إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تهدد سورية و"اسرائيل" تحرض ..وروسيا وايران تحذران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 24/10/2013


    * الأسد.. ونصر استراتيجي
    قراءات كثيرة شغلت العالم، المتابعون بالملايين ليس فقط ضمن الحدود، بل على مدار الكرة الارضية، الغرف السياسية اكتظت بكوادرها، وتبادلت الأوراق التحليلية لما يقال حينها، جمل كثيرة وصفت الكلام، ومجمل ما جاء أن الحديث هذه المرة مختلف، والنيران التي فتحت كانت واضحة وعلنية أيضا فأحرقت ما أشعلته أيد من بدأ الحرب.

    بعد الظهور الاخير للرئيس السوري بشار الاسد على قناة الميادين في حوار له، كثرت القراءات بطريقة غير مسبوقة لهذا الحديث تحديدا الذي شغل حتى الآن المحللين والمتابعين، وعلى وقع الحديث استضاف موقع المنار الدكتور أسامة دنورة الباحث والمحلل الاستراتيجي، ليدلي بقراءته عن حديث الرئيس الأسد.



    بداية لخص الدكتور دنورة رؤيته حول مقابلة الأسد على الميادين بقوله "استثنائية بالمعلومات التي وردت فيها، استثنائية بعيار المصارحة الموجودة فيها، استثنائية بوضوحها، ما يدل إلى ان نظرة الرئيس الاسد للأزمة دخلت مرحلة المراجعة والمراحل التاريخية منها، وهذه من علائم الشعور بأنه نصر استراتيجي، برغم أن الرئيس كان متحفظا على النصر، تكلم بطريقة واقعية ولم يحب أن يتكلم بطريقة مطلقة حماسية، حيث أن النصر في منظور الاسد كان مختلفا ، وكل يقرؤه بطريقة مختلقة" .
    يرى دنورة من حديث الرئيس السوري، أنه ظهر براحة أكبر حول بعض الامور التي كانت طي الكتمان أو ضمن إطار السرية بشكل أو بآخر، تجلى ذلك في ذكر الدور القطري خلال الأزمة، دور حماس أيضا كما الدور السعودي الذي لم يسبق لأي مسؤول سوري أن تحدث عنه بهذه الطريقة، كما تجلى ايضا برأي دنورة بالحديث لأول مرة عن دور كولن باول خلال زيارته سورية إبان احتلال العراق.

    هناك ميزات للخطاب ذكرها وفصلها الدكتور أسامة دنورة وهي كما يلي:

    الواقعية السياسية: الابتعاد عن الشعارات، والحديث عن السلوك السياسي السوري، البحث أيضا عن مصلحة سورية، بما في ذلك إمكانية عودة العلاقات انطلاقا من فكرة المصلحة، وهذا يعد مدرسة راقية في ممارسة السياسية ، ما يدل على ترسخ تلك الواقعية، كما أضاف دنورة في هذا السياق " الرئيس الأسد في
    جميع خطاباته ينطلق من الواقعية السياسية، ولا ينطلق من الأدلجة الزائدة في التعابير والمطرقات التي يستخدمها، ولا ينطلق أيضا من مبدأ الخطاب الديماغوجي الموجه لتهييج الجماهير، فهو دائما يحترم الجمهور الوطني السوري، يخاطب العقل ولا يخاطب المشاعر، المشاعر بالحد الوطني الأدنى، يخاطب العقل بطريقة الإقناع والوجهة السليمة. ".
    النقطة الثانية مما ذكره المحلل في تصنيف الميزات كانت الثقة والوضوح، فبرأيه تجلت في الحديث عن أمور لم تكن واضحة قبل الآن، وتوضيح المواقف بما لا يقبل التأويل، عدة مواقف منها الاستمرار في خيار المقاومة، ايضا تعريف الازمة بأنها استهداف للدور السوري على أساس خياراته التحالفية مع محور الممانعة، وأيضا توصيف العلاقة بالأطراف الاخرى وكل طرف بما يوضح الموقف السوري معه، كتوصيف الدور القطري والسعودي وعلاقته بالغرب، مرجعيته وحدود دوره، كما ذكر الدور التركي تجاه الازمة السورية، والممثل بحكومة أردوغان..
    انتقل الى ميزة ثالثة استخلصها الدكتور دنورة من حديث الاسد على الميادين، والميزة هي الوطنية، فيقول "الرئيس الاسد يطور خطابا وطنيا جامعا، يندر وجوده على مستوى السياسيين العرب، ففي حديثه يتكلم عن مصلحة سورية بشكل عام، مبتعدا عن أي مصلحة حزبية معينة، وعن أي اتجاه سياسي ما، يتحدث عن المصلحة السورية من منطلق مصالح بلد يريد استعادة حقوقه وأراضيه المحتلة، كما يبحث الاسد عن التحالفات التي تضمن المصلحة الوطنية.."
    لذلك فحسب رأي الدكتور دنورة ، فإن الرئيس الاسد "صاحب مشروع تحول ديمقراطي في سورية، فحول الرئيس بشار الاسد ما يسمى بالشرعية الثورية إلى شرعية شعبية، وبدأ ذلك في إلغاء المادة الثامنة من الدستور، بالتالي رفع ميزة الدور الاستثنائي لحزب البعث العربي الاشتراكي، وفتح الباب أمام الأحزاب الأخرى الجديدة ، لتأخذ دورا وتكون منافسة للبعث في مجال العمل السياسي، فاكتساب أي حزب للشرعية يكون بحجم وجوده على الارض" .
    الدكتور دنورة اطلع على كثير من التحليلات لخطاب الرئيس الأسد، وقال " بتقييم المراقب الخارجي، الخطاب هذه المرة ينم عن نصر استراتيجي، فتح النار بهذه الطريقة على دول ساهمت في الازمة السورية بشكل غير مسبوق يدل على أن الرئيس الأسد يقرأ بحرفية التطورات السياسية، وإطلاقه للأحكام بعد الوثوق التام من صحتها."
    ويقول: "قرأت الحديث على أنه كلام من يدرك جيدا عوامل التقدم والانتصار في الموقف الاستراتيجي السوري، يعني أصبحت هذه العوامل مقروءة لصناع السياسة السورية، والطريقة التي عبَّر بها الرئيس السوري في ظل وجود خسائر كبيرة في سورية، إن كانت بشرية او في البنى التحتية، لم تجعله يذهب إلى إعلان النصر الكامل، ترك الباب مفتوحا لانتصار لم يكتمل حتى الآن، ويُختلف في تقييمه أما حجم تلك الخسائر، لكن هناك خسائر قابلة للترميم وإلى أن تعود أقوى مما كانت عليه".
    من أهم ما ذكره الدكتور المحلل السياسي، لغة الجسد التي استخدمها الاسد، بالتركيز على استخدام الإصبع والتأشير إلى وراء الظهر مع ذكر اسم "أردوغان" رئيس الحكومة التركية مجردا من أي لقب، فكانت بقراءة دنورة "تدل على خيبة أمل كبيرة بأخ طعن أخاه بالظهر، الإشارة للخلف تعني أنه لم يكن متوقعا هذا السلوك ممن كان سلمه ظهره.".
    الأرضية التي استند إليها هذه المرة الرئيس بشار الأسد خلال كلامه كانت قوية سياسيا وعسكريا، وهي انتماؤه لمحور المقاومة، إضافة لدعم دول "البريكس" لمحوره المنتمي له، وهذا ما نقله دنورة عن واقع أصبح اليوم جليا للجميع..
    دراسات كثيرة اعتمد الباحث الاستراتيجي قراءتها ، وكلها صادرة عن عدو ليس كأي عدو برأيه، أغلبها من أعداء سوريا الدعمين لتأجيج أزمتها بعد صناعتها، ومنها دراسة ذكرها تفيد بأن " عددا من اليهود الحلبيين ينتسبون للوحدة 3200 في جيش العدو الصهيوني" يتوقع هو أنهم موجودون اليوم داخل حلب ليفعلوا ما يفعلونه في تأزيم الأوضاع فيها.
    أما الخطاب فهو مقنع جدا وأكثر مما سبقه من خطابات، مقنع حتى للخصوم، والأعداء.
    الرئيس الأسد لم يعلن النصر، الرئيس الأسد أجّل إعلانه إلى حين استكماله، لغة الجسد لعبت دورا في تبيان الثقة المطلقة بالانتصار وهو انتصار استراتيجي، فيكفي مبدئيا إفشال المخطط، ضرب المخططين والمنفذين سياسيا، ومن ثم بدء الترميم والتعديل، الانطلاق لن يكون صعبا بعد المراحل التي خاضتها سورية وخرجت منها، فسورية ستخرج منتصرة.

    * الرئيس الاسد شكر جميع العاملين والمشرفين والمهندسين في قطاع الكهرباء
    شكر الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي مع وزيري الكهرباء والنفط السوري، جميع العاملين والمشرفين والمهندسين في قطاع الكهرباء، للسرعة في إعادتهم الكهرباء للمواطنين بعد استهداف أنبوب النفط بعمل إرهابي".

    * ضربوا المحطة ولكنهم هزموا..



    حتيتة التركمان واحد من جسور القوة التي اعتمدتها المجموعات المسلحة خلال السيطرة على الغوطة الشرقية, أصبحت اليوم وخلال أقل من 48 ساعة في قبضة الجيش العربي السوري.
    أنفاق وتحصينات تهاوت, قوة وهمية طيلة تلك الفترة التي طالت, كل هذا ذكره ضابط ميداني من الجيش السوري في حتيتة التركمان, إضافة لأكثر من مئة قتيل ومئة وخمسين جريح للمسلحين الذين هرب من تبقى منهم إلى قرية دير العصافير.
    كما أن الاهمية الاستراتيجية لهذه القرية تكمن بأنها استكمالا لعملية بدأها الجيش السوري لتحرير قرى واقعة على طريق المطار, تبدأ من عقربا بيت سحم ومنطقة السيدة زينب وتأمين المنطقة بتحرير القرى التي حولها أيضا, مما يزيد من تأمين المطار وطريقه بشكل أكبر بكثير ويخفف عن المدينة قذائف الهاون التي تصدر من جهة الغوطة الشرقية, وبذلك يكون الخناق وصل إلى أشدّه على ما تبقى من مناطق يسيطر عليها مسلحون في الغوطة الشرقية, ما يجعل آمالهم في الاستمرار شبه مستحيل حسب مصادر ميدانية في الجيش السوري تواصل معها الموقع الالكتروني لقناة المنار.
    هذا وأضاف الضابط الميداني "في سياق المعركة التي لم تخلو من الصعوبات بعد تفخيخ المجموعات المسلحة للمكان, حيث وضعت عبوات في المزارع والانفاق التي فرت منها, كما تم في الامس ضرب أنبوب الغاز المغذي للمحطة الكهربائية التي تمد المنطقة الجنوبية بالطاقة, بقصد إلهاء لجيش والتخفيف عن المسلحين بعد تضييق الخناق بشكل لم يقدروا على احتماله, لكن الجيش استطاع السيطرة بشكل احترافي بفضل قوة ومعنويات المقاتلين السوريين" .
    إلى ذلك كما لم يترك في المكان متر واحد بدون أن يتم التخريب فيه وبمقتنياته, حيث كانت موقعا يقصده السوريون والزوار العرب والاجانب للترفيه قبل الأزمة السورية, غدا اليوم مرتعا لمجموعات التخريب التي استطاع الجيش السوي تطهيره متابعا ما وراءه من عمل ميداني.






    * عودة «حماس» إلى إيران وسوريا متعثرة

    إيلي شلهوب - صحيفة الاخبار
    مؤلم جداً الحديث عن مفاوضات لإعادة «حماس» إلى صفوف محور المقاومة الذي كانت ذات يوم جزءاً مركزياً فيه. والمؤلم أكثر الكلام على شروط للقبول بتلك الحركة في دمشق، حيث كانت ذات يوم تمتلك امتيازات أكثر من أهل البيت أنفسهم. لكن الجراح عميقة وقد نزفت كثيراً خلال العامين الماضيين حتى استحال العلاج واحداً من اثنين: كيّ أو بتر.
    لا تزال عودة «حماس» إلى محور الممانعة متعثرة. كلام الرئيس بشار الأسد حول هذه المسألة في أكثر من مناسبة خير دليل. كذلك الأمر بالنسبة إلى الجدل الذي رافق الحديث عن زيارة وشيكة لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لطهران، ما لبثت أن تعرقلت. أسباب الازمة عديدة، بعضها مرتبط بـ«حماس» ، وبعضها الآخر مرتبط بسوريا وإيران.
    فكرة تراجع الحركة الإسلامية عن المسار الذي اتخذته منذ مغادرتها لدمشق في عام ٢٠١١ لم تكن مطروحة أصلاً قبل سقوط الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. في ذاك الوقت كان العالم يبدو وردياً في عيون الحمساويين، أو الجزء الفلسطيني من حركة «الإخوان المسلمين». عاشوا فكرة أنهم سيتصدرون المشهد في المنطقة كلها، من المغرب حتى تركيا. وفي المقابل، ارتسمت معالم الصدمة على وجه كل الحلفاء والداعمين السابقين، من حزب الله إلى سوريا وإيران. والسبب توثق النظام في دمشق كما حزب الله وإيران من أن مقاتلين من «حماس» يخوضون المعارك إلى جانب المجموعات المسلحة المعارضة للنظام في سوريا. والمضحك المبكي أنهم يقاتلون مستخدمين السلاح والخبرة والتقنيات والأساليب القتالية التي حصلوا عليها من محور المقاومة.
    جاء «٣٠ يونيو»، ومعه زلزال مصر. أطيح حكم «الإخوان» ورئيسهم محمد مرسي وعاد العسكر الى السلطة. حُيّدت قطر لمصلحة السعودية، ومعها الإمارات والكويت. فجأة خسرت «حماس» الحلفاء وسقطت الرهانات على انهيار وشيك للنظام السوري. تغيّر المناخ، ومعه الحسابات كلها. باتت الحركة تبحث عن مخرج يحفظ بقاءها، ويقيها شرّ «المتربصين بها». أنفاقها أغلقت في رفح، وعناصرها مطاردون في مصر ويتعرضون للقتل في سوريا. أما قياداتها، فحدّث ولا حرج: مشتتون معزولون مكشوفون أمنياً، ولو كانوا يعيشون في قصور فارهة.

    لحظة تاريخية وجد فيها محور المقاومة نفسه أمام أمرين: إما ترك «حماس» لمصيرها، وهو خيار فيه هدية مجانية للمعسكر الآخر، لأن الامر يتجاوز حركة سياسية ليلامس أقوى حركات المقاومة في فلسطين. أما الخيار الثاني فهو العمل على احتضانها وإعادتها إلى موقعها الطبيعي كقوة مقاومة. وهذا الخيار له مفاعيل تكتيكية في المنطقة يحاكي الرؤية المبدئية لقيادة محور المقاومة، التي تضع فلسطين وبيت المقدس في المقام الأول، وعداهما «كل شيء تفاصيل لا يجب التوقف عندها».
    جرت عملية جس نبض، توّجت بالزيارة الشهيرة للقيادي الحمساوي محمد نصر لطهران، وهو أجرى لقاءات على هامش قيامه بواجب التعزية لقائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني بوفاة والدته. في تلك الجلسة، جرى الإعراب عن نيّات «حماس» بالعودة إلى حضن إيران. رحّب الإيرانيون وبدأت اللقاءات بين الممسكين بالملف في محور المقاومة وبين كل من خالد مشعل وموسى أبو مرزوق في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية. كانت الغاية التوافق على التوقيت والإخراج... والثمن.

    إيران... واليد الممدودة

    بالنسبة إلى الإيرانيين، عودة «حماس» مرغوبة. لكن يبقى النقاش حول الكيفية. في طهران من يرفض بالمطلق عودة مجانية لـ«حماس». يريدون من الحركة أن «تكفّر عن سلوك» العامين الماضيين، وأن تفعل ذلك على الملأ. يرون أن أساس العلاقة يجب أن يبنى من الآن فصاعداً على قاعدة المصلحة البحتة، لا على قاعدة الجهاد. وأصحاب هذا الرأي هددوا بتنظيم تظاهرات إلى المطار لمنع مشعل من دخول طهران.
    في المقابل، هناك رأي آخر يقول بضرورة تجاوز «الشكليات غير المجدية». حجته أن «مجرد مجيء مشعل إلى طهران إقرار مدوٍّ بالخطايا» التي ارتكبتها «حماس». وكل ما يطلبه هؤلاء إجراء حماس «مراجعة». وهو ما سمعه نصر من سليماني.
    ومن حيث الآليات، هناك مشكلة أخرى. «الحرس الجديد»، والمقصود فريق الحكم بعد تولّي الشيخ حسن روحاني الرئاسة، يعتبر نفسه غير معني بهذا الملف، لناحية أنه غير مستعد لأن يتحمل وزره. هو لا يمانع إعادة المياه إلى مجاريها مع «حماس»، لكنه غير مستعد أن يدفع باتجاه هذه الغاية. أما «الحرس القديم»، والمقصود معسكر المحافظين، فيريد الأمر لكنه يرى أن مشكلة «حماس» هي في الأساس مع كل محور المقاومة، ومع سوريا بالأخص.

    سوريا: تكفير وثقة

    بالنسبة إلى دمشق، الحكاية من فصول قتل ودماء وغدر وخيانة وكل الأوصاف التي استخدم الرئيس الأسد بعضاً منها خلال إطلالاته الاعلامية الأخيرة. صحيح أن الجرح الذي سبّبته تلك الحركة لحزب الله وإيران كبير جداً ومن الصعب التئامه، لكنه بالنسبة إلى سوريا يبدو واضحاً أنه أكثر عمقاً ونزفاً. يقول مسؤولون سوريون إن نحو 1200 من عناصر «حماس» أو مناصريها قتلوا الى جانب المسلحين.
    وفي كل مرة يثار أمر العلاقة مع الحركة، يجيب الأسد بأن مشكلة الحركة ليست مع النظام بل مع الشعب السوري.
    وفي سوريا من يشير الى أن التسوية تحتاج إلى مبادرات من قبل «حماس»، مثل:
    ١ــ الاعتذار علناً من الشعب السوري عن كل الممارسات التي قامت بها ضده، وهذا يتضمن اعتذاراً عن رفع علم الانتداب الفرنسي على يد خالد مشعل في غزة.
    ٢ــ الإعلان عن تحييد نفسها عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا. وهو ما عبّر عنه الأسد بأن على «حماس» أن تقرر إن كانت تريد أن تكون مقاومة أو «إخوان».
    ٣ــ تحييد خالد مشعل عن المشهد العام للحركة، تحت عنوان أنه لا يمكن المسؤول عن سفك دماء السوريين العودة إلى حضن سوريا.
    لكن هناك مبادرات أخرى منتظرة من «حماس» وأساسها:
    ــ سحب فوري لجميع مقاتلي الحركة من المعارك الدائرة في سوريا.
    ــ إقناع «إخوان سوريا» برفع أيديهم عن المجموعات المسلحة والنأي بأنفسهم عن الحرب الدائرة في بلادهم.
    ــ العمل مع القيادة التركية على وقف دعم وتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا.
    والموقف السوري هذا يستند عملياً الى اقتناع دمشق بأن رغبة «حماس» في العودة ليست نابعة من اقتناع بخطأ، أو أنها نادمة على ما فعلت وتريد استعادة موقعها السابق، بل ترى دمشق أن تلك الرغبة نابعة من حسابات مصلحية ضيقة، تبدأ من الحاجة إلى مأوى يقي قيادة الحركة شر الشتات الذي تعانيه، ولا تنتهي بالحاجة إلى ظهير قوي يقيها شرّ إسرائيل و«فتح» والجيش المصري وحكام الخليج من السعودية والإمارات والكويت وخلفهم أميركا وأوروبا، الأمر الذي يزيد من حذر دمشق التي لا يستبعد المسؤولون فيها تبدلاً جديداً لـ«حماس» بمجرد تغيّر الظروف الصعبة التي تعيشها في الوقت الراهن.
    وهذا ما لمّح إليه الأسد في مقابلته مع «الميادين» قبل أيام عندما أكد وجوب النظر إلى «السياقات» التي أملت على «حماس» رغبتها في المصالحة مع محور المقاومة.

    «حماس» وعباءة «الإخوان»

    على الضفة الأخرى، تعيش الحركة الإسلامية الكثير من التناقضات. تبرز حاجة إلى الذهاب من جديد باتجاه إيران وسوريا وحزب الله. وحاجتها للثانية تنبع في الأساس من أنها لا تحتمل أن تتخذ من الجمهورية الإسلامية مقراً لها، في وقت تبدو فيه الدوحة مكشوفة أمنياً، مثلها مثل الخرطوم، فيما تنبذها القاهرة ولا تستطيع بيروت احتمالها. ومن ناحية أخرى، هناك مجموعة القيود التي لا تستطيع «حماس» تجاوزها وإلا خسرت هويتها. من ضمنها، أنها حتى هذه اللحظة لا تزال عاجزة عن الخروج من عباءة «الإخوان المسلمين»، وهي لا تزال تجد صعوبة في الاعتذار العلني.
    التصريحات الأخيرة لمسؤوليها في ما يتعلق بالتقارب مع إيران والتأكيد على خيار المقاومة وعلى أن رفع مشعل علم الانتداب عن طريق «الخطأ» ليست سوى محاولة منها للاستجابة لمتطلبات المصالحة، وإن بطريقة مواربة.
    صحيح أن في «حماس» فريقاً، يتركز في الداخل على وجه الخصوص، لم يخرج يوماً من عباءة المقاومة، وكان طوال الفترة الماضية معارضاً لسياسات قيادة الحركة ويتهم خالد مشعل على وجه الخصوص بأنه قادها ولا يزال إلى خرابها.
    ولعل هذا ما دفع مشعل نفسه، خلال الأسابيع الماضية، إلى عرض استعداده للاستقالة في حال كانت تحل مشكلة الحركة. لكن التيار المسيطر فيها لا يزال يتهيّب إعادة الاصطفاف.
    يدرك أنه مهما فعل لن يستعيد موقعه في محور المقاومة وأن حجمه الفعلي انكشف.

    --------------------------------------------------------------------------------
    «حماس» وصواريخ الضاحية

    يوم جاء محمد نصر إلى بيروت للقاء مسؤولي حزب الله، كان يحمل ملفاً وحيداً: التفاهم على تسليم علاء محمود ياسين المتواري في مخيم الرشيدية والمتهم بإطلاق صواريخ على الضاحية.
    عرض نصر على الحزب الآتي: مستعدون لتسليمه لكم لا إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، لأن هناك خشية من استجوابه في أمور لها علاقة بعمل المقاومة، وذلك لن يكون مناسباً لنا ولا لكم. الجواب كان أكثر بساطة: هذا الأمر لن يحصل.
    لا نقبل بغير تسليمه إلى الأجهزة اللبنانية، مع تعهّد منا بأننا سنحرص لدى تلك الأجهزة على أن يكون استجوابه محصوراً في قضية إطلاق الصواريخ على الضاحية. حوار بالغ الدلالات لكل من يعرف في خفايا العلاقة بين الجانبين وملابساتها.


