إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تهدد سورية و"اسرائيل" تحرض ..وروسيا وايران تحذران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 2/4/2014


    * الجيش السوري يسيطر على المرصد العسكري في تلة 45 بشكل كامل في منطقة كسب بريف اللاذقية

    * الرئيس الاسد: الدور الروسي يسهم في رسم "عالم متعدد الاقطاب"

    - خيار الشعب السوري الانتصار على الإرهاب
    - الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية بعد لقاء الأسد: ندين ما تقوم به المجموعات الإرهابية في سوريا



    قال الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاربعاء ان الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية يسهم في رسم "خريطة جديدة لعالم متعدد الاقطاب"، وذلك خلال استقباله وفدا روسيا نقل له رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

    ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن الرئيس الاسد تأكيده "ان الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية اليوم يسهم بشكل جلي في رسم خريطة جديدة لعالم متعدد الاقطاب يحقق العدالة الدولية ويصب في مصلحة الدول والشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالية قرارها".

    واعرب الرئيس الاسد "عن تقديره لمواقف روسيا الراسخة والداعمة لسورية، وعن ارتياحه لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين البلدين الصديقين".

    واكد الرئيس الاسد امام الوفد "انه لا خيار امام الشعب السوري سوى الانتصار في حربه على الارهاب والفكر الظلامي المتطرف الدخيل على مجتمعنا، وذلك من خلال الثبات والتمسك بما ميز هذا المجتمع عبر قرون طويلة من التنوع والاعتدال والتنور الفكري".

    وذكرت الوكالة ان الرئيس الاسد استقبل صباح اليوم وفد الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية برئاسة سيرغي ستياشين الذي نقل له رسالة شفهية من نظيره الروسي "اكد فيها تصميم بلاده على مواصلة دعمها صمود الشعب السوري في جميع المجالات في مواجهة الحرب التي تخوضها ضد الارهاب الدولي المدعوم من بعض الدول الغربية والاقليمية".

    ونقلت الوكالة ان ستيباشين عبر "عن ادانة بلاده لما تقوم به المجموعات الارهابية من اعمال قتل وترويع تستهدف الشعب السوري بمختلف مكوناته والتي كان اخرها الاعتداء الارهابي على منطقة كسب" في محافظة اللاذقية غرب سوريا.

    وتراس ستيباشتين في 1999 الحكومة الروسية قبل ان يتولى بين 2000 و2013 رئاسة غرفة مراجعة الحسابات الروسية، ويعتبر من الوسط الذي يحظى بثقة الكرملين.

    * في رسالة من بوتين الى الاسد... روسيا تدعم جهود سوريا في مكافحة الارهاب



    أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد دعم بلاده لجهود الدولة السورية في مكافحة الإرهاب.

    كلام بوتين جاء في رسالة بعثها الى الاسد وهي الأولى من نوعها منذ اندلاع الازمة السورية وهي تأتي بعد رسالة وجهها الأسد أعرب فيها عن دعم دمشق لمواقف الرئيس الروسي حيال الأزمة الأوكرانية.

    وكانت روسيا قد استنكرت بشدة الاعمال الوحشية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، مؤكدة أنه على مجلس الأمن الدولي مناقشة المجزرة التي استهدفت الأرمن في بلدة كسب بريف اللاذقية وإعطاء تقييم مبدئي لهذا الحدث.

    وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: "إن موسكو تستنكر بحزم الأعمال الوحشية للمتطرفين في سوريا"، معربة عن "اعتقادها بأن مهمة تنسيق جهود الحكومة السورية والمعارضة من أجل القضاء على الإرهاب في البلاد وهزيمة المتطرفين وطردهم من أراضيها تكتسب في الظروف الراهنة أهمية خاصة".
    ميدانيا استسلم عشرات المسلحين في عدة محافظات سورية، فيما أكدت دمشق أن الجماعات المسلحة تخطط لتنفيذ هجوم بالاسلحة الكيماوية بريف العاصمة لاتهام الجيش به، بينما تواصلت الادانات الدولية لجرائم هذه الجماعات في كسب بريف اللاذقية والدعم التركي لها.

    * الجعفري: مجموعات مسلحة تخطط لهجوم كيميائي



    صرح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" بأن مجموعات مسلحة تخطط لهجوم كيميائي في حي جوبر بدمشق لاتهام الحكومة فيما بعد.

    وأكد الجعفري أن السلطات السورية وجهت رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن هاتين الرسالتين تضمنتا معلومات حول رصد السلطات السورية اتصالا لاسلكيا بين مسلحين دار خلاله الحديث حول توزيع الكمامات من الغازات السامة.

    وأضاف أن السلطات السورية رصدت "اتصالا آخر بين إرهابيين أحدهما يدعى أبو جهاد وذكر فيه هذا الأخير أنه سيكون هناك استخدام لغازات سامة في منطقة جوبر وطلب من العناصر الإرهابية المتواطئة معه تجهيز الكمامات الواقية".

    وذكر الجعفري أن تنظيم "جبهة النصرة" نشر شريط فيديو على موقع "يوتيوب" بتاريخ 23 مارس/ آذار يظهر مراحل إعداد عربة محملة بـ7 أطنان من مادة "تي ان تي" و"سي 4" وسيارة أخرى محملة أيضا بمواد متفجرة لتفجير موقع سكر بريف دمشق.

    وأشار الجعفري إلى أن الموقع يحتوي على مواد كيميائية.

    ودعا المجتمع الدولي للضغط على السعودية وقطر وتركيا لمنع تمويل المسلحين.


    * عبداللهيان: إستمرار الوضع الراهن في سوريا يشكل خطراً للمنطقة




    إعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أميرعبداللهيان، استمرار الوضع الراهن في سوريا بأنه يشكل خطراً لدول المنطقة.

    وقال أميرعبداللهيان خلال لقائه اليوم الأربعاء أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، انه من دون وقف إرسال السلاح والإرهابيين إلی سوريا لا يمكن التفاؤل بحل وتسوية الأزمة السورية وإنهاء آلام ومعاناة شعب هذا البلد.
    وأشار مساعد الخارجية الإيرانية إلی ازدياد أنشطة المجموعات الإرهابية وترويج التطرف والطائفية في المنطقة، وأكد نهج الحكومة الجديدة في الجمهورية الإسلامية في إيران، معتبراً التعاون الجماعي والتشاور والحوار بين مسؤولي الدول الجارة إجراء مؤثرا لمواجهة مثل هذه التهديدات.
    ولفت أميرعبداللهيان إلی قرب موعد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة العليا بين الجمهورية الإسلامية في إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبر انعقاد هذا الاجتماع مؤثراً في المسار المتنامي لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات، مؤكداً استعداد الأجهزة المعنية في الجمهورية الإسلامية للمشاركة القوية في هذه اللجنة.


    ***
    * عندما ينقلب سحر المسلحين العائدين من سوريا على الساحر


    الاستخبارات الفرنسية تواجه معضلة مراقبة المقاتلين العائدين من سوريا

    تفرض اجهزة الاستخبارات الفرنسية مراقبة دقيقة على العائدين من القتال في سوريا خشية أن يتورطون في تنفيذ اعمال ارهابية داخل البلاد. ويتم رصد معظم المغادرين الى سوريا وبعض العائدين منها، لكن عدداً من هؤلاء، وخصوصاً الذين يتوجهون الى الحدود السورية - التركية بالسيارة ويعبرون الحدود سراً قد لا تكشفهم اجهزة مكافحة الارهاب التي تخشى أن تواجه مفاجآت سيئة.

    وقال خبير في مكافحة الارهاب إن "القاعدة تقتضي بأن لا يمروا (المسلحون) بدون مساءلة عندما يعودون إذ يتم استدعاؤهم واستجوابهم وابلاغهم بانهم مراقبون". واضاف "لكننا بالتأكيد لا نستطيع ان نكون واثقين من اننا نرصد الجميع والبعض قد يسافرون ويعودون بدون ان نلاحظهم".



    وتسمح المراقبة الالكترونية، خصوصاً لبعض الاوساط او المجموعات وكذلك المساعدة التي تحصل عليها الشرطة من عدد متزايد من العائلات القلقة على ابنائها، في معظم الاحيان بالتدخل لدى الشبان خلال استعدادهم للسفر. لكن طالما لم يقوموا بأي عمل غير قانوني، من الصعب ان لم يكن من المستحيل منعهم من التوجه الى تركيا. وتؤكد مصادر قريبة من اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان الاستخبارات التركية تبلغ نظيراتها الاوروبية بشكل دقيق نسبياً بالعائدين. ومن الصعب ان يمر المسلحون الغربيون العائدون من سوريا بدون ان يكشفوا في المنطقة الحدودية التي تخضع لمراقبة شديدة.
    وذكر احد هذه المصادر ان الاستخبارات التركية تميل الى ادخال الراغبين في القتال المتوجهين الى سوريا بدون مشاورة باريس او بروكسل او لندن. وامام لائحة اشخاص يشكلون تهديداً محتملاً وهناك عشرة منهم مسجونون، لا تملك اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية وسائل اخضاعهم جميعاً لمراقبة دائمة. وهي تضع لوائح تتضمن اسماء هؤلاء بالتسلسل وفق درجة خطورتهم.
    وقال احد المطلعين على الملف إن "فرض مراقبة لـ 24 ساعة يومياً على مشبوه واحد يستخدم في بعض الاحيان ثلاثة او ربعة ارقام هواتف مختلفة يتطلب حوالي ثلاثين شرطياً. كيف يمكننا ان نفعل ذلك؟ يجب وضع لائحة اولويات".



    وما ان يصلوا الى سوريا، الى المناطق التي تسيطر عليها "المعارضة" والمجاورة للحدود التركية، يلتحق معظم المسلحين الفرنسيين والاوروبيين بجماعات مرتبطة بـ "القاعدة" او تعتنق فكرها، وخصوصا "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش". ويضيف أنه "من تلك اللحظة، يصبحون (المسلحين) في اغلب الاحيان هم انفسهم من يعطي المحققين العناصر اللازمة لتحديد مدى تورطهم في المجموعات المصنفة "ارهابية" من خلال الرسائل والصور وتسجيلات الفيديو التي يضعونها على الانترنت، ما يساهم في تشكيل ملفاتهم تحسباً لعودتهم.
    ويؤكد البعض انهم لا يرغبون في العودة ويسعون الى القتال حتى الموت، لكن آخرين يشعرون بالخوف او بخيبة الامل بعد تكليفهم بمهمات متواضعة فيسلكون طريق العودة بعد اسابيع او اشهر.
    ويقول ديفيد تومسون مؤلف كتاب "الجهاديون الفرنسيون" ان "اوائل الفرنسيين وصلوا الى سوريا في 2012، اما بوسائلهم الخاصة منطلقين في مغامرة، او مروراً بتونس والتسجل بشبكة التجنيد التونسية المهمة. لكن ما ان يصلوا حتى يشكلوا مجموعة ويستدعوا رفاقهم".
    ويضيف "انهم يعرفون بدقة الى اين سيذهبون ومن سيتولى امرهم"، موضحاً أن "الامر يمكن ان يجري بسرعة وفاعلية كبيرتين. في بعض الاحيان تكفي ثلاثة عناوين على فيسبوك".

    * الصليب الأحمر یحاول إدخال جرحی تكفيريين من سوريا إلی لبنان




    كشفت معلومات خاصة لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" عن مساع يبذلها ممثلون عن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" مع جهات ومسؤولين في لبنان لإدخال عدد كبير من عناصر العصابات الإرهابية التكفيرية في سوريا إلی لبنان لمعالجتهم من جروح أصيبوا بها خلال المعارك مع الجيش السوري داخل الأراضي السورية.

    وأفادت "إرنا" أن ممثلين عن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أجروا الليلة الماضية اتصالات مكثفة مع العديد من المسؤولين اللبنانيين بينهم رؤساء بلديات في قری وبلدات منطقة بعلبك (شرق) لاستكشاف مواقفهم حيال إمكانية نقل المسلحين في سوريا المصابين بجروح والعالقين عند الحدود اللبنانية - السورية مقابل معبر بلدة معربون اللبنانية، مؤكدين أن هؤلاء الجرحی يرغبون بالانتقال من الأراضي السورية إلی الداخل اللبناني من أجل معالجتهم في المستشفيات اللبنانية.
    وأكد رئيس إحدی هذه البلديات ممن تم الاتصال بهم من قبل الصليب الأحمر الدولي، في حديث لـ"إرنا" صحة هذه المعلومات مبدياً استغرابه "ليس لمعالجتهم في لبنان فهذا عمل انساني سبق أن قام به لبنان بالتعاون والتنسيق مع حزب الله من قبل، بل الشيء المستغرب عند بعض أبناء منطقتنا الذين استهدفوا من قبل هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية عدة مرات بالصواريخ التي أطلقت عليهم من داخل الأراضي السورية وبالسيارات المفخخة هو لماذا لا يعمل الصليب الأحمر الدولي علی تسهيل عملية انتقالهم إلی بلدة عرسال (المعروفة بتأييدها وتعاطفها مع الإرهابيين التكفيريين) بدل هذا المكان إذا كان هناك فعلاً عمل إنساني بحت؟"
    رئيس البلدية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه تسائل عن أماكن إصابة هذه الجماعات "أين أصيبوا هل في يبرود أم في رأس العين أم في فليطا أم في مناطق أخری من القلمون وهل هم فعلاً ممن أصيبوا في المعارك وهل هم سوريون أم من جنسيات أخری؟" مؤكداً أن لديه الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الأمر وقال: "علی كل حال ما يهم أبناء المنطقة هو المحافظة علی أمنهم وأمن بلدهم ليس إلا".
    وفی سياق متصل كشف موقع "النشرة" الإخباري اللبناني في تقرير له اليوم عن وجود عشرات المسلحين الجرحی في مستشفی "الرحمة" الميداني المستحدث في بلدة عرسال "ينتظرون بفارغ الصبر أن ينهضوا مجددا علی أقدامهم للعودة مباشرة إلی ساحات القتال". موضحاً أن هؤلاء الجرحی يتوافدون من رأس المعرة وفليطا (البلدتين السوريتين اللتين استعادهما الجيش السوري مؤخراً) مشيراً إلی أن هناك جرحی لا يزالون يرقدون في أسرتهم منذ سقوط يبرود.


    * إعلام المعارضة السورية: الجهاديون تسلموا الدفة



    تزامنت الأزمة السوريّة مع فورة إعلاميّة، كان للمعارضة الحصّة الأكبر فيها، مع انفتاح وسائل الإعلام العربية والعالمية، على ناشطين وصحافيين سوريين. ومع مرور السنوات الثلاث الماضية، تحوّل بعض أولئك الناشطين من «شهود عيان» إلى «مصادر موثوقة»، و«ناطقين رسميين». إلا أنّهم بدأوا يختفون تدريجياً عن الساحة، وسط تشرذم في تغطية وسائل الإعلام، وتسلّم الجهاديين بصفحاتهم ومواقعهم الراية الإعلامية. فأين اختفى الناشطون؟.


    علاء حلبي/جريدة السفير


    يشرح ناشط معارض من حلب، يرفض الكشف عن اسمه، الوضع المستجدّ لـ«السفير». يقول الرجل المقيم حالياً في تركيا، إنّ معظم الناشطين الذين عملوا في مجال التغطية الإعلاميّة بداية الأحداث، خرجوا تدريجياً من سوريا، بعضهم حصل على لجوء في أوروبا، وآخرون يعيشون في تركيا، بعدما جمعوا ثروة لا بأس بها خلال عملهم في الميدان، تاركين الساحة للجهاديين.

    ويضيف الناشط، الذي يقتصر «نشاطه» في الوقت الحالي على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ بداية الأزمة في سوريا شهدت تدفقاً لأموال ومعدّات من الخارج، لدعم عمليّة نقل مجريات الأحداث، تزامناً مع تشكل مجموعة نوى لفصائل مسلحة. ذلك ما فتح الباب أمام استثمار من نوع جديد، وهو إنشاء «مراكز إعلامية»، تعمل على إنتاج تقارير يوميّة، مدفوعة التكاليف من تلك الفصائل.

    كما كانت وسائل الإعلام التي تبث تلك التقارير بدفع تكاليف أخرى، ما يعني وجود موردين من المال في الوقت ذاته، بحسب تعبير الناشط. ويضيف: «كانت الفصائل المسلحة في بدايتها تحتاج لبناء اسم لها، وترويجه في الأوساط الخليجية، من أجل الحصول على أموال إضافية. وكانت تلك المراكز الإعلامية تحصل على مبالغ مالية دورياً، مقابل إنتاج وثائقيّات أو تقارير عن نشاط الفصائل والترويج لها في وسائل الإعلام الخليجية، والأجنبية. كما عملت تلك المراكز نفسها على تسهيل حركة الإعلاميين الأجانب وتأمين سكن لهم، مقابل أجر ساهم بدوره في تشكيل ثروة بعض الناشطين».

    مع اتساع رقعة النشاط المسلَّح، صارت الفصائل تتخلّى تدريجياً عن مراكزها الإعلامية، ما أجبر عدداً من الناشطين على ترك العمل الإعلامي، والالتحاق بفصائل يتحكّم فيها متشدّدون. يتابع الناشط: «مع ارتفاع وتيرة المعارك واشتدادها، بدأ الناشطون الإعلاميون يخرجون من سوريا تدريجياً، وتمكّن بعضهم من الالتحاق بوسائل إعلام عربية، والعمل في عواصم خليجية، فيما التحق بعضهم الآخر بصفوف الجهاديين، وذاب في بوتقتهم وانقطعت أخباره، فيما تعرّض آخرون للاعتقال، أو الملاحقة».



    انعكس ذلك التحوّل على طريقة متابعة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للأحداث في سوريا. فمع بداية الأحداث ظهرت مجموعة من المواقع والصفحات المختصة بالشأن الميداني، تمحور معظمها حول صفحة وحيدة كبرى هي «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، وعدة شبكات إعلامية داعمة.

    ولكن، مع مرور الوقت، بدأت تلك الصفحات بالتكاثر، والتشرذم، والتخصُّص. هكذا، ظهرت عشرات الصفحات المعنيّة بتغطية الأحداث، بطابع محلي ومناطقي، لتنتهي بشبكات تقوم بتغطية الأحداث على مستوى «الحارة». وذلك ما يعدّ انعكاساً لحالة التشرذم التي تعيشها الفصائل المسلَّحة على الأرض، وقياديي المعارضة على منابر السياسة.

    وأمام حالة التشرذم تلك، باتت الصفحات «الجهادية» مصدراً لأخبار الفصائل المقاتلة. يقول الناشط: «تحوّل الصحافيون العاملون في وسائل الإعلام المعارضة إلى مجرّد راصدين لصفحات الجهاديين، يستقون منها الأخبار، حتى صارت المنبع الرئيسي لأخبار النشاط المسلح المعارض في سوريا الآن».

    مع اندلاع الاشتباكات على الجبهات الشمالية الممتدة إلى تركيا، سواء في حلب، أو في ريف اللاذقية الشمالي (كسب)، يظهر جلياً عجز الناشطين الإعلاميين السوريين عن متابعة الحدث. وحدها «الصفحات الجهادية» تنقل الأخبار، وتبث تسجيلات مصوَّرة لقيادييها وهم يخوضون المعارك. شريط مسجَّل من «النقطة 45» (وهي نقطة إستراتيجية في ريف اللاذقية)، يكشف بدوره أن القيادة الآن باتت بيد «الجهاديين الشيشان».

    فالرجل الشيشاني ذو اللحية الحمراء يدير المعركة، ويتحدّث بلغته الأم عن سير المعارك وخطته المستقبلية. كذلك الحال بالنسبة لجبهة حلب، التي يديرها أيضاً مقاتلون من الشيشان. وتبثّ صفحات «جهادية» شيشانيّة آخر تطورات الأحداث في تلك المنطقة، أمام عجز «الناشطين» السوريين حتى عن ترجمة ما يقوله أولئك «القياديون».

    ***
    * نبل والزهراء.. والحصار الصعب

    لا تزال بلدتا نبل والزهراء في ريف إدلب محاصرتين من قبل الجماعات المسلحة. حصارٌ يحول دون السماح لأهالي البلدتين بالتوجه إلى الأراضي الزراعية أحد مصادر الدخل الأساسية لهم. الخطف والقتل كانا مصير الكثير من الفلاحين فيما كان الجفاف مصير أراضيهم.

    فيديو:
    http://www.almayadeen.net/ar/news/sy...B5%D8%B9%D8%A8
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 02-04-2014, 10:13 PM.

    تعليق


    • 2/4/2014


      * الأرمن يُهجّرون من جديد



      جاك جوزيف أوسي
      خاص بانوراما الشرق الاوسط


      اقّتُل أرمنيّاً تدخل الجنة، كان الشعار الذي رفعته حكومة حزب الاتحاد والترقي التركية في محاولة منها للعب على الوتر الطائفي في الدولة العثمانية إبان حملتها الإرهابية لإبادة سكان جنوب شرق الأناضول والمناطق المتاخمة للحدود الروسية أثناء الحرب العالمية الأولى.

      هذا الشعار أعادت حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الثنائي أوغلو – أردوغان لاستخدامه من جديد في مدينة كسب، ذات الأغلبية الأرمنية، الواقعة في الشمال الغربي من سورية، في محاولتها تحقيق انتقام مزدوج من الأرمن، لأنهما يتهمان الأرمن بالتمرد على أجدادهما في بداية القرن العشرين ويحملانهما مسؤولية الهزائم العسكرية التي تعرض لها الجيش العثماني في حربه ضد روسيا القيصرية وخصوصاً معركة “صاري قاميش”* والتي تفجّر بعدها الحقد الأعمى ضد كل ما هو أرمني وسرياني وأشوري في الدولة العثمانية. ويتهمان في الوقت نفسه أحفاد الناجين من تلك المذابح بتشويه صورة تركيا في العالم، خصوصاً بعد نجاحهم في كسب اعتراف الكثير من الحكومات حول العالم بالإبادة الأرمنية ومجازر “سيفو”، التي ما تزال حيّة في وجدان وسلوك الناجيين من تلك المجازر، رغم مرور ما يقارب القرن على حدوثها.

      التمهيد للمذبحة

      في شباط من عام 1915 اجتمعت مجموعة من القوميين الأتراك المتعصبين المنتمين لِ” جمعية الاتحاد التركي CUP” برئاسة الثلاثي: أنور باشا وجمال باشا وطلعت باشا. حيث بدأ هذا الثلاثي المتطرف بالتخطيط لإبادة السكان الأرمن الذين اُعتبروا خونة للسلطنة، وأعلم المخطط القيادي في الCUP الدكتور ناظم المجتمعين: “إنه يجب إتمام عملية التطهير هذه بشكل عام ونهائي، وإذا لم تتم على هذا النحو، فسيكون لذلك مشاكل وتبعات وعليه من الضروري جداً القضاء على الشعب الأرمني بأكمله حتى لا يبقى له وجود على الأرض بعد ذلك، إننا الآن في حالة حرب ولن تكون لنا فرصة أفضل من هذه الفرصة”.

      وبدأت المجزرة يوم 24 نيسان 1915، بفاصل كلاسيكي من الإبادة الانتقائية، حيث تم إعدام حوالي 600 أرمني من أصحاب المناصب المرموقة، لتتسع بعدها عمليات الذبح للأرمن في جميع أنحاء الدولة العثمانية بطريقة مدروسة وممنهجة، حيث قُتِلَ الرجال وسُبِيت واُغتصِبَت النساء وتم خطف الأطفال والإساءة إليهم، وترافق ذلك مع مصادرة الممتلكات وسرق المقتنيات العائدة لهم.

      بعد فترة هدوء استمرت حوالي العام بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تجددت الأعمال الوحشية بين عامي 1920 و1923، وتَعرّض من تبقى من الأرمن للمزيد من المجازر وعمليات الترحيل والطرد. وبعد نجاح عمليات الإبادة الجماعية شرع الأتراك بهدم بقايا التراث الثقافي الأرمني بما في ذلك روائع الهندسة المعمارية القديمة التي لا تُقدر بثمن، والمكتبات القديمة والمخطوطات حتى أنهم جعلوا مدناً كاملة أثراً بعد عين لإزالة إي أثر لهذا الشعب التي استمر وجوده على هذه الأرض (جنوب شرق الأناضول) حوالي الثلاثة آلاف عام.

      وهكذا تم القضاء كلياً على الأرمن على امتداد مساحة أسيا الصغرى وأرمينيا الغربية، ولم يبقى ما يدل عليهم إلا بعضُ أثارٍ صمدت لتروي مأساة شعبٍ ضُحِيَ به على مذبح لعبة الأمم وشهوات السلطة لمجوعة رأت أنها في سبيل إعادة بناء دولتها لا مانع من التضحية بجميع من لا ينتمي إلى عرقها ولا يتقاطع مع هويتها الطائفية والمذهبية.

      وفي إشارة إلى الإبادة الأرمنية، لاحظ أدولف هتلر ردّات الفعل الفاترة للقوى العظمى إزاء الكارثة التي حلت بالأرمن، وعندما قرر غزو بولندا عام 1939، أعطى تعليماته لفرق الشرطة السرّية ss بقتل الرجال والنساء والأطفال من العرق البولندي دون أي شفقة أو رحمة. قائلاً: “فقط بهذه الطريقة سوف نربح الفضاء الحيوي الذي نحتاجه”، مضيفاً ” هل بقي أحد هذه الأيام يتحدث عن الأرمن؟”.

      الأرمن وسورية

      العلاقة بين الشعب الأرمني وسورية ضاربة الجذور في التاريخ، حيث تعود العلاقات المباشرة لهم معها، وفق المصادر التاريخية، إلى العام 83 ق.م، حيث بقيت سورية 16 عاماً تحت حكم المملكة الأرمنية، في عهد الملك ديكران الملقـب بـ”الكبير”.

      كما هاجر عدد كبير من الأرمن إلى بلاد الشام أيام الخلافة العباسية هرباً مـن الاضطهاد الديني والسياسي الذي مارسه البيزنطيين ضدهم ونتيجة ضغط غزوات التتار على مناطق سكنهم. ومنذ العام 301 ميلادي، أصبحت حلب واللاذقية من المراكز المهمة للحجاج الأرمن في طريقهم إلى القدس، بعد أن أصبحت المسيحية دين الدولة الرسمي لأرمينيا. وفي العام 1877 انتُخب التاجر الأرمني مانوك قراجيان نائباً عن ولاية حلب في مجلس “المبعوثان الأول”، وهو المجلس النيابي في السلطنة العثمانية.

      وكان أبرز منعطف مرت به علاقة الأرمن بسوريا كان إبان الهجرات الأرمنية الكبيرة بسبب الاضطهاد التركي المتواصلة في الأعوام 1876 و1895 و1909 و1915 و1922 و1939 وبلغ عدد المهاجرين إلى سوريا ولبنان حوالي 125 ألف أرمني، منهم 75 ألفا إلى حلب وضواحيها. ووفقاً للمؤرخ الحلبي الشيخ كامل فقد بلغ عدد سكان حلب 210 آلاف نسمة مع نهاية العام 1925، وكان الأرمن يشكلون 25 في المئة من سكان المدينة. وكان الأرمن السوريون أول من أدخل إلى البلاد جهاز التصوير بأشعة رونتنغن (1897) والتصوير الضوئي (1880) وأول سيارة إلى حلب (1909) وأول جرار في منطقة تل السمن (1926)، كما أدخلوا للمرة الأولى مهن الخراطة وطرق اللحام المختلفة وصناعة بطاريات الآليات والسيارات بمختلف أنواعها، وكانوا أول من استخرج زيت الزيتون بآلات حديثة.

      وشكل العام 1946 واحداً من أبرز الشواهد الناصعة على انتماء الأرمن إلى وطنهم الثاني سورية، حين أصدر مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشية حلب وتوابعها الأسقف زاريه بايسليان نداء إلى الجنود الأرمن في جيش الشرق كي ينضموا بأسلحتهم إلى الجيش السوري فلبى الجنود الأرمن النداء. وقد منحه الرئيس الراحل شكري القوتلي وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى بموجب المرسوم رقم 381 تاريخ 2 نيسان العام 1946.

      الأزمة السورية وتجدُّد المحنة الأرمنية

      في آب من عام 2012، وجّهَ ما يسمى بالمجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية تهديداً واضحاً وصريحاً لـ “الطائفة الأرمنية” في سورية بسبب ما وصفه وقوفها إلى جانب النظام السوري عسكرياً في كل من حلب واللاذقية ونصب الحواجز العسكرية المسلحة في الطرق العامة وإيواء “الشبيحة” في منازلهم إضافةً للسماح لـ “العصابات الأسدية” باستخدام منازلهم كمستودعات للأسلحة وغير ذلك. وبعد سنتين من هذا التاريخ أعطت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان ومخططها الأيديولوجيي وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو الضوء الأخضر للهجوم على كسب وتكرار الجرائم بحق الأرمن التي ارتُكِبت في مطلع القرن العشرين ولكن هذه المرة في سورية التي تشهد أرضها حربا بالوكالة بين قوى إقليمية وميداناً للصراعات الدولية التي من شأنها رسم ملامح السياسة الدولية في القرن الواحد والعشرين.

      وفي هذا الصدد، قال الصحفي البريطاني المعروف”روبرت فيسك” في مقال مطوّل نشره في صحيفة الإندبندنت أنه بعد مرور قرن تقريباً على الإبادة الجماعية الأرمنية، فإن أولئك الناس لا يزالوا يواجهون الذبح وتدنيس مقدساتهم في سورية.

      وأضاف “فيسك” أنه في صمت إعلامي تام، أصبح الأرمن في سوريا معرضين لقتل وتخريب تاريخهم في حرب جديدة.

      وأشار إلى أن أبناء الناجين من المذبحة التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن قبل قرن، يفرون مرة أخرى من الأراضي التي التجأوا إليها، سورية، متجهين حالياً إلى لبنان وأوروبا والولايات المتحدة.

      وأشار إلى أن الكنيسة التي تضم عظام ضحايا الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين “هولوكوست الأرمن” في دير الزور يجرى تدميرها في الحرب الجديدة في سورية.

      وفى حلب جرى تخريب كنيسة أرمنية على يد مسلحي “الجيش الحر”، المدعومين بالمال والسلاح من بعض دول الغرب ودول الخليج.

      وتابع أنه في الرقة، قام مسلحون سلفيون بإشعال النيران في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، مشيراً إلى أن مئات المسلحين الأتراك، الذين ينحدرون من نفس الجنس التركي الذي حاول تدمير الأرمن عام 1915، ينضمون لعناصر القاعدة في هجماتهم على الكنيسة الأرمنية وتقوم “دولة العراق الإسلامية” “داعش” بنزع الصلبان من أعلى الكنائس واستبدالها بعلمها الخاص.

      إن محاولة العثمانيون الجدد في أنقرة استخدام الورقة الأرمنية في الأزمة السورية قد ترتد عليهم بنتائج وخيمة. إذ إن للورقة الأرمنية بعد دولي هام، فقضية الاعتراف بمجازر العثمانيين بحق الشعب الأرمني وغيرهم من سكان المنطقة لازالت تشكل عائقاً كبيراً أمام تحركات تركيا في الساحة الدولية، كان آخرها الاحتقان بين أنقرة وباريس الذي وصل مرحلة استدعاء السفراء، وكذلك التوتر بين الحليفين التركي والأمريكي للسبب ذاته، فهؤلاء اجتمعوا على ضرورة إسقاط النظام السوري وربما تدمير الدولة السورية، لكن بروز الورقة الأرمنية في سياق تحرك المتشددين والجهاديين في سورية سيترتب عليها تحركات للجالية الأرمنية ذات النفوذ الذي لا يستهان به في العواصم الغربية، وهو أما قد يدفع الساسة أصحاب الرؤوس الحامية إلى إعادة حساباتهم تجاه ما تشهده سورية من تطورات بدأت تُعيد إلى الذاكرة تهجير مسيحيي العراق إبان الغزو الأمريكي لهذا البلد، وإن كان في تنفيذ هذه السياسات بعض الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها بعض مراكز صنع القرار الإقليمية والدولية.

      ما أشبه اليوم بالأمس

      إبان مذابح عام 1915، قام الجنود الأتراك ومرتزقة جمعية الاتحاد التركي المعروفين باسم “التشكيلات المخصوصة” بقطع رؤوس الرجال والأطفال، وبقر بطون الحوامل واغتصاب النساء وتشويه أجسادهم بعد أن قام بعضهم بصناعة السُّبح للصلاة من حلمات صدورهم تقرّبُاً إلى الله تعالى كما ادعوا آنذاك.

      واليوم، نرى هذه التصرفات تتكرر في سورية عندما قام إرهابيو جبهة النصرة والتشكيلات المنضوية تحت قيادتها بالهجوم على ريف اللاذقية الشمالية وكرروا ما فعل أسلافهم في الماضي. وإن كنا قد قرءنا في الكتب وسمعنا من الأجداد عن هذه التصرفات التي تثير الغثيان في نفوس الإنسان السّوي، فإننا بفضل هذه الذئاب البشرية قد رأينا بالصوت والصورة ما أُرّتِكب من جرائم بحق نساء وشيوخ وأطفال آمنين يشيب من هولها الولدان.

