5/5/2014
* طوبى لشهداء سورية…

شهداء 6 ايار 1916
مصطفى قطبيبانوراما الشرق الاوسط
الذكرى محطة في تاريخ الزمن يقف المرء أمامها مستعيداً ظروف قيامها والآثار التي تركتها، والمعاني التي رسمتها في الأذهان، وما يتوجّب عليه تجاهها، وتكتسب أيّ ذكرى أهميتها من خلال ما ارتبط ويرتبط بها من معان وقيم نبيلة.
وهذا ما ينطبق على ذكرى عظيمة تحلّ اليوم، هي ذكرى شهداء السادس من أيار، ذكرى أعظم مَن في الدنيا وأنبل بني البشر، ذكرى الذين رووا بدمائهم تراب سورية الأرض العربية الطاهرة لتبقى مُحَّررة من رَجس الغزاة والمستعمرين الذين تعاقبوا على احتلالها، ومحاولات إذلال شعبها، ومصادرة إرادته، والهيمنة على مقدراته.
لقد عرف العرب خلال تاريخهم الطويل العديد من الموجات الاستعمارية التي اجتاحت بلادهم في التاريخ الحديث بدءاً من الاستعمار العثماني، مروراً بالاستعمار الأوروبي، وانتهاء بالاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين عام 1948، إلا أنَّ العرب لم يستسلموا للمستعمرين، بل بدؤوا المقاومة منذ أن وطئت أقدام المستعمرين والغزاة أراضيهم، وقدَّموا الكثير من الشهداء على مذبح الحرية والاستقلال.
من المعروف أنه في عام 1916 ثار العرب على الحكم العثماني مطالبين بالحرية والاستقلال، ولهذا أعدمت تركيا آنذاك يوم السادس من أيار من العام المذكور كوكبة من الشهداء مُدعيَةً بأنها عثرت عن طريق الصدفة في دار القنصلية الفرنسية في بيروت على وثائق سرية مهمة ضدها، وأحالت تلك الوثائق إلى ديوان الحاكم العرفي في مدينة عاليه بلبنان الذي أصدر بدوره حكم الإعدام بحق هؤلاء، ونفذ الحكم في دمشق وبيروت بآنٍ واحد، وتقديراً ً لهؤلاء أصبح هذا اليوم عيدا للشهداء.
هذا، وبطبيعة الحال، توالت قوافل الشهداء عبر كفاح الشعب العربي في معظم أقطاره من أجل الحرية والاستقلال، في سورية ومصر وفلسطين والجزائر وليبيا وغيرها من الدول العربية.
ففي سورية تصدى الشهيد البطل يوسف العظمة وزير الحربية السوري آنذاك للجيش الفرنسي الذي زحف إلى دمشق في معركة غير متكافئة بسبب تفوق الجيش الفرنسي عدداً وعُدة على القوات السورية المتواضعة آنذاك وظل يقاتل حتى سقط شهيداً مع 400 من رفاقه، بعد أن كبَّدوا الجيش الفرنسي خسائر بشرية ومادية كبيرة، وبذلك يكون الشهيد يوسف العظمة هو أول من جَسَّد قولاً وعملاً مقاومة الاستعمار الفرنسي ومخطط سايكس ـ بيكو المشهور لاقتسام الوطن العربي بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي.
وهنا تكمن عظمة الشهيد ”العظمة” الذي رفض إنذار الجنرال غورو بالاستسلام وتسريح الجيش السوري والاعتراف بالإنتداب الفرنسي، وخرج لمواجهة الفرنسيين في معركة ميسلون رغم أنه يعرف نتائجها سلفاً، كما أشرنا قبل قليل حول اختلال ميزان القوة لصالح الفرنسيين.
وفي الثورات اللاحقة ضد الفرنسيين في سورية والتي بلغت ثلاثمائة ثورة كما وصفها الجنرال الفرنسي ”ويكان” في كتاب ألفه عن سورية، توالت قوافل الشهداء، ومن أبرز هذه الثورات ثورة الشيخ صالح العلي في الساحل السوري، وثورة ابراهيم هنانو في حلب، وثورة حسن الخراط، والثورة السورية الكبرى بقيادة المرحوم سلطان باشا الأطرش، والثورات الأخرى في حمص وحماة ودير الزور والرقة والقنيطرة وحلب والقلمون ودمشق وغوطتها ودرعا وغيرها.
فما أشبه اليوم بالبارحة… فالسوريون هم السوريون مهما اختلف الزمان وتبدل المكان.
فعيد الشهداء هذا العام يأتي زاخراً بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها الجنود السوريون البواسل في تصديهم للحرب القذرة التي تشنها جبهة العدوان والتآمر على سورية، لمحاولة النيل منها ومن شعبها الصامد، وإخضاعها لتبعية أميركا والغرب بعد أن عجزت طوال عقود طويلة عن تنفيذ مخططاتها وتمرير مشاريعها التقسيمية، ليقف الجيش العربي السوري البطل اليوم كما في السابق سداً منيعاً أمام شرور الأعداء ويقدم الغالي والنفيس في سبيل أن تبقى سورية حرة أبية ورايتها عالية خفاقة.