    * ماذا قال القطري لزميله السعــودي؟



    جان عزيز
    يروي مسؤول لبناني متابع للتطورات الإقليمية، أن نقاشاً بين العتاب والسجال دار بين وزيري خارجية السعودية وقطر، على هامش مؤتمر دولي من تلك المخصصة لدعم المعارضات السورية المسلحة. وذهب الكلام في اتجاه البحث عن أسباب الإخفاقات في سوريا، وصولاً إلى محاولات التبرير والتنصل من تحمل المسؤوليات وتحميلها. ويروى أن السعودي حاول تبنّي لهجة اتهامية، فردّ عليه زميله القطري بمعادلة حسمت الحوار، حين قال له: لقد تسلمنا الملف السوري طيلة سنتين، فجعلنا دول العالم كلها تقف إلى جانب المعارضة. أما أنتم فتسلمتموه شهرين اثنين فقط، كانا كافيين لجعل العالم كله إلى جانب بشار الأسد.
    قد تختصر هذه الرواية كل الأحداث الحاصلة في سوريا والشرق الأوسط منذ أسابيع قليلة، أو تحديداً منذ إقرار تسوية الكيميائي بين واشنطن وموسكو، وانطلاق كيمياء التواصل بين الأولى وطهران. ذلك أن مسار هذه الأحداث بدأ فعلياً قبل نحو عقد كامل، حين ذهبت أميركا لإسقاط صدام حسين، فأيّدتها الرياض وعارضتها دمشق. بعد فترة وجيزة على سقوط بغداد في نيسان 2003، بدأ يتأكد أن السعوديين الذين وقفوا إلى جانب المنتصر في تلك الحرب، راحوا يخسرون في السياسة ما توهموا أنهم حققوه بالعسكر والجيوش وقوة الآخرين، فيما السوريون الذين وقفوا إلى جانب المهزوم فيها، بدأوا يربحون في السياسة، امتداداً لربح حليفهم الإيراني في الجيواستراتيجيا.
    وقد تكون البذور الأولى لعملية ضرب سوريا في لبنان قد بدأت يومها من تلك المفارقة، خاصة أن أطرافها في الجانب الخاسر صاروا كثراً، أوّلهم جورج دبليو بوش، وثانيهم جاك شيراك، وثالثهم العائلة السعودية بامتداداتها اللبنانية، وكلهم معنيون بدمشق وبيروت. هكذا ولد القرار بإخراج الأسد من لبنان، بأي وسيلة كانت ومهما كان الثمن، كتعويض عن نقاطه المسجلة في بغداد، ومنعاً لتحول طلائع الهزيمة العراقية في السياسة، مشروع جسر إيراني كبير يمتد من أفغانستان إلى المتوسط.
    ارتاح السعوديون مجدداً، واطمأنوا إلى أداء «وكيلهم» الأميركي. لكن الأمر لم يطل. بعد أشهر قليلة على انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، وفيما كانت الأصوات السعودية تتعالى من الرياض، وخصوصاً من بيروت، مطالبة باستكمال الضربة وصولاً إلى احتلال دمشق نفسها، بدا كأن الأميركي بدأ يتراجع إلى حدود براغماتيته. كان السعودي يريد منه توجيه المسدس إلى رأس السوري، إذا ببوش يعتمد سياسة العصا والجزرة. كان السعودي يريد «اجتثاث البعث ــ الجزء الثاني»، إذا بالأميركي يفتتح سياسة «تغيير تصرف النظام» بدل «تغيير النظام».
    لم يتأخر الرد السعودي العنيف على واشنطن، تماماً كما يحصل اليوم. ففي 20 أيلول 2005، وفي كلمة له أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك بالذات، وجه سعود الفيصل انتقاداً قاسياً إلى إدارة بوش، معتبراً أن سياستها في العراق تهدف إلى تعميق الانقسامات الطائفية هناك، تمهيداً لتفتيته، ما سيؤدي إلى تسليمه إلى إيران. واستمر التجاذب حول هذه القضية بين الرياض وواشنطن طيلة أعوام، حتى سنحت مناسبة جديدة للتلاقي. في المرة الأولى كانت نقطة التلاقي طرد الأسد من لبنان. في المرة الثانية كان التقاطع على إعادة التوازن إلى العراق، مع دعم إياد علاوي في انتخابات 2010... حين وافق الأسد على السير في مشروع علاوي في بغداد، انطلقت عملية الـ س/س في بيروت. طويت كل الملفات السعودية هنا. لا حريري ولا محكمة دولية ولا سلاح حزب الله ولا وجود سوري. حتى كتبت ورقة التنازلات الشهيرة، تلك التي رفعها وليد جنبلاط في وجه الآذاريين يوم 21 كانون الثاني 2011، بعد أسابيع قليلة على وصول مشروع علاوي في بغداد إلى حائط مسدود! إذ لم يكن التوقيت مجرد مصادفة. ففي الأسابيع الأخيرة من عام 2010، نجح المحور الإيراني السوري مرة جديدة في إجهاض الحلم السعودي. فاز علاوي في انتخابات العراق، لكن المالكي هو من ألّف حكومته. فجأة طارت الـ س/س في بيروت، وبدأت الثورة في دمشق...
    هكذا ترتسم المعادلة إذن: سنة 2003، خسر السعوديون في العراق، فكانت المحاولة الأميركية للتعويض والاسترضاء بين لبنان وسوريا. سنة 2005، تراجع الأميركيون في دمشق، فحاولوا سداد دين الرياض عليهم من صندوق بغداد. في المرة الثالثة، خسر الاثنان معاً في كل من لبنان وسوريا والعراق، فقرروا قلب الطاولة كلياً في الحلقة الوسطى: إسقاط الحكم في دمشق.
    غير أن حسابات المشرق المعقدة، كانت ولا تزال أعصى من أن يفهمها كاوبوي بعيد أو بدوي قريب. عاد الأميركيون إلى المنطقة بمشروع ربيعي. هو في الواقع فكرة مبسطة، من كتابة أردوغانية وإخراج منتجي الثورات الملونة: نسلم الإخوان المسلمين حكم كل المنطقة، وهم يؤمنون لنا في المقابل ثلاثة مطالب: أمن إسرائيل، ومصالح أميركا، واستقرار الأنظمة من دون تحميل واشنطن كلفة هذا الاستقرار. انطلق المشروع بسهولة في محطاته الأولى: تونس، مصر وليبيا. كان السعودي منزعجاً. كل تناقضاته مع «الإخوان»، وكل خوفه من وصول حكمهم إلى «مدن الملح»، تدفعه إلى ذلك. لكنه لزم الصمت لعام ونيف. فالاعتراض على مشروع ناجح تكتيك فاشل دوماً، إلى أن تضافرت عوامل إخفاق منافسيه لدى الملزّم الأميركي. في 11 أيلول 2012، سقطت أولوية حماية مصالح واشنطن في بنغازي، مع مقتل سفيرها هناك. في تشرين الثاني سقطت مقولة أمن إسرائيل، مع اندلاع حوادث غزة وعجز «حماس» عن تنفيذ التعهدات الإخوانية حيال الكيان الصهيوني. ومع مطلع عام 2013، بدا أن استقرار دول الثورات الربيعية مزحة... كل شيء صار ناضجاً لانتقال السعوديين إلى المبادرة مجدداً. كانوا قد أعدّوا العدة للهجوم المضاد، منذ منتصف تموز 2012، مع تعيين بندر في الموقع الأمني الأول. على مدى أشهر مارسوا كل الضغوط أميركياً وعربياً، حتى أقنعوا واشنطن للمرة الرابعة، أو الخامسة بعد الألف: أُسقط مرسي. أزيحت قطر. همّشت تركيا. فتسلمت الرياض كل الملفات. لا بل بدا أنها انتصرت وحدها، وكلياً، للمرة الأولى منذ عقود... في تلك اللحظة بالذات، جاءت تسوية الكيميائي من موسكو، وأطلّت بسمة النووي الروحاني من نيويورك، فانهار كل شيء.

    طبيعي أن تخرج الرياض عن طورها، لا بل أن تفقد بعضاً من صوابها ورصانتها. كل الساحات تحولت وسائل لتسجيل الاعتراض والرفض. من معلولا إلى طرابلس. ومن المحكمة الدولية إلى مجلس الأمن، وصولاً إلى صراخ بندر في وجه من تلتبس عليه حقيقة العلاقة معه، هل هو الأميركي موظف عند السعودي أم العكس؟!
    المهم وسط هذه المعمعة، وفي انتظار جلاء نتائج الخيبة السعودية الجديدة، والخيارات الأميركية النهائية، والموازين المشرقية الفعلية... في هذا الوقت، من يقنع سعد الحريري بأن لديه فرصة لبنانية أكيدة، لا لزوم لتحويلها طرف هامش في ورقة بندرية معدّة سلفاً للرمي أو للإحراق؟

    * السويد تعرض طائرة عسكرية للاسهام في مهمة تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية
    اعلنت السويد الخميس انها ستضع في تصرف الامم المتحدة طائرة عسكرية للاسهام في مهمة تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية. وقالت وزارة الدفاع السويدية ان الوحدة السويدية التي تملك طائرة من طراز "لوكهيد سي-130 هركوليس" "ستتمركز في قبرص بهدف دعم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في مجال نقل الجهاز البشري والتجهيزات".
    ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية مكلفة الاشراف على هذه المهمة بموجب قرار تبناه مجلس الامن الدولي في نهاية ايلول/سبتمبر.
    والاربعاء، اعلنت النروج انها تدرس طلبا من الولايات المتحدة حول تدمير قسم من الاسلحة الكيميائية السورية على اراضيها، وتامل اوسلو في الاجابة على هذا الطلب "في اسرع وقت"، لكنها "لا تملك التجهيزات" الضرورية لذلك، كما قال وزير الخارجية بورجي برندي للصحافيين.

    * صحيفة أميركية: مناهضون أمريكيون للأسد متورطون في صناعة الأسلحة
    أكدت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية أن "بعض أشهر المحامين في الولايات المتحدة المناهضين بشدة لنظام بشار الأسد، والمطالبين بضرورة التدخل العسكري ضد دمشق، تم كشف تورطهم مؤخراً في صناعة الأسلحة في الولايات المتحدة الأمريكية". ونشرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها أن "مجموعة من أصحاب المصلحة العامة وبعضهم من الخبراء والمحامين، قاموا بالتلاعب بالصحف الكبرى وشبكات التلفزيون، لتصبح متحيزة، وتوهم الشعب الأمريكي بضرورة التدخل العسكري في سوريا لإسقاط نظام الأسد".
    وقال التقرير إن "الحرب في سوريا مثلت تهديدا كبيرا للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "تضارب المصالح تشكله مجموعة من الخبراء والمحامين في الولايات المتحدة".
    وأشار إلى ان تلك المجموعة من الخبراء تتألف من المتخصصين إلى حد كبير من المسؤولين الحكوميين السابقين والقادة العسكريين، لافتاً إلى أنه يصل عددهم إلى 22 باحثا يظهرون على شاشات التلفزيون والصحف الأكثر انتشاراً لإقناع الرأي العام بما تريد الإدارة الأمريكية تنفيذه، فهم ينفذون تفكير القادة، لقيادة الرأي العام لما يريدونه. ويرتبط هؤلاء الأفراد والمنظمات بعشرات من المراكز كوزارة الدفاع والاستخبارات وشركات الاستثمار التي تركز على صناعة الأسلحة، بالإضافة إلى دبلوماسيين".
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 24-10-2013, 10:41 PM.

    تعليق


    • 24/10/2013


      * فورد التقى معارضين سوريين في تركيا لمحاولة اقناعهم بالمشاركة في ’’جنيف2’’
      التقى السفير الأميركي الذي كان معتمداً لدى سوريا روبرت فورد عددا من قادة المعارضة السورية في إسطنبول في محاولة لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر "جنيف 2" المزمع عقده أواخر تشرين الثاني المقبل.
      وذكرت مصادر في المعارضة السورية لوكالة الانباء الكويتية "كونا" أن "اللقاء الذي جمع السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد مع بعض قادة المعارضة السورية في إسطنبول، ركز بشكل كبير على التحضيرات الجارية في المنطقة لعقد مؤتمر "جنيف 2" واقناع المعارضة بأهمية المشاركة في المؤتمر لإنجاحه".


      * رئيس أركان البحرية الأميركية: واشنطن تبدأ بسحب بعض سفنها من أمام الشواطئ السورية

      * لاءات الجربا الثلاث



      استحضر السيد أحمد العاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارضة، لاءات الخرطوم الثلاث للتعبير عن موقفه من النظام السوري: لا صلح، لا تفاوض ولا اعتراف بهذا النظام، ليبني على هذا الموقف شروط مشاركته في مؤتمر “جنيف 2”، والتي يمكن تلخيصها بتنحي الأسد وخروجه من مستقبل سوريا.
      ولست أدري لماذا يظن الجربا، بأن مصير لاءاته الثلاث، سيكون مختلفاً عن المصائر التي انتهت إليها لاءات قمة الخرطوم، التي انقلبت جميعها إلى “نعمات”، واندرجت مؤخراً في سياق نظرية “التوسل والتسول” التي أسسها لها وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، وصح في قائليها قول الشاعر: لولا التشهد لكانت لاؤه نعم” ... حتى أن القمم العربية المتعاقبة، عمدت إلى إتباعها بـ”بسلة مغريات” تستجدي الصلح والتفاوض والاعتراف، حتى وإن تطلب الأمر، التطبيع قبل التوقيع، وتعميم “الصفقة المذلة” على 57 دولة إسلامية، وعدم حصرها في 22 دولة عربية فقط.
      فكرة “جنيف 2” ، كما “جنيف 1” تقوم على الاعتراف المتبادل والتفاوض المباشر وصولاً إلى الصلح والمصالحة ... النظام يعترف بالمعارضة ويقر باستحالة اجتثاثها، والمعارضة تعترف بالنظام وتقر بتعذر اسقاطه، وكل من النظام والمعارضة، يتفاوضان ويتحاوران، وصولا للصلح والتوافق حول “خريطة انتقال سياسي” بسوريا من أتون الحرب الجائرة الدائرة فيها وعليها، إلى فضاءات الحل السياسي والوفاق الوطني وإعادة الإعمار، دع عنك مسائل من نوع الحرية والديمقراطية والتنمية والعيش الكريم.
      وفيما كان الجربا في لندن يردد بقوة لاءات الخرطوم، ويحمل على المجتمع الدولي الذي يريد تحميل المعارضة ما لا قبل لها به أو عليه، كان نظيره في المجلس الوطني السوري جورج صبرا يقود اعتصاماً رمزياً متواضعاً أمام القنصلية الروسية في إسطنبول، احتجاجاً على الموقف الروسي الداعم للنظام المجرم، بل وتنديداً بالمجتمع الدولي والدول الكبرى والمنظمات الحقوقية والإنسانية والاجتماعية، بل العالم بأسره، الذي يقف صامتاً حيال مجزرة الغوطة وحصارها.
      مثل هذه المواقف، المشحونة بالغضب والتشنج، تعكس إحساس المعارضة السورية بالخيبة والإحباط، فقد سقطت جميع رهاناتها على العسكرة والتدخل والحسم والحظر الجوي والضربات الخاطفة ... وبات مطلوباً منها اليوم، أن تنضوي تحت لواء الحل السياسي للأزمة السورية، وقد يطلب منها غداً أن تعمل تحت إمرة الجيش السوري لمطاردة النصرة وداعش، ولا أحد يدري كيف ستتطور الأمور وتتداعى.
      إن كان هناك من ينبغي أن يُلام على الحالة التي آلت إليها المعارضة السورية، فهو المعارضة نفسها، ولا أحد غيرها ... فهي وحدها من ظل يعتقد بأن التدخل العسكري سيأتي وإن بعد حين، وأذكر ذات مرة، أن سفيرة دولة كبرى لدى المعارضة السورية سألتني إن كنت أعرف وسيلة لإقناع المعارضة بأنهم لن يتدخلوا عسكرياً في سوريا، بعد أن “عيل صبرها” وهي تحاول إقناعهم بأن لحظة التدخل لن تأتي أبداً .... وأذكر مرات ومرات، قمنا فيها بترتيب لقاءات بين معارضين سوريين وجهات دولية، بُحّت خلالها حناجر المتحدثين الدوليين وهو يؤكدون انتفاء الرغبة لديهم بالتدخل العسكري، من دون أن تجد أحاديثهم آذناً صاغية لدى مستمعيهم السوريين.
      لقد بنت هذه المعارضة استراتيجية ذات بعد واحد، قائم على فكرة التدخل، وما العسكرة التي تحمست لها أطياف عديدة، بدفع من دول الإقليم وبعض العواصم الدولية، سوى استدراج للتدخل واستدرار للصواريخ والقذائف الأطلسية، ولهذا السبب بالذات، ما زالت جريمة الكيماوي في الغوطة - بالنسبة لنا - سؤالاً مفتوحاً، يحتمل اتهام النظام وغيره، فثمة أطراف عديدة، رأت في التدخل العسكري الدولي، فرصتها الوحيدة للانتصار في معركة سوريا، بدليل ما نشهده من سورة غضب سعودية، عبرت عنها الرياض بالمواقف والإجراءات التي اتخذتها مؤخراً، وكذا يفعل حلفاء الرياض في المعارضة السورية، من الجرباإلى صبرا.
      في التجارب الديمقراطية، وحتى الثورية المحترمة، ينسحب القادة من المسرح ما أن يتأكد فشل سياساتهم وعقم خياراتهم، مفسحين في المجال أمام قيادات جديدة وبدائل أكثر صدقية، أما في حالة المعارضة السورية، فإن القوم يجنون الفشل تلو الأخر، وهم لا يفكرون إلا بتنحية الأسد، أما أن يتنحوا هم بفعل ما قارفوا من أخطاء وما طاش لهم من “رهانات” فهذا لا يبدو أمراً مألوفاً أو مدرجاً على جداول أعمالهم.
      يؤسفنا أن نطمئن الجربا وصبرا، بأنهما سيعترفان ويتفاوضان مع النظام بل وسيتصالحان معه، وأن هذا الأمر سيحدث في وقت قريب، بل وأقرب مما يتوقعون، فمفاتيح الأزمة السورية، باتت اليوم في جيبي بوتين وأوباما، لا في جيبيهما ولا في جيوب حلفائهم الإقليميين.

      * دراسة أميركية: صورة السعودية تسوء بالشرق الأوسط



      تراجعت مكانة السعودية كثيراً بين شعوب منطقة الشرق الأوسط ، بما في ذلك لبنان، حيث تراجعت نسبة التأييد لها في الشارع اللبناني بنحو 31 نقطة مئوية منذ عام 2007.

      هذا ما كشفته دراسة أجراها مشروع "بيو غلوبال" (Pew Global Attitudes Progect) التابع لمركز "بيو" للأبحاث (Pew Research Center) الأميركي، نشرتها مجلّة "تايم" الأميركية، تأكد فيها استناداً إلى الأرقام أن "صورة المملكة ساءت إلى حدّ كبير".
      إذ يبدو أن تأثير السعودية في المنطقة قد تراجع نتيجة عدد من التحولات، وهي الدولة الأهم في محور القوى المتحالفة مع الغرب، والمسماة دول "الاعتدال العربي".
      يُعيد الموقع "تراجع صورة المملكة إلى أسباب متعدّدة". فهذه الدولة "بدأت تتعرَض لانتقادات نتيجة النفوذ الذي يمارسه السعوديون في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، أهمّها لبنان وتركيا وتونس". إضافة إلى "عدم احترام الحكومة السعودية للحريات الشخصية كما هو الحال في الكثير من دول العالم".
      وقد أعلن الموقع إجراءه استطلاعات رأي في 39 دولة، أظهرت أن "من بين كل خمسة بلدان عربية شملها الاستطلاع، هناك أربعة بلدان ساءت فيهم صورة المملكة إلى حدّ كبير". لكن التراجع الأكثر دراماتيكية ـ بحسب الموقع ـ سجّله لبنان، حيث "انخفض تأييد الرأي العام لسياستها من 82 في المئة، إلى 51 في المئة على مدى السنوات الستّ الماضية"، وهذا "التراجع في التأييد موجود عند كل اللبنانيين، ولا سيما المسلمين الشيعة".
      وحظيت السعودية بنسبة تأييد منخفضة جداً في تركيا (26 في المئة فقط من الأتراك ينظرون بإيجابية إلى السعودية)، وفي تونس (40 في المئة فقط من التونسيين). كذلك تراجعت نسبة الناظرين بإيجابية إلى الدور السعودي بين المصريين من 91 في المئة عام 2007 إلى 78 عام 2013.
      بالنسبة إلى لبنان، بيّنت الدراسة أن "الرأي العام اللبناني منقسم بالتساوي بين مؤيّد ومعارض لسياسة المملكة". فإن "نسبة الذين ينظرون إلى دورها بشكل إيجابي يُشكّلون 51 في المئة، فيما يرى 49 في المئة دورها سلبياً".
      وبحسب الدراسة، فإن نسبة الذين ينظرون إلى المملكة كنموذج، تراجعت في كثير من بلدان المنطقة، منها مصر وتركيا والأردن وفلسطين وتونس، وإن لم يكُن بالنسبة ذاتها للتراجع في لبنان.

      تعليق


      • رئيس الوزراء الأردني: لم ندعم المعارضة السورية عندما كان النظام ضعيفاً فكيف ندعمها عندما أصبح قوياً؟!
        علي عبد سلمان –
        شدد رئيس الوزراء الأردني د.عبدالله النسور على عدم وجود تغيير في موقف بلاده من الأزمة السورية، قائلا «ان موقف المملكة نابع من جامعة الدول العربية».
        جاء ذلك ردا على اتهامات وجهها الرئيس السوري بشار الأسد للمملكة في لقاء تلفزيوني قبل ايام بقوله ان الأردن كان بعيدا عن دعم المعارضة المسلحة السورية «لكنه دخل على الخط منذ أقل من عام» بحسب الأسد.
        وتساءل رئيس الوزراء الأردني ـ خلال لقاء ضمه مع رؤساء تحرير الصحف اليومية الأردنية وكتابا أمس الأول ـ قائلا «لم يدعم الأردن المعارضة السورية في وقت كان فيه النظام ضعيفا، فكيف نفكر في دعمهم الآن بعد أن أصبح (النظام) أكثر قوة بعد مرور نحو عامين ونصف العام على هذه الأزمة؟». وأكد أن عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني رغم العواصف التي تحيط بالمنطقة استطاع الحفاظ على أمن وسلامة المملكة في ظل الأزمة السورية، لافتا إلى أن ما يحدث في سورية يزيد من المخاطر على المملكة، مشيرا إلى الخشية من «المتطرفين» مما يستوجب اليقظة.
        ويستضيف الأردن على أراضيه ما يزيد على 550 ألف لاجئ سوري، فضلا عن وجود ما يزيد على 600 ألف سوري قبل الأحداث وذلك بحكم علاقات نسب ومصاهرة وتجارة، ولم يتمكن غالبيتهم من العودة، فيما أعلن د.النسور مؤخرا أن عدد السوريين في المملكة يتجاوز المليون و250 ألف سوري.
        النصرة تخسر أهم معاقلها في حلب..والجيش السوري بصدد إعلان السفيرة آمنة
        أكدت مصادر متابعة لسير معارك في ريف حلب الشرقي أن الجيش بصدد إعلان مدينة السفيرة وريفها منطقة آمنة في غضون الـ48 ساعة القادمة بعدما تمكنت وحداته من تطهير أكثر من نصف مساحتها ولتمني «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة بأكبر خسارة لها بفقدانها أهم معقل لها في سورية، في حين واصلت وحدات منه التصدي للإرهابيين وحققت تقدماً جديداً في ملاحقتها الذين تسللوا إلى بلدة صدد، وقضت على مجموعات إرهابية بكامل أفرادها في حمص.
        وتفيد المعلومات الواردة أن قوات النخبة من الجيش استطاعت اقتحام السفيرة (40 كيلو متر جنوب شرق حلب) من محوري البحوث العلمية ومعامل الدفاع ومن منطقة القبان على طريق قرية أبو جرين ولتفرض سيطرتها على مساحات شاسعة من المدينة التي طالما تغنت «النصرة» وفصائل «الجيش الحر» التي تعلن الولاء لها، بأهمية موقعها الإستراتيجي لكونها قريبة من خطوط الإمداد في خناصر ومن معامل الدفاع والبحوث العلمية كأهم موقعين حيويين في المنطقة، لم يفلح فرع القاعدة من الوصول إليهما على الرغم من الحروب الكثيرة التي أعلنها وفقد خلالها المئات من مقاتليه.
        في سياق منفصل تهكمت مصادر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من الأنباء التي أعلنت عنها بعض فصائل «الجيش الحر» في الأتارب في ريف حلب الغربي التي تدعي أن الفرع التابع لتنظيم القاعدة أمهلها 24 ساعة لتسليم مقري المخفر والناحية له وتعيين اثنين من عناصره عضوين في الهيئة الشرعية للمدينة القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
        وأكدت المصادر أن جميع أحياء الأتارب ومقراتها تقع تحت سيطرة «داعش» التي تعمل الآن على تطهير المدينة من «كتائب الصحوة» التي تتعامل مع أحمد الجربا رئيس «الائتلاف الوطني» المعارض وسليم إدريس رئيس أركان ما يدعى «الجيش الحر».
        ووصفت مصادر «داعش» مقاتلي «الحر» بأنهم «يتجسسون على المجاهدين» معلنة نيتها تطهير المدينة من «مظاهر العلمانية الكافرة» واجتثاث المسلحين عن بكرة أبيهم ليصبح الهدف التالي لها معبر باب الهوى بعد سيطرتها على بوابة السلامة الحدودية مع تركيا في إعزاز شمال حلب.

        تعليق


        • المغامرة السعودية .. و«ديبلوماسية البداوة» إزاء سوريا
          خليل حرب

          سيمر بعض الوقت قبل ان تتضح حقيقة الهبّة السعودية في وجه الحليف الاميركي. اما نضوجها، فسيتطلب وقتا اطول. هل سيتابع وزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات بندر بن سلطان «هجمتهما» الكلامية في وجه السياسة الاميركية، والى أي مدى سيصلان فعلا؟ وهل يتمتعان بكامل دعم دائرة القرار الضيقة في القصر الملكي؟ والاهم، ما هي الآثار المحتملة لهذه الهجمة على ازمات المنطقة من سوريا الى لبنان والعراق والبحرين وصولا الى افغانستان؟

          لا اجوبة قاطعة عن هذه التساؤلات. لكن من المفارقة ان المملكة السعودية تبدو طرفا رئيسيا في ازمات هذه الدول، في الوقت الذي تجهد من اجل تقديم نفسها- امام الاميركيين على الاقل – على انها جزء حيوي من الحل.

