15/9/2013
* "لهذا السبب لن أصوّت لصالح ضرب سوريا"

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالاً للسناتور الجمهوري الأميركي عن تكساس وعضو لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، تيد كروز، وقال فيه "إنه لا يوجد أي قرار يمكن لمسؤول منتخب أن يتخذه أكثر خطورة من إرسال القوات المسلحة إلى صراع ما.
وقد كان الرئيس باراك أوباما محقاً في التماس إذن الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ضد سوريا".
"لكن بعد التدقيق في الحجج التي يتذرع بها الرئيس، أجد نفسي مضطراً للتصويت ضد طلب السماح بالضربة العسكرية".
"وأنا لا أتخذ هذا القرار باستخفاف. بل أريد أن أدعم قائدنا العام".
"لكنني لا أعتقد أن ضربة جوية محدودة، على النحو الذي اقترحه الرئيس، سوف تؤدي إلى النجاح أو تحسين الأوضاع في سوريا".
ويعتقد السيناتور الجمهوري أن "هناك إجراءات أخرى يمكن للولايات المتحدة ويجب عليها اتخاذها لمواجهة هذا الوضع، ابتداء من الدفع باتجاه التصويت في مجلس الأمن الدولي على إدانة للهجوم الكيميائي".
"وهذا النوع من العمل سوف يؤدي إلا توحيد العالم".
ويوضح السيناتور أنه يعارض اقتراح الرئيس أوباما استخدام الخيار العسكري ضد النظام السوري لثلاثة أسباب: "الأول، أن تصرفات النظام لا تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأميركي".
"والسبب الثاني، أن المعارضين للنظام السوري ليسوا بالضرورة أفضل منه".
"إذ لا ينبغي للولايات المتحدة أبداً أن تعطي الأسلحة إلى الناس الذين يكرهونها، ويتعين عليها أيضاً ألا تدعم أو تسلح إرهابيي تنظيم القاعدة".
"والسبب الثالث، أن احتمالات التصعيد هائلة. فسوريا هي في خضم حرب طائفية، ولدت من عداوات عمرها قرون".
"ونحن ليس لدينا حليف واضح في هذا الصراع المذهبي، وأي ضربة محدودة أو نسبية يمكن أن تخرج سريعاً عن نطاق السيطرة، وأن تعرّض حلفاءنا للخطر وتجبرنا على الانزلاق إلى الحرب".
***
* "تشويش أوباما حيال سوريا"
تحت هذا العنوان كتب دانا ميلبانك في صحيفة الواشنطن بوست مقالاً، تناول فيه تخبط الإدارة الأميركية في المسألة السورية، واستهله بسؤال: "ما هي خطة إدارة أوباما في سوريا؟ والإجابة تعتمد على من تسأل ومتى".
"ففي الساعة 9 مساء الثلاثاء، قال الرئيس أوباما في خطابه للأمة أنه طلب من زعماء الكونغرس تأجيل التصويت على التفويض باستخدام القوة".
"وهذا ما يتناقض مع ما أدلى به وزير خارجيته، جون كيري، في شهادته بالكونغرس قبل 11 ساعة فقط أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، حين قال: نحن لا نطلب من الكونغرس عدم التصويت".
ويلاحظ الكاتب أنه "يمكن أن يُغفر لكيري لكونه على خلاف مع الرئيس، خاصةً أن الرئيس، في مساحة خطابه على مدى 16 دقيقة، كان في كثير من الأحيان على خلاف مع نفسه".
"حيث أمضى أوباما أول 12 دقيقة يدافع عن وقائع ضرب سوريا، ثم أذاع خبراً صحافياً بأنه تم وضع العمل العسكري في الانتظار".
"كما وعد بأنها ستكون (ضربة محدودة) من دون قوات على الأرض أو حملة جوية طويلة، لكنه أكد في الوقت نفسه أنها نوع من الضربات التي لا يمكن لأي دولة أخرى أن تنفذها".
"وجادل أوباما أيضاً بأن على الولايات المتحدة ألا تكون شرطي العالم، فيما قال أيضاً أنه نظراً لأننا نؤمن بالحرية والكرامة لجميع الناس، لا يمكننا أن نصرف النظر".
"وأكد أن ما فعله الرئيس السوري بشار الأسد هو (خطر على أمننا)، فيما اعتبر أيضاً أن (نظام الأسد لا يملك القدرة على أن يمثل تهديداً خطيراً لجيشنا)".
ثم ينتهي كاتب الواشنطن بوست إلى القول إن "هذه ليست كل التناقضات، فقد كان الرئيس يحاول أن يخيط بإبرة، وقد وضع الخطوط العريضة لسياسة عالية الدقة ومتحولة في كثير من الأحيان. لكن الفارق البسيط بين هذه الخطوط يمكن أن يبدو مثل التشويش إلى حد كبير".
