إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تهدد سورية و"اسرائيل" تحرض ..وروسيا وايران تحذران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 26/1/2014


    خبير : الولايات المتحدة والسعودية وقطر تنوب عن داعش والنصرة في مؤتمر جنيف2



    بانوراما الشرق الاوسط

    أكد الخبير الايراني في الشؤون الدولية، سعد الله زارعي أن واقع مؤتمر جنيف2 حول سوريا والتناقضات الصريحة التي يشهدها العالم فيه تنبئ بفشله، مضيفا ان الولايات المتحدة والسعودية وقطر تنوب عن داعش والنصرة الارهابيتين في هذا المؤتمر.

    نشرت صحيفة “كيهان” الإيرانية يوم السبت (25 يناير/كانون الثاني 2014) مقالاً للخبير الايراني سعد الله زارعي حول مؤتمر جنيف2 الذي يتفاوض فيه أطراف النزاع حول حل الأزمة السورية أشار فيه إلى أنه خلال الأسبوعين المقبلين يحاول بعض أطراف الحوار نقل السلطة من الحكومة السورية الحالية إلى حكومة لا دور للرئيس بشار الأسد فيها بغض النظر عن المواثيق والمعاهدات القانونية والدولية ومن جانب آخر فإن الأخضر الإبراهيمي أكد على أن هذا المؤتمر سوف يتمخض عن نتائج وإنجازات مرضية للشعب السوري.

    ونوه هذا الخبير إلى ان مؤتمر جنيف1 الذي عقد في العام المنصرم بحضور 80 بلداً عضوا في منظمة الأمم المتحدة تم التأكيد على تأسيس حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات شاملة لذا فسر الأميركان هذا القرار بأنه ينفي أي دور للرئيس بشار الأسد في إدارة دفة البلد مستقبلاً ولابد من تأسيس حكومة مؤقتة في حين أن الروس والكثير من البلدان الأخرى يعتقدون بشرعية الحكومة السورية الحالية ويؤكدون على ضرورة مشاركة جميع المرشحين للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وهذه الخلافات تعتبر عقبة أمام مؤتمر جنيف2 الذي استقطب أنظار العالم نحوه في هذه الأيام.

    وأكد زارعي على عدم مصداقية هذا المؤتمر بسبب حضور لجان وبلدان راعية للإرهاب في سوريا بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وقطر والإمارات وتركيا لذا هناك الكثير من التساؤلات التي تطرح حول الأهداف الكامنة وراء عقد هذا المؤتمر، فعندما تقوم بعض البلدان بإرسال الأسلحة إلى سوريا سراً وعلناً وتقدم دعماً لا محدوداً للزمر الإرهابية المتطرفة فكيف يمكنها أن تكون شريكة في حل الأزمة السورية بشكل سلمي؟! فالمثير للسخرية أن السعودية وفي خضم انعقاد هذه المحادثات ترسل الإرهابيين والأسلحة إلى سوريا حالياً وبشكل علني فضلاً عن ذلك فهي تدعم الإرهابيين الذين أمرتهم بمزاولة نشاطاتهم في العراق أيضاً لدرجة أن وزير دفاع آل سعود صرح لوسائل الإعلام بأن بلده سوف يتدخل في العراق لو واصل الجيش العراقي محاصرته لتنظيم داعش الإرهابي في الأنبار! فكيف يمكن لهكذا بلد داعم للإرهاب بكل ما أوتي من قوة أن يدعي أنه يدافع عن حقوق الشعب السوري؟! فهذا التيار الدولي يعارض ملاحقة الجيش السوري للإرهابيين في الأراضي السورية وكأنما يريد التأكيد على أن هؤلاء الإرهابيين مخولون بذبح الشعب السوري وتدمير بناه التحتية دولياً ولابد من إزاحة حكومة الرئيس الشرعي بشار الأسد لكي يتم تأسيس حكومة مؤقتة بدعم من ناشطين إرهابيين!

    وأشار زارعي إلى أن هذا المؤتمر قد تتمخض عنه نتائج خطيرة إذا ما تمت المصادقة فيه على ما يرومه داعمو الإرهاب وعلى رأسهم السعودية فهذا يعني إختلاق توجه دولي جديد يمكن أن يتكرر في مناطق أخرى من العالم حيث تتمكن البلدان النافذة من تسليح مرتزقة أو إرهابيين لإسقاط أي نظام حكم معادٍ لها وبالتالي تضفي على هذا التدخل غير المشروع صبغة قانونية من خلال عقد مؤتمر تحضره بعض البلدان الموالية لها تحت مظلة الأمم المتحدة! فعلى هذا الأساس ستصادق منظمة الأمم المتحدة على هكذا قرارات حتى وإن كان النظام الذي يراد إسقاطه شرعياً مائة بالمائة كما أن الأعمال الإرهابية سوف تنتعش في شتى أرجاء العالم وتصبح السياسة الدولية مرتعاً لها فتصول وتجول تحت مظلة دولية.

    وقال هذا الخبير أن مؤتمر جنيف2 فيه تناقضات جادة لذلك فإن نجاحه مشوب بهالة من الغموض، ومن هذه التناقضات هو أن البلدان الحاضرة فيه منقسمة إلى فئتين فهناك بلدان لها تأثير على الساحة السورية – سلباً أو إيجاباً – وهناك بلدان ليس لها أي تأثير يذكر أما البلدان المؤثرة فغالبيتها تلعب دوراً سلبياً وقامت بتخريب سوريا وإنعاش الإرهاب فيها، فكيف يمكن لها أن تقر السلام في هذا البلد الجريح؟! وبطبيعة الحال لا يمكن للحكومة السورية ولا الشعب السوري أن يطمئنا لها فهي التي أشاعت الفتنة في البلاد. ومن التناقضات أيضاً هو تغييب بعض مكونات المعارضة عن الحضور في هذا المؤتمر وفسح المجال لبعض الفئات التي تدعي أنها معارضة لكنها تحمل السلاح بوجه الشعب السوري وهي قائمة على أسس إرهابية وفي الحين ذاته ليس لها تأثير كبير على الشعب السوري. والتناقض الجدير بالذكر أيضاً هو عدم حضور بعض البلدان والمكونات المؤثرة في هذا المؤتمر بما فيها الجمهورية الإسلامية الايرانية وحزب الله لبنان ما يوحي بعدم تحقيق أي اتفاق حول الأزمة السورية في هذا المؤتمر لأن جبهة المقاومة هي التي تعين مصير سوريا بداعي حرصها على الأمن والاستقرار والدفاع عن حقوق السوريين وبما تحظى به من دعم شعبي واسع بينما الجبهة الإرهابية بقيادة الأميركان وآل سعود ليس لها أي تأثير على الشعب السوري ولا يمكنها تحديد مستقبله والعالم يعرف جيداً أن التحالف الغربي – العربي – الصهيوني الداعم للإرهاب في هذا البلد هو السبب وراء كل ما تعانيه سوريا والمنطقة من ويلات ودمار. وأبرز تناقض موجود هو وجود معارضة إرهابية مسلحة من غير المواطنين السوريين وهذا يعد أمراً غريباً على الساحة الدولية إذ لم يشهد العالم يوماً أن إرهابيين مشردين مطرودين من مختلف البلدان يجتمعون في بلد لإسقاط حكومته الشرعية تحت مظلة دعم دولي ومقررات منظمة الأمم المتحدة!

    لذا أكد زارعي على فشل هذا المؤتمر بسبب ما يشوبه من تناقضات صريحة وبسبب مخاوف بعض البلدان من أن تتحول نتائجه إلى وجهة دولية تهدد كيانها وتصبح أرضية مناسبة لتنشيط الإرهاب العالمي ولتبجح البلدان الداعمة للإرهابيين بأن تفسد الحرث والنسل، فالحقيقة أن زمرتي داعش والنصرة الإرهابيتين ليستا غائبتين عن هذا المؤتمر إذ تنوب عنهما البلدان التي أسستهما بما فيها الولايات المتحدة والسعودية وقطر.

    ***
    * انها سورية .. يا ” كيري “




    المهندس ميشيل كلاغاصي/بانوراما الشرق الاوسط


    ” كيري ” .. لقد خسرت الجولة الأولى ..

    صحيح ٌ أنك وزيرٌ للخارجية .. لكنك لست ” المعلم ” .. ويحق لك أن تتعلم فأنت في حضرة ” المعلم ” ..

    لك أن تسميه يوم ٌ حزين .. لكنه ليس بحظ ٍ عاثر .

    فأنتم معشر الأمريكان .. تعرفون الدبلوماسية السورية تمام المعرفة .. وتعرفون قدراتها و امكاناتها و ذكائها وحنكة رجالاتها ..

    أهذا وفدكم ؟؟ وهؤلاء َمن خضعوا لدوراتكم التعليمية ..؟؟ لك أن تتوقع الضربة القاضية .. في أية جولة ُنريد .. فكن حذرا ً يا ” كيري ” .

    لم تكن الدولة السورية مضطرة ً لحضور مؤتمركم .. ليقينها من عدم جدواه .. لكنها لن تفوت أية فرصة ٍ قد تمنح شعبها السلام و تبعد عنهم يد القتلة و المجرمين .. وتعرف أن طريق الحل يكمن في قبضات و سواعد الجيش العربي السوري .

    كيف نعوّل على مؤتمر ٍ اجتمع فيه الحاقدون و المجرمون ..؟؟ وكل اللذين يدعمون التطرف و الإرهاب على أرض الوطن ..؟؟ مؤتمر ٌ يجمع أربعون دولة ً , يتجاوز فيه عدد الدول المعادية الثلاثون ..!!؟؟

    مؤتمر ٌ ُتسحب فيه الدعوة لدول ٍ قادرة ٍ على فرض السلام كإيران .. و ُتدعى اليه ممالك الفكر الإرهابي الظلامي الأسود كالسعودية وقطر وتركيا والكويت .

    مؤتمر ٌ .. بنكهة المسارح و المسرحيات الفاشلة .. عبر وفد ٍ غير معروف التمثيل ..؟ وفد ٌ تلطخت أيادي أعضائه بدماء السوريين .. وفد ٌ لا يضم أغلب أطياف المعارضة .. وفد ٌ غير جاهز ٍ للحديث والتفاوض .. وفد ٌ غير ثابت التكوين ولا بد من الإستعانة بالسفير فورد كي لا تنفرط حبات عقده ..

    وفد ٌ متردد ٌ ومتخبط ٌ .. يعكس تردد و تخبط مشغله نتيجة سرعة نجاحات وانتصارات الجيش العربي السوري على الأرض في حلب وبسط سيطرته على مناطق عديدة وتحتل مساحات ٍ واسعة كالمرجة ومستودعات الزيوت والمطار العسكري و كرم القصر و المرندي وكرم بري و الطراب واعادة الحياة لمطار حلب الدولي , بالإضافة لنجاح جهود المصالحة الوطنية في المعضمية و برزة ومناطق واسعة على مساحة الوطن .

    لم يتمكنوا من الإنسحاب من المؤتمر وإفشاله .. نتيجة حكمة و ذكاء و صبر وفد الوطن .. وسرعة تحركه إعلاميا ً .. وفي كل الإتجاهات .. واعتماده على سلاح الإعلام لقناعته بأنه غدا جزءا ً من المشهد السياسي والدبلوماسي في زمن التشويش و الكذب ..

    مما دفع الوفد المجرم للتركيز على الملف الإنساني في مناطق محددة في حمص .. نتيجة وجود أعداد ٍ كبيرة من الإرهابيين فيها .. اّملين تقديم الدعم والعون لهم قبل تحرك الجيش باتجاههم وسحقهم .. كذلك على أمل فتح ثغرة ٍ أمام عودة الحديث عن ممرات أنسانية ومناطق عازلة .. متناسين إنكشاف حقيقتهم بالإعتداء على قوافل المساعدات بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون .. و أن الأجدر بهم الحديث عن بسط الأمن والأمان كي يتم ايصال المساعدات لكل أنحاء الوطن – كما طالب الوفد الرسمي السوري – .

    كيف لهم أن ينجحوا ..؟؟ إذ يذهبون الى مؤتمر سلام كما هم مفترض .. ولايزال مشغلهم يتحدث ويحث على المزيد من الفتن و الطائفية ..!!!

    فهل ُيعقل سيد كيري أن تتحدثون بداية ً عن شعار ” بيروت – تابوت ” .. وتأتي اليوم وأمام العالم وبدون خجل وتتحدث عن حماية العلويين والمسيحيين والأقليات .. تحت شعار ” ابق مكانك – والعالم يحميك ” .

    هل لك أن ُتوضح لنا من هو العالم ..!!؟؟ كفى ويكفي .. واليك شعارنا ” الشعب يريد .. تغيير كيري ” ..

    تبا ً لهكذا عالم وهكذا مجتمع دولي .. ُيجالس المجرمين والإرهابيين و ُيحارب ويفاوض باسمهم .. وهو خائف ٌ من عودتهم الى بلاد منشأهم ..؟؟

    لقد استنفزتم كل شيىء خلال الأعوام الثلاثة الماضية .. حتى باتت أفكاركم ضائعة وتائهة .. لقد لعبتم على حافة الهاوية ونسيتم أننا دهاة السياسة .. وهاهي سورية تضع لكم النهاية غير المتوقعة وتفاجئكم بصمود ٍ تاريخي يفتح اّفاق الإنتصار .. حقا ً هو زمن انقلاب السحر على الساحر .

    لابد من انهاء المسرحية الدامية .. الهزلية وعبر أروقة سويسرا .. ولابد من تغيير الأدوات بما يتلائم مع الجولة الحقيقية للحوار السوري – الأمريكي المباشر , على غرار الإتفاق الأمريكي – الإيراني , والدفع لإنجاح الحوار السوري – السوري على وقع وايقاع القرار الأممي الذي يدعم حق الدولة السورية في محاربة الإرهاب والقضاء عليه على الأراضي السورية .. كذلك في جميع أنحاء العالم .. ووضع حد ٍ لهذا الفكر التكفيري الإرهابي السعودي الوهابي واّله .. حفاظا ً على السلم و السلام العالميين .

    تعليق


    • 27/1/2014


      أنا أذبح اذا انا موجود .. كيف اخترع النظام السوري داعش؟



      نارام سرجون/بانوراما الشرق الاوسط

      ليست الطيور فقط هي التي على أشكالها تقع .. بل ان النظريات على أشكالها تقع أيضا .. فمنذ أن نهضت الثورة السورية ونحن أمام ظاهرة أسراب النظريات المقدسة المنبثقة عن رحم الثورة المقدس .. التي يصح فيها قول: ان النظريات على أشكالها تقع .. فرؤوس الثوار تحولت الى أرحام خصبة مليئة بالبيوض التي تنتظر اخصابا كما أرحام الضفادع والأسماك والدجاح المثقلة بالبيوض .. وماعلى الاعلام القائد للثورة الا أن يرمي نطافه عليها لتفقس نظريات لاتعد ولاتحصى .. ولذلك فان هذه الرؤوس لاتنتج الا نظريات تشبه في ذكائها ذكاء الأسماك والضفادع والدجاج ..مثل استعمال الدولة للسلاح الكيماوي في الغوطة .. وقتلها المتظاهرين .. واغتيالها الشيخ البوطي .. وتفجيرها مقرات الأمن .. وكل المجازر التي سبقت انعقاد مجلس الأمن بساعات .. وعن تحالف اسرائيل والنظام سرا وعن بيعه الجولان والسلاح الكيماوي مقابل السلطة .. وطبعا لن يكون آخرها صور التعذيب التي تم تصميمها لتكون مطابقة في الوعي العالمي لصور الضحايا الجياع في سجون النازية ..فقط لأسباب الدعاية الهولوكوستية ..

      وللوصول الى الحقائق لابد من اخضاع كل نظرية ووجهة نظر ليس للتحقيق المسيس مثل دم الحريري – الذي يدوس فيه كل سياسيي العالم بأحذيتهم ونعالهم وربما يفعلون فيه مالانعلم – بل الحقيقة تستسلم للمنطق الديكارتي ولمنهج الملاحظة والتجريب الذي أسسه الانكليزي فرانسيس بيكون في القرن السابع عشر الميلادي والذي أطلق الثورة العلمية الحديثة .. لذلك لاأريد أن استخف بآخر نظرية من النظريات المقدسة للمعارضة وهي “ان النظام قد اخترع داعش” وأن “داعش هي شبيحة النظام” .. لأنني تعلمت أن أتبع منطق ديكارت في محاكمة الأشياء واخضاعها للميزان المنطقي قبل قبولها أو رفضها .. وكما نعلم فان لب العلم والمعرفة هو عدم الاستخفاف بأية فرضية أو نظرية أو شك .. والانطلاق دوما من الشك للوصول الى اليقين .. فديكارت كان يعلن ثنويته الشهيرة ليصل الى الايمان ليس انطلاقا من التسليم بالانجيل المقدس بل من الثنوية الشهيرة التي تقول: أنا أفكر اذا انا موجود .. وأنا موجود ولم أوجد نفسي .. وأنا لم أوجد نفسي فلا بد أن الله قد أوجدني ..

      وكما نعلم فان كل الحقائق العلمية العملاقة عندما انطلقت قوبلت في الماضي بالاستخفاف والضحك والسخرية .. ولكن منذ أن قرر الانكليزي فرانسيس بيكون قيادة الثورة العلمية ضد التسليم بالقياس الأرسطي الضعيف في القرن السابع عشر الميلادي تلاشت الابتسامات العريضة وتحولت السخرية من الحقائق الى دهشة وتعجب .. حيث قرر بيكون تطبيق الملاحظة والمنهج التجريبي للتحقق من كل فرضية .. ومن يومها سقط الثور الذي يحمل العالم على قرنيه .. وسقطت الشمس التي تدور حول الأرض .. وبالتالي صار الضاحكون من الحقائق العلمية مضحوكا عليهم عندما ثبت بالدليل التجريبي انهم واهمون .. ودخلت تشنجاتهم ومسلمّاتهم متحف الخرافات بجدارة .. ومنذ ذلك اليوم نهض الغرب نهضته الشهيرة .. ومنذ ذلك اليوم أيضا سقط الشرق سقوطه الشهير وورث “الثور الذي يحمل الأرض على قرنيه” .. ولايزال الشرق ساقطا الى يومنا هذا ويحمل أسطورة الثور في عقله .. ولكن السقوط استمر منحدرا بدليل ظهور نظريات الحرية المصنعة والمصممة في مملكة الحرية والعبقرية في (السعودية) وامارة الديمقراطية والبطولة في (قطر) ..

      ونحن منذ ثلاثة قرون نبحث عن فرانسيس بيكون عربي وعن ديكارت عربي لهذا الشرق .. وكنا نعتقد ان نخبنا المهاجرة فيها نوى ديكارتية وبيكونية .. ولكن عبثا .. والدليل هو ديكارتية برهان غليون التي وظفها مجنون مثل رياض الشقفة في السياسة والمشروع الديني .الظلامي .. وبيكونية معاذ الخطيب التي وظفها أمير قطر في تجربة على “النعاج” في جامعة العرب .. وغيرهما .. ومثل هذه الشخصيات الهائمة على وجهها هي التي أوصلتنا الى ديكارتية “فخامة الرئيس” محمد الجربا الذي شكر المملكة الديكارتية في السعودية وملك الديكارتية (أبومتعب رينيه ديكارت) وأمير المنهج البيكوني بندر بن سلطان ..

      وللأسف لانزال أسرى عقلية أسرها التفسير والتأويل مهما تعلمت في مدارس ديكارت وفرانسيس بيكون الغربية ونهلت واحتكت بهما يوميا .. ويحضرني هنا موقف لايفارق ذاكرتي وهي لصديق عراقي حامل للدكتوراه في الفيزياء وكان يحدث عددا من الباحثين في أحد معاهد الأبحاث عن الاعجاز القرآني الذي تنبأ بالفاكس والانترنت قبل غيره عندما قص عليهم قصة الملك سليمان والجني الذي جاءه بالقصر الذي طلبه في رمشة عين كما ورد في سورة النمل (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك ) وكان صاحبنا العراقي يحسب لنا المسافات والثواني وقوانين الفيزياء والضوء ليستنتج أن الانترنت والفاكس هما مقدمة لنقل البشر والحجر عبر الانترنت في المستقبل كما فعل الجني في سورة سليمان والذي لابد أنه استعمل تقنية انترنت لم نتوصل اليها لنقل القصر في رمشة عين .. لكن القرآن سبقنا اليها !!.. وكنت قادرا على رؤية الشفقة والسخرية والابتسامات أو الاستخفاف على وجوه المستمعين .. وعندما سألته عمن قال له هذا الكلام قال باعتزاز: بالأمس في برنامج الاعجاز القرآني تحدث عنها شيخ وعالم جليل !!

      والدليل على أن الشرق لايزال ساقطا في الخرافة والاستسلام لكل مايملى عليه لايكمن في تأمل الفرق الشاسع الهائل التقني والعلمي والحضاري والاجتماعي والفكري بين الشرق والغرب .. وليس في قياس كثافة اللحى والشوارب العريضة وتكاثر الوعاظ والفقهاء والمجاهدين على تويتر والفضائيات في الشرق .. بل في غياب نسخة فرانسيس بيكون ومنهجه ورينيه ديكارت وثنويته عن كل الشرق .. وهذا ماتسبب في عملية استنساخ الله حسب العرض والطلب .. فالشرق مليء بنسخ لاعد لها ولاحصر لله .. فهناك الله السني .. والله الشيعي .. والله الوهابي .. والله القاعدي .. والله النصرة .. والله الخاص بداعش .. والله الذي يعمل عند العرعور .. والله الذي عند القرضاوي ويستحم في قاعدة العيديد .. والله التونسي الذي يعمل عند الغنوشي .. والله التركي العثماني بنسخته الأطلسية .. والله المخصص للاخوان المسلمين .. بل ان كل جامع وكل امام في الشرق لديه نسخته الخاصة من الله الذي يختلف عن الله في الشارع المقابل .. ولكن لايوجد ديكارت واحد في كل هذا الشرق الثائر ليحاكم الفرضيات والنظريات والثورات ويخضع الفرضيات للمساءلة .. .. ليكون موجودا .. وليوفر علينا مشقة التحليل وعناء التخيل .. ولا يوجد فرانسيس بيكون واحد ينظر الى تجربة الربيع بكل دمويتها وفوضاها التي أهلكت المجتمعات العربية وأحرقتها ليقرر أنها بالملاحظة والتجريب العلمي الوافعي تجارب ثورية فاشلة وخطيرة جدا وليست طبيعية النشأة ويجب التراجع عنها في الحال .. للحفاظ على ماتبقى من مجتمع كي بكمن أن تقوم فيه ثورة طبيعية يوما ما ..

      والحقيقة للأسف هي أن الكل لايفكر .. ومن لايفكر يصبح غير موجود .. وهنا تكمن الكارثة .. لأن من لا يفكر لن يوجد .. وانعدام الوجود سيعني حسب المنطق الديكارتي أن الله غير موجود .. وهذا هدم فلسفي لكل مايبشر به أصحاب “الله أكبر” الذين يذبحون ولايفكرون .. انها ثنوية ديكارتية صادمة لكل من يكبّر لله ويحلم بحكم الشريعة والاسلام .. فكلما كبّر الثوار لله غاب الله وتلاشى من بين اصابعهم .. لأن من يكبّر ويذبح لايبدو أنه يفكر كانسان .. بل يكبّر ليكفّر .. وهذا وفق القاعدة الديكارتية الشرقية سيعني التالي: أنا أكفّر اذا أنا اذبح .. أنا اذبح اذا أنا أكفّر .. أنا أكفّر اذا أنا لاأفكر .. أنا لاأفكر اذا أنا غير موجود .. انا غير موجود .. اذا فان الله غير موجود !!..

      ولعل أكثر الأمثلة تجليا للدلالة على عقم العقل الشرقي وأنه لايفكر وغير موجود هو الفكر الثوري الذي ترعرع في بلاد النفط وقدم لنا الربيع العربي .. وحل فيه يوسف القرضاوي محل ديكارت وحمد بن خليفة آل ثاني محل فرانسيس بيكون .. وكانت تحفة العقل العربي الثوري الديكارتي هي “الثورة السورية” .. وأما ذروة الفرانسيسبيكونية والديكارتية الثورية فهي اطلاق نظرية: علاقة داعش الوثيقة بالنظام السوري كحقيقة ساطعة كالشمس .. والله أكبر ..
      لن أضحك كما يفعل باراك اوباما وتظهر أسنانه البيضاء كلما قرأ عن اتهامات المعارضة عن علاقة النظام السوري بداعش .. ولن أبتسم ببلاهة الأخضر الابراهيمي كلما خصه كيري ولافروف بمصافحة مجاملة وهو يكاد لايصدق أنهما يعاملانه كشخص يعتمد عليه .. بل سأقطب حاجبيّ وأضع يدي على ذقني وأشرد واطرق ساهما في نظرية علاقة داعش بالنظام السوري لعلي أضحك على نفسي وليس على الثوار كما حدث للأوروبيين الذين ضحكوا من نظريات كثيرة .. ثم ضحكوا من أنفسهم بعد ذلك .. ودهشوا من نظريات فاجأتهم بضخامتها .. فربما كان الثوار على حق ولو لمرة واحدة ..

      لن نعيد وضع النظرية العبقرية عن داعشية النظام (أو شبيحة داعش) في نفس الميزان ونفس مبدأ القياس الأرسطي مثل أن نقول ان كل عمليات قنص المتظاهرين السلميين في المظاهرات قد قام بها النظام على ذمة المعارضة .. وأن كل التفجيرات الانتحارية ضد المراكز الأمنية في البرامكة وباب توما والقزاز وفرع فلسطين وكل فروع الامن هي من تدبير النظام لتشويه سلمية الثورة .. لأن هذا الادعاء قد سقط بشهادة الثوار الذين يفجرون ويصورون السيارات الانتحارية في المشافي والجامعات والكنائس وينشرونها دون مواربة .. وتبين أنها كانت من عمل المنظمات الاسلامية وتحديدا جبهة النصرة التي اعترفت وباهت ببطولات شهدائها الانتحاريين .. فكل تلك العمليات ألصقت بالنظام في تلك المرحلة الضبابية .. ولكن لم يعد من المعقول الاستمرار في تصديق أنها من تدبير النظام .. رغم أن الحيلة كانت قد انطلت على بعض الناس البسطاء الذين صدقوا أن النظام ربما يريد تخويفهم من الثورة الوديعة ..وكذلك مال اليها الذين يحبون تلقيح بيض السمك والكافيار الديكارتي الثوري الذي في عقولهم..

      لنقبل جدلا أن داعش هي من صنع النظام .. ولكن اذا قبلنا بهذا فان علينا أن نقبل بمعالجة أية فرضية لاختبار هذا الاحتمال .. فاذا كانت داعش من صنع النظام فان هذه النظرية يمكن بالمقابل أن تنطبق على جبهة النصرة لتكون هي أيضا من المحتمل أن تكون من منتجات النظام .. وحتى الجيش الحر يمكن أن يكون من منتجات النظام .. وكذلك عدنان العرعور نفسه .. فلماذا تكون داعش الشبيهة في منطلقاتها بالنصرة هي من اختراع النظام ولاتكون ايضا جبهة النصرة من صناعة النظام ليشنع بها على الثورة وليخيف الأقليات بها ويرغمها على موالاته؟؟ .. أليست الثورة هي من قال بأن النظام هو من أطلق الوحش الطائفي واستدعى المتطرفين الاسلاميين منذ بداية الحراك لتسميم الحراك الديمقراطي السلمي وتخويف الأقليات الدينية عبر اطلاق جبهة النصرة؟؟ هذا الاتهام للنظام في بداية الاحداث قبله الثوار وروجوا له بحماس لأنهم نفوا أن ثورتهم طائفية او دينية وأصروا على ان النظام قد أطلق السجناء المتدينين لافساد علمانية وليبرالية الثوار .. ويومها ظهرت جبهة النصرة .. بل ان آخر نظرية فقست هي التي تبناها الضفدع ميشيل كيلو من أن زهران علوش وكل قادة الجبهة الاسلامية قد أخرجوا من سجن صيدنايا بعفو منذ بداية الثورة عمدا لتخريب مشروع الحرية العظيم ..اي أن زهران علوش ايضا عميل بشكل أو بآخر ..

      ونفس المنطق ينطبق على الجيش الحر الذي يمكن ان يكون النظام قد غض الطرف عنه عمدا وسهل له الدعم ليعسكر الحراك السلمي (كما فعلت اسرائيل بغضها الطرف عن حماس لتضعف بها منظمة التحرير وتشق الصف الفلسطيني) .. لأن هذه الخدعة في استدراج الثورة الى العسكرة هي التي سمحت للنظام بتحويل الصراع من سلمي الى عسكري .. وبدل قتل الثوار المساكين في المظاهرات السلمية التي تحرج النظام فانه سيقتلهم امام العالم بدم بارد لأنه استدرجهم الى فخ التمرد المسلح ووضع السلاح في أيديهم عمدا .. أي استدرج النظام الخبيث الثورة الطيبة البريئة الى الأرض التي يمكنه خوض معركة تناسبه وتكون فيها محسومة لصالحه بحكم تفوقه العسكري الهائل وهو الذي يستعمل ترسانة عسكرية مخيفة ويحتكر السيطرة على الآلة الجهنمية القتالية كما قال ديكارت الثورة الفيلسوف الثوري الشيخ صادق جلال العظم في تبريره لعنف الثورة ولخساراتها المتلاحقة ..

      اذا قبلنا بأن داعش هي نتاج النظام لضرب الثورة فعلينا أن نقبل أن نسأل نفس السؤال ان كانت النصرة والجيش الحر اختراعين لاجهاض الثورة العظيمة وتشويهها داخليا وعربيا .. كما هي داعش نسخة متطورة واكتشاف عبقري لتشويه الثورة السورية عالميا .. والنظام الآن انتقل من مرحلة تدمير سمعة الثورة شعبيا في الداخل السوري باختراعه (جبهة النصرة) الى مرحلة تدميرها عالميا باختراعه (داعش) ..وكما أن أبا بكر البغدادي قد يكون شبيحا وضابط مخابرات فان نفس النظرية يجب أن يخضع لها عدنان العرعور الذي يمكن حسب نظرية البيوض والطيور الثورية التي تفقس كل يوم أن يكون عميلا للنظام لأنه قد سدد خدمة جليلة للنظام لاتقدر بثمن عندما سلب الثورة شكلها المدني وسلميتها منذ أن قرر أنه سيفرم الناس ويطحن عظام الموالين ويقص السنتهم ورقابهم .. فالرجل لم يوافق في بداية الربيع العربي على أن سورية تحتاج ثورة في حديث شهير حاول فيه منع الثورة السورية ونصح بشدة بتجنب الثورة في بلاد الشام كما هو واضح في التسجيل التالي:

      (ابوبرير: الفيديو بالموقع ولم استطع تنزيله)

      ثم انقلب العرعور بعد ذلك كما نعلم دون أن يوحد الا تفسير الا أنه تلقى أمرا ما بتغيير نصيحته .. فهل فعلها لخدمة النظام الذي أراد وجها دينيا للثورة .. ؟؟ فهل هناك أسوأ من نموذج العرعور لالصاقه بالثورة وتشويه عبقرية برهان غليون ومبادئه الفرنسية .. أو تخريب يسارية جورج صبرة بلوثات العرعور وتلطيخ مدنية لؤي صافي الذي يعتقد أنه ان كان يعيش في أميريكا فانه حفيد وودرو ويلسون البيولوجي والايديولوجي؟؟ ..

      وعندما نهضت داعش لتعجل في نهوض الدولة الاسلامية سارع العرعور الى قصفها بالفتاوى .. وهنا نستعير ديكارت لنسأل ان كان تصويب العرعور على داعش سببه أن داعش ذات توجه نقي اسلامي وانها قررت تصويب الاتجاه الاسلامي للثورة التي حرفها النظام والعرعور .. حيث قام العرعور بتعليمات غريبة بتكفير داعش في حديث شهير رغم ان داعش قتلت شخصا لمجرد الاشتباه بأنه شيعي كما ورد في حديث العرعور الشهير بتكفير داعش

      (ابوبرير: الفيديو بالموقع ولم استطع تنزيله)

      أما لماذا تقاتل داعش الجيش الحر .. فهناك نظريتان تطرحان يجب التفكر بهما ومحاكمتهما .. وكما أننا سنقبل من باب القبول بكل الفرضيات فان على الثوار احترام وجهتي النظر و عدم الاستخفاف بهما ..

      الأولى هي أن المعارضة المتفككة في الأنساق العليا السياسية ستنتقل بشكل اوتوماتيكي بشقوقها الى القواعد .. فكيف يمكن أن تنقسم القيادات من فوق ولاتنقسم القواعد من تحت؟؟ وطالما أن المعارضة تلد كل يوم شكلا جديدا من المجالس والائتلافات والهيئات الشرعية المنشقة فان النمو الطبيعي لها هو أنها ستترجم ذلك في الطرقات والشوارع والمدن بالصدام بالسلاح .. كما يحدث الآن .. كنوع من الاصطفاء الطبيعي وعملية الصراع بين ذكور القطيع للفوز بالأنثى (السلطة أو شرعية الثورة) وكما أن النظام تعرض لانشقاقات تناصبه العداء المر فان انشقاقات الثورة عن الثورة لابمكن أن تقل عدوانية للثورة عن عدوانية المنشقين للنظام وعنفهم الدموي ضده ..

      وفي تفسير آخر بالمقابل للصراع بين داعش والحر والنصرة فان هناك نظرية تقول بأن داعش هي “قاعدة” نقية ومخلصة لخطها القاعدي الذي لم ينحرف منذ ولدت في جبال تورا بورا ؟؟ ولم يتلوث اتجاهها خط الجولاني في جبهة النصرة الذي ظهر على الجزيرة وحاول ان يقدم خطابا ودودا وفيه تراجع ومجاملة للكفار وتطمين للنصارى .. ومن يتابع خطاب وجدال داعش يرى ان داعش متوجسة بشكل كبير الى حد الاقتناع أن الجيش الحر أو النصرة او كلاهما هو اختراع النظام الذي أجهض المشروع الاسلامي عسكريا لأن الجيش الحر كان ينسحب انسحابا تكتيكيا كلما اقتربت منه قوات النظام .. ولم يقاتل في أية معركة الا وخسر بجدارة .. من بابا عمرو الى القصير .. وكأنه ترتيب محبوك وتنسيق خبيث بين اللاعبين (النظام) و (الجيش الحر المخترق والمخردق بالعملاء) .. بل يمكن القول ان معظم القادة الميدانيين في الجيش الحر يقودون مقاتليهم في الاتجاه الخاطئ عمدا لأنهم يعملون لصالح النظام .. اما داعش فانها حيثما حلت فقد تراجع النظام و”تحررت” مدن عديدة في الجزيرة والرقة وحلب .. وهذا دليل دامغ على عدم عمالتها للنظام ..

      وطبعا كل ماسبق من هذه الفرضيات والشروح متهالك وضعيف ولانستطيع القبول به سواء عن النصرة أو العرعور او الجيش الحر وبالتالي ينطبق تهالك هذا المنطق على داعش .. ولمن لم يفهم ولايريد أن يفهم لماذا ظهرت داعش ولماذا تقاتل الجيش الحر فلاأستطيع أن أستغيث بديكارت ولا بفرانسيس بيكون لانقاذه ولكن يمكن أن أنصحه أن يحضر درس الشيخ الذي شرح أن الجن يستعمل الانترنت فائق التطور ..

      أما من يريد أن يلجأ الى ديكارت فان التفسير المنطقي يقول له: أنا أخلق الفوضى اذا انا أخلق الجريمة .. أي أن داعش هي منتج طبيعي من منتجات الفوضى التي كان الثوار يتسلون بها ويعملون على اشاعتها لخلق فراغ أمني وسياسي .. فغياب الدولة عن المناطق التي تسلط عليها الثوار قلل من مناعتها الأمنية .. واطلق العنان لكل تنظيمات العالم لتستغل الفراغ الأمني .. ووجدها كثيرون فرصة سانحة لتجريب نظرياتهم وخبراتهم في ملء الفراغ .. وهذا ماأغرى تنظيمات اسلامية في العالم لتتسلل الى سورية في محاولة للنمو في المناطق التي لايوقفها فيها أحد وتستطيع التنفس بعيدا عن سطوة الأمن .. وطالما ان لدينا اكثر من الفي كتيبة ثورية مسلحة فمن الطبيعي أن تكون هناك فوضى كتائب وتولد كل سنة ظاهرة عنيفة وتنهض داعش وغيرها .. وسينهض بعد داعش ألف داعش ..واذا استمرت الأزمة عاما آخر فستصل الينا فاحش” ..وان غدا لناظره قريب ..

      للتوصل الى فهم ظاهرة داعش دعونا ننبش من تحت ركام المشاهد والمذكرات المزدحمة للأحداث بعض الحقائق .. هل تذكرون مثلا كيف أن الثورة كانت تباهي بأن اطفال المدارس الابتدائية وعلى لسان رضوان زيادة قد خرجوا يعبرون عن كراهيتهم للأسد في بداية مايسمى بالثورة ؟؟ فقد تناقل العالم صور أطفال مدارس ابتدائية بعمر 6 سنوات يرفعون لافتات تطالب باعدام الرئيس (حيث الطفل يتعلم لعبة الموت وليس لعبة الحرية مثلا) .. قلنا ان هذا مايتعلمه الصغار في هذا الجو العنيف فما بالكم بما سيتعلمه الكبار عمليا ؟؟ وماذا سيكون منتج هذا الجيل الذي يعيش في حديقة حيوان حقيقية انطلقت الوحوش فيها من اقفاصها؟؟ .. وكنا نرى قبل ظهور داعش كيف يحمل أحدهم طفلا صغيرا وبيد الطفل سكين يشير بها الى أنه سيذبح وينحر الاعداء والخصوم والطوائف .. وقبل ظهور داعش رأينا الثورة تعلم طفلا كيف يقطع الرؤوس بالسيف وتفاخر به .. وكانت هذه بوادر انفلات المجتمع والفوضى وبذور داعش التي قطفها الثوار الآن .. فهل يعقل أن يربي الانسان وحوشا وضباعا في بيته وبين أطفاله وفي حديقة بيته ويعتقد بسذاجة أنها ستبقى أليفة مثل القطط ولن تأكل أطفاله؟؟ .. هل يصدق عاقل أن هذه الوحوش ستبقى تصطاد له مثل كلاب الصيد دون أن تعضه؟؟ ان داعش هي الحيوانات التي كانت تتربى وتتعلم في بيت الثورة وقد جاعت الآن وبدأت تأكل من في البيت .. انها تذكرنا بفيلم الحديقة الجوراسية التي أراد صاحبها تربية وحوش اسطورية لكنها عندما انفلتت من السيطرة خرجت تلتهم كل من يقع في طريقها وكادت تلتهمه أيضا ..

      عندما تجاهلت الثورة السورية ان تربيتها ورعايتها للعنف عبر التحريض المستمر وتسويق صور العنف بشكل هستيري كما لو كانت أفلام كارتون مسلية وصلت الى مرحلة الحمل بداعش .. وكان تبرير الهمجية الثورية وتطهيرها بمسح الدم الذي على يد الثورة بالنظام وتعلم الناس على الكراهية المطلقة واستسهال هدر الدم والمباهاة باشراك الأطفال في التعبير عن الكراهية للآخر وتحميلهم بالايديولوجية السياسية والزج بهم في الصراع من أجل السلطة هو السبب في خروجها من الرحم الثوري .. فقد تنبهت متأخرة الى أنها أنجبت مجتمعا مريضا مجنونا لم تعد قادرة على التخلص منه وقد بدأ بالتهامها ..

      الطفل الجديد داعش شرس جدا وضار جدا وعندما كان يأكل خصوم الثوار كانوا يكبرون له ويصفقون .. ولكنه يريد ابتلاع الأسرة الثورية كلها الآن .. وقد أرعب بعنفه الثوار عندما بدأ بالتهامهم ..وتحس المعارضة بالورطة التي وقعت فيها .. ولذلك تحاول الثورة التخلص من المولود كما يفعل الزناة بمولود “ابن الحرام” الذي يريد قتل أمه وأبيه .. وذلك بالصاق بنوّته للنظام .. فالمرأة (الثورة) عاهرة والأب الزاني هو (الائتلاف) .. والطفل داعش (ابن الحرام) .. والعالم يسأل عن الأب الزاني .. ولكن الأب الزاني يريد الصاق التهمة الشنيعة برجل آخر هو (النظام) .. علّه يحمل وزر الزنا عنه وسمعته .. ويدفع ثمن وجود هذا الطفل العاق المعاق عقليا ..

      الثورة قررت أن تخلع ثوب داعش الذي فصلته على مقاس جسدها .. وهي الآن بصدد التخلي عنه لأنه ثوب منقوع بالدم الطازج القاني وصار يحرجها ويخجلها .. ومنذ فترة والاعلام المعارض مصاب بلوثة عقلية اسمها علاقة النظام بداعش .. ولايمل الاعلام الثوري من تكرار اسطوانة داعش والنظام .. وهذا الاصرار على الصاق داعش بالنظام هو نفس أسلوب الثوار منذ البداية عندما كانوا يريدون التملص من البشاعة ومن مسؤوليتهم عن العنف والفوضى

      والمعارضة تريد دفع النظام لمساعدتها في التخلص من المولود الجديد .. ولكن لم يفعل النظام ذلك ويؤدي هذه الخدمة ؟؟ فعدو عدوي صديقي .. على مبدأ الثوار الذين صادقوا اسرائيل من نفس المبدأ .. والنظام يرى أن داعش تأكل له النصرة .. والنصرة تأكل له داعش .. فيتركهما يتآكلان .. ولايجب عليه التدخل لايقاف طاحونة الموت بينهما .. كما تفعل اسرائيل بالاسلاميين والعلمانيين العرب الذين وضعتهم في مختبر الربيع العربي الطاحن وأفران الحرية الثورية .. وهي لاتسمح لأحد بالاجهاز النهائي على الآخر ..

      ولانغفل أن الأمريكيين بعد اتفاقهم مع الروس على ملفات ايران وسورية تبين لهم ان مشروع التغيير في سورية لم يعد متاحا .. لذلك فان ذلك الوحش الذي أطلق من اقفاصه يسبب خشية حقيقية من عودة المهاجرين الذين لن يبقوا في سورية الى الأبد مما سيؤدي الى انفلات المقاتلين الأجانب العائدين في مجتمعاتهم على طريقة الأفغان العرب .. ومن بينهم مقاتلون سعوديون وخليجيون واوروبيون .. فطرأ تعديل على الحضانة الغربية الاستخباراتية لداعش وبدأت عملية التجفيف لاحكام السيطرة على المقاتلين .. وسمحت اميريكا للمالكي بتصفية داعش العراقية وزودته بالسلاح والمعلومات الاستخبارية .. وطلبت من النصرة والجيش الحر تولي ذلك في سورية .. وهنا قررت داعش أنها لن تقبل بهذا المصير وخوض معركة البقاء ..

      لذلك كل ماتطلقه النظريات الثورية عن داعشية النظام وعمالة داعش لايعدو كونه ثرثرة يتم تكرارها وترويجها كنوع من دفع موجة الكذب للأمام .. لكن قبول المعارضين لهذا التفسير باستسلام سببه أنهم لايمارسون الديكارتية ولا يعرفون تطبيق المنهج التجريبي والملاحظة العقلية لا في الفيزياء ولا في الكيمياء ولا في السياسة ولا في علم المجتمع ولا في علم الثورات الشعبية..

      ربيعنا كان بسبب انه ليس لدينا ديكارتيون كما تبين لنا .. وبرهان غليون السوربوني الثوري لايمكن ان يكون برهان بيكون لأنه ليس فرانسيس بيكون .. وميشيل كيلو ليس ميشيل ديكارت .. وكل رهط الثوار غرّ في السياسة لأن كل عاقل يدرك ان الفعل الثوري غير الأصيل لايمكن ان ينتج تغييرا اصيلا .. ولاثورة اصيلة .. وعندما كنا نقول ان هذه الفوضى ليست نتاجا طبيعيا كان البعض منهم يتنطح بالقول بأن الثورات قد تستمر سنوات بشكل فوضوي .. ولكن الثورات الطبيعية وليست المصطنعة هي التي ترسو على شكل أكثر استقرارا مع الزمن وتفرز اشكالا أكثر عقلانية ووطنية على عكس الثورة السورية التي لاتزال غارقة في الفوضى وتتدهور أحوالها وستكون محملة بالأمراض المستعصية والطفرات الغريبة التي تسبب تشوهات واعاقات مستديمة لأي مجتمع .. فهي تنتقل من الجيش الحر الى نموذج النصرة .. وأخيرا وصلت الى داعش .. وغدا ستصل الى .. فاحش .. وماأدراك مافاحش والفحش الثوري ..

      لذلك وحسب ديكارتية الثورة السورية .. اذا كانت داعش من صنع النظام فلم لا يكون بنيامين نتنياهو له كرامات الأولياء .. والمجاهدين .. وهو الذي حمى اسرائيل والثوار العرب من مغامرات حزب الله .. بل لم لايكون باراك حسين أوباما عميلا “مجوسيا” لايران وهو شيعي صفوي لأن اسم أبيه حسين ؟؟ وهو لاشك يحتفل بعاشوراء وليس عيد الميلاد .. ولهذا فانه متآمر على الثورة السورية كونه شيعيا من كينيا ؟؟؟ !! أسئلة من مقاس أسئلة نظريات الطيور والأسماك والضفادع التي على أشكالها تقع ..

      صدقوني .. انها أسئلة مثل سؤال علاقة داعش مع النظام السوري .. واذا طرحتموها في سوق الثورة فسيكون لها مريدون وأتباع .. ولن يفهم الثوار سبب توصل أوباما الى اتفاق مع ايران وسورية وترك أمر الحرب الا بناء على تفسيرات سخيفة هزيلة تفقس ثوارا من شاكلة جربا وغليون ولؤي صافي وغيرهم .. انها اسئلة ثورية ديكارتية من قلب الثورة السورية .. ويالذل بني ديكارت .. الثوار العرب ..

      تعليق


      • 27/1/2014


        * فيديو .. المقداد يلقم صحفي عربي ارهابي صفعة على وجههه فيخرسه



        حقا لو لم يكن من نتيجة في حضور مؤتمر جنيف2 إلا هذا لكفى…

        فكيف وكل الفريق الذي قاده المعلم كانوا ساده المعلمين..

        تبقى سوريا منتصرة طالما لديها مثل هؤلاء..