          لقد اظهر مشهد العراك السياسي الذي خرج الى العلن بين الرياض وواشنطن، ما هو اكثر من مجرد تباين سعودي اميركي. التصريحات المنسوبة الى الفيصل وبندر والمتخذة طابعا ابتزازيا، تشي بما هو اكثر من ذلك، ما يثير مخاوف من احتمال اطالة امد هذه الازمات، واحتمال تفاقمها، خصوصا في سوريا التي يقود المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي جولة اقليمية تمهيدا للمخارج المحتملة في «جنيف 2».

          يمثل الفيصل وبندر داخل دوائر القرار السعودي، الجناح المتشدد، المصاب بعقم «الانجاز» سورياً (اللهم الا اذا كان الخراب هدفا اساسيا)، ما يمكن ان يفسر ولا يجزم في الوقت ذاته بحقيقة ما يجري داخل القصر الملكي، وصراع الارادات والخلافة. وتدور تساؤلات حول مدى اقترابهما او ابتعادهما عن شخصيات لا تقل نفوذا تحت مظلة حكم الملك عبد الله، مثل الامراء متعب بن عبد الله ومقرن بن عبد العزيز ومحمد بن نايف بالاضافة الى الامير عبد العزيز بن عبد الله، ابن الملك، الذي كان حتى وقت قريب مسؤولا مباشرا عن الملف السوري، وخالد التويجري الملقب بسبب سعة نفوذه بـ«الملك خالد».

          سيحتاج الامر الى وقت قبل ان ينجلي المشهد في الديوان الملكي. لكن الترجمة الاكثر سرعة للهجمة السياسية السعودية الجديدة، قد تكون في الساحة السورية. التهديد المنسوب الى بندر، عراب الخيار العسكري في سوريا، يوحي بان المملكة ستتملص من التنسيق مع واشنطن بشأن شحنات الاسلحة ونوعيتها والجهات المرسلة اليها، بهدف التخلص من حكم الرئيس بشار الاسد. الى أي مدى ستسمح واشنطن بانفلات الخيوط من بين يديها، سيظل الامر في الوقت الراهن احتمالا قابلا للكثير من التأويل.

          لكن مصدرا عربيا مطلعا على مواقف بعض المسؤولين السعوديين يقول ان الانتقادات السورية القاسية ضد الحكم السعودي لم تعهدها المملكة من قبل وعلى اصحابها ان يدفعوا الثمن! .

          ويقول مصدر سوري مطلع لـ«السفير» ان المشكلة بالنسبة الى السعودية صارت «بدوية»، وخلاصتها عقلية الثأر: فإما نحن او الأسد!

          بهذا المعنى، فان الانفراج الكيميائي الذي شهدته العلاقات الاميركية – الروسية بشأن سوريا، لم يكن سوريا خالصا. كانت له جوانبه الاخرى التي ستتجسد بأشكال عدة، لعل من بينها حتى الآن، هذا الحنق السعودي، والذي كان اول مؤشراته امتناع الفيصل عن القاء كلمة السعودية امام الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا، ثم الاعلان عن الاعتذار عن عدم تولي مقعد العضوية في مجلس الامن الدولي، وصولا الى التلويح السعودي بمراجعة مستوى التعاون السياسي والامني مع واشنطن.

          ما يعنيه ذلك بالنسبة الى السوريين، ان السعودية صارت الآن الدولة الاخيرة التي لم تتراجع عن المجاهرة بالخيار العسكري واعتراضها على الحل السياسي. قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري غداة لقائه الفيصل في باريس الاثنين الماضي، ان المملكة ساءها ان الحرب الاميركية لم تقع على دمشق!

          يجري كل ذلك على خلفية المشهد الايراني. الرغبة الاميركية بالالتقاء مع الايرانيين في نيويورك في ايلول الماضي، كانت تجسيدا للانفراج الاميركي – الروسي، لكنها ليست نتيجته الوحيدة، وبالطبع ليست شكله الاوحد، كما اتضح من مغامرة الغضب الديبلوماسي السعودي بشأن ايران وسوريا.. واستطرادا لبنان. الهبّة السعودية، تعني ان حركة الرئيس الشيخ حسن روحاني، تثير كوابيس سياسية في الرياض.
          على أبواب دمشق

          فتحت كلمة السر المتمثلة باقتناع الاميركيين بضرورة الاستفادة من الاوراق الايرانية، الابواب امام المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، في دمشق، للمرة الاولى مند شهور من الفتور السوري الواضح الذي كشف الاسد احد اسبابه في مقابلته التلفزيونية الاخيرة مع «قناة الميادين»، عندما قال ان المبعوث الدولي جاء طالبا عدم ترشحه في الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولايته الرئاسية الحالية، ما فسرته دمشق خروجا عن حيادية الوسيط.

          لكن ماذا سيقول الابراهيمي هذه المرة في دمشق؟

          يقول مصدر ديبلوماسي في نيويورك مطلع على جولة المبعوث الدولي الاقليمية التي شملت حتى الآن مصر والعراق والكويت وسلطنة عمان والاردن وتركيا، لـ«السفير» ان الابراهيمي سيجدد أولا رسالته القديمة القائلة بأن هناك «مطالب حقيقية» من جانب الناس وحتى من قبل من جماعات حملت الســلاح، بمــا يعــني ان الحاجــة الى الاصــلاح، حقيقية.

          واوضح المصدر ان طرفي السلطة والمعارضة يدركان ان الحل ليس عسكريا، وان المخاطر باتت تهدد بتقسيم سوريا، وبالتالي، فان المتوقع منهما القيام بـ«تضحيات» معينة تؤكد الرغبة في «قبول الطرف الآخر»، مشيرا في الوقت ذاته الى ان مطلب خروج الاسد من السلطة، لم يعد شرطا مسبقا لانعقاد مؤتمر جنيف، وان العمل يرتكز الآن على تسويق ما طرح في «جنيف الاول» بشأن تشكيل «هيئة انتقالية» تعكس من خلال الصلاحيات التي سيقبل بها النظام لها، اقتناعا حقيقيا بقبوله بها.

          ويلاحظ المصدر الديبلوماسي في نيويورك ان مطلب قوى المعارضة بخروج الاسد، لم يعد متداولا بحدة كما كان سائدا خلال العامين الماضيين، حيث كان وقتها شرطا مسبقا قبل الذهاب الى أي شكل من اشكال التفاوض، وهو ما لم يعد قائما الآن، ما يعني ان غالبية قوى المعارضة في الخارج، على اختلافها، باتت تعترف ضمنا بأن النقاط الصعبة ستبحث لاحقا في اللقاءات والاجتماعات التي يفترض ان تنبثق عن «جنيف 2».

          التبدل في ادبيات خطاب مختلف القوى المعارضة السورية، مرده العديد من الاسباب، وبالتأكيد فان من بينها المشهد الميداني. الرهان على التطورات العسكرية، لم يعد خيارا. هكذا كان الحال اقله الى ما قبل اتضاح حجم المغامرة السعودية الجديدة.

          ويقول مصدر ديبلوماسي عربي لـ«السفير» ان «التطورات الميدانية لن تؤثر في مهمة الابراهيمي»، على الرغم من اقراره بأن السعودية، وقوى معارضة، تقول ان «جنيف 2» يجب الا يعقد بينما النظام السوري يحقق مكاسب على الارض. ويرى المصدر ان «المعادلة انقلبت الآن من خلال التفاهم الروسي – الاميركي، والقرار بات بأيدي موسكو وواشنطن، وهما مصممتان على انعقاد المؤتمر».

          ينقل مصدر مطلع على اجواء لقاء كيري الفيصل في باريس، ان عتابا متبادلا جرى بينهما، اذ بينما كان السعوديون يستهجنون فكرة الذهاب الى جنيف مجددا قبل تغيير المعادلات على الارض، رد الاميركيون بان السعوديين لم يحسنوا استغلال عامين من العمل العسكري حتى الآن، ولم يقدموا انجازا جديرا بالذكر. وعندما قال السعودي ان الرياض جلبت اعتراف 100 دولة بالمعارضة الخارجية، رد الاميركي قائلا «نحن من انجز ذلك». وعندما سعى الفيصل للتأكيد ان تطورا ما يتحقق في مسألة تشكيل حكومة المعارضة، رد الاميركيون بمرارة واستهزاء «حتى الآن لم تشكلوا هذه الحكومة!!».

          وبينما تبدو قوى «المجلس الوطني» المدعوم قطريا والمنبوذ اميركيا، و«الاتئلاف السوري» المدعوم سعوديا، كمن يحلق خارج سرب التفاهمات الدولية، او الاميركية الروسية تحديدا.. ربما بانتظار كلمة السر من الدوحة والرياض، فان التساؤل يصير مشروعا عن المدى الذي سيذهب اليه السعوديون في عرقلة احتمالات الانفراج السوري، خصوصا ان حدة مواقفهم اثارت جوا ملبدا في سماء مهمة الابراهيمي الدقيقة والبعيدة نسبيا عن الاعلام، في هذا الخريف السوري الذي قد يكون حارا.

          السفير

          تعليق


          • العُقال السعودي .. من الأندلس إلى سورية
            أحمد الشرقاوي

            يقال، والعهدة على الراوي، أن سر لبس عربان الخليج للعقال يعود إلى فقدان الأندلس. ومنذئذ، قرروا أن لا ينزعوه من على رؤوسهم وأن لا يربطوا به بعيرهم حتى تعود الأندلس إلى حكمهم وسيادتهم.. لكن بالإرهاب بدل الحرب، لأن ذراع السعودية المسماة بـ”القاعدة”، سبق وأن هددت الحكومة الإسبانية في أكثر من مناسبة وبيان على لسان ‘أسامة بن لادن’ و ‘أيمن الظواهري’، بحرب شعواء لا هوادة فيها حتى إسترجاع الأندلس كاملة غير منقوصة.

            وتذكر بعض المصادر، أن العقال حينها، كان إما أصفرا بلون الوبر أو أبيضا بلون القطن، لكن بعد النكبة عام 1948، قرر السعوديون استبداله باللون الأسود حزنا على فقدان الأندلس وبعدها فلسطين، في انتظار أن يفقدوا أنفسهم والزيت والنخل والبعير، ولن يجدوا بعد بذلك لونا يعبر عن عظيم حزنهم أبلغ من لون سراب الصحراء، للبكاء على أطلالهم وأوهام أحلامهم، برغم تهديد “القاعدة” لإمريكا بالويل والثبور ولإسرائيل بعظائم الأمور حتى تحرير كامل فلسطين وإعلان القدس الشريف عاصمة لها.

            ويقال في أوروبا أيضا، أن سر وضع العربان للعقال على رؤوسهم، يرمز إلى أعظم إكتشاف علمي غيّر مجرى التاريخ، استورده التجار الرحالة من الهند القديمة فوضعوه فوق رؤوسهم لمّا نسبوه إلى أنفسهم (هكذا يعتقد الغرب)، ويقصدون بذلك “الصفر”، الذي حولهم إلى صفر على هامش الحضارة والتاريخ عندما فرّطوا في دينهم وعروبتهم ووحدتهم وثوابتهم وسيادتهم وعزتهم وكرامتهم، وأذلّهم الله حين احترفوا العمالة والخيانة والخسة والنذالة، وبرعوا في الفرقة والفتن والمؤامرات الناعمة، وانصرفوا إلى ليالي الفحش في الغرف الحمراء، وانغمسوا في طيب العيش في القصور المخملية، يجاهدون في الأثذاء البيضاء بالدولار والفياكرا والأساور الذهبية.. تماما كما فعل المماليك زمن الأندلس عندما تركوا السيف والحصان وباعوا التاريخ للشيطان.

            مناسبة هذا الكلام ما نقرأه اليوم من دراسات لبعض الخبراء الذين يقتاتون من مال الزيت، فيروجوّن لمقولات هي أقرب إلى الغباء منها إلى الجنون، ومفادها، أن مصر والسعودية، هما آخر دولتين مهمّتين تمتلكان سيادة كاملة في هذه المنطقة بغض النظر عمّن يحكمهما (كذا).. والحرب جارية من مختلف الاتجاهات ضدّهما ولن تتوقف على الأرجح حتى يتم تقسيمهما، خصوصا بعد الذي حدث في العراق وليبيا ويحدث اليوم في سورية..

            فيا سبحان الله، وكأن مملكة آل سعود لا علاقة لها من قريب أو بعيد بما حصل في هذه البلدان العربية من قتل وخراب ودمار، وكأـن المملكة الوهابية البريئة، تحولت من ذئب غادر لئيم إلى حمل وديع مستهدف من أمريكا وإسرائيل.

            ووفق ما خلصت إليه إحدى الدراسات المعدّة تحت الطلب، لأن في السعودية لا توجد مراكز بحوث ودراسات بسبب خوضها في القديرات والتوقعات التي هي من “علم الغيب” الذي تحرّمه الديانة الوهابية، فإن صورة الوضع الأكثر وضوحاً اليوم، هي احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وتسليمه لإيران. وقد كشفت الأيام، وفق الدراسة، أن هذه الإستراتيجية الأمريكية الشيطانية، لم تكن إلا كسراً للبوابة الشرقية للسعودية، لفتح الباب للسعار الطائفي الإيراني الشيطاني الذي تدفق إلى المنطقة، لإقامة وإحياء بؤر توتر وصراع طائفية في العديد من الدول العربية، الأمر الذي وجدت السعودية نفسها معه، واجهةً للمعسكر الآخر (معسكر الملائكة)، الذي يحاول مقاومة المد الـ”شيعي” الدموي إلى المنطقة تحت عباءات وشعارات مزيّفة، صبغت الكثير من الأحداث والتطورات بعد 2003. بينما كان الإعلام وظل إلى ما قبل فترة قريبة، يقدم إيران “الصفوية” “الشيعية” كقائد للمانعة والمقاومة، والسعودية “العربية” “السنية” كحليف لأمريكا وإسرائيل.. والواقع، وفق ذات الدراسة، يقول إن هذا الإعلام بقوته الأسطورية أستطاع أن يزيف وعي الكثير من الناس!..

            فهل نضحك أم نبكي؟.. لأن مثل هذا الكلام، لا يمكن أن يصدقه إلا غبي أو متخلف عقليا، لكن بكل تأكيد، هناك بيننا في هذه الرقعة الجغرافية العربية من الأغبياء ما لا يعد ولا يحصى.

            وفي محاولة بائسة وبئيسة لتجيير الأمر وتقديمه في صورة مؤامرة خطيرة تستهدف المملكة السعودية، قائدة الأمة العربية نحو الهاوية، يقول أحد الباحثين (عن الدولار وليس الحقيقة)، أن المملكة العربية السعودية تعلم أن ما يحدث في اليمن على حدودها الجنوبية يستهدفها بشكل مباشر، وأن جماعة الحوثي المسلحة التابعة لإيران والمسيطرة على مناطق حدودية معها، تقوّى شوكتها وتتوسّع بغطاء سياسي وأمني أمريكي وتسليح إيراني، لمحاصرة السعودية من الجنوب.. وحتى في المحافظات الجنوبية والشرقية لن تؤدي الفوضى والانفصالات إلاّ إلى تهيئة أكثر من مسرح عملياتي لقوى تعمل ضد السعودية.. وإن كانت بعض الأدوات الآن (في إشارة إلى إيران وأدواتها)، تحاول إعطاء تطمينات ومد جسور مع السعودية، إلاّ أنّ النتيجة حتما ستكون عكسية.

            وبناء على هذه المقدمات الوهمية، تخلص الدراسة إلى توصية قاطعة حاسمة ونهائية، مؤدّاها، أنه ينبغي الإعداد الحازم لخطوات تقارب جريئة ومدروسة بين الأنظمة العربية (وليس الشعوب)، سعيا لعقد اتفاقيات دفاع مشترك وتكامل اقتصادي وسياسي بين السعودية ومصر، يجعل منها محورا صلبا في وجه التحديات، ونواة قوية تجذب إليها دولا أخرى كالمغرب واليمن والسودان.

            من هنا نفهم سبب تركيز المملكة الوهابية على دعم المؤسسة العسكرية المصرية، ومساهمتها في إسقاط حكم ‘الإخوان’ لإعادة إنتاج نظام مطيع على شاكلة نظام ‘مبارك’، ذلك أنه ومنذ سقوط هذا الأخير، لم يعرف آل سعود طعم النوم، لما كان يمثله نظام المخلوع من ضمانة استراتيجية لإستقرار حكمهم، واستمرار استبدادهم وفسادهم وتآمرهم على الأمة العربية والإسلامية.

            والغريب أن البحث لم يذكر الأردن ضمن هذا المحور العربي الذي تسوّق له مملكة الزّيت، والذي من شأنه مواجهة أمريكا وإيران وأدواتهما في المنطقة، كما تقول الدراسة.. ربما لأن السعودية في تحالفها المعلن مع إسرائيل قد وافقت على تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين، فلم تعد ترى فيه حليفا استراتيجيا موثوقا.. وهذا لعمري أمر يبعث على الرثاء بدل السخرية.

            ناهيك عن أن تقسيم السودان الذي كان يمثل سلة الغذاء العربي، ما كان ليتم لولا صمت السعودية وموافقة مصر الضمنية.. أما اليمن الذي حرصت السعودية لعقود طوال على عرقلة التنمية فيه ومنع الشعب اليمني من الإستفادة من خيراته البترولية، ولا تزال تستعمر السعودية جزءا من أراضيه الغنية بالنفط، ورفضت انضمامه لمجلس التعاون الخليجي خوفا من الكثافة السكانية التي تميّزه، وطردت قبل أسابيع عشرات الآلاف من العمال الفقراء من أراضيها، وتقيم اليوم سياجا عازلا على طول حدودها معه، وركبت ثورته لتمنع الشعب من إقامة ديمقراطيته وإختيار النظام الذي يناسبه، فقد أصبح واضحا بالنسبة لليمنيين الشرفاء أن ما تسعى إليه السعودية في حقيقة الأمر، هو تأسيس جيش من الفقراء، لتستعمله وقودا لنار حربها ضد إيران.. أما المغرب، فتستطيع السعودية التحالف مع النظام الصهيوني العميل في هذا البلد، لكن الشعب الذي يشعر أنه أقرب إلى عقلية الغرب منه إلى عقلية الظلام الوهابية، فلا يشرفه التحالف مع نظام رجعي عميل ومتخلف مثل نظام آل سعود الذي كان السبب في كل ما أصاب الأمة العربية والإسلامية من مصائب وكوارث منذ أن احتل شبه الجزيرة العربية وحولها إلى ملكية مسجّلة بإسمه.

            فقدان السعودية اليوم لزعامتها الوهمية على المنطقة العربية بسبب هزيمتها في العراق ولبنان وسوريا، وقبل ذلك هزم جيشها الهجين أمام ثلة من المقاتلين الحوثيين، ونجاح إيران في التحول إلى قوة إقليمية عظمى، اعترفت مؤخرا أمريكا بدورها في حل الأزمات وإدارة شؤون المنطقة من موقع النّد لا التّابع كما هو الحال مع مملكة الشر الوهابية، جعل السعودية تفقد عقلها وعُقالها معا، بدليل تهديد الأمير بندر بن سلطان لروسيا وأمريكا بعد أن نزع الدشداشة و الغترة والعقال وإرتدى البدلة والكرافات الغربية.

            السعودية ليست دولة مؤسسات، ولا تمتلك رؤية وخيارات إستراتيجية، وسياساتها قائمة كلها على ردود الأفعال الظرفية، المتسرعة والإنفعالية، وهذه مشكلة بنيوية في النظام السعودي القروسطي، حيث لا وجود لدستور، ولا برلمان، ولا انتخابات، ولا مشاركة سياسية، ولا حريات، ولا حقوق ولا عدالة ولا من يحزنون.. والمجتمع لا يعدو أن يكون عبارة عن قطيع من الأتباع لا حق له في المواطنة إلا بما يرضى عنه أمراء الدم والظلام.

            والسعودية التي تقول أنها دولة ذات سيادة بخلاف بقية الدول العربية، هي عبارة عن مزرعة تدار بمنطق الراعي ولغة الخروف، ويعرف القاصي والداني أنها لا تعدو أن تكون محمية أمريكية، إذ بدون أمريكا لن يبقى للسعودية من وجود على الخارطة العربية.. والمفارقة، أن آل سعود عندما استأجروا للأمريكي القواعد العسكرية في شبه الجزيرة العربية، لم يكن ذلك بمقابل مادي كما هو الحال بالنسبة للدول التي تقبل بإقامة قواعد عسكرية للقوى العظمى على أراضيها، بل آل سعود وهبوا للأمريكي الأرض وسلطة إحتكار النفط، والوصاية على القرار السيادي السياسي والإقتصادي، ودفعوا له فوق ذلك ثمن حمايته لعروشهم، وصمته على فسادهم واستبدادهم.. والتزموا بتحويل كامل عائداتهم الريعية إلى البنوك الأمريكية والغربية (وصلت اليوم 3 تريليون دولار)، وعقد صفقات أسلحة وهمية سنوية بمليارات الدولارات (فاقت 400 مليار دولار منذ حرب الخليج الثانية)، لإمتصاص فوائض الدخل المهولة بدل استثمارها في تنمية الشعب السعودي أولا، ثم شعوب الدول العربية التي يتباكون اليوم على فقدانهم لزعامتها.

            وحقيقة الأمر، أن السعودية لم تكن يوما قوة إقليمية ذات وزن يذكر، بل كانت تعيش وهم الزعامة الدينية والسياسية استنادا إلى أمرين إثنين: الأول، إعتقادها أن توجه المؤمنين اتجاه الكعبة المشرفة خمسة مرات في اليوم للصلات، ومرة في السنة للحج، وقيامها بإدارة الحرمين الشريفين، يجعل من المملكة الوهابية قبلة للمسلمين في العالم بدل بيت الله الحرام. الثاني، إعتقادها أنها تستطيع بالمال الحرام ضمان الولاءات السياسية، وشراء المواقف الثقافية، وإحتكار الخطاب الإعلامي، وإنتاج الخطاب الديني، أقله في الدول العربية العميلة التي تقتات أنظمتها على الريع والمساعدات، ولا تنتج سوى الجهل والفقر والتخلف.

            النظام السعودي هو أخطر نظام سلطوي عرفه العالم العربي، بسبب عمالته للأمريكي والصهيوني، ورعايته للديكتاتوريات العربية، ووقوفه ضد الشعوب في تحقيق الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الإجتماعية، لأن تحرر الشعوب العربية يمثل أكبر خطر وجودي على نظام آل سعود العشائري، وما حصل خلال ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، سواء في تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن أو البحرين أو المغرب، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن عقلية القبيلة السلطوية السعودية هي من كانت وراء فشل كل الثورات العربية وحرفها عن مساراتها لمنعها من تحقيق أهدافها النبيلة.

            النظام السعودي تدخل عسكريا لقمع انتفاضة شعب البحرين، بحجة أنها ثورة “شيعية” حركتها إيران للسيطرة على البحرين، هذا علما أن الشعب البحريني في غالبيته (70 %) شيعة قبل وجود نظام آل خليفة وآل سعود معا، بل وقبل حتى أن تعرف إيران ما الإسلام.

            كما أن النظام السعودي تدخل بقوة لإجهاض الثورة الشعبية في اليمن حتى لا تقوم ديمقراطية شعبية في هذا البلد تهدد كيانه وتنهي وجوده في المنطقة.

            وأنفق مليارات الدولارات للتأثير على الانتخابات الديمقراطية في تونس ومصر من خلال تشجيع “الإسلام السلفي” المرتبط بالفكر الوهابي السعودي ليفسد على هذين الشعبين العربيين عرسهما الديمقراطي، الذي كان من شأن نجاحه أن يحول وجه العالم العربي إلى وجه حضاري يساهم في صناعة الحضارة ويغير مجرى التاريخ.

            وأخيرا، تدخلت السعودية في سوريا من خلال المليشيات الوهابية التكفيرية، وفلول القاعدة، وجيوش المرتزقة المأجورين، والمجرمين طلقاء السجون، لتدمر هذا البلد العربي الممانع والمقاوم، ظنا منها أنها تستطيع كسر محور مقاومة إسرائيل في المنطقة من خلال كسر أهم حلقاته المتمثلة في سورية التاريخ والحضارة والعروبة والعزة والكرامة. لكن تدخل حزب الله دفاعا عن خط المقاومة في سورية والإنتصارات الباهرة التي حققها على الأرض بمعية الجيش العربي السوري ومجاهدين من الحرس الثوري الإيراني أفسد على آل سعود حلمهم، وأسقط مؤامراتهم الدنيئة في الوحل.