وما يميز احتفالات الشعب السوري هذا العام بعيد الشهداء هو تعرضه كوطن وشعب وقائد مقاوم وممانع لسلسلة جديدة من المؤامرات التي كانت ولازالت تستهدف وحدته وأمنه واستقراره من جهة، ودوره الوطني والقومي الرائد المدافع عن الحقوق والقضايا العربية والحاضن لحركات التحرر والمقاومة العربية من جهة أخرى، ليقع مدبرو ومنفذو تلك المؤامرات في فخ غبائهم وسذاجتهم كونهم اختاروا المكان الخطأ لنفث حقدهم ولتنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي اعتاد الشعب السوري العظيم على إحباطها والتصدي لها بكل الأساليب والأدوات باذلاً لذلك كل غال ورخيص.
وكما روى شهداء السادس من أيار أرض سورية بدمائهم الزكية مسطرين أروع ملاحم البطولة… يسطر الشهداء الأبرار اليوم ملاحم جديدة من الشجاعة والبطولة فداء لسورية وعزتها، ليؤكدوا من جديد أنهم المثل الأعلى والقدوة الأسمى لكل الباحثين عن الحرية والاستقلال وعزة الأوطان وكرامتها وأنهم المحور الذي يلتف حوله جميع أبناء الشعب السوري الذي أثبت قدرته على مجابهة كل المحن والفتن والصعاب .
لقد كانت الشهادة ولا تزال السلاح الأمضى في مواجهة كل المؤامرات والحروب التي تعرضت سورية على مر التاريخ… السلاح الذي عجز أعداء سورية عن مجابهته والتصدي له رغم كل إمكاناتهم وقدراتهم التكنولوجية ورغم قوتهم الكبيرة التي لا حدود له. وانطلاقاً من ذلك أولت سورية الشهادة والشهداء جل اهتمامها وتقديرها حيث كان اهتمام القائد الخالد حافظ الأسد بهم لا حدود له على قاعدة (أنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) وهو الطريق نفسه الذي سار عليه السيد الرئيس بشار الأسد من تمجيد وتعظيم أولئك الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون وكتبوا بحروف من دم صفحات ناصعة في التاريخ.
إن الشهادة ليست كلمة تقال أو قصصاً تروى بل هي ثقافة ومنهج وفكر وهي منظومة إستراتيجية متكاملة وأحد الخيارات الرئيسية والمفصلية للشعب السوري لمواجهة كل التحديات والمؤامرات وهي خيار يحضر بقوة عند نفاد الخيارات الأخرى لإعادة الحقوق وتحرير الأرض بخاصة في ظل هذا الواقع العربي المتردي جداً من جهة، وأمام هذا التكالب الخارجي على المنطقة من جهة أخرى بغية تفتيتها وتجزئتها مرة جديدة واحتلال دولها بشكل مباشر أو غير مباشر، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً بدءا من فلسطين المحتلة ومرورا بالعراق والسودان وليبيا وانتهاء بمحاولات التآمر الفاشلة على سورية بهدف النيل من وحدتها وأمنها ودورها الوطني والقومي الرائد.
فشهداء السادس من أيار، وكل الشهداء العرب على امتداد الوطن العربي الكبير هم الشعلة المتقدة التي تنير الدرب، وتشحذ الهمم، هم القدوة الحسنة والمنارة المتوهجة والسلف الصالح، علوا فوق المصالح الشخصية والأنانيات الضيقة عندما دعاهم الواجب المقدس، واستعذبوا الموت لتحيا الأمة، وسلكوا درب الشهادة ليكونوا المثل الصالح والقادة الرمز.
ونحن اليوم، وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية، ظروف التجربة والامتحان ظروف المحنة والمعاناة، وفي ظل هذه الهجمة الصهيونية الامبريالية والغزوة الأميركية الظالمة أحوج ما نكون إلى التذكير والاستذكار بأبطالنا العظماء وشهدائنا الميامين، وأن نستمد من مواقفهم وتضحياتهم القوة والمنعة، والصبر والهزيمة، والإيمان والثبات.
فالشعب الذي يملك أبناؤه إرادة الصمود والتصدي، إرادة التضحية والشهادة، هو الشعب الذي يملك حتمية النصر والبقاء، وهكذا هم أبطال الشعب العربي في فلسطين والعراق وفي كل بقعة من بقاع أرضنا المحتلة.
سورية المنذورة دائماً وأبداً للعرب، للأمل للعطاء… هي الوفية لدورها، لرسالتها، لعروبتها، لانتمائها، صحيح أن جراحها الآن كبيرة وأنها بسيوف الأخوة وأن الماء الذي شربوه من أعذب ينابيعنا وأن الخبز الذي نذرناه لهم، وأن الدم الذي سال من أجلهم لم يوقظ شيئاً من كرامتهم، بل أعادوه إلينا غدراً وتآمراً ومحاولة كسر سورية الدور والحضارة والعروبة، فكانت قوافل الشهداء من أجل ما بقي من العروبة، من الأمة…
سورية المنذورة للأمل ، للحياة، للألم، المقيدة بغدر الأشقاء ومن معهم افتدت العرب والعروبة… قدّم أبناؤها أنفسهم قرابين الغد المتجدد… من أجل سورية هذه يطل علينا الثالث من حزيران كاستحقاق دستوري رئاسي، لا ريب أنه مفصلي في تاريخ سورية.
فمن خلال الاستحقاق الدستوري الرئاسي سيبرهن الشعب العربي السوري للعالم أجمع أن سورية باقية تدافع عن أهدافها ووجودها وتاريخها من خلال انتخاب رئيس سوري الهوية والانتماء، مؤمن بسيادتها، مؤمن باستقلالها وعزتها، يحافظ على وحدتها… وحدة أرضها وشعبها، يعيد إليها الأمن والأمان، ويعيد إليها الألق الذي بنته منذ آلاف السنين لتبقى كالطود الشامخ لا تهزه الريح مهما كانت عاتية هوجاء، وستعلم بلاد الدنيا بأجمعها أنها أم الأوطان ودرة البلاد، بل هي تاج على رؤوس الأشهاد.
