2/4/2014
* الجيش السوري يسيطر على المرصد العسكري في تلة 45 بشكل كامل في منطقة كسب بريف اللاذقية
* الرئيس الاسد: الدور الروسي يسهم في رسم "عالم متعدد الاقطاب"
- خيار الشعب السوري الانتصار على الإرهاب
- الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية بعد لقاء الأسد: ندين ما تقوم به المجموعات الإرهابية في سوريا

قال الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاربعاء ان الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية يسهم في رسم "خريطة جديدة لعالم متعدد الاقطاب"، وذلك خلال استقباله وفدا روسيا نقل له رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن الرئيس الاسد تأكيده "ان الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية اليوم يسهم بشكل جلي في رسم خريطة جديدة لعالم متعدد الاقطاب يحقق العدالة الدولية ويصب في مصلحة الدول والشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالية قرارها".
واعرب الرئيس الاسد "عن تقديره لمواقف روسيا الراسخة والداعمة لسورية، وعن ارتياحه لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين البلدين الصديقين".
واكد الرئيس الاسد امام الوفد "انه لا خيار امام الشعب السوري سوى الانتصار في حربه على الارهاب والفكر الظلامي المتطرف الدخيل على مجتمعنا، وذلك من خلال الثبات والتمسك بما ميز هذا المجتمع عبر قرون طويلة من التنوع والاعتدال والتنور الفكري".
وذكرت الوكالة ان الرئيس الاسد استقبل صباح اليوم وفد الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية برئاسة سيرغي ستياشين الذي نقل له رسالة شفهية من نظيره الروسي "اكد فيها تصميم بلاده على مواصلة دعمها صمود الشعب السوري في جميع المجالات في مواجهة الحرب التي تخوضها ضد الارهاب الدولي المدعوم من بعض الدول الغربية والاقليمية".
ونقلت الوكالة ان ستيباشين عبر "عن ادانة بلاده لما تقوم به المجموعات الارهابية من اعمال قتل وترويع تستهدف الشعب السوري بمختلف مكوناته والتي كان اخرها الاعتداء الارهابي على منطقة كسب" في محافظة اللاذقية غرب سوريا.
وتراس ستيباشتين في 1999 الحكومة الروسية قبل ان يتولى بين 2000 و2013 رئاسة غرفة مراجعة الحسابات الروسية، ويعتبر من الوسط الذي يحظى بثقة الكرملين.
* في رسالة من بوتين الى الاسد... روسيا تدعم جهود سوريا في مكافحة الارهاب
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد دعم بلاده لجهود الدولة السورية في مكافحة الإرهاب.
كلام بوتين جاء في رسالة بعثها الى الاسد وهي الأولى من نوعها منذ اندلاع الازمة السورية وهي تأتي بعد رسالة وجهها الأسد أعرب فيها عن دعم دمشق لمواقف الرئيس الروسي حيال الأزمة الأوكرانية.
وكانت روسيا قد استنكرت بشدة الاعمال الوحشية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، مؤكدة أنه على مجلس الأمن الدولي مناقشة المجزرة التي استهدفت الأرمن في بلدة كسب بريف اللاذقية وإعطاء تقييم مبدئي لهذا الحدث.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: "إن موسكو تستنكر بحزم الأعمال الوحشية للمتطرفين في سوريا"، معربة عن "اعتقادها بأن مهمة تنسيق جهود الحكومة السورية والمعارضة من أجل القضاء على الإرهاب في البلاد وهزيمة المتطرفين وطردهم من أراضيها تكتسب في الظروف الراهنة أهمية خاصة".
ميدانيا استسلم عشرات المسلحين في عدة محافظات سورية، فيما أكدت دمشق أن الجماعات المسلحة تخطط لتنفيذ هجوم بالاسلحة الكيماوية بريف العاصمة لاتهام الجيش به، بينما تواصلت الادانات الدولية لجرائم هذه الجماعات في كسب بريف اللاذقية والدعم التركي لها.
* الجعفري: مجموعات مسلحة تخطط لهجوم كيميائي
صرح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" بأن مجموعات مسلحة تخطط لهجوم كيميائي في حي جوبر بدمشق لاتهام الحكومة فيما بعد.
وأكد الجعفري أن السلطات السورية وجهت رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن هاتين الرسالتين تضمنتا معلومات حول رصد السلطات السورية اتصالا لاسلكيا بين مسلحين دار خلاله الحديث حول توزيع الكمامات من الغازات السامة.
وأضاف أن السلطات السورية رصدت "اتصالا آخر بين إرهابيين أحدهما يدعى أبو جهاد وذكر فيه هذا الأخير أنه سيكون هناك استخدام لغازات سامة في منطقة جوبر وطلب من العناصر الإرهابية المتواطئة معه تجهيز الكمامات الواقية".
وذكر الجعفري أن تنظيم "جبهة النصرة" نشر شريط فيديو على موقع "يوتيوب" بتاريخ 23 مارس/ آذار يظهر مراحل إعداد عربة محملة بـ7 أطنان من مادة "تي ان تي" و"سي 4" وسيارة أخرى محملة أيضا بمواد متفجرة لتفجير موقع سكر بريف دمشق.
