إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آية الغار أثبتت للصديق فضيلة أبدية وألصقت به شرفا لا يزول حتى تزول الدنيا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    اخوان اعتذر للتدخل ولكن لدي تفسير:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .

    لقد اخترعت كثير من الفضائل المكذوبة المآثر المنحولة لأبي بكر بن أبي قحافة وسطرت بـها الأوراق وألفت لجمعها الكتب تزلفا لبني أمية ومعاوية الطليق الذي أصدر مرسوما يكافئ به من كذب على رسول الله ونسب إليه مدحا لأبي بكر أو عمر أو عثمان لأن هذا أحرق لقلب علي بن أبي طالب وشيعته ! وقد ذكر ذلك أرباب السير والتاريخ . فاشتغل أهل الحديث عندهم وعلماء البلاط بنسج الروايات ولصقها بالأسانيد طمعا في الذهب الرنان ونيل رضا السلطان .

    والفارق في حادثة الغار أنا نتكلم عن أمر واقع حُرّف وبُدل من مذمة واضحة صريحة إلى فضيلة كريمة جليلة ! مع صراحة القرآن الكريم في ذم هذا الصاحب ! وهو دليل على أن الهوى حاكم متبع والحق ضائع مفتقد ، فإن أنصار أبي بكر لا يفترون من ترديد صحبته للنبي صلى عليه وآله في الغار ! وكأنـها فضيلة ! وهي -وبدون مجاملة-فضيحة لا تستر ومخزاة لا تغسل !

    وحتى نفهم الآية القرآنية بصورة صحيحة يجب علينا فهم السياق التي سيقت فيه لذا علينا أن نذكر الآيات التي قبلها حتى نعلم ما المراد الواقعي منها وهذه هي الآيات :
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}(التوبة/38).

    {إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(التوبة/39).
    {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة/40).

    وكما هو واضح لكل من يفهم العربية أن الله عز وجل قد ذكر هذه الآيات في مقام تقريع المؤمنين وذم تخاذلهم وتكاسلهم عن نصرة النبي صلى الله عليه وآله حيث صار موقفهم موقف من رضي بالحياة الدنيا وتناسى الآخرة ، ويقول معاتبا لهم إن هذا التخاذل وعدم النفر مع النبي لمجاهدة الكفار يستوجب عذابه يوم القيامة وأنه عز وجل قادر على استبدال قوما غيرهم وأن تخاذلهم هذا لا يضره شيئا لأنه على كل شيء قدير ، ثم يشرع الله عز وجل في بيان مثال حي يبين فيه تفرده بنصرة عبده وقدرته التامة على ذلك ، وهو موقفه سبحانه من حادثة الغار التي تجلى فيها عظيم قدرة الله عز وجل على نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنه بمفرده قادر على نصرته إذ هو الغني عن العالمين ، لذلك قال عز وجل بدايتها {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} أي أنكم إن لم تنصروه كما يتوقع من حالتكم هذه فإن الله متفرد بنصره دون عون أحد منكم كما حدث ذلك في حادثة الغار التي تفرد الله عز وجل فيها بنصر عبده واستغنى عن العالمين في أشد الظروف وأصعب المواقف التي مرت على رسوله صلى الله عليه وآله .

    ثم شرعت الآية لحكاية حادثة الغار التي كانت من أسوء الظروف التي عانى منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع التنصيص على تلك الظروف لبيان المعاناة وتكالب الأسباب الداعية لقتل النبي صلى الله عليه وآله وتحول دون نصره إلا أن الله الغني عن العالمين نصره بقدرته التامة دونما تدخل من أي من المسلمين .
    والحادثة أن الكفار أخرجوا النبي صلى الله عليه وآله ولم يكن معه إلا شخص واحد وقد دخل الغار فلم يكن له أي ملجأ يلجأ إليه أو منفذ يفر إليه بعد أن حوصر فيه ومع هذه المعاناة الشديدة التي كان يتكبدها من انعدام سبل الخلاص من المشركين بعد أن دخل الغار ووجود الكفار خارج الغار يريدون قتله ، مع كل هذه المعاناة { يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } أي أن النبي صار يتكبد معاناة أخرى غير تلك المآسي المتراكمة وهي تـهدئة هذا الشخص الذي لم يزل متحسرا على ما فاته خائفا مما سيلحق به مرتعدا مضطربا أوشك أن يوقع بالنبي لشدة خوفه واضطرابه ورعدته ! ومازال النبي يقنعه أن الله لن يترك رسوله !!
    فبعد أن صور الله عز وجل أسوء ظرف التي كان فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوضح للمسلمين حالة لم تمر على رسوله شدة وضيق هو أشد منه بين عظيم قدرته وانفراده بنصرة عبده واستغنائه عن نصرتـهم كلهم بقوله {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة/40). فكان الله عز وجل هو الناصر الأول والوحيد في هذه الحادثة التي لم يكن للنبي فيها أي ناصر غيره في حالة هي أسوء وأتعس حالة مر فيها النبي لتكالب المصائب والأهوال عليه بسبب الغار ممن هو خارج الغار ممن هو في داخله !

    وهذا هو التفسير الواضح والصريح للآية القرآنية لأن سياق الآيات كله سياق تقريع للمؤمنين الذين تقاعسوا عن نصرة النبي صلى الله عليه وآله وأن عدم نصرتـهم له لن تضر الله شيئا لأن الله هو القادر على نصرته والغني عنكم جميعا بدليل حادثة الغار التي لم ينصر أحد منكم النبي صلى الله عليه وآله غير الله سبحانه في حالة كان يعاني النبي فيها من انحصاره في الغار وممن هو خارج الغار وهم الكفار يريدون قتله وممن هو في داخل الغار هو أبو بكر لاضطرابه وخوفه ورعدته وحزنه على ما فات ومحاولة تهدئته حتى لا يفتضح النبي ويكشف الكفار مكانه .

    وبعد هذا يتضح من الفهم الصحيح للآية أن الآية تهدف لضرب مثال واقعي لتفرد الله بنصرة عبده وغناه عن العالمين وأن تقاعس المسلمين لن يضره شيئا فكان هذا المثال حاويا للمصائب وقع فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي منها وجود أبي بكر معه في الغار ومع ذلك نصره الله .

    وهنا عدة أمور :
    1- بعد أن علمنا إن الآية الكريمة في معرض تنبيه المؤمنين على تفرد الله بنصرة نبيه وهو صريح قوله تعالى في بداية الآية {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} فكيف يقول أولئك الجهلة أن أبا بكر نصر النبي في الغار ؟! وهذا يناقض صريح مطلع الآية ويناقض الغرض الذي لأجله ذكر الله الآية !! بل إن الهاء في ( تنصروه ) يشمل أبا بكر فكيف يقال أن أبا بكر اشترك مع الله في نصرة النبي في هذه الحادثة !!!

    2- أن الآية الكريمة صريحة في ذم أبي بكر وذم موقفه المثبط ورعدته واضطرابه وحزنه ومحاولة النبي جاهدا تـهدئته بأن الله معهما إذ الآية في مقام بيان عظم المأساة وتكالب المصائب عليه وفقدان الناصر للنبي حينها إلا الله لتتجلى عظمة قدرة الله وعظيم سلطانه .

    وهي العلة من ذكر ( إذ ) التي بمعنى ( حينما ) في الآية الشريفة ويتضح المعنى بابدالها هكذا ( الا تنصروه فقد نصره الله حينما أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين ، حينما كانا في الغار ، حينما قال لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) فصارت كلمة ( إذ ) المكررة التي تعني ( حينما ) بداية لمأساة جديدة مضافة للمأساة السابقة فكان وجود أبي بكر في الغار ورعدته وحزنه واضطرابه مأساة للنبي فوق كل تلك المآسي .

    3- زعم بعضهم أن قوله تعالى { ثَانِيَ اثْنَيْنِ} فضيلة أمر في غاية السخف ! إذ أية فضيلة في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اجتمع مع شخص آخر فصار ثاني اثنين ؟!! فعلى هذا النبي عندما ينفرد النبي بأحد المشركين تكون فضيلة للمشرك لأن النبي في هذه الحالة ثاني اثنين وكذا لو انفرد مع اثنين لصار ثالث ثلاثة ! وفي الأمثال ( الغريق يتمسك بقشة ) !
    بل إن هذه من تلك المآسي التي بينتها الآية وهي أن النبي خرج ولا ناصر له وإنما كان معه شخص آخر وهذا الشخص لا فقط عديم الفائدة بل جالب للضرر إذ يراد له النصر فهو كلٌ على مولاه وعبء على رسول الله !!

    4- قوله تعالى {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} لا تدل على فضيلة أيضا فإن الصاحب يطلق على الكفار أيضا ألا ترى قوله تعالى {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا}(الكهف/34).

    وقوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}(سبأ/46).
    وقوله {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}(النجم/2).
    وقوله {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}(التكوير/22).

    بل يطلق على غير الإنسان فإن الحوت صار صاحبا للنبي يونس عليه السلام في قوله تعالى {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}(القلم/48). أليس التمسك بمثل هذه الكلمات دلالة على الإفلاس ؟!

    5- قوله تعالى { لاَ تَحْزَنْ } نـهي عن الحالة التي وقع فيها أبو بكر والنهي إن لم يدل على الحرمة فلا أقل على الكراهة والسياق يشهد أن هذا الحزن من المآسي التي تراكمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

    6 - {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} وهذه المعية تصح أن تكون مصداقا للقاعدة العامة التي ذكرها الله عز وجل في الآية {أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(المجادلة/7) والنبي صلى الله عليه وآله ذكّر أبا بكر بـهذه المعية حتى يطمئن ويهدأ ! لأن سياق الآية واضح في أن قول النبي لم يكن إلا لتهدئة أبي بكر ورفع حزنه وضيقه الذي عانا منه النبي صلى الله عليه وآله ولن تكون هذه المعية بأشرف من معية الله عز وجل لموسى وهارون – وهو ما يزعمه الوهابية !- حينما ذهبا إلى فرعون {قَالَ لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}(طه/46) وقال تعالى{قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ}(الشعراء/15) وهذه المعية ظاهرة في أنـها معية علمية بداعي طمأنت موسى وهارون عليهما السلام بأن الله معهما يسمع ويرى وليس بغافل عنهما وما سيجري بـهما ، فأي فرق بينها وبين {أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(المجادلة/7) ؟! وهذه المعية العلمية كافية لطمأنت المؤمنين المخلصين بأن الله يعلم بما يجري بهم ولن يخذلهم ، فمن كان حسن الظن بالله ومتوكلا عليه ستكفيه هذه المعية العامة .
    وإن قيل أنـها معية من نحو خاص -أشرف من معية الله لموسى وهارون عليهما السلام كما في دين الوهابية- فلا أكثر هي من نحو {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال/46) ، وحيث أن أبا بكر فشل فشلا ذريعا في هذا الاختبار ولم يكن من الصابرين اختص الله عز وجل معيته وسكينته برسوله -الذي قلق من اضطراب أبي بكر- وأيده بجنود من السماء وحرم أبا بكر من هذه السكينة التي كان بأشد الحاجة إليها .
    ومع كل هذا نقول لو كانت معية الله عز وجل في الغار معية خاصة فلا ريب أنـها لم تكن لولا وجود النبي صلى الله عليه وآله في الغار ، وسيحفظ الله عز وجل الجميع من كيد المشركين حفاظا على شخص النبي صلى الله عليه وآله ولا يؤثر وجود شخص آخر من عدمه ، والحال كمن يريد الحفاظ على حياة ابنه من القتلة وقد اختبأ في غار فيه حيوان مزعج صيّاح ، فلكي يحافظ على حياة ابنه عليه أن يبعد الأخطار من خارج الغار وأن يحافظ على هدوء الحيوان ، ومحافظته على هدوء الحيوان ليس إلا حفاظا على حياة إبنه لا أكثر ولا أقل.
    وقول النبي مهدئا أبا بكر {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} دليل صريح وواضح على ما قلناه من أن أبا بكر لم يكن ناصرا للنبي في خروجه للغار وإنما كان عالة ومعاناة ومصدر إزعاج وقلق للنبي حتى احتاج النبي صلى الله عليه وآله لسكينة من الله وأن يذكر أبا بكر بألف باء الإسلام وهي معية الله للمؤمنين وصونـهم من الكافرين وأن الله عز وجل يراقبهم ويسمع ويبصر ما يجري بـهم وأن الله ليس بغافل عنهم !! ومع كل هذا فشل أبو بكر في هذا الاختبار ! )).

    7- {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} هذه الآية الكريمة تبين أن الله عز وجل قد اختص نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بسكينته بدلالة اتحاد الضمير في { عَلَيْهِ }و{أَيَّدَهُ} وقد حرم الله أبا بكر من تلك السكينة التي كان بأمس الحاجة إليها مع أن الله عز وجل ينـزل سكينته عادة على رسوله وعلى المؤمنين كما في الآية الكثيرة بل إن الآية التي قبل آية الغار تحكي إنزال السكينة على النبي وعلى المؤمنين مع انزال جنود لم يروها كما هو الحال في حادثة الغار تماما !! {ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا }(التوبة/26). إلا في آية الغار حرمها الله عن أبي بكر مما يدل على أن موقفه كان موقفا يذم عليه فلم يكن أبو بكر أهلا لهذه السكينة .

    والآية الكريمة الصريحة في موقف أبي بكر المخزي تتعاضد مع الروايات التي تحكي لنا سوء نيته وما أضمره في نفسه عن شخصية النبي صلى الله عليه وآله بأنه ساحر والعياذ بالله عندما جرت على يديه صلى الله عليه وآله كرامة علها تـهدئ بـها روع أبي بكر ! ولكن دونما فائدة !

    روضة الكافي ص262 : " عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أقبل يقول لأبي بكر في الغار : أسكن ! فإن الله معنا ! وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله حاله قال له : تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون ، فأريك جعفرا وأصحابه في البحر يغوصون ؟ قال : نعم ! فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله : بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون ونظر إلى جعفر عليه السلام وأصحابه في البحر يغوصون ، فأضمر تلك الساعة أنه ساحر ".

    بصائر الدرجات ص442 : " عن خالد بن نجيح قال قلت لأبي عبد الله : جعلت فداك سمّى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ، الصديق ؟ قال : نعم . قال : فكيف ؟ قال : حين كان معه في الغار ، قال رسول الله صلى الله عليه واله إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة . قال : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وإنك لتراها ؟! قال : نعم ! . فتقدر ان ترينها ؟ قال : أدن منى ! قال : فدنا منه فمسح على عينيه ثم قال أنظر ، فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهى تضطرب في البحر ، ثم نظر إلى قصور أهل المدينة ، فقال –أي أبي بكر- في نفسه الآن صدقت إنك ساحر !! . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصديق أنت !! " ( 1 ).


    ( 1 ) ذكر أبو الفتح الأربلي في كشف الغمة بدون إسناد عن عروة بن عبد الله - المجهول - أن الإمام الباقر عليه السلام قال عن أبي بكر " نعم الصديق نعم الصديق نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا ولا في الآخرة " ، والرواية في المتن تبين سبب هذه التسمية إن سلمت.
    " عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار ومعه أبو الفصيل –أي أبي بكر- قال : رسول الله صلى الله عليه وآله إني لأنظر الآن إلى جعفر وأصحابه الساعة تغوم بينهم سفينتهم في البحر ، وإني لأنظر إلى رهط من الأنصار في مجالسهم مخبتين بأفنيتهم فقال له أبو الفصيل أتريهم يا رسول الله صلى الله عليه وآله الساعة ؟ قال : نعم ! فأرينهم ؟ قال : فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله على عينيه ، ثم قال : أنظر . فنظر فرأهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أرأيتهم ؟ قال : نعم . وأسر في نفسه أنه ساحر ".

    وليس من الغريب أن يتشبث المفلسون بـهذه الآية الكريمة الفاضحة لأبي بكر بل الغريب غضهم الطرف موقف الإمام علي في تلك الليلة وفداؤه لنفسه في مرضاة الله ودفاعا عن رسوله حيث عرض نفسه للقتل في سبيل أن ينجو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! ، وقد اشترى نفسه عليه السلام في تلك الليلة طلبا لمرضاة الله {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}(البقرة/207).



    يا ريت محّد يزعل...

