجدين في حجيرة والذيابية في السيدة زينب (ع).
      3. تأمين طريق مطار دمشق الدولي بعمق كيلومتر الى اثنين وربما اكثر .
      4. السماح للجيش بتجميع قواته تمهيدا لمواصلة عملياته ضد معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية.
      5. تكبيد المسلحين خسائر فادحة بعد قتل اكثر من اربعين مسلحاً ، والقاء القبض على العشرات.

      ماذا بعد شبعا؟
      إنتهاء وحدات الجيش السوري من عملية شبعا ، سمح لها بتطوير الهجوم على معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية ، فالجيش سوف يتقدم (كالكماشة) على الغوطة الغربية من جهة برزة والقابون وجوبر، أما شرقاً فستتيح له عملية السيطرة على شبعا التقدم على محور شبعا - عدرا، والتغلغل داخل معاقل الجماعات المسلحة المتحصنة في الغوطة الشرقية.
      اذاً ، معركة شبعا هي حلقة من حلقات معركة الغوطة الشرقية ، والتي تترافق مع تقدم الجيش السوري على محور - برزة - القابون - جوبر تمهيدا لإنهاء عملية "درع دمشق".

      تعليق


      • سوريا... حضور الخيارات الاسرائيلية وغياب الرؤية العربية
        مركز أطلس للدراسات
        ينقسم العالم حول النقاش الملتهب المتعلق بالضربة الأمريكية لسوريا (أهدافاً ودوافع ونتائج) إلى رافضين للضربة أو محذرين من تداعياتها أو مهددين برد مزلزل أو متحمسين لها ومحرضين عليها، ويضم معسكر المتحمسين دول الخليج العربي والأردن واسرائيل ومنظمة اللوبي الصهيوني في أمريكا "الايباك" وأصدقاء اسرائيل في مجلسي الشيوخ والنواب، ديمقراطيين وجمهوريين، إضافة الى فرنسا وتركيا.
        وتكفى نظرة عابرة غير متفحصة لمعسكر المتحمسين أن تثير في نفس أي مواطن عربي (بغض النظر عن موقفه من نظام بشار ومما يحدث في سوريا من استباحة مجنونة لدماء الأبرياء وأعراضهم وأماكن سكنهم ومصادر رزقهم) حالة من الاستنكار الشديد والريبة والقلق على المستقبل الذي يمكن أن يرسمه هؤلاء لسوريا، ولا شك أنه (أي المواطن العربي) سيجد نفسه فاغراً فاه يتمتم سائلاً نفسه: أيعقل أن يصطف العربي مع عدو أمتنا التاريخي في ضرب وتمويل العدوان على بلد عربي أو حتى نظام عربي طاغٍ ومستبد؟!
        اسرائيل وحلفائها في أمريكا وفي الدول الرأسمالية الغربية لهم دوماً في العدوان على أي بلد عربي أهداف ومصالح، وفى مقدمة هذه الأهداف والمصالح ضمان أمن اسرائيل وتعزيز وجودها كالدولة الاقليمية الأقوى في الشرق الأوسط، الأقوى عسكرياً وتكنولوجياً واقتصادياً وذات التفوق النوعي الهائل الذى يصعب جسر هوته بما لا يحفظ أمنها ووجودها فحسب، بل وصولاً الى الغاية التي عبر عنها شمعون بيرس، أي قبولها في المنظومات والهياكل السياسية والأمنية والاقتصادية كدولة متنفذة في الشرق الأوسط الجديد، هذا الشرق الأوسط الجديد الذى رسم سياساته في أروقة البيت الأبيض إبان عهد المحافظين الجدد (بوش الابن وديك تشيني ورامسفيلد)، وحددت كونداليزا رايس آليات الوصول إليه عبر ما أسمته بالفوضى الخلاقة.
        الشرق الأوسط الجديد هو توصيف ديبلوماسي جذاب وبراق ومقنع لسايكس بيكو 2 الذي بدأ به في العراق وليبيا والسودان، وانتقل الى سوريا ولبنان ولن يتوقف فيهما، سايكس بيكو يعيد انتاج وصياغة الانتماءات والولاءات على أسس دينية ومذهبية وطائفية وعرقية، تعزز عصبويات الفسيفساء المجهرية، مغيبة الدور الرئيسي والتاريخي للهوية العربية باعتبارها الهوية الجامعة للعرب جميعاً، بغض النظر عن الهويات الدينية والمذهبية.
        ان سقوط الدولة السورية واعادة تقسيمها بين علويين وسنة وأكراد ودروز ومسيحيين، وجعلها ساحة أخرى من ساحات الصراع والاقتسام لدول الاقليم وللدول الكبرى يجعل اسرائيل تحقق أكثر من هدف استراتيجي سعت إليه طويلاً، يكمن الأول في القضاء على ما كان يوصف اسرائيلياً بالتهديد السوري وكسر حلقة مركزية من حلقات المقاومة والممانعة، بما يسهل إضعاف وتطويق تنظيم حزب الله، ويعزل ايران ويحد من نفوذها، ويمكن ربما من احتواء ما تشكله من تهديد بما يجبرها على الاختيار بين التراجع عن برنامجها النووي أو مواجهة القبضة الأمريكية.
        ويندرج في هذا الإطار أيضاً تعزيز السيطرة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، وتعزيز قدرات الردع الإسرائيلية كنتاج مباشر عن الخلل في ميزان معسكر قوى المقاومة.
        أما الهدف الثاني بعيد المدى وهو الأكثر خطورة استراتيجياً، فيكمن في تعزيز الانقسامات السورية الداخلية في حال سقوط نظام بشار الأسد، بما يؤدى استحالة التعايش الكلي للمجتمع السوري الموحد، وتشجيع النزعات الانفصالية، بل والتحريض عليها، وفى إطار هذه الترتيبات سربت اسرائيل بعض مخططاتها لما بعد سقوط نظام بشار، التي بينت سعى اسرائيل على مسارين مكملين لبعضهما البعض؛ اقامة كيان دويلة درزية، بالإضافة لإقامة حزام أمني، ونعتقد أن اسرائيل ستشجع على التحاق أكراد سوريا بدولة كردستان التي تربطها بإسرائيل علاقات عميقة ووثيقة.
        اسرائيل عادة ما تكون حاضرة الخطط والبرامج، وقد ظهر هذا الأمر جلياً في الدور الاسرائيلي في انفصال جنوب السودان، فما ان أعلن عن قيام دولة جنوب السودان حتى ظهرت للعلن العلاقات السرية التي ربطت حركات تمرد الجنوب السوداني مع دولة اسرائيل.
        في ظل البدائل الإسرائيلية والغربية لليوم الذي يتلو رحيل نظام الأسد، فأين هي البدائل العربية؟ وما هي بدائلهم؟ وما طبيعتها؟ وهل يملكون حقاً رؤية وبدائل؟ أم أن خططهم وبرامجهم تقتصر فقط في التمويل وتقديم كل أشكال الدعم والإسناد في حرب مجنونة تدمر سوريا وتمزقها تحت عنوان إسقاط نظام الأسد دون التفكير بمستقبل سوريا بعد الأسد؟ الأمر الذى يولد كثيراً من الشك حول دوافعهم من وراء دعم الحرب ضد نظام الأسد، دوافع ليس لها علاقة بمحاربة نظم الاستبداد والديكتاتورية ونشر قيم العدالة والديموقراطية مع استمرار المحافظة على دور سوريا العروبي، وإنما دوافع لها علاقة بخصومات وتصفية حسابات وانتقامات ثأرية بغيضة، وتواطؤ مع الذي كان عدواً لهم قبل أن يستبدلوه بعدو آخر أسموه خطر شيعي أو نووي إيراني، ولسان حالهم ربما يقول "فلتذهب سوريا الى الجحيم الذي سبقتها اليه العراق".
        إننا نخشى أن يكرر العرب تجربتهم مع العراق مرة أخرى في سوريا، فبعد أن ساعدوا في حشد الجيوش ومولوا الحرب على العراق تركوه ينزف دون أي مساعدة، تركوه عرضة للإرهاب ولكل طامع، عرضة للتقسيم ولنهب خيراته، تخلوا عنه دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه مستقبل بلد عربي عريق يتعرض لكل ويلات الاحتراب الداخلي والتقسيم المذهبي والعرقي، فتوقفت برامجهم فقط عند التخلص من صدام حسين حتى لو بكلفة خسارة العراق، وربما هذه ما سيتكرر مع سوريا للأسف الشديد.

        تعليق


        • هذا هو الدرس الذي يعلمه الأسد لاوباما


          النخيل-رأى الصحافي فيليب ستيفنس في مقال له في صحيفة فاينانشال تايمز ان أحدث فصول الازمة السورية يدعو للبحث عن دروس مستفادة اكثر شمولا، معتبرا ان أحد هذه الدروس هو أن صفقة نزع الاسلحة الكيمياوية من سوريا تؤكد انه يتعين على الولايات المتحدة ان تستخدم جهدها الدبلوماسي في الشرق الاوسط بشكل أوسع.

          وشدد ستيفنس على ان الرئيس الامريكي باراك أوباما يجب أن يبدأ الجهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط بمصافحة الرئيس الايراني حسن روحاني، مشيرا الى انه على الرغم من أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعو الولايات المتحدة لضرب إيران في أقرب وقت ممكن، فإن ما يبنغى عمله هو العكس: اللجوء الى الجهد الدبلوماسي.

          ويرى ستيفنس انه حتى تستعيد الولايات المتحدة مصداقيتها في المنطقة فإنها يجب عليها استنفاد كل السبل الدبلوماسية قبل اللجوء الى الخيار العسكري، لافتا الى انه لا يوجد ضمانات لنجاح المفاوضات، وقال :يجب ان يكون قد اتضح الآن ان ايران لن تتخلى عن حقها في امتلاك برنامج نووي مدني.
          ماذا قدم اوباما للأسد مقابل تخليه عن الكيماوي

          النخيل-اكد خبير سياسي ان محور المقاومة والممانعة حقق انتصارا دبلوماسيا كبيرا وغير مسبوق على الولايات المتحدة وجعلها في موقف معزول في العالم رسميا وشعبيا، مشيرا الى ان الجانب السوري استطاع ان يفرض شروطه على الولايات المتحدة ويحصل على ما يريد.

          وقال المحلل السياسي تامر ياغي خلال تصريح اعلامي الاتفاق يتضمن تنازل سوريا عن السلاح الكيمياوي مقابل وقف التهديد بالعدوان على سوريا والتعهد بعدم امداد السلاح الى المجموعات المسلحة في سوريا بالاضافة الى عملية سياسية بما يسمى بجنيف اثنين ضمن شروط مسبقة، ما يعني انتصارا لسوريا بما يخص شرط التنحي وشرط عدم الترشح وشرط المهل الزمنية وشرط نقل صلاحيات الرئيس الى حكومة مؤقتة.

          واعتبر ياغي ان مصلحة اميركا هي في ان يذهب خيار العدوان على سوريا الى غير رجعة ، منوها الى ان محور المقاومة صمد الى اخر لحظة واثبت للعالم كله انه متماسك من كاراكاس الى بيونغ يانغ.

          واوضح : ان الايرانيين والروس استطاعوا ان يخرجوا الاميركي تماما وان يضعوه امام العالم وحيدا ، بحيث شعبيا كانت السياسة الاميركية مدانة ، كما انه لم يستطع سوى حشد دولة فرنسا الى جانبه وليس شعب فرنسا ، حيث ان جميع الحلفاء تخلوا عنه.

          وشدد ياغي على ان ثبات محو المقاومة باقطابه الايراني والروسي وثبات وصمود محوره السوري استطاع ان يحقق انتصارا سياسيا لا سابق له ، بحيث اعاد روسيا الى موقعها العالمي ورسم الموقع الدولي المهم لايران وسوريا.

          واشار المحلل السياسي تامر ياغي الى استمرار اوباما في استخدام لغة التهديد بالحرب لسوريا واعتبر ان ذلك يأتي في اطار سياسي ومحاولة رفع بعض المطالب ومد المعنويات للمعارضة التي تجتمع الان في اسطنبول ، منوها الى ان القضية انتهت تحت الطاولة ويتم اخراجها الان الى العلن.

          واوضح ياغي ان اهم اولويات واشنطن في المنطقة ضمان امن الكيان الاسرائيلي وامدادات النفط ، وطالما الاميركي يعادي محور المقاومة فلا امان للكيان الصهيوني ولا النفط ، وعليه ان يوجد معادلة يستطيع فيها الحفاظ على الحد الادنى من مصالحه.

          واعتبر المحلل السياسي تامر ياغي ان المنطقة داخلة الى مرحلة اقتصادية جديدة في ظل الاكتشافات الهائلة من النفط والغاز في شرق البحر المتوسط ، وانخفاض انتاج الخليج (الفارسي) من ذلك ، ما اضطر الاميركي الى ان يكون له دور ، اراده ان يكون رئيسا لكن الظروف املت عليه ان يكون شريكا مع الروسي الذي سيكون مقررا في الفترة القادمة في شرق البحر المتوسط.

          تعليق


          • 20/9/2013


            ليزين لموقع المنار:مجموعة صغيرة في المخابرات الفرنسية قد تكون صنعت قضية الكيماوي

            الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ البلجيكي آن ماري ليزين لموقع المنار: مجموعة صغيرة في المخابرات الفرنسية قد تكون صنعت قضية الكيماوي في سوريا..

            كيف تقرأين رفض الرأي العام الأوروبي لفكرة الحرب على سوريا؟


            أعتقد أنَّ الفاتيكان قام بعمل هادف للغاية عبر فكرة الصلاة من أجل سوريا التي أثرت كثيراً في الرأي العام في البلدان الأوروبية، هي أتت في الوقت المناسب لأن الشعوب الأوروبية لم تعد تريد الحرب ، وفي فرنسا هذا العمل لامس من قريب قسما من اليمين الفرنسي الذين أيضا تأثروا بمسيحيي الشرق خصوصا مسيحيي سوريا، في بلجيكا مثلا هذه المواقف المسيحية وموقف الفاتيكان اثر بالرأي العام أيضا خصوصا هؤلاء الذين لم يكونوا يعرفون شيئا عن الوضع في سوريا أحسوا ان المسيحيين في الشرق في خطر.
            في اوروبا أشتون ليست في وضع جيد حيث هناك 28 دولة غالبيتها لا تريد الحرب ، وهي يجب أن تراعيهم ، وهناك موقف فرنسا الذي يُؤخذ بالحسبان، وآشتون أيضا إنكليزية ومن حزب العمال ، ومن المعروف أنَّ حزب العمال هو الذي وقف في وجه كاميرون رافضاً الحرب، إذن هي لا يمكن لها أن تذهب بعيدا أكثر مما فعلت حتى لو كانت فرنسا تريد الحصول على أكثر من هذا من الاتحاد الأوروبي.

            في بلجيكا الرأي العام معارض كلياً لفكرة الحرب ، 80 بالمائة ضد الحرب ، لم يحصل حتى نقاش جدي في الموضوع. في بلجيكا، الوجود الكردي أثر حيث هناك وجود كردي مهم ويتواصل مع الهيئات والشخصيات المهتمة بالسياسة الخارجية، الكرد شرحوا في المنتديات العامة في الحوارات الخاصة معركتهم مع المعارضة ومع جبهة النصرة ، وهذا بالنسبة لي كان له تأثيرا كبيرا في فهم ما يجري .
            النظرة الى الكرد أنَّ لديهم ميليشيا ، ولكنهم ليسوا ديكتاتوريين كما يقال عن الدولة السورية، وأنهم فلاحون بسيطون لا يقبلون بحكم جبهة النصرة وبالمتطرفين فوق ارضهم ، والبلجيكيون الحساسون جدا في كل ما يتعلق بالمشاكل المناطقية ، يفهمون جيدا الموقف الكردي.

            كيف تفسرين تصلب الموقف الفرنسي؟
            اصدقائي الفرنسيون وهم من العارفين جيدا بالوضع السوري في البداية لم يكونوا أبدا مؤيدين لسياسة الخارجية (كي دورسيه). هناك نواة حول السفير الفرنسي في سوريا لأسباب نجهلها تشعر أنها مدفوعة للتطرف في هذا الموضوع ، وهؤلاء أخذوا معهم في الخارجية تركيبة كاملة محيطة بالوزير فضلا عن الوزير نفسه، إذن الوزير فابيوس والسفير شوفاليه أخذوا هذا الطريق ، وأنا أعتقد أنه بالنظر للحذر الذي يتميز به وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) ، فإن تطمينات فابيوس هي التي أخذت كيري نحو التصلب، وعندما شعر أوباما أنَّ كل هذه المواقف لن تخدمه، أصبح أكثر حذرا منذ الوقت الذي قال فيه ( أنا أريد أن يقول لي الجمهوريون ماذا يجب أن أفعل).

            هناك إشكال في فرنسا وضع هذا الجنوح نحو التشدد ، وهنا يمكن لنا الحديث أنَّ الحكومة الإسرائيلية هي التي حرضت فابيوس، ليس هذا ضروريا ، ولكن المؤكد أنه لو طلبنا رأي الحكومة الإسرائيلية كلما طالت الأزمة هذا يريحها وكلما كثر عدد القتلى فهي لن تكون منزعجة ، ومن الطبيعي أن لا تقول هذا في العلن ، لكن في الجلسات الخاصة هذا هو الرأي عندهم.
            كلنا يذكر الحرب العراقية الإيرانية ، كيف كنا نساعد طرفا لإضعاف الطرف الآخروهكذا دواليك حتى تطول الحرب ، وأنا رأيي هو بعد هذه الأشهر من الحرب الموقف الإسرائيلي هو (فليقتلوا بعضهم البعض).

            هل الموقف البريطاني يمكن اعتباره موقفا مضادا لأميركا؟
            أنا أعرف أصدقاء برلمانيين بريطانيين، أنا لا أعتقد أنها كانت مواقف ضد أميركا، النقاش لم يكن هنا، النقاش كان حول تلاعب أجهزة المخابرات ، والبريطانيون عاشوا هذا التلاعب بشكل سيء للغاية مع عملية انتحار لوزير (في قضية السلاح الكيماوي العراقي) ، خصوصا الفضيحة التي أحاطت بالانتحار ، وهم متأكدون للغاية أن أجهزة المخابرات هي الوحيدة القادرة على انتاج الفيديوهات التي تظهر الهجوم الكيماوي ، وهم صنعوا هذه الافلام في الوقت الذي كان فيه المفتشون في مكان قريب ، كل هذا بالنسبة للبريطاني المطلع ألاعيب مؤكدة لأجهزة المخابرات.