وأشار الجعفري إلى أن الموقع يحتوي على مواد كيميائية.
ودعا المجتمع الدولي للضغط على السعودية وقطر وتركيا لمنع تمويل المسلحين.
* عبداللهيان: إستمرار الوضع الراهن في سوريا يشكل خطراً للمنطقة
إعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أميرعبداللهيان، استمرار الوضع الراهن في سوريا بأنه يشكل خطراً لدول المنطقة.
وقال أميرعبداللهيان خلال لقائه اليوم الأربعاء أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، انه من دون وقف إرسال السلاح والإرهابيين إلی سوريا لا يمكن التفاؤل بحل وتسوية الأزمة السورية وإنهاء آلام ومعاناة شعب هذا البلد.
وأشار مساعد الخارجية الإيرانية إلی ازدياد أنشطة المجموعات الإرهابية وترويج التطرف والطائفية في المنطقة، وأكد نهج الحكومة الجديدة في الجمهورية الإسلامية في إيران، معتبراً التعاون الجماعي والتشاور والحوار بين مسؤولي الدول الجارة إجراء مؤثرا لمواجهة مثل هذه التهديدات.
ولفت أميرعبداللهيان إلی قرب موعد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة العليا بين الجمهورية الإسلامية في إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبر انعقاد هذا الاجتماع مؤثراً في المسار المتنامي لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات، مؤكداً استعداد الأجهزة المعنية في الجمهورية الإسلامية للمشاركة القوية في هذه اللجنة.
***
* عندما ينقلب سحر المسلحين العائدين من سوريا على الساحر
الاستخبارات الفرنسية تواجه معضلة مراقبة المقاتلين العائدين من سوريا
تفرض اجهزة الاستخبارات الفرنسية مراقبة دقيقة على العائدين من القتال في سوريا خشية أن يتورطون في تنفيذ اعمال ارهابية داخل البلاد. ويتم رصد معظم المغادرين الى سوريا وبعض العائدين منها، لكن عدداً من هؤلاء، وخصوصاً الذين يتوجهون الى الحدود السورية - التركية بالسيارة ويعبرون الحدود سراً قد لا تكشفهم اجهزة مكافحة الارهاب التي تخشى أن تواجه مفاجآت سيئة.
وقال خبير في مكافحة الارهاب إن "القاعدة تقتضي بأن لا يمروا (المسلحون) بدون مساءلة عندما يعودون إذ يتم استدعاؤهم واستجوابهم وابلاغهم بانهم مراقبون". واضاف "لكننا بالتأكيد لا نستطيع ان نكون واثقين من اننا نرصد الجميع والبعض قد يسافرون ويعودون بدون ان نلاحظهم".

وتسمح المراقبة الالكترونية، خصوصاً لبعض الاوساط او المجموعات وكذلك المساعدة التي تحصل عليها الشرطة من عدد متزايد من العائلات القلقة على ابنائها، في معظم الاحيان بالتدخل لدى الشبان خلال استعدادهم للسفر. لكن طالما لم يقوموا بأي عمل غير قانوني، من الصعب ان لم يكن من المستحيل منعهم من التوجه الى تركيا. وتؤكد مصادر قريبة من اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان الاستخبارات التركية تبلغ نظيراتها الاوروبية بشكل دقيق نسبياً بالعائدين. ومن الصعب ان يمر المسلحون الغربيون العائدون من سوريا بدون ان يكشفوا في المنطقة الحدودية التي تخضع لمراقبة شديدة.
وذكر احد هذه المصادر ان الاستخبارات التركية تميل الى ادخال الراغبين في القتال المتوجهين الى سوريا بدون مشاورة باريس او بروكسل او لندن. وامام لائحة اشخاص يشكلون تهديداً محتملاً وهناك عشرة منهم مسجونون، لا تملك اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية وسائل اخضاعهم جميعاً لمراقبة دائمة. وهي تضع لوائح تتضمن اسماء هؤلاء بالتسلسل وفق درجة خطورتهم.
وقال احد المطلعين على الملف إن "فرض مراقبة لـ 24 ساعة يومياً على مشبوه واحد يستخدم في بعض الاحيان ثلاثة او ربعة ارقام هواتف مختلفة يتطلب حوالي ثلاثين شرطياً. كيف يمكننا ان نفعل ذلك؟ يجب وضع لائحة اولويات".

وما ان يصلوا الى سوريا، الى المناطق التي تسيطر عليها "المعارضة" والمجاورة للحدود التركية، يلتحق معظم المسلحين الفرنسيين والاوروبيين بجماعات مرتبطة بـ "القاعدة" او تعتنق فكرها، وخصوصا "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش". ويضيف أنه "من تلك اللحظة، يصبحون (المسلحين) في اغلب الاحيان هم انفسهم من يعطي المحققين العناصر اللازمة لتحديد مدى تورطهم في المجموعات المصنفة "ارهابية" من خلال الرسائل والصور وتسجيلات الفيديو التي يضعونها على الانترنت، ما يساهم في تشكيل ملفاتهم تحسباً لعودتهم.
ويؤكد البعض انهم لا يرغبون في العودة ويسعون الى القتال حتى الموت، لكن آخرين يشعرون بالخوف او بخيبة الامل بعد تكليفهم بمهمات متواضعة فيسلكون طريق العودة بعد اسابيع او اشهر.
