* بنود اتفاق وشيك بين السعودية و’اسرائيل’
تييري ميسان يكشف المشاريع السرية بين ’إسرائيل’ والسعودية
كشف مؤسس شبكة "فولتير" الإخبارية الصحافي الفرنسي تييري ميسان مضمون المفاوضات السرية بين تل أبيب والرياض.
واذ يقول ميسان في مقاله إن "الاتفاقات السرية التي من المفترض أن تُوقّع اليوم الثلاثاء، على هامش الاتفاق بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني، ستحدد قواعد اللعبة للسنوات العشر القادمة في المنطقة العربية"، يذكر أنه منذ سبعة عشر شهرا (أي منذ الإعلان عن بدء المفاوضات بين واشنطن وطهران) بدأت تل أبيب محادثات سرية مع السعودية بالتوازي مع تلك المفاوضات، والتقت خلالها وفودا عالية المستوى من الجانبين خمس مرات في الهند وإيطاليا والتشيك".
ويشير الى أن "التعاون بين تل أبيب والرياض، يعد جزءا من خطة أمريكية لإنشاء "القوات العربية المشتركة" برعاية جامعة الدول العربية، لكن تحت القيادة العسكرية الإسرائيلية، كما هو مقترح من قبل واشنطن، وتم تفعيل هذه القوة بالفعل في اليمن، حيث يقود جنود إسرائيليون طائرات حربية سعودية في إطار تحالف عربي اتخذ له الإسرائيليون موقعا لقيادة أركانه في أرض "صومالي لاند"، وهي دولة غير معترف بها، تقع على الطرف الآخر من مضيق باب المندب".
ويلفت ميسان الى أن "الرياض تنوي الإعلان رسميا عن هذا التعاون مع تل أبيب ما دامت الأخيرة مستمرة في رفض "مبادرة السلام" العربية المعروضة على جامعة الدول العربية عام 2002، من الأمير عبد الله قبل أن يتوج ملكا بعدها على عرش السعودية".
ويعدّد ميسان بنود الاتفاق السعودي الاسرائيلي وهي كالتالي:
على الصعيد السياسي:
1 - "التحول إلى الديمقراطية" في دول الخليج، بما يعني "إشراك" شعوب الخليج في إدارة بلدانها، مع التأكيد على عدم المساس بالملكيات الوراثية، ونمط الحياة الوهابية.
2 - العمل على تغيير النظام السياسي في طهران (بدلًا من شن الحرب على إيران).
3 - إنشاء دولة كردستان المستقلة من أجل إضعاف إيران وتركيا (رغم كونها حليفا لـ"إسرائيل" منذ وقت طويل)، والعراق وسوريا التي أصبحت ضعيفة بالفعل.
على الصعيد الاقتصادي:
1 -استغلال حقول النفط في "الربع الخالي"، وتشكيل اتحاد بين السعودية واليمن وسلطنة عمان والإمارات.
2 - استغلال حقول النفط في "أوغادين" الواقعة تحت سيطرة إثيوبيا مع تأمين ميناء عدن في اليمن، وبناء جسر يربط جيبوتي باليمن.

الخاسر الأكبر من الاتفاق المزمع فلسطين
السعودية:
منذ نشأتها، تحافظ المملكة الوهابية على علاقات مميزة مع الولايات المتحدة، بينما كانت تعتبر الاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا خصما لها، ويبدو أن هذا الأمر بدأ يتغير.
في هذا السياق، أثارت زيارة محمد بن سلمان نجل ملك السعودية إلى روسيا جدلا واسعا، وتحدثت تقارير صحفية عن أنه يريد التفاوض على وقف المساعدات الروسية إلى سوريا. وكان يرافقه عدد من الوزراء ورجال الأعمال، وشارك الوفد السعودي في المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرج، وكان في استقبال الأمير السعودي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهناك أهمية كبيرة للاتفاقيات الاقتصادية والتعاونية التي تم التوقيع عليها، والتي تنبئ بسياسة جديدة. فقد اشترت السعودية 16 محطة طاقة نووية، ووافقت على الانضمام إلى برنامج بحوث الفضاء الروسي، وعقدت اتفاقيات نفطية غير منشورة في الوقت الراهن.
ولإزالة أي غموض بشأن هذه المصالحة السعودية الروسية، أعلن بوتين أن روسيا لم تغير دعمها لسوريا وستساعد في التوصل لأي حل سياسي يوافق رغبات الشعب السوري.
الخاسرون من إعادة ترتيب الأوراق:
كل شيء يوحي أنه بمجرد عقد الاتفاق النووي الإيراني، فسيكون هناك عدد من الخاسرين:
* سيتم حرمان الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير، والمطالبة بحق العودة التي ناضل من أجلها ثلاثة أجيال.
* تركيا التي قد تدفع ثمنا باهظا لحلمها بإعادة هيمنتها على المنطقة، ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وربما هزيمتها في سوريا.
* فرنسا، التي سعت طوال أربع سنوات لاستعادة مصالحها الاستعمارية في المنطقة، ثم وجدت نفسها في نهاية المطاف تخدم على كل من "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية.
***
* انعكاسات ’ألزهايمر’ الملك السعودي.. محمد بن سلمان يبسط نفوذه
مجتهد: الملك سلمان لا يتذكّر شيئا من مكالماته ولقاءاته
كشف المغرّد السعودي مجتهد أن الغضب يسود أوساط أبناء الملك السعودي الراحل عبد العزيز، وذلك بسبب ما اكتشفوه مؤخرا حول ما يحدث بعد مكالمتهم للملك سلمان أو مقابلته شخصيا وطريقة استغلال المحمدين (وزيرا الداخلية محمد بن نايف والدفاع محمد بن سلمان) لـ"ألزهايمر" الملك.