      وفي الموضوع نفسه، استقبل السيد الرئيس بشار الأسد يوم الخميس الموافق لِ 27 آذار 2014 وفداً برلمانياً أرمينياً برئاسة النائب ساموئيل فارمانيان.

      ونقل أعضاء الوفد للرئيس الأسد رسالة شفهية من رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان عبر فيها باسمه وباسم الشعب الأرميني عن إدانته للهجمات الإرهابية المدعومة تركيا على مدينة كسب بريف اللاذقية معرباً عن شكره للدولة السورية على الجهود التي تبذلها لحماية مواطنيها جميعاً.

      وعبر السيد الرئيس الأسد عن تقديره لمواقف الرئيس سركيسيان الموضوعية والداعمة لاستقرار سورية وحذّر من مخاطر الإرهاب والفكر المتطرف الذي يدعمه الغرب وبعض الدول الإقليمية والذي يهدد بتفتيت منطقتنا التي تميزت بتنوع ثقافي واجتماعي عبر تاريخها مشدداً على دور البرلمانيين في توضيح هذه المخاطر أمام المنابر الدولية وتوحيد الجهود لمواجهتها.

      من جهتهم، أكد أعضاء الوفد الأرميني دعمهم الكامل لما تقوم به الدولة السورية من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية وسعيها لتأمين عودة المهجرين من مدينة كسب وغيرها من المناطق إلى بيوتهم وقراهم معبرين عن ثقتهم بأن سورية ستبقى كما كانت مثالاً للعيش المشترك والوحدة الوطنية بين جميع أبنائها.

      *معركة “صاري قاميش”: حدثت المعركة خلال الفترة الممتدة من نهاية كانون الاول 1914م وحتى 6 كانون الثاني 1915م، وانتهت بهزيمة قاسية للعثمانيين خسروا خلالها حوالي تسعين ألف قتيل.

      ***
      3/4/2014


      * المعركة في «الـ45» والعين على «النبي يونس»



      المعارك المستميتة للسيطرة على تلة الـ45 في ريف اللاذقية الشمالي، جزء من محاولات المسلحين المستمرة للوصول إلى قمة النبي يونس في الريف الشرقي. جبهة كسب المفتوحة ليست إلا «مشاغلة» للجيش والقوات الرديفة له عن الجبهة الأساسية، التي يحميها مرصد النبي يونس

      مرح ماشي/الاخبار

      صلنفة | مشهد نساء يصنعن الخبز على التنور، آخر ما يتوقع المرء رؤيته في الطريق إلى الجبهة الصعبة. أطفال في طريقهم إلى مدارسهم، وجنود ينطلقون نحو متاريسهم وحواجزهم. يغالب الناس من أجل الحياة في القرى الواقعة شرق اللاذقية، في اتجاه بلدة صلنفة، التي باتت شهيرة بالمجازر التي ارتكبها المسلحون في قراها في آب الماضي. يحفظ اللاذقيون الطريق إلى المصيف الشهير عن ظهر قلب، إذ احتضن ذكريات مواسم الصيف والسهرات الباردة. البدء من قرية الشلفاطية والمزارع الخضراء القريبة من مدخل اللاذقية، قُبيل الاقتراب من مواقع الخطر.

      تُحبس الأنفاس عند اجتياز كل قرية نحو الجهة المقصودة. قريتا السامية والشيخ حسامو تستقبلان المارين ببعض الأحراج المحترقة، ما يؤذن بالوصول. تبدو بلدة صلنفة كئيبة، بمطاعمها المغلقة وشوارعها الفارغة. عدد السيارات المدنية قليل، مقارنةً بالسيارات العسكرية. والمارون سيراً على الأقدام هم حُكماً يرتدون لباساً مموهاً. يصح تسميتها بلدة الأشباح، إذ تصفر شققها الصيفية للريح. ساعة مرّت، قبل الوصول إلى قمة النبي يونس الشهيرة، ذات الجروف الصخرية، التي تحتضن المزار المعروف وتسمّى باسمه. لا يوحي الطقس بالربيع الذي بدأت تعيشه قرى الساحل، إذ إن المنخفض الجوي أثلج الأنوف والآذان بهواء بارد، يهزأ به الجنود. الثلج الذي يغطي القمة طوال فصل الشتاء لا يؤثر في قدرة تحمّل المقاتلين.

      يخزّن الجنود غذاءً يكفيهم لمدة ستة أشهر، خشية حصار الثلج. نظرة واحدة من أعلى القمة كفيلة بفهم خطورة المكان. تنبسط ثلاث محافظات، بسهولها وتلالها أسفل القمة الشهيرة، ما يسمح برصد أية تحركات مريبة من الأعلى. تلوح من بعيد قمة الجبل الأقرع. تبدو المواجهة ندية بين القمتين، بالمعارك الجارية على تخوم كل منهما. المنطقة كانت تدعى جبال العلويين، إذ تمتلئ التلال بمزاراتهم الدينية. إنما التأمل في الخارطة الفعلية للتوزع السكاني، والانقسام الحاد الذي سببته الأزمة، يظهر خروج مناطق كاملة عن سيطرة الدولة.

      حلم المسلحين اجتياح صلنفة التي يعدّونها بوابة القرداحة

      «جبهة هادئة»، هكذا يسميها، ساخراً، قائد موقع النبي يونس العسكري، في أقصى الريف الشرقي للاذقية. ويضيف: «مناوشات بعيدة، ومحاولات للتشتيت. إنما لا شيء يشغلنا عن الاستعداد الدائم لمفاجآتهم». القائد المقاتل يعد المسلحين بـ «الكثير من المفاجآت» أيضاً. فشل المسلحون في إسقاط قمة النبي يونس المحصّنة ضد أي اعتداء، التي تبعد عن اللاذقية 17 كلم شرقاً، عند اجتياح المراصد المجاورة وقرى صلنفة. لا تبعد قمة النبي يونس سوى ستة كيلومترات عن القرى المنكوبة التي ارتكب فيها مسلحو المعارضة في آب الماضي مجزرة في حق المدنيين، واختطفوا عشرات النساء والاطفال لا يزالون في الأسر حتى اليوم. لم تنشغل حامية موقع النبي يونس بجبهة كسب المشتعلة، أقصى الشمال، عن حماية قلعتها المحصنة بعناصر الدفاع الوطني، باعتبارها تتبع لقطاع حمايتهم. يتحدث قائد الموقع عن كمائن مخفية يحصّن من خلالها القمة، ويجعل وصول المسلحين إليها صعباً. ويقول: «كمائننا موجودة وهم يعرفون ذلك جيداً. وبرغم محاولاتهم اليومية إحداث خرق، إلا أنهم يفشلون. السبب أنهم لا يتوقعون أماكن تخفّي مقاتلينا». حماسة المقاتل قصي ابراهيم، أو «أبو جعفر»، كما يناديه رفاقه، لم تأتِ من فراغ. يتجوّل في النقطة العسكرية مستعرضاً آلية حمايتها ونقاط قوتها. وبرغم مفاجآته الكثيرة، إلا أن محاولات المسلحين التسلل لا تتوقف. الرجل يعدّ أشهر من حادث المسلحين ساخراً عبر اللاسلكي مردداً، على مسمع جنوده في أحلك الظروف، عبارة: «افتح قبرك». «أبو جعفر»، الذي ترك وظيفته ليقود مجموعة من المقاتلين على إحدى القمم الباردة، يعلّق على هذا الأمر بقوله: «إذا راحت الوظيفة بترجع. بس البلد إذا راح ما بيرجع». ويتابع: «فتحوا بلادنا على كل الجنسيات، فاستباحوا أعراضنا. إذا ما قاتلتهم اليوم، رح شوفهم في بيتي بكرا».

      يعي قادة الجيش والقوات الرديفة له أن أي تقصير في حماية قمة النبي يونس التي ترتفع 1537 متراً عن سطح البحر، سيجرّ وراءه فتح ثغر لا يمكن سدّها في الساحل السوري. وهذا سبب عدم المشاركة الكبيرة لـ«الدفاع الوطني» في معارك كسب المشتعلة حالياً، إذ إن السيطرة على القمة الاستراتيجية هي التي تحدد صاحب الغلبة في أي معركة. التعزيزات التي دخلت اللاذقية من المحافظات الأُخرى، خلال معارك كسب الأخيرة، كانت أجدى نفعاً من إخلاء نقاط القمة الشهيرة من مقاتليها الكثر، لأنها تمثل الحامي الأساس للجبهة الأطول والأخطر، بحسب العسكريين.

      وفي العِلم العسكري، بحسب القادة الميدانيين، تعدّ القمة المذكورة «عارضاً حساساً» لكونها تكشف مناطق سيطرة المسلحين شمالاً في نقاط عدة، أبرزها عكو وعرافيت وكدين وجب الأحمر وعين الجوزة. الموقع الاستراتيجي المهم للقمة يؤثر في عمق ثلاث محافظات سورية أساسية. فهي تعد الحد الفاصل بين محافظتي حماه واللاذقية، وتتبع إدارياً لمحافظة حماه، فيما تطلّ شمالاً على محافظة إدلب. وتتحكم في مناطق سيطرة المسلحين في جبل الأكراد وسلمى وكنسبّا القائمة على عدد من التلال في الشمال الغربي، وينكشف شرقاً سهل الغاب. ينبسط السهل على أشكال هندسية بتدرجات ألوان النبات والتراب.

      برقيات عدة جاءت، أخيراً، لإنذار حُماة المحاور في كسب وخربة سولاس والنبي يونس من هجمات متوقعة للمسلحين. آخر اشتباكات عنيفة بين قوات «الدفاع الوطني» والمسلحين، كانت قبل 40 يوماً، حيث انفتحت الجبهة جحيماً في محيط القمة التي أصبحت تحت مرمى قذائف الهاون والقنّاصات وعربات «الشيلكا». يرصد المقاتلون تحركات الآليات «المعادية»، ويعلمون أن حلم المسلحين هو اجتياح صلنفة، التي يعدّونها بوابة دخول القرداحة، عبر السيطرة على القمة الحصينة. تثير العبارة ابتسامات مقاتلي الكمائن، الذين يغالبون قسوة البرد. «الربيع خفف من شدة البرد الذي يعد أهم مؤشر على عدم وجود شروط البقاء»، يقول أحد المقاتلين من خلف متراسه. ويستذكر أعنف اشتباك مرت به النقطة الاستراتيجية في 24/ 4/ 2013، أي قبل الاجتياح الشهير للقرى الآمنة بأشهر، لافتاً إلى انّ الاشتباك استمر قرابة الساعة.

      ويضيف: «تسللوا إلى محيط القمة، ثم بدأت تصل دباباتهم وعربات أسلحتهم. هجوم استطعنا صدّه ودحرهم». تجربة إدارة القمة وتنظيمها للعمل العسكري، تفرز جنوداً مرتاحين إلى جبهتهم. الطعام المؤمّن والتنظيم المناسب جعل القمة عصية على الاختراق. لا يبدو على وجوه المقاتلين أي تأثر بالبرد، فسخونة الجبهة الدائمة تدفئ الثلج المتساقط طوال الشتاء، وتستنهض طاقاتهم القتالية.

      ***
      * «الشعب السوري واحد».. ختمُ المصالحات



      كارمن جوخدار/السفير

      في الثاني من تموز الماضي أصدر الرئيس السوري بشار الأسد ثلاثة قوانين لمكافحة الإرهاب ومعاقبة من يقوم بالخطف بالأشغال الشاقة، معرّفاً العمل الإرهابي بـ«كل فعل يهدف إلى إيجاد حالة من الذعر بين الناس أو الإخلال بالأمن العام، أو الإضرار بالبنى التحتية أو الأساسية للدولة، ويرتكب باستخدام الأسلحة أو الذخائر أو المتفجرات أو المواد الملتهبة أو المنتجات السامة أو المحرقة أو العوامل الوبائية أو الجرثومية، مهما كان نوع هذه الوسائل، أو باستخدام أي أداة تؤدي الغرض ذاته».

      وكان الاسد قد سبق أن أصدر أول مرسوم بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث التي وقعت من تاريخ 15 آذار العام 2011، وهو ما تلاه 5 مراسيم رئاسية للعفو عن مرتكبي الجرائم.

      الحسم الميداني والمراسيم القانونية لم يكونا السبيلين الوحيدين لتعاطي الحكومة مع الأزمة التي تعصف بسوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات. وبالرغم من فشل الخطوات التفاوضية في جنيف، جرت مصالحات في عدد من المناطق السورية: ببيلا، برزة، يلدا، بيت سحم، المعضمية. وشارك في هذه المصالحات مسلحون، أو قيادات منهم، ورجال دين. أما التمثيل الرسمي فيناط إلى «الدفاع الوطني» وضابطين من الحرس الجمهوري.

      يقول مصدر عسكري سوري إن «الجيش السوري اعتمد في تكتيكاته، في المناطق التي جرت فيها المصالحات، الابتعاد عن الاستنزاف لقواته على الأرض وتدمير البنية التحتية، التي سيعيد بناءها عاجلاً أم آجلاً بعد الحرب، مركّزاً على مبدأ التطويق، الذي تسمّيه المعارضة الحصار، القاضي بمنع السلاح والغذاء عن المسلّحين بهدف استنزافهم، وخاصة لناحية الذخيرة. فقد كان يوهم المسلّحين بأنه يستعد لدخول المنطقة عبر تحريك آلياته وإطلاق رشقات من الرصاص فيقوم المسلّحون بالرد، وهو ما يؤدي إلى نفاد ذخيرتهم، ما يحتم عليهم الاستسلام عاجلاً أم آجلاً»، لافتاً الانتباه إلى أن «الجيش كرّر الأمر في مناطق المصالحات، التي كان يقطنها مدنيون، ما كان يؤدي إلى تأخير الحسم العسكري».

      ويقول نازح، طلب عدم ذكر اسمه، عاد إلى منطقته التي جرت فيها المصالحة: «عمل الإعلام، وحتى الجهات الدولية على التجارة، بموضوع المدنيين، فيما كانت تلقى الاتهامات جزافاً بأن النظام يقوم بتجويع المدنيين، إلا أنه للمفارقة، فقد كان المسلّحون ينعمون بالطعام والمال فيما يجوع المدنيون. هم يمارسون أعتى أنواع الظلم من سرقة وفرض أسعار مرتفعة على المدنيين العزّل، فضلاً عن استخدامهم كدروع بشرية، أو حتى المتاجرة بهم في صفقات معينة».

      ويؤكد مصدر سوري، مطّلع على ملف المصالحات لـ«السفير» أن «المصالحات بدأت رداً على طلب المسلحين – عبر وسطاء، غالبيتهم جهات دينية – للتوصل إلى حل وتسوية أوضاع»، مشيراً إلى أن «الأسباب التي جعلت المسلّحين يقبلون بالمصالحة هو انهيار معنوياتهم، ووصولهم، في كثير من الأحيان، إلى طريق مسدود، فيما يتلقّون الوعود بسقوط النظام – الذي بات مستحيلاً – بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تحقيق إنجازات ميدانية». ويردف قائلاً «هي عملية استسلام ناتجة من نصر عسكري للجيش السوري أدّى إلى فرض أمر واقع، وقد طرحت فيها الحكومة السورية بعض الشروط لضمان أمن الأراضي السورية وسلامتها».

      وحدّد المسلّحون ثلاثة شروط في كل المصالحات، التي تفاوتت مدّة التفاوض فيها، فيما يستمر العمل على تحقيق مصالحة في مناطق أخرى كحرستا، هي تسوية أوضاعهم وإخراج عدد من المعتقلين والحصول على الغذاء، فيما حدّدت الحكومة السورية شروط إلقاء السلاح وتشكيل لجان تحت مسمّى «الدفاع الوطني».

      وحول مصير المسلحين الأجانب، شدد المصدر على أن القيادة السورية ترفض مصالحة الغرباء، مشيراً إلى أن «الكتائب المقاتلة تخرج الغرباء بعد سعيها لتحقيق مصالحة، فهي على بيّنة من أن مصير المصالحة منوطٌ بخروج هؤلاء».

      وينقل المصدر عن أحد المسلحين قوله، في إحدى جلسات المصالحة، أن «المعارضة تدعونا إلى الاستمرار في القتال ورفض المصالحة، فيما تعيش هي الأمان والراحة في الفنادق في الخارج، ونحن نعاني»، معتبراً أنهم «تيقّنوا لأهمية مد اليد للآخر والتعاون للنهوض بالوطن الذي تنهشه الحرب مع مرور كل ساعة».

      ويقول مقاتل آخر في صفوف المعارضة «أزيلت الهواجس وتمّت الإجابة عن تساؤلاتنا»، فيما يقول آخر «هذه مصالحة مباركة تمّت بمباركة القائد (الأسد)».

      «قيادات المعارضة في الخارج لم تقدّم أي شيء. قالوا لنا اذهب أنت وربك فقاتلا. كنا نعاني من حصار وعدم تكافؤ في القوة، وكان المطلوب رفض المصالحة. نحن الخاسرون جراء هذا الأمر»، يؤكد أحد المسلّحين خلال اتمام مصالحة ببيلا.

      من جهته، يقول أحد النازحين العائدين إلى برزة، أثناء إجراء المصالحة، «سندخل إلى بلدنا حيث سنعيش في أمان واستقرار، كما كنا في السابق وأفضل».

      وتعتبر المعضمية أنجح المصالحات، حيث تم تسليم السلاح الثقيل والتزم المسلّحون ببنود المصالحة. أما في محور ببيلا – يلدا – بيت سحم فيخرج رصاص من حين إلى آخر لا تعرف مصادره، وفي برزة تستمر «الهيئة الشرعية» ويحظّر على بعض الطوائف الدخول إليها.

      ويؤكد قائد «الدفاع الوطني» في دمشق وريفها فادي صقر أنه «يتصرّف منذ انطلاق المفاوضات وحتى التوصّل إلى المصالحة انطلاقاً من رؤية وطنية، تتناغم مع توجيهات القيادة السورية»، مشيراً إلى أن «التعاطي يتم على خطين متوازيين: الضرب بيد من حديد للإرهابيين، والخطوة الثانية هي المصالحات مع من غرر بهم من السوريين».

      ويضيف صقر لـ«السفير»: «لا وجود لخطوط حمراء تضعها القيادة السورية، بل هي ثوابت وبديهيات، بدءاً بموضوع السيادة في إطار عدم إنجاز مصالحات سوى مع السوريين»، مؤكداً «رفض التفاوض مع غير السوري، لأنه غريب لا يمت بصلة إلى هذه الأرض. لا سلاح إلا سلاح الجيش السوري والقوات التي تعمل تحت لوائه»، ومشدداً على أن «القيادة السورية تضع أمر المدنيين في أولوياتها، انطلاقاً من كونهم الخاسر الأكبر في أية حرب. كانوا يشكلون قوة ضغط على المسلحين».

      ويضيف صقر، الذي شارك في المصالحات الخمس، «أكد لنا المسلّحون المنخرطون في المصالحات أنهم شعروا بأن من يعتبرون أنفسهم رموزاً للمعارضة هم تجّار حروب تاجروا بدماء السوريين»، مشيراً إلى أن «المصالحات كانت تتم بمبادرات من سكان المنطقة، أكانوا مسلحين أو حتى رجال دين».

      «لمسنا رغبة حقيقية في عيون الناس بهذه المصالحات. هناك حالة من الوعي عادت إلى الناس للتوحّد والوقوف في وجه تجّار الحروب»، يقول صقر واصفاً مرحلة عودة النازحين بعد المصالحة.

      «واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد»، على وقع هذه الصرخة المطعّمة بالزغاريد يعود الأمن إلى المناطق التي تجري فيها المصالحات، فيما تتخذ إجراءات لضمان عدم عودة الأوضاع إلى سابق عهدها.

      تعليق


      • 3/4/2014


        * جبهة درعا: الجيش لن ينتظر المعارضة



        يسيطر الجيش السوري على طول الطريق من دمشق إلى درعا. الحديث عن تسخين الجبهة الجنوبية ليس أكثر من تهويل إعلامي، بالنسبة للجيش. وعلى ما تقول المصادر العسكرية والأمنية المعنية بملف الجبهة الجنوبية، فإن الأسابيع المقبلة ستشهد بداية الانقلاب في ميدان درعا لمصلحة الجيش، وسيقع المسلحون تحت وطأة الانهيارات السريعة المشابهة لجبهة القلمون وريف دمشق

        فراس الشوفي/الاخبار

        الرحلة من دمشق إلى مدينة درعا، في الجنوب السوري، محفوفة بالموت. أكثر من ساعة ونصف ساعة تخترق فيها السيارة المسرعة سهل حوران، وعين السائق على جانبي الطريق ووسطها، بحذرٍ شديد. الموت هنا «مبدع»: قد يأتيك على هيئة عبوة ناسفة، رصاصة قنص، قذيفة هاون، أو سكين يحزّ رقبتك بعد الأسر بكمين.

        الخروج من دمشق مع ساعات الشمس الأولى خيارٌ صائب قبل أن تلتهم زحمة السير المدينة، وحتى تتمكن من العودة في ساعات بعد الظهر. فالليل على هذا الطريق ممنوع.

        حاجز الجيش السوري على أطراف نهر عيشة هو إشارة بدء الرحلة رسمياً فوق أوتوستراد دمشق ـــ درعا الدولي. من الآن فصاعداً ستشعل الكثير من السجائر، وستبدو سيارتك وحيدة، لدقائق طويلة، على المسلك الغربي من الطريق الموحش.

        بعد مدينة الكسوة، آخر مناطق ريف دمشق، يحملك الطريق في سهل حوران الساحر. بقعٌ خضراء بشتول البقول والقمح القصير، وأخرى بنية متناثرة في منبسطٍ لامتناه، وطيور الحمام البرّي التي لا توفّر معلماً على الطريق إلّا تترنح فوقه. وحدها منشأة محطة كهرباء دير علي العملاقة، على يسار الأوتوستراد، تسلب الربيع الأصلي ألقه.

        الأوتوستراد الدولي حدّ فاصل بالنسبة إلى الميدان في درعا. فالطريق الرئيسي في قبضة الجيش السوري، ولا تفصل بين الحاجز والحاجز سوى كيلومترات قليلة، بينما تتوزّع السيطرة بين الجيش وفصائل المعارضة المسلحة على جانبي الطريق.

        المدينة المتشظّية

        على الرغم من أن السواد الأعظم من محافظة درعا يقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، يسيطر الجيش على ما نسبته 60% من المدينة، إذ يصل عدد قرى محافظة درعا وبلداتها ومدنها إلى 135، يسيطر الجيش على 30 منها تقريباً بوجود فعلي، وحوالى 10 بلدات بالسيطرة النارية، أي يمنع المسلحين من السيطرة عليها، ويخضع الباقي لسيطرة «جبهة النصرة» وفصائل تابعة لـ«الجبهة الإسلامية»، كـ«لواء اليرموك» و«لواء الأنصار» و«لواء الإسلام» و«لواء درع السنّة» ولواء «أسود السنّة»، وما تبقى من فصائل لـ«الجيش الحر»، وتنظيم جديد اسمه «جيش محمد» بدأ ينتشر في الريف الغربي للمحافظة والريف الشرقي لمحافظة القنيطرة المحاذية. وتقول المصادر الأمنية هنا إن أكثر من ثلثي المسلحين من الإسلاميين المتشددين، بينهم نسبة لا بأس بها من غير السوريين (80% من الأجانب أردنيّون وفلسطينيّون، والباقون من جنسيات عربية سعودية وإماراتية وكويتية). الثلث الأخير من المسلحين يتألف من غير المتشددين، وأكثرهم من أبناء القرى والمدن الدرعاوية.

        مدينة درعا في الأصل كتلتان: درعا المحطة، وسميت كذلك نسبة إلى محطة قطار الحجاز التي بنيت فيها عام 1904، ودرعا البلد (البلدة القديمة ومحيطها)، ويفصل بينهما مجرى نهر اليرموك. عملياً، يسيطر الجيش على منطقة درعا المحطة، وجزء من درعا البلد، وهي منطقة «المنشية». بينما تخضع درعا البلد أو منطقة السد ومخيم اللاجئين الفلسطينيين الملاصق لها في جنوب شرق المدينة لسيطرة المسلحين.

        المعركة الحيّة

        يركض جنديان من دون سلاح على الطريق الترابية التي يظللها ساتر منخفض، وفي يد أحدهما «غالون» مياه فارغ. من مكان قريب من «حاجز البرينس» ومنشأة الحديد (جنوب شرق مدينة درعا)، يمكن سماع رصاصات القنص التي تستهدف الجنديين من بنادق المسلحين المنتشرين في الحقول المحيطة بصوامع القمح، وخلفها سجن غرز المركزي. وقد تشعر بارتطام الرصاص على مقربة منك، إلّا أن مسير الجنديين بطمأنينة بالغة يذكّرك بأن الشابين قد حفظا الطريق عن ظهر قلب، ورصاصات القناصة أيضاً.

        يبدو سجن غرز، من بعيد، كقلعة حصينة وسط السهل، على الأطراف الشرقية الجنوبية للمدينة. هو الآن تحت سيطرة مسلحي «جبهة النصرة»، بعد أن انسحبت منه كتيبة الحماية التابعة لقوات حفظ النظام قبل 10 أيام نتيجة الحصار المفروض عليه منذ أربعة أشهر. قبله بـ800 متر تقريباً، تبدو أعمدة منشأة الصوامع، التي يتعدى ارتفاعها ستين متراً. وهي، بالمناسبة، أحدث صوامع قمح، ليس في سوريا وحدها، بل في الشرق الأوسط.

        لا شيء بعيد عبر المنظار العسكري. بوضوحٍ تظهر عربة الـ«بي. أم. بي.» المحترقة، فقد دمّرها صاروخ «كونكرس» أطلقه المسلحون من وسط عبّارة المياه الفاصلة بين صوامع القمح ومبنى المطاحن، قبل سقوط السجن بقليل، أثناء نقلها للإمدادات.

        30 قرية ومدينة في قبضة الجيش من أصل 135 في المحافظةحاول الجيش إيصال الإمداد أيضاً، وصد الهجمات التي تتعرّض لها الصوامع، مع صعوبة ذلك. حاول الجيش صد الهجوم باستخدام قوّة نارية كثيفة من مختلف صنوف الأسلحة. ومن مكانك أيضاً، تشعر باهتزاز الأرض تحتك من كثافة نيران راجمات الصواريخ وقذائف الدبابات التي تتساقط أمامك، على مساحة كبيرة من الأرض التي تتحرك فيها قوات المعارضة المسلحة، التي تحاول التقدم في اتجاه الصوامع (بعد يومين، تمكنت المعارضة من السيطرة على الصوامع، وأعدمت سبعة عسكريين وأخذت عدداً من الأسرى، وقطعت رأس أحد العسكريين وعلّقته، ونشرت الفيديو على موقع يوتيوب). البقاء في المكان نفسه لوقت طويل قد يجعلك ومرافقيك عرضة للخطر. ما إن يقول أحدهم هذه الفكرة، حتى تقع قذيفة هاون على مقربة باستهداف مباشر. لست وحدك من يستخدم المنظار!

        نموذج هجوم العتيبة

        يقول أحد المعنيين، هنا، إن ما حدث في السجن والصوامع مشابه إلى حدّ بعيد للهجوم الذي شنته قوات المعارضة على جبهة العتيبة في الغوطة الشرقية، وحققت فيه اختراقاً مهماً لجبهة الجيش، لتعود بعدها الأمور وتنقلب رأساً على عقب، ويكون الاختراق سبباً لضربة قاسية لقوات المعارضة في منطقة الغوطة. يشرح المصدر توزيع القوات السورية قبل الحرب من الفرق الثالثة والخامسة والتاسعة، وكيفية انتشارها في مجموعات صغيرة مدرعة ومضادة للدروع، ومنصات للدفاع الجوي، في محاكاة لعدوان إسرائيلي ومواجهة جيش نظامي، الأمر الذي سمح للمسلحين بالسيطرة سريعاً على عدد غير قليل من مراكز الجيش، بحسب المصدر. إلّا أن الجيش عمد في الفترة الماضية إلى إنشاء ثكنات كبيرة، والتخلي عن المراكز الصغيرة.

        ويتابع المصدر شرح المرحلة الأولى من المعارك: «عمد المسلّحون إلى تخريب غالبية منشآت الدفاع الجوي، من دون الاستفادة من الصواريخ الموجودة بداخلها، بدليل قرار الدول الداعمة لهم بتخريب المنشآت بغاية شلّها، وعدم السماح لهم باستعمالها ضد الطائرات السورية، ما يسهل قيام إسرائيل أو دول الناتو بشن عدوان جوي انطلاقاً من الأردن».

        وبالحديث عن الجبهة الجنوبية ونية تسخينها، يؤكد أكثر من مصدر عسكري وأمني معني بملفّ الجنوب السوري، أنه ليس باستطاعة المعارضة، بعد الآن، أن تحقق قلباً للموازين انطلاقاً من ميدان درعا.

        تقول المصادر: «هناك حِراك خجول في الجبهة الجنوبية، والدليل عليه الهجوم على السجن، لكن الباقي تهويل إعلامي». بالنسبة إلى الجيش، الخطوة التالية بعد القلمون هي المحافظة الجنوبية، وبحسب المصادر، فإن القوات السورية تستفيد من عدة عوامل. أولاً، يستثمر الجيش الدروس التي كسبها في معارك القصير وحمص والقلمون وريف دمشق، والأساليب الجديدة التي تماهي بين أسلوب حرب العصابات، والقوة النارية للحرب الكلاسيكية، وتنسيق القوات البرية مع المقاتلات الحربية، إضافة إلى طائرات الاستطلاع. ثانياً، انقلاب مزاج جزء (بغض النظر عن حجمه) من الحاضنة الشعبية للمسلحين، وتعاون فاعل للسكان المحليين مع الجيش، ومدّه بالمعلومات عن تحركات المسلحين وأماكن وجودهم. وثالثاً، استغلال النزاعات بين فصائل المعارضة المسلحة على مساحة أرض المحافظة. وعلى ما يؤكّد المصدر العسكري، فإن الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد بدء الجيش بخطة لإعادة بسط السيطرة على المناطق، وتشديد الحصار على المسلحين، وعزل تجمعاتهم بعضها عن بعض.

        في طريق العودة إلى دمشق، ستسابق الضوء، وتتمنى لو أنك زرت حوران قبل الحرب!

        غرفة العمليات الأردنيّة

        لا تبعد درعا عن مدينة الرمثا الأردنية أكثر من 10 كيلومترات، وعن مدينة المفرق حوالى خمسين. تقول مصادر أمنية في سوريا إن غرفة عمليات المنطقة الجنوبية مقرها مدينة المفرق، في نقطة استراحة الرشيد. وتشير المصادر إلى أن هذه الغرفة هي في الأصل غرفة إسرائيلية ــ أردنية قديمة، أنشئت بموجب اتفاقية وادي عربة، ضمن الجزء الأمني غير المعلن من الاتفاقية. وفي عام 1998، كانت الغرفة صغيرة وهدفها تبادل المعلومات فقط. أما اليوم، فهي بحسب المصدر غرفة عمليات مشتركة بين ضباط أميركيين وضباط من دول غربية والإمارات وإسرائيل والأردن وتركيا، وعدد من الضباط السعوديين، بينهم العميد أحمد الدوسري، ويرأس الغرفة الأمير سلمان بن سلطان، الأخ غير الشقيق لبندر بن سلطان، ونائب وزير الدفاع السعودي. وتؤكّد المصار المطلعة أن هناك انقساماً داخل الإدارة العسكرية والأمنية الأردنية حول السير في الاندفاعة السعودية لدعم المجموعات المسلحة على الأراضي السورية وتدريبها انطلاقاً من الأردن، وما يسبّبه الأمر من خطرٍ على الوضع الأردني الداخلي الآن وفي المستقبل. وتشير المصادر إلى اجتماع جرى العام الماضي لرؤساء أركان جيوش غربية وآخرين خليجيين، شارك فيه رئيس هيئة الأركان الأردنية الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن الذي لم يبد حماسة للخطة السعودية.