        تبقى سوريا عزيزة منتصرة باسدها وجيشها وشعبها المقاوم لكل الارهاب العالمي. .

        فيديو:
        http://www.youtube.com/watch?v=9AseOQs_u5U#t=31

        ***
        * سوريــة : كلمـة الســر.. قـــوات دوليـــة



        أحمد الشرقاوي/بانوراما الشرق الاوسط

        “جنيـف 2 ” مـن حيــث الشكــــل

        اختلفت الآراء حول تقييم الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر “جنيف 2″ المنعقد في مدينة ‘مونترو’ السويسرية بين الحلفين، ففي الوقت الذي اعتبر فيه حلف المؤامرة على سورية أن مجرد إنعقاد المؤتمر من دون حضور إيران وقبول النظام بالجلوس مع “المعارضة” هو إنتصار للسعودية واعتراف أمريكي ودولي بدورها الإقليمي المحوري.. اعتبر حلف الممانعة والمقاومة أن إنعقاد المؤتمر بحد ذاته هو إعتراف من قبل أمريكا والمجتمع الدولي باستحالة الحل العسكري، وبشرعية النظام باعتباره الجهة الرسمية الممثلة للدولة السورية، وبداية الطريق نحو الحل السياسي الذي لن يأتي بالمفاوضات قبل الحسم العسكري على الأرض.

        “جنيـف 2 ” مـن حيــث المضمـــون

        أما من حيث المضمون، فقد تصارعت رؤيتان للحل في سورية، رؤية أمريكية – سعودية تقول بضرورة أن يعتمد مؤتمر “جنيف 2″ مقررات “حنيف 1″ والتي تقضي، وفق التأويل الأمريكي الخاص، بإقامة حكومة إنتقالية كاملة الصلاحيات السياسية الداخلية والخارجية بالإضافة للأمنية والعسكرية، مع إستبعاد الرئيس الأسد من أي دور في مستقبل سورية، على أن يتم وضع تصور عملي واضح ودقيق لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وتبادل الأسرى والمعتقلين.

        ولا بد من أن تكون عملية وقف إطلاق النار في المرحلة التجريبية مراقبة من قبل قوات أممية (عربية و دولية) بقرار من مجلس الأمن، هذا ما تشدد عليه أمريكا والسعودية، لأنه من خلال هذه القوات يستطيع حلف المؤامرة أن يمرر السلاح كمساعدات إنسانية، في ذات الوقت الذي يفصل فيه بين القوات النظامية والجماعات الإرهابية وصولا إلى مراقبة الحدود بمن فيها السورية اللبنانية، وهنا الخطورة الحقيقية حيث يهدف حلف المؤامرة لإقامة حدود “أمر واقع” تراقبها قوى عربية ودولية لعزل حزب الله عن سورية بعد أن سقطت حدود “سايس بيكو” النظرية على أرض الواقع.

        في حين تقول الرؤية السورية بضرورة إعتماد قرار دولي يقضي بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه لإستتباب الأمن والسلام في سورية قبل الحديث عن أي حل سياسي.. لماذا؟

        لأن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تكون أمريكا والسعودية طرفا فيها، فالأولى لا تستطيع إرسال قوات أمريكية إلى سورية باستثناء الطائرات من دون طيار التي تخلف من الضحايا المدنيين أضعافا مضاعفة من الإرهابيين، في حين تعتبر الثانية رأس الحربة في دعم الإرهاب وستكون مستهدفة يشكل مباشر بهذه الإستراتيجية.

        لكن الخطورة الحقيقية تكمن في دخول إيران هذه الحرب رسميا، باعتبارها قوة إقليمية وجزء من الحل في سورية، ما سيغير من قواعد اللعبة ومعادلات الصراع بشكل جذري معاكس للمصالح الأمريكية والسعودية والصهيونية، وسيمكن إيران، وفق التخوف السعودي والصهيوني خاصة، من بسط هيمنتها على إمتداد المنطقة ووضع أقدامها على حدود فلسطين المحتلة من الجانب السوري واللبناني.. لهذا رفضت السعودية بشدة حضور إيران المؤتمر، فضغطت الإدارة الأمريكية على الأمين العام للأمم المتحدة ليسحب دعوته لطهران في سابقة هي الأولى في عمل الأمم المتحدة.

        وقد كان لافتا إعتراف الوزير ‘جون كيري’ على هامش إجتماع ‘مونترو’ حين قال في مؤتمره الصحفي، أن “الإرهاب الذي يضرب في سورية يفوق قدرة أية دولة على التحمل”. هذا يعني أن سورية وحزب الله وبعض المقاتلين الحلفاء نجحوا في إفشال المخطط الأمريكي – السعودي – الصهيوني من خلال طرد الإرهابيين من حوالي أكثر من 70% من الأرض السورية، وحصار ما تبقى من فلولهم بمناطق محددة في الشمال والشمال الشرقي، وأقصى الجنوب بضواحي درعا، وفي جبال القلمون، والمعارك قائمة على قدم وساق لإجتثات أوكارهم من كامل التراب السوري ولو بعد حين.

        وليس سرا أن النظام السوري يستفيد من قتال “الإخوة الأعداء” فيما بينهم، ويفضل أن لا يتدخل حتى تنتصر “داعش” على “الجبهة الإسلامية” المدعومة من السعودية وقطر والتي تضم لوحدها حوالي 20 ألف مقاتل، بالإضافة لبقية المجموعات الإجرامية المنضوية تحت لواء “جبهة النصرة” وما تبقى من “الجيش الحر”، حينها، يستطيع الجيش العربي السوري الإتقضاض على “داعش” لإنهاء وجودها في التراب السوري إذا لم تغير من هدفها وتستبدل الساحة السورية بالساحات الأردنية والسعودية والتركية والأوروبية.

        فـي مفهــوم مقتضيــات “جنيــف 1″

        لا يتضمن بيان “جنيف 1″ أي بند ينص على ضرورة تنحي الرئيس ‘بشار الأسد’ عن سدة الحكم أو عدم إمكانية ترشحه للرئاسة مجددا في الإنتخابات المجمع تنظيمها في شهر تموز من العام الجاري. كما وينص البيان في أحد بنوده على أن الخطوة الأولى لأي تسوية للأزمة السورية هي تأليف “جسم حكومي انتقالي يتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة”، الأمر الذي يوفِّر مناخاً محايداً يمكن تنفيذ الانتقال في إطاره.

        لكنه نصّ في بند آخر على أن “الجسم الحكومي الانتقالي يستطيع أن يضم أعضاء من الحكومة السورية القائمة وممثلين للمعارضة و لمجموعات أخرى، وذلك بعد موافقة متبادلة من النظام والثوار، وهو الشرط الذي لا يستقيم بوجود فصيل واحد في “جنيف 2″ تحت مسمى “الإئتلاف” الذي لا يمثل كل أطياف المعارضة السورية الخارجية والداخلية، الأمر الذي يجعل من مناقشة مسألة تأليف “جسم إنتقالي” أمرا مستحيلا في هذه المرحلة، بسبب عجز أمريكا عن جمع كل أطياف المعارضة السورية.

        هذه الثغرة الكبيرة نجح الوفد السوري الرسمي للنفاذ من خلالها للقول بضرورة أن يكون الحوار السياسي بين السوريين مسألة سورية بحثة يجب أن تتم داخل سورية ودون تدخل من أطراف خارجبة.. وهو الأمر الذي أدى بـ”فخامة” “رئيس سورية المستقبل، المدعو ‘الجربا’، إلى تقديم إستقالته والإنسحاب من المؤتمر. وقد تكون السعودية من وراء هذه الخطوة التكتيكية لإفشال المؤتمر كي يستمر القتال إلى ما لا نهاية في سورية، بعد أن إكتشفت إستحالة فرض رؤيتها التآمرية في إجتماع ‘مونترو’ الدولي.

        ويشار في هذا السياق إلى أن الدستور السوري الذي صوت عليه الشعب بغالبيته العظمى بعد إندلاع ما سمي زورا وبهتانا بـ”الثورة”، يعتبر عقدا إجتماعيا يمثل إرادة الشعب السوري الذي هو سيد نفسه، ولا يمكن إلغائه بقرار من الخارج بأي حال من الأحوال، وبالتالي، يسمح الدستور الجديد للرئيس السوري بالترشح للرئاسيات المقبلة، حيث في حال نجح ستعتبر حينئذ ولايته الأولى وسيحتفظ بحقه في الترشح لولاية ثانية، وبعدها يخلق الله ما لا تعلمون.

        صـــراع المصالـــح وقواعـــد اللعبـــة

        ما يحدث في سورية والمنطقة هو بالأساس صراع مصالح جيوستراتيجية دولية بين روسيا وأمريكا في مستوى أعلى، وجيوسياسية إقليمية بين إيران والسعودية في مستوى أدنى. وبالتالي، لا يمكن مقاربة ما يحدث من منطلق خطاب الأخلاق والعاطفة، لأن الدول ليست مؤسسات خيرية وليس من أهدافها الحقيقية الترويج للمبادىء الإنسانية وإن كانت تلبس سياساتها لبوس الأخلاق والقانون الدولي الإنساني.

        ومن منطلق الواقعية السياسية التي تفرض على المحلل الموضوعي إستقراء الوقائع وتقدير التحولات المستقبلية، نستطيع الجزم، أننا اليوم أمام رؤيتين إستراتيجيتين متباعدتين بشكل كبير، يصعب التوفيق بينهما أو إيجاد نقاط مشتركة يمكن الإنطلاق منها للتفاهم على بلورة حل سياسي يخدم مصلحة الفريقين الدوليين والإقايميين المتصارعية على الأرض السورية، سواء في مؤتمر “جنيف 2″ أو “جنيف 17″ كما أكدنا في أكثر من مقال ومناسبة.

        وإنطلاقا من رؤية الفريقين، نستنتج أن أمريكا والسعودية متفقتان على أن الهدف من الحرب، في و على سورية، هو تفكيك محور المقاومة إنطلاقا من حلقته الأقوى التي تمثلها دمشق، وأن هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إسقاط الأسد، لأنه بإسقاط الأسد يتفكك الجيش والمخابرات وكل مكونات الدولة العميقة في سورية، ما ينذر بحرب أهلية بين مختلف مكونات المجتمع السوري الطائفية والمذهبية، وهو ما يصب بالنهاية في خدمة أمن وإستقرار إسرائيل في المنطقة، ويُمكّن بالمحصلة من عزل حزب الله عن عمقه الإستراتيجي ويبعد إيران عن المنطقة العربية.

        وحيث أن أمريكا لم تنجح بإسقاط الأسد بالقوة العسكرية لإعتبارات لها علاقة بأزمتها الإقتصادية المستفحلة، وخساراتها المذلة في العراق وأفغانستان، بالإضافة لتغيُّر موازين القوى بدخول موسكو على خط المواجهة، وتهديد محور المقاومة بقيادة طهران بالرد الجماعي المنسق على أي عدوان أمريكي في إسرائيل والسعودية ومشيخات الخليج وأينما وجدت القواعد والمصالح الأمريكية، فقد ارتأت الإدارة الأمريكية أن لا حل لتغيير معادلات القوة في المنطقة إلا بتدمير سورية من الداخل من خلال استراتيجية “الحرب الناعمة” التي تعتمد الإرهاب الوهابي كأداة للتغيير.

        هذا هو السبب الحقيقي من وراء رفض أمريكا إعتماد قرار دولي بمحاربة الإرهاب في سورية، لأنها غير مستعدة لتقويض إستراتيجيتها بنفسها، وتتهرب من ذلك عبر إتهامها النظام السوري باستقطاب الإرهاب بسبب العهنف الذي يمارسه ضد شعبه، في مغالطة فاضحة ومكشوفة، وكأن الأمر يتعلق بردة فعل خارجية على عنف داخلي وليس بفعل مخطط ومنظم، تديره المخابرات الأمريكية والسعودية والتركية والأردنية والبريطانية والفرنسية لتدمير سورية من الداخل.

        لذلك، عندما يصر الروسي والسوري والإيراني على أن أي حل سياسي في سورية يجب أن يبدأ من نقطة “محاربة الإرهاب” وتجفيف منابعه، يكون هذا المحور يسعى إلى تقويض الإستراتيجية الأمريكية بشكل مباشر لإفشال الهدف الحقيقي الذي يتستر من ورائه الأمريكي، ويهدد بشكل ضمني الكيان السعودي الذي هو منبع التكفير وصناعة الإرهاب في المنطقة والعالم.. هذه هي قواعد اللعبة في سورية.

        وعلى هذا الأساس، تعبر “إسرائيل” التي تلعب من خلف المشهد، عن قلقها من سياسة الإدارة الأمريكية المتدبدبة والمترددة تجاح الحسم في سورية، وقول كبار مسؤوليهاـ أنه إذا كان على “إسرائيل” أن تختار بين أن يبقى الرئيس ‘الأسد’ في السلطة أو أن تحكم “القاعدة” سورية، فإنها تفضل حلا ثالثا يتمثل في إستمرار القتال حتى سقوط سورية بالكامل، ما دام العرب يذبحون بعضهم بعضا، وهذا هو جوهر منطق المحافظين الجدد في واشنطن.

        وحيث أن السعودية تتقاسم مع الكيان الصهيوني هذه الرؤية الخبيثة، فإنها تصر على الإستمرار في تغذية الإرهاب في سورية إلى غاية قدوم إدارة أمريكية جديدة تتمنى أن تكون من الجمهوريين لتتخذ قارا حاسما بالتدخل العسكري في سورية بتمويل سعودي، بعد أن يكون الإرهاب قد نجح في تدمير ما تبقى من بنى تحتية وأنهك الجيش العربي السوري بالكامل.

        هذه المقاربة الحقودة والمجرمة للوضع في سورية لها بعد إقليمي يتمثل في حرمان إيران من أن تلعب أي دور سياسي أو أمني أو عسكري في المنطقة، خصوصا بعد التوقيع على إتفاقية نهائية بشأن برنامجها النووي مع الغرب بعد أشهر قليلة، الأمر الذي يقلق السعودية وإسرائيل بشكل عميق.

        الإستراتيجيــة الأمريكيــة البديلـــة

        اختلفت التفسيرات بشأن التصريح الذي قال فيه وزير الخارجية الروسي ‘سيرغي لافروف’ قبل ذهابه إلى مؤتمر ‘مونترو’: “إنّ تمسكَ البعض بفكرة إسقاط النظام السوري لا يبشر بخير”، وكان في ما يبدو ردّ مباشر على تصريح أدلى به في وقت سابق وزير الخارجية الأميريكي ‘جون كيري’ حين قال: أنه “لا يمكن تصور دور للأسد في سورية المستقبل”.

        وفيما فهم محور المقاومة من تصريح ‘لافروف’ على أنه تمسك ‘موسكو’ ببقاء ‘الأسد’ حرصا على بقاء الدولة، فسّرها محور المؤامرة بأنه يقصد بتصريحه ‘النظام’ لا الرئيس ‘بشار’، مستندين في ذلك إلى تصريح سابق للوزير الروسي قال فيه: “أن روسيا غير متمسكة بشخص الأسد”.

        ويبدو أن هذا الكلام السياسي العميق، فهم منه الأمريكي بأن الروسي يحدر من مغبة التمسك بإسقاط الأسد، الأمر الذي سيترتب عنه إنهيار الدولة فيما يشبه الوضع الذي أعقب إسقاط الرئيس الراحل ‘صدام حسين’ في العراق، حيث إنهار الجيش والمخابرات وكل مؤسسات الدولة، وتحول العراق إلى فوضى وبيئة خصبة يسرح فيها الإرهاب ويمرح إلى يومنا هذا.

        من هنا قرر الأمريكي إزاحة مخاوف “الشريك” الروسي عبر إعتماد إستراتيجية بديلة تطمئنه إلى أن الوضع في سورية لن يكون شبيها بالعراق.. كيف؟

        يعلم الأمريكي أن موزاييك المكونات الطائفية والمذهبية في سورية تختلف عن التركيبة السوسوثقافية العراقية، وأن الدولة العميقة في دمشق متماسكة بشكل متين، وأن ولاء الجيش والمخابرات للرئيس ‘بشار’ لا يمكن الرهان على نبدله مهما كانمت المغريات، وقد حاولت قطر من قبل اللعب على هذا الولاء فلم تنجح إلا بشكل محدود جديا على مستوى بعض القواعد الدنيا التي لا تأثير لها في القرار الإستراتيجي، كما حاولت المخابرات البريطانية من قبل تحريض قيادة الجيش على الإنقلاب العسكري فلم تفلح، وأن سقوط الأسد الذي تعارضه روسيا سيعني حتما تفكك مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش، ونشوب صراعات طائفية ومذهبية طاحنة لن يكون بمقدور “السلطة الإنتقالية” من معارضة الفنادق بالخارج التحكم فيها وإعادة توحيدها تحت شعار “الحرية” و “الديمقراطية” في سورية “الجديدة”.

        هذه القراءة الموضوعية للتقديرات المستقبلية، جعلت الأمريكي يعدل من إستراتيجيته في إتجاه إرسال تطمينات إلى الأقلايات السورية حول وضعها ما بعد “الأسد”، وهو ما دفع بالوزير ‘جون كيري’ للقول على هامش مؤتمر “مونترو”، أن “أمريكا تتعهد بضمان أمن وسلامة ووضع الأقليات في سورية، وخصوصا منها الطائفة العلوية”.

        ولكي يعطي لتعهدات الإدارة الأمريكية بعدا عملاتيا قابلا للتحقق على أرض الواقع، إقترح الرئيس أوباما على الكونجرس الأمريكي إعتماد ميزانية أولية قدرها 50 مليون دولار لتمويل قوات عربية ودولية يكون من مهامها مراقبة وقف إطلاق النار، و وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، وحماية الأقليات من إنتقام الجماعات التكفيرية المارقة، أي “داعش” التي إنقلبت على السعودية بخلاف “الجبهة الإسلامية” التي تتحكم فيها مخابرات الرياض وقطر و “جبهة النصرة التي تديرها الولايات المتحدة من خلال عميلها ‘أيمن الظواهري’.

        سوريــة تُسقــط الخطــة الأمريكيــة البديلــة

        بعد أن حمل معه الوزير ‘وليد المعلم’ إلى موسكو مبادرة سوؤية تقضي بوقف إطلاق النار في ‘حمص’ على سبيل التجربة للسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المناطق والأحياء المحاصر، وحين إدراك السلطات في دمشق لما يعد لسورية في مؤتمر ‘مونترو’ من “فخ” من باب المساعدات الإنسانية، تخلى الوفد السوري في المفاوضات الثنائية غير المباشرة مع وفد المعارضة عن فكرة وقف إطلاق النار بـ’حمص’ للسماح للمساعدات الإنسانية بالمرور تحت رقابة قوات دولية، لإعتبارات موضوعية من أهمها ما يلي:

        أنه لا يمكن إستثناء بقية المناطق السورية المتضررة من هذه المساعدات وإقتصارها على ‘حمص’ حصريا ولو من باب التجربة.

        أن النظام في سورية وحده المخول شرعيا لإيصال هذه المساعدات للشعب السوري، وقد نجح خلال الفترة الماضية في تقديم 2 مليون “سلة” غذائية في عديد المناطق السورية بشهادة الأمم المتحدة.

        أن المعارضة الحاضرة في ‘مونترو’ أعربت عن عدم قدرتها على إلزام المجموعات الإرهابية المقاتلة في سورية على وقف إطلاق النار، وبالتالي، لا يمكنها أن تقدم للشعب السوري شيئا ذا فائدة تذكر في هذا الصدد.

        أن السلطات السورية القائمة مسؤولة عن حماية شعبها، وهي ماضية في حربها ضد الإرهابيين في كل المناطق السورية وتحقق في هذا المضمار تقدما ملموسا كل يوم، وأن ما يتعين على الإدارة الأمريكية، وفق ما طالبت به ‘بثينة شعبان’، هو المساعدة على وقف تدفق الإرهابيين والسلاح إلى سورية من الدول الداعمة للإرهاب والمعروفة للجميع في المنطقة.

        وبذلك، فشلت الإدارة الأمريكية في تمرير خطتها البديلة المشبوهة، وفشل مؤتمر “جنيف 2″ في تحقيق ما كانت تسعى إليه السعودية وتتمناه “إسرائيل”. وتفيد معلومات مسربة من مصادر سعودية، أن مملكة الوهم والسراب الوهابية كانت تدرس إمكانية تعزيز “القوات الدولية” بوحدات تركية في الشمال، و وحدات أردنية في الجنوب، و وحدات يقال أنها قد تكون مصرية في الحدود مع لبنان، فيما تنتشر القوات الدولية في محيط المدن السورية الكبرى.

        وينطلق السعوديون، كـ’العادة’ من حرصهم على مساعدة “الهيئة الإنتقالية” للقيام ببناء سورة الجديدة، وحفظ الأمن فيها، لأنه وفق الخطة الأمريكية البديلة لا مناص من دخول قوات دولية خارجية تمد للشعب السوري يد العون. وحيث أن السعودية تعتبر الشعب السوري المظلوم “شقيقا”، فهي ترى أن من واجبها مد يد العون له ليتجاوز محنته، ويخرج من أزمته، ويعود إلى حضن “الوهابية” الدافىء.

        هذه هي حقيقة إستراتيجية “الفخ” الأمريكية البديلة الذي تحدثنا عنها في مقالة سابقة تحت عنوان “الفخ”، وتبين أن كلمة السر التي إعتمدها محور المؤامرة في مؤتمر “جنيف 2″، تتلخص في : محاولة إدخال ” قـــوات دوليـــة” إلى سورية بمظلة عربية و أممية، تحت بند إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة و المتضررةـ لمساعدة الشعب السوري وحكومته الإنتقالية على حفظ الأمن، وتمكين الجيش (….) االسوري، الذي لن يبقى “عربيا” على محاربة الإرهاب بدعم دولي.

        وإلى حين إنعقاد مؤتمر “جنيف 17″، سيظل الحسم على الأرض هو خيار النظام الشريف المقاوم، والجيش العربي البطل، والشعب الصامد العظيم في سورية.. وللذين يقولون أن الرئيس ‘بشار الأسد’ يقتل شعبه، نقول، إذا لم يحارب “الأسد’ زبالة الإرهابيين الوهابيين بلا رحمة، فسيخون ضميره، ويتخلى عن مسؤوليته تجاه وطنه وشعبه وأمته.. والأسد ليس الربان “الجبان” الذي يهرب من ظهر السفينة ليتركها لمصيرها تغرق في ظلام المؤامرات الخبيثة.

        وكـــل “جنيـــف” وأنتـــم بخيـــر…

        ***
        * «جنيف 1» + «مونترو» + «جنيف 2» = صفر اتفاق



        سامي كليب/بانوراما الشرق الاوسط

        مرت 3 أيام على مؤتمر «جنيف 2» والنتيجة صفر اتفاق. ربما تمر الأيام القليلة المقبلة وتبقى النتيجة على حالها. لو لم يتدخل السفير الأميركي روبرت فورد قبل يومين، لكان وفد الائتلاف انسحب متهماً النظام بأنّه لا يقدم شيئاً وأنه «يدس السم في العسل»، على حد تعبير الدكتور برهان غليون.

        السم الذي يتحدث عنه عضو «الائتلاف» دُسّ في سؤال طرحه الوفد الحكومي أمس على الوفد المعارض خلال الجلسة الصباحية: «هل لديكم أي تأثير فعلي على مقاتلي داعش والنصرة وغيرهم كي نتفق على لوائح المعتقلين ومناطق وقف إطلاق النار؟». كان الجواب: «لا فنحن فصيل سياسي والجيش الحر نفسه لديه معتقلون عند داعش وليست لدينا أي سلطة على المجموعات المسلحة وإنما عندنا اتصال معهم».

        نظر السفير بشار الجعفري، الذي يتولى رئاسة الوفد بدلاً من الوزير وليد المعلم، إلى الأخضر الإبراهيمي متسائلاً: «إذا كانوا لا يمونون على شيء فكيف يمكنهم ضمان تطبيق أي تفاهم»؟ في اليوم الثالث للتفاوض لا حديث مباشراً بين الوفدين. المبعوث الدولي يشكّل جسر التخاطب في إحدى قاعات المنظمة الدولية المتربعة وسط مساحات شاسعة من الطبيعة الخضراء والمروج المشذبة بإتقان لافت.

        الجميع في غرفة واحدة ولا يتحادثون مباشرة. لا بالأحرى ليس الجميع. وليد المعلم ونائباه المستشارة الرئاسية الدكتورة بثينة شعبان والوزير عمران الزعبي لم يحضروا، وكذلك فعل آخرون وبينهم رئيسة المكتب الإعلامي والتواصل في رئاسة الجمهورية لونة الشبل. غيابهم عن الجلسة الأولى قبل يومين فاجأ الإبراهيمي والوفد المعارض. كاد الوفد ينسحب. انزعج الإبراهيمي. سأل المعلم عن السبب. أجيب بأنّ السبب واضح. لا يمكن للمعلم والوفد الرسمي أن يجالسوا هادي البحرة الذي عيّن رئيساً لوفد «الائتلاف» بعد اشتباك على رئاسته بين ميشال كيلو وهيثم المالح.

        كان المالح الثمانيني العمر قد أصيب بحادث صحي كاد يلغي مشاركته. سقط من السيارة واصطدم رأسه ببابها أمام مبنى الأمم المتحدة. نقله السائق إلى المستشفى وأجريت له عملية تقطيب للجرح. يسير مع زوجته المحجبة التي يقال إنها تصغره بأربعين عاماً، ينثر هنا وهنالك تصريحات تؤكد أنّ النظام غير جدي بشيء.

        لم يقدم الوفد الرسمي حتى الآن أي تنازل ملحوظ. لا يزال يتصرف على أنه ممثل للدولة وأنّ محاوريه لا يمثلون أصلاً المعارضة ولا يمونون على الأرض، وأنهم متورطون بالإرهاب. الثابت الوحيد لديه هو أنه لن ينسحب من المفاوضات مهما حصل.

        ولأنه لن ينسحب فهو يتفنن في حجب أي هدية لـ«الائتلاف». لاحظوا مثلاً النقاش الذي جرى أمس بين الوفدين عبر الإبراهيمي:

        «الائتلاف»: يجب إدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى حمص القديمة.

        الوفد الحكومي: إن موضوع إدخال هذه المساعدات يتم أصلاً منذ أكثر من عام وهو لا يقتصر على حمص، وإنما يشمل مناطق أوسع وذلك بناءً على تفاهم بين الدولة السورية والأمم المتحدة. لا علاقة لمؤتمرنا هذا بإدخال القوافل الإنسانية التي يعرقلها المسلحون. إن هذه القضية مبنية على اتفاق بيننا وبين الأمم المتحدة منذ أكثر من عامين.

        «الائتلاف»: يجب فك الحصار عن حمص القديمة لأن الناس يتعرضون للموت هناك.

        الوفد الحكومي: لا نمانع بإطلاق سراح النساء والأطفال، لكننا بحاجة إلى لوائح بأسماء الرجال لكي لا يكون بينهم إرهابيون.

        «الائتلاف»: هناك أكثر من 10 آلاف معتقل عند السلطة يجب الإفراج عنهم.

        الوفد الحكومي: نريد لوائح. ثم لماذا يركز «الائتلاف» فقط على حمص، هناك محاصرون في عدرا العمالية والفوعة ونبل والزهراء، وهناك عشرات الأشخاص المحاصرون في كنيسة الأب فرنسيس. ثم إننا قمنا بتجارب ناجحة للتبادل، ومنها ما حصل مثلاً في برزة وغيرها يمكن تعميم هذه التجارب على مناطق أخرى.

        بقي النقاش يدور في حلقة مفرغة. يغضب الإبراهيمي قليلاً. ينظر من خلف نظارتيه السميكتين. يخفض رأسه. يبتسم. يحاول التهدئة. يفرك رأسه تحت شعر غزاه الشيب في العمل الدبلوماسي. لا شيء ينفع.

        انتهت الجلسة الى لا شيء. خرج وفد «الائتلاف» إلى الصحافيين يشكو تعنت السلطة. سبقه إلى الصحافيين بعض أعضاء الوفد الحكومي يؤكدون أن الوفد المعارض لا يمون على الأرض، ولم يقدم لوائح وأن الدولة السورية لا تتحاور معه لإيصال المساعدات وإنما مع الأمم المتحدة.

        كل يوم يخرج أعضاء الوفدين يتبارزون في تبادل الاتهامات أمام الإعلاميين. بعض الإعلاميين في الحديقة الكبيرة المزدانة بكل أنواع الشجر، وبينها أرزة كبيرة زرعها لبنانيون يعرفون إلى من يتوجهون. بعض الوسائل لا تسأل غير «الائتلاف»، والبعض الآخر لا يسأل إلا الوفد الرسمي. الإعلام في الخارج منقسم تماماً كالمتحاورين. لا يخلو الأمر من بعض المشاحنات أو النظرات المتنافرة، وسط غابة الفضائيات المتناثرة … ووسط غابة السرو والشربين.

        3 أيام من المحاولات لم تؤدّ إلى شيء. في اليوم الأول فشل الإبراهيمي في جمع الطرفين. في اليومين التاليين فشل في إقناعهما بشيء.

        مع ذلك، يمكن تسجيل ملاحظة واحدة مهمة ولافتة. قبل وفد «الائتلاف» الدخول في مفاوضات إنسانية قبل الحديث عن الهيئة الانتقالية أو صلاحيات الرئيس. لماذا تراجع عما كان يرفضه سابقاً؟ ألم يقل بلسان رئيسه أحمد الجربا قبل أيام قليلة في افتتاح مؤتمر مونترو إن الهدف الوحيد لـ«جنيف 2» هو الهيئة الانتقالية؟

        ثمة تفسيران. الأول أنّ الضغوط كبيرة عليه كي لا ينسحب مهما حصل. والثاني أن التركيز على حمص من شأنه فك الحصار عن مسلحين تقول السلطة إنهم متحصنون في مناطق باتت قريبة السقوط.

        هذا هو التنازل الأهم حتى الآن. لكن جنيف الهادئة وسط برد يميل إلى الصقيع هذه الأيام تشهد حرارة بعض اللقاءات بعيداً عن الأضواء. روبرت فورد يلتقي يومياً تماماً، كما السفير الفرنسي السابق أريك شوفالييه وعدد من ممثلي الدول الداعمة للمعارضة، وفد «الائتلاف». لا يستبعد وفد السلطة أن يكون فورد نفسه من يكتب أوراق التفاوض للمعارضة، ذلك أنها جميعاً مكتوبة باللغة الإنكليزية. ووليد المعلم ليس طبعاً من النوع الذي يمضي أيامه في فندق النجوم الخمس في جنيف يدخن السجائر. يحكى عن لقاءات جانبية كثيرة تدور في الأروقة وتمهد لمفاوضات أهم قد تأتي بعد إسدال الستارة على «جنيف 2».

        في أواخر الأسبوع الجاري تسدل الستارة. لن تؤدي هذه المسرحية على الأرجح إلا إلى نتيجة معروفة: صفر نتائج. يستطيع المبعوث الدولي تزيينها بالقول إنّ الوفدين اتفقا على شيء من القضايا الإنسانية، وإن ثمة أرضية يمكن البناء عليها للمستقبل. سيكون كلاماً جميلاً لتوصيف واقع قاتم. لم يحن بعد وقت التفاوض الجدي.

        تعليق


        • 27/1/2014


          * حي القابون على خطى برزة ومعظمية الشام



          سار حي القابون في دمشق على خطى معضمية الشام وبرزة وغيرها لناحية إنجاز مصالحات تبعد عنه شبح التدمير والموت والقتال.

          وافاد موقع "الحدث نيوز" انه بعد إتمام مصالحة برزة أتى دور “القابون” لينجز مصالحته حيث بدأت الإتصالات بين الجيش السوري وقادة المسلحين عبر وسطاء تمهيداً لتسليم أنفسهم وأسلحتهم ودخول الجيش بشكل كامل إلى الحي.
          المصادر أكدت أن الجيش السوري يفكك الألغام والعبوات ويزيل المتاريس من القابون تمهيداً لعودة الأهالي.
          وبإنجاز هذا الاتفاق، تكون رقعة "آمان دمشق" قد إتسعت حول العاصمة التي بدأت تخرج شيئاً فشيئاً من نطاق الحرب والمعارك.


          * الحلقي: المصالحة الوطنية طريق آمن ومخرج حقيقي اختاره السوريون

          الحلقي يشدّد على أهمية دور فعاليات المجتمع المدني في حشد الطاقات لمواجهة الفكر الوهابي التكفيري

          أكد رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي أهمية المصالحة الوطنية كطريق آمن ومخرج حقيقي اختاره السوريون للتغلب على التداعيات السلبية للحرب الكونية على المجتمع السوري.
          وأشار الحلقي خلال لقائه أمس رئيس مجلس أمانة اللاذقية للثوابت الوطنية حسام الدين خلاصي ورئيسة مكتب العلاقات العامة لينا مخلوف، إلى أهمية دور فعاليات المجتمع المدني في حشد الطاقات لمواجهة الفكر الوهابي التكفيري المجرم والحفاظ على الهوية الوطنية السورية وتأطير المجتمع المدني السوري والانطلاق إلى فضاء تشاركي جديد وواسع يسهم في رسم الحياة السياسية الجديدة في سورية، مبيناً أن المجتمع المدني والمنظمات النقابية والمهنية والشعبية شركاء حقيقيون في الدفاع عن الوطن واعادة الأمن والاستقرار والمساهمة في مرحلة البناء والاعمار وبناء الإنسان فكريا وعقائديا ونفسيا ومعنويا.
          ولفت الحلقي إلى ضرورة تمتين النسيج المجتمعي السوري المتجذر في التاريخ وصانع أقدم الحضارات والذي استلهمت منه حضارات الدنيا روح المحبة والتآخي والتسامح والعيش المشترك، مشددا على أنه "لا يمكن لأي عاصفة هوجاء أن تؤثر به وإنما تزيده ثباتاً وتشبثاً بالأرض والوطن".



          وتحدّث الحلقي عن الجهود التي بذلتها اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة ولقائها مع شرائح مختلفة من المجتمع والتي أجمعت على أن الحوار هو المخرج الوحيد الحقيقي للأزمة من خلال التسامي على الآلام ونبذ الأحقاد وبذل التضحيات وتعزيز الوحدة الوطنية بالتوازي مع التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة والفكر الوهابي التكفيري الذي يحاول غسل ادمغة الشباب بفكر مجرم قاتل واستبداله بالفكر العلماني والتعاليم الإسلامية الحقيقية التي ترفض العنف والقتل وتدعو للتعايش والتآخي بين المواطنين.
          وأوضح أن السوريين اختاروا طريق الحل السياسي والحوار بينهم على الأرض السورية واعتماد ما يتم التوصل إليه بعد استفتاء شعبي، مجددا التأكيد على أن أبناء الشعب السوري هم من يرسمون مستقبل بلادهم وأن مؤتمر "جنيف2" يجب أن يؤدي إلى وجود اجماع دولي على محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه كونه أصبح آفة تفتك بالدول والانسان ويجب التصدي لها ومنع امتدادها والقضاء عليها.

          * روسيا تواصل تنفيذ الصفقات المبرمة مع دمشق



          طائرات ’ياك-130’ لم تصل الى سورية بعد

          ....وردا على سؤال حول تنفيذ العقد الروسي-السوري الخاص بتزويد دمشق بـ36 طائرة تدريب قتالية من طراز "ياك – 130" الموقع في عام 2011، أوضح مدير عام مؤسسة "روس اوبورون اكسبورت" أناتولي إيسايكين أن هذه الطائرات لم تصل سورية بعد. وأردف قائلا: "تم توقيع هذا العقد فعلا، لكنها لم تصل الى البلاد بعد". كما رفض ايسايكين التعليق على الوضع المتعلق بتوريد منظومات "إس-300" الى سورية، وقال: "الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أؤكده، هو أن التوريدات وفق عقود وقعت مع "روس اوبورون اكسبورت" جرت وهي تتواصل حاليا".

          ***
          * الوفد الحكومي السوري يقدم ورقة مبادئ اساسية والائتلاف المعارض يرفضها


          رفع جلسة التفاوض الصباحية في جنيف ـ2 بعد رفض المعارضة الحديث في الارهاب



          افاد مراسل موقع المنار ان وفد الجمهورية العربية السورية تقدم بورقة مبادئ أساسية توكد على احترام سيادة سورية واستعادة أراضيها المغتصبة ونبذ كافة أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية ..

          وعلم المراسل من مصادر الوفد السوري الحكومي ان الورقة تتضمن مطالبة الدول بالامتناع عن التزويد بالسلاح او التدريب او الإيواء او التحريض على اعمال ارهابية.

          الورقة تتضمن رفض اي شكل من أشكال التدخل او الإملاء الخارجي بحيث يقرر السوريون مستقبل بلادهم بالوسائل الديمقراطية. وتؤكد الورقة على عدم جواز التنازل عن اي جزء من سورية. واشار المراسل الى ان وفد ما يسمى بالائتلاف المعارض رفض الورقة.

          وفي التفاصيل، فقد رُفعت جلسة التفاوض المشتركة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة التي عُقدت قبل ظهر اليوم في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، نتيجة خلاف بين الوفدين على اولوية القضايا التي ستتم مناقشتها، إذ تمسك وفد الحكومة بطرح قضية "الإرهاب التكفيري" والمعارضة بموضوع ما يُسمى "هيئة الحكم الإنتقالي". وأفاد مصدر مقرب من وفد الحكومة أن الجلسة رفعت بعد تقديم وفد الحكومة "ورقة عمل" حول الإرهاب، ورفض وفد المعارضة البحث فيها وتمسك بالبحث في هيئة الحكم الإنتقالي.

          وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن "وفد الجمهورية العربية السورية قدم ورقة عمل تتضمن المبادئ الأساسية لإنقاذ سورية الدولة والشعب مما تتعرض له من ارهاب تكفيري"، مضيفاً "ما إن انتهى الوفد السوري من تقديم هذه الورقة حتى رفضها وفد الائتلاف الذي طلب الحديث فقط عن هيئة انتقالية". وتابع المصدر "على الأثر، رفع السيد الإبراهيمي الجلسة"، موضحاً أن "البيان السوري تضمن خمس نقاط اهمها سيادة واستقلال سورية والحفاظ على مؤسسات الدولة والبنى التحتية وعدم تدميرها والطلب من الدول التي تموّل وتسلح وتدرب المجموعات الإرهابية التوقف فوراً عن ممارساتها".

          سنواصل التفاوض..

          هذا وأعلن الطرفان أن جلسات بعد الظهر ستعقد مع الإبراهيمي، كل وفد على حدة. كما أكد الطرفان أنهما سيواصلان التفاوض على الرغم من العرقلة التي طرأت خلال جلسة اليوم الصباحية. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين "لن نغادر بتاتاً طاولة المفاوضات"، كما صرّحت ريما فليحان من وفد المعارضة "نحن ايجابيون، وسنبقى هنا حتى تحقيق هدف تشكيل هيئة الحكم الإنتقالي".

          * المقداد يدعو لطرح بند مكافحة الارهاب في جولات جنيف 2 المقبلة



          أكد نائب وزير الخارجية السوري وعضو الوفد الرسمي الى جنيف فيصل المقداد أن أول ما ينبغي مناقشته في مؤتمر جنيف هو بند الإرهاب.

          واعتبر المقداد خلال مؤتمر صحفي ان ما يجري في سوريا هو إرهاب وقتل من قبل مجموعات مسلحة أتت من أكثر من 83 دولة لقتل السوريين.
          واشار الى إعداد وثيقة بهذا الشأن لتقديمها لمبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، مؤكدا على رغبة الوفد السوري في إنجاح مؤتمر جنيف 2.
          وكان المقداد قد حمل السلطات التركية مسؤولية الدماء التي تراق في بلاده، خاصة وان اغلب الارهابيين دخلوا الى سوريا عبر تركيا.
          وقال خلال مؤتمر صحفي عقد الاحد في جنيف: "رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية التركي داوود اوغلو مسؤولان عن كل قطرة دم أريقت في سوريا".
          واشار الى ان السلطات السورية ارسلت رسائل ووثائق الى مجلس الأمن حول التدخل التركي في البلاد.

          * الابراهيمي: لا نتوقع حصول عجائب ولكن سنواصل عملنا لإحراز تقدم




          قال المبعوث الدولي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه لم يتم الاتفاق بعد على وقف القتال أو تخفيف العنف في سوريا مشيرا الى اننا لا نتوقع حصول عجائب ومعجزات رغم وجود رغبة في استمرار النقاش ولكن سنواصل عملنا لإحراز تقدم ما.

          وخلال مؤتمر صحافي له في جنيف، أكد الإبراهيمي أن قضية الحكم الانتقالي من أعقد الملفات في المباحثات، مضيفا أنه سيتم بحثها في النهاية.
          وقال المبعوث الدولي إنه يطلب من الطرفين اتخاذ إجراءات مناسبة بشأن المناطق المحاصرة، مشيرا الى أن مغادرة الأماكن المحاصرة لن تكون إلزامية، وإنما طوعية.

          وأضاف الإبراهيمي أن الحكومة لم تطلب قائمة بخروج الأطفال والنساء من حمص.
          وقال في جانب اخر من مؤتمره الصحفي ان الحكومة السورية تتمنى إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة ولكن المسلحين لا يسمحون بذلك واضاف : أطلب من الطرفين اتخاذ إجراءات مناسبة بشأن المناطق المحاصرة.
          واشار الى المساعي التي تبذل لتطبيق خطة جنيف الحقيقية التي ترمي لإنهاء الحرب وتمكين الشعب السوري من تحقيق طموحاته المشروعة وتابع قائلا : الأمل لا يزال موجودا واتوقع ان تنتهي الحرب الظالمة على الشعب السوري لان طرفي الحوار يفكران في إنهاء معاناة الشعب السوري لكن المسألة تحتاج إلى صبر.


          * من هو البحرة رئيس مفاوضي وفد المعارضة السورية بجنيف 2؟



          اختار ما يسمى وفد الإئتلاف السوري المعارض المشارك في مفاوضات جنيف 2 الجارية في مونترو السويسرية "هادي البحرة" رئيسا لوفد المفاوضين مع وفد الحكومة السورية، وذلك بعد مشاورات مع السفير الأميركي في دمشق روبيرت فورد.

          ولكن من هو هادي البحرة؟ البحرة من مواليد عام 1959، ويتحدر من سوريا لكنه امضى غالبية حياته في السعودية الامر الذي يثبت بما لا يقبل الشك ان الوفد السوري المعارض يمثل المصالح السعودية في مؤتمر جنيف وليس الشعب السوري كما يزعم.
          وما يعزز هذه المؤشرات هو أن البحرة غير معروف من بين أسماء السياسيين الذين عارضوا نظام الرئيس بشار الأسد منذ البداية ولحد الان وان نجمه لم يبزغ سوى خلال الاونة الاخيرة بعد ان تاكد مشاركة المعارضة السورية في جنيف 2 بضغوط غربية.
          يشار الى ان البحرة حاصل على بكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة ويتشتا في الولايات المتحدة. وسبق أن عمل مديرا تنفيذيا لمستشفيات «عرفان وباقدو» في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة بين (1983-1987)، ثم صار المدير التنفيذي لشركة الأفق للتطوير التجاري في الفترة بين (1987-2003)، ليشغل بعدها منصب المدير العام لشركة الأفق العالمية للمعارض بين عامي (2004-2005)، ثم مديرا تنفيذيا لشركة «تكنو ميديا» من 2005 وحتى الآن.


          * "من يسمون أنفسهم بالمعارضة ما زالوا اسرى لخيالاتهم وأحلام داعميهم"

          رأت الصحف السورية الاثنين ان مسار مؤتمر جنيف-2 لا يشير حتى الآن إلى احتمال حدوث اختراق حقيقي في حل الازمة مشيرة الى ان المعارضة الخارجية وداعميها "لن يحققوا اهدافهم" بالوصول الى السلطة.




          البعث
          وكتبت صحيفة البعث ان "لا شيء حتى الآن يشير إلى احتمال حدوث اختراق حقيقي في جدار الأزمة في سورية. من خلال ما جرت وتجري عليه الأمور في مونترو. وجنيف".

          وقالت ان "قوى المعارضة الخارجية وداعميها الإقليميين والدوليين يقعون في خطأ الحسابات او الاوهام السياسية اذا اعتقدوا انهم قادرون على تحقيق اهدافهم بالوصول إلى السلطة عبر الضغط السياسي بعد ان عجزوا عن ذلك باستخدامهم كل أشكال القوة العسكرية والتحريض الاعلامي والضغوط الاقتصادية وغيرها".

          الثورة
          من جهتها رأت صحيفة الثورة ان "اروقة جنيف تكشف يوما بعد يوم بأن من يسمون أنفسهم بالمعارضة ما زالوا اسرى لخيالاتهم وأحلام داعميهم. هم يريدون تحقيق ما عجز عنه أسيادهم في الميدان عن طريق السياسة".

          تشرين

          اما صحيفة تشرين فقالت انه "يجب ان يدرك الواهمون أن الوفد الحكومي السوري إلى جنيف-2 لم يذهب إلى المؤتمر لتسليم السلطة إلى من تآمر على الشعب طوال السنوات الثلاث الماضية".

          الوطن
          وعلى صدر صفحتها الاولى عنونت صحيفة الوطن "عجز الائتلاف يبدد التفاؤل الحذر وانهيار المفاوضات بات محتملا". وقالت ان جلسة يوم امس الاحد "بددت مشاعر التفاؤل واكتشف الجميع عجز وفد الائتلاف عن التفاوض تجاه اي ملف".

          ***
          * بروجردي: اوروبا ستواجه ازمة بعودة ارهابییها من سوریا



          قال رئیس لجنة الامن والقومي والسیاسة الخارجیة بمجلس الشوری الاسلامي علاء الدین بروجردي بان عشرات الالاف من الارهابیین الذین توجهوا من اوروبا الی سوریا سیعودون ثانیة الی بلدانهم وسیجعلون اوروبا امام ازمة.