ويقول ديفيد تومسون مؤلف كتاب "الجهاديون الفرنسيون" ان "اوائل الفرنسيين وصلوا الى سوريا في 2012، اما بوسائلهم الخاصة منطلقين في مغامرة، او مروراً بتونس والتسجل بشبكة التجنيد التونسية المهمة. لكن ما ان يصلوا حتى يشكلوا مجموعة ويستدعوا رفاقهم".
ويضيف "انهم يعرفون بدقة الى اين سيذهبون ومن سيتولى امرهم"، موضحاً أن "الامر يمكن ان يجري بسرعة وفاعلية كبيرتين. في بعض الاحيان تكفي ثلاثة عناوين على فيسبوك".
* الصليب الأحمر یحاول إدخال جرحی تكفيريين من سوريا إلی لبنان
كشفت معلومات خاصة لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" عن مساع يبذلها ممثلون عن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" مع جهات ومسؤولين في لبنان لإدخال عدد كبير من عناصر العصابات الإرهابية التكفيرية في سوريا إلی لبنان لمعالجتهم من جروح أصيبوا بها خلال المعارك مع الجيش السوري داخل الأراضي السورية.
وأفادت "إرنا" أن ممثلين عن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أجروا الليلة الماضية اتصالات مكثفة مع العديد من المسؤولين اللبنانيين بينهم رؤساء بلديات في قری وبلدات منطقة بعلبك (شرق) لاستكشاف مواقفهم حيال إمكانية نقل المسلحين في سوريا المصابين بجروح والعالقين عند الحدود اللبنانية - السورية مقابل معبر بلدة معربون اللبنانية، مؤكدين أن هؤلاء الجرحی يرغبون بالانتقال من الأراضي السورية إلی الداخل اللبناني من أجل معالجتهم في المستشفيات اللبنانية.
وأكد رئيس إحدی هذه البلديات ممن تم الاتصال بهم من قبل الصليب الأحمر الدولي، في حديث لـ"إرنا" صحة هذه المعلومات مبدياً استغرابه "ليس لمعالجتهم في لبنان فهذا عمل انساني سبق أن قام به لبنان بالتعاون والتنسيق مع حزب الله من قبل، بل الشيء المستغرب عند بعض أبناء منطقتنا الذين استهدفوا من قبل هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية عدة مرات بالصواريخ التي أطلقت عليهم من داخل الأراضي السورية وبالسيارات المفخخة هو لماذا لا يعمل الصليب الأحمر الدولي علی تسهيل عملية انتقالهم إلی بلدة عرسال (المعروفة بتأييدها وتعاطفها مع الإرهابيين التكفيريين) بدل هذا المكان إذا كان هناك فعلاً عمل إنساني بحت؟"
رئيس البلدية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه تسائل عن أماكن إصابة هذه الجماعات "أين أصيبوا هل في يبرود أم في رأس العين أم في فليطا أم في مناطق أخری من القلمون وهل هم فعلاً ممن أصيبوا في المعارك وهل هم سوريون أم من جنسيات أخری؟" مؤكداً أن لديه الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الأمر وقال: "علی كل حال ما يهم أبناء المنطقة هو المحافظة علی أمنهم وأمن بلدهم ليس إلا".
وفی سياق متصل كشف موقع "النشرة" الإخباري اللبناني في تقرير له اليوم عن وجود عشرات المسلحين الجرحی في مستشفی "الرحمة" الميداني المستحدث في بلدة عرسال "ينتظرون بفارغ الصبر أن ينهضوا مجددا علی أقدامهم للعودة مباشرة إلی ساحات القتال". موضحاً أن هؤلاء الجرحی يتوافدون من رأس المعرة وفليطا (البلدتين السوريتين اللتين استعادهما الجيش السوري مؤخراً) مشيراً إلی أن هناك جرحی لا يزالون يرقدون في أسرتهم منذ سقوط يبرود.
* إعلام المعارضة السورية: الجهاديون تسلموا الدفة

تزامنت الأزمة السوريّة مع فورة إعلاميّة، كان للمعارضة الحصّة الأكبر فيها، مع انفتاح وسائل الإعلام العربية والعالمية، على ناشطين وصحافيين سوريين. ومع مرور السنوات الثلاث الماضية، تحوّل بعض أولئك الناشطين من «شهود عيان» إلى «مصادر موثوقة»، و«ناطقين رسميين». إلا أنّهم بدأوا يختفون تدريجياً عن الساحة، وسط تشرذم في تغطية وسائل الإعلام، وتسلّم الجهاديين بصفحاتهم ومواقعهم الراية الإعلامية. فأين اختفى الناشطون؟.
علاء حلبي/جريدة السفير
يشرح ناشط معارض من حلب، يرفض الكشف عن اسمه، الوضع المستجدّ لـ«السفير». يقول الرجل المقيم حالياً في تركيا، إنّ معظم الناشطين الذين عملوا في مجال التغطية الإعلاميّة بداية الأحداث، خرجوا تدريجياً من سوريا، بعضهم حصل على لجوء في أوروبا، وآخرون يعيشون في تركيا، بعدما جمعوا ثروة لا بأس بها خلال عملهم في الميدان، تاركين الساحة للجهاديين.
