* موسكو أفشلت هجوماً عسكرياً على دمشق
وفيق قانصوه - صحيفة "الأخبار"
أفشلت روسيا هجوماً ميدانياً اعدت له السعودية عبر «جيش الاسلام» على العاصمة السورية دمشق. العملية، كانت معدّة لتكون الرد الابرز على بدء العمليات العسكرية الجوية الروسية في سوريا، والتزام موسكو حماية الدولة السورية ودعمها الرئيس بشار الاسد. لكن الطيران الروسي عطّل عنصر المفاجأة وقصف الغوطة.
في زيارته الأولى لموسكو، في 19 حزيران الماضي، تلقّى وليّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من الرئيس فلاديمير بوتين العرض التالي: نساهم في اقناع أصدقائنا الايرانيين بالوصول الى تسوية في اليمن تحفظ نفوذكم التقليدي وأمن الممرات المائية الحيوية لكم وللعالم وممرات النفط الخليجي عبر البحر الأحمر الى أوروبا. اما المقابل، فهو الذهاب الى حل سياسي في سوريا.
قدّم الرئيس المضيف عرضه مشفوعاً برؤية روسية تقوم على أن العدوان السعودي على اليمن يكاد يتحوّل حرباً طويلة، وأن الاتفاق النووي بين طهران والدول الغربية بات ناجزاً بما يعنيه من اعتراف بدور ايراني محوري في المنطقة، وأن تنظيم «داعش» خرج عن سيطرة داعميه ليتحوّل خطراً عالمياً، وخصوصاً على السعودية لرمزيتها الدينية، وعلى روسيا لوجود أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم الارهابي من دول آسيا الوسطى.
وفق هذا التفاهم، استقبل محمد بن سلمان رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك في الرياض في آب الماضي. ورغم أن التقييم الأوّلي للقاء أنه «يشكّل نافذة فرصة»، بدا واضحاً ان الامير السعودي وجد صعوبة في تسويق الـ «ديل» لأسباب عدة، أهمها الصراع الداخلي على القرار السعودي وصعوبة اقناع الحلفاء الأميركي والتركي والقطري.
في هذه الأثناء، كانت قوات الغزو السعودي تحقق تقدّماً سريعاً ومفاجئاً في اليمن، بغطاء أميركي. خرج انصار الله من عدن ومعظم مناطق الجنوب، وصولاً إلى إعلان رئيس الحكومة اليمنية الموالية للرياض خالد بحّاح، في 17 تموز الماضي، «تحرير عدن». شعر إبن سلمان بأن الأمور تسير بما يخدم طموحه في حمل لقب «بطل النصر» في وجه غريمه الأبرز ولي العهد محمد بن نايف، وبالتالي تصرف على اساس ان في امكانه التحلّل من الاتفاق مع بوتين.
لكن رياح اليمن لم تجرِ تماماً بما تشتهي سفن «الأمير الحالم»: عجزت قوات الغزو التي كانت تطمح الى الوصول الى صنعاء عن تجاوز تعز ومأرب، وزادت الخسائر البشرية والمادية السعودية، مع الارتفاع المضطرد لكلفة الحرب وبدء لمس مظاهر التردّي في الاقتصاد السعودي. وكلها عوامل تصبّ لغير مصلحته في «حرب المحمدين» التي يخوضها مع ولي العهد.
تصاعد الضغط الداخلي على ولي ولي العهد، وانطلقت الحملة الجوية الروسية في سوريا. بات واضحاً الالتزام الروسي بمساعدة الرئيس بشار الأسد. شعر إبن سلمان، مرة أخرى، بأن الترياق قد يأتي من موسكو، فطلب لقاء جديداً مع بوتين. لم يستقبل الرئيس الروسي ضيفه في الكرملين، وإنما في منتجع سوتشي (جنوب روسيا) على هامش فعاليات سباق «فورمولا ــــ 1» للسيارات. والمتابعون يؤكدون أن اللقاء «كان بارداً وثقيل الوطأة». عرض الضيف السعودي إحياء الـ «ديل» القديم نفسه: حلّ يحفظ ماء الوجه في اليمن مقابل حل سياسي في سوريا. المصادر تؤكد أن بوتين ردّ على إبن سلمان بطريقته المباشرة المعروفة: عرضت عليكم مقترحا كان يمكن أن يوصلنا الى تسوية. لكنكم لم تسيروا في الاتفاق الذي التزمت به. الآن فات الأوان بعدما باتت القوات الروسية موجودة في سوريا.