الثالث من حزيران، يتوجه السوريون إلى صناديق الاقتراع وهم معطرون بدماء الشهداء، مكللون بكبرياء من افتداهم من أجل سورية التي ضحوا من أجلها.
وما يأمله السوريون أن تكون دماء الشهداء قد أزهرت في عيد الشهداء القادم لتبشر بموسم للخير والأمان والاستقرار لسورية الحبيبة وقد اجتازت هذه المحنة بكل قوة وعزيمة، الرحمة والتحية للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والنصر لسورية وشعبها المعطاء المقاوم.
كلمة أخيرة: في ذكرى شهداء السادس من أيار، نستذكر قول أحد الشعراء:
سلام عليكم في أرض السلام
يا من خلعتم رداء الخوف وألقيتموه في ازدراء
ولبستم رداء الموت طوعاً في إباء
وقاتلتم حتى الشهادة
بكينا وبكت الأرض عليكم دموعاً
وزغردت حين احتضنتكم السماء
***
* تصويت السوريين مقاومة

غالب قنديل/الشرق الجديد
تتلاقى مجموعة مهمة من الأبعاد والمعاني في استحقاق الانتخابات الرئاسية السورية وما يصاحبه من تطورات وتحولات ميدانية لصالح الجيش العربي السوري في مسيرة استعادة الأمان الوطني للشعب السوري الذي يعاني منذ ثلاث سنوات آلام الحرب والعدوان والإرهاب .
أولا يمثل تصميم الدولة الوطنية السورية على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها على أساس الدستور الجديد تعبيرا عن التمسك بالسيادة والاستقلال وبمقاومة الضغوط والتدخلات الأجنبية التي تستهدف سوريا وخياراتها القومية التحررية منذ امد بعيد وخصوصا منذ انطلاق العدوان الاستعماري الهادف إلى تدمير مقدرات الدولة الوطنية وإلى كسر الإرادة الاستقلالية الحرة لتلك الدولة التي صمدت في وجه أعتى عدوان تتعرض له منذ الاستقلال وجلاء الاحتلال الفرنسي عن ترابها الوطني .
بات معلوما للقاصي والداني ان الولايات المتحدة وشركاءها في الحرب العدوانية وضعوا خطة سياسية للاستيلاء على السلطة في سوريا تتيح تربع مجموعة من المرتبطين بالمخابرات الغربية والإسرائيلية في سدة القرار لنقل سوريا إلى منظومة الدول الخاضعة للحلف الاستعماري الصهيوني في المنطقة وخلال السنوات الثلاث الماضية تركزت جميع جهود حلف العدوان السياسية والعسكرية والاقتصادية على تحقيق هذه الغاية ولذا يشكل إجراء الانتخابات الرئاسية في هذه الظروف صفعة مدوية لحلف العدوان.
ثانيا تجري الانتخابات الرئاسية على أساس تنافسي تعددي ويخوضها ثلاثة مرشحين من بينهم الرئيس بشار الأسد الذي اختار خوض هذه التجربة وقيادة انتقال البلاد إلى جمهورية جديدة ديمقراطية تعددية راسما الطريق الوطني في التحول السياسي والدستوري إلى الحكم الوطني الديمقراطي الذي يناسب التطلعات الشعبية إلى توسيع دوائر الشراكة الوطنية في الحياة العامة على قاعدة الاستقلال والسيادة ومنع التدخلات الاستعمارية .
سعت الولايات المتحدة وقوى العدوان إلى عرقلة هذا المسار الديمقراطي الوطني بالتصعيد العسكري وبالضغوط السياسية التي تواصلت من غير انقطاع على امتداد السنوات الماضية وقد تدحرجت رهاناتها في اكثر من صيغة ومشروع تحت يافطات التفاوض والحل السياسي وصيغة الحكم الانتقالي وثم تراجعت رهاناتها من تدمير الدولة التي صمدت إلى التقسيم واتجهت مؤخرا إلى استراتيجية الاستنزاف بهدف فرض موقع لزمر العملاء في مستقبل سوريا السياسي تحت عباءة الديمقراطية رغم ان تلك الزمر هي التي تهربت من تحدي الاحتكام إلى صناديق الاقتراع منذ اندلاع الأحداث السورية .
ثالثا مشاركة السوريين في هذا الاستحقاق وإقبالهم عليه ستكون تعبيرا عن إرادتهم الحازمة في تبني خيار المقاومة وعن تمسكهم بالسيادة والاستقلال وبالهوية العربية التي ميزت تاريخ الشعب السوري وثقافته على مر الزمن وهي تعبر أيضا عن تمسكهم باسترجاع الأمان لبلدهم الذي دنسته جماعات الإرهاب والتكفير متعددة الجنسيات وعن رفضهم للتطرف وتمسكهم بالوحدة الوطنية للشعب العربي السوري.
المشاركة في الانتخابات بالتصويت في مراكز الاقتراع واختيار أي من المرشحين الثلاثة للرئاسة هي تعبير عن الالتفاف حول الدولة الوطنية والجيش العربي السوري وعن التمسك بمسيرة الخلاص الوطني وبوحدة الأرض والشعب ودعم للتوجه إلى عملية إعادة البناء الوطني في جميع المجالات لإنهاض القوة السورية في المنطقة ولاستعادة مكانة سوريا التي كانت وما تزال مصدر اعتزاز للسوريين جميعا.