وأوضح مجتهد أنه تبيّن لأوساط أبناء الملك عبد العزيز أن الملك الحالي ينسى ما جرى في المكالمة أو المقابلة بعد دقائق من إجرائها، لكن المحتوى يكون مسجلا فيُعرض على محمد بن سلمان وهو الذي يتخذ القرار، وأضاف "تبين لهم أن صدور القرار (أو الجواب) من الملك ليس إلّا شكليا، وأن صاحب القرار الحقيقي هو محمد بن سلمان الذي صار يطلق عليه لقب "الملك الذهبي".. كما تبين لهم أن محمد بن نايف يتحمل جزءا من المسؤولية لأن نسخة من التسجيلات تصله وينسق معه محمد بن سلمان صيغة القرار وطريقة إيصاله للأعمام، ومرّ بالتجرية من أبناء عبدالعزيز بندر ومشعل وعبدالرحمن وطلال وتركي وممدوح وعبدالاله وأحمد ومشهور ومقرن وأما متعب ونواف فحالتهم الصحية لا تسمح".

الملك سلمان وابنه وزير الدفاع
واعتبر مجتهد أن المشكلة تكمن في أن الشكوى الى الملك لن تنفعهم، لأنه ينسى بعد دقائق ثم ينتقم منهم ابنه محمد وهم لا يملكون الجرأة بأن يعلنوا أن الملك عاجز عقليا فكلهم جبناء مترددون"، وتابع "يسود في أوساطهم تذمر من طريقة إيراد الإعلام لمرافقة عبدالإله ومقرن للملك في رحلة المدينة وما شاهدوه من موقف يشبه الإهانة تعرض له عبد الإله".
هذا ووعد مجتهد بنشر "تفاصيل القصة الكاملة لاستيلاء أمير حائل -بالتعاون مع التويجري- على أرض الحرس (17مليون م) وماذا فعل للمواطنين الذين احتجوا عند الملك".
***
* نيويورك تايمز: السعودية لاتختلف عن "داعش"

قالت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الحملة الجوية الواسعة التي تشنها السعودية منذ شهر مارس على جارتها اليمن لم تحقق اهدافها، لكنها نجحت في تدمير اليمن، وقتل وجرح الآلاف من المدنيين، وتشريد مئات الآلاف، وسط نقص حاد في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، إضافة لوضعها استراتيجية هدم مواقع التراث العالمي الكبير.
وأوضحت الصحيفة (بحسب موقع يمني برس) ان اليونسكو تلقت معلومات عن أضرار لحقت بـ”سد مأرب القديم” في 31 مايو 2015، إثر غارة جوية لطيران العدوان السعودي، وأكدت المنظمة، أن الغارات ألحقت أضراراً مباشرة بجدرانه التاريخية القديمة، وأوضحت أن النقوش السبئية القديمة على جدران السد من المتوقع أنها تأثرت كذلك بسبب القصف. وعبرت منظمة اليونيسكو عن قلقها، مؤكدة ان السعودية تدمر الحضارة الاسلامية في اليمن.
وتتابع الصحيفة: لايوجد هناك سبب شرعي لمهاجمة هذه النصب القديمة. فهي ليست هدفاً عسكرياً، كما أنها تقع في منطقة غير مأهولة على حافة الصحراء الرملية السبئية، ولذا لا يوجد لديها قيمة استراتيجية.
تدنيس هذه المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، فضلاً عن الهندسة المعمارية والبنية التحتية للمدن اليمن التاريخية، يعتبر دماراً واستهدافاً منظمًا للتراث العالمي اليمني.
لايوجد أي مبرر للسعودية في قصف وتدمير هذه المواقع التراثية الثقافية والحضارة اليمنية القديمة، سوى أنه نفس الفكر “الظلامي” الذي تبرره “داعش” في تدميرها لمواقع التراث الثقافي. ليس هناك تفسير آخر على العدوان السعودي على هذه الكنوز الأثرية التي لا يمكن أن يستغني عنها العالم.
وبالتالي فالسعودية هي المسؤولة ليس فقط بسبب تدمير بلد من 25 مليون شخص، والذي يعاني الآن من المجاعة، وتدهور الأوضاع الصحية ونقص الإمدادات الطبية، ولكن أيضاً لوضعها استراتيجية هدم مواقع التراث العالمي الكبير. هذا التخريب الثقافي السعودي من الصعب اختلافها عن "داعش".
ويعتبر العديد من المراقبين، أن اليمن هي المنزل التاريخي للملكة سبأ، واليمن أحد جواهر العصور البشرية القديمة العظيمة، بموروثها للمعابد الرائعة، ومشاريع إدارة المياه والمدن الشاهقة التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين. هذه الثروة الثقافية لا تقتصر على المواقع الأثرية فحسب، بل إن ثلاثاً من مدن اليمن على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
اليمن، هي مهد الحضارة البشرية: ستون ألف سنة، والتي منها بدأ الإنسان في وقت مبكر بالمشي. علماء الآثار وجدوا بقايا من ثقافات ما قبل التاريخ لمسافرين أبحروا البحر الأحمر والبحار العربية قبل 8000 سنة. هؤلاء المسافرون والتجار تركوا وراءهم المغليثية العريقة والمثيرة للإعجاب.
***
* عسيري عن "ويكيليكس": لسنا خجولين من أي شيء!
اعتبر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري انه "سياسة السعودية معروفة في لبنان سواء رأينا ذلك ام لا في "ويكيليكس"، واضاف "اذا كانت السعودية تدعم أي جهة سياسية او حزب فهي تصب في مصلحة لبنان"!
وقال عسيري في حديث له الثلاثاء، نقله موقع المنار: "سياسة المملكة واضحة تجاه الجميع واعمالها تتحدث عنها".. واكد "استمرار المملكة في عمل الخير في لبنان ونحن لسنا خجولين من اي شيء"، مدعيا ان اي "دعم يصب في مصلحة المؤسسات ومصلحة لبنان"، مؤكدا ان "المساعدة للجيش لا تزال قائمة".
وحول المفاوضات النووية الايرانية - الاميركية، رأى عسيري ان "هذا شأن ايران وأميركا"!