انتهى اللقاء الى فشل، وهو ما عبّرت عنه تسريبات سعودية وصفت اللقاء بـ «العاصف»، وقالت إن محمد بن سلمان حذر الروس من «عواقب وخيمة» لتدخلهم في سوريا، ومن أن هذا التدخل «سيجذب متطرفين من أنحاء العالم». كما عبّرت عنه أيضاً عودة الرياض الى نغمة «لا مستقبل للأسد في سوريا»، ورفض أي من صيغ الحلول المطروحة.
ترافق ذلك مع حملة اعلامية ضد روسيا على خلفية وصف تدخلها بـ «حرب صليبية جديدة»، وهو الشعار الذي استُقدم في ظله مقاتلون جدد، خصوصاً من الشيشان، الى سهل الغاب وريف اللاذقية. فيما فتحت السعودية مخازن صواريخ «تاو» الاميركية المضادة للدروع أمام مختلف فصائل المعارضة المسلحة. وتم الغاء العمل بمعايير صارمة كانت واشنطن تفرضها على السعوديين والأتراك لتسليم هذا السلاح للتأكد من وجهة الاستخدام والجهة التي تستخدمه.
في غضون ذلك، كان الجيش السوري وحلفاؤه يحشدون قوات برية لمرافقة العملية الجوية الروسية، خصوصاً في ريف حلب شمالاً وفي سهل الغاب وريف إدلب في الوسط: تشكّل «الفيلق الرابع اقتحام» ووظيفته الأساسية العمل في الشمال، عزّز حزب الله قواته برفدها بمئات المقاتلين الجدد، وأرسلت ايران 2000 جندي الى ريف حلب، وعزّز «لواء الفاطميين» الذي يضم غالبية من المقاتلين الأفغان جبهة الشمال السوري.
كانت العيون كلها على الشمال والوسط عندما رصدت الاستخبارات الروسية، قبل أسبوعين، خطة يعد لها السعوديون والاردنيون (عبر غرفة الموك) للقيام بهجوم صاعق من الجنوب عبر درعا والقنيطرة لاسقاط دمشق، يترافق مع تحرك كبير لـ «جيش الاسلام» الذي يقوده زهران علوش، رجل السعودية الاول في سوريا، والذي يتخذ من الغوطة الشرقية مقرا رئيسيا له. طابق الروس معلوماتهم مع المعلومات الميدانية المتوافرة لدى حزب الله عن تسجيل تحركات غير عادية في مناطق جوبر وضاحية الاسد قرب دمشق. فجأة غيّرت الطائرات الحربية الروسية مسارها من الشمال الى الجنوب، وأغارت على مجموعة مواقع في جوبر والغوطة الشرقية، خصوصاً بلدتي مرج السلطان ودير العصافير، اضافة الى قرى أخرى تشكّل خطوط إمداد للقوات المهاجمة، ما أدى الى تدمير مواقع قيادية وإسقاط عنصر المفاجأة، وإفشال الهجوم قبل أن يبدأ.
***
* الجيش السوري يتابع فتح «شريان الشمال» … «داعش» يتشعب في ريف حلب الشرقي

السفير
استكمالاً للمشهد الميداني الذي تحاول الفصائل «الجهادية» رسمه في حلب، لقلب الطاولة على عملية الجيش السوري على محور حلب الشرقي والجنوبي، شن تنظيم «داعش» هجوماً عنيفاً على مدينة السفيرة الشديدة التحصين شرق حلب في محاولة لاختراق نقطة انطلاق عمليات الجيش السوري نحو مطار كويرس العسكري المحاصر، ما رد عليه الجيش السوري بعنف.
وقال مصدر ميداني إن قوات الجيش السوري أفشلت هجوماً عنيفاً شنه مسلحو «داعش» على مدينة السفيرة الإستراتيجية من عدة محاور، أبرزها الجناين – العزيزية – الصبيحية، حيث تمكن التنظيم من تحقيق اختراق بسيط على أحد محاور الهجوم قبل أن ينجح الجيش السوري في سد الثغرات والتصدي للهجوم.