ويضيف الناشط، الذي يقتصر «نشاطه» في الوقت الحالي على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ بداية الأزمة في سوريا شهدت تدفقاً لأموال ومعدّات من الخارج، لدعم عمليّة نقل مجريات الأحداث، تزامناً مع تشكل مجموعة نوى لفصائل مسلحة. ذلك ما فتح الباب أمام استثمار من نوع جديد، وهو إنشاء «مراكز إعلامية»، تعمل على إنتاج تقارير يوميّة، مدفوعة التكاليف من تلك الفصائل.
كما كانت وسائل الإعلام التي تبث تلك التقارير بدفع تكاليف أخرى، ما يعني وجود موردين من المال في الوقت ذاته، بحسب تعبير الناشط. ويضيف: «كانت الفصائل المسلحة في بدايتها تحتاج لبناء اسم لها، وترويجه في الأوساط الخليجية، من أجل الحصول على أموال إضافية. وكانت تلك المراكز الإعلامية تحصل على مبالغ مالية دورياً، مقابل إنتاج وثائقيّات أو تقارير عن نشاط الفصائل والترويج لها في وسائل الإعلام الخليجية، والأجنبية. كما عملت تلك المراكز نفسها على تسهيل حركة الإعلاميين الأجانب وتأمين سكن لهم، مقابل أجر ساهم بدوره في تشكيل ثروة بعض الناشطين».
مع اتساع رقعة النشاط المسلَّح، صارت الفصائل تتخلّى تدريجياً عن مراكزها الإعلامية، ما أجبر عدداً من الناشطين على ترك العمل الإعلامي، والالتحاق بفصائل يتحكّم فيها متشدّدون. يتابع الناشط: «مع ارتفاع وتيرة المعارك واشتدادها، بدأ الناشطون الإعلاميون يخرجون من سوريا تدريجياً، وتمكّن بعضهم من الالتحاق بوسائل إعلام عربية، والعمل في عواصم خليجية، فيما التحق بعضهم الآخر بصفوف الجهاديين، وذاب في بوتقتهم وانقطعت أخباره، فيما تعرّض آخرون للاعتقال، أو الملاحقة».

انعكس ذلك التحوّل على طريقة متابعة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للأحداث في سوريا. فمع بداية الأحداث ظهرت مجموعة من المواقع والصفحات المختصة بالشأن الميداني، تمحور معظمها حول صفحة وحيدة كبرى هي «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، وعدة شبكات إعلامية داعمة.
ولكن، مع مرور الوقت، بدأت تلك الصفحات بالتكاثر، والتشرذم، والتخصُّص. هكذا، ظهرت عشرات الصفحات المعنيّة بتغطية الأحداث، بطابع محلي ومناطقي، لتنتهي بشبكات تقوم بتغطية الأحداث على مستوى «الحارة». وذلك ما يعدّ انعكاساً لحالة التشرذم التي تعيشها الفصائل المسلَّحة على الأرض، وقياديي المعارضة على منابر السياسة.
وأمام حالة التشرذم تلك، باتت الصفحات «الجهادية» مصدراً لأخبار الفصائل المقاتلة. يقول الناشط: «تحوّل الصحافيون العاملون في وسائل الإعلام المعارضة إلى مجرّد راصدين لصفحات الجهاديين، يستقون منها الأخبار، حتى صارت المنبع الرئيسي لأخبار النشاط المسلح المعارض في سوريا الآن».
مع اندلاع الاشتباكات على الجبهات الشمالية الممتدة إلى تركيا، سواء في حلب، أو في ريف اللاذقية الشمالي (كسب)، يظهر جلياً عجز الناشطين الإعلاميين السوريين عن متابعة الحدث. وحدها «الصفحات الجهادية» تنقل الأخبار، وتبث تسجيلات مصوَّرة لقيادييها وهم يخوضون المعارك. شريط مسجَّل من «النقطة 45» (وهي نقطة إستراتيجية في ريف اللاذقية)، يكشف بدوره أن القيادة الآن باتت بيد «الجهاديين الشيشان».
فالرجل الشيشاني ذو اللحية الحمراء يدير المعركة، ويتحدّث بلغته الأم عن سير المعارك وخطته المستقبلية. كذلك الحال بالنسبة لجبهة حلب، التي يديرها أيضاً مقاتلون من الشيشان. وتبثّ صفحات «جهادية» شيشانيّة آخر تطورات الأحداث في تلك المنطقة، أمام عجز «الناشطين» السوريين حتى عن ترجمة ما يقوله أولئك «القياديون».
***
* نبل والزهراء.. والحصار الصعب
لا تزال بلدتا نبل والزهراء في ريف إدلب محاصرتين من قبل الجماعات المسلحة. حصارٌ يحول دون السماح لأهالي البلدتين بالتوجه إلى الأراضي الزراعية أحد مصادر الدخل الأساسية لهم. الخطف والقتل كانا مصير الكثير من الفلاحين فيما كان الجفاف مصير أراضيهم.