***
* مفاعلات آل سعود النووية في مواجهة ايران
علي مراد/ الاخبار
ما إن أعلنت قناة «العربية» التابعة لنظام آل سعود أن العنوان الرئيسي والأبرز للقاء الذي جمع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو كشف السعودية، عبر مصادر خاصة لها، أن الاخيرة تعتزم بناء 16 مفاعلاً نووياً للأغراض السلمية ومصادر الطاقة والمياه، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات السعوديين الذين أعربوا عن سعادتهم واعتزازهم بهذا الإنجاز، فهللوا وكبّروا وحمدوا الله على «نعمة» وجود «سلمان الحزم» وابنه، حتى أن الحميّة أخذت البعض منهم في اعتبار هذا الاعلان صفعة قوية لأوباما «الشيعي»، وأن زمن الارتهان للأميركي قد انتهى الى غير رجعة.
الخبر لافت لا شك، ولكن أن تكتفي وكالة الانباء السعودية والصحف الرسمية بالاشارة الى توقيع اتفاقات في مجال الطاقة والمياه والتعاون العسكري خلال زيارة بن سلمان الى موسكو فقط من دون ذكر اي تفاصيل، فإن ذلك يوحي بغموض حول دقة المعلومة. هل تم الاتفاق على أن تبني موسكو المفاعلات الـ 16 منفردة، أم أنها ستتعاون اضافة الى دول نووية أخرى في بنائها؟
الثابت حتى الآن أن آل سعود اتخذوا قرار إنشاء برنامج نووي للأغراض السلمية «كما يدعون»، لكن هناك علامات استفهام تحوم حول الخطوة السعودية، خصوصاً إن إعلانها جاء على مسافة عشرة ايام فقط من انتهاء المهلة المحددة لإنجاز اتفاق نهائي بين الدول الست وايران حول ملفها النووي.
لماذا استقر الإعلان السعودي على 16 مفاعلاً وليس 8 أو 10 مثلاً؟ هل للأمر علاقة بالمفاعلات النووية الايرانية التي يبلغ عدد المنتجة منها لليورانيوم المخصب 4 على ان ينضم اليها بوشهر قريباً؟ هل لقصة العدد خلفيات كيدية بدوية كأن يضربوا عدد المفاعلات النووية الايرانية بأربعة للإيحاء بالتفوق على الايرانيين؟
أسئلة كثيرة وكبيرة بحاجة الى توضيح تتعلق بقدرة السعوديين على تدشين برنامج نووي، فإسلام أباد أعلنت الشهر الماضي صراحة رفضها القاطع لبيع اي قطعة من ترسانتها النووية لأي دولة كانت، او حتى نقل التقنية الى اي طرف آخر التزاماً منها بمعاهدة الحد من الانتشار النووي.
ثم لماذا اللجوء الى روسيا لإنجاز برنامج كهذا في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا لم يذهبوا الى حليفتهم واشنطن لتنجز لهم ما يطمحون اليه؟ وهل الأمر لا يعدوا كونه مجرد «فشة خلق» في وجه أوباما الذي أدار لهم ظهره بإصراره على انجاز الاتفاق مع ايران من دون أخذ مخاوفهم بعين الاعتبار؟
أما السؤال الأكبر فهو: هل سترضى «إسرائيل» بوجود برنامج نووي عربي في المنطقة؟ أم أن الجنرال الصغير بن سلمان ضمن موافقة الصهاينة على برنامجه المزعوم، في ظل تقاطع المصالح بين مملكة أجداده و«إسرائيل» في الآونة الأخيرة على خلفية تكريس ايران كقوة نووية في منطقة الشرق الأوسط باعتراف غربي بذلك؟
ويبقى هناك تساؤل مشروع يتعلق بقدرة آل سعود على حماية برنامجهم النووي إن قُدِّر له أن يرى النور، فنظامهم يحوي أكبر قاعدة مؤيدة لفكر «داعش» وممارساته ويفرّخ عناصر وقيادات تدعو للإطاحة بنظام آل سعود. هل يضمنون لحلفائهم الغربيين أن المفاعلات لن تقع بأيدي «داعش»، او على الأقل ضمان حمايتها من هجمات داعشية؟
أما بالنسبة إلى الروس، فإنّ بوتين يعلم جيداً أن السعودي إنما أتى اليه على قدميه.. المؤكد أن سعي موسكو لتعزيز وجودها في المياه الدافئة يتكرس كل يوم، فمن سوريا وتفكيك أذرع ضربها من قبل الغرب قبل عامين الى مصر وصفقات التسلح التي تم توقيعها مع السيسي وصولاً الى اتفاق نووي مع السعودية حتى وإن تبين لاحقاً أنه مجرد فقاعة إعلامية في وجه أوباما، يعلن بوتين للأميركيين أنه يستحوذ على أوراق نفوذهم في منطقة الشرق الاوسط ويواجههم في شرق اوروبا، ولا يمكن إغفال الحاجة الروسية للمال السعودي في هذه المرحلة، والغرب يفرض عليه العقوبات ويحاصره اقتصادياً.
لكن لا يميلنّ أحد الى الاعتقاد بأن التقرّب السعودي من بوتين سوف يكون على حساب موقفه من سوريا، فبندر ابن عم بن سلمان يمتلك حنكة في السياسة أكثر من الامير الصغير حديث العهد، ولن يفلح في انجاز ما اخفق ابن عمه قبله في تحقيقه ولو دفع عشرات مليارات الدولارات.
***
* السعودية، بين المطرقة النووية وسندان الإرهاب

أمين أبوراشد
ربما آن الأوان لدول الخليج أن تستفيق على واقعٍ جديد، مع اقتراب مفاوضات الملف النووي بين إيران ودول "الخمسة زائد واحد" من خواتيمها في الثلاثين من يونيو/ حزيران مع احتمال تمديد التشاور لعدة أيام أو ربما أكثر لإزالة النقاط الخلافية الباقية، لأن القرار بإنهاء هذا الملف هو لصالح الغرب قبل أن يكون مصلحة إيرانية، وسواء تم إقرار الإتفاق المبدئي أو تمَّت تجزئته الى ثلاث مراحل كم تسرَّب أمس من فيينا، فليس أبلغ من كلام رئيس مجلس الشورى الإيراني السيد علي لاريجاني في تصريحه منذ أيام: أن كلام بعض وزراء الخارجية الغربيين عن عراقيل مع اقتراب نهاية المفاوضات ليس إلا كلاماً دعائياً، متوجها الى الغرب قائلا: "لا تجبروا إيران على مواصلة تقدمها النووي بشكل أسرع لأنكم ستضطرون لدفع المزيد مستقبلاً".