            لماذا ليست هذه حال الفرنسيين؟
            يمكن لأن نواة صغيرة قد يكون جزء من التلاعب نفذ معهم.. هذا ممكن، إذا كان هذا الطرف من المخابرات الفرنسية شارك بعملية التلاعب هم لن يقبلوا بسرور تغييرا في الرأي العام. انا اعتقد هنا ان أجهزة المخابرات لعبت دورا كبيرا.
            أنا سمعت مثالا على ذلك على امواج الإذاعة الرسمية البلجيكية الأسبوع الماضي رجلا فرنسيا يعمل في شركة امن خاصة قال أنا أعمل على تدريب المقاتلين الذين لا يتكلمون العربية في سوريا على القتال، هو يعمل مع من ؟ لم نساله، لكن الواضح انه يعمل لصالح جهاز فرنسي منذ البداية، كان يدفع الأموال من أجل هذا الأمر، ويمكن للبرلمانيين الفرنسين أن يتأكدوا من الموضوع. هذه الشركة الخاصة دفع لها من أجل تدريب كل هؤلاء الشباب المسلم كي يذهبوا للدفاع عن السنة في سوريا، وبعد سنة من التدريب قال هذا الرجل للإذاعة الرسمية البلجيكية ان (هذا العمل قد مني بالفشل لأن هؤلاء الشبان ليسوا جديرين بخوض الحرب، نطلب منهم تأمين طريق لا يستطيعون القيام بتأمينه، وهم يخوفون المدنيين بشكل مرعب إذن يتسببون بأضرار كبيرة للمدنيين، انا سوف اتوقف ، هذا غير مجد وغير منتج).

            هذا ما يقودك الى الاعتقاد ان هذه النواة لعبت دورا ما في تصنيع قصة الكيماوي؟
            أنا رأيت فيديو ساهم في اطلاق الشعور أنه يجب التحرك ، وهذا الفيديو أخذ عبر مصور لا نراه من على شرفة وليس من طابق ارضي، وبمشاهدة الفيديو نرى انطلاقة الصاروخ ووصول الصاروخ، وقد ركزت الكاميرا قبل اربع او خمس ثواني نحو المكان الذي سوف يطلق منه الصاروخ، إذن من البديهي ان هذا مونتاج ، ومن المؤكد اننا بعد خمس او عشر سنوات سوف نعرف الحقيقة عن هذا التلاعب ، ولكن خلال هذا الوقت صنعت المشاعر، وبدأت عملية الاشعال من فابيوس وفريقه الصغير التي أثرت على كيري، واعتبارا من هذا الوقت بدأت حملة التأثير على اوباما الذي قال في النهاية (انا لن افعل هذا)، انا سمعت رأي اوباما على التلفزة الأمريكية عندما قال سألت زوجتي فرفضت الحرب ، وهذا شيء لا يمكن التفكير به عندنا في أوروبا ، لكن في امريكا هذا يعني الكثير ، يعني ان الرأي العام يرفض الحرب ، وان الرأي العام للسود يرفض الحرب بتاتا.

            http://www.almanar.com.lb/adetails.p...catid=161&s1=0

            تعليق


            • 21/9/2013


              * سوريا سلمت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية جردا كاملا بترسانتها
              سلمت دمشق لائحة كاملة بترسانتها الكيميائية الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ملتزمة بذلك مهلة الاسبوع التي حددها اتفاق جنيف حول تفكيك هذه الترسانة.
              وافادت المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرا "ان منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية تؤكد انها تسلمت القوائم المرتقبة من الحكومة السورية بخصوص برنامجها للاسلحة الكيميائية".
              واضافت ان "الامانة الفنية (للمنظمة) تقوم حاليا بدرس المعلومات التي تم تلقيها". وكانت المنظمة بدأت السبت دراسة لائحة أولى عن هذه الاسلحة غداة تسلمها من دمشق.

              * هولند سيطلب من إيران المساعدة في إيجاد حل سياسي في سوريا
              قال مساعدون للرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إنه يأمل في إقناع إيران بالسعي لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية في سوريا وذلك اثناء لقائه مع نظيره الإيراني الأسبوع القادم.
              ومن المقرر أن يلتقي أولوند مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تولى منصبه الشهر الماضي يوم الثلاثاء القادم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال مساعد لأولوند إن فرنسا حريصة على إشراك إيران في محادثات السلام في جنيف.
              وأضاف المسؤول "ما نريده هو أن تلتزم إيران بشكل كامل بالسعي لإيجاد حل سياسي حقيقي في سوريا".

              * تركيا تكثف تعزيزاتها العسكرية بالقرب من حدودها مع سوريا
              كثف الجيش التركي تعزيزاته العسكرية بالقرب من بلدة الريحانية المحاذية للحدود السورية.
              وأكدت وكالة "إخلاص" للأنباء التركية أن "سيارات عسكرية ضخمة شوهدت وهي تخرج من مقر كتيبة المشاة الميكانيكية في بلدة إسكندرون جنوب تركيا وهي محملة بالجند والدبابات والعربات المدرعة وتتجه نحو المنطقة الحدودية القريبة من سوريا".

              * المعارضة التركية: تورط أردوغان بأزمة سوريا وضع القاعدة على حدودنا
              تتخوف السلطات التركية من اضطراب معسكر حلفائها في شمال سوريا، وتعزو أحزاب المعارضة التركية اقتراب تهديد الجماعات المرتبطة بالقاعدة من المنطقة الحدودية مع سوريا، الى تورط حكومة أردوغان في الأزمة السورية.
              (يمكنكم مشاهدة فيديو هنا):
              http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=33&s1=1

              * ’الائتلاف السوري’ المعارض يتوعد اللبنانيين: نراقبكم وسنأتي إليكم

              قناة ’أم.تي.في’ تفتح هواءها لمن يدعو ’إسرائيل’ إلى ضرب اللبنانيين وتبرر للعدو ضرب بلدات لبنانية بزعم وجود صواريخ

              عبد الناصر فقيه
              (يمكنكم مشاهدة عدد 2 فيديو هنا):

              http://www.alahednews.com.lb/essayde...d=84080&cid=76

              "التبرير" للعدو أو "تسهيل مهامه في الاستعلام عن مكامن القوة أو الضعف في الوطن".... ليست سابقة في الإعلام العربي، لكنها استجرار لأخطاء وخطايا مستمرة وقعت فيها فضائيات لبنانية وعربية، عن قصد أو غير قصد، وقد برزت تجلياتها في حرب تموز من العام 2006، حيث تماهى بعض الفضائيات في المواجهة مع من تجرأ على هز شباك الأمن الإسرائيلي، مبرراً أفعال الآلة العسكرية الإسرائيلية في لبنان، لخلافات داعمي الفضائيات السياسيين مع حزب الله.
              الأحداث السورية وتداعياتها لم تكن بمنأى عن هذه الخطايا، فقد بررت وسائل إعلام، أيضاً، للمفجرين في بئر العبد والرويس بضاحية بيروت الجنوبية، وفتحت تلفزيونات عربية ولبنانية هواء بثها على شخصيات اعتبرت التفجيرين، اللذين أسفرا عن عشرات الضحايا والمصابين من المدنيين، "خرقاً لمعقل حزب الله"، بينما كانت "الضربة العسكرية" الأميركية لسوريا مادة دسمة ليحول بعض "المعارضين" السوريين ما لديهم من معلومات عن مواقع عسكرية إلى الفضاءات الخارجية من أجل تمكين الأميركي من ضربها، بما يشبه الرجاء!، وبعد هدوء عاصفة "الضربة" انتقلت الإخباريات الإعلامية للحديث عن "تهريب" الكيماوي إلى خارج البلاد، وآخره ما أتحفنا به عضو الهيئة السياسية في "الائتلاف الوطني السوري" المعارض كمال اللبواني.
              اللبواني تناسى ما كتبه سابقاً عن أن من أسرار بقاء النظام السوري "تجار ومشايخ دمشق...الذين قدموا حبل نجاة" لهذا النظام، ومتانة مثلث "الحاكم والتاجر والشيخ....الذي يدافع عن أسوار دمشق أمام أي من الغزاة"، فاستفاض، ببرنامج بموضوعية على قناة "أم.تي.في" اللبنانية، في الحديث عن "عناصر الحرس الثوري (الإيراني) وحزب الله (اللبناني)" كسبب وحيد لعدم سقوط دمشق، وعمد "المعارض" المقيم في اسطنبول، إلى تسمية أسماء بلدات ومناطق لبنانية على أنها إحدى وجهات السلاح الكيميائي الذي ينوي النظام السوري "تهريبه" إلى الخارج. بدأ اللبواني بالتلميح بضرورة ضرب هذه الأهداف المفترضة،الا انه سرعان ما انتقل الى التهديد المباشر بقدوم "المعارضة" السورية المسلحة إلى داخل لبنان لـ"تطهيره" من حزب الله.
              الغريب أن اللبواني لم يبرىء نفسه من تهمة العمالة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركية، التي اطلقها عليه استاذ العلاقات الدولية بسام أبو عبدالله في سياق الحلقة نفسها، بل بدا متماهياً مع التهمة، حين أقر بنقل المعلومات عن حركة نقل الصواريخ المزعومة إلى الأميركيين لرصدها عبر الأقمار الصناعية العسكرية، فيما ارتفعت لهجته لاحقاً مهدداً ومتمنياًومتبنياً بأن "إسرائيل لن تنام حتى تطهر" لبنان من حزب الله، داعياً بصراحة عدو العرب والمسلمين إلى "استئصال" الحزب، وهو أمر شكل إحراجاً للضيف الثالث النائب عن كتلة "المستقبل" في البرلمان اللبناني نهاد مشنوق، الذي اضطر للرد عليه من دون أن يوضح ماذا يقصد بقوله "نحن قادرون على أن نقوم بدورنا تجاه الموضوع" متحدثاً عن "توقيت غير مناسب"! فهل من أدوار داخلية، للفريق الذي ينتمي إليه المشنوق، قد تتكامل في الوقت المناسب مع "المعارضة" السورية المسلحة؟
              وإن كان ضيوف الإعلامي وليد عبود يتحدثون على مسؤوليتهم، فإن القناة المضيفة تتحمل المسؤولية ضمناً، وهي لم تكن، في الواقع، بعيدة بالكامل عن أجواء "التبرير" لضربات محتملة في العمق اللبناني، قد تقوم بها "إسرائيل"، فقد سردت النشرة الرئيسية لأخبار الـ"أم.تي.في"، في نفس الليلة، ما قالت إنه معلومات عن "زيارة لوفد عسكري إيراني قبل أسبوعين إلى منطقة بعلبك"، وأن الوفد "عقد لقاءات مع قيادات عسكرية في حزب الله من المسؤولين عن منصات الصواريخ المنتشرة في جرود القصر والشربين في الهرمل"!!! أو ليست هذه "المعلومات"، إن صحت، إخباراً مجانياً لعدو لبنان؟

              * الدول الاقليمية تسلح المعارضة في سوريا
              قال طارق الاحمد القيادي في ائتلاف قوى التغيير السلمي ان الدول الاقليمية ومنذ بداية الازمة السورية تسلح المعارضة بناء على اوامر اميركية وفرنسية. وقال الاحمد في تصريح ادلى به مساء الجمعة لقناة العالم ان هذه الاسلحة تصل الى القوى الاكثر تطرفا مثل القاعدة ومشتقاتها والتي تسيطر على بعض مناطق الشرق والشمال في سوريا مؤكدا ان اميركا وفرنسا اعطتا للدول الاقليمية مثل السعودية وتركيا وقطر مهمة قذرة وهي تسليح الارهابيين.
              واضاف: مايجري على الاراضي السورية يعتبر مخالفة للشرعية الدولية ولايمكن لدول مثل تركيا او السعودية ان تقوم بتدريب المسلحين السوريين وغير السوريين في الاردن لان هذا العمل وفقا للقوانين الدولية امر غير شرعي.
              واشار الاحمد الى مؤتمر جنيف 2 للتوصل الى تسوية سياسية للازمة السورية وقال ان تسليح المعارضة يتعارض مع الذهاب الى جنيف 2 وعلى فرنسا واميركا ان تعطيا اوامر للدول الاقليمية لكي تتوقف عن ارسال الاسلحة الى المعارضة السورية.

              * حمودي: العراق سيحترق إذا وصل التكفيريون للسلطة في سورية



              حذّر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، همام حمودي، من تداعيات الازمة السورية على أمن العراق والمنطقة في حال تسلم المجموعات التكفيرية السلطة في سورية.
              وقال حمودي في تصريح صحفي نقلته "وكالة أنباء فارس" إننا "متخوفون من المجموعات التكفيرية في سورية ونشعر بالخطر الحقيقي، والبيت العراقي سيحترق والمنطقة كلها اذا تسلمت هذه المجموعات السلطة في سورية".
              وأضاف "كلما طال الصراع في سورية، تجذر الارهاب وكثرت المجموعات المسلحة التكفيرية، وكلما جرت المنطقة الى المعركة، أصبح هناك تصادم بين الدول الاقليمية، وبالتالي قد تتغير الخارطة".
              وتابع "لقد قلنا منذ البداية إن موضوع سورية سيطول، واقترحنا ان يجتمع العراقيون لتحديد الموقف ووجهنا دعوة باسم لجنة العلاقات الخارجية وتحدثنا مع رئيس الوزراء نوري المالكي ومع ورئيس المؤتمر الوطني نائب الرئيس خضير الخزاعي، وعلى رغم خلافاتنا، كانت قراءتنا واحدة".
              وأشار إلى أن "الموقف العراقي توحد وكلف رئيس البرلمان أسامة النجيفي ان يتحرك لإبعاد الخطر عن العراق ولتحسين الوضع الداخلي والاقليمي، فزار تركيا وكانت زيارته ناجحة، ثم انتقل إلى إيران، ونأمل بأن يزور السعودية وقطر لعلنا نصل الى قراءات متشابهة تحسن وضع المنطقة وتساهم في تخفيف الازمة. وقد التقيت في بروكسيل لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي وتحدثنا في الموضوع".
              وبيّن رئيس لجنة العلاقات الخارجية العراقية "لقد طالبنا بمعاقبة من استخدم الكيمياوي في سورية، ولكن بقرارات دولية. ثم قلنا إننا ضد الضربة الاميركية ومع الشعب السوري الذي يجب أن يضمن مستقبله ويبني دولته. وطرحنا فكرة وقف اطلاق النار والعمل على سحب المقاتلين الاجانب ثم الدخول في حوار لتشكيل حكومة انتقالية تضع دستوراً وتجري انتخابات يكون الشعب السوري هو صاحب القرار فيها ونحن ندعم جنيف 2 في هذا الاتجاه".
              وعما اذا كان هذا الحل ممكناً وبقاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، قال حمودي "هذا قرار الشعب السوري، وقد قلت ذلك خلال لقاءاتي في بروكسل وفرنسا، فلا يمكننا ان نتحدث باسم الشعب السوري، وعلينا ان نطالب بالبيئة الصحيحة الشفافة لرقابة دولية وان جنيف-1 ينص على حكومة انتقالية ذات صلاحيات حقيقية".

              ***
              * الرئيس السوري بشار الأسد: هناك حرب بالوكالة على دمشق والانتخابات الرئاسية عام 2014 تحدّد من سيحكم سوريا

              * مخزون سوريا من القمح يكفي لأكثر من عام



              اكد مسؤول سوري ان مخزون سوريا الاستراتيجي من القمح يكفي لاكثر من عام. وقال المدير العام للمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب موسى نواف العلي لصحيفة الثورة السورية الحكومية "أن مخازين القمح تكفي احتياج القطر لأكثر من عام".
              وكان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي افاد في تصريحات اعلامية الاسبوع الماضي ان بلاده تعمل باستمرار على تغذية مخزونها الاستراتيجي البالغ 3 ملايين طن عبر إجراء العقود لاستيراد القمح من الدول الصديقة ولا سيما إيران. ولفت العلي الى ان المؤسسة "تعاقدت على استيراد 2.4 مليون طن وصل منها 1.2 مليون طن"، مشيرا الى ان "الباقي يأتي تباعا حسب العقود الموقعة".
              واكد تقرير لمنظمة الاغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الاغذية العالمي التابعين للامم المتحدة صدر في تموز/يوليو الماضي ان الامن الغذائي تدهور بشكل كبير السنة المنصرمة في سوريا الغارقة في نزاع دام منذ اكثر من عامين. وافادت المنظمتان الدوليتان في ختام مهمة ميدانية في ايار/مايو وحزيران/يونيو عن تراجع انتاج القمح في 2013 بشكل ملحوظ وتدهور الى مستوى ادنى من المعدل بسبب تزايد كثافة الاضطرابات الداخلية.
              وذكر التقرير ان الانتاج الحالي للقمع يبلغ 2.4 مليون طن، اي اقل باربعين بالمئة مما كان قبل بدء الازمة السورية منتصف آذار/مارس 2011، مشيرا الى ان البعثة قدرت الحاجات للقمح المستورد بـ1.5 مليون طن للفترة 2013-2014. كما نبه التقرير ان الاضطرابات التي تشهدها سوريا منذ نحو 30 شهرا، ادت الى خلل في النشاطات الزراعية، محذرا من وقوع نحو اربعة ملايين شخص ضحية غياب الامن الغذائي.

              * لافروف سيبحث الوضع في سورية مع كيري والإبراهيمي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة
              يبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سبل تسوية الأزمة السورية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمبعوث الأممي في سورية الأخضر الإبراهيمي على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم.
              وذكرت الخارجية الروسية في بيان أصدرته السبت 21 سبتمبر/أيلول، أن لافروف سيشارك أيضا في اجتماع وزراء الخارجية مجموعة "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، واجتماع رباعية الوسطاء الدوليين للتسوية الشرق أوسطية، وجلسة السداسية الخاصة بالملف النووي الإيراني.
              وسيجري لافروف محادثات مع بان كي مون، بما في ذلك في إطار خماسية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وخلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد صرح للصحفيين في وقت سابق، بأنه يأمل في عقد لقاء مع لافروف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 28 سبتمبر/أيلول، للاتفاق على موعد عقد مؤتمر "جنيف -2".
              وستعقد اجتماعات أخرى رفيعة المستوى، بما فيها اجتماع حول موضوع نزع السلاح النووي وآخر في مسائل التنمية. وسيعقد في مجلس الأمن الدولي في إطار الأسبوع الوزاري اجتماعان برئاسة أستراليا في موضوع عدم انتشار الأسلحة الخفيفة والوضع في اليمن. يذكر أن الدورة الثامنة والستين للأمم المتحدة افتتحت يوم 17 سبتمبر/أيلول الجاري. وانتخب ممثل دولة أنتيغوا وبربودا جون إيش رئيسا للجمعية العامة. ويترأس سيرغي لافروف الوفد الروسي في الدورة.