وفي وقت أعلن فيه التنظيم تقدمه على محاور الاشتباك في السفيرة، نفى مصدر عسكري هذه الأنباء، مؤكداً أن الجيش السوري تصدى للهجوم رغم شراسته، مشددا في الوقت ذاته على أن مدينة السفيرة شديدة التحصين، ولن يسمح الجيش السوري بأي اختراق لها كونها تشكل نقطة انطلاق للعمليات في الريف الشرقي. وإضافة إلى كونها تمثل نقطة انطلاق العمليات في الريف الشرقي، تحوي مدينة السفيرة مصنعا حربيا مهما، حاولت الفصائل «الجهادية» الاقتراب منه مرات عدة، رد عليها الجيش السوري بعنف، ما زاد من تحصين المدينة. وإضافة إلى هذا الهجوم، شن مسلحو التنظيم هجمات عدة على نقاط الجيش السوري في بلدة تيارة شرق مطار حلب الدولي، وحاجز الطعانة جنوب شرق المدينة الصناعية في الشيخ نجار، تصدت لها قوات الجيش السوري.
أما على طريق خناصر، الذي تمكنت «جبهة النصرة» بتحالفها مع «داعش» من قطعه، فقد ذكر مصدر ميداني أن قوات الجيش السوري تتابع عمليات التقدم على الطريق لتأمينه. وأوضح أن حجم الحشد الكبير للفصائل «الجهادية» من جهة، وفتحها معارك جانبية على محاور أخرى، تسببا بتأخير تقدم العمليات على هذا المحور، مؤكداً أن الطريق الذي يمثل «شريان الشمال» سيعود للعمل في وقت قريب جداً.
وعلى الطريق ذاته في المنطقة الممتدة من أثريا إلى السعن في ريف حماه، استقدمت قوات الجيش السوري تعزيزات كبيرة لاستعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها جراء الهجوم العنيف الذي شنه مسلحو «داعش». وقال مصدر ميداني إن قوات الجيش نفذت عدة عمليات إنزال جوي ناجحة على المحور الذي تشارك في عملياته طائرات حربية تقوم بتأمين غطاء جوي لتقدم الجيش السوري في المنطقة الصحراوية المكشوفة.
وتأتي هذه التطورات على الطريق الذي يمثل خط الإمداد الوحيد نحو مدينة حلب، بعد تضافر جهود عدة فصائل «جهادية» شنت هجمات في وقت متزامن، حيث تولت «جبهة النصرة» و «داعش» المنطقة الممتدة بين خناصر واثريا، فيما تمدد «داعش» نحو ريف حماه في منطقة السعن، في وقت شنت فيه «حركة أحرار الشام»، تؤازرها عدة فصائل متشددة، هجوماً عنيفاً على منطقتي الراموسة والشيخ سعيد المطلتين على الطريق نحو خناصر من جهة، والطريق المؤدي إلى مطار حلب الدولي من جهة أخرى، رد عليها الجيش السوري بعملية عاجلة تصدى خلالها للهجوم وحصّن مواقعه فيها.
وفي السياق ذاته، رأى مصدر ميداني أن الهجوم الذي تعرض له الطريق من فصائل تبدو في شكلها الخارجي مختلفة وتدّعي العداء في ما بينها، يؤكد صحة النظرية التي يتبناها الجيش السوري والقيادة العسكرية والسياسية في روسيا، والتي تعامل جميع هذه الفصائل على أنها «إرهابية»، موضحاً أن «الفصائل الجهادية نسقت بينها تنسيقا كبيرا في الهجوم». وقال «هذا الهجوم جاء بعد إعلان السعودية إرسال شحنة كبيرة من الأسلحة للمسلحين في حلب، وفق ما ذكرت بي بي سي قبل نحو أسبوعين، والغزل بين قطر وحركة أحرار الشام. لا يحتاج الأمر لكثير من التفكير لمعرفة ما يجري على الأرض، فالعملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري، والتقدم السريع الذي حققه، دفعاها لتوحيد عمل الفصائل ومحاولة قلب الطاولة انطلاقا من الشمال، وهو ما يعيه الجيش السوري جيدا».