الإقبال على الاقتراع في الانتخابات الرئاسية سيكون تتويجا للصمود الشعبي الذي شكل ركنا حاسما في مسيرة الصمود والمقاومة التي قادها الرئيس الأسد وخاضها مع الجيش والشعب وتسنى عبرها إفشال الفصول المنقضية من المخطط الاستعماري لتدمير سوريا وتفتيتها ولأنها تكريس لمعاني السيادة والاستقلال وتثبيت لإرادة المقاومة ولعروبة سوريا وتدشين لمرحلة الديمقراطية التعددية فإن الإقبال على التصويت هو التعبير عن الإيمان بقدرة سوريا على صنع انتصارها الوطني القادم في الأشهر التي ستلي الانتخابات ولا بد من التنويه كذلك بأن التنافس في العملية الانتخابية يفرض على السوريين وعلى الغالبية المؤيدة للرئيس بشار الأسد وزعامته الوطنية المشاركة بأخلاقيات ديمقراطية تقوم على احترام المنافسين الذين تسجل لهم جرأة خوض هذه المنافسة الصعبة وهو ما دعا إليه الرئيس شخصيا لتقديم نموذج جديد ومتقدم في الحياة السياسية السورية .
***
6/5/2014
* مساعد عمر الشيشاني: المحيسني مشروع احتيال

لا تتوقف فضائح «الجهاديين» وداعميهم. الجديد في هذا السياق ما كشف عنه أحد مساعدي عمر الشيشاني. يسرد أبو الوليد المهاجر وقائع لقاءين جمعا بين الشيخ السعودي عبد الله المحيسني والشيشاني، متهماً الأول باستغلال اسم الثاني لجمع الأموال، والاحتيال على الداعمين.
صهيب عنجريني/الاخبار
«المحيسني مشروع احتيال». هكذا عنوَن «الشيخ أبو الوليد المهاجر» سلسلة تغريدات له عبر موقع «تويتر»، اعتبرها «شهادةً» حول الشيخ السعودي عبد الله المحيسني، أحد أبرز عرّابي «جهاديي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية». وأبو الوليد المهاجر، هو أحد مساعدي «الجهادي» الشيشاني الأبرز، والقائد العسكري في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عمر الشيشاني (طورخان باتيرشفلي).
وسرد المهاجر ما قال إنه وقائع لقاء المحيسني بالشيشاني وحيثياته: «بعد دخول المحيسني للشام، وبالتحديد في حلب، اتصل أحد الإخوة، وقال إن الشيخ المحيسني يريد مقابلة شيخنا عمر الشيشاني فرحبت بالأمر وفرحت. حيث إن نفير طلبة العلم كان نادراً فأصبحنا نفرح بأي شخص والله المستعان». ووفقاً للرواية، فقد التقى المهاجر بالمحيسني لمعرفة الغرض من لقائه بالشيشاني، فقال المحيسني إنّ لديه مشروعاً لخدمة «المجاهدين». ويقوم على «جلب آلات من تركيا لتصنيع الذخيرة». وكان المطلوب من الشيشاني «توفير المكان والحماية للمشروع». ودعا المهاجر (ودائماً وفقاً لتغريداته) المحيسني والشيشاني إلى وليمة عشاء تباحثا خلالها في «المشروع». وحرص المحيسني على توثيق اللقاء بصور جمعته مع عمر الشيشاني، بحجة «إغاظة الأعداء»، قبل أن «يتبين أنه استخدم اسم عمر لأمرين: جمع الأموال، وليعطي نفسه الشرعية ويعلي من شأن نفسه، حيث إنه نكرة في الشام وقتها».
وبعد أيام طلب المحيسني لقاءً آخر. وأمر الشيشانيّ المهاجر بإعطائه مقرّاً للآلات المزعومة. وفي الاجتماع «طلب منا الجلوس منفردين أنا وهو وعمر فخاطب عمر بالنظر في بيعة كتيبة المهاجرين للدولة الإسلامية وعدم الاستعجال فيها». كذاك «اتصل (عبد العزيز) الطريفي (أحد أبرز المشايخ السعوديين الداعمين للجهاديين) بعمر الشيشاني. وكلمه 51 دقيقة، نصفها يمدح فيها الشيشاني ويثني عليه. وأما الباقي فكان يحاول إقناعه بترك الدولة (داعش). فقال له عمر أنا عسكري ولست شرعياً، هذا الكلام ناقش فيه الشرعيين. وبعد المكالمة قال لي عمر: هذا الرجل خبيث». ويوضح المهاجر أن الطريفي هو «الآمر الناهي». والمحيسني لا يُقدم الدعم لأي جهة إلا بأمره. ويؤكد أن المحيسني راح يماطل في تلبية طلبات الشيشاني، وعلى رأسها تأمين مضادات طيران. ويؤكد أنه «لم يصل لعمر الشيشاني وكتيبته، ولا للدولة الإسلامية من المحيسني ولا ليرة، سوى 5000 يورو قدمها لمعركة الشيخ سعيد، وكانت هذه مشاركته الوحيدة. ولم نجد منه سوى الكلام المعسول والوعود الكاذبة». وأخيراً يلخص المهاجر حال المحيسني بأنه «يستغل الدعم ليطرح المشاريع (السياسية لتوجيه عمل المسلحين) التي جاء بها معه من الخارج. كل وعوده كانت محاولات لإقناع عمر بالتراجع عن بيعة الدولة (داعش). يسعى لتكون المشاريع مركزية في يده، ليرجع الجميع إليه من الناحية الشرعية والتسليح وغيرها».