    تعليق


    • #92
      المشاركة الأصلية بواسطة صندوق العمل
      بارك الله فيك اخي مسافر
      وفيك بارك الله أيها الأخ النبيل الفاضل

      تعليق


      • #93
        السلام عليكم ورحمة الله
        الآن انهي الموضوع ان شاء الله تعالى

        بقي الآن أمران اثنان

        أولا : فضيلة الصحبة
        ثانيا : حل لغز السكينة النازلة على رسول الله فقط

        فضيلة الصحبة الكامنة في قوله تعالى ( اذ يقول لصاحبه ) سأمر عليها الآن مرورا سريعا كريما

        نقطتان فقط في أمر الصحبة سأذكرها لكم

        الأولى : الممايزة بين صورتين قرآنيتين يمثلان نبيين في سفر ومع كل منهما رفيق وانتبهوا الى لغة القرآن في خطاب كل منهما )

        ( اذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا )
        ( اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )

        فتاه
        صاحبه
        فرق التشريف واضح في لغة الخطاب رغم أنه يغلب على الظن من أدلة النقل أن رفيق موسى كان يوشع واذا لم يكن يوشع فهو رفيق نبي فتأملوا الفرق في لغة الخطاب

        النقطة الثانية : سؤال لكم
        أمامنا صورة لرسول الله ( ص ) مع رجل في رحلة غيرت وجه الدنيا
        والسؤال ما هي المكونات الحدثية لهذه الصورة مع اثبات مكونات العصمة التامة لرسول الله صلى الله عليه وآله

        الأمر الأخير في هذا الموضوع هو
        لغز السكينة

        السكينة نزلت من الله تعالى على نبيه فقط
        هنا يوجد تفسيران خاطئان للمفسرين السنة أستطيع أن أنفيهما نفيا تاما لمن يريد ذلك منكم ولن أدخل ذلك في الموضوع حتى لا يطول أكثر مما طال وسأكتفي بذكر التفسيرين والسبب الذي أوقع من قال بهما في الخطأ .

        الأول : اعادة ضمير السكينة الى أبي بكر وليس الى الرسول الكريم
        السبب في الخطأ: ظنهم أن أبا بكر كان أحوج الى السكينة من رسول الله الساكن بطبيعة الحال

        الثاني : أن السكينة النازلة شملت رسول الله وأبابكر
        السبب في الخطأ : أنهم ظنوا ان هذا من ( خطاب الواحد المراد به الاثنين )
        على كل الخطاب في القرآن يأتي على خمسة عشر نوعا منها الخطاب المذكور ولكن شروط هذا الخطاب لا تنطبق هنا ولمن أراد أن يستزيد ( فاني حاضر )

        ما معنى السكينة
        السكينه من السكون وهو ضد الحركة ولكن الفرق بينهما هو أن السكون معنى عام والسكينه معنى خاص يطلق على سكون القلب والجوارح
        اذن السكينة هي سكون القلب الى ما يبدو من مجاري الأقدار

        هل الأنبياء بحاجة الى السكينة بالمعنى السابق
        الجواب : لا ( مؤقتا ) وسأعود لهذا الجواب
        والدليل العقلي على ذلك أن من مستلزمات النبوة والرسالة والعصمة التامة الدائمة أن قلوبهم ساكنة دائما فهم في الحضرة الدائمة وداخل ميدان العصمة لا يخرجون منه أبدا .
        أما الدليل من كتاب الله فهو
        قول رسول الله لأبي بكر ( لا تحزن ان الله معنا ) قبل أن تنزل السكينة مما يدل أن رسول الله كان ساكنا ويطلب من أبي بكر أن لا يحزن ويذكره أن الله معهم
        ( لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ......)
        تظهر الآية السابقة أن السكينة نزلت بعد قول الرسول وهنا خطأ ثالث لبعض المفسرين السنة حيث جعلوها قبل قول الرسول الكريم
        وقول موسى لأصحابه ( كلا ان معي ربي سيهدين ) كان قبل نزول السكينة عليه
        ( ان معي ربي سيهدين فأوحينا الى موسى أن اضرب بعصاك البحر....... )
        تظهر الآية السابقة أن موسى عليه السلام كان ساكنا قبل نزول سكينة ( فأوحينا الى موسى ... )

        كيف تنزل السكينة من الله
        الجواب : تنزل وحيا

        ما هوتعريف الوحي
        الوحي هو اعلام بخفاء

        سنذهب الآن الى كتاب الله نبحث عن مادة السكينة ووحيها
        سنجد الحقيقة التالية

        أولا : تنزل السكينة بالمعنى دون أن يرد لفظ السكينة وانما يكنى عنها بمعنى دقيق
        يقول تعالى
        ( ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ) المقصود أم موسى عليه السلام
        ثانيا : تنزل السكينة على الرسل وايضا تنزل على غير الرسل من المؤمنين
        كما حصل يوم حنين حيث نزلت سكينة على رسول الله ونزلت سكينة على المؤمنين

        فهل تتساوى احتياجات الرسل والمؤمنين للسكينة في مواقف الشدة وهل السكينة التي تنزل على المؤمنين هي نفسها التي تنزل على الرسل أم أن السكينة النازلة من الله تنزل على معنيين حسب مقتضى حالة من تنزل عليه السكينة .

        جواب ما سبق
        لا تتساوى أبدا احتياجات الرسل مع احتياجات المؤمنين في موضوع السكينة فالرسل في ميدان العصمة الدائم وفي حضرة الله الدائمة وقلوبهم ساكنة راضية بقضاء الله مطمئنة الى نصره
        والمؤمنون يجوز عليهم الفزع والنسيان واضطراب الجوارح وأكثر من ذلك حين فروا من ساحة حنين وتركوا رسولهم وسط ميدان الحرب
        اذن فالسكينة التي تنزل على المؤمنين هي سكينة التثبيت واذهاب الروع وهي تنزل لتعيد لهم صوابهم ليعودوا ويقوموا بما لم يستطيعوا القيام به قبل السكينة ( ليحاربوا وينصروا رسول الله كما في حنين )

        ولتتكتم أم موسى على موسى فقد كانت ستقول أنه ابنها قبل السكينة والربط على قلبها .

        نعود الآن الى السكينة الخاصة بالرسل
        قلنا أن الرسل ليسوا بحاجة الى هذا النوع من السكينة السابقة لأنها مزروعة فيهم اساسا .
        فما هو نوع السكينة الخاص بالرسل
        السكينة التي تنزل على الرسل هي جزء لا يتجزأ من نصر الله لهم وهي المرحلة الأولى من النصر وهي بالتحديد ( وحي من الله لهم يعلمهم أن نصر الله لهم قد وصل)


        اذن السكينة التي نزلت على رسول الله في الغار هي وحي الله تعالى له بأن ( ساعة نصر الله لك يا رسول الله قد حضرت فتهيأ لاستقبال النصر العزيز)

        انتبهوا الآن ستشعرون أنكم ترون الآية لأول مرة


        الا تنصروه فقد نصره الله
        اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين
        اذهما في الغار
        اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا
        فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الله هي العليا

        الجمل الثلاث التي تبدأ بكلمة اذ هي جمل ظرفية تعترض السياق الأساس للآية فانظر الى الآية بدونها يعني الى الجملة الأولى والجملة الأخيرة ستجد الحقيقة الدامغة التي تقطع أدبار الخطأ في تفسير الآية وهذه الحقيقة هي أن الجمل الأخيرة من الآ ية هي بدل ( كل من كل ) من فعل ( فقد نصره ) فالسكينة وكل ما تلاها هي أركان النصر النازل من الله تعالى

        الا تنصروه فقد نصره الله ... فأنزل سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها

        انتهينا الى أن السكينة هى الجزء الأول من نصر الله ( البشرى بوصول النصر)

        نعود الى أبي بكر رضي الله تعالى عنه
        السكينة النازلة هي السكينة الخاصة بالأنبياء وهي بشرى النصر فما دخل أبي بكر فيها .. الله يتكلم عن نصره لنبيه فما دخل أبي بكر في الموضوع .

        الآ ن يبقى سؤال واحد كبير
        نزلت السكينة الخاصة بالرسل وهذه لا تنبغي لابي بكر .. هذا فهمناه
        فلماذا لم تنزل السكينة الخاصة بغير الرسل على أبي بكر ان كان مؤمنا وأهلا لها كما حصل مع المؤمنين في حنين

        الجواب
        ان الفلك الأساس الذي تدور فيه آية الغار هو بيان الله للمتثاقلين يوم تبوك ان الله تعالى قد سبق أن نصر نبيه وحده فقد نصره في معركة لم يكن معه فيها الا جندي واحد ( ناصر واحد ) ولاتمام الحجة على المتثاقلين بين الله تعالى أن هذا الناصر لم يكن له دور في نصر الله لنبيه فالنصر جاء كله من الله وعلى العكس كان رسول الله تعالى مؤنسا وناصرا لثانيه الذي كان معه وهذه الصورة من تمام عزيز نصرالله لرسوله . فكانت مثلا قاصما لظهر المتثاقلين

        نعود للسؤال
        نزلت السكينة الخاصة بالرسل وهذه لا تنبغي لابي بكر .. هذا فهمناه
        فلماذا لم تنزل السكينة الخاصة بغير الرسل على أبي بكر ان كان مؤمنا وأهلا لها كما حصل مع المؤمنين في حنين وكما في حالة أم موسى لتستطيع التكتم على موسى لأنها بدون السكينة والربط على قلبها كانت ستقول انه ابنها