***
* مدير الاستخبارات الفرنسية: الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى.. والـ’CIA’: الحل العسكري مستحيل في سوريا
أدلى مسؤولان أمنيان، أحدهما فرنسي والآخر أميركي، بتصريحات قاتمة حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط، وما ينتظرها من أحداث على خلفية الصراعات المشتعلة في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر حول الاستخبارات، نظمته جامعة جورج واشنطن في العاصمة الفدرالية الأميركية، أمس الثلاثاء.
وقال مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه "إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة"، مؤكدًا أن دولا مثل العراق وسوريا لن تستعيد أبدا حدودها السابقة.
وقال باجوليه، مدير الإدارة العامة للأمن الخارجي "دي جي اس ايه" في واشنطن خلال مؤتمر حول الاستخبارات، شارك فيه أيضا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "CIA" جون برينان، "إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى وأشك بأن يعود مجددا".
وأضاف: "نحن نرى أن سوريا مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد وهو ثلث مساحة سوريا التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية... الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليه تنظيم داعش"، وفق زعمه.

صورة من الأرشيف: جون برينان
وأكد أن "الأمر نفسه ينطبق على العراق"، مضيفا "لا اعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق".
وأعرب باجوليه عن "ثقته" بأن "المنطقة ستستقر مجددا في المستقبل، ولكن وفق أية خطوط؟ في الوقت الراهن لست أعلم. ولكن في مطلق الأحوال ستكون مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية".
واعتبر أن "الشرق الأوسط المقبل سيكون حتما مختلفا عن الشرق الأوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية".
مدير "CIA": الحل العسكري مستحيل في سوريا وليبيا والعراق واليمن
بدوره أبدى مدير "CIA" جون برينان وجهة نظر قريبة من وجهة نظر نظيره الفرنسي.
وقال برينان: "عندما انظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن، يصعب علي أن اتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول، قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية".
ومن جهة ثانية، اعتبر المسؤول الأميركي أن "الحل العسكري مستحيل في أي من هذه الدول".
واعتبر أنه من الخطأ الذهاب مباشرة باتجاه البحث عن "تسوية نهائية" في الوقت الراهن، بل يجب اعتماد استراتيجية الخطوات الصغيرة عبر السعي أولًا، إلى "خفض درجة التوتر، وخفض حدة النزاع، وبناء بعض الثقة بين الأطراف الموجودين هناك والراغبين فعلًا بالتوصل إلى تسوية سلمية".
***
* بالأسماء: “مفجرو حمص” في قبضة الأمن السوري

تمكّنت السلطات السورية من تفكيك مجموعة مسؤولة عن إدخال السيارات المفخخة إلى مناطق مؤيدة في حمص، ما كان يسفر عن سقوط عشرات القتلى في تلك الهجمات.
المجموعة التي تمّ تفكيكها وإلقاء القبض على اعضائها، كانت مهمتها إدخال السيارات المفخخة وزرع عبوات ناسفة في مناطق مؤيدة للدولة في حمص في الاشهر الماضية.
وعلم ان المجموعة تلك المؤيدة للتنظيمات الارهابية، كان يرأسها المدعو “بشار خشوف”، وبعضوية كلٍ من “ربيع الشقة” المنحدر من الجراجير في القلمون من مواليد عام 1975، عمل مهرب سابق يقود السيارات المفخخة من بلدة مهين إلى صدد، والمدعو “عمر محمود الشمالي”، وهو طالب هندسة من تيرمعلة، مهمته وضع عبوات في وسائل النقل الصغيرة، وكان يتقاضى على كل عبوة مبلغ 75 الف ليرة سورية، ايضاً المدعو “غياث الخليل” البالغ من العمر 25 سنة، وكانت مهمته قيادة السيارات المفخخة من بلدة صدد بريف حمص إلى حي الزهراء داخل المدينة، بالاضافة إلى المدعو “سليم حسن العمار” البالغ من العمر 38 سنة والمدعو مطانوس يوسف يازجي مشترك وعلى علم بعمليات التفجير.