          واضاف بروجردي الیوم الاثنین في تصريح للصحفیین علی هامش مراسم تقدیم تقریر عن اوضاع حقوق الانسان في الولایات المتحدة الامریکیة ˈلقد اعلنت خلال لقائي مع وزیر الخارجیة الفرنسي السابق ان الاوروبیین الذین دخلوا سوریا سیعودون الی اوروبا ثانیة وسیعرضونها الی ازمة کبیرة لایمکن احتوائها.ˈ
          واشار الی انتهاکات حقوق الانسان في اميرکا وقال ان اميرکا دون اي تنسیق مع حلفائها ودون مصادقة مجلس الامن الدولي قامت باستخدام الاسلحة التي تحوي الیورانیوم المنضب في العراق وحصدت ارواح الاطفال العراقیین وسببت تشوهات خلقیة في الموالید.
          کما اشار الی التعذیب الذي مارسته اميرکا في سجن غوانتانامو وابوغریب ومقرات التعذیب الرسمي وکذلك ظلمها ضد الهنود الحمر واسقاطها لطائرة الركاب الایرانیة ودعمها للارهابیین واستخدامها الاسلحة النوویة في هیروشیما وناکازاکي .


          * مؤتمر جنيف فاشل بسبب استبعاد المعارضة الداخلية



          قالت ميس كريدي عضو تنظيم " سوريون من اجل الديمقراطية " ان مؤتمر جنيف 2 يفشل بسبب استبعاد المعارضة الداخلية عن المشاركة فيه و"هذا مااكدناه خلال رسالة الى امين عام الامم المتحدة بان كي مون " قبل عقد المؤتمر . وقالت كريدي في تصريح لقناة العالم مساء الاثنين : ليست هناك اي شرعية لاي قرار سياسي الا اذا تم الرجوع الى السوريين المعنيين اصلا في مايحدث في سوريا ولذلك فان مؤتمر جنيف 2 لن ينتج عنه اي شيء وخير دليل على ذلك تصاعد الاشتباكات خلال عقد المؤتمر، مؤكدة ان من الاتفاقات الاولية في مثل هذه المؤتمرات هي وقف اطلاق النار وهذا لم يحدث بحيث ان الاشتباكات مازالت مستمرة والاوضاع تزداد سوءا .
          وصرحت: اننا لن نوافق على اي قرار يتخذ خارج سوريا لان من قلة الاخلاق ان يقول اي معارض في الخارج بانه سيقاتل بالسوريين حتى اخر سوري مؤكدة ان السوريين في الداخل هم الذين يجب ان يحددوا خياراتهم .
          وتابعت ان كل السوريين مجمعون على انهاء مايحدث واحلال السلام والامن وان تعود سوريا الى ماقبل هذه الحالة مؤكدة ان الشعب السوري قادر على احلال الديمقراطية .
          واضافت كريدي : نحن كنا من دعاة وحدة المعارضة لكن الواضح ان هناك خلافات كبيرة بين المعارضة بسبب وجود اجندات وانتماءات خارجية لبعض اطرافها .
          وصرحت ان مطالبنا منذ البداية وحتى قبل اندلاع الاحداث قبل ثلاث سنوات كانت تتركز على عدم اللجوء الى العنف ونبذ الطائفية وعدم التدخل الخارجي وان نبني قراراتنا وامالنا على الشارع السوري وعلى العمل الديمقراطي المؤدي الى التداول السلمي للسلطة .
          وتابعت كريدي ان الوفد المفاوض في جنيف ينفذ فقط المطالب ولكن المفاوضات الرئيسية تجري في مكان اخر، الا ان الصاحب الرئيسي لاي قرار هو الشعب السوري وليس اطرافا خارجية .

          ***
          * الزيف في جنيف!




          محمد صادق الحسيني/ القدس العربي


          ساذج ومغفل من يعتقد ان بان كي مون قلق فعلا على امن واستقرار سوريا او انه يملك قراره اصلا بخصوص جنيف 2 !
          وساذج ومغفل اكثر من يظن ان المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي هو من يملك قرارا اي قرار كان بخصوص نوعية استمرار التعاطي مع ما يسمى بالاطراف المتحاورة في اطار مؤتمر جنيف2!

          وساذج ومغفل اكثر واكثر ويفترض مستمعيه وقراءه اكثر سذاجة منه من يعتقد ان السفير الامريكي جيفري فيلتمان قد نزع عنه جسمه الشيطاني الشهير او طرد روحه الشريرة السابقة التي عرفها بل ولمسها منه اللبنانيون والسوريون عندما كان سفيرا في لبنان ثم مساعدا لكونداليزا رايس صاحبة مقولة ‘ولادة الشرق الاوسط الجديد’ وتحول فعلا الى ‘ملاك سلام’ بصفة المساعد السياسي للامين العام للامم المتحدة!

          الساذج والمغفل الاكبر من يعتقد ان هؤلاء الثلاثة او غيرهم من موظفي الامم المتحدة يملكون قرارهم اصلا بخصوص اي من موضوعات السياسة الدولية فما بالك القضية السورية!

          بالمختصر المفيد يا اهلنا في سوريا الحبيبة جنيف2 اختبار امريكي خجول ومضطرب ومتخبط لمدى امكانية اعادة فتح قنوات اتصال امريكيه مع الادارة السورية !


          نعم هي ايضا اختبار اخر لمدى امكانية انتزاع اي امكانية لتقويض الدولة الوطنية السورية من خلال الاعيب السياسة الدولية اي انتزاع ما لم تقدر عليه واشنطن بالحرب بوسائل ما يسمى بالحوار!

          نعم ايضا فان بان كي مون يضفي سذاجته المفخخة بخبث موجه والسفير الشيطاني يطارد الزمن لينهك المفاوض السوري والابراهيمي الهرم يحلم جاهدا لخلق اجواء تساعده على زحلقة المتفاوضين باتجاه نسخة طائف سوري معدلة على النسخة اللبنانية!

          لكن ذلك كله محسوب في دفتر حسابات الشيطان الاكبر الذي يدير دفة الحوارات المفخخة على خطين متوازيين منذ انكفائه على عقبيه عن عرين الاسد ليلة الثالث من ايلول/سبتمبر المنصرم وشعوره بالمرارة بانه خسر رهان تفتيت جبهة المقاومة الثلاثية!

          واذ يظن الشيطان الاكبر بانه نجح في جنيف 3 الايراني في الايقاع بالاسد الايراني في حبائله فانه يسعى الان بوسائل خبيثة مستحدثة الايقاع بالاسد الشامي!

          تجميد التخصيب الايراني النووي بنسبة عشرين في المائة تصوره الشيطان الاكبر نصرا وهو الان بصدد وقف التخصيب السوري البشري من خلال محاولة الايقاع بالجبهة الداخلية وشق صفوفها بين مراهن على جنيف ومعارض لها!


          نحن في جبهة المقاومة من جماعة هنا دمشق هنا طهران هنا الضاحية نقول له : كما ان اعادة التخصيب بنسبة عشرين في المائة لا يأخذ منا سوى ساعة من الوقت ولا يكلفنا سوى اعادة ربط انبوبين من التخصيب بنسبة الخمسة في المائة نقول له: بان اعادة عقارب الساعة في سوريا ليست فقط محاولة مستحيلة ويائسة وان لا احد من اطراف جبهة المقاومة سيفك عرى التحالف او يترك صاحبه وحيدا في الميدان او يخدع فيخلع صاحبه بل انهم جميعا لا يزالون على عهد المشهد الدمشقي الشهير ولسان حال ثلاثتهم مازال يقول: الشام شامنا وهي معراجنا الى السماء ومقبرة لجنودكم برا جئتم بحرا جئتم جوا جئتم ستسحقون وبالسلاح اتيتم او بالسياسة لعبتم، عيوننا شاخصة نحو الميدان ما بقي منا جندي سوري يداه على المدفع لجنيف ذهبتم او لدمشق عدتم باحابيلكم لن نخدع وان عدتم عدنا والبادئ مهزوم بالجملة والمفرق!

          ونصيحة نوجهها للمشغلين الصغار في المنطقة: ان استفيقوا واستيقظوا قبل فوات الاوان لان صمودنا وصلابة موقفنا كجبهة موحدة تمر وعروض الحوار والمفاوضات عندنا ليس من بينها او فيها اي ملاحق سرية كما يحاول البعض ان يخدركم!

          فلا تخلي عن ‘حزب الله’ في قاموس طهران موجود ولا تراجع عن دعم حكومة الاسد لدى طهران الى الضاحية مرورا بدمشق الفولاذ والياسمين موجود ‘ ولا تراجع عن الاعداد والاستعداد ليل نهار من اجل خوض المنازلة الكبرى مع العدو الغاصب في قاموس احد من اصحاب او ارباب مطبخ صناعة القرار موجود!

          وحدهم السذج والمغفلون بغير هذا قد يخدعون ‘اما العقلاء واصحاب البصائر والالباب فانهم بالقاعدة اياها يعملون: يدنا للحوار مفتوحة ولو دام الحوار دهرا ويدنا على الزناد وكأن الحرب واقعة غدا!

          ***
          * اميركا تريد ان تنصب حكومة تابعة لها في سوريا



          قال خلف المفتاح عضو القيادة القطرية في حزب البعث السوري ان اميركا تريد ان تنصب حكومة تابعة لها في سوريا وتنفذ من خلالها اجندتها في المنطقة . وقال خلف المفتاح في تصريح ادلى به مساء الاثنين لقناة العالم ان واشنطن تريد ان تحكم سوريا السفارة الاميركية من خلال مايسمى الائتلاف السوري كما ان السعودية تريد ان تعمم ظاهرة سعد الحريري " رئيس الوزراء اللبناني الاسبق " لكي يكون لها مثل هذا الشخص يحكم سوريا وبالتالي تتحكم بهذه المنطقة .

          واضاف ان السعودية وتركيا وقطر وفرنسا لاتريد ان ينجح مؤتمر جنيف 2 لان الخيار السياسي ليس خيارها بل ان هذا الخيار فرض عليها بسبب الواقع الميداني و انتصارات الجيش السوري كما ان الدول الغربية حضرت المؤتمر ليس رافة بالسوريين بل خوفا من تداعيات الارهاب .

          واشار المفتاح الى رفض وفد الائتلاف التطرق الى قضية الارهاب في مؤتمر جنيف 2 وقال ان وفد الائتلاف المشارك في جنيف لايعبر عن المعارضة ولاعن الائتلاف ايضا بل هو وفد شكل اميركيا وانتج خليجيا ويراسه عمليا روبرت فورد "السفير الاميركي السابق في دمشق " ولذلك من الطبيعي ان يرفض قضايا مثل التطرق الى الارهاب مؤكدا ان المعركة الان في جوهرها هي المعركة على الهوية السياسية السورية وانتمائها ومواجهتها للمشروع الاميركي الصهيوني .

          وتابع ان حل الازمة في سوريا يتم في الداخل وعبر السوريين فقط وان هذا الموضوع يجب ان يطرح في الداخل وليس في جنيف مؤكدا ان الحكومة السورية تضع في الاعتبار الاول مصالح ورغبات السوريين لامصالح الدول الخارجية التي تريد عبر تشكيل هيات الحكم الانتقالي ان تسقط النظام بعد ان عجزت عن اسقاطها عبر اللجوء الى الخيارات العسكرية .

          ***
          * الأمم المتحدة تعلن عن نقل دفعة ثانية من العناصر الكيميائية السورية



          أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن نقل دفعة اضافية اليوم من العناصر الكيميائية السورية على متن سفينة الى المياه الدولية، وذلك بحسب الإتفاق القاضي بتدمير الترسانة السورية. وأكدت البعثة أنه "تمّ اليوم نقل شحنة أخرى من مواد الأسلحة الكيميائية من الجمهورية العربية السورية"، مشيراً الى أنه "تمّ التحقق من المواد الكيميائية من قبل أفراد البعثة المشتركة قبل تحميلها في ميناء اللاذقية على سفن البضائع الدنماركية والنروجية ليصار الى نقلها".
          كما أضاف البيان أن "قطعاً بحرية تابعة لجمهورية الصين الشعبية والدنمارك والنروج وروسيا الإتحادية رافقت هذه السفن"، لتوفير الحماية البحرية اثناء عملية النقل. وتابع البيان أن البعثة المشتركة "تشجع الجمهورية العربية السورية على مواصلة جهودها لإتمام عملية إزالة المواد الكيميائية بطريقة سليمة وآمنة وفي الوقت المناسب، وذلك تماشياً مع قرارات المجلس التنفيذي للمنظمة وقرار مجلس الأمن الدولي".
          وكانت البعثة قد أعلنت في السابع من كانون الثاني/يناير الجاري عن نقل الدفعة الأولى من العناصر الكيميائية على متن سفينة الى المياه الدولية. وبحسب الخطة الموضوعة، فإنه من المفترض أن تتم ازالة كامل الترسانة الكيميائية السورية بحلول الثلاثين من حزيران/يونيو المقبل. وتقضي الخطة بتجميع العناصر الكيميائية في مرفأ اللاذقية قبل نقلها الى ايطاليا، ومن هناك الى متن سفينة اميركية ستقوم بتدمير هذه العناصر وهي في البحر.

          * الصليب الاحمر الدولي: لا خطوات بعد لاجلاء المدنيين المحاصرين في وسط حمص



          اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين لوكالة الصحافة الفرنسية انه لم يتم اتخاذ "اي اجراء بعد" من قبل الحكومة السورية لتسهيل وصول القوافل الانسانية الى حمص وسط البلاد او للسماح للنساء والاطفال بمغادرة المدينة.
          وقال روبرت مارديني رئيس العمليات في الشرق الاوسط لدى اللجنة الدولية للصليب الاحمر "حتى ظهر اليوم، لم يتخذ اي اجراء ملموس للقيام باية عملية من هذا النوع في احياء حمص القديمة".

          * مقتل حجي بكر الرجل الثاني في تنظيم داعش بسوريا



          أعلنت ميليشيات تابعة لما يسمى الجيش الحر عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم ” دولة الإسلام في العراق و الشام ” (داعش) الارهابي المعروف باسم حجي بكر أو ” أبو بكر العراقي ” في ريف حلب الشمالي.

          واوضح موقع " الحدث نيوز " الذي اورد الخبر ان “حجي بكر” هو الرجل الثاني في التنظيم الارهابي التابع للقاعدة بعد متزعمه أبو بكر البغدادي.
          و قالت كتائب تابعة للجماعات المسلحة في الريف الشمالي، إن العقيد ركن ” حجي بكر “، ضابط سابق في الجيش العراقي ايام حكم الدكتاتور صدام وكان انضم إلى “داعش” عارضاً على الأخير خبرته العسكرية.
          وبات " حجي بكر " ملازماً للبغدادي وبمثابة وزيره الشخصي والقائد الثاني بعده، لافتين إلى أنهم سيقومون بنشر وثائق جديدة عنه في القريب العاجل.


          * حزب الله: لا نفرق بین التکفیریین والعدو الاسرئيلي



          أعلن رئیس المجلس التنفیذي في حزب الله السید هاشم صفي الدین، أننا لا نفرق بین الجماعات الارهابیة التکفیریة وبین العدو الاسرائيلي لأنهم یحملون مشروعا واحدا متشابها ووجه التشابه بینهما هو في قتل الاطفال والنساء والشباب وفي التهدید والمجازر والإجرام.

          وفي کلمة ألقاها خلال احتفال أقامه حزب الله في حسینیة الامام الخمیني (ره) بمدینة بعلبک (شرق لبنان) بمناسبة مرور أربعین یوما علی استشهاد القائد حسان اللقیس، قال السید صفي الدین: إن العدو الاسرائیلي کان عندما یعجز في المواجهة والقتال في المیدان یلجأ الی الاسالیب الخسیسة في قتل الأبریاء، فهل أن من یرسل الیوم الصواریخ والسیارات المفخخة الی الأماکن الآمنة هو شجاع وشهم وبطل کما یدعي؟ إن أقصی ما یمکن أن یقال بحق من ینفذ هذه الاعمال الخسیسة أنه مضلل وأما من أرسلهم وسلحهم وجهزهم ومولهم ودفعهم لقتل النساء والاطفال والشیوخ في الأحیاء والأماکن الآمنة أنه ضعیف وعاجز وفاشل في مشاریعه وتآمره وفي الوصول الی هدفه الذي رسمه في تخریب سوریا.

          وأضاف: إن هذه الجماعات الارهابیة التکفیریة تأتي الیوم الی لبنان لتخریبه کما فعل العدو الاسرائیلي، وحینما اخذنا خیارنا وموقفنا في سوریا کنا نتحدث عن رؤیة واضحة، نافيا مزاعم البعض عن أن التفجیرات الإرهابیة في لبنان تأتي علی خلفیة مشارکة حزب الله في القتال بسوریا.


          ولفت السید صفي الدین إلی بیان الجماعات التکفیریة الإرهابیة التي توعدت باستهداف الجیش اللبناني ووصفته بأنه «جیش الصلیب» متسائلاً: هل أن هؤلاء یستهدفون الجیش اللبناني لأنه ذهب الی سوریا؟ وهل ان استهدافهم وقتلهم الاطفال والنساء والشباب في بیوتهم ومحالهم سببه مشارکتهم أیضا في القتال في سوریا؟ هذا کذب ودجل وخداع وحجج واهیة، هم دأبهم ومشروعهم القتل والتخریب والاجرام.


          وحذر السید صفي الدین من أن «لبنان کله الیوم في دائرة الاستهداف من قبل هذه الجماعات التکفیریة الارهابیة ما یعني بأن الجمیع معني بمواجهة هذه الحالة الاجرامیة التکفیریة الارهابیة کمواجهتنا للعدو الاسرائیلي الذي یعمل لیل نهار ویبذل کل ما بوسعه کي ننسی المواجهة معه، تماما کما تسعی هذه الجماعات من اجل ان ننسی مواجهتنا مع الاسرائیلي، وهذا ایضا وجه تشابه فیما بینهم في استدراجهم لنا.


          وشدد علی أن من واجب السنة والشیعة أن یقولوا بصراحة.. إن المجرم الارهابي الذي یستهدف المناطق الآمنة لیس له دین وطائفة وحزب بل حزبهم "اسرائیل" ودینهم التخریب وطائفتهم هو إیجاد الشرخ والانقسام داخل الوطن الواحد. مشددًا علی أن أي تبریر لهذا النهج التکفیري تحت أي عنوان أو ذریعة یشکل خطرا فادحا علی لبنان.

          تعليق


          • 27/1/2014


            * جنيف 2 وفشل سياسات البلطجة الأميركية

            سوريا كشفت العلاقة العضوية بين الارهاب التكفيري ومعسكر الشر الأميركي

            عقيل الشيخ حسين

            سياسة البلطجة هي نفسها من هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، إلى خليفتها جون كيري. فالأولى اشتهرت بدعوتها المسلحين السوريين إلى عدم إلقاء السلاح منذ بداية ما يسمى بالثورة السورية، وخسرت منصبها بسبب فشل تلك السياسة إزاء سوريا تحديداً. والثاني بات قريباً من مواجهة المصير نفسه بقدر ما يبدو مصراً على اعتماد نهج البلطجة نفسه، وهو النهج الذي عبر عنه بوضوح عندما برر النشاط الإرهابي في سوريا من خلال قوله إن وجود الرئيس الأسد في قمة السلطة هو ما يستجلب ذلك الإرهاب.

            وبين كلينتون وكيري، تمتد سلاسل البلطجة التي ارتكبها ويرتكبها أعداء سوريا على اختلاف مراتبهم ورواتبهم. اغتيالات، تفجيرات، تدمير للبنى التحتية، سرقة لمقدرات الشعب السوري، عمليات ذبح واغتصاب وخطف. وكل ذلك، للتدليل على أن البلطجة هي السمة الأكثر بروزاً للسياسات التي يعتمدها أعداء سوريا باسم حقوق الإنسان. متناسين أن الولايات المتحدة التي ترسم فيها تلك السياسات هي ذات الباع الأطول في انتهاك حقوق الإنسان، من إبادة الهنود الحمر، واستعباد السود، وإلقاء القنابل الذرية على اليابان، والقيام بمئات التدخلات العسكرية في بلدان العالم الثالث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ناهيكم عن تدمير اقتصادات تلك البلدان وقتل عشرات الملايين من سكانها سنوياً بالأمراض والمجاعات، ومتناسين أن تمويل الحرب على سوريا وإرسال الإرهابيين المرتزقة إليها، إنما يتم باسم الديموقراطية ومن قبل أنظمة تحكمها أسر مستبدة بلا مرجعية إلى دستور أو قانون أو انتخابات حتى من النوع الشكلي.




            وفي الوقت الذي ينعقد فيه مؤتمر جنيف 2 المفترض فيه أنه مؤتمر للسلام، تظل البلطجة سيدة السياسات التي يعتمدها أعداء سوريا. فقدت سحبت دعوة إيران للمشاركة في أعمال المؤتمر الذي دعيت إليه عشرات الدول غير المعنية بأحداث سوريا والشرق الأوسط عموماً، رغم الاعتراف بأهمية وتأثير الموقف الإيراني على الأحداث في المنطقة. وخصوصاً رغم الاتهامات الموجهة لإيران بالمشاركة في أحداث سوريا.

            ولم تدع إلى المؤتمر فصائل المعارضة السورية في الداخل رغم تمثيلها لشرائح مهمة من الشعب السوري. واحتجزت طائرة الوفد السوري المتوجه إلى جنيف لساعات في مطار أثينا. وتم تجاوز الأعراف واللياقات داخل المؤتمر عبر مخاطبة رئيس ما تبقى من ائتلاف تعتوره التصدعات من كل جانب باسم "فخامة الرئيس"، وصولاً إلى الاصرار على شرعية ما تبقى من الائتلاف كممثل للشعب السوري وكمحاور للنظام في وقت بات من المعلوم فيه أن الموجه الحقيقي له والناطق الفعلي باسمه هو روبرت فورد، وأنه لا يمتلك أية قدرة على تنفيذ أي اتفاق قد يتوصل إليه المؤتمر، أو حتى على الوجود في المناطق السورية التي ما تزال تحت سيطرة الإرهابيين من المرتزقة والتكفيريين، وإلى الإصرار على الالتزام بمقررات جنيف 1، مع تجاهل كونها قد نصت على وقف القتال وأعمال العنف كشرط للدخول في تنفيذ البنود الأخرى المتعلقة بمستقبل الحكم في سوريا.

            وتبلغ البلطجة غايتها عندما يصر أعداء سوريا على منح أنفسهم حق المطالبة بتنحية الرئيس الأسد، متجاهلين أن هذا الحق يعود حصرياً إلى الشعب السوري، وأن الرئيس الأسد قد أكد استعداد سوريا لإجراء انتخابات ديموقراطية تحت إشراف دولي في غضون أشهر قليلة.

            والواضح أن جميع هذه المواقف المتعنتة تصب في مجرى واحد هو إفشال جنيف 2 الذي انعقد في النهاية رغم كل المراوغات التي قام بها أعداء سوريا من أجل منع انعقاده.

            إن مجرد انعقاد مؤتمر جنيف 2 بحضور سوريا كمحاور للطرفين الأميركي والروسي، وسط هامشية الأطراف الأخرى، بعد كل ما ردده أعداء سوريا من دعاوى فقدان نظام الأسد للشرعية ، هو دليل ساطع على أن البلطجة قد فشلت في فرض الاستسلام على الشعب السوري.

            وهل يعني إفشال جنيف 2 شيئاً آخر غير رغبة أعداء سوريا في استمرار حرب بات من الواضح أن طرفي النزاع فيها هما سوريا من جهة، والارهاب التكفيري المدعوم من قبل الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة من جهة أخرى ؟

            وهل يعني استمرار هذه الحرب التي فرخت حروباً مفتوحة داخل معسكر الإرهاب التكفيري نفسه، وخلافات مفتوحة على الحروب داخل معسكر أعداء سوريا... هل يعني شيئاً آخر غير فشل سياسات البلطجة وتلقي هزيمة في سوريا تتجاوز في مرارتها ما مني به معسكر الشر الأميركي وأدواته من هزائم في أفغانستان والعراق ولبنان العام 2006.


            ***
            * دعوات لمحاكمة المحرضين على الجهاد بسوريا ومنهم العرعور


            اعتبر الكاتب المتخصص في الحركات الإسلامية محمد العمر، أن الشبان السعوديين الذين يذهبون للقتال في سوريا تحت مسمى “الجهاد”، جهلة في الدين ولاعلاقة لهم بالسلاح، ولا يعرفون أيضا كيف تكون فنون القتال، مشيرا إلى أنهم شبان مغرر بهم ومن الطبيعي – وبحسب العمر – أن يسقطوا هناك في يد مجرمين.


            وطالب العمر بحسب "المرصد" في برنامج “اتجاهات” على قناة "روتانا" بمحاكمة الدعاة محرضي “الجهاد”، وقال: “أنا أطالب أي محامي شريف أو مجموعة محامين يقومون بجمع الأدلة من القرن الماضي إلى يومنا هذا، مع كل العوائل الذين فقدوا أبناءهم والذين تأثروا بهذا الفكر والذين ضاعت سنين حياتهم في المعتقلات والسجون بسبب محكومياتهم، أن يحضروا الأدلة و الإثباتات، ومن تورط من هولاء الدعاة أن يقدم للعدالة ويحاكم كائنا من يكون”.

            واعتبر العمر أن “موضوع الجهاد تصفية حسابات لا أكثر ولا أقل ولا علاقة له بنصرة المسلمين، والدعاة يتحملون النتائج”،

            وتابع: “أغلب الدعاة السعوديين مدانون بتحريض الشباب على الجهاد بسوريا منذ حضورهم مؤتمر العلماء المسلمين بمصر، الذي أوصى بذلك”، معتبرا أن “إنكار الدعاة لتهمة تحريض الشباب على السفر لسوريا تلوّن، وأغلب الدعاة يفهم “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” على هواه!”.

            وتساءل الكاتب: “على كفالة من يقيم الداعية السوري عدنان العرعور في السعودية؟ وكيف يتركونه يكفر ويحرض ويجمع الأموال ويسافر ويعود للبلاد؟”، وأضاف: “لا يزال جمع الأموال لسوريا مستمرا رغم التشديدات، والدليل أن العرعور لازال يظهر على الفضائيات ويطلب الدعم وأكيد يجد من يتجاوب”.

            ورأى العمر أن “أغلب المسؤولين قديما عن حلقات تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية كانوا من السروريين القطبيين، وهم من صدروا للشباب فكر الإرهاب”، ودعا بقوله: “أدعو دعاة الجهاد أن يبرؤوا لله من دعوتهم، لأنهم لعبوا بالأدلة الشرعية لتحقيق رؤيتهم” منوها الى ان هؤلاء الدعاة كانوا من اكبر المحرضين للذهاب لأفغانستان سابقا، ولا يزالون يحرضون على الجهاد حتى اليوم”.

            وتابع متسائلا : “ بعض هؤلاء الدعاة هم اثرياء جدا ، فلو راح شاب لسوريا بفتواهم ومات هناك، فهل سيكفلون عائلته أو أهله؟ أشك!”.

            ***
            * الشريان و«داعش» وإيران!


            صميم العراقي - صحيفة الصباح العراقية

            انحني اجلالا للصحافي والاعلامي داود الشريان لان الرجل قدم شهادة هي الاغلى والاسمى في تاريخ الشهادات الاعلامية عن واقع الامة العربية ومايكتنفها من تحديات ومايمر عليها من اهوال وكيف يتلاعب سفهاء السوء من علماء السعودية بالناس وكيف يرسلونهم الى الموت المجاني فيما هم واولادهم على الارائك متكئون!.

            الشريان عرى هؤلاء القتلة والمجرمين من امثال العريفي وفضح اكذوبتهم وكشف زيفهم واستغلالهم الدين والاسلام للاغراض الطائفية المفرقة للامة والمشاعر والاحاسيس كونها امة واحدة لها دين واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة لاعلاقة لها بقبلة (داعش) وقرف الفتاوى الفاسدة لهم.

            ان هذه اول شهادة اسمعها من صحافي في السعودية يعري فيها هذا التسطيح لعقل الامة من قبل نفر من اهل السوء والقتل والاجرام وفتاوى التضليل في وقت يشعل فيه بندر بن سلطان وسعود الفيصل وهما جناحا التطرف والعداء للعراق الحرب الضروس علينا والتي يسقط فيها يوميا مئات الشهداء والجرحى وهو حال كنا ومازلنا شهودا عليه منذ عشر سنوات لا لشيء الا لان بندر وسعود الفيصل يريدان ان يكون العراق حديقة خلفية للسعودية او محافظة ملحقة بالرياض والاهم لان العراق يقوده – وهذا من غضب الاقدار على العراق في نظر الجناح المتطرف في القيادة السعودية – الشيعة مع ان الشيعة لم يأتوا السلطة الا بصناديق الاقتراع كونهم المكون الاكبر في المجتمع الانتخابي العراقي!.

            اقول للاخ الشريان ان شيعة العراق هم عرب العراق ولاصلة سياسية لهم بايران واذا كان قادة التحالف الوطني يذهبون الى ايران ويلتقون قادة الدولة الايرانية فان الامر لاينطوي على مؤامرة بل لتنسيق المواقف مع جارة كبيرة كما يتمنى التحالف ان يصل بهذا التنسيق مع السعودية كدولة عربية كبيرة لكن الفرق ان ايران فتحت حدودها للعراقيين الشيعة حين تعرضوا للاضطهاد والقتل والاعدام والتدمير والسعودية اغلقت حدودها في وجوههم وعاملت ثوارهم في انتفاضة 1991 كما تعاملت الفاشية الايطالية مع الشعب الليبي حين بنت لهم مخيمات في الصحراء!.

            اقسم لك اخي الشريان لو ان قادة المملكة العربية السعودية، والسعودية اكبر دولة عربية مجاورة للعراق فتحوا قلوبهم واحتضنوا المعارضة العراقية ودعموا مسيرة العمل على اسقاط النظام الدكتاتوري المتجبر الذي قصف الرياض بصواريخ ارض ارض لما استطاعت ايران ان يكون لها هذا الدور المحوري في العراق. المشكلة بالقرار السعودي الذي كان يصنف المعارضة العراقية الى شيعية وسنية، موالية وخصيمة مادفع ايران الى الدخول على خط المعارضة الشيعية فيما اهملت الرياض حتى المعارضين السنة لانهم..عراقيون!.

            ومع ان الرياض انكفأت عن المعارضة العراقية واقتربت من النظام العراقي كثيرا قبل الحرب الاميركية عليه لكن اخوتنا في المعارضة العراقية لم يقطعوا الصلة مع الرياض وبقيت ادوات التواصل مستمرة عبر السفارات السعودية والشخصيات السياسية والامنية السعودية ومااود قوله هنا ان قادة المملكة ارادوا ان يتدخلوا في امر المعارضة العراقية في فرض مجموعة من الاشخاص والقيادات العسكرية والسياسية العراقية الموالية لها كزعماء محوريين في المعارضة وهو مالم يكن مقبولا ومن حينها بقيت السعودية بعيدة عن اجواء التأثير والدعم المفترض للمعارضة العراقية!.

            لم تتفاعل السعودية مع التجربة الوطنية العراقية الجديدة ولم تستوعب ماجرى كونه امرا طبيعيا بلحاظ طبيعة النظام التعسفي الذي كان قائما ونسيت ان هذا النظام هو الذي قصفها بالصواريخ وتآمر عليها واراد ان يحتل اثناء الحرب على الكويت مدينة الخفجي السعودية بعد ان اوقفت المملكة مالديها من اموال وامكانات من اجل استمرار الحرب العراقية ضد ايران وهو ماعرف بحرب النظام العراقي لحماية البوابة الشرقية للوطن العربي وكانت قوافل القتلى والجرحى ترد الى بغداد ومعها يكبر حزن العراقيين على اهلهم وشعبهم وبلدهم، بل اتجهت المملكة وكل الرؤساء الذين تعاقبوا على ادارة جهاز الاستخبارات العسكرية الى محاربة التجربة العراقية الوطنية بتعزيز ظاهرة الارهاب من خلال فتاوى التكفير وارسال الانتحاريين وهو امر لم يعد خافيا على احد ولعل العريفي وغيره ممن تحدث الشريان عنهم في حديثه العربي النبيل ليسوا سوى رموز للفتنة يعملون لحساب بندر بن سلطان في اطار توظيف السذج بعسير ونجران في معركة كان وقودها العراقيين الابرياء في طول البلاد وعرضها!.

            الاخ الشريان..حديثك ستكون له انعكاسات حقيقية في بنية الاعلام السعودي وسيلتفت العريفي الى نفسه ليجد ان مايفعله لاعلاقة له بالله والاسلام وهو اقرب الى الشيطنة منه الى العمل الاسلامي وسلوك الداعية الملتزم.

            اشد على يديك..ومعا على طريق محاربة الارهاب الداعشي الذي يمثله بندر بن سلطان وكل الداعشيين في قيادة المملكة السعودية!.

            ***
            * الماسون الجدد في مونترو السويسرية



            المحامي محمد احمد الروسان/ عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية


            جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وغيره، من كبار الساسة والإعلاميين والاقتصاديين والصناعيين ورجال الأعمال وعناصر مجتمعات المخابرات الأمريكية والأوروبية والصهيونية، هؤلاء جميعاً ومعهم نظرائهم ومن هم على شاكلتهم من بعض العرب والمسلمين ينتمون جميعاً إلى جمعية( الجمجمة والعظمتين).

            وهي جمعية تم تأسيسها في زمن الإغريق عام 322 ق.م، وتم إعادة تأسيسها على يد الماسون عام 1882 م في أمريكا وعام 1932 م في ألمانيا، وهي جمعية ترفع شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحاكمية الرشيدة، وهي ذات مفردات خطاب جون كيري وبعض ما يسمى بأصدقاء الشعب السوري من بعض عرب وغيرهم في جنيف 2 السوري في مونترو السويسرية.

            إنّ هذه الجمعية( جمعية الجمجمة والعظمتين) تشكل القلب المعتم لجنيين الحكومة الأممية( البلدربيرغ الأمريكي)، بجانب ذراعه التنفيذي المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، وعبر أدوات الأخير من مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية، من مجلس الأمن القومي، ووزارة الخارجية، والبنتاغون، والسي أي إيه .... الخ.

            وفد الدولة الوطنية السورية في مونترو السويسرية، لا يفاوض وفد ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض(ائتلاف الجربا)، بل يفاوض أكثر من أحد عشر وفداً مجتمعين على الأقل بما فيهم الأمم المتحدة، عبر جيفري فيلتمان المساعد السياسي لبان كي مون، وهي ليست مفاوضات سورية سورية، بل هي مفاوضات لرسم خارطة المنطقة من جديد عبر مراثون المشكل والحدث السوري.


            والسؤال هنا: هل نضجت واكتملت ظروف التفاوض والتسوية الشاملة في المنطقة ليصار إلى إنجاح جنيف 2 السوري؟ لماذا دعيت إيران أولاً ثم استبعدت وبعيداً عن ما قيل من ضغوطات هنا وهناك أو تفسيرات ساذجة لا تقنع مطلقيها ومروجيها من الطرف الخارجي في المسألة السورية أو من أدواته من بعض العرب؟ هل استبعاد إيران جاء في صالح النسق السوري وحلفائه؟ ما مدى ونوعية حرية الحركة التي ستمتلكها إيران بعدم التزامها بأي مخرجات سياسية لجنيف 2السوري؟ هل تسعى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي لاحتواء النسق السياسي السوري وبالتفاهم مع موسكو لإنهاء المعارضات السورية في جلّها؟ هل يكون ما يسمى بائتلاف الجربا أول ضحايا هذا التموضع الأمريكي من جديد بفعل الفدرالية الروسية إن صحّت المعلومات؟ يحسب الكثير والكثير من الخبراء والمتابعين ونحن معهم، أنّ جنيف سورية 2 في مونترو السويسرية عقد إعلاميا كماراثون إعلامي فقط ليفشل ويفشل، وإلى حين نضوج الظرف الدولي والإقليمي للتسوية في الشرق الأوسط والعالم.

            فمع جنيف 2 السوري عادت الحراكات للشارع الأوكراني وقبيل اولمبياد زوتشي الروسية، بل المطلوب من جنيف2 السوري أن يفشل لا ينجح، فوفد ما يسمّى بالائتلاف السوري لا يمثل عناصر المعارضة السورية كلّها، إن لجهة الداخل السوري وان لجهة الخارج السوري، والنسق السياسي السوري عبر الجيش العربي السوري، هو القوي والمسيطر على الأرض وفي الميدان وفي جلّ الجغرافيا السورية، وما يسمى بوفد أحمد الجربا ليس له أي سيطرة على الجماعات الإرهابية المسلحة، ولا عبر مشغليّه ومحركيّه كزومبي هجين من بعض العرب المرتهن والخائن.

            الحدث السوري بتجلياته المختلفة والمتشعبة وتداعياته الشمولية، تصدّر ويتصدّر جلّ وسائل الميديا العالمية والإقليمية وسيبقى إلى حين، ويستحوذ على أحاديث البشر في المعمورة، لا بل ذهب بعضهم إلى القول أنّ الحدث السوري صار حكايات وقصص تروى بين الأفراد في المجتمع الآخر المقابل لمجتمع الأنس، وأعني مجتمع الجن إن لجهة الجزء المؤمن بربه، وان لجهة العاصي لربه، وان لجهة الكافر بربه.

            كاتب هذه السطور وفي أكثر من مرة وحالة ومسألة وعلى مدار حياة الحدث السوري الذي ما زال يستعر، اشتبك تحليلاً وبحثاً وحديثاً، في جلّ فنون أدوات الطرف الثالث ووكلائه من بعض العرب المرتهن والخائن في المسألة السورية، بحثنا في موضوع عملاء استخبارات متخصصون بالحرب النفسية والملف السوري، وأتبعناه بتحليل إسناد لجلّ الفكرة الأنفة وتحت عناوين على شاكلة:- صناعة الكذبة في سورية، عمل الوحدات الخاصة الأمريكية، وكلاء الحرب الأمريكية في سورية من بعض العرب المرتهن والخائن، مفاهيم الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال ومكافحة الإرهاب لتشريع عمليات الاحتلال العدواني القادم، تماماً كما حدث من قبل في أفغانستان المحتلة، العراق وليبيا المحتلين، ويكاد أن ينجح و\ أو حقق شيء من النجاح الأسود في الحدث السوري.... الخ، مع سعي حثيث الآن ومن الطرف الخارجي ومن ارتبط به من العربان، إلى تدويل الحدث المصري مع سعي مماثل لتوريط عمّان وإغراقها لما بعد (الصرّه) باتجاه العنق في مستنقعات الحدث السوري، مع نجاحات هنا وهناك لمحور واشنطن – تل أبيب عبر أدواتهم القذرة من بعض العربان في لبنان، لفتح حسابات بنك أهدافهم إن لجهة التكتيكي وان لجهة الإستراتيجي منها.

            ... ما بعد المبادرة السورية الروسية الشهيرة المشتركة حول الكيميائي السوري، وما بعد القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول أزمة السلاح الكيميائي السوري، والذي فتح وأدار مروحة حل إمكانيات جديدة خلاّقة لجل المسألة السورية، ومروحة تسويات سياسية إقليمية ودولية، فانّ القرار الأممي ذاك لا يتحدث فقط عن دعم الخطّة الروسية لتدمير ما تبقى من البرنامج والسلاح الكيميائي السوري، بل شمل بقاء الرئيس الأسد في الحكم لفترة زمنية قد تطول وتطول.

            إذاً أيّاً تكن اتجاهات المسألة السورية وجوهرها، فانّ النسق السياسي السوري وعنوانه الرئيس الأسد باقون وباقون، سواءً جنحت المسألة السورية، إن لجهة عودة المسار العسكري البحت مع سلسلة جولات من العنف أشد ضراوة، وان لجهة المسار السياسي عبر جنيف2 ومضامينه، وان لجهة مسار عسكري ومسار سياسي متلازمين معاً.

            النواة الصلبة في الدولة الأممية الروسية، نجحت في جعل عنوان النسق السياسي السوري العقدة والحل معاً في كل محطات المشكل السوري إلى جنيف 2 في مونترو السويسرية الآن، لا بل وعقدة الحل نفسه حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، ونكايةً بالطرف الخارجي بالحدث السوري من أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وبعض العرب, والروس أرسوا توازناً دقيقاً حال وما زال يحول دون تدخل عسكري خارجي في سورية، كما يحول دون سقوط الرئيس الأسد وإخراجه كرهاً أو حبّاً، من أتونات المعادلة السورية الوطنية، إن لجهة المحلي وتعقيداته، وان لجهة الإقليمي وتداعياته ومخاطره، وان لجهة الدولي واحتقاناته وتعطيله وأثاره على الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي أثاره على نسب النمو الاقتصادي واستعادة المنظومة الاقتصادية الأممية لعافيتها، بعد أزمة الرهن العقاري وارتباطاتها في الولايات المتحدة الأمريكية – شرارة وجوهر الأزمة الاقتصادية الأممية.

            كما نجحت موسكو وبقوّة بأن جعلت الأسد ونسقه السياسي طرفاً رئيسياً في التسوية، وان بقاء الأسد ونسقه ليس فقط ثمناً من أثمان مسألة التسوية الكيميائية السورية تلك، كما يظن السذّج من الساسة والذين تمطى رقابهم كالعوام، بل أنّ الرئيس الأسد وموضوعة بقائه صارت بفعل الدبلوماسية الروسية الفاعلة والجادة، خارج دائرة التفاوض والمساومة ومسألة خارج النقاش بالنسبة لموسكو وإيران ودول البريكس، بل جعلت بيان جنيف 1 الذي لم يحضره النسق السياسي السوري، بيان سياسي كمبادئ وليس قانوني ملزم لأحد ويمكن تفسيره كيفما تشاء.

            إنّ ما يجري في سورية هو غزو أجنبي همجي بامتياز، وانتهاك لسيادة دولة إقليمية عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وهذا الفعل الحربي في سورية هو انتهاك صارخ لقواعد ومبادىء القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وما يجري هناك ليس صراعاً سياسياً بين طرفين كما يسعى الطرف الخارجي – البعض الدولي والبعض العربي والبعض الإقليمي - في الحدث السوري على تصويره.

            إذا:- إنّ هذا البعض العربي المرتهن للطرف الخارجي في جلّ الحدث السوري، وعبر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي إلى سورية، يسعى إلى قولبة النزاع بصفته صراعاً سياسياً بين طرفين بدلاً من كونه غزواً أجنبياً كما هو في حقيقة الأمر.

            يحاول السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي لسورية "مبعوث السلام" للأمم المتحدة، لعبَ دور الوسيط الأممي في إنشاء حكومة انتقالية ونقل الصلاحيات كاملة لها، انّه يتساوق مع رؤية ائتلاف الجربا في جعل جنيف 1 السوري بيان قانوني ملزم للطرفين، بالرغم من انّه بيان سياسي يمكن تفسيره شرقاً وغرباً.


            النسبة إلى السيد الأخضر الإبراهيمي هذا، ليست جهوده عبثية فقط لكنها مخادعة أيضاً، كيف ذلك؟. اقتراح "الحكومة الانتقالية" في أتون هذا الغزو الأجنبي على الدولة الوطنية العروبية السورية، الذي تعمل المصالح الأجنبية وبعض العربية الخليجية المأزومة على تمويله وتسليحه وتأزيمه علناً، ينتهك السيادة الوطنية السورية والميثاق التأسيسي للأمم المتحدة نفسها.

            إن الأمر أشبه بمبعوث للأمم المتحدة يزور بولندة في بداية الحرب العالمية الثانية ويقترح إنشاء حكومة انتقالية أثناء الغزو النازي! من الواضح أن الأمم المتحدة ستكون طرفاً في الاعتداء على الآخرين وليس رسولاً للسلام، بإسقاط ذلك على ما يجري في سورية وما تتعرض له من اعتداء نازي غربي – بعض عربي تظهر الأمم المتحدة طرفاً في الاعتداء بالموضوع السوري! أليس كذلك.

            ومع ذلك يجهد الأخضر الإبراهيمي كثيراً، لإقناع الوفدين بالتفاوض، بهدف إحياء خطة تقضي بإنشاء حكومة انتقالية وانتخابات، لكن هذه المحاولة هل باءت بالفشل بسبب الخلافات حول مستقبل الرئيس بشار الأسد؟ والأخير من يحدد مصيره هو الشعب السوري وعبر صناديق الاقتراع أيّها السيد الأخضر الإبراهيمي.

            فشلت الأمم المتحدة في التمييز بين المعارضة الشرعية داخل سورية ومجموعات الإرهابيين المسلحين المتنقلة، التي ترتكب جرائمَ على نطاق واسع ضد الشعب السوري، والتي تتشكل في غالبيتها من غير السوريين المسلحين من قبل الولايات المتحدة والناتو وحلفائهما الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل والسعودية وقطر كجزء من خطة قديمة لتغيير النظام في سوريا وإيران، والإعلام الغربي والذي صار في جلّه أداة حرب نفسية إزاء الملف السوري، ومتساوقاً مع عمل أجهزة الاستخبارات الغربية، فهو من ناحية يدعم جهودَ الأمم المتحدة المخادعة إزاء الملف السوري، ومن ناحية أخرى ذهبَ بعض هذا الأعلام المستنسخ عبر مدراء الشؤون المحلية المخابراتية في أجهزة المخابرات الغربية، إلى أبعدَ من ذلك حيث حاول نزعَ الشرعية عن أية معارضة في سورية ترفض حملَ السلاح أو تعارض التدخلَ الأجنبي.

            بعض هذا الأعلام الغربي المستنسخ والموجّه قصداً وحسب الوصف الأنف، يحاول تصوير وإخراج خطة الأمم المتحدة كخطة معقولة مقنعة عبر خداع العالم، حيث يقف الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران والصين ودول البريكس فقط في وجه السلام، حسب وجهة نظر بعض هذا الأعلام المضلّل( بضم الميم وكسر اللام المشدّدة)، إلا أن الخطة – في الحقيقة – مجرد محاولة أخرى لقولبة النزاع بصفته صراعاً سياسياً بدلاً من كونه غزواً أجنبياً، كما هو في حقيقة الأمر.

            مَن يعتقد أنّ (الأخضر الإبراهيمي) لا زال هو نفسه، أحد دبلوماسيّي الثورة الجزائرية العملاقة، وأحد مُعْتَمَدِي الكبيرَيْن "بن بلّلا" و"بومدين" يكون مخطئاً.. فـ(السّي لَخْضَرْ) انخرط في بوتقة(العالم الحرّ، أي: العالم الصهيو-أمريكي) وذهب بعيداً في الالتصاق بمراكز القرار الغربي، وفَسّر موقفه ذاك، بأنه تناغُم مع العصر ومع مقولاته في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. والحقيقة، فإنّ هذا الموقف هو انخراط، بل تبعية موصوفة، للمطبخ السياسي الأمريكي وتوابعه الأوربية، والاستعداد لتنفيذ أي مهمّة – دبلوماسية أو غير دبلوماسية – يكلّف بها، في أيّ زاويةٍ على وجه الأرض، وبما يخدم ذلك المطبخ..