        الجواب
        السكينة الخاصة بالمؤمنين تنزل عليهم لتتكون لهم الاستطاعة على القيام بأمر لم يكونوا قادرين على القيام به قبل السكينة وهو نصر رسول الله والقتال دونه

        فما هي حاجة أبي بكر الى هذه السكينة ولم يكن مطلوبا منه أن يفعل شيئا لا قبلها ولا بعدها بل على العكس كان المطلوب من أبي بكر أن لا يحزن فقط وهذا طلبه منه رسول الله فقال له مطمئنا ( لا تحزن ان الله معنا )

        انتهى بفضل الله ومنه
        وأنا الآن السامع لكم المتشرف بذلك

        أخوكم
        مسافر

        تعليق


        • #94
          احسنت على هذا التحليل
          وسوف نتابع نقاش اخوتنا معك وبالخصوص اخونا صندوق العمل
          وبعدها اورد لك ملاحظاتي ايها الاخ مسافر

          تعليق


          • #95
            بسم الله الرحمن الرحيم

            اللهم صلي على محمد وآل محمد


            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


            العنوان الذي وضعه الاخ هو :

            آية الغار أثبتت للصديق فضيلة أبدية وألصقت به شرفا لا يزول حتى تزول الدنيا
            لكن في الحقيقة لم اجد في موضوعه انه ذكر فضيلة او شرفا لابا بكر على الاطلاق ,بل نفى عنه كل ما يفتخر به اخواننا السنة في كونه فضيلة له , ربما لان فهمي ضعيف , لذلك ارجو من الاخوة ذكر الفضائل التي اراد الاخ مسافر التوصل لها من خلال موضوعه هذا .

            تعليق


            • #96
              انا في مرحلة تجهيز الرد

              اخي العزيز صدى الفكر

              باشر في تهيئة وكتابة استشكالاتك في ملف تكست وضعه جانبا ، لأننا سنرد سوية

              احتاج لبضع الوقت وسأنزل ردي اليوم إن شاءالله

              تعليق


              • #97
                مولاي الغالي صندوق العمل
                انا بدات بكتابة ردي
                وسوف انتهي منه غدا باذن الله تعالى

                تعليق


                • #98
                  وبه نستعين
                  الأخ الكريم مسافر
                  قد إستمتعنا بقراءة بحثك الذي يدل انك انسان مثقف وصاحب فكر وذو إطلاع واسع بميادين مختلفة في الدراسات الإجتماعية واللغوية. ولم تكن تنطلق في الدفاع عن عقيدتك من آراء ينطلق منها أغلب المفلسين الذين يخوضون في المسألة ذاتها فيضحك عليهم حتى من يملك ابسط قواعد المعرفة.



                  ورغم ان الهدف المنشود لكليكما هو واحد لكن الاسلوب المتبع مختلف ، فنستحسن اسلوبك لأنك اردت الحق فأخطأته ونستقبح الآخر الذي أراد الباطل فأصابه ، وماأصاب الا ماجاء في قول إمام المؤمنين (ماناقشت عالما الا وغلبته وماناقشت جاهلا الا وغلبني).



                  لاشك انك قد أجهدت نفسك كثيرا في مضمون بحثك وسهرت عليه الليالي في استجماع معلوماته وساعات لإختيار الكلمات والتعابير الملائمة واوقات ليست بالقصيرة في مراجعته وتسلسل محتوياته واخيرا تنضيده الا انك لو بذلت جزء من أجزاء ذلك الوقت في العناية برأس موضوعك الا وهو العنوان لكنت أكثر توفيقا في مسعاك ، فلاشرف يُحفظ الى يوم القيامة الا اذا توّجَهُ صاحبه بحسن الخاتمة ،
                  والا فماله منه والمتبجحين به من نصيب الا هذه الآيه :


                  ( مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ )



                  الموضوع اخي مسافر الذي كتبته طويل ولاادري إن كنتَ قد حظيت بنفس الفرصة في منتدى شيعي آخر ، فأنت لم تُقاطع به مقاطعة جدّية طيلة 9 أيام، وأعتقد رغم جهدك الواضح في كتابته واختصاره فهو مازال طويلا، فقد احتجت ان أعيد قراءته من البداية لأني نسيتها خلال هذه التسعة أيام.


                  قمت بإستجماع مقاطع من موضوعك مما لاح في افق تفكيري من امور يجب التوقف عندها. سأستعرضها مجتمعة في رد واحد ولربما سيكون هناك توقف عند نقطة معينة ليتم الأخذ والرد.


                  ستكون المواجهة معك على اكثر من محور ، محور ساكون انا جناحه والجناح الآخر الاخ صدى الفكر في نفس الوقت لو احبب هو ذلك او يكون هو مقدم علي ولابأس بذلك ، أما بقية الأخوان فلهم مطلق الحرية بعرض استشكالاتهم وتعليقاتهم ولكن بطلب أخوي منهم ان يردوا بنقاط مركزة وليس نسخ ولصق مواضيع او ردود كاملة وايضا بالنسبة للإستشكال ان ابا بكر لم يكن في الغار فهذا استشكال يلغي الموضوع كله ولااجده منطقيا في هذا الموضوع أن يُطرح بل أن يُفرد بذلك موضوعا مستقلا.


                  ليست الغاية من المواجهة بأكثر من محور الا لهدف واحد ، وهو ان لانجعل وبالحقيقة (أجعل) الآخرين ينتظرون فرصة الحوار عندما استكمل حواري معك لانه قد يطيل ذلك أياما عديدة ويأخذ صفحات كثيرة الى ان نصل الى حالة لاتوجد فيها معلومات جديدة بل يبدأ تكرار ماسبق تناوله.


                  سأبدء ببسم الله الرحمن الرحيم.

                  - يوجد باحث شيعي هو الآن حي يرزق حاول اثبات أن الذي كان مع الرسول هو ابن بكر دليل الرسول الى المدينة وقد قرأت ماكتب ولم يستطع أبدا ان يثبت ذلك .. ثم ماذا يثبت هذا أمر أجمعت عليه الأمة سنة وشيعة هل نتبعه أم نتبع الاجماع .
                  نعم هذا أمر مفروغ منه ولايمكن تغيير إعتقاد الآخرين به بل يفيد لأن يطلع عليه من يحب ذلك ففيه معلومات منطقية تنفع من يريد البحث عن الحقيقة ، على الأقل على مستوى التثقيف المذهبي العائلي والدائرة الصغيرة من الاقرباء والمعارف التي تحيط بالشخص، أما من باب المناظرات فلن يكون بحجة على الخصم لأن التأريخ قد لعب لعبته ، ليس منذ زمن قريب بل من لحظة تكفين الرسول صلى
                  الله عليه وآله وسلم.


                  أما مسألة (أجمعت عليه الأمة) فيذكرني ذلك ببيعة الأمة لأبي بكر حيث لم يكن في هذه الإمة الا شخصين ومجموعة سيوف ساقت الآخرين ليكونّوا هذه (الأمة).
                  على كلٍ عزيزي مسافر هذه مجرد خواطر لاتدخل ضمن الرد.


                  - فتحت مكة في الثامنة للهجرة فلم يكن بعد هذه السنة ما يمنع من أداء فريضة الحج فبعيد عودة رسول الله من تبوك بعث أبا بكر
                  أميرا للحج مع ثلاثماية من المسلمين .. لماذا لم يحج بهم الرسول الكريم لأنه كان منشغلا بأهم من الحج وهو استقبال أفواج الداخلين
                  في دين الله.
                  لا ياعزيزي وأنت بنفسك قد أجبت الجواب الصحيح في ذلك وهو:


                  كانت حجة أبي بكر في السنة التاسعة تمهيدا لحجة الرسول فقد تم تطهير الموسم من مظاهر الشرك فقد كان الحج قبلها مهرجانا وثنيا فبعث رسول الله أبا بكر أميرا على ثلاثماية مسلم وأتبعهم بعلي مبلغا ما نزل من آيات براءة وبالقوانين المعروفة ( لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان)
                  أي ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن له أن يرى العراة وتجمعه مع المشركين كعبة يطوفون بها لذلك ارسل ابا بكر ليحج بالمسلمين وهذا ليس بتشريف لأبي بكر ، فالتشريف الحقيقي هو للإمام علي عليه السلام لانه لاينبغي له مالاينبغي للرسول من مشاهدة العراة ، ولو توقفنا فقط عند هذه المسألة (مازالت لدي طاقة للإطالة لاني في أول الرد) للاحظنا التالي:


                  ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبحسب خبرته بأصحابه ومايمتلكوه من صفات (كبر السن ، جاهه بين الآخرين ، معرفته بأحوال الآخرين ، منطقه) وخبرة اصحابه بالمهمة المناط بهم فهو يرشح للقيام بمهمة شرعية من يجده انه المناسب لها ولايستوجب في ذلك مكانة الشخص الدينية.