***
* ماذا قدم اوباما للأسد مقابل تخليه عن الكيمياوي؟

اكد خبير سياسي ان محور المقاومة والممانعة حقق انتصارا دبلوماسيا كبيرا وغير مسبوق على الولايات المتحدة وجعلها في موقف معزول في العالم رسميا وشعبيا، مشيرا الى ان الجانب السوري استطاع ان يفرض شروطه على الولايات المتحدة ويحصل على ما يريد. وقال المحلل السياسي تامر ياغي لقناة العالم الاخبارية السبت: الاتفاق يتضمن تنازل سوريا عن السلاح الكيمياوي مقابل وقف التهديد بالعدوان على سوريا والتعهد بعدم امداد السلاح الى المجموعات المسلحة في سوريا بالاضافة الى عملية سياسية بما يسمى بجنيف اثنين ضمن شروط مسبقة، ما يعني انتصارا لسوريا بما يخص شرط التنحي وشرط عدم الترشح وشرط المهل الزمنية وشرط نقل صلاحيات الرئيس الى حكومة مؤقتة.
واعتبر ياغي ان مصلحة اميركا هي في ان يذهب خيار العدوان على سوريا الى غير رجعة ، منوها الى ان محور المقاومة صمد الى اخر لحظة واثبت للعالم كله انه متماسك من كاراكاس الى بيونغ يانغ.
واوضح : ان الايرانيين والروس استطاعوا ان يخرجوا الاميركي تماما وان يضعوه امام العالم وحيدا ، بحيث شعبيا كانت السياسة الاميركية مدانة ، كما انه لم يستطع سوى حشد دولة فرنسا الى جانبه وليس شعب فرنسا ، حيث ان جميع الحلفاء تخلوا عنه.
وشدد ياغي على ان ثبات محو المقاومة باقطابه الايراني والروسي وثبات وصمود محوره السوري استطاع ان يحقق انتصارا سياسيا لا سابق له ، بحيث اعاد روسيا الى موقعها العالمي ورسم الموقع الدولي المهم لايران وسوريا.
واشار المحلل السياسي تامر ياغي الى استمرار اوباما في استخدام لغة التهديد بالحرب لسوريا واعتبر ان ذلك يأتي في اطار سياسي ومحاولة رفع بعض المطالب ومد المعنويات للمعارضة التي تجتمع الان في اسطنبول ، منوها الى ان القضية انتهت تحت الطاولة ويتم اخراجها الان الى العلن.
واوضح ياغي ان اهم اولويات واشنطن في المنطقة ضمان امن الكيان الاسرائيلي وامدادات النفط ، وطالما الاميركي يعادي محور المقاومة فلا امان للكيان الصهيوني ولا النفط ، وعليه ان يوجد معادلة يستطيع فيها الحفاظ على الحد الادنى من مصالحه.
واعتبر المحلل السياسي تامر ياغي ان المنطقة داخلة الى مرحلة اقتصادية جديدة في ظل الاكتشافات الهائلة من النفط والغاز في شرق البحر المتوسط ، وانخفاض انتاج الخليج (الفارسي) من ذلك ، ما اضطر الاميركي الى ان يكون له دور ، اراده ان يكون رئيسا لكن الظروف املت عليه ان يكون شريكا مع الروسي الذي سيكون مقررا في الفترة القادمة في شرق البحر المتوسط.
***
* برلماني روسي يحذر من تفسيرات مختلفة لاتفاق جنيف بين موسكو وواشنطن
حذر نائب روسي نافذ الاحد من ان روسيا والولايات المتحدة يمكن ان تفسرا بشكل مختلف الاتفاق حول تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية الذي تم التوصل اليه السبت في جنيف بين وزيري خارجية البلدين.
وقال الكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (مجلس النواب الروسي) إن "المسالة الاساسية المطروحة الآن هي معرفة ما اذا كانت التسوية السورية ستصبح موضع تفسيرات مختلفة او حتى متعارضة بين الولايات المتحدة وروسيا".
واعتبر بوشكوف ان هذا الاتفاق يشكل "نجاحا للدبلوماسية الروسية".
وكانت روسيا اثارت في 9 ايلول/سبتمبر مفاجاة دبلوماسية كبرى مع تقديم اقتراح ينص على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي.
وقال البرلماني "لم يعد لدى الولايات المتحدة امكانية التحرك وحيدة. لقد حرمناها بعض الشيء من ورقتها العسكرية"، مضيفا ان الولايات المتحدة يمكن ان تعود الى تهديداتها العسكرية.
وشاطره هذا الرأي المحلل الروسي فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية".
وقال لوكيانوف لاذاعة صدى موسكو ان "الرئيس باراك لا يمكنه التراجع عن تهديداته ولن يقوم بذلك".
واضاف هذا الخبير ان "تطبيق هذه الخطة ينطوي على العديد من المخاطر وواقع اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز اللجوء الى القوة يمكن ان يفسر على انه اساس شرعي لشن عملية عسكرية".
وخلص الى القول "من المبكر جدا الاحتفال بالنصر لانه لا يزال بعيداً".
* القيادة السورية تحقق خلال اسبوعين انتصارين هامين للبلاد
المبادرة الروسية كانت بمثابة التحول من الرد على هجوم فعلي الى المبادرة بالهجوم السياسي لمنع عدوان محتمل على سوريا
حسين مرتضى
خاضت سوريا حرباً ميدانية ضد التحالف الأميركي ـ الأوروبي ـ "الإسرائيلي" ـ العربي منذ ما يزيد على عامين ونصف، ونجحت في إفشال المخطط الذي رسمه هذا الحلف، بعد أن افشلت سعي أدواته السياسية والإعلامية والعسكرية والمخابراتية، لإسقاط الدولة السورية وتفتيتها.