              * بوشكوف: العنف الإثني في العراق نتيجة مباشرة للاحتلال الأمريكي وهو ما يُعد لسورية
              أعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (النواب) الروسي أليكسي بوشكوف عن اعتقاده بأن موجة العنف الإثني في العراق هي نتيجة مباشرة للاحتلال الأمريكي، محذرا من أن ذلك يُعد لسورية. وأشار بوشكوف في "تغريدة" له على "تويتر" صباح السبت 21 سبتمبر/أيلول، إلى أن "أوباما كان من معارضي الحرب في العراق. عليه أن يقول بوضوح ما إذا كان يريد الفوضى العراقية وحربا إثنية في سورية. ولكنه صامت حتى الآن".

              * بكين تجدد المطالبة بالحل السياسي بسورية



              أكدت الصين ان التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لانهاء الازمة السورية، ودعت الى تطبيق سريع للاتفاق الاميركي الروسي بشأن سوريا.
              وأعلن وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، في كلمة امام معهد بروكينغز في واشنطن، ان بلاده "ترفض بشدة استخدام اسلحة كيميائية من جانب اي بلد او اي شخص"، ودعا لتنظيم مؤتمر جنيف 2 "في اسرع وقت" بحيث يتركز على انهاء الازمة في سوريا، وتابع: "نعتقد ان التسوية السياسية هي السبيل الوحيد السليم لاحتواء الازمة السورية".
              وكانت الصين قد رحبت بالاتفاق الاميركي الروسي الذي ينص على وضع مخزون سوريا الكميائي تحت الرقابة الدولية.

              * العميد جزايري مخاطبا الغرب: هل يتأتى السلام عبر تصدير الارهابيين؟



              قال مساعد قائد هيئة الاركان المشتركة الايراينة العميد مسعود جزايري بان ما تشهده سوريا من ارهاب وجرائم ضد الانسانية تضع العالم امام نوع جديد من الارهاب الحكومي والحرب بالوكالة للادارة الاميركية تحت مسمى الحرية والسلام والديمقراطية متسائلا "هل السلام يتأتي من فوهة البنادق والارهاب"؟.

              واشار مساعد قائد هيئة الاركان المشتركة للشؤون الثقافية والاعلامية العميد مسعود جزايري في كلمة له بمؤتمر "السلام العادل في النظام الدولي "صباح اليوم السبت والذي يعقد بمناسبة اليوم العالمي للسلام ، اشار الى الاوضاع في المنطقة قائلا: ان الارهاب والجرائم اللا انسانية في سوريا ترتكبان تحت مسميات السلام والاستقرار والديموقراطية حيث ان العالم بات يشهد نوعا جديدا من الارهاب الحكومي والحرب بالوكالة للادارة الاميركية تحت مسمى الحرية والسلام .
              وقال متسائلا هل يتأتي السلام عبر فوهة البنادق والارهاب وتصدير الارهابيين وهل اللعب بالالفاظ والمفاهيم يساعد باستتباب السلام في العالم؟.
              واوضح العميد جزايري ان السلام الواقعي يكمن في الحفاظ على سلامة الانسان وحقوقه ويتأتي السلام العادل من تكريس مفاهيم الانسانية ومراعاة جميع البشر منوها على ان السلام الذي لا يسوده عدل ومساواة ليس بسلام واقعي.

              تعليق


              • صفعة جديدة لصقور الحرب على سوريا
                النخيل-اظهر استطلاع للرأي رفض غالبية الاميركيين والاوروبيين والأتراك لأي تدخل عسكري في الازمة السورية، وهو بمثابة صفعة قوية لسياسات صقور الحرب على سوريا.
                النتائج التي تمخضت عن اكبر استطلاع للرأي اظهرت بشدة حجم الرفض الشعبي في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا وتركيا للتدخل في سوريا، لم تفاجئ المراقبين فقط بل حتى المسؤولين في صندوق مارشال الالماني الذي اجرى الاستطلاع السنوي.
                ويقول محللون ان المعارضة الشديدة جاءت بمثابة صفعة قوية لسياسات صقور الحرب على سوريا اظهرت مدى الهوة الفاصلة بين شعوب القارتين وحكوماتهم، خاصة في تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
                وقال المدير الاوروبي لصندوق مارشال الالماني كريغ كينيدي لمراسل قناة العالم ان الرأي العام عبر عن نفاذ صبره من التدخلات العسكرية الاحادية وتكاليفها الباهضة، وقد عرضها في هذا الاستطلاع بشدة، واعتقدوا بان الكثير من الساسة مرغمون على تدارك ذلك.
                واضاف كنيدي ان الادارة الاميركية اليوم تواجه اكثر المشكلات تعقيداً في الشرق الاوسط تفوق بكثير العقود الماضية، وهي لا تزال تعاني من الارهاق جراء تدخلاتها في العراق وافغانستان وليبيا، وصار من العسير عليها ان تتمكن من اقناع الرأي العام بسياساتها.
                الاستطلاع اظهر ان 62% من الاميركيين، و72% من الاوروبيين والاتراك يرون بان حكوماتهم ينبغي ان تتجنب التدخل في سوريا، مقابل 30% فقط من الاميركيين و22% من الاوروبيين يعتقدون بان دولهم يجب ان تتدخل، في وقت وصف فيه تقرير مواز لصندوق مارشال الالماني ساسات اميركا بانها فقدت مصداقيتها في الشرق الاوسط.
                يذكر ان الاستطلاع سجل هو الاخر تراجعاً حاداً في فكرة تدخل عسكري في سوريا، وهو ما قد يشكل بحسب مراقبين عامل ضغط آخر من شأنه ان يضع من لا زال يلوح بمثل هذا التدخل امام حسابات دقيقة في الربح والخسارة.
                جنبلاط يؤكد فوز الرئيس الاسد :اكثر من 60% من الأصوات ستكون لصالحه

                النخيل-لفتت البرلمانية الاوروبية البارزة فيرونيك دو كايز إلى أن الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، الذي التقته، قال لها :إذا تمت الانتخابات الآن ستكون أكثر من 60 في المئة من الاصوات لصالح الاسد، ليس لأنه الرئيس بل لأن الناس يخافون من أن تنفجر سوريا.. فهو يمثّل اليوم، اذا أحببنا أم لا ومع كل عيوبه، الكثير من السوريين، لأنه يحمي الشعب من تهديد يخيفهم ويأتي من الخارج.
                وقالت البرلمانية الاوروبية أن العالم يراقب ما سيفعله الاسد قبل الانتخابات المقبلة، موضحة اذا لم يقم باصلاحات، وإذا لم يقم بتسليم اسلحته الكيميائية، وهذا سيستغرق وقتا طويلا، وإذا لم يعمل على حل سياسي بشكل فعال، فبهذه الحالة بالفعل ستكون مصداقيته قد تلطخت كثيرا.
                وعقبت البرلمانية الأوروبية على كلام الاسد بالقول إن المعارضة المسلحة تتضمن على الارجح أكثر من 2000 مجموعة من الارهابيين، وهذه تقديرات الامم المتحدة، وهم انضموا إلى المسلحين منذ البداية، ويقتلونهم إذا رفضوا السير معهم، مثلما حصل ربما مع الاب باولو دالوليو وغيره


                "القاعدة" تخطط لـ "الانتقام" من بغداد بسبب الأسد

                النخيل-حذرت مصادر أمنية مطلعة من موجة إرهابية كبيرة متوقع حصولها خلال الأيام المقبلة تأتي للانتقام من الحكومة العراقية على خلفية مساندتها لنظام بشار الأسد مما أجهض مشروع إسقاطه, عازية تراجع العمليات الإرهابية في العاصمة خلال هذه الأيام إلى تضييق الخناق على الإرهابيين في مناطق حزام بغداد.
                وقالت المصادر الأمنية إن "العاصمة بغداد ستشهد خلال المرحلة المقبلة موجة إرهابية قوية (انتقامية) من قبل تنظيم القاعدة تجاه الحكومة العراقية بعد فشل جهود إسقاط نظام الأسد كونها ترى انه جاء نتيجة الضغط (الإيراني – العراقي) ومساندتهما للحكومة السورية".
                وأشارت المصادر إلى أن "تراجع العمليات الإرهابية في العاصمة مؤخراً يؤشر وجود ضعف كبير في الجماعات الإرهابية وآليات تنفيذ الهجمات, عازية ذلك إلى العمليات التي شنتها القوات الأمنية على مناطق حزام بغداد والتي ضعضعت وضع الجماعات الإرهابية التي تستوطن في هذه المناطق وتقوم بنقل موادها التي تنفذ بواسطتها العمليات الإرهابية إلى العاصمة بغداد".
                واعتبر المصدر التفجيرات والخروقات الأمنية التي حصلت مؤخراً في المحافظات الأخرى محاولة لشغل الأجهزة الأمنية وتشتيت الجهد الأمني في مدن العاصمة بغداد.
                وزادت وتيرة العنف والعنف المضاد في العراق خلال الأسابيع والأيــــام الماضية بشكل رهيب، وأخذت صور المــوت المجاني تنتشر بفظاعة، لتنتشر في محافظـــات العراق كافة، مخلفة وراءها العديد من الضحايا.
                وقتل أمس الأوّل ما لا يقل عن 36 شخصا في موجة من تفجير سيارات ملغومة وإطلاق نار في شتى أنحاء العراق. ولم تعلن أي جماعة على الفور مسؤوليتها عن الهجمات، التي كانت منسقة فيما يبدو، لكن المسلحين وبينهم منتمون لتنظيم القاعدة يستعيدون قوتهم الدافعة في الشهور الأخيرة.

                ا هو دور تركيا في خلافات "جيش الحر" و"النصرة النصرة"


                النخيل-بالرغم من استمرار الجيش السوري في ملاحقة المجموعات المسلحة، على مختلف محاور حلب وريفها، إلا ان الحدث البارز كان الاجتياح الذي نفذه مسلحو ما يسمى “دولة الاسلام في الشام والعراق”، باتجاه الريف الحلبي وخصوصاً مدينة اعزاز.
                خلافات تنظيم “داعش”، الاسم المختصر الذي يطلق على المجموعات المسلحة المتطرفة القادمة من كل بقاع الارض، للقتال في سورية، تحت اسم “دولة الاسلام في العراق والشام مع ما يسمى “الجيش الحر”، ناجمة عن خلافات ممولين ومشغلين، وليس فيما يتعلق بالعقيدة والأفكار، حيث وصلت الخلافات بينهم إلى حد الاقتتال.
                قبل ثلاثة اشهر قام تنظيم “داعش” بافتتاح مقر له في مدينة أعزاز، الأمر الذي جوبه باعتراض كتائب والوية المجموعات المسلحة، وعلى رأسها ما يسمى لواء عاصفة الشمال، وخرجت عدة تظاهرات احتجاجية في المدينة.
                وبدأت خلافات ما “يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام” وحلفائهم من “القاعدة”، مع المجموعات المختلفة، التي لا تزال تطلق على نفسها اسم “الجيش الحر”، وبالذات ” لواء عاصفة الشمال”، والذي يسيطر على مدينة اعزاز في شمال حلب، والقريبة من الحدود التركية، بعد عودة مقاتلي ذلك اللواء من معركة مطار منغ، حيث قام مسلحو “الدولة الاسلامية” المرابطون عند حاجز المالية داخل مدينة أعزاز، باعتقال مجموعة من عناصر لواء عاصفة الشمال، أثناء عودتهم من جبهة مطار منغ العسكري.
                وبحسب مصادر محلية، فإن أحد أسباب أعتقال المجموعة المذكورة، هو رفض ما يسمى لواء “عاصفة الشمال” استيلاء “دولة الاسلام في العراق والشام” على بيوت المدنيين داخل المدينة. وتطورت الاشتباكات بعد فترة عند محاولة عناصر من “داعش” القاء القبض على طبيب الماني موجود في مستشفى اعزاز الميداني، لمعالجة مسلحي المجموعات الارهابية الجرحى، حيث اتهمت “داعش” الطبيب بتصوير مراكز تابعة لها، واستعمالها لصالح مخابرات غربية، الامر الذي اثار حفيظة عناصر ما يسمى لواء “عاصفة الشمال”، الذين رفضوا تسليم الطبيب لعناصر داعش، لتتصاعد الامور بين الطرفين حتى وصلت الى الاشتباك بالأسلحة ووقوع قتلى وجرحى واعتقالات واعدامات بين الطرفين.
                ثم هاجمت “داعش” مدينة اعزاز الواقعة تحت سيطرة ما يسمى لواء عاصفة الشمال، وبهجوم خاطف سيطرت “داعش” على مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وأكدت مصادر محلية أن “داعش سيطرت على مدينة اعزاز بالكامل وقامت باعتقالات ونصب حواجز في المدينة” لتتوسع رقعة الاشتباكات بين الطرفين، لتصل الى منطقتي عندان وحريتان في ريف حلب الشمالي، حيث قامت ما يسمى “بداعش” بمهاجمة حواجز ومقار تابعة لما يسمى بالجيش الحر في تلك المناطق، وترددت انباء عن حشد تقوم به الكتائب التابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” لمهاجمة البلدتين في ريف حلب الشمالي.
                وفي حين يسود الانقسام بلدة عندان، التي تتقاسم فيها قوى عدة السيطرة وتتحيّن الفرصة للتخلص مما يسمى لواء أحرار سوريا وكتائب أخرى صغيرة تشبه في تشكيلها وسلوكياتها ما يسمى بلواء عاصفة الشمال، كذلك توسعت الاشتباكات لتمتد إلى قرية المريمية غرب أعزاز استعداداً لمهاجمتها من قبل “داعش”.
                بنفس التوقيت كانت مدينة الطبقة في الرقة، تدور فيها اشتباكات عنيفة بين ما يسمى دولة العراق والشام الاسلامية “داعش” وعناصر ما يسمى الجيش الحر، وحتى دير الزور التي شهدت اشتباكات عنيفة بين ما يسمى لواء أحفاد الرسول وداعش، حيث استطاع ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق و الشام ابعاده عن مناطق وسط مدينة دير الزور ونهر الفرات، وقامت داعش بتصفية عدد من أبرز قيادات ما يمسى الجيش الحر، وأهمهم قائد لما يسمى كتائب العباس، كاسر جميان، و وليد شداد قائد ما يسمى كتيبة قيصر الهنداوي. وفي الوقت نفسه اصدر ما يسمى لواء عاصفة الشمال بيانا طالب فيه “لواء التوحيد” في حلب وأحد تشكيلات ما يسمى بالجيش الحر، والتابع عملياً للمخابرات التركية، بالمساندة في مواجهة كتائب داعش.
                وسط هذه التطورات وصل لواء التوحيد، الذي يعتبر من اهم اذرع المخابرات التركية في شمال سورية، في خطة كان من المقرر لها ان تعيد سيطرة ما يسمى الجيش الحر على بلدة اعزاز، بعد ترهل وانحسار قوة ما يسمى لواء عاصفة الشمال. وذكرت مصادر خاصة أن “الاشتباكات التي وقعت كان سببها تنازع قوة للممولين وفرض سيطرة على المناطق، بالذات بعد تدخل لواء التوحيد المعروف بقربه من المخابرات التركية في خطوة يراها الكثيرون أنها تأكيد على خطة الاتراك، للسيطرة على الحدود، وتثبيت نقاط للواء التوحيد فيها”.
                وقدم ما يسمى “لواء التوحيد” بعد وصوله الى المعبر الحدود مع تركيا مبادرة قائمة للتهدئة، سرعان ما ترجمت الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين المتقاتلين، ويتضمن الاتفاق خروج جميع المحتجزين بسبب الاشتباكات خلال 24 ساعة من تاريخه، ورد جميع الممتلكات المحتجزة لدى كلا الطرفين، وقد تم الاتفاق ايضا على قيام لواء التوحيد بوضع حاجز بين الطرفين لحين انهاء المشكلة في اعزاز، وان يكون المرجع في حل اي خلاف “هيئة شرعية معتبرة من الطرفين” ووقع الإتفاق الطرف الاول ممثلاً بابو عبد الرحمن الكويتي والطرف الثاني بواسطة النقيب احمد غزالة ابو راشد وشهد عليه كل من ابو توفيق من لواء التوحيد وابو ابراهيم الشيشاني.
                وفي المحصلة اكدت لنا مصادر خاصة ان “تحريك جبهة النصرة ضد الجيش الحر بالتحديد في اعزاز له عدة دلالات خصوصا انه جاء بعد ايام على اسقاط الاتراك طائرة مروحية سورية حيث اكدت لنا هذه المصادر ان المتضرر الاكبر من اي حل في سورية هو اردوغان لذلك حاول افتعال مشلكة من خلال اسقاط الطائرة السورية لضرب اي حلول وجر السوري للرد ولكن عندما تعاطى السورية بحنكة ولم يرد، طلب التركي من بعض عناصر الحر ادخال عدة سيارات مفخخة الى الداخل السوري عبر اعزاز وبما ان البعض من الحر يراهنون على مكان ما لهم في حال الحل السياسي رفضوا ذلك ما جعل التركي يحرك بعض المجموعات المرتبطة به داخل جبهة النصرة للسيطرة على هذه المنطقة والقيام بهذه المهمة”.
                وتعتبر مدينة أعزاز ومارع وعندان من اهم معاقل ونقاط ارتكاز أساسية للمجموعات المسلحة، بينما تتمتع جماعة “الإخوان المسلمين” بنفوذ كبير على مسلحي مارع، ويذكر أن لواء عاصفة الشمال، هو الجهة الخاطفة للزائرين اللبنانيين التسعة، الذين اختطفوا أثناء عودتهم من زيارة دينية في إيران، عبر تركيا، براً إلى سورية.

                تعليق


                • مناع: المقاتل الأجنبي أصبح أصل المشكلة في سورية
                  قال رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر هيثم مناع، في حديث تلفزيوني الى ان “فروع “تنظيم القاعدة” كانوا واضحين منذ البداية في ولائهم لزعيم التنظيم أيمن الظواهري”.

                  واعتبر انه “ليس للعقلية التكفيرية حدود وإعلان الإمارة هو الهدف”.

                  واشار مناع الى ان “الأجندات الأخرى هي مدمرة للثورة السورية ولكل الأهداف التي خرجت من أجلها”.

                  واكد مناع الى “اننا ضد أي تواجد عسكري خارجي من أي جهة على الأراضي السورية”، مشيرا الى ان “على الأراضي السورية أكثر من 20 ألف جهادي تكفيري”،.

