ريمه ، عادتها القديمة ، نفس السؤال
أحمد الحباسى تونس

مشكلة دكان المعارضة السورية أنه ما زال يتحدث بلغة المنتصر ، ويفرض شروط المنتصر ، مشكلة أزلام النظام العالمي الجديد أنهم يتصورون جينيف 2 مؤتمر يالطا ، أنهم الحلفاء المنتصرون و من يقف أمامهم هم الألمان ( السوريون ) المنهزمون ، و مشكلة الأمير سعود الفيصل ، هذا العائد مجددا إلى الساحة السورية بعد أفول “نجم” بندر بن سلطان ، أنه يملك عقلا “قديما” يشابه الأجهزة القديمة ، تفهمون أن مثل هذه العقول أو الأجهزة القديمة لم تعد صالحة و لا يمكن إصلاحها ، مشكلة السيد أوردغان أنه يملك مشروعا معينا لكل المنطقة ، لكن المنطقة لها تضاريس و مشاكل و صراعات و إرهاصات لا يمكن أن ينجح فيها مشروع الإخوان ، مشكلة السيد الحريري ، على اعتبار انه يمثل تيار قوى الردة اللبنانية و العربية ، أنه لم يتفهم و لم يفهم أن ما يحدث في المنطقة يفوق قدرة استيعاب عقله الذي لم يقدر على قراءة سليمة لخطاب أمام مجلس النواب اللبناني ، فكيف يمكنه أن يستقرأ أحداث المنطقة و دهاليز سياستها.
كان الظن ، و بعض الظن إثم ، أن يراجع أهل الخيانة في الخليج و لبنان و تركيا مواقفهم مع تطور الأحداث في سوريا ، خاصة و أن حلم الصلاة في المسجد الأموي قد لا ح بعيدا جدا ،خاصة و أن النظام قد أثبت مع الوقت أن سويا يمكن أن تترنح لكنها لا تسقط ، خاصة و أن التجربة السياسية قد علمت من لا يعلم أن خارطة الطريق الصهيونية لم و لن تكون يوما نفس خارطة العرب خونة أم مقاومة ، و كنا نظن أن عامل السن المتقدم للسادة أوردغان ، أوغلو ، سعود الفيصل ، حمد بن خليفة ، الملك عبد الله الثاني سيساعدهم هذه المرة على سلوك المسلك السياسي الصحيح ، لكن الأمل خاب مجددا لان الزهايمر قد فعل فعلته الشنيعة في عقول ظلماء بائسة وزعت الآمال على أصدقاء سوريا و كل المتمعشين من هذه “الثورة” لكنها عجزت في الوقت المناسب على الاعتراف بكون الحمل حملا كاذبا و أن آلة كشف نوعية الجنين قد أخطأت هذه المر ة أيضا .
قبل أيام قلائل ، تفطن المتابعون أنها فاتت السنتين ، قطع السيد أوباما و توابعه المغرضين عهدا على نفسه بأن يسقط النظام السوري ، هذا الوعد ” الانتخابي” كما وعود أوباما الكاذبة الأخرى ( غلق معتقل قوانتانامو مثالا ) لم يجف بعد حبره و مازالت الأذان العربية تراجع كلماته كلمة كلمة ، نبرة نبرة ، وعد كاذب آخر أسقطه الشعب و الجيش السوري ، بحيث أصبحت المطالبة بإسقاط الأسد ثم بتنحيه مرحلة من الماضي ، بل ذهبت الإدارة الأمريكية على لسان كبير منافقيها السيد جون كيرى أبعد من ذلك بأن نصحت ائتلاف الزنا السياسي “السوري”بأن هذه المطالبة هي مجرد تعلق بالأوهام و أن هذه المعالجة لم تعد المعالجة المطلوبة و لا المرغوبة في جينيف 2 ، بعد أن فرض الجيش السوري بدائل أخرى و فرضت روسيا الاتحادية على الغرب مواقف أخرى ، و بعد ، و هذا الأهم ، خسرت الجماعات الإرهابية السلفية الوهابية كل معاركها و فرضت على العقيد الكعيدى رئيس أركان ما يسمى بالجيش السوري الحر تقديم قائمة طويلة في الخيبات العسكرية و تصريحات نارية تصف الائتلاف السوري بأشنع النعوت.
لماذا يصر النظام السعودي مجددا و تكرارا على مواصلة القتال في سوريا ، لماذا نطق الظواهري في نفس “التوقيت” السعودي ، بل لماذا تصر السعودية على المشاركة في مشروع ظهر بالكاشف أنه مشروع فاشل بالمقاييس التي تحكم السياسة الأمريكية الصهيونية ، هل أن اللاعب الأمريكي المتحاور مع الروس حول جينيف 2 قد ترك للسعودية مهمة مواصلة البحث عن انتصار محتمل للجماعات الإرهابية يمكن الاستفادة منه عند جلوس المتفاوضين على مائدة المؤتمر القادم ، ثم هل أن الولايات المتحدة الأمريكية تمطط الوقت في انتظار “خبر سعودي عاجل ” في هذا المجال ، و هل أن ما تحدث عنه الأمير سعود الفيصل من خلاف تكتيكي مع الأمريكان هو مجرد دخان يخفى وراءه اتفاقا بحيث تظهر الولايات المتحدة الأمريكية باحثة عن الحل السلمي في حين تتكفل السعودية بالبحث عن انتصار على الأرض يحفظ ماء وجه أصدقاء سوريا و يفرض على المحور السوري دخول المفاوضات بكثير من الاضطراب و اليد السياسية المرتعشة .