                  فلقد رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن أبا بكر يصلح لهذه المهمة فهو يعرف مكة جيداً ويعرف أهلها ، وله شهرة بين المسلمين وظروف الحج لاتتطلب شخصا ذو مواصفات خاصة بل ان أي شخص قادر على القيام بها ولكن كما أسلفت لمجموعة من العوامل وليس سببا منفردا خاصا.


                  فلربما يقول قائل مادام الرسول صلى الله عليه وآله بعثه في أمر ديني شرعي فهذه ولابد ان تكون منقبة للمبعوث وشرف ديني مابعده شرف.


                  فنقول ان هناك فرق بالتبليغ الرسالي وبين القيام بأمر تعبدي او شرعي ، فالتبليغ السماوي لايتم الا من الرسول ونفسه وهذا ماحصل عندما امر الرسول عمر بتلبيغ سورة براءة فنزل الوحي سريعا وقال يامحمد ارجعه فإنه لايبلغ رسالات ربك الا انت او نفسك. فأرسل له الإمام علي وأخذ منه الرسالة السماوية وهذا هو الشرف الحقيقي الذي مابعده شرف ليكون شاهدا للجميع ولكن أسمعت حيا لو
                  ناديت.


                  أما القيام بمهمة شرعية فهل يوجب لذلك المبعوث شرف ومكانة دينية خاصة؟
                  يجيبنا القرآن الكريم بنفسه:
                  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)

                  من هذا الفاسق؟
                  انه الوليد بن عقبة عندما بعثه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للقيام بمهمة تعبدية أهم من الحج وهي الزكاة (أخذ الزكاة من بني المصطلق) ، فالزكاة واجبة بينما الحج (من استطاع اليه سبيلا) ومع هذا فقد وصفه القرآن بالفاسق.

                  فلربما يقول قائل هل يُعقل ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعث كافراً او او او او ليحج بالمسلمين؟

                  فأقول ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعمل بالظاهر ، والظاهر انه رأى لابأس بأن يقوم بالمهمة ابا بكر والوليد بن عقبة فلم يكن يعلم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لابحقيقة ايمان ابا بكر ولا الوليد بن عقبة لذلك لاتؤخذ هذه المهمة على انها تشريف والا لكان للفاسق نفس هذا الشرف إن لم يكن ارفع شرفا لحكم الزكاة مقابل الحج كما ورد سابقا.

                  ولعل النبيه يصل الى استنتاج ان هذه المهمة كشفت إن ابا بكر ليس أكثر شرفا من بقية الناس او انه ذو منزلة خاصة عند الرسول حيث لم يجد الرسول بأساً بأن يبعثه ويتلوث بصره بمشاهدة العراة ، فلو كان ذو منزلة خاصة لأرسل بدلا منه شخصا آخر يقوم بالمهمة وأبقاه معه مثلما فعل مع الامام علي عليه السلام.


                  - الله جل وعلا يقول للمسلمين المتثاقلين أنه قادر على نصرة نبيه بدونهم في هذه المعركة والاثبات القاطع على هذه القدرة أنه جل وعلى قد نصر نبيه قبلها في معركة أصعب.

                  أي ان الناصر الوحيد للرسول في الغار هو الله سبحانه وتعالى، فعلى الرغم من دلالة الاية القاطعة (فقد نصره الله) بأن الناصر هو الله سبحانه وتعالى وحده ،دالة دلالة قطعية لاتقبل التأويل ، ومع ذلك نضيف ، لو كان ابو بكر ناصرا لرسول الله لأستطاع اي مسلم ان يرد الاية ويقول ، لا، لأن ابو بكر قد نصر الرسول ، فالاستشهاد يبطل .

                  فأقول: الموضوع ينتهي عند هذه النقطة لو أردنا التوقف ، فمادام ابو بكر لم يكن ناصرا لرسول الله في الغار فعن اي فضيلة وشرف اذن نتكلم؟


                  - أبو بكر رضي الله عنه كان كل الجيش في المرحلة المذكورة في القرآن من معركة الهجرة ولكن المعركة كانت على جبهتين ذكر الله تعالى لنا الجبهة التي كان فيها النبي ونحن بالتفكير نعرف أن هنا جبهة أخرى وجندي آخر يواجه الموت في الجزء الخاص به من المعركة في بيت الرسول الأكرم وتحديدا في فراش الرسول الكريم .. هذا الجندي الآخر في الحقيقة كان يمثل نصف الجيش الآخر
                  والنصف الذي يسمى في علوم العسكر (Special Forces) وهي الجزء الخاص من الجيش كان هذا الجندي الغائب عن الآيةالحاضر في قلب كل مؤمن كان حبيب ألبي وأنس روحي ( علي ) سلام ربي عليه وسنناقش ان شاء الله تعالى بعد انهاء التفسير دور أبيبكر رضي الله تعالى عنه وأرضاه ودور أبي الحسن كرم الله وجهه أي الدورين كان أصعب والبعد النفسي لكلا الدورين .
                  سبق أعلاه انه لم يكن ناصرا فحاله لايختلف عمن انهزم في تبوك ، فأما ان تكون ناصراً او متخاذلاً ولايوجد احتمال ثالث ، فمادام لم يذكره الله سبحانه وتعالى انه نصر رسوله فماذا يكون اذن؟


                  الجيش الحقيقي هو نصفين ، نصف يمثله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والنصف الآخر يمثله الإمام علي عليه السلام وليس لأبي بكر مكان فيه.

                  ولتوضيح ذلك بالمنطق أقول:


                  آ- إن الإمام علي عليه السلام وقف وحده في جبهته فأما ان يعيش أو يستشهد ، وكان مخصوصا بنصرة الله له في جبهته لانه وحده في المعركة.

                  ب- ان الرسول في الغار كان يمثل النصف الثاني فأما أن يعيش او يستشهد، فإن نزل نصر الله به سلم وسلم من معه وإن لم ينزل نصر الله به استشهد ووو ...وووو ماذا ؟؟؟؟

                  قد يستشهد التابع أو قد يؤسر أو قد يُعفى عنه لأنه ليس هو المطلوب.


                  فإن قيل لكن لو لم يُنصر ابو بكر فمعناه سيُكشف امرهما ويُقتل الرسول واذا نُصِر ابو بكر فسوف يُحفظ الرسول.


                  فنقول ان كرامة الرسول عند الله لاتقبل ان تكون حياته هي التابعة لحياة غيره فينصر الله غيره لينتج عنه حفظ حياة الرسول.


                  - ان دمج اسمي الرسول الاكرم وأبي بكر وصفتيهما في ضمير رفع مثني هو فضيلة ثبتت لأبي بكر ولم تثبت لغيره فلا يوجد في كتاب
                  الله ( هما ) أخرى تشير الى رسول الله وأي شخص آخر والذي يجد أطلب منه يبلغني مشكورا .
                  ياعزيزي لاتسوق علينا مناقب لغوية. الحال يجمعهما كونهما سوية في الغار ولاغير ذلك.
                  فلو كان الرسول وحده لقيل:
                  إذ هو في الغار

                  وان كانوا اثنين يقال
                  اذ هما في الغار

                  وإن كانوا اكثر يُقال
                  اذ هم في الغار

                  من نفس باب منطقك اقول ان القرآن ذكر:


                  يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ [يوسف : 41]


                  وهذه منقبة عظيمة للكافرين لأن القرآن يقول انهما صاحبا النبي يوسف عليه السلام ولم تثبت هذه المنقبة لغيرهما حيث يجمعهم الثلاثة في سجن واحد وحال واحد واتحدى اي شخص ان يجلب لي موضع آخر في القرآن ذُكِرت صحبة السجن لنبي أو مناداة النبي لصاحبيه بـ (يا) النداء لغير هؤلاء الإثنين.

                  ماهكذا تورد الإبل عزيزي ، فمحاوريك ليسوا فارغي الرؤوس.

                  - أبوبكر ثاني الرسول في الغار
                  ماللأعداد من فضل:
                  سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً [الكهف : 22]

                  - وثاني الرسول سنة نزول آية الغار ( التاسعة بعد الهجرة ) فرسول الله يستقبل فيها الوفود وأبو بكر يقوم بمهمة تنظيف مكة من مظاهر الوثنية
                  لماذا لايكون الامام علي عليه السلام هو الثاني في تبليغ أمر ربه والرسول بالمدينة يبلغ الوفود؟
                  على الاقل (صفة العمل) نفسها موجودة وهي التبليغ وليس عمل من جنسين مختلفين، فلو عملنا بإحتمالك نستطيع ان نقول ايضا من نفس الباب:

                  إن أم سلمة رضوان الله عليها هي ثاني الرسول فالرسول يبلغ الوفود وأم سلمة تطبخ له الطعام في بيته وترتب منزله.