            وبعد أن أدركت السعودية، وقبلها قطر وتركيا، أن الإرهاب يستحيل أن يحدث التغيير المطلوب على الأرض، نشطت دبلوماسية التحريض الخبيث على خط الرياض – إسرائيل – فرنسا – بريطانيا – واشنطن، ونشط الأمير ‘بندر بن سلطان’ رئيس المخابرات باستغلال علاقاته الواسعة مع أجهزة المخابرات والدوائر السياسية النافذة في عواصم هذه البلدان، للتحريض على العدوان العسكري ضد سورية، بدعوى إنهاء مأساة الشعب السوري، ورصدت أمريكا للعدوان على سورية ما قدره 200 مليار دولار، وفق تقارير استخباراتية. وقد فضحت صحف أمريكية وأوروبية دور الأمير الأزرق بمعية وزير الخارجية ‘سعود الفيصل’ في التحريض على سورية لجر أمريكا إلى حرب مدمرة في سورية بكذبة الكيميائي، مثل ما فعلوا في مطلع تسعينات القرن الماضي، عندما أقنعوا إدارة ‘بوش’ باستعمال كذبة أسلحة الدمار الشامل لتدمير العراق..

            لكن هذه المرة، تبين أن الوضع مختلف، وأن أية مغامرة عسكرية ضد سورية المسنودة من حلفاء أقوياء وأوفياء من شأنها حرق منطقة الشرق الأوسط بالكامل وزوال إسرائيل، وقد تتطور من حرب إقليمية إلى حرب عالمية ثالثة، لأن البوارج العسكرية الروسية وغواصاتها النووية التي ترابط في المنطقة، لم تكن تجوب الشواطىء السورية لتنظيم عروض للأزياء القوقازية.

            انهزمت أمريكا وحلفائها وكل أدواتها في المنطقة من دون حرب عسكرية، واكتشفت إدارة ‘أوباما’ أخيرا أن موازين القوى قد تغيّرت، وأنها لم تعد القوة الوحيدة المهيمنة على العالم، وأن مصالحها القومية تقتضي القبول بشراكة استراتيجية مع الروسي، والإعتراف بإيران كقوة إقليمية عظمى تساهم في حل مشاكل وأزمات المنطقة.. فأعلنت تمسكها بالحل السياسي في سورية وتمسكها بالشراكة مع الروسي والتحالف مع الإيراني، رغم السخط الإسرائيلي والغضب السعودي.

            وها هو ‘زبيغنيو بريجنسكي’ مستشار الامن القومي الامريكي السابق في عهد الرئيس ‘كارتر’ وأحد أهم صناع السياسة الأمريكية يقول: “أن مفهوم الهيمنة العالمية فقد بريقه، وأن حقبة سلطة امريكا على العالم قد انتهت”. مضيفا في كلمة له ألقاها بجامعة “جون هوبكينز” هذا الأسبوع، وفق ما نقلته محطة ‘صوت روسيا’ الخميس: “أن حقبة الهيمنة الامريكية على العالم بعد الحرب الباردة والتي استغرقت 13 عاما، انتهت أيضا، بسبب تقويض شرعيتها خلال الاعوام الاخيرة”. مؤكدا في ذات السياق: أن “على أمريكا أن تواكب العالم الحديث الذي يواجه تعقيدات، وتتكيف معه”، منتقدا التصريحات التي اطلقها الرئيس الأمريكي ‘باراك اوباما’ و وصفه للشعب الامريكي بأنه “شعب استثنائي”.. وهي التصريحات التي سبق للرئيس ‘فلادمير بوتين’ أن عقب عليها بما مفاده، أن على أوباما أن يدرك أن الله خلق الناس سواسية، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، واحترام ثقافة الشعوب وخصوصياتها المحلية.

            هذا الإنصار الكبير الذي اعترفت به الإدارة الأمريكية بشجاعة (ولو ضمنيّا)، تُرجم هزيمة مذلّة للسعودية وسياساتها الرجعية، ما جعل بعض أمراء الزّيت المرعوبين يفقدون صوابهم، ويصرخون في وجه أمريكا غضبا، مهدّدين بما ليس في مقدور العبد فعله في حضور سيده، ليتبين أن هذا الصراخ والعويل والبكاء، وكل هذه الحملة الهستيرية المسعورة ضدّ أمريكا، جائت بسبب عجز الأخيرة عن إسقاط النظام في دمشق، وإقدامها على فتح عهد جديد من الشراكة مع الروسي والتحالف مع الإيراني، وأن هدف السعودية بالنهاية، هو الحصول على قطعة صغيرة من كعكة النفوذ في المنطقة.. وقطعة الكعكة هذه بالنسبة للنظام الوهابي التكفيري الرجعي، تتمثل في قطعة من السماء إسمها “لبنان” (بتعبير وديع الصافي رحمه الله).

            وهذا معناه، أن الحرب في سورية مرشحة بقوة لتنتقل إلى الساحة اللبنانية في القادم من الأيام وفق الرغبة السعودية المبنية على الحقد والكراهية والبغضاء، للتعويض عن فشلها في سورية، وهو ما أكده الرئيس بشار الأسد في حديثه الأخير للميادين حيث قال: “وماذا لو انتقلت الحرب إلى لبنان؟”، في إشارة ضمنية لمعركة ‘القلمون’ التي ستنطلق قريبا (قد يكون الأسبوع المقبل لتنتهي قبل مؤتمر ‘جنيف 2′)، لتطهير الجبهة السورية الغربية إلى الحدود اللبنانية، ما سيدفع بآلاف الإرهابيين (وعددهم 25 ألف اليوم)، للهروب إلى عرسال وواد خالد وغيرها… والتي تهدّد المناطق اللبنانية الحدودية من الهرمل الى بعلبك حتى مشارف شتورة، لينتقموا من حزب الله في الداخل كما يتوهمون، ولن يجدوا في انتظارهم غير الموت الزعاف الذي يتربص بهم في كل مكان من أرض الشام الطاهرة.

            لبنان التنوع والثقافة والفن والجمال، لا يرضى أن يكون محمية لنظام قروسطي ظلامي يجسد الشر ويمثل كل ما هو بشع وقبيح في هذه الأرض.. كما أن لبنان المقاومة الشريفة التي رفعت رأس الأمة، وأذاقتها معنى الإنتصار، وطعم العزة، والإحساس بالكرامة، لا يمكنه أن يخضع لوصاية نظام يعيش على الخيانة، ويقتات من العمالة، ولا يمكن أن يستمر إلا كدمية تدير خيوطها الإمبريالية والصهيونية العالمية ضدا في مصالح الأمة العربية والإسلامية.. لذلك ستفشل كل المحاولات السعودية، لأن للعالم اليوم حسابات أخرى لم تفهم أو لا تريد أن تفهم أبعادها السعودية وأدواتها في المنطقة.

            وما لا تريد أن تستوعبه السعودية كذلك، هو أن واشنطن سلمت بلبنان ضمن محور (إيران العراق سورية لبنان) باعتباره (أي المحور) حليفا قويا لروسيا والصين ودول البريكس، وبالتالي، فأمريكا نفسها اليوم، وفق تقارير إستخباراتية غربية، تسعى للدخول في حوار مع حزب الله على غرار ما فعلته مؤخرا فرنسا وتنوي فعله بريطانيا ودول غربية أخرى.. وهذا معناه، أن أدوات السعودية في لبنان عليهم أن يفهموا التحولات القادمة، ويدركوا أن وهم السعودية في لبنان قد سقط إلى غير رجعة، ويقبلوا بشراكة مع قوى 8 أذار من أجل الوطن، وإلا سيفوتهم القطار، ولن يجدوا بعد هذه الفرصة الأخيرة من محطة تنقذهم من السقوط في الهاوية.

            قبل إعلان حزب الله قراره دخول الحرب ضد التكفيريين في سورية، قال سماحة السيد في إطلالة له بالمناسبة، أن أمريكا تستدرج القاعدة لدخول سورية، بهدف القضاء عليها، لأن سورية ستكون بالنسبة لها المستنقع الذي سيتم تجميعها وضربها فيه.. واليوم، تأكدت صوابية رؤية سماحة السيد نصر الله، لأن ما قاله هو ما حصل بالضبط، وها هي أمريكا نفسها التي لم تكن تتوقع ذلك، تكتشف أخيرا أن دخول حزب الله الحرب ضد القاعدة في سورية يخدم مصالح أمريكا والعالم الغربي، لجهة القضاء على هذا الشر الذي لم تنجح أمريكا في القضاء عليه في أفغانستان والعراق، فانتشر كالفطر في كل أصقاع الأرض وأصبح يهدد الحضارة والإنسان في كل مكان.

            اليوم، هناك إرادة دولية لمحاربة الإرهاب في سورية باعتبارها تحولت إلى أكبر ساحة للتكفيريين وزبالة المتطرفين القادمين من كل أصقاع الأرض.. هذه الإرادة ستترجم إلى قرار دولي ملزم في مؤتمر “جنيف 2″ تحت إشراف مجلس الأمن، ليطال كل من تسول له نفسه دعم الإرهاب.. وقد كان لافتا تصريح وزير خاجية روسيا الإتحاجية ‘سيرغي لافروف’، في حفل أقيم يوم الاربعاء 23 أكتوبر/تشرين الاول 2013، بمناسبة الذكرى الـ 70 لمؤتمر موسكو لوزراء خارجية دول التحالف المعادي لألمانيا النازية (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا) حيث قال: إن “العالم الآن يشهد فترة صعبة جدّا يواجه فيها تحديات عالمية ذات نطاق واسع. ولا يمكن الرد عليها إلا من خلال جهود جماعية للمجتمع الدولي بأسره”. وأضاف الوزير بالقول: أن “التعامل الروسي الأمريكي بشأن الأزمة السورية يدل على أن هذه المهمة صعبة، لكنها قابلة للتنفيذ تماما”.

            وهي إشارة لافتة من الوزير ‘لافروف’، توحي بعزم دول العالم الغربي على محاربة الإرهاب والفكر التكفيري، الذي تحول إلى أكبر خطر يهدد العالم اليوم مثل النازية بالأمس، بما تسببت فيه للإنسانية من مآسي وحزن وآلام وخراب في القرن الماضي، حتى لا تتكرر الكارثة.

            فهل يفهم أمراء السعودية هذه الإشارة الذكية؟… للأسف، لا أعتقد.. بعد أن أعمى الله بصرهم والبصيرة، وتركهم يتصرفون كالبهائم، لا يشعرون بما يقولون، ولا يدركون عواقب ما يفعلون.. وتبيّن أنهم أضاعوا عقلهم وعُقالهم، حين تجاهلوا تاريخهم، وتنكّروا لهويّتهم، وتآمروا على أمّتهم.. واليوم ها هم يضيّعون أنفسهم بسبب صمود سورية وانتصارها الذي غيّر وجه العالم ومجرى التاريخ، معلنا نهاية عصر الخيانة والعمالة، مبشّرا بقرب سقوط أقبح نظام عشائري عرفه التاريخ المعاصر، وميلاد عالم عربي وإسلامي جديد و جميل…
            خاص بانوراما الشرق الاوسط -

            تعليق


            • 25/10/2013


              * الجعفري: الإجراءات الاقتصادية ضد سورية أججت الأزمة فيها



              أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن بعض الدول والكيانات وتحديدا ما يسمى زورا "مجموعة أصدقاء سورية" أقرت وطبقت جملة من التدابير الانفرادية والإجراءات الاقتصادية والمالية والتجارية القسرية العقابية ضد سورية دون أي تمييز بين المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص أو المواطنين العاديين مستكملة بذلك الدور السلبي الذي تنتهجه بدعم الإرهاب والمجموعات المتطرفة التكفيرية في سورية.

              وقال الجعفري في بيان سورية الذي ألقاه أمس أمام اللجنة الثانية الاقتصادية والمالية في الأمم المتحدة خلال مناقشتها البند المعنون "المسائل المتعلقة بسياسات الاقتصاد الكلي.. التجارة الدولية والتنمية": إن أعضاء ما يسمى "مجموعة أصدقاء سورية" ورغم علمهم أن الحكومة السورية والقطاع الخاص هما المسؤولان عن سير العجلة الاقتصادية والنمو في سورية ويعهد إليهما بتأمين سبل العيش للشعب السوري ورفاهيته فقد وجهوا تلك التدابير والإجراءات القسرية الانفرادية ضد عدد كبير من المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة التي تدير وتستثمر في القطاعات الحيوية المدنية الهامة للمواطنين السوريين في الصحة والتعليم والكهرباء والخدمات والمعاملات التجارية والمصرفية والنقل والطاقة وغيرها.
              وأوضح الجعفري أن هذه التدابير والإجراءات ذات الأثر السلبي على تنمية الشعوب ورفاهها وخاصة النامية منها أججت الأزمة في سورية بدلا من مد يد العون لحلها وتركت أثرا بالغ السوء على الاقتصاد السوري وافاق النمو طويل الأجل وكذلك على معيشة المواطنين السوريين الذين زادت معاناتهم من جراء ارتفاع الأسعار ونقص التمويل ونقص توافر احتياجاتهم من المواد والخدمات الأساسية وفقدان الاف فرص العمل.

              وشدد الجعفري على أن دوافع وحجج تلك الأطراف سياسية بامتياز وتهدف إلى معاقبة الحكومة السورية والشعب السوري الذي يؤيدها وانتخبها وهي إجراءات تمثل خرقا لمبادئ وأهداف ميثاق وقرارات الأمم المتحدة وقواعد القانون التجاري الدولي التي تدعو جميعا إلى احترام العلاقات الودية بين الدول وعدم فرض تدابير انفرادية تتجاوز الحدود الإقليمية للدول أيا كانت طبيعتها وأيا كانت مبرراتها كما أنها تمثل خرقا فاضحا لمبادئ حقوق الإنسان.

              ولفت الجعفري إلى أهمية الوقف الفوري لسياسات فرض التدابير الاقتصادية الانفرادية القسرية ضد الدول النامية والتوقف عن تحريض دول أخرى على فرضها تحت ذرائع شتى وبفعل ضغوط ابتزازية اقتصادية وسياسية ومالية والاستعاضة عن اتباع تلك الأساليب غير الحضارية وغير القانونية وغير الأخلاقية بلغة الحوار والمصالح المشتركة واحترام السيادة والسلامة الإقليمية للدول وإعمال أحكام الميثاق.

              وجدد الجعفري دعوة الأمم المتحدة بكل أجهزتها وبرامجها المختصة لإيلاء قدر أكبر من الالتزام الجدي لمسألة إبراز الأثر السلبي لتلك التدابير الاقتصادية الانفرادية القسرية على معيشة الشعوب النامية وجهود حكوماتها في تحقيق الأهداف التنموية وذلك في تقاريرهم وتوصياتهم وأنشطتهم التنفيذية.

              وبين الجعفري أن النظام التجاري الدولي لا يزال يعاني من عوائق عدة تعود غالبيتها إلى عدم توافر الإرادة السياسية للدول المتقدمة التي تتنصل باستمرار من التزاماتها الدولية القانونية والأخلاقية وخاصة الاعتراف بحق الدول النامية وشعوبها بالتمتع بشكل كامل بمزايا التجارة الحرة تحقيقا لتنميتها المستدامة من خلال تسهيل وصول منتجات الدول النامية إلى أسواق الدول المتقدمة وتسهيل وصول الدول النامية إلى منظمة التجارة العالمية وبناء قدرات الدول النامية وتقديم الدعم المالي لها.



              * الجعفري: السعودية وفرت الكيماوي وطلبت من المسلحين استخدامه
              كشف المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري ان الاستخبارات السعودية هي التي وفرت المواد الكيماوية للمعارضة السورية وطلبت منهم استخدامها ومن ثم استخدمت الموضوع ضد النظام السوري.
              وقال الجعفري ردا على تقرير فاليري أموس حول الوضع الانساني في سوريا، ان الاستخبارات السعودية هي التي وفرت المواد الكيماوية للمعارضة السورية وطلبت منهم استخدامها ومن ثم استخدمت الموضوع ضد النظام السوري، مشيرا الى اننا "حذرنا في رسالة منذ 6 اشهر للامم المتحدة من هذا السيناريو لكن احدا لم يأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار".
              واوضح ان رئيس لجنة المفتشين عن الكيميائي حتى الان لم يزر خان العسل ، مشيراً الى أنها تتغاضى عن ذكر بعض الحقائق السياسية وهي قالت انها اتصلت بالائتلاف المعارض ولكنها لا تعي ان مؤخرا هناك 40 مجموعة مسلحة تعمل لصالح المعارضة الخارجية قطعت اواصل الاتصال مع الائتلاف وقامت 14 مجموعة اسلامية فعلت كذلك. واعتبر الجعفري ان اموس هي المسؤولة عن تدهور الوضع الانساني في الداخل السوري.
              ورأى أنه "من خلال دعوة الائتلاف للضغط على هذه المجموعات يعتبر هذا خروجا على الواقع فكيف يطلب من ائتلاف ليس لديه سلطة على احد الضغط على هذه المجموعات ويبدو ان اموس لا تدري هذه الامور".
              وأشار الى ان "الاتفاق بيننا وبين الامانة العامة للامم المتحدة كانت حول خان العسل وما حصل هو اننا ما ان وقعنا على الاتفاقية استغرقت الامانة العامة 5 اشهر للتوقيع عليها وما ان وصل الوفد الى سوريا حصل الاعتداء الثاني في الغوطة"، مشيراً الى ان الامم المتحدة لم تقدم تقريرا مفصلا عما حصل في خان العسل وما كان في النهاية هو تقرير صغير يبرّر الضربة العسكرية الاميركية على سوريا ولكنهم فشلوا في هذا الموضوع، معتبراً ان الامم المتحدة نقضت اتفاقها مع الحكومة السورية في موضوع خان العسل.


              * وزير الخارجية العراقي يبحث الازمة السورية في أنقرة




              يزور وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري اليوم الجمعة، أنقرة لبحث العلاقات الثنائية والمبادرة العراقية لحل الأزمة السورية.

              وتشمل الزيارة لقاء الرئيس التركي عبد الله غول ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، حيث من المقرر حث تركيا على التوقف عن دعم الجماعات المسلحة في سوريا في إطار المبادرة العراقية، وكذلك تدخلها في الشأن العراقي.
              كما تأتي الزيارة تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى تركيا بدعوة من اردوغان.
              وبين نائب عراقي، إن سفر زيباري إلى تركيا يعقبه زيارة داود أوغلو إلى العراق، تمهيداً لزيارة المالكي لأنقرة بعد عودة "أردوغان" من موسكو".
              وقد وجهت أنقرة دعوة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لزيارتها قريباً، في الوقت الذي تترقب فيه العاصمة بغداد، زيارة رئيس مجلس الأمة التركي خلال الأيام المقبلة، لإنهاء الخلافات الماضية، وتفعيل مذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين قبل ثلاثة أعوام.
              وكان رئيس الوزراء العراقي، أعلن في وقت سابق، عن مبادرة لوقف الصراع في سوريا، تدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل على كامل أراضيه، وقطع إمدادات المال والسلاح عن الجماعات المسلحة، مع انسحاب جميع المسلحين الأجانب.

              * النرويج تستبعد تدمير الأسلحة الكيميائية السورية على أراضيها

              أعلنت السلطات النرويجية، يوم الجمعة 25/10/2013، أنه لا يمكنها تلبية طلب الولايات المتحدة لتدمير قسم من ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية على اراضيها،معتبرة ان الجدول الزمني المقترح ضيق جدا.
              وتعقيباً على القرار،صرح وزير الخارجية النروجي بورغي برندي "خلصنا بالتوافق مع الولايات المتحدة الى انه بناء على الاستحقاقات المنصوص عليها في قرار الامم المتحدة من غير المناسب الاستمرار في التفكير في النروج كموقع لتدمير الاسلحة الكيميائية السورية".
              يذكر أنه في وقت سابق أعلنت الحكومة النرويجية أنها تدرس الطلب الذي تقدمت به روسيا والولايات المتحدة المتعلق بنقل نحو 350 طناً من غاز السارين و50 طناً من غاز الخردل السام من الأسلحة الكيميائية السورية إلى أراضيها وتدميره هناك.

              * قطر تفتح خطوطا للتواصل مع دمشق



              غيرت قطر سياستها حيال سوريا قررت التوقف عن دعم المسلحين ووقف ضخ المال في السوق السوداء السورية وقريبا ستغير أسلوب تعاملها الإعلامي خصوصا عبر قناة الجزيرة القطرية.

              وجاء في المعلومات ان المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم نقل حتى الان رسالتين من الامير القطري الجديد تميم بن حمد آل ثاني الى الرئيس بشار الاسد يعرب فيهما عن الاستعداد لطي الصفحة.
              وبعد ان استقبل الاسد اللواء ابراهيم في أعقاب إنجاح صفقة اطلاق المخطوفين اللبنانيين في أعزاز والسجينات السوريات، توجه ابراهيم مع مسؤول أمني قطري رفيع كان ينتظره في لبنان للقاء الامير تميم.
              وتجري هذه اللقاءات في ظل السعي لإطلاق سراح المطرانين المخطوفين من قبل احد قادة الميليشيات الشيشانية المقاتلة في سوريا.
              وتلعب قطر دورا في التأثير على المسلحين بالتعاون مع تركيا. ولكن هذا الغطاء بشأن المخطوفين سمح لقطر بالسعي لفتح خط مع القيادة السورية التي لا تزال حتى الآن تضع شروطا قاسية لقبول الاتصال المباشر.
              وتقول المعلومات ان الاسد قال للوسيط "ان قطر كما تركيا والسعودية مشاركة بسفك الدم السوري ومن الصعب إقناع الشعب السوري بأنها تغيرت بين ليلة وضحاها ولذلك عليها ان تقوم بعدد من بوادر حسن النية وبعدها نرى".
              وقد قررت قطر الآن وقف ضخ المال في السوق السوداء ما أدى الى تحسن وضع الليرة السورية كما وعدت قطر بوقف السلاح وإرسال مراسلين من قناة الجزيرة الى دمشق كبداية لتغيير نهجها.


              * مصادر: السعودية تخصص 300مليون دولار لتوحيد المعارضة السورية!



              ذكرت مصادر مطلعة أنه بقي أمام مؤتمر جنيف 2 حول سوريا قرابة شهر، وبالتالي فقد بدأ العد العكسي للمؤتمر الذي من المفترض أن يبحث في حل سلمي للأزمة السورية.

              ومن المتوقع أن يجلس جميع الأفرقاء من نظام ومعارضة ودول معنية على الطاولة، وفي حين يذهب النظام موحداً إلى جنيف فإن المعارضة لا تزال حتى الآن مشرذمة ومشتتة ومتفككة، وهذا ما يعطي دون أدنى شك تفوقاً للنظام في سوريا على المعارضة التي ستجبرها أميركا على المشاركة في المؤتمر، لذلك فقد بدأت الدول التي تتبنى هذه المعارضة بالضغط من أجل جمعها وتوحيد وفد معارض كبير للمشاركة في المؤتمر.
              وقالت المصادر: بدت السعودية على رأس هذه الدول من أجل توحيد المعارضة، وبدأت بحملة واسعة من أجل توحيد هذه المعارضة، من قبيل رصد مبالغ مالية عالية جداً من أجل توحيد المعارضين، والعمل على سحب المعارضين في الداخل إلى خارج سوريا، وجمع قيادات المعارضة في الخارج، والوعد بدعم الجماعات المسلحة التي تعمل تحت لواء المعارضة السياسية.
              واكدت مصادر متابعة لـ"الخبر برس" أن السعودية رصدت مبلغ 300 مليون دولار لتوزيعها على المعارضة من أجل جمعها في مؤتمرات لتوحيدها في حال حصلت المشاركة في جنيف 2، مع أن السعودية ترفض المشاركة في المؤتمر وتسعى إلى تعطيله، وتريد من المعارضة تعطيله إلا أنها تسعى جاهدةً لجمع المعارضة وتوحيدها في وجه النظام، حيث سيتم توزيع هذه الأموال على كبار المعارضين، والمعنيين عن جمع كل فئات المعارضة في الداخل والخارج.
              وتشير المصادر إلى أن السعودية حاولت التواصل مع عدد من المعارضين في الداخل منهم قدري جميل لترك الحكومة والسفر خارج سوريا، مقابل الحصول على مبلغ مالي كبير، وكذلك المعارض المعروف حسن عبد العظيم، على أن تؤمن خروجهم إلى خارج سوريا، للالتحاق بركب المعارضة في الخارج، وحضور مؤتمراتها من أجل توحيد صفوف المعارضة، فالسعودية تبذل قصارى جهدها من أجل ذلك.
              وتضيف المصادر: إن السعودية اتصلت بقيادة "الائتلاف"، وبدأ وزير الخارجية السعودي بالاجتماع بهؤلاء من أجل جمعهم على طاولة واحدة للخروج بموقف موحد، مؤكداً أنه يجب توحيد المعارضة، وتوحيد كل القوات التي تقاتل ضد الدولة السورية، وإلا فبذلك "لن يسقط النظام وسيتراجع نفوذ المعارضة".
              وتتابع المصادر عينها: "إن السعودية وعدت قادة مجموعات مسلحة في سوريا، أنه في حال العمل تحت لواء المعارضة السياسية، وإعلانه تأييدها فإنها ستمدهم بأسلحة جديدة ونوعية وذخائر وعتاد عسكري، كما وعدتهم بتسليمهم 4 ملايين دولار من أجل تحسين أوضاع من يعمل داخل هذه المجموعات وتأمين ما ينبغي تأمينه وتوزيع الأموال على العناصر التي تعود إلى المعارضة وتعلن التزامها بما تقرره في وجه النظام السوري".