هذه المحاولات كان آخرها على محاور ثلاثة، أوّلها فتح جبهة في ريف اللاذقية بوصفها منطقة استراتيجية على صعيد الوجود الروسي البحري في سورية، وهو يشكل موقعاً استراتيجياً للسياسة الروسية في المنطقة، والمحاولة الثانية كانت في ريف درعا حيث تلقت المجموعات المسلحة ضربات قاصمة تمكن من خلالها الجيش السوري من قطع وضرب كل الإمدادات وخطوطها ولم يتمكنوا من دخول درعا عبر الاردن والصحراء السورية، اما المحاولة الثالثة فكانت في ريف دمشق حيث كانوا يجهزون حملة كبيرة، لدخول مدينة دمشق وجاءت المفاجأة والضربة الاستباقية من الجيش السوري، حيث تؤكد مصادر عسكرية سورية أن المسلحين تكبدوا خسائر فادحة جداً في ضربة استباقية تمت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي.
وبعد تلك الهزائم التي لحقت بالمجموعات المسلحة، لجأت الاخيرة إلى استعمال السلاح الكيماوي صباح يوم الخميس في الغوطة الشرقية، الأمر الذي أجبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري حينها على الاتصال بوزير الخارجية السوري وليد المعلم لطلب وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المفتشين الدوليين ما يعني ضمناً إيقاف الهجوم الذي يقوم به الجيش السوري لتخفيف الضغط على المجموعات المسلحة بالذات على محاور الغوطة الدمشقية.
بعد ذلك بدأت حكاية الضغوط التي ظهرت للعلن، وهنا بدأت الدبلوماسية السورية في عملها، وجرى التوافق على المبادرة الروسية بين الرئيسين السوري بشار الاسد والروسي فلاديمير بوتين في سياق الحملة الاستباقية والحرب الوقائية سياسياً وعسكرياً، بحيث استطاعت تجنيب الشعب السوري وشعوب المنطقة الحرب.
المبادرة الروسية لحسب فتيل التوتر وافراغ التهديدات من مضمونها، عرضت على الجانب السوري وبالتحديد الرئيس الاسد الذي اعطى موافقته قبل أي حديث أو حتى اعلان، ما يعني أن القوة السياسية التي يتمتع بها صانع القرار السوري، والتي قلبت الحسابات الامريكية وحلفائها رأساً على عقب، بعد أن أظهر فريق الادارة الامريكية قدرة ملحوظة على مباغتة الرأي العام الدولي بأجندته السياسية، مستفيدا من حالة الارتباك التي صاحبت أحداث الغوطة، ومهيئا الأجواء داخل الولايات المتحدة وخارجها لتقبل مبدأ الضربات المحددة، أتبعها بإطلاق جملة من المبادرات السياسية والأمنية التي ترمي إلى إحداث تغيير واسع المدى في المنطقة، وفي مقدمتها الشرق الأوسط.
الضربة السياسية الوقائية التي تمثلت بالمبادرة الروسية وسرعة تجاوب القيادة السورية معها، كانت بمثابة التحول من الرد على هجوم فعلي الى المبادرة بالهجوم السياسي لمنع عدوان محتمل، ما جعل القيادة السورية تحقق خلال اسبوعين انتصارين من خلال ايجاد وخلق توازن جديد في الحرب المفتعلة ضد سورية.
التوازن الذي فرضته القيادة السورية، والذي يقوم على مبدأ "ولى الزمن الذي كنا نهدد فيه دون أن نُهدد" جعل اداراة اوباما تتراجع ولو بشكل مبدئي عن تهديداتها.
اما الانتصار الثاني فكان على المستوى السياسي والدبلوماسي من خلال الموافقة على المبادرة الروسية ليؤكد ذلك مرة أخرى أن الرئيس الاسد مع أي حل من شأنه أن يسهم في ايجاد مخرج للازمة في البلاد. وبالتالي يمكن الجزم أنه مخطئ من يعتقد أن الانتصار يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يتعداه الى الجانب السياسي والاقتصادي.
* لاريجاني والنجيفي يرفضان التدخل العسكري في سوريا
لاريجاني والنجيفي في مؤتمر صحفي مشترك بطهران
عقد رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني ونظيره العراقي اسامة النجيفي السبت في طهران، جولة من المحادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة لاسيما الازمة السورية. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات اكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني ان وجهات نظر الجانبين كانت متطابقة بشأن سوريا وتنص على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية .
واشار لاريجاني الى ان الجانب العراقي يحمل افكارا للتعاون في المنطقة واضاف : لقد تم بحث المبادرة التي يحملها السيد النجيفي بشأن سوريا ، كما تطرقنا الى موضوع الارهابيين والمتطرفين في العراق والمنطقة .
وتابع لاريجاني قائلا ان الاميركيين ادركوا بان التدخل العسكري سيخلق مشكلتين هما انتهاك القوانين الدولية وردود الفعل الرافضة بالمنطقة .
من جانبه اعتبر رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي الحل الامثل للازمة السورية بانه يتمثل بانسحاب المسلحين من سوريا وتنظيم انتخابات حرة وقال : يجب نزع فتيل الفتنة الطائفية التي بدت تنتشر في المنطقة .