فيديو:
http://www.almayadeen.net/ar/news/sy...B5%D8%B9%D8%A8
* الجيش السوري يسيطر على المرصد العسكري في تلة 45 بشكل كامل في منطقة كسب بريف اللاذقية
* الرئيس الاسد: الدور الروسي يسهم في رسم "عالم متعدد الاقطاب"
- خيار الشعب السوري الانتصار على الإرهاب
- الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية بعد لقاء الأسد: ندين ما تقوم به المجموعات الإرهابية في سوريا

قال الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاربعاء ان الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية يسهم في رسم "خريطة جديدة لعالم متعدد الاقطاب"، وذلك خلال استقباله وفدا روسيا نقل له رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن الرئيس الاسد تأكيده "ان الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية اليوم يسهم بشكل جلي في رسم خريطة جديدة لعالم متعدد الاقطاب يحقق العدالة الدولية ويصب في مصلحة الدول والشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالية قرارها".
واعرب الرئيس الاسد "عن تقديره لمواقف روسيا الراسخة والداعمة لسورية، وعن ارتياحه لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين البلدين الصديقين".
واكد الرئيس الاسد امام الوفد "انه لا خيار امام الشعب السوري سوى الانتصار في حربه على الارهاب والفكر الظلامي المتطرف الدخيل على مجتمعنا، وذلك من خلال الثبات والتمسك بما ميز هذا المجتمع عبر قرون طويلة من التنوع والاعتدال والتنور الفكري".
وذكرت الوكالة ان الرئيس الاسد استقبل صباح اليوم وفد الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية برئاسة سيرغي ستياشين الذي نقل له رسالة شفهية من نظيره الروسي "اكد فيها تصميم بلاده على مواصلة دعمها صمود الشعب السوري في جميع المجالات في مواجهة الحرب التي تخوضها ضد الارهاب الدولي المدعوم من بعض الدول الغربية والاقليمية".
ونقلت الوكالة ان ستيباشين عبر "عن ادانة بلاده لما تقوم به المجموعات الارهابية من اعمال قتل وترويع تستهدف الشعب السوري بمختلف مكوناته والتي كان اخرها الاعتداء الارهابي على منطقة كسب" في محافظة اللاذقية غرب سوريا.
وتراس ستيباشتين في 1999 الحكومة الروسية قبل ان يتولى بين 2000 و2013 رئاسة غرفة مراجعة الحسابات الروسية، ويعتبر من الوسط الذي يحظى بثقة الكرملين.
* في رسالة من بوتين الى الاسد... روسيا تدعم جهود سوريا في مكافحة الارهاب

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد دعم بلاده لجهود الدولة السورية في مكافحة الإرهاب.
كلام بوتين جاء في رسالة بعثها الى الاسد وهي الأولى من نوعها منذ اندلاع الازمة السورية وهي تأتي بعد رسالة وجهها الأسد أعرب فيها عن دعم دمشق لمواقف الرئيس الروسي حيال الأزمة الأوكرانية.
وكانت روسيا قد استنكرت بشدة الاعمال الوحشية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، مؤكدة أنه على مجلس الأمن الدولي مناقشة المجزرة التي استهدفت الأرمن في بلدة كسب بريف اللاذقية وإعطاء تقييم مبدئي لهذا الحدث.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: "إن موسكو تستنكر بحزم الأعمال الوحشية للمتطرفين في سوريا"، معربة عن "اعتقادها بأن مهمة تنسيق جهود الحكومة السورية والمعارضة من أجل القضاء على الإرهاب في البلاد وهزيمة المتطرفين وطردهم من أراضيها تكتسب في الظروف الراهنة أهمية خاصة".
ميدانيا استسلم عشرات المسلحين في عدة محافظات سورية، فيما أكدت دمشق أن الجماعات المسلحة تخطط لتنفيذ هجوم بالاسلحة الكيماوية بريف العاصمة لاتهام الجيش به، بينما تواصلت الادانات الدولية لجرائم هذه الجماعات في كسب بريف اللاذقية والدعم التركي لها.
* الجعفري: مجموعات مسلحة تخطط لهجوم كيميائي

صرح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" بأن مجموعات مسلحة تخطط لهجوم كيميائي في حي جوبر بدمشق لاتهام الحكومة فيما بعد.
وأكد الجعفري أن السلطات السورية وجهت رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن هاتين الرسالتين تضمنتا معلومات حول رصد السلطات السورية اتصالا لاسلكيا بين مسلحين دار خلاله الحديث حول توزيع الكمامات من الغازات السامة.
وأضاف أن السلطات السورية رصدت "اتصالا آخر بين إرهابيين أحدهما يدعى أبو جهاد وذكر فيه هذا الأخير أنه سيكون هناك استخدام لغازات سامة في منطقة جوبر وطلب من العناصر الإرهابية المتواطئة معه تجهيز الكمامات الواقية".
وذكر الجعفري أن تنظيم "جبهة النصرة" نشر شريط فيديو على موقع "يوتيوب" بتاريخ 23 مارس/ آذار يظهر مراحل إعداد عربة محملة بـ7 أطنان من مادة "تي ان تي" و"سي 4" وسيارة أخرى محملة أيضا بمواد متفجرة لتفجير موقع سكر بريف دمشق.