ليس عبثياً كلام شخصية رفيعة كالسيد لاريجاني، لأن إيران ضاقت ذرعاً من تذبذب المواقف الغربية المُرافقة لهذه المفاوضات وبشكلٍ خاص المواقف الفرنسية، لأن باريس منذ بدايات البحث في هذا الملف عَرَضت في عهد ساركوزي ومن منطلق تجاري بحت، أن تتولى تخصيب اليورانيوم الإيراني على أراضيها، وكان الرفض الإيراني من المنطلق السيادي الذي لا مساومة عليه في بلدٍ صمد شعبه تحت حصارٍ جائرٍ على مدى عشر سنوات ولم ينكسِر للغرب على حساب سيادته.
ولم يعُد مهماً أن ترضى دول الخليج وفي طليعتها مملكة آل سعود او ترفض حقوق إيران النووية السلمية، لأن الحبر لم يجفّ بعد عن إتفاقيات عقدها وليّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان مع روسيا خلال زيارته الأخيرة لها ومن ضمنها ما يرتبط بإنتاج الطاقة النووية، لأن الأهم من وقف الإعتراض الذي لا طائل منه على الطموحات الإيرانية هو وقف الحروب التكفيرية التي ابتدعتها وموَّلتها بعض دول الخليج في سوريا والعراق واليمن على هامش استعراض العضلات في مواجهة إيران.
إن المُتابع لتصريحات المحلِّلين الكويتيين وغالبيتهم من نواب مجلس الأمّة أو من النواب السابقين تعليقاً على مجزرة مسجد الإمام الصادق، يتبيَّن له بوضوح حجم الرعب الذي تعيشه كافة دول الخليج، من عمليات "الذئاب المنفردة" التي أعلنتها داعش، وأقرَّ نائب كويتي سابق في إطلالة على إحدى الفضائيات مساء الأحد الماضي، أن "الوحش الذي ربَّيناه" وتركناه يعبث بأمن شعوب المنطقة وبخاصة في سوريا والعراق سوف يرتدُّ علينا، وسندفع الثمن من أمن وسلامة بلداننا عاجلاً أم آجلاً، لأن الوحش قد أفلت من عقاله ولم يُعد بحاجة الى تمويلنا، وهو يموِّل نفسه بنفسه من السرقة والنهب ومن الموارد الطبيعية التي يصل إليها ويأتي النفط في طليعتها.
أولاً: إن الملف النووي الإيراني قد خرج من التداول في علاقات أميركا والغرب بالسعودية، لا بل أن نجاح المفاوضات في هذا الملف سيكون أقلّ ضرراً على السعودية لأنها لن تتحمَّل ردَّة الفعل الإيرانية على المستوى السياسي والديبلوماسي لو تعرقلت هذه المفاوضات.
ثانياً: إن الوحش التكفيري الذي تربَّى بدعم أميركي خليجي مشترك قِبلته في النهاية الكعبة المشرِّفة كما سبق وصرَّحت مصادر داعش علناً، وما على السعودية سوى تقليم مخالبه في سوريا والعراق قبل أن تمتدّ هذه المخالب إليها والى سائر دول الخليج.
ثالثاً: إن السعودية التي ورَّطت نفسها في حرب اليمن لمقارعة إيران قد خسِرت هذه الحرب وسوف تتلقى تداعياتها سواء عبر الإنتقام الإرتدادي على حدودها الجنوبية القريبة أو في عمق العاصمة الرياض عبر صاروخ سكود الذي دكَّ قاعدة عسكرية ليلة أمس، أو بثورة الجياع التي بدأت تلوح منذ أكثر من شهر وتهدِّد نصف الشعب اليمني بالموت وبالتالي تهدِّد بالإنفجار البشري بوجه السعودية.
وفي المحصِّلة، فإن التصريح العنيف لرئيس الوزراء البريطاني نتيجة مقتل ثلاثين من مواطنيه في منتجع سوسة التونسي، وما حصل في ليون الفرنسية وبعدها مجزرة الكويت، والإغتيالات الإرهابية التي تحصل في مصر وكان آخرها مقتل النائب العام، وما ترتكبه "الذئاب المنفردة" في أكثر من دولة في الإقليم والعالم، سيدفع بالسعودية عاجلاً جداً لفتح ذراعيها والترحيب بالإنجاز النووي الإيراني الذي سيغدو أمراً واقعاً، وستجد نفسها صاغرة لحجم إيران الإقليمي والدولي، في بحثها عمَّن يُنقذها من مستنقع اليمن أولاً وثانياً من جحيم ارتدادات الإرهاب عليها وعلى سائر بلدان الخليج، خاصة بعد انتفاضة الدبّ الروسي أمس وإعلانه دعم الأسد بكل إمكاناته لمحاربة جحافل التكفير التي تخرَّجت من المدارس الوهَّابية، وستدفع كافة دول الإقليم بما فيها عرش آل سعود أثماناً باهظة وعلى مدى سنوات طويلة للقضاء عليها..
تييري ميسان يكشف المشاريع السرية بين ’إسرائيل’ والسعودية
كشف مؤسس شبكة "فولتير" الإخبارية الصحافي الفرنسي تييري ميسان مضمون المفاوضات السرية بين تل أبيب والرياض.
واذ يقول ميسان في مقاله إن "الاتفاقات السرية التي من المفترض أن تُوقّع اليوم الثلاثاء، على هامش الاتفاق بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني، ستحدد قواعد اللعبة للسنوات العشر القادمة في المنطقة العربية"، يذكر أنه منذ سبعة عشر شهرا (أي منذ الإعلان عن بدء المفاوضات بين واشنطن وطهران) بدأت تل أبيب محادثات سرية مع السعودية بالتوازي مع تلك المفاوضات، والتقت خلالها وفودا عالية المستوى من الجانبين خمس مرات في الهند وإيطاليا والتشيك".