وفيق قانصوه - صحيفة "الأخبار"
أفشلت روسيا هجوماً ميدانياً اعدت له السعودية عبر «جيش الاسلام» على العاصمة السورية دمشق. العملية، كانت معدّة لتكون الرد الابرز على بدء العمليات العسكرية الجوية الروسية في سوريا، والتزام موسكو حماية الدولة السورية ودعمها الرئيس بشار الاسد. لكن الطيران الروسي عطّل عنصر المفاجأة وقصف الغوطة.
في زيارته الأولى لموسكو، في 19 حزيران الماضي، تلقّى وليّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من الرئيس فلاديمير بوتين العرض التالي: نساهم في اقناع أصدقائنا الايرانيين بالوصول الى تسوية في اليمن تحفظ نفوذكم التقليدي وأمن الممرات المائية الحيوية لكم وللعالم وممرات النفط الخليجي عبر البحر الأحمر الى أوروبا. اما المقابل، فهو الذهاب الى حل سياسي في سوريا.
قدّم الرئيس المضيف عرضه مشفوعاً برؤية روسية تقوم على أن العدوان السعودي على اليمن يكاد يتحوّل حرباً طويلة، وأن الاتفاق النووي بين طهران والدول الغربية بات ناجزاً بما يعنيه من اعتراف بدور ايراني محوري في المنطقة، وأن تنظيم «داعش» خرج عن سيطرة داعميه ليتحوّل خطراً عالمياً، وخصوصاً على السعودية لرمزيتها الدينية، وعلى روسيا لوجود أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم الارهابي من دول آسيا الوسطى.
وفق هذا التفاهم، استقبل محمد بن سلمان رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك في الرياض في آب الماضي. ورغم أن التقييم الأوّلي للقاء أنه «يشكّل نافذة فرصة»، بدا واضحاً ان الامير السعودي وجد صعوبة في تسويق الـ «ديل» لأسباب عدة، أهمها الصراع الداخلي على القرار السعودي وصعوبة اقناع الحلفاء الأميركي والتركي والقطري.
في هذه الأثناء، كانت قوات الغزو السعودي تحقق تقدّماً سريعاً ومفاجئاً في اليمن، بغطاء أميركي. خرج انصار الله من عدن ومعظم مناطق الجنوب، وصولاً إلى إعلان رئيس الحكومة اليمنية الموالية للرياض خالد بحّاح، في 17 تموز الماضي، «تحرير عدن». شعر إبن سلمان بأن الأمور تسير بما يخدم طموحه في حمل لقب «بطل النصر» في وجه غريمه الأبرز ولي العهد محمد بن نايف، وبالتالي تصرف على اساس ان في امكانه التحلّل من الاتفاق مع بوتين.
لكن رياح اليمن لم تجرِ تماماً بما تشتهي سفن «الأمير الحالم»: عجزت قوات الغزو التي كانت تطمح الى الوصول الى صنعاء عن تجاوز تعز ومأرب، وزادت الخسائر البشرية والمادية السعودية، مع الارتفاع المضطرد لكلفة الحرب وبدء لمس مظاهر التردّي في الاقتصاد السعودي. وكلها عوامل تصبّ لغير مصلحته في «حرب المحمدين» التي يخوضها مع ولي العهد.
تصاعد الضغط الداخلي على ولي ولي العهد، وانطلقت الحملة الجوية الروسية في سوريا. بات واضحاً الالتزام الروسي بمساعدة الرئيس بشار الأسد. شعر إبن سلمان، مرة أخرى، بأن الترياق قد يأتي من موسكو، فطلب لقاء جديداً مع بوتين. لم يستقبل الرئيس الروسي ضيفه في الكرملين، وإنما في منتجع سوتشي (جنوب روسيا) على هامش فعاليات سباق «فورمولا ــــ 1» للسيارات. والمتابعون يؤكدون أن اللقاء «كان بارداً وثقيل الوطأة». عرض الضيف السعودي إحياء الـ «ديل» القديم نفسه: حلّ يحفظ ماء الوجه في اليمن مقابل حل سياسي في سوريا. المصادر تؤكد أن بوتين ردّ على إبن سلمان بطريقته المباشرة المعروفة: عرضت عليكم مقترحا كان يمكن أن يوصلنا الى تسوية. لكنكم لم تسيروا في الاتفاق الذي التزمت به. الآن فات الأوان بعدما باتت القوات الروسية موجودة في سوريا.