                  - و ثاني الرسول في الاسلام ( الرجل الأول في الدخول الى الدين )
                  عفوا عفوا عفوا
                  ثاني الرسول في الاسلام هو الامام علي لم يحني رأسه لصنم ولم يؤد ابنته ولم يكفر بالله ويشرك به طرفة عين.
                  وإن كان الاستنقاص بالعمر كونه كان صبيا فخير من ابي بكر كان عيسى عليه السلام وكان في المهد صبيا.
                  ومنذ متى كان الاسلام لايعترف بإسلام الصبي وإسلام النساء فجعلت الثنائية بالاسلام لأبي بكر وأهملت إسلام الامام علي وأمنا خديجة الكبرى؟

                  - وثاني الرسول في العبء المترتب بعد وفاته صلوات الله عليه ( حكم الأمة )
                  فأين كان عندما حمل الأول جنازة الرسول بيديه؟

                  - أولا : عندما كان أبو بكر في الغار يفتدي النبي بنفسة من لسع أفاعي الغار كان علي في فراش النبي بديلا له يفتديه بنفسه من حد السيوف.
                  سمعنا بالسيوف لكن لم نسمع بالافاعي. هل هي من سيناريو المؤلف؟

                  - ثانيا : وعندما كان أبو بكر ثاني الرسول كأول من يسلم من الرجال كان هناك صبي طاهر عمره عشر سنين لم يعبد وثنا ولم يضع وجهه الشريف على الأرض سجودا لغير الله فكرم الله ذلك الوجه الذي لم يسجد لغيره . كان ذلك الصبي مسلما يتربى في بيت سيد ولد آدم صلوات ربي عليه وآله.
                  ماسمعنا في لغة العرب ان تُذكر لفظة (الرجال) الا مقابل لفظة (النساء)، وهذا هو المشهور كما هو المشهور ان ابو بكر الكهل هو ليس ابن بكر الدليل. فمنذ متى اشتهرت لفظة (الصبيان) أمام (الرجال)؟

                  واذا كانت الصبية فيها من المنقصة في اسلامها كونها ليس فيها الحكمة والنضج الفكري مثل تلك التي تتوفر عند الشايب (كما يتشدق بها أهل السنّة) ، اذن ماكان ليعطي الله الحكم الا للشيبة:

                  يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً

                  ولعمري إن إسلام وايمان الفتى المليء بالحيوية والعنفوان لهو أكرم عند الله مما يناظره ممن بلغ في العمر عتيّا ولم يعد تنفع معه الا الفياگرا.

                  - ثالثا : عندما كان أبو بكر ثاني رسول الله في السنة التاسعة يطهر الكعبة من مظاهر الشرك البشري كان علي مرة أخرى بديل رسول الله في تبليغ سورة التوبة ( براءة )
                  وكانت أم سلمة تنظف بيت رسول الله وتهيء له الطعام

                  - رابعا : عندما كان توفي رسول الله خلف لمن بعده عبئان عبء تكريم الجسد الطاهر بما يليق بمقامه السامي من هذا الكون صلوات ربي وسلامه عليه وعبء قيادة الأمة ففي الوقت الذي كان فيه أبو بكر رضي الله تعالى عنه وأرضاه يقوم بالعبء الثاني كان أبو الحسن عليه السلام يقوم بالأول .

                  عزيزي ، أي عبء هذا ، تركوا الرسول الكريم ولم يكرموه حتى بحضور جنازته بل اسرعوا لتولي الحكم.
                  الخطة موضوعة ، والنية مبيتة ، وخير شاهد جيش اسامة ، اطبقوا على الحكم بمجرد وفاة الرسول.
                  كما اطبق الاميركان على العراق بخطة معدة في السبعينات عندما دخل الكويت.

                  - سيدنا سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه وأرضاه كانت معه راية الأنصار يوم فتح مكة فقال رضي الله تعالى عنه ( اليوم يذل الله قريشا ) فأغضب رسول الله فقال رسول الله ( اليوم يعز الله قريشا )
                  سيدك سعد إغتالوه لأنه لم يوافقهم على الانقلاب في سقيفة بني ساعدة، وقالوا قتله الجن لأنه كان يبول واقفا. ياريت لو عندك كم جني تبعثهم حتى يقتلون ذولة اللي يبولون على الحيطان.

                  - هذه معية الله متحققة لأبي بكر
                  فهل هذا تشريف ومعية الله متحققة لكل واحد والدليل القاطع هو قول الحق تبارك وتعالى
                  الجواب : نعم , صميم الشرف الذي لا يتحقق الا لورثة الأنبياء من المقربين
                  · الأول هو معية المراقبة والاطلاع والعلم ومثالها قوله تعالى
                  (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من
                  ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيمة ان الله بكل شيء عليم )
                  · الثاني هو معية العناية والحفظ والتثبيت والتي تسبق نزول النصر من الله ومثالها قوله تعالى
                  ( فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى انا لمدركون – قال كلا ان معي ربي سيهدين – فأوحينا الى موسى أن اضرب بعصاك البحر
                  فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم )
                  - المعية الثانية ترد في سياق كلام الله تعالى عن المحن والشدائد التي مر بها أنبياؤه وأحباؤه وكيف أن النصر نزل بعد ذكر الأنبياء لهذه المعية مباشرة
                  لن تكون اكثر شرفاً من (إن الله مع الصابرين) وهي ليست خاصة بأسماء محددة بل بمسميات (الذين يصبرون) وهي تشمل كل الصابرين في كل الأزمان والأماكن.


                  ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود .......
                  ان معي ربي سيهدين فأوحينا الى موسى أن اضرب بصاك البحر.......

                  ما هو الفرق بين قول محمد وموسى صلوات الله عليهما
                  الفرق أن موسى عليه السلام يقول ( ان معي ربي )
                  ومحمد صلى الله عليه وآله يقول ( ان الله معنا )
                  وهذان القولان يحملان حقيقة قصد ونية كل نبي
                  يقول الأخ مسافر ان الاختلاف بين الايتين ان موسى عليها السلام لم يشمل اصحابه بالمعية بينما شمل الرسول صاحبه بالمعية.
                  انا اقول ان الاختلاف ليس كما ورد بل ان الاختلاف جاء ان كلام موسى عليه السلام كان بالمفرد فجاء الجواب متناغما بالمفرد ايضا، بينما قول الرسول جاء بالمثنى فجاء الجواب بالـ ... بالـ ماذا؟ طبعا المفروض بالمثنى أوليس القران هو قمة البلاغة؟ فلماذا المماطلة بالجواب؟

                  آسف جداً، طلبك ليس عندي. فقد جاء الجواب بالمفرد ، خيرها بغيرها.

                  أما إن بلاغتنا أعلى من بلاغة القرآن ومن قال ذلك فقد كفر، أو ان الأمر (أي الجواب بصيغة المفرد) من الأهمية والخطورة ماتجاوز القرآن به المفاهيم البشرية بأن:

                  1- انه خرج عن البلاغة البشرية او التوقع البشري لجواب المثنى بأن تكون الاية: (فأنزل الله سكينته عليهما)، لأن نزول السكينة على غير النبي لايتعارض مع ضرورة شرعية مثل التأييد بالملائكة التي اتفق الجميع انها مخصوصة بالانبياء فقط، أي انه جاء تأكيدا وبدون تساهل ان ابا بكر بالضرورة لايجب ان يكون مشمولا بالسكينة.

                  2- (على فرض) ان قصد النبي هو معية نصرة لكلينا ، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد انطلق من معرفته (بنفسه) ويقينه بأن الله سبحانه وتعالى سينصره بالاستناد الى هذا الثبات واليقين (هو) ، و (صاحبه) الذي أحسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظن به كما احسن من بعد الظن بالوليد بن عقبة فأرسله فنزلت به الآية المشار اليها اعلاه، فهل يوجب قول الرسول (ان الله معنا) أن
                  يكون عالما بما في داخل صدر صاحبه؟ لو كان يعلمه لعلِم هؤلاء :

                  (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ).

                  وبالتالي نستنتج ان إصرار القرآن وعدم التساهل في نزول السكينة على ابي بكر لم يكن الا لمعرفة الله سبحانه وتعالى بعلمه الغيبي ان ابا بكر ليس أهلا لأن تشرفه آية من آيات القرآن.