        «أهلاً وسهلاً بزوار حوران»

        بعد حاجز «منكت الحطب» الفاصل بين محافظتي درعا وريف دمشق، ترى مفرق بلدة المسمية على اليسار، ويمكن الطريق منها أن تصل إلى أوتوستراد السويداء ـــ دمشق، وهي طريق آمنة نسبياً، بسبب مواقع الجيش القريبة منها. كيلومترات قليلة وتقع مدينة الصنمين على يسارك. المدينة منقسمة إلى جزءين: الجزء الشرقي بيد الجيش، فيما الغربي خاضع لسيطرة أكثر من عشرين تنظيماً مسلّحاً، بينها «جبهة النصرة». على حاجز بلدة تبنة، الطريق على اليسار، يأخذك إلى بلدة المحجّة، ومنها إلى مدينتي إنخل وجاسم الخاضعتين أيضاً لسيطرة المعارضة المسلحة. لكنك تتابع السير جنوباً، لتفاجأ بجنود من الجيش اتخذوا مواقع قتالية خلف الساتر الاسمنتي الذي يتوسط الطريق، ووجهوا بنادقهم يساراً، حيث تتحرّك مجموعة من المسلحين قرب الأوتوستراد، وكأن معركة هنا ستبدأ بين لحظة وأخرى. وأمامك الآن، على ذمّة لافتة زرقاء في الطريق، 40 كيلومتراً نحو الحدود الأردنية، 34 كلم إلى مدينة درعا، و24 إلى بلدة المزيريب، حيث ينبع نهر اليرموك. قبل مدينة إبطع بـ4 كيلومترات، أي بعد الجسر والحاجز، يزداد السهل جمالاً، لكنك لن ترى بيتاً لم تسوّه المعارك بالأرض بعد الآن. هنا، على حاجز خربة غزالة، على اليمين إلى مدينة الحراك، وعلى اليسار إلى طفس وداعل. المدن الثلاث أيضاً تحت سيطرة المعارضة المسلحة. قبل عامٍ تقريباً، تمكن المسلحون من السيطرة على الطريق في خربة غزالة، بلدة اللواء رستم غزالة رئيس فرع الأمن السياسي السوري. بعد مدة قصيرة، طردت قوة من الحرس الجمهوري المسلحين، وأعادت تحرير البلدة وتأمين الطريق نحو مدينة درعا، عملاً بالاستراتيجية التي ينتهجها الجيش في كلّ المحافظات السورية، وهي السيطرة على الطرقات الدولية.

        الوصول إلى قلب المدينة يتطلّب المرور على اليمين عبر طريق بلدتي النعيمة وعتمان اللتين يسيطر عليهما المسلحون، وهو طريق دمشق ــ درعا القديم، بينما يطوّق الجيش الطريق ويعزلها بالسواتر الترابية. بعد الأوتوستراد بـ500 متر تقريباً، علّق اتحاد فلّاحي درعا لوحة كُتب عليها «أهلاً وسهلاً بزوّار حوران».

        ***
        * البدء بعزل لبنان عن سوريا



        جوني منير/الجمهورية

        حانت اللحظة ونضجت الظروف فبدأ تطبيق الخطة الامنية جدياً للمرة الاولى في عاصمة الشمال.

        فعدا عن انّ الجولة العشرين كشفت تطوّر انواع السلاح الموجود ليصل الى حدود تبادل القصف المدفعي، وعدا عن أنّ جبهات القتال والمناطق المحيطة اصبحت ملجأً لأنواع العناصر الخطرة كلها الهاربة من جحيم المعارك السورية، وعدا عن أنّ هؤلاء المسلّحين باشروا تطبيق نظريات «القاعدة» في استهداف دوريات الجيش والدعوة عبر مكبرات الصوت الى «الجهاد» ضدّه وتحريض العناصر السنّية على ترك الجيش، او بكلمة ادق فرطه وتفكيكه، عدا عن كلّ هذا، فإنّ أحد اسباب التوافق القسري على انجاز الولادة الحكومية، انما كان يتعلق بتأمين الغطاء السياسي لهدم هذه الاوكار الامنية الموجودة كلها.

        وهنالك من قرأ في التصعيد الأخير رسالة قطرية في وجه الحكومة التي جاءت من خلال تفاهم سعودي – ايراني ولو بالحدّ الادنى، ومن زاوية التناقضات السعودية – القطرية التي انفجرت أخيراً.

        كلّ ذلك صحيح، لكنّ الأصح اكثر هو انّ هذه الخطة الامنية ما كانت لترى النور لولا المستجدات الميدانية السورية في المناطق المتاخمة للشمال اللبناني، ما افقد هذه المجموعات المسلحة العمق العسكري الذي كانت تستمدّ منه قدرة البقاء والشغب.

        فمع سقوط قلعة الحصن في حمص، إضافة الى معركة يبرود ومن خلالها السيطرة على منافذ التواصل اللبناني – السوري، بدت المجموعات المسلحة في لبنان مطوّقة وضعيفة. فالجيش السوري النظامي يستعدّ للبدء بزرع ألغام على طول الحدود الفاصلة ما بين الاراضي السورية والشمال اللبناني، إضافة الى البقاع الشمالي.

        ولا تبدو العواصم الغربية بعيدة عن هذا الاجراء، ذلك أنّه في وقت سابق جاء من يجسّ نبض دمشق وجهات محددة في لبنان، حول السماح لطائرات من دون طيار (درون) اميركية تولّي مهمة استهداف تنقلات المجموعات الارهابية من الاراضي السورية في اتجاه لبنان.

        وصحيح انّ «حزب الله» كان يعاني بشدة يومها من العمليات الانتحارية لهؤلاء، إلّا أنّه عارض الخطوة بشدة خشية استباحة السماء اللبنانية واستخدام هذه الطائرات ضده في مراحل لاحقة.

        المهم هو انّ ايّ خطوة في اتجاه ضبط الحدود يباركها الغرب ولو من دون الاعلان عن ذلك، فحتى باريس التي وصلت متأخرة جداً بات كلامها الرسمي يتحدث عن المفاضلة بين النظام والارهابيين المتشدّدين.

        وتنفيذاً للقرار الكبير المتخذ، تولّى كل فريق ترتيب اوضاع رموزه الكبار في باب التبانة وجبل محسن من خلال تأمين نقلهم الى خارج الاراضي اللبنانية. وتأكيداً لجدية الخطة سيضع الجيش اللبناني يده على مخازن الذخيرة.

        وحسب المعلومات المتوافرة فإنّ هذه المخازن كانت موزعة خارج منطقة باب التبانة ويخضع كلّ مخزن لطرف سياسي في مدينة طرابلس. وكان مقصوداً أن تكون هذه المخازن بعيدة عن متناول المسلحين لكي لا يسيطر هؤلاء على الذخائر وتخرج المسألة عن توقيت الجهات السياسية التي كانت تباشر تفجير الوضع وفق معطيات معيّنة ولتوجيه رسائل مختلفة.

        وعندما يريد أحد الاطراف توجيه رسالة ميدانية كانت تتولى سيارات معينة من نوع «رينو رابيد» توزيع الذخائر على العناصر والمجموعات التي كانت مرتبطة بها مالياً ما يؤدي الى اشتعال الجبهة.

        وعندما أُنشئ ما يشبه المربع الامني داخل أزقّة باب التبانة، كان مقصوداً ترك مستودعات الذخائر خارج المنطقة. وبات معروفاً لدى الاجهزة الامنية اسماء الجهات السياسية التي تشرف على كل مخزن من هذه المخازن.

        المهم انّ صفحة سوداء من تاريخ طرابلس قد طويت على الاقل في المدى المنظور وبات السبب الذي املى هذه التركيبة الحكومية اكثر وضوحاً. فيما الحديث جارٍ عن المرحلة التالية من الخطة الامنية والتي يُفترض أن تطاول المنطقة الاكثر خطورة وتعقيداً وهي جرود عرسال حيث تتخندق عناصر خطرة قادرة على هزّ الاستقرار في كل لحظة.

        تعليق


        • 31/3/2014


          بوركت يا خشب



          بانوراما - ميلاد عمر المزوغي

          حــي الجنـــــوب , مــن بالعـــز يفتخــرُ
          قد حرروا الارض , عنهم فأسأل الشجرُ

          كانــوا هــــــنا بني صهيــون بــالأمس
          رجـــــــــــال الله لا تبقــــي ولا تــــذرُ

          زمــن الرهان على الاعداء وا أسفـــي
          اضحى العميل علـــى الأحرار يفتخــرُ

          فــــوق النجـوم رؤوس بئــس حاملــها
          تسقـــي العــدو لــذيذ الشرب والخمـــرُ

          يـا ساكــن القصر إن القصر ممتعـضٌ
          مما ذكــرت , فــــلن يبقـــــي لك أثـــــرُ

          لا تهــــزأنّ فــــــــالأخشاب شاهــــدة
          لولاها لما كنت فوق الارض معتبـــرُ

          بوركت يا خشب , انت العز في وطني
          تـــــوابيت تعصـر اجسادُ العدى زمـرُ

          هـــم الاخشاب لا عقـــــــــل يحركهم
          عمي البصيرة , أذناب فـــــلا فخــــــرُ

          تعليق


          • 3/4/2014


            * تقدم للجيش السوري في حلب ومقتل قادة للمسلحين في كسب ابرزهم المغربي

            - الجيش السوري سيطر على بلدة الطعانة في ريف حلب الشرقي



            استمرت عمليات الجيش السورية في ريف اللاذقية، وافاد مراسل الموقع عن مقتل عشرات المسلحين خلال معارك مع الجيش في جبل النسر والسودة وبيت شروق والخضرة في ريف اللاذقية الشمالي.

            في حلب افاد مراسل الموقع ان الجيش السوري سيطر على بلدة الطعانة في ريف حلب الشرقي بعد معارك عنيفة مع المسلحين.

            وفي ريف ادلب تمكن الجيش السوري من القضاء على مسلحين في عدة عمليات نفذها ضد تجمعاتهم في قرى سرمين والبشيرية وعين حديد ومزرعتي قطرون وحاج حمود.

            الى ذلك وبحسب مراسل الموقع جرى تحرير 3 مخطوفات من مدينة الزهراء في ريف حلب جرى اختطافهن في ادلب العام الماضي.

            وفي الاعتداءات على المدنيين وقعت اصابات جراء سقوط هاون على منطقة برج الروس في القصاع بالعاصمة دمشق، كما اصيب 4 مواطنين بسقوط قذيفة هاون على منطقة الدخامية المتاخمة لجرمانا بريف دمشق.

            كما استهدف الجيش السوري المسلحين في ريف اللاذقية، موقعا العديد من عناصرها قتلى، من بينهم المدعو ابو محمد المغربي قائد ما يسمى حركة شام الاسلام، في وقت استعاد الجيش السوري المبادرة، ويقوم بطرد المسلحين من مناطق تواجدهم.

            فيديو:
            http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=23&s1=1

            * الجيش السوري يسيطر على احياء كبيرة في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق

            الجيش السوري يسيطر على احياء كبيرة في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق ويتقدم في محورها الشرقي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة مع المسلحين.

            * مقتل أحد أبرز قادة المجموعات المسلحة في كسب

            - الجيشُ السوريّ على تلة وثكنة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ نجار شرق حلب

            فيديو:
            http://www.almayadeen.net/ar/news/sy...83%D8%B3%D8%A8

            أبو أحمد المغربي قائد "حركة شام الإسلام " كان ممن يعرفون بالمجاهدين العرب في أفغانستان ومعتقلاً في غوانتنامو قبل أن تنتهي حياته في ريف اللاذقية، بعدما قدم مع مقاتلين آخرين معظمهم من الأجانب عبر الأراضي التركية لفتح جبهة أطلقوا عليها إسم معركة الأنفال.

            سيطر الجيشُ السوريّ على تلة وثكنة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ نجار شرق حلب.

            وفي ريفِ اللاذقية دارت اشتباكاتٌ عنيفةٌ بين الجيش السوريِّ والمجموعات المسلحة ولا سيّما على محور النبعين عند المدخل الجنوبيِّ الغربيِّ لبلدة كسب.

            وأفادت معلوماتٌ الميادين بأنّ المجموعاتِ المسلحةَ أعلنت انسحابَها منَ المَرصدِ 45. وأكدت سيطرة الجيش السوري عليه بعد مقتل أمير حركة شام الإسلام امس، فيما تقصفُ الطائراتُ الحربية مواقع نبع المر ومحيطَ تلة النَسر بالقرب من كسَب.

            ***
            * سوريا: بيان فرنسا حول "كسب" محاولة لتغطية الارهاب



            اعتبرت دمشق ان بيان الحكومة الفرنسية بشأن الأحداث في مدينة كسب يمثل تغطية لأعمال المسلحين الذين هاجموا بدعم تركي مناطق عدة في ريف اللاذقية.

            وقالت الخارجية السورية في بيان لها: ان تصريحات المسؤولين الفرنسيين تدل على اشتراكهم في سفك دم الشعب السوري، مؤكدة ان الحكومة الفرنسية تقدم الدعم المالي والعسكري والإعلامي والسياسي للمسلحين في سوريا.
            وأوضحت، أنه من المستغرب أن الحكومة الفرنسية وبدلا من إدانة الجرائم التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية المسلحة في كسب وجوارها بتواطؤ ودعم مباشر من الحكومة التركية والذي أدى إلى ازهاق أرواح وتهجير السكان الأبرياء هناك ومنهم عائلات ناجون من مجازر الأتراك المرتكبة بحقهم في مطلع القرن الماضي، فقد أدانت ما سمته قصف كسب وسعت الى كيل اتهامات باطلة للحكومة السورية.
            واشارت الوزارة الى ان الحكومة الفرنسية لم تحترم المبادئ الاخلاقية للعمل السياسي ومصالح الشعبين السوري والفرنسي، مؤكدة ان المسلحين انتهكوا حقوق المواطنين في مدينة كسب ومحيطها.

            * ارمينيا: المعتدون على كسب تسللوا عبر حدود تركيا




            أكد وزير الخارجية الأرميني إدوارد نعلبنديان أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي اعتدت على مدينة كسب في ريف اللاذقية وشردت أهلها من الأرمن وغيرهم من السوريين تسللت عبر الحدود التركية بدعم واضح من حكومة رجب طيب أردوغان.

            ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن نعلبنديان قوله الاربعاء، إن "المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة تسللت إلى كسب عبر الحدود مع تركيا" لافتا إلى أن ذلك يدلل على وجود دعم تركي لهم داعيا إلى منع الإرهابيين من التسلل إلى سوريا والاعتداء على السكان الآمنين وممتلكاتهم.

            ولفت إلى أن أرمينيا تبذل قصارى جهدها لضمان مصالح مواطنيها في سوريا منوها بالموقف الروسي المندد بهذه الجرائم الإرهابية.

            واستنكرت روسيا في بيان للخارجية الروسية أمس الأول بشدة "الأعمال الوحشية "التى ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا مؤكدة "أن على مجلس الأمن الدولي مناقشة المجزرة التي استهدفت الأرمن في بلدة كسب بريف اللاذقية واعطاء تقييم مبدئى لهذا الحدث".

            وأشار نعلبنديان إلى أن الاعتداءات الإرهابية على مدينة كسب أجبرت الأرمن على مغادرة المدينة والإقامة مؤقتا في مدينة اللاذقية وقال إن "ما بين 70 و80 أسرة وجدت مأوى في الكنائس وأن سكان كسب بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وأننا قد أدلينا بتصريحات متطابقة وأرسلنا رسائل إلى مختلف المنظمات الدولية بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا الصدد".

            * موسكو: أجندة الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة متفق عليها

            أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إتمام الاتفاق على أجندة الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة. وفي تصريح له الخميس 3 أبريل /نيسان، أكد لوكاشيفيتش انطلاق موسكو من أن "النزاع المسلح الدموي في سورية لا يحل بالقوة العسكرية ويمكن تسويته بالأساليب السياسية الدبلوماسية وحدها".

            وأضاف أن موسكو مع استئناف العملية التفاوضية التي انطلقت في مونترو في 22 يناير /كانون الثاني الماضي، على اعتبار "أن المفاوضات السورية السورية لم تستنفد إطلاقا إمكانياتها ويجب استئنافها في أسرع وقت ممكن". وحول أجندة المفاوضات المتفق عليها قال الدبلوماسي الروسي إنها تشمل وقف العنف ومكافحة الإرهاب، وتشكيل حكم انتقالي بمشاركة ممثلي كل من الحكومة السورية وقطاعات مختلفة من المعارضة، بالإضافة إلى قضايا أخرى ناجمة عن بيان جنيف الصادر يوم 30 يونيو /حزيران عام 2012.

            وأشار لوكاشيفيتش إلى أهمية ألا تكون الاتفاقيات مفروضة على الأطراف السورية المشاركة في المفاوضات بل أن تعتمد على التوافق فيما بينها. وقال لوكاشيفيتش إنه في هذا السياق تتخذ ضرورة إعطاء وفد المعارضة أكبر قدر ممكن من التمثيل أهمية خاصة لأن ذلك من شأنه أن زيادة إمكانية معارضي الحكومة السورية على عقد الاتفاق وضمان تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه أثناء الحوار بينهما على أرض الواقع.

            ولفت لوكاشيفيتش إلى أن الموقف الروسي الداعم لاستئناف المفاوضات في جنيف يلقى قبولا إيجابيا في الاتصالات التي يجريها الدبلوماسيون الروس حول الشأن السوري، بما في ذلك الاتصالات مع المبعوث الخاص لسورية الأخضر الإبراهيمي. أما عن موعد بدء الجولة الثالثة من المفاوضات فقال الدبلوماسي إنه لم يتم تحديده بعد، مضيفا أن اللقاء المرتقب في الإطار الثلاثي (روسيا – الولايات المتحدة – الأمم المتحدة) قد يساعد في عملية تحديد موعد "جنيف-3".

            * لافروف: ننظر بجد إلى المعلومات عن هجمات لإحباط إتلاف الكيميائي السوري

            صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "روسيا تأخذ على محمل الجد المعلومات عن تدبير هجمات تهدف الى إحباط عملية إتلاف الكيميائي السوري".

            وقال لافروف تعليقا على إعلان دمشق عن كشفها عن مخطط إرهابي لشن هجمات جديدة باستخدام السلاح الكيميائي، "إننا نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد ونعمل مع الولايات المتحدة لكي تستخدم نفوذها لمنع وقوع مثل هذه الاستفزازات"، مشيرا الى أنه توجد لدى موسكو كذلك معلومات أخرى عن تدبير مسلحين هجمات تهدف الى إحباط عملية إتلاف الترسانة الكيميائية السورية.

            وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي نيقولاي بورديوجا في موسكو يوم الخميس أن هناك كثيرين يرغبون في تدخل خارجي في سورية، وهم يبحثون عن مختلف الذرائع لذلك.

            وفي معرض حديثه عن الأزمة السورية قال لافروف أيضا إن "موقفنا ينطلق من ضرورة وضع حد لمظاهر الارهاب فورا"، لكن روسيا لا ترى بعد "اجراءات فعالة من قبل اللاعبين الخارجيين تهدف الى قطع دابر خطر الارهاب في سوريا".

            ***
            * شركة طيران سورية خاصة تبدا بتسيير رحلاتها منتصف الشهر القادم

            اعلنت "شركة كندة للطيران" التي تتخذ من دمشق مقرا لها عن تسيير رحلاتها الجوية خلال منتصف الشهر القادم الى عدد من العواصم العربية.

            وقال رئيس مجلس ادارة الشركة نعيم الجراح لوكالة "فرانس برس"، "نامل في تسيير الرحلات في النصف الاول من الشهر الخامس" اي في ايار/مايو، مشيرا الى ان الامر مرتبط "ببعض الموافقات الداخلية والخارجية المتعلقة بالتامين الدولي والكشف عن الطائرات".

            وستقوم الشركة التي تاسست منذ ثلاث سنوات وحصلت على ترخيص الطيران العام الماضي بتخديم عدد من الدول العربية انطلاقا من مطاري دمشق واللاذقية (غرب)، فيما سيتم تخديم مطاري حلب (شمال) والقامشلي (شرق) لاحقا "عند الحصول على التامين الدولي اللازم بالنسبة للركاب" نظرا للظروف الامنية التي تعيشها البلاد.

            والمحطات التي تم الحصول على الموافقات هي بغداد وعمان والكويت فيما ينتظر الحصول على موافقة الطيران المدني في السعودية والامارات ومصر ولبنان، بعد ان تم تقديم المستندات اللازمة لهم، بحسب الجراح.

            ويتكون اسطول الشركة المحدثة من "ثلاثة طائرات بالاضافة الى رابعة على سبيل الاحتياط من طراز ايرباص 320 عدد مقاعد كل منها يترواح بين 142 الى 160 وتم استئجارها من مصدرين الطيران الاردني ومصدر اخر تعمل بالامارات المتحدة".

            وحددت الشركة مراحل عملها على ثلاثة مراحل هي الرحلات الداخلية وبعض محطات الدول العربية ثم شرق اسيا ثم اوروبا "تحدد مدتها الظروف العامة والحصول على الموافقات".

            واوضح رئيس مجلس ادارة الشركة ان "العقوبات الاوروبية والاميركية التي استهدفت الناقل الرسمي لا تشمل الشركات الخاصة التي يستخدم بعضها طائرات اميركية لتسيير رحلاتها" مشيرا الى ان "الدول العربية لم تصدر عقوبات على الناقل الرسمي الذي ما يزال مستمرا بتسيير رحلاته الى عدد من دول الخليج ومصر والجزائر".

            * فنانون سوريون يصنعون من النفايات لوحة جدارية تدخلهم "غينيس"
            رغم ما تعانيه سوريا من مآس وترد في الوضع الأمني فإن للجمال والثقافة مكانا في حياة المواطنين هناك، فقد دخلت لوحةٌ فنيةٌ مشكلةٌ من بقايا صناعية بيئية ومنزلية موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارها أكبر لوحة جدارية تمتد على مساحة 720 مترا مربعا.

            فيديو:
            http://www.almayadeen.net/ar/news/sy...86%D9%8A%D8%B3

            ***
            * لبنان يواجه كارثة بعد تخطي عدد اللاجئين السوريين المليون



            اعلنت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة الخميس، ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان تخطى مليون لاجئ، واصفة هذا الرقم بانه قياسي كارثي.

            وقالت المفوضية: ان عدد الفارين من النزاع بات يوازي ربع تعداد الشعب اللبناني، مضيفة ان لبنان اصبح يؤوي اكبر كثافة من اللاجئين للفرد في العالم بعد ثلاث سنوات على النزاع في سوريا.
            وقال المفوض الاعلى للاجئين انتونيو غوتيريس: انه لا يمكن ترك هذا البلد لتحمل العبء وحيدا، لافتا لتسارع توافد اللاجئين.
            وذكرت المفوضية انه "في نيسان/ابريل 2012 كان هناك 18 الف لاجئ سوري في لبنان، وفي نيسان/ابريل 2013 بلغ عددهم 356 الفا وحاليا في نيسان/ابريل 2014 وصل الى المليون" مسجلة "يوميا 2500 الف لاجئ جديد اي اكثر من شخص في الدقيقة في هذا البلد.

            (حول نفس الموضوع شاهد تقرير المنار هنا):
            http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=19&s1=1

            تعليق


            • 4/4/2014


              * زيارة مفاجئة لرئيس أركان الجيش السوري الى كسب

              مصدر عسكري سوري لـ’العهد’: الأيام القادمة ستشهد عمليات مكثفة وسقوطاً سريعاً للمجموعات المسلحة



              حسين مرتضى


              فاجأ رئيس أركان الجيش السوري العماد علي أيوب اليوم الوحدات العاملة في منطقة كسب والنقطة 45 بزيارة ميدانية. مصدر عسكري أكد لـ"العهد" أن زيارة أيوب للوحدات المقاتلة في مناطق الاشتباك يعزز ثقة المقاتلين ويرفع من معنوياتهم، مضيفاً أن الزيارة تعتبر مسألة طبيعية وهي أمر اعتاده القادة في الجيش السوري، مشيراً الى أن العمليات العسكرية متواصلة على مختلف المحاور، متحدّثاً عن أن الأيام القادمة ستشهد عمليات مكثفة وسقوط سريع للمجموعات المسلحة في مختلف المناطق.

              *
              المسلحون تفاجأوا، الجيش امام انتصار استراتيجي آخر بحلب

              مع حسين مرتضى بالفيديو:
              http://www.alalam.ir/news/1581972

              *
              الجيش يستعيد تلة استراتيجية بحلب، ويتقدم نحو حدود تركيا

              وتقرير آخر من قناة العالم:
              http://www.alalam.ir/news/1581959

              ***
              * لافروف يرفض تحميل الاسد مسؤولية الارهاب في سوريا

              لافروف: تصريحات الغرب عن مسؤولية الأسد في تنامي الإرهاب ببلاده غير مقبولة



              شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن تصريحات الدول الغربية عن مسؤولية الرئيس السوري بشار الأسد عن تنامي الإرهاب في بلاده غير مقبولة على الإطلاق.
              وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده اليوم في ختام اجتماع وزراء خارجية بلدان رابطة الدول المستقلة: "بلغ تفشي الإرهاب في سورية حجما لا يسمح لشركائنا الغربيين بالتمسك بذريعة تقول إن الأسد نفسه بسياسته يساهم في تنامي الإرهاب"، وأضاف إن "هذا الموقف غير مقبول إطلاقا نظرا لجميع القرارات التي تم اتخاذها في مجلس الأمن الدولي والتي تطالب بعدم تبرير الإرهاب تحت أية ذريعة".

              * روسيا ترفض الربط بين عقد جنيف3 ورحيل الرئيس السوري



              موسكو ترى في الربط بين عقد مؤتمر جنيف3 ورحيل الرئيس السوري عن الحكم أمراً غير مقبول، وتعلن الاتفاق على أجندة الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، وواشنطن تقول إن أي قرارٍ بإجراء انتخاباتٍ رئاسية في سوريا لا يتماشى مع مضمون بيان جنيف

              رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الربط بين عقد مؤتمر جنيف 3 لحلّ الازمة السورية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ورأى أن ذلك غير مقبول.

              من جانبها، قالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف إن أي قرارٍ يتخذ بإجراء انتخاباتٍ رئاسية في سوريا، لا يتماشى مع ما ورد في بيان جنيف. معتبرةً أنّ هذا القرار سوف يصعّب الأمور فيما السعي مستمرٌ لجلب الأطراف السورية الى طاولة المفاوضات، وشدّدت على ضرورة المضيّ في العملية الدبلوماسية قدماً.

              * قزي ردا على جاموس: فليبذل جهدا لتوحيد المعارضة السورية عوض التكلم عن لبنان



              وزير العمل اللبناني سجعان قزي يردّ على الأمين العام للائتلاف السوري المعارض بدر جاموس ويقول إنه لا يعترف به أساساً، داعياً إياه إلى توحيد المعارضة وتحقيق تقدم ميداني عوضاً عن التكلم عن لبنان الذي يتوزع فيه النازحون السوريون على مختلف مناطقه وقراه.

              رد وزير العمل اللبناني سجعان قزي على كلام الامين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض بدر جاموس الذي طالب الحكومة اللبنانية بوقف ما سماه الممارسات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان. قزي وصف كلام جاموس بنكران الجميل.

              وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس رد ايضا في حديث للميادين على امين عام الائتلاف السوري المعارض بعد اتهامه لبنان بالعنصرية في التعاطي مع النازحين السوريين.

              درباس دعا الى إقامة مخيمات للنازحين السوريين على الحدود اللبنانية السورية وطلب عبر الميادين من المجتمع الدوْلي حماية هذه المخيمات.

              وفي رده على جاموس دعا قزي الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الأمين العام للائتلاف الوطني السوري إلى "بذل جهد لتوحيد المعارضة عله يحقق كيلومتراً في ثورته ومعارضته على الأرض والتي تتراجع كل يوم، عوضاً أن يتكلم عن لبنان".

              وفي حديث للميادين قال قزي "أساساً أنا لا أعترف به" معتبراً أن ما قاله الأخير "نكران لجميل الدولة والشعب اللبنانيين".

              وأكد أنه "في كل بيت لبناني وفي كل القرى على اختلاف تنوعها الطائفي والمناطقي يوجد نازحون سوريون ولم نشعر بالضيق منهم، بل بالأسى والتضامن والمساعدة"، موضحاً "أنه إذا كان بين هؤلاء مقاتلون وتكفيريون إرهابيون فعلى الدولة أن تقوم بواجباتها، وإذا كان مجلس تنسيق الثورة غير راض على هذا التصرف اللبناني فما عليه إلا أن يسحب النازحين من لبنان".

              وبحسب قزي فإن عدد النازحين السوريين في لبنان بلغ "مليون و700 ألف نازح، فقط مليون ومئة منهم مسجلون في دوائر اللاجئين الدولية أما الباقون فمنتشرون في كل الاراضي اللبنانية من دون تسجيل".

              وإذ قال "إن لبنان غير قادر على تحمل هذا العدد الهائل بسبب وضعه الجغرافي وتركيبته الديمغرافية ووضعه الاقتصادي"، طالب وزير العمل اللبناني "الدول العربية والمجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماتهم تجاه النازحين السوريين الموجودين في لبنان".

              كما دعا إلى "إقامة مخيمات للنازحين السوريين على الحدود اللبنانية السورية داخل الأراضي السورية، بشكل يتواجد النازحون المؤيدون للنظام في المناطق التي يسيطر عليها، وتقام مخيمات للنازحين المؤيدين للمعارضة في مناطق سيطرة المعارضة" متسائلاً "ما إذا كان من المعروف حتى الآن من هي المعارضة الحقيقية ومن هي المعارضة التي دخلت على الثورة السورية" على حد تعبيره.

              ***

              * جسر جوي لـ «المجاهدين» من الأردن إلى تركيا

              سورية: جسر جويّ بدأ نقل «المجاهدين» من عمّان إلى لواء اسكندرون 

              صهيب عنجريني - صحيفة الاخبار

              يبدو أن دعم «الجهاديين» في معارك ريف اللاذقية الشمالي ليس وقفاً على تركيا، فقد كشفت معلومات وجود جسر جوي بين الأردن وتركيا لنقل «جهاديين» جرى تدريبهم سابقاً داخل الأراضي الأردنية.

              جبهة الجنوب انتقلت إلى الشمال. هذا ما توحي به المعلومات المتوافرة عن الدور الأردني الفاعل والمتزايد في معارك كسب ومحيطها. وفي المعلومات أن جسراً جويّاً بدأ العمل على نقل مئات «المجاهدين» من مطار ماركا في عمّان، إلى مطار أنطاكيا في لواء اسكندرون. ووفقاً لتأكيدات مصدر سوريّ معارض، فإن أكثر من ألف «جهادي» نقلوا في الأيام الثلاثة الماضية، لينخرطوا فوراً في المعارك العنيفة الدائرة في ريف اللاذقية الشمالي. وأكد المصدر أنّ المعلومات «أكّدتها مصادر أردنيّة دقيقة».

              وينتمي «الجهاديون» المذكورون إلى جنسيات مختلفة، من بينها السعودية والأردنية والسورية. وأكد المصدر أنّ «جزءاً من المسلحين الذين نُقلوا سبق أن خضعوا لتدريبات مكثفة في معسكرات في منطقة الرصيفة شمال عمّان». وبطبيعة الحال، فإن عمليات التدريب والنقل لا يُمكن أن تجري إلا بإشراف جهاز الاستخبارات الأردنية، وبإشراف أميركي مباشر، وفقاً للمصدر، في خطوة تبدو بديلة عن فتح الجبهة الجنوبية انطلاقاً من الأراضي الأردنية، كما جرى الترويج طويلاً. ومن شأن الخطوة البديلة (التي ربما كانت الخطة الفعلية في الأساس) أن تُجنّب الأردن عبء فتح جبهة انطلاقاً من أراضيه، الأمر الذي يبدو أكبر من طاقته.

              وينضم «المجاهدون» القادمون من المعسكرات الأردنية إلى نظرائهم الموجودين في تركيا، (ومعظم هؤلاء من الشيشانيين الذين يمتلكون خبرات قتالية سابقة) قبل أن ينتظموا في مجموعات تدخل تباعاً عبر الحدود التركية، في شكل تعزيزات متواصلة. الأمر الذي يفسّر التغيرات السريعة والمتتالية في مشهد المعارك، التي لم تُؤدِّ حتى الآن إلى سيطرة فعلية ومستقرّة على نقاط ومواقع استراتيجية. فخريطة السيطرة قابلة للتغير على مدار الساعة، الأمر الذي حصل مرات عدة في عدد من المواقع، وعلى رأسها نقطة الـ «45» الاستراتيجية. ويبدو أن تأخر الجيش السوي في الحسم الفعلي خلال الـ 24 ساعة الأولى من بدء المعركة سيكون ثمنه استمرارها، لتتحوّل إلى جبهة مفتوحة. مع استمرار محاولات «الجهاديين» لتوسيع الرقعة الجغرافية للمعارك، حيث دخلت بلدتا البدروسيّة، ورأس البسيط على الخط أخيراً.

              وفي ظل هذه المعطيات، تبدو الأنباء المتتالية عن وصول إمدادات الى «الجهاديين» قادمة من إدلب، مجرّد محاولات تعمية على حقيقة الإمداد البشري ومصدره. يُعزز ذلك ما قاله مصدرٌ «جهادي» لـ«الأخبار» من أن «كثيراً من الإخوة المجاهدين من مختلف الجنسيات قد نفروا أخيراً لنصرة مجاهدينا في غزوة الأنفال. في أولى معاركهم المباركة على أرض الشام».

              وبشأن التحركات الميدانية للمسلحين، أكّد المصدر أن «محوَري قسطل معاف والبدروسيّة يمثلان في الوقت الراهن أهمّ المحاور للحفاظ على المكتسبات التي جرى تحقيقُها. فالأول يُعد المنفذ الفعلي للوصول إلى كسب. والثاني، المنفذ الوحيد للوصول الى السمرة وتشالما». الأمر الذي «يُحتم على المجاهدين مواصلة دك الخطوط الخلفية بصواريخ غراد. لوقف سيل التعزيزات النصيرية القادمة». وتبدو تحركات «الجهاديين» مرسومةً وفق خطط تكتيكية فعلية، وتستهدف في الدرجة الأولى السيطرة بالتوازي على القمم الاستراتيجية، وعلى بعض النقاط الساحليّة.