              * جنيف 2... توزيع أدوار بين السعودية وأميركا


              قائد ’جيش الإسلام’ زهران علوش يلتقي في السعودية ضباط مخابرات سعوديين وأميركيين لبحث تصعيد الأوضاع عسكرياً في سوريا


              حسين مرتضى
              شغلت الخلافات السعوديه الاميركية، التي ظهرت خلال الأيام الأخيرة بشان سوريا، بال المراقبين والمحللين، فيما يخص تخفيض التعاون السعودي مع الاستخبارات الامريكية، والتعهد السعودي بالبحث عن مصدر بديل للسلاح الامريكي، الأمر الذي يصفه مراقبون بأنه "غير مسبوق وبالغ الاهمية".



              المبدأ الوحيد الذي يحكم علاقة السعودية بالولايات المتحدة الامريكية خلال تحالفهما الطويل، هو الابقاء بشكل صارم علي اي خلافات خلف الابواب المغلقة، على نحو يوحي للجميع أنه ثمة خلاف بين الدولتين، في حين ان الاميركي يتعامل مع بعض الامراء في السعودية كتابعين، بل أكثر من ذلك وكما هو معروف فإن بندر بن سلطان الوحيد يحمل "كوداً" خاصاً من وكالة الاستخبارات الامريكية وهو عميل رسمي لديها كما كان الملك حسين بن طلال.
              هذه العلاقة تتخذ طابع تقاسم الأدوار والتعاطي مع أي حدث يجري ضمن سياق ما يخدم مصلحة الولايات المتحدة الامريكية، فالخلاف المفتعل فيما يخص الحرب على سورية، وحضور مؤتمر جنيف2، تؤكد المعلومات أنه يأتي في سياق الخطة الامريكية للهروب من الاحراج امام الروسي والمجتمع الدولي، بعد الموافقة الامريكية على العمل على انجاح مؤتمر جنيف 2، فكان الدور السعودي في هذه الخطة يقتضي أن تخرج بهذا الموقع، للايحاء للجميع أن هناك خلافا بين السعودي والامريكي فيما يخص الحرب على سورية، ليبقى دعم السعودية للمجموعات المسلحة بالعتاد والسلاح وحتى المعلومات الاستخباراتية التي تصلها من المخابرات المركزية الامريكية قائماً.
              وأوضحت المعلومات أن زيارة زهران علوش قائد ما يسمى "جيش الإسلام" -المعروف بلقاءاته مع ضباط من الاستخبارات الاميركية في تركيا والاردن سابقا- خلال موسم الحج إلى السعودية، تشير إلى أن أوامر كان لا بد أن يتلقاها علوش بنفسه من ضباط الاستخبارات الامريكية والسعودية المعنيين بالملف السوري، حيث تؤكد المعلومات أن علوش التقى بعدد من ضباط المخابرات السعودية، وجرى تقييم الوضع الميداني في سورية، بعد التقدم السريع الذي يحققه الجيش السوري في جبهات عدة وأهمها ريف دمشق، وإمكانيات التأثير فيه بما يخدم مواقف الولايات المتحدة الامريكية والسعودية، ولاسيما رفض عقد مؤتمر "جنيف-2"، وتصعيد الأوضاع عسكرياً في ضواحي دمشق بما يفجر المساعي لعقد المؤتمر.
              علوش لم يكن القائد الميداني الوحيد للمجموعات المسلحة في موسم الحج هذا العام، بل رافقه كذلك عبد الرزاق طلاس واخرين، إلا أن علوش كان الابرز، فقد التقى الاخير بضباط المخابرات الامريكيين والسعوديين، وتبلغ ضرورة السعي لاستقطاب مجموعات مسلحة وكتائب جديدة إلى صفه، لتوسيع قدرة ما يسمى بـ"جيش الاسلام" على العمل في عدة مناطق.
              وتؤكد المعلومات أن الولايات المتحدة الامريكية بدأت تحضر نفسها للتعامل مع نتائج مؤتمر جنيف فيما تستمر السعودية بدعم المتطرفين بعيداً عن الاضواء، ما يحقق استمرار الاقتتال في سورية، وظهور الولايات المتحدة الامريكية بمظهر الرجل الذي اطلق عملية سلمية في سورية، بعيد عن مشاهد الدم والدمار. مع العلم ان الدلائل حتى الان لا تشير الى وجود نية بالجلوس او فعلا البحث عن هذا الحل للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ نحو 3 أعوام.

              * خلافات الرياض ـ واشنطن إلى العلن

              جنيف ـ 2 دونه صعوبات بارزة


              مصطفى الحاج علي
              شكل التراجع الأميركي عن قرار توجيه ضربة عسكرية لسوريا على خلفية ما عرف بتسوية السلاح الكيميائي محطة أولى لخروج الخلاف السعودي ـ الأميركي إلى العلن، ثم شكل الانفتاح الأميركي ـ الإيراني المتبادل، ومن ضمن توجه جديد مشترك يهدف إلى طي صفحة الملف النووي، محطة ثانية لإذكاء الغضب والانفعال السعودي، وخروجه عن عقاله إزاء واشنطن.

              والحقيقة أن الغضب السعودي يظهر تضاد في حسابات الرهانات والمصالح بين واشنطن والرياض إزاء سوريا وإيران ومن خلالهما إزاء المنطقة. ويمكن القول هنا، أنه لم تبرز العدائية السعودية إزاء سوريا وإيران بهذه الدرجة والحدية، وإلى العلن، كما هو حالها اليوم، والتي يبدو أن المسؤولين المباشرين عنها هما وزير الخارجية سعود الفيصل، ورئيس جهاز الاستخبارات بندر بن سلطان، اللذين يلعبان دوراً مركزياً اليوم في إدارة الشأن السعودي الخارجي على الأقل، وذلك في ظل ضعف دور الملك بفعل وضعه الصحي، وبفعل صراعات النفوذ والسيطرة التي تتناتش اليوم أجنحة العائلة المالكة على خلفية من يرث الملك عبد الله.
              إن ضيق صدر النظام السعودي من السياسة الأميركية إزاء سوريا وإيران أخذ يعبر عن نفسه في أكثر من صورة وملف، وإن كان البارز فيها مؤخراً ما خرج إلى العلن من خلافات حول التحضيرات الخاصة بمؤتمر جنيف ـ 2 وموعد انعقاده.
              لقد عمل النظام السعودي في سوريا على مسارين: الأول الإمساك بالائتلاف الوطني السوري المعارض، والتحكم بقراره السياسي. والثاني، حسم الوضع الميداني لمصلحة مجموعاته المسلحة.
              الناظر في مواقف الائتلاف السوري المعارض، وفي مواقف المجموعات المسلحة الدائرة في الفلك السعودي، من مسألة المشاركة في مؤتمر جنيف ـ 2 يلحظ بسهولة الدور الاعتراضي والمعرقل للنظام السعودي لعقد هذا المؤتمر في الوقت القريب المضرورب له، فهو ـ من جهة ـ دفع أدواته لإعلان رفضها المشاركة ما لم يحسم مسبقاً مصير الرئيس الأسد السياسي في سوريا، ما يعني عملياً تجويف الوظيفة الحوارية لهذا المؤتمر والغرض منه.
              كما أن النظام السعودي يدرك أن مطلبه هذا مرفوضاً جملة وتفصيلاً من موسكو وطهران والنظام السوري نفسه، حيث يصرون على أن يكون بت مصير الأسد السياسي بيد الشعب السوري نفسه ومن خلال الانتخابات.
              وما زاد في طين النظام السوري بلة هو إدراكه لوجود تراجع نسبي غربي في ما يعني هذه النقطة تحديداً، حيث وافقت واشنطن على تمديد قسري لولاية الأسد لمدة سنتين على الأقل بذريعة الحاجة إليه لتنفيذ الاتفاق الخاص بالتخلص من المخزون السوري للسلاح الكيميائي.
              كما أن ما أعلنه كيري مؤخراً لجهة أن مصير الأسد السياسي لن يبت قبل المفاوضات، وإنما سيترك لها، فيه أكثر من إشارة إلى أن هذا المصير ليس مبتوتاً نهائياً عند الأميركيين أنفسهم.
              هذا التباين الأميركي ـ السعودي من الأزمة السورية عموماً ومؤتمر جنيف ـ 2، هو الذي يقف وراء السقف العالي لبيان مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في لندن مؤخراً، حيث أكد على أن لا محل للأسد في مستقبل سوريا، وعلى ضرورة تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة وشاملة بما فيها للمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية.
              لقد حاولت لندن، ولشراء مشاركة الائتلاف الوطني السوري المعارض، رفع السقف السياسي إلى الحد الذي يضع صعوبة كبيرة أمام انعقاده في الموعد المضروب له. هذا السقف العالي استدعى رداً سريعاً من موسكو التي وجدت فيه تحريفاً للمضمون الفعلي لجنيف ـ 1، وعودة إلى القراءة الغربية له.
              وكان قد سبق للرئيس الأسد أن أعلن بوضوح في مقابلته الأخيرة مع محطة الميادين التلفزيونية عن نيته الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وتالياً عدم استعداده للتنازل عن هذا الحق.
              كما أن إيران ما زالت حتى الآن ترفض تقييد الموافقة على مشاركتها في مؤتمر جنيف ـ 2، بأي شرط مسبق لا سيما الشرط الأميركي الذي يدعوها إلى إعلان موافقتها على بيان جنيف ـ 1 كشرط مسبق لتوجيه دعوة إليها. والتحفظ الإيراني الأساسي هنا على بند تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحية كاملة، والتي قد يتذرع بها للإطاحة بالأسد.
              باختصار، يمكن القول أن الغرب عموماً يظهر جدية وتصميماً شكليين ـ على الأقل ـ للدفع باتجاه عقد جنيف ـ 2، استناداً إلى اعتبارين أساسيين: الأول، تنفيذاً لما تم التفاهم عليه مع موسكو والقاضي بأن تبذل واشنطن والدول الأوروبية الأساسية جهداً كبيراً لإقناع المعارضة بالذهاب إلى جنيف ـ 2. والثاني، تنفيذاً للخلاصة السياسية الجديدة التي خرج بها الغرب جرّاء إعادة تقويمه للمراحل التي بلغتها الأزمة السورية، ومفادها أن أي حل عسكري غير ممكن، بل ستكون له تداعيات غير قابلة للاحتواء كلما طال عامل الوقت، وبالتالي لا سبيل إلا سبيل الحل السياسي، كما أن الغرب يدرك مدى ترابط أزمات المنطقة، والموقع المركزي للأزمة السورية في سياق هذه الأزمات، ما يعني أنه بدون معالجة هذه الأزمة، فإن المنطقة ستبقى عرضة لانفجارات واسعة لا أحد يريدها.
              وإذا كان ما تقدم يظهر وجود خلاف ليس بسيطاً بين النظام السعودي وواشنطن حول الأزمة السورية وملف العلاقات مع إيران، إلا أن ما شاهدناه مؤخراً ليس له من تفسير سوى أحد احتمالين:
              الأول، أن واشنطن لا ترغب حتى الآن في بذل الضغوط المطلوبة لحمل أدواتها الإقليمية للانصياع لمطلب عقد جنيف ـ 2، وذلك لكونها ما زالت ترى عدم إمكان تحقيق ما تصبوا إليه، ولأنها تريد استخدام الأزمة السورية كورقة ضغط في وجه حلفائها وخصومها معاً لابتزازهم في ملفات أخرى، وبالتالي هي غير متضررة من المواقف التصعيدية التي صدرت مؤخراً، بل يمكن لها أن توظفها كورقة في لعبة التفاوض المفتوحة مع روسيا وإيران، كما يمكن لها توظيف اندفاعتها باتجاه روسيا وإيران في وجه الرياض.
              الثاني، أن ما يجري هو انعكاس لضعف القبضة الأميركية، ولتراجع إمكاناتها، لا سيما وأنها ليست هي من يملك الأرض، وإنما حلفاؤها، إضافة إلى امتلاكهم أوراق أخرى يمكن لعبها في وجه الإدارة الأميركية، ما يدفعها إلى أخذها بعين الاعتبار.
              في الخلاصة يمكن القول، أن مصير جنيف ـ 2 ما زال دونه صعوبات هائلة على حد تعبير وزير الخارجية البريطاني، وبالتالي فإن مصير انعقاده في الموعد المضروب له ما زال محفوفاً بعلامات استفهام كبيرة، ما يعني بدوره أن لعبة الكباش الناري والسياسي ستبقى مفتوحة، لا سيما وأن طاولة المفاوضات أوسع بكثير مما يتصور البعض، وإن كان الملف السوري هو أحد وجوهها.

              * ’’التلفزيون السوري’’: مقتل زعيم ’’جبهة النصرة’’ التابعة ’’للقاعدة’’ المدعو ’’أبو محمد الجولاني’’ في ريف اللاذقية بسوريا

              تعليق


              • بين التأكيد والنفي .. مصير "أبو محمد الجولاني" لايزال مجهولا
                بعد أن أفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية بأن "أبو محمد الجولاني" زعيم جبهة النصرة لأهل الشام التابعة لتنظيم القاعدة، قتل في اشتباكات وقعت في محافظة اللاذقية أمس الجمعة، دون ذكر أية تفاصيل رسمية حول كيفية مقتله ، سارعت جبهة النصرة إلى نشر بيان نفت فيه خبر مقتل زعيمها "الجولاني" مع اثنين من "القادة الميدانيين"، التي ذكرت وسائل إعلام عربية خبر مقتلهما معه في اشتباكات مع الجيش السوري في إحدى قرى ريف اللاذقية. وهما "أبو جلبيب وأبو أنس الصحابي".
                وكانت مواقع تابعة لتنظيمات جهادية قد نشرت على الانترنت خبر فقدان الاتصال مع "أبو محمد الجولاني" مع عشرات المقاتلين الذين يشاركون في "الجهاد" ضد النظام السوري، على حد تعبيره، بعد أن شنّ الجيش السوري هجوماً "قوياً" على إحدى نقاط تمركزهم دون ورود أي أنباء من هناك وأن كل محاولات التواصل مع الجولاني باءت بالفشل، مما جعل مقتله أو إصابته أو حتى إلقاء القبض عليه من قبل قوات الجيش السوري موضع الشك حتى هذه اللحظة، رغم ذكر أحد المواقع الجهادية بأن "الجولاني" سيوجّه غداً خطاباً صوتياً ينفي من خلاله خبر مقتله.
                يذكر أن أبو محمد الجولاني الملقب بالفاتح ويعرف بكنيته، وهو قائد "جبهة النصرة لأهل الشام من مجاهدي الشام في ساحات الجهاد" التي تأسست بعد أشهر من اندلاع "الثورة السورية"، لتظل هوية أبو محمد الجولاني سراً خافياً لا يعرفه حتى أكبر قادة الجماعات الإسلامية المجاهدة.
                حيث ذكرت مجلة التايم في إحدى تقاريرها أنه في إحدى الإجتماعات التي ضمت الجماعات المسلحة البارزة وحضره قادة كتائب أحرار الشام ولواء صقور الشام ولواء الإسلام وغيرها من الكتائب. أن أبو محمد الجولاني جلس متلثماً رافضاً الكشف عن هويته وجرى تقديمه إلى الحضور بمعرفة أمراء الجبهة في حلب وإدلب، والجبهة عموماً مصبوغة بهذا النوع من التكتم والسرية وترفض التصوير والتصريح لأي أحد إلا بإذن مسبق من الأمير، كما ترفض بتاتاً الإدلاء بأي معلومة تخص أسماء القيادات أو أعداد المقاتلين أو مصادر التمويل، وتذكر تقارير بريطانية أن الجولاني كان من أوائل المشاركين في قتال الأمريكان إبان الإحتلال الأمريكي للعراق وأنه كان مسؤولاً عن تأمين الطرق داخل سوريا للمجاهدين الراغبين بالمشاركة في القتال، وأنه إنتقل إلى العراق بعد التضييق الذي فرضته لاحقاً الحكومة السورية على الجهاديين المتشددين، ليعود مجدداً بعد إندلاع الثورة السورية إلى سوريا ويؤسس نواة جبهة النصرة لقتال الحكومة السورية وإقامة الإمارة الإسلامية في سوريا

                تعليق


                • خليل حرب .. الحل السوري .. بضمانات إيرانية؟
                  خلال أسابيع قليلة، يبدأ تدفق الجنود الأميركيين إلى "ميخائيل كوغالنيتشانو"، أو إلى "ماناس" أيضا. وقد يتزامن ذلك مع انعقاد مؤتمر«جنيف 2» السوري، أو بعده مباشرة عندما تبدأ لقاءات المتابعة، أو الحوار المفترض أن ينبثق عن المؤتمر السويسري، في مرحلة سخونة الانعقاد، إذا ما نجح اللاعبان الروسي والأميركي في ترجمة تفاهماتهما الكيميائية إلى علاج فعلي للعقد السورية والإقليمية الشائكة.
                  وغالب الظن، فإن الجنود المنسحبين، لا يحملون فكرة عن سوريا وما يجري في هذه البقعة من العالم البعيدة عنهم جغرافيا برغم المخاطر الكبيرة لامتداد نيرانها. كما أنهم لا يرون الخيط الرابط ما بين كابول والمعاهدة الأمنية بين الأفغان والأميركيين، وبين ما يجري في جنيف السوري، والأهم ما يجري قبل انعقاد هذا المؤتمر من أجل إخماد البركان السوري.
                  يتقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما بهدوء نحو تطبيق تعهده الانتخابي الرئيسي الثاني، أي سحب عشرات الآلاف من الجنود الاميركيين من أفغانستان في العام 2014، بعد الالتزام بتعهده الانتخابي الأول على صعيد السياسة الخارجية، والمتمثل بطي صفحة الخروج الأميركي من العراق.
                  وفي الحالتين، كانت إيران هناك. بشكل أو بآخر كان لها دورها، تماماً مثلما كان دورها في تعكير صفو محاولة إطالة التمركز الأميركي على حدودها الشرقية والغربية، ودفعه إلى المغادرة، إقرارا بعجز عن الاستمرار.
                  الآن، يتلمس الأميركيون ما توفر من دور للإيرانيين، ليكون الخروج الافغاني، سلساً. وسواء كان إلى «ميخائيل كوغالنيتشانو»، القاعدة الجوية الرومانية، أو «ماناس»، القاعدة القيرغيزية، فان أكثر من خمسين ألف عسكري أميركي، سيخرجون، وغالب الظن لن يكون «الحرس الثوري» الإيراني، على مقاعد المتفرجين في حديقة نفوذه الخلفية.
                  كما أنه من المستبعد أن تنأى الديبلوماسية الايرانية بنفسها عن المشهد الأفغاني المستجد. ولا يتوقع الأميركيون منها أن تفعل ذلك. التوجس المتبادل قائم، ولم يتلاش. لكن مصدراً إيرانياً مقرباً من دائرة صنع القرار في طهران يقول لـ«السفير»، أن الحالة المستجدة "ليست عاطفية من جانب واشنطن. الأميركيون يدركون أن بإمكانهم التفاهم مع طهران، والاستفادة من أوراقها".
                  يتابع المصدر الايراني بثقة أن الأميركيين تحديداً، والغرب عموما، وصلوا الى اقتناع بحاجتهم الى ايران في الحلول الاقليمية، بما فيها الانسحاب من افغانستان، والحل السوري، وتشكيل الحكومة اللبنانية وغيرها.
                  وانفتحت الابواب امام المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي في طهران، ليحدد الممكن من الدور الايراني المحجوب منذ ما قبل «جنيف الاول» وما قبل استطالة طريق الآلام السوري.
                  وبحسب مصادر عربية في القاهرة، تحدثت لـ«السفير»، فان من بين ما سيحاول الابراهيمي طرحه في طهران التي يصلها اليوم استغلال العلاقة الوثيقة للايرانيين بدمشق، لاقناعها بوقف شامل لاطلاق النار خلال انعقاد «جنيف 2»، او هدنة جزئية في بعض مناطق القتال الحساسة، كتعبير عن حسن النية.
                  وتجمع مصادر ديبلوماسية في نيويورك واخرى ايرانية، على ان الابراهيمي يريد استيضاح طبيعة «الدور الايجابي» الذي سيكون بامكان الايرانيين القيام به، وتحديدا «التنازلات الممكنة» من جانب السوريين، على قاعدة الظن بأن اطمئنان دمشق الى طهران قد يعادل او يتجاوز ثقتها بموسكو، الحليف الابرز. والى جانب فكرة الهدنة الشاملة او الجزئية، سيحاول الابراهيمي تحديد المفهوم السوري لفكرة «الهيئة الانتقالية وصلاحيتها» والتي وردت في وثيقة «جنيف الاول» في حزيران 2012.
                  يتفق المصدر الايراني المطلع في تصريحاته لـ«السفير» مع اولوية هاتين النقطتين في مهمة الابراهيمي في طهران. ويقول ان البحث يتناول الآن هاتين المسألتين، أي وقف اطلاق النار والمرحلة الانتقالية، ووصفهما بانهما الاكثر صعوبة، وان هناك اقتناعا بان طهران بامكانها ان تلعب دورا ما هنا، وتحديدا في شياطين تفاصيلهما.
                  الا ان مصدرا سوريا مطلعا على اجواء المسار الاقليمي التفاوضي السوري يقول لـ«السفير» ان ايران تعتبر ان حضورها او غيابها عن «جنيف 2»، سيان، فهي لن تتوسل الحضور، ولن تقبل بطرح شروط مسبقة على مشاركتها، ولا تتوقع مشاركة من دون دعوة صريحة ولائقة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. لسان حال الايرانيين يقول «اذا غبنا عن جنيف، فحن ما زلنا في موقع اقوى». لكن ذلك لن يمنع الايرانيين من فرش السجاد امام مهمة الابراهيمي، وابداء الاستعداد للتشاور المتبادل في الشأن السوري في الطريق الى جنيف.
                  وفي سياق مواز، يقول المحلل الايراني للشؤون الاستراتيجية أمير الموسوي ان طهران تراقب جولة الابراهيمي الاقليمية وتعتبر ان المحاور الثلاثة التي ترتكز عليها هي محطاته في ايران وسوريا بالاضافة الى السعودية (التي يبدو انها لن تتم)، وانه بخلاف ذلك فان الجولة بروتوكولية وشكلية نوعا ما.
                  يرى الموسوي في تصريحات لـ«السفير» ان العديد من النقاط وضعت على الحروف في اللقاءات والاتصالات الايرانية التي جرت في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة سواء لروحاني او وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مع مسؤولين غربيين، وان القناعة الغربية بثقل الدور الايراني باتت واضحة، بعد تهميش دور طهران السوري لاكثر من عامين لاسباب سياسية وعدائية.
                  يلفت الموسوي الى ثلاث مسائل: اولا ان زيارة الابراهيمي الى طهران هي الاهم في جولته الاقليمية، وثانيا ان ايران على تنسيق قوي مع دمشق، وبالتالي ضامنة لمصالحها ومطالبها، وثالثا ان النقاط والتفاهمات التي يجري العمل عليها قبل التئام «جنيف 2» اهم بكثير من تلك التي ستقال بعد شهر خلال المؤتمر نفسه، حتى لو كان للسعوديين وجهة نظر مغايرة والتي ابلغوها صراحة للاميركيين.
                  يتبنى الموسوي قضيتي «الهدنة» و«المرحلة الانتقالية» كأساس محتمل لمهمة الابراهيمي، لكنه يعتبر ان النقطة الثانية هي الاكثر اهمية باعتقاده، لانها ستساهم في خلق اجواء تقدم مريحة سياسيا تتيح فتح ملفات الحكومة ومصير الانتخابات وتشكيل الاحزاب وصياغة الدستور وغيرها، ما سيعزز سلاسة الاجواء الانتقالية. واوضح الباحث الايراني البارز ان لدى طهران القدرة على تقديم «ضمانات» بتحقيق هاتين النقطتين من خلال علاقاتها مع الاطراف الداخلية والخارجية. وعندما سئل عن طبيعة الضمانات التي يتحدث عنها، قال الموسوي «أمنية وسياسية وديبلوماسية».
                  وبينما يقول الموسوي ان ميزة طهران ان لديها رؤية مغايرة ربما تخالف اجندة الآخرين، يذكر المصدر السوري المطلع ان ايران تتمتع بالاضافة الى متانة ارتباطاتها بالقيادة السورية، بعلاقات جيدة وان متفاوتة القوة بمختلف الاطراف السورية، من معارضة واحزاب وعشائر... ومع العراق الذي اظهرت الاحداث خلال الشهور الماضية حساسية وضعه وقدرته ايضا على ان يكون لاعبا فعالا داعما للحل السياسي السوري.
                  لكن الموسوي يذكر بان ذلك كله مرهون بتعاون الاطراف الاخرى الداعمة للارهابيين، اذ لا جدوى من الانكباب على العمل السياسي بينما التفجير والذبح والتهجير تفعل فعلها في السوريين.
                  وعما اذا كان التحول في الموقف الدولي من دور ايران الممكن جاء بعد الانتكاسات العسكرية التي منيت بها كتائب المعارضة المسلحة في مواقع المواجهات الميدانية، او بسبب المبادرات «الانفتاحية» للرئيس الشيخ حسن روحاني، وديبلوماسيته الهادئة، قال الموسوي «السببان ممكنان... الرهان على دور ايران، تعزز بعد انفتاحها... صار هناك اقرار ضمني بثقلها... ايران تمكنت من التحول الى ند، وهو ند قادر على ان يساهم في الحلول... كما في سوريا.. الغرب لا يعرف ان يجامل هنا، ولا يتملق.. مصلحته تقتضي الاقتناع بدور طهران... وايران بدورها مستعدة للتعاون والتسهيل، وانما ليست واهمة».
                  يختصر الموسوي المشهد قائلا «هناك وجهتان للحوار... يتعلق جانب بالمواقف والالتزامات والمبادئ وهو مؤجل في الوقت الراهن... اما الجانب الثاني فيتعلق بالمصالح المشتركة والممكنة حاليا، وهي التي يدور الحوار حولها الآن. وبهذا المعنى، فان الولايات المتحدة لن تتخلى عن اسرائيل وامنها، وايران لن تتخلى عن نفوذها في المنطقة ودعم محور المقاومة في المنطقة بما في ذلك حزب الله في لبنان... هذه خطوط التفاهمات الممكنة الآن».
                  لكن الاسئلة الابرز الآن هي: الى أي مدى ستذهب «الديبلوماسية البدوية» السعودية بشأن سوريا وما هي حدود اندفاعتها؟ كيف ستكون طبيعة مقاربة الابراهيمي في كل من دمشق وطهران؟ هل يعقد «جنيف 2» اساسا؟ وهل سيتمخض فعلا عن معجزات سورية؟ وهل سيكون بامكان القيادة السورية الخروج من هذه اللحظة الديبلوماسية الشائكة متباهية بأن حلفها التاريخي طوال 30 عاما مع طهران، كان خيارا صائبا لكلا البلدين، وصونا لهما، ولكل المنطقة؟
                  في ذروة الهجمة الاميركية على المنطقة وغزو العراق، كان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن، يردد لازمة في خطاباته: «من بيروت الى بغداد وكابول، اميركا ستنتصر وحريتها ستسود». وكان ذلك يفسر بأن محور المقاومة، ساقط. ودارت الايام، واميركا لم تنتصر. سقطت هجمتها الامبراطورية في الوقت الراهن، من كابول الى بغداد ودمشق وبيروت، وتبحث مع «المحور» عن تسويات