                  - ولم تتحقق معية الله مع معية موسى لأحد من أصحاب موسى المذكورين معه في الآية والحال نفسه ولكن الذي لم يكن نفسه هو أن أصحاب موسى كانوا خائفين ولكن حبيبنا ورافع راسنا فوق رؤوس الأمم سيدي وامامي أبو بكر رضي الله تعالى عنه وأرضاه كان حزينا ولم يكن خائفا وهنا نصل الى الفضيلة الكبرى في قوله تعالى ( لا تحزن )لو كانت المعية متحققة لأبي بكر لكان اقل عطاء على وقفته مع رسول الله أن يُشمل بالسكينة !
                  - أصحاب موسى خائفون
                  وأبو بكر حزين
                  ماذكرت الاية انهم كانوا خائفون بل قالوا إنا لمدركون وفيه تبيان الحال ان الاخرين قد لحقوا وتمكنوا من رؤيتهم . أما ابو بكر فخاف وحزن حتى قبل أن يروه المشركين، فمابالك لو كانوا رأوه؟

                  - اما بالنسبة لما سألت عنه مستحلفا اياي فوالله لولا أنك استحلفتني بالعظيم في أمر عظيم ما أجبتك لأني أخشى من الاجابة على
                  عقول البسطاء من المسلمين ولكني سأجيبك وأحصن لهم عقولهم من الجواب مباشرة
                  الجواب : العنكبوت
                  التحصين : سؤالك (الماكر) عن أبي بكر والعنكبوت لا يجوز اذ لا تنعقد المقارنة ولا تجوز بين جند الأرض وجند السماء لانعدام

                  النسب الموجبة لها.
                  اسجل احترامي وتقديري لك على صراحتك والجواب المباشر بدون لف ودوران كما عهدناها من الاخرين.

                  عزيزي ، العنكبوت والحمامة هي من جند الأرض أما جند السماء فلا تُرى.

                  لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
                  بنى العنكبوت شبكته ووقف ببيته ونفسه أمام المشركين ، هذه الحشرة التي وصف الله سبحانه وتعالى بيته بأنه أوهن البيوت ، ومع هذا الوهن قد وقف صامدا بوجه اعتى جبابرة قريش مفتديا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه قبل بيته فكان نِعم الجندي ونعم النصير. فماذا فعل ابو بكر لرسول الله في الغار مقارنة مع هذا العنكبوت؟ لاشيء سوى انه هو بحاجة لدعم وتثبيت من رسول الله وليس العكس. فمن يجب ان يحمل شرف نصرة رسول الله في الغار؟ ابو بكر أم العنكبوت؟


                  لاتجبني لأني لم أطرح هذا السؤال للإجابة عليه بل لكي تداركه العقول.

                  - الاحساس : هو كل ما وصل دماغ الانسان عن طريق الحواس الخمس مرورا بشبكة الأعصاب التي تربط بين الدماغ ومصادر الحواس الخمس ( والحقيقة أن حواس الانسان أكثر من ذلك بكثير ) فيقوم العقل بتحليل هذا الاحساس فيتولد من تحليله الشعور بحال معين .
                  الشعور : الحالة النفسية العصبية الجسدية الناتجة عن تسرب احساس أو مجموعة أحاسيس الى دماغ الانسان وتحليل العقل لها .
                  يعني عندما ترى أمامك وحشا مخيفا فهذا احساس والخوف المترتب على تحليل الرؤية هو الشعور الناتج فليس صحيحا أن تقول أحس بالخوف والصحيح أن تقول أشعر بالخوف
                  تعاريف مفيدة من انسان مثقف.

                  - الأولى : الممايزة بين صورتين قرآنيتين يمثلان نبيين في سفر ومع كل منهما رفيق وانتبهوا الى لغة القرآن في خطاب كل منهما )
                  ( اذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا )
                  ( اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )

                  فتاه
                  صاحبه
                  فرق التشريف واضح في لغة الخطاب رغم أنه يغلب على الظن من أدلة النقل أن رفيق موسى كان يوشع واذا لم يكن يوشع فهو رفيق

                  نبي فتأملوا الفرق في لغة الخطاب
                  بالعكس.

                  الصاحب قد يكون كافر او مؤمن ، بينما فتاه والمقصود به في لغة العرب خادمه او من يقوم بخدمته فلايصح استخدام المشرك او الكافر، ففتى المؤمن هو اشارة اضحة الى ايمانه بينما الصاحب فتحتمل الاثنين.

                  - كيف تنزل السكينة من الله
                  الجواب : تنزل وحيا
                  ليس صحيحا: في التفاسير ان السكينة هي ريح باردة من الجنة لها وجه يشبه الانسان.

                  - أولا : تنزل السكينة بالمعنى دون أن يرد لفظ السكينة وانما يكنى عنها بمعنى دقيق
                  يقول تعالى ( ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ) المقصود أم موسى عليه السلام
                  هذا هو التثبيت فلااعرف كيف ربطتها بالسكينة المشار اليها في الغار والمعارك.

                  - ثانيا : تنزل السكينة على الرسل وايضا تنزل على غير الرسل من المؤمنين
                  كما حصل يوم حنين حيث نزلت سكينة على رسول الله ونزلت سكينة على المؤمنين

                  - لا تنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذهما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته
                  عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الله هي العليا
                  -الآ ن يبقى سؤال واحد كبير
                  نزلت السكينة الخاصة بالرسل وهذه لا تنبغي لابي بكر .. هذا فهمناه
                  لاتوجد سكينة خاصة بالرسل وسكينة خاصة بالعوام ، السكينة واحدة سواء على الرسل او المؤمنين.

                  فلماذا لم تنزل السكينة الخاصة بغير الرسل على أبي بكر ان كان مؤمنا وأهلا لها كما حصل مع المؤمنين في حنين
                  الجواب
                  ان الفلك الأساس الذي تدور فيه آية الغار هو بيان الله للمتثاقلين يوم تبوك ان الله تعالى قد سبق أن نصر نبيه وحده فقد نصره في معركة لم يكن معه فيها الا جندي واحد ( ناصر واحد ) ولاتمام الحجة على المتثاقلين بين الله تعالى أن هذا الناصر لم يكن له دور في نصر الله لنبيه فالنصر جاء كله من الله وعلى العكس كان رسول الله تعالى مؤنسا وناصرا لثانيه الذي كان معه وهذه الصورة من تمام

                  عزيز نصرالله لرسوله


                  عزيزي الا تقل لي ماهو نوع الجندي هذا الذي:

                  1- ليس له أي دور في نصرة الرسول
                  2- كان الرسول يؤنسه
                  3- رسول الله هو ناصره
                  4- غير مشمول بالسكينة

                  لاأدري كيف يُراد بعد كل هذا ان يُنسب اليه شرف لن يزول الى يوم القيامة؟

                  نعود للسؤال
                  نزلت السكينة الخاصة بالرسل وهذه لا تنبغي لابي بكر .. هذا فهمناه


                  تنبغي ونص لكنها لم تنزل به رغم انه لاتوجد نوعيتان سكينة، هي سكينة واحدة (والحگ ربعة).

                  فلماذا لم تنزل السكينة الخاصة بغير الرسل على أبي بكر ان كان مؤمنا وأهلا لها كما حصل مع المؤمنين في حنين وكما في حالة أم موسى لتستطيع التكتم على موسى لأنها بدون السكينة والربط على قلبها كانت ستقول انه ابنها
                  الجواب
                  السكينة الخاصة بالمؤمنين تنزل عليهم لتتكون لهم الاستطاعة على القيام بأمر لم يكونوا قادرين على القيام به قبل السكينة وهو نصر

                  رسول الله والقتال دونه
                  فما هي حاجة أبي بكر الى هذه السكينة ولم يكن مطلوبا منه أن يفعل شيئا لا قبلها ولا بعدها بل على العكس كان المطلوب من أبي
                  بكر أن لا يحزن فقط وهذا طلبه منه رسول الله فقال له مطمئنا ( لا تحزن ان الله معنا )
                  فماحاجة الرسول للسكينة اذن في ذلك الموقف لكي تنزل عليه فقط دون أبي بكر؟


                  استمتعنا بحوارك ونشكرك على حسن اسلوبك.

                  تعليق


                  • #99
                    السلام عليكم ورحمة الله


                    الأخوة الافاضل


                    لقد تشرفت بقراءة ردودكم
                    وسأتشرف مرة أخرى بالرد عليها

                    لقد كنتم مثلا رائعا في الصبر وحسن الاستماع
                    فارجو أن تكملوا معروفكم معي وتصبروا علي يومين آخرين
                    فان ظروف عملي لا تساعدني كثيرا وبعد يومين أو ثلاثة فقط سيكون عندي الوقت الكافي للدخول الى الشبكة والتشرف بالرد على ما تفضلتم به

                    أخي الفاضل صدى الفكر شكرا لتعليقك الوارد بعد نهاية الموضوع ومثلك يقدر ذلك

                    تحياتي للجميع

                    وتحية فيها درجة من الخصوصية لحبيب ألبي الفاضل صندوق العمل ولا أدري يا عزيزي ان كان هذا كلامك من دراية شهور خمسة كماسبق وقلت فاني أسأل الله تعالى أن يجيرنا منك بعد خمس سنين


                    أترككم في أمن الله ( الذي كان فيه الصديق رضي الله عنه)

                    أخوكم
                    مسافر

                    تعليق


                    • تحية طيبة لك اخي العزيز مسافر

                      نقدر ظرفك وخذ متسعك من الوقت فالدنيا لن تطير. ربما سنكون نحن في موقعك من ضيق الوقت، مَن يدري.