              ميدانيّاً، استمرت المعارك في محيط النقطة 45، وسقط خلالها «القائد العسكري لحركة شام الإسلام» المصري أحمد مزين، والمعروف بـ «أبو صفية المصري». وبحلول ليل أمس تكررت محاولات المسلحين لاستعادة السيطرة على النقطة الاستراتيجية. كذلك دارت المعارك في ﺟﺒل اﻟﻨﺴر، ﻭاﻟﺴوﺩﺓ، ﻭﺑﻴت ﺷرﻭﻕ، ﻭاﻟﺨﻀرﺓ.

              وعلى صعيد متصل، أعلنت «جبهة النصرة»، و«‏الجبهة الإسلامية» بدء معركة «‏صدى الأنفال» وباكورتها «تحرير ما تبقى من خان شيخون» في ريف إدلب الجنوبي. وقال مصدر «جهادي» إنّ «المعركة جزء من غزوة الأنفال المباركة. وستستمر إلى أن نلتقي وإخوتنا في اللاذقية. وإنّ الأنفال لله ورسوله. وصداها لمن أخلصَ نيّته، ووافق سره علانيته»، فيما أكّد مصدر عسكري سوري لـ«الأخبار» أن «الجيش تصدّى لمحاولات الإرهابيين في خان شيخون. ولا وجود لانتصاراتهم إلا في أوهامهم».

              تقّدم للجيش في ريف حلب الشرقي

              وقد تمكن الجيش السوري أمس من بسط سيطرته على نحو كامل على كتيبة الدفاع الجوي في تلة الطعانة في ريف حلب الشرقي، مُتبعاً ذلك بالسيطرة الكاملة على بلدة الطعانة القريبة من المدينة الصناعية في الشيخ نجار. وتحظى البلدة بأهمية لوجستيّة تمكنها من أداء دور فاعل في المعارك المندلعة في المنطقة الصناعية، ومحيطها. كذلك استهدفت مدفعية الجيش المتمركزة على تلة الشيخ يوسف تجمعات للمسلحين في محيط سجن حلب المركزي، وسط عودة الأنباء عن عملية وشيكة لفك الحصار بالكامل عن السجن.

              وعلى محور آخر، شهدت منطقة الصالات الصناعية في الليرمون اشتباكات عنيفة، سقط خلالها «قائد عمليات جيش المهاجرين والأنصار»، الذي يشغل أيضاً منصب «نائب الأمير العسكري» المعروف بـ«أبو مهنّد الشيشاني»، الذي سبق أن «شارك في حربي الشيشان الأولى والثانية، ثم هاجر إلى الشام. وفتح الله على يديه معارة الأرتيق والشويحنة وصالات الليرمون»، وفقاً لما تداولته صفحات «جهادية». وعلى صعيد آخر، قالت مصادر «جهادية» إن «جبهة النصرة أعدمت ثمانية من عناصرها بتهمة التجسس عليها لمصلحة داعش في منطقة اعزاز (ريف حلب الشمالي)».

              تعليق


              • 3/4/2014


                * كسب… بوابةٌ لكشف المسكوت عنه



                د . أشواق أيوب عباس/البناء


                عشية الذكرى المئوية الأولى للمجازر الأرمنية التي تصادف في الرابع والعشرين من نيسان، أي الشهر الجاري، يستعيد الأرمن جرحهم التاريخي الذي عاشه أجدادهم وآباؤهم على أيدي العثمانيين والأتراك، يستعيده الأولاد والأحفاد اليوم كجرح جديد نازف يعيشونه على أيدي جماعات إرهابية متطرفة بتمويل وتغطية من الأتراك. يبدو أنّ الذكرى هذا العام ستتحوّل بذاتها لاحقاً إلى ذكرى جديدة تستعيدها الأجيال المقبلة.

                فالشعب الأرمني الذي تعرّض لأبشع أنواع المجازر والإبادة والتهجير، عبر مرحلتين تاريخيتين، الأولى كانت على أيدي العثمانيين، والثانية على أيدي الأتراك نزح خلالها مئات العائلات الأرمنية من مدينة كسب إلى لبنان ليشكلوا الجالية الأرمنية فيها ، ها هو اليوم يتعرّض لها مرةً ثالثةً على أيدي متطرفين إرهابيين تدعمهم وتموّلهم وتغطيهم الحكومة التركية.

                حوادث كسب التي باتت تتصدّر اليوم وكالات الأنباء والمحطات الإخبارية على مستوى العالم كله، ورغم قساوتها والمعاناة الإنسانية فيها، تعكس بشكل واضح حجم الاستنفار والتحرك اللذين يقوم بهما الشعب الأرمني بمختلف أطيافه وأحزابه، وعلى المستويات كافة المحلية منها والإقليمية والدولية، لأجل الدفاع عن وجوده كشعب، وعن هويته القومية، وتأكيداً على قضيتهم التاريخية مع الأتراك.

                التكاتف والتعاضد الأرمني الأرمنيان لافتان للانتباه، فالأرمن يملكون قدرة كبيرة عبر تاريخهم الطويل على الدفاع عن شخصيتهم القومية وانتمائهم، والإبقاء على قضيتهم حية برمزياتها كافة. هذا التعاضد الأرمني على مستوى العالم، والذي يُستعاد اليوم وينشط مجدداً مع حوادث كسب الراهنة، ساهم من دون شك في إثارة قضيتهم الإنسانية والدفع بها مجدّداً إلى واجهة القضايا العالمية، ويؤثر أيضاً في مواقف القوى الدولية وسياساتها المختلفة من القضية الأرمنية، وظهر ذلك جلياً في حملات التنديد المختلفة على مستوى العالم بالمجازر التي ترتكب اليوم في حق أرمن كسب ومواقف التضامن مع ما يتعرّضون له على أيدي الإرهاب التكفيري بغطاء ودعم مباشرين من قبل تركيا.

                حقيقةً، إنّ هذين الدور والتعاضد المتميّزين مع القضية الأرمنية، يحسبان للأرمن ويسجلان لهم، خاصة أنّ الضجة الكبيرة المثارة اليوم من قبل الأرمن حول كسب ذات خلفيات تاريخية ولها حساسيتها الخاصة انطلاقاً من حدود تلك المنطقة المباشرة مع تركيا، مع ما يختزنه ذلك ويعنيه في الوجدان القومي الأرمني الذي يجدّد اليوم اتهامه للأتراك بالعمل على قتلهم وتهجيرهم مرة جديدة.

                لكن معاناة الأرمن اليوم تفتح جروحاً لم تلتئم بعد، ليس للأرمن فحسب، بل للكثير من الأعراق والطوائف والأقليات الأخرى أيضاً. فمن المعروف أنّ المجازر التي ارتكبها العثمانيون والأتراك في حق الأرمن لم تكن الوحيدة، لأن ثمة جرائم أخرى من قتل ومجازر وإبادة وتهجير، لا تقل فظاعة وشناعة، ارتكبت في المرحلة التاريخية ذاتها، في حق أقليات وطوائف وأعراق متعددة. ومن المفارقات المؤلمة أنّ سجل الجرائم التي ارتكبها العثمانيون والأتراك في حق تلك المكوّنات الأصيلة من شعوب المنطقة سُكت عنها، ولم يتمّ التعامل معها على أي مستوى رسمي أو ثقافي أو تربوي أو غير ذلك.

                إضافةً إلى ذلك، يمكن أن نلاحظ ببساطة اليوم أنّ ما تشهده كسب من ارتكابات وجرائم في حق المدنيين سبق أن شهدته مناطق أخرى مجاورة وملاصقة لكسب، مثلما حدث في العديد من قرى شمال اللاذقية. فما ينطبق على معاناة الأرمن في كسب اليوم، وعبر التاريخ الحديث والمعاصر، ينطبق على سواهم من مكوّنات الشعب السوري أيضاً.

                بعد كلّ ما جرى، ألا تشكل حوادث كسب الراهنة بوابةً حقيقيةً ومدخلاً مهمّاً لفتح ملف الجرائم التي ارتكبها العثمانيون والأتراك سابقاً في حق الأرمن وبقية الأعراق والأقليات والطوائف، ويرتكبها اليوم متطرفون إرهابيون بتغطية ودعم تركيين، في حق الأعراق والأقليات والطوائف ذاتها؟

                ألا يجدر بنا أن ننظم الجهود، مثلما يفعل الشعب الأرمني، وعلى المستويات كافة للإدانة التاريخية للعثمانيين والأتراك، والإدانة الراهنة للأتراك، كي يتحمّلوا مسؤوليتهم بسبب ما ارتكبوه من مجازر وإبادة إنسانية في حق العديد من الأعراق والأقليات والطوائف ويندى له جبين الإنسانية؟

                أعتقد أنّ آلام الشعوب هي جزء من انتمائها إلى أوطانها، ومكوّن أصيل من وجدانها القيمي والإنساني، لذا حان الأوان لفتح ملفات الجرائم العثمانية والتركية في حق شعوب هذه المنطقة، ورفعها إلى مستوى قضية وطنية بامتياز. ولنا في تجربة إخوتنا الأرمن وخبرتهم. على هذا الصعيد ما يعزز هذه الفكرة ويساعد في البدء بها.

                ***
                4/4/2014


                * هل يردّ النظام السوري على هجوم كسب في مدينة حلب؟



                أنطوان الحايك/النشرة


                هل اقتنع الغرب بانتصار المحور الروسي الايراني السوري وبسقوط الاحادية الأميركية وحلول الثنائية في القيادة الدولية حتى انقلبت الصورة بشكل عام في العالم العربي والاسلامي، ولا سيما في المملكة العربية السعودية وإيران، أو أنه سلك دربا مختلفا يوصله إلى ضمان مصالحه السياسية والاقتصادية في ظل انقلابات واضحة في موازين القوى السياسية والعسكرية وتقدم النفوذ الروسي في أوروبا والشرق الأوسط بعد حسمها لملف القرم لمصلحتها الحصرية من دون الالتفات إلى الاعتراضات الغربية الأميركية؟

                أسئلة متراكمة تزاحمت بين ملفات دبلوماسي أممي اعتبر أنّ مضمون التقارير الواردة تباعًا إلى كواليس مراكز القرار يرجّح الفرضية الثانية، أي أنّ واشنطن بدأت باعتماد أساليب جديدة لتمرير أهدافها وحماية مصالحها الاستراتيجية، فالحقيقة الدامغة أنّ نجاح الجيش السوري في تغيير المعادلة برمتها في حمص والقلمون وإقفال الشرايين الحيوية للأذرع العسكرية المؤتمرة بها ومنها والمموّلة من بعض دول “البترودولار” هدّد المصالح الغربية بشكل مباشر بعد أن اقترب المحور المقابل من تحقيق الانتصار السياسي والمعنوي وحتى الاستراتيجي في معركته العسكرية وحربه الباردة على حد سواء، فلجأ إلى إشعال الجبهة الشمالية لاعادة خلط الاوراق وإفهام موسكو بأنّ الحسم النهائي غير ممكن، وبالتالي فلا بدّ من العودة إلى تسخين خطوط التواصل الدبلوماسي والانتقال إلى جولة جديدة من المفاوضات تأخذ بالاعتبار المستجدات الدولية والاقليمية الممتدة من القرم إلى سوريا مرورا بالموقف من التطورات المصرية وعودة الخطوط إلى العمل بين إيران و”حماس” في مشهد يدلّ على انتظام الجميع في الحرب المعلنة على الارهاب.

                في سياق متصل، يعترف الدبلوماسي بأنّ التقارير لم تشر يومًا إلى إمكانية النجاح في اختراق المعقل العلوي لا انطلاقا من كسب ولا من سواها على اعتبار أنّ مخزون الأسلحة الاستراتيجية للنظام موجودة هناك كما أنّ كبار القادة الميدانيين ينطلقون منه لرسم الخطط العسكرية واجراء الاتصالات السياسية والدبلوماسية الاساسية وبالتالي فإنّه من سابع المستحيلات أن يسمح النظام بتعرية هذا المحور وسقوطه حتى لو كلفه ذلك إشعال حرب إقليمية يقحم فيها تركيا والعالم باسره، ناهيك عن أنّ لا موسكو ولا طهران ستقبل بفرض شروط جديدة للعبة، ذلك أنّ روسيا لا ترغب في التنازل عن أي مكسب سياسي بعد وصولها إلى المياه الدافئة وتوقيع اتفاقات مع الدولة السورية بشأن استخراج الغاز من المياه الاقليمية، في حين ترفض إيران مشاركة تركيا بأيّ دور اقليمي على مستوى العالم العربي والخليجي، ما يعني أنّ الأسباب الموجبة لدعم النظام في معركته قائمة ومن دون أيّ تعديلات.

                وتوقف الدبلوماسي عينه عند المصالحات الجارية على قدم وساق في ما تبقى من الغوطة الشرقية تمهيدا لحصر المسلحين في داريا ومحيطها بعد محاصرتهم في رنكوس بانتظار ساعة الصفر السياسية للقضاء عليهم مع ترجيح أن تكون ساعة الصفر عشية انعقاد مؤتمر جنيف 3 كما عند التطورات الميدانية في حلب من خلال تقدم الجيش السوري على هذا المحور في اشارة إلى أنّ رده المباشر على هجوم كسب سيكون هناك لاصابة عصفورين بحجر واحد، الاول التأكيد على أنّ المبادرة أصبحت بيد النظام ولا مجال للعودة إلى الوراء في هذا الاطار، والثاني تحرير المدينة وتحضيرها سياسيا ومعنويا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة بداية الصيف، أي بعد أشهر قليلة حيث يمكن للنظام حينها أن يتحول إلى رأس حربة اقليمية ودولية على الارهاب التكفيري الذي يقض مضاجع الغرب برمته.

                ***
                * أردوغان يكشف أوراقه سورياً.. والنتيجة: “أم المعارك” تقترب!



                علي ملحم/النشرة


                رغم صعوبة الموقف التركي في الداخل والخارج، الا أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان فعلها واستطاع أن يحسم الانتخابات المحلية بشكل مغاير عن كل التوقعات التي اطلقت قبلها.

                لا شكّ أن احداث مدينة “تقسيم” اثرت على مجريات الانتخابات، وعلى “الفاتح الجديد” الأردوغاني. وبالاضافة إلى هذه الأحداث، فإنّ الوضع الاقليمي، الذي شهدته منطقة الشرق الاوسط، أثر أيضاً؛ خصوصا بعد أن فشلت سياسة اردوغان الخارجية بمجرد سقوط المشروع الاخواني الذي ينتمي اليه في كل من تونس ومصر وسوريا.

                وإذا ما دققنا بما سبق الانتخابات المحلية، من تسريبات وتطورات في الشمال السوري، سنجد أنّ ربط هذه الامور بانتصار حزب “العدالة والتنمية” كان امرا طبيعيا. فأردوغان عمد إلى أن يبقي في يده أوراقا تجعله في قلب المعادلة الاقليمية مهما كانت التغيرات. وعلى اعتبار أنّ الازمة السورية هي الاقرب الى تركيا جغرافيا، فلا شك أنه استطاع ان يجمع في يده أكثر من ورقة قوّة في هذا الخصوص.

                وعلى اعتبار أن سوريا هي الساحة الاكثر سخونة في المنطقة لما تشهده من صراعات اقليمية ومحلية ودائما دولية، سنجد أنّ هذه الازمة ارتبطت احداثها السياسية بدعم تركي كبير، ومن هنا فانه لا يمكن فصل الاحداث في اللاذقية وخصوصا في كسب – المدينة الارمنية – عن الاوراق التي يستخدمها اردوغان لتثبيت نفسه كلاعب اقليمي. فالحملة التي شنتها المعارضة على ريف اللاذقية بدعم لوجستي عسكري مباشر من تركيا أدّت إلى استنفار الدولة السورية بشكل ارادت عبره إعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة باسرع وقت ممكن.

                كما أنّ التسجيلات التي تم تسريبها عن المسؤولين الأتراك حينما يحاولون إيجاد مدخل يسمح لهم بالتدخل العسكري في سوريا، وما سبقه من اسقاط طائرة سورية، يؤكد ان ايجابيات هذه الاحداث في الداخل التركي ستكون أقوى وأهم لاردوغان مما قد ينتجه هذا الفعل في الرأي العام العالمي، فالتقارب في وجهات النظر بين السلطة السياسية والعسكرية في تركيا، هو ما كان يشغله قبيل الانتخابات الفرعية.

                وفي هذا السياق، أكدت مصادر لـ”النشرة” أن “المعارك التي يشهدها ريف اللاذقية اليوم تحظى باهتمام ودعم تركي كبير، وخصوصا أن الجماعات الموجودة في الشمال السوري هي من اصول شيشانية، وهي نفسها الجماعات التي كانت تدعمها تركيا تاريخيا في صراعها مع روسيا”.

                فتركيا تجني ثمار هذا الدعم التاريخي في السابق للجماعات الاصولية في القوقاز، من خلال تثبيت نفوذها في الشمال السوري، وخصوصا في حلب وريف اللاذقية. إلا أنّ القيادة السورية قررت انهاء ما يجري في اللاذقية باسرع وقت ممكن لتتحول الى معركة “حلب” ساعية في ذلك لتضييق الخناق على اليد التركية المستفيدة من استمرار الازمة.

                ولفتت المصادر نفسها إلى أن “الجيش السوري وبمؤازرة من حزب الله بدأ بالفعل معركة تحرير اللاذقية وتحديدا مدينة كسب، واستطاعا استعادة المرصد 45 الاكثر استراتيجية، كما ان حدة المعارك في كسب أدّت إلى مقتل قائد حركة شام الاسلام والمسؤول عن المقاتلين القادمين من المغرب العربي أبو احمد المغربي والى مقتل عدد كبير من عناصر المعارضة المسلحين باستهداف الجيش تجمعات لهم في قرى القصب والزويك”.

                في الوقت نفسه كانت المفاجأة أن الجيش السوري و”حزب الله” انطلقا في عمليات نوعية في حلب، واستطاعا أن يسيطرا على كتيبة الدفاع الجوي في “الطعانة” قرب المدينة الصناعية بحلب، ما مهد الطريق لسقوط المدينة المذكورة بشكل كامل بعد معارك عنيفة.

                ومن هنا فان الضربة الاقوى يمكن أن يتلقاها التركي في سوريا هو ببدء “أم المعارك” حلب بشكل كامل، وما قد ينتج عنها من كشف عن مصير المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، اللذين خطفا من قبل جماعات ذات اصول شيشانية، على غرار ما جرى خلال معركة القلمون حين أطلق سراح الراهبات بعد الضربات المتلاحقة لـ”حزب الله” والجيش السوري. وبالتالي فان حسم النظام السوري لهذه المعركة وما قد يستتبعها من اكتشاف لمصير المطرانين، قد يشكل خسارة كبيرة لاردوغان في إحدى أهمّ الاوراق التي يمتلكها في هذه الايام، وخصوصا بعد ان فُضح تدخله في كسب المدينة الارمنية وما للموضوع من حساسية وصراع قديم قد يهدّد مستقبل هذا الرجل الذي أراد أن يبقى الرقم الاصعب في المنطقة.

                فهل يكون ادروغان قد أسرع في كشف اوراقه من اجل انتخابات محلية؟ وهل سينجح من الاستفادة من عنصر الوقت والمماطلة في الازمة السورية لحين الانتخابات الرئاسية التي يعتزم ان يكون من خلالها رئيسا لتركيا؟

                ***
                5/4/2014


                * يبرود: حين تسللت «النصرة» وأخواتها!



                من المفارقات التي حفلت بها السنوات الثلاث الماضية، أن تسلم مدينة كيبرود «رقبتها» لـ«جبهة النصرة». قد يكون هذا هو حال مناطق سورية عديدة، لكن مع يبرود، بإمكاناتها الاقتصادية وخصائصها الاجتماعية والثقافية، يصبح الوضع مختلفاً

                زياد غصن/الاخبار


                دمشق | في كل مرة يتجه فيها من مدينته طرطوس نحو دمشق، كانت عيناه تتسابقان لالتقاط أي جديد يتعلق بالمعمل الذي بناه قبل سنوات على أطراف مدينة يبرود. لكنه مع مطلع العام الجاري، توقف عن فعل ذلك؛ فالمعمل سرق بكل ما فيه، حتى إن أسلاك التمديدات الكهربائية سُحبت من الجدران.

                لم يكن هذا المستثمر سوى واحد من مئات المستثمرين والصناعيين والحرفيين ممن احتضنتهم يبرود في العقدين السابقين، وحولوها إلى إحدى أهم المناطق الصناعية في سوريا، بالتزامن مع متغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية كثيرة جعلت من هذه المدينة، التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، درة منطقة القلمون خاصة، والريف السوري عموماً.

                فما الذي حدث حتى انقلبت يبرود بكل مؤشراتها التنموية المتقدمة من مدينة تصنع الحياة إلى مدينة تصنع الموت؟ ومن مدينة يعيش فيها المسلمون والمسيحيون منذ عصر الفتوحات الإسلامية بأُخوّة ومحبة، إلى مدينة ترفرف على أسطح منازلها الرايات السود وتسرق كنائسها وتهدم؟

                بلغة الأرقام

                على خلاف كثير من المناطق السورية، التي وجد المسلحون في فقرها وعوزها بيئة مناسبة لنشر أفكارهم وتوجهاتهم وعسكرة حياتها اليومية، كانت يبرود قبل الأزمة تتقدم في تصنيف مؤشراتها التنموية، ليس على قريناتها من مدن الريف السوري فحسب، بل على محافظات بأكملها. فمثلاً، تشير النتائج غير المنشورة لمسح دخل ونفقات الأسرة في يبرود الى أن نسبة البطالة بين ذكور المدينة لم تكن تتجاوز قبل الأزمة 2.6% وبين إناثها 19.7%، ليكون بذلك إجمالي معدل البطالة فيها نحو 4.7%، فيما كان هذا المعدل يسجل أرقاماً مخيفة في بعض المحافظات. إذ بلغ في محافظة الحسكة، مثلاً، 38.8%، وفي دير الزور 23.5%، وفي السويداء 22.4%، وفي اللاذقية 19.1%.

                وتأكيداً لمساحة تأثير النشاط الصناعي والحرفي في حياة سكان المدينة، تؤكد بيانات المسح المذكور أن 48.8% من المشتغلين في يبرود يعملون في مهن حرة، و21% موظفون في مؤسسات الدولة، ونحو 30.2% يعملون في شركات خاصة. وتفصيلاً، تشير البيانات الإحصائية إلى أن 27.3% من إجمالي عدد المشتغلين في يبرود هم أصحاب عمل، و13% يعملون لحسابهم، و51.8% يعملون بأجر ما عدا الأسرة، فيما 8% يعملون بأجر مع الأسرة.

                هذه البيانات تتقاطع مع إحصائيات وزارة الصناعة الخاصة بالنشاط الصناعي الخاص في منطقة يبرود، التي خلصت إلى القول إن عدد المشاريع الصناعية الموجودة في المنطقة يناهز 800 مشروع متفاوت الحجم والنشاط، وبكلفة استثمارية تربو على عشرات المليارات من الليرات السورية، بينها مصنعان وحيدان في سوريا: الأول لتصنيع وتعبئة المتة، لا يزال قائماً إلى اليوم، والثاني لتصنيع إحدى أهم ماركات الساعات المسجلة في العاصمة السويسرية، وأغلقه أصحابه خلال فترة الأزمة.

                لكن مقابل هذا النشاط الواسع للقطاع الخاص، بدت الدولة غائبة تماماً عن المنطقة. فباستثناء معمل واحد، لا تتوافر هناك أي استثمارات صناعية للقطاع العام.

                بالانتقال إلى الوضع المعيشي والاجتماعي للعائلات المقيمة في يبرود، نجد من خلال عرض البيانات الإحصائية التي حصلت عليها «الأخبار»، أن إنفاق العائلات يبدو متقدماً كثيراً على إنفاق عائلات أخرى، وإن كان ذلك لا يلغي وجود عوز هنا أو محدودية في الدخل هناك، لكن، عموماً، الظروف المعيشية كانت تبدو جيدة. فمثلاً، توضح بيانات مسح دخل ونفقات الأسرة، الذي نفذه المكتب المركزي للإحصاء عام 2009، أن متوسط الإنفاق الشهري للشريحة العشرية الأولى الأقل دخلاً، التي يشكل أفرادها نحو 2.2% من عائلات يبرود، كان يبلغ وقت إجراء المسح نحو 15 ألف ليرة (أي ما يعادل 300 دولار وفق سعر الصرف السائد في تلك الفترة)، فيما وصل متوسط إنفاق الشريحة العشرية الخامسة، التي يشكل أفرادها النسبة الكبرى من سكان يبرود 30.5%، إلى نحو 32720 ليرة (أي ما يعادل 655 دولاراً). أما الشريحة العشرية العاشرة، وهي الأكثر دخلاً ويشكل أفرادها نحو 2.8% من عائلات يبرود، فقد بلغ متوسط إنفاقها الشهري نحو 78759 ليرة، أي ما يعادل 1575 دولاراً.

                1.2% فقط من عائلات المدينة دخلها الشهري يقل عن 6 آلاف ليرة

                يعلق أحد مواطني يبرود القاطنين حالياً في دمشق على الوضع الاقتصادي لمنطقته، فيقول إن سمة سكان يبرود أنهم لا يهتمون مطلقاً بمظاهر الغنى، فهناك مواطنون أثرياء لا يزالون يعيشون في منازل متواضعة وعادية، وهناك أصحاب مصانع ومعامل لا يستخدمون سوى سيارات عادية، لا بل نادراً ما يهتم أحد منهم بإقامة حفلة عيد ميلاد لابنه أو ابنته مثلاً. وهم لا يتأخرون في القيام بواجباتهم في إطار مشهد التكافل الاجتماعي ومساعدة ما هو موجود من فقراء، وعددهم قليل ومحدود، فمثلاً ليس هناك سوى 1.2% و2.1% من عائلات المدينة دخلها الشهري يقل عن 6 آلاف ليرة و10 آلاف ليرة على التوالي، وما بقي فإن دخلها لا يقل عن 15 ألف ليرة خلال سنوات ما قبل الأزمة.

                الرقم الأخير، الذي ننشره من بين جملة بيانات إحصائية أخرى كثيرة، يشير إلى حالة الانفتاح التي عاشتها يبرود لسنوات، ومكنتها من تخريج كفاءات علمية وأدبية ومهنية رفيعة المستوى، وتحقيقها لمعدلات عالية في تحصيل أبنائها العلمي، يبين أن 70.9% من عائلات يبرود لا تفرق في التعليم الثانوي بين الذكور أو الإناث، وفقط 5.7% رأت أن الأولوية يجب أن تعطى للأبناء، ولم تختلف هذه النسب لجهة أولوية التعليم في المرحلة الجامعية، فـ 69.5% من العائلات لا تفرق بين الذكور والإناث، و7% أعطت الأولوية في التعليم الجامعي للأبناء دون البنات.

                كارثة الغرباء

                إذاً ما الذي حدث؟ هل هذه كانت ضريبة المطالبة بـ«الحرية والتخلص من الاستبداد»، كما يقول المعارضون؟ وإذا كان ذلك صحيحاً، فهل كان ذلك مبرراً لتدمير البنية الصناعية وسرقتها و«تطفيش» الكفاءات، وتسليم المدينة لـ«جبهة النصرة»؟

                يشرح أستاذ جامعي مرموق من يبرود الأسباب التي جعلت المدينة تتحول إلى جبهة حرب وتطرف وتصدير لسيارات الموت، فيشير إلى سببين: الأول دور «الغرباء» الذين قدموا إليها مع بداية الأحداث، وحاولوا الخروج بتظاهرات حاصرها وجهاء المدينة وسكانها.

                والثاني يتمثل في موقعها الحدودي مع لبنان، الذي حولها إلى ممر للمال والسلاح والمسلحين العرب والأجانب، وهذه كانت بداية النهاية لمرحلة الاستقرار التي عاشتها المدينة وحاولت الحفاظ عليها، رغم انضمام بعض أبنائها للتنظيمات المسلحة المختلفة.

                ويستشهد الأستاذ الجامعي بسيطرة المقاتلين العرب والأجانب على قيادة المجموعات المسلحة وتفرعاتها، للدلالة على أن هؤلاء كانوا السبب المباشر في الكارثة التي حلت بالمدينة من جهة، ونأي معظم أبنائها تالياً عن خيار العمل المسلح، وإلا كانوا هم قادة التنظيمات المسلحة من جهة ثانية.

                على النقيض تماماً، ينظر معارضون إلى المسألة، فيبرود ــــ كما يرون ــــ مثلها مثل باقي المناطق التي فضل النظام التعاطي معها بالقوة العسكرية وإخماد تجربتها الذاتية في إدارة شؤونها بعيداً عن تدخل مؤسسات السلطة، مستشهدين بتجربة المجلس المحلي التي انتهت مع سيطرة الجيش السوري على المدينة أخيراً، لكنهم في المقابل لا يملكون مبررات موضوعية لوجود مئات المقاتلين الأجانب وعلاقتهم بمطالب أهل يبرود!

                ربما مع إسدال الستار على العمليات العسكرية في منطقة القلمون بشكل كامل، ستكون هناك فرصة لإعادة تجميع وقراءة وتحليل كثير من المتغيرات الفكرية والاجتماعية والديموغرافية، التي حدثت خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الأزمة، وقلبت أوضاع القلمون ومحيطه الجغرافي رأساً على عقب.

                تعليق


                • 5/4/2014


                  دعاة "الجهاد" في سورية يحرّمونه على أبنائهم : الكويتي مبارك الوعلان

                  إسراء الفاس

                  لم يُشكل الداعية السعودية محمد العريفي ولا نظيره السوري عدنان العرعور حالة شاذة في اوساط دعاة "الجهاد" في سورية، يوماً بعد يوم تتكشف الأخبار عن حالات شبيهة حتماً لن يكون آخرها النائب الكويتي السابق مبارك العلوان.

                  الكويتي الذي وقف في 1 آذار/ مارس 2012، يلقي مداخلة في مجلس الأمة الكويتي داعياً حكومة بلده للمبادرة بأي فعل ضد سورية، واصفاً الرئيس السوري بـ "هولاكو العصر"، ومتهماً الجيش السوري بقطع الرؤوس! وقف يومها ممزقاً للدستور السوري قبل أن يدوسه أمام الكاميرات، قائلاً "الكثير منهم (السوريين) في الأردن وتركيا وغيرهما فلنمدهم بالسلاح".

                  فيديو:
                  http://www.youtube.com/watch?v=ZVHaQC5Y1v0

                  غرر كلام الوعلان بالكثيرين الذي علقوا على مواقفه بالثناء، معتبرين أن النائب الكويتي السابق يمثل نموذجاً للرجال والأحرار. فكيف ترجم هذا "الحر" مواقفه؟

                  تنقل صحيفة "الراي" الكويتية، اليوم السبت، أن الغيور على الشعب السوري مبارك الوعلان الذي نعت الحكومة السورية ورئيسها بأبشع الصفات، تواصل مع وزارة الخارجية الكويتية مطالباً اياها بضرورة التحرك لمنع ولده من "الجهاد" في سورية.


                  مبارك الوعلان

                  وذكرت الصحيفة الكويتية أن "مبارك الوعلان اتصل قبل يومين بوكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله، وابلغ اليه ان ولده محمد الذي يدرس في العاصمة الاردنية عمان سافر الى اسطنبول بغرض دخول سورية لـ«الجهاد» هناك مع احد الفصائل المقاتلة".
                  وأضافت أن الوعلان طلب من الجار الله "الإيعاز لأعضاء القنصلية الكويتية في اسطنبول لاتخاذ أي اجراء ممكن مع السلطات التركية لمنع ابنه محمد من عبور الحدود وإقناعه بالعودة الى الكويت"، وهذا بالفعل ما حدث.

                  النائب الذي دعا باندفاع لهبة ضد الحكومة السورية ولتسليح "الكثير" من السوريين المتواجدين في الأردن وتركيا، استكثر على "الأشقاء" و"الاخوان" في سورية أن يقدم نجله على مذبح "حرية سورية".

                  لماذا يبخل دعاة "الجهاد" على سورية بدمائهم ودماء أبنائهم؟ وهل المطلوب أن تُحرق بلاد الشام بدماء أهلها ليحصد الغير؟

                  موقف الوعلان يذّكر بالمفاجأة التي فجرها الاعلام السعودي عندما خرج الاعلامي داوود الشريان، المقرب من وزارة الداخلية، ليهاجم مشاركة سعوديين في القتال في سورية. ثلاث سنوات شحذ فيها الاعلام السعودي الهمم مطلقاً "دعوات الجهاد" من خلال فتح الهواء أمام من وصفهم الشريان نفسه بمشايخ الفتنة. موقف العريان جاء بعدما غررت دعوات الجهاد بأبناء بعض المسؤولين في السلطة، فكان لابد من تحول بعد تحسس الخطر.

                  الشريان وصف دعوات "الجهاد" بأنها "كذبة" داعياً عدنان العرعوة وغيره من "دعاة الجهاد" لإرسال ابنائهم.