                  واوضح “اننا أمام أكبر تجمع للقاعدة على الصعيد العالمي في سوريا”،وان “المقاتل الأجنبي أصبح أصل المشكلة في سوريا”، وقال”اننا أمام مجموعات مجرمة علينا أن نتخذ موقفاً موحداً منها”.

                  كما اوضح مناع ان “في سوريا تعايش ومعلولا دليل على هذا التعايش”،واعتبر ان “مؤتمر جنيف 2 قادر على أن يخلق تضامناً دولياً مع عملية الانتقال السلمي”، وانه “لا بد وأن تتوجه كل القوى إلى مؤتمر جنيف لأننا أمام مسألة وجودية”.

                  ووجه مناع دعوة لأردوغان إلى إغلاق المعابر ووقف التمويل للجماعات المسلحة مشيرا الى ان النار ستصل إلى أنقرة وأردوغان.

                  من رحم سورية ولد نظام عالمي جديد..


                  أحمد الشرقاوي

                  هذا ما سيقوله التاريخ.
                  يستطيع الكاتب السياسي أن يحلّل كما يشاء، ويستطيع الإعلامي أن يعلّق كما يريد، ويستطيع الناقد أن يفكّك الروايات ويعيد تركيبها ليقدم لنا الحدث من زاوية رؤيته المنهجة الترجيحية لتأكيد معلوم أو تعديله أو نفيه.. لكن وحده المؤرخ من ستكون له الكلمة الفصل ليقدّم لنا الرواية التاريخية، بعد أن يحولها من الأثر إلى عين الخبر وفق منهج التوثيق، الذي يثبت الحدث من خلال اتصاله بالسند الذي يمثل شهادة حيّة ناطقة معبرّة واضحة.. والحديث هنا هو عن “الوثيقة” الحاسمة التي تعتبر “شهادة مادية” تمكّن المؤرخ من معرفة الدقائق والخصائص والمميزات بل والمفاهيم الصحيحة أيضا.

                  وعليه، فما نلحظه اليوم من تضارب يصل أحيانا حد التعارض في وجهات النظر لجهة التعامل مع ما يمكن أن نسميها بـ”الحالة السورية”، مرده إلى رؤيتين مختلفيتن: رؤية ‘عقلانية’ تصدر عن هاجس مسكون بسؤال المعرفة وهم البحث عن الحقيقة، ورؤية ‘عاطفية’ تصدر عن متمنيات ذاتية ترفض التعاطي مع الواقع كما هو، وتحاول تحويره لتقديمه للناس كما تريده أن يكون، وهذا هو عين التخلف.

                  والتخلف في حقيقة معناه، هو الهوة بين الحقيقة والخيال، بين الواقع والتوقع.. والذين يستغربون، ويستنكرون، ويعترضون عند حدوث واقعة جليلة لم يكونوا ينتظرونها، لأنها لا تعجبهم، أو لأنها لا تخدم مصالحم.. هم أناس متخلفون، يفتقرون إلى المنطق والقدرة على التعايش مع الواقع والتأقلم مع نتائجه، وإنتاج رؤية مستقبلية في المدى المنظور تساعدهم على تصحيح المسار، فما بالك بالمدى المتوسط والطويل. هؤلاء أناس، وإن أعجبك مظهرهم وراقتك مكانتهم، يعيشون من يوم لآخر، بإستراتيجية الآخر، كأدوات تنفذ ولا تفكر، لأنها لا تشارك في صنع القرار.. لذلك، لا غرابة أن أمثال هؤلاء ‘الأدوات’ الصغار، لا يمكن أن يصدر عنهم إلا “رد فعل” عاطفي، وليس “مبادرة” شجاعة وخلاقة تصنع الحدث فتحوله إلى تاريخ بعد ذلك.. ودروس التاريخ تقول، أن الأقوياء هم من يصنعون السلام.. وهذا هو الفرق بين الرجال وأشباه الرجال، بين الكبار والصغار، بين العظماء والأقزام، بين الحكماء والأغبياء…

                  وإذا أردنا أن نسقط هذا الجانب النظري على الواقع السوري الذي نتابعه اليوم ونسعى لفهم خلفياته وتداعياته، وخيوط المؤامرة التي تحاك لتغيير مساره في الإتجاه المعاكس لطبيعته، يمكن أن نطرح كمثال من بين أمثلة عديدة أخرى ما يمكن تسميته بـ”الحالة الحريرية”، نسبة لرئيس وزراء لبنان الأسبق السيد ‘سعد الحريري’.

                  كيف؟.. ولماذا؟…

                  بغض النظر عن كل ما يقال ويكتب عن هذا الرجل ودوره المثير للجدل في لبنان كما في سورية، والذي تتهمه أوساط لبنانية وسورية وعربية مناصرة لمحور المقاومة، بالعمالة والخيانة والنذالة والتبعية، وتعتبره مجرد أداة سعودية صغيرة في مشروع صهيوأمريكي كبير… إلا أنني أفضل من جهتى الوصف الذي يصنفه في خانة “المراهق السياسي”.. لأنه وصف عقلاني لا يصدر عن حقد عاطفي، وإن كنت أسلم بحقيقة ما يقال عنه في هذا الجانب، وأشفق عليه من نفسه.

                  والسيد ‘سعد الحريري’، ليس حالة شاذة في الوطن العربي يمكن التعاطي معها بسخط وغضب واستنكار، بل مجرد عنوان لصفحة في موسوعة ضخمة إسمها “الخيانة” التي تحولت اليوم كما هو معلوم إلى وجة نظر لا جريمة. ومرد ذلك، أنه منذ كامب ديفيد وإلى الآن، والعالم العربي يعيش الذل والإهانة، لأن ‘كامب ديفيد’ بإجماع شرفاء الأمة كان خيانة، ومؤتمر مدريد خيانة، ومؤتمر أوسلو خيانة، وكل الإجتماعات التي عقدت بعد ذلك حول “السلام” المزعوم في فلسطين خيانة..

                  هذا كلام يدركه الخونة، المتآمرون، وسماسرة السياسة، والمهووسون بسؤال السلطة من الحكام العرب الذين كل همهم هو معرفة إن كانوا سيبقون في الحكم أم لا؟.. وبالتالي، فمنذئذ أصبحت الخيانة وجهة نظر ولم تعد خطيئة تقام لأصحابها المحاكمات الشعبية وتنصب لهم المشانق.. لأنه في ظل التقارب العربي الصهيوني باسم “رفع المعناة” عن الشعب الفلسطيني التي قال بها الرئيس الراحل ‘السادات’، وباسم “سلام الشجعان” الذي قال به الرئيس الراحل ‘ياسر عرفات’، وباسم “التطبيع” مع من سماها العقيد الراحل معمر القذافي بـ”إسراطين”، فُتح المجال واسعا لهرولة الحكام العرب نحو خطب ود الأمريكي والظفر برضاه من خلال البوابة الإسرائيلية السرية والعلنية، إلى أن أصبحت الفجوة بين الشعوب العربية وأنظمتها بحجم الكارثة، وأصبح التعاون مع اليهود أبناء العمومة من خلال السياسة والفن والثقافة والإعلام والإقتصاد والتجارة والسياحة وغيرها… قائم على قدم وساق، حتى وصل إلى مفاصل الأمن القومي والإستراتيجيا العسكرية، وتحول “الصهيوني” إلى حليف مسالم، فيما الممانع والمقاوم لهذا الإنبطاح الذي سموه “إعتدالا” تحول في دين الوهابية إلى عدو لله والأمة، لأنه اختار نهج “التطرف” وانخرط في فكر الفئة “الضالة” المغامرة، وفق تعريف فقهاء ‘آل سعود’، الذين لا يسمحون برفع بندقية في وجه اليهود “المساكين” أو خنجر، ويسخرون من الرئيس ‘الأسد’ لأنه لم يطلق رصاصة واحدة لتحرير ‘الجولان’ منذ عقود، متناسين أنه لولا دعمه لما كانت هناك إنتصارات في لبنان وغزة، ولما بقى للعروبة اليوم من ذكر يذكر.

                  وبذلك، انقسمت الأمة إلى فسطاطين (بتعبير ابن تيمية الذي استعاره بن لادن لتقسيم العالم إلى دار حرب ودار سلم بعد أحداث 11 أيلول 2001 كما طلب منه الأمير بندر بوش): فسطاط ثابت على الحق، ممسك على الجمر، مناصر لخيار المقاومة من أجل التحرير والوقوف في وجه الإستكبار والغطرسة والهيمنة الأمريكية دفاعا عن العزة والكرامة والسيادة.. وفسطاط ارتضى خيار الخيانة، والإنخراط في دسائس المؤامرة، والإنحياز إلى قوى الشر والإرهاب، خدمة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، ففرّط في الدين والسيادة والكرامة وكل قيم الأخلاق والفضيلة الأصيلة التي رضعنا حليبها من ثدي القومية العربية والإسلام المعتدل الجميل، قبل عصر الإرهاب الصهيو – وهابي.

                  خذوا أسرارهم من صغارهم
                  هذا مثال عربي قديم، قال به حكيم لا أعرف إسمه، لكنني أترحم على روحه، لأنه ساعدني في العديد من كتاباتي على قراءة الواقع وتوقع الآتي.. ومنه تعلمت كيف أستمتع بمتابعة تدوينات صاحبنا “الحريري” على موقع التويتر، لأنها كانت بالنسبة لي مؤشرات تبوح من حيث يدري صاحبها أو لا يدري، عن جهل أو ربما عن غباء وإن ارتدى لبوس الذكاء، أنه إنسان لا يفكر بل يقول ما يفكر فيه الآخرون، وبالتحديد ما يسمعه من أمراء آل سعود خلال دردشتهم في صالونات قصورهم المغلقة.. ومن المعروف لدى علماء النفس أن اللسان هو الأنبوب الذي يصب فيه الإنسان كل ما يعتمل في عقله ويخالج نفسه وتخزّنه ذاكرته، فيعبر به لا شعوريا عن طموحه وآماله، وعن صدقه وكذبه، وعن حسن نيته وخبث سريرته وقذارته.

                  وكانت تعليقات ‘الحريري’ تبدو وكأنها تصدر عن شخص يعاني ويفضفض عن سريرته من شدة الهم والكمد، فيطلق العنان للسانه ليعبر، وإن بتحفظ، عما يتفاعل في ثنايا نفسه المريضة، المهووسة بالسلطة والمال.. وحيث أن صاحبنا لا ينطق عن الهوى، فكان يطيب له تقديم نفسه بإعتباره سياسي يتقن فن قراءة الواقع، وينظّر لرؤية المستقبل إنطلاقا من هذه القراءة.. فكنت ألتقط ما يقول وأتعامل مع كلامه كمن يبحث عن جوهرة صغيرة نادرة في كومة من الزبالة.

                  كثيرة هي المرات التي استفدت من غثيانه، وكان آخرها على سبيل المثال لا الحصر، عندما قال، بعد انتصار الجيش العربي السوري وجند حزب الله في معركة القصير الإستراتيجية: “وماذا لو سقط الأسد؟.. هل أخذ السيد حسن نصر الله هذا المعطى بالحسبان..؟”.

                  هنا التقطت المؤشر المفتاح، وعلمت أن “المراهق الصغير” لا يُنظّر، وإنما يردد كلاما كبيرا وخطيرا سمعه في مكتب ‘بندر بن سلطان’.. فكتبت حينها مقالة بعنوان “بداية العد العكسي للتفجير في لبنان”، وبعدها بقليل تم تفجير الضاحية ثم طرابلس. وكتبت مقالة بعنوان “بداية العد العكسي لتفجير سورية والمنطقة”، فخرج بعد ذلك الرئيس ‘أوباما’ يعلن عن عزمه توجيه ضربة عسكرية لسورية بهدف إسقاط الأسد وسحق حزب الله… وهكذا.. وأنا أشكر بالمناسبة هذا الغبي الذي أفادني كثيرا في توقعاتي بالنسبة للحالة اللبنانية والسورية، وكنت أحرس الناس على إلتقاط المؤشرات من كلامه النثن.. مصداقا لقول الحكيم: “خذو أسرارهم من صغارهم”.

                  مـــاذا لـــو..؟
                  المقالة الأخيرة التي كُتبت للسيد ‘سعد الحريري’ من قبل أحد أزلامه من مرتزقة الحرف ووقعها بإسمه تحت عنون: “ماذا لو…؟”، مقالة تستحق القراءة والتأمل.. لأنها تعبر عن حالة من الإحباط الشديد التي يتقاسمها ‘سعد الحريري’ مع ‘آل سعود’ بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من قطف رأس الرئيس ‘بشار الأسد’.. لكن فجأة، دخل الروسي على خط الأزمة، وسحب أصبع الأمريكي من على الزناد، فتقرر إرجاء الحل العسكري وفسح المجال أمام الحل السياسي.. ليتّضح اليوم أن الحل العسكري سقط نهائيا، بعد أن تبيّن للرئيس ‘أوباما’ أن الحرب لن تحقق أمن إسرائيل، ولن تضمن تدفق النفط من الخليج.. وأن الإنتقام لمقتل 1.400 مدني سوري بالكيميائي لا يكون بقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.. وأن إسقاط الأسد ستكون خدمة مجانية غبية تقدما أمريكا لإرهابيي جبهة النصرة والقاعدة في غياب البديل.. وأن تماسك حلف المقاومة واستماتته وإصراره على هزيمة أمريكا وإسرائيل لا يضمن لـ’أوباما’ نصرا محققا.. وأن الشعب الأمريكي وأحرار العالم كما التاريخ سيلعنونه لو هو أقدم على هكذا مقامرة.. ما جعله يتوسل الروسي من وراء كواليس مؤتمر العشيرن بـ’سان بترسبورغ’، ويقترح عليه صفقة على شاكلة صفقة “خليج الخنازير” التي أصبح العالم بعدها يدار من قبل أمريكا وروسيا فيما عرف بالحرب الباردة بعد ذلك.

                  مقالة الحريري من حيث المبنى والمعنى تفشي عن سر خطير مسكوت عنه، ومؤداه، أن السعودية فشلت في سورية ولم تحصد إلا الخيبة والكمد، وأن الضربة العسكرية التي كان من المفترض ان تقوم بها الولايات المتحدة سقطت إلى غير رجعة.. وبالتالي، لم يعد لـ’آل سعود’ و ‘آل الحريري’ من حل في المدى المنظور سوى “فش خلقهم” من خلال الإنتقام من سورية، عبر ضخ مزيد من السلاح والمسلحين، والرهان على عمل نوعي ضد النظام السوري من شأنه إحهاض الصفقة الروسية الأمريكية لتغيير معادلة الصراع الإقليمي والدولي من خلال توريط الإسرائيلي في حرب تجر رجل الأمريكي ليستكمل ما تراجع عنه في آخر لحظة.. والتفجير هذه المرة لن يقتصر على سورية فقط، بل سيطال لبنان كذلك عملا بمقولة “علي وعلى أعدائي”، ما دام انتصار سورية وبقاء الأسد يعني بالضرورة نهاية آل سعود و انتحار الحريري وفريقه سياسيا في لبنان..

                  ولنا في رسالة ‘السنيورة’ إلى الرئيس ‘أوباما’ التي نشرتها مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية خير مثال على حالة اليأس والبأس والوقاحة التي وصل إليها هذا الفريق المراهق.. فقد جاء فيها: “سيدي الرئيس إضرب سورية”…

                  الحريري وبعد إدراف دموع التماسيح على الشعب السوري المظلوم، ولوم “أسياد” العالم الكبار على اهتمامهم بالسلاح الكيميائي فقط بدل القصاص ممن استعمل هذا السلاح ضد شعبه، يتسائل في مقالته الأخيرة ببرائة الذئب في لبوس الحمل: “ماذا لو..؟ وفي “ماذا لو؟” هذه، يكمن اللغز الخفي أو سر الأسرار.. حيث يقول: “ماذا لو تم اطلاق هذا السلاح الكيميائي على اسرائيل، فهل كانت الولايات المتحدة الاميركية ومعها كل أوروبا، تجرؤ على القبول بالاقتراح الروسي؟”. ويطرح نفس السؤال بالنسبة لتركيا والأردن ولبنان، ثم يقدم إجابات افتراضية عن كل حالة على حدة.

                  وحيث أن ما يوشي به مقال ‘سعد الحريري’ هو سيناريو حضر له الأمير ‘بندر بن سلطان’ في ليل بلا قمر، وفق ما ذكرته وحذرت من تداعياته تقارير استخباراتية غربية.. وحيث أن الأمر يتعلق تحديدا بإسرائيل، فجواب الحريري في هذه الحالة يقول: “إن كل الدول الكبرى، بما فيها روسيا والصين، ستتضامن على شن الحرب ضد النظام السوري، دون الرجوع الى مجالس الشيوخ والبرلمانات الديموقراطية وغير الديموقراطية”.

                  وهذا هو بيت القصيد، فالسعودية التي فشلت في إحداث التغيير في سورية من خلال الإرهاب، وفشلت في الضغط على أمريكا لتسقط الرئيس الأسد بالضربة العسكرية التي قدمت لها التمويل والدعم بقرارات مجلس التعاون الخليجي والجامعة العبرية، لم تجد من مخرج لمعضلتها مخافة السقوط المريع غير التوغل عميقا في المؤامرة، من خلال تحريض إرهابييها من جبهة النصرة والقاعدة على إستهداف إسرائيل بالسلاح الكيميائي، لترد هذه الأخيرة بجنون فتساندها الولايات المتحدة وفرنسا وربما قوى دولية أخرى، فتنفجر المنطقة.

                  هذا هو المخطط الإنتحاري الأخير الذي فكرت فيه السعودية كمخرج من أزمتها، ويطرحه السيد ‘الحريري’ كفرضية من موقع المحلل الإستراتيجي.. حتى إذا وقعت الواقعة ونفذت القاعدة هجوما كيميائيا على إسرائيل، تكون توقعات ‘الحريري’ قد صدقت ولو لمرة واحدة، وهو الرجل الذي كلما توقع شيئا إلا وحصل عكسه، مثله مثل حليفه المجرم ‘جعجع’.

                  هذا السيناريو الذي طرحه الرجل في مقالته، لم يأتي من وحي خيال المدعو ‘السبع’ الذي يكتب له خطاباته وترهاته.. بل يتعلق الأمر بما كان يخطط له الأمير بندر بن سلطان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فسمع به الحريري في أحد أروقة القصور المخملية في الرياض، فقرر استغلال المعلومة بانتهازية خبيثة.