وراى ان التدخل العسكري الاجنبي في سوريا سيسبب اتساع الحرب وامتدادها الى دول الاقليم والعراق اول من سيتأثر واضاف : ان الدول الغربية تريد نزع الاسلحة السورية وتقوية "اسرائيل"وليس انقاذ الشعب السوري وعلى المجتمع الدولي وقف نزيف الدم السوري .
واشار النجيفي الى ان اطرافا كثيرة تشترك في الصراع السوري وهناك معركة عالمية موضحا ان مبادرة العراق لحل الازمة السورية تتلخص في وقف اطلاق النار وسحب القوات الاجنبية التي دخلت سوريا واجراء انتخابات .
* عبد اللهيان: لم يعد لواشنطن ذريعة لشن العدوان على سوريا

اكد مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان انه لم يعد للولايات المتحدة اي ذريعة لشن عدوان على سوريا بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف.
واضاف عبد اللهيان ان جبهة المقاومة حققت نجاحا بعدما اعطت واشنطن اولوية للحل الدبلوماسي، محذرا دعاة الحرب على سوريا من الدخول في نفق لا نهاية له.
وأضاف عبد اللهيان أن اميركا تتحدث عن ضربة محدودة، لكن تجارب التحركات الأميركية في المنطقة تظهر ان الحرب قد تبدأُ بشكل محدود، لكنها لن تظل غير محدودة
*السيد صفي الدين: ما يحصل في سوريا هو حلقة من حلقات الإستهداف للنهج المقاوم

اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن "ما يحصل في سوريا هو حلقة من حلقات الإستهداف لهذا النهج المقاوم، وسوريا إنما كانت مستهدفة لأنها مقاومة وممانعة ولأنها وقفت طوال كل السنوات الماضية بوجه المشروع الأميركي والإسرائيلي وكل الأحداث التي تحصل اليوم تثبت ذلك، وتثبت صوابية ما ذهبنا إليه وما نفعله اليوم بموضوع سوريا، وما يقوم به حزب الله وتقوم به المقاومة هو مصلحة للبنان بكل تنوعه وطوائفه وأحزابه وجهاته".
* دمشق ترحب بالاتفاق الاميركي-الروسي وتعتبره "انتصارا لسوريا"

رحبت سوريا الاحد بالاتفاق الاميركي-الروسي حول تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية الذي ابرم السبت في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة، معتبرة انه اتاح "تجنب الحرب" وانه يشكل "انتصارا لسوريا". وقال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية "نحن نرحب بهذا الاتفاق، فمن جهة انه يساعد السوريين على الخروج من الازمة، ومن جهة ثانية اتاح تجنب الحرب ضد سوريا بعدما حرم هؤلاء الذين كانوا يريدون شنها من حجتهم". واضاف "انه انتصار لسوريا تم تحقيقه بفضل اصدقائنا الروس".
وقد توصل وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف السبت في جنيف الى اتفاق حول تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية مع جدول زمني محدد. وهذا الاتفاق ابعد شبح الضربات العسكرية التي كانت تفكر واشنطن بتوجيهها ضد سوريا.
واكد الوزير السوري ان "هذا الاتفاق اصبح ممكنا بفضل الدبلوماسية الروسية والحكومة الروسية". واعتبر حيدر ان اتفاق جنيف "يؤمن دعما دوليا لكي يجلس كل ممثلي الشعب السوري الى طاولة المفاوضات ويحلوا مشاكلهم الداخلية في المرحلة التالية".
بدوره، اعتبر مسؤول سوري كبير الاحد ان الاتفاق الروسي الاميركي يرضي دمشق الراغبة في التوصل الى حل سياسي للازمة التي تعصف بالبلاد منذ اكثر من عامين. وقال المسؤول لوكالة االصحافة الفرنسية "سوريا اعتبرت دائما ان الاتفاق الجيد هو اتفاق يمكن الجميع ان يكون راضيا عنه، هذه هي الحال مع اتفاق جنيف" بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
واضاف ان "من يرفضون هذه المبادرة هم السناتوران الاميركيان جون ماكين وليندسي غراهام، اسرائيل، الحكومة التركية، وبندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية)"، معتبرا ان "هذه المجموعة هي نفسها التي تبحث منذ اليوم الاول عن تدمير سوريا، في حين ان روسيا والصين والحكومة السورية تريد حلا سياسيا".
وتابع المسؤول السوري "نحن صادقون بحق في قبولنا المبادرة الروسية، اذا ابدى الجميع اهتمامهم بتعزيز الاتفاق حول الاسلحة
الكيميائية، فهذا لا يجب ان يتوقف هنا". اضاف "ثمة ناس قتلوا في الميدان، و90 بالمئة ممن يحملون السلاح ينتمون الى تنظيم القاعدة، الى ذلك، الامر الاول الذي يجدر القيام به، بالتوازي مع مسألة الاسلحة الكيميائية، هو تحرك العالم اجمع للعمل معا على وقف تدفق الاسلحة والمرتزقة الى سوريا".
واعتبر المسؤول الكبير ان الاتفاق "هو الخطوة الاولى تجاه حل سياسي يمر عبر انتخابات ديموقراطية تسمح للشعب باختيار مستقبل بلاده". واعرب المسؤول عن "سعادة بشراكتنا مع روسيا التي قالت منذ بداية الازمة، كما الصين، انها لا تدعم الحكومة السورية بل السلام في سوريا، وهذا ما اثبته البلدان".