                  كلام أيدته تغريدات لضاحي الخلفان الذي اختار أن يصوب على السعودي محمد العريفي، قائلاً: "اذا كان الشيخ العريفي بيجاهد الطيارة الخاصة على حسابي الشخصي مدفوعة الأجر"!

                  تعليق


                  • 5/4/2014


                    * كيف سيطر الجيش السوري على ثكنة الدفاع الجوي في حلب؟

                    عملية خاطفة في ريف حلب تعيد السيطرة على ثكنة الدفاع الجوي الاسترايجية وبلدة الطعانة

                    حسين مرتضى


                    مخالفاً كل توقعات الدول الداعمة للمجموعات المسلحة بعد معركة كسب، استمرّ الجيش السوري في عملياته العسكرية في الريف الشرقي لحلب، بعد أن بسط سيطرته على عدة مناطق استراتيجية كان أهمّها، تلة وثكنة الدفاع الجوي الاستراتيجية، ومن ثم بلدة الطعانة المجاورة.

                    زمام المبادرة التي ما زال يمتلكها الجيش السوري في أغلب المناطق، تجلّت بأقوى صورها، حين جدد الجيش السوري تكتيكاته العسكرية، وبدأ بتنفيذ فكرة قضم التلال والمناطق المرتفعة، في ريف حلب الشرقي، ومن ثم استدراج المسلحين الى فك كماشة ضمن مناطق معزولة جغرافياً عن بعضها، ومقطوعة عن طرق الامداد جميعها، ما يجعل حلب وريفها، تحت مرمى نيران الجيش السوري، وقدرته العالية على المناورة بالوسائط و النيران.

                    العملية العسكرية الممتدة منذ فترة، بدأت بالسيطرة على جميع التلال المطلة على الريف الشرقي والشمالي الشرقي، حيث استطاع الجيش السوري، بعد تأمينه لمطار حلب الدولي، السيطرة على تلة النبي يوسف وتلة الشيخ لطفي، موسعاً إنتشار قوات المشاة ومنح المدرعات قدرة أعلى على المناورة النارية، تلك التلال جعلته الاقرب الى تلة المجبل والتي تشرف بالنار على محيط السجن المركزي، في الوقت الذي قطع من خلال سيطرته عليها جميع طرق الامداد بين المدينة الصناعية وشمال شرق حلب وتحديداً بلدة المسلمية، والتي تعتبر احد اهم خطوط الامداد القادم من الريف الواصل الى تركيا.



                    في الجهة المقابلة كان الجيش السوري، قد سيطر على عدة تلال ومناطق، تشرف على القسم الجنوبي للمدينة، مثبتاً قواته في تلة الشويحنة، ضامناً بذلك سيطرته النارية على مناطق عدة أهمها منطقة الشيخ سعيد وحي الراشدين، وتقدّم باتجاه حي الشيخ خضر والصاخور وهنانو، كما سيطر على تلة الـ 57 وتلة الغالية، ليزيد اطباق فك الكماشة على المسلحين في شرق وشمال شرق حلب، وبذلك يكون الجيش السوري قد قسم حلب الى مربعات قتالية فصل فيها المحور الشرقي عن المحور الغربي، ما سيتيح له الافضلية النارية، والقدرة على توسيع رقعة العمليات الى المحور الغربي.

                    أما العمليات العسكرية بعد السيطرة على بلدة الشيخ نجار الاستراتيجية، فكانت تسير وفق خطة مدروسة تماماً، وبالتزامن مع فرضه السيطرة على مداخل مدينة حلب من الجهة الشرقية، بدأ الجيش السوري بالتقدم نحو تلة وثكنة الدفاع الجوي، حيث انطلقت العملية مساء من خلال استهدافات قامت بها وحدات الاسناد الناري، معتمدة على الغزارة النارية، وتشتيت القوة الدفاعية للمجموعات المسلحة، التي لم تستطع الصمود طويلاً في التلة ومحيطها، لتبدأ قوات المشاة التابعة للجيش السوري بالتقدم نحو التلة، في حين بدأت المجموعات المسلحة الفرار نحو بلدة الطعانة القريبة. لم يتوقف الجيش السوري فبعد تثبيت قواته في أعلى التل وتنظيفه بشكل كامل لكتيبة الدفاع الجوي، التابعة للواء 80، استمر في التقدم نحو بلدة الطعانة، ليشملها في التنظيف، حيث استعاد السيطرة عليها خلال اقل من ساعتين، بعد عملية نفذت من عدة محاور.

                    ويكمن الهدف الاستراتيجي للجيش السوري بسيطرته على بلدة الطعانة، في قطع الطريق الجديد والقديم المؤدي إلى مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، والاشراف الناري على باقي اجزاء المنطقة الصناعية، حيث تقع بلدة الطعانة على طريق مدينة الباب القديم، وتشرف بالرؤية على الطريق الجديد، وتقع جنوب شرق المدينة الصناعية المتاخمة لبلدة الشيخ نجار، كما تطل تلك البلدة على قرى عدة في المحور الجنوبي، وهي جب عبشة وبرلهين والزعلانة، وفاح، وعلى صوامع القمح الواقعة في بلدة بلاط، كما تطل من المحور الشرقي على بلدة تل مكسور.

                    ويقترب الجيش السوري بسيطرته على بلدة الطعانة وتلة كتيبة الدفاع الجوي الاسترايتيجة، من محيط السجن المركزي، ما يساعد على التصدي لأي محاولة هجوم باتجاه السجن، والسيطرة النارية على مناطق واسعة تساعده في عملياته القادمة وبالذات اكمال فك الحصار عن سجن حلب المركزي.

                    * تقرير الميادين: الجيش يحبط محاولة المجموعات المسلحة اقتحام محيط مرصد 45


                    فيديو (عدد 2):

                    http://www.almayadeen.net/ar/news/sy...D8%B5%D8%AF-45

                    الجيش السوري يحبط محاولة مجموعاتٍ مسلحة اقتحام محيط مرصد 45 في ريف اللاذقية الشمالي، الاشتباكات التي هدأت وتيرتها صباحاً انتهت بانسحاب المسلحين، فيما يستمر تساقط قذائف الهاون على عددٍ من أحياء العاصمة دمشق.

                    من شمال سوريا إلى جنوبها تشتعل جبهات المعارك؛ في ريف اللاذقية الشمالي معارك عنيفة جداً بين الجيش السوري والمسلحين في منطقة المرصد 45، المعارك أسفرت حتى الآن عن مقتل القائد العسكري لحركة "شام الإسلام" أنس الحلوة أبو مهاجر.
                    الجيش السوري يكثف قصفه المدفعي مستهدفاً عدة نقاط في محيط المرصد وقسطل معاف ومحيط بلدة كسب إلى جانب غارات الطائرات الحربية.
                    الجيش التركي منخرط في معركة ريف اللاذقية الشمالي عبر القصف المدفعي، قيادة الأركان التركية أعلنت أن مدفعيتها قصفت منطقة في سوريا انطلقت منها قذائف سقطت على الأراضي التركية.
                    في حلب تستمر المعارك في عدة مناطق ولاسيما الليرمون والراشدين مع استمرار القصف الجوي على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
                    قرب حلب في ريف ادلب الجنوبي، أعلنت مصادر المعارضة سيطرة الكتائب على بلدة بابولين وقرية الصالحية وسط اشتباكات على الطريق بين خان شيخون ومعرة النعمان.
                    إلى ريف دمشق حيث يحاصر الجيش السوري بلدة المليحة في الغوطة الشرقية ويكثف من قصفه وغاراته الجوية عليها وفقاً لمصادر المعارضة، فيما أطلقت المجموعات المسلحة عشرات قذائف الهاون على أحياء في العاصمة منها باب توما والبحصة وجرمانا والقصاع.
                    على جبهة الجنوب أعلن لواء "شهداء اليرموك" توسيع نطاق ماسماه بعمله الجهادي وذلك للدخول إلى مدينة درعا بعتاده وأسلحته الثقيلة.

                    الأهمية الاستراتيجية لتلة الطعانة في ريف حلب الشرقي

                    وكان الجيش السوري سيطر على تلة الطعانة في ريف حلب الشرقيّ، ضمن سلسلة عمليات عسكرية بدأها الجيش قبل أشهر لاستعادة المدينة الصناعية وفكّ الحصار عن سجن حلب المركزي. المسلحون احتفظوا بهذه التلة الاستراتيجية لأكثر من عام قبل استعادة الجيش لها، لاتصالها بطريق منطقة الباب وللإبقاء على خط إمداد وانسحاب عبر الريف الشرقي للمدينة.
                    وستشكل الطعانة إسناداً لوجستياً للعمليات العسكرية في المدينة الصناعية التي تتحصن فيها الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين والأنصار وفك الحصار عن سجن حلب المركزي.
                    كما أتاحت للجيش السيطرة بالنار على طريق الإمداد للمسلحين نحو منطقة الباب شرقاً. في الوقت نفسه بدأ الجيش عملية استكمال الطوق حول المدينة الصناعية في الشرق.
                    وما كان لشروط معركة السيطرة على الطعانة أن تكتمل قبل سيطرة الجيش على قريتي الشيخ نجار والزيات وهو ما يساعد على تحسين شروط قضم المناطق في مدخل المدينة الشمالي الشرقي تمهيداً لدخول المدينة الصناعية الممتدة على أربعة آلاف وأربعمئة هكتار والتي تشكل عصب سوريا الصناعي.
                    كما جاءت سيطرة الجيش على مناطق النقارين والزرزور والمجبل أيضاً ضمن سلسلة عمليات عنوانها الرئيسي استكمال العمل على محاصرة أحياء شرق حلب وعزلها عن عمقها الريفي لإسقاطها.

                    * فيديو/الجيش السوري يلاحق المسلحين ويدمر أنفاقهم في جوبر وحرستا




                    فيديو:

                    http://www.alalam.ir/news/1582414

                    واصل الجيش السوري عملياته في الغوطة الشرقية بريف دمشق موقعاً عشرات القتلى في صفوف المسلحين في منطقة المليحة من بينهم قائد ما يسمى كتيبة انصار الحق المدعو أديب النبكي. وللیوم الثاني على التوالي واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في الغوطة الشرقية بريف دمشق مستهدفاً مواقع المسلحين في جوبر والمليحة التي أحرز فيها تقدماً ملحوظاً منذ بدء الهجوم.
                    وهاجم الجيش السوري المسلحين في المليحة من جهة حاجز النور ومن مدخل البلدة؛ حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في ظل تقدم الجيش وتثبيت النقاط العسكرية في الأجزاء التي سيطر عليها.
                    وشن المسلحون بدورهم هجوماً معاكساً لسحب جثث قتلاهم فاستهدفهم الجيش بالمدفعية الثقيلة ماأدى لمقتل عدد منهم ومقتل آخرين وفرار البعض باتجاه زملكا في عمق الغوطة الشرقية.
                    وبين أحد المرابطين من قوات الجيش أنهم قتلوا عدداً كبيراً من المسلحين من عناصر جبهة النصرة بمن فيهم الشيشان والأفغان؛ مؤكداً أن المسلحين هربوا باتجاه زملكا وعربيل حيث تم استهدافهم بالمدفعية والهاون "ونحن نلاحقهم بإذن الله!"
                    وبموازاة ذلك واصل الجيش السوري استهداف المسلحين على أطراف حي جوبر بالمدفعية الثقيلة واشتبك مع المتواجدين منهم داخل الحي.
                    وأوضح أحد القوات التابعة للجيش العربي السوري أنه تم تدمير مجموعات مسلحة بجوبر "كما تم العثور على نفق وتم التعامل معه وتدميره بالكامل والقضاء على المسلحين الذين كانوا فيه."
                    هذا ونفذ سلاح الجو السوري عدة غارات على أماكن تحصن المسلحين في تل كردي واستهدفت المدفعية الثقيلة مجموعات مسلحة والتي حاولت التسلل إلى معمل السكر في ريف عدرا بدمشق في حين عثر الجيش على نفق بطول 200 متر يمتد من حرستا إلى ضاحية المجد المجاورة لها.
                    وتؤكد مصادر عسكرية أن الهدف من هذه العملية هو إعادة السيطرة على منطقتي جوبر والمليحة لتأمين العاصمة وحمايتها من قذائف الهاون خصوصاً وأن خيارات المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية باتت محدودة وضيقة بعد تضييق الخناق عليهم في القلمون؛ ولم يبق أمام المسلحين سوى مواجهة الموت أو الفرار باتجاه درعا في الجهة الجنوبية للبلاد.

                    * الجيش السوري يفشل هجمات عنيفة على المرصد 45 ويضيق الخناق على مسلحي المليحة

                    تابع تقرير المنار هنا:

                    فيديو:
                    http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=23&s1=1

                    ***
                    * الشعار: صمود الشعب وتضحيات جيشه أفشل مخطط الغرب الاستعماري

                    وزير الداخلية السوري: ما نتعرض له هو لرفضنا كل الاملاءات الأمريكية عليها

                    أكد وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار أن ما تتعرض له سورية من إرهاب دولي منظم على أيدي مجموعات إرهابية تكفيرية وهابية مدعومة من دول غربية واقليمية هو لموقعها الجغرافي ودورها الريادي الممانع والمقاوم ولرفضها كل الاملاءات الأمريكية عليها.

                    وأشار اللواء الشعار خلال لقائه أمس دورة طلاب ضباط كلية الرائد الركن باسل الأسد للعلوم الشرطية، إلى أن صمود الشعب السوري وتضحيات جيشه الباسل وقوى الأمن الداخلي أفشل مخطط الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية في النيل من سيادة سورية واستقلال قرارها الوطني.



                    وشدد وزير الداخلية السوري على أهمية التأهيل العلمي والمعرفي والعسكري والأخلاقي والتسلح بالانتماء الوطني والحفاظ على القيم والاخلاق التي تبنى بها الأوطان، داعيا الطلاب الضباط إلى تكريس البرامج والخطط وتحمل المسؤولية وتنفيذ المهام التي توكل اليهم حتى يبقى الوطن عزيزا ومستقلا وقلب العروبة النابض.

                    وطلب اللواء الشعار من الطلاب الضباط احترام حقوق المواطنين وردم أي فجوة بين رجل الشرطة والمواطن أينما وجدت وذلك أن وجود الشرطي في الشارع يعزز هيبة الدولة وهو مصدر أمان واطمئنان للمواطنين.

                    * وفد روسيا الى الامم المتحدة: الدول الغربية متورطة في دعم الإرهاب في سورية

                    الدول الغربية تعرقل مشروع بيان روسي في مجلس الأمن لإدانة هجوم الإرهابيين على كسب

                    أعلن وفد روسيا في الأمم المتحدة أن الدول الغربية عرقلت إصدار بيان بمجلس الأمن الدولي يدين العدوان الإرهابي على كسب في ريف اللاذقية الشمالي.

                    ونقلت وكالة أنباء "ايتار تاس" الروسية عن الوفد قوله إن "الدول الغربية عرقلت جهود روسيا في مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان يدين الهجوم الذي شنه المسلحون على مدينة كسب وقصفهم لميناء اللاذقية ما أدى إلى توقف عملية نقل الأسلحة الكيميائية خارج البلاد"، مشيرا إلى أن مشروع البيان الصحفي الذي طرحته روسيا مجددا "لم يلق تأييدا لدى شركاء روسيا الغربيين في مجلس الأمن" ما يؤكد مجددا تورط الدول الغربية بدعم الإرهاب في سورية.

                    يشار إلى أن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أكد أمس أن سيغريد كاغ المنسق الخاص للبعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قالت في إحاطة لمجلس الأمن حول عملية التخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية أن كل شىء يسير بشكل جيد وأنه من الممكن عدم التقيد بالأطر الزمنية بشكل كامل ما لم يكن الوضع الأمني في سورية مستقرا، لافتا إلى "أن كاغ أبلغت مجلس الأمن بأن قذائف الهاون تسقط على دمشق ومرفأ اللاذقية خلال حديثها الى المجلس وبأن العديد من الهجمات نفذها المسلحون على اللاذقية وهم مستمرون في استهداف المرفأ".



                    وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أعلن في ختام اجتماع لمجلس الأمن الدولي كرس لموضوع نقل السلاح الكيميائي من سورية مساء الأربعاء الماضي أن روسيا حاولت قبل عدة أيام الحصول على إدانة من مجلس الأمن لما يقوم به المسلحون في ريف اللاذقية الشمالي إلا أن الدول الغربية وقفت ضد مشروع بيان صحفي بهذا الشأن.

                    وأكد تشوركين في حينه أن البعثة الروسية طرحت من جديد على مجلس الامن ادانة أعمال المسلحين مضيفا "سنرى هل ستتم الموافقة عليها أم لا".

                    كما أكدت الأمانة العامة للأمم المتحدة أمس الأول أنها تسلمت رسالة من وزير الخارجية الأرميني أدوارد نالبانديان يدعو فيها المجتمع الدولي إلى الرد على جرائم الإرهابيين في كسب ويطالب الحكومة التركية باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تسلل الإرهابيين إلى سورية عبر الأراضي التركية.

                    ***
                    * لاعب آرسنال سابق يقاتل مع "داعش" في سوريا



                    قالت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية ان لاعب ارسنال سابق يطلق على نفسه اسم ابو عيسى بن الاندلسي يقاتل في سوريا ضمن صفوف المسلحين التكفيريين في "داعش".

                    ونقل موقع رأي اليوم عن الصحيفة: ان نجم آرسنال السابق الذي نشأ مع "ريال مدريد" برفقة كريستيانو رونالدو قد انضم إلى ما يسمى "الدولة الاسلامية" (داعش) للقتال في سوريا قبل عامين.
                    وقد ظهر اللاعب السابق في فيديو يحمل بندقية من نوع "اي كي 47" على احد المواقع على شبكة الانترنت، وهو يرتدي القناع، ويطلب الدعم للاستمرار في القتال.
                    وكان بن الاندلسي يعيش في البرتغال قبل الانضمام الى داعش والذهاب الى سوريا.
                    وقالت الصحيفة ان اللاعب السابق الذي تحدث باللغة الإنكليزية في لهجة أوروبية ثقيلة عبر في رسالته عن الكراهية التي تبعد كل البعد عن عالم الرياضة.

                    * ريف الحسكة وصراع أجنحة ’القاعدة’


                    صراع نفوذ يشتت أفرع ’القاعدة’ في سورية

                    حسين مرتضى

                    الميداني العميق بينهما، حيث تمثل "النصرة" النموذج الأحدث لفروع "القاعدة" بخلاف "داعش" التيما زالت كرة الاشتباكات بين إرهابيي "داعش" وجبهة "النصرة" تتدحرج وتكبر، متجاوزة كل الرؤى والتعاون تعتبر وريثاً تقليدياً لقيادييها كأبو مصعب الزرقاوي، فيما تنحصر الخلافات التنظيمية بينهما حول سعي "داعش" لتحقيق انتصار على المستوى العالمي، بينما ما زالت "النصرة" تبحث عن نصر يقوي مركزها ضمن التنظيم ولو على مستوى سورية ولبنان.

                    الاشتباكات امتدت لتصل إلى مناطق في ريف الحسكة الجنوبي، بين المجموعات المتحالفة مع "النصرة" كمجموعة تطلق على نفسها اسم جبهة الاصالة والتنمية من جهة و"داعش" من جهة أخرى، في محاولة للسيطرة على قرية مركدا الواقعة على بعد 100 كم جنوب مدينة الحسكة والملاصقة للحدود الادارية لدير الزور.

                    الصراع الدائر في تلك المنطقة يمتد لاكثر من شهر، بعد عمليات كر وفر متواصلة بين التنظيمين. الطرفان استخدما جميع انواع الاسلحة وحتى السيارات المفخخة، فمنذ اسابيع شنت "النصرة" هجوما على مسلحي "داعش" في مرتفعات الحمة في جنوب الحسكة، ما دفع الأخيرة لمهاجمة بلدة مركدة، لتضمن سيطرتها على طريق مركدة الشداداي وقرية العطشانه، ومن ثم خلق نقطة ارتكاز منها لبدء معاركها في ريف دير الزور بعد ان انسحبت منه، اثر الاشتباكات مع "النصرة"، فيما تدافع الجبهة عن بلدة مركدة كونها واقعة على طريق الامداد القادم من تركيا عبر بلدة ابو خشب، في وقت فجر مسلحو "النصرة" غرفة التحكم في سد الحسكة الجنوبي لفتح المياه على نهر الخابور وخلق حاجز من مياه السد المتسربة إلى النهر ليمنعوا "داعش" من الوصول إليهم في مركدا وريف دير الزور.



                    هذه الاشتباكات كلفت "داعش" الكثير، حيث سقط في تلك المعارك اكثر من 50 قتيلا، من بينهم ما يسمى المسؤول العسكري ابو فاروق التركي، وعدد من قادة "داعش" معظمهم مما يسمى "لواء البتار" الليبي. وفي وقت سابق قتل المدعو احمد خليف الاسماعيل ابو جندل ما يسمى بـ"امير النصرة" في البوكمال ويوسف الهجر المسمى بـ"الأمير الشرعي للنصرة" في محافظة دير الزور ووليد اجدع الفرحان المعروف بالقائد العسكري لجيش مؤتة الإسلامي وتراوحت حصيلة القتلى من الطرفين بين 200 الى 250 قتيلا.

                    الاشتباكات والمعارك جنوب الحسكة وتحديداً في بلدة مركدة امتداداً الى بلدة الصور في ريف دير الزور، والتي لم يُحسم الصراع فيها، تسبب تدهورا في الوضع الانساني لسكان المنطقة بشكل كبير. فالمناطق خلت من السكان المحليين واعلنت القرى مناطق عسكرية من قبل مسلحي الطرفين فضلاً عن لجوء الاهالي الى المناطق الاكثر أمناً باتجاه ريف دير الزور أو مدينة الشدادي.

                    يذكر أن بلدة مركدة كانت أولى البلدات التي شهدت تفجيرات نفذتها المجموعات المسلحة ضد الجيش السوري في الحسكة نهاية العام 2011، حيث استشهد 19 جندياً عقب تفجير وقع بالقرب من جسر البلدة الرئيسي.

                    * سوريا: خطة أمريكية لتسليح المعارضة

                    واشنطن تضع اللمسات الأخيرة على خطة لزيادة تدريبِ المسلّحين في سوريا



                    قال مصدران أمنيان أميركيان الجمعة إن الولايات المتحدة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على خطة لزيادة تدريب المسلحين السوريين وإرسال شحنات من الأسلحة الصغيرة لهم وذلك في الوقت الذي تكسب فيه القوات الحكومية السورية زخما بعد إنهيار محادثات التسوية التي تدعمها الولايات المتحدة.

                    وقال المسؤولان المطلعان على الخطة لرويترز إن الولايات المتحدة ستزيد المساعدات وسترسل هذه الشحنات لـ "جماعات المقاتلين المعتدلة" والتي تتواجد معظمها في الأردن بالإضافة إلى الحدود الجنوبية السورية.
                    وأضاف المسؤولان إن من المرجح أن تكون تلك الإمدادات الإضافية متواضعة ولن تشمل صواريخ أرض جو مما يثير تساؤلات بشأن التأثير في حرب أهلية أودت بحياة ما يقدر بنحو 136 ألف شخص وحولت تسعة ملايين شخص إلى لاجئين وتهدد بزعزعة إستقرار المنطقة.
                    وكان مسلحو المعارضة السورية قد حثوا إدارة الرئيس باراك أوباما على توفير أسلحة متطورة تشمل صواريخ أرض جو وممارسة ضغوط عسكرية أقوى على الرئيس بشار الأسد.

                    وتتواصل المناقشات حول تفاصيل حجم المساعدة التي ستتدفق إلى الجماعات المسلحة التي تم فحصها . ولم يتضح أيضا على سبيل المثال حجم المساعدة التي ستكون سرية وماإذا كان سيكون للجيش أو القوات الخاصة الأميركية دور فيها.
                    وقدم حلفاء للولايات المتحدة من بينهم السعودية وقطر أسلحة لجماعات مختلفة من المسلحين في سوريا خلال الصراع من بينها بعض الجماعات الإسلامية التي على خلاف الآن مع مقاتلي المعارضة المتجمعين تحت مظلة الجيش السوري الحر.


                    ***
                    * الأمم المتحدة

                    فيصل المقداد - صحيفة "البناء"

                    تستطيع سورية بكلّ جدية وثقة بالنفس، أن تروي سيرة تاريخها كعضو مؤسّس في الأمم المتحدة، بصفتها من الدول القليلة التي رفعت دائماً راية الاحتكام إلى القانون الدولي والدفاع عن الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة ومعاهداتها، التي كانت دائماً من أوائل الموقعين عليها، وكما كانت الداعية دائماً إلى تطبيق قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي.

                    مع التوقيع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة الكيماوية وإنهاء ملفها الكيماوي، تكمل سورية ترتيب كلّ أوراقها مع القانون الدولي، علماً أنّ العالم كله يعلم أنّ سبب وجود هذا الملفّ لم يكن يوماً إلا قصور وعجز الأمم المتحدة وتخاذلها أمام «إسرائيل»، التي تملّكت تحت نظر وبمعرفة الأمم المتحدة وبشراكة ودعم عدد من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، أضخم ترسانة للسلاح النووي الذي شكل ولا يزال مصدر تهديد للأمن الإقليمي والعالمي، ناهيك عن امتلاكها لترسانات لا حدود لها من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وكلها تستهدف سورية قبل أيّ أحد آخر باعتبارها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تعتبر في حالة حرب معها، والغريب العجيب بعد ترتيب سورية لملفها الكيماوي مع القانون الدولي أن شيئاً لم ينتقص من الدلال الذي تحظى به «إسرائيل» في ملفها النووي وسائر أسلحة الدمار الشامل الأخرى، والقائم وجودها أصلاً على تحويل القاعدة إلى شواذ، وهو شواذ يجد بين مندوبي الدول الكبرى في مجلس الأمن من يُدافع عن مشروعيّته من دون خجل، بينما يتواقح هؤلاء في ملاحقة سورية على تفاصيل إنهاء ملفها الكيماوي، ولا يتوانون عن توجيه سهام الاتهام لها بالتقصير أو المماطلة، من دون وجه حق.

                    تجربة الأمم المتحدة ككيان معنوي مع سورية، وبالمقابل تجربة الأمم المتحدة مع «إسرائيل»، تقدم نتيجتين متعاكستين، بين دولة ترفع راية القانون وكيان يتباهي بانتهاكه، ودولة تدعو إلى تطبيق القرارات الدولية وكيان يقول قادته إنّ هذه القرارات لا تعادل قيمة الحبر الذي كتبت فيه، وبالمقابل تجربة سورية مع الأمم المتحدة قياساً بتجربة «إسرائيل» تقول العكس تماماً، فمَن يحظى بالتوبيخ هو الابن البار المؤدّي لكامل واجباته بكل احترام، ومّن يحظى بالدلال والدلع والتنويه هو الولد الأزعر الذي لا يجلب لأهله إلا الشتيمة كما يفترض.

                    لقد كان الحديث عن الكيل بمكيالين يدور في الماضي حول السياسات الأميركية في المنطقة، وازدواج المعايير كان صفة حصرية بالسياسات الأميركية، حتى صرنا اليوم نجد بعضاً من سياسات ومواقف المسؤولين في الأمم المتحدة ما يمثل التعبير الأوضح عن الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير، بما قد لا ترتكبه الحكومة الأشدّ وقاحة في العالم التي تمثلها الإدارات الأميركية المتعاقبة.

                    تفوّقت مواقف بعض مسؤولي الأمم المتحدة على الوقاحة الأميركية في تطبيق إزدواجية المعايير والتهرّب من القانون الدولي كمنطلق للمواقف والسياسات.

                    لقد تسنّى لسورية في سنوات الأزمة التعرّف عن قرب إلى كثير من المواقف المتصلة بدهاليز الأمم المتحدة، كما تسنّى لي شخصياً كمعنيّ مباشر منذ كنت أشغل مقعد بلدي في نيويورك ومع متابعتي بعد ذلك للتواصل مع الأمانة العامة وسائر مستويات القرار في الأمم المتحدة ومنظماتها، أن أضع يدي على سلوكيات ومواقف يندى لها الجبين بمعيار القانون الدولي والمواثيق التي تحكم عمل المؤسسة الأولى في العالم، والمعنية بالأمن والسلم الدوليين.

                    القضية المخجلة التي لا يمكن التغاضي عنها، هي أنّ الأمانة العامة والمبعوث الأممي لسورية وكثير من منظمات ومنابر الأمم المتحدة، يلتقون منذ بدء سنوات الأزمة في سورية على تجاهل متعمّد لوجود الإرهاب في سورية، ودوره وحجم الأذى الذي يلحقه بالبشر والحجر والبنى التحتية، على رغم امتلاء أدراج المعنيين جميعاً بآلاف الصفحات التي تحكي حكاية هذه الجرائم، وتدعم الحقائق بالوثائق التي يعود مصدرها غالباً إلى جهات محايدة تعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة لحساب أو بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها.

                    تجاهل وجود الإرهاب وفقاً للمعايير القانونية للأمم المتحدة، هو تستر عليه وتشجيع له لكنه صار سياسة رسمية معتمدة لدى المنظمة الدولية، التي أصدرت مئات القرارات تحت عنوان مكافحة الإرهاب وتعريفاته والحرب العالمية على الإرهاب.

                    تدبّ الحماسة في عروق المعنيّين في الأمم المتحدة إذا ما وردتهم مقالة في صحيفة مغمورة أو موقع إلكتروني مجهول، توجه اتهاماً إلى سورية بأي انتهاك ولو بلا دليل أو وثيقة، ولا يخجل مسؤولوها عن الدعوة للحاجة إلى التحقيق في ما يرد هنا أو هناك، وكثيراً ما تكون المعلومات مزوّرة والصور منقولة من خارج سورية وفي زمن مضت عليه سنوات، أو بلا أي مستند، بينما لا يرى هؤلاء المعنيون أنفسهم بحاجة إلى ذكر الإرهاب وجرائمه في أيّ بيان يصدرونه، وهم في مجالسهم يقرّون ويعترفون بالحقيقة، ويفركون كفاً بكف عند مطالبتهم بأن تتضمّن بياناتهم بعضاً يسيراً مما يعرفون أو يقولون.

                    مجازر الجماعات الإرهابية المدعومة من الحكومة التركية بحق أبناء مدينة كسب السورية لا تزال مثالاً حياً، يدعو كلّ مسؤول أممي لأن يخجل من تحوّله إلى مطية لدعم الإرهاب، لأنّ منظمته ومسؤوليها لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة التقارير عن جرائم القتل والسلب والنهب والاغتصاب وتدمير الرموز الدينية وانتهاك المقدسات في كسب، كما قبلها في العديد من المدن والبلدات السورية، وعلى رغم دور الحكومة التركية المفضوح تنأى الأمم المتحدة ومسؤولوها بأنفسهم عن مقاربة الحقائق، ويجدون الأعذار والتبريرات لذلك.

                    لماذا؟

                    لأنّ السبب الذي يجعل «إسرائيل» الكيان الإرهابي الأول في العالم، لدى الأمم المتحدة، ولداً مدللاً فوق القانون، صار يجعل الإرهاب الدولي لديها ولداً مدللاً فوق القانون.

                    ألا يشكل هذا سبباً كافياً للقول إننا بحاجة إلى إعادة صياغة أحوال المنظمة الأممية، لكي تكون فعلاً لا قولاً مؤتمنة على القانون الدولي، وأنها تتخذه معياراً وحيداً للمواقف والسياسات؟
                    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 05-04-2014, 10:32 PM.