لعل الواقعية السياسية تفرض علينا أن نبحث عن حقيقة ما يحدث و حقيقة ما يدبر في سوريا من طرف أطراف السوء السعودية التركية اللبنانية ( 14 آذار تحديدا ) ، لذلك نقول أن إصرار السعودية بالتحديد على مزيد تمويل الجماعات الإرهابية هو أمر تفسيره لا يخرج عن حالة من الحالتين ، الأولى أن السعودية تعلم أنها لن تقتلع انتصارا في سوريا ، لكنها تعلم تماما و كما تسرب في الإعلام و نطق به كبار الساسة و المحللين في العالم بوجود خطر محتمل لو توقف القتال في سوريا و لم تجد الجماعات المذكورة مجالا “للنشاط” بحيث بالإمكان أن تنتقل النار الإرهابية إلى المساحة الخليجية القابلة للاشتعال داخليا نظرا لحالة الاحتقان و الغضب الشعبي داخل السعودية بالتحديد ، لذلك فمن الأوكد للنظام أن “يشغل” هذه الجماعات في المجال السوري لحين القضاء عليها أو تفتيت قدراتها ، الثانية ، أن الأمريكان يريدون مزيد إنهاك النظام السوري خدمة للجانب الصهيوني فضلا عن إمكانية استغلال هذا الأمر في المباحثات الصعبة الجارية حاليا بين إيران و الغرب حول الموضوع النووي سواء بفرض تنازلات على الجانب السوري في المؤتمر أو تنازلات على الجانب الإيراني الساعي إلى سرعة إقفال الملف السوري لما تمثله سوريا المنهكة من أخطار إستراتيجية و سياسية في المستقبل.
يبقى السؤال ، متى تعود السعودية إلى رشدها و إلى العروبة ؟ متى يتغير الوضع في السعودية ؟ أين شرفاء الجيش السعودي ؟ من سيطيح بريمة حتى لا تعود لعادتها القديمة؟ نفس السؤال .هل هناك عبد الفتاح السيسى في السعودية ؟ .
خاص بانوراما الشرق الاوسط
أحمد الحباسى تونس

مشكلة دكان المعارضة السورية أنه ما زال يتحدث بلغة المنتصر ، ويفرض شروط المنتصر ، مشكلة أزلام النظام العالمي الجديد أنهم يتصورون جينيف 2 مؤتمر يالطا ، أنهم الحلفاء المنتصرون و من يقف أمامهم هم الألمان ( السوريون ) المنهزمون ، و مشكلة الأمير سعود الفيصل ، هذا العائد مجددا إلى الساحة السورية بعد أفول “نجم” بندر بن سلطان ، أنه يملك عقلا “قديما” يشابه الأجهزة القديمة ، تفهمون أن مثل هذه العقول أو الأجهزة القديمة لم تعد صالحة و لا يمكن إصلاحها ، مشكلة السيد أوردغان أنه يملك مشروعا معينا لكل المنطقة ، لكن المنطقة لها تضاريس و مشاكل و صراعات و إرهاصات لا يمكن أن ينجح فيها مشروع الإخوان ، مشكلة السيد الحريري ، على اعتبار انه يمثل تيار قوى الردة اللبنانية و العربية ، أنه لم يتفهم و لم يفهم أن ما يحدث في المنطقة يفوق قدرة استيعاب عقله الذي لم يقدر على قراءة سليمة لخطاب أمام مجلس النواب اللبناني ، فكيف يمكنه أن يستقرأ أحداث المنطقة و دهاليز سياستها.
كان الظن ، و بعض الظن إثم ، أن يراجع أهل الخيانة في الخليج و لبنان و تركيا مواقفهم مع تطور الأحداث في سوريا ، خاصة و أن حلم الصلاة في المسجد الأموي قد لا ح بعيدا جدا ،خاصة و أن النظام قد أثبت مع الوقت أن سويا يمكن أن تترنح لكنها لا تسقط ، خاصة و أن التجربة السياسية قد علمت من لا يعلم أن خارطة الطريق الصهيونية لم و لن تكون يوما نفس خارطة العرب خونة أم مقاومة ، و كنا نظن أن عامل السن المتقدم للسادة أوردغان ، أوغلو ، سعود الفيصل ، حمد بن خليفة ، الملك عبد الله الثاني سيساعدهم هذه المرة على سلوك المسلك السياسي الصحيح ، لكن الأمل خاب مجددا لان الزهايمر قد فعل فعلته الشنيعة في عقول ظلماء بائسة وزعت الآمال على أصدقاء سوريا و كل المتمعشين من هذه “الثورة” لكنها عجزت في الوقت المناسب على الاعتراف بكون الحمل حملا كاذبا و أن آلة كشف نوعية الجنين قد أخطأت هذه المر ة أيضا .