«أحرار الشام» أداة استخبارية
ويؤكد المهاجر أنّ «عشاء العمل الجهادي» قد شهد طرح أحد الحاضرين أوراقاً تسلمها من أحد قادة «لواء صقور الشام» تشرح مخططاً جديداً يجري الإعداد له في تركيا تحت رعاية بعض الدول الخليجية. و«تشترك في هذا المخطط جماعات كثيرة، وغايته تقسيم الشام 3 أقسام: قسم أخضر (المجلس العسكري والأركان)، وقسم أصفر (بعض الكتائب الإسلامية)، وأحمر ممثلاً بالدولة الإسلامية». والهدف من المخطط وفقاً للمهاجر، «جمع الجماعات ضد الدولة وطرح مشروع إسلامي بديل لا يخيف الغرب». ويشرح المهاجر أنّ الحاضرين طلبوا من الشاب ذكر أسماء الجماعات المشاركة فطرحها، وكان على رأسها «حركة أحرار الشام» وغيرها. ويؤكد المهاجر أن هذا المخطط «قد نُفِّذ، وهو الجبهة الإسلامية».
* طوبى لشهداء سورية…

شهداء 6 ايار 1916
مصطفى قطبيبانوراما الشرق الاوسط
الذكرى محطة في تاريخ الزمن يقف المرء أمامها مستعيداً ظروف قيامها والآثار التي تركتها، والمعاني التي رسمتها في الأذهان، وما يتوجّب عليه تجاهها، وتكتسب أيّ ذكرى أهميتها من خلال ما ارتبط ويرتبط بها من معان وقيم نبيلة.
وهذا ما ينطبق على ذكرى عظيمة تحلّ اليوم، هي ذكرى شهداء السادس من أيار، ذكرى أعظم مَن في الدنيا وأنبل بني البشر، ذكرى الذين رووا بدمائهم تراب سورية الأرض العربية الطاهرة لتبقى مُحَّررة من رَجس الغزاة والمستعمرين الذين تعاقبوا على احتلالها، ومحاولات إذلال شعبها، ومصادرة إرادته، والهيمنة على مقدراته.
لقد عرف العرب خلال تاريخهم الطويل العديد من الموجات الاستعمارية التي اجتاحت بلادهم في التاريخ الحديث بدءاً من الاستعمار العثماني، مروراً بالاستعمار الأوروبي، وانتهاء بالاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين عام 1948، إلا أنَّ العرب لم يستسلموا للمستعمرين، بل بدؤوا المقاومة منذ أن وطئت أقدام المستعمرين والغزاة أراضيهم، وقدَّموا الكثير من الشهداء على مذبح الحرية والاستقلال.
من المعروف أنه في عام 1916 ثار العرب على الحكم العثماني مطالبين بالحرية والاستقلال، ولهذا أعدمت تركيا آنذاك يوم السادس من أيار من العام المذكور كوكبة من الشهداء مُدعيَةً بأنها عثرت عن طريق الصدفة في دار القنصلية الفرنسية في بيروت على وثائق سرية مهمة ضدها، وأحالت تلك الوثائق إلى ديوان الحاكم العرفي في مدينة عاليه بلبنان الذي أصدر بدوره حكم الإعدام بحق هؤلاء، ونفذ الحكم في دمشق وبيروت بآنٍ واحد، وتقديراً ً لهؤلاء أصبح هذا اليوم عيدا للشهداء.
هذا، وبطبيعة الحال، توالت قوافل الشهداء عبر كفاح الشعب العربي في معظم أقطاره من أجل الحرية والاستقلال، في سورية ومصر وفلسطين والجزائر وليبيا وغيرها من الدول العربية.
ففي سورية تصدى الشهيد البطل يوسف العظمة وزير الحربية السوري آنذاك للجيش الفرنسي الذي زحف إلى دمشق في معركة غير متكافئة بسبب تفوق الجيش الفرنسي عدداً وعُدة على القوات السورية المتواضعة آنذاك وظل يقاتل حتى سقط شهيداً مع 400 من رفاقه، بعد أن كبَّدوا الجيش الفرنسي خسائر بشرية ومادية كبيرة، وبذلك يكون الشهيد يوسف العظمة هو أول من جَسَّد قولاً وعملاً مقاومة الاستعمار الفرنسي ومخطط سايكس ـ بيكو المشهور لاقتسام الوطن العربي بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي.
وهنا تكمن عظمة الشهيد ”العظمة” الذي رفض إنذار الجنرال غورو بالاستسلام وتسريح الجيش السوري والاعتراف بالإنتداب الفرنسي، وخرج لمواجهة الفرنسيين في معركة ميسلون رغم أنه يعرف نتائجها سلفاً، كما أشرنا قبل قليل حول اختلال ميزان القوة لصالح الفرنسيين.
وفي الثورات اللاحقة ضد الفرنسيين في سورية والتي بلغت ثلاثمائة ثورة كما وصفها الجنرال الفرنسي ”ويكان” في كتاب ألفه عن سورية، توالت قوافل الشهداء، ومن أبرز هذه الثورات ثورة الشيخ صالح العلي في الساحل السوري، وثورة ابراهيم هنانو في حلب، وثورة حسن الخراط، والثورة السورية الكبرى بقيادة المرحوم سلطان باشا الأطرش، والثورات الأخرى في حمص وحماة ودير الزور والرقة والقنيطرة وحلب والقلمون ودمشق وغوطتها ودرعا وغيرها.