                    تعليق


                    • 6/4/2014


                      * فيديو اللحظات الأولى لسيطرة الجيش العربي السوري على مرصد الـ 45 – كسب



                      فيديو:
                      http://www.youtube.com/watch?v=PgJbHFCCqG8

                      قناة OTV في محيط كسب السورية، مواكبة لسقوط التلة 45 الاستراتيجية في قبضة الجيش السوري
                      المعركة بالنسبة إلى الكسبيين، هي واحدة من سلسلة عبر التاريخ، لم تكن محطتها الوحيدة الإبادة الأرمنية، التي وقعت في مثل هذه الأيام قبل تسعة وتسعين عاماً

                      منذ أيام واللغط قائم حول كسب، ولاسيما الكرّ والفر حول النقطة المعروفة بالتلة 45. ولدحض الشك باليقين، ها هي الـ OTV مرة جديدة في قلب الحدث، حيث واكب طوني أوريان من الميدان، لحظة بسط الجيش السوري سيطرته التامة على التلة، منتقلاً برفقة المقاتلين إلى القمة، بعد انتظار في بلدة قسطل معاف، حتى باتت الظروف الأمنية تسمح بالتنقل

                      التلة 45 المشرفة على كسب من الجهة الجنوبية، والتي تحتل موقعاً استراتيجياً بالنسبة إلى المعركة في المنطقة وعلى طول الساحل السوري القريب من الحدود التركية، باتت بالكامل في عهدة الجيش السوري، بدليل الانتشار المنفذ، والجثث التي لا تزال في الارض، علماً أن ظروف القتال صعبة جداً جراء التضاريس الوعرة التي تمنع تحرك الآليات بحرية، والتي تسمح للمسلحين بالاختفاء وسط الغابات الكثيفة

                      وفي وقت لا يزال التصريح ممنوعاً على الضباط والعسكريين بسبب استمرار العمليات، كرر الكسبيون تمسكهم بالأرض، والدليل تشبثهم بالبقاء في كنيسة السيدة العذراء لـ الأرمن الأرثوذكس في اللاذقية، في انتظار العودة
                      فأبناء كسب ذات الكثافة السكانية البالغة ثلاثة آلاف نسمة في الأيام العادية، والتي تجمع آلافاً إضافية في الصيف والعطل، ولاسيما الأرمن من حول العالم، لن يتنازلوا عن الوجود والدور

                      تسع وتسعون سنة على الإبادة الأرمنية. دار التاريخ دورته، وأعادت تركيا الكرة, غلبة جغرافية لتكريس التحول الديموغرافي. أما في المقابل، فاستعادة لتاريخ من الصمود والتصدي. الكسبيون لن يلينوا ولن يسقطوا، على ما يؤكدون للجميع، معتبرين أن ما استشهد في سبيله الأجداد، يستحق التضحية مرة جديدة من الآباء والأبناء
                      أما نيات السيطرة والتهجير والتشريد، فالمنتصر إزاءها لا محال، إرادة البقاء والاستمرار

                      ***
                      * ضباط مصريون للقتال ضدّ تركيا



                      نبيه البرجي/ الديار


                      لماذا لم يفصح السيد احمد الجربا عن الرسالة التي بعث بها اليه بعض اعضاء الائتلاف الذين غادروا اسطنبول «…. ولو الى جهنم»، وقالوا فيها «لقد آن الاوان لنخرج من حذاء الصدر الاعظم». كنا نتمنى لو قالوا: ومن احذية الاخرين ايضاً…. الم يكتبوا في رسالتهم انهم لاحظوا ان رجب طيب اردوغان يكره سوريا، و اهل سوريا، اكثر مما يكرهها، ويكرههم، بنيامين نتنياهو؟ لم يعد من الممكن اخفاء ما يقال الآن داخل الائتلاف او حوله، وهل سمعوا ما قاله الارمن فيهم، وهم الآمنون الذين لم يعرفوا لماذا تدك المدفعية التركية منازلهم وكنائسهم وفنادقهم ومقاهيهم مع انه لا وجود لقوات النظام داخل كسب. انهم الاهالي الذين لا يتقنون القتال، ولا يتعاطون السياسة، بل هم اصحاب الوجوه الضاحكة، والافئدة الضاحكة، في استقبال اي زائر... الصدر الاعظم يراهن ان يصبح بعد حين الباب العالي، وبصلاحيات دستورية تجعله السلطان العثماني فعلاً، بل الحاخام العثماني وصف فتح الله غولن، السني العتيق والعريق الذي رأى ان ثقافة الكتاب لا ثقافة البلاط، هي التي تنهض بتركيا وتحررها من كل تلك الظلمات التي علقت بالذاكرة، وبازدراء يثير الخجل، بالانتماء الى مذهب آخر، وهو الامر الذي ترفّع عنه حتى ايمن الظواهري ودأب على توظيفه اساقفة القاع ان في سوريا او في لبنان او في العراق… لا يعنينا النظام، ولا أهل النظام، في هذه اللحظة الضائعة ولكن اليس كل ما حصل، وما حصل اخيراً، هو الدليل القاطع على التماهي بين العقل النيو عثماني والعقل النيو عبراني، وحيث الكراهية الايديولوجية والتاريخية واللامتناهية لسوريا؟ العقل اياه الذي يسعى لتقويض الدولة في سوريا والمجتمع في سوريا والانسان في سوريا، فهل ان اعضاء الائتلاف القابعين الآن في الثلاجة العثمانية غافلون عن الوضع على الجانب السوري من الحدود، ومن يمسك بالارض، وكيف تتولى اجهزة الاستخبارات التركية ادارة رجال «داعش» و«النصرة»، وما هو ارتباط القادة الشيشان في الرقة بهذه الاجهزة التي بات معلوماً للخاصة كما للعامة طبيعة علاقتها بابي بكر البغدادي… ثلاث سنوات من التيه والتبعية تكفي. ولعل اعضاء الائتلاف علموا بردة فعل الضباط المصريين على الانتهاك التركي للاراضي السورية. بعثوا بعريضة جماعية الى القيادة يعلنون فيها رغبتهم في مؤزارة الجيش السوري ضد الغزاة ودون ان يبقى سراً ان رجب طيب اردوغان اختار شخصياً الضباط الذين يتواجدون في مواقع على الحدود مع سوريا، ومعظمهم من الرتب الدنيا والمتوسطة، لكنهم يعرفون بولائهم الاعمى لحزب العدالة والتنمية…. كم تبدو تلك الوجوه مملة وبالية وبائسة ايضاً حين تطرب لما يتردد حول خطط سرية لتزويد المعارضين المعتدلين باسلحة نوعية، كما لو ان بقايا الجيش الحر، وهي اقرب ما تكون الى عصابات قطاع الطرق، ليست محصورة بين المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الاسلامية والتي تتوزع مواقعها لولبياً ودون اي تنسيق لوجستي او عملاني، بل انها تعيش يومياً مواجهات دموية بسبب هشاشة خطوط التماس والرغبة في ازالة الآخر… على مدى السنوات الثلاث ماذا فعلت الاسلحة النوعية، ومحاولات اعادة الهيكلة, والوحدات التي تم تدريبها في الاردن وتركيا وربما اسرائيل؟ لا شيء سوى التراقص داخل تلك الدوامة الدموية، وبعد ما بات جلياً انه لا مجال للنشاطات العسكرية التي تقوم بها المعارضة سوى في المناطق الحدودية وحيث الملاذات الامنة، وحيث المؤزارة (والادارة) المباشرة…. لا احد يعترض على حق السوريين، كل السوريين، بالحرية والعدالة، ولا نعتقد بعد كل الذي حدث ان النظام سيبقى كما هو اذ لا مناص من اعادة النظر ليس فقط بتقنية الاداء وانما، وهو الاهم، بالرؤية الفلسفية للتعاطي مع الناس، ومع النخب، فعقارب الساعة لا تعود الى الوراء ويفترض الا تعود الى الوراء…. وحين يقول الائتلاف بالهيئة الانتقالية، فهل تراه يقول لنا اين يتواجد في سوريا، واذا ما تشكلت هذه الهيئة، فهل تستطيع ان تمارس سلطتها حتى داخل الردهة التي تتواجد فيها، ولطالما تناهى الينا الحديث عن ذلك الموزاييك العجيب الذي يتكون منه الائتلاف القابل للعطب او للانفجار في اي لحظة… ليقل لنا دعاة الهيئة الانتقالية من اين ستدار سوريا في هذه الحال؟ من اسطنبول ام من تل ابيب ام من اي عاصمة عربية تأخذ باللوثة القبلية ودون اي اعتبار لمعايير الحداثة ولا لديناميات التفاعل مع لغة، وفلسفة، القرن.. اللاعبون ارتطموا بالحائط، كذلك حجارة الشطرنج، فاي منطق ذاك الذي يقول بالسعي لتعديل موازين القوى، وهو توازن المقابر، وبعدما كشفت معارك الغوطة التي اعدت، اساساً، لاختراق دمشق، او معارك جبال القلمون، حيث جهزت المواقع الحصينة للانقضاض على محاور استراتيجية، وبالتالي محاصرة النظام بل وشلّه، ان المقاتلين المبرمجين حيناً بالحشيش، وحيناً بحوريات العين، ليسوا اكثر من دمى في لعبة القبائل كما في لعبة الامم. ايها الذين في اسطنبول، الى اي مدى نظل نتناول العار بالشوكة والسكين؟

                      ***
                      * إسرائيل ترسم قواعد اشتباك جديدة و«حزب الله» يستعد لدخول الجليل



                      ميشال نصر/الديار

                      خلقت الحرب في سوريا واقعا جديدا بالنسبة لاسرائيل واعادت خلط اوراقها وتكتيكاتها ،في ظل تسارع الاحداث والتطورات، ما دفعها خلال الاشهر الاخيرة الى مهاجمة مخازن لسلاح نوعي على الاراضي السورية، في اطار يقوم على كسر معادلات التوازن التي ارستها حرب تموز 2006 وفرضا لقواعد اشتباك جديدة تتخطى الحدود اللبنانية وتعطي الافضلية فيها لاسرائيل.

                      فتل ابيب التي تتابع استخباريا عمليات نقل السلاح الى حزب الله،عبر شبكات التجسس ومئات اجهزة الاستشعار التي زرعتها على الحدود الشمالية والشرقية اللبنانية،بحسب اعتراف مسؤوليها، مصممة على المواجهة في ظل الاخذ بالمخاطر المترتبة على عملياتها العسكرية، بعد فترة من عدم الاخذ بالمخاطر والامتناع عن الرد على كل تهريب، حيث ترسم السنوات الاخيرة عن الهجمات الاسرائيلية في لبنان صورة سياسة حذرة لمنع تهريب السلاح النوعي فقط مثل الصواريخ المضادة للطائرات المتطورة وصواريخ بحر – بحر المتطورة.

                      التغيير في قواعد الاشتباك جرّ في مقابله ردا من قبل حزب الله ،في محاولة لاعادة رسم خطوط حمر جديدة في اللعبة الاقليمية،بعدما خرقت إسرائيل القواعد القديمة ،معتبرة أن الوضع في سوريا يضغط على الحزب ولا يسمح بفتح أكثر من جبهة، بحسب 8 آذار، التي رأت في غارة جنتا، عملية جس نبض اسرائيلية.

                      وتكشف المصادر أن حزب الله ردّ على الضربة من سوريا لسببين اساسيين، اولا ليثبت وجوده على مقربة من جبهة الجولان التي قرر النظام السوري فتحها لكلّ من يريد مقاومة إسرائيل، والثاني لتبيان ان الحزب لن يتبع الاسلوب السوري بعدم الرد، اما الرد الثاني من مزارع شبعا فكان بمثابة إنذار بان جبهة القتال توسعت لتمتد من قمم الجولان وصولا الى البحر في توحيد للجبهتين السورية واللبنانية،ليكتمل مسلسل الرد بالعملية الثالثة في الجولان والتي جاءت لتقول إن حزب الله مستعد للحرب وهو على أهبة الإستعداد، وبأنه لا يكتفي بالرد بل يتحدى إسرائيل.

                      مصادر عسكرية متابعة لفتت إلى أن الرسائل الاخيرة تظهر بما لا يقبل الشك أن حزب الله اكتسب خبرات قتالية عالية المستوى، بدأ بتجربتها مع إسرائيل وداخل حدودها أيضاً، إذ أن المعركة المقبلة لن تكون بمثابة ردّ دفاعي، بل سينتقل حزب الله فيها إلى الهجوم إذا فرضت عليه المعركة، حيث يملك الاخير مروحة من الاحتمالات والخيارات عندما تتعلق الأمور بالرد، من حرية العمل على الحدود السورية، كما ظهر اخيرا، فضلا عن وضعه المتقدم على الحدود اللبنانية، يضاف اليها خيارات أخرى كشن هجمات في الخارج.

                      امر يتقاطع مع وجهة النظر الاسرائيلية، حيث أكّد قائد البحرية الإسرائيلية السابق، اليعازر ماروم، أن حزب الله أنهى سلسلة ردوده على الغارة الإسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية السورية، و«يبدو أنه اكتفى، وأن الحساب قد سُدّد مع إسرائيل» معتبرا ان تل ابيب نجحت في «تسجيل أهداف» ضد الحزب وسوريا. وأشار ماروم إلى وجود اختلاف حيال سياسة الرد وعدم الرد، بين سوريا التي تملك ما يكفي من مساحة إنكار في ما يتعلق بالهجمات لانشغالها بالحرب الداخلية، ما لا ينطبق على حزب الله بوصفه مقاومة ضد إسرائيل، ما تدركه جيدا القيادة العسكرية الاسرائيلية التي اعطت الامر بشن الغارة على جنتا.

                      واعتبر ماروم إن من واجب إسرائيل صد محاولات نقل السلاح مهما كانت النتائج، ويجب عليها أن تعمل على ذلك ، إذ من غير المقبول أن يمتلك حزب الله صواريخ نوعية ضد السفن والطائرات، فإذا اندلعت مواجهة عسكرية شاملة، فلا بد أن يكون في حوزته كمية أقل من هذه الأسلحة، مضيفا أن ترسانة حزب الله الصاروخية تصل إلى مئة ألف صاروخ، وهي نتيجة محاولة إيرانية سورية لإيجاد توازن رعب مع إسرائيل واستهداف خاصرتها الرخوة، اي الجبهة الداخلية المدنية.

                      تدرك إسرائيل من خلال مراقبتها ومتابعتها للعمليات العسكرية التي شهدتها القصير والغوطة والقلمون ويبرود وغيرها من المناطق السورية،تحول حزب الله الى جيش متطور ذي وزن اقليمي، مسلحا بعتاد متطور ذي قدرة على المس وتهديد منظومة الغاز الطبيعي في البحر وتقييد طلعات سلاح الجو الاسرائيلي فوق لبنان، ما يشكل تحديا حقيقيا للجيش الاسرائيلي في المواجهة القادمة،ما يحتم الحرص على المحافظة على التفوق العسكري وحماية أراضيه بضربه أي إمدادات عسكرية متطورة، إيرانية أو روسية، ترسل الى الحزب مهما كان الثمن.

                      فالجيش الإسرائيلي يقوم بالتحضيرات اللازمة لمعركة حاسمة، في ظل امتلاك نحو 100 ألف صاروخ وقذيفة يصل مدى بعضها إلى مسافة 250 كيلومتراً، ولن يمتنع بالتالي عن استخدام القوة المدمرة.

                      ***
                      5/4/2014


                      * مفتي سورية والمطران كبوجي



                      المهندس باسل قس نصر الله
                      مستشار مفتي سورية

                      قررت إحدى المنظمات الايطالية المهمة منح جائزة للسلام لسماحة الشيخ الدكتور أحمد حسون، مفتي عام سورية، وكان الاتصال معه لاعلامه بذلك، ولمّا كانت ارتباطات المفتي لا تتناسب مع وقت تسليم الجائزة في روما، كان لا بد أن نقترح شخصية تستلم الجائزة عن المفتي.

                      وبناء على بُعد نظره، اقترح سماحته بأن يتسلمها بدلا عنه سيادة المطران المناضل هيلاريون كبوجي.

                      اتصلتُ بسيادة المطران كبوجي المقيم في روما، وبعد أن سلّمت عليه وأجبت على اسئلته التي اراد بها ان يطمأن على بلده سورية ومدينته حلب وعلى سماحة المفتي حسون وعلى افراد عائلتي، قلت له : “إن سماحة المفتي يريد أن يتكلم معك، فمتى هو أفضل وقت ترغب بذلك؟”، فقال لي : “انا الآن يا باسل سأخرج من المنزل وأعود بعد ساعتين” فأجبته “ليكن بعد ثلاثة ساعات”.

                      كان صوته بعيداً ولكنه صوت قوي يحمل سنوات نضاله وسجنه لدى العدو الاسرائيلي، كما يحمل سنوات نفيه وعيشه بعيداً عن وطنه ومدينته حلب ورغم كل الأعباء التي يحملها عن القضية الفلسطينية، حتى قلت له ذات مرّة : سيدّنا اعتقد أن القدس موجودة بداخلك بدلا من قلبك” .

                      بعد ثلاثة ساعات تقريباً اتصل سماحة المفتي معي كما اتصل على الخط الثاني بالمطران في روما واستمعت الى الحديث الذي انقل مقتطفات منه:

                      قال له المفتي: ” السلام عليكم سيادة المطران، كيف حالك؟”

                      ثم بعد السلام والتحيات بينهما انتقل سماحته الى الموضوع فقال له: “سيادة المطران، هناك منظمة في روما، ستمنحني جائزة للسلام، ونظراً لأن ارتباطاتي لا تسمح لي بالسفر، سألتهم إن كان بالامكان ان يتسلم الجائزة شخصٌ بدلاً مني؟ فاجابوني بنعم، فقلت لهم أن لي عمّاً كريماً يسكن روما، فسألوني عن الاسم وكيف يمكنهم التنسيق معه، فأجبتهم انه المطران كبوجي…” وضحك الاثنان ضحكة مجلجلة.

                      ثم اردف المفتي قائلاً: “قالوا لي ماذا؟؟؟؟…فأجبتهم نعم أنا مفتي سورية وعمي المطران المناضل السوري هيلاريون كبوجي، واعتقد يا سيادة المطران انهم اندهشوا من ذلك، وانا اتصل بك لأستأذنك في اعطائهم رقمك الهاتفي”

                      في اليوم المحدد تقدم المطران كبوجي لاستلام الجائزة الممنوحة للمفتي وسط دهشة الجميع، تقدم المطران باسم الشيخ ابن بلده سورية ومدينته حلب، وعلى الطرف الآخر كان سماحة المفتي يوجه كلمة من دمشق الى الحفل في روما عن طريق برنامج السكايبي على الانترنيت.

                      وماذا بعد؟؟؟

                      مطران سوري من حلب الجريحة ومفتي سورية (وهو من حلب) يعطيان صورة لكل اولئك الذين يسألون عن وضع المسيحيين في سورية.

                      بسنواته التسعين استلم المطران جائزة الشيخ.

                      بسنواته التسعين، أبى المطران إلّا أن يقدم الخدمات لبلده ولعيشها المشترك.

                      عندما أتصل به يسألني عن أدق التفاصيل في مدينته حلب، وهو بعمره هذا “انعمه الله بالصحة وطول البقاء”.
                      واخجلتاه منك سيادة المطران.

                      واخجلتاه منك أنت الذي تهتم بسورية وانت خارجها والكثير منّا يغادرونها وكأنها فندق ضعفت الخدمة فيه.
                      شيخ ومطران يعطوننا الدروس في الوطنية.

                      أما نحن والكثير من مسؤولينا الروحيين والمدنيين الى آخر السلسلة..فليس لديهم سوى الوطنجية…

                      اللهم اشهد اني بلغت.

                      تعليق


                      • 6/4/2014


                        ملخص حوار السفير مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي سينشر غداً

                        * السيد نصرالله: خطر التفجيرات في لبنان تراجع كثيرا وخطر سقوط النظام السوري انتهى

                        - السيد نصرالله: معركة سوريا ليس هدافها صنع ديموقراطية أو عدالة بل تغيير موقعها وموقفها
                        - نصرالله: معركة سوريا ليس هدفها صنع ديموقراطية أومكافحة فساد




                        أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن خطر التفجيرات الارهابية في الداخل اللبناني تراجع كثيرا. ونوه بالاجراءات الحدودية من الجانبين اللبناني والسوري. وقال في حوار شامل مع صحيفة "السفير" اللبنانية، ينشر الجزء الأول منه، غدا الاثنين، ويتناول أحداث سوريا، ان "خطر سقوط النظام السوري قد انتهى، كما تجاوزنا خطر التقسيم". واعتبر أن "الخيار العسكري قد فشل"، مشيرا الى أن "معركة سوريا ليس هدافها صنع ديموقراطية أو عدالة أو مكافحة فساد بل تغيير موقع سوريا وموقفها بدليل العروض التي تلقاها الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة".

                        ورأى السيد نصرالله أن "أغلبية الدول تتبنى اليوم الحل السياسي". وتوقع أن يزداد الموقف الروسي تصلبا في المرحلة المقبلة. وعبر عن اطمئنانه لمجرى الأحداث في جنوب سوريا وعلى حدودها الشمالية. وقال إن أحداث سوريا جاءت لتحقق أهم خيارات اسرائيل بعد فشل حرب تموز 2006، لجهة ضرب الحلقة الوسطى، غير أن المجريات الميدانية تزيد قلق الاسرائيليين و"صارت عينهم على الجليل"، كما اشار الى أن القلق الاسرائيلي من ايران يزداد يوما بعد يوم.

                        وشدد السيد نصرالله على أهمية تماسك جمهور المقاومة وبيئتها الحاضنة، وقال نحن لا نواجه مشكلة مع جمهورنا حول مشاركتنا في سوريا، بل على العكس هناك فئة كانت مترددة ولكنها حسمت خيارها معنا، أضاف "أستطيع القول أن بعض جمهور 14 آذار يؤيد تدخلنا في سوريا حماية للبنان من المجموعات التكفيرية الارهابية".

                        وعرض السيد نصرالله رؤيته الشاملة لما سمي بـ"الربيع العربي"، وقال انه سمع قبل سنوات من التطورات العربية نقاشا حول تقسيم عدد من الدول العربية.

                        تعليق


                        • 6/4/2014


                          * المسلحون يستغيثون عبر مواقع التواصل الإجتماعي: المعركة ليست سهلة

                          - تقدم نوعي للجيش السوري في الغوطة الشرقية واللاذقية ودير الزور وحماة
                          - الجيش السوري يفرض نفوذه شرق حلب ويقطع طرق إمداد المسلحين من مدينة الباب


                          قالت صحيفة "الوطن" السورية انه :"مع مواصلة الجيش السوري عملياته العسكرية في مدينة المليحة بالغوطة الشرقية مُوقعاً خسائر كبيرة بالمسلحين على محاور زبدين وجسرين وعين ترما وجوبر، راح المسلحون عبر تنسيقيات "المعارضة" على صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ينشرون مع ما يمكن وصفها بنداءات استغاثة".

                          ونقلت الصحيفة عن التنسيقيات قولها :"هي ليست نهاية الحرب ولكنها معركة ليست بالسهلة"، مضيفة "إخوتكم أهل الغوطة الشرقية على الرغم من خذلان الخارج والداخل لهم يقفون اليوم ليصدوا الهجوم (...) وهم بحاجة دعمكم الطبي والمالي والعسكري والمعنوي الآن ليستمر الصمود".

                          وفي ريف اللاذقية الشمالي، لفتت الصحيفة الى ان الجيش السوري أحبط محاولة مسلحين اقتحام محيط مرصد 45 في وقت أعلنت ما تُسمى "حركة شام الإسلام" مقتل متزعمها العسكري أنس الحلوة "أبو مهاجر" في محيط المرصد، بحسب قناة "الميادين".
                          وفي دير الزور، دمرت وحدة من الجيش السوري -بحسب الصحيفة - نفقاً بطول 30 متراً شمال مدرسة البعاجين بالمدينة كان يستخدمه الإرهابيون في نقل الأسلحة والذخيرة.



                          وتابعت "الوطن" ان "الجيش السوري واصل عملياته العسكرية شرقي حلب شمال البلاد بهدف السيطرة على آخر معاقل المسلحين ومد نفوذه من "الشيخ نجار" الصناعية باتجاه سجن حلب المركزي لإكمال فرض طوق أمني على المدينة، ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية قولها إن" الاشتباكات العنيفة التي يخوضها الجيش منذ أيام بعد هدوء نسبي سبقها في محيط مدينة الشيخ نجار الصناعية من طرف سجن حلب المركزي أفضت إلى إحراز تقدم بالسيطرة على نقاط ارتكاز جديدة إثر تطهيره قرية الطعانة وكتيبة الدفاع الجوي 606 القريبة من المدينة ومحيط اللواء 80 المكلف حماية مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري".

                          وأتاح تقدم الجيش مجدداً فرض نفوذه بقوة في المنطقة وقطع أهم خطين لإمداد المسلحين والمعروفين بطريق الباب القديم وطريق الباب الجديد المؤديين إلى مدينة الباب.

                          الى ذلك، فقد نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية في ريف حمص قولها "ان وحدة من الجيش السوري استهدفت عدة أوكار ومواقع للإرهابيين في قرى ومناطق بريف منطقة جب الجراح شرقي حمص ما أسفر عن إيقاع أكثر من 75 إرهابياً بين قتيل ومصاب من بين القتلى من يحمل جنسيات غير سورية وتابعون لجبهة "النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، في حين استشهد سبعة مدنيين وأصيب 25 آخرون بينهم نساء وأطفال ولحقت أضرار مادية جسيمة ببعض ممتلكات المواطنين الخاصة جراء سقوط أربع قذائف هاون أطلقها إرهابيون على حيي الخضر والإنشاءات في مدينة حمص".

                          وختمت الصحيفة بالاشارة الى تصدي أهالي بلدة "طيبة الأمام" في ريف حماة لمجموعات إرهابية من جبهة "النصرة" كانت تقوم بأعمال خطف وسلب، كاشفة عن وقوع أكثر من 50 قتيلاً ومصاباً في صفوفها.

                          * ’العهد’ يكشف تفاصيل كـمين ’المليحة’ بالغوطة الشرقية

                          كمين للجيش السوري يقضي على 28 مسلحاً على أحد محاور بلدة المليحة في الغوطة الشرقية

                          ثائر العجلاني

                          قُتل 28 مسلحاً اثر كمين محكم نفذته قوات الجيش السوري على أحد محاور بلدة المليحة في الغوطة الشرقية.
                          وفي التفاصيل، تحدث مصدر ميداني لموقع "العهد" الاخباري انه "عقب اختراق أمني للفصائل المسلحة تمّ رصد خط سير لاحدى المجموعات المسلحة التي قدمت لمساندة مسلحي المليحة".



                          وتابع المصدر "قامت ثلاث مجموعات تابعة للجيش السوري - كل مجموعة تتألف من 7 عناصر وقائد مجموعة - بالتسلل ليلاً الى إحدى النقاط التي تقع تحت سيطرة المسلحين وبعد أن أصبحت المجموعة الهدف بمرمى نيران الجيش تم القضاء عليهم بالكامل واعطاب آليتين كانتا بحوزتهم"، ثم انسحب عناصر الجيش السوري دون أي اصابة في صفوفهم.
                          وبحسب مصادر "العهد"، فان الكمين نفذ على الطريق الواصل من العتيبة لزبدين فالمليحة مما يوحي أن المسلحين دخلوا عن طريق الحدود السورية الاردنية.
                          وتكمن أهمية الكمين بحسب مصادر مطلعة على مجريات معارك الغوطة الشرقية كونه نفذ في عمق الغوطة الشرقية وفي منطقة تقع تحت سيطرة المسلحين.
                          يذكر ان الجيش السوري يخوض معارك شرسة على جبهة المليحة بالغوطة الشرقية مسيطراً على عدة محاور.

                          شاهد كمين المليحة:
                          http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=23&s1=1

                          * هذا ما جرى في جورة الشياح بحمص القديمة

                          الجيش السوري يخترق امنيا الجماعات المسلحة.. ويستهدفهم بالصورايخ خلال تفخيخ عربة ...ومقتل العشرات بينهم قادة

                          حسين مرتضى

                          مرة جديدة حقق الجيش السوري خرقا أمنيا في صفوف المسلحين وقيادتهم والنتيجة كانت عشرات القتلى من بينهم أبرز قادة هذه المجموعات . فما الذي جرى في كمين حمص، وكيف انفجرت العربة العسكرية التي كان المسلحون يقومون بتفخيخفها اثناء اجتماع ضم أبرز قادة المسلحين، ومن بينهم عبد القادر جمعة قائد ما يسمى المجلس العسكري !

                          كان هدف المسلحين من تفخيف العربة، محاولة فك الحصار عن حي جورة الشياح، في محاولة لتكرار ما جرى في منطقة البرج 45 في ريف اللاذقية بحيث يتم تفجير العربة بواسطة انتحاري على أحد نقاط تمركز الجيش السوري ومن ثم يكون الهجوم.

                          المعلومات الامنية كانت بحوزة الجيش السوري عن مكان وساعة التفخيف، وتجمع المسلحون مع أبرز قادتهم حيث كانت تجري عملية الرصد والمراقبة من قبل احدى المجموعات التي تسللت الى داخل الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون، وبعد ان استطاع الجيش السوري خرق صفوف المسلحين بمصدر استطاع ان يزوده بكل التفاصيل .



                          وبينما كانت عمليات الرصد تجري، أكد مصدر الجيش ان الهدف في المكان، وفي اتصال من مجموعة الاستطلاع إلى غرفة العمليات أكد أن الهدف تحت المرمى، وما هي الا لحظات حتى سمع دوي انفجار قوي وضخم في المكان! العربة انفجرت والمكان بأبنيته الثلاثة دمر،وانتشرت جثث قتلى المسلحين بالعشرات وعلا صوت الصراخ !

                          بدأت مجموعات اخرى تتوافد الى المكان، وخرج البعض من تحت الركام ،واذ بانفجار اخر يستهدف المكان،وحسب المعلومات فإن صاروخا اخر استهدف المكان بعد توافد المسلحين لانقاذ الجرحى ومعرفة ما جرى والحصيلة كانت عشرات القتلى ومن بينهم عدد من القادة.

                          وسادت حالة من الضياع المجموعات المسلحة التي ذهلت جراء الصدمة، وتحدثت بعض مصادرها عن خطأ ما حدث اثناء عملية التفخيخ ما ادى الى انفجار العربة، وذهب البعض الآخر ليقول بصراحة أن هناك خيانة أدت الى فشل هذه العملية. وأكد مصدر أمني لموقع "العهد" ان هذا الاسلوب من العمليات اثبت قوته وجدارته خصوصا في معركة القلمون وتحديداً في يبرود وفليطة إذ تم وبمعلومات استخباراتية قتل قادة المجموعات المسلحة والتي أثرت على معنوياتها وانهارت بسرعة.

                          وهذا الانجاز الجديد يأتي بعد ساعات فقط على كمين المليحة في الغوطة الشرقية الذي أسفر عن مقتل عشرات المسلحين أثناء محاولتهم الفرار والتسلل باتجاه بعض البلدات الأخرى هرباً من شراسة المعركة هناك !

                          وقد تضاربت الانباء حول ما حدث في جورة الشياح وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أن 13 مسلحاً على الاقل قتلوا الاحد في انفجار عربة مفخخة في الأحياء المحاصرة في مدينة حمص وسط سوريا.

                          وأوضح المرصد في بريد الكتروني "ان ما لا يقل عن 13 مسلحاً من الكتائب الاسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة، بينهم اثنان من قادة الكتائب،قتلوا اثر انفجار عربة في احياء حمص المحاصرة في سوق الجاج (الدجاج)"، والواقعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة.

                          * المنار في مطار ابو الظهور بريف ادلب

                          التقرير بالفيديو:
                          http://www.almanar.com.lb/adetails.p...=21&eid=803834

                          * فيديو خاص لهجوم النصرة واحرار الشام على الجيش في ريف حماة



                          فيديو:

                          http://www.alalam.ir/news/1582783

                          حصلت قناة العالم على مشاهد لهجوم جماعات النصرة وأحرار الشام ومجموعات أخرى على حواجز للجيش في ريف حماه، فيما استهدف الجيش السوري تجمعات مسلحي جبهة النصرة في دوما ومزارعها، كما قتل متزعم ما يسمى حركةَ شام الإسلام المدعو أبو رواء المهاجر في كسب.
                          وقد تصدى لهم الجيش وأوقع في صفوفهم عددا من القتلى والجرحى وصادر أسلحتهم ودمر عددا من الآليات.
                          کما قتل عشرات المسلحين خلال محاولة آخرين مؤازرة مجموعات يحاصرها الجيش في حمص القديمة.
                          وعرف من القتلى المسلحين متزعم ما يسمى كتيبة " المرابطون " اياد ابوقصي، ومتزعم ما يسمى كتيبة " أحفاد خالد " عبد القادر جمعه.

                          * فيديو؛ صور قتلى النصرة، محاصرة الجولاني وانهيار في رنكوس



                          فيديو:

                          http://www.alalam.ir/news/1582658

                          اكدت مراسلة قناة العالم الاخبارية في سوريا ان المرصد 45 في ريف اللاذقية تحت سيطره الجيش السوري، ولاصحه لاي انباء بخلاف ذلك، حسب المصادر العسكريه، وذلك بعد ان تمكن الجيش من صد هجوم لمسلحين تسللوا من 3 محاور، لتسفر سياسه الكمائن التي نصبها الجيش السوري عن عشرات القتلى، محققا تقدما نوعيا باتجاه تل النسر، تزامنا مع قيام وحدات الإسنـاد الناري بتمشـيط الحدود السورية التركية.
                          وقال الخبير العسكري تركي الحسن لقناة العالم الاخبارية الاحد: اعتقد ان الهجمات المتكرة على النقطة 45 ، والهجوم الاخير تم احتواءه وصده من قبل القوات التي تواجد في نقطة خمس واربعين.
                          واضاف: اتوقع ان تأتي هجمات اخرى، لكن القوات المسلحة وقوات الدفاع الوطني التي لا تزال في المنطقة كفيلة بان تصد العدوان مرة ثانية.
                          وفي تغريدة لاحدى صفحات "النصره"عبر تويتر، تحدثت عن محاصره الجيش السوري لأمير النتظيم “أبو محمد الجولاني” في محيط المحطة الحرارية بحلب.
                          وفي ريف العاصمه، كانت السيطرة بالنار والقضم المتدرج والمدروس، البدايه لدخول الجيش من محاور ثلاث في وقت واحد، ما جعلها تخترق العمق في المليحه في الغوطة الشرقيه، وسط اشتباكات عنيفه في محيط مبنى البلديه وفي الجزء الجنوبي من البلدة، مااسفر عن خسائر كبيره في صفوف سلحي"النصرة" و"فيلق الرحمن"، معظمهم من جنسيات أجنبية، بينهم خبير متفجرات.
                          العشرات من صور واسماء قتلى المسلحين تواترت بشكل سريع عبر صفحاتهم والتي رصدت كذلك انهيارا كبيرا في معنوياتهم، خاصه ان هذه المنطقه كانت تعتبر معقلا ولم يدخلها الجيش منذ 3سنوات.
                          المعلومات الواردة من منطقة القلمون، تشير الى معارك عنيفه في منطقتي الصرخه وبخعه مايؤذن ببدايه انهيار في خطوط الدفاع الاولى لمنطقه رنكوس.