ويشير الى أن "التعاون بين تل أبيب والرياض، يعد جزءا من خطة أمريكية لإنشاء "القوات العربية المشتركة" برعاية جامعة الدول العربية، لكن تحت القيادة العسكرية الإسرائيلية، كما هو مقترح من قبل واشنطن، وتم تفعيل هذه القوة بالفعل في اليمن، حيث يقود جنود إسرائيليون طائرات حربية سعودية في إطار تحالف عربي اتخذ له الإسرائيليون موقعا لقيادة أركانه في أرض "صومالي لاند"، وهي دولة غير معترف بها، تقع على الطرف الآخر من مضيق باب المندب".
ويلفت ميسان الى أن "الرياض تنوي الإعلان رسميا عن هذا التعاون مع تل أبيب ما دامت الأخيرة مستمرة في رفض "مبادرة السلام" العربية المعروضة على جامعة الدول العربية عام 2002، من الأمير عبد الله قبل أن يتوج ملكا بعدها على عرش السعودية".
ويعدّد ميسان بنود الاتفاق السعودي الاسرائيلي وهي كالتالي:
على الصعيد السياسي:
1 - "التحول إلى الديمقراطية" في دول الخليج، بما يعني "إشراك" شعوب الخليج في إدارة بلدانها، مع التأكيد على عدم المساس بالملكيات الوراثية، ونمط الحياة الوهابية.
2 - العمل على تغيير النظام السياسي في طهران (بدلًا من شن الحرب على إيران).
3 - إنشاء دولة كردستان المستقلة من أجل إضعاف إيران وتركيا (رغم كونها حليفا لـ"إسرائيل" منذ وقت طويل)، والعراق وسوريا التي أصبحت ضعيفة بالفعل.
على الصعيد الاقتصادي:
1 -استغلال حقول النفط في "الربع الخالي"، وتشكيل اتحاد بين السعودية واليمن وسلطنة عمان والإمارات.
2 - استغلال حقول النفط في "أوغادين" الواقعة تحت سيطرة إثيوبيا مع تأمين ميناء عدن في اليمن، وبناء جسر يربط جيبوتي باليمن.

الخاسر الأكبر من الاتفاق المزمع فلسطين
السعودية:
منذ نشأتها، تحافظ المملكة الوهابية على علاقات مميزة مع الولايات المتحدة، بينما كانت تعتبر الاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا خصما لها، ويبدو أن هذا الأمر بدأ يتغير.
في هذا السياق، أثارت زيارة محمد بن سلمان نجل ملك السعودية إلى روسيا جدلا واسعا، وتحدثت تقارير صحفية عن أنه يريد التفاوض على وقف المساعدات الروسية إلى سوريا. وكان يرافقه عدد من الوزراء ورجال الأعمال، وشارك الوفد السعودي في المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرج، وكان في استقبال الأمير السعودي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهناك أهمية كبيرة للاتفاقيات الاقتصادية والتعاونية التي تم التوقيع عليها، والتي تنبئ بسياسة جديدة. فقد اشترت السعودية 16 محطة طاقة نووية، ووافقت على الانضمام إلى برنامج بحوث الفضاء الروسي، وعقدت اتفاقيات نفطية غير منشورة في الوقت الراهن.
ولإزالة أي غموض بشأن هذه المصالحة السعودية الروسية، أعلن بوتين أن روسيا لم تغير دعمها لسوريا وستساعد في التوصل لأي حل سياسي يوافق رغبات الشعب السوري.
الخاسرون من إعادة ترتيب الأوراق:
كل شيء يوحي أنه بمجرد عقد الاتفاق النووي الإيراني، فسيكون هناك عدد من الخاسرين:
* سيتم حرمان الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير، والمطالبة بحق العودة التي ناضل من أجلها ثلاثة أجيال.
* تركيا التي قد تدفع ثمنا باهظا لحلمها بإعادة هيمنتها على المنطقة، ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وربما هزيمتها في سوريا.
* فرنسا، التي سعت طوال أربع سنوات لاستعادة مصالحها الاستعمارية في المنطقة، ثم وجدت نفسها في نهاية المطاف تخدم على كل من "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية.
***
* انعكاسات ’ألزهايمر’ الملك السعودي.. محمد بن سلمان يبسط نفوذه
مجتهد: الملك سلمان لا يتذكّر شيئا من مكالماته ولقاءاته
كشف المغرّد السعودي مجتهد أن الغضب يسود أوساط أبناء الملك السعودي الراحل عبد العزيز، وذلك بسبب ما اكتشفوه مؤخرا حول ما يحدث بعد مكالمتهم للملك سلمان أو مقابلته شخصيا وطريقة استغلال المحمدين (وزيرا الداخلية محمد بن نايف والدفاع محمد بن سلمان) لـ"ألزهايمر" الملك.
وأوضح مجتهد أنه تبيّن لأوساط أبناء الملك عبد العزيز أن الملك الحالي ينسى ما جرى في المكالمة أو المقابلة بعد دقائق من إجرائها، لكن المحتوى يكون مسجلا فيُعرض على محمد بن سلمان وهو الذي يتخذ القرار، وأضاف "تبين لهم أن صدور القرار (أو الجواب) من الملك ليس إلّا شكليا، وأن صاحب القرار الحقيقي هو محمد بن سلمان الذي صار يطلق عليه لقب "الملك الذهبي".. كما تبين لهم أن محمد بن نايف يتحمل جزءا من المسؤولية لأن نسخة من التسجيلات تصله وينسق معه محمد بن سلمان صيغة القرار وطريقة إيصاله للأعمام، ومرّ بالتجرية من أبناء عبدالعزيز بندر ومشعل وعبدالرحمن وطلال وتركي وممدوح وعبدالاله وأحمد ومشهور ومقرن وأما متعب ونواف فحالتهم الصحية لا تسمح".

الملك سلمان وابنه وزير الدفاع
واعتبر مجتهد أن المشكلة تكمن في أن الشكوى الى الملك لن تنفعهم، لأنه ينسى بعد دقائق ثم ينتقم منهم ابنه محمد وهم لا يملكون الجرأة بأن يعلنوا أن الملك عاجز عقليا فكلهم جبناء مترددون"، وتابع "يسود في أوساطهم تذمر من طريقة إيراد الإعلام لمرافقة عبدالإله ومقرن للملك في رحلة المدينة وما شاهدوه من موقف يشبه الإهانة تعرض له عبد الإله".