فما أشبه اليوم بالبارحة… فالسوريون هم السوريون مهما اختلف الزمان وتبدل المكان.
فعيد الشهداء هذا العام يأتي زاخراً بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها الجنود السوريون البواسل في تصديهم للحرب القذرة التي تشنها جبهة العدوان والتآمر على سورية، لمحاولة النيل منها ومن شعبها الصامد، وإخضاعها لتبعية أميركا والغرب بعد أن عجزت طوال عقود طويلة عن تنفيذ مخططاتها وتمرير مشاريعها التقسيمية، ليقف الجيش العربي السوري البطل اليوم كما في السابق سداً منيعاً أمام شرور الأعداء ويقدم الغالي والنفيس في سبيل أن تبقى سورية حرة أبية ورايتها عالية خفاقة.
وما يميز احتفالات الشعب السوري هذا العام بعيد الشهداء هو تعرضه كوطن وشعب وقائد مقاوم وممانع لسلسلة جديدة من المؤامرات التي كانت ولازالت تستهدف وحدته وأمنه واستقراره من جهة، ودوره الوطني والقومي الرائد المدافع عن الحقوق والقضايا العربية والحاضن لحركات التحرر والمقاومة العربية من جهة أخرى، ليقع مدبرو ومنفذو تلك المؤامرات في فخ غبائهم وسذاجتهم كونهم اختاروا المكان الخطأ لنفث حقدهم ولتنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي اعتاد الشعب السوري العظيم على إحباطها والتصدي لها بكل الأساليب والأدوات باذلاً لذلك كل غال ورخيص.
وكما روى شهداء السادس من أيار أرض سورية بدمائهم الزكية مسطرين أروع ملاحم البطولة… يسطر الشهداء الأبرار اليوم ملاحم جديدة من الشجاعة والبطولة فداء لسورية وعزتها، ليؤكدوا من جديد أنهم المثل الأعلى والقدوة الأسمى لكل الباحثين عن الحرية والاستقلال وعزة الأوطان وكرامتها وأنهم المحور الذي يلتف حوله جميع أبناء الشعب السوري الذي أثبت قدرته على مجابهة كل المحن والفتن والصعاب .
لقد كانت الشهادة ولا تزال السلاح الأمضى في مواجهة كل المؤامرات والحروب التي تعرضت سورية على مر التاريخ… السلاح الذي عجز أعداء سورية عن مجابهته والتصدي له رغم كل إمكاناتهم وقدراتهم التكنولوجية ورغم قوتهم الكبيرة التي لا حدود له. وانطلاقاً من ذلك أولت سورية الشهادة والشهداء جل اهتمامها وتقديرها حيث كان اهتمام القائد الخالد حافظ الأسد بهم لا حدود له على قاعدة (أنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) وهو الطريق نفسه الذي سار عليه السيد الرئيس بشار الأسد من تمجيد وتعظيم أولئك الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون وكتبوا بحروف من دم صفحات ناصعة في التاريخ.
إن الشهادة ليست كلمة تقال أو قصصاً تروى بل هي ثقافة ومنهج وفكر وهي منظومة إستراتيجية متكاملة وأحد الخيارات الرئيسية والمفصلية للشعب السوري لمواجهة كل التحديات والمؤامرات وهي خيار يحضر بقوة عند نفاد الخيارات الأخرى لإعادة الحقوق وتحرير الأرض بخاصة في ظل هذا الواقع العربي المتردي جداً من جهة، وأمام هذا التكالب الخارجي على المنطقة من جهة أخرى بغية تفتيتها وتجزئتها مرة جديدة واحتلال دولها بشكل مباشر أو غير مباشر، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً بدءا من فلسطين المحتلة ومرورا بالعراق والسودان وليبيا وانتهاء بمحاولات التآمر الفاشلة على سورية بهدف النيل من وحدتها وأمنها ودورها الوطني والقومي الرائد.
فشهداء السادس من أيار، وكل الشهداء العرب على امتداد الوطن العربي الكبير هم الشعلة المتقدة التي تنير الدرب، وتشحذ الهمم، هم القدوة الحسنة والمنارة المتوهجة والسلف الصالح، علوا فوق المصالح الشخصية والأنانيات الضيقة عندما دعاهم الواجب المقدس، واستعذبوا الموت لتحيا الأمة، وسلكوا درب الشهادة ليكونوا المثل الصالح والقادة الرمز.
ونحن اليوم، وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية، ظروف التجربة والامتحان ظروف المحنة والمعاناة، وفي ظل هذه الهجمة الصهيونية الامبريالية والغزوة الأميركية الظالمة أحوج ما نكون إلى التذكير والاستذكار بأبطالنا العظماء وشهدائنا الميامين، وأن نستمد من مواقفهم وتضحياتهم القوة والمنعة، والصبر والهزيمة، والإيمان والثبات.
فالشعب الذي يملك أبناؤه إرادة الصمود والتصدي، إرادة التضحية والشهادة، هو الشعب الذي يملك حتمية النصر والبقاء، وهكذا هم أبطال الشعب العربي في فلسطين والعراق وفي كل بقعة من بقاع أرضنا المحتلة.