                  لكن، ولسوء حظ ‘الحريري’ وأسياده من ‘آل سعود’، أجهض هذا المخطط مؤخرا لعلم إسرائيل به، حيث قامت وبتعاون مع المخابرات التركية، باعتقال خلية إرهابية تنتمي إلى القاعدة في العراق وبلاد الشام، وضمنها شاب سوري يبلغ من العمر 23 ربيعا، ومعه كمية من غاز السيرين الذي حصل عليه من المخابرات السعودية بالعراق، وكان ينوي تسليمه لخلية إرهابية في الحدود مع الجولان لتنفيذ هذا المخطط. والشاب السوري يحاكم اليوم في أنقرة في سرية تامة، حتى لا تخرج الفضيحة للعلن.

                  لكن هذا لا يعني أن المحاولة لن تتكرر، فقد عبرت أوساط إستخباراتية في واشنطن عن تخوفها من إقدام إحدى الجماعات الإرهابية على مغامرة خطيرة من هذا النوع لقلب الطاولة على الروسي والأمريكي، وإجهاض مخطط التسوية في سورية والمنطقة.

                  ميلاد نظام عالمي جديد
                  اليوم يمكن القول من خلال عديد المؤشرات المتوفرة حول هذا الموضوع، أن النظام العالمي القديم الذي ولد في عهد بوش الأب على انقاض حائط برلين عام 1991، مات وانتهى، وأخذ معه في طريقه وليده اللقيط “مشروع الشرق الأوسط الجديد” وهو لا يزال جنينا ينزف دما من بطون حكام مشيخات العهر والبورديل الخليجية وسلطان تركيا.

                  ومن رحم المعاناة والموت والدمار في سورية ولد اليوم نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وهو ما يشكل انتصارا تاريخيا نوعيا لدمشق العروبة ومحور المقاومة وشركائه (روسيا والصين ودول البريكس).. فبفضل عزيمة وصمود القائد بشار الأسد، وبطولات الجيش العربي الشجاع، وصبر الشعب السوري العظيم وتضحياته الجسام، إستطاعت سورية أن تمنح للعرب مكانا تحت الشمس في أوطانهم المسروقة، وتوجت الحليف الروسي ملكا على عرش القرار في العالم بجانب ‘الأمريكي’ الذي اضطر للنازل ذليلا مهزوما، وفضل القبول بالروسي شريكا بدل أن يفقد ما تبقى له من ماء وجه ومصالح في الشرق الأوسط.

                  لقد فشلت المؤامرة السعودية – القطرية – التركية – الأردنية على سورية بعد أن نجحت روسيا في إحتواء الضربة الأمريكية من خلال صفقة “الكيميائي” الذي كانت بالنسبة للرئيس ‘أوباما’ بمثابة السلم الذي ساعده على النزول من الشجرة، فحفظ له ماء وجهه وأنقذ كرامة بلده.

                  وما يدعم هذه القراءة الموضوعية اليوم، هي مجموعة مؤشرات تصب جميعها في ذات الإتجاه، وأعمعا على الإطلاق:

                  * أن مجلس الشيوخ الأمريكي أقر يوم الخميس تعيين ‘فيكتوريا نولاند’ في منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا، لتتولى الإشراف على ملف العلاقات بين واشنطن وموسكو. وكانت ‘نولاند’ قد أكدت في كلمتها أثناء مناقشة ترشيحها في مجلس الشيوخ، أن إدارة ‘أوباما’ تسعى إلى رفع العلاقات مع روسيا إلى مستوى جديد، مشيرة إلى ضرورة التعاون بفعالية مع موسكو من أجل حل القضايا الدولية.

                  هذا اعتراف واضح وصريح بقبول إدارة أوباما بالروسي كشريك في حل القضايا الدولية كافة وليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب. ما يعني أن الصفقة الروسية الأمريكية حول سورية، وكما أوضحنا ذلك في مقالتنا الأخيرة، كانت صفقة شاملة، تتضمن سورية وإيران ولبنان ومصر، بل ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي برمتها.. وهو ما سيظهر تباعا على فترات قريبة متتابعة.

                  ويتبين اليوم أنه بعد الإتفاق على حلحلة الأزمة السورية بشكل نهائي، سيصب الجهد المشترك على حلحلة قضية النووي الإيراني، بدليل أن الرئيس الجديد الشيخ ‘حسن روحاني’ طلب رسميا من روسيا خلال إجتماع دول البركس في ‘شانغهاي’ أمس الجمعة، أن تقوم موسكو بالمساعدة على حل النووي الإيراني مع واشنطن. وهذا ما كانت تتمناه الإدارة الأمريكية وتحلم بتحقيقه خلال عقود من الصراع السياسي مع طهران، دون أن تنجح ولو في إنتزاع موافقة بإجتماع ثنائي سري على الهامش.

                  وبالنسبة لسورية، هناك مؤشرات قوية تؤكد عزم روسية والإدارة الأمريكية (وفق الإتفاق) على عدم تعقيد موضوع الكيميائي من خلال مجلس الأمن، حيث ستتكلف روسيا بضمان نزع هذا السلاح بإشراف مفتشين من منظمة حظر أسلحة الدمار الشامل، دون تدخل من أحد، ليتم نقله إلى روسيا حيث يفترض أن يتم التخلص منه، وقد قدرت ميزانية تدمير ما قدره 1.000 طن من هذا السلاح المحرم دوليا بـ 400 مليون دولار. ووافق الأمريكي على الإكتفاء بضمانة الروسي لتخطي هذه العبة والإنتقال سريعا إلى ملفات أكثر حساسية وأهمية بالنسبة للعلاقة بين البلدين.

                  لكن من جهة أخرى، أشارت تقارير إعلامية، إلى أن هناك قرار روسي ــ إيراني بتعزيز القدرات العسكرية السورية بطريقة نوعية ومكثفة تتيح لسورية حفظ التوازن العسكري (التقليدي النوعي) مع الإسرائيلي، وتمكنها من تحقيق المزيد من النتائج على الأرض في الحرب على الإرهاب. هذا فيما قيل أمس في حنيف، أن نزع الكيماوي السوري يدخل في إطار مشروع نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة، ما يعني أن الدور التالي سيكون على مصر. ويذكر في هذا السياق، أن إسرائيل نفسها سبق وأن وقعت معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية عام 1993، ولكنها لم تصدق عليها إلى الآن لبدأ تنفيذ بنودها.

                  كما تم الإتفاق على مسودة العمل الخاصة بمؤتمر جنيف الذي أصبح إنعقاده ضرورة حتمية أقرب من أي وقت مضى. وسيعلن عن تاريخ عقده في 28 من الجاري في إجتماع بين ‘كيري’ و ‘لافروف’ و ‘الإبراهيمي’ على هامش إجتماع مجلس الأمم المتحدة في دورته العادية بنيويورك.. ولم تعد مسألة إنتقال السلطة في سورية من دون الأسد مطروحة للنقاش، بل حتى المعارضة، عليها القبول بالمشاركة في انتخابات نزيهة تنظم بإشراف الأمم المتحدة، والشعب وحده من له الحق في انتخاب رئيسه وممثليه.. وسنرى حينها من سيصوت على الخونة الذين يتحدثون باسم الشعب اليوم، والذين أعلنوا رفضهم للصفقة الروسية الأمريكية، لمعرفتهم أن لا حظ لهم من السلطة في سورية إن لم يستلموها على طبق من ذهب بواسطة التدخل العسكري الأمريكي.

                  أما أهم بند تم الإنفاق بشأنه في سورية، فيتعلق بالحرب على الإرهاب، لأن الإرهاب لا يهدد سورية فقط، بل المنطقة وروسيا والصين وأوروبا والعالم أجمع.. وعليه، فقد تم الإنفاق على إعطاء الضوء الأخضر للنظام في دمشق لسحق الإرهابيين، وقد زودت أمريكا الجيش الحر بأسلحة نوعية جديدة شريطة أن يركزوا جهودهم على محاربة الإرهابيين، ما ينذر بحرب ضروس بين جبهة النصرة ومرتزقة الجيش الحر، في إنتظار أن تقوم الإدارة الأمريكية بالضغط على السعودية وتركيا للتوقف نهائيا عن ضخ المرتزقة والسلاح إلى سورية.

                  وقد كان لافتا الصراع الذي نشب مؤخرا بين الرئيس التركي ‘عبد الله غول’ ورئيس الحكومة ‘طيب رجب أردوغان’، فخرج الأول أمس ليقول: “أن تركيا لم تكن تدعم الضربة العسكرية ضد سورية، ولا تدعم زعزعة إستقرار هذا البلد”. وهو ما اعتبر انقلابا بـ 180 درجة، وتراجعا عن كل خيارات ‘أردوغان’ الإجرامية التي ستدفع تركيا ثمنها قريبا. بدليل تراجع الأكراد عن تعهداتهم بعد فشل ‘أردوغان’ بالوفاء بإلتزاماته لحل قضيتهم القومية، بالإضافة لإنفجار إحتجاجات العلويين لأسباب إجتماعية، والمعارضة والشباب الثائر في الميادين لأسباب سياسية، ما يندر بنهاية قريبة لحكم الإخوان المجرمين في هذا البلد.

                  أما السعودية، فتشير تقارير إلى أن الإدارة الأمريكية ستعمل على تغيير نظام الحكم فيها بعد موت الملك الخالي، وذلك على الطريقة القطرية، حتى لا تفاجأ بحرب أهلية تؤكد عديد التقارير أنها على وشك الإنفجار بين الأمراء والقبائل.

                  هكذا هي الحياة.. وهذه سنتها.
                  لذلك، وبعيدا عن التكهن والتنمي، ومن منطلق الواقع والتوقع، سأستبق أهل الزفة اليوم، لأعلن لجمهور المقاومة وأنصارها في كل مكان، أن الله قد كافأ صبرهم واحتسابهم، وتوج جهادهم ونضالهم، فرزقهم بمولود جديد إسمه “عالم متعدد الأقطاب”.. وبذات المناسبة، لن يفوتني أن أتقدم من أدوات محور الشر وأنصارهم الضالين والمضللين في العالم العربي، بأحر التعازي وأصدق المواساة بمناسبة وفاة جنينهم اللقيط المدعو “الشرق الأوسط الجديد”، الذي كاد أن يبصر النور من علاقة مشبوهة بين “النظام العالمي القديم” وحكام الزيت في مشيخات العهر والبرديل، لولا لطف الله وجهاد جنده في محور المقاومة.. وإن لله وإن إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
                  خاص بانوراما الشرق الاوسط -

                  تعليق


                  • 'الأسد يقود انقلاب المشهد '

                    غالب قنديل
                    تناقلت وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية عشرات التقارير والتحقيقات التي امتنعت عن نشرها منذ سنة حول الوضع في سوريا واسترجع بعضها أشرطة مسجلة من الأرشيف ومن يوتيوب عمرها أشهر لمشاهد قطع الرؤوس وأكل الأكباد وللمذابح الجماعية التي تنفذها عصابات القاعدة وتفرعاتها في سوريا وبدت هذه "الصحوة " الإعلامية مواكبة للجدل الذي أثاره قرار الرئيس الأميركي باراك اوباما بالعدوان على سوريا . أولا من أقوى التعبيرات عن التحول الإعلامي الغربي كانت مقدمة نشرة أخبار فوكس نيوز المنشورة على اليوتيوب يوم 12 ايلول الجاري وهذه القناة الأميركية التي يديرها المحافظون اجرت محاكمة سياسية لقرار الحرب وخلصت للقول إن باراك اوباما يريد التورط في مغامرة حربية جديدة من اجل القاعدة التي تقاتل الدولة السورية . المحرك الأول لهذا التحول هو إفلاس الحرب الغربية الخليجية التركية على سوريا وما اظهره الرأي العام في الولايات المتحدة واوروبا من رفض للحرب وفقا لاستطلاعات متلاحقة بينت تبلور موجة شعبية عارمة في الغرب ضد الحرب على سوريا وكانت أبرز محطاتها وأقواها التصويت في مجلس العموم البريطاني الذي سحب حكومة صاحبة الجلالة من حلفها السرمدي مع الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ اواخر القرن الثامن عشر حيث كان الثنائي الأنكلوسكسوني البريطاني الأميركي حاضرا في جميع الحروب ورافقت بريطانيا الولايات المتحدة كظلها في مغامراتها العسكرية . نزعة رفض الحرب ناتجة عن هزائم الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وأفغانستان وعن خسارتها لثلاث حروب إسرائيلية ضد لبنان وقطاع غزة قادتها بعد احتلال العراق والآثار الاقتصادية والسياسية والنفسية لتلك الحروب الخاسرة تتراكم على الصعيدين السياسي والشعبي وتبدل في الأولويات التي تحرك الرأي العام بينما تهاوت رهانات كثيرة بفعل صمود سوريا وكسرها لاندفاعة عهد الأخوان الذي سقط في مصر وتداعى في تركيا . ثانيا أظهر معظم ما نشرته وسائل الإعلام الغربية مؤخرا ان التطورات الجارية في سوريا ناتجة عن قتال تخوضه الدولة الوطنية السورية الراغبة في الحوار والإصلاح ضد عصابات إرهابية تهيمن على معظمها فصائل قاعدية ويافطة الديمقراطية التي جعلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها عنوانا للعدوان على سوريا تهاوت وتصدعت فتكشفت عن قناع متهتك لدعم القاعدة ولمدها بالسلاح والمال الذي تكفلت به حكومات خليجية يعرف الرأي العام الغربي مدى ارتباطها بالقيم الديمقراطية وبحقوق الإنسان كالسعودية وقطر. ينبغي التأكيد في هذا المجال ان الرئيس بشار الأسد تمكن في احاديثه المتلاحقة عبر وسائل الإعلام الأوروبية والأميركية مؤخرا من تقديم صورة مقنعة عن حقيقة ما يجري في سوريا ومن الواضح انه استطاع إحداث فرق كبير في صفوف الرأي العام والنخب السياسية وأكسب قضية سوريا صفة القضية المحكمة والمقنعة بهدوء وبسلاسة وبالاعتماد على الوقائع في تفكيك المنطق المعادي واظهرت ردود الفعل ضد الحرب تفوق منطق الأسد بحيث ان ما عرضه من معطيات وشواهد وحجج تكرر وروده في تحقيقات تلفزيونية واقتبسه كتاب وصحافيون في عشرات المقالات من دون ان يعني ذلك تعاطفا او انحيازا إلى سوريا ورئيسها ولكنه إنجاز فعلي للرئيس بشار الأسد في تفكيك رواية الغرب عن سوريا وتقويضها وهو يلاقي في توقيته الصحيح تبلور قوى اجتماعية وازنة في الولايات المتحدة وأوروبا تسعى لمنع الحرب على سوريا وتمانع التورط في أي حرب أخرى بسبب العوامل الاقتصادية والسياسية المعلومة ونتيجة قوة البراهين على تورط الغرب في استعمال القاعدة ودعمه لها على الأرض السورية والأهم ان سوريا برعت بإظهار قضيتها في الصورة المقنعة التي تحبط دعاية العدوان سواء من خلال تسوية الكيماوي ام عبر التزامها بالحوار الداخلي ودفاعها عن الوحدة الوطنية ومقاومتها للإرهاب والتخلف كدولة علمانية وطنية. ثالثا من عناصر التفوق السوري عامل هام ومؤثر انعكس في موقف الفاتيكان الرافض للعدوان والمبني على قضية مسيحيي الشرق في مجابهة التكفير القاعدي في بلد كانت دولته الوطنية على الدوام وطيلة عقود هي الدولة العلمانية الحامية للوجود المسيحي في المنطقة وداخل سوريا وقد برزت خلال الأسبوعين الماضيين مقاومة كاثوليكية عبر العالم وداخل الغرب بالذات تكافح لمنع الحرب على سوريا وانعكس نداء البابا للسلام والصلاة بارتفاع نسبة مناهضي الحرب في الولايات المتحدة إلى مايزيد عن الثلثين حسب استطلاع إيبسوس رويترز ويقدر الفارق بين ما قبل النداء وبعده بعشرين بالمئة يعتقد المحللون انهم الصدى لتأثر ثمانين مليون كاثوليكي أميركي بحركة الكنيسة التي أقامت الصلوات في الولايات الأميركية من اجل السلام في سوريا بينما كان اوباما وكيري يقرعان طبول الحرب لنصرة عصابات بندر المعروف باسمه داخل الولايات المتحدة كرمز لعصابات الحرب وكصانع لفساد مالي وصفقات سلاح وإرهاب مشبوهة وبدوره التاريخي في تأسيس القاعدة . طبعا إن موقف الفاتيكان هو نتاج تراكم نجحت الدولة الوطنية السورية في رعايته منذ اندلاع الأحداث وفي مواكبة حثيثة لجميع الاعتداءات التي استهدفت المسيحيين وكنائسهم واديرتهم على الأرض السورية وكانت للكنائس المشرقية وبطاركتها اليد الطولى في صناعة هذا التحول المؤثر الذي تسجل فيه مبادرات جليلة ومهمة للعديد من السياسيين والإعلاميين والقساوسة العرب والأجانب الذي احاطوا الكرسي الرسولي بما ينبغي من العناية في وجه بروباغندا عالمية رهيبة لتشويه الحقائق . هذه المؤشرات تعني ان الرئيس الأسد يقود انقلابا في المشهد السياسي والإعلامي لصالح سوريا وقضيتها العادلة وهي باتت تستدعي المزيد من الاهتمام والعمل الجدي إعلاميا وسياسيا وحشد الطاقات والجهود السورية والشقيقة والصديقة في كسب معركة مهمة تخدم فكرة التضامن مع سوريا في كفاحها ضد الإرهاب وتلاقي اتساع الناشطين في هذا الاتجاه على الصعيد العالمي وثمة جهد جبار ومهم بذلته وتبذله الجاليات السورية أساسا والعربية عموما في جميع أنحاء العالم يستحق الاحترام والتنويه والرعاية

                    تعليق


                    • الرئيس الأسد: لن أترك سوريا تختفي .. وهناك أكثر من 2000 مجموعة إرهابية في سوريا

                      التقى الرئيس السوري "بشار الأسد" البرلمانية الأوروبية البارزة "فيرونيك دو كايز" في دمشق، حيث أكد "الأسد" أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في العام 2014 ستحدد من سيحكم سوريا، مشدداً على أنه لن يترك السفينة عندما تغرق فوجود سوريا أصبح "على المحك".

                      وقال الأسد: "هناك حرب بالوكالة تجري على أرض سوريا في ظل وجود أكثر من 2000 مجموعة إرهابية انضمت منذ البداية إلى المسلحين"، واعتبر أن هذه المجموعات المتطرفة لا تترك أي خيار للنظام إلا التخلص منها.