هذا ووعد مجتهد بنشر "تفاصيل القصة الكاملة لاستيلاء أمير حائل -بالتعاون مع التويجري- على أرض الحرس (17مليون م) وماذا فعل للمواطنين الذين احتجوا عند الملك".
***
* نيويورك تايمز: السعودية لاتختلف عن "داعش"

قالت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الحملة الجوية الواسعة التي تشنها السعودية منذ شهر مارس على جارتها اليمن لم تحقق اهدافها، لكنها نجحت في تدمير اليمن، وقتل وجرح الآلاف من المدنيين، وتشريد مئات الآلاف، وسط نقص حاد في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، إضافة لوضعها استراتيجية هدم مواقع التراث العالمي الكبير.
وأوضحت الصحيفة (بحسب موقع يمني برس) ان اليونسكو تلقت معلومات عن أضرار لحقت بـ”سد مأرب القديم” في 31 مايو 2015، إثر غارة جوية لطيران العدوان السعودي، وأكدت المنظمة، أن الغارات ألحقت أضراراً مباشرة بجدرانه التاريخية القديمة، وأوضحت أن النقوش السبئية القديمة على جدران السد من المتوقع أنها تأثرت كذلك بسبب القصف. وعبرت منظمة اليونيسكو عن قلقها، مؤكدة ان السعودية تدمر الحضارة الاسلامية في اليمن.
وتتابع الصحيفة: لايوجد هناك سبب شرعي لمهاجمة هذه النصب القديمة. فهي ليست هدفاً عسكرياً، كما أنها تقع في منطقة غير مأهولة على حافة الصحراء الرملية السبئية، ولذا لا يوجد لديها قيمة استراتيجية.
تدنيس هذه المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، فضلاً عن الهندسة المعمارية والبنية التحتية للمدن اليمن التاريخية، يعتبر دماراً واستهدافاً منظمًا للتراث العالمي اليمني.
لايوجد أي مبرر للسعودية في قصف وتدمير هذه المواقع التراثية الثقافية والحضارة اليمنية القديمة، سوى أنه نفس الفكر “الظلامي” الذي تبرره “داعش” في تدميرها لمواقع التراث الثقافي. ليس هناك تفسير آخر على العدوان السعودي على هذه الكنوز الأثرية التي لا يمكن أن يستغني عنها العالم.
وبالتالي فالسعودية هي المسؤولة ليس فقط بسبب تدمير بلد من 25 مليون شخص، والذي يعاني الآن من المجاعة، وتدهور الأوضاع الصحية ونقص الإمدادات الطبية، ولكن أيضاً لوضعها استراتيجية هدم مواقع التراث العالمي الكبير. هذا التخريب الثقافي السعودي من الصعب اختلافها عن "داعش".
ويعتبر العديد من المراقبين، أن اليمن هي المنزل التاريخي للملكة سبأ، واليمن أحد جواهر العصور البشرية القديمة العظيمة، بموروثها للمعابد الرائعة، ومشاريع إدارة المياه والمدن الشاهقة التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين. هذه الثروة الثقافية لا تقتصر على المواقع الأثرية فحسب، بل إن ثلاثاً من مدن اليمن على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
اليمن، هي مهد الحضارة البشرية: ستون ألف سنة، والتي منها بدأ الإنسان في وقت مبكر بالمشي. علماء الآثار وجدوا بقايا من ثقافات ما قبل التاريخ لمسافرين أبحروا البحر الأحمر والبحار العربية قبل 8000 سنة. هؤلاء المسافرون والتجار تركوا وراءهم المغليثية العريقة والمثيرة للإعجاب.
***
* عسيري عن "ويكيليكس": لسنا خجولين من أي شيء!

اعتبر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري انه "سياسة السعودية معروفة في لبنان سواء رأينا ذلك ام لا في "ويكيليكس"، واضاف "اذا كانت السعودية تدعم أي جهة سياسية او حزب فهي تصب في مصلحة لبنان"!
وقال عسيري في حديث له الثلاثاء، نقله موقع المنار: "سياسة المملكة واضحة تجاه الجميع واعمالها تتحدث عنها".. واكد "استمرار المملكة في عمل الخير في لبنان ونحن لسنا خجولين من اي شيء"، مدعيا ان اي "دعم يصب في مصلحة المؤسسات ومصلحة لبنان"، مؤكدا ان "المساعدة للجيش لا تزال قائمة".
وحول المفاوضات النووية الايرانية - الاميركية، رأى عسيري ان "هذا شأن ايران وأميركا"!
***
* مفاعلات آل سعود النووية في مواجهة ايران

علي مراد/ الاخبار
ما إن أعلنت قناة «العربية» التابعة لنظام آل سعود أن العنوان الرئيسي والأبرز للقاء الذي جمع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو كشف السعودية، عبر مصادر خاصة لها، أن الاخيرة تعتزم بناء 16 مفاعلاً نووياً للأغراض السلمية ومصادر الطاقة والمياه، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات السعوديين الذين أعربوا عن سعادتهم واعتزازهم بهذا الإنجاز، فهللوا وكبّروا وحمدوا الله على «نعمة» وجود «سلمان الحزم» وابنه، حتى أن الحميّة أخذت البعض منهم في اعتبار هذا الاعلان صفعة قوية لأوباما «الشيعي»، وأن زمن الارتهان للأميركي قد انتهى الى غير رجعة.
الخبر لافت لا شك، ولكن أن تكتفي وكالة الانباء السعودية والصحف الرسمية بالاشارة الى توقيع اتفاقات في مجال الطاقة والمياه والتعاون العسكري خلال زيارة بن سلمان الى موسكو فقط من دون ذكر اي تفاصيل، فإن ذلك يوحي بغموض حول دقة المعلومة. هل تم الاتفاق على أن تبني موسكو المفاعلات الـ 16 منفردة، أم أنها ستتعاون اضافة الى دول نووية أخرى في بنائها؟
الثابت حتى الآن أن آل سعود اتخذوا قرار إنشاء برنامج نووي للأغراض السلمية «كما يدعون»، لكن هناك علامات استفهام تحوم حول الخطوة السعودية، خصوصاً إن إعلانها جاء على مسافة عشرة ايام فقط من انتهاء المهلة المحددة لإنجاز اتفاق نهائي بين الدول الست وايران حول ملفها النووي.