                      هي خمسة شهور منذ تأريخ تسجيلي بالمنتدى لاأكثر ، أما ما قبلها فلن تميز معلوماتي من أي شيعي تلتقي معه في الشارع. ولهذا قدّمت أخي الفاضل صدى الفكر لانه متمكن أكثر مني لكنه بتواضعه قدمني عليه.

                      بالتوفيق والرجوع بالسلامة

                      تعليق


                      • بارك الله فيكم جميعا متابع معكم

                        تعليق


                        • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اخي الغالي صندوق العمل بوركت وسلمت يمينك على الرد الراقي
                          ولا ادري ما اضيف
                          اخي العزيز مسافر
                          انت اهل للاحترام وموضوعك محل للاحترام
                          وسوف ابدا الرد الان باذن الله تعالى
                          ولكنه سيكون مقتصرا في هذه المشاركة على نقاطك الاولى
                          وسوف اكمل الرد على كل نقطة نقطة باذن الله تعالى
                          فاصبر معي ولا تضجر



                          ان الاية الكريمة تعرض ثلاثة محن مر بها النبي صلى الله عليه واله وسلم
                          كل محنة نصره الله فيها
                          وكل محنة صدرها القران الكريم بـ اذ
                          لنستعرض هذه المحن


                          المحنة الاولى

                          اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين
                          يفهم منها ان الذين كفروا هم الذين اخرجوا النبي ثاني اثنين
                          ولم تقل الاية انه خرج ثاني اثنين من تلقاء نفسه
                          وكان متعلق ثاني اثنين هو الذين كفروا واخراجهم له
                          بمعنى ادق
                          ان الذين كفروا هم من اراد ان يخرج النبي ثاني اثنين


                          المحنة الثانية

                          اذ هما في الغار

                          هذه هي المحنة الثانية التي نصره فيها
                          هما في الغار
                          والغار عادة مكان يحتمي به الناس ولا يصل اليهم منه سوء


                          المحنة الثالثة

                          اذ يقول لصاحبه ان الله معنا
                          وهي محنة الصاحب المثبط الذي يثير امام القائد مشاكل العدو ويخوفه مثيرا فيه احاسيس الهزيمة
                          طبعا انا اقول ان هذا هو دور الصاحب ولم اقل ان النبي تاثر



                          والان لنناقش المحن واحدة واحدة
                          الاولى
                          ثاني اثنين
                          اخرجه الذين كفروا ===== ثاني اثنين
                          نسالكم سؤال هل عندكم نص يقول ان النبي صلى الله عليه واله هو من اختار ابي بكر ليخرج معه؟
                          طبعا النص سيخضع للتدقيق
                          فان لم يكن نص
                          وهو كذلك
                          مما يعني ان النبي لم يكن يريد معه صاحبا
                          ولا اريد التكلم عن موضوع كيفية خروجه معه
                          انما هي نقاط اثيرها امامك لتفكر فيها
                          ولكن هل من مصلحة قريش ان يخرج مع النبي احد؟
                          نقول
                          طبعا ان كان هذا الاحد معين لهم وعين لهم
                          اما لقتل النبي وواد دينه
                          او لنيل مركز كبير عال اذا لم يفلح القتل
                          فلو كنت انت قريشا يا مسافر
                          ما كنت لتفعل
                          هل سترسل معه من ينفعك يوما ما
                          ام ستتركه يذهب بلا رقيب
                          المهم
                          ظاهر الاية يدل على ان الاخراج كان بصورة مقصودة
                          على شكل اثنين
                          فالقران الكريم يقول اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين
                          تامل في الكلمة واحكم بنفسك

                          المحنة الثانية
                          هما
                          في الغار
                          نبدا بالتعليق على الغار
                          اذ ان
                          كلمة الغار تدل على المكان العميق
                          فلو قلت انك سبرت غور هذا الامر
                          فهل يعني انك عرفته سطحيا ام معمقا
                          ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                          ايها الاخ
                          انها لاتعني باي حال من الاحوال المكان السطحي
                          فكيف تجمع بين عمق المكان
                          وبين انهم يستطيعون رؤيته صلى الله عليه واله
                          حيث انك نقلت ما يلي
                          ((( يقول أبو بكر رضي الله عنه في تللك اللحظات لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو نظر أحدهم الى قدميه لأبصرنا )))
                          ومما يؤكد كلامي ان الوقت كان نهارا
                          والغار لا ضوء فيه
                          والخارج مستنير بنور الشمس
                          وعلميا فان من في النور لا يرى من في الظلمة
                          وعليه فما هو الخطر في الكون في الغار؟
                          وما هي نسبة ان يرى من في النور من في الظلمة؟
                          ثم هنالك شيء اخر
                          اذ ان الحمامة
                          والعنكبوت كانا سيوجدان بوجود ابي بكر ام بعدمه
                          فالله تعالى حافظ للنبي على كل حال
                          وهو صلى الله عليه واله يعلم ذلك
                          فما الغاية من ايجاده معه؟
                          ان قلت لتسليته
                          فابي بكر كان احوج الى التسلية من غيره
                          وان قلت لحمايته
                          فالله هو المتكفل بالحماية والنصر
                          فمقولة ان الله او النبي قد ارادوا ابا بكر مع النبي لا اراها تصلح ابدا
                          وهنا تتوقف كلمة ان ابي بكر هو كل الجيش في جبهة ما
                          فهو حقيقة كان صنيعة الذين كفروا
                          وهو مبعوثهم مع النبي صلى الله عليه واله وسلم
                          لغرض ليس نصرته بل نصرتهم

                          والان نتعرض الى كلمة هما

                          انت تقول

                          نحن نعرف الى من يعود الضمير في الجملة بمجرد الاطلاع على باقي السياق وهذا بدهي الا في حالات قليلة جدا والسبب الغالب ضعف القالب اللغوي العام

                          الآن اذا اشترك اثنان في ضمي مثنى فيجب أن يشتركا في الحال لأن شراكة الحال هي التي تعيد الضمير عليهما من غير لبس


                          وهو مردود عليك جدا جدا
                          بقول القران الكريم نفسه

                          ((يا صاحبي السجن اما احدكما فيسقي ربه خمرا واما الاخر فيصلب فتاكل الطير من راسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان ))
                          في سورة يوسف عليه السلام الاية 41
                          فهل يعني ان صاحبي سجنه اشتركا معه في الحال الايماني والاخلاص؟
                          علما انهما مشركين!!!!
                          فلا دليل على صحة كلامك بل الدليل القراني على خلاف قولك

                          وهذه ايات اخرى

                          ((واتل عليهم نبا ابني ادم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين )) المائدة 27
                          فانه اطلق ضمير هما على كافر ومؤمن
                          وجمعهما معا بنفس الضمير
                          وهذه اصرح
                          ((قال ساوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين )) هود 43
                          اذ انه جمع بضمير هما نبيا وهو نوح وابنه الكافر
                          وهذه ايضا
                          ((واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا )) الكهف 32

                          وفيها بيان صريح ان هما لا تعني ان من هما هما نفس الشيء
                          بل يمكن ان يقال هما على مؤمن وكافر
                          مؤمن ومشرك
                          نبي وكافر
                          نبي وعمل غير صالح

                          وسيتبين لك ما اقوله اكثر من الردود الاخرى باذن الله
                          هذه نقاط اولى احببت تسليط الضوء عليها الان
                          ولك الوقت للقراءة
                          الى ان اضع باقي الردود
                          فموضوعك شيق وطويل في نفس الوقت

                          تعليق


                          • أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز صدى الفكر

                            نسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة

                            تعليق


                            • نور عيني صندوق العمل
                              بارك الله فيك

                              تعليق


                              • اللهم صل على محمد وآل محمد ..

                                مولانا صندوق العمل .. متابع معكم ، وجزاكم الله خيراً ..

                                مولانا صدى الفكر .. متابع معكم ، وجزاكم الله خيراً ..

                                أخونا العزيز .. مسافر .. نقدر ظروفكم ، ونتمنى منكم الرجوع قريباً للمنتدى ..

                                تسجيل حضور .. ومتابع معكم دائماً ..

                                تحياتي

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X