سورية المنذورة دائماً وأبداً للعرب، للأمل للعطاء… هي الوفية لدورها، لرسالتها، لعروبتها، لانتمائها، صحيح أن جراحها الآن كبيرة وأنها بسيوف الأخوة وأن الماء الذي شربوه من أعذب ينابيعنا وأن الخبز الذي نذرناه لهم، وأن الدم الذي سال من أجلهم لم يوقظ شيئاً من كرامتهم، بل أعادوه إلينا غدراً وتآمراً ومحاولة كسر سورية الدور والحضارة والعروبة، فكانت قوافل الشهداء من أجل ما بقي من العروبة، من الأمة…
سورية المنذورة للأمل ، للحياة، للألم، المقيدة بغدر الأشقاء ومن معهم افتدت العرب والعروبة… قدّم أبناؤها أنفسهم قرابين الغد المتجدد… من أجل سورية هذه يطل علينا الثالث من حزيران كاستحقاق دستوري رئاسي، لا ريب أنه مفصلي في تاريخ سورية.
فمن خلال الاستحقاق الدستوري الرئاسي سيبرهن الشعب العربي السوري للعالم أجمع أن سورية باقية تدافع عن أهدافها ووجودها وتاريخها من خلال انتخاب رئيس سوري الهوية والانتماء، مؤمن بسيادتها، مؤمن باستقلالها وعزتها، يحافظ على وحدتها… وحدة أرضها وشعبها، يعيد إليها الأمن والأمان، ويعيد إليها الألق الذي بنته منذ آلاف السنين لتبقى كالطود الشامخ لا تهزه الريح مهما كانت عاتية هوجاء، وستعلم بلاد الدنيا بأجمعها أنها أم الأوطان ودرة البلاد، بل هي تاج على رؤوس الأشهاد.
الثالث من حزيران، يتوجه السوريون إلى صناديق الاقتراع وهم معطرون بدماء الشهداء، مكللون بكبرياء من افتداهم من أجل سورية التي ضحوا من أجلها.
وما يأمله السوريون أن تكون دماء الشهداء قد أزهرت في عيد الشهداء القادم لتبشر بموسم للخير والأمان والاستقرار لسورية الحبيبة وقد اجتازت هذه المحنة بكل قوة وعزيمة، الرحمة والتحية للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والنصر لسورية وشعبها المعطاء المقاوم.
كلمة أخيرة: في ذكرى شهداء السادس من أيار، نستذكر قول أحد الشعراء:
سلام عليكم في أرض السلام
يا من خلعتم رداء الخوف وألقيتموه في ازدراء
ولبستم رداء الموت طوعاً في إباء
وقاتلتم حتى الشهادة
بكينا وبكت الأرض عليكم دموعاً
وزغردت حين احتضنتكم السماء
***
* تصويت السوريين مقاومة

غالب قنديل/الشرق الجديد
تتلاقى مجموعة مهمة من الأبعاد والمعاني في استحقاق الانتخابات الرئاسية السورية وما يصاحبه من تطورات وتحولات ميدانية لصالح الجيش العربي السوري في مسيرة استعادة الأمان الوطني للشعب السوري الذي يعاني منذ ثلاث سنوات آلام الحرب والعدوان والإرهاب .
أولا يمثل تصميم الدولة الوطنية السورية على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها على أساس الدستور الجديد تعبيرا عن التمسك بالسيادة والاستقلال وبمقاومة الضغوط والتدخلات الأجنبية التي تستهدف سوريا وخياراتها القومية التحررية منذ امد بعيد وخصوصا منذ انطلاق العدوان الاستعماري الهادف إلى تدمير مقدرات الدولة الوطنية وإلى كسر الإرادة الاستقلالية الحرة لتلك الدولة التي صمدت في وجه أعتى عدوان تتعرض له منذ الاستقلال وجلاء الاحتلال الفرنسي عن ترابها الوطني .
بات معلوما للقاصي والداني ان الولايات المتحدة وشركاءها في الحرب العدوانية وضعوا خطة سياسية للاستيلاء على السلطة في سوريا تتيح تربع مجموعة من المرتبطين بالمخابرات الغربية والإسرائيلية في سدة القرار لنقل سوريا إلى منظومة الدول الخاضعة للحلف الاستعماري الصهيوني في المنطقة وخلال السنوات الثلاث الماضية تركزت جميع جهود حلف العدوان السياسية والعسكرية والاقتصادية على تحقيق هذه الغاية ولذا يشكل إجراء الانتخابات الرئاسية في هذه الظروف صفعة مدوية لحلف العدوان.
ثانيا تجري الانتخابات الرئاسية على أساس تنافسي تعددي ويخوضها ثلاثة مرشحين من بينهم الرئيس بشار الأسد الذي اختار خوض هذه التجربة وقيادة انتقال البلاد إلى جمهورية جديدة ديمقراطية تعددية راسما الطريق الوطني في التحول السياسي والدستوري إلى الحكم الوطني الديمقراطي الذي يناسب التطلعات الشعبية إلى توسيع دوائر الشراكة الوطنية في الحياة العامة على قاعدة الاستقلال والسيادة ومنع التدخلات الاستعمارية .
سعت الولايات المتحدة وقوى العدوان إلى عرقلة هذا المسار الديمقراطي الوطني بالتصعيد العسكري وبالضغوط السياسية التي تواصلت من غير انقطاع على امتداد السنوات الماضية وقد تدحرجت رهاناتها في اكثر من صيغة ومشروع تحت يافطات التفاوض والحل السياسي وصيغة الحكم الانتقالي وثم تراجعت رهاناتها من تدمير الدولة التي صمدت إلى التقسيم واتجهت مؤخرا إلى استراتيجية الاستنزاف بهدف فرض موقع لزمر العملاء في مستقبل سوريا السياسي تحت عباءة الديمقراطية رغم ان تلك الزمر هي التي تهربت من تحدي الاحتكام إلى صناديق الاقتراع منذ اندلاع الأحداث السورية .