            والآن، في الأزمة السورية، تنحصر مرجعية (سي لَخْضَرْ) بـ(وليم بيرنز – السفير الأمريكي الأسبق في عمان وموسكو) و(جيفري فلتمان).. وهذا لا يعني أنه سيكون له موقف جامد، لا يتزحزح عنه، بل يعني أنه سوف لن يوفّر فرصة يستطيع أن يتحايل فيها على السوريين، لاستخلاص ما يحقق "الأجندة" الأمريكية، وأنه كلما فشل في أمر، سوف ينتقل إلى ما دونه، إلى أن يتأكّد – وتتأكّد معه مرجعيته الأساسية – بأنّ الأجندة الأمريكية ستمر في سورية بحدها الأدنى.

            الدولة الوطنية الأردنية بشكل خاص، وجلّ العرب يتذكرون وصفات جون بريمر – الإبراهيمي، والتي قادت إلى تفكيك العراق بعد احتلاله غير الشرعي – وهو الشريك الإستراتيجي للأردن، وعبر هجوم أقله نازي بالاشتراك مع بعض العرب غير الساميين ليس بدمائهم وعجينتهم، بل بسلوكهم غير العروبي غير الوطني بسبب ارتهاناتهم للغربي، فالعرب ساميون، نعم ساميون! فكيف نكون ضد أنفسنا!؟ كما تسعى الصهيونية لتصويرنا، وبعض العرب الصهاينة، والمسلمين الصهاينة، والمسيحيين الصهاينة من عرب وغيرهم!.

            يشكل "المتمردون" المسلحون، الذين ترفض الأمم المتحدة إدانتهم، مجموعة من مقاتلي ‘القاعدة’ المرتبطين بقوى أجنبية، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية، والأمم المتحدة، ووزارة الخارجية البريطانية، ومنظمات موضوعة على لائحة الإرهاب، و ‘المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية’، و ‘جبهة النصرة’ المعروفة أيضاً باسم ‘القاعدة في العراق’ وهي تنظيم القاعدة نفسه في سورية الآن، وتنظيم داعش ومشتقاته، ومتطرفي ‘الإخوان المسلمين’ في سوريا والذين يدارون عبر فاروق طيفور نائب المهندس رياض الشقفة.

            لن تتفاوض الدول الغربية مع أي من هذه الفصائل الإرهابية في حال وجهت أسلحتها – لأي سبب كان – ضد الغرب بدلاً من سورية، ومع ذلك لا يطالب الغرب فقط بالاعتراف بها والتفاوض معها، بل أيضاً بتسليمها سورية بسلاسة ونعومة( بالضبّة والمفتاح ).

            قطعاً لا يرفض الغرب فقط الاعتراف بأن النزاع في سوريا يتسم بالإرهاب الأجنبي والمحلي، بل يعمل أيضاً على تسليح وتمويل وحماية هذه الفصائل الإرهابية. إذ إن تركيا، العضو في الناتو، متورطة بشكل مباشر في تسهيل العدوان الليبي على سوريا من خلال إيواء مقاتلين ليبيين داخل حدودها، بالإضافة إلى تنسيق تمويلهم وتسليحهم وتنقلاتهم أثناء عبورهم للحدود التركية-السورية. كما تعمل "سي آي إيه" الأمريكية على تسهيل الغزو الليبي لسوريا على طول الحدود التركية.

            اعترفت "نيويورك تايمز" في مقالتها المنشورة في حزيران/يونيو 2012, بعنوان " ‘سي آي إيه’ تساعد في إيصال الأسلحة إلى المعارضة السورية", أن "ضباط ‘سي آي إيه, يعملون بشكل سري في جنوب تركيا," ويوجهون الأسلحة بما في ذلك "البنادق الآلية, والقاذفات الصاروخية, والذخيرة, وبعض الأسلحة المضادة للدبابات." وتشير "نيويورك تايمز" إلى تورط تركيا والسعودية وقطر في تأمين الأسلحة بينما تعمل "سي آي إيه" على تنسيق المعلومات اللوجستية.

            يمثل "أصدقاء سوريا" العديد من المتآمرين الذين وصفهم سيمور هيرش في تقريره المكون من 9 صفحات بعنوان "إعادة التوجيه". إن العنف في سوريا ليس نتيجة انتفاضة محلية تحمل "آمالاً سياسية"، بل نتيجة مؤامرة للنخب العالمية التي خططت، منذ وقت طويل، لتدمير سوريا خدمة لأجندتهم الجيو-سياسية الأكبر.

            تعود عداوة السياسة الأمريكية لسوريا إلى سنة 2007 م، حيث اعترف المسؤولون الأمريكيون أنهم خططوا لإسقاط الحكومة السورية بواسطة المتطرفين الطائفيين الأجانب واستخدام دول مثل السعودية لتمرير الأموال والأسلحة – بهدف خلق وهم يوحي بعدم تورطهم.


            إن تقرير سيمور هيرش، المكون من 9 صفحات والمعنوَن "إعادة التوجيه" والمنشور في "نيويوركر" في سنة 2007 م، يكشف الخطط الأمريكية لاستخدام وسائل سرية لإسقاط الحكومة السورية في محاولة أكبر لتدمير إيران.

            يكتب هيرش: "أحد نتائج هذه الأنشطة تتمثل في دعم المجموعات السنية المتطرفة التي تعتنق رؤية متطرفة للإسلام وتعادي أمريكا ومتعاطفة مع القاعدة." "جبهة النصرة" مرتبطة بالقاعدة بشكل علني. والقول إن "المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية" "متعاطفة مع القاعدة" عبارة مضللة؛ إنها القاعدة.


            اندمجت "المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية" في المنظمة الإرهابية التي أسستها الولايات المتحدة والسعودية في سنة 2007م، تبعاً لتقرير "مركز وِست بوينت لمكافحة الإرهاب" التابع للجيش الأمريكي، بعنوان "مقاتلو القاعدة الأجانب في العراق":

            "يمكن ربط تزايد المجندين الليبيين المسافرين إلى العراق بعلاقة التعاون المتنامية بين ‘المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية’ و ‘القاعدة’، التي تتوجت بانضمام هذه المجموعة بشكل رسمي إلى القاعدة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2007."


            يتابع تقرير هيرش: "تقوم الحكومة السعودية, بمباركة واشنطن، بتأمين التمويل والمساعدة اللوجستية بهدف إضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا." وتضمن ذلك تقديم المليارات

            للفصائل المؤيدة للسعودية في لبنان التي تساند مجموعات مسلحة متطرفة مرتبطة بالقاعدة. وتعبر هذه المجموعات المتطرفة الآن الحدودَ اللبنانية-السورية للانضمام إلى مثيلاتها الليبية.


            يقول المراقبون:- من الواضح أن المؤامرة التي اكتملت خيوطها في سنة 2007م، والتي فصَلها سيمور هيرش بالاعتماد على عدد كبير من المصادر الأمريكية والسعودية واللبنانية، تتكشف الآن أمام أعيننا. كانت مؤامرة (فقّست) من المصالح الأمريكية-الإسرائيلية-السعودية المشتركة، مؤامرة لا تتجذر في قضايا إنسانية أو "ديمقراطية"، بل تتأسس على إسقاط الدول السيادية التي يُعتقد أنها تشكل تهديداً لتأثيرها الجماعي خارج حدودها في كافة أرجاء المنطقة.


            ويضيفوا:- إن فشل الأمم المتحدة في الاعتراف بهذه المؤامرة الموثقة من قبل المصالح الأجنبية لإسقاط الحكومة السورية بشكل عنيف (ومن ثم إيران) يفضح مرة أخرى المنظمة الدولية بصفتها أداة في يد المصالح الخاصة.

            فمحاولاتها التوصل إلى "خطة سلام" بين إرهابيين أجانب يغزون سوريا كوكلاء للقوى الغربية تفتقد إلى أي شرعية. وعلى الحكومة السورية وحلفائها مضاعفة الجهود لقولبة النزاع كما هو في الحقيقة، أي كغزو، والدعوة إلى الدعم والصبر على المستوى الكوني إلى أن تتمكن سوريا من مواجهة وهزيمة هؤلاء الغزاة الأجانب والمصالح الأجنبية التي تسلحهم وتحرضهم.

            وتشير خلاصة رؤيتهم في الحدث السوري:- إن الأخضر الإبراهيمي، مثل سلفه كوفي أنان، يشتري الوقت لإنقاذ السرد الغربي المتداعي.وعلى سوريا وحلفائها أن يدمروا هذا المخطط في النهاية، بحيث يمكن الشروع في عملية إنقاذ سوريا من خلال عمليات أمنية واسعة لاستئصال المجموعات الإرهابية ومواجهة دبلوماسية للمصالح الأجنبية الداعمة للإرهاب في سورية وحولها.

            تعليق


            • 27/1/2014


              * الزعبي: رفض الإئتلاف لما طرحناه يؤكد أنه ائتلاف إرهابي



              أكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في حديث تلفزيوني، ان “السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد هو الذي يقود الإئتلاف المعارض ويملي عليه القبول أو الرفض”، مشددا على ان “السعودية وقطر وإسرائيل وفورد جميعهم يسيطرون على القرار في الإئتلاف”.
              واعتبر الزعبي، أن “رفض الإئتلاف لما طرحناه يؤكد أنه ائتلاف إرهابي يريد تدمير سوريا”، مشددا على أن “جلسات التشاور متواصلة ونترقب كلمة المندوب الاممي الى سوريا الاخضر الإبراهيمي”. ولفت الزعبي، الى أن “خطة توزيع المساعدات الإنسانية لا علاقة لها بجنيف وليست للإستثمار السياسي”، مؤكدا ان “وزير الخارجية السوري وليد المعلم موجود في جنيف ويترأس الوفد السوري ووطنيته لا تحتاج إلى شهادة من أحد”.

              * فيصل المقداد: إسرائيل وعملاؤها فقط هم من يرفضون الورقة التي قدمناها



              لفت نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الى انه “عندما جئنا إلى جنيف جئنا بكل رغبة صادقة لإنجاح المؤتمر وتخليص سوريا من سفك الدماء”، معتبرا ان “إسرائيل وعملاؤها فقط هم من يرفضون الورقة التي قدمناها”، متسائلا “هل المعارضة السورية ضد أن تكون سوريا دولة ديمقراطية قائمة على التعددية؟”، مشيرا الى انه “عندما نضعهم امام الحقائق فانهم يكذبون وهم لا يمثلون احدا”.
              ولفت المقداد في حديث تلفزيوني، الى انه “إذا كانوا هم يتناقضون مع الشرعية الدولية فليعلنوا ذلك”، موضحا ان “وفد النظام السوري قدم الورقة من خلال الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي للفريق الاخر، وحصل كل فرد بالفريق الاخر على هذه الورقة وبعد الاطلاع عليها رفضوها بسرعة لان في اذهانهم مركب خاص جاؤوا من اجله”.
              واعرب المقداد عن “اعتقاده أن من يرفض مثل هذه الأفكار يرفض بيان جنيف”، معتبرا انه “لا يمكن لسوري أن يرفض صدور مثل هذا البيان”، مؤكدا “اننا سنبقى إيجابيون حتى نهاية هذا المؤتمر”.
              واشار المقداد الى ان “البعض من مسؤولي الأمم المتحدة بدؤوا يعترفون بوجود الإرهاب”.

              * الجيش الاسرائيلي ينقل جريحين سوريين الى مستشفى زيف في صفد



              قام الجيش الاسرائيلي بنقل جريحين سوريين اثنين الى مستشفى زيف في صفد، حسبما أفاد موقع روترنت

              ***
              * صحف تركية: أنقرة تسمح بدخول الأسلحة وتمنع الدواء عن السوريين



              الميادين
              رأت صحيفة “طرف” أنه في الآونة الأخيرة كثرت شاحنات النقل الخارجي التي تحمل أسلحة وتتجه الى سوريا ويمنع تفتيشها بحجة أنها عائدة للمخابرات التركية، وتحمل مساعدات انسانية.

              في المقابل رصدت الصحيفة أن السلطات التركية تمنع دخول اللقاحات الطبية والمضادات الحيوية للأطفال الى منطقة روجافا الكردية في شمال سوريا بحجة انه يمكن أن تستخدم كأسلحة بيولوجية.

              وتحت عنوان “العلاج أسلحة بيولوجية” نقلت الصحيفة عن تقرير لمنظمة أطباء تركيا أنه نتيجة لذلك تشهد منطقة شمال سوريا التي لجأ اليها ثلاثة ملايين نازح، ظاهرة موت الأطفال نتيجة نقص اللقاحات.

              صحيفة “ميللييات” سلطت الضوء على القضية الكردية وأشارت إلى أنه للمرة الأولى منذ ثلاثة وعشرين عاما التقت النائبة الكردية ليلى زانا زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، وفي اللقاء الذي شارك فيه النائب سري ثريا أوندير سلم أوجلان رسالتين الى البرزاني والى الشتات الأرمني. وأكد أوجلان في رسالة الى الدولة التركية ان الشرط الأساسي لحل المشكلة الكردية في تركيا هو إعداد دستور ديموقراطي.

              أوجلان قال بحسل الصحيفة إن أكبر خطر يتهدد مسيرة الحل هو توظيف رجب طيب أردوغان هذه المشكلة في حساباته الإنتخابية. و”هذا يعني ان مسيرة الحل ستنتهي، وان العملية التي نشهدها اليوم تظهر أن مسيرة التحول الديموقراطي لا يمكن تأجيلها”.

              صحيفة “يني شفق” كتبت تحت عنوان “التحالف للتخلص من أردوغان”: “بدأ موالون لليمين الاسرائيلي المتطرف في الولايات المتحدة أمثال السفيرين السابقين في أنقرة مورتون أبراموفيتش وغريك إديلمان حملة قبيحة ضد رجب طيب أردوغان. وفي نداء لهما الى الإدارة الأميركية وصفا الاخير بالمستبد واعتبرا أنه يشكل تهديدا للولايات المتحدة وتركيا وطالبا بضرورة تخليص البلاد منه”.

              وسألت الصحيفة “هل أصبحت جماعة غولين طرفا في هذا التحالف؟”، لتخلص إلى القول “سنرى قريباً من سيخرج رابحاً من هذا الصراع الذي قال أردوغان إنه سيخوضه حتى النهاية”.

              ***
              * وفي اليوم الرابع لـ«جنيف 2» : لا شيء




              سامي كليب/بانوراما الشرق الاوسط

              انتهى اليوم الرابع لمؤتمر «جنيف 2» من دون تحقيق أي نتيجة. تقدّم الوفد الحكومي بورقة سياسية مدركاً سلفاً، ربما، أنّ وفد «الائتلاف» المعارض سيرفضها. رفضها الوفد. المسرحية مستمرّة حتى يوم الجمعة. جديدها الوحيد أنها بدأت تدفع إلى الملل. لا شيء ينعشها سوى هجمات الوفدين على محطات التلفزة المنتشرة خارج مبنى الأمم المتحدة. هذا يتهم، وذاك يردّ. مشهد يتكرّر منذ 4 أيام.

              ورقة الوفد الحكومي عبارة عن صفحة واحدة تحمل 5 نقاط. يكاد قارئها يكتشف أن ثمة رغبة حقيقية من خلفها في احراج «الائتلاف». لا هو يستطيع قبولها ولا هو قادر على اللجوء إلى ذرائع دامغة لرفضها. سارع «الائتلاف» إلى القول إنّها انحراف عن إطار «جنيف 1» وإن لا قبول للتفاوض بغير هذا الإطار.


              خطة الوفد الحكومي لاحراج «الائتلاف»؟

              الورقة الحكومية تتحدث عن السيادة ورفض التدخلات ومحاربة الارهاب. ولكن بين سطورها يمكن أن تحمل معاني خطيرة لـ«الائتلاف» لأنها تمسّ بجوهر الدعم الخارجي له.

              في البند الأول، مثلاً، كلام عن «العمل على استعادة الأراضي السورية المغتصبة كافة». هل كلمة «كافة» تقتصر على الجولان أم تشمل الاسكندرون؟ هذه تمسّ بعلاقة «الائتلاف» بتركيا.

              في البند الثاني «يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع وامتلاكهم للحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي بعيداً عن أي صيغ مفروضة لا يقبلها الشعب السوري». هل المقصود رفض الصيغة الدولية في «جنيف 2» حول الهيئة الانتقالية؟

              في البند الرابع كان الفخ الأكبر. يتحدث عن رفض الارهاب ومكافحته ونبذ كافة اشكال التعصب والتطرف والافكار التكفيرية الوهابية ومطالبة الدول بالامتناع عن التزويد بالسلاح أو التدريب أو الايواء أو المعلومات أو توفير ملاذات آمنة للجماعات الارهابية أو التحريض الاعلامي على ارتكاب اعمال ارهابية التزاماً بالقرارات الدولية الخاصة بمكافحة الارهاب»… لو قبل «الائتلاف» لكان تورط، من دون أن يدري، في انتقاد داعميه وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

              في البند الخامس: «الحفاظ على كافة مؤسسات ومرافق الدولة والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وحمايتها». لو قبل «الائتلاف» لكان تورط في عدم نقل اية صلاحيات، ووافق على بقاء الجيش والامن وكل شيء آخر دون أي مساس به.

              سارع «الائتلاف» إلى الرفض. كان الأمر متوقعاً. خرج أعضاء الوفد الحكومي يقولون إنه، برفضه، يتمسك بما يدعم الارهاب والتدخل الخارجي وينسف سيادة ووحدة وسلامة أراضي سوريا. رد «الائتلاف» بالقول إن النظام يراوغ.

              يقول وزير الاعلام السوري عمران الزعبي إنّ الرفض لم يكن صنيعة «الائتلاف» فقط. يؤكد أن اثنين من أعضائه خرجا وتشاورا مع السفير الأميركي روبرت فورد وعادا رافضَين. يؤكد أن السعودية وقطر وتركيا لا تزال تدفع لعدم التسوية.

              هكذا انتهى اليوم الرابع بتوسيع الهوة السياسية بين الجانبين. أما الجانب النفسي فلا يزال الطرفان يرفضان التحاور المباشر ويتخاطبان عبر الإبراهيمي.

              حاول المبعوث الدولي ايجاد مخرج قانوني لمطالب الحكومة بتعديل بند الهيئة الانتقالية في «جنيف 1» والذي ينص على نقل صلاحيات الرئاسة إلى الهيئة. طلب أن يتحدث باسمه مستشار قانوني دولي. رفض الوفد السوري. برر الرفض بأن الإبراهيمي وسيط ولا يحق للوسيط أن يلجأ إلى مثل هذه الوسائل.

              يدرك كل طرف في «جنيف 2» أنّ في الأمر مجرد تقطيعٍ للوقت. ينتظران مرور ما بقي من أيام للعودة إلى معاقلهم. المبعوث الدولي نفسه يتحدث عن عدم تحقيق أي نتيجة فعلية حتى الآن. يتمسك مع ذلك بـ «الأمل في دفع الطرفين إلى التفكير بشعبهما السوري ووقف الحرب الظالمة». ليس للأمل مكان فعلي في حرب يشارك فيها العالم. هذا يناصر النظام وذاك يدافع عن المعارضة. لا يزال كل طرف يعد النفس للانتصار النهائي على الآخر.

              يخرج عضو «الائتلاف» أنس العبدي ليؤكد أنّ ثمة لائحة جاهزة بأسماء شخصيات للهيئة الانتقالية. يوضح أن بينها علويين ومسؤولين لا يمكن الكشف عن اسمائهم الآن حماية لهم. يتردد في أروقة جنيف كلام أميركي حول البحث عن شخصية بديلة للرئيس الأسد. تكاد التسريبات تقول إنهم أرسلوا للروس أسماء لهيئة انتقالية. ينفي الروس مثل هذا الاحتمال. ثمة من ينقل عنهم أن هذه المسألة غير مطروحة أصلاً حالياً للنقاش.

              ذهب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الاتحاد الأوروبي قبل نحو اسبوع. طالب الأوروبيين بالضغط على موسكو للقبول بصدور قرار عن مجلس الأمن ضد سوريا. يقول إن أنقرة مستعدة للمساهمة في تطبيق القرار. يتقاطع ذهابه إلى بروكسيل مع تأكيد لعضو الائتلاف برهان غليون بأنه لا بد من العودة الى الفصل السابع.

              يطالب رئيس الوزراء التركي الأوروبيين، أيضاً، برفع المساعدات للاجئين السوريين. يرد عليه الأوروبيون بالقول إنّ الوضع الاقتصادي لأوروبا ما عاد يسمح بذلك. كانت تلك المحاولة الأخيرة لأردوغان قبل التوجه اليوم إلى إيران.

              يدرك المتحاورون في جنيف أن الحوارات الحقيقية تجري في مكان آخر. «لا مجال لانتظار معجزات». قالها الأخضر الإبراهيمي صراحة أمس.

              في الطريق من الأمم المتحدة إلى الفندق. يسأل سائقنا اللبناني الأصل كما في كل مساء: «هل حصل أي تقدم». نجيبه كما في كل مساء: «للأسف لا». يروي لنا كيف أن عامل النظافة في سويسرا يتقاضى ضعف الراتب العادي لأن الدولة تريد أن ينظر الناس إليه باحترام أكبر. يخبرنا أنّ زميلاً له سوري الأصل تقدم بطلب للعمل في البلدية. لا يزال ينتظر منذ 3 سنوات. الوظيفة مغرية والوطن يحترق. لعامل النفايات هنا حقوق يتمنى كثيرون أن يحصلوا عليها… يبتسم سائقنا اللبناني ويقول: «يبدو أنّ الأزمة السورية طويلة، سيكون عند صديقنا متسع من الوقت للحصول على الوظيفة». بعد أكثر من أسبوع في مونترو وجنيف لم ينجح الإبراهيمي في دفع الطرفين حتى لتبادل صباح الخير. هل للأمل فعلاً مكان؟ هي مأساة وطن لا يعلم غير الله متى تنتهي وكيف.

              ***
              * سوريا، ورقة مبادئ صحيحة إلى العنوان الخطأ




              ناهض حتر/بانوراما الشرق الاوسط
              قدّم وفد الجمهورية العربية السورية إلى مؤتمر «جنيف 2» ورقة مبادئ، تشكّل، بحسب وزير الاعلام عمران الزعبي، أرضية إجماع للسوريين، بغض النظر عن الولاءات السياسية والمذهبية والاتنية والجهوية. وهي كذلك بالفعل؛ فهي اقتصرت على بنود لا يستطيع سوري أن يرفضها: السيادة وتحرير الأرض المحتلة ووقف التدخل الخارجي في شؤون سوريا وإدانة التطرف والتكفير ومكافحة الإرهاب، والانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي.

              رَفَضَ وفد «الائتلاف» الورقة. وكان ذلك متوقعاً. فالقوى المنضمة إلى «الائتلاف»، أو التي تدعمه، نشأت، أساساً، في تضاد مع السيادة، ووجودها مرهون بالتدخل الخارجي، وهي قدّمت تعهدات لإسرائيل بشأن التنازل عن الثوابت السورية في الجولان، كما أنها تستند إلى عواصم وتيارات التكفير والتطرف والإرهاب ميدانياً، ثم أنها تسعى إلى استخدام العوامل الخارجية والإرهابية للقيام بانقلاب تتمخّض عنه هيئة حكم ـــ تشبه أكثر ما تشبه هيئة الحكم التي أنشأها بريمر بعد الاحتلال الأميركي للعراق ـــ هدفها الأساسي ليس فقط إلغاء أي دور للرئيس بشار الأسد وأركان حكمه، حتى كطرف من المعادلة السياسية، بل تفكيك الدولة الوطنية السورية والجيش العربي السوري، فمن دون ذلك التفكيك، لا يمكن قوى «الائتلاف» ورعاتها الدوليين والإقليميين حُكْم سوريا. وبذلك، يصبح رفض الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، حتى بإدارة الأمم المتحدة، تحصيل حاصل؛ فحتى لو خسر الأسد المنصب الرئاسي في انتخابات تجري في إطار سيادة الدولة الوطنية السورية ووحدتها وثوابتها، فلن يكون لجماعات فورد وبندر مكان في سوريا.

              هل قدم الوفد السوري ورقة الاجماع الوطني لإحراج «الائتلاف» اللا ــ وطني، تفاوضياً؟ ممتاز أنها أحرجته فكشفت ادعاءاته ووضعته في زاوية الخيانة الوطنية. لكن كل هذا المسار التفاوضي لا قيمة له. المهم الآن أن دمشق أنتجت ورقة إجماع صالحة لتكون أساساً لإطلاق عملية سياسية وطنية وأرضية لحوار جدي مع القوى السياسية والاجتماعية الوطنية؛ ولا أقصد فقط «هيئة التنسيق» و«قوى التغيير السلمي» وسواها من قوى المعارضة الداخلية، بل أيضاً كل الأحزاب التقليدية والقوى المجتمعية من الشباب والنساء وممثلي المحافظات والعمال والفلاحين والصناعيين والبورجوازيين الوطنيين والمثقفين والعشائر ورجال الدين وكل الحساسيات الفكرية والسياسية والاجتماعية السورية.

              ولعل قيام الوفد السوري بتسليم ممثلين عن كل تلك القوى التي حددناها للتو ورقة المبادئ للإجماع الوطني، ودعوتها إلى الشروع في حوار على أساسها، يمكن أن يضع حداً لمهزلة تمثيل «الائتلاف» للمعارضة السورية، بل وينهي، بالأساس، ثنائية الموالاة والمعارضة، انتقالاً إلى قيام الجبهة الوطنية لإنقاذ سوريا، وتأمين انتصارها ووحدتها وتقدمها ودمقرطتها في آن واحد.

              هناك بنود في ورقة الوفد السوري لن يكون حولها نقاش بين الوطنيين، وهي المتعلقة بالسيادة وسلامة الدولة الوطنية والجيش وتحرير الأراضي المحتلة ومكافحة التطرف والتكفير والإرهاب، بينما توجد بنود أخرى تشكل إطاراً للإجماع، لكن يمكن الحوار الجدي داخلها، لتحديد مضامينها؛ (1) يمكن النقاش حول التوصل المبدئي للوقف المتزامن لكل أشكال التدخل الخارجي القائمة بالفعل على جانبي الصراع، (2) ويمكن النقاش في تفاصيل الانتقال نحو الديموقراطية والتعددية، (3) ويمكن، بل من الضروري، النقاش حول الشروع في تعاون وطني في تطبيع الحياة اليومية وخفض العنف وتكليف المعارضة الوطنية بالوساطة لإجراء مصالحات ميدانية، وتأمين المدنيين، وإعادة توطين المهجرين أو، أقله، تأمين عودتهم إلى البلاد وتأمين شروط إقامة إنسانية وكريمة وآمنة لمن يصعب الشروع الفوري في عودتهم إلى بلداتهم وأحيائهم إلخ، (4) وبدلاً من رؤية فورد ـــ بريمر لإنشاء هيئة حكم انتقالية، يغدو ممكناً، على أساس ورقة الاجماع الوطني المنقحة، تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على عملية سياسية وطنية وتعديلات دستورية وقانونية، بما في ذلك التوافق على حلول للمشكلات الاتنية، وخصوصاً المشكلة الكردية، والقيام بإجراءات انفراج وانتخابات رئاسية وبرلمانية، لا تستبعد أحداً، وتجري في إطار المنافسة الحرة.

              ورقة المبادئ السورية نفسها، ولكن موجهة إلى العنوان الصحيح، والاستعداد لمناقشتها على الملأ مع كل الأطراف الوطنية، يشكلان مدخلاً ممتازاً للتوصل إلى إجماع وطني عميق، يعزل التدخلات الإمبريالية والرجعية وأدواتها في «الائتلاف» والجماعات المسلحة، سواء مما يسمى «الجيش الحر» الطائفي، أو من الإرهابيين من فصائل «القاعدة» («داعش» و«النصرة») و«الجبهة الإسلامية» الوهابية.

              أداء الوفد السوري في جنيف، وانعكاسه على الاعلام السوري، انفتاحاً وحيوية، يبعثان الأمل في انطلاق دمشق نحو مبادرات سياسية دينامية في قوة إنجازات الجيش العربي السوري الميدانية. مثلاً، قبل انتهاء الفترة الأولى من جنيف، وفي الموازاة، هل يمكننا أن نتوقع دعوة هيثم منّاع وقدري جميل وفاتح جاموس إلى حوار علني حول ورقة المبادئ السورية؟
              التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 28-01-2014, 04:51 PM.

              تعليق


              • 27/1/2014


                الإنعطافة الكبرى : إعادة تشكيل المنطقة



                هشام البوعبيدي/بانوراما الشرق الأوسط

                من أهم الدراسات التي صدرت بعد حرب الخليج الثالثة واحتلال العراق، تلك التي أعدّها الجنرال الأمريكي المتقاعد رالف بيترز وأسماها “حدود الدم”، وهي تبحث في ما أسماه “بالحدود الجائرة والعشوائية” لإفريقيا والشرق الأوسط والتي تفنّن تشرشل في رسمها وأدت الى كم هائل من المشاكل تفوق قدرات شعوب المنطقة على احتمالها، وهو يدعو الى إعادة تقسيم المنطقة بشكل “عادل” بناء على الدين والمذهب والعرق.

                فعلى خلاف ما يشاع، فإن حدود منطقة الشرق الأوسط والخليج كانت دوما متحرّكة ومتغيّرة ولم تعرف يوما الاستقرار، وهي لم تتخذ شكلها الحالي الا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث تم تعديلها وضبطها وفق رؤية المنتصرين في تلك الحروب، الذين استوطنوها باعتبارها وما حوت “غنائم حرب” لهم، لذلك لم تراع تلك القوى الاستعمارية خصوصيات شعوب المنطقة الدينية والعرقية والاثنية بقدر ما انصرف جل اهتمامهم الى الاستحواذ أكثر ما يمكن على خيراتها ونهبها ولم تنل شعوب المنطقة في المقابل منهم سوى التهميش والتجهيل ودفع التناحر الطائفي والديني والعرقي الى مداه الأقصى.

                ورغم أنه على امتداد الوطن العربي وجد كثير من الجماعات العرقية والدينية والمذهبية المختلفة، الا أنها كانت تتعايش وتتزاوج فيما بينها باستثناء بعض الحالات المعزولة، بل وأسهمت جميعها في معارك التحرير وبناء أنظمة ما بعد الاستقلال جنبا الى جنب، غير أنه ومنذ عقود قليلة تفجّرت على السطح الخلافات الاثنية والصراع على الهوية بشكل يهدّد استقرارها وأمنها، كما رأينا في العراق ولبنان ومصر، وفي مناطق أخرى كان جزءا من المواطنين يعدّون “درجة ثانية” أو يحرمون من الجنسية الوطنية، مثل الأكراد بتركيا والشيعة بالسعودية والبحرين (رغم أنهم يشكّلون الأغلبية في هذه المملكة الخليجية، وتقوم بعمليات تجنيس لعشرات الآلاف من الأجانب من عديد الدول “السنية” لخلق واقع ديمغرافي وثقافي وديني جديد) والبدون بالكويت المحرومون من الجنسية رغم أن أكثرهم يعمل في سلك الجيش والحرس وأسهم نحو 80% منهم في حرب تحرير الكويت سنة 1991.

                ان هذا الوضع “اللاسوي” والتشويهات الهائلة هو نتيجة لرسم الحدود الجائر كما يرى رالف بيترز والتي ستزيد من مآسي المنطقة وتولّد حقدا وكراهية أكثر، وعليه وجب إعادة ضبطها وفقا لما أسماه “بحدود الدم”. وقد تصاعدت في الآونة الأخيرة صيحات فزع تطلقها أبواق الدعاية الأجنبية المرتبطة بأنظمة الاستعمار القديم، بخصوص حملات “الابادة” التي يتعرّض لها مسيحيو الشرق الأوسط بعد الدعوات “المشبوهة” التي تطلق من هنا وهناك لتهجيرهم وإخلاء المنطقة العربية منهم، مثلما أعلن ذلك مفتي المملكة الوهابية السعودية صراحة في بداية هذه السنة الى هدم الكنائس وإخلاء الجزيرة العربية منها (!!!)، قبل أن تقاد حملة مهووسة لنزل الصلبان من صدور المسيحيين، في الوقت الذي أعلنت دول غربية استعدادها لقبول مسيحيي الشرق الأوسط (!!!) وهو ما يطرح سؤالا حارقا حول التلازم بين الدعوتين؟؟؟.

                غير أن أكثر ما يثير الاستغراب هو استثناء دولة الاستيلاب والاحتلال والعنصرية، الكيان الصهيوني، من كل التسويات التي تطمح لتخفيف حدّة التوتّر بالمنطقة، وكل من يبحث عن حلول جذرية بعيدة عن حل القضية الفلسطينية سيكون واهما بل ومتآمرا، ذلك أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع ليس في منطقة الشرق الاوسط فحسب بل وفي العالم أجمع، لأن القوى التي غرست هذا الجسم السرطاني الغريب هي نفسها التي تعمل بكل الوسائل من أجل دعمها وحمايتها والذود عنها، عبر تحالفات استراتيجية وأسلحة نوعية والضغط على حكومات المنطقة المنصّبة أمريكيا وغربيا لتضييق الخناق على المقاومة والمقاومون واستهداف محور المقاومة دولا ومنظمات وحتى البيئة الحاضنة له، بدءا من الزعيم العربي عبد الناصر، والتآمر على الجمهورية الايرانية التي أعلنت صراحة أن بوصلتها ستكون دائما “القدس”، وبعد أن أطاحت ثورتها بنظام الشاه رضا بهلوي العميل، ومنظّمة التحرير الفلسطينية وإجبارها على توقيع اتفاقية أوسلو، ثم حزب الله اللبناني في 2006 حيث صدرت فتاوى بتكفيره وتحريم الاحتفال بانتصاره التاريخي، وإجبار حركة حماس على القبول باتفاقية مهينة لوقف إطلاق النار بعد أن أمطرت تل أبيب بصواريخ “سورية” في 2008، وأخيرا تدمير معقل المقاومة والممانعة وسندها في سوريا خدمة للمشروع الامبريالي الصهيوني.

                غير أن الرياح جرت بما لم تشته عواصم التآمر الغربي ووكلائها المحليين، حيث أن صمود الجبهة السورية، شعبا وجيشا وقيادة، أمام جحافل المرتزقة والتكفيريين وأجهزة الاستخبارات العالمية، خلق واقعا جديدا وولّد نظاما عالما مختلفا، وأعاد حسابات التوازنات والأحلاف الدولية، فقد أذعنت الولايات المتحدة للأمر الواقع وهو أنها لم تعد اللاعب الأول والوحيد في نظام عالمي تجدّد، وبرزت روسيا كدولة عظمى بعد تعافيها من مخلّفات الفترة السابقة، ومعها الصين كقطب اقتصادي عالمي، وانتزعت ايران اعترافا دوليا بحقوقها النووية، ليشكّل ذلك ضربة للنظام العالمي السابق: أمريكي الانتاج و”عرباني” التصديق والاعتقاد.

                وعليه فإن انعطافة كبرى في تناول القضايا العالمية وخاصّة تلك العالقة بالمنطقة العربية، التي تعاني الجهل والفقر والتخلّف والقمع، رغم الثروات الكبرى التي تحتويها والتي يذهب أكثرها عبر عقود احتكارية الى بنوك الدول الاستعمارية وجيوب السماسرة، ليزدادوا غنى وتقدّما ونزداد نحن جهلا وفقرا وتخلّفا. وفي تحقيق للقناة الثانية الصهيونية أعلنت أن قمّة جنيف (5+1) أنتج شرق أوسط جديد، ترى فيه أميركا التقارب مع إيران أهم من العلاقة مع إسرائيل والسعودية، فالولايات المتحدة في طور تحوّل استراتيجي كبير وتريد الانسحاب من منطقة الشرق الاوسط والخليج لانعدام مبرّرات البقاء، ففي غضون سنوات قليلة ستنتج اكتفاءها الذاتي من مصادر الطاقة ولن تكون بحاجة لعقود استيراد تفاضلية من المملكة السعودية ولا “لشرطي صهيوني” يحمي وكلاءها ويستنزف مقدّراتها ويكلّفها الكثير وهي التي تعاني مخلّفات أزمة مالية كبرى أدّت الى التخفيض في ميزانية وزارة الدفاع رغم تحذيرات العسكريين.

                فنتائج الحرب الدائرة بسوريا يمكن أن تعادل نتائج الحروب العالمية بعد أن أنتجت واقعا جديدا وخلقت وضعا مغايرا ستترتّب عنه وقائع كبرى، والأكيد أنها ستشمل اعادة ترتيب وتشكيل المنطقة وفقا لمنطق “الربح والخسارة”، ومن يدري….

                تعليق


                • 28/1/2014


                  * الجيش السوري يتقدم شرق حلب ويسيطر على "كرم القصر"

                  الجيش يسيطر على أحياء البلورة وكرم القصر وكرم الطراب ووصلت قواته إلى تخوم كرم ميسر بمدينة حلب المعقل الرئيسي للمسلحين


                  حقق الجيش السوري تقدما ملحوظا اليوم الثلاثاء على الاطراف الشرقية لمدينة حلب، من جهة المطار الواقع في الجنوب الشرقي وسيطر على حي كرم القصر، بحسب ما افاد "المرصد السوري" المعارض.

                  ونقلت فرانس برس عن "المرصد" قوله: "حققت القوات النظامية تقدما على الاطراف الجنوبية الشرقية لحلب، بسيطرتها على حي كرم القصر"، وهي المرة الاولى منذ اكثر من عام".
                  واشار الى أن "السكان ينزحون من احياء الميسر والمرجة والانذارات (في الجنوب الشرقي)، في اتجاه الاحياء التي يسيطر عليها النظام جراء الاشتباكات".
                  من جهة أخرى قالت صحيفة (الوطن) السورية أن "الجيش تمكن من خلال عمليته العسكرية في حلب من السيطرة على أحياء البلورة وكرم القصر وكرم الطراب ووصلت قواته إلى تخوم كرم ميسر المعقل الرئيسي للمسلحين".
                  واوضحت ان قوات الجيش السوري بدأت عمليتها العسكرية انطلاقاً من غربي مطار النيرب (العسكري) شرقاً ومن قرية عزيزة جنوباً.
                  وتمكنت قوات الجيش السوري خلال الاسابيع الماضية من استعادة السيطرة على مناطق واسعة شرق حلب، اضافة الى المناطق المحيطة بالمطار الدولي (جنوب شرق) الذي اعيد تشغيله الاسبوع الماضي بعد اغلاقه لنحو عام نتيجة المعارك العنيفة في المناطق المحيطة به.


                  * كمين القدم - داريا.. عشرات المسلحين قتلى

                  كمائن الجيش السوري كانت بانتظار مسلحي ’النصرة’ الذين تقدموا على محاور قتالية ثلاثة

                  عادت درايا لتتصدر المشهد الميداني في الريف الدمشقي، تلك البلدة التي تعتبر صلة الوصل بين مناطق الغوطتين الشرقية والغربية، شكلت قبل أشهر هدفاً استراتيجياً للمجموعات المسلحة الساعية للدخول عبر الغوطة الشرقية نحو جوبر ومن ثم إلى قلب العاصمة السورية دمشق.



                  الجيش السوري كان يدرك تماماً الاهمية الـ"جيو-عسكرية" للمدينة، نظراً لقرب مدينة داريا من أوتوستراد دمشق - درعا الدولي، التي تشكل فيها منطقة "نهر عيشة"، صلة الوصل مع الحجر الاسود والعسالي، ما دفع به لتطهير "نهر عيشة"، من أجل عزل المجموعات المسلحة في مربعات يسهل حصارها تمهيداً للسيطرة عليها فيما بعد.

                  ولم تتوقف محاولات المسلحين عند هذا الحد، بل دخلوا مخيم اليرموك وأوجدوا فيه منفذاً يصلهم بمسلحي الغوطة الشرقية المحاصرين، وتحديداً في ببيلا ويلدا وبيت سحم وعقربا، والقرى المنتشرة على طريق المطار شرقاً، وداريا والمعضمية غرباً، فكان قرار الجيش السوري تطهير جميع القرى المنتشرة على طريق مطار دمشق الدولي في عملية سريعة، ليبدأ بعد ذلك حصار المجموعات المسلحة بشكل فعلي في القدم والعسالي وداريا، على حدّ سواء.

                  الانتصارات المهمة التي حققها الجيش السوري في الريف الجنوبي لدمشق، وتقدمه الميداني سرّع من تخبط المجموعات المسلحة في داريا والقدم والعسالي وانهيارها، لا سيما بعد تطهير بلدات السبينة وحجيرة وبوادر المصالحة المرتقبة في المعضمية، ما أفقدها عمقها الاستراتيجي، وشلّ قدرتها على التنقل والحركة، ومنع عنها الامدادات البشرية واللوجستية.

                  اليأس ونقصان الامداد، حدا بالمجموعات المسلحة للتفكير في فتح ثغرات في الطوق الامني المفروض عليها، فبدأت التحضير لهجوم على نقاط تمركز الجيش تمهيداً للتسلل إلى منطقة العسالي باتجاه القدم والوصول إلى اوتوستراد دمشق درعا، لتنطلق في موازاة ذلك مجموعة اخرى من بساتين داريا إلى اوتوستراد درعا الدولي، لفتح ثغرة في الطوق الامني تسمح للمسلحين في منطقة الحجر الاسود ومخيم اليرموك بالانتقال نحو داريا، وبالتالي وصول الامدادت اللوجستية الى تلك المناطق.

                  هجوم كان من شأنه لو نجح أن يتردد صداه في جنيف، تحسّناً في الوضع التفاوضي "للائتلاف المعارض"، في أعقاب "صفعة" وصول أول طائرة مدنية إلى حلب مع بدء أعمال المؤتمر.

                  المعلومات اكتملت لدى القيادة السورية، والقادة الميدانيون كانوا في كامل استعداداتهم لمواجهة هذا الهجوم، الذي انطلق بتفجير ثلاث سيارات مفخخة بالقرب من دوار بور سعيد ودوار الضبع، وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات على امتداد مجمع المنطقة الصناعية حتى الكازية، لإلهاء عناصر الجيش السوري عن الهجوم المقرر أن تنفّذه مجموعة مسلحة قادمة من داريا.

                  واستطاع الجيش السوري عبر الكمائن التي نشرها بين كتل الابنية في منطقة القدم، من السيطرة على هجوم أكثر من 700 مسلح على منطقة بور سعيد، في الوقت الذي كانت وحدات الاسناد الناري التابعة له، تدك آليات وتجمعات المسلحين على الطرق الفرعية والزراعية، مع استنفار جميع الكمائن في تلك المنطقة، فكانت حصيلة المعارك أكثر من 120 قتيلاً من المسلحين، وجرح عشرات آخرين.



                  ضربة قاسية كانت تلك التي تلقتها المجموعات المسلحة في كمين القدم، اختصر مصدر عسكري اهم اهدافها في الوصول إلى "التاون سنتر"، لسرقة المواد الغذائية، واغلاق الاتوستراد الدولي، إلا ان الجيش السوري وبعد تلقيه معلومات مؤكدة، استطاع أن يفشل الهجوم ويسيطر على القوات المهاجمة نارياً خلال اقل من 10 دقائق على بداية الهجوم.

                  ***
                  * الزعبي: فورد (السفير الامريكي) طرد من سوريا وهو شخص غير مرغوب فيه ولن يلتقيه المعلم حتى لو طلب ذلك

                  * المقداد: المعارضة تدعم الإرهاب و"اسرائيل" لقتل الشعب السوري



                  أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، اليوم الثلاثاء، أن أول بند يجب أن يناقش في مؤتمر جنيف2 هو بند الإرهاب، وأن المعارضة تدعم الإرهاب و"إسرائيل" لقتل الشعب السوري.

                  وأشار المقداد في مؤتمر صحفي عقده في جنيف إلى أن الوفد السوري قدم ورقة مقترحات إلا أنه فوجئ برفض المقترحات التي تتضمنها الورقة والتي تعد بالنسبة للسوريين أموراً مقدسة.
                  وأكد المقداد على أن المجموعات المسلحة التي تقاتل على الأراضي السورية تستخدم الأطفال وتزج بهم إلى الحرب، وشدد المقداد على التزام الحكومة بجميع قرارات الأمم المتحدة وأنها تسعى إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين دون استثناء، لكن ، وعلى حد تعبيره، لم تحصل الحكومة السورية لحد الآن على الضمانات المطلوبة في أن لا تصل تلك المساعدات للمجاميع المسلحة.
                  وأعلن المقداد أن الوفد الحكومي السوري سيستأنف المفاوضات غدا الأربعاء، وأن الوفد يمارس أقصى درجات المرونة لما فيه مصلحة الشعب السوري وأستقراره وأمنه. وأشار المقداد إلى أن وجود الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة في أي شكل كان يعد الضمان الوحيد للسلام والإستقرار ليس فقط في سوريا وحدها، وإنما في منطقة الشرق الأوسط.


                  * الإبراهيمي:إنها مفاوضات صعبة..موسكو وواشنطن تريدان إنجاحها وسنتعاون مع طهران

                  لا جلسات تفاوض بعد الظهر بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في جنيف



                  أعلن الموفد الدولي الخاص الى سورية الأخضر الإبراهيمي أن المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة لم تحقق أي تقدم بعد، مؤكداً على صعوبتها ومشيراً الى أن وفدي الحكومة والمعارضة باقيان رغم هذه الصعوبات.

                  وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم في جنيف، قال الابراهيمي في نهاية يوم شهد تعليقاً لجلسات التفاوض بين الوفدين في فترة بعد الظهر، "اكرر أن هذه مفاوضات صعبة، لم تكن سهلة اليوم ولم تكن سهلة خلال الأيام الماضية، ولن تكون سهلة في الأيام المقبلة". وأكد الإبراهيمي إنه "لا أحد (من الطرفين) يغادر ولا أحد يهرب"، مضيفاً أن المجتمعين اليوم "ناقشوا العديد من الأمور، لم نحقق أي تقدم". وقال الوسيط المكلف من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة أن المعارضين "قدموا اليوم تصورهم لكيفية تطبيق بيان حزيران/يونيو الصادر في 30 حزيران/يونيو"، والمعروف "بجنيف-1"، مشيراً الى أن "الحكومة لم تقدم تصورها بعد لذلك". وتابع الإبراهيمي "اقترحت عليهم ألا نجتمع بعد الظهر (اليوم)، وأن نحضر انفسنا كلنا لما يمكن أن يكون جلسة افضل غداً".