                      وأضاف الأسد، وفقا لما نقلت عنه "دو كايز" وهي نائبة رئيس كتلة الاشتراكيين الديموقراطيين في البرلمان الاوروبي، أن الحرب القائمة جعلت وجود سوريا الآن "على المحك"، معتبراً أن "ما هو على المحك الآن هو سوريا العلمانية والمتسامحة مع الأقليات، وأيضاً وحدة الوطن ولكن المجموعات الإسلامية المتطرفة لا تترك أي خيار للحكومة إلا التخلص منها".

                      وقالت "دو كايز" لوسائل الإعلام البلجيكية إن هناك عدة رسائل يمكنها تلخيصها من حوارها مع الأسد، موضحة أن "الرسالة الأولى فاجأتني، فقد قال لي: أنا لا أتمسك بالضرورة بالسلطة، أنا لدي حياة أخرى إلى جانب ذلك وهي ممكنة، لكنني لن أترك السفينة عندما تغرق".

                      وحول مصداقية هذا الخطاب، أوضحت "دو كايزر" أن "الناس في الشوارع أكدوا لي كلام الأسد "سوريا تختفي"، والأسد يقول مثل هذه الأشياء ويستخدمها على الأرجح دعائياً، ولكن الحقيقة هي أن سوريا تختفي، هذا المهد الثقافي وهذا الميراث الثقافي، والمسيحيون في الشرق، كل هذا في خطر".
                      ونقلت البرلمانية الأوروبية عن الأسد رغبته بأن تحسم الانتخابات الرئاسية في العام 2014 هوية من يتولى السلطة.

                      وحول إمكانية عمل الرئيس السوري مع المعارضة، نقلت "دو كايز" عن "الأسد" قوله: أنا أريد العمل مع المعارضة، وكنت قد بدأت بالقيام بإصلاحات، لكن حتى ولو قمت بإصلاحات إضافية، وحتى لو تعاملت مع المعارضة، أنا أعرف أن هذا هو سبب الحرب، وأضافت "لقد شدّد على أن هناك حرباً بالوكالة عبر متمردين متفرقين للغاية".

                      كما أكدت أن زيارتها للرئيس الأسد "شخصية وبمهمة إنسانية"، بعدما جالت خلالها في مخيمات اللاجئن السوريين في لبنان، والتقت أيضاً الرئيس اللبناني ميشال سليمان، قبل أن تقابل وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور، ومن هناك تم ترتيب إجراءات زيارة سريعة وأحيطت بالتكتم إلى دمشق للقاء الأسد.

                      وحول مساعي إيصال المساعدات الانسانية، قالت "دو كايزر" أن الأسد عبّر عن تعاونه الكامل، كما طلب منها أن تتواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية السورية الدكتورة "كندة الشماط" والتي كانت في الاجتماع ، وأن تخبره "إذا واجهت أي مشكلة".
                      وقالت البرلمانية الأوروبية إنها سألت الأسد عن مصير المعارض السوري عبد العزيز الخير الذي اختفى في 20 أيلول 2012 بعد عودته من الصين، فأجابها إن "المسلحين هم من خطفوه".
                      التعديل الأخير تم بواسطة خادم اخو زينب; الساعة 21-09-2013, 11:48 PM.

                      تعليق


                      • 21/9/2013


                        * ماذا قال الأسد في لقائه مع برلمانية اوروبية بارزة؟



                        اكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في العام 2014 ستحدد من سيحكم سوريا، مشدداً على أنه لن يترك السفينة عندما تغرق فوجود سوريا أصبح "على المحك".

                        ففي هذا الاطار نقلت صحيفة السفير ان الرئيس السوري بشار الاسد التقى البرلمانية الاوروبية البارزة فيرونيك دو كايز في دمشق، وجرى البحث حول الازمة السورية وتداعيتها في الشرق الاوسط.
                        وأكد الرئيس بشار الاسد ان لديه حياة أخرى وهي ممكنة لكنه لن يترك السفينة عندما تغرق مشيراً ان الانتخابات الرئاسية عام 2014 ستحدد من يحكم سوريا.
                        وقال الاسد: "هناك حرب بالوكالة تجري على أرض سوريا في ظل وجود أكثر من 2000 مجموعة ارهابية انضمت منذ البداية إلى المسلحين". واعتبر أن هذه المجموعات المتطرفة لا تترك أي خيار للنظام إلا التخلص منها.
                        واضاف الأسد، وفقا لما نقلت عنه دو كايز ان الحرب القائمة جعلت وجود سوريا الان "على المحك"، معتبرا أن "ما هو على المحك الآن هو سوريا العلمانية والمتسامحة مع الاقليات، وأيضا وحدة الوطن ولكن المجموعات الاسلامية المتطرفة لا تترك أي خيار للحكومة إلا التخلص منها".
                        وحول امكانية عمل الرئيس السوري مع المعارضة، نقلت دو كايز عن الأسد قوله: "انا أريد العمل مع المعارضة، وكنت قد بدأت بالقيام باصلاحات، لكن حتى ولو قمت باصلاحات اضافية، وحتى لو تعاملت مع المعارضة، أنا أعرف أن هذا هو سبب الحرب"، وأضافت "لقد شدد على أن هناك حربا بالوكالة عبر متمردين متفرقين للغاية".

                        ***
                        * دمشق والاشارات الايرانية: احتمال تسوية كبرى؟




                        صحيفة السفير اللبنانية تنقل عن مسؤولين سوريين أن المنطقة ستكون على مشارف تسوية كبيرة إذا صدقت النيات لاسيما الأميركية ومعلومات للصحيفة أن مؤتمر جنيف-2 سيعقد بالتزامن مع عيد الأضحى إذا حدث تقدم في المفاوضات الروسية الأميركية.
                        قلت صحيفة "السفير" اللبنانية عن مسؤولين في دمشق أن "المنطقة يمكن أن تكون على مشارف تسوية كبرى، إذا صدقت النيّات، لا سيما الأميركية".
                        وأضافت الصحيفة أنه وفقاً لمصدر سوري بارز، فإن "كل المواضيع المتعلقة بالشرق الأوسط، ستكون على أجندة الوزيرين الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، خلال اجتماعهما المقبل في نيويورك".
                        ولفتت الصحيفة أن مراقبين في دمشق يرغبون في قراءة خطوات الرئيس الإيراني "الحارة" إزاء واشنطن والرياض، باعتبارها تشكل "مدخلا لتسويات أوسع لقضايا متشابكة بعضها ببعض".
                        ونقلت الصحيفة عن المصدر السوري نفسه أن "الأطراف التي ستجتمع في جنيف2 ستشكل طرفي الأزمة السورية، وأزمات أخرى في الشرق الأوسط بينها ملف النووي الإيراني".
                        وتشير معلومات الصحيفة في ما يتعلق بـ"جنيف 2" إلى أن موعده قد يكون متزامناً مع عيد الأضحى المقبل، بعد أسابيع إن تمكن الطرفان الأميركي والروسي من تحقيق التقدم المنشود في محادثاتهما المقبلة، بما "يرغم حلفاءهما على الحضور إلى طاولة الحوار".

                        ***
                        * معارض سوري: قطر والسعودية تلعبان دورا وحشيا بسوريا



                        اعتبر المنسق العام للتيار الرابع المعارض بسام حسين ان الجماعات المسلحة في سوريا تنفذ اجندة اميركية صهيونية خليجية في بلاده، متهما قطر والسعودية بلعب الدور الاكبر في مشروع اجرامي وحشي في سوريا. وقال حسين في تصريح لقناة العالم الاخبارية اليوم السبت: ما يجري الان يتوضح صورته انه تنفيذا لاجندة اميركية صهيونية خليجية بادوات تكفيرية ظلامية، هذا التحالف المدنس يعرض شعب سوريا لكل مخرجاته الوحشية، تلك العصابات المجرمة التي لم ينجو لا البشر ولا الحجر من شرورها.
                        واضاف: ان الشعب السوري يرفض بالمطلق، المجتمع الدولي بسياساته الدبلوماسية التي تتغلف وتتضمن حالة من النفاق، ان سوريا بشعبها وبجهودها وبطاقاتها هي بالمقابل لكل هذه المشاريع.
                        وتابع: نحن نرى تماما ان هناك سباقا بين مشروعين، مشروعا انساني قاطرته سوريا ومشروعا اجرامي وحشي يلعب فيه الدور الرسمي العربي وتحديدا القطري والسعودي الدور المهم والاكبر، هؤلاء ليس لهم مكان في حالتنا السورية، اعتقد واجزم ان جنيف لن تنجح بمشاركة هؤلاء فقط، هم يريدون ادخال المشروع الاسرائيلي بكل صفاقة على بنيان شعب سوريا وحياته ومستقبله.
                        واعتبر ان مؤتمر جنيف 2 لا ينجح الا بانكشاف سياسي واممي، منوها الى ان بعض الدول تريد التهرب من خلال جنيف 2 من مسؤولياتها التاريخية تجاه الازمة السورية.
                        وقال مضيفا: هم يريدون ان يدفع الشعب السوري مرتين ثمن تدخلهم الفاجر والوحشي بالشأن الداخلي والثمن الاخر باعاقة اي تغيير وطني ديمقراطي انساني حقيقي في سوريا، هم ينفذون حلم الكيان الصهيوني بعودة سوريا الى ما قبل العصر الحجري، هؤلاء ينفذون الاجندة الاكثرها وحشية في الحالة السورية، هم يعون تماما ان خروج سوريا من ازمتها ستكون حقيقة، الجزء الاكثر تكريسا لحالة السلم الدولي والاقليمي والداخلي.

                        ***
                        * اخفاق التجربة الدولية في التخلص من الكيميائي وتجلياتها في سورية



                        انفرجت أسارير مجتمع الدولي بعد إعادة الاعتبار إلى الحل الدبلوماسي للأزمة السورية، وتراجع التهديد الأميركي بشن عدوان عسكري "شامل ومركز وانتقائي.." وأضحت المبادرة الروسية العنوان الأبرز على كل لسان، وفعلها بدد مناخ الاحتقان الدولي.
                        أعقب الاتفاق الروسي الأميركية على وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الأممية، إعلان الأطراف والقوى المتضررة عن تحفظاتها ومعارضتها وشكوكها في تنفيذ سورية تعهداتها الدولية، كما أعلنت أو كما يراد لها ذلك، أرفقته بإبقاء التلويح بالعدوان قائماً، وسعى كل من له شأن الإدلاء بدلوه في "كيفية وآلية وضمانات التخلص من الأسلحة الكيميائية"، وهذا ما سنلقي عليه الضوء من عدة زوايا متداخلة: علمية وتقنية وسياسية.
                        بداية، لا بد من المرور على ادعاءات ومزاعم توفر الأسلحة الكيميائية لدى سورية كذريعة أميركية وغربية للابتزاز وشن عدوان عسكري عليها، وإقصاء الحل السياسي عن التداول، وإذ بالمبادرة الروسية تنضج في اللحظة الأخيرة لتوقف التلويح العسكري الأميركي وإعادة الاعتبار لعقد مؤتمر جنيف -2 .. موافقة سورية العاجلة بالانضمام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سحب ورقة تفاوضية هامة من على طاولة ذرائع البحث، فسرها البعض بأنها تراجع للوراء درءاً للعدوان.
                        ربما، تراجع خطوة للخلف وتقدم خطوتين للأمام، يليها انفراج أممي رغم الغيوم الملبدة والتهديدات المتجددة بوضع سورية تحت "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة – الذي يتيح استخدام القوة ضد طرف يجري التيقن من كونه يشكل تهديداً للأمن والاستقرار الدوليين.
                        المبادرة الروسية أطاحت "بالرقص على حافة الهاوية"، فهي نجحت في تفريغ التبرير الأميركي للعدوان بحجة السلاح الكيميائي من محتواه، وحرص الطرف الروسي على ألا يفلح الجانب الأميركي بمكاسب خارج إطار المبادرة التي وافقت عليها سورية وجعل الحل السياسي هو الخيار المتداول فقط، يعززه الوضع الميداني الذي يسير في اتجاه مغاير لرغبات معسكر الحرب. وشكلت المبادرة "خيبة أمل عظيمة لإسرائيل" وداعميها في الكونغرس ودوائر صنع القرار المختلفة لتيقنهم من أنها رحّلت العدوان "والقصف الانتقائي" التدميري إلى أجل غير منظور...
                        المحلل الأبرز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انثوني كوردسمان سعى حتى اللحظة الأخيرة إلى التمهيد والحث على العدوان العسكري، قائلاً "اكتشاف أن سورية استخدمت سلاح كيميائي ربما يكون خدعة سياسية" منها لكسب المزيد من الوقت (13 أيلول).
                        الإنفراج الروسي الأميركي، ثمرة مناورات سورية روسية مشتركة بارعة، نص في وثيقة التفاهم على تحديد منتصف عام 2014 موعداً للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية.. من سخريات القدر أن الطرفين، الروسي والأميركي، واللذين يملكان ترسانة هائلة لا تضاهيها أي من القوى الأخرى، أخفقا في تطبيق التزامهما الأممي للتخلص من تلك الأسلحة وطلبا تمديداً إضافياً: الولايات المتحدة لعام 2023، وروسيا لعام 2015.
                        بالنظر إلى هذه الحالة، لماذا يطلب من سورية التخلص من ترسانتها بسرعة هائلة، وفرض "برنامج زمني محدد ومحكم" عليها، كما تطالب الوثيقة، ووضع كافة منشآتها الكيميائية تحت الرقابة الدولية تهيئة لتدميرها.
                        وهذا ربما هو بيت القصيد: لن تستطيع سورية الامتثال والالتزام بالجدول المعلن نظراً للظروف الاستثنائية التي تمر بها، فضلاً عن وقوع بعض المنشآت في مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة، سيما وأن الولايات المتحدة أعلنت رسمياً أن التخلص من الترسانة الكيميائية السورية قد يستغرق بضعة سنين، إستناداً إلى تجربتها الخاصة الممتدة لثلاث عقود من الزمن دون الوفاء بالتزاماتها.
                        دورية "فورين افيرز" الرصينة، التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية، علقت على الاتفاق الأميركي الروسي قائلةً بأنه يشكل ".. نبأً عظيماً لإسرائيل.. لما يوفره من إطار للتخلص من أسلحة سورية الكيميائية (وهو) من أضخم برامج الأسلحة الكيميائية في الشرق الأوسط.. بل أضحت سياستها في الصمت والكتمان والغموض (حول حقيقة ترسانتها الكيميائية والنووية) تشكل عبءاً سياسياً عليها..." وأضافت أنه لم يعد "من مبرر لحاجة إسرائيل لأسلحة كيميائية بالمطلق". (عدد 19 ايلول 2013).
                        مصير الأسلحة النووية "الإسرائيلية" لم يغب عن بال "فورين افيرز،" إذ أوضحت "قالها الرئيس الأسد بوضوح ومر عليها عابراً الرئيس الروسي بالدعوة إلى ترابط مسألة تخلص سورية من ترسانة أسلحتها الكيميائية مع أسلحة الدمار الشامل لدى إسرائيل"، كي يشملها إطار الاتفاقية والسير على طريق تخليص منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
                        في تطور متصل، استطاعت الولايات المتحدة وحلفائها إفشال مشروع أممي لاخضاع الأسلحة النووية "الإسرائيلية" تحت المراقبة الدولية، خلال الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا، يوم 20 ايلول. المشروع قدمته إيران بمساندة عُمان "لحمل إسرائيل على الامتثال بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ووضع كافة منشآتها تحت رقابة شاملة للوكالة." نتيجة التصويت كانت 43 دولة مع المشروع مقابل 51 ضده وتغيب 32 دولة.
                        يجمع الخبراء في حقل الأسلحة الكيميائية على اعتبار المدة الزمنية المنصوص عليها لسورية بأنها غير واقعية.
                        أستاذ علوم تسمم البيئة في جامعة ليدز البريطانية، الاستير هاي، أوضح لشبكة بي بي سي (19 أيلول) أنه "يعلق آمالاً لضرورة إمهال السوريين بعض المرونة – في حال اخفاق برنامج التخلص في بعده الزمني.. لدي تفاؤل معقول بأنه لو اتضح أن سورية لا تماطل في التفاوض بغية كسب مزيد من الوقت، يتعين عندئذ التعاطي بإيجابية لتمديد الجدول الزمني المحدد"، مذكراً في هذا الصدد بالعقبات التقنية الملازمة لتدمير حاويات غازات الأعصاب، مثلاً، والتي هي أيسر وأسهل من رؤوس الأسلحة الكيميائية التي ينبغي تفكيكها وضمان سلامتها قبل التخلص منها... تتعدد أساليب وآليات التخلص من الأسلحة لتلائم طبيعة العناصر الكيميائية وأوعيتها الحاضنة.
                        دخلت معاهدة الأسلحة الكيميائية حيز التنفيذ في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي، وانضمت لها زهاء 189 دولة، وامتنعت 7 دول هي: سورية، انغولا، جنوب السودان، بورما (ميانمار)، مصر، كوريا الشمالية، وإسرائيل.
                        وافقت الدول الموقعة على تدمير ترساناتها المتعددة خلال عشر سنوات من تاريخه، والاحتفاظ بطلب التمديد لمدة خمس سنوات أخرى. أما الدول التي تخلفت عن الوفاء بالتزاماتها في الموعد الأصلي المدرج، 2007، فهي: الولايات المتحدة، روسيا، كوريا الجنوبية، الهند، وألبانيا. وطلبلت ثلاث دول منحها تمديداً إضافياً قبل سنتين: الولايات المتحدة وروسيا وليبيا. روسيا بدورها أعلنت أنها ستفي بالتزاماتها للتخلص من تلك الأسلحة في العام 2015؛ أما الولايات المتحدة فطلبت التمديد لغاية العام 2023.
                        يذكر أن جهود الهند وكوريا الجنوبية نجحت في التخلص من ترساناتهما الكيميائية، المتواضعة نسبياً، بيد أن الأمر تطلب زمناً إضافياً أبعد مما كان يعتقد، نظراً لما تطلبه من إنشاء معامل خاصة للعملية. تجربة البلدين ينبغي الإقتداء بها نظراً لحجم مخزونهما الكيميائي الذي ربما يقارب حجم الترسانة السورية.
                        تجربة الولايات المتحدة ربما شكلت نموذجاً للعقبات التي واجهتها، وهي لا تزال تحتفظ بمخزون معتبر في ولايتي كولورادو وكنتكي اللتين تشكوان من العقبات التقنية البارزة لانجاز مهمة التخلص. تخزن بلدة بويبلو بكولورادو نحو 2611 طن من غاز الخردل. أما الترسانة في ولاية كنتاكي فقد بلغ حجمها نحو 524 طناً من الأسلحة الكيميائية المعدة للاستخدام والتي تحتوي على عدة أنواع من الغازات السامة والفتاكة وغازات الأعصاب. ونظراً لتنوع العبوات المعبأة (قذائف صاروخية، قنابل، قذائف مدفعية، ألغام أرضية) فإن كل منها يتطلب إجراء محدد لتفكيكها.
                        فضلاً عن أن كل عنصر كيميائي له خواصه المميزة مما يفاقم المعضلة.. على سبيل المثال، فإن العناصر الكيميائية التي تنتشر في الجسم عبر الدورة الدموية تكمن وظيفتها في تحييد سمّية العناصر التي تؤثر على الأعصاب، إذ صممت على هذا النحو لتعقيد عملية الوقاية من الأسلحة الكيميائية. فعناصر الدورة الدموية تدمر أجهزة الوقاية من الأسلحة، مما يحرر عناصر غازات الأعصاب لفعل فعلها بشدة أكبر. أما المواد المتفجرة المتوفرة في كل عبوة من تلك الأسلحة من شأنها تحويل منشأة ومعامل التدمير إلى أثر بعد عين، وتلويث المنطقة بسرعة هائلة. لهذه الأسباب والتعقيدات سيجري التعامل مع مخزون ولاية كنتاكي في أسفل قائمة الاولويات.
                        أما النجاحات التي تحققت في الدول التي أخفقت في الوفاء بالتزاماتها، روسيا والولايات المتحدة والهند وكوريا الجنوبية والبانيا، فهي تعود إلى عزمها في التخلص التلقائي من تلك الأسلحة. الحالة السورية لما لها من تعقيدات لوجستية وأمنية إضافية قد تفاقم الأزمة مع المراقبين الدوليين المكلفين بالإشراف على عملية التدمير. على الرغم من التزام ليبيا في العام 2004 بتدمير ترسانتها الكيميائية والسماح لمراقبي الأمم المتحدة التحقق من الجهود، إلا أن بعض مخزونها من غاز الخردل تبين أنه لا يزال بحالة جيدة بعد العدوان الأطلسي عليها في العام 2011.
                        في الجانب التقني البحت، ينبغي تحديد المنشآت التي تخزن بداخلها الأسلحة الكيميائية. وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، صرح مطلع الأسبوع أن سورية تمتلك نحو 1000 طن من المكونات الكيميائية معظمها في حالة خام كعناصر مخزنة قابلة للاستخدام... إن ثبت صحة الأمر، فإنه يسهل مهام التفتيش والتدمير. ونظراً للحجم الكبير لصواريخ سكود المحملة برؤوس كيميائية فيصبح من السهل أيضاً تحديد أمكنتها وملاجئ تحصينها. كذلك القذائف التي تطلق من الجو تخضع لذات الآلية من التحقق سيما وأنها عادة ما تكون بقرب قواعد جوية ومدرجات للأغراض العسكرية.
                        التحدي الأكبر يكمن في قذائف المدفعية والألغام نظراً لصغر حجمها، والتي قد تخزن بعيداً في حاويات متواضعة الحجم نسبياً، مما يسهل استخدامها في اشتباكات وحروب محدودة. وكما رأينا في حالة المخزون في ولاية كنتاكي، فإن التحقق من تلك العبوات وتدميرها هو أمر عسير.