انتهى اللقاء الى فشل، وهو ما عبّرت عنه تسريبات سعودية وصفت اللقاء بـ «العاصف»، وقالت إن محمد بن سلمان حذر الروس من «عواقب وخيمة» لتدخلهم في سوريا، ومن أن هذا التدخل «سيجذب متطرفين من أنحاء العالم». كما عبّرت عنه أيضاً عودة الرياض الى نغمة «لا مستقبل للأسد في سوريا»، ورفض أي من صيغ الحلول المطروحة.
ترافق ذلك مع حملة اعلامية ضد روسيا على خلفية وصف تدخلها بـ «حرب صليبية جديدة»، وهو الشعار الذي استُقدم في ظله مقاتلون جدد، خصوصاً من الشيشان، الى سهل الغاب وريف اللاذقية. فيما فتحت السعودية مخازن صواريخ «تاو» الاميركية المضادة للدروع أمام مختلف فصائل المعارضة المسلحة. وتم الغاء العمل بمعايير صارمة كانت واشنطن تفرضها على السعوديين والأتراك لتسليم هذا السلاح للتأكد من وجهة الاستخدام والجهة التي تستخدمه.
في غضون ذلك، كان الجيش السوري وحلفاؤه يحشدون قوات برية لمرافقة العملية الجوية الروسية، خصوصاً في ريف حلب شمالاً وفي سهل الغاب وريف إدلب في الوسط: تشكّل «الفيلق الرابع اقتحام» ووظيفته الأساسية العمل في الشمال، عزّز حزب الله قواته برفدها بمئات المقاتلين الجدد، وأرسلت ايران 2000 جندي الى ريف حلب، وعزّز «لواء الفاطميين» الذي يضم غالبية من المقاتلين الأفغان جبهة الشمال السوري.
كانت العيون كلها على الشمال والوسط عندما رصدت الاستخبارات الروسية، قبل أسبوعين، خطة يعد لها السعوديون والاردنيون (عبر غرفة الموك) للقيام بهجوم صاعق من الجنوب عبر درعا والقنيطرة لاسقاط دمشق، يترافق مع تحرك كبير لـ «جيش الاسلام» الذي يقوده زهران علوش، رجل السعودية الاول في سوريا، والذي يتخذ من الغوطة الشرقية مقرا رئيسيا له. طابق الروس معلوماتهم مع المعلومات الميدانية المتوافرة لدى حزب الله عن تسجيل تحركات غير عادية في مناطق جوبر وضاحية الاسد قرب دمشق. فجأة غيّرت الطائرات الحربية الروسية مسارها من الشمال الى الجنوب، وأغارت على مجموعة مواقع في جوبر والغوطة الشرقية، خصوصاً بلدتي مرج السلطان ودير العصافير، اضافة الى قرى أخرى تشكّل خطوط إمداد للقوات المهاجمة، ما أدى الى تدمير مواقع قيادية وإسقاط عنصر المفاجأة، وإفشال الهجوم قبل أن يبدأ.
***
* الجيش السوري يتابع فتح «شريان الشمال» … «داعش» يتشعب في ريف حلب الشرقي

السفير
استكمالاً للمشهد الميداني الذي تحاول الفصائل «الجهادية» رسمه في حلب، لقلب الطاولة على عملية الجيش السوري على محور حلب الشرقي والجنوبي، شن تنظيم «داعش» هجوماً عنيفاً على مدينة السفيرة الشديدة التحصين شرق حلب في محاولة لاختراق نقطة انطلاق عمليات الجيش السوري نحو مطار كويرس العسكري المحاصر، ما رد عليه الجيش السوري بعنف.
وقال مصدر ميداني إن قوات الجيش السوري أفشلت هجوماً عنيفاً شنه مسلحو «داعش» على مدينة السفيرة الإستراتيجية من عدة محاور، أبرزها الجناين – العزيزية – الصبيحية، حيث تمكن التنظيم من تحقيق اختراق بسيط على أحد محاور الهجوم قبل أن ينجح الجيش السوري في سد الثغرات والتصدي للهجوم.