                  روسيا واميركا تعملان معنا.. ونتطلع في المستقبل للعمل مع ايران

                  وحول طلب وفد النظام خلال الجلسة بإصدار بيان يدين قرار الولايات المتحدة تزويد المعارضة السورية بأسلحة، قال الإبراهيمي إن المسألة ليست "بياناً رسمياً" بل تمّ تداوله في الإعلام. لكنه أكد أن "روسيا واميركا تعملان معنا في اطار اللقاءات الثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة"، وهما "جادتان وتريدان لهذا المسعى أن ينجح". وقال الإبراهيمي إنه يتطلع في المستقبل للتعاون مع ايران "لتقوم بدورها وتتحمل مسؤوليتها كدولة هامة في المستقبل".

                  تأجيل اللقاء بين الوفدين حتى صباح الغد، بعد تأجيل لقاء بعد الظهر

                  وفي تفاصيل اليوم التفاوضي، فقد أعلنت المتحدثة باسم الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي كورين مومال فانيان بعد انتهاء جلسة مشتركة اليوم بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، أن أي جلسة بين وفدي النظام والمعارضة السوريين لن تعقد بعد الظهر، كما جرت العادة خلال الأيام الماضية. وقالت فانيان "سيكون هناك مؤتمر صحافي للسيد الإبراهيمي الساعة الخامسة والنصف".

                  كما أكدت مصادر الوفدين السوريين أن لا اجتماعات بعد الظهر، مشيرة الى أن الإبراهيمي حدد جلسة مشتركة صباح يوم غد.

                  هذا واتهم وفد الحكومة السورية الى مفاوضات جنيف-2 اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة بتسليح الارهابيين في سوريا، واصفا ذلك بانه "سلوك غير مسؤول" من شانه "تقويض مؤتمر جنيف-2".

                  وقال الوفد في بيان صدر عنه ان الولايات المتحدة، "في خطوة معاكسة للجهود المبذولة ومناقضة تماما لجنيف، اتخذت قرارا باستئناف تسليح المجموعات الارهابية". وطالب البيان بـ"الكف فورا عن هذا السلوك غير المسؤول الذي من شانه تقويض مؤتمر جنيف-2". من جهتها، زعمت احدى المشاركات في وفد المعارضة ريما فليحان "رفع السيد الإبراهيمي الجلسة لأن النظام حتى الآن لم يقم بأي تجاوب، موضوع فك الحصار عن مدينة حمص، لم يفعل شيئاً لأجله، وكذلك موضوع الحكم الانتقالي، ولم يقدم أي تصور".

                  * دفعات السلاح الأميركي إلى ’الإئتلاف’ تقوّض ’جنيف 2’

                  لا محادثات مسائية .. ووفد الحكومة يرى أن تسليح واشنطن ’للارهابيين’ يهدد جهود السلام

                  طوت محادثات السلام حول سوريا "جنيف 2" المنعقدة في مونترو بين وفدي الحكومة السورية و"الإئتلاف السوري المعارض" يومها الرابع مبكراً هذه المرة، بعدما تقرّر إثر انتهاء المشاورات الصباحية استكمالها يوم غد الأربعاء، بعدما جرت العادة على عقد جلسات تشاور مسائية لإستكمال البحث في سبل وقف المعارك الدائرة على الأرض السورية وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية اللاحقة بالسوريين جرّاء الأزمة. حصيلة المشاورات كانت أيضاً وأيضاً "لا شيء"، "صفر" إنسانياً و"صفر" آخر سياسياً، مع تسجيل تطوّر خطير بمضمونه وأبعاده تمثّل بالإعلان عن مواصلة أميركا مدّ مسلحي سوريا بدفعات جديدة من السلاح، علماً بأن "شحنات الموت الأميركية" تلك وكما يعرف الجميع لم تتوقف يوماً... تسريب مخابراتي لا يمكن فصله عن عجز أميركا عن تطويع سوريا الرسمية ونجاح وفد دمشق في إفشال "مشاغبات" الإئتلاف خلال محادثات مونترو. تطور سينعكس بالتأكيد سلباً على القادم من المحادثات باعتباره مخالفة صريحة لإتفاق "جنيف 1".

                  وفي تفاصيل المفاوضات، قال وفد الحكومة السورية الى مفاوضات "جنيف-2" ان الولايات المتحدة تقوم بتسليح الارهابيين في سوريا، واصفاً ذلك بانه "سلوك غير مسؤول" من شأنه "تقويض مؤتمر جنيف-2".

                  وأضاف الوفد في بيان صدر عنه ان الولايات المتحدة، "وفي خطوة معاكسة للجهود المبذولة ومناقضة تماماً لجنيف اتخذت قراراً باستئناف تسليح المجموعات الارهابية". وطالب البيان بالكفّ فوراً عن هذا السلوك غير المسؤول الذي من شأنه تقويض مؤتمر جنيف-2".

                  وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أكد أن قرار الولايات المتحدة الجديد بخصوص تسليح المجموعات الإرهابية يمثّل تراجعاً أمريكياً عن خيار الحل السياسي متسائلاً "كيف يمكن أن يكون الموقف الأمريكي داعماً ومبادراً في جنيف 2 وهدفه الذهاب إلى حل سياسي وفي ذات الوقت يكون داعماً وصانعاً ومؤيداً للإرهاب والعنف والخيار العسكري".



                  وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين إلى أن الحكومة السورية عندما جاءت إلى الحل السياسي كانت تدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تمتنع عن تسليح المجموعات الإرهابية وأن تابعيها في المنطقة من تركيا والسعودية وقطر والأردن لن يتوقفوا عن إدخال السلاح والإرهابيين وإقامة معسكرات التدريب لهم إلاّ أنها ومع ذلك ما زالت منفتحة على النقاش وليس لديها أي حرج في مناقشة أي قضية سياسية.
                  وقال الزعبي "إن الوفد الرسمي السوري قدّم اليوم مقترح بيان عن طريق مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي لإدانة قرار الولايات المتحدة الأمريكية تسليح ما يسمى "المعارضة السورية من مجموعات ارهابية إلاّ ان وفد الائتلاف المسمى المعارضة رفضه"، مبيناً أن الرفض من قبل أعضاء وفد الائتلاف كان مباشراً كالعادة إذ إنهم لا يريدون إدانة تسليح الإرهابيين والدور الأمريكي كما انهم بالأمس كانوا لا يريدون بنود البيان السياسي الذي تقدمنا به ورفضوه دون أن يقرؤوه حيث أنهم لو قرؤوه لاكتشفوا أن بنوده منصوص عليها في بيان جنيف الأول". وأضاف الزعبي أن السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد طرد من سوريا وهو شخص غير مرغوب فيه ولن يلتقيه وزير الخارجية وليد المعلم حتى لو طلب ذلك".

                  من جهتها، قالت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان إن الموقف الأمريكي هو نقيض للجهود المبذولة من قبل روسيا والمجتمع الدولي. وأضافت شعبان: "نحن نبدأ بالأولويات المنطقية والواضحة وأتينا على أساس بيان جنيف الأول الذي ينص بنده الأول على وقف العنف ويعني هنا وقف الإرهاب وهو أخطر ما يتعرض له الشعب السوري".



                  بدوره، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات صحفية إن "هدية الولايات المتحدة لمؤتمر جنيف 2 هي إفشال المؤتمر والطرف الذي يقدم أسلحة للمجموعات الإرهابية غير معني بنجاح المؤتمر". وأضاف المقداد أن "وفد الجمهورية العربية السورية يعمل ليل نهار من أجل إنجاح مؤتمر جنيف2 وتذليل العقبات التي تعترض ذلك"، مؤكدا أن الائتلاف المسمى المعارضة غير مسؤول وكاذب ولا يمون على أي شيء.. والمسلحون يحتجزون المدنيين رهائن من أجل وصول إمدادات الأمريكيين إلى المسلحين لكي يستمروا في قتل الأبرياء السوريين".




                  وتابع المقداد: "المعارضة رفضت البيان الذي قدمناه لأنها ترفض وحدة أرض وشعب سورية وترفض عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية ولأن هذه المعارضة تدعم الارهاب في سورية وتدعم "إسرائيل".. لذلك قتلت هذا البيان". وأضاف أن "السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد موجود في جنيف ويلتقي وفد الائتلاف المسمى المعارضة ويزوده بتعليماته ولو غادر فورد جنيف لغادر وفد الائتلاف".

                  من جهته، أعلن الناطق باسم "الإئتلاف المعارض" لؤي الصافي أنه جرى تعليق المفاوضات في إطار المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف حتى صباح الغد الأربعاء. وقال في تصريح صحفي إن سبب التعليق هو "إعطاء وفد الحكومة السورية إمكانية لتقديم رؤيته". وقال الصافي إن "الإئتلاف" مستعد لفك الحصار عن 3 قرى في ريف حلب، مطالباً في المقابل بفك حصار الجيش السوري عن مناطق سيطرة المسلحين في حمص.

                  وكان مسؤولون أميركيون، أعلنوا عن أن واشنطن استأنفت تقديم أسلحة "غير فتاكة إلى المعارضة السورية"، بعد نحو شهر من تعليقها رداً على استيلاء مسلحين من "الجبهة الإسلامية" على مخازن أسلحة تابعة لـ"الجيش الحر" على معبر باب الهوى مع تركيا. ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إنه "تم استئناف توريد أجهزة اتصالات وبعض المواد الأخرى، إلا أن تسليمها الآن يتم للمجموعات غير المسلحة فقط في المعارضة".

                  ***
                  * بوتين: التحضير لمؤتمر ’’جنيف-2’’ كان صعبا ولكننا اطلقناه

                  أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه سعيد بتنظيم حوار حول سورية من خلال مؤتمر "جنيف-2". وقال بوتين في مؤتمر صحفي عقب انتهاء قمة روسيا-الاتحاد الاوروبي اليوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني انه "من المهم اطلاق مؤتمر "جنيف-2" اذ كانت عملية اطلاقه صعبة، ولكنا استطعنا من خلال الجهود المشتركة اطلاق الحوار السوري.

                  * ظريف: مصير الشعب السوري يجب ان يتقرر عبر صناديق الاقتراع



                  شدد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على ضرورة وقف نزيف الدم في سوريا وحل الازمة فيها عبر الطرق السلمية، مؤكدا بان مصير الشعب السوري يجب ان يتقرر عبر صناديق الاقتراع.

                  جاء ذلك خلال استقبال ظريف لوزير الخارجية الفرنسي الاسبق هروه دوشارت في طهران مساء الاثنين، حيث بحث الجانبان حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
                  واكد وزير الخارجية الايراني ضرورة وقف نزيف الدم في سوريا وحل الازمة عبر الطرق السلمية واضاف، ان مصير الشعب السوري يجب ان يتقرر عبر صناديق الاقتراع وان الغربيين انفسهم يعترفون بانه لو جرى التصويت في سوريا فان مصيرا آخر سيتقرر في هذا البلد يتعارض مع مزاعمهم.

                  ***
                  * هكذا سقط المستعربون في جنيف 2


                  المؤتمر الدولي حول سوريا ينسف مفاعيل قرارات الجامعة العربية

                  علي مطر

                  بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الأول 2011، قرر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية، من خلال سحب تمثيل الحكومة السورية للدولة، والإبقاء على مقعد سوريا خاليا. وقام بعضهم ايضاً بسحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية، بضغط من إمارة قطر. آنذاك ظن البعض أنهم بهذا القرار ـ الذي يخالف كلياً ميثاق جامعة الدول العربية لا سيما المواد 1، 8 و 18 (لمزيد من الاطلاع يمكن مراجعة ميثاق الجامعة العربية) ـ يستطيعون التأثير على الحكومة السورية، ويحملون المجتمع الدولي على سحب اعترافه بها، لكنهم لم يصلوا الى مبتغاهم.

                  وكما خالف الوزراء العرب ميثاق الجامعة العربية حيث لا يحق للمجلس أن يسحب عضوية أي دولة إلا إذا أخلّت بواجباتها تجاه الجامعة، وهذا ما لا ينطبق على سورية التي كانت من الدول الأولى المؤسسة للجامعة، خالفوا مبادئ وأهداف الأمم المتحدة التي تمنع في ميثاقها التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وهو ما يؤكده أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية الدكتور حسن جوني.
                  الفقرة السابعة من المادة الثانية من ميثاق الامم المتحدة، تنص انه "ليس في هذا الميثاق ما يسوغ ”للأمم المتحدة“ أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي ‏لدولة ما، وليس فيه ما يقتضي الأعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق، على أن ‏هذا المبدأ لا يخلّ بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع"

                  فبعد مرور عامين على قرار الجامعة العربية، شاركت معظم دولها، التي ضغطت من أجل تعليق عضوية سوريا في الجامعة، في مؤتمر جنيف 2 الذي يعالج الأزمة السورية. وهو المؤتمر الذي أكد من جديد الاعتراف بالحكومة السورية وبالتالي الاعتراف بالنظام القائم، سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وضرب كل مفاعيل قرارات الجامعة العربية.

                  حتى إن العرب الذين سارعوا لسحب عضوية سوريا في الجامعة كانوا يوجهون حديثهم خلال المؤتمر إلى وفد الحكومة السورية، وليس هناك أبلغ من هذا الدليل على اعترافهم بأن الحكومة القائمة حالياً في سوريا، هي الحكومة الشرعية والدستورية، وأن النظام الحاكم والممسك بزمام السلطة هو النظام السوري.

                  يشير جوني في حديث لموقع "العهد الاخباري" إلى أن "العرب لم ينالوا ما أرادوه من خلال هذه المخالفات، بل على العكس من ذلك فإن القرارات التي تحملت الجامعة وزرها، انقلبت عليها وباتت الجامعة في حالة يرثى لها، ولم يعد لها اي تأثير او مفاعيل دولية، كما أنه ليس للدول العربية قرار وازن في المجتمع الدولي، الذي يعترف بأسره اليوم بالحكومة السورية حتى من يعارضها".

                  من هنا فان "شرعية الحكومة السورية اليوم اوسع من مشاركتها في الجامعة العربية والاعتراف بشرعية الحكومة السورية ما زال ساري المفعول، وهي حتى الان لا تزال ممثلة في الأمم المتحدة بكل تفرعاتها (الجمعية العامة، مجلس الأمن، مجلس حقوق الإنسان)، وفي الوكالات والمنظمات الدولية، ومعترف بها لدى أكثرية دول العالم الاعداء كما الاصدقاء"، يوضح جوني.



                  بناءً عليه، فان مفاعيل قرارات الجامعة العربية لا تؤثر على سوريا، فسحب هذا الاعتراف ليس له اي مفاعيل قانونية، لأن سورية لم تختَر الانسحاب من الجامعة العربية، ومن فرض عليها ذلك هم العرب بخطوة غير لائقة ولا قانونية ولا ميثاقية، وذلك بحسب المادة 18" التي ذكرناها سالفاً. برأي جوني أن "ما يحصل اليوم في جنيف هو لفك الاشتباك الدولي، وعودة سوريا الى المجتمع الدولي كحكومة سورية تمثل الدولة في الامم المتحدة، وأتى مؤتمر جنيف 2 ليؤكد المؤكد".

                  مادة 8 من ميثاق الجامعة: "كل دولة من الدول المشتركة فى الجامعة تحترم نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها".

                  المادة 18: "إذا رأت إحدى دول الجامعة أن تنسحب منها، أبلغت المجلس عزمها على الانسحاب قبل تنفيذه بسنة".

                  ووفق جوني "العرب لم يستطيعوا التأثير على سوريا، بل انهم في نهاية المطاف اجتمعوا معها تحت قبة أممية، وليس لقراراتهم أي تداعيات في اللعبة الدولية، حتى إن معظم الدول التي صوتت ضد سوريا في الجامعة العربية تتعامل معها اليوم".

                  على أن سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية، ما هو إلا مجرد وسيلة للضغط لا تؤثر في عملية الاعتراف. برأي جوني هناك دول وحكومات كثيرة قائمة بلا اعتراف، مذكراً بأن معظم السفراء الذين يتم سحبهم من سوريا تبقى صفتهم الرسمية كسفراء أجانب في سوريا موجودة.

                  ويضيف جوني "فعلى سبيل المثال السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد يقال عنه السفير الاميركي في سوريا، وليس السفير الاميركي لدى المعارضة السورية، كما أن بشار الجعفري هو المندوب الدائم لسوريا في مجلس الأمن وليس ممثل المعارضة في مجلس الامن، وبالتالي فانه مع هذا الاعتراف باتت قرارات الجامعة العربية لا تعبر الا عن نفسها".

                  لقد ظهر العرب بحالة ذهول وحيرة، من عنفوان الوفد السوري، الذي كان يواجه أكثرية الدول التي تعارضه وتسعى لإسقاط النظام ، ولم يستطع العرب تحقيق أهدافهم، بل راح بعضهم يحاول تلميع صورة الاخر، ويسوي مصالحه على حساب الشعب السوري. يخلص جوني إلى أن ما يضرب مفاعيل قرارات الجامعة هو أن "النظام السوري لا زال قوياً وماسكاً للحكم في سورية، والحكومة السورية هي صاحبة السلطة والسيادة، وهناك أكثرية شعبية تؤيد النظام وترفض أفعال المعارضة".

                  إذاً، يمكن القول إن المستعربين سقطوا في مؤتمر جنيف 2، حيث ضرب هذا المؤتمر كل قراراتهم الجائرة بحق سوريا الشعب والدولة.

                  ***
                  * هل يمكن الفصل بين قضية الفلسطينيين في سورية ومباحثات جنيف؟


                  خليل موسى – موقع المنار – دمشق

                  ما يحدث اليوم, والعنوان العريض في جنيف2 الذي يحمل في طياته ومضامينه البحث عن حل للأزمة السورية, يؤكد أنه لا يمكن تقسيم القضية إلى جزئيات, فلا يمكن استبعاد جزء على حساب آخر.



                  "الفلسطينيون في سورية لا يرون أي فارق بينهم وبين أخوتهم السوريين فيما يتعلق بالبحث عن حلول ومخارج, جنيف2 أو أي حوار سوري سيترك لمساته على الوضع الفلسطيني والمخيمات في سورية".. هذا ما قاله
                  امين سر فصائل المقاومة الفلسطينية الأستاذ خالد عبد المجيد خلال لقاء في دمشق مع موقع المنار. عبد المجيد تحدث عن وضع اللاجئين الفلسطينيين في سورية, وارتباط القضية الفلسطينية ووضع المخيمات بما يجري اليوم في جنيف.

                  عبد المجيد أكد تمسك الفلسطينيين بمصالح وانتصار الشعب السوري وحكومته وقيادته, واستغل اللقاء ليعود ويذكر بأن "الهجمة والمؤامرة التي تعصف بالبلاد لا تستهدف السوريين وحدهم بل من أهم مآربها تصفية قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه" ليزيد عبد المجيد "أي معالجات ميدانية أو سياسية سوف تطال المخيمات المحاصرة , وبالتالي فستكون النتائج تهمّ المخيمات", خاصة موضوع "النتائج المتعلقة بالمعتقلين والقضايا الإنسانية في المخيمات".

                  أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية غير متفائل كثيرا بأن يتمخض المؤتمر المعقود في جنيف عن نتائج جادة مستثنيا الشؤون الانسانية او بعضها.



                  أما من حمل السلاح في سورية, لم يفكر يوما بمعاني جنيف2 ولا بعقده, في معرض الرد على سؤالنا له, تحدث عبد المجيد عن الوضع الإنساني في مخيم اليرموك, وقال " المسلحون الذين احتلوا المخيم واستباحوه, سرقوا كل مستودعات الأغذية والمحال التجارية, ونقلوها إلى منطقة الحجر الاسود, استغلوا المواطنين في المخيم وراحوا يبيعونهم بأسعار خيالية, أخفوا عنهم كل المواد الغذائية", محملا المجموعات المسلحة مسؤولية الحصار والجوع في مخيم اليرموك.

                  كلام خالد عبد المجيد لم يكن مجرد هجوم سياسي, إنما استشهد بما أدلت به مجموعة من المسلحين في مخيم اليرموك سلمت انفسها مؤخرا للجيش العربي السوري, وما لديهم من روايات, حيث أفصحوا عن كل شيء , كما ان صحتهم تظهر انهم لم يعانوا من نقص في المواد الغذائية. فبدوا في أحسن الأحوال في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون حصارا وجوعا وموتا, طارحا الجواب قبل السؤال, بأنهم يملكون ما حرموا منه أهالي المخيم للتلاعب السياسي امام المنابر العالمية.

                  في ختام مقابلته أكد خالد عبد المجيد أن "المجموعات المسلحة بعناصرها لم تعد تثق بقياداتها", كما نوه إلى تسوية اوضاع الشباب الذين يسلمون أنفسهم من حملة السلاح.

                  ***
                  * واشنطن تستأنف دعمها للمعارضة... وتركيا تسلح ’القاعدة’

                  مسؤولون أميركيون: إرسال المساعدات عبر الأراضي التركية يتم بالتنسيق مع سليم إدريس

                  أعلن مسؤولون أميركيون، أن واشنطن استأنفت تقديم أسلحة "غير فتاكة" إلى المعارضة السورية، بعد نحو شهر من تعليقها ردا على استيلاء مسلحين من "الجبهة الإسلامية" على مخازن أسلحة تابعة لـ"الجيش الحر" على معبر باب الهوى مع تركيا.
                  ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إنه "تم استئناف توريد أجهزة اتصالات وبعض المواد الأخرى، إلا أن تسليمها الآن يتم للمجموعات غير المسلحة فقط في المعارضة



                  وقال المسؤولون الأميركيون إن "إرسال المساعدات عبر الأراضي التركية يتم بالتنسيق مع ما يسمى المجلس العسكري الأعلى التابع للجيش السوري الحر بقيادة سليم إدريس". وشددوا على أن "قرار تعليق المساعدات في كانون الأول الماضي كان إجراءً احترازيا بسيطا، اتخذته إدارة الرئيس باراك أوباما حتى تتحقق من تأمين المساعدات التي تُرسل إلى سوريا".
                  من جهة ثانية، اتهم زعيم "حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي" في سوريا صالح مسلم "تركيا بتسليح وتدريب عناصر من تنظيم "القاعدة" وإرسالهم إلى سوريا".
                  وقال مسلم، في حوار مع صحيفة "حرييت" التركية إن "الشاحنات التركية التي تم إيقافها مؤخرا داخل تركيا وهي محملة بالسلاح كانت في طريقها إلى سوريا لدعم مسلحي القاعدة".
                  وأضاف أن "المعتقلين من تنظيم القاعدة الذين وقعوا في يد مسلحي حزب الاتحاد، قالوا إنهم يحصلون على السلاح من تركيا، وإنهم تدربوا في جبال بولو بين أنقرة وإسطنبول".

                  ***
                  * ألمانيا: نصف "الجهاديين" الذين سافروا لسوريا من أصحاب السوابق



                  أفادت السلطات الألمانية أنه بعد دراستها لظروف وخلفيات مجموعة من المسلحين الالمان الذين سافروا إلى سوريا العام الماضي بهدف القتال تبين لها أن نصف هؤلاء لهم سوابق مسجلة لدى الأجهزة الأمنية.

                  وكشفت دراسة إحصائية أن نحو نصف من يطلق عليهم "الجهاديين" الذين سافروا من ألمانيا وتحديدا منطقة "الراين- ماين" إلى سوريا، هم من أصحاب السوابق.
                  وأوضحت الدراسة الإحصائية التي أجرتها وزارة الداخلية بولاية هيسن الألمانية ونشرت نتائجها صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ" أن جرائم هؤلاء الأشخاص تنوعت بين السرقة وتعاطي المخدرات والتورط في أعمال عنف وتحرش جنسي.
                  وأضاف التقرير أن ستة ممن سافروا لسوريا لديهم أكثر من عشرة سوابق مسجلة لدى أجهزة الشرطة.
                  وركزت الدراسة على تحليل أسباب تبني 23 ممن يعرفوا بـ"الجهاديين" للفكر المتطرف وسفرهم لسوريا حتى تشرين أول الماضي.
                  وقدرت الدراسة متوسط عمر الأشخاص الذين سافروا من ألمانيا إلى سوريا للمشاركة في القتال الى جانب التكفيريين بـ 23 عاما علاوة على أربعة كانوا تحت السن القانوني كما كشفت عن محاولات عائلات معظم هؤلاء لمنعهم من السفر إلى هناك.
                  ويبدو أن الزوجات أيضا فشلن في إقناع أزواجهن بالعدول عن فكرة السفر لسوريا إذ تشير البيانات إلى أن عشرة ممن رصدتهم السلطات متزوجين وبعضهم لديه أطفال، وفقا لتقرير "فرانكفورتر ألغمانية تسايتونغ".
                  وعن الخلفيات الثقافية لمن سافروا إلى سوريا ذكرت الدراسة أن جميعهم باستثناء شخص واحد فقط لهم أصول أجنبية فهم ينتمون للجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين إلى ألمانيا
                  التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 28-01-2014, 11:10 PM.

                  تعليق


                  • 28/1/2014


                    * داعش لخصومه.. التوبة أو الحرب!!!

                    شروطٌ تعجيزيةٌ بطعم الرفض هي تلك التي وضعها تنظيم "داعش" على خصومه من بقية الجماعات المسلحة في معرض تعليق التنظيم القاعدي على "مبادرة الامة" للداعية السعودي عبدالله المحيسني لانهاء الاقتتال الدائر بين الجماعات المسلحة في سوريا.



                    ففي بيان نُسب الى داعش ونشرته مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على القاعدة ، طالب تنظيم "الدولة" بتحقيق سلسلة شروط قبل البت في الرد على مبادرة المحيسني بشأن وقف الاقتال. فالبيان المذكور بدأ بمطلع توضيحي حاولت خلاله جماعة ابي بكر البغدادي زعيم "داعش" انتزاع صفة "الجهاد" عن خصومها واعتبارهم مجرد جماعات وعصابات تقاتل "المشروع الاسلامي في أرض الشام" الذي يقوده "تنظيم الدولة" معتبرة انه من الخطأ توصيف هؤلاء "بالمجاهدين".

                    وبعد ذلك ينتقل تنظيم داعش في بيانه الى اشتراط تحقيق امرين:

                    أولاً: بيان الموقف الشرعي الصريح بلا مواربة من المناهج المناقضة لتحكيم الشريعة الإسلاميّة في الشّام كـ "الديمقراطية" و"العلمانية"، والهيئات والمجالس التي تمثلها علانيةً كهيئة الأركان والائتلاف الوطني والمجلس العسكري وغيرها من المسمّيات التي تدعو بلا خفاء لبناء دولة لا تحكم بشرع الله، تحت غطاء ما يسمّى بـ "الدّولة المدنيّة" ، وما يترتّب على ذلك من الموقف الشرعي الصريح الواضح تجاه الجماعات والفصائل والتكتلات المنضوية تحت هذه المسمّيات أو المرتبطة بها أو تقاتل على الأرض تحت رايتها، وما يجب على الجميع في كيفية التعامل معهم ومع رموزهم.

                    ثانياً: بيان الحكم الشرعي الصريح للأنظمة الحاكمة في المنطقة كالحكومة الأردنيّة والسعوديّة والقطريّة والإماراتيّة والتركيّة وغيرها..

                    وحتى تُحقق الجماعات المسلحة مطالب وشروط "داعش"، توعد التنظيم بمواصلة "قتال من يقف بوجهه وكسر شوكته بلا هوادة" ودائماً وفق البيان.



                    وما يتضح من وراء المطالب التعجيزية لـ"داعش" ان التنظيم يحاول احراج خصومه لعلمه ان الجماعات المناوئة له لا تستطيع القبول أو لا تملك القدرة على قبول شروطه التي تعني عملياً قطع شريان الحياة المالي والتسليحي عنها سواء اعلنت موقفا حادا من داعميها الاقليميين او جماعات الائتلاف المعارض المدعوم غربياً ، مع العلم ان تكفير الاخر هي السمة الابرز التي تجمع "داعش" وخصومه مما يسمى "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"احرار الشام" وغيرها من المسميات.

                    وفي حال رضخ خصوم "تنظيم الدولة" لشروط البيان المذكور فيعني هذا الامر الذوبان تدريجياً في "داعش" وهو ما يريده الاخير ، وما استشف ايضاً من الكلام الذي وجهه البغدادي.

                    طبعاً تصعيد اللهجة الكلامية من قبل "داعش" بوجه منافسيه أرفقه التنظيم بسلسلة هجمات على مواقع الجبهة الاسلامية وجيش المجاهدين واحرار الشام وحتى جبهة النصرة (فرع القاعدة السوري) هدفت من ادخال الرعب في صفوف هؤلاء ، وتشير المعطيات الميدانية في كل من ريف حلب اضافة الى محافظة الرقة ان تنظيم الدولة سيطر على الكثير من معاقل منافسيه عكس ما كان يتوقع خصومه المحليون والاقليميون.



                    ويبدو ان تنظيم "داعش" يلجأ الى لغة المهادنة بوجه بقية خصومه في المناطق التي له فيها تواجد ضعيف كبعض مناطق ريف ادلب ومدينة حلب، في حين يشن مسلحوه هجمات عنيفة ضد الجماعات المسلحة في القرى والمدن التي يتمتعون فيها بحضور قوي كما جرى في الرقة ومدينتي منبج والباب بريف حلب.

                    وما يعزز هذا الامر تجاهل جماعة البغدادي للكلام الذي وجهه مؤخراً زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري الذي دعا الى وقف ما أسماه الفتنة في بلاد الشام . يُذكر ان البغدادي كان رفض ايضاً مطالبة الظواهري له قبل اشهر بالانسحاب من سورية الى العراق وترك الامر لجبهة النصرة.

                    وما هو الاكيد حتى الان ان تنظيم "داعش" استوعب محاولات خصومه ابعاده عن الساحة السورية وحصره في الغرب العراقي لكن السؤال الذي بدأ يتردد كثيراً ...ماذا لو هزم الداعشيون المسلحين المنافسين؟ وماذا ستكون ردة فعل السعودية وقطر وتركيا ومن ورائهم الغرب بقيادته الاميركية؟ وهل ستكرر تجارب التدخل الخارجي كما جرى في اليمن ومنطقة القبائل الباكستانية؟ الجواب رهن بتطورات الميدان السوري.. فلننتظر ونرَ

                    ***
                    * الملتقى العلمائي يدعو من سوريا لمكافحة الفكر التكفيري الوهابي



                    دعا الملتقى العلمائي الإسلامي العاشر الذي عقد في دمشق أمس تحت عنوان "المسلمون بين التغريب والفكر التكفيري" إلى العمل على مكافحة الفكر التكفيري الوهابي المتشدد ومنع ترويجه وانتشاره في أنحاء العالم الإسلامي.

                    وأشار الملتقى في بيان صدر في ختام أعماله إلى أن ما يجري الآن في مؤتمر جنيف 2 من محادثات ومباحثات "لن تجد ثمرة حقيقية على أرض الواقع من دون معالجة جذور الفكر التكفيري الآثم من أصولها وتجفيف منابعه ومن ثم مكافحة آثاره الوخيمة مع مرور الزمن" مشددا على أن السوريين أنفسهم هم من يحددون مستقبلهم دون تدخل أو وصاية من أحد.

                    ولفت البيان إلى أن "عناصر الشبه والقرب بين أفكار الخوارج القديمة وأفكار التكفير قائمة ومتكررة وثابتة وأن تباينت في الإخراج والعبارة والسبب في ذلك أن التكفير واحد في النوع وأن اختلف في التفاصيل" مؤكدا أن العناصر التأسيسية للتكفير هي سياسية ترتبط بمجمل المصالح الاجتماعية التي تجد في فكرة التكفير واسطة من وسائطها إلى التحقق تدفع أصحابها إلى اعتناق التكفير باعتباره صوابا.


                    وحذر البيان من خطورة ما يبث من فكر هدام لعقول أبناء الأمة يتعلق بأهل الشرائع السماوية الأخرى وخصوصا "المسيحية من خلال عدد من الملحقيات الثقافية في سفارات دول بات معروفا منهجها وتوجهها" معتبرا أن نشر الفكر الهدام يأتي من إيمان "معتنقيه بعالمية الفكر الوهابي السلفي ولذلك بدؤوا بإرسال البعثات التكفيرية والإرهابية إلى كل بقاع العالم فأصبحت تلك الدول مصدرا لصناعة الإرهابيين والتكفيريين إضافة إلى كونها أكبر مصدر عالمي لتمويل تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى".


                    وأكد البيان أن تلك الدول "تحارب منذ سنوات طويلة كل مظاهر الاعتدال الديني حيث وجد وترعرع ونما" وكانت ومن خلال محافلها الدولية والعامة والخاصة ومن خلال مناهجها التعليمية "تعلم أبناءها لغة التكفير وكراهية الآخر وتلقنهم ثقافة العنف والتطرف وأن كل من يختلف مع التفسير الوهابي المقيت إما كافر أو منحرف ويجب عليه أن يتوب أو يقتل".


                    وخلص البيان إلى القول إن "مسألة التكفير أصبحت ركيزة أساسية للفكر التكفيري ومصدرا لوجوده الذي يترافق مع القتل والعنف" مشيرا إلى حروب الوهابيين ضد مناطق المسلمين وخصوصا في بلاد الحجاز حيث سيطروا عليها وأقاموا دولتهم إلى حد استباحة تلك المناطق ونهب ثرواتها وقتل سكانها وسبي نسائها وقتل رجالها دون تمييز وتخريب دورها وبنائها وإشعال النار في مكتباتها".


                    وكان وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد أكد أهمية فضح الفكر التكفيري الوهابي الذي يرمي إلى زرع الفتنة والفرقة بين صفوف أبناء الأمة وتحاول بعض الدول الغربية الترويج له في المنطقة بغية السيطرة عليها.


                    بدوره أكد أحمد بدر الدين حسون المفتي العام لسوريا أهمية الوحدة والتعاضد بين المسلمين ونبذ مايفرق ويزرع الشقاق بينهم داعيا المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله والوقوف صفا واحدا في مواجهة أعداء الأمة.


                    ولفت المفتي حسون إلى أهمية نشر ثقافة المحبة والتآخي بين أبناء الأمة ومواجهة الفكر الوهابي التكفيري الذي يدعو للقتل والتكفير مؤكدا "أن الفكر الوهابي التكفيري دمر كل المعالم التي تذكرنا بالرسول العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فهدموا مسجد حليمة وبيت السيدة خديجة وغيرها في محاولة لمسح الذاكرة الإسلامية".


                    بدوره أشار رئيس اتحاد علماء بلاد الشام محمد توفيق البوطي إلى ضرورة تحصين أبنائنا من الاستغلال باسم الإسلام وغرس القيم السامية للإسلام الوسطي ونزع أسباب الخلاف بين جميع الأطياف في المجتمع وكل الأفكار الداعية إلى الفتنة بين أبنائه لمواجهة الفكر التكفيري والظلامي لافتا إلى أن سوريا ستبقى عصية على جميع محاولات الاخضاع والتفتيت.


                    من جهته لفت السيد مجتبى الحسيني ممثل الإمام الخامنئي في سوريا إلى أن الاسلام الحقيقي بريء من الفكر التكفيري والتعصب مؤكدا ضرورة نشر التعاليم الإسلامية بما يوحد صفوف أبناء الأمة في وجه الغزو الفكري الذي يحاول تفريغ الناس من الإيمان بالمعتقدات الدينية السمحة لصالح دعاوى الفكر الوهابي التكفيري خدمة للمصالح الاستعمارية في المنطقة والعالم وتصوير الإسلام دين إرهاب وتكفير.

                    وتركزت محاور الملتقى على إظهار اللين والوسطية في سيرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله سلم ومعالم السماحة والتعايش الديني في الإسلام والتحذير من سياسة التنفير من الإسلام وظاهرة التكفير في التوظيف السياسي والتنظير الديني ومواضع الوفاق والافتراق بين المسيحية والغرب والإسلام في منظار الغرب.


                    ***
                    * نظرية تشبيك البحار الخمسة ... كبديل مشرقي




                    مع بدء الأحداث في سوريا، وبروز مدى مركزية سوريا في مجالها الطبيعي والترابط العضوي بين مكونات الكيان السوري الطبيعي (الأردن، لبنان، فلسطين) والعراق من جهة، وحجم التداخلات والتفاعلات البينية التي فرضتها قوة الواقع التاريخي المحكوم بفضاء جيوسياسي يشمل كل هذا المشرق من جهة أخرى، ترسخت حقيقة «الكينونة المشرقية» ومحورية سوريا ضمنها.


                    عبدالله بن عمارة/جريدة الأخبار

                    إلا أنّه في هذا الخضم من المستويات المتباينة للتنظير لهذه الحقيقة، قليلاً ما يكون التطرق إلى الفكرة التي تقع في صلب هذا النسق، وهي نظرية «تشبيك البحار الخمسة»، التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد قبل بدء الأحداث في سوريا، والتي لم تحظ ببحوث تدرس كل مضامينها.

                    ليست الرؤية المشرقية غريبة على الدولة السورية منذ عهد حافظ الأسد، الذي رسّخ الفكرة القومية العربية كإيديولوجية ناظمة لآليات الحكم في الدولة وكهوية جامعة متكئة على البيئة السورية الطبيعة وتراثها الحضاري القديم، والحديث كمنبع للحداثة العربية في إطارها الأدبي واللغوي منذ القرن التاسع عشر كمرحلة ابتدائية محورية في صيرورة انبعاث الذات العربية في العصر الحديث، والتي تعتبر اللغة من أهم مقوماتها، كما في إطارها الإبداعي التنويري في مجالات الثقافة والفنون وبالأخص الصحافة... إلخ.

                    وحكم سوريا من منطلق وعيه بكينونتها المشرقية ذات المجال الحيوي الطبيعي الذي يتفاعل مع باقي أجزاء المشرق، لكن الرئيس بشار الأسد بلور هذه الرؤية في إطار نظرية استراتيجية، بعدما واجه استحقاقات أكبر وأخطر في سياق هذا التموضع الحتمي لسوريا في مواجهة المشاريع الاستعمارية ككيان مجروح في «هويته القلقة» والممنوع بقوة هذه المشاريع من الانتظام في إطار دولة – أمة في حدود سوريا الطبيعية. تمثل هذا الاستحقاق في التصدي لأقوى هجمة استعمارية تعرفها المنطقة لإعادة رسمها جيوسياسياً بما يخدم مصالح المشروع الإمبريالي الأميركي بدأت باحتلال العراق.

                    نبع هذا المشروع «الشرق الأوسط الكبير» من قريحة العقل التوسعي الغربي ذي الحمولة الفكرية النابعة من حقل معرفي أساسه الفكر الكولونيالي البريطاني في بداية القرن العشرين المشبع بالرؤية الاستشراقية، المؤطرة ضمن بنية قائمة على الاستعلائية الحضارية والمركزية الغربية، والذي تطور ضمن نفس هذا النسق ليصل إلى ذروته كمفهوم إمبريالي يغذي طموحات العقل الإمبراطوري الأميركي في عهد المحافظين الجدد، والذي لا ينظر إلى هذا المشرق إلا من زاوية تصنفه إلى هويات جزئية متصارعة، إثنية أو دينية أو مذهبية مجردة من أي رافد حضاري قابل للانتظام في إطار دول وطنية حديثة. دعم هذا المشروع كل خطاب ينزع نحو التقوقع داخل الجدران الدوغمائية للطائفة الطامحة إلى الانتظام ضمن كيانات كرتونية والرافضة للآخر المختلف بما يؤسس لمرحلة الاشتباك معه (الفوضى الخلاقة لمايكل ليدن) في ظل هيمنة الكيان الإسرائيلي الوظيفي الذي يصبح وجوده مبرراً، بل وضرورياً وسط كيانات طائفية متصارعة.



                    وهذا ما يفسر التقاطع المصلحي لكل خطاب طائفي في المنطقة مع الكيان الصهيوني مباشرة (القوى اليمينية الانعزالية في لبنان سابقاً) أو ضمني (القوى التكفيرية حالياً). تصدي سوريا الحاسم لمشروع الشرق الأوسط الكبير في العراق (شكل العراق نقطة البداية في المشروع) من خلال دعم المقاومة العراقية – مع حلفائها في إيران ولبنان – لاستنزافه عسكرياً شكّل استحقاقاً هاماً في صيرورة المواجهة الكبرى معه، لكن الشراكة الكاملة لسوريا في حرب تموز 2006 – التي كانت حرباً أميركية للتعجيل بهذا المشروع – كانت بمثابة الحلقة المفصلية التاريخية التي عجلت بهزيمته (في لبنان بوابته الغربية وفق تعبير السيد نصر الله).

                    وأمام هذا المشهد المستجد الذي قوامه الإخفاق في حرب لبنان وبداية الحديث عن الانسحاب من العراق، كان لزاماً على العقل السوري، الذي التقط بوادر انكفاء المشروع الأميركي محدثاً فراغاً استراتيجياً واضحاً على مستوى الإقليم، أن يعد البديل لهذا المشروع، منطلقاً من حقيقة محورية سوريا في هذا المشرق كقطب رائد لاستقلال القرار الاقتصادي والسياسي، والمتناقض بنيوياً مع المنظومة النيوليبرالية للمشروع الشرق أوسطي الأميركي، والمتموضع تاريخياً في نسق معادٍ للمشاريع الاستعمارية، منذ تقسيمها لسوريا إلى أربعة كيانات وغرسها لكيان وظيفي معادي لتطلعاتها في قلبها، استثمر العقل الاستراتيجي السوري كل المقومات الجيوسياسية والثقافية والحضارية لسوريا في إطلاق مشروع «تشبيك البحار الخمسة» – البحر الأحمر والبحر الأبيض والبحر الأسود وبحر قزوين والخليج – كتحدٍّ ابستيمولوجي واضح للعقل الكولونيالي الغربي بمضمون حضاري ينطلق من كون سوريا محور التقاء لكل حضارات المشرق القديمة بما تمثله من غنى ثقافي تعددي لكل شعوب هذه المنطقة، وبمضمون اقتصادي قائم على تشبيك المشاريع التنموية المستقلة لاقتصاديات بمقدرات طبيعية هائلة وبقوة بشرية تفوق 200 مليون نسمة، وسياسي قائم على ترسيخ مفهوم الدول الوطنية الحديثة التي تكرس الهويات الجامعة القائمة على أساس المواطنة – في مواجهة الانعزال ضمن حدود الهويات الجزئية – والمنتظمة في مشاريع نهضوية مستقلة عن أي نفوذ إمبريالي (إيران نموذجاً).

                    مشروع «تشبيك البحار الخمسة» الذي ينطلق من محورية سوريا بما تجسده من ريادية على مستوى مجالها الحيوي – سوريا الطبيعية والعراق – كما الإقليمي والعالمي في تكريس النسق الاستقلالي عن المشاريع الاستعمارية، يطرح اليوم ميكانيزمات التشبيك مع قوى الإقليم المشاطئة لهذه البحار، بما يشكل نواة صلبة لتجمع اقتصادي مستقل بإمكانه أن يشغل حيزاً مهماً في نظام دولي متعدد الأقطاب تظهر إرهاصات تشكله في ضوء الأحداث في سوريا حالياً.



                    انتقال المواجهة مع المشروع الإمبريالي إلى داخل أسوار الدولة المقاومة في سوريا وتجلي التحالف الصهيو – أميركي – التكفيري، منح مشروع «تشبيك البحار الخمسة» الفرصة التاريخية لإظهاره بديلاً يفرض نفسه، بقوة الدينامية الواقعية التي تطرحه كضرورة حتمية من جهة، ولتناقضه البنيوي مع المشاريع الوظيفية للإمبريالية في المنطقة، التي تتحالف اليوم في سياق صراع صفري وجودي مع الدولة في سوريا من جهة أخرى، لن يكون انتصار سوريا الحتمي في هذه المعركة الكبرى سوى إيذان بانتقال جذري للمشروع من مستوى النظرية إلى مستوى صناعة التاريخ .

                    انتصار سوريا في هذه الحرب، التي ترسم في ضوئها معالم نظام دولي جديد قائم على التعددية ورفض الهيمنة الأحادية للغرب الإمبريالي ومنظومته النيولبرالية العولمية، هو إعلان بدء وضع اللبنة الأولى لمشروع التشبيك الذي سيترافق مع أول مشروع لإعادة إعمار ما دمرته هذه الحرب، سوف يبلور هذا المشروع المشرقي البديل إطاراً نموذجياً للعلاقات بين الدول والشعوب في هذا المشرق قوامه تشبيك مصائرها بدل اشتباكها.

                    تعليق


                    • 29/1/2014


                      * أسطورة منغ تعود … الفرقة ١٧ هكذا صمدت بوجه الحصار!



                      جواد الصايغ


                      على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الرقة، لا يزال مقر الفرقة السابعة عشر التابعة للجيش السوري، صامد بوجه الحصار الذي فرضته فصائل المعارضة السورية العسكرية عليه منذ أشهر عديدة.

                      حصار صارم فرضته تشكيلات المعارضة العسكرية المكونة من حركة أحرار الشام الإسلامية، وجبهة النصرة على مقر الفرقة السابعة عشر، ولكن الأوضاع الصعبة التي عاشها الجنود السوريون داخل مقر الفرقة، لم تمنعهم عن الإستمرار في المقاومة والرد على الإشتباكات اليومية القائمة منذ دخول مقاتلي المعارضة محافظة الرقة والسيطرة عليها منذ ما يقارب العام.

                      وقد ساهم مقاتلو المعارضة في إبراز مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري إلى العلن، إكتسبت معها شهرة كبيرة بسبب الحصار المفروض عليها، ومنها مطار دير الزور العسكري، ومقر الفرقة السابعة عشر في الرقة، إلى جانب مطار منغ الذي تحول إسطورة تتناقلها السن انصار النظام بفعل صمود عناصره لأكثر من عام بوجه الحصار الصارم الذي فرض عليه.

                      وبعد حوالي اكثر من مئتين وخمسين يوما من المعارك، تنفس عناصر الجيش السوري المتواجدين داخل مقر الفرقة، الصعداء بعد قيام مقاتلي حركة احرار الشام الإسلامية (التي تشكل الخزان البشري للفصائل المحاصرة للمقر)، بالإنسحاب من محيط الفرقة والتوجة نحو محافظة حلب وريفها الشرقي بعد تمكن تنظيم داعش من السيطرة على الرقة.