* "لهذا السبب لن أصوّت لصالح ضرب سوريا"

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالاً للسناتور الجمهوري الأميركي عن تكساس وعضو لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، تيد كروز، وقال فيه "إنه لا يوجد أي قرار يمكن لمسؤول منتخب أن يتخذه أكثر خطورة من إرسال القوات المسلحة إلى صراع ما.
وقد كان الرئيس باراك أوباما محقاً في التماس إذن الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ضد سوريا".
"لكن بعد التدقيق في الحجج التي يتذرع بها الرئيس، أجد نفسي مضطراً للتصويت ضد طلب السماح بالضربة العسكرية".
"وأنا لا أتخذ هذا القرار باستخفاف. بل أريد أن أدعم قائدنا العام".
"لكنني لا أعتقد أن ضربة جوية محدودة، على النحو الذي اقترحه الرئيس، سوف تؤدي إلى النجاح أو تحسين الأوضاع في سوريا".
ويعتقد السيناتور الجمهوري أن "هناك إجراءات أخرى يمكن للولايات المتحدة ويجب عليها اتخاذها لمواجهة هذا الوضع، ابتداء من الدفع باتجاه التصويت في مجلس الأمن الدولي على إدانة للهجوم الكيميائي".
"وهذا النوع من العمل سوف يؤدي إلا توحيد العالم".
ويوضح السيناتور أنه يعارض اقتراح الرئيس أوباما استخدام الخيار العسكري ضد النظام السوري لثلاثة أسباب: "الأول، أن تصرفات النظام لا تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأميركي".
"والسبب الثاني، أن المعارضين للنظام السوري ليسوا بالضرورة أفضل منه".
"إذ لا ينبغي للولايات المتحدة أبداً أن تعطي الأسلحة إلى الناس الذين يكرهونها، ويتعين عليها أيضاً ألا تدعم أو تسلح إرهابيي تنظيم القاعدة".
"والسبب الثالث، أن احتمالات التصعيد هائلة. فسوريا هي في خضم حرب طائفية، ولدت من عداوات عمرها قرون".
"ونحن ليس لدينا حليف واضح في هذا الصراع المذهبي، وأي ضربة محدودة أو نسبية يمكن أن تخرج سريعاً عن نطاق السيطرة، وأن تعرّض حلفاءنا للخطر وتجبرنا على الانزلاق إلى الحرب".
***
* "تشويش أوباما حيال سوريا"
تحت هذا العنوان كتب دانا ميلبانك في صحيفة الواشنطن بوست مقالاً، تناول فيه تخبط الإدارة الأميركية في المسألة السورية، واستهله بسؤال: "ما هي خطة إدارة أوباما في سوريا؟ والإجابة تعتمد على من تسأل ومتى".
"ففي الساعة 9 مساء الثلاثاء، قال الرئيس أوباما في خطابه للأمة أنه طلب من زعماء الكونغرس تأجيل التصويت على التفويض باستخدام القوة".
"وهذا ما يتناقض مع ما أدلى به وزير خارجيته، جون كيري، في شهادته بالكونغرس قبل 11 ساعة فقط أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، حين قال: نحن لا نطلب من الكونغرس عدم التصويت".
ويلاحظ الكاتب أنه "يمكن أن يُغفر لكيري لكونه على خلاف مع الرئيس، خاصةً أن الرئيس، في مساحة خطابه على مدى 16 دقيقة، كان في كثير من الأحيان على خلاف مع نفسه".
"حيث أمضى أوباما أول 12 دقيقة يدافع عن وقائع ضرب سوريا، ثم أذاع خبراً صحافياً بأنه تم وضع العمل العسكري في الانتظار".
"كما وعد بأنها ستكون (ضربة محدودة) من دون قوات على الأرض أو حملة جوية طويلة، لكنه أكد في الوقت نفسه أنها نوع من الضربات التي لا يمكن لأي دولة أخرى أن تنفذها".
"وجادل أوباما أيضاً بأن على الولايات المتحدة ألا تكون شرطي العالم، فيما قال أيضاً أنه نظراً لأننا نؤمن بالحرية والكرامة لجميع الناس، لا يمكننا أن نصرف النظر".
"وأكد أن ما فعله الرئيس السوري بشار الأسد هو (خطر على أمننا)، فيما اعتبر أيضاً أن (نظام الأسد لا يملك القدرة على أن يمثل تهديداً خطيراً لجيشنا)".
ثم ينتهي كاتب الواشنطن بوست إلى القول إن "هذه ليست كل التناقضات، فقد كان الرئيس يحاول أن يخيط بإبرة، وقد وضع الخطوط العريضة لسياسة عالية الدقة ومتحولة في كثير من الأحيان. لكن الفارق البسيط بين هذه الخطوط يمكن أن يبدو مثل التشويش إلى حد كبير".