                  تعليق


                  • الأسد ، من سيحاور ؟
                    أحمد الحباسى تونس

                    في ظاهره ، يحتمل السؤال عديد الأجوبة ، و في ظاهره هناك من سيقول ، المعارضة طبعا ، لكن من الظاهر أنه بعد انتصار القصير ، و استرجاع الجيش السوري زمام المبادرة خاصة بعد دخول حزب الله على الخط ، و هو دخول كان متوقعا و مطلوبا من كل شرفاء جماهير الأمة العربية لان المعركة لم تكن معركة ” طبيعية” يترك لسوريا حرية مواجهتها بمفردها بل كانت معركة الأمة العربية و الجناح الدولي الاستعماري المعزز بكيان الخيانة الخليجي ، كان متوقعا بعد صمود سوريا أن تنقلب الموازين لصالح محور الممانعة بحيث يدخل عنصر مهم على خط مؤتمر جينيف 2 ، هذا العنصر الفاعل المهم كان مقدرا له من أصدقاء سوريا أن يكون غائبا نهائيا من المشهد عندما تفتح صالة اجتماع هذا المؤتمر ، و يكون جدول الأعمال منحصرا فقط في مناقشة موضوع سوريا ما بعد الأسد ، بمعنى أن الجميع لم يتصور جينيف بحضور الرئيس الأسد و لم يستعد لهذا الاحتمال و لو بنسبة ضعيفة جدا ، لذلك تلاحظون حالة الارتباك السعودية القطرية التركية .

                    للحوار شروط و محاورون ، ما نسمعه من السيد وليد المعلم أو من غيره من كلا الجانبين عن حوار بلا شروط مسبقة هو مجرد حديث لتهيئة الأجواء ، لكن الحقيقة تقول أن للرئيس الأسد شروط مسبقة للحوار أهمها على الإطلاق أنه يريد حوارا مع معارضة وطنية لا ترفع السلاح و لا تتقوى بالأجنبي من ناحية و أن يحترم السيد الإبراهيمي هذه المرة “نفسه” ليكون وسيطا نزيها و ليس أداء صهيونية أمريكية كما طلب منه و قبل أن يكون ، المحاور السوري يجب أن يكون وطنيا ، و هنا تضع سوريا شرطا يمكن أن يكون شرطا تعجيزيا إذا ما نظرنا و علمنا أن الائتلاف السوري المدعوم من إسرائيل و بقية دول المؤامرة على الشعب السوري، لا تنطبق عليه هذه الشروط ، و أن الإخوان المسلمين ممنوعون من التداول السياسي ، لم يبق في “يد” اللاعب الأمريكي إلا طرح الجماعات الإرهابية كمحاور ، و هنا نلاحظ المأزق الأمريكي لنفهم حالة الإحباط و عدم القدرة على المناورة التي يجد فيها أصدقاء سوريا بمن فيهم السعودية أنفسهم.

                    هناك حقيقة ساطعة أن الائتلاف السوري الذي صرفت عليه دول الخليج دم قلبها لا يمثل المعارضة الوطنية السورية و لا يمثل نفسه أصلا ، و هناك جماعات إرهابية مسلحة لا يقبل المجتمع الدولي أن تطرح بديلا و محاورا للنظام السوري ، و هناك لاعب سعودي متهور يرفض أن يسلم بالهزيمة القاسية التي تكبدها ماديا و أخلاقيا بالأساس ، هذا اللاعب يرفض أن تفرض عليه الولايات المتحدة الجلوس في نفس القاعة مع الرئيس الأسد ، و يرفض أن تتخلى عنه الإدارة الأمريكية للبحث عن محاور بإمكانه إقناع الرئيس السوري خاصة في ظل ما تحدثنا عن تفاجئ أصدقاء سوريا بصمود النظام و عدم سقوط الرئيس ، و إذا كان الجميع في دوائر السياسة الدولية مقتنع أن “الموقف” السعودي هو مجرد هرطقة سياسي مريض يدير المطبخ السياسي السعودي ، فان واقع الأمر يقول أن الإدارة الأمريكية تجد نفسها عاجزة عن فرض محاور مقبول في جينيف 2 .

                    لعل أعقد ما في مؤتمر جينيف 2 ، هي مسألة التمثيل ، بمعنى أن الحرب على سوريا قد كرست الرئيس الأسد الممثل الشرعي و الوحيد للشعب السوري ، في حين تبقى المعارضة الوطنية الداخلية معارضة مقبولة لأنها مثلت صوتا جديا معارضا للنظام حتى لو كانت قدرتها التعبوية و التمثيلية للشعب السوري ضعيفة جدا ، لكن مجرد صمودها في وجه ” الإغراءات” الخليجية الأمريكية الصهيونية قد جعل منها محاورا كفؤا بإمكانه أن يطرح جانبا من هموم الشعب السوري التي وجب على القيادة السورية تفهمها و تنفيذها لما في ذلك من مصلحة لكامل الشعب السوري الذي يستحق كل آيات العرفان ، بالمقابل أثبتت الحرب على سوريا أن الائتلاف السوري و رغم كل حبات الفياغرا المالية و الإعلامية و التسليحية لم يستطع مليء الفراغ الذي فرض على النظام السوري في الجامعة العربية ، و لم ينل ” الاعتراف” به إلا من بعض المتآمرين الدوليين مثل النظام الليبي و التونسي الذين لا يمثلون وزنا في السياسة الدولية ، هذا “العجز” السياسي في اقتلاع مقعد سوريا في الوجدان العربي و الدولي لان هذا الائتلاف ربط نفسه و مصيره بالجماعات الإرهابية و بالمخابرات الصهيونية الخليجية المعادية للشعب السوري ، هو العجز الذي يجعل الجانب الأمريكي في حيرة كبرى ، بل أن الأخضر الإبراهيمي سيجد نفسه في ورطة كبيرة عندما يواجه سوريا بالسؤال التالي : من يمثل الائتلاف ؟ .

                    في حقيقة الأمر ، معركة القلمون القادمة هي من تحدد و تفرض الواقع السوري الجديد ، فالانتصار السوري الذي يمهد له سوريا على جميع الأصعدة سيحسم نهائيا مــسألة التمثــيل و هوية الجهة المعارضة السورية التي ستجلس قبالة مقعد النظام في مؤتمر جينيف 2 ، فالذين يتحدثون خليجيا اليوم عن مواصلة إسناد الجماعات الإرهابية لانتزاع انتصار في هذه المعركة التاريخية المهمة لن يرضوا حتما بعقد مؤتمر جينيف 2 ، بل بأحد الأمرين ، إما مؤتمر جينيف بدون الأسد ، أو بحرب لا هوادة فيها لإسقاط الأسد بالقوة ، هنا يطرح المتابعون منذ فترة السؤال المكرر التالي ، لماذا يذهب الأسد إلى جينيف 2 أصلا في حالة الانتصار في معركة القلمون ، لماذا لا يكتفي الأسد بعد هذا الانتصار بإعادة صياغة مشروع مجتمعي سوري بناء على كل المعطيات و المطالب التي رفعها الشعب السوري سلميا كنوع من رد الجميل لهذا الشعب الذي يستحق أكثر من مطالبه المشروعة ، لماذا لا يوسع الأسد المجال للأحزاب الوطنية لممارسة “سلطة” المعارضة الصحيحة دون خوف أو كلفة أمنية ، الثابت أن هذه المؤامرة قد فتحت عين النظام على حقائق مرعبة كثيرة ، لذلك لا بد من التعجيل بفتح الأفاق للشعب السوري على جميع الأصعدة حتى يمكن إعادة “تعمير” سوريا على جميع المستويات أيضا .
                    خاص بانوراما الشرق الاوسط -

                    تعليق


                    • أسلحة بيولوجية بيد “القاعدة” في سوريا؟
                      رشا أبي حيدر


                      نشرت صحيفة «لو تان» (Le Temps) السويسرية، تقريراً عن إمكانية وقوع الاسلحة البيولوجية بيد «جبهة النصرة» في سوريا، بعدما تمّ الاستيلاء بحسب مصدر تصفه الصحيفة بـ«الموثوق»، على احد المختبرات الضخمة التي تنتج اسلحة بيولوجية في حلب.

                      نشرت صحيفة «Le Temps» السويسرية، تقريراً عن إمكانية وقوع الاسلحة البيولوجية بيد «جبهة النصرة» في سوريا، بعدما تمّ الاستيلاء ــ بحسب مصدر وصفته الصحيفة بـ«الموثوق» ــ على احد المختبرات الضخمة التي تنتج اسلحة بيولوجية في حلب.

                      وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي ركّز فيه المجتمع الدولي على تدمير الاسلحة الكيميائية في سوريا، تمّ تجاهل الأسلحة البيولوجية بشكل كامل، على الرغم من انها تمثّل تهديداً أخطر على العالم.

                      وتقول الصحيفة إن عملية نهب ضخمة حصلت أخيراً في حلب، لاحد مختبرات الادوية الذي يتداول انه ينتج الاسلحة البيولوجية. «وهذا ليس مستغرباً، لان برامج الاسلحة البيولوجية السورية مجزأة وذات استخدام مزدوج، وهي تجري في المختبرات الشرعية او غير الشرعية، على حد قول الباحثين اللذين أعدا التقرير، وهما «المتخصص في الحرب البيولوجية»، ديل بيلامي فان آلست، والباحثة في مركز «هنري جاكسون» للدراسات أوليفيا غيتا». ويلفت الباحثان إلى أن الأكثر إثارة للقلق هو توقيف الخبير البارز في الاسلحة البيولوجية في «القاعدة»، يزيد صفوت، في شباط 2013 في ماليزيا، أثناء محاولته الذهاب الى سوريا. لكن من هو يزيد صفوت؟

                      تقول الصحيفة السويسرية إنه حائز على إجازة في العلوم البيولوجية من جامعة «كاليفورنيا» في ساكرمنتو، وخدم في الجيش الماليزي، قبل أن يصبح المتخصص الرئيسي في «القاعدة» في الحرب البيولوجية. في العام 1993، انشأ صفوت مختبراً حاول فيه استخدام الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجي لـ«القاعدة». وكان صفوت على علاقة مباشرة مع اثنين من رجال القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 أيلول 2001. واوقف صفوت في العام نفسه في ماليزيا، حيث سجن سبع سنوات الى ان أفرج عنه في العام 2008.

                      ويقول الباحثان اللذان أعدا التقرير إن خبرة تنظيم القاعدة في هذا المجال تعود لسنوات طويلة. فعندما احتل الجيش الأميركي وحلفاؤه العاصمة الأفغانية كابول عام 2001، عثر على 7 مختبرات تجرى في بعضها أبحاث تتعلق بالجمرة الخبيثة وفيروس آخر يسمى «Agent X»، من دون الكشف عن هذه المعلومات للرأي العام. كما أوصل «معهد انتاج اللقاحات البيطرية»، بقيادة الملا قاري عبد الله، «مركزات» من جراثيم الجمرة الخبيثة الى حركة «طالبان». وكان المختبر يضم حاضنة كبيرة لنمو البكتيريا، وغرفة باردة حيث تم تخزين اللقاحات، إضافة الى مخزون مكلف جدا من اللقاحات الفيروسية الفرنسية وأجهزة لحصاد اللقاحات الفيروسية، بحسب التقرير.

                      الى ذلك، تشير الصحيفة الى ان خلايا تابعة لتنظيم «القاعدة» حاولت تطوير أسلحة بيولوجية على الاراضي الاوروبية. ففي فرنسا، اوقف مناد بنشلالي، وهو متخصص بالسموم، كان قد قد أنتج كميات صغيرة من مادتين سامتين كان يعتزم استخدامهما على الاراضي الفرنسية. وفي العام 2003، اوقفت السلطات البريطانية سبعة افراد اتهموا ايضا بانتاج مادة جرثومية. لكن الحدث الاكثر مطابقة مع الحادثة البيولوجية قد وقع في العام 2009، عندما توفي اربعون عنصراً في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، بـ«طاعون دبلى» الناتج من بكتيريا، في احد مخيمات التدريب في منطقة جزائرية، كما ورد في التقرير.

                      ويلفت الباحثان، الى انه في حال تأكد وجود بعض الأسلحة البيولوجية التابعة للنظام مع تنظيم «القاعدة»، فإن خطر استخدامها الجزئي هو حقيقة لأن التنظيم لديه المهارة والخبرة للتسليح والنشر. كما يحذران من «السيناريو الكابوسيّ، وهو في حال سافرت عناصر «مصابة» من التنظيم، على متن رحلات الى باريس أو لندن أو نيويورك، فإمكان هؤلاء الركاب ان يصبحوا بحكم الامر الواقع «ناقلين» لهذه الاسلحة محتم».

                      تجدر الاشارة، الى ان اسرائيل عبّرت عن قلقها في بداية الشهر الحالي، من «استمرار سوريا في الاحتفاظ بالاسلحة البيولوجية» في تحقيق نشرته صحيفة «معاريف» الاسرائيلية. وذكر التحقيق ان القلق الاكبر الذي تخشاه كل من تل أبيب وواشنطن هو «تسرّب محتمل للاسلحة البيولوجية الى أيدي منظمات الجهاد العالمي السوري التي تقاتل في صفوف المتمردين».

                      الاخبار


                      تعليق


                      • بين التأكيد والنفي .. مصير "أبو محمد الجولاني" لايزال مجهولا
                        ان لم يكن قد فتل فعلا فانه سيقتل في المرة القادمة باذن الله تعالى ليلتحق بانجاس مثله في الجحيم

                        ***
                        26/10/2013


                        * الشيخ حسون: التطرف ليس عربيا ولا إسلاميا بل عالمي



                        أكد المفتي العام لجمهورية سورية أحمد بدر الدين حسون أن الجانب الدولي بدأ يتلمس بوضوح حقائق ما يجري في سورية وعواقبه حيث "سيعم ما يحدث فيها على العالم كله إن كان سلاما أو حربا".

                        واشار المفتي في لقاء مع الصحفيين بموسكو أمس الى اجتماع ما يسمى أصدقاء سوريا في لندن وتاكيدهم على انه لا حل في سوريا سوى الحل السياسي وهم الذين كانوا يبشرون دائما قبل عامين بالدعم العسكري وبالقتل لافتا إلى أن سبب تراجعهم ليس من أجل سوريا إنما لأنهم شعروا جميعا أن هذه النار التي أشعلوها بأيديهم في سوريا ستمتد إليهم.
                        ولفت إلى أن التطرف مرض وإذا وجد في مكان فسيمتد إلى كل مكان وقال "إن سوريا حذرت من خطر التطرف وكانت تحاربه منذ سنوات لذلك لم يستطع أن ينتصر في سوريا متوقعا أن ينقلب هذا التطرف ليعود إلى المكان الذي أرسل منه.
                        واكد المفتي العام للجمهورية أن سوريا الآن تحملت ضريبة الوقوف في وجه التطرف العالمي مشددا على أن هذا التطرف ليس عربيا ولا إسلاميا وإنما هو عالمي.
                        واشار إلى أن العالم بأجمعه أدرك ذلك وهذا أيد بالإجماع الحل السياسي والذهاب إلى مؤتمر جنيف خضوعا لما أصر عليه الشعب السوري على أن سوريا شعب واحد وأن السوريين بكل أطيافهم قادرون على أن يعيدوا إلى وطنهم ما فقده شرط أن ترتفع الأيادي التي تدخلت في وطنهم.
                        وأضاف المفتي إن السوريين ظلموا ممن اعتقدوا أنهم من الأشقاء العرب إضافة الى قيام غير العرب بالعمل لمصلحة "إسرائيل" وقال : إن سوريا الآن هى التي انتصرت والدليل أن الجميع يطلبون السلام فيها لأنه سلام لهم".

                        وحول احتمالات انعقاد مؤتمر "جنيف 2" قال المفتي حسون: سواء انعقد مؤتمر جنيف أم لم ينعقد فإن السوريين قالوا كلمتهم بأنه لا حل عسكريا في سورية معتبرا أنه إذا انعقد المؤتمر فهو لصالح سوريا وإذا لم ينعقد فستبقى سوريا تقاوم الإرهاب حتى تنظف أرضها منه وعلى الآخرين أن يتحملوا مسؤولية ذلك.

                        * في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايراني
                        الابراهيمي: الجميع يتطلعون لمشاركة ايران في جنيف 2



                        عقد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والمبعوث الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي مؤتمرا صحفيا حيث اكد الاخير ان الجميع مطالب بحل القضية السورية سلميا.

                        واشار االإبراهيمي الى انه لا يمكن حصر التصرفات البشعة في سوريا بطرف واحد وان الجميع مطالب بحل القضية السورية سلميا مؤكدا بان البشاعات في سوريا لن تنتهي الا بانهاء الازمة كلها.
                        وتابع قائلا ان الامم المتحدة جادة في مسالة عقد مؤتمر جنيف واضاف: الجميع يتطلعون الى مشاركة ايران في هذا المؤتمر.
                        من جانبه اشار وزير الخارجية الايراني الى ان ايران لم تستلم لحد الان اي دعوة لحضور مؤتمر جنيف 2 وقال : اذا تمت دعوة ايران الى المؤتمر فانها ستشارك بعزم لحل الازمة السورية سلميا.
                        واكد ان مصالح ايران الوطنية تشدد على الحد من التطرف في المنطقة منوها الى ان الاوضاع في سوريا تشكل قلقا كبيرا لكل بلدان المنطقة.

                        وكان المبعوث الاممي الخاص الی سوریا الاخضر الابراهيمي قد وصل الى طهران صباح اليوم السبت في اطار جولة اقليمية لاجراء مشاورات مع المسؤولین الایرانیین حول مؤتمر جنیف 2.
                        يشار الى ان موضوع مشارکة ایران في مؤتمر جنیف 2 هو احد المحاور المهمة لمباحثات الاخضر الابراهیمي مع المسؤولین الایرانیین.
                        وتحاول الامم المتحدة كسب تعاون دول المنطقة لانجاح مباحثات جنیف 2 .
                        هذا ومن المقرر ان تعقد مباحثات جنیف 2 في شهر نوفمبر القادم بحضور ممثلي الحکومة والمجموعات المعارضة في سوریا الا ان بعض هذه المجموعات لها خلافات بشان المشارکة فیها.


                        * لافروف يبحث هاتفياً الوضع في سورية مع كيري وفابيوس والابراهيمي

                        لافروف بحث مع كيري بمبادرة من الطرف الامريكي التعاون المشترك تحضيراً لجنيف 2



                        بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الامريكي جون كيري، بمبادرة من الاخير، التحضيرات لعقد مؤتمر "جنيف 2" حول تسوية الأزمة السورية. وقالت وزارة الخارجية الروسية انه "تم بحث مسائل العمل الروسي-الامريكي المشترك بهدف التحضير للمؤتمر الدولي حول تسوية الازمة في سورية".

                        وفي وقت سابق من اليوم السبت، بحث وزير الخارجية الروسي هاتفياً مع المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي مسألة التحضير لمؤتمر "جنيف ـ 2" واللقاء الثلاثي (روسيا ـ الولايات المتحدة ـ الأمم المتحدة). وأكد لافروف على "اهمية استمرار جهود المبعوث الخاص لتشكيل وفد موحد يمثل "المعارضة السورية" للحوار مع الجانب الحكومي، وضرورة تأمين مشاركة جميع الدول الاقليمية الرئيسية" في مؤتمر جنيف 2. كما ناقش لافروف يوم الجمعة خلال مكالمة هاتفية ايضاً مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الوضع في سورية.

                        * لافروف يشدد على أهمية أن يواصل الابراهيمي جهوده بغية تشكيل وفد موحد ’’للمعارضة’’ السورية الى ’’جنيف-2’’

                        * اجواء الشك تخيم على عقد مؤتمر "جنيف اثنين"



                        تنوعت اهتمامات الصحف الايرانية الصادرة صباح اليوم السبت، في الشؤون الاقليمية والدولية وان بقيت الازمة السورية تحتل مكانة خاصة في تغطيات هذه الصحف.


                        صحيفة "إيران": اجواء الشك تخيم على عقد مؤتمر جنيف اثنين
                        أفردت صحيفة "ايران" في صفحتها الدولية افتتاحية في الشؤون الدولية بقلم الكاتبة "بنفشة غلامي" تناولت فيه فرص نجاح مؤتمر جنيف 2 المرتقب.