لماذا استقر الإعلان السعودي على 16 مفاعلاً وليس 8 أو 10 مثلاً؟ هل للأمر علاقة بالمفاعلات النووية الايرانية التي يبلغ عدد المنتجة منها لليورانيوم المخصب 4 على ان ينضم اليها بوشهر قريباً؟ هل لقصة العدد خلفيات كيدية بدوية كأن يضربوا عدد المفاعلات النووية الايرانية بأربعة للإيحاء بالتفوق على الايرانيين؟
أسئلة كثيرة وكبيرة بحاجة الى توضيح تتعلق بقدرة السعوديين على تدشين برنامج نووي، فإسلام أباد أعلنت الشهر الماضي صراحة رفضها القاطع لبيع اي قطعة من ترسانتها النووية لأي دولة كانت، او حتى نقل التقنية الى اي طرف آخر التزاماً منها بمعاهدة الحد من الانتشار النووي.
ثم لماذا اللجوء الى روسيا لإنجاز برنامج كهذا في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا لم يذهبوا الى حليفتهم واشنطن لتنجز لهم ما يطمحون اليه؟ وهل الأمر لا يعدوا كونه مجرد «فشة خلق» في وجه أوباما الذي أدار لهم ظهره بإصراره على انجاز الاتفاق مع ايران من دون أخذ مخاوفهم بعين الاعتبار؟
أما السؤال الأكبر فهو: هل سترضى «إسرائيل» بوجود برنامج نووي عربي في المنطقة؟ أم أن الجنرال الصغير بن سلمان ضمن موافقة الصهاينة على برنامجه المزعوم، في ظل تقاطع المصالح بين مملكة أجداده و«إسرائيل» في الآونة الأخيرة على خلفية تكريس ايران كقوة نووية في منطقة الشرق الأوسط باعتراف غربي بذلك؟
ويبقى هناك تساؤل مشروع يتعلق بقدرة آل سعود على حماية برنامجهم النووي إن قُدِّر له أن يرى النور، فنظامهم يحوي أكبر قاعدة مؤيدة لفكر «داعش» وممارساته ويفرّخ عناصر وقيادات تدعو للإطاحة بنظام آل سعود. هل يضمنون لحلفائهم الغربيين أن المفاعلات لن تقع بأيدي «داعش»، او على الأقل ضمان حمايتها من هجمات داعشية؟
أما بالنسبة إلى الروس، فإنّ بوتين يعلم جيداً أن السعودي إنما أتى اليه على قدميه.. المؤكد أن سعي موسكو لتعزيز وجودها في المياه الدافئة يتكرس كل يوم، فمن سوريا وتفكيك أذرع ضربها من قبل الغرب قبل عامين الى مصر وصفقات التسلح التي تم توقيعها مع السيسي وصولاً الى اتفاق نووي مع السعودية حتى وإن تبين لاحقاً أنه مجرد فقاعة إعلامية في وجه أوباما، يعلن بوتين للأميركيين أنه يستحوذ على أوراق نفوذهم في منطقة الشرق الاوسط ويواجههم في شرق اوروبا، ولا يمكن إغفال الحاجة الروسية للمال السعودي في هذه المرحلة، والغرب يفرض عليه العقوبات ويحاصره اقتصادياً.
لكن لا يميلنّ أحد الى الاعتقاد بأن التقرّب السعودي من بوتين سوف يكون على حساب موقفه من سوريا، فبندر ابن عم بن سلمان يمتلك حنكة في السياسة أكثر من الامير الصغير حديث العهد، ولن يفلح في انجاز ما اخفق ابن عمه قبله في تحقيقه ولو دفع عشرات مليارات الدولارات.
***
* السعودية، بين المطرقة النووية وسندان الإرهاب

أمين أبوراشد
ربما آن الأوان لدول الخليج أن تستفيق على واقعٍ جديد، مع اقتراب مفاوضات الملف النووي بين إيران ودول "الخمسة زائد واحد" من خواتيمها في الثلاثين من يونيو/ حزيران مع احتمال تمديد التشاور لعدة أيام أو ربما أكثر لإزالة النقاط الخلافية الباقية، لأن القرار بإنهاء هذا الملف هو لصالح الغرب قبل أن يكون مصلحة إيرانية، وسواء تم إقرار الإتفاق المبدئي أو تمَّت تجزئته الى ثلاث مراحل كم تسرَّب أمس من فيينا، فليس أبلغ من كلام رئيس مجلس الشورى الإيراني السيد علي لاريجاني في تصريحه منذ أيام: أن كلام بعض وزراء الخارجية الغربيين عن عراقيل مع اقتراب نهاية المفاوضات ليس إلا كلاماً دعائياً، متوجها الى الغرب قائلا: "لا تجبروا إيران على مواصلة تقدمها النووي بشكل أسرع لأنكم ستضطرون لدفع المزيد مستقبلاً".
ليس عبثياً كلام شخصية رفيعة كالسيد لاريجاني، لأن إيران ضاقت ذرعاً من تذبذب المواقف الغربية المُرافقة لهذه المفاوضات وبشكلٍ خاص المواقف الفرنسية، لأن باريس منذ بدايات البحث في هذا الملف عَرَضت في عهد ساركوزي ومن منطلق تجاري بحت، أن تتولى تخصيب اليورانيوم الإيراني على أراضيها، وكان الرفض الإيراني من المنطلق السيادي الذي لا مساومة عليه في بلدٍ صمد شعبه تحت حصارٍ جائرٍ على مدى عشر سنوات ولم ينكسِر للغرب على حساب سيادته.