***
* ماذا قدم اوباما للأسد مقابل تخليه عن الكيمياوي؟

اكد خبير سياسي ان محور المقاومة والممانعة حقق انتصارا دبلوماسيا كبيرا وغير مسبوق على الولايات المتحدة وجعلها في موقف معزول في العالم رسميا وشعبيا، مشيرا الى ان الجانب السوري استطاع ان يفرض شروطه على الولايات المتحدة ويحصل على ما يريد. وقال المحلل السياسي تامر ياغي لقناة العالم الاخبارية السبت: الاتفاق يتضمن تنازل سوريا عن السلاح الكيمياوي مقابل وقف التهديد بالعدوان على سوريا والتعهد بعدم امداد السلاح الى المجموعات المسلحة في سوريا بالاضافة الى عملية سياسية بما يسمى بجنيف اثنين ضمن شروط مسبقة، ما يعني انتصارا لسوريا بما يخص شرط التنحي وشرط عدم الترشح وشرط المهل الزمنية وشرط نقل صلاحيات الرئيس الى حكومة مؤقتة.
واعتبر ياغي ان مصلحة اميركا هي في ان يذهب خيار العدوان على سوريا الى غير رجعة ، منوها الى ان محور المقاومة صمد الى اخر لحظة واثبت للعالم كله انه متماسك من كاراكاس الى بيونغ يانغ.
واوضح : ان الايرانيين والروس استطاعوا ان يخرجوا الاميركي تماما وان يضعوه امام العالم وحيدا ، بحيث شعبيا كانت السياسة الاميركية مدانة ، كما انه لم يستطع سوى حشد دولة فرنسا الى جانبه وليس شعب فرنسا ، حيث ان جميع الحلفاء تخلوا عنه.
وشدد ياغي على ان ثبات محو المقاومة باقطابه الايراني والروسي وثبات وصمود محوره السوري استطاع ان يحقق انتصارا سياسيا لا سابق له ، بحيث اعاد روسيا الى موقعها العالمي ورسم الموقع الدولي المهم لايران وسوريا.
واشار المحلل السياسي تامر ياغي الى استمرار اوباما في استخدام لغة التهديد بالحرب لسوريا واعتبر ان ذلك يأتي في اطار سياسي ومحاولة رفع بعض المطالب ومد المعنويات للمعارضة التي تجتمع الان في اسطنبول ، منوها الى ان القضية انتهت تحت الطاولة ويتم اخراجها الان الى العلن.
واوضح ياغي ان اهم اولويات واشنطن في المنطقة ضمان امن الكيان الاسرائيلي وامدادات النفط ، وطالما الاميركي يعادي محور المقاومة فلا امان للكيان الصهيوني ولا النفط ، وعليه ان يوجد معادلة يستطيع فيها الحفاظ على الحد الادنى من مصالحه.
واعتبر المحلل السياسي تامر ياغي ان المنطقة داخلة الى مرحلة اقتصادية جديدة في ظل الاكتشافات الهائلة من النفط والغاز في شرق البحر المتوسط ، وانخفاض انتاج الخليج (الفارسي) من ذلك ، ما اضطر الاميركي الى ان يكون له دور ، اراده ان يكون رئيسا لكن الظروف املت عليه ان يكون شريكا مع الروسي الذي سيكون مقررا في الفترة القادمة في شرق البحر المتوسط.
***
* برلماني روسي يحذر من تفسيرات مختلفة لاتفاق جنيف بين موسكو وواشنطن
حذر نائب روسي نافذ الاحد من ان روسيا والولايات المتحدة يمكن ان تفسرا بشكل مختلف الاتفاق حول تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية الذي تم التوصل اليه السبت في جنيف بين وزيري خارجية البلدين.
وقال الكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (مجلس النواب الروسي) إن "المسالة الاساسية المطروحة الآن هي معرفة ما اذا كانت التسوية السورية ستصبح موضع تفسيرات مختلفة او حتى متعارضة بين الولايات المتحدة وروسيا".
واعتبر بوشكوف ان هذا الاتفاق يشكل "نجاحا للدبلوماسية الروسية".
وكانت روسيا اثارت في 9 ايلول/سبتمبر مفاجاة دبلوماسية كبرى مع تقديم اقتراح ينص على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي.
وقال البرلماني "لم يعد لدى الولايات المتحدة امكانية التحرك وحيدة. لقد حرمناها بعض الشيء من ورقتها العسكرية"، مضيفا ان الولايات المتحدة يمكن ان تعود الى تهديداتها العسكرية.
وشاطره هذا الرأي المحلل الروسي فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية".
وقال لوكيانوف لاذاعة صدى موسكو ان "الرئيس باراك لا يمكنه التراجع عن تهديداته ولن يقوم بذلك".
واضاف هذا الخبير ان "تطبيق هذه الخطة ينطوي على العديد من المخاطر وواقع اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز اللجوء الى القوة يمكن ان يفسر على انه اساس شرعي لشن عملية عسكرية".
وخلص الى القول "من المبكر جدا الاحتفال بالنصر لانه لا يزال بعيداً".
* القيادة السورية تحقق خلال اسبوعين انتصارين هامين للبلاد
المبادرة الروسية كانت بمثابة التحول من الرد على هجوم فعلي الى المبادرة بالهجوم السياسي لمنع عدوان محتمل على سوريا
حسين مرتضى
خاضت سوريا حرباً ميدانية ضد التحالف الأميركي ـ الأوروبي ـ "الإسرائيلي" ـ العربي منذ ما يزيد على عامين ونصف، ونجحت في إفشال المخطط الذي رسمه هذا الحلف، بعد أن افشلت سعي أدواته السياسية والإعلامية والعسكرية والمخابراتية، لإسقاط الدولة السورية وتفتيتها.