                        سيناريو التنفيذ المحتمل في سورية
                        مرحلة التدمير تعقب جهود سورية لتحديد نوعية واماكن تخزين أسلحتها الكيميائية، وتقتضي انشاء منشآت معدة خصيصاً لجهود الاتلاف والتدمير، التي ستتم على مراحل عدة تبدأ عادة بالتخلص من خزانات الأسلحة الكيميائية يليها التخلص من الأسلحة المعدة والجاهزة للاستخدام التي تتطلب التفكيك أولا وعزل مكوناتها الكيميائية الأولية، ومن ثم التخلص من المواد المتفجرة والملوثة.
                        قبل المباشرة بتنفيذ أي من الخطوات المذكورة، يتعين تواجد خبراء الأسلحة الكيميائية في سورية للتحقق والإشراف على الترسانة الكيميائية لتطابق البيانات المعدة سلفاً. استناداً إلى تجربة تدمير الأسلحة العراقية، أعرب رئيس مفتشي الأسلحة الدوليين السابق، الأميركي ديفيد كاي، أن الأمر يستوجب انتشار نحو 2000 عنصر من المفتشين لتغطية الأراضي السورية، وهم بحاجة لقيام سورية بتوفير الأمن الشخصي لهم جميعاً، إذ لا يزال الغموض يكتنف قدرة سورية على تنفيذ ذلك سيما وأن بعض المكونات الأولية للأسلحة الكيميائية تقع في مناطق قد لا تخضع لسيطرتها التامة.
                        عملية إنشاء معامل خاصة للتخلص من الأسلحة قد يستغرق بضعة سنين لتأهيلها، سيما وأن كل منشأة لها خواصها ومميزاتها التقنية لتتماثل مع متطلبات مبادئ علمية معينة تخص عناصر ومكونات بعينها. حاويات تخزين المواد الكيميائية يجري حرقها وتحويلها الى رماد بسهولة نسبية. اما الرؤوس الكيميائية المعدة للاستخدام فينبغي التعامل معها بحرصٍ عالٍ وتفكيك موادها المتفجرة في معامل خاصة بذلك. بعد نجاح فرز المكونات المختلفة الى عناصر معزولة ينبغي معاملة كل مكون على حدة، ومن ابسط قواعد السلامة العلمية التعامل مع المكونات الجامدة وغير الفعالة، كالمنصات، والتي ينبغي معالجتها كعناصر ملوثة والتخلص منها وفق تلك القاعدة.
                        البعض طالب بشحن المكونات الكيميائية خارج سورية للتخلص منها بسلاسة أكبر، بيد أن أي من الدول لم تعرب عن ترحيبها إستضافة المواد الملوثة مؤقتاً على أراضيها.
                        أضحت تقنية حرق المكونات الكيميائية متطورة ومفضلة على غيرها من الأساليب، إذ تعتمد على درجة حرارة عالية لتحويل العناصر إلى رماد، وما يرافقها من بخار الماء وغاز ثاني اكسيد الكربون، ومواد أخرى ناتجة عن عملية الاحتراق. وتستخدم التقنية عينها للتخلص من اغلفة الطلقات الفارغة وما تبقى من مواد كيميائية خطرة عالقة.
                        فيما يخص غازي الخردل والاعصاب، عادة يتم ابطال مفعولهما وتحييدهما. في الترسانة الأميركية، مثلاً، تم تخزين غاز الأعصاب، في اكس، في مدينة نيوبورت بولاية انديانا في حاويات كبيرة بسعة طن، افرغت عبر تقنية معينة لتحولها الى عناصرها الاولية المكونة، ومن ثم ضخت بداخل مفاعل يخضع لمراقبة محكمة. تم تحليل الغاز المنبعث باضافة محلول من الماء وهيدروكسيد الصوديوم تحت حرارة بلغت 200 درجة فهرنهايت. ثم خضعت الحاويات الفارغة إلى عملية غسيل مكثفة لتخليصها من العناصر الملوثة باستخدام تقنية الحرارة العالية.
                        على الرغم من التوصل إلى تحييد العناصر الكيميائية فإنها لا تزال بحاجة إلى معالجة إضافية. ففي العام 2002، استخدمت الولايات المتحدة تقنية التحييد الموصوفة اتبعتها بتقنية المعالجة البيولوجية للتخلص من نحو 2،611 طناً من عناصر غاز الخردل المعد للقذائف والطلقات في معامل التخلص من الاسلحة في مدينة بويبلو بولاية كولورادو. تقنية المعالجة البيولوجية تستند الى معالجة النفايات العضوية، مخلفات العناصر الكيميائية في هذه الحالة، باستخدام كائنات حية مثل البكتيريا والفطريات او الكائنات وحيدة الخلية – البروتوزوا. من ميزاتها انها "صديقة للبيئة،" وسهلة الاستخدام وذات كلفة متدنية بالنسبة الى خيارات التخلص الاخرى.
                        تستخدم الولايات المتحدة تقنية نموذجية في معامل التخلص من المكونات الكيميائية، بولاية كنتاكي، باضافة عنصر تأكسد الماء فوق المرحلة الحرجة للتخلص من مكونات غاز الاعصاب والفقاعات التي تدخل في صناعة القذائف الصاروخية. عملية التأكسد تستند الى اخضاع الماء لدرجة عالية من الغليان والضغط تفوق الدرجة الحرجة المحددة البالغة 374 درجة مئوية، 705 درجة فهرنهايت، وقدرة ضغط تعادل 3،205 رطل على البوصة المربعة. عند التوصل لتلك الشروط، يتم التخلص من النفايات الجانبية للمواد الكيميائية الاولية عبر عملية تأكسدها.
                        كلفة تلك المنشآت المتطورة ليست متدنية. اذ قدرت هيئة المواد الكيميائية التابعة لسلاح الجيش الاميركي، المخولة بالاشراف على عملية التخلص والتدمير، كلفة معالجة 28،364 طنا من الاسلحة الكيميائية (ما يمثل نحو 90% من محمل الترسانة الاميركية) نحو 28 مليار دولار، اي ما يعادل مليون دولار لكل طن. وعليه، تصبح كلفة تخلص سورية من ترسانتها الكيميائية نحو مليار دولار، بمقياس ذلك الزمن.
                        على الرغم من نجاح جهود الولايات المتحدة في التخلص من معظم ترسانتها الكيميائية، فان ما تبقى منها كلفته باهظة. اذ تقدر هيئة الجيش الاميركي المشرفة على عملية التخلص من الاسلحة ان كلفة التخلص من باقي الترسانة 3،136 طنا، 10%، ستبلغ 10.6 مليار دولار، اي ما يعادل 3 مليون دولار للطن. في الحالة السورية سترتفع كلفة التخلص الى 3 مليار دولار، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار كلفة المنشآت والمعامل الجديدة، يضاف اليها الاعتبارات والاجراءات الأمنية الضرورية لتوفير الحماية مما يضاعف الكلفة مجددا. يذكر ان معامل التخلص من ترسانة البانيا للاسلحة الكيميائية، 16 طنا، تم انشاؤها في المانيا وشحنت المكونات الاولية والمواد بعد التخلص من تلوثها مرة اخرى الى البانيا.
                        المنظمات والهيئات الدولية ستتحمل قسطا وافرا من الكلفة المادية، في الحالة السورية، ويتوقع ان تتحمل الولايات المتحدة الجزء الاكبر منها. ستواجه عملية انشاء المفاعل والمنشآت والتخلص من الترسانة الكيميائية عقبات لا محالة، مما ينذر بعدم تحقيقها ضمن المدة الزمنية المقترحة، اوسط عام 2014.
                        القوى المتضررة من الاتفاق الروسي الاميركي تستغل مسألة الكلفة لترويج شكوكها مجددا بأن سورية ليست طرفا فاعلا في هذه الاتفاقية وستسعى لاخفاء بعض ترسانتها من المفتشين الدوليين، مستندة الى تصريح لاول رئيس لوكالة الرقابة على نزع الاسلحة الاميركية، امروم كاتز، بالقول "لم نتوصل لأي شي استطاع الطرف الآخر اخفاءه بنجاح."

                        حقيقة مخاوف عدم امتثال سورية لشروط الاتفاقية
                        أعطت الإدارة الأميركية لنفسها الحق "بالجوء الى العمل عسكري إن أخفقت سورية في التخلص من برنامج أسلحتها الكيميائي،" وفق نصوص الاتفاق كما تزعم. لو تحققت هذه الفرضية، فإن الخيارات العملية تبقى محدودة، وربما محدودة جداً، على الرغم من سعي فرنسا الحثيث لفرض البند السابع من ميثاق الهيئة الاممية على الاتفاق المغاير لذلك، جسده الرفض الروسي الفوري "للاقتراح الفرنسي لمجلس الأمن،" حتى قبل الاطلاع على نصوص ما تدعيه.
                        امكانية استخدام سورية الفعلي للاسلحة الكيميائية هو الفرضية الحقيقية التي ستستدعي تحركا دوليا مغايرا على مستوى مجلس الأمن الدولي، وهو امر مستبعد. على الرغم من الحدة العالية للخطاب السياسي الاميركي، فإن الولايات المتحدة "سترد من داخل نطاق مجلس الأمن الدولي،" كما صرح بذلك وزير الخارجية جون كيري. الأمر الذي يعني أن آلية التحقق من امتثال سورية واصدار قرار مواز سيبقى تحت اشراف "منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية"، بالاشتراك مع مجلس الأمن، سيما وان المنظمة ليست ذراعا مباشرا من اذرع الامم المتحدة. عند توصل المجلس التنفيذي للمنظمة لدلائل تشير الى انتهاكات لميثاقها، "يتعين عليها اعلام الجمعية العمومية للأمم المتحدة مباشرة ومجلس الأمن الدولي بذلك."
                        اما اخضاع سورية لاجراءات عقابية نظرا لابطائها في آليات التنفيذ فانه امر غير قابل للتحقيق، سيما وان الدولتين الكبريين خالفتا نصوص الميثاق واخفقتا في الامتثال للمدة الزمنية المحددة للتخلص من ترسانتهما.
                        عند التدقيق في التصريحات الرسمية الاميركية وتحليل مغزاها نتوصل الى نتيجة مفادها ان تظاهر الولايات المتحدة بالصرامة والحدة والعزم على التدخل ليس هناك ما يدعمه من ادلة. على سبيل المثال، رفضت نائب الناطق الرسمي باسم الخارجية الاميركية، ماري هارف، توصيف عدم امتثال سورية بالكامل بانه "امر غير مقبول،" موضحة ان اخفاق سورية في تسليم ملف كامل ومفصل لاسلحتها الكيميائية سيندرج تحت توصيف "عدم الامتثال" للاتفاق. واستدركت بالقول انها "تأبى استخدام توصيف مقبول او غير مقبول." يذكر في هذا الصدد استمرار حملة داخل اروقة مجلس الشيوخ لتمرير مشروع قرار بصياغات مختلفة يخول الولايات المتحدة "الحق في شن اعتداء" على سورية "اذا ارتأت الادارة ان تجاوب النظام غير مقبول" حتى في غياب تفويض من الامم المتحدة.
                        من المسلم به، استنادا الى موازين القوى الداخلية والمعطيات الميدانية، ان ادارة الرئيس اوباما سعت جاهدة لاستغلال حادث الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق ذريعة لتغيير ميزان القوى على الارض في سورية طمعا في توفير التفوق العسكري والسياسي "لاسرائيل" في المنطقة وبسط الهيمنة الاميركية رغم تقهقرها على المستوى العالمي.
                        يبقى ان التعامل مع نزع سلاح سورية الكيميائي سيدفع الى الواجهة البحث الجدي بموضوع لاتزال اميركا وحلفائها يمارسون اشد انواع النفاق والتغاضي والمتعلق بقرار سابق لمجلس الامن ومساعي مزمنة لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل ... ولن يكون بمقدور الكيان الصهيوني الاستمرار وبتغطية اميركية فاضحة التهرب من طرح منشآتها وترسانتها من هذه الاسلحة وخاصة النووية على بساط البحث.

                        ***
                        * باحثون أميركيون: نفوذ واشنطن ينحسر على الساحة الدولية




                        خبراء وباحثون أميركيون يشككون في نفوذ الولايات المتحدة عالمياً بالتزامن مع أجواء انعقاد الجمعية العامة للأمة المتحدة، التي تستقبل أوباما هذه المرة على وقع إخفاقات في ملفات سورية والشرق الأوسط والتجسس بعدما كانت خصته باستقبال حار قبل 4 سنوات.
                        بعد المواقف المتقلبة التي استفادت منها روسيا بشان سورية، وغضب الدول الناشئة التي تجسست عليها وكالة الامن القومي الاميركية (ان سي ايه) والتردد في الشرق الاوسط، يشارك باراك اوباما في الجمعية العامة للامم المتحدة في ظل تشكيك في نفوذ الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
                        وبعد أربع سنوات من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي أمام هذا المنتدى الدولي الذي خصه بإستقبال حار سيكون الجمهور أكثر تحفظاً الثلاثاء كما يتوقع كارل اندرفرث، العضو السابق في الوفد الدبلوماسي الأميركي في الأمم المتحدة.
                        واعتبر الباحث في مجموعة دراسات "سي.اس.اي.اس" أن "سوء إدارة سياستنا في الشرق الأوسط بما في ذلك سورية والشكوك حول نجاح المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والتساؤلات حول ما آل إليه الربيع العربي، كل ذلك يلقي بظلاله على زيارة باراك أوباما إلى نيويورك".
                        كما اعتبر أن "أوباما غيّر موقفه مرتين في ظرف أسبوعين بشأن سورية؛ إذ أنه بعد ما نشر بوارج حربية مجهزة بصواريخ في البحر المتوسط لمعاقبة نظام بشار الأسد لتجاوزه الخط الأحمر بهجوم كيميائي مفترض، طلب أوباما موافقة الكونغرس، وبعد عشرة أيام قرر منح فرصة لمبادرة دبلوماسية روسية حولت عملياً بشار الأسد إلى طرف محادث وأفسحت المجال أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يظهر بأنه من يلقن الدروس".
                        وإضافة إلى ذلك كله موقف إدارة أوباما عندما أطاح الجيش المصري بالرئيس السسابق محمد مرسي في مطلع تموز/يوليو بعد سنة من إنتخابه ديمقراطياً، إذ نددت الولايات المتحدة بالقمع الدامي لكنها رفضت التحدث عن "إنقلاب" من شأنه أن يؤدي إلى تعليق المساعدات العسكرية.
                        وقال اندرفرث إن "أفعال وقرارات الأسابيع الأخيرة أثارت مخاوف كبيرة في العديد من عواصم الشرق الأوسط حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تمسك بالأمور بقوة".
                        أما الخبير في مركز "ويلسون" آرون ميلر فقد اعتبر أن هذه التقلبات "تتجاوز إطار العالم العربي والإسلامي بسبب استراتيجيتنا حول الطائرات بدون طيار وإبقاء غوانتانامو وقضية سنودن، يرى العالم أنه حصل على رئيس اوباما مختلف عن الذي كان يتوقعه في 2009، أي نقيض جورج دبليو بوش".
                        كما إن المعلومات التي سربها العميل السابق في "إن اس ايه" إدوارد سنودن لا زالت تلقي بظلالها على علاقات الولايات المتحدة الدولية وكان آخرها إرجاء الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف زيارتها المقررة الشهر المقبل إلى واشنطن بعد نشر معلومات تفيد عن تجسس على اتصالاتها الشخصية، وقد اعتبر اندرفرث ذلك بمثابة صفعة لأوباما لأن "من النادر جداً أن يرفض شخص دعوة من البيت الأبيض".
                        كما إن الانفتاح الذي أبداه الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني يوحي باستئناف الحوار مع طهران بينما قد تخدم الخطة الروسية في سورية، إذا نجحت، المصالح الأميركية، بحسب ما يرى ميلر، لافتاً إلى أن أوباما "محظوظ لأن موسكو أنقذته من مأزق سياسي" في الملف السوري.
                        التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 22-09-2013, 05:00 AM.