                          * المسلحون في سوريا.. الجولان المحتل مقابل الوصول إلى السلطة
                          يبدي المسلحون في سوريا رغبة ملحة بإجراء مقايضة مع الكيان الصهيوني ببيعه الجولان المحتل مقابل الوصول إلى السلطة.

                          التقرير بالفيديو:
                          http://www.almanar.com.lb/adetails.p...ccatid=23&s1=1

                          * شاهد.. لحظة تدمير إحدى سيارات "داعش" بصاروخ من "النصرة"



                          فيديو:

                          http://www.alalam.ir/news/1582718

                          نتشر مقطع فيديو يُظهر انفجاراً ضخماً لسيارة تابعة لتنظيم ما تسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في بلدة مركدة بريف الحسكة في سوريا، بصاروخ أطلقته "جبهة النصرة".
                          وحسب صحيفة "الأنباء" الكويتية، تشهد البلدة التي سيطرت عليها قوات البغدادي قبل أيام معارك عنيفة بين "داعش"، والفصائل المسلحة إلى جانب جبهة النصرة.
                          ويظهر في المقطع أحد عناصر "داعش" وهو يقوم بتصوير سيارة محملة بالجنود الذين يقومون بإطلاق النار على جهة غير ظاهرة في الفيديو، قبل أن تصيبها قذيفة، وتحيلها إلى ركام هي ومن فيها، وسط دهشة المصور.
                          وقال الناشطون إن السيارة دُمِّرت بقذيفة أطلقت من قبل مسلحي جبهة النصرة.
                          وأضافت الصحيفة، أن انقساماً كبيراً حلَّ في صفوف مؤيدي "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يصرُّ بعضهم على أن "النصرة" لا تقاتل "داعش" بل الجيش الحر والكتائب الإسلامية فقط، فيما يدعوها آخرون بـ"جبهة الصحوات" أو "جبهة الجولاني"، مؤكدين أن عناصرها من المرتدين.



                          ***
                          * سقوط ورقة التوت عن المعارضة السورية



                          د.ليلى نقولا الرحباني
                          بانوراما الشرق الاوسط


                          ما أن انتهت المعارك في يبرود، حتى قرر التركي الداعم لجبهة النصرة، فتح معركة ردّ اعتبار في الساحل السوري، والهجوم على المناطق التي تضم أكثرية مسيحية وعلوية، والمعروفة بدعمها للنظام السوري.

                          ولعل ما تمّ تسريبه عبر يوتيوب، عن اجتماع أمني تركي، لتحضير ذرائع للتدخل في سوريا، ومساندة المجموعات المسلحة بأكثر من قصف مساند، وإسقاط طائرة سورية كانت تقوم بقصف المجموعات الارهابية، بل بأكثر من ذلك، وهو الدخول العسكري التركي في تدخل عسكري مباشر، يطمح الاتراك - وأردوغان تحديدًا - الى أن يؤدي تدخله الى تدخل لحلف الناتو مساندًا القوات التركية لشنّ هجوم على سوريا، بموجب المعاهدة المؤسسة لهذا الحلف، والتي تفيد أن أي إعتداء يحصل على أي دولة من أعضاء الحلف، فإن الحلف يتعهد بالدفاع عن تلك الدول.

                          يشكّل وجود العامل الأرمني، على خط تلك المعارك، بوجود كتلة مسيحية أرمنية في كسب، تمّ تهجيرها من المنطقة بعد هجوم المعارضة، عاملاً مزدوجًا في حساسية المعركة، وفي الرغبة التركية بالهجوم، وذلك أن العامل العثماني، وهوس العودة الى تلك الحقبة - التي يعتبرها أردوغان حقبة مجيدة في تاريخ تركيا - يطغى على المعطيات التي تفرزها المعركة، ويحدّ في المقابل من قدرة الاتراك على التعمية عما يحصل في الساحل السوري، بسبب وجود جاليات أرمنية في الخارج، وفي أميركا وأوروبا، تقوم بكشف الحقائق التي تحصل هناك، وتعيد الى الإذهان المجازر التي حصلت بحق الأرمن من قبل أجداد أردوغان أنفسهم عام 1915.

                          وإذا كان بعض غلاة الدفاع عن المعارضة السورية، يتحدثون عن “براءة” المعارضين، أو “الظلم” الواقع عليهم، بسبب ما أسموه بداية “خطف الثورة” من قبل الارهاب القاعدي؛ كجبهة النصرة وداعش وغيرها، ثم ثانيًا “براءتهم” من تهجير الأقليات، واضطهاد الأرمن في كسب، وذلك من خلال محاولة تلميع صورة المجموعات المسلحة بتسويق صور ومقاطع فيديو تظهر أن المسلحين “يحمون” الكنائس والسكان، والتركيز على تصريح الراهبات السوريات سابقًا، بشكر الخاطفين على “حسن ضيافتهم”.

                          وبغض النظر عن الدوافع التركية، وعن رغبة أردوغان في تغيير الواقع السياسي والعسكري والديمغرافي في المناطق الحدودية مع سوريا، ولكن أدعاءات “البراءة” تلك، التي يطلقها المتعاطفين مع الثورة السورية، واولئك المتعرضّين لنفوذ وتأثيرات الاعلام “الثوري” الخارجي، تجعلنا نطرح تساؤلات جوهرية:

                          أولاً: إذا كانت المعارضة، فعلاً، بريئة من خطف الثورة، وبريئة من الارهاب - وخاصة إرهاب جبهة النصرة - الذي تفشى منذ بداية الانتفاضة، كيف يمكن لهؤلاء الردّ على بعض التصريحات لقادة المعارضة السورية، ومنهم على سبيل المثال رئيس للائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب الذي قام في كلمته في مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس في كانون الأول 2012، بمهاجمة الولايات المتحدة الأميركية لإدراجها جبهة النصرة على لائحة المنظمات الارهابية، واعتبر ان “اسلام النصرة وجهادها” هو المحرك الثوري لتحرير الشعب السوري. وفي بيان آخر مكتوب، يقول وائل مرزا عضو الائتلاف والمشارك في المؤتمر نفسه، “ان إدراج “جبهة النصرة” على قوائم الإرهاب الأميركية دليل تخبط الإدارة أو جهلها أو عنجهيّة بعض المشرفين على الملف السوري، والأغلب أنها مزيجٌ من كل ذلك”. ويضيف “لم يقم أفراد الجبهة بفعلٍ عسكري واحد يُبرر هذا القرار الغريب وفق الأعراف القانونية المتعلقة بهذا الأمر. والقرارات الأميركية ليست قرآناً من السماء لا يجوز تغييرها أو إعادة النظر فيها”.

                          ثانيًا: إن التباكي أيضًا على مظلومية المعارضة السورية لجهة موضوع “الاقليات” في سوريا، والإدعاء أنها لم تهدد يومًا الاقليات، فيمكن لهؤلاء أن يطلعوا على أرشيف التصريحات للمعارضين السوريين، ومنهم على سبيل المثال مؤخرًا، وفي موضوع الهجوم على الساحل السوري، إعلان المعارض السوري فوّاز تللو “أنّ بلدة كسب هي بلدة سورية وليست أرمنية. فالأرمن هم ضيوف استقبلناهم منذ مئة سنة على أراضينا السورية وها نحن اليوم نحرّر أرضنا».

                          وماذا عن تصريح ميشيل كيلو المتلفز في 13 شباط 2013، والذي اعتبر فيه أن “جبهة النصرة وغرباء الشام ولواء احفاد الرسول وأحفاد عائشة” ليست حركات أصولية ولا تقوم باضطهاد الاقليات ولا المواطنين في سوريا؟ متغاضيًا عن ظهور الأفلام ومقاطع الفيديو الموثقة، التي تظهر هؤلاء وهم يقطعون الرؤوس، ومنها - على سبيل المثال لا الحصر - مقطع فيديو على يوتيوب، يظهر النصرة مع مجموعة شيشانيين، يعدمون مطران ومواطن سوري مسيحي من دير الزور، بعد إقامة “الحكم الشرعي عليهم”.

                          هذا غيض من فيض، ولو أراد أحدهم أن يقوم بعمل توثيقي، يجمع فيه تصريحات “قادة الثورة السورية”، الداعمة للارهاب والمبررة له، لجمع آلاف الصفحات ولأدانهم من أفواهم بآلاف المقاطع الموثقة بالصوت والصورة. لذا، إن مَن يتباكون على ثورة سرقت، ويريدوننا أن نصدق شعارات “البراءة” ولوم الآخرين، ينسون أننا في القرن الحادي والعشرين؛ القرن الذي قامت فيه التكنولوجيا بتعرية جميع الأمور السياسية والميدانية وتفاصيل العلاقات الدولية، حتى من ورقة التوت التي لطالما غطت “عورات” مصالح السياسة الدولة، بأفكار الحرية والعدالة والديمقراطية.

                          تعليق


                          • 5/4/2014


                            نعيق هولاند وهيستيريا الهزيمة في سوريا…؟



                            مصطفى قطبي
                            خاص بانوراما الشرق الاوسط


                            لقد انطفأت الأنوار وأنزلت الأستار على دولة فرنسا، هذه الدولة الاستعمارية العتيدة في نهاية كل مرحلة متعلقة بسورية تلوي رأسها وتعود أدراجها إلى موقع التابع. هذا الموقع هو من يفرض عليها منذ أيام التخفيف من ”فورة” تصريحاتها التي انطلقت عقب التهديدات الأمريكية بشن عدوان على سورية، وهي تصريحات لن نقول إنها معادية أو حاقدة، بل هي من نوع السذاجة والسطحية في قراءة الحدث وفي فهم الحليف الأمريكي وأهدافه الحقيقية من وراء التصعيد في الملف السوري.

                            واستمراراً في سياستها المتهورة والعدائية تجاه الشعب والدولة السورية، وإمعاناً في حملات التضليل والأكاذيب التي تمارسها على الرأي العام الفرنسي منذ بداية الأزمة في سورية، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً يوم 31 ـ 3 ـ 2014 بشأن الأحداث الجارية في مدينة كسب السورية، حاولت فيه التغطية على أعمال العصابات الإرهابية المسلحة التي هاجمت وبدعم وإسناد ناري من القوات التركية مناطق عدة في ريف اللاذقية الشمالي، ومنها مدينة كسب وارتكبت فيها انتهاكات صارخة بحق المواطنين الأبرياء، ما حدا بالسكان المدنيين في كسب ومحيطها إلى ترك منازلهم طلباً للأمان في المناطق المجاورة وبحماية من الجيش العربي السوري.

                            ولا نستغرب أن تتخذ الخارجية الفرنسية التي يقودها الصهيوني ”فابيوس” هذا المنحى المشين، فماضي فرنسا يزكيها وتاريخها حافل بالشواهد والأدلة على هذا الحضيض الأخلاقي لسياساتها، ومما يضاعف هذا الانحطاط السلوكي والانحدار الأخلاقي أنه يوظف نفسه دائماً كخادم مطيع وعبد ذليل لكيان الاحتلال الصهيوني الذي غرسوه خنجراً مسموماً في خاصرة الجسد العربي، كيان خارج القانون الدولي والشرائع الدولية، وخارج الأعراف والأخلاق، كيان مَنبَت الرذائل والعهر السياسي وغير السياسي، ومخزن الدسائس والمؤامرات، ومنبع للفتن والأكاذيب ضد المنطقة وشعوبها، وفي ذلك لا نجد مثقال ذرة من تجن.

                            ولما كانت الضرورات الاستعمارية تفرض بقاءه لتلويث المنطقة به، كان من الضروري أن تمهد المنطقة وتصاغ خريطتها ليكون قادراً على نفث كل الموبقات والشرور والفتن الطائفية والتشاحن السياسي، وليكون بلطجياً على المنطقة، ولذلك وجب قطع رأس كل دولة تعترض على سياسات هذا الكيان المحتل وترفض قذاراته، فكان العراق أولى الدول العربية يدفع ثمن رفضه هذا الاحتلال وقذارته، وثمن تمسكه بالقيم وبالعزة والكرامة وبنصرة الشعب الفلسطيني، لتأتي فيما بعد المقصلة على رؤوس كل رافض، فتبعت ليبيا العراق، ويراد أن تتبع سوريا العراق وليبيا، ومن ثم مصر تتبع العراق وليبيا وسوريا، في متوالية لا تتوقف إلا برؤية المشروع الصهيو ـ أميركي المسمى ”الشرق الأوسط الكبير”.

                            الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته المهيمن عليهما صهيونياً وماسونياً سيخربان فرنسا ويضربان مصالحها من حيث يدريان أو لا يدريان، حتى غدت فرنسا رأس الحربة في جبهة العدوان على سورية ومصر والعراق، كما كانت مع بريطانيا خلال تدمير ليبيا…


                            ولا تخجل خارجية ”فرنسوا هولاند”، بالتغطية على أعمال العصابات الإرهابية المسلحة بشكل مستمر في بياناتها الرسمية وتصريحات مسؤوليها وتزويرها للأحداث والوقائع، مما يدلل على انغماس المسؤولين الفرنسيين في سفك دماء الشعب السوري عبر دعمهم المالي والعسكري والإعلامي والسياسي للعصابات الإرهابية المسلحة في سورية تحت مسميات مختلفة.


                            وكان ”هولاند” أول زعيم غربي يعترف بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بوصفه ”ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري”، في إجراء متهور قضى على سياسة بلاده في المنطقة وأضر بروابط الاستخبارات الفرنسية مع نظيرتها السورية. وحاولت الاستخبارات الفرنسية، التي استشعرت مخاطر عودة المجاهدين الأجانب الذين انتقلوا من أوروبا إلى سورية لمقاتلة الجيش السوري إلى جانب المتطرفين، إلى بلادهم، إعادة التواصل مع الأجهزة الأمنية في سورية، إلا أن دمشق اشترطت لذلك ـ كما يبدو ـ توازي التعاون الأمني مع التعاون السياسي.


                            الواقع اليوم، أن فرنسا والمختصة منذ اندلاع الأزمة في سورية بالحديث عن التقسيم و”المناطق العازلة” وإطلاق الهيئات المتعددة تحت تسميات مختلفة وإعادة تفعيل القوى الاستعمارية بأشكال جديدة منيت بهزيمة كبيرة ووضعت عالمياً في قائمة الدول الداعمة للحركات المتطرفة، وأنها كدولة أوروبية لن يسعها أن تقف وحيدة حتى لو دعمتها بريطانيا إلى حد ما. إنها بحاجة لإكمال مخططها بعد هزيمة أدواتها على الأرض، وعليه تستمر بالبحث عن البديل من دون جدوى حتى الآن رغم أن مكاسبها في مالي يجب أن تجعلها تشعر بالاكتفاء، لكن نزعتها الاستعمارية في الشرق الأوسط تظل الأقوى كما هو واضح.

                            يحدث هذا لفرنسا والفرنسيين منذ أن ظهرت في السياسة الفرنسية علة الالتحاق الأعمى بالسياسة الأميركية، ونزوع صاحب الاليزيه لرهن القرار الفرنسي بيد رجالات البيت الأبيض، والنزعة الإمبراطورية التي طبعت سياسات واشنطن في العقود الأخيرة، الأمر الذي جعل من الاليزيه والمتعاقبين على مكتبه الرئاسي فرعاً أوروبياً للخارجية الأميركية التي أطلقت في العالم منذ مطلع هذا القرن نظرية الحرب الاستباقية، التي جددت شباب الاستعمار القديم ولكن هذه المرة بحصان من تكساس وقبعة كاوبوي من شيكاغو لا يجهلها أحد في الأرض.

                            وإذا كنا في وقت من الأوقات وتحديداً فـي مطلع عام 2003 كدنا نعتقد أن فرنسا بدأت باسترداد قرارها من القبضة الأميركية، عندما ضرب ”دومنيك دوفيلبان” الشاعر ووزير الخارجية الفرنسية وقت ذاك على طاولة مجلس الأمن عشية الغزو الأميركي للعراق رافضاً الذرائع الملفقة التي أطلقها ”كولن باول” ناظر الخارجية الأميركية يومها، لتبرير الغزو وتشريعه، فإننا لم نلبث أن عثرنا على جاك شيراك مختلياً ب”جورج دبليو بوش” على ضفاف النورماندي مستسمحاً من طيش ”دوفيلبان”، وقصر نظر السياسة الفرنسية التي عارضت الغزو، وباسطاً كفه لجليسه لإبرام صفقة استكمال رحلة الغزو نحو سورية وفق خطة وبرنامج زمني يعيدان للتحالف الفرنسي ـ الأميركي مجده الغابر!

                            في زمن المسخ العربي، جاء القائد الهزيل المشار إليه السيد ”هولاند” خليفة لويس الرابع عشر ونابليون والجنرال شارل ديغول وساركوزي… جاء منفوخ الصدر مرفوع الرأس إلى موقع لا يملك تغيير نهجه أو استراتيجيته، لأن الذين جاؤوا به أرادوه أن يبقى أسير الاستراتيجية السابقة، لكي يتم تجميد دور فرنسا لمصلحة قوى أخرى…

                            لذلك فإن أضخم إنجاز حضاري تم في عهده، حتى الآن، هو صدور القانون الذي يشرّع السحاق واللواط، والمسمى ”حضارياً” قانون الزواج المثلي… الذي يبدو أنه حل ”المشكلة الوحيدة” التي كانت تواجه الشعب الفرنسي، فتفرغ كبير القدر ”للتنطيط” من مكان إلى آخر، مع حالة إسهال في اختراع المسوغات لشن عدوان على سورية. وآخر اختراع له هو أنه يريد تسليح الإرهابيين ”الجيدين” في الشام… وقد فاته أن دور الحرب والرجولة كان ممكناً لفرنسا حين كان رجالها رجالاً ونساؤها نساء، أما بعد صدور قانون الشذوذ فإن دور الحرب والرجولة قد فات وما على الفرنسيين سوى أن يتسلوا بالقانون الجديد ويتمتعوا بالطيبات التي رزقهم إياها عهد السيد ”هولاند”.

                            أياً تكن استراتيجية فرنسا ”هولاند” فهو يحمل الموروث الأسود لدولته في معاداة سورية والسوريين، الذي لم نتمكن من تناسيه أو نسيانه، لأن طعناته المتتابعة تؤكد أن الحضارة السورية وعلومها وفنونها وعمرانها قد وقع بذارها على الصخر في فرنسا وفي بعض الدول الأوروبية الأخرى. فقد كان أنموذجها التعليم والتمدين، حرفاً وزراعة وصناعة ومؤسسات، والتعمير وأنموذجه مدينة مرسيليا الجنوبية ”مرسى وايل”.

                            إن فرنسا بموقفها من الأحداث في سورية لا تفعل شيئاً أكثر من إظهار وجهها الاستعماري، متنكرة لمبادىء ثورتها الأولى التي داعبت أحلام البشر في كل مكان تقريباً، والتي قامت في عام 1798 بشعاراتها البراقة في الحرية والمساواة والعدالة لتنشر القمع والظلم والعدوان في كل مكان حلت فيه، ولو اختلفت التسمية والمبررات كترجمة لفهمها لقضية الحرية والعدالة والمساواة.

                            ففرنسا ذات التاريخ العريق بالعدوان والظلم والتدخل بشؤون الشعوب، هي فرنسا الراهنة في تدخلاتها في تشاد والعراق ولبنان وليبيا واليمن وساحل العاج ومالي… و… و… وغيرها الكثير من دول العالم!


                            فرنسا سايكس ـ بيكو وسان ريمو، والعدوان الثلاثي، وحصار لبنان وغزوه إبان الاجتياح الصهيوني عام 1982، والحرب على العراق عام 1991 وحصار شعبه، ذلك هو وجه فرنسا التي تتحدث عن القيم الإنسانية وحقوق الشعوب، بينما تمارس ولا تزال العدوان والاعتداء ودعم الديكتاتوريات الحليفة لها في إذلال شعوبها.


                            فهل يحق لباريس بعدها أن تتحدث عن شرعية نظام او حرية شعب …؟!

                            إن ذاكرتنا الوطنية، سواء أكانت فردية أم جماعية، تفيض ليس بعشرات الأمثلة بل بالمئات عن ممارسات الغرب بعامة وفرنسا وديمقراطيتها التي تتيح الاعتداء على الشعوب، سبق لها أن أقرت قانون غيسو لعام 1995 الذي يحاكم بموجبه أي فرنسي يعبر عن رأي لا ينسجم ولا يتفق مع أكذوبة ”الهولوكوست” والمحرقة، ذلك القانون الذي حوكم بموجبه الكثير من الفرنسيين، وربما كان أشهرهم المفكر الشهير ـروجيه غارودي ـ فقط لأنه شكك بعدد اليهود الذين طالتهم تلك المحرقة الأكذوبة التي لا يزال العالم الغربي، يخضع بسطوتها لابتزاز الحركة الصهيونية العالمية.

                            كل الدول الصاعدة والمناوئة للهيمنة الاستعمارية، التي تعرف أن أميركا تخوض حروبها بالوكالة تحت أسماء وذرائع مختلفة تقول إن سورية تواجه عصابات إرهابية، بينما الرئيس الفرنسي ”هولاند” مازال يتحدث حتى الساعة عن أنها حرب من أجل الديمقراطية.

                            فمن يزعم أنها حرب من أجل الديمقراطية لا يسلم للإرهابيين السلاح لقتل الأبرياء بهمجية ووحشية، والحجج الإنسانية والديمقراطية لتسويغ التدخل العسكري واهية جداً بنظر كل الشعوب العربية التي رأت تجارب أفغانستان والعراق وليبيا، وعرفت أن حلف العدوان على الأمة العربية هو صورة جديدة عن الاستعمار القديم الذي يريد الامتيازات والهيمنة على آبار النفط والمواد الأولية، وأيضاً من يتباكى على أمن إسرائيل ليلاً ونهاراً وينسى آلاف الفلسطينيين ممن شردوا من ديارهم ويتناسى ما يجري في الأراضي العربية المحتلة، ويتناسى ما يجري في الدول الإفريقية الفرانكفونية لا يحق له أن يتحدث عن الديمقراطية.

                            حكومة ”هولاند” في فرنسا لم تنجح حتى في توحيد المشارب السياسية المختلفة حولها، هزائم وخسائر ووقائع كثيرة تعكس يأساً اجتماعياً لاختراق حققه اليمين ضد فشل اليسار الممثل بالرئيس الفرنسي ”فرانسوا هولاند” الذي أدار ظهره لبلده وتفرغ لدعم التنظيمات الإرهابية في سورية ولمغامراته العاطفية، ووسط استياء شعبي فرنسي واسع النطاق من سياسات ”فرانسوا هولاند” الداخلية والخارجية تعرض اليسار الفرنسي الحاكم الذي ينتمي له ”هولاند” لنكسة قاسية في الجولة الثانية للانتخابات البلدية المحلية لصالح اليمين في العديد من المدن المهمة.

                            وربما خسر 95 في المائة من شعبيته، وبالمقابل فإن أغلبية من السوريين تؤيد قيادتها ومصالح بلدها، ومع ذلك يكذب ”هولاند” بالقول إن الحرب في سورية سببها الديمقراطية، وهو يعطي المقدمات ليفهم شعبه بأن على الغرب أن يحمل الديمقراطيين السوريين إلى سدة الحكم. وهؤلاء الديمقراطيون حفنة من شذاذ الأفاق الذين أحرجوا أسيادهم في أميركا، في كل المناسبات، بسبب تصريحاتهم المتناقضة وجهلهم ونفاقهم وكذبهم الذي تابعناه على مدى أكثر من ثلاث سنوات على وسائل الإعلام المتصهينة.

                            يا تُرى لماذا يدعم ”هولاند” العدوان الإرهابي على سورية، أمِن أجل توفير أمْنِ إسرائيل؟، أم لأنه رئيس للضواحي الفرنسية الملأى بالمتأسلمين الوهابيين، أم لأنه كلب الإمبريالية؟

                            ولا يمكن لأي أحد أن ينكر أن قطر والسعودية بذلتا أموالهما في تلك الضواحي، ليس لدعم منظمات الحفاظ على البيئة في مدن الصفيح وترحيل القمامة منها، بل دعماً لشيوخ التكفير لتضليل وحض مزيد من الشبان على القتال في سورية بإسم الجهاد ودعماً للجهل، ولو كانت باريس تتعامل مع مواطنيها بمبدأ الديمقراطية وتكافؤ الفرص ووفرت العيش الكريم لفقراء الضواحي، لما التحق مواطنوها بجيش الإرهاب المرتزق بحثاً عن أفق جديد، أو عن فرصة عيش أخرى ولو من خلال سفك دماء السوريين، وتجربة الضواحي الفرنسية موجودة في معظم دول أوروبا، ومثال آخر عنها طبقته ألمانيا فحشرت المسلمين في منطقة واحدة في مدينة كولونيا وتولى عليهم مشايخ وهابيون لعزلهم وعدم إدماجهم في المجتمع الألماني، كما يحدث في سويسرا وغيرها، سويسرا التي يُعقد فيها منتديات التكفيريين الذي يجمعون التبرعات لتنظيم القاعدة على الملأ.‏

                            لقد اختار ”هولاند” وشركاؤه وحلفاؤه الخيار العسكري منذ بداية الأزمة السورية، مع العلم أنه يدرك تماماً أن هذا الخيار لا يستقطب أدنى درجة من الشعبية. وعندما تخلى عن العمل من أجل حل سياسي للأزمة السورية، وعندما ترك مصير سورية مرهوناً بمصير السلاح، فإن هذا السلاح هو الذي يحدد نهاية المعركة. بالتالي أطلب من العمال والموظفين الفرنسيين أن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: من هو ”هولاند” حتى يصدر أوامره ويتدخل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة وسيادية، بل يطلب من رئيسها الرحيل؟

                            لقد نسي ”هولاند” أوتناسى، أن زمن الوصاية الفرنسية قد ولى. فأمريكا هي التي كلفت فرنسا ومنحتها تفويضاً جديداً غير رسمي، تفويضاً من ”باراك أوباما” لتتصرف فرنسا وتتحدث بإسمه وبإسم الامبريالية الأنغلو ـ أمريكية.

                            في هذه المسألة ومنذ بداية ما أسموه بـ”الربيع العربي”، لم تتوقف واشنطن لحظة عن إحاكة الدسائس والمؤامرات ضد دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أنها تفادت الوقوف في مقدمة المشهد، في محاولة منها للحفاظ على صورتها لدى الرأي العام بخاصة فيما يخص التدخل العسكري. وهذا ما دفعها إلى إيداع هذا الدور إلى ”ساركوزي”، ومن ثم خلفه ”هولاند”.

                            في الديمقراطية الغريبة لا يسمعون رأي أو وجهة نظر الفريق الآخر ولم نرَ يوماً منذ بداية الأزمة السورية لقاء أو حواراً مع ممثلي الحكومة السورية أو مع أحد المؤيدين لها، بل على العكس وسائل الإعلام الغربية، واقعة في قبضة صناعيي التسليح تحرض على الحروب يومياً من خلال بث صور مفبركة وأخبار كاذبة مضللة عن ضحايا القصف الذي تنفذه القوات الحكومية، وفي اليوم التالي تعرض هذه القنوات صوراً لمجازر أو لقاءات مع أشخاص تعرضوا للتعذيب على أيدي عناصر الجيش، كما يزعمون أو عن آلام ومآسي المدنيين في حين أن كل هذه الجرائم والأعمال الإرهابية إنما ترتكبها المجموعات الإرهابية الوهابية المسلحة. لذلك فوسائل الإعلام الغربية مجردة من أية مهنية أو حرفية بل هي مجرد أدوات فعالة في حرب البروباغندا، حرب المعلومات والتضليل والأخبار الملفقة والموجهة للرأي العام العالمي ضد هذا البلد.

                            إن فرنسا تتعامل مع الحركات التكفيرية الوهابية من منطلق براغماتي، يتناغم مع الموقف الأمريكي لحد ما، والتفهم الذي تبديه فرنسا، ومعها الولايات المتحدة، لبروز التيار الإسلامي التكفيري في إطار ما عرف بالربيع العربي، بل وتشجيع عديد من الحركات الإسلامية الوهابية المتطرفة للوصول إلى الحكم، يُفصح عن رغبة فرنسية غربية للتعامل مع الحراك الذي فوجىء به الغرب، وبشكل يتيح للغرب أن يسهم في توجيه هذه الحراك، والمشاركة في قطف ثماره، وحرف مساره، ذلك أن العداء للسياسات الغربية كان، كما رفض الأنظمة الاستبدادية الموالية للغرب، سبباً رئيسياً في هذا الحراك.

                            ويبدو أن الاختصاص الغريزي في أكل لحوم البشر ”العائد إلى أنواع ما دون الإنسان” مازال فاعلاً عند أمثال السيد ”هولاند” في فرنسا. لذلك نراه متعاطفاً مع الإرهابيين التكفيريين الذين شكل أنموذجهم ذلك الوحش الذي نقلت وسائل الإعلام صورته وهو ينهش قلب مواطن سوري بعد أن ذبحه. ولذلك رأينا اليهودية العالمية، عبر كيانيها المصنعين ”الولايات المتحدة وإسرائيل” وعبر أتباعها مثل فرنسا، تجمع وحوش الأرض من التفكيريين وتطلقهم إلى الشام ليتابعوا المهمة الغرائزية التاريخية لأدعياء التقدم والحرية والديمقراطية.

                            وفي هذا السياق، اعتبر الشاعر السوري أدونيس في حديث لمجلة ”إفريقيا آسيا” أن فرنسا خانت مبادئ الثورة الفرنسية بتقديم الدعم لـ”جميع الحركات الأصولية الرجعية” في العالم العربي.

                            في تقديري، اليوم يتعالى النعيق الفرنسي وذلك راجع الى أن فرنسا ذات التاريخ الاستعماري الطويل في المنطقة تريد أن تكون جزءاً من المشروع الصهيو ـ أميركي الهادف إلى تقسيم المنطقة على أساس الثروات، عبر الجعجعة الإعلامية ونعيق البوم الذي تحدثه لضمان ـ كما تتوهم ـ حصة من كعكة الثروات الطبيعية ومصادر الطاقة المكتشفة حديثاً على السواحل السورية، وجزءاً من مشروع محاصرة كل من روسيا والصين وإيران، من خلال المخطط القائم بتحويل سوريا إلى أرض عبور لأنابيب الغاز عبر تركيا ثم إلى أوروبا، وبالتالي تهميش روسيا وخلع إحدى أوراق قوتها ألا وهي ورقة الغاز الذي تمد به أوروبا، مما سيترتب عليه إبعاد الدب الروسي من المناطق الدافئة، كما ستكون الصين خارج المنطقة وفق هذا المخطط.

                            اليوم، تتابع فرنسا ”هولاند” بكل حقارة ووقاحة دورها التاريخي الحاقد على أصل الحضارة ونحن نفهم موقفها وندرك أن دروس التاريخ وعبره قد سجلت فقط للبشر الأسوياء. فكان الأحرى بـ ”هولاند” إذا أرد أن يزيل بعض ما ارتكبته فرنسا، في سورية وجنوب شرق آسيا والجزائر وغيرها أن يلغي قانون ترخيص الميليشيا المسلحة الخاصة باليهود وقوانين اللاإنسانية التي تجعل من الشعب الفرنسي عبيداً لليهود لكن فاقد الكرامة لا يعطيها.

                            ولـ ”هولاند” وأمثاله، نقول: سورية لن ترتجف كما يتهيأ لهم، ولن تخالف قناعاتها المثبتة، ولن تتنكر للحقائق التي جمعتها على امتداد سنوات الأزمة، وسوف تبني على أساس ذلك موقفها، ذلك أن هذا الموقف هو وحده الكفيل بحماية شعبها، لأن قدر سورية عبر تاريخها أن تكون المدافعة عن الكرامة والعزة في الفضاء القومي والإقليمي، والمدافعة عن الحقوق العربية، سواء رضي عنها الغرب بنزعاته الاستعمارية أم لا.

                            تعليق


                            • 7/4/2014


                              الشرعيـّـة و المشروعيّــة بيـن سوريـة و السعوديّـة



                              أحمد الشرقاوي

                              سورية ليست مزرعة كمملكة الخوف و الجبروت التي تدار بعقلية آل سعود الجاهلية، وتعتبر المواطنين مجرد قطيع يُساس قهرا بمنطق الراعي والخروف، وبالتالي، لا يحق له المطالبة بالحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية، لصنع مستقبله، وتقرير مصير عياله من دون وصاية.. فلا دستور، ولا مؤسسات، ولا قوانين، ولا حقوق، ولا من يحزنون.. نظام مافيوزي يشبه إلى حد بعيد بنية العصابة، ويعيش خارج الشرعية، ويتصرف من وراء ظهر المشروعية، ويمضي على هامش التاريخ عالة على الحضارة الإنسانية.