هذه المحاولات كان آخرها على محاور ثلاثة، أوّلها فتح جبهة في ريف اللاذقية بوصفها منطقة استراتيجية على صعيد الوجود الروسي البحري في سورية، وهو يشكل موقعاً استراتيجياً للسياسة الروسية في المنطقة، والمحاولة الثانية كانت في ريف درعا حيث تلقت المجموعات المسلحة ضربات قاصمة تمكن من خلالها الجيش السوري من قطع وضرب كل الإمدادات وخطوطها ولم يتمكنوا من دخول درعا عبر الاردن والصحراء السورية، اما المحاولة الثالثة فكانت في ريف دمشق حيث كانوا يجهزون حملة كبيرة، لدخول مدينة دمشق وجاءت المفاجأة والضربة الاستباقية من الجيش السوري، حيث تؤكد مصادر عسكرية سورية أن المسلحين تكبدوا خسائر فادحة جداً في ضربة استباقية تمت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي.
وبعد تلك الهزائم التي لحقت بالمجموعات المسلحة، لجأت الاخيرة إلى استعمال السلاح الكيماوي صباح يوم الخميس في الغوطة الشرقية، الأمر الذي أجبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري حينها على الاتصال بوزير الخارجية السوري وليد المعلم لطلب وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المفتشين الدوليين ما يعني ضمناً إيقاف الهجوم الذي يقوم به الجيش السوري لتخفيف الضغط على المجموعات المسلحة بالذات على محاور الغوطة الدمشقية.
بعد ذلك بدأت حكاية الضغوط التي ظهرت للعلن، وهنا بدأت الدبلوماسية السورية في عملها، وجرى التوافق على المبادرة الروسية بين الرئيسين السوري بشار الاسد والروسي فلاديمير بوتين في سياق الحملة الاستباقية والحرب الوقائية سياسياً وعسكرياً، بحيث استطاعت تجنيب الشعب السوري وشعوب المنطقة الحرب.
المبادرة الروسية لحسب فتيل التوتر وافراغ التهديدات من مضمونها، عرضت على الجانب السوري وبالتحديد الرئيس الاسد الذي اعطى موافقته قبل أي حديث أو حتى اعلان، ما يعني أن القوة السياسية التي يتمتع بها صانع القرار السوري، والتي قلبت الحسابات الامريكية وحلفائها رأساً على عقب، بعد أن أظهر فريق الادارة الامريكية قدرة ملحوظة على مباغتة الرأي العام الدولي بأجندته السياسية، مستفيدا من حالة الارتباك التي صاحبت أحداث الغوطة، ومهيئا الأجواء داخل الولايات المتحدة وخارجها لتقبل مبدأ الضربات المحددة، أتبعها بإطلاق جملة من المبادرات السياسية والأمنية التي ترمي إلى إحداث تغيير واسع المدى في المنطقة، وفي مقدمتها الشرق الأوسط.
الضربة السياسية الوقائية التي تمثلت بالمبادرة الروسية وسرعة تجاوب القيادة السورية معها، كانت بمثابة التحول من الرد على هجوم فعلي الى المبادرة بالهجوم السياسي لمنع عدوان محتمل، ما جعل القيادة السورية تحقق خلال اسبوعين انتصارين من خلال ايجاد وخلق توازن جديد في الحرب المفتعلة ضد سورية.
التوازن الذي فرضته القيادة السورية، والذي يقوم على مبدأ "ولى الزمن الذي كنا نهدد فيه دون أن نُهدد" جعل اداراة اوباما تتراجع ولو بشكل مبدئي عن تهديداتها.
اما الانتصار الثاني فكان على المستوى السياسي والدبلوماسي من خلال الموافقة على المبادرة الروسية ليؤكد ذلك مرة أخرى أن الرئيس الاسد مع أي حل من شأنه أن يسهم في ايجاد مخرج للازمة في البلاد. وبالتالي يمكن الجزم أنه مخطئ من يعتقد أن الانتصار يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يتعداه الى الجانب السياسي والاقتصادي.
* لاريجاني والنجيفي يرفضان التدخل العسكري في سوريا

عقد رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني ونظيره العراقي اسامة النجيفي السبت في طهران، جولة من المحادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة لاسيما الازمة السورية. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات اكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني ان وجهات نظر الجانبين كانت متطابقة بشأن سوريا وتنص على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية .
واشار لاريجاني الى ان الجانب العراقي يحمل افكارا للتعاون في المنطقة واضاف : لقد تم بحث المبادرة التي يحملها السيد النجيفي بشأن سوريا ، كما تطرقنا الى موضوع الارهابيين والمتطرفين في العراق والمنطقة .
وتابع لاريجاني قائلا ان الاميركيين ادركوا بان التدخل العسكري سيخلق مشكلتين هما انتهاك القوانين الدولية وردود الفعل الرافضة بالمنطقة .
من جانبه اعتبر رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي الحل الامثل للازمة السورية بانه يتمثل بانسحاب المسلحين من سوريا وتنظيم انتخابات حرة وقال : يجب نزع فتيل الفتنة الطائفية التي بدت تنتشر في المنطقة .