وأشار الجعفري إلى أن الموقع يحتوي على مواد كيميائية.
ودعا المجتمع الدولي للضغط على السعودية وقطر وتركيا لمنع تمويل المسلحين.
* عبداللهيان: إستمرار الوضع الراهن في سوريا يشكل خطراً للمنطقة

إعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أميرعبداللهيان، استمرار الوضع الراهن في سوريا بأنه يشكل خطراً لدول المنطقة.
وقال أميرعبداللهيان خلال لقائه اليوم الأربعاء أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، انه من دون وقف إرسال السلاح والإرهابيين إلی سوريا لا يمكن التفاؤل بحل وتسوية الأزمة السورية وإنهاء آلام ومعاناة شعب هذا البلد.
وأشار مساعد الخارجية الإيرانية إلی ازدياد أنشطة المجموعات الإرهابية وترويج التطرف والطائفية في المنطقة، وأكد نهج الحكومة الجديدة في الجمهورية الإسلامية في إيران، معتبراً التعاون الجماعي والتشاور والحوار بين مسؤولي الدول الجارة إجراء مؤثرا لمواجهة مثل هذه التهديدات.
ولفت أميرعبداللهيان إلی قرب موعد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة العليا بين الجمهورية الإسلامية في إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبر انعقاد هذا الاجتماع مؤثراً في المسار المتنامي لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات، مؤكداً استعداد الأجهزة المعنية في الجمهورية الإسلامية للمشاركة القوية في هذه اللجنة.
***
* عندما ينقلب سحر المسلحين العائدين من سوريا على الساحر
الاستخبارات الفرنسية تواجه معضلة مراقبة المقاتلين العائدين من سوريا
تفرض اجهزة الاستخبارات الفرنسية مراقبة دقيقة على العائدين من القتال في سوريا خشية أن يتورطون في تنفيذ اعمال ارهابية داخل البلاد. ويتم رصد معظم المغادرين الى سوريا وبعض العائدين منها، لكن عدداً من هؤلاء، وخصوصاً الذين يتوجهون الى الحدود السورية - التركية بالسيارة ويعبرون الحدود سراً قد لا تكشفهم اجهزة مكافحة الارهاب التي تخشى أن تواجه مفاجآت سيئة.
وقال خبير في مكافحة الارهاب إن "القاعدة تقتضي بأن لا يمروا (المسلحون) بدون مساءلة عندما يعودون إذ يتم استدعاؤهم واستجوابهم وابلاغهم بانهم مراقبون". واضاف "لكننا بالتأكيد لا نستطيع ان نكون واثقين من اننا نرصد الجميع والبعض قد يسافرون ويعودون بدون ان نلاحظهم".

وتسمح المراقبة الالكترونية، خصوصاً لبعض الاوساط او المجموعات وكذلك المساعدة التي تحصل عليها الشرطة من عدد متزايد من العائلات القلقة على ابنائها، في معظم الاحيان بالتدخل لدى الشبان خلال استعدادهم للسفر. لكن طالما لم يقوموا بأي عمل غير قانوني، من الصعب ان لم يكن من المستحيل منعهم من التوجه الى تركيا. وتؤكد مصادر قريبة من اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان الاستخبارات التركية تبلغ نظيراتها الاوروبية بشكل دقيق نسبياً بالعائدين. ومن الصعب ان يمر المسلحون الغربيون العائدون من سوريا بدون ان يكشفوا في المنطقة الحدودية التي تخضع لمراقبة شديدة.
وذكر احد هذه المصادر ان الاستخبارات التركية تميل الى ادخال الراغبين في القتال المتوجهين الى سوريا بدون مشاورة باريس او بروكسل او لندن. وامام لائحة اشخاص يشكلون تهديداً محتملاً وهناك عشرة منهم مسجونون، لا تملك اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية وسائل اخضاعهم جميعاً لمراقبة دائمة. وهي تضع لوائح تتضمن اسماء هؤلاء بالتسلسل وفق درجة خطورتهم.
وقال احد المطلعين على الملف إن "فرض مراقبة لـ 24 ساعة يومياً على مشبوه واحد يستخدم في بعض الاحيان ثلاثة او ربعة ارقام هواتف مختلفة يتطلب حوالي ثلاثين شرطياً. كيف يمكننا ان نفعل ذلك؟ يجب وضع لائحة اولويات".

وما ان يصلوا الى سوريا، الى المناطق التي تسيطر عليها "المعارضة" والمجاورة للحدود التركية، يلتحق معظم المسلحين الفرنسيين والاوروبيين بجماعات مرتبطة بـ "القاعدة" او تعتنق فكرها، وخصوصا "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش". ويضيف أنه "من تلك اللحظة، يصبحون (المسلحين) في اغلب الاحيان هم انفسهم من يعطي المحققين العناصر اللازمة لتحديد مدى تورطهم في المجموعات المصنفة "ارهابية" من خلال الرسائل والصور وتسجيلات الفيديو التي يضعونها على الانترنت، ما يساهم في تشكيل ملفاتهم تحسباً لعودتهم.
ويؤكد البعض انهم لا يرغبون في العودة ويسعون الى القتال حتى الموت، لكن آخرين يشعرون بالخوف او بخيبة الامل بعد تكليفهم بمهمات متواضعة فيسلكون طريق العودة بعد اسابيع او اشهر.