قبل أيام قلائل ، تفطن المتابعون أنها فاتت السنتين ، قطع السيد أوباما و توابعه المغرضين عهدا على نفسه بأن يسقط النظام السوري ، هذا الوعد ” الانتخابي” كما وعود أوباما الكاذبة الأخرى ( غلق معتقل قوانتانامو مثالا ) لم يجف بعد حبره و مازالت الأذان العربية تراجع كلماته كلمة كلمة ، نبرة نبرة ، وعد كاذب آخر أسقطه الشعب و الجيش السوري ، بحيث أصبحت المطالبة بإسقاط الأسد ثم بتنحيه مرحلة من الماضي ، بل ذهبت الإدارة الأمريكية على لسان كبير منافقيها السيد جون كيرى أبعد من ذلك بأن نصحت ائتلاف الزنا السياسي “السوري”بأن هذه المطالبة هي مجرد تعلق بالأوهام و أن هذه المعالجة لم تعد المعالجة المطلوبة و لا المرغوبة في جينيف 2 ، بعد أن فرض الجيش السوري بدائل أخرى و فرضت روسيا الاتحادية على الغرب مواقف أخرى ، و بعد ، و هذا الأهم ، خسرت الجماعات الإرهابية السلفية الوهابية كل معاركها و فرضت على العقيد الكعيدى رئيس أركان ما يسمى بالجيش السوري الحر تقديم قائمة طويلة في الخيبات العسكرية و تصريحات نارية تصف الائتلاف السوري بأشنع النعوت.
لماذا يصر النظام السعودي مجددا و تكرارا على مواصلة القتال في سوريا ، لماذا نطق الظواهري في نفس “التوقيت” السعودي ، بل لماذا تصر السعودية على المشاركة في مشروع ظهر بالكاشف أنه مشروع فاشل بالمقاييس التي تحكم السياسة الأمريكية الصهيونية ، هل أن اللاعب الأمريكي المتحاور مع الروس حول جينيف 2 قد ترك للسعودية مهمة مواصلة البحث عن انتصار محتمل للجماعات الإرهابية يمكن الاستفادة منه عند جلوس المتفاوضين على مائدة المؤتمر القادم ، ثم هل أن الولايات المتحدة الأمريكية تمطط الوقت في انتظار “خبر سعودي عاجل ” في هذا المجال ، و هل أن ما تحدث عنه الأمير سعود الفيصل من خلاف تكتيكي مع الأمريكان هو مجرد دخان يخفى وراءه اتفاقا بحيث تظهر الولايات المتحدة الأمريكية باحثة عن الحل السلمي في حين تتكفل السعودية بالبحث عن انتصار على الأرض يحفظ ماء وجه أصدقاء سوريا و يفرض على المحور السوري دخول المفاوضات بكثير من الاضطراب و اليد السياسية المرتعشة .
لعل الواقعية السياسية تفرض علينا أن نبحث عن حقيقة ما يحدث و حقيقة ما يدبر في سوريا من طرف أطراف السوء السعودية التركية اللبنانية ( 14 آذار تحديدا ) ، لذلك نقول أن إصرار السعودية بالتحديد على مزيد تمويل الجماعات الإرهابية هو أمر تفسيره لا يخرج عن حالة من الحالتين ، الأولى أن السعودية تعلم أنها لن تقتلع انتصارا في سوريا ، لكنها تعلم تماما و كما تسرب في الإعلام و نطق به كبار الساسة و المحللين في العالم بوجود خطر محتمل لو توقف القتال في سوريا و لم تجد الجماعات المذكورة مجالا “للنشاط” بحيث بالإمكان أن تنتقل النار الإرهابية إلى المساحة الخليجية القابلة للاشتعال داخليا نظرا لحالة الاحتقان و الغضب الشعبي داخل السعودية بالتحديد ، لذلك فمن الأوكد للنظام أن “يشغل” هذه الجماعات في المجال السوري لحين القضاء عليها أو تفتيت قدراتها ، الثانية ، أن الأمريكان يريدون مزيد إنهاك النظام السوري خدمة للجانب الصهيوني فضلا عن إمكانية استغلال هذا الأمر في المباحثات الصعبة الجارية حاليا بين إيران و الغرب حول الموضوع النووي سواء بفرض تنازلات على الجانب السوري في المؤتمر أو تنازلات على الجانب الإيراني الساعي إلى سرعة إقفال الملف السوري لما تمثله سوريا المنهكة من أخطار إستراتيجية و سياسية في المستقبل.
يبقى السؤال ، متى تعود السعودية إلى رشدها و إلى العروبة ؟ متى يتغير الوضع في السعودية ؟ أين شرفاء الجيش السعودي ؟ من سيطيح بريمة حتى لا تعود لعادتها القديمة؟ نفس السؤال .هل هناك عبد الفتاح السيسى في السعودية ؟ .
خاص بانوراما الشرق الاوسط
تعليق