وراى ان التدخل العسكري الاجنبي في سوريا سيسبب اتساع الحرب وامتدادها الى دول الاقليم والعراق اول من سيتأثر واضاف : ان الدول الغربية تريد نزع الاسلحة السورية وتقوية "اسرائيل"وليس انقاذ الشعب السوري وعلى المجتمع الدولي وقف نزيف الدم السوري .
واشار النجيفي الى ان اطرافا كثيرة تشترك في الصراع السوري وهناك معركة عالمية موضحا ان مبادرة العراق لحل الازمة السورية تتلخص في وقف اطلاق النار وسحب القوات الاجنبية التي دخلت سوريا واجراء انتخابات .
* عبد اللهيان: لم يعد لواشنطن ذريعة لشن العدوان على سوريا

اكد مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان انه لم يعد للولايات المتحدة اي ذريعة لشن عدوان على سوريا بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف.
واضاف عبد اللهيان ان جبهة المقاومة حققت نجاحا بعدما اعطت واشنطن اولوية للحل الدبلوماسي، محذرا دعاة الحرب على سوريا من الدخول في نفق لا نهاية له.
وأضاف عبد اللهيان أن اميركا تتحدث عن ضربة محدودة، لكن تجارب التحركات الأميركية في المنطقة تظهر ان الحرب قد تبدأُ بشكل محدود، لكنها لن تظل غير محدودة
*السيد صفي الدين: ما يحصل في سوريا هو حلقة من حلقات الإستهداف للنهج المقاوم
اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن "ما يحصل في سوريا هو حلقة من حلقات الإستهداف لهذا النهج المقاوم، وسوريا إنما كانت مستهدفة لأنها مقاومة وممانعة ولأنها وقفت طوال كل السنوات الماضية بوجه المشروع الأميركي والإسرائيلي وكل الأحداث التي تحصل اليوم تثبت ذلك، وتثبت صوابية ما ذهبنا إليه وما نفعله اليوم بموضوع سوريا، وما يقوم به حزب الله وتقوم به المقاومة هو مصلحة للبنان بكل تنوعه وطوائفه وأحزابه وجهاته".
* دمشق ترحب بالاتفاق الاميركي-الروسي وتعتبره "انتصارا لسوريا"

رحبت سوريا الاحد بالاتفاق الاميركي-الروسي حول تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية الذي ابرم السبت في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة، معتبرة انه اتاح "تجنب الحرب" وانه يشكل "انتصارا لسوريا". وقال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية "نحن نرحب بهذا الاتفاق، فمن جهة انه يساعد السوريين على الخروج من الازمة، ومن جهة ثانية اتاح تجنب الحرب ضد سوريا بعدما حرم هؤلاء الذين كانوا يريدون شنها من حجتهم". واضاف "انه انتصار لسوريا تم تحقيقه بفضل اصدقائنا الروس".
وقد توصل وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف السبت في جنيف الى اتفاق حول تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية مع جدول زمني محدد. وهذا الاتفاق ابعد شبح الضربات العسكرية التي كانت تفكر واشنطن بتوجيهها ضد سوريا.
واكد الوزير السوري ان "هذا الاتفاق اصبح ممكنا بفضل الدبلوماسية الروسية والحكومة الروسية". واعتبر حيدر ان اتفاق جنيف "يؤمن دعما دوليا لكي يجلس كل ممثلي الشعب السوري الى طاولة المفاوضات ويحلوا مشاكلهم الداخلية في المرحلة التالية".
بدوره، اعتبر مسؤول سوري كبير الاحد ان الاتفاق الروسي الاميركي يرضي دمشق الراغبة في التوصل الى حل سياسي للازمة التي تعصف بالبلاد منذ اكثر من عامين. وقال المسؤول لوكالة االصحافة الفرنسية "سوريا اعتبرت دائما ان الاتفاق الجيد هو اتفاق يمكن الجميع ان يكون راضيا عنه، هذه هي الحال مع اتفاق جنيف" بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
واضاف ان "من يرفضون هذه المبادرة هم السناتوران الاميركيان جون ماكين وليندسي غراهام، اسرائيل، الحكومة التركية، وبندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية)"، معتبرا ان "هذه المجموعة هي نفسها التي تبحث منذ اليوم الاول عن تدمير سوريا، في حين ان روسيا والصين والحكومة السورية تريد حلا سياسيا".
وتابع المسؤول السوري "نحن صادقون بحق في قبولنا المبادرة الروسية، اذا ابدى الجميع اهتمامهم بتعزيز الاتفاق حول الاسلحة
الكيميائية، فهذا لا يجب ان يتوقف هنا". اضاف "ثمة ناس قتلوا في الميدان، و90 بالمئة ممن يحملون السلاح ينتمون الى تنظيم القاعدة، الى ذلك، الامر الاول الذي يجدر القيام به، بالتوازي مع مسألة الاسلحة الكيميائية، هو تحرك العالم اجمع للعمل معا على وقف تدفق الاسلحة والمرتزقة الى سوريا".
واعتبر المسؤول الكبير ان الاتفاق "هو الخطوة الاولى تجاه حل سياسي يمر عبر انتخابات ديموقراطية تسمح للشعب باختيار مستقبل بلاده". واعرب المسؤول عن "سعادة بشراكتنا مع روسيا التي قالت منذ بداية الازمة، كما الصين، انها لا تدعم الحكومة السورية بل السلام في سوريا، وهذا ما اثبته البلدان".
تعليق