                      كيف تمكن مقاتلو الفرقة ١٧ من الصمود؟ سؤال يجيب عنه أحد قياديي الجيش الحر بالقول: “ليس هناك سبب واحد، بل جملة من الأسباب ساهمت في صمود جيش النظام داخل مقر الفرقة على الرغم من عدم قدرتهم من الخروج والدخول طيلة الأشهر الماضية”.

                      القيادي الحر يتابع بالقول،: أعطى النظام السوري مقر الفرقة ١٧ أهمية قصوى في سبيل المحافظة عليه، وعدم سقوطه بيد النظام، ولذلك لم يتوان عن مد عناصره المتواجدين داخل المقر بكافة سبل الدعم اللازم للبقاء والقتال حتى آخر رمق”.

                      ويضيف،” الموقع الجغرافي للفرقة ساهم ايضا في عدم دخول مقاتلي الجيش الحر إليها، والتحصينات الموجودة كان لها اثر كبير في إطالة أمد الإشتباكات والمعارك”، كاشفا” انه وبحسب إحصاءاتنا يبلغ عدد العناصر النظامية في المقر حوالي الف ومئتي عنصر، أكثر من نصفهم لا زالوا قادرين على القتال”.

                      وأعرب القيادي المعارض عن إعتقاده “بأن التشتت الذي اصاب صفوف الفصائل أثناء الحصار، له دور ايضا في عدم تحرير مقر الفرقة”، متابعاً،” لكن المعارك التي وقعت في الرقة بين عناصر داعش ومقاتلي احرار الشام، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الحصار، خصوصا وان مقاتلي الحركة المنضوية تحت راية الجبهة الإسلامية، فضلوا الإنسحاب من محيط المقر، والتوجه إلى حلب بعد فرض داعش لسيطرتها على المحافظة”.

                      ولفت، “إلى ان القيادي البارز في تنظيم داعش، علي السهو يتحمل مسؤولية إنسحاب مقاتلي احرار الشام من محيط المقر، الأمر الذي وفر على النظام فرصة إلتقاط أنفاسه”، متابعاً” نقض السهو إتفاقا كان يقضي بمتابعة مقاتلي احرار الشام محاصرة مقر الفرقة، وعمد إلى فتح معركة معهم، كان لها اثر كبير في إعلان إنسحابهم”.

                      ورأى “أن قرار السهو بدفع حركة احرار الشام إلى الإنسحاب، لربما يعود إلى رغبة قيادات داعش في إخراج جميع الفصائل التي حاصرت المقر من المدينة، تمهيدا للزج بعناصرها نحو محاولة إسقاط الفرقة، وذلك من اجل نسب إنجاز السيطرة إلى التنظيم وحده، وتلافي ما حدث في مطار منغ، حيث يعتقد التنظيم ان الجيش الحر حاول جاهدا سرقة إنجازه في المطار الحلبي”.

                      ***
                      * سوريا استأنفت إنتاج الصواريخ لمصلحة حزب الله



                      يحيى دبوق

                      أكدت مجلة «جينز» البريطانية أن سوريا استأنفت إنتاج الصواريخ والقذائف الصاروخية، المتوسطة والبعيدة المدى، لمصلحة حزب الله، ولمجهودها الحربي في حربها الدائرة مع «المتمردين». وعرضت المجلة المتخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية جملة من المعطيات المجمّعة لديها حول إنتاج الاسلحة الذي عاد الى مستوياته التي كان عليها قبل بدء «الحرب الاهلية» في سوريا في آذار عام 2011.

                      ونقل موقع «واللا» الاخباري العبري على الانترنت مقتطفات من تقرير المجلة البريطانية أشارت الى أن سوريا استطاعت أن تتخطى العقوبات الدولية المفروضة عليها، وبدأ «مركز البحوث العلمية» والمصانع التابعة له إنتاج كميات كبيرة من الصواريخ والوسائل القتالية، بمساندة من إيران وكوريا الشمالية وروسيا البيضاء.

                      وذكرت «جينز» أن «مركز البحوث» هو الجهة المسؤولة عن إنتاج السلاح الكيميائي وعن البرنامج الصاروخي لسوريا، مضيفة أن روسيا والمجتمع الدولي والامم المتحدة، وخصوصاً الولايات المتحدة، تجاهلت دور المركز ولم تفرض عقوبات عليه ولا تراقب عمله وإنتاجه. أما ما قام به الخبراء الدوليون فهو «تدمير مصنع واحد من المصانع التابعة لهذا المركز، وهو المسؤول عن تصنيع الاسلحة الكيميائية، رغم أن المعلومات والخبرات بقيت على حالها، ويمكن سوريا أن تعيد تصنيع أسلحة كهذه في فترة زمنية قصيرة، في اللحظة التي تقرر فيها استئناف الإنتاج». وتوضح المجلة أن أسباب استئناف إنتاج الصواريخ، وبكميات كبيرة، يعود الى سببين: متطلبات الجهد الحربي في مواجهة المعارضة، ورغبة حزب الله في امتلاك صواريخ موجودة في سوريا.

                      وتؤكد معطيات المجلة أن المنشآت الصناعية التابعة لمركز البحوث تنتج أنواعاً خاصة من الصواريخ، متطورة وأكثر فتكاً، وصواريخ من أنواع أخرى أقل دقة مع مديات محدودة، مثل صاروخي «بركان» و«زلزال» الايرانيي المنشأ. ونوّهت بالمشروع المسمى 702، التابع للمركز، والذي يعمل بإشراف إيراني، ويصنّع سلاحاً وصواريخ متطورة من نوع خيبر (1)، يصل مداه الى مئة كيلومتر، وبقطر 302 ملم، إضافة الى صواريخ من نوع ام 600، و«حالياً، بدأوا بتبديل الوقود السائل لهذه الصواريخ، بوقود صلب».

                      وبحسب «جينز»، فإن المركز السوري للبحوث العلمية يتجاوز العقوبات المفروضة على سوريا، الأمر الذي يتيح له المحافظة على قدرات تصنيع برنامجه الصاروخي، فـ«هو يتزود عبر الشراء من الخارج بمكونات مطلوبة لصناعة الصواريخ عبر شركات وهمية في سوريا، أو عبر وسطاء سوريين أو أجانب في خارجها، ومن بين هذه المكونات أجزاء إلكترونية وحوسبة»، مضيفة أنه لدى «أي عرقلة قد تعترض جهود التزود بالمكونات الصاروخية، تتوجه سوريا ومركز البحوث الى الحلفاء لتجاوز العقوبات». وإضافة الى إيران وكوريا الشمالية، ترصد «جينز» شركات حكومية تابعة لدولة روسيا البيضاء، وعلى رأسها شركة Belvneshpromservice، التي تزوّد سوريا بمعدات تساعد على تحويل صواريخ «ام 600» و«سكود دي» الى صواريخ أكثر دقة.

                      ***
                      * لافروف : المهمة الأساسية لمؤتمر جنيف – 2 وقف العنف، لا رحيل الأسد



                      أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء على أن الغاية الأساسية من عقد المؤتمر الدولي جنيف – 2 هي ايقاف العنف وليست مناقشة مسألة رحيل الأسد.

                      وقال لافروف في حديث للصحفيين عقب اختتام قمة "روسيا – الاتحاد الأوروبي"، ان "روسيا لا تدعم أشخاصا معينين في سورية، ونحن لا نعتبر أصدقاء للرئيس الأسد أو عائلته، ولكننا مهتمون بالبلد الذي يعد مهد المسيحية في منطقة الشرق الأوسط الواقع الآن في قبضة الإرهابيين والمتشددين والذين لا يؤمنون بأي دين، أولئك الذين يسرقون ويحرقون الأديرة والمساجد ويقتلون الشيوخ والنساء والأطفال ولا يمتون إلى الإنسانية بشيء".

                      وأضاف لافروف: "نحن نعلن انه لا يجوز التركيز على المطالب المبسطة، فمن السهل القول أن على الأسد الرحيل وسيستقر بذلك الوضع، ولكن نذكر ما حصل في يوغسلافيا، حيث طالب الجميع برحيل ميلوشيفيتش، كما شاهدنا ما حصل في العراق والطريقة المماثلة ازاء صدام حسين، وكانت هناك ليبيا والقذافي، لقد رأينا إلى ماذا قادت كل هذه الأمور".

                      وحذر الوزير الروسي: "اليوم نواجه اصرارا على فكرة مماثلة لتغيير الدولة السورية لأن أحد ما يكره الأسد شخصيا، ولكن هذا ليس تصرفا لأشخاص بالغين".

                      وذكـّر لافروف أن "المهمة الأساسية لمؤتمر جنيف – 2 هي إيقاف العنف وحل المسائل الانسانية وكذلك التوصل الى اجماع بين الحكومة والمعارضة حول كيفية قيامهما بحكم سورية الحرة الديمقراطية المتسامحة والخالية من الارهاب والتطرف".

                      وقال لافروف: "يجب على الطرفين الإتفاق على المبادئ الأساسية لإصلاح الدولة".

                      واعتبر الوزير الروسي الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام، التي تتحدث عن أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو ما بات يعرف بتنظيم "داعش"، هو تنظيم شكلته الحكومة السورية وتقوم بتمويله واستخدامه في تهديد أوروبا، اعتبرها بانها لا تمت للواقع بصلة وأنها عارية عن الصحة.

                      وقال الوزير: "من يتحكم بالمعارضة السورية، وبالخصوص أولئك الذين يتحكمون بالدعاية لهم، يتحملون مسؤولية ذلك".

                      وأوضح لافروف أن تنظيم "داعش" يضع نصب عينيه هدفا، يكمن ليس فقط في الاستيلاء على الحكم بسورية، وأنما قيام خلافة في المنطقة.


                      * رويترز: الكونغرس وافق سراً على تسليح جماعات سورية "معتدلين"




                      نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤولين أمنيين أميركيين وأوروبيين تأكيدهم أن اسلحة خفيفة تتدفق من الولايات المتحدة لجماعات وصفوها بالـ"معتدلة" من مسلحي المعارضة السورية في جنوب سوريا.

                      وأكدت "رويترز" انّ الكونغرس وافق على تمويل عمليات على مدى اشهر لارسال مزيد من شحنات الاسلحة"، لافتة إلى ان "الاسلحة التي ترسل معظمها لمقاتلين السوريين (معتدلين) عبر الاردن مجموعة مختلفة من الاسلحة الخفيفة بالاضافة الى بعض الاسلحة الاقوى مثل الصواريخ المضادة للدبابات".
                      واضاف المسؤولون أن "هذه الشحنات لا تشمل اسلحة مثل صواريخ ارض-جو التي تطلق من على الكتف والتي يمكن ان تسقط طائرات عسكرية او مدنية"، لافتين إلى أن "شحنات الاسلحة تلك وافق الكونغرس الأميركي على تمويلها خلال تصويت في جلسات مغلقة خلال نهاية السنة المالية الحكومية 2014 التي تنتهي في 30 ايلول القادم".
                      وذكر مصدران مطلعان للوكالة أن "الكونغرس وافق على تمويل الاسلحة المرسلة الى المسلحين السوريين من خلال أجزاء سرية في تشريع المخصصات الدفاعية".

                      تعليق


                      • 29/1/2014


                        * مصادر سورية للمنار: الجيش السوري يستعيد السيطرة على مناطق واسعة ’’النعيمات والعبودية’’ جنوب شرق جوسيه

                        * الخارجية السورية توجه رسالتين إلى مجلس الأمن ووالأمم المتحدة

                        السعودية تنتقل من الدعم السري إلى الدعم العلني لـ’القاعدة’ والتنظيمات المرتبطة بها

                        وجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة حول النشاطات الإرهابية للتنظيمات المرتبطة بـ"القاعدة" والتورط السعودي في دعم تلك النشاطات.

                        وقالت الوزارة في رسالتيها: في محاولة محمومة لإفشال الحل السياسي للأزمة في سورية والإصرار على اعتماد خيار العنف والإرهاب سبيلا لنسف مؤتمر جنيف رعت المملكة العربية السعودية مبادرة لوقف القتال بين المجموعات الإرهابية المسلحة "دولة الإسلام في العراق والشام" وما يسمى "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة النصرة" وغيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة وسعت إلى توفير كافة الإمكانيات المالية والعسكرية واللوجستية لتوحيد صفوفها ضد الدولة السورية وإفشال الحل السياسي للأزمة.

                        وأوضحت الوزارة أنه تحقيقا لهذا الهدف كلفت السلطات السعودية الشيخ السعودي عبد الله بن سليمان المحيسني وهو أحد المراجع الدينية الذي تأتمر الجماعات "الجهادية" بأمره وتعتبر فتاويه واجبة التنفيذ باطلاق مبادرة أطلق عليها اسم "مبادرة أمة" ونصت هذه المبادرة على أنها تأتي بعد مراجعة "علماء الأمة" بمن في ذلك من اسمته "حكيم الأمة" أيمن الظواهري" بهدف تحقيق وقف فوري لإطلاق النار بين الفصائل الإرهابية المتنازعة في كافة مناطق سورية وطلبت من الفصائل التكفيرية التالية.. "دولة الإسلام في العراق والشام" و"الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سورية" و"جبهة النصرة" الموافقة عليها.

                        وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتيها إلى أن هذه المبادرة المخطط لها من قبل السلطات السعودية والقائمة على فتاوى ونداءات مراجع القاعدة في العالم حظيت باستجابة "دولة الإسلام في العراق والشام" للدعوة التي أطلقها الظواهري لوقف الاقتتال وبموافقة زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني" عليها في تسجيل صوتي تم بثه وبإصدار "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" بيانا مشتركا بتاريخ 29-1-2014 يؤكدان فيه تأييدهما للمبادرة المسماة "مبادرة الأمة".

                        وبينت الوزارة أن رعاية السلطات السعودية لهذه المبادرة وتناغمها مع نداءات زعيم تنظيم القاعدة لتوحيد صفوف المجموعات الإرهابية المدعومة من السعودية مع التنظيمات المرتبطة بالقاعدة في سورية والمدرجة على قوائم الكيانات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" وتنظيم "جبهة النصرة لبلاد الشام" يؤكد انتقال الدور السعودي في سورية وفي المنطقة من مرحلة الدعم السري إلى تقديم الدعم العلني للقاعدة وللتنظيمات المرتبطة بها بغض النظر عن مسمياتها وهو انتهاك صارخ وغير مسبوق لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 1373-2001 التي تؤكد الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني أو التمويل أو الإدارة إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية.

                        وقالت الوزارة في رسالتيها إنه بناء على ما تقدم تطالب الحكومة السورية باتخاذ ما يلزم لتوجيه لجان مجلس الأمن الفرعية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب بإدراج تنظيمات "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" على قوائم الكيانات الإرهابية ذات الصلة بتنظيم القاعدة جنبا إلى جنب مع تنظيمات "دولة الاسلام في العراق والشام" و"جبهة النصرة لبلاد الشام" المدرجة على قوائم الكيانات الإرهابية التابعة للقاعدة في لجنة القرار 1267 لعام 1999.

                        وأضافت إن سورية تطالب تفعيلا لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بضرورة التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والتصدي له بكافة الوسائل بالزام المملكة العربية السعودية بالامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح والضمني إلى المجموعات الضالعة بالإرهاب في سورية الذي يعرض حياة السوريين للخطر في جميع أنحاء البلاد والذي تقوم مجموعات إرهابية تنتمي إلى القاعدة تحت مسميات مختلفة بارتكابه في سورية بدعم مباشر وغير مباشر سري وعلني من بعض دول الإقليم وخارجه وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

                        واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول: تؤكد سورية أن عدم مواجهة الإرهاب المتنامي فيها من شأنه إفشال جهود الحل السياسي الجارية حاليا في جنيف وسيؤدي إلى انتشاره إلى دول أخرى ولاسيما إلى بعض دول الجوار التي توفر له الإيواء والتدريب وتسهل له التسليح والمرور بشكل غير مشروع عبر أراضيها إلى داخل سورية.

                        ***
                        * الابراهيمي: لا نتوقع شيئا ملموسا في نهاية جولة المفاوضات الجمعة


                        الأخضر الإبراهيمي: توجد فجوة كبيرة بين الطرفين وآمل أن تكون الجولة الثانية من المفاوضات مثمرة أكثر من الأولى


                        اعلن الوسيط الدولي في مفاوضات جنيف-2 الاخضر الابراهيمي اليوم الاربعاء انه لا يتوقع "شيئا ملموسا" في نهاية الجولة الحالية من المحادثات بين وفدي المعارضة والنظام السوريين.

                        وصرح في مؤتمر صحافي انه لا يتوقع ان يتم انجاز شيء نوعي" في نهاية الجولة الجمعة، مضيفا "هناك كسر للجليد، بطيء، لكنه ينكسر".
                        واشار الى ان الطرفين "يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار، لكن الهوة بينهما كبيرة جدا" واضاف "هؤلاء لم يلتقوا او يجلسوا مع بعض ولا مرة واحدة، ولا يتوقعون ان هناك عصا سحرية"، مؤكدا في الوقت نفسه انه "اذا مشينا الخطوة الاولى، سيكون ذلك جيدا".
                        واشار الابراهيمي الى انه من المرجح ان تنتهي المفاوضات الجمعة، على ان تستأنف في وقت قريب موضحا بالقول "لا نزال نتوقع الانتهاء من هذه الجولة الجمعة، والجمعة سنتفق على المواعيد للاستئناف، على الارجح بعد اسبوع"، متمنيا ان تكون الجولة الثانية "اكثر تنظيما وان تثمر اكثر".
                        واعرب عن أسفه لان "النتائج التي ستتحقق لا ترقى الى مستوى الازمة، وتطلعات الشعب السوري".
                        واعلن وفدا النظام والمعارضة اثر جلسة مشتركة عقداها اليوم، حصول "تقدم" وتوفر اجواء "ايجابية"، مع شروعهما في البحث في اتفاق جنيف-1، وان بقي كل طرف على موقفه لناحية اولوية البحث.

                        * جنيف 2 ..الاتفاق على اعلان جنيف 1 مع بعض التحفظات



                        تقدمت محادثات السلام السورية خطوة أولية اليوم الأربعاء مع موافقة الجانبين على استخدام إعلان جنيف لعام 2012 أساسا للمفاوضات برغم خلافهما على طريقة إجرائها.
                        وقال الجانبان إنهما اتفقا على استخدام الإعلان الذي أصدره مؤتمر دولي سابق عُقد في جنيف في يونيو حزيران 2012 وحدد المراحل اللازمة لوضع نهاية للحرب وتنفيذ عملية سياسية انتقالية.
                        وقال المتحدث باسم المعارضة لؤي الصافي "تقدمنا اليوم خطوة إيجابية للأمام لان هذه هي المرة الاولى التي نتحدث فيها عن هيئة حكم انتقالية."
                        وتريد المعارضة البدء بموضوع هيئة الحكم الانتقالية التي تهدف المحادثات إلى إنشائها لكن الحكومة تصر على أن الخطوة الأولى ينبغي أن تكون مناقشة "الإرهاب" لا القفز إلى وسط النص.
                        وقالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان عضو وفد الحكومة إن ثمة اتفاقا على استخدام الوثيقة لكن مع بعض التحفظات.
                        واضافت "لقد كانت (المحادثات) إيجابية اليوم حقا لاننا تحدثنا عن الارهاب وهم تحدثوا عن جنيف1. الفرق الوحيد بيننا وبينهم .. وهو كبير .. هو اننا نريد ان نناقش جنيف1 بندا بندا بداية من البند الاول وهم لا يريدون ذلك وانما يريدون القفز الى البند الذي يتحدث عن الحكومة الانتقالية وهم مهتمون فقط بأن يكونوا في الحكومة."
                        وأكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي أيضا استعداد الوفد الحكومي لمناقشة بيان جنيف 1 فقرة فقرة على أساس منطقي وواقعي.
                        وبرغم الخلاف على تفسير إعلان جنيف وهو ما يسمى بجنيف 1 يبذل منظمو المحادثات في مقر الأمم المتحدة في جنيف كل جهدهم لاستمرار العملية وإقناع كل من الطرفين بعدم الانسحاب منها.
                        ولم يرد تأكيد من الإبراهيمي الذي يرأس المحادثات. وكان قد قال يوم الثلاثاء (28 يناير كانون الثاني) إن الجانبين يكثران من الحديث إلى الإعلام وينبغي أن يحترما سرية المحادثات ويتجنبا الأفراط في تأكيد مواقفهما.


                        * المقداد: روبرت فورد هو مرشد ’’داعش’’ و’’الاخوان’’ وهو سفير غير مرغوب فيه بسوريا

                        * المقداد: السعودية توفر كل امكانياتها لتدمير الدولة السورية وهي بقرار مباشر من أجهزتها تدعم المسلحين

                        * بثينة شعبان: وفد ’’الائتلاف’’ لا يريد مناقشة أي شيء سوى كيف يمكنه الوصول إلى السلطة

                        * لونا الشبل عضو الوفد السوري تتحدث عن جديد جنيف-2



                        أكدت لونا الشبل عضو الوفد الرسمي السوري المشارك في مؤتمر جنيف-2 أن سوريا لا تقبل أن تتدخل أي دولة بشؤونها في اشارة الى تدخلات السفير الأميركي روبرت فورد بسير المحادثات في جنيف واجتماعاته مع وفد المعارضة وما قيل عن رسالة وجهها إلى الشعب السوري. وقالت الشبل في تصريحات صحفية حسب ما اوردت وكالة سانا متسائلة بأي صفة يفعل فورد كل ذلك مع أن الجمهورية العربية السورية أكدت أنه شخص غير مرغوب به منذ عامين فهل بات فورد مندوبا ساميا ليسمح لنفسه بتوجيه رسالة إلى الشعب السوري.
                        وردا على الادعاءات الأميركية بتوجيه المساعدات العسكرية لمن تسميهم واشنطن مقاتلين معتدلين أكدت الشبل أن لدى القاصي والداني علما بأنه ليس هناك مقاتلون معتدلون في سوريا وأن هذا الطرح سخف وكذبة ممجوجة باتت مملة فعلاً للشارع السوري معتبرة أن إعلان تسليح الإرهابيين من قبل واشنطن يمثل رسالة واضحة يراد منها ضرب الجهود السلمية وإفشال محاولات إيجاد الحل السياسي ونسف بيان جنيف1.
                        وأكدت الشبل انفتاح الوفد على كل الطروحات التي تقدم خلال المؤتمر واستعداده لمناقشتها في حين يرفض وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" ما يقدم له من طروحات.
                        وقالت إن الوفد الرسمي السوري لم ينتظر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لإيجاد أرضيات مشتركة بل بادر أكثر من مرة بعرض أوراق عمل أو مبادئ أو حتى أفكار لتؤسس لأرضية مشتركة للبدء انطلاقا من قناعته بأن السير إلى الأمام يحتاج على الأقل أن نقف معاً ونتفق على بعض النقاط لكن وفد الائتلاف واجه مبادرات الوفد الرسمي بالرفض القاطع.
                        وأوضحت الشبل أن الجلسة الصباحية اليوم كانت جلسة عمل وليست جلسة تشاورية وكانت هناك محاولات لوفد الائتلاف لطرح مجموعة أفكار رد عليها الوفد الرسمي السوري مباشرة مشيرة إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية رد اليوم على ما طرحه الوفد الآخر بالأمس بخصوص بيان جنيف1.
                        وأشارت الشبل إلى أن الإبراهيمي قرأ خلال الجلسة بعض النقاط وفق رؤيته للبند التاسع لبيان جنيف1 لكن لم تتم مناقشتها والمؤكد أن جلسة الغد ستخصص لمناقشة بند وقف العنف والإرهاب.
                        وبينت الشبل أن وفد المعارضة يصر على بدء النقاش ببنود منتقاة من بيان جنيف1 وليس عبر التسلسل إلا أن الوفد الرسمي السوري رد على ذلك بالإصرار على مناقشة البيان بندا بندا وبشكل متسلسل بحيث يبدأ بالفقرة الأولى وينتهي بآخر فقرة معتبرة أن النقاش الانتقائي لبيان جنيف1 غير صحيح وغير منطقي لأن من وضع البيان بترتيب معين لم يفعل ذلك عبثا.



                        حول تدخلات السفير الأميركي روبرت فورد بسير المحادثات في جنيف واجتماعاته مع وفد المعارضة وما قيل عن رسالة وجهها إلى الشعب السوري أكدت الشبل أن سوريا لا تقبل أن تتدخل أي دولة بشؤونها متسائلة بأي صفة يفعل فورد كل ذلك مع أن الجمهورية العربية السورية أكدت أنه شخص غير مرغوب به منذ عامين فهل بات فورد مندوبا ساميا ليسمح لنفسه بتوجيه رسالة إلى الشعب السوري.
                        وشددت الشبل على أن الوفد الرسمي السوري أتى إلى جنيف بخبرات وطنية ويحمل أمانة دم الشهداء وتوصيات أمهاتهم ولذلك فهو لا يحتاج إلى مساعدة خبراء من خارج سوريا أما الوفد الآخر فليس من المستغرب أن يلجأ إلى الخبراء ليقدموا له المعلومات ولكن في النهاية عندما نكون داخل القاعة فلن يجد أمامه إلا الوفد الرسمي السوري والإبراهيمي.
                        وجددت الشبل التأكيد على أن الموضوع الإنساني الإغاثي لا علاقة له بمؤتمر جنيف لأن الحكومة السورية تقوم بخطة الاستجابة المتفق عليها مع الأمم المتحدة وهي ليست وليدة اليوم مشيرة إلى أن ما يجري في حمص يشبه ما جرى في كثير من المناطق السورية ضمن هذه الخطة موضحة أن الحكومة السورية أبلغت الأمم المتحدة أنها جاهزة ومستعدة لإخراج النساء والأطفال من حمص القديمة وكل الترتيبات اللازمة أصحبت جاهزة إلا أن الأمم المتحدة تنتظر رد المسلحين وبالتالي فإن أي تأخير وانتظار أو عرقلة يتحملها المسلحون الذين يحاصرون هذه المنطقة وغيرها.
                        وردا على الادعاءات الأميركية بتوجيه المساعدات العسكرية لمن تسميهم واشنطن مقاتلين معتدلين أكدت الشبل أن لدى القاصي والداني علما بأنه ليس هناك مقاتلون معتدلون في سوريا وأن هذا الطرح سخف وكذبة ممجوجة باتت مملة فعلاً للشارع السوري معتبرة أن إعلان تسليح الإرهابيين من قبل واشنطن يمثل رسالة واضحة يراد منها ضرب الجهود السلمية وإفشال محاولات إيجاد الحل السياسي ونسف بيان جنيف1.
                        وبينت الشبل أن الوفد الرسمي السوري طالب الإبراهيمي والأمم المتحدة بالضغط على الولايات المتحدة والدول التي تلف لفها لوقف هذه الإجراءات التي تقوض الجهود الإيجابية التي حملها معه وفد الجمهورية العربية السورية إلى جنيف.
                        وبخصوص الموقف الروسي أكدت الشبل أن روسيا دولة تحترم حقوق الإنسان وسيادة الدول والمواثيق الدولية وهي التي بادرت مع الولايات المتحدة لعقد هذا المؤتمر مشيرة إلى أن روسيا تعلم أن الحوار يجب أن يكون سورياً سورياً وبرعاية الأمم المتحدة فالتعاون والتنسيق الذي يجري بين سورية وروسيا على أعلى المستويات يتم باحترام سيادة وحقوق الدولتين.

                        ***
                        * لافروف لم يتلقَّ جواباً من أحد: ماذا لو رحل الأسد غداً؟

                        وسيم إبراهيم - صحيفة "السفير"

                        في جعبة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الكثير من الأمثال الروسية، ويحبّذ على ما يبدو تلك التي توضح وجهة نظره ولا تفوت فرصة انتقاد الخصوم.

                        ردد في بروكسل، أمس، أن "البساطة أسوأ من السرقة"، ويرى أن هذا المثل يلخص قراءة المعارضة، ودولها الحليفة، لجوهر مفاوضات جنيف. بحسب قراءته: آخر شيء يجب أن يخطر على بال طاولة البحث هو الأشخاص، وقبل ذلك يجب الإجماع على كثير من القضايا، حول إنهاء العنف وعلى أسس الدولة السورية وكيفية بنائها، وبعدها يمكن الحديث بالمصائر الشخصية.

                        لافروف تحدث في مؤتمر صحافي، على هامش القمة الروسية - الأوروبية. سألته "السفير" عن موقف بلاده من قضية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كمطلب رئيس لـ"الائتلاف" المعارض، وذكرناه بكلام رئيسه فلاديمير بوتين أن روسيا لا تتمسك بأشخاص، وما قاله بداية العام الماضي عن أن "هذه العائلة (الأسد) حكمت أربعين عاماً". هذا السؤال قاد لافروف إلى مداخلة مر فيها على مجمل الحالة في سوريا ومفاوضاتها.

                        لافروف كرر أن العلاقات هي مع الشعب والدولة وليس مع أشخاص: "نحن لا ندعم السيد الأسد، ولا ندعم أي شخص آخر في سوريا أو في أي بلد آخر. لسنا أصدقاء مع عائلة الأسد، ولسنا أصدقاء مع أي شخصيات معينة أخرى في سوريا". وأضاف "كدولة، نحن أصدقاء مع الشعب السوري، والشعب الروسي صديق مع الشعب السوري.. ونشعر بقلق عميق لما يحدث لهذا البلد، هذا البلد الذي هو مهد المسيحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي يتم تدميره يوماً بعد يوم من قبل الإرهابيين، والمتطرفين الذين لا يعرفون أي دين وليس لديهم أي انتماء إلى أي معتقد ولا إلى أي دين. هؤلاء هم الذين يحرقون الأديرة والمساجد ويفجرون الأطفال والنساء وكبار السن. إنهم لا يعرفون أية قواعد للسلوك البشري".

                        هذا المدخل يجده لافروف ضرورياً قبل الانتقال للردّ على صلب السؤال. هنا يطيب له إطلاق الأمثلة. يقول "هل تعلمون أنه في بعض الأحيان البساطة هي أسوأ من السرقة، كما يقول مثل في روسيا". ويضيف "بعض الناس يقولون: الأسد يجب أن يرحل ثم كل شيء سيكون في مكانه الصحيح. شاهدنا يوغوسلافيا عندما كان الجميع يركز على (سلوبودان) ميلوسيفيتش. وشاهدنا العراق، عندما جرى الشيء نفسه بالنسبة لصدام حسين، ثم ليبيا و(العقيد الراحل معمر) القذافي، وإذا ألقيت نظرة على ما حدث بعد إطاحة الأنظمة، فلا أعتقد أنك يمكنك أن تستنتج أن الحياة أصبحت أفضل".

                        نتيجة لقناعة روسيا أن الخلاصة الأخيرة هي الجوهر، يوضح لافروف أن "ما نريد تجنبه بأي ثمن، هو هاجس آخر لتغيير النظام بسبب عداء شخصي لشخصية ما، والكراهية الشخصية لفرد معين. إنها ليست الطريقة التي يجب أن يدير الناس الكبار عبرها السياسة".

                        رئيس الديبلوماسية الروسية صاغ بنفسه بيان جنيف الأول مع نظيره الأميركي جون كيري، وهو ما يتفاوض حول تنفيذه النظام و"الائتلاف". لذلك يقول إنه لا يحتاج إلى من يشرح له "معاني" جنيف. يقول لافروف "أدعو كل أولئك الذين يقولون: الأسد هو المفتاح، ليقرأ بعناية بيان جنيف الذي وقعه جميع الأعضاء في مجلس الأمن". ويضيف معدداً ما يراه مرتكزات الاتفاق المؤسس للتسوية "لنحاول التركيز على ما داخله. وما هو فيه: نهاية العنف وقضايا إنسانية والإجماع، عبر التوافق المتبادل بين الحكومة والمعارضة. ويجب أن تكون هذه المعارضة ممثلاً حقيقياً، وذات صفة تمثيلية حقيقية. يجب أن يكون هناك توافق بين النظام والمعارضة حول كيفية إدارة سوريا ديموقراطية، حرة، متسامحة وآمنة وخالية من الإرهاب والتطرف".

                        يلخص لافروف كل ذلك في بضع جمل، ويقول إن مهمة النظام والمعارضة التي أقرها في اتفاقه مع الأميركيين هي: "يجب أن يتفقوا على أسس الدولة، وحول كيف يريدون إصلاحها، وبعد أن يتم بناء هذا التوافق، فسيكون من الممكن بالنسبة لهم، كما أعتقد، أن يناقشوا الشخصيات".

                        لكن الوزير الروسي، يعود ليأخذ موقفاً دقيقاً من وجهة وأولويات مسيرة الحل. يعلن أن آخر ما يمكن نقاشه هو ما تريده المعارضة جوهراً، ويقول "تخيّل أن الأسد يختفي غداً، ماذا سيحدث لهذا البلد؟ ومَن سيحافظ على وحدة البلاد؟ ليس هناك جواب".

                        موضوع الإرهاب ومكافحته على رأس الأجندة الروسية، خصوصاً مع التهديدات التي تصاحب قرب إقامة الألعاب الاولمبية في منتجع سوتشي الروسي. وقعت روسيا مع الأوروبيين أمس أيضاً بياناً يعلن موقفاً مشتركاً وعملاً لمناهضة الإرهاب. فروع الإرهاب في سوريا ليست استثناء عن هذا المسعى بالنسبة لروسيا، ووزير خارجيتها يؤكد وجود إجماع دولي عليه. ويقول لافروف، حول هذه القضية، "توسع الإرهابيين في سوريا يشكل تهديداً حقاً، وليس من قبيل المصادفة البيان الختامي الذي خرج من قمة مجموعة الثماني، في حزيران من العام الماضي، وجاء بناء على مبادرة من رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، فالبيان دعا الحكومة والمعارضة للتوحد وجمع قواهم لطرد الإرهابيين من سوريا أو لإبادتهم في سوريا".

                        هذه المسألة ليست تفصيلاً يمكن العبور فوقه، برأي لافروف، الذي يقول بلهجة حاسمة إن مكافحة الإرهاب في سوريا "واحدة من المهام الرئيسية"، ويضيف مؤكداً تفهم الأوروبيين لذلك "شعرت بالفهم المتزايد من جانب شركائنا الأوروبيين (لهذه القضية) عندما ناقشنا الوضع السوري والوضع في المنطقة".


                        ***
                        * لافروف يستقبل بطريرك انطاكيا يوحنا اليازجي في موسكو


                        لافروف: التعايش والصداقة بين المسيحيين والمسلمين أمام اختبار كبير هذه الأيام

                        أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تبذل جهودا مضنية من أجل الإفراج عن المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم بسورية.
                        وأعرب لافروف خلال لقائه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي الذي يزور روسيا حاليا عن أسفه لمعاناة المسيحيين في سورية بسبب الأزمة الراهنة".
                        وتابع الوزير الروسي أن موسكو تدرس حاليا سبل الاستفادة من التعاون بين السلطات والكنائس المسيحية من أجل إيجاد مخرج للأزمة السورية واستعادة الاستقرار في المنطقة. كما ثمّن لافروف الصلات التقليدية بين الكنيستين (الروسية والأنطاكية)، باعتبار أنها تساعد فعلا في تحقيق التوافق الذي يحتاج اليه العالم برمته والشرق الأوسط بشكل خاص".
                        ورأى لافروف أن أحداث "الربيع العربي" تطال بشكل مباشر مصير المسيحيين الذين يعيشون في هذه المنطقة منذ ألفي عام في سلام ووئام مع جيرانهم ، لكن اليوم يتعرض التعايش والصداقة بين المسيحيين والمسلمين لاختبار كبير، وفي هذا السياق يكتسب حوارنا أهمية بالغة من أجل الحيلولة دون تطور الأحداث وفق السيناريو الأسوأ".
                        بدوره أعرب البطريرك اليازجي عن تقديره لموقف موسكو الداعم للسلام في سورية ولبنان. كما رحب بجهود إيصال شحنات المساعدات الإنسانية التي تقدمها روسيا للشعب السوري، مضيفا ان توزيع هذه المساعدات يتم على جميع السكان دون أي تمييز على أساس الانتماء الديني.
                        وشدد البطريرك على أن سورية يجب أن تبقى دولة موحدة، أما لبنان فيجب أن يكون مستقرا وآمنا، كي يعيش المسلمون والمسيحيون في هذه المنطقة بسلام واحترام متبادل. وذكّر لافروف بحقيقة أن أول مطران في روسيا التاريخية كان سوريا.

                        ***
                        * روحاني: حل الازمة السورية بوقف دعم وارسال الاسلحة الى المجموعات الارهابية

                        استقبل رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ حسن روحاني الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان رئيس وفد مجموعة الحكماء الذي يضم الرئيسين السابقين الفنلندي والمكسيكي والاسقف ديازموند توتو.
                        ونقلت وكالة مهر للانباء عن روحاني ان اسباب الازمات الاقليمية تعود الى الفقر الثقافي والاقتصادي وانعدام العدالة والديمقراطية , وتواجد القوات الاجنبية والتدخلات الخارجية .
                        واكد روحاني على ان مكافحة العنف والتطرف والارهاب يجب ان تعالج جذريا , معتبرا ان تقديم اقتراح التصدي للعنف والتطرف في الامم المتحدة يندرج في هذا الاطار , واشار الى انه يتعين على جميع دول العالم واعضاء مجموعة الحكماء الدولية المساعدة لتنفيذ هذا الاقتراح.
                        واعتبر ان الحرب والمذابح في سوريا تؤلم اي انسان , داعيا الى الاتحاد من اجل وقف المأساة الانسانية في هذا البلد , واكد ان اهم خطوة في هذا الاتجاه هو وقف دعم وارسال الاسلحة الى المجموعات الارهابية في سوريا من قبل بعض دول المنطقة , اضافة الى ارسال المساعدات الانسانية الى اللاجئين في داخل وخارج سوريا.

                        * لاريجاني: القوى الكبرى فشلت في القضاء على الارهاب



                        اكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، خلال استقباله الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان في طهران، ان سبب فشل القوى الكبرى والمنظمات الدولية في اجتثاث لرئيس وفد مجموعة الحكماء كوفي عنان في طهران تطرق لاريجاني الى الازمات والمشاكل الراهنة على الصعيد العالمي لاسيما في الشرق الاوسط وقال، ان مجموعة الحكماء ينبغي ان ترد على تساؤل حول اسباب توجه الظروف الدولية صوب المزيد من الازمات لاسيما في الشرق الاوسط.

                        واشار الى الموضوع السوري وقال، انه بعد احتلال العراق وافغانستان واجه العالم ظاهرة حديثة تتمثل بالارهاب حيث تقوم العناصر المتطرفة والمتشددة بممارسات ارهابية في جميع القارات ومناطق العالم.
                        واوضح، ان الازمة السورية لاحل لها سوى اعتماد النهج السياسي وقد ادت الحسابات الخاطئة لبعض اللاعبين الاقليميين والدوليين الى تعقيد الاوضاع وتشديدها في هذا البلد.
                        وتساءل لاريجاني: اي عقل سليم ومنطق دولي يتقبل ان الديمقراطية بالامكان ارسائها في بلد بحاجة الى الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الهادئة عبر تصدير الارهابيين والاسلحة والعنف وتمويلهم.
                        واعرب عن امله بان تتمكن مجموعة الحكماء من متابعة اهدافها القائمة على دعم ارساء السلام والاستقرار والامن في مختلف بقاع العالم لاسيما في الشرق الاوسط عبر الاستفادة من قوة الاقناع من اجل تحقيق الاهداف الانسانية.
                        من جهته قدم الامين العام السابق للامم المتحدة ورئيس مجموعة الحكماء كوفي عنان ايضاحات حول مهمته ورسالة المجموعة والهدف من زيارة الجمهورية الاسلامية في ايران وقال ان الزيارة تصب في سياق تبادل وجهات النظر واكتساب الاستشارات من اجل معالجة المشاكل في الشرق الاوسط لاسيما الازمة السورية.
                        واضاف ، ان مجموعة الحكماء تتصور منذ البداية ان دور اللاعبين المهمين في المنطقة كالجمهورية الاسلامية الايرانية في ايجاد حل للازمة السورية لايمكن انكاره.
                        ودعا انان طهران الى بذل المزيد من المساعدات لارساء السلام والهدوء في سوريا.
                        وخلال اللقاء ايضا وصف الرئيس الفنلندي السابق مارتي آهيستاري الاتفاق النووي الاخير بين ايران و 5+1 بالتطور الايجابي والبناء واعرب عن امله بتوفير المزيد من الفرص لايران لاداء دور اكبر على الصعيدين الدولي والاقليمي عبر الاستمرار في هذا الاتفاق.
                        من جهته وصف الرئيس المكسيكي السابق ارنستو زريلو ايران بالبلد المهم والمؤثر في المنطقة وقال، ان المكسيك عانت من الصعوبات في مسار تحقيق التنمية مثل ايران ، ورغم الصعوبات والآلام الناجمة عن مخططات القوى الكبرى لفرض العزلة على ايران الا انها خطت بسرعة ودقة في نهجها التنموي.

                        * طهران تنتقد تخبط السياسة الاميركية بشان سوريا



                        وصف مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية امير عبد اللهيان القرار الأميركي الجديد باعادة تسليح الإرهابيين في سوريا بالخطأ الاستراتيجي.

                        واوضح عبداللهيان في تصريح له اليوم الاربعاء، ان الازمة السورية ان كانت لها حل عسكري لتمت تسويتها خلال الاعوام الثلاثة الماضية.
                        واعتبر مساعد وزير الخارجية الايراني ان التصرفات الاميركية المتناقضة بالتزامن مع مفاوضات جنيف تدلل على ان واشنطن لاتمتلك خطة لحل الازمة السورية.

                        وجدد عبداللهيان التاكيد على ان الحكومة السورية تمتلك سبيلا للحل السياسي يتبنى الاسلوب الديمقراطي واجراء الانتخابات وفقا لارادة الشعب.

                        ***
                        * فتاوى "الجهاد" في سوريا قمة النذالة والانحطاط..

                        جبريل الرجوب يفتح النار من طهران على التكفيريين في سوريا ومن يدعمهم

                        فتاوى "الجهاد" في سوريا قمة النذالة والانحطاط



                        ....وحول فتاوى ما يسمى بـ"الجهاد" في سوريا وغياب الفتاوى التي تنادي للجهاد الحقيقي في فلسطين المحتلة، قال الرجوب: هذه قمة النذالة وقمة الانحطاط، ليس هكذا الإسلام وهؤلاء مجموعة نصابين، يعملوا فتاوى أنه لا يجب على أي أحد أن يزور فلسطين لأن هذا تطبيع وهذا كذب وافتراء وهذا ما يريده الإسرائيليون، يريدون العالم الإسلامي ينذبح في سوريا وغير سوريا وهؤلاء أصحاب الفتاوى نصابين وهذا ما تريده أميركا ولن تنجح، الإسلام دين التسامح والاحترام والإنسان له قيمة، هذه الفتاوى ليس لها أساس فقهي.

                        وأضاف أن: الخط الإسلامي المعتدل هو الذي انتصر والقومية والوطنية في المرحلة القادمة يجب أن ترتكز عليها المجتمعات، ونحن نتمنى إصدار فتاوى للزحف إلى فلسطين للجهاد في فلسطين، ونحن معركتنا فقط مع الاحتلال الإسرائيلي.

                        وتابع أن: هذه الفواتير حاول البعض أن يسددها للأميركان واللإسرائيليين ولكن شكراً للوعي العربي الإسلامي الذي أفشل المخطط، والكل يرى أن أتباعنا محاصرين ومعزولين والسقوط المدوي لمحمد مرسي وفكره، يعني أنا لا أريد أن اتكلم في الموضوع، هل يصح أن يأتي شخص إلى طهران ويسب النظام السوري من طهران!، ما هذا الكلام؟!، ماذا يريد أن يقول؟!، هذه رسالة معروفة لمن؟ كيف؟، معقولة أن يقول أنا وأنا ومن ثم يقول لبيريز عزيزي وشقيقي وصديقي، هذا مستوى زعامة عربية وإسلامية، هل هذه القامات التي تقود هذه الأمة؟
                        نحن نأمل أن يقودنا هذا التحول إلى استنتاجات وإلى صيغة لها علاقة بخارطة مصالحنا.

                        من تورط ضد سوريا مجرم بحق القضية الفلسطينية

                        وحول قضية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا قال الرجوب: أصبح مخيم اليرموك جزء من مسرح الصراع في سوريا، والذين بقوا من الفلسطينيين لا يشلكوا 10 بالمئة من مجموع السكان للمخيم، إن الفلسطينيين المنضوين تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لم ينخرطوا في أي شكل من أشكال القتال الدائر في سوريا، ونحن كان هذا موقفنا منذ اليوم الأول ولازال موقفنا ثابتا.


                        وأضاف: ما يحصل في سوريا يؤلمنا، الفلسطيني في سوريا من 1948 إلى الآن هو حامل وثيقة سورية ولم يعطوه الجواز لأسباب لها علاقة بقرار الجامعة العربية لحماية الهوية، ولكن سوريا هي الدول العربية الوحيدة التي فيها الفلسطيني له نفس الحقوق التي يتمتع فيها المواطن السوري في التوظيف والتعليم والتطبيب والتملك والدخول والخروج وفي كل الفرص، والذي تورط ضد سوريا غلطان ومجرم بحق القضية الفلسطينية وهذا عيب لا يجب أن نعمله لا ضد الشعب السوري ولا الجيش السوري.

                        ***
                        * غارة جوية تركية تستهدف قافلة لـ’’داعش’’ شمال سورية
                        أعلن الجيش التركي أنه شنّ غارة جوية استهدفت قافلة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال سورية.
                        وأصدر الجيش بياناً نقلته وسائل إعلام تركية أعلن فيه أن مقاتلات "أف-16" قصفت عدداً من المركبات التابعة لـ"داعش" المرتبطة بتنظيم القاعدة بعد أن فتح مسلحون النار على منقطة عسكرية على الحدود التركية - السورية في وقت سابق اليوم.
                        وبحسب البيان، فقد أدى الهجوم إلى تدمير شاحنة (بيك أب) وحافلة تابعة للتنظيم.