وفي وقت أعلن فيه التنظيم تقدمه على محاور الاشتباك في السفيرة، نفى مصدر عسكري هذه الأنباء، مؤكداً أن الجيش السوري تصدى للهجوم رغم شراسته، مشددا في الوقت ذاته على أن مدينة السفيرة شديدة التحصين، ولن يسمح الجيش السوري بأي اختراق لها كونها تشكل نقطة انطلاق للعمليات في الريف الشرقي. وإضافة إلى كونها تمثل نقطة انطلاق العمليات في الريف الشرقي، تحوي مدينة السفيرة مصنعا حربيا مهما، حاولت الفصائل «الجهادية» الاقتراب منه مرات عدة، رد عليها الجيش السوري بعنف، ما زاد من تحصين المدينة. وإضافة إلى هذا الهجوم، شن مسلحو التنظيم هجمات عدة على نقاط الجيش السوري في بلدة تيارة شرق مطار حلب الدولي، وحاجز الطعانة جنوب شرق المدينة الصناعية في الشيخ نجار، تصدت لها قوات الجيش السوري.
أما على طريق خناصر، الذي تمكنت «جبهة النصرة» بتحالفها مع «داعش» من قطعه، فقد ذكر مصدر ميداني أن قوات الجيش السوري تتابع عمليات التقدم على الطريق لتأمينه. وأوضح أن حجم الحشد الكبير للفصائل «الجهادية» من جهة، وفتحها معارك جانبية على محاور أخرى، تسببا بتأخير تقدم العمليات على هذا المحور، مؤكداً أن الطريق الذي يمثل «شريان الشمال» سيعود للعمل في وقت قريب جداً.
وعلى الطريق ذاته في المنطقة الممتدة من أثريا إلى السعن في ريف حماه، استقدمت قوات الجيش السوري تعزيزات كبيرة لاستعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها جراء الهجوم العنيف الذي شنه مسلحو «داعش». وقال مصدر ميداني إن قوات الجيش نفذت عدة عمليات إنزال جوي ناجحة على المحور الذي تشارك في عملياته طائرات حربية تقوم بتأمين غطاء جوي لتقدم الجيش السوري في المنطقة الصحراوية المكشوفة.
وتأتي هذه التطورات على الطريق الذي يمثل خط الإمداد الوحيد نحو مدينة حلب، بعد تضافر جهود عدة فصائل «جهادية» شنت هجمات في وقت متزامن، حيث تولت «جبهة النصرة» و «داعش» المنطقة الممتدة بين خناصر واثريا، فيما تمدد «داعش» نحو ريف حماه في منطقة السعن، في وقت شنت فيه «حركة أحرار الشام»، تؤازرها عدة فصائل متشددة، هجوماً عنيفاً على منطقتي الراموسة والشيخ سعيد المطلتين على الطريق نحو خناصر من جهة، والطريق المؤدي إلى مطار حلب الدولي من جهة أخرى، رد عليها الجيش السوري بعملية عاجلة تصدى خلالها للهجوم وحصّن مواقعه فيها.
وفي السياق ذاته، رأى مصدر ميداني أن الهجوم الذي تعرض له الطريق من فصائل تبدو في شكلها الخارجي مختلفة وتدّعي العداء في ما بينها، يؤكد صحة النظرية التي يتبناها الجيش السوري والقيادة العسكرية والسياسية في روسيا، والتي تعامل جميع هذه الفصائل على أنها «إرهابية»، موضحاً أن «الفصائل الجهادية نسقت بينها تنسيقا كبيرا في الهجوم». وقال «هذا الهجوم جاء بعد إعلان السعودية إرسال شحنة كبيرة من الأسلحة للمسلحين في حلب، وفق ما ذكرت بي بي سي قبل نحو أسبوعين، والغزل بين قطر وحركة أحرار الشام. لا يحتاج الأمر لكثير من التفكير لمعرفة ما يجري على الأرض، فالعملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري، والتقدم السريع الذي حققه، دفعاها لتوحيد عمل الفصائل ومحاولة قلب الطاولة انطلاقا من الشمال، وهو ما يعيه الجيش السوري جيدا».