ولم يعُد مهماً أن ترضى دول الخليج وفي طليعتها مملكة آل سعود او ترفض حقوق إيران النووية السلمية، لأن الحبر لم يجفّ بعد عن إتفاقيات عقدها وليّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان مع روسيا خلال زيارته الأخيرة لها ومن ضمنها ما يرتبط بإنتاج الطاقة النووية، لأن الأهم من وقف الإعتراض الذي لا طائل منه على الطموحات الإيرانية هو وقف الحروب التكفيرية التي ابتدعتها وموَّلتها بعض دول الخليج في سوريا والعراق واليمن على هامش استعراض العضلات في مواجهة إيران.
إن المُتابع لتصريحات المحلِّلين الكويتيين وغالبيتهم من نواب مجلس الأمّة أو من النواب السابقين تعليقاً على مجزرة مسجد الإمام الصادق، يتبيَّن له بوضوح حجم الرعب الذي تعيشه كافة دول الخليج، من عمليات "الذئاب المنفردة" التي أعلنتها داعش، وأقرَّ نائب كويتي سابق في إطلالة على إحدى الفضائيات مساء الأحد الماضي، أن "الوحش الذي ربَّيناه" وتركناه يعبث بأمن شعوب المنطقة وبخاصة في سوريا والعراق سوف يرتدُّ علينا، وسندفع الثمن من أمن وسلامة بلداننا عاجلاً أم آجلاً، لأن الوحش قد أفلت من عقاله ولم يُعد بحاجة الى تمويلنا، وهو يموِّل نفسه بنفسه من السرقة والنهب ومن الموارد الطبيعية التي يصل إليها ويأتي النفط في طليعتها.
وقال نائبٌ كويتي حالي ما معناه: "الشعب العربي عامة والشعوب الخليجية بشكلٍ خاص تتداول أكثر من أي وقت تصريحات هيلاري كلينتون على "اليوتيوب"، أن أميركا هي التي صنعت داعش منذ عشرين عاماً لمحاربة الإتحاد السوفياتي بأفغانستان، وأن دول الخليج هي التي موَّلت مدارس طالبان وهي التي خرَّجت الإرهابيين سواء المنتمين الى دولها أو من باقي الدول الإسلامية، وأننا بأنفسنا عمَّمنا ثقافة التكفير بين شبابنا وفقدنا السيطرة عليهم، والخوف ليس بارتداد الإرهاب إلينا مع عودة الإرهابيين من سوريا والعراق لأن الإرهاب بات ضمن خلايا داخل الدول الخليجية نفسها وعلينا العمل لمواجهة العواقب".
ولعلَّ أخطر ما تواجهه دول الخليج حالياً، أن الإرهاب الذي تحالفت كلٌ من السعودية وقطر وتركيا على تمويله وتصديره وتسهيل تمريره الى سوريا والعراق، قد تتمكَّن تركيا من ضبطه جزئياً عن الداخل التركي عبر جدارٍ عازلٍ بارتفاع أربعة أمتار على الحدود مع سوريا، أو عبر حزامٍ أمني تحلم بإقامته في الشمال السوري بإدخال 12 ألف جندي تركي الى المدن السورية المتاخمة للحدود التركية رغم رفض قيادة أركان الجيش التركي حتى الآن أوامر أردوغان بهذا الخصوص، ويبدو أن قطر قد أجرت عملية الربح والخسارة في جدوى استمرار دعم "الأخوان المسلمين"، ومع الخضَّة التي أحدثتها في المجتمع السياسي والشعبي الكويتي جريمة مسجد الإمام الصادق، ومطالبة شرائح الشعب بإقفال كافة المحطات التكفيرية على الأراضي الكويتية درءاً لفتنة سنية شيعية تغذِّيها هذه المحطات، تبقى السعودية وحيدة في مواجهة ثلاثة إستحقاقات قد تهزّ أركانها في القريب العاجل. أولاً: إن الملف النووي الإيراني قد خرج من التداول في علاقات أميركا والغرب بالسعودية، لا بل أن نجاح المفاوضات في هذا الملف سيكون أقلّ ضرراً على السعودية لأنها لن تتحمَّل ردَّة الفعل الإيرانية على المستوى السياسي والديبلوماسي لو تعرقلت هذه المفاوضات.
ثانياً: إن الوحش التكفيري الذي تربَّى بدعم أميركي خليجي مشترك قِبلته في النهاية الكعبة المشرِّفة كما سبق وصرَّحت مصادر داعش علناً، وما على السعودية سوى تقليم مخالبه في سوريا والعراق قبل أن تمتدّ هذه المخالب إليها والى سائر دول الخليج.
ثالثاً: إن السعودية التي ورَّطت نفسها في حرب اليمن لمقارعة إيران قد خسِرت هذه الحرب وسوف تتلقى تداعياتها سواء عبر الإنتقام الإرتدادي على حدودها الجنوبية القريبة أو في عمق العاصمة الرياض عبر صاروخ سكود الذي دكَّ قاعدة عسكرية ليلة أمس، أو بثورة الجياع التي بدأت تلوح منذ أكثر من شهر وتهدِّد نصف الشعب اليمني بالموت وبالتالي تهدِّد بالإنفجار البشري بوجه السعودية.
وفي المحصِّلة، فإن التصريح العنيف لرئيس الوزراء البريطاني نتيجة مقتل ثلاثين من مواطنيه في منتجع سوسة التونسي، وما حصل في ليون الفرنسية وبعدها مجزرة الكويت، والإغتيالات الإرهابية التي تحصل في مصر وكان آخرها مقتل النائب العام، وما ترتكبه "الذئاب المنفردة" في أكثر من دولة في الإقليم والعالم، سيدفع بالسعودية عاجلاً جداً لفتح ذراعيها والترحيب بالإنجاز النووي الإيراني الذي سيغدو أمراً واقعاً، وستجد نفسها صاغرة لحجم إيران الإقليمي والدولي، في بحثها عمَّن يُنقذها من مستنقع اليمن أولاً وثانياً من جحيم ارتدادات الإرهاب عليها وعلى سائر بلدان الخليج، خاصة بعد انتفاضة الدبّ الروسي أمس وإعلانه دعم الأسد بكل إمكاناته لمحاربة جحافل التكفير التي تخرَّجت من المدارس الوهَّابية، وستدفع كافة دول الإقليم بما فيها عرش آل سعود أثماناً باهظة وعلى مدى سنوات طويلة للقضاء عليها..
تعليق