                        وتقول الكاتبة في مقالتها، من المقرر ان يعقد مؤتمر جنيف 2 في 23 نوفمبر المقبل لحل الازمة السورية دبلوماسيا، ولكن هناك في الحقيقية الكثير من العقبات امام التوصل الى نتائج مرضية في هذا المؤتمر، وقد بُذلت لحد الان الكثير من الجهود لانعقاد هذا المؤتمر الا انه تم تأجيله في كل مرة.
                        وتضيف الصحيفة، بدأت أحدث محاولة لاقامة مؤتمر جنيف 2 قبل نحو شهر واحد، عندما اتفقت روسيا واميركا، على تدمير السلاح الكيمياوي السوري كخيار دبلوماسي بدلا من الخيار العسكري الغربي ضد هذا البلد.
                        ولفتت الافتتاحية الى ان هذا الاتفاق اثار غضب السعودية والذي ادى بالتالي الى انقسام المواقف بين مثلث، السعودية وما يسمى المجلس الوطني السوري والجانب الاوروبي وبعبارة اوضح اميركا.
                        واوضحت الكاتبة: بان بعض هذه الصعوبات التي تقف في طريق نجاح مؤتمر جنيف 2 تتمثل في استياء الاطراف المعارضة للحل الدبلوماسي، وان اكبر عقبة امام نجاح المؤتمر هي السعودية التي لها دور كبير في التدخل في الشؤون الداخلية السورية، بحيث انها تملي على ما يسمى المجلس الوطني السورية سياساتها ومطالبها بالتفصيل، فعندما كان الرئيس الاميركي "باراك اوباما" ورئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" يقرعان طبول الحرب، حاولت السعودية ان تكون الفارسة الاولى لهذا الحرب، وبذلت بسخاء الاموال والاسلحة لكل من اعلن تاييده للخيار العسكري، الا ان الاتفاق الاميركي الروسي قد ذهب بكل احلامها ادراج الرياح وتعكرت اجواء خواطرها، مما دفعت الرياض الى ممارسة الضعوط على اميركا من اجل تغيير سياساتها بشان سوريا وايران ايضا.
                        وتابعت الكاتبة، ان هذه الضعوط حققت اهدافها حيث تراجعت اميركا في اجتماع مايسمى بـ "اصدقاء سوريا" الذي عقد الاسبوع الماضي في لندن، بحيث ان وزير خارجية اميركا "جون كيري" صرح على هامش الاجتماع بان مشاركة ايران ستكون مؤثرة في حالة موافقتها على تنحي الرئيس بشار الاسد وتشكيل حكومة انتقالية في هذا البلد!!.
                        ولفتت الصحيفة الى ان الجمهورية الاسلامية في ايران أعلنت انها لن تقبل باي شروط مسبقة لمشاركتها في مؤتمر جنيف 2.
                        كما ونوهت الصحيفة الى ان روسيا والصين اعلنتا عن ضرورة حل الازمة السورية عبر الحوار والدبلوماسية، كما اعلنتا عن دعمها لمشاركة ايران في هذا المؤتمر،فيما اعربت الحكومة السورية عن تأييدها للحوار ايضا.
                        وفي نهاية المطاف اوضحت الصحيفة ان المواقف المتضاربة للاطراف المعارضة للاسد، قد اثارت اجواء الشك والغموض بشأن نجاح هذا المؤتمر، ولهذا فان سحب الشك تخيم الان على اجواء مؤتمر جنيف 2 المرتقب.


                        ***
                        * القنيطرة والتناغم بين الاحتلال الاسرائيلي والمجموعات المسلحة

                        خط إمداد لوجستي ونقل لجرحى المسلحين يوفره العدو في الجولان المحتلّ

                        حسين مرتضى

                        لم ينتظر الجيش السوري طويلاً، ورغم انشغاله بعدة جبهات على امتداد الجغرافية السورية، استطاع إعادة سيطرته على معبر القنيطرة الواصل إلى الأراضي السورية المحتلة في الجولان. مسلّحو المعارضة الذين سيطروا على بلدة القحطانية، والتي تبعد أقل من ثلاثة كيلومترات إلى جنوب معبر القنيطرة، كانوا قادمين من بلدتي بريقة وبئر عجم، وكان مخططهم يقتضي بالسيطرة على المعبر الوحيد بين هضبة الجولان والقنيطرة مع الكيان الاسرائيلي، فتحوا نيرانهم على الجيش السوري المتواجد على الجانب السوري من المعبر، على بعد بضعة أمتار فقط من مواقع كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ من جانبه بفرض حظر دخول إلى القرية الحدودية "عين زيفان" المقابلة للمعبر، كما أوعز إلى المزارعين بعدم الاقتراب من السياج الحدودي في المنطقة، واعلنها منطقة عسكرية مغلقة، ونقل اليها وحدات من لواء جولاني.
                        هذه التطورات لم تفقد الجيش السوري قدرته على التحرك السريع والرد المباشر، وملاحقة المجموعات المسلحة التي حاولت السيطرة على المعبر، ويعيد انتشاره في المنطقة، بدأ عملية عسكرية في بلدة القحطانية، ليؤمن الخاصرة اليسرى للمعبر، بعد ان قام بفتح طريق ترابي يمتد مع السلك الشائك بين الجولان المحتل والقنيطرة، ليلتفّ على المسلحين ويطهر بلدة القحطانية. يأتي ذلك بعد سيطرة الجيش السوري، على مدينة القصير المحاذية للبنان، ليبقى السؤال مطروحاً وهو ما هو هدف المجموعات المسلحة من السيطرة على الشريط الحدودي في الجولان بعد يوم واحد من استعادة الجيش السوري لمدينة القصير الإستراتيجية؟
                        الاشتباكات التي اندلعت في القنيطرة كشفت أصابع الكيان الإسرائيلي التي ضغطت على الزناد في القنيطرة بهدف إحباط تهديدات الرئيس السوري بشار الاسد بفتح جبهة الجولان أمام المقاومة الشعبية، وذلك من خلال مساعدة المسلحين على التمركز في المناطق السورية الحدودية مقابل قيامهم بدور ميليشيات الرائد انطوان لحد في جنوب لبنان بحماية الكيان الإسرائيلي. والسبب الابرز للإشتباكات، وتوقيت معركة القنيطرة والهجوم على المعبر، يكشف عن أيادٍ وعيون إسرائيلية استشعرت خطر الإنجاز الإستراتيجي للجيش السوري في القصير، وهو إنجاز يساعد المقاومة في تحصين ظهرها، والتمتع بعمق استراتيجي يساعدها في تثبيت قوتها الردعية، فيما كان الهدف من وراء محاولة السيطرة على معبر القنيطرة هو فتح منفذ على العالم عبر الكيان الإسرائيلي، بينما يؤكد اعتراف الكيان الإسرائيلي نفسه بنقل جرحى المسلحين الى مستشفيات صفد، تورطه في إدارة اشتباكات القنيطرة، فضلاً عن تقديم الدعم اللوجستي والمعلوماتي للمجموعات المسلحة.




                        كل ذلك يأتي ضمن إطار توجيه رسالة من الكيان الاسرائيلي الى دمشق، كونه بدأ يوحي للرأي العام داخله أنه لا يزال يملك زمام المبادرة في الجولان، وأنه قادر على إرباك الجيش السوري في المنطقة من خلال توفير الدعم للمسلحين، ومساعدتهم على الانتشار وإنزال الضربات بقوات الجيش السوري، وإظهار الجيش السوري بمظهر الضعيف، وانه غير قادر على فرض الأمن في الجولان، مما يعني اهتزاز الأمن الإسرائيلي، وبالتالي الدفع نحو البحث عن اجراءات امنية تساعد على الإستقرار في المنطقة، وكان اهم تلك المقترحات هو خلق قوة عسكرية ترتبط جدلا بـ"اسرائيل" ويوكل اليها مهمة واحدة هي حماية أمنه واستقرار الحدود الشمالية، حيث لم يستطع قادة الحرب في الكيان الاسرائيلي احباط معادلة الرئيس بشار الأسد بالرد على اي اعتداء من قبل الكيان الاسرائيلي بفتح جبهة الجولان امام المقاومة، بمعادلة جديدة بتغيير قواعد الاشتباك في الجولان. في حين كانت رسالة الكيان الاسرائيلي للمجتمع الدولي هي ضرورة العمل على وضع كامل الجولان السوري وصولاً الى مشارف دمشق تحت ادارة الأمم المتحدة وجعلها منطقة محظورة على الجيش السوري، وتشرف عليها قوات دولية، ويمكن وضع اعلان النمسا عن سحب مشاركتها في القوات الدولية في الجولان في اطار اعادة النظر بدور الأمم المتحدة في الجولان.
                        إلّا أن حسم المعركة خلال ساعات، وإعادة انتشار الجيش السوري داخل عدة جيوب على الشريط الشائك، بالاضافة إلى إبعاد المسلحين في المنطقة المحيطة بمعبر القنيطرة، أفشلت ما كان يخطط للمنطقة، ومنح الجيش السوري المساحة على المناورة في ملاحقة المجموعات المسلحة شمالاً في جباثا الخشب وحضر وجنوباً في بريقة وبئر عجم، والتي ما زالت تشهد حالات إمداد من قبل الكيان الاسرائيلي للمجموعات المسلحة المتمركزة هناك، بالذات بعد فصلها عن بعضها بالسيطرة على بلدة القحطانية، وقطع طرق التواصل بينها، وتضيق القدرة على المناورة والامداد للمجموعات المسلحة. لكن الضغط العسكري، وسرعة التدخل الذي نفذته وحدات مقاتلة من الجيش السوري، على المسلحين بحسب مصدر عسكري، جعلهم يحاولون مراراً و تكراراً، التسلل نحو عدة مناطق، من خلال فتح ثغرات في الشريط الشائك الفاصل بين القرى والمزارع في ريف القنيطرة، في عملية تسهيل من قبل الكيان الاسرائيلي لتلك المجموعات للالتفاف على نقاط سيطرة الجيش السوري على طول الشريط حيث استطاع الأخير رصد عدة محاولات التفاف وتسلل، وحتى رصد مكالمات لاسلكية، مع أحد غرف قيادة العملية للمسحلين والواقعة ضمن الاراضي المحتلة من الجولان، كانت تدير بعض الكمائن والعمليات العسكرية.


                        ***
                        (ابوبرير: يفضل قراءة هذا المقال بالموقع ادناه لمن يريد مشاهدة فيديوهات!):
                        http://www.alahednews.com.lb/essayde...id=86205&cid=9

                        * هكذا ’تتبخر’ اموال ’المعارضة السورية’ !

                        عشرات المليارات تسرقها ’المعارضة’ السورية وتودعها في حسابات خاصة في البنوك التركية


                        محمد كسرواني

                        عشرات الأطنان من المساعدات الى سوريا سرقت، مئات آلاف الدولارات نهبت، وفي مصارف تركيا ... اودعت!

                        فما إن بدأت الأزمة في سوريا، حتى عمد العشرات من عناصر ما يسمى "المعارضة" في سوريا وعلى رأسهم "الجيش الحر" والمرتزقة إلى سرقة المنازل والمحلات، في حين توجهت انظار القياديين الى اهداف اكبر واثمن. فقياديو "المعارضة" لم يكتفوا بأن يقتسموا المساعدات الخارجية، بل عمدوا إلى بيع ترسانات من الأسلحة الثقيلة ونقل تلك الأموال الى ودائع خاصة في تركيا.
                        وإن كانت المستندات والتقارير الرسمية والإعلامية تثبت سرقة ما يسمى "المعارضة" السورية لسوريا، فإن الفيديوهات التي انتشرت على الانترنت مؤخراً تقطع الشك باليقين أن ما في سوريا ليس "ثورة" بل دروس في "تقسيم المصالح" !



                        وفي هذا السياق، وبعد أن قضى الجيش السوري على المقدم الركن المنشق ياسر العبود في مدينة طفس في جنوب سوريا، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات تؤكد أن العبود حارب قبل موته السرقات التي كان يقوم بها عناصر في "الجيش الحر" وسرقة اموال الاغاثة والدعم التي كانت تأتي للمجموعات المسلحة في سوريا.
                        كما انتشرت على صفحات الانترنت مقاطع فيديو للعبود وهو يهاجم المعارضين في الخارج الذين اهملوا المقاتلين في الميدان. وفي أحد المقاطع يظهر العبود وهو يقرّ بأن "الجيش السوري الحر" يضّم عددا كبيرا من السارقين والنشالين. وإذ ينتقد "المعارضة الخارجية" على تغافلها عن أحوال المعارضين المسلحين، يوضح العبود أن الأطباء الذين جاء بهم العالم لمعالجة المعارضين يقضون اوقاتهم في الخارج يسرقون من أموال "الثورة".

                        (فيديو)


                        حدّ السرقة عند عناصر "الجيش الحر" لا يقف عند الأموال والممتلكات السورية، بل يطال حتى الدعم العسكري الخارجي. فالمقاتلون المعارضون في سوريا يعمدون إلى بيع العتاد العسكري الذي يدعمون به من الخارج ومن ثم يعملون على نقل الأموال الى تركيا وايداعها في المصارف التركية.
                        احد العائدين التونسيين من المعارك في سوريا، المدعو "ابو زيد التونسي" يكشف أن كبار المسؤولين في "الجيش الحر" يقومون بسرقة الاموال الخارجية التي تأتي لدعم الميليشيات المسلحة ومن ثم يتسللون الى الحدود التركية ويدخلون الأراضي التركية ويودعون تلك الأموال في حسابات خاصة لهم في البنوك.
                        واضاف" المقاتل" العائد من تونس أن مسلحي "الجيش الحر" يمتلكون ترسانة كبيرة من الأسلحة والتي تشمل الدبابات والصواريخ وغيرها، وهم - "الحر"- ينقلونها الى الحدود السورية - العراقية و يبيعونها هناك، ثم يأتون بالأموال الى حسابات خاصة في المصارف التركية.

                        (فيديو)

                        كثيرة هي الأحداث والمعلومات التي تؤكد تورط "الجيش الحر" في سرقة الأموال والأثاث المنزلي في سوريا. وكثيرة هي ايضاً الفيديوهات التي تثبت تورط هذه المجموعات المسلحة في السيطرة "حكراً" على ممتلكات الشعب رغم الحصار الذي تعيشه اغلب القرى السورية تحت ادعاءات عدة آخرها "حق الثورة" و"بدل الجهاد" وغيرها.
                        وفي احد الفيديوهات التي بثت أخيراً على مواقع الانترنت يظهر أحد عناصر المجموعات المسلحة في دير الزور بسوريا يدعى "ابو يحيى" وهو يتفاخر بثروته التي جمعها من "الثورة" ويقول انها بلغت 84 مليون ليرة سورية منذ بدء الأزمة آملا أن تصل حتى الـ 100 مليون وأكثر.

                        (فيديو)

                        ليس غريباً على "الجيش الحر" والمجموعات التكفيرية في سوريا أن يغرر بها بالأموال. وفقد ذكرت مصادر مطلعة مؤخراً أن "السعودية رصدت مبلغ 300 مليون دولار لتوزيعها على "المعارضة" من أجل السيطرة على قرارها على أن يتم توزيع هذه الأموال على كبار المعارضين، والمعنيين عن جمع كل فئات "المعارضة" في الداخل والخارج".
                        وتتابع المصادر:"إن السعودية وعدت المجموعات المسلحة في سوريا بأسلحة جديدة ونوعية وذخائر وعتاد عسكري، كما وعدتهم بتسليمهم 4 ملايين دولار من أجل تحسين أوضاع من يعمل لصالحها". كما كانت قد انفردت صحيفة "الغارديان" في وقت سابق بتحقيق صحفي نشرته على صفحتها الرئيسية تحت عنوان " خطط السعودية لتمويل المعارضة السورية المسلحة". وعلمت "الغارديان" أن المسؤولين السعوديين يدفعون رواتب عناصر "الجيش الحر" في محاولة لتشجيع انشقاق الجنود عن الجيش السوري".
                        ويذكر ايضاً أن المفوض السياسي لـ "الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية"، وائل حافظ، كشف في تصريحات صحافية سابقة من باريس، عن هدر مالي كبير في المعارضة وقال إن:"المجلس الوطني لا يمثل الثورة، وتركيبته طائفية غير وطنية، وفشل في حشد اعتراف دولي بالثورة السورية، هذا فضلاً عن وجود فساد مالي؛ لذا غادرته مبكراً".
                        وفي السياق عينه، كانت قد أعلنت ما يسمى "الهيئة العامة للثورة السورية" انسحابها من "الائتلاف الوطني السوري المعارض"، موجهة إليه انتقادات حادة شملت "العجز" والخضوع لتأثيرات خارجية والفساد المالي. وشددت الهيئة في بيان نشرته على صفحتها في "فيسبوك" على أن "دعمها للائتلاف مرتبط بمدى مساهمة "الحراك الثوري" بشكل حقيقي وفعال في أداء دوره وفق مصلحة الثورة وضرورة إبعاد المتسلقين والمتنفذين" عن الائتلاف".

                        ***
                        * أخطبوط "القاعدة" في سوريا




                        كرست وسائل الإعلام المختلفة مفهوماً مشوهاً للقاعدة في تغطيتها للأحداث السورية، فجميع هذه الوسائل تشير إلى تنظيمي "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" باعتبارهما ذراعي القاعدة الوحيدتين اللتين تعبثان بأمن البلاد واستقرارها.

                        وعلينا في البداية أن نلفت الانتباه إلى أن مصطلح "القاعدة" في هذا التقرير يستخدم بمعنى "النهج" الذي تتبعه التنظيمات السلفية التكفيرية ولا يقتصر على معنى "التنظيم" الذي يقوده حالياً أيمن الظواهري، بحسب تقرير وكالة انباء اسيا نيوز اللبنانية.
                        فالدقة تقتضي منا الإقرار بأن ثمة فصيلاً واحداً ينتمي إلى القاعدة بمعنى "التنظيم" وهو فصيل جبهة النصرة التي أعلن مسؤولها العام أبو محمد الجولاني بيعته للظواهري، أما الدولة الإسلامية في العراق والشام فهي لا تنتمي إلى القاعدة تنظيمياً لعدم وجود بيعة من أميرها أبي بكر البغدادي للظواهري، ولكنها تتبع نفس نهج القاعدة وربما بشكل أكثر تطرفاً وغلواً.
                        بهذا المعنى، يمكننا القول بكل ثقة، أن القاعدة كنهج ليس لها ذراعان وحسب في سوريا (النصرة وداعش)، بل ربما تملك من الأذرع فيها أكثر مما يملك الأخطبوط من عدد أذرعه المتشعبة.
                        ومن غير الواضح حتى الآن سبب هذا التشعب والتعدد في الفصائل التي تتبع نهج القاعدة في سوريا، هل هو تكتيك جديد من تنظيم القاعدة يسمح له بالمناورة والتملص من قواعد ما تسمى "الحرب العالمية على الإرهاب" التي أطلقتها أميركا بعد أحداث ١١ أيلول، أم أنه تعدد حقيقي يشي عن تباينات واقعية بين الفصائل التي تنتمي إلى نفس النهج؟. من الصعب الإجابة على هذا السؤال لاسيما وأن العلاقات البينية بين هذه الفصائل تثبت وجود اختلافات حقيقية بينها قد تصل إلى درجة الخصومة كما في العلاقة بين داعش والنصرة والتي لم تتضح كل أبعاد الخصومة بينهما حتى الآن، وهذه الخصومة نفسها تعتبر مؤشراً إلى خصومة أخرى بين داعش وبين تنظيم القاعدة الأم، لكنها خصومة لا يزال التعبير عنها يجري في مستوى الخطاب والفهم الفقهي دون أن يتعداه ويتجسد على أرض الواقع.
                        وأيّاً يكن سبب التشعب والتعدد المشار إليه، سواء كان تكتيكاً أم كان حقيقياً، فإن النقطة الجوهرية فيه، هي أنه استطاع أن يفلت ليس من عين الإعلام وحسب بل نجح في الإفلات حتى من قواعد الحرب العالمية على الإرهاب التي يفترض أنها صارمة. وهكذا أصبح يشار إلى القاعدة في سوريا من خلال اسمين فقط هما "النصرة" و"داعش"، كما اقتصر التصنيف الأميركي على هذين التنظيمين فقط من خلال وضعهما وحدهما على لائحة التنظيمات الإرهابية التي ينبغي محاربتها ومكافحتها. وهذا يعني بكل بساطة أن ثمة تنظيمات وفصائل تتبع نفس النهج الذي تتبعه القاعدة وجبهة النصرة وداعش ولكنها بقيت خارج رقابة وسائل الإعلام والأهم خارج إطار الحرب على الإرهاب.
                        من هذه الفصائل التي استطعنا رصدها وملاحظة مدى تطابق نهجها مع نهج القاعدة، هناك فصائل يقودها أجانب وفصائل أخرى يقودها سوريون، ولكنها تتشابه في النهج والمبادئ والسلوكيات مع اختلافات طفيفة في هذه الأخيرة.
                        قد تكون كتيبة "صقور العز" تأسست قبل أو بالتزامن مع تأسيس جبهة النصرة، ومع ذلك لا يمكن تفسير لماذا توضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب ولا توضع صقور العز!. فهذه الكتيبة أغلب المسلحين فيها من الجنسية السعودية، وقد أثبتت الوقائع أن عدداً لا يستهان به من قدامى الأفغان العرب أو من يطلق عليهم اسم "الرعيل الأول" يقاتلون اليوم ضمن هذه الكتيبة، وقد قتل عدد كبير منهم مثل "عبدالملك الإحسائي" و"عبدالعزيز الجغيمان" وفايز متعب" و"جفين العتيبي"، علاوة على أن زعيم هذه الكتيبة والملقب بـ "الشيخ صقر الجهاد" هو أيضاً من الرعيل الأول وممن أمضى أكثر من خمس وعشرين سنة في ساحات الجهاد العالمية ابتداءً من أفغانستان إلى البوسنة إلى الشيشان والعراق. وهؤلاء جميعاً قاتلوا في الثمانينات والتسعينات إلى جانب عبدالله عزام وأسامة بن لادن، حيث كان ينظر إليهم من قبل المجتمع الدولي على أنهم إرهابيون، فهل تغيرت النظرة إليهم بعد مجيئهم إلى سوريا وانتسابهم إلى صقور العز؟.
                        وإلى جانب "صقور العز" تتبدّى كتيبة شقيقة لها هي "كتيبة المهاجرين" التي تضم بين صفوفها مسلحين متطرفين معظمهم من الجنسية الليبية حتى أن البعض يطلق عليها كتيبة الليبيين، ويقودها "أبو صهيب الليبي" الذي يعتبر كذلك من الرعيل الأول من الأفغان العرب كزميله صقر الجهاد. وهنا ينبغي أن نشير إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن كلاًّ من صقر الجهاد وأبو صهيب الليبي كانت في عنقه بيعة لتنظيم القاعدة، ولم يصدر عنهما ما يوحي بأنهما خلعا هذه البيعة من أعناقهما!. وهذين الفصيلين "كتيبة المهاجرين" و"صقور العز" من الشركاء الأساسيين في الجريمة التي أدانتها منظمة هيومان رايتس ووتش في ريف اللاذقية والتي تخللها ارتكاب مجازر في غاية الفظاعة حيث مشاهد الذبح بالسكين وبقر بطون الحوامل ما تزال راسخة في أذهان الكثير من شهود العيان من أبناء المنطقة.
                        وغير بعيد عن هذين الفصيلين، هناك فصيل "كتائب جند الشام" ويدعى أيضاً "لواء الشيشان" ويقوده "مسلم الشيشاني" الملقب بـ "أبو الوليد الشيشاني" الذي يعتبر أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في الشيشان وسبق له القتال في أفغانستان، قبل أن يأتي إلى سوريا ويؤسس كتيبته في ريف اللاذقية حيث مقرها الأساسي، بينما يمتد نشاطها في جميع أرجاء الشمال السوري، وهو الأمر ذاته بالنسبة لصقور العز وكتيبة المهاجرين. وقد كانت آخر معاركهم في مدينة السخنة وبلدات ريف حمص الجنوبي الشرقي، حيث سقط عدد كبير من المهاجرين من هذه الفصائل قتلى، ولاسيما من كتيبة صقور العز التي خسرت عضو لجنتها العسكرية المدعو "جفين العتيبي".
                        وحديثاً تأسس فصيل جديد تحت اسم "شام الاسلام" بقيادة المغربي الذي هو أحد خريجي سجن غوانتانامو "ابراهيم بنشقرون" ومعظم منتسبي هذه الحركة من حملة الجنسية المغربية، وكان قد قتل قبل فترة أحد قادتها الميدانيين ويدعى "محمد العلمي" وهو أيضاً من خريجي سجن غوانتانامو. وقد لعبت هذه الحركة دوراً بارزاً في أحداث ريف اللاذقية التي أدانتها منظمة حقوق الإنسان العالمية، وما زال عدد من المخطوفين المدنيين أثناء تلك الأحداث يقبعون في معتقلات هذه الحركة. كما أنها هي من اختطفت الشيخ فضل غزال وأعلنت مسؤوليتها عن اختطافه قبل أن تقوم بتسليمه إلى جبهة النصرة التي أعدمته ميدانياً بطريقة شنيعة.
                        ولا يقتصر وجود الفصائل التي تتبع نهج القاعدة على ريف اللاذقية والشمال السوري، بل امتد إلى المنطقة الشرقية التي تتواجد بها فصائل تتبع ذات النهج القاعدي المعروف.
                        وأهم هذه الفصائل "لواء الفاتحون من أرض الشام" بقيادة الأمير أبو حمزة، وهذا اللواء سرب أكثر من مرة أنه بايع الدكتور أيمن الظواهري، ولكن لم يصدر عنه أي بيان رسمي بهذا الخصوص. ومع ذلك فإن نهجه ومبادئه تتطابق مع نهج ومبادئ القاعدة. وهناك "لواء مؤتة" بقيادة أبو الهيثم عصام الدباب، وهو يسير على نفس النهج ويقاتل ضمن صفوفه العديد من المهاجرين العرب والأجانب. ولا يمكننا المرور بالمنطقة الشرقية دون التنويه عن تشكيل جيش أهل الجماعة والسنة الذي شكل مؤخراً من عدة كتائب كانت تنتمي إلى جبهة الأصالة والتنمية، وكان واضحاً أنه اتخذ من الراية السوداء علماً له ودليلاً على منهجه الجديد. علاوة على سرايا الأنصار والجبهة الإسلامية الكردية وهي فصائل كردية تتبع نهج القاعدة في سوريا ويقودها أبو سليمان الكردي.
                        وفي ريف إدلب، برز فصيل "جند الأقصى" الذي انشق مؤخراً عن جبهة النصرة واستقل بنفسه، وهو يتبع نفس نهج القاعدة وتبنى عملية انتحارية كانت باكورة أعماله على أحد الحواجز القريبة من وادي الضيف.
                        وفي ريف دمشق، تزداد شهرة "الكتيبة الخضراء" التي كان يقودها الجهادي السعودي فهد السناني ثم خلفه بعد مقتله سعودي آخر هو "عمر سيف"، وكافة المعطيات حول هذه الكتيبة تثبت أن أغلب عناصرها من "الانتحاريين" وقد نفذت عدة عمليات انتحارية في ريف دمشق ولاسيما في منطقة القلمون. ولا يعني هذا أنها لا تخوض أعمالاً قتالية عادية فهي تشارك حالياً في الهجوم على بلدة صدد السريانية ومدينة السخنة، ولكن حتى في هذه الأعمال فإن عناصرها يكونون من "الانغماسيين" وهو مصطلح يكاد يكون مرادفاً لمصطلح "الانتحاري".
                        جميع هذه الفصائل تقع تحت مسمى "القاعدة" من حيث النهج والمعتقد، وإن كانت لا تنتمي إليها تنظيمياً، وهذا ما يدفع إلى السؤال: هل يقتصر الإرهاب على الانتماء التنظيمي للقاعدة أم ينبغي أن يشمل كافة الفصائل التي تتبع نهجها التكفيري المتطرف؟ وهل أصبح خريجو سجن غوانتانامو بريئين من تهمة الإرهاب؟ أم أن "الانتحاريين" صاروا يستحقون نظرة مختلفة من قبل العين الدولية المسلطة على أنشطة الإرهاب؟ وغيرها كثير من الأسئلة التي تكشف أن الأزمة السورية تقف وراءها أهداف كبرى استحقت أن تُخالف من أجلها بديهيات مكافحة الإرهاب التي طالما سمعنا الحكومات الغربية تتغنى بها طوال العقدين الماضيين.
                        هذا ولم تنته بعد أذرع أخطبوط القاعدة الممتدة في أنحاء كثيرة من سوريا، ولكن حاولنا تسليط الضوء على ما يمكن اعتباره أبرز الفصائل التي تقع ضمن إطار القاعدة، مع العلم أن هناك كثير من الفصائل الأخرى التي ينطبق عليها نفس الوصف، لكن بعضها ما زال مخفياً، بينما بعضها الآخر ما زال يعتمد على تقنية التمويه والتقية كي يبقى بعيداً عن الأنظار رغم أنه يعتبر من أكبر الفصائل المقاتلة في سوريا.
                        التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 26-10-2013, 11:33 PM.