ويقول ديفيد تومسون مؤلف كتاب "الجهاديون الفرنسيون" ان "اوائل الفرنسيين وصلوا الى سوريا في 2012، اما بوسائلهم الخاصة منطلقين في مغامرة، او مروراً بتونس والتسجل بشبكة التجنيد التونسية المهمة. لكن ما ان يصلوا حتى يشكلوا مجموعة ويستدعوا رفاقهم".
ويضيف "انهم يعرفون بدقة الى اين سيذهبون ومن سيتولى امرهم"، موضحاً أن "الامر يمكن ان يجري بسرعة وفاعلية كبيرتين. في بعض الاحيان تكفي ثلاثة عناوين على فيسبوك".
* الصليب الأحمر یحاول إدخال جرحی تكفيريين من سوريا إلی لبنان

كشفت معلومات خاصة لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" عن مساع يبذلها ممثلون عن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" مع جهات ومسؤولين في لبنان لإدخال عدد كبير من عناصر العصابات الإرهابية التكفيرية في سوريا إلی لبنان لمعالجتهم من جروح أصيبوا بها خلال المعارك مع الجيش السوري داخل الأراضي السورية.
وأفادت "إرنا" أن ممثلين عن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أجروا الليلة الماضية اتصالات مكثفة مع العديد من المسؤولين اللبنانيين بينهم رؤساء بلديات في قری وبلدات منطقة بعلبك (شرق) لاستكشاف مواقفهم حيال إمكانية نقل المسلحين في سوريا المصابين بجروح والعالقين عند الحدود اللبنانية - السورية مقابل معبر بلدة معربون اللبنانية، مؤكدين أن هؤلاء الجرحی يرغبون بالانتقال من الأراضي السورية إلی الداخل اللبناني من أجل معالجتهم في المستشفيات اللبنانية.
وأكد رئيس إحدی هذه البلديات ممن تم الاتصال بهم من قبل الصليب الأحمر الدولي، في حديث لـ"إرنا" صحة هذه المعلومات مبدياً استغرابه "ليس لمعالجتهم في لبنان فهذا عمل انساني سبق أن قام به لبنان بالتعاون والتنسيق مع حزب الله من قبل، بل الشيء المستغرب عند بعض أبناء منطقتنا الذين استهدفوا من قبل هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية عدة مرات بالصواريخ التي أطلقت عليهم من داخل الأراضي السورية وبالسيارات المفخخة هو لماذا لا يعمل الصليب الأحمر الدولي علی تسهيل عملية انتقالهم إلی بلدة عرسال (المعروفة بتأييدها وتعاطفها مع الإرهابيين التكفيريين) بدل هذا المكان إذا كان هناك فعلاً عمل إنساني بحت؟"
رئيس البلدية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه تسائل عن أماكن إصابة هذه الجماعات "أين أصيبوا هل في يبرود أم في رأس العين أم في فليطا أم في مناطق أخری من القلمون وهل هم فعلاً ممن أصيبوا في المعارك وهل هم سوريون أم من جنسيات أخری؟" مؤكداً أن لديه الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الأمر وقال: "علی كل حال ما يهم أبناء المنطقة هو المحافظة علی أمنهم وأمن بلدهم ليس إلا".
وفی سياق متصل كشف موقع "النشرة" الإخباري اللبناني في تقرير له اليوم عن وجود عشرات المسلحين الجرحی في مستشفی "الرحمة" الميداني المستحدث في بلدة عرسال "ينتظرون بفارغ الصبر أن ينهضوا مجددا علی أقدامهم للعودة مباشرة إلی ساحات القتال". موضحاً أن هؤلاء الجرحی يتوافدون من رأس المعرة وفليطا (البلدتين السوريتين اللتين استعادهما الجيش السوري مؤخراً) مشيراً إلی أن هناك جرحی لا يزالون يرقدون في أسرتهم منذ سقوط يبرود.
* إعلام المعارضة السورية: الجهاديون تسلموا الدفة

تزامنت الأزمة السوريّة مع فورة إعلاميّة، كان للمعارضة الحصّة الأكبر فيها، مع انفتاح وسائل الإعلام العربية والعالمية، على ناشطين وصحافيين سوريين. ومع مرور السنوات الثلاث الماضية، تحوّل بعض أولئك الناشطين من «شهود عيان» إلى «مصادر موثوقة»، و«ناطقين رسميين». إلا أنّهم بدأوا يختفون تدريجياً عن الساحة، وسط تشرذم في تغطية وسائل الإعلام، وتسلّم الجهاديين بصفحاتهم ومواقعهم الراية الإعلامية. فأين اختفى الناشطون؟.
علاء حلبي/جريدة السفير
يشرح ناشط معارض من حلب، يرفض الكشف عن اسمه، الوضع المستجدّ لـ«السفير». يقول الرجل المقيم حالياً في تركيا، إنّ معظم الناشطين الذين عملوا في مجال التغطية الإعلاميّة بداية الأحداث، خرجوا تدريجياً من سوريا، بعضهم حصل على لجوء في أوروبا، وآخرون يعيشون في تركيا، بعدما جمعوا ثروة لا بأس بها خلال عملهم في الميدان، تاركين الساحة للجهاديين.