                        تعليق


                        • 21/9/2013


                          رئيس البرلمان التركي من طهران: لحل القضايا بالطرق السلمية




                          مواقف لافتة لرئيس البرلمان التركي خلال زيارته إلى طهران التي اعتبر فيها أن سياسة تركيا قائمة على حل القضايا بالطرق السلمية، منتقداً الجرائم الإرهابية في المنطقة والتي لا تمت للإسلام بصلة.

                          أكد رئيس المجلس الوطني التركي (البرلمان) جميل تشيتشك أن سياسة تركيا الخارجية قائمة على حل القضايا عبر الطرق السلمية، منتقداً ما يرتكبه الإرهابيون من جرائم في المنطقة اليوم على حد قوله، ومعتبراً أن هذه الأفعال لا تمت لحقوق الإنسان ولا للإسلام بصلة.

                          وكان تشيتشك بدأ السبت زيارة إلى طهران على رأس وفد برلماني رفيع تلبية لدعوة من رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، حيث التقى لاريجاني ومن المقرر أن يلتقي أيضاً الرئيس الإيراني، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني.

                          وقال تشيتشك في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني علي لاريجاني "للأسف جميع الأطراف ترتكب الجرائم تحت شعار - الله أكبر - يخرجون قلب الميت ويستخدمون السلاح الكيميائي في حين كل هذه الجرائم بعيدة عن الله".

                          وأضاف "علينا أن نأخذ العبرة من الأحداث التي وقعت حتى الآن، نحن في تركيا نتحمل مسؤولياتنا وعلى جميع الدول أيضاً تحمل مسؤولياتها"، وتابع "لا يجب استغلال الأوضاع القومية والطائفية ويجب دعم الحلول السياسية في المنطقة، نحن ندعم الحلول الجماعية والسلمية لحل القضايا في المنطقة، والتعاون الإيراني التركي نموذج جيد في هذا المجال".

                          من جهته قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني "فيما يتعلق بالقضية السورية المهمة، فالبلدان يريان أن الحل يكون عبر إجراء الإصلاحات والديمقراطية من خلال الحل السياسي لهذه الأزمة.. ونحن متفقان أیضاً على رفض ظاهرة الإرهاب".



                          الميادين

                          تعليق


                          • المثيرون للشفقة
                            مها سلطان

                            في إطار الزخم الذي تشهده أروقة الأمم المتحدة هذه الأيام تمهيداً لاجتماعات الجمعية العامة المقررة غداً، فإن أكثر ما يثير الشفقة من بين الفرقاء الدوليين المعادين لسورية هو الفريق الفرنسي، ففرنسا وفي نهاية كل مرحلة متعلقة بسورية تلوي رأسها وتعود أدراجها إلى موقع التابع


                            البدیع - في إطار الزخم الذي تشهده أروقة الأمم المتحدة هذه الأيام تمهيداً لاجتماعات الجمعية العامة المقررة غداً، فإن أكثر ما يثير الشفقة من بين الفرقاء الدوليين المعادين لسورية هو الفريق الفرنسي، ففرنسا وفي نهاية كل مرحلة متعلقة بسورية تلوي رأسها وتعود أدراجها إلى موقع التابع، هذا الموقع هو من يفرض عليها منذ أيام التخفيف من «فورة» تصريحاتها التي انطلقت عقب التهديدات الأمريكية بشن عدوان على سورية، وهي تصريحات لن نقول إنها معادية أو حاقدة، بل هي من نوع السذاجة والسطحية في قراءة الحدث وفي فهم الحليف الأمريكي وأهدافه الحقيقية من وراء التصعيد في الملف السوري. فرنسا هذه بدأت تتحدث اليوم عن مجرد السعي إلى «قرار ملزم بأكبر قدر ممكن» في مجلس الأمن بخصوص مراقبة «الكيماوي السوري»، وعن ضرورة مراعاة مواقف واعتبارات دول أخرى لديها حق الفيتو ولا سيما روسيا، حتى فيما يخص تسليح الإرهابيين تتحدث فرنسا عن أن تأييدها أو قيامها بذلك سيكون خاضعاً لإيجاد وسائل لمراقبة الجهات المرسلة إليها وصولاً إلى «سجل كامل من التدرجات» في التعامل مع مسألة «الكيماوي السوري» كما قال أمس مستشارو هولاند. هكذا إذاً تعود فرنسا- هولاند إلى حجمها الطبيعي كملحق، بينما كانت بريطانيا جنّبت نفسها المذلة ذاتها بعدم التورط في دائرة التصعيد الذي أطلقه أوباما ثم ما لبث أن بدأ بالابتعاد عنه تدريجياً وصولاً إلى ربط القضية كلها بما سيخرج عن المباحثات المتلاحقة بين لافروف وكيري. من الآن وإلى أجل تحدده واشنطن طبعاً، ستبقى فرنسا ملتزمة المقاعد الخلفية، حتى فيما يخص الاجتماع المقبل للجمعية العامة.. أساساً كيري منذ أن بدأ مباحثاته ولقاءاته مع لافروف، وهو يفاوض منفرداً، يستخدم حلفاء واشنطن كفرنسا فقط عندما تقتضي الضرورة رفع ورقة الحشد الدولي بوجه لافروف لاحتواء المكاسب الروسية. وبينما يلتزم كيري التصريحات نفسها حول ضرورة التزام قرار دولي قوي فيما يخص سورية، يواصل لافروف بهدوء الواثق الثابت القول: إن كل شيء على ما يرام.. كل اللقاءات والمباحثات تسير على نحو جيد، ويغمز المقربون والقريبون من أن ذلك معناه أن كل شي يسير كما تريد موسكو .. قد يكون ذلك صحيحاً، وإن لم يكن كذلك فهذا لا يعني مطلقاً أنه يسير لمصلحة واشنطن. عقب كل لقاء، يتحدث لافروف وكيري إيجابياً عن احتمالات انعقاد «جنيف2» لكنهما لا يحددان موعداً، بينما يقول البعض إنه على الأبواب، والبعض الآخر يقول: ربما يعقد في فترة عيد الأضحى المقبل.. بكل الأحوال فهذا ستتم معرفته ربما بعد اجتماعات الجمعية العامة المقررة غداً السوريون لا يخادعون أنفسهم حيال «جنيف2» وحيال حقيقة المواقف الدولية، لذلك تراهم يعملون بالتوازي لاستعادة الأمن والاستقرار، وفي حال كان هناك جديد دولي يكون لكل حادث حديث. -

                            تعليق


                            • الاجتزاء الأميركي.. وسياسة التلفيق!
                              علي نصر الله
                              ربما لن يعثر المؤرخون على حالة مماثلة في التاريخ الحديث والقديم لما هي عليه الولايات المتحدة؛ لجهة عهر الممارسة السياسية؛ ولجهة سوء الأداء الذي يتخذ من الكذب والتلفيق مذهباً له في إثبات صوابية سیاسته.


                              البدیع / وکالات - ربما لن يعثر المؤرخون على حالة مماثلة في التاريخ الحديث والقديم لما هي عليه الولايات المتحدة؛ لجهة عهر الممارسة السياسية؛ ولجهة سوء الأداء الذي يتخذ من الكذب والتلفيق مذهباً له في إثبات صوابية سياسته؛ أو في محاولة إقناع الرأي العام بذلك، ولناحية الاجتزاء المقيت الذي تمارسه في تعاطيها مع الوقائع والأحداث، بما يسيء لها وللقضية المطروحة على بساط البحث الدولي !.‏ وعندما يقال إنه ربما لن يعثر المؤرخون على حالة مماثلة للحالة الأميركية في ممارسة الكذب والتلفيق، فإن ذلك لا يقع ولا ينطوي على شيء من مبالغة؛ لأن تلفيق الأدلة على العراق هو مجرد مثال ما زال حاضراً في الأذهان؛ حيث كشف الأميركيون ذاتهم ( كولن باول ) عن الكذبة ومصادر تصنيعها؛ وعن الأبطال الاستخباراتيين المزيفين الذين شاركوا بخلقها وإخراجها وتسويقها !.‏ اليوم يبدو العالم أمام الحالة ذاتها، ذلك أن الإدارة الأميركية تفبرك وتكذب بمساعدة أدواتها الرخيصة، كذبة استخدام «الكيماوي» في سورية، متجاهلة كل الأدلة المتوافرة التي تشير - بما لا يقبل التشكيك - إلى الجهة التي استخدمت هذا السلاح، فضلاً عن تجاهلها وقائع الاستخدامات الأخرى له (حادثة خان العسل ) التي دفعت الحكومة السورية لدعوة الأمم المتحدة للقدوم وإجراء تحقيق شامل عطَّلته أميركا ذاتها !.‏ سياسة التلفيق والاجتزاء الأميركية هي أمر واقع لا يمكن لأحد إنكاره، وقد تكون السبب الحقيقي الذي يضع الولايات المتحدة في أزمات متعددة الأوجه والأبعاد؛ منها أزمة المصداقية؛ وأزمة الموضوعية، فضلاً عن الأزمة الأخلاقية.‏ في التحليل والاستنتاج؛ ربما نجد أن انتهاك الولايات المتحدة للقانون الدولي؛ هو نتاج طبيعي لهذه السياسة لا ينبغي استغرابه واستهجانه، بل يجب التصدي للسياسة التي تنتجه إسقاطاً لها كسياسة، وإحقاقاً للحق وتنفيذاً للقانون وحماية له.‏ والأمثلة على عهر السياسة الأميركية التي تلفق الأكاذيب، والتي تجتزىء الحقيقة لتحقيق أهداف وغايات ومصالح شيطانية، هي أكثر من أن تعد، والأكاذيب المتعلقة بتشويه حقيقة من استخدم «الكيماوي» في سورية هي مثال طازج ليس إلّا، وإلّا فلماذا ضغطت واشنطن لجعل مهمة فريق التحقيق الأممي تقتصر على تثبيت الاستخدام من عدمه فقط، ولماذا ضغطت لئلا تشمل المهمة تحديد الجهة المستخدمة، ولماذا تمتنع عن جعل الفريق يحقق في كل الحالات، ولماذا تتحدث في اتجاه واحد وتتجاهل الأدلة السورية والروسية القاطعة ؟!.‏ لن نضع هذه التساؤلات برسم واشنطن؛ ولن ننتظر منها إجابات دقيقة أو غير دقيقة؛ ولا إجابات موضوعية أو غير موضوعية، لكننا نسأل الرأي العام المحلي والعربي والدولي عن موقفه من الخطاب الأميركي الذي يُكثر من الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم والشرق الأوسط؛ والذي يُكثر من التهديد بشن الحروب من أجلهما كاستحقاقات .. هل يعني عدم تطرق أصحاب هذا الخطاب - داخل الإدارة الأميركية وخارجها - للديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية وبلدان الخليج أن الإدارة الأميركية معجبة بالتجارب الديمقراطية السعودية والخليجية .. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تفيد الولايات المتحدة من تجربة مطاوعية آل سعود ؟!.‏

                              تعليق


                              • لافروف: الغرب أعمى حيال سورية ويبتز روسيا

                                متابعة - وارع- صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن المعطيات الروسية حول سورية تثبت وقائع سيطرة المسلحين على المناطق التي كانت تقع فيها مستودعات السلاح الكيميائي.

                                جاء ذلك تعليقا على المعلومات الصادرة عن الاستخبارات الإسرائيلية حول سيطرة المسلحين على مناطق تخزين السلاح الكيميائي مرتين على الأقل.

                                وقال لافروف في مقابلة مع القناة الأولى الروسية اليوم الاحد" أثناء عمل مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تمهيدا لوضع مواقع تخزين السلاح الكيميائي تحت المراقبة، يجب على من يمول مجموعات المعارضة والمتطرفة منها، أن يجد طريقة لمطالبتها بتسليم ما جرى الاستيلاء عليه ويجب تدميره وفقا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية"، معتبرا" موعد تدمير الكيميائي السوري موعد واقعي".

                                واضاف إنه" تم الاتفاق على وتائر العملية مع الشركاء الأمريكيين"، مضيفا أن" الأمريكيين هم الذين اقترحوا لأغلبية المطلقة من المؤشرات التي تخص زمن وفترة وإطلاق العملية واختتامها"، مشيرا الى انه" ينبغي العمل على إتلاف الكيميائي في سورية وليس القيام بمحاولات تبني قرار بشأن استخدام القوة"، مؤكدا على" ضرورة العمل على إتلاف الكيميائي في سورية وليس القيام بمحاولات تبني قرار بشأن استخدام القوة تحت ستار الاتفاقات الروسية – الأمريكية التي تم التوصل إليها في جنيف".



                                وابدى لافروف استغرابه قائلا " يثير دهشتي موقف اللامبالاة الذي اتخذه الشركاء الأمريكيون من فرصة فريدة من نوعها لحل مشكلة الكيميائي في سورية حيث انضمت حكومة الأسد رسميا إلى اتفاقية حظر السلاح الكيميائي وأعلنت استعدادها للتنفيذ الفوري لكافة التزاماتها دون أن تنتظر قضاء مهلة الشهر الواحد التي تمنحها الاتفاقية"، مضيفا الى" انني اعتبر عدم انتهاز الفرصة لإطلاق عمل مهني في ظل هذا الوضع وتركيز الجهود الرئيسية على محاولات تبني مشاريع مسيسة في مجلس الأمن الدولي، تصرف غير مسؤول وغير مهني".



                                ولفت لافروف إلى أن" الدول الغربية لا ترى في الاتفاقيات الروسية الأمريكية فرصة لتخليص العالم من كميات كبيرة من السلاح الكيميائي، بل ترى فرصة لتنفيذ ما لم تسمح لها روسيا والصين بتنفيذه، وبالذات تمرير قرار لاستخدام القوة يستهدف النظام ويبرر المعارضة ويتهم بشار الأسد ويطلق الأيدي لها لتحقيق سيناريوهات عسكرية"

                                توتر العلاقات بين أوباما والجيش.. والسبب سوريا


                                متابعة - وارع- نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تقريرا تحت عنوان “الأزمة السورية تكشف عن توتر العلاقات بين أوباما والجيش”، أوضحت فيه أن “الأزمة السورية دفعت الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى تبني دور بدا مزعجاً في بعض الأحيان: وهو دور القائد العام.. فقد كشف احتمال شن هجوم لمعاقبة سوريا على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية عن علاقة متوترة ومترددة إلى حد ما بين الرئيس الحائز على جائزة نوبل للسلام والجيش الأميركي.
                                حيث إن تأرجحه المثير للدهشة من السلبية في سوريا إلى حافة العمل العسكري، واستقراره في نهاية المطاف على حل دبلوماسي محتمل، أثار استياء العديد من قادة وأعضاء الجيش الأميركي. فقد علَّق اثنان من وزراء دفاعه السابقين، روبرت غيتس وليون بانيتا، يوم الثلثاء على هذه المسألة، قائلين إنهم لا يتفقون مع قرار الرئيس بالحصول على تفويض من الكونغرس لضرب سوريا. وبينما رأى بانيتا أن “الهجوم الصاروخي كان جديراً بالاهتمام”، قال غيتس إن “الخطة كانت ستسفر عن تأجيج الصراعات المستعرة بالفعل في الشرق الأوسط”.
                                وأشار التقرير إلى أن “احتمال حدوث تدخل عسكري أميركي جديد في الشرق الأوسط أثار تذمر جيل أنهكته الحرب من كبار قادة الجيش وقدامى المحاربين، الذين يمتلكون تحفظات مماثلة لتلك التي أعرب عنها وزيرا الدفاع السابقان”، مرجحا موقفهما ذلك إلى عدم الثقة العميقة التي صدرت عن تعامل الإدارة الأميركية مع حربي العراق وأفغانستان، اللتين تم الانسحاب منهما على نحو جعل الكثير من أعضاء الجيش الأميركي يشعرون بالقلق إن لم يكن بالمرارة ولكن كان هناك تخوف أيضاً بشأن البيت الأبيض الذي يقول العديد من القادة العسكريين إنه احتكر عملية صنع القرار في إطار دائرة ضيقة النطاق يهمن عليها المدنيون الذين غالباً ما يجرون مداولات لا نهاية لها ويبدون غير راغبين أو غير قادرين على صياغة سياسات حاسمة”.
                                ونقل التقرير عن بيتر مونسون، وهو ضابط بحرية متقاعد خدم مؤخراً كمستشار بارز لقائد سلاح البحرية، قوله إن “الجيش الأميركي يعاني من أنصاف التدابير التي تتخذها الإدارة”، مشيراً إلى أنه “سيكون هناك نفور من استخدام القوة من قبل كبار القادة العسكريين إذا لم تكن هناك أهداف محددة”.
                                ولفت إلى أن “احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية قد تلاشى بعد أن وافقت الولايات المتحدة وروسيا على خطة للقضاء على الترسانة الكيميائية التي يمتلكها الرئيس السوري بشار الأسد. ومع ذلك، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن المدمرات التابعة لسلاح البحرية ستظل في موقعها على مقربة من سوريا، مما يعكس رغبة البيت الأبيض في إبقاء خيار استخدام القوة على الطاولة.
                                هذا وقد أثارت استجابة البيت الأبيض لهجوم الأسلحة الكيميائية الذي شهدته ضواحي العاصمة السورية دمشق دهشة القادة العسكريين الأميركيين، نظراً لأنها جاءت بعد وقوف الولايات المتحدة على هامش الحرب الأهلية السورية لفترة طويلة.
                                حيث يقول أنتوني كوردسمان، خبير في الإستراتيجية العسكرية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومسؤول بارز سابق في الاستخبارات في وزارة الدفاع، إن الأسابيع القليلة الماضية كانت أسوأ لحظة في سجل الرئيس أوباما نظراً لأنها أثارت شكوكاً جادة حول فشله المؤلم في التوصل إلى قرار واضح ويشير التقرير إلى أنه بمرور الوقت اتضح أنه بينما كان الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري يدعوان بحماس إلى توجيه ضربة عسكرية، كان قادة الجيش يمتلكون تحفظات قوية”.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X