                        تعليق


                        • 26/10/2013


                          * المملكة تنتقم ... إلى أين تسير السياسة السعودية؟

                          احمد فرحات ومحمد علوش
                          لم تعد المملكة العربية السعودية كما كانت في السابق.
                          زعامتها للعالم الاسلامي أضعفتها جماعات وتيارات متنوعة، أوراق قوتها تتآكل تدريجياً، حتى باتت وحيدة تحارب بكل قوة للحفاظ على موقعها، الذي يواجه تحديات متعاظمة، قد لا تجد لها العائلة الحاكمة حلولاً جذرية، تعيد لبلاد نجد والأحساء وجبل شمر وعسير وتهامة والحجاز استقرارها وأمنها.



                          السعودية اليوم بثنائيتها الدينية والسياسية، تقارب ملفاتها بقليل من الدبلوماسية، بكثير من الإستقواء، فلا الامتناع عن القاء الكلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا رفض عضوية مجلس الأمن، أعادا للدبلوماسية السعودية تعقلها، حتى باتت محل تهكم دبلوماسيين تحدثوا لوكالات الأنباء بسخرية من القرارات الأخيرة للرياض على مستوى الاممي.

                          الازمة السورية كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل العربي، فالتدخل في هذا البلد، لم يحقق النتائج التي كانت تسعى اليها المملكة.
                          راهنت على سقوط الدولة السورية، وأعطت حلفاءها الضوء الأخضر للتحرك هناك، لكن الرياح عصفت، والأحوال تبدلت، وفشلت الأدوات في مهمتها، ودخلت السعودية بشكل مباشر.
                          تصدي أمراء السعودية للملف السوري، حُدد بمهلة زمنية أميركية المصالح، تحدثت عنها تقارير إعلامية ودبلوماسية متنوعة ... حتى انقضى الوقت، وأثبتت تطورات الميدان تفوق الجيش السوري وتوحده، وتراجع الجماعات المسلحة وتشتتها، فيما لعبة الشطرنج الدولية، حاصرت الملك، وأبعدت عنه الأعوان.

                          انتقام السعودية



                          خبر اتصال الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الإيراني الشيخ حسن روحاني أغضب السعوديين، والانفراجات على صعيد الملف النووي الإيراني زادت الرياض قلقاً من الأيام القادمة، وهنا لفت لموقع المنار المحلل السياسي فيصل عبد الساتر إلى أن الاستدارة في السياسة الأميركية شكَّل نقطة ازعاج كبيرة، ورفع من منسوب الخوف لدى القيادة السعودية، من ان ايران استطاعت ان تفرض نفسها كقوة أساسية في المنطقة، وأن كل السياسات طيلة الثلاثين سنة الماضية لم تستطع أن تلوي الذراع الإيرانية.

                          وهنا مُنيت السياسة السعودية بصدمة على المستوى الاستراتيجي ، فهي التي ذهبت بعيداً طيلة العشر سنوات الأخيرة في التحريض على إيران، وبرأي فيصل عبد الساتر ، فان الرياض جعلت من ايران الدولة العدوة الوحيدة لدول الخليج، وأنَّ الإدارة الأميركية هي التي كانت تأمر بمثل هكذا خطاب، وكانت السعودية مؤتمنة على تنفيذ تلك السياسات.
                          غير أن الرياض تدرك أنَّ تطورات الملف النوي الإيراني يحتاج إلى وقت طويل للتبلور بصيغته النهائية، فكان الميدان السوري مسرحاً لإبراز الذات، وللفت نظر الإدارة الأميركية إلى أخذ مصالح السعودية بعين الإعتبار، وهنا تريد الرياض مزيداً من الوقت لإحداث اختراق عسكري ما، فكان تأسيس جيش الإسلام بقيادة زهران علوش(رجل بندر بن سلطان في ريف دمشق، وآخر أوراقه)، وتسعى السعودية لهذه الغاية إلى تأخير انعقاد مؤتمر جنيف - 2 على الرغم من أنه لم يتم تحديد موعدا رسمياً له.



                          وهنا اعتبر عبد الساتر أنَّ السعودية وبعد إزاحة قطر عن مسرح الاحداث السورية، مارست لغة الانتقام، وتمارس سياسة الأحقاد في سوريا، وتريد تحميل الولايات المتحدة مسؤولية الفشل. وقال عبد الساتر إن السعودية في الوقت الراهن تنتقم بقراراتها، أكثر من مجرد التعبير عن الاستياء أو الإمتعاض، وتعرف كغيرها أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخلى في أي لحظة عن أي حليف.
                          وتتحرك السعودية في مقاربتها للأزمة السورية من الإحباط الكبير الذي شعرت فيه بعدما تراجعت أميركا عن العدوان على سوريا، ودمَّر هذا الموقف كل الأحلام السعودية بإسقاط القيادة السورية، ما دفعها إلى الإمساك بزمام المبادرة لتحقيق ما كانت تصبو إليه بيدها، عبر دعم الجماعات المتشددة بشتى ألوانها، بهدف تسعير الحرب واشعالها، وهي تفشل بذلك التعهد الأميركي لروسيا بحل سياسي في جنيف، وإحضار المعارضة إلى هذا المؤتمر الدولي.
                          ويشار هنا، إلى أن أميركا بحاجة إلى نسج خريطة جديدة لمصالحها العالمية في ظل أزماتها الداخلية المالية والإقتصادية، وتسعى إلى التعاون مع روسيا ومجموعة البريكس، لما تشكله من وزن فاعل ومؤثر على الصعيد الإقتصادي والمالي في العالم، وقد تتخلى عن السعودية في حال استمرت في معاندة الإرادة الأميركية، وهذا ما تدركه جيدا العائلة الحاكمة في الرياض.
                          وسوريا ليست الملف الوحيد الذي وتر العلاقات وأزّمها، بل كانت الرافعة التي أظهرت التباين بين الطرفين، حيث كان الموقف الأميركي من الأحداث الأخيرة في مصر أحد أبرز النقاط التي وسعت الفجوة، نظراً للمعارضة الشديدة التى أبدتها السعودية من تولي الإخوان المسلمين الحكم هناك، ودعمها لحركة 30 يونيو، وحكومة عبد الفتاح السيسي، بالإضافة لإعلانها تعويض أي نقص قد يتسبب فيه قطع المعونة الأمريكية عن مصر.
                          كما أن النفط كان هو الآخر سبباً في تعميق الخلاف، مع سعي الولايات المتحدة إلى الإنتاج والاعتماد على مصادر الطاقة الخاصة بها، وتقليل استيراد النفط ومشتقاته من الشرق الأوسط، بحسب تقارير إعلامية أجنبية.

                          هل تصل العلاقات الأميركية - السعودية إلى مرحلة القطيعة؟

                          التوترات السائدة في العلاقات الأميركية - السعودية، وما يُتخذ من مواقف يبدو للوهلة الأولى وكأنه صراع، وأن السعودية لم تعد الوكيل الحصري لتنفيذ السياسة الأميركية بحسب عبد الساتر، ولفت إلى أن الحديث عن افتراق بين الحليفين ليس أمراً دقيقاً إلى هذا المستوى، غير أن جملة من المؤشرات خصوصاً ما نقل عن الأمير بندر بن سلطان بأن المملكة ستحد من التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية، تطرح العديد من التساؤلات حول مدى جدوى علاقة التحالف المميزة بين الجانبين بالنسبة إلى واشنطن.

                          ورأى عبد الساتر أنَّ تصريح بندر يؤشر أيضاً على أنَّ الامور في السعودية لم تعد تحت السيطرة على المستوى المركزي، ولم يعد هناك وحدة على مستوى القرار، وأن صراع الأجنحة يتجلى بشكل واضح، وطرح العديد من التساؤلات، "هل هناك انقلاب ما بدأ يجهز في السعودية على اعتبار أن العلاقة تحتدم بين بندر بن سلطان وباقي أفراد العائلة الحاكمة ؟"
                          القيادة في السعودية باتت هرمة، وأعين الكثير من ما يسمى بـ "الجيل الثاني" في آل سعود على السلطة، والكل يتحضر للإنقضاض على السلطة، والخلاف بنظر عبد الساتر بين الجيل الأول والثاني بدأ يكبر، لأن منافع السلطة في المملكة الغنية كبيرة، لدرجة أن لا أحد مستعد لان يزهد فيها، وهذا بدوره يدفع بالقيادة الحالية إلى تبني سياسة متشددة تفتقر إلى الدبلوماسية في بعض الأحيان.
                          وليس من الواضح إلى أين تتجه السياسة السعودية في ظل متغيرات دولية وإقليمية عديدة، باتت فيها المملكة مجرد طرف، بعدما كانت قوة فاعلة جدا، وتمر من أروقتها معظم السياسيات الغربية الخاصة بالمنطقة، قد تم تجاهلتها مؤخراً في جملة من الأحداث، جعلت من السعودية متفرجاً ، وليس صانعاً أو حتى مؤثرا في هذه الاحداث.
                          ***
                          * هل يعمّم الأميركيون "التغيير القطري" في الخليج؟

                          داود رمال
                          هناك من يهمس في العاصمة السعودية، بأن التعامل مع الأميركيين «على الطريقة الايرانية» مربح جدا. لذلك، فليأخذ الخلاف الاميركي ـ السعودي مداه.



                          يطرح هذا الخلاف أسئلة حول امكان تخلي كلا الطرفين عن هذا التحالف، وهل تستطيع المملكة أن تذهب «الى النهاية» وماذا اذا قرر الأميركيون تدفيعها ثمن «بعض الخيارات الخاطئة».
                          في هذا السياق، يتحدث تقرير ديبلوماسي مصدره واشنطن، عن أسباب غير معلنة للخلاف بين القيادتين السعودية والأميركية، «صحيح أن السعوديين غاضبون لقرار ادارة أوباما الانفتاح على الايرانيين وقبلها بسبب عدم مضيها في خيار الضربة العسكرية للنظام السوري، لكن التوتر السعودي غير المسبوق من سياسة واشنطن، يبدو أنه متصل باعتبارات داخلية سعودية.
                          يشير التقرير الى أن ما دفع السعوديين الى هذا المستوى من التوتر، «هو القرار الاميركي بإحداث تغيير هادئ في هيكلية النظام السعودي، مخافة أن يؤدي أي تطور مستقبلي الى اندلاع الصراع بين الأجنحة المتربصة ببعضها البعض».
                          من الواضح أنه بعدما ابعد الأميركيون امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزرائه حمد بن جاسم عن الحكم، «طلبوا من السعوديين اجراء تغيير في هيكلية الحكم مقدمة لوضع دستور جديد في السعودية (لا دستور لها حتى الآن)، وطلبوا البدء بتحديث نظامهم، وإطلاق الحريات العامة وخاصة للنساء والافراج عن المعتقلين السياسيين، غير أنهم لم يلقوا آذانا صاغية، خاصة في ظل تزامن ذلك مع تعديل واشنطن طريقة تعاملها مع الملفين الايراني والسوري».
                          ووفق التقرير نفسه، فإن السعوديين اعتقدوا ان اتخاذ مواقف تصعيدية مثل عدم القاء كلمة السعودية في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفض العضوية غير الدائمة في مجلس الامن الدولي والتبني المفاجئ للقضية الفلسطينية ورفض انعقاد مؤتمر «جنيف 2» وعدم تحديد موعد لاستقبال الأخضر الابراهيمي يمكن ان يحرج الولايات المتحدة.
                          ويشير التقرير الى ان القرار الاميركي المتخذ تجاه السعودية بدأت بوادره تتضح في افغانستان، عندما قدّمت السعودية مؤخرا مبلغ خمسمئة مليون دولار للحكومة الافغانية لإعادة بناء المدارس والجسم التربوي، فقام الاميركيون بالضغط على حكومة الرئيس الافغاني حامد كرزاي فحولت المبلغ لمصلحة تطوير البنى التحتية، الامر الذي رفضته السعودية كونها الجهة المتبرعة، فاصرّ الاميركيون على تحويل المبلغ الى البنى التحتية، وسأل السعوديون عن السبب، فكان الرد الاميركي الصاعق بأن «المناهج التي تدرسونها هي التي تخرّج الارهابيين في كل المنطقة».


                          هل يعني ذلك تحولا جذريا في السياسة الخارجية الاميركية؟
                          يقول مسؤول لبناني عاد من واشنطن مؤخرا، ان عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق السيناتور جورج جون ميتشل قال في احد الاجتماعات المتخصصة ان «الادارة الاميركية ابلغت الاوروبيين والعديد من حلفائها في الشرق الأوسط ومناطق أخرى انها تعيد النظر في سياساتها وتحالفاتها الخارجية، ربطا بمعطيات سياسية واقتصادية متحركة، أبرزها اكتشاف النفط الصخري الذي سيجعل الولايات المتحدة تتحكم بالسوق العالمي في العقود المقبلة».
                          ويضيف ميتشل في معرض تقييم سياسة بلاده: لقد اخطأنا بقرار احتلال أفغانستان والعراق ودعم «الاخوان المسلمين» للوصول الى الحكم في العالم العربي، وشكّل التدخل في سوريا ذروة هذا الخطأ، ومن الآن وحتى العام 2050، ثمة خطر محدق بالعالم ككل وهو خطر الاصوليات المتطرّفة، ولكي نستطيع ابعاد هذا الخطر ومواجهته لا بد من جهد عالمي لا تستثنى منه روسيا والصين».
                          ويستنتج زوار واشنطن أن السعوديين يبحثون عن كل ساحة يستطيعون من خلالها ممارسة لعبة تحسين أوراقهم في المنطقة ولذلك لن يهادنوا في لبنان، بل يمكن أن يزدادوا شراسة بدليل الغاء الرحلة الرئاسية اللبنانية ورفضهم أية صيغة من نوع حكومة الـ9+9+6 واصرارهم على مقاطعة الحوار ورفضهم اعادة فتح أبواب مجلس النواب وصولا الى اعادة التصويب على سلاح «حزب الله» من بوابة مشاركته في معركة القلمون، لذلك، لن يكون مستغربا أن يتهم الحزب بأنه وراء تجدد المعارك في طرابلس... وبأنه المسؤول عن اعادة توتير أجواء صيدا وعين الحلوة والبقاع»!
                          وتشير مصادر لبنانية الى أن الاهتمام الاستثنائي الذي أظهرته وسائل الاعلام التابعة لتيار «المستقبل» بمواقف رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل التي لوح فيها باندلاع الحرب الأهلية في لبنان «هو مؤشر خطير وغير مسبوق وغير مألوف بالنسبة الى هذه المؤسسات والقيمين عليها في الداخل والخارج».

                          تعليق


                          • ان لم يكن قد فتل فعلا فانه سيقتل في المرة القادمة باذن الله تعالى ليلتحق بانجاس مثله في الجحيم
                            ان شاء الله بالقريب العاجل الى جهنم وبئس المصير

                            تعليق


                            • السعودية تأمر برفع وتيرة التفجيرات الدموية في سوريا قبل «جنيف 2»

                              خاص الخبر برس:

                              قررت السعودية رفع حالة التوتر في سوريا قبل جنيف 2، ووجدت المملكة التي تدعي انها عربية أن افضل وسيلة لذلك هي رفع وتيرة التفجيرات الدموية التي تؤدي إلى مزيد من التوتر وتفجير الأوضاع، حيث ترى السعودية أن كل من يؤيد بشار الاسد هو عدواً لها، ومن لا يقف ضده هو عدوا لها، وبالتالي فإن كل السوريين المدنيين الذين يؤيدن الاسد هم أعداء السعودية و”الثورة” السورية ولا مانع في قتلهم والتخلص منهم.
                              وقد توصلت الاستخبارات السعودية الى ان افضل وسيلة لتخريب جنيف 2، هي برفع وتيرة التفجيرات الدموية التي تخيف السوريين الذين سينشقون عن نظامهم ويؤيدون المعارضة من اجل الخلاص، لأن التفجيرات ستؤكد لهم انهم لن يعيشوا بامان في ظل وجود النظام السوري، وكانت تحاول تركيا لعب هذا الدور في السابق مع “الجيش الحر” لكنها لم تنجح، لذلك قررت السعودية امر “جبهة النصرة” بالقيام بهذا دون رحمة.
                              لقد أمر رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وفق معلومات “الخبر برس” زهران علوش قائد ما يسمى “جيش الإسلام”، التنسيق مع كافة المجموعات الاسلامية بما فيها “جبهة النصرة” لوضع المزيد من التفجيرات والسيارات المفخخة في العاصمة دمشق كتمهيد لإحتلال العاصمة، ووضع متفجرات تحدث رعباً في صفوف السوريين في كافة المحافظات السورية، في حمص وحلب وحماه ودير الزور، دون أي رحمة على مدى شهر تقريباً على أن يكون هناك في كل يوم تفجير”.
                              وتؤكد معلومات “الخبر برس” أن “السعودية دفعت مليون دولار لجبهة النصرة وبعض المجموعات المسلحة من اجل القيام بتفجيرات ضخمة، في دمشق العاصمة والمحافظات الرئيسية، كما قدمت 300 الف دولار لزهران علوش المعروف بتوجهاته الاميركية كربعون عمل وتعاون، من اجل تنفيذ هذا المخطط، وقد امرت المخابرات السعودية ان يتم تفخيخ السيارات بـ 300 كلغ متفجرات كحد ادنى، وانه يجب تنفيذ هجمات ضخمة بطن واكثر من المتفجرات لقتل اكبر عدد من المؤيد للنظام السوري”.
                              وتشير معلومات “الخبر برس” الى ان “السعودية اخذت من الاميركيين ضوء اخضر، حيث قررت الادارة الاميركة ارضاءها في هذه الايام، نتيجة الحاجة الاميركية الاقتصادية للسعودية، وحاجة اميركا في تطبيق سياساتها عبر السعودية، حيث يبدو ان مؤتمر جنيف هو العوبة اميركية سعودية، كما ان أميركا تعمل على ارضاء السعودية في الملف النووي الايراني، لان السعودية ابدت امتعاضاً كبيراً من التقارب الاميركي الايراني، لذلك قررت تخريب الاوضاع في سوريا وايصالها الى اقصى الدرجات”.

                              تعليق


                              • مسؤول أمني ألماني: 210 إسلاميين توجهوا من ألمانيا للمشاركة في الحرب بسورية

                                October 26, 2013


                                برلين- (د ب أ): أشارت أحدث تقديرات هيئة حماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) إلى أن عدد الإسلاميين الذين توجهوا من ألمانيا للمشاركة في الحرب الأهلية الدائرة في سورية وصل حتى الآن إلى أكثر من 210 أفراد.


                                وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، قال هانز جورج مآسن رئيس الهيئة إن هذا العدد يأتي في مقدمته الشباب كما تحدث عن تزايد أعداد النساء المشاركات في الحرب الأهلية في سورية.

                                وأعرب مآسن عن قلق هيئة حماية الدستور الشديد إزاء هذه الانتقالات من ألمانيا إلى سورية، مؤكدا أن العدد الذي تحدث عنه يخص الأشخاص الذين تعرفهم هيئة حماية الدستور وقال إنه يفترض أن يكون عدد من سافروا إلى سورية أكبر بكثير من العدد المشار إليه.

                                وتابع مآسن حديثه قائلا إن هؤلاء الأشخاص يمكنهم جمع الخبرة القتالية هناك، كما يمكن شحنهم أيدولوجيا والعودة إلى ألمانيا في أي وقت “ونحن لا نعرف متى يعودون إلى ألمانيا وماذا ينتوون وهذا ما يسبب لنا القلق”.

                                وتوقع مآسن أن يكون عدد الأشخاص الذين عادوا إلى ألمانيا من هؤلاء يقدر بالعشرات وقال إنه يتوقع أن يبلغ عدد هؤلاء نحو 50 شخصا “لكن من المرجح أن يكون عدد أصحاب الخبرة القتالية بين هؤلاء العائدين من 15 إلى 16 شخصا وهم الأشخاص الذين اكتسبوا الخبرة القتالية وبإمكانهم تنفيذ أعمال عنف خطيرة وهؤلاء علينا أن نراقبهم بكل دقة”.

                                من ناحية أخرى قال مآسن إن ما يدعو إلى الدهشة هو وجود نساء بين هؤلاء المشاركين في الحرب الأهلية في سورية، مشيرة إلى أن عشر نساء على الأقل سافرن حتى الآن إلى سورية بصحبة رجال.

                                وفي رده على سؤال حول أعمار المسافرين إلى سورية من هؤلاء الإسلاميين ، قال مآسن إن أعمار الجزء الأكبر من هؤلاء تقل عن 25 عاما لكن هناك أيضا كبار سن والذين أصبحوا معروفين الآن مثل الدعاة الذين يحضون على الكراهية والأشخاص الذين يقومون بتجنيد أفراد غير أن هذه الفئة لا تشارك في الجهاد.

                                وقدر مآسن عدد من يحمل الجنسية الألمانية وحدها أو يحمل الجنسية الألمانية إلى جوار جنسية أخرى بين الإسلاميين الذين سافروا إلى سورية بنحو 60 شخصا.

                                وتوقع مآسن أن يكون عدد الإسلاميين الألمان الذين لقوا حتفهم في الحرب الأهلية في سورية بعشرة أشخاص.


                                http://www.alquds.co.uk/?p=97012

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X