ويضيف الناشط، الذي يقتصر «نشاطه» في الوقت الحالي على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ بداية الأزمة في سوريا شهدت تدفقاً لأموال ومعدّات من الخارج، لدعم عمليّة نقل مجريات الأحداث، تزامناً مع تشكل مجموعة نوى لفصائل مسلحة. ذلك ما فتح الباب أمام استثمار من نوع جديد، وهو إنشاء «مراكز إعلامية»، تعمل على إنتاج تقارير يوميّة، مدفوعة التكاليف من تلك الفصائل.
كما كانت وسائل الإعلام التي تبث تلك التقارير بدفع تكاليف أخرى، ما يعني وجود موردين من المال في الوقت ذاته، بحسب تعبير الناشط. ويضيف: «كانت الفصائل المسلحة في بدايتها تحتاج لبناء اسم لها، وترويجه في الأوساط الخليجية، من أجل الحصول على أموال إضافية. وكانت تلك المراكز الإعلامية تحصل على مبالغ مالية دورياً، مقابل إنتاج وثائقيّات أو تقارير عن نشاط الفصائل والترويج لها في وسائل الإعلام الخليجية، والأجنبية. كما عملت تلك المراكز نفسها على تسهيل حركة الإعلاميين الأجانب وتأمين سكن لهم، مقابل أجر ساهم بدوره في تشكيل ثروة بعض الناشطين».
مع اتساع رقعة النشاط المسلَّح، صارت الفصائل تتخلّى تدريجياً عن مراكزها الإعلامية، ما أجبر عدداً من الناشطين على ترك العمل الإعلامي، والالتحاق بفصائل يتحكّم فيها متشدّدون. يتابع الناشط: «مع ارتفاع وتيرة المعارك واشتدادها، بدأ الناشطون الإعلاميون يخرجون من سوريا تدريجياً، وتمكّن بعضهم من الالتحاق بوسائل إعلام عربية، والعمل في عواصم خليجية، فيما التحق بعضهم الآخر بصفوف الجهاديين، وذاب في بوتقتهم وانقطعت أخباره، فيما تعرّض آخرون للاعتقال، أو الملاحقة».

انعكس ذلك التحوّل على طريقة متابعة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للأحداث في سوريا. فمع بداية الأحداث ظهرت مجموعة من المواقع والصفحات المختصة بالشأن الميداني، تمحور معظمها حول صفحة وحيدة كبرى هي «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، وعدة شبكات إعلامية داعمة.
ولكن، مع مرور الوقت، بدأت تلك الصفحات بالتكاثر، والتشرذم، والتخصُّص. هكذا، ظهرت عشرات الصفحات المعنيّة بتغطية الأحداث، بطابع محلي ومناطقي، لتنتهي بشبكات تقوم بتغطية الأحداث على مستوى «الحارة». وذلك ما يعدّ انعكاساً لحالة التشرذم التي تعيشها الفصائل المسلَّحة على الأرض، وقياديي المعارضة على منابر السياسة.
وأمام حالة التشرذم تلك، باتت الصفحات «الجهادية» مصدراً لأخبار الفصائل المقاتلة. يقول الناشط: «تحوّل الصحافيون العاملون في وسائل الإعلام المعارضة إلى مجرّد راصدين لصفحات الجهاديين، يستقون منها الأخبار، حتى صارت المنبع الرئيسي لأخبار النشاط المسلح المعارض في سوريا الآن».
مع اندلاع الاشتباكات على الجبهات الشمالية الممتدة إلى تركيا، سواء في حلب، أو في ريف اللاذقية الشمالي (كسب)، يظهر جلياً عجز الناشطين الإعلاميين السوريين عن متابعة الحدث. وحدها «الصفحات الجهادية» تنقل الأخبار، وتبث تسجيلات مصوَّرة لقيادييها وهم يخوضون المعارك. شريط مسجَّل من «النقطة 45» (وهي نقطة إستراتيجية في ريف اللاذقية)، يكشف بدوره أن القيادة الآن باتت بيد «الجهاديين الشيشان».
فالرجل الشيشاني ذو اللحية الحمراء يدير المعركة، ويتحدّث بلغته الأم عن سير المعارك وخطته المستقبلية. كذلك الحال بالنسبة لجبهة حلب، التي يديرها أيضاً مقاتلون من الشيشان. وتبثّ صفحات «جهادية» شيشانيّة آخر تطورات الأحداث في تلك المنطقة، أمام عجز «الناشطين» السوريين حتى عن ترجمة ما يقوله أولئك «القياديون».
***
* نبل والزهراء.. والحصار الصعب
لا تزال بلدتا نبل والزهراء في ريف إدلب محاصرتين من قبل الجماعات المسلحة. حصارٌ يحول دون السماح لأهالي البلدتين بالتوجه إلى الأراضي الزراعية أحد مصادر الدخل الأساسية لهم. الخطف والقتل كانا مصير الكثير من الفلاحين فيما كان الجفاف مصير أراضيهم.
فيديو:
http://www.almayadeen.net/ar/news/sy...B5%D8%B9%D8%A8
تعليق