***
* مدير الاستخبارات الفرنسية: الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى.. والـ’CIA’: الحل العسكري مستحيل في سوريا
أدلى مسؤولان أمنيان، أحدهما فرنسي والآخر أميركي، بتصريحات قاتمة حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط، وما ينتظرها من أحداث على خلفية الصراعات المشتعلة في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر حول الاستخبارات، نظمته جامعة جورج واشنطن في العاصمة الفدرالية الأميركية، أمس الثلاثاء.
وقال مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه "إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة"، مؤكدًا أن دولا مثل العراق وسوريا لن تستعيد أبدا حدودها السابقة.
وقال باجوليه، مدير الإدارة العامة للأمن الخارجي "دي جي اس ايه" في واشنطن خلال مؤتمر حول الاستخبارات، شارك فيه أيضا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "CIA" جون برينان، "إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى وأشك بأن يعود مجددا".
وأضاف: "نحن نرى أن سوريا مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد وهو ثلث مساحة سوريا التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية... الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليه تنظيم داعش"، وفق زعمه.

صورة من الأرشيف: جون برينان
وأكد أن "الأمر نفسه ينطبق على العراق"، مضيفا "لا اعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق".
وأعرب باجوليه عن "ثقته" بأن "المنطقة ستستقر مجددا في المستقبل، ولكن وفق أية خطوط؟ في الوقت الراهن لست أعلم. ولكن في مطلق الأحوال ستكون مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية".
واعتبر أن "الشرق الأوسط المقبل سيكون حتما مختلفا عن الشرق الأوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية".
مدير "CIA": الحل العسكري مستحيل في سوريا وليبيا والعراق واليمن
بدوره أبدى مدير "CIA" جون برينان وجهة نظر قريبة من وجهة نظر نظيره الفرنسي.
وقال برينان: "عندما انظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن، يصعب علي أن اتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول، قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية".
ومن جهة ثانية، اعتبر المسؤول الأميركي أن "الحل العسكري مستحيل في أي من هذه الدول".
واعتبر أنه من الخطأ الذهاب مباشرة باتجاه البحث عن "تسوية نهائية" في الوقت الراهن، بل يجب اعتماد استراتيجية الخطوات الصغيرة عبر السعي أولًا، إلى "خفض درجة التوتر، وخفض حدة النزاع، وبناء بعض الثقة بين الأطراف الموجودين هناك والراغبين فعلًا بالتوصل إلى تسوية سلمية".
***
* بالأسماء: “مفجرو حمص” في قبضة الأمن السوري

تمكّنت السلطات السورية من تفكيك مجموعة مسؤولة عن إدخال السيارات المفخخة إلى مناطق مؤيدة في حمص، ما كان يسفر عن سقوط عشرات القتلى في تلك الهجمات.
المجموعة التي تمّ تفكيكها وإلقاء القبض على اعضائها، كانت مهمتها إدخال السيارات المفخخة وزرع عبوات ناسفة في مناطق مؤيدة للدولة في حمص في الاشهر الماضية.
وعلم ان المجموعة تلك المؤيدة للتنظيمات الارهابية، كان يرأسها المدعو “بشار خشوف”، وبعضوية كلٍ من “ربيع الشقة” المنحدر من الجراجير في القلمون من مواليد عام 1975، عمل مهرب سابق يقود السيارات المفخخة من بلدة مهين إلى صدد، والمدعو “عمر محمود الشمالي”، وهو طالب هندسة من تيرمعلة، مهمته وضع عبوات في وسائل النقل الصغيرة، وكان يتقاضى على كل عبوة مبلغ 75 الف ليرة سورية، ايضاً المدعو “غياث الخليل” البالغ من العمر 25 سنة، وكانت مهمته قيادة السيارات المفخخة من بلدة صدد بريف حمص إلى حي الزهراء داخل المدينة، بالاضافة إلى المدعو “سليم حسن العمار” البالغ من العمر 38 سنة والمدعو مطانوس يوسف يازجي مشترك وعلى علم بعمليات التفجير.
تعليق