                        * ’’داعش’’ تعدم مجموعة كاملة من ’’الجيش الحر’’ في ريف ادلب
                        اعدم تنظيم "مايعرف بـ"داعش" في ريف ادلب مجموعة كاملة من مسلحي مايسمى "الجيش الحر" عرف منهم "محمد عمر خالد قدي" من أورم الجوز قرب أريحا بريف ادلب.

                        تعليق


                        • 29/1/2014


                          * سموّ الأمير ينصّب فخامة الرئيس!



                          ثريا عاصي/ الاخبار


                          من مآخذ بعض أصحاب الاختصاص في فرنسا على السياسة التي تنتهجها حكومة بلادهم في سوريا وبلاد الشام، أنها تغفل معطى أساسياً وضرورياً لفهم المجتمعات في هذه البلاد، ولمعرفة ما هي شروط استقرارها وأولويات اضطرابها.

                          إن ما يميّز المجتمع السوري أو الشامي بوجه عام عن غيره، هو قابليته، ظاهرياً، للتجزؤ. ولكن التصاق أجزائه بعضها ببعض ووجود قنوات اتصال وتبادل مفتوحة، بينها أمران لازمان، ليس فقط لضمان استقراره، بل لضمان بقائه أيضاً. عندما نقول إن فلسطين جزء لا يتجزأ من بلاد الشام، فهذه حقيقة تنبّهت لها نخبة من المفكرين في بدايات القرن الماضي، نذكر منهم ميشال شيحا وأنطون سعادة.

                          يحسن التذكير في هذا السياق أنّ عملاء المستعمرين اعتقلوا وحاكموا وأعدموا هذا الأخير في أقل من ثمان وأربعين ساعة. عندما نقول أيضاً إن لبنان بلد الطوائف والمذاهب، التي لا يمكن فسخ الروابط بينها، من دون أن يؤدي ذلك إلى كارثة لا تعم لبنان وحده، بل بلاد الشام والعراق ومصر أيضاً، فإن ما يجري في الراهن في هذه البلاد يقطع الشك باليقين! بل يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك والقول إن القرى اللبنانية التي كان سكانها حتى سبعينيات القرن الماضي، من أتباع ديانات مختلفة، ولم تعد كذلك الآن، فقدت علة وجودها وروحها، فصارت لا معنى لها! لقد وجد «الزعران» أن أفضل الوسائل لممارسة نفوذهم على من هم من طائفتهم أو على مذهبهم هي الانفراد بهم بعد تهجير وترهيب بقية أبناء القرية «على الهوية».


                          ومن ميزات المجتمع السوري (واللبناني ضمناً) أيضاً غياب التجانس بين الناس.


                          من المرجح أن يكون مرد ذلك إلى ضعف أو تقصير أو طغيان السلطة المركزية، وبالتالي إلى فقدان الثقة بها. هذا ما حال بحسب رأيي دون أن تصير المدرسة الرسمية الركيزة الأساسية للتربية الوطنية.


                          لا شك في أن الهجرة ساهمت هي أيضاً في خلخلة البنى الاجتماعية، ولا سيّما أن السلطة كانت منشغلة على الدوام بالدفاع عن بقائها في وجه الذين يتأثرون باستهواء القوى الاستعمارية وبالإغراءات التي تثير الشهية إلى الحكم، ما جعلها تركن عادة إلى ضعفاء النفوس وتحذر ذوي المواهب والكفاءات.


                          مجمل القول إنّ المجتمع يعج بالناس، الذين لم يتخلقوا بأخلاق الأمة والوطنية. والدليل على ذلك ماثل أمامنا، حيث تعكف «القوى الكبرى» على قضايانا.


                          وكأن شيئاً لم يتغير منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، واقتسام ثروة «الرجل المريض» العثماني، بين القوتين الاستعماريتين آنذاك، فرنسا وإنكلترا على أساس اتفاقية سايكس بيكو (1916) ووعد بلفور (1917). أو بكلام أكثر وضوحاً وصراحة، أن السياسة التي تنتهجها الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، في بلادنا، هي البرهان القاطع على أن هذه الدول استعمارية امبريالية، كما كانت في السابق. فهي لا تعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها. ينبني عليه أنها عنصرية كمثل دولة المستعمرين الإسرائيليين، هذا من ناحية.


                          أما من ناحية ثانية، فإن سلوك حكام العرب، منذ أن انقادوا خلف نواطير آبار النفط، إنما يدل على أنهم جاهلون وعديمو التربية والأخلاق.إذ لا فرق بينهم وبين أسلافهم الذين كانوا يتملقون قادة المستعمرين، هذا يستجدي إمارة وذاك وزارة!


                          ومهما يكن، فإن ما يقارب القرن من الزمن يفصل بين مؤتمر السلام الذي عقد سنة 1919 في مدينة فرساي الفرنسية ومؤتمر «جنيف 2» الذي بدأت جلساته الأربعاء 22 كانون الثاني 2014 في مدينة مونترو السويسرية.رغم طول هذه المدة، لم تتبدل الذهنية العنصرية الإمبريالية لدى قادة الغرب، ولم يتعلم أمراء العرب وحكامهم شيئاً من تجاربهم وهزائمهم. بل إنّ العجب العجاب هو أن التقدم الهائل في وسائل الاتصال، بالإضافة إلى وجود نخبة من المراقبين والمفكرين العرب منتشرين في كل أنحاء العالم، لم يضعا حداً لوقاحة بعض قادة الغرب ولم يلزما نواطير النفط بمراعاة قواعد التهذيب وضرورات الحياء. يظن هؤلاء أنّ الأموال التي جمعوها بطريقة غير شرعية تحلّل لهم ارتكاب الجريمة إشباعاً لغرائزهم. ويعتقد أولئك أنهم الأعلى منزلة في سلّم الأجناس البشرية لأنهم الأقوى عسكرياً.


                          «كنا قادرين على ضرب سوريا. قليلة هي الدول التي يمكنها أن تظهر هذه السيادة والحرية والقدرة»، القول للرئيس الفرنسي. الذي اعترفت حكومته بجماعة الائتلاف ممثلة شرعية لسوريا. وفي السياق نفسه، منح وزير خارجية آل سعود رئيس جماعة الائتلاف لقب «فخامة الرئيس». بمعنى آخر، يتباهى ويتكبر قادة فرنسا بإظهار قدرتهم على استرجاع مستعمراتهم القديمة. إلى الجحيم، حقوق الإنسان ومبادئ الجمهورية والديموقراطية. يرخص الغالي والنفيس في خدمة الولايات المتحدة الأميركية!


                          كان مستغرباً أن تتحول إمارة قطر، محجة للرياضيين، بانتظار عام 2022 موعد كأس العالم لكرة القدم، وللمفكرين على شاكلة الفلسطيني عزمي بشارة، ولثوار الربيع العربي من ليبيا إلى مصر فسوريا. والذين لحق بهم حمساويو فلسطين بحجة أن الجهاد في سوريا أفضل من مقاومة المستعمرين الإسرائيليين. نبكي ونتباكي في الراهن على المحاصرين في مخيم اليرموك. لا يهمنا ماذا جرى في سوريا. قالوا إن شعلة الحرية والثورة الديموقراطية العربية خرج بها الأمير من قطر. أين هو الأمير؟! لماذا انتقلت الشعلة إلى أمراء آل سعود؟ ألا يثير الدهشة أن يعيّن أمير من آل سعود بلغ من الكبر عتياً، رئيساً على سوريا في مؤتمر يعقد في مدينة سويسرية؟!

                          من البديهي أن الائتلاف الذي تبناه الفرنسيون تهافت وما وصل منه إلى سويسرا حطام لا يمثل شيئاً، وأن الرئيس الذي عيّنه الأمير سعود فيصل بن عبد العزيز آل سعود لا يمثل إلا هذا الأخير. أغلب الظن أننا حيال منازعة بين سوريا من جهة ودول الغرب من جهة ثانية، شبيهة بالمنازعة بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد. المشكلة أن آل سعود أرسلوا جهاديي القاعدة إلى سوريا بحجة الدفاع عن المسلمين، هذا من ناحية. أما من ناحية ثانية، فلقد أوكلوا إلى جامعة الدول العربية مهمة استدعاء الحلف الأطلسي لضرب سوريا بحجة الدفاع عن العرب!

                          ***
                          * تفجيرات من المحيط إلى الخليج وراءها غرفة سوداء واحدة

                          احمد فرحات

                          في الذاكرة العربية المعاصرة، أحداث وتطورات طبعت المشهد، وأحدثت إرتدادات، صداها هو ما نعيشه اليوم، تفجيرات متنقلة بين عواصم عربية عديدة، لطالما تفاخرت بأمنها وإستقرارها، والحكاية تبدأ من غزو العراق في العام 2003.



                          في هذا العام المشؤوم، فتحت دول الخليج ممراتها الجوية والبحرية والبرية لقوات الإحتلال الدولي (الأميركي والبريطاني بشكل خاص)، لغزو بلاد الرافدين، بهدف إسقاط نظام صدام حسين .. نظام خدم دول الخليج وواشنطن في لحظات تاريخية مفصلية قبل سقوط الاتحاد السوفياتي .. ترهل بفعل مغامراته المدفوعة، وبات أمر إسقاطه حتمياً، والغزو سبيلاً لبلوغ غايات جديدة.

                          أحد أهداف اجتياح العراق وإسقاط دولته، اخضاع النظام السوري في مرحلة لاحقة، وضرب محور المقاومة الممتد من الجمهورية الاسلامية الإيرانية إلى سوريا فلبنان، إضافة إلى تدمير الأمن العربي من بوابته الخلفية ألا وهي العراق، وتفتيت المنطقة العربية إلى دويلات، تحت عنوان ما سمي في حينه "بَلقنة العالم العربي"، والهدف الاستراتيجي الكبير، حماية الكيان الإسرائيلي وفك عزلته، وتأمين ممرات النفط إلى دول أوروبا.

                          في مرحلة الإحتلال الأميركي للعراق، تحدث العديد من المفكرين عن مشاريع فتنوية ستغزو العالم العربي، وعن تفجيرات ستضرب العواصم العربية وعن اضطرابات ستحدث اثلاماً في الأمصار.

                          مرت السنون وتبدلت الأحوال، غادر المحتل الأميركي العراق، بعد أن فتح البلاد أمام جماعات مسلحة تكفيرية، نمت وكبرت في عواصم بعض حلفائه من العرب، وغذتها وسائل إعلام، اعتلى منبرها تكفيريو الأرض، جيشوا وحرضوا، حتى اشتعلت المنطقة العربية، وباتت على فوهة بركان.

                          العراق، سوريا، لبنان، مصر، ليبيا، تونس، دول من المحيط إلى الخليج، غزتها أفكار تكفيرية تفجيرية، حولت البلاد العربية إلى دول غير مستقرة، منهكة القوى، لا حياة إقتصادية فيها، بنيتها الأمنية ممزقة، قواتها الأمنية والعسكرية مستنزفة.

                          الخبير الاستراتيجي والدكتور في الجامعة اللبنانية طلال عتريسي وفي حديث مع موقع المنار، لفت إلى أن خطورة هذه التفجيرات في أنها بدأت تحول الكثير من البلدان العربية إلى دول غير مستقرة إجتماعياً وسياسياً وحتى إقتصادياً، مشيراً إلى أن هذه المخططات تدخل الجيوش والقوة الأمنية العربية في حالة من الاستنزاف الداخلي، وعلى المستوى القومي تريح العدو الإسرائيلي لسنوات، وبالتالي "فإن القوى أو الجهة التي تقف خلف هذه التفجيرات سواء أدركت أم لم تدرك فهي تخدم المصلحة الإستراتيجية الإسرائيلية".



                          مصلحة هذا الكيان الغربي في إضعاف الدول العربية ليس خافياً على أحد، تمهيداً لتقسيمها بحسب "وثيقة كيفونيم" الصادرة في العام 1982، والتي حددت السياسيات الصهيونية للسنوات القادمة. ورأت هذه الوثيقة أن بث الكراهية من خلال الخلافات أو الانقسامات هو السبيل الأنجع لتغيير معالم وحدود الدولة العربية، وذكرت أن تفتيت سورية والعراق وتحطيم القوة العسكرية لدى هاتين الدولتين هدفاً اولوياً لـ"اسرائيل"، وهذا ما نشهده اليوم، تحطيم لقوة هاتين الدولتين عبر إشغالهما في معارك مع جماعات مسلحة تكفيرية، تسترت بلبوس المذهبية.

                          لكن هذا العقل التكفيري الذي نما في أحضان أجهزة ودول باتت معروفة، لا يميز في إجرامه، فالتفجيرات في عواصم العرب، والتي يتوفر لها دعم وغطاء سياسي بحسب الدكتور عتريسي، ليست مذهبية كما يروج البعض، غير أنه يتذرع بهذا الأمر في بعض الحالات كما الحال في لبنان وحتى سوريا بدرجة أخف، لكن هذا الفكر يفجر ويقتل حتى داخل المذهب الواحد في الدول العربية المختلفة، وقال الدكتور طلال إن "الإنتشار الواسع لمثل هذا النوع من العمليات يجعل المعركة مفتوحة معها من قوى واجهزة مختلفة، فالمعركة ليست معركة الشيعة مع التكفير، بل معركة كل الأطراف المتضررة من هذا الإتجاه التكفيري الإنتحاري".

                          ففي مصر، نلاحظ أن الفكر التكفيري استهدف كل الأطياف الإسلامية التي اختلف معها سياسياً أو فكرياً، وضرب الجيش والمواطنين الأبرياء بالدرجة الأولى، في أسلوب نفسه نراه في العراق وسوريا وليبيا ... تفجير في أسواق مدنية، وأمام المستشفيات، وفي أي مكان تصل إليه يد التكفير والإجرام، وشهدت البلاد عمليات ضد الجيش والشرطة والمدنيين والسياسيين، أسفرت عن مقتل عشرات المواطنين، إضافة إلى وجود جماعات مسلحة، تعمل على تدمير الدولة المصرية وانهاكها واستنزافها.

                          وفي ليبيا، شهدت بنغازي عملية انتحارية أواخر العام الماضي، قتلت وجرحت العشرات من مدنيين وعسكريين، فيما انفجرت سيارات مفخخة أمام مدارس ومستشفيات في بنغازي أيضاً، أزهقت أرواح عشرات المدنيين الأبرياء.

                          وفي سوريا، تفجيرات إرهابية، وعمليات قتل ممنهجة، وتدمير للدولة وللإنسان، على يد جماعات مسلحة اتت إلى البلاد من أصقاع الأرض، امتهنت الإجرام، وقطعت الرؤوس، وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ، و"لم تترك موبقة واحدة على وجه الأرض إلا وفعلتها".

                          لبنان لم يستثنى من إنتحاريين ضربوا الجيش والمواطن، وتفجيرات استهدفت دور العبادة، ومسلحين يهددون بالأعظم.

                          مسلحون معبؤون بفكر تكفيري، غزوا بلدان العرب، وأضاعوا بوصلة الحق، بوصلة فلسطين، أليست القدس اولى بدماء هؤلاء، من تفجير الآمنين، وأليس الذود عن الإسلام ومحاربة العدو الإسرائيلي الهدف الأسمى والمقدس للمسلمين؟

                          اولم يحرم الإسلام قتل النفس البريئة بغير وجه حق .. من ابتدع الفكر التكفيري وغرزه كالخنجر في تعاليم الإسلام المتعالية؟.

                          الفكر الوهابي منبع هذه العمليات بحسب الدكتور عتريسي، الذي دعا إلى الإلتفات إلى وجود جهات فكرية تتبع المذهب الوهابي وتتبنى التكفير، لكن لم تذهب إلى حد الدعوة إلى القتل، غير أنه أوضح أن البنية التكفيرية تساعد إلى تحويل التكفير إلى تفجير، والفكر الوهابي أعطى القاعدة الفكرية التي ترتكز إليها كل التفجيرات.



                          ومن هنا، برزت العديد من الدعوات إلى مواجهة الفكر الوهابي الذي بات يهدد الجميع، وانبرى العديد من مشايخ الأمة على مختلف مذاهبها محذرين من التمادي في التكفير، وهنا نذكر ندوة عقدت في القاهرة في العام 2010، تحت عنوان "الوهابية: خطر على الإسلام والعالم"، طالب فيها المشاركون من علماء الأزهر ومفكرين إسلاميين بضرورة إعداد استراتيجية إسلامية وعالمية ثقافية وسياسية لمقاومة الوهابية، وانها تبث أفكارا وسلوكيات تحض على العنف والإرهاب والكراهية وسهولة التكفير ضد كل من يخالفهم في الرأي.

                          الملتقى العلمائي الإسلامي العاشر الذي عقد في دمشق قبل أيام تحت عنوان "المسلمون بين التغريب والفكر التكفيري" دعا أيضاً إلى العمل على مكافحة الفكر التكفيري الوهابي المتشدد ومنع ترويجه وانتشاره في أنحاء العالم الإسلامي.

                          تعليق


                          • 29/1/2014


                            * مفاوضات جنيف : جولة خامسة نتيجتها صفر!



                            محمد بلوط/السفير/بانوراما الشرق الاوسط

                            أقصى ما يمكن الحصول عليه من أسبوع جنيف عندما ينتهي ليل الجمعة المقبل، هو تأشيرة عودة إلى قصر الأمم المتحدة، في الأسبوع الثاني من شباط المقبل، في أفضل الأحوال.

                            الكلام لأحد الديبلوماسيين العاملين في الملف التفاوضي وتقييم لمسيرة أسبوع من المفاوضات، انطلاقاً من مونترو وصولاً إلى جنيف.

                            ونزل قاعة المفاوضات، ليقلب مسيرتها، ذلك الإعلان عن استئناف الأميركيين تزويد المعارضة السورية، بمعدات «غير فتاكة» من أجهزة اتصال وتشويش، وتصويت الكونغرس، منذ أيلول الماضي على مدّها بالأسلحة وصواريخ مضادة للدبابات.

                            وتحدث المفاوض السوري بشار الجعفري، بإسهاب، عن العملية التسلحية الأميركية، بوصفها تتضارب مع التزامات الولايات المتحدة، التي بادرت إلى الدعوة لرعاية الحل السياسي السوري في جنيف. ويبدو أن قرار التسليح الأميركي تزامن مع التوتر حول «الكيميائي» السوري، ونجاح الضغوط في الكونغرس، لتمرير صفقة أسلحة أميركية، وصلت أجزاء منها إلى مستودعات باب الهوى، التي استولت عليها «الجبهة الإسلامية»، بعد هروب «هيئة أركان الجيش الحر» من مقرها القريب.

                            وإذا ما صدق وصول تلك الأسلحة إلى الشمال السوري، فمن الواضح أن الإدارة الأميركية، قد نقلت رهانها، من الجماعات «المعتدلة» نهائياً، نحو الجماعات «الجهادية» وهي تحاول استمالتها، لضمها إلى العملية السياسية بأي ثمن لتصليب قدرة «الائتلاف» أو أي وفد للمعارضة على تنفيذ التزاماته في جنيف، لا سيما وقف النار وتبادل المعتقلين ورفع الحصار عن مناطق الطرفين، ومواصلة القتال ضد تنظيم «القاعدة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة»، وفرض فرز يمزق الجماعات «الجهادية»، بين ما هو «قاعدي» أو غيره، وهو يصبّ أيضاً في مصلحة الجيش السوري.

                            المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اعتنى بشدة في التقليل من حجم الفشل الذي أصاب الاجتماعات السورية. اكتفى بما قلّ ودلّ، وبما يحفظ استمرار المهمة التي يقوم بها، ويبقي الوفدين في القاعة. «لم نحقق تقدماً، لكننا سنواصل العمل»، قال من جديد الإبراهيمي.

                            وفي قاعة المؤتمرات الصحافية، صار الموعد المسائي بين الإبراهيمي والصحافيين، تكراراً للجمل المعدّة سلفاً، أسئلة وإجابات، لسبعة مؤتمرات صحافية مقبلة، عن المراوحة في قصر الأمم المتحدة. تنويعات في جرعة التشاؤم الملتبس، أو الديبلوماسية الواقعية، التي لا تخاطر بالتفاؤل، لسياسي عتيق، لن يسلم بسهولة، أن المستحيل السوري، هو أقوى المستحيلات. وهو كذلك لكثرة الأوصياء الدوليين والمتدخلين، وانزلاق اليد السورية عن دفة القرار، وغزارة الدماء، ما أريق منها وما سيراق غداً، وتلك الرغبة العارمة باختبار المحنة حتى النهاية وارتشافها، أملاً بالارتواء بنصر مهما كلف الثمن، ولو فوق حطام سوريا كلها.

                            جولة خامسة، النتيجة: صفر. لكن الإبراهيمي سعيد وقنوع مع ذلك، بالنتيجة الصفرية، «أنا راضٍ أن الجميع سيبقون حتى الجمعة، ولن يغادر احد الطاولة، أو يهرب من القاعة». المفاوضات من اجل المفاوضات.

                            وللمرة الأولى منذ بدء الجلسات، امتنع المبعوث الأممي عن دعوة الوفدين إلى ملاقاته في غرف منفصلة، كما جرت العادة، بعد واحدة من أطول الجلسات التي يلتقي فيها تسعة الوفد الحكومي السوري، وخمسة عشر «الائتلاف»، والإبراهيمي بينهما.

                            وبخلاف ما أطلق من تفسيرات متضاربة عن إلغاء الدعوة اليومية المسائية، وإمهال الإبراهيمي الوفد الحكومي حتى الغد، لتقديم رؤيته النهائية لبيان جنيف وآلياته التطبيقية، فضل الإبراهيمي إلغاء اللقاء بقرار منه «إذ لا سبب للتأجيل، ولا مذنب فيه. أنا من قرر إلغاء الجلسة، من دون ضغط أو طلب من أحد».

                            والتأجيل لم يكن ضرورياً للوفدين بل للوسيط الأممي نفسه. يسعى الإبراهيمي لكسب الوقت أولاً، وامتحان التزام الروس والأميركيين بتعهداتهم ضبط إيقاع المفاوضات حتى الجمعة المقبل، ومطالبة الوفدين بمرونة اكبر في القاعة المغلقة، وهو ما يفعلونه على الدوام، بحسب ديبلوماسي يواكب العملية عن قرب.

                            وقالت مستشارة الرئاسة السورية للشؤون السياسية بثينة شعبان إن «الروس طلبوا منا العمل بهدوء»، فيما كان «الائتلافيون» يلتئمون حول السفير الأميركي روبرت فورد لتقييم اليوم التفاوضي الأخير، والعودة باقتراحات أخرى، لإدامة التركيز على الحكومة الانتقالية، وإبقاء النقاش في عنق الزجاجة حول الحكومة الانتقالية، مع العلم مسبقاً، أن لا أمل بإحداث أي تقدم في النقاش طالما استمر يدور حول مسألة، لا يسمح، لا ميزان القوى الميداني المائل لمصلحة الحكومة السورية بتحقيقها، ولا ما يتبرع به الروس من وقت إلى آخر بالتوضيح، أن لا بديل حالياً عن الرئيس بشار الأسد، وان البديل لن يكون ديموقراطياً بأي حال، كما فعل وزير خارجيتهم سيرغي لافروف بالقول «لا احد يستطيع الإجابة عمن سيضمن وحدة سوريا إذا رحل الأسد؟». (تفاصيل صفحة 16)

                            وليس مؤكداً، أن الإدارة الأميركية نفسها، تريد من جنيف أن يتحول إلى منصة دولية لإسقاط النظام السوري. ويقول مصدر ديبلوماسي عربي إن محادثيه في الخارجية الأميركية «أوضحوا في اليومين الماضيين، أن الهدف في جنيف، هو تقطيع الوقت، لتجاوز المرحلة الحالية، قبل العودة مستقبلاً للحديث عن الأسد، وان جنيف لن يكون جزءاً من استراتيجية، أو أي عمل يهدف إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد، وان الأولوية هي الملف الإنساني».

                            والأرجح أن الأميركيين لن يخاطروا بمطالب جذرية، تخرب مسيرة الملف «الكيميائي»، قبل التقدم نحو تصفيته بشكل نهائي في سوريا، فهو يبقى الأولوية في سوريا، فضلاً عن استكمال استراتيجيات وشراكة، لم تنضج بعد، في التصدي لتمدد «القاعدة» في المنطقة، ولا يمكن تصورها من دون سلطة مركزية قوية في دمشق، تتكئ إلى أجهزة الدولة السورية الحالية.

                            مع ذلك، لم يتناول أحد القضايا الإنسانية بالأمس. تراجع الاهتمام بحمص، ولم يأت الكلام على أي وقف لإطلاق النار. قدم «الائتلافيون» ورقتهم المنتظرة: بيان جنيف كما يرونه، وترتيب الأولويات التي ينبغي تنفيذها.

                            من دون أن توزع الورقة «الائتلافية»، قال المتحدث باسمه لؤي صافي «لقد قدمنا تصوراً، لإنشاء بيئة صالحة تمهد لتأليف هيئة حاكمة انتقالية، وإدارة المرحلة الانتقالية، وسوريا حرة تستند إلى دولة القانون، تكون فوق الجميع».
                            وخارج القاعة، برز بصيص تقاطع بين الحكومة السورية ووفد «الائتلافيين»، يعزز الاتجاه إلى القبول بمقايضة غير معلنة، بين بلدات نبل والزهراء في ريف حلب، والفوعة في ادلب، مقابل التقدم في رفع الحصار عن حمص القديمة. التقاطع إعلامي وفي الشكل فقط. إذ سلم صافي أنه ينبغي «رفع الحصار عن كل المناطق المحاصرة في سوريا، من دون استثناء، مع التفريق أن حمص القديمة محاصرة منذ 600 يوم، من دون أن يصلها غذاء أو دواء، فيما تتمركز في القرى الموالية للنظام المحاصرة في الريفين الادلبي والحلبي، قوى مسلحة تقصف القرى المجاورة، وقد أتيح للنظام، تموينها عبر المروحيات».

                            ويقول ديبلوماسي يعمل منذ أشهر على فك الحصار عن المدينة الحمصية القديمة، إن الضغط الإعلامي، وتسليط الأضواء قد يساعد على التقدم قريباً في قضية حمص. وقالت خلية الأزمة الأممية المعنية بغوث حمص في قصر الأمم المتحدة إن القافلة المنتظرة بالقرب من حمص، تحمل ما يكفي لإطعام 2500 شخص شهراً كاملاً.

                            ويقول الديبلوماسي، الذي يتابع الاتصالات، متقاطعاً مع مصدر من «الجيش الحر» في المنطقة، إن المقاتلين في المدينة يفاوضون السلطات المحلية والأمم المتحدة، ويقولون إنهم يفاوضون عن أنفسهم، ولم يفوّضوا لا «الائتلاف» ولا غيره بذلك. ولكن من غير المتوقع ان تتقدم التسويات حول حمص قبل الجمعة المقبل، وقد تتسارع منطقياً، بعد انفضاض دورة جنيف الأولى. إذ لن تقدم دمشق اي هدية للوفد «الائتلافي» المفاوض في جنيف، وان تسهل حصوله على اي مكسب من هذا النوع، يمنحه شرعية التحدث باسم أي منطقة من مناطق سوريا، أو التباهي بإنجاز يضفي على حضوره في جنيف أي شرعية سياسية أو تمثيلية.

                            وشن فورد هجوماً على الحكومة السورية، معتبراً أن «عدم إدخال دمشق مساعدات الى حمص يعتبر جريمة حرب».
                            ومنذ البداية، لجأت الحكومة السورية إلى وضع المفاوضات، في حيز بلدي، أو مناطقي، في درجتها الأعلى، يعنى بها محافظ المنطقة، وتدخل في سياق التسويات التي تقوم بها محلياً، وهي تسويات تريد دمشق الإثبات أنها لا تحتاج إلى سبعة أيام في جنيف للتوصل إليها، ويمكن حلها بقرار محلي بالتعاون مع الأمم المتحدة.

                            وقد لا يعود الوفد «الائتلافي» نفسه إلى جنيف في شباط، إذا ما قدر للمفاوضات أن تستأنف. وكشفت أيام جنيف ضعف تمثيلية «الائتلاف» للجميع، بما فيهم الأميركيون والروس والأمم المتحدة، كما كشفت حدود الاتفاق الذي عقده وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في السابع من أيار الماضي على تقسيم الأدوار بينهما. إذ لم يؤد تفويض فورد تشكيل وفد المعارضة، من دون الروس، بعد أن اقنع كيري الروس أنه يملك ورقة المعارضة، إلا إلى تكريس هيمنة السعودية وقطر وتركيا، على المشيئة السياسية لهذا الجناح من المعارضة الخارجية.

                            ومن الواضح أن فورد يزود وزيره بمعطيات ناقصة وربما خاطئة عن حقيقة ميزان القوى داخل المعارضة السورية، وهو ما اتضح خلال مفاوضات «جنيف 2». كما أدى ذلك التقسيم إلى تمزيق «الائتلاف» بين القطريين والسعوديين، وإقصاء معارضة الداخل، من «هيئة التنسيق» و«تيار بناء الدولة»، فضلاً عن «المنبر الديموقراطي»، وشخصيات وطنية مستقلة.

                            وكان لافتاً أن يطالب بشار الجعفري بوفد معارض أكثر مصداقية، واشتراط تشكيلة أوسع تمثيلاً، لا سيما معارضة الداخل، لمواصلة التفاوض.

                            وقال مصدر ديبلوماسي إنه بات مؤكداً أن الوفد المعارض المقبل، لن يقتصر على «الائتلافيين» وحدهم، وأن انضمام مجموعات سياسية معارضة إليه أصبح ملحاً، ومن دونه قد لا تعقد مفاوضات جنيف الثالثة على الإطلاق.
                            السفير

                            ***
                            * سورية تكسب جولة “جنيف – 2″ دبلوماسياً.. والجيش يتقدّم ميدانياً




                            أحمد زين الدين/بانوراما الشرق الاوسط

                            يقول أحد المعارضين السوريين الذين يهيمون الآن على الأرصفة الإسطمبولية، إنه قبل مؤتمر “جنيف-2″ بأكثر من عشرة أيام كانت الأسئلة تكرّ في أوساط المعارضين عن البرامج والمشاريع التي ستحملها المعارضة إلى جنيف لتطرحها على طاولة المفاوضات، فطرح البعض أخذ المواد الأولى من الدستور التونسي الجديد الذي كان قيد البحث والإقرار؛ باعتماد الدولة المدنية، وحرية المعتقد، وحرية الضمير.. فثارت ثائرة “المتأسلمين” من المعارضة، كما هاج بعض العلمانيين، وكادوا يتعرضون بالضرب لمن طرح هذه الفكرة.

                            قد تكون هذه الحادثة نموذجاً سبق وصول “ائتلاف المعارضات السورية” إلى سويسرا، حيث يؤكد كل من حضر الجلسات واللقاءات في مونترو أو جنيف، أن هذا “الائتلاف” بدا جلياً أنه عبارة عن تجميع عشوائي واضطراري وارتجالي لكل تلك الفقاعات السياسية، فبدا كظاهرة فلكلورية حتى لا نقول كاريكاتورية، فكان الكل يدير ظهره للكل، وهنا كان المايسترو الأميركي روبرت فورد حاضراً، فبدا كأمّ الصبي لهذه المعارضات؛ يرتب جلوسها، وحضورها، كما كان ينظّم طلاتها على وسائل الإعلام الأميركية والحليفة.

                            أما وفد الدولة الوطنية السورية، فإن مراقبين دبلوماسيين يجمعون أن معلم الدبلوماسية السورية خطف منذ البداية الأضواء، فبدا رئيس أكبر مركز أممي أمامه وهو بان كي مون باهتاً لا قدرة له ولا حيلة، فيما حشر رأس الدبلوماسية الأميركية جون كيري في الزاوية فارضاً عليه الإنصات والإصغاء، وإن كان دبلوماسي السعودية الأول مهزوزاً، وخرج من قاعة الاجتماعات عند حديث المعلم، لكنه لم يترك تأثيراً يُذكر، فكان سفره وغيابه برأي المراقبين أفضل لمملكة الرمال.

                            ثمة سلسلة حقائق يُجمع عليها المراقبون الدبلوماسيون في جنيف، وهي أن الوفد السوري قدّم دبلوماسية فائقة القدرة تمثلت في عدة أمور أبرزها:

                            - أن مواقف وليد المعلم وسلوكه في الهدوء والإقدام وقوة الحجة قدّم تجربة هامة سيأخذها العلم الدبلوماسي بعين الاعتبار، وستُدرّس.
                            - أن الولايات المتحدة لن تأخذ من سورية بالسياسة والمفاوضات ما عجزت عنه بالعسكرة والتهديدات والحصار.
                            - أن تحضير البيئة الضاغطة التي اشتغلت عليها واشنطن وحلفاؤها من أجل إرباك دمشق فشلت فشلاً ذريعاً، فتحوّل الأمر إلى نوع من فض اشتباك والوصول إلى الحد الأدنى من الخسائر السياسية والعسكرية لحلف أعداء دمشق.
                            - عند وصول الأميركي وأعرابه وائتلافه “السوري” إلى مونترو كانوا يتوقعون نصراً ما للمسلحين، لكن الجيش العربي السوري قدّم إنجازات نوعية عسكرياً، ففتح حركة الملاحة في مطار حلب الدولي، وطرد المجموعات المسلحة من كثير من المواقع حول مطار النيرب، موقعاً فيهم مئات القتلى، كما دكّ مواقع المسلحين وأنفاقهم في منطقة القدم في ريف دمشق، وحطّم هجومهم على بلدة صيدنايا، إضافة إلى سلسلة من الإنجازات العسكرية النوعية في أكثر من مكان.
                            - ثمة حقيقة أخرى كشفتها وقائع مؤتمر “جنيف-2″ أمام العالم، وهي أن وفد “الائتلاف” المعارض هو من الأدوات السياسية والمخابراتية في السياسة الأميركية، وأن واشنطن تشن الحرب والعدوان على سورية عبر هؤلاء الأدوات والكتائب والأذرع المقاتلة، لكي تصوّر الصراع على أنه سوري – سوري، وأكد أيضاً أن المعارضة الوطنية السورية الحقيقية غير موجودة في جنيف.

                            وهنا تشير المعلومات المؤكدة إلى أن اتصالات محمومة ومتسارعة قامت بها واشنطن والرياض في الساعات الأخيرة مع ما تسمى “الجبهة الإسلامية” لحضور وفد منها إلى مؤتمر “جنيف-2″، بعد أن قدمت لها مبالغ كبيرة ومساعدات عسكرية.

                            وفي محاولة للخروج من الحصار الذي تمكّن وفد الدولة الوطنية السورية إلى جنيف من فرضه على المعارضات وحلفائها من الأعراب والأميركيين، طُرح موضوع إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصَرين في حمص القديمة من مسلحين متعددي الجنسيات، فكان طرح المساعدات لكل المحاصَرين في كل المناطق؛ من مخيم اليرموك إلى نبل والزهراء وغيرها..

                            بشكل عام، قدّم وفد الدولة الوطنية السوري الصورة المضيئة عن دولة قوية متماسكة وواثقة بصوابية خياراتها، في وقت حاول وفد “الائتلاف” ومن يقف وراءه وأمامه أن يقدّم ما نص عليه جنيف واحد بشأن المرحلة الانتقالية بصورة انقلابية، لكن الوفد الوطني السوري أظهر بوضوح تام أن الفهم الوطني لهذه المرحلة بوصفها ثمرة للحوار الوطني في ظل دستور الجمهورية العربية السورية الحالي، مبيّناً أن هذه النقطة كانت منذ البداية محل اختلاف في القراءتين الروسية والأميركية لمضمونه.

                            بأي حال، الحقائق تكشف من مجرى التطورات أن هناك اتفاقاً روسياً – أميركياً لتبريد المنطقة، وأن واشنطن جاءت إلى جنيف متفقة مع موسكو على أن انتصار الإرهاب خط أحمر، وهذا ما بدأ يتجلّى في الحركة التركية التي وصل رئيس حكومتها إلى طهران، للبحث في تفاصيل كثيرة، وبالتأكيد سيكون من بينها مسألة مكافحة الإرهاب.

                            المراقبون الدبلوماسيون يرون أن نصف الأزمة السورية تُحَلّ حينما تقفل تركيا حدودها مع سورية أمام الإرهاب، أما النصف الآخر فينتهي حينما تقفل تل أبيب نشاطاتها الاستخباراتية والأمنية، فقد ثبت دورها في إدارة المعارضات السورية، سواء من خلال سلسلة تحالفاتها السرية مع السعودية وبعض دول الخليج، أو في إمدادها للمسلحين وإسعافها لهم، لأنها ببساطة تريد أن تقفل أيضاً ملفات حساسة فلسطينياً، وهنا: هل عرفتم أبعاد معركة مخيم اليرموك؟ ولبنانياً: هل فهمتم لماذا يريدون إلغاء ثالوث “الجيش والشعب والمقاومة”؟ وسورياً: هل فهمتهم سرّ الإصرار الأميركي والغربي و”الإسرائيلي” والأعرابي على إضعاف الدولة الوطنية السورية وجيشها..؟

                            باختصار، الدولة الوطنية السورية كسبت جولة هامة في الصراع من خلال جنيف، والجيش السوري يكرّس انتصاراته النوعية في الميدان، وحلف المقاومة في لبنان لن يسمح للإرهاب وحماته أن يكسروا الإرادة الوطنية اللبنانية في مقاومة العدو وامتداداته الداخلية.

                            ***
                            * المقداد: السعودية تدعم المجموعات الارهابية في لبنان والفيصل زار اسرائيل سراً



                            اشار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الى ان “السعودية تفسد المباحاثات في جنيف وتفتي بهدر دماء السوريين”، مشيرا الى ان “السعودية بقرار مباشر من اجهزتها تساهم بشكل غير خفي بدعم المجموعات المسلحة وهم لا ينفون ذلك، وتوفر كل امكانياتها لتدمير الدولة السورية”.
                            واعتبر المقداد في حديث عبر قناة “الميادين”، ان “من يريد ان يغير موقفه من عملية سفك الدماء في سوريا فيجب ان يعلن عن ذلك”.
                            ولفت المقداد الى ان “السعودية تدعم المجموعات الارهابية في لبنان ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل زار اسرائيل سراً”.
                            واعتبر المقداد ان “السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد قد فشل فشلا ذريعا في التعامل مع الملف السوري، وبتشكيل وفد ذي مصداقية الى الحوار في جنيف وهو سفير غير مرغوب فيه بسوريا”
                            ولفت المقداد الى ان “بعض الدول الاوروبية اتصلت بالدولة السورية سياسيا وامنيا ومعظم الدول الاوروبية تريد العودة الى سوريا”.
                            واعتبر المقداد انه “من الخطأ الكبير توقع انهاء ازمة مستمرة منذ ثلاث سنوات في سوريا خلال ايام معدودة”.
                            وأكد المقداد “اننا حاولنا خلال الايام الخمسة الماضية ان نخرج بنتائج محددة خلال المباحثات في جنيف لنقول للشعب السوري باننا جادون ونعمل في هذا الاتحاه”، لافتا الى انه “كان من المفترض ان نتقاسم القيم الدولية التي مثلتها ورقة المبادىء التي قدمها وفد الحكومة”، معتبرا انه “لو لم نخرج بأي نتيجة من مباحثات جنيف فالمسؤول هو الائتلاف السوري”، متوجها الى الشعب السوري بالقول:”اننا مستمرون ولا مكان لليأس فيما يقف سفك الدماء”.

                            * الزعبي: ضغط كبير على الوفد الرسمي السوري إعلاميا وسياسيا



                            أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أنه برغم الضغط الكبير الذي يمارس على الوفد الرسمي السوري إعلاميا وسياسيا وبكل الأشكال فإنه ماضٍ في مهمته وقد جاء “معززا بعطر دماء شهداء القوات المسلحة والشهداء المدنيين وسيبقى وفيا لهذه الدماء”.
                            وقال الزعبي في تصريحات للصحفيين “نحن مرتاحون لعدة أسباب أولها أننا نشعر أننا نؤدي واجبنا الوطني والسياسي والمكلفين به من قبل السيد الرئيس بشار الأسد كما ينبغي ونشعر أننا عند ثقة الناس فينا وثانيها لأن الحوار لا يزال مستمرا وربما لم يصل بعد إلى شيء لكن مجرد أن هناك نقاشا بدأ ومجرد أننا نشعر أننا نتصرف على نحو مسؤول رغم سلوك بعض الأطراف داخل وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ فسنكون عند حسن الظن”.
                            وأضاف الزعبي “الرئيس الأسد وخلال تكليفه لنا كان واضحا جدا في أنه يجب أن نكون في جنيف لندافع عن مصالح سورية لأنها أكبر من الأحزاب والأشخاص ومن كل شيء.. ونحن نتصرف على هذا النحو والدفاع عن سورية يعني حماية مصالحها”.
                            ولفت الزعبي إلى أن جلسة المناقشات مع وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ غدا ستكون عن موضوع الإرهاب حسبما أوضح مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي مشيرا إلى أن البعض سواء من وفد الائتلاف أو الإعلام الداعم له “يتخيل أننا محرجون من النقاش بفقرة معينة في بيان جنيف1 ويحاول أن يعطي إيحاء أننا في حالة ارتباك ولكن سأقول لهم نحن غير مرتبكين أو متخوفين من نقاش أي شيء ولدينا لكل نقطة جوابها السياسي والقانوني والدستوري وليس لدينا أي مشكلة”.
                            وأشار الزعبي إلى أن الجلسة القادمة اليوم ستكون للمشاورات وللنقاش حول طبيعة جلسة الغد التي “من المفترض أنها ستكون حول مناقشة الإرهاب ونأمل أن يبقى الأمر على هذا النحو لأننا نعتبر هذا الموضوع هاما واستراتيجيا”.
                            وبشأن موقف الإبراهيمي من مسار المحادثات والمسائل الطارئة على هامشها قال الزعبي: البارحة قال الإبراهيمي إنه سمع عن موضوع قرار الدعم الأمريكي للإرهابيين في سورية في الإعلام وأنه ليس متأكدا منه ولكن اليوم من المفترض أن يجيب إذا ما سئل عن هذا الموضوع فقد أصبح واضحا وجديا مشددا على أنه ينبغي أن يعرف “ما هو موقف الوسيط الأممي من أحد المبادرين الذي يخرق أساسا جوهر المبادرة التي تقول إنه لا حل في سورية إلا الحل السياسي فيما القرار الأمريكي يدعم الإرهاب ويتناقض مع هذا الحل”.
                            وردا على سؤال حول نفي الإبراهيمي لما تناقلته وسائل إعلام عن أن الوفد الرسمي السوري “تطرق إلى موضوع يمس الأديان في الورقة التي قدمها لإيجاد أرضية مشتركة من أجل المحادثات والابراهيمي نبه على ذلك” قال الزعبي “إن هذا الكلام لم يحدث لسببين أولهما أن الإبراهيمي لم يقل ذلك إذ ليس لديه سبب ليفعل وثانيهما الوثيقة التي قدمت ليس فيها ذكر أساسا لكلمة الأديان أو ما يتطرق إلى هذه المسألة إطلاقا لأن نظام الحكم والدستور السوري يحترم كل الأديان والمذاهب والطوائف ولا يعالج هذه المسائل وليست محل نقاش سياسي أساسا”.

                            ***
                            * شرب الشمبانيا واحتفل بعيد الميلاد في فرنسا .. وفجّر نفسه في سورية



                            تتزايد في فرنسا شهادات العائلات التي يقلقها ذهاب ابنائها الى القتال في سورية، وغالباً ما تروي قصصاً عن شبان حصلوا على تربية صالحة. وتقول السلطات ان مئات من الاشخاص بينهم عشرة من القاصرين شاركوا في القتال الى جانب التكفيريين في سورية او تعرضوا للتغرير بهم منذ بداية الحرب على سوريا في 2011.
                            وفي شهادة مؤثرة، قال زوجان في بداية كانون الثاني (يناير) انهما تبلغا عبر رسالة نصية مقتل ابنهما نيكولا (30 عاما) في عملية انتحارية في سورية بعد اشهر على مقتل شقيقه في الظروف نفسها.
                            وقالت دومينيك بونز، لصحيفة “ليبراسيون” اليومية “اتصلت بالرقم السوري الذي ظهر على شاشة هاتفي المحمول. وقال لي رجل يتحدث الفرنسية ان نيكولا فجر نفسه بشاحنة مع مقاتل آخر في 22 كانون الاول (ديسمبر) في منطقة حمص”.
                            وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال زوجها: “أتهم الاشخاص الذين اثروا عليه. لأنه تعرض للتأثير بصورة مستمرة للقيام بعمل مماثل. انهم قتلة، انهم اشخاص يؤثرون على اشخاص ليجعلوا منهم قنابل بشرية”.
                            وظهر الشقيقان مطلع تموز (يوليو) في شريط فيديو دعائي اعرب فيه نيكولا الذي كان يحمل بندقية كلاشنيكوف ونسخة من القرآن بيده، عن سروره لاقناع شقيقه الاصغر بـ”اعتناق الاسلام”.
                            وليلة عيد الميلاد مع العائلة، “شرب فريدريك الشمبانيا واكل الدجاج المحشو”، كما قالت هذا الاسبوع والدته ميشيل التي لم تكشف اسمها. وقد غادر فرنسا في اليوم التالي وبات يسمى ابو عيسى.
                            وتقول ميشيل انها تحدثت معه عبر السكايب او الهاتف، مشيرة الى انها كانت ترى في خلفية الصورة رجلا ملتحيا مكتوف اليدين. واضافت “قلت له عد هذا ليس مكانك، وهذا ليس الخيار الصحيح”. و”قال لي كلا، لن اعود”. واوضح انه “شاهد اشرطة فيديو وانه ذهب للدفاع عن النساء والاطفال الذين يتعذبون”. وقالت هذه الوالدة التعسة “لم اره ابدا يصلي، ولم يكن لديه اي صديق يحمل رموزاً دينية”.
                            فقد ترك فتيان في الخامسة عشرة والسادسة عشر من العمر من تولوز (جنوب غرب) المدرسة مطلع كانون الثاني (يناير)، وسافرا الى تركيا بهدف الانتقال منها الى سورية لقتال الجيش السوري.

                            تعليق


                            • 29/1/2014


                              * السيرة الذاتية لوفد الجمهورية العربية السورية الى جنيف




                              وليد المعلم

                              ولد وليد المعلم في دمشق عام 1941 ، ودرس في المدارس الرسمية من عام 1948 ولغاية 1960 حيث حصل على الشهادة الثانوية. التحق بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1963 حائزاً البكالوريوس في الاقتصاد.