                              وإذا كان النظام في مملكة الرّمال يدّعي أنه يحكم الناس بالإسلام، وأن القرآن هو دستور العدل الإلهي وكل ما سواه مجرد قانون وضعي لا يُحقّق عدالة ولا يضمن كرامة، فمن باب أولى أن يتسائل المواطن السعودي المغتصب، إنطلاقا من غايات وأهداف فقه المقاصد: كيف ومتى تم تحقيق العدالة في شبه الجزيرة العربية منذ أن إحتلت عصابة آل سعود الأراضي المقدسة، وفرضت على الناس أحكام شريعة محمد بن عبد الوهاب التلمودية، وعقدت إتفاقية حماية مع “الأمريكي”، وأقامت تحالف أمني إستراتيجي مع “الإسرائيلي”، لحماية عرشها والسكوت عن ظلمها وفسادها من غضب الشعب وسخط الأمة العربية والإسلامية، بسبب عمالتها، وخيانتها، وتآمرها على الأمة وعروبتها وإسلامها، وعرقلتها لكل مشاريع الوحدة والتحرير والنهضة التي قادها الشرفاء لإنقاذ الأمة من كبوتها، وإخراجها من جهلها وفقرها ومرضها وتخلفها؟.

                              لأن ما برع فيه أعراب الزيت حتى الآن هو تمجيد النص المقدس والتبرك بكيميائه من باب الخديعة بدل تطبيقه بين الناس في الإدارة والأسواق، وعمل فقهاء منافقون إقتداءا بأحبار اليهود على تحوير آيات القرآن الكريم بالتفسير العجائبي حينا والتأويل الغرائبي أحيانا، إستنادا إلى سنة مبتدعة، على إخضاع الشريعة إلى شروط السياسة وأهواء الساسة، في إستغلال بشع للدين وإعتداء سافر على منطق السياسة.

                              وإذا كانت الديمقراطية بالتعريف البسيط تعني أن يمتلك الناس صوتا دستوريا معبّرا عن إرادتهم، ومقرّرا لمن يحق له الإشراف على أجهزة التشريع والتنفيذ والإدارة في وطنهم، فإن الإنسان العربي عموما والسعودي بصفة خاصة، محرومون من هذا الحق، لأن حكامهم طغاة مستبدون، يفتقرون إلى الشرف والنزاهة وأبسط مقومات التنظيم الشرعي الذي يقوم على تكامل وتوازن وإستقلال السلطات، ويعتمد مبدأ المحاسبة على قدر المسؤولية، حرصا على الأمانة التي رفضت السماوات والأرض والجبال حملها، فتطاول عليها أعراب آل سعود في الأرض المقدسة، إلى أن أضاعوها وأضاعوا معها الأمة العربية والإسلامية.. كيف لا والله تعالى يفضحهم ويكشف للناس عن سريرتهم حين قوله: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا) و (من الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم) التوبة: 97 – 98.

                              لم يعد المواطن اليوم يقنع بوعد الفقهاء بدخول الجنة بعد الموت إن هو أطاع ولي الأمر الذي لم يختره في إنتخابات ديمقراطية، وألغى عقله، وغيّب إنسانيته، وتخلى عن حقوقه، وتحوّل إلى مواطن مسحور يعيش في كنف شريعة الكهنة.. بل أصبح يطالب كما فعل أجداده من قبل في الأندلس، بالحق في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.. ويعرف أن السبيل إلى إقامة جنة الدنيا لا يكون بالدعاء للحكام الضالين بالهداية، بل بإقتلاع أنظمتهم من جذورها لإرساء نظام جديد يقوم على العدل، الكفيل وحده بإعادة توزيع السلطة والثروة، لتحفيز الناس على العمل، ومضاعفة الإنتاج، والعطاء العلمي النافع بلا قيود ولا حدود.

                              وإذا كان الإسلام قد جاء ليحرر الإنسان من عبودية أخيه الإنسان ويُتوّجه سيّدا حرا ومسؤولا على هذا العالم كما أراد له الله أن يكون، فقد نجحت الوهّابية أيّما نجاح في تحويل الدين إلى شريعة من ورق، لا يعرف أحد كيف يُطبّقها لتصبح دستورا عمليّا يُغيّر واقع الناس في تجربتهم الأرضية.

                              ولنا في ما حدث في العراق من قبل، وليبيا بالأمس، وسورية اليوم، المثال الحي على ما وصل إليه العبث بالدين والأوطان والإنسان، حيث تحوّلت الشريعة على يد شيوخ جهلة إلى مؤسسة منتجة للفتيا بما يخدم أهواء السياسة، فأصبح العدوان والإرهاب والقتل والدمار والخراب والفساد في الأرض شريعة إسلامية تباركها المجاميع الفقهية التي نصبت نفسها وصيّة على عقيدة الناس، وتُقدّم في سبيل ذلك حكومة آل سعود وأمراء النفط في مشيخات الخليج مليارات الدولارات ومئات الآلاف من الأرواح الضّالة.

                              وباستثناء الثورة الإيرانية بقيادة الإمام ‘الخميني’ (ق.س)، التي نجحت في إقامة دولة مؤسسات، ونظام إسلامي جمهوري برلماني ديمقراطي، يقوم على حق الشعب في إختيار حكامه وممثليه بحرية و وعي ومسؤولية، وقدمت للعالم العربي والإسلامي أنموذجا حضاريّا راقيّا، ومشروعا نهضويّا ناجحا، حوّلها في عقود ثلاث رغم الحرب ورغم الحصار، إلى قوة إقليمية عظمى بفضل الإيمان والعلم والعمل والإنتاج.. أقول باستثناء إيران، كل الأنظمة العربية من الماء إلى الماء تعتبر أنظمة ديكتاتورية فاسدة ومستبدة حتى لو وضعت دساتير ديمقراطية ونظمت إنتخابات شعبية.. لأن الأمر لا يتعلق بالنصوص، بل بنزع سلطة التشريع من يد فقهاء جهلة، وسلطة التنفيذ من يد حكام أغبياء ومستبدين، يديرون دولهم كما لو كانوا يديرون مزارعهم الخاصة جدا.

                              أما النظام في سورية الذي تريد إسقاطه السعودية وأسيادها في إسرائيل والغرب، بدعوى أنه “نظام ديكتاتوري يقتل شعبه”، فالشعب السوري أدرى بشعاب دمشق، ويعلم أن نظام ‘بشار الأسد’ لم يكن يمثل النموذج الديمقراطي العقلاني الأفضل بالنسبة إليه، لكنه نظام قابل للإصلاح، يتمتع بمؤسسات قوية على رأسها الجيش العربي السوري الذي اثبت وفائه لوطنه، وإخلاصه لقيادته، وقدم عشرات الآلاف من الشهداء (30 ألف) على مذبح تحرير الوطن من زبالة التكفيريين..

                              نظام يحمل هم رسالة إنسانية، تقوم على عقيدة ممانعة ومقاومة راسخة لا تتبدّل ولا تتغيّر ولا تلين، جعلت سورية شعبا ونظاما ومؤسسات تلتزم بثوابت الأمة وقضاياها العادلة، وتدعم حركات المقاومة في المنطقة.. ولعله النظام العربي الوحيد الذي يرفض الخضوع للهيمنة الأمريكية والإستسلام للوصاية الصهيونية، وهذا شرف لا تستحقه الأنظمة التي تدّعي أحقية قيادتها للأمة العربية والإسلامية بالمال الحرام مثل السعودية، أو بالشعارات الجوفاء والخطابات الخشبية مثل مصر، مع إحترامنا لشعبها وتاريخها وحضارتها العظيمة.

                              كما أن النظام في سورية لم يأتي عن طريق إنقلاب عسكري مُدبّر بليل في أقبية المخابرات ودهاليز العسكر المظلمة، ومُموّل من السعودية ومدعوم من إسرائيل كما حصل في أرض الكنانة، التي اعتبر وزير خارجيتها في إجتماع ما تبقى من أعداء سورية الـ 11، الخميس من الأسبوع المنصرم، أنه في حال أقدم النظام السوري على إجراء انتخابات رئاسية، فإن نتيجة هذه الانتخابات لن تكون لها أي “شرعية”، ناسيا أو متناسيا أن إستحضار شخصية ‘جمال عبد الناصر’ من قبره ليُتاجرُ بها في الإعلام، لا تكفي لإعطاء شرعية حقيقية لحاكم عسكري وصل إلى سدة الحكم فوق ظهر دبابة، ولا مشروعية لقيادة شعب جائع نحو الهاوية.. خصوصا وأن ‘السيسي’ فشل فشلا ذريعا في بسط الأمن واستتباب الإستقرار، برغم التوكيل الذي إنتزعه من الشعب بالخديعة، بعد أن حوّل العنف السياسي إلى إرهاب.

                              بالأمس، كانت قلوبنا تعتصر ألما عندما كنا نسمع الإعلام المصري يتغنى بعظمة “الثورة” السورية ويمتدح بطولات “الجيش الحر” في قتل المدنيين، الذين طالما إعتبرهم مجرد “شبيحة” حتى لو كانوا نساءا وأطفالا وشيوخا، وعندما يقتل الجيش العربي السوري الإرهابيين، كانت الدنيا تقوم ولا تقعد، فيتهمون نظام ‘الأسد’ بقتل شعبه، وينكرون أن يكون في سورية شيىء إسمه “إرهاب”.

                              اليوم، دار الزمن دورته، فانقلبت الصورة، وأصبح الإعلام المصري يطالعنا بأخبار مثيرة مفادها، أن الأمن المصري حصل على معلومات خطيرة، تؤكد العلاقة الوثيقة القائمة بين “الجيش الحر” و خلايا إرهابية تنتمي إلى القاعدة والإخوان المسلمين، تنشط اليوم بمصر لزرع الفوضى والموت والخراب.. ومع ذلك، يعتبر ‘السيسي’ أن أمن الخليج هو من أمن مصر، لكن ليس ضد إسرائيل، بل ضد إيران، في حين لم يسبق أن هددت إيران اي دولة عربية أو إسلامية بالعدوان، بالرغم ممّا صنعت السعودية بها زمن ‘صدام حسين’.

                              وعودة إلى قضية “الشرعية” و المشروعية” نقول، أنه إذا كانت “الشرعية” وفق المبادىء الديمقراطية التي عرّفها الفيلسوف ‘سقراط’ بأنها “حكم الشعب”، ثم طوّر آلياتها المفكر ‘جون جاك روسو’ قبل الثورة الفرنسية في “العقد الإجتماعي” بين الحاكم والمحكوم، وحصرها في شرعية “الشعب” الذي هو سيد نفسه، يحكم نفسه من نفسه بنفسه ولنفسه، ما مهد للقضاء على الأنظمة الديكتاتورية في أوروبا، وهو ذات التعريف المعتمد اليوم من قبل شرعة الأمم المتحدة، والقانون الدستوري، وعلم الإجتماع السياسي.. فعن أي “شرعية” يتحدث أعداء سوريا ومنهم الوزير المصري؟

                              أمّا إذا كان هذا الجمع المُتآمر على سورية والأمة العربية جمعاء، يتحدث عن “شرعية” ما ورد في ورقة “جنيف 1″، فالقراءة القانونية للبنود الواردة في هذه الورقة لا تتحدث عن رأس النظام، أو بمعنى دستوري أدق “مؤسسة الرئاسة”، بل تتحدث حصريّا عن “حكومة إنتقالية”، أي “المؤسسة التنفيذية” كما تُحدّدها مقتضيات كل دساتير العالم، وبالتالي، فما العلاقة الموضوعية القائمة بين “مؤسسة الرئاسة” التي لم يأتي ذكرها في ورقة “جنيف 1″ ومسألة “الحكومة الإنتقالية” التي يتحدث عنها الإتفاق من جهة و “شرعية” الإنتخابات الرئاسية، من جهة ثانية؟

                              لأن الفرق كما يبدو جليا للعيان، هو بين شرعية نظام قائم في دمشق على أسس دستورية سليمة، بإرادة شعبية حرة من جهة، و”شرعية” متوهمة تنسب لإتفاقية لا تتضمن شيئا بشأنها، كما لا يمكن بحال من الأحوال أن تسمو القوانين والإتفاقات الدولية على مقتضيات الدستور التي تعبر عن إرادة الشعب لا إرادة أمريكا وما تروج له جوقة “أعداء سورية” من مفاهيم سياسية مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان.

                              أما من حيث موازين القوى التي تُحدّد قواعد اللعبة برمتها، بإعتبار أن الحرب هي إستمرار للدبلوماسية بلغة أخرى، فالميدان اليوم أسقط تحت أحذية جند الله من حماة الديار وحزب الله وحلفائهم الشرفاء الورقة التي تتحدث عنها “المعارضة”، والتي تجاوزتها الأحداث والتطورات بسبب الإنتصارات السريعة والحاسمة التي أصبحت تحققها معادلة “النظام و الجيش و الشعب” في سورية، التي تحولت من دولة ممانعة إلى دولة مقاومة بإمتياز، بدعم من الحلفاء، فهزمت عصابات الإجرام وطهرت مدنا وقرى ومساحات واسعة في الدغرافية السورية من زبالة التكفيريين، الذين وصل عديدهم إلى ما يناهز 250 ألف إرهابي قدموا من 87 دولة وفق آخر التقارير الإستخباراتية الغربية، التي أكدت أن هؤلاء المرتزقة، لا علاقة لهم بسورية و شعبها، ولا بحرية أو ديمقراطية.

                              كما أن أمريكا أفشلت مؤتمر “جنيف 2″ بشقيه كما هو معلوم للجميع اليوم، بسبب تنكّرها لمقتضيات “جنيف 1″ بعد أن أصرّت على فرضها من خارج إطار موازين القوى التي لم تكن تميل لصالحها، ما دفعها للقفز على الأولويات والمراحل محاولة أن تربح في السياسة بالخديعة ما خسرته بالإرهاب على الأرض، ففشل المؤتمر وانفرط عقده. ومنذئذ، والرهان قائم على الحسم في الميدان، فلا حوار ولا مهادنة ولا تسامح مع الإرهاب، وأيضا، لا مكان للخونة والعملاء والسماسرة في سورية المقدسة، أرض المقاومة و الوفاء.

                              وبموازات الحرب الدائرة على الإرهاب، تُدير مؤسسات الدولة السورية الحياة في البلاد وتُدبّر أمور العباد، برغم القتل والدمار والحصار، وبرغم إستمرار مخططات الإستنزاف التي تحاك ضد سورية ليبقى الجرح مفتوحا حد اليأس.

                              وكون الرئيس ‘الأسد’ أبدى إستعداده لتحمّل المسؤولية في بلده والترشح للإنتخابات الرئاسية المزمع عقدها في يوليوز/تموز من هذا العام، ويفترض أن يدشن حملته في موعدها الدستوري يوم 17 أيار/مايو المقبل، فهذا من حقه لأنه يستند إلى ما يخول له الدستور كمواطن سوري من حق في التصويت والترشح، ومن يحق له أن يختار من يحكمه هو الشعب السوري وحده دون سواه، ولا دخل للأمم المتحدة، ولا لأمريكا وحلفائها وأدواتها لفرض وصايتهم على الشعب السوري ومصادرة قراره الحر المستقل.

                              أما ما ورد في بيان الدول الـ 11 (بريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا والسعودية والامارات وقطر ومصر والاردن والولايات المتحدة وتركيا) من أن “انتخابات يجريها نظام الأسد ستمثل مهزلة ديموقراطية وستزيد حدة الانقسامات في البلاد”. فهذا لعمري قمة التّضليل، لأن الإنقسام الذي يتحدث عنه البيان هو قائم بالفعل، لكن بين الشعب السوري الأبي وفلول المرتزقة والتكفيريين القادمين من جهات الأرض الأربع، وليس بين الشعب و”المعارضة” التي لا وجود لها إلا في مقررات التآمر الأمريكي والصهيو – وهابي، حيث حوّلوا العملاء والخونة والسماسرة إلى “معارضة” تنشط إنطلاقا من فنادق الدول المتآمرة، ولا محل لها من الإعراب في الحرب الطاحنة الدائرة بين الجيش العربي السوري والإرهاب الوهابي العابر للحدود والقارات، وخلعوا عليها رداء الشرعية التآمرية، واعتبروها الممثل الشرعي للشعب السوري، ضدا في إرادته وفي منطق الديمقراطية نفسها.

                              وإذا كانت “الشرعية” تعني إضفاء الصفة القانونية لتحويل القوة إلى سلطة تكون ملزمة بتنفيذ إرادة الشعب بالتوافق مع القانون، ما يضفي “المشروعية” على عمل السلطة، فإن ما يقوم به الرئيس ‘الأسد’ اليوم كما مؤسسة الحكومة، هو من صميم العمل المشروع الذي يستمد شرعيته من الدستور الذي اقره الشعب السوري وفق الآليات الديمقراطية المعتمدة على الصعيد الكوني، ما يجعل كل تدخل خارجي في شأن يعني السوريين حصريا، يعتبر تدخلا سافرا غير مشروع، ومهزلة، خصوصا حين يأتي التدخل من دول إقليمية تدّعي أنها تدافع عن قيم الحرية والديمقراطية في سورية، والعالم أجمع يشهد أنها قوى ظلامية رجعية تمثل خطرا على شعبها وشعوب المنطقة والعالم أجمع، ونقصد بذلك نظام آل سعود الدموي، عراب الإرهاب الدولي.

                              وإذا كانت “الفلسفة السياسية” تنظر إلى “الشرعية” كمبدأ أخلاقي لناحية إلتزام الحاكم وطاعة المحكوم، فإن “العلوم السياسية” تتعامل مع مسألة “الشرعية” من منطلق نظريات “علم الإجتماع السياسي” كتعبير عن إلتزام الحاكم بإرادة المحكوم، أو بتعبير ‘ماكس فيبر’ “الإعتقاد في الشرعية” يعني “الحق في الحكم” تنفيذا لإرادة الشعب من أجل غد أفضل.

                              وعلى هذا الأساس، فالرئيس السوري ‘بشار الأسد’، أصبح يتمتع اليوم بشرعية تاريخية تتمثل في محافظته على نهج الراحل ‘حافظ الأسد’ في رفض الإحتلال والتطبيع معه، وإختيار الممانعة كسياسة والمقاومة كنهج..

                              وأصبح كذلك، يتمتع بشرعية القائد وكاريزمية الزعيم الوطني والقومي العربي بسبب ذكائه، وقوة شخصيته، وطول صبره وثباته، وشدة بأسه على العدو، وشجاعته وصلابته في مواجهة الأخطار والمؤامرات الداخلية والخارجية في نفس الوقت، ما مكنه من الصمود والإنتصار في حرب كونية على الإرهاب لم يعرف لها تاريخ البشرية نظيرا.

                              كما أنه أيضا يتمتع بالشرعية الدستورية بإعتباره رئيسا منتخبا من قبل الشعب، لم يغتصب السلطة بالقهر أو بإنقلاب عسكري مدعوم من قبل أدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة، وبالتالي، فالرئيس ‘الأسد’ أثبت للعالم أنه يقود دولة علمانية حديثة، تتجه بشكل ملحوظ إلى ممارسة السلطة القانونية الرشيدة، وتبنى الشرعية السياسية النابعة من احترام القواعد الدستورية والقانونية الرسمية، وفق تعريف ‘ماكس فيبر’ لمفهوم ممارسة “الشرعية”.

                              وعليه، فمن حق الرئيس ‘السد’ أن يرشح نفسه للإنتخابات الرئاسية القادمة في سورية، لأنه لا يملك خيار الإعتدار والتنحي، بعد أن أصبح بالنسبة للشعب السوري وشرفاء الأمة رمزا عربيا كبيرا، دخل التاريخ من أوسع أبوابه كرجل قاد محور المقاومة في ثوة عظيمة مضادة، ضد الإمبريالية والصهيونية والوهابية، أنهت نظام القطب الواحد، وأرست قواعد مغايرة لقيام نظام دولي جديد أقل ظلما، يقوم على أقطاب متعددة.

                              هذا هو الإنجاز وهذا هو الأمل الذي ما قدّمه الرئيس ‘بشار الأسد’ لشعبه وللشعوب العربية والإسلامية ولكل أحرار العالم.. فماذا قدمت السعودية ياترى؟..

                              أعرف.. لكنني لا أريد أن أتحدث عن ‘بول البعير’ حتى لا أخدش هذا الإحساس الجميل الذي ينتابني كمواطن عربي إختار نهج المقاومة، لأقدم الشكر والإمتنان لسورية نظاما وجيشا وشعبا، وللمقاومة الشريفة التي تقاتل على أرض الميعاد التي باركها الله وجعل ما حولها مباركا إلى أن تقوم الساعة.

                              تعليق


                              • 7/2/2014


                                في حضرة التاريخ..

                                كل شيء هادئ في صالة الاستقبال الأنيقة على بساطتها، والتي لم تعرف الكثير من الضيوف: مقعد «السيد» يوازيه مقعد مفرد ثم كنبة تليها كنبة ثانية في زاوية قائمة، وصمت عميق يجلل المكان، تخرقه بين الحين والآخر أصداء حركة السير الآتية من بعيد.




                                طلال سلمان / جريدة السفير


                                جلسنا وقد استعدنا وعينا وإحساسنا بالوقت بعد الرحلة المضنية للوصول إلى المقر السري الذي يستبدل دائماً حتى لا يكتشفه العدو الإسرائيلي فيدمر (والمنطقة جميعاً) بوصفه «الهدف الأعظم والأخطر»: بطل الأمة، قائد النصر، حبيس العزلة، بينما الشتّامون والسفهاء، مثيرو الفتنة، مشوهو سيرة النضال الوطني، عملاء السفارات وأجهزة المخابرات «طلقاء» يعتلون المنابر، يتشقشقون ألسنتهم بالتشهير بالمقاومة وشهدائها، بإرادة الصمود وأبطاله، بالأهل من البسطاء الذين قدموا ويقدمون فلذات أكبادهم بلا منة. ثمة خطأ فادح، بل ثمة خطيئة مميتة لا تجد من يحاسب عليها في هذا الوضع الشاذ.

                                نتبادل الهمسات، من مواقعنا، حتى لا نخدش صمت التوقع ومهابة الموقف، قبل أن ينفتح الباب ليطل «السيد» مرحباً بابتسامة تشع وداً، فيغمرنا شعور عميق بالاطمئنان، ونغالب زهونا حتى لا يأخذنا بعيدا عن أصول الحوار الجاد والرصين.

                                ... لكنه «السيد حسن»، «قائد الصمود»، «بطل الانتصار» على العدو الذي اندحرت أسطورة ادعائه بأنه «لا يُهزم»!. المناسبة استثنائية، إذاً، بالفرصة المتاحة للتخفف من سفاسف السياسة اليومية والمواقف المرتجلة بالطلب، والتوغل في صلب وقائع الحاضر بدروس الماضي فيها مما يمكنك من أن تطل على المستقبل وأنت أكثر ثقة بقدرتك على الانجاز متجاوزاً خرافة الاستحالة.

                                أنت الآن في حضرة واحد من صناع التاريخ الحديث لهذه الأمة المستهدفة في وجودها بالتآمر والخديعة والأسلحة القذرة وأخطرها «الفتنة»..

                                أنت الآن مع «السيد»، وقد سعينا إليه في طلب الأجوبة عن أسئلة القلق على حاضرنا ومستقبلنا، في لبنان وقبله سوريا، في العراق وبعده الجزيرة والخليج، في مصر ومعها ليبيا وتونس، في الجزائر وفي اليمن على الضفة الأخرى.. وكل ما فيها وحولها يثير المخاوف على الغد الغامض والغارق في قلب الصعوبة.



                                قبل أن تباشر أسئلتك للاطمئنان على صحته، يسبقك «السيد» سائلاً عن الجميع، عائلاتنا وأسرة «السفير» جميعاً، مقدما التهنئة لمناسبة عيدها الأربعين: «كنت فتى عند صدور العدد الأول الذي لفت الانتباه إلى تجديد في الصحافة اليومية. كنا نقيم في كمب شرشبوك، عند الدورة، آنذاك..».

                                لم يكن بحاجة إلى شرح مستفيض لتبيان خطورة الأزمة التي تعيشها الصحافة في أجواء مناخات الحرب الأهلية التي تظلل البلاد، لكنه كان واثقاً بصمود «السفير»، متمنياً لها المزيد من النجاح في تأدية رسالتها برغم الضغوط والمصاعب، اقتصادية وسياسية وأمنية، وأخطرها الشرخ الذي ضرب البلاد ووحدة أهلها فعطل التواصل والتفاعل مغلباً الميل إلى المقاطعة والاستنكاف عن القراءة، والاكتفاء بتلك الشذرات والعناوين المبشرة التي تبثها وسائل التواصل الحديثة.

                                تتأمل ملامح هذا «القائد التاريخي» الذي يسكنه الإيمان فتلفتك الوداعة التي ينبض بها هذا الوجه النابض بساطة وطيبة، باللحية الغزيرة التي تجلله، والذي يكتسب قدرا من الصرامة وتقدح العينان فيه شرراً حتى أغضبته الافتراءات والاتهامات المتجنية التي تستهدفه بقصد تشويه القضية او تزوير الوقائع لتبرير سياسات خاطئة تؤذي البلاد وأهلها في الحاضر والمستقبل.

                                تستذكر ابتسامة الرضا والإيمان يوم استقبلك وجموع اللبنانيين والكثير من العرب والأجانب، والكل يعزيه ببكره «هادي» الذي اختار طريق الاستشهاد، مبكراً، مقدما القدوة: هو واحد من المجاهدين وقد أنعم الله عليه بمجد الشهادة!

                                وتستعيد لقاءات اللحظات الحرجة، وما أكثرها.. وتتوقف بذاكرتك مطولاً امام الحوار الاستثنائي بدلالاته ومراميه واستقرائه المستقبل، بعيد الانتصار على الحرب الإسرائيلية في تموز 2006، والذي اعتمدته «السفير» أساساً للكتاب الممتاز عن «النصر المخضب»... يوم تبدى (وحزبه) كأنه المقاتل الأخير في مواجهة الحرب على الأمة وتاريخها، بالماضي والحاضر والمستقبل، وقد خاضها ببسالة نادرة، فأسقط أسطورة العدو الذي لا يهزم، وأنجز وعده بالنصر بهياً، مشرقاً مضيئا طريق المستقبل، قبل ان ينقضّ عليه «بعض أهل البيت» بقصد تشويه وتحريف الدلالات بتعظيم الخسائر لتقزيم النصر والتشهير بأبطاله..

                                لكن التاريخ لا يهتم إلا بالثابت من الوقائع الموشومة بالدم المقدس. وهذا الحوار، بجزءيه الأول (اليوم) والثاني (غداً)، صفحة جديدة وحافلة بالوقائع التي سترسم المسار إلى المستقبل.

                                الرابط على موقع جريدة السفير

                                ***
                                * السيد حسن نصرالله: المقاومة هي من وضعت عبوة مزارع شبعا وعلى الاسرائيلي أن يعتبر

                                كشف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في حوار شامل أجرته معه «السفير» أن عبوة مزارع شبعا التي استهدفت دورية إسرائيلية في منتصف آذار الماضي، ولم يتبنَّها حتى الآن «حزب الله»، «هي من عمل المقاومة»، وقال إنها جزء من الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أحد مواقع المقاومة في منطقة جنتا الحدودية. ورأى أن الإسرائيلي «فهم الرسالة جيداً... فالقصة هنا ليست قصة قواعد اشتباك، وإنما قصة ردع».



                                ووضع نصرالله الغارة الإسرائيلية الأخيرة على جنتا في خانة محاولة الإسرائيلي جس نبض المقاومة عبر الاستفادة من الظرف القائم، وخصوصا انخراط «حزب الله» في المعركة على أرض سوريا، وذلك بهدف تغيير قواعد الصراع والاشتباك. وقال: عندما زرعنا عبوتَي اللبونة (في آب 2013) كان بين الأهداف إيصال رسالة للعدو «اننا لا نسمح لك بتغيير قواعد الاشتباك، وفي أي مكان تدخل إليه ونعلم به، سنواجهك».

                                وقال نصرالله انه لو سكتت المقاومة عن غارة جنتا «قد يأتي العدو غداً لضرب أية شاحنة وأي هدف وأي بيت في أي مكان بدعوى أن هذا سلاح نوعي ونحن ملتزمون بأن نضرب السلاح النوعي».

                                وردا على سؤال، استبعد السيد نصرالله أن تقرر إسرائيل حرباً جديدة على لبنان، وأكد أن المجريات الميدانية في سوريا تزيد قلق الإسرائيليين، وهم يطرحون أسئلة من نوع: هل ان هذه التجربة ستمكن «حزب الله» إذا حصلت حرب معه في لبنان، في يوم من الأيام، أن يذهب في اتجاهات جديدة في المعركة؟ وقال إن العدو يضيء في هذا السياق على منطقة الجليل.

                                واعتبر نصرالله إن خطر التفجيرات الارهابية تراجع بدرجة كبيرة جداً، وقال إن المقاومة لا تواجه مشكلة مع جمهورها حول المشاركة في سوريا، بل «على العكس هناك فئة كانت مترددة ولكنها حسمت خيارها معنا». أضاف ان «بعض جمهور 14 آذار يؤيد تدخلنا في سوريا حماية للبنان من المجموعات التكفيرية الإرهابية».

                                واعتبر ان مرحلة إسقاط النظام والدولة في سوريا انتهت: «يستطيعون أن يعملوا حرب استنزاف، طالما هناك دول لا تزال تمول وتسلح وتحرض وتدفع بهذا الاتجاه، ولكن ليس في الأفق ما يظهر أن المعارضة قادرة على القيام بحرب كبيرة، والذي يحصل في اللاذقية وكسب لا يمكن أن نسميه حربا كبرى». ورأى ان المعركة الكبرى التي كان يتم الحديث عنها كثيراً انطلاقا من جنوب سوريا هي أقرب إلى التهويل منها إلى الحقيقة. وأشار الى ان تجربة السنوات الثلاث الماضية أثبتت ان النظام ليس ضعيفاً، وأنه يتمتع ايضاً بحاضنة شعبية». وشدد على ان الأصل بالنسبة الينا في سوريا هو انتهاء الحرب، «وأعتقد اننا تجاوزنا خطر التقسيم».

                                وكشف نصرالله عن عروض جدية قدمت الى الرئيس بشار الأسد مفادها: إقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران ومع حركات المقاومة وكن جاهزاً للدخول في التسوية بشكل حقيقي وكامل مع الإسرائيلي، فلن تبقى مشكلة. الرئيس الأسد رفض، ويحفظ له هذا الموقف.

                                وأشار نصرالله الى ان الكثير من الدول العربية على اتصال بالنظام السوري من تحت الطاولة وتقول له: «نحن معك. اصمد»، بل أنا أعرف أن بعض الدول العربية هي في الظاهر مع المعارضة، لكنها تحت الطاولة تطالب النظام بأن يحسم بسرعة.

                                وفي ما خص الموقف الروسي، لفت نصرالله الانتباه الى انه بعد أزمة القرم «أعتقد أن الموقف الروسي سيزداد صلابة، وحماية روسيا لسوريا ستكون أكبر».

                                وحول مقاربته لـ«الربيع العربي»، قال: «نحن فهمنا عن البدايات في تونس وليبيا ومصر، أن الموضوع بدأ شعبياً وشبابيا وفاجأ الأنظمة كما فاجأ الأميركيين والفرنسيين والغرب والمجتمع الدولي كما دول الإقليم». وأشار الى أن بروز مشكلة القيادة والتخطيط والمشروع أفسح لاحقاً أمام أحزاب وجماعات وحركات لتدخل على الخط وتستثمر.

                                واشار الى أنه قبل كل هذا الذي سمي بـ«الربيع العربي»، كان هناك نقاش جدي لدى الأميركيين بشكل أساسي، وكان الفرنسيون والبريطانيون على مقربة منه «وهذه المعلومات مصدرها خليجي؛ بأن النقاش وصل إلى الكلام عن مستقبل السعودية، حيث بلغني نقاش حول ضرورة تقسيم السعودية إلى دول عدة».


                                http://www.assafir.com/Article/1/345358


                                نص الحوار الشامل:


                                1- عبوتا اللبونة.. هذه أهدافهما
                                نصرالله للاسرائيليين: عملية المزارع شغلنا.. وسياستنا الاعلامية عدلناها


                                http://assafir.com/Article/129/345304


                                2- مشاركة حزب الله في القتال في سوريا

                                http://assafir.com/Article/129/345313

                                3- مرحلة سقوط النظام انتهت

                                http://assafir.com/Article/129/345314

                                4- عروض جدية للأسد.. الجبهة المقابلة للنظام في سوريا.. تتفكك


                                http://assafir.com/Article/129/345321

                                5- إسرائيل وما يجري في سوريا


                                http://assafir.com/Article/129/345322

                                6- حرب تموز.. و"الثورات" ..
                                الثورات العربية والتدخل الأجنبي

                                http://assafir.com/Article/129/345338
                                التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 07-04-2014, 06:46 PM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X