                              التحق بوزارة الخارجية السورية في العام 1964 وعمل في البعثات الدبلوماسية في كل من تنزانيا، السعودية، إسبانيا وإنكلترا. وفي عام 1975 عين سفيراً لسوريا لدى جمهورية رومانيا لغاية عام 1980.

                              في الفترة من (1980) ولغاية (1984) عين مديراً لإدارة التوثيق والترجمة.

                              بالفترة من 1984 ولغاية 1990 عين مديراً لإدارة المكاتب الخاصة، وبقي في دمشق.

                              عام 1990 عين سفيراً لدى الولايات المتحدة وذلك لغاية 1999. وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام العربية السورية مع إسرائيل , حيث لفت الأداء المتميز للسيد المعلم أنظار المراقبين الدوليين.

                              في مطلع العام 2000 عين معاوناً لوزير الخارجية فاروق الشرع.

                              في تاريخ 9 يناير 2005 سمي نائباً لوزير الخارجية. وتم تكليفه بإدارة ملف العلاقات السورية – اللبنانية. في فترة بالغة الصعوبة.

                              كلفه الرئيس بشار الأسد بجولات دبلوماسية زار خلالها غالبية العواصم العربية وإلتقى الكثير من الزعماء العرب.

                              شارك في محادثات السلام السورية – الإسرائيلية منذ العام 1991 ولغاية 1999.

                              عيّن وزيراً للخارجية بتاريخ 11 شباط 2006 وقد خطت الدبلوماسية السورية خطوات واسعة أثناء وزارته وحققت سورية إختراقأ” لمحاولة عزلها, وتمت على يدي المعلم إقامة أوثق العلاقات مع تركية والمملكة العربية السعودية , وتم الاختراق السياسي الكبير في فرنسا ودول غرب أوربه , مع علاقة قوية مع روسيا الإتحادية.

                              السيد وليد المعلم يعتبر من أهم وزراء الخارجية العرب وتربطه صداقات شخصية مع شخصيات كبيرة عربية ودولية.

                              الدكتور بشار الجعفري

                              ولد بشار الجعفري 14 نيسان 1956 في دمشق. هو الممثل الدائم للجمهورية العربية السورية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. يتحدث العربية, الإنكليزية, الفرنسية والفارسية بطلاقة.

                              بدأ بشار الجعفري تجربة عمله في وزارة الشؤون الخارجية في عام 1980. وكان السكرتير الثالث في السفارة السورية في باريس ما بين 1983-1988. حقق الدكتور الجعفري المستوى المهني للمستشار خلال سنوات 1991-1994، بين العاملين في البعثة الدائمة للجمهورية العربية السورية لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك. خدم مرة أخرى في السفارة السورية في فرنسا على مستوى وزير مستشار في الفترة 1997-1998. ومن 1998-2002.

                              في عام 2002، تم تعيينه مديرا لإدارة المنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية في دمشق, كان يشغل المنصب حتى عام 2004. ثم أدى اليمين في منصب الممثل السفير فوق العادة والمفوض والممثل الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف.

                              في عام 2006، تولى الدكتور الجعفري سفيرا فوق العادة والمفوض والممثل الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

                              الجعفري حاز على شهادة ماجستير في الترجمة والتعريب 1978 جامعة دمشق. كما نال شهادة الماجستير في العلاقات الدولية السياسية1982، المعهد الدولي للإدارة العامة بباريس. وحصل أيضا على شهادة ماجستير في إدارة المنظمات الدولية ” 1982—جامعة الأختام—فرنسا. دكتوراه في العلوم السياسية—1989—جامعة الأختام—فرنسا. دكتوراه في العلوم السياسية 1989 جامعة باريس. ونال شهادة دكتوراه في تاريخ الحضارة الإسلامية في جنوب شرق آسيا 1989 جامعة سياريف هداية الله في جاكرتا – اندونيسيا

                              الدكتورة بثينة شعبان

                              ولدت عام 1953 في حمص، سوريا وهي متأهلة من الدكتور خليل جواد ولديها ابنتان وابن. الدراسة: في العام 1975، نالت بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق في سوريا. ثم تابعت دراستها في انجلترا فحازت شهادة الماجستير في الأدب الإنكليزي عام 1977 من جامعة وورويك، وشهادة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من الجامعة نفسها عام 1982

                              الخبرة العملية:

                              بدأت الدكتورة شعبان حياتها العملية كمحاضرة في قسم اللغة الإنكليزية في إحدى جامعات الجزائر بين العامين 1982 و 1984. ثم أصبحت أستاذة في الشعر الرومانسي في جامعة دمشق في سوريا بين الأعوام 1985 و2005. لم يقتصر عمل الدكتورة شعبان على التعليم فحسب بل انخرطت لاحقًا في عالم السياسة. فإلى جانب عملها كأستاذة في جامعة دمشق، أصبحت عام 1988 مستشارة وزير الخارجية السوري وعُينت عام 1993 مترجمة للرئيس الراحل حافظ الأسد. في العام 2000، أصبحت نائبة رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا وذلك لغاية العام 2005، وشغلت منصب مديرة إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية في العام 2002.


                              المنشورات:

                              قامت الدكتورة بثينة شعبان بإصدار العديد من الكتب والمؤلفات الخاصة بالمرأة العربية، والشعر والسياسة. وصدر كتابها الأول باللغة الإنكليزية عام 1988 بعنوان “باليمين والشمال: نساء عربيات يتحدثن عن أنفسهن”، وكتابها الثاني باللغة العربية عام 1993 بعنوان “شعر وسياسة: شيلي والشعراء الصعاليك”. وفي العام 1999، أصدرت كتابًا حمل عنوان “مئة عام من الرواية النسائية العربية”، وأخيرًا كتاب “نساء عربيات: في القرن العشرين”.


                              التكريم والجوائز:

                              نالت الدكتورة بثينة شعبان عددًا من الجوائز كجائزة ثيلما ماكندليس للأستاذ المتميز من جامعة ميشيغان الشرقية، وفي 27 أبريل من العام 2005، تسلمت جائزة المرأة المتميزة في العمل الحكومي في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، مصر. وفي العام نفسه، رُشحت لنيل جائزة “1000 امرأة من أجل جائزة نوبل للسلام للعام 2005″.


                              الدكتورة بثينة شعبان تشغل حاليا منصب مستشارة إعلامية للقصر الجمهوري و كانت قد تبوأت منصب وزيرة المغتربين السورية حسب المرسوم الجمهوري الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد والقاضي بالتعديل الوزاري في الجمهورية العربية السورية في شباط من عام 2006

                              الدكتور فيصل المقداد


                              ولد فيصل المقداد في قرية غصم التابعة لمحافظة درعا عام 1954. وهو نائب وزير الخارجية السورية.

                              كان عضوا فاعلا في حياة الحركة الطلابية في سوريا بدءاً من عضويته في قيادة اتحاد الطلبة في جامعة دمشق ثم عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد قبل أن ينتخب نائبا لرئيس اتحاد الطلاب العالمي.

                              حائز على الإجازة في الآداب قسم اللغة الانكليزية من جامعة دمشق عام 1978 كما نال شهادة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي من جامعة شارل الرابع في براغ عام 1993.

                              انتقل المقداد في عام 1994 إلى العمل في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية وفي عام 1995 نقل إلى الوفد الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة حيث عمل في مختلف لجان الأمم المتحدة ومثّل سوريا في العديد من المؤتمرات الدولية وعين نائبا للمندوب الدائم وممثلا لسوريا في مجلس الأمن.

                              وترأس عدة جلسات لمجلس الأمن كما حل نائبا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وترأس عدداً من اجتماعاتها.

                              عيّن سفيرا للجمهورية العربية السورية ومندوبا دائما لها في الأمم المتحدة في عام 2003. قبل أن يصبح نائبا لوزير الخارجية

                              الأستاذ عمران الزعبي

                              من مواليد دمشق 1959 اجازة في الحقوق من جامعة دمشق محام له عدد من المؤلفات والدراسات والابحاث السياسية والقانونية والإعلامية من مؤلفاته الخطاب التغييري في سورية/ ثقافة وتحديات 1993 ومبادئ في القانون المدني والتجاري ومحاضر في جامعة دمشق لمادة الثقافة القومية لمدة 8 سنوات وعضو في العديد من اللجان من أهمها لجنة الدستور الجديد عام 2011 ولجنة اعداد قانون الأحزاب ولجنة الأبحاث السياسية في القيادة القومية وهو متزوج ولديه أربع بنات.

                              لمع نجمه خلال الأزمة السورية كمحلل سياسي بارز وجريء، وتميز عن وزراء الإعلام السابقين بقدرته على اتخاذ القرارات على مسؤوليته.

                              تعليق


                              • 30/1/2014


                                * عملية خاطفة للجيش السوري قرب الحدود مع لبنان

                                استعادة تلال النعيمات والعبودية قرب جوسية بعرض 7كلم وعمق 27 كلم وقطع التواصل بين عرسال والقلمون

                                حسين مرتضى

                                بعد أشهر من عملية الدفاع الاستراتيجية التي نفذها الجيش السوري وتنظيفه مناطق الريف الجنوبي لمدينة حمص، وتحديداً القصير وريفها، وضبطه للمعابر الحدودية الشرعية منها وغير الشرعية، مازال الجيش السوري يمتلك زمام المبادرة الميدانية، ويملك من القوى النارية والتكتيكات العسكرية، ما يجعله قادراً على تنفيذ عمليات أكبر وأوسع، مستخدماً مواطن القوة والإمكانيات التي بدأت تتكشف اسرارها بعد معركة القصير، ويطلق العنان لما خفي منها.
                                أهم تلك الاسرار التي مازالت تبحث من قبل الدول الداعمة للمجموعات المسلحة، التكتيكات النارية، والقدرة على المناورة القتالية بالوسائط والنيران، وأسلوب التنفيذ والتخطيط والتوقيت لكمائن، اتقن تكييفها مع طبيعة جغرافية وديمغرافية في مناطق معقدة، كما حدث في كمين مطار الضبعة، عندما تظاهر الجيش السوري بالانسحاب، وادخل المجموعات المسلحة في دائرة الكمين وقتل العشرات منهم.
                                الاسقاط الحقيقي للمشروع الذي كان يمتد من بلدة عرسال اللبنانية، نحو مشاريع القاع وجوسية ووادي خالد، وصولاً إلى تلكلخ وقلعة الحصن، على امتداد الحدود اللبنانية، ساهم بشكل فعال في تجفيف منابع وخطوط الإمداد القادمة عبر القصير إلى منطقة القلمون والصحراء السورية، وحتى بعض أحياء ريف حمص التي بدأت تنهار كالرستن والحولة والحصن وتفاوض بعض قراها مع الدولة السورية من أجل تسليم المسلحين اسلحتهم وانفسهم للجيش السوري.
                                لذلك، لم تستطع المجموعات المسلحة تجاوز تلك المعركة الحقيقية، ولا خسارتها ذلك المحور الاستراتيجي، فعاد المسلحون للمحاولة واكثر من مرة، لوصل غرب القصير بلبنان عبر بلدة هيت، ولم ينجحوا، وبعد معركة القلمون مباشرة، حاولت المجموعات المسلحة، الدخول إلى ريف القصير عبر معبر جوسية، إلا أن الكمائن وتكتيكها المتبع من قبل الجيش السوري، افشل جميع المحاولات ما جعل المسلحين يضربون بسيارتهم المفخخة في بيروت والهرمل.



                                رغم معرفة المجموعات المسلحة أن تلك المنطقة تشهد قدرة للجيش السوري على ضبطها، وإغلاقها، إلا انها بقيت تحاول الوصول إلى معبر جوسية، المنطقة التي اعتقد المسلحون أنها الأسهل لعبورهم كونها منطقة سهيلة تتصل بمشاريع القاع ومنطقة عرسال اللبنانية الخزان الرئيس للمجموعات المسلحة، إلا انها كانت وبعد عدة كمائن وقعت فيها بدأت تستخدم تلال النعيمات، ممراً التفافياً للوصول الى معبر جوسيه. مستثمرة التضاريس الجبلية، ومستفيدة من قربها من عرسال اللبنانية، وبعدها عن منطقة تل الحنش والحاجز 14، والتي تشرف على مناطق واسعة في ريف القصير.
                                إلا أن الجيش السوري المصمم على ضبط الحدود، وعدم السماح بأي خرق، بعد المكاسب العسكرية التي حققها من معركة القصير وضبط الحدود، بدأ وبشكل مفاجئ عملية خاطفة استطاع خلالها تركيز نقاط جديدة وتنظيف مناطق واسعة من تلال النعيمات والعبودية جنوب شرق جوسية بعرض 7 كلم وعمق 27 كلم، تلك المناطق والتي يتجمع المسلحون القادمين من عرسال اللبنانية، فيها والتوجه نحو عدة مناطق منها معبر جوسية ومعبر العبودية واحياناً نحو وادي خالد وتل كلخ، كما تستخدمها المجموعات المسلحة كمنصات اطلاق صواريخ، على مناطق عديدة في البقاع اللبناني ومنها مدينة الهرمل، فيما انشأ فيها عدة غرف عمليات وبث منها عدد من التسجيلات الصوتية لقادة في المجموعات المسلحة.
                                هذه المنطقة شهدت وبحسب مصدر عسكري اكثر من ستين كميناً ناجحاً، استطاع الجيش السوري من خلاله التصدي لمجموعات مسلحة حاولت التسلل نحو عمق الاراضي السورية، فيما اضاف المصدر أن الجيش السوري استطاع استهداف عدد من ارتال السيارات في منطقة النعيمات السورية، والتي تعتبر من أكثر التضاريس وعورة، ويؤكد أن المجموعات المسلحة تحاول الانتحار جماعياً حين تحاول التسلل من ذلك المحور، كون الجيش السوري مصمم على تجفيف منابع الامداد اللوجستي للمسلحين، عبر هذا المحور، و المحاور الاخرى المنتشرة عبر جبال القلمون.

                                * اعادة فتح طريق دمشق درعا الدولي بعد تأمينه بشكل كامل من قبل الجيش السوري

                                ***
                                * ’الإئتلاف’ يعرقل ’جنيف 2’ ويرفض مكافحة الإرهاب


                                ترقب للجلسة الختامية وكلمتي المعلم والجربا الجمعة.. والإبراهيمي ينفي وجود أي تغيير في مواقف الطرفين السوريين

                                المقداد: الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" قد تنطلق في 10 فبراير/شباط المقبل
                                التلفزيون السوري: وفد الحكومة إلى جنيف تقدم بمشروع بيان حول مكافحة الإرهاب وفقاً لبيان جنيف1 ووفد المعارضة رفض

                                الإبراهيمي: هناك اتفاق على وجود الإرهاب في سوريا ولكن لم يتم الإتفاق حول كيفية حل هذه المشكلة
                                الإبراهيمي: ليس هناك من تغيير في مواقف الطرفين السوريين في جلسة اليوم
                                الإبراهيمي: جلسة صباح الغد الجمعة ستكون الأخيرة ضمن الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف 2"

                                وصلت محادثات "جنيف 2" بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة الى "جدار مسدود" بعد رفض "الإئتلاف السوري المعارض" مشروع بيان تقدم به وفد الحكومة خلال الجلسة المشتركة مع الوسيط الدولي لحلّ الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي بشأن "مكافحة الارهاب".
                                وكان الوفدان عقدا جلسة نقاش تناولت مسائل العنف و"الارهاب"، وفق ما ذكرت مصادرهما، وعقب المحادثات أكد الإبراهيمي أنه ما من تغيير في مواقف الطرفين السوريين في جلسة اليوم الخميس، مشيراً إلى أن جلسة صباح الغد الجمعة ستكون الأخيرة ضمن الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف 2". وقال الإبراهيمي إن الطرفين اتفاقا على وجود "الإرهاب" في سوريا، لكن لم يتم الإتفاق حول كيفية حل هذه المشكلة.



                                وفي الشأن الإنساني، أضاف الإبراهيمي أنه جرى توزيع نحو 600 سلة غذائية في مخيم اليرموك، معرباً عن احباطه من الوضع الإنساني في حمص. وتابع:" طلبت من الإتحاد الأوروبي منذ أشهر إعادة النظر بالعقوبات التي يتضرر منها الشعب السوري".
                                وكان الوفد السوري قد وزّع بعد جلسة المشاورات نص بيان قال انه اقترح تبنيه، لكن وفد "الإئتلاف" رفضه. ونص البيان على "وقف التمويل والتسليح والتدريب والايواء للارهابيين وتسهيل تدفقهم الى سورية". كما دعا الى "العمل على نحو عاجل لمواجهة المجموعات الارهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الامن والسلام وعودة الهدوء والاستقرار الى سورية". وطالب الافراد والدول بـ"وقف كافة أعمال التحريض ونشر الفكر التكفيري والتعصب الديني". وشدد على وجوب أن "تضبط الدول المجاورة لسورية حدودها بشكل فعال لوقف تدفق الارهابيين".



                                وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين إن البيان الذي تقدم به "وفد الجمهورية العربية السورية يعبّر عن لغة متوافق عليها دولياً، ومن يرفض هذا البيان ليس سوريا بل هو ارهابي ويدعم الارهاب". ورجّح أن تنطلق الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" في 10 فبراير/شباط المقبل.
                                في المقابل، وزع المكتب الاعلامي للوفد المعارض معلومات عن مجريات الجلسة، أكد فيها رفضه البحث في موضوع الإرهاب، مطالباً الحكومة السورية بوقف ما زعم أنه "عمليات القتل التي تجري بحق المعارضين".



                                كما زعم الوفد إن "مقاتلي المعارضة هم الذين يحاربون تنظيم "القاعدة" في سورية، من خلال المعارك بينهم وبين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام". وأشار إلى إنه "لا يمكن المضي في النقاط الأمنية باتفاق "جنيف 1" قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية في سورية، لافتاً إلى "وجود خلاف مع النظام السوري حول "جنيف1" وبنوده".

                                وكشفت مصادر مطلعة أن المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي قدم ورقة إلى الوفدين تضمنت "محاور رئيسية لهيئة الحكم الانتقالي" وأنه طلب من كل طرف تقديم وجهة نظر مفصلة حول الموضوعات الواردة فيها:"حجم الهيئة وطريقة تشكيلها واختيار أعضائها وآليات عملها وصلاحياتها وعلاقتها بالمؤسسات الأمنية والعسكرية وطريقة اختيارها".
                                ومن المقرّر أن تنعقد جلسة صباحية غداً الجمعة على أن يلقي بعدها وزير الخارجية السوري وليد المعلم وكذلك رئيس "الإئتلاف" أحمد الجربا كلمة قبيل اختتام الدورة الأولى من المفاوضات.

                                تسعة أيام في جنيف.. أداء وطني عالي المستوى لوفد الجمهورية العربية السورية
                                ومع أفول يوم غد الجمعة يسدل الستار على الجولة الأولى من مؤتمر جنيف ومن الآن تتجه الانظار إلى الجولة القادمة التي لم يقم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية بتحديد موعدها بعد.



                                تسعة أيام مضت سريعة ملأى بالكثير من التصريحات والتوقعات والآمال.. فهناك من هو متفائل وآخرون غلب عليهم التشاؤم والقاسم المشترك بين الإعلاميين كان السباق الذي لا ينتهي للحصول على أسخن معلومة ولكن الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كان يعيد الأجواء إلى الوضع البارد لتبدأ المبارزات من جديد في اليوم التالي وكأنه لم يحدث شيء في الأيام السابقة.

                                وفي الجانب السياسي، حيث وضع وفد الجمهورية العربية السورية نصب عينيه مصالح الشعب السوري ووقف الإرهاب الذي تدعمه دول عربية واقليمية ودولية بالإضافة إلى انفتاحه على بنود بيان جنيف أملاً بإيجاد أرضية لحل سياسي سوري سوري يحقق تطلعات الشعب السوري وعلى رأسها القضاء على الإرهاب.
                                في الأيام الأولى للقاءات بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الائتلاف ما يسمى "المعارضة" بدت الأجواء متوترة بعض الشيء رغم المرونة التي ابداها الوفد السوري.. "لأنه جاء بالأساس من أجل الشعب السوري فقط.." وقدم الوفد بكامل أعضائه نموذجاً من التعاون الوطني وعينه على دفع عناصر وفد "الائتلاف" للعودة عن اوهامهم واحلامهم والتفكير بالشعب السوري ومعاناته من الإرهابيين ولكن دون جدوى فهؤلاء العناصر كان همهم الدائم البند الثامن من بيان جنيف أي "ما يسمى الهيئة الانتقالية" فهم يريدون السلطة لا غيرها ولم يبد على الاطلاق من تصريحاتهم لوسائل الإعلام ان لديهم شعوراً او احساساً بما يتعرض له الشعب السوري من إرهاب يستهدف كل شيء في سورية.
                                لم يكل ولم يمل وفد الجمهورية العربية السورية من التركيز في لقاءاته مع وفد "الائتلاف" على ما يريده الشعب السوري.. ونزولاً عند الهدف الذي أتى من أجله وهو ايجاد حل سياسي للازمة أبدى الوفد السوري جاهزيته لمناقشة بيان جنيف نقطة نقطة بدءاً من وقف الإرهاب وهو البند الأول الا أن وفد "الائتلاف" او ما يسمى "المعارضة" أصر على مناقشة البند الثامن من البيان متذرعاً بحجج واهية دون ان يستطيع إخفاء مساعيه للوصول إلى السلطة بأي ثمن.
                                التصريحات الصحفية لوفد الجمهورية العربية السورية عكست بشكل حقيقي وواقعي ما كان يحدث في الجلسات وبينت بوضوح الهدف الذي أتى من أجله الوفد وكسبت اهتمام وسائل الإعلام التي قدمت من كل أنحاء العالم عدا عن بعض القنوات التي انخرطت في دعم الإرهاب في سورية ونصبت نفسها ناطقة باسم إرهابيي "جبهة النصرة" و"دولة الاسلام في العراق والشام" و"الجبهة الاسلامية" وغيرها من المنظمات الإرهابية.



                                تصريحات الوفد السوري الاعلامية عكست حقيقة ما يجري في الجلسات ووضعت الشعب السوري بصورة كل ما يجري في جنيف لأن هذا الشعب هو الذي سيضع ختمه في نهاية المطاف على أي اتفاق او حل بينما بدت تصريحات وفد "الائتلاف" ما يسمى "المعارضة" متخبطة تختلف من عنصر إلى آخر كل حسب تبعيته، الأمر الذي اشارت اليه وسائل إعلام أجنبية ويكشف ارتباط عناصر "الائتلاف" بجهات متعددة على رأسها الولايات المتحدة، حيث كان السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد يلتقي عناصر "الائتلاف" فرادى ومجتمعين..هو مرجعيتهم الاولى.. ولو ذهب فورد بعد يومين من المؤتمر للحقه وفد "الائتلاف" فوراً.. فمع وجود فورد بدا الاختلاف واضحاً بين عناصر "الائتلاف" ولم تتمكن محاولات اخفاء ذلك من تداول هذا الامر بين الإعلاميين على نطاق واسع حتى من أولئك الإعلاميين الذين يعملون تحت جناح الائتلاف.
                                تسعة أيام توجت بالاداء الوطني العالي لوفد الجمهورية العربية السورية والاحساس المرتفع بمعاناة الشعب السوري والعمل الدؤوب والمتواصل لايجاد حل سياسي وفق توجيهات الرئيس بشار الأسد للوفد. كما حفلت هذه الايام بالكثير من المفارقات على المستويين السياسي والاعلامي بالنسبة لوفد "الائتلاف" جميعها تكشف حقيقة ارتباط عناصره بدول لا تريد الخير والامن والاستقرار للشعب السوري.

                                * بثينة شعبان: ورقتا الوفد السوري مستقاتان من جنيف واحد



                                أكدت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري وعضو الوفد السوري في محادثات جنيف 2 د.بثينة شعبان أن الورقتين اللتين تقدم بهما الوفد إلى المؤتمر مستقاتان من مؤتمر جنيف واحد؛ مؤكدة أن الإعلان الأميركي المتزامن لجنيف 2 بتسليح الإرهابيين إنما يأتي لوضع العقبات في طريق الحل السياسي للأزمة السورية. وفي حوار خاص لقناة العالم الإخبارية مع موفدتنا إلى مؤتمر جنيف 2 المنعقد في سويسرا وفي مستهل اللقاء تقدمت مستشارة الرئيس السوري بالشكر للجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني "لوقوفه خلال هذه الأزمة موقف الصديق المخلص إلى جانب الشعب السوري".

                                "المعارضة تمثل أنفسها"
                                وأوضحت بثينة شعبان أن ماجرى في جنيف إنما هو محادثات وليست مفاوضات؛ موضحة أن المفاوضات تتم بين دولتين أو طرفين متناظرين: ولكن ماوجدناه أن وفد الائتلاف أو ما يسمى بالمعارضة يبدو أنه يمثل نفسه ولانعلم ماهي الشريحة التي يمثلها.
                                وأشارت إلى أنه وطوال انعقاد مؤتمر جنيف 2 استمر اختلاق الأوهام حوله "وأرى بلدي وشعبي ضحية لهذه الأكاذيب الإعلامية التي يلفقونها حول مايجري منذ بداية الأزمة".

                                "الإبراهيمي طلب تأجيل جلسة الثلاثاء"
                                وبشأن إلغاء جلسة الثلاثاء بينت عضو الوفد السوري إلى جنيف قائلة: بعد أن تقدمنا بورقة نطالب من خلالها بإدانة التحرك الأميركي لاستئناف تسليح الإرهابيين في سوريا ولم يوافق طرف الائتلاف على إدانة من يتدخل في بلده ويقتل شعبه طلب السيد الأخضر الإبراهيمي تأجيل جلسة المساء.
                                وأوضحت أن التأجيل لم يكن من أجل وفد الحكومة السورية "ليتدبر أمره" كما قالوا.. لأننا في وفد الجمهورية العربية السورية نعلم بالضبط مانريد ولماذا أتينا إلى هنا ونعلم مسؤولياتنا قبل أن نأتي؛ ولسنا بحاجة إلى أي وقت على الإطلاق لكي نتدبر أمرنا.. وربما هم لديهم مشاورات مع من يعطيهم الأوامر؛ وليس لدينا مثل هذه المشلكلة على الإطلاق.

                                "التدخل الأميركي السافر في الشأن السوري منذ بداية الأزمة"
                                وأكدت بثينة شعبان أن دور الولايات المتحدة كان منذ بداية الأزمة التدخل السافر في الشأن السوري؛ مضيفة: نحن نعلم أنهم يسلحون ويعلنون بين الحين والآخر عن ذلك ويغضون الطرف عن السعودية التي تسلح وتمول وكانوا يغضون الطرف عن قطر وعن تمرير الإرهابيين من تركيا علماً أن كل هذا التمويل والتسليح والتمرير يناقض ماجاء في قرار مجلس الأمن 1373.
                                ولفتت إلى أن الإعلان الأميركي باستئناف تسليح الإرهابيين في سوريا يعد بحد ذاته حدثاً؛ مشيرة إلى أن الولايات المتحدة التي كانت شريكاً مع روسيا الاتحادية في الدعوة لهذا المؤتمر وعقده حينما تأتي بالإعلان خلال انعقاد المؤتمر "يعني أنهم منافقون وأنهم يريدون وضع العقبات في طريق الحل السياسي. مشددة على أن كل هذه الأعمال تحملهم مسؤولية حقيقية في عرقلة الحل السياسي.

                                "روبرت فورد لم يعد سفيراً لدينا"
                                كما أشارت إلى كلمة روبرت فورد مصرحة أن: السيد روبرت فورد الذي أعلناه شخصاً غيرمرغوب فيه ولم يعد سفيراً لدى سوريا.. يتحدث ويوجه كلمة للشعب السوري وكأنه مفوض سامي.
                                وأضافت: من هو حيث يتحدث إلى الشعب السوري ويطلب منه ماذا يفعل؟ فالشعب السوري عمره عشرة آلاف عام وهو يعلم ماذايريد وكيف يدير أمره.. ولكن إذا توقف هذا التمويل والتسليح الذي هو بحد ذاته جريمة بحق الشعب السوري. داعية الولايات المتحدة للخروج من العقلية الإمبريالية والكولونيالية.

                                "دور بناء لوفد العربية السورية في المحادثات"
                                وبشأن محادثات جنيف 2 أكدت بثينة شعبان أن وفد العربية السورية كان بناءاً إلى درجة كبيرة في هذه المحادثات؛ وصرحت: في أول لقاء مع السيد الإبراهيمي عبر وزير الخارجية السيد وليد المعلم أننا نريد أن نبدأ بنقاط مشتركة مهما كانت صغيرة بيننا وبين الوفد الآخر لكي نضيق هوة الخلاف فرحب السيد الإبراهيمي بهذه الفكرة واعتبرها فكرة هامة وبناءة جدا.
                                وأشارت عضو الوفد السوري في محادثات جنيف أنه وبناء على ذلك تقدم الوفد يوم الإثنين بورقة "فيها مبادىء أساسية لايختلف عليها سوريان وهي استقلال سوريا ووحدة التراب ورفض التدخل الخارجي ومحاولة تحرير أراضي سوريا المغتصبة والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.. وذهلنا حين رفضها الطرف الآخر."

                                " ورقتي الوفد السوري مستقاتان من جنيف واحد"
                                كما أضافت أن الوفد تقدم يوم الثلاثاء بورقة لإدانة الإعلان الأميركي المتزامن مع جنيف 2 تسليح الإرهابيين؛ مؤكدة أن الطرف الآخر لم يوافق عليها كذلك؛ وأشارت إلى أن الورقتان مستقاتان من مؤتمر جنيف واحد: فهو يؤكد على وحدة الأراضي السورية، ترابها وشعبها؛ حيث أن أول بند في جنيف واحد هو إنهاء العنف.. الذي أصبح الآن إرهاباً وبات معروفاً لدى الكل داعش والنصرة والجبهة الإسلامية.
                                ولفتت إلى أن جنيف واحد كان "لخلق بيئة مناسبة لإطلاق عملية سياسية.. فهل البيئة مناسبة أم أننا يجب أن نتفق مع الطرف الآخر ومع من وراءه أن يتوقف عن التمويل والتسليح لكي نخلق البيئة المناسبة لاستعادة بعض الأمن والأمان إلى سوريا من أجل التحرك في عملية سياسية؟"

                                "لا توجد علينا أي ضغوط"

                                وأشارت إلى أن الحكومة السورية لاتتشاور مع أحد سوى أنها تخبر الطرف الروسي الصديق وذلك وفقاً لاتفاق عقد جنيف 2؛ ووصفت الموقف الروسي على أنه نابع من مبادىء السياسة الروسية ولم يكن مختصاً أو حالة فريدة بالنسبة لسوريا. كما أشارت إلى أن السياسة الروسية تقوم على مبادىء الأمم المتحدة والشرعية الدولية وأنها ذات مصداقية وصادقة ولم تغير موقفها منذ بداية الأزمة إلى اليوم؛ مشددة على أنها تقوم على حق الشعوب بأن تقرر مصيرها بأيديها.
                                وأكدت بثينة شعبان قائلة: لايوجد علينا أي ضغط ولايمكن لأحد أن يمارس علينا أي ضغط سوى الضغط النابع من شعورنا بأن شعبنا بحاجة إلى حل.. ونحن هنا لكي نحاول بأقصى جهدنا أن نضع حداً لهذا النزيف الذي يعصف ببلدنا، وليس هناك سوى ضغوط داخلية نفسية نريد من خلالها أن نقدم شيئاً إلى شعبنا.. لكن الطرف الآخر لديه علاقة حميمة مع الأطراف التي صنعته والتي تمارس الضغط عليه.

                                * الأمم المتحدة تؤكد إلغاء اللقاءات المقررة مساء اليوم لوفدي الحكومة والمعارضة السورية مع الإبراهيمي

                                * بان كي مون: هناك تقدم في مفاوضات جنيف حول سوريا

                                قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن مفاوضات جنيف الخاص بالتسوية السلمية في سورية حققت تقدما، مؤكدا أن الجولة الأولى من التفاوض ستنتهي غدا الجمعة.
                                وذكر بان بعد وصوله الى برلين أن الهدف الرئيسي للمفاوضات مازال يكمن في "تطبيق إجراءات معينة تساعد في تخفيف معاناة السكان المسالمين في سورية التي تجتاحها الحرب الأهلية".
                                وأشار الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الخصوص الى أن الوضع في البلاد بشكل عام مازال صعبا للغاية.
                                وأكد بان أن مفاوضات السلام في جنيف ستتوقف الجمعة، ليتمكن وفدا الحكومة والمعارضة من العودة الى مقريهما لإبلاغ قيادة الطرفين بسير الحوار.
                                وتابع أن المفاوضات ستتواصل في فبراير/شباط، مضيفا في الوقت نفسه أن موعد استئناف الحوار لم يتم تحديده بعد.

                                * الإبراهيمي: طلبت من الإتحاد الأوروبي منذ أشهر إعادة النظر بالعقوبات التي يتضرر منها الشعب السوري

                                ***
                                * ’جنيف 2’ .. خلاف حول البحث في أولويات ’جنيف 1’


                                الابراهيمي: لا نتوقع ’شيئاً ملموساً’ .. وسنستأنف المفاوضات ’على الارجح بعد اسبوع’

                                "هناك كسر للجليد، بطيء، لكنه ينكسر"، عبارة قالها المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي بعد نهاية جولة اليوم الاربعاء من المحادثات بين وفد النظام السوري الرسمي ووفد "المعارضة". عبارة الابراهيمي تلخّص سير مؤتمر جنيف 2 حتى اللحظة فهو يسير ضمن ممرات ضيقة جداً, تتفاوت تارةً بين "الموت الرحيم"، وتارةً أخرى بين "الإنعاش البطيء"، إلاّ أنه في نهاية المطاف فقد توقّع المبعوث الاممي ان لا "شيئاً ملموساً" في نهاية جولة المفاوضات، مع انفراجات تمحورت حول الاتفاق على استئنافها في جولات تفاوضية جديدة، وعلى الارجح، بحسب الابراهيمي "بعد اسبوع".

                                هكذا اذن، يبدو مشهد المفاوضات من جهة الابراهيمي، أما عند وفدي الحكومة والمعارضة فلا يختلف الوصف كثيراً، فهما أعلنا ان "تقدماً" حصل على صعيد بدء البحث في اتفاق "جنيف-1" واصفين الجلسة بـ "الايجابية"، لكنهما اختلفا في الاولويات، فـ "المعارضة" قالت ان "البحث ركز على "هيئة الحكم الانتقالي"، بينما قالت الحكومة "ان الاولوية للارهاب". وفي هذا الخصوص، صرّحت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان للصحافيين بعد انتهاء الجلسة المشتركة في قصر الامم "المحادثات كانت ايجابية اليوم لاننا تحدثنا عن الارهاب"، وقالت شعبان "الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو اننا نريد ان نناقش جنيف-1 فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الاولى، أما هم فيريدون أن يقفزوا الى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية، انهم مهتمون بأن يكونوا في الحكومة فقط، لا بوقف هذه الحرب المروعة".


                                مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان

                                وفي حين قال عضو الوفد المعارض لؤي صافي للصحافيين في وقت سابق انه "حصل تقدم ايجابي لاننا للمرة الاولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي"، وأنه "وضعنا نقاطاً عدة للبحث في الايام القادمة تتعلق بحجم الهيئة وعدد أعضائها، ومهامها ومسؤولياتها وآليات عملها وعلاقتها بالمؤسسات الاخرى"، نفت عضوة الوفد الحكومي بثينة شعبان ان يكون "تم وضع نقاط"، وقالت "ان فريقها يتمسك بمناقشة "جنيف-1 استناداً الى اولوياته، الاولوية في جنيف-1 هي وقف العنف والارهاب لايجاد المناخ الملائم لاطلاق عملية سياسية".
                                وبالعودة الى كلام الابراهيمي، فانه أعلن انه لا يتوقع "شيئاً ملموساً" في نهاية الجولة الحالية من المحادثات، وقال في مؤتمر صحافي "لاكون صريحاً، لا اتوقع ان يتم انجاز شيء نوعي" في نهاية الجولة الجمعة، مضيفاً "هناك كسر للجليد، بطئ، لكنه ينكسر". وأشار الى ان الطرفين "يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار (...) لكن الهوة بينهما كبيرة جداً". وأضاف "هؤلاء ناس (في اشارة الى اعضاء الوفدين) لم يلتقوا او يجلسوا مع بعض ولا مرة واحدة، ولا يتوقعون ان هناك عصاً سحرية للحل"، مؤكداً في الوقت نفسه انه "اذا مشينا الخطوة الاولى، سيكون ذلك جيداً".
                                وتوقّع الابراهيمي انتهاء جولة التفاوض الحالية الجمعة، وقال "الجمعة سنتفق على المواعيد للاستئناف، على الارجح بعد أسبوع"، متمنياً ان تكون الجولة الثانية "أكثر تنظيماً وأن تثمر أكثر". وأسف لان النتائج المتوقعة "لا ترقى الى مستوى الازمة، وتطلعات الشعب السوري".
                                ورداً على سؤال، أشار الابراهيمي الى دور الولايات المتحدة الداعمة للمسلحين، ودور موسكو في المفاوضات الحالية، وقال "انا على اتصال مع الاميركيين والروس، وهما يستعملان نفوذهما مع الطرفين، واتمنى أن يستعملوه أفضل".
                                وأضاف "الاميركيون يملكون علاقات جيدة مع "المعارضة"، والروس مع الحكومة، ولديهم علاقات جيدة مع بعضهم. لذلك يستعملون قدرتهم على الاقناع التي هي اكبر من قدرتي".

                                ***
                                * لماذا لا يريد الائتلاف مناقشة الارهاب قبل الحكومة المؤقتة؟



                                افادت مراسلة قناة العالم في جنيف ان جلسة مفاوضات تعقد اليوم بين الوفد الحكومي السوري ووفد الائتلاف المعارض في جنيف-2، وسط توقعات الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي بأن تنتهي الجولة الاولى غدا دون احراز تقدم ملموس، فيما وافق الوفد الحكومي على مناقشة بيان جنيف-1 انطلاقا من البند الاول المتعلق بإدانة الارهاب ووقف القتال، رغم اصرار الائتلاف على القفز الى البند الخامس المتعلق بنقل السلطة.
                                ويتواصل ماراثون المفاوضات بين وفد الحكومة السورية والائتلاف في جنيف-2، فيما الفجوة كبيرة للغاية بين المواقف المطروحة.
                                وتميزت جلسات امس الاربعاء بإعلان وفد الحكومة السورية استعداده لبحث بنود جنيف-1 فقرة فقرة دون قفز، بدءاً بنبذ العنف الذي تحول الى ارهاب.
                                وقالت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان لقناة العالم الاخبارية الخميس: قلنا للابراهيمي انه لا مانع لدينا من مناقشة جنيف-1، ولكن يجب ان يكون ذلك حسب الاولويات، مشيرة الى ان البند الاول في جنيف-1 هو الارهاب، والذي تحول الى ارهاب يعصف بشعبنا، ولابد من وقف الارهاب وخلق البيئة المناسبة من اجل اطلاق اي عملية سياسية.
                                الى ذلك قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي لقناة العالم الاخبارية: من كتب بيان جنيف ومن كتب القرار 2118 يقول ان البيان يناقش كله، كتلة كاملة، وهذا هو البند رقم واحد، في اشارة منه الى بند الارهاب.
                                واضاف متسائلا: لماذا يتهربون من مناقشة قصة العنف والارهاب، لماذا لا يريدون ان يلتزموا اساسا، لانه لما تناقش العنف والارهاب يجب ان تصل بهم الى موقع عنوانه ادانة العنف والارهاب.
                                ووسط حديث عن ضغوط دولية تمارس على الاطراف المشاركة دفعا للتوصل الى اتفاق، اكد الوفد الحكومي انه لن ينصاع لاي ضغوط.
                                وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لقناة العالم الاخبارية: الذين يحاولون ان يضغطوا علينا يعرفون اننا نقاوم الضغوط ولا يمكن للحظة واحد ان يفكروا بان نفكر بالانصياع لهذه الضغوط.
                                واضاف: نحن نبذل كل جهد ممكن من اجل الخروج بنتائج تريح شعبنا ونقدم له شيئا من هذه المفاوضات، لكن اذا كان الطرف الاخر يصر على عدم تقديم اي شيئ فيجب ان يتحمل المسؤولية.
                                الاخضر الابراهيمي قلل من سقف التوقعات مستبقا بالقول ان نتائج جنيف اثنين لن ترقى لمستوى الازمة السورية فاتحا الباب لجولة جديدة مقبلة .
                                وقال الابراهيمي: بكل تأكيد النتائج التي سنحققها لا ترقى الى مستوى الازمة.
                                ويرى المراقبون ان الفجوة كبيرة للغاية بين الاطراف المشاركة في مؤتمر جنيف-2، الذي لم ينجز شيئا موضوعيا، ونتائجه لن ترقى الى مستوى الازمة السورية.

                                ***
                                * دعم الوحدة الوطنية في سوريا من مبادئ ايران الثابتة



                                اكد مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان بان الامن والوحدة الوطنية والاستقرار وعدم التدخل الاجنبي في شؤون هذا البلد، تعد من المبادئ الثابتة للجمهورية الاسلامية في ايران.

                                وخلال لقائه وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية كندة الشماط في طهران الاربعاء، استعرض امير عبداللهيان مواقف جمهورية ايران الاسلامية بخصوص تطورات المنطقة، مؤكدا بان الامن والوحدة الوطنية والاستقرار في سوريا وعدم التدخل الاجنبي في شؤونها كانت على الدوام من المبادئ الايرانية الثابتة .

                                واضاف ان ايران كانت دوما مع الحل السياسي والحوار السوري - السوري وعدم التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية السورية واحترام صوت واختيار الشعب السوري، من اجل الخروج من الازمة في هذا البلد.


                                بدورها اشادت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية بالمساعدات الانسانية التي تقدمها ايران للشعب السوري، وقالت ان الشعب السوري يعتز دوما بمواقف ايران ازاء سوريا.


                                واوضحت الشماط ان الشعب السوري الى جانب الحكومة والجيش على استعداد للرد على مؤامرات الاعداء وان الانتصارات الميدانية الاخيرة كانت نتيجة صمود ومقاومة القوات الشعبية والدفاع الوطني في التصدي للمجاميع الارهابية عديمة المسؤولية.


                                * نائب سوري: اقتتال المعارضين من أهم عوامل تقدم الجيش



                                أکد النائب في مجلس الشعب السوري عن محافظة حلب، أنس الشامي أن اقتتال المجموعات المسلحة بين بعضها البعض كان من أهم العوامل التي ساعدت الجيش السوري في تحقيق إنجازاته؛ مشدداً علی أن مطار حلب سوف يدخل بالخدمة الفعلية خلال أيام قليلة.
                                وتابع أنس الشامي بالقول: "مؤتمر جنيف سيخرج بخفي حنين، لأن فاقد الشيء لايمكن أن يعطيه"، متابعاً "المفاوضون المعارضون، لم يتمكنوا من التوافق فيما بينهم على تقديم مشروع سياسي أو مبادرة، وجميعنا يدرك أن هناك أجندة يمليها عليهم، الغرب الصهيو-أمیركي برعاية الإدارة الأمیركية لتمرير مشروعهم الرئيسي في المنطقة (الشرق الأوسط الجديد) وعرابه برنارد هنري ليفي".
                                وعن الأوضاع الحالية التي تشهدها محافظة حلب، رأى الشامي أن "هذه المحافظة دفعت الثمن الأكبر والأغلى في هذه الحرب القذرة، إلا أن أهلها، أهل النخوة والرجولة والصبر، تمسكوا بالحق واستمدوا القوة منه، ومازالوا حتى اللحظة يكافحون ويعملون لأجل البقاء، على الرغم من الدمار الهائل والدماء الذكية التي سالت".
                                وتابع عضو مجلس الشعب بالقول: "اليوم هناك تقدم ملحوظ للجيش السوري الذي استعاد الكثير من المناطق، وهناك التفاف واحتضان جماهيري للجيش وقوات الدفاع الوطني مما ساعد في تحقيق التقدم الحاصل اليوم، والذي ساهم في فتح طريق إمداد كان له الأثر الإيجابي الأكبر على حياة المواطن".
                                وعن خارطة توزع القوى العسكرية اليوم في حلب، قال الشامي:" لا استطيع أن أعطي خارطة توزع القوى، وذلك لضمان أمن التحرك العسكري، لكن أؤكد أن الجيش يتقدم بخطى ثابتة لتحقيق أهدافه"، مضيفاً أن "اقتتال المعارضين بين بعضهم البعض كان من أهم العوامل التي ساعدت الجيش في تحقيق إنجازاته".
                                وتابع الشامي قائلاً " مطار حلب سوف يدخل بالخدمة الفعلية خلال أيام قليلة، ما يتيح تحقيق عاملان رئيسيان إيجابيان، أولهما معنوي له أثر إيجابي كبير حيث يترك راحة نفسية واطمئنان للمواطن الحلبي، يؤكد فيه أن الدولة قادرة على بسط نفوذها، والثاني مادي، فالمطار يعتبر بوابة كبيرة ومعبر حيوي لنقل المواطنين من وإلى حلب، وبالتالي يساهم في تقديم المد والدعم اللوجستي للمحافظة".
                                وعن استطاعة الجيش السوري السيطرة على حلب دون الالتفات إلى ما سيصدر عن مؤتمر جنيف، أعرب الشامي عن ثقته "بالجيش العربي السوري، الذي يحظى بالتفاف جماهيري حوله يساعده في تحرير جميع الأراضي السورية، وليس فقط حلب، لكن الأمر مرتبط وبشكل مباشر بالموقف السياسي الدولي، فما لم تكن هناك إرادة دولية لوقف النزاع الدائر في سوريا ومنع الأنظمة المجاورة وعلى رأسها النظام التركي من إغلاق الحدود ووقف إرسال المد اللوجستي وإدخال المرتزقة، فالأمر سيطول وسيمتد خارج حدود جغرافيا الجمهورية السورية".
                                وفي موضوع الصراع الحاصل بين فصائل المعارضة السورية، أعلن النائب السوري "أن مرد هذا التقاتل يكمن في المصالح المتناقضة لأسيادهم وداعميهم، وبكل تأكيد لا يمكن إغفال دور النظام الرسمي السوري، الذي يحقق اختراقات مهمة داخل صفوف المتقاتلين"

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X