ثالثا مشاركة السوريين في هذا الاستحقاق وإقبالهم عليه ستكون تعبيرا عن إرادتهم الحازمة في تبني خيار المقاومة وعن تمسكهم بالسيادة والاستقلال وبالهوية العربية التي ميزت تاريخ الشعب السوري وثقافته على مر الزمن وهي تعبر أيضا عن تمسكهم باسترجاع الأمان لبلدهم الذي دنسته جماعات الإرهاب والتكفير متعددة الجنسيات وعن رفضهم للتطرف وتمسكهم بالوحدة الوطنية للشعب العربي السوري.
المشاركة في الانتخابات بالتصويت في مراكز الاقتراع واختيار أي من المرشحين الثلاثة للرئاسة هي تعبير عن الالتفاف حول الدولة الوطنية والجيش العربي السوري وعن التمسك بمسيرة الخلاص الوطني وبوحدة الأرض والشعب ودعم للتوجه إلى عملية إعادة البناء الوطني في جميع المجالات لإنهاض القوة السورية في المنطقة ولاستعادة مكانة سوريا التي كانت وما تزال مصدر اعتزاز للسوريين جميعا.
الإقبال على الاقتراع في الانتخابات الرئاسية سيكون تتويجا للصمود الشعبي الذي شكل ركنا حاسما في مسيرة الصمود والمقاومة التي قادها الرئيس الأسد وخاضها مع الجيش والشعب وتسنى عبرها إفشال الفصول المنقضية من المخطط الاستعماري لتدمير سوريا وتفتيتها ولأنها تكريس لمعاني السيادة والاستقلال وتثبيت لإرادة المقاومة ولعروبة سوريا وتدشين لمرحلة الديمقراطية التعددية فإن الإقبال على التصويت هو التعبير عن الإيمان بقدرة سوريا على صنع انتصارها الوطني القادم في الأشهر التي ستلي الانتخابات ولا بد من التنويه كذلك بأن التنافس في العملية الانتخابية يفرض على السوريين وعلى الغالبية المؤيدة للرئيس بشار الأسد وزعامته الوطنية المشاركة بأخلاقيات ديمقراطية تقوم على احترام المنافسين الذين تسجل لهم جرأة خوض هذه المنافسة الصعبة وهو ما دعا إليه الرئيس شخصيا لتقديم نموذج جديد ومتقدم في الحياة السياسية السورية .
***
6/5/2014
* مساعد عمر الشيشاني: المحيسني مشروع احتيال

لا تتوقف فضائح «الجهاديين» وداعميهم. الجديد في هذا السياق ما كشف عنه أحد مساعدي عمر الشيشاني. يسرد أبو الوليد المهاجر وقائع لقاءين جمعا بين الشيخ السعودي عبد الله المحيسني والشيشاني، متهماً الأول باستغلال اسم الثاني لجمع الأموال، والاحتيال على الداعمين.
صهيب عنجريني/الاخبار
«المحيسني مشروع احتيال». هكذا عنوَن «الشيخ أبو الوليد المهاجر» سلسلة تغريدات له عبر موقع «تويتر»، اعتبرها «شهادةً» حول الشيخ السعودي عبد الله المحيسني، أحد أبرز عرّابي «جهاديي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية». وأبو الوليد المهاجر، هو أحد مساعدي «الجهادي» الشيشاني الأبرز، والقائد العسكري في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عمر الشيشاني (طورخان باتيرشفلي).
وسرد المهاجر ما قال إنه وقائع لقاء المحيسني بالشيشاني وحيثياته: «بعد دخول المحيسني للشام، وبالتحديد في حلب، اتصل أحد الإخوة، وقال إن الشيخ المحيسني يريد مقابلة شيخنا عمر الشيشاني فرحبت بالأمر وفرحت. حيث إن نفير طلبة العلم كان نادراً فأصبحنا نفرح بأي شخص والله المستعان». ووفقاً للرواية، فقد التقى المهاجر بالمحيسني لمعرفة الغرض من لقائه بالشيشاني، فقال المحيسني إنّ لديه مشروعاً لخدمة «المجاهدين». ويقوم على «جلب آلات من تركيا لتصنيع الذخيرة». وكان المطلوب من الشيشاني «توفير المكان والحماية للمشروع». ودعا المهاجر (ودائماً وفقاً لتغريداته) المحيسني والشيشاني إلى وليمة عشاء تباحثا خلالها في «المشروع». وحرص المحيسني على توثيق اللقاء بصور جمعته مع عمر الشيشاني، بحجة «إغاظة الأعداء»، قبل أن «يتبين أنه استخدم اسم عمر لأمرين: جمع الأموال، وليعطي نفسه الشرعية ويعلي من شأن نفسه، حيث إنه نكرة في الشام وقتها».
وبعد أيام طلب المحيسني لقاءً آخر. وأمر الشيشانيّ المهاجر بإعطائه مقرّاً للآلات المزعومة. وفي الاجتماع «طلب منا الجلوس منفردين أنا وهو وعمر فخاطب عمر بالنظر في بيعة كتيبة المهاجرين للدولة الإسلامية وعدم الاستعجال فيها». كذاك «اتصل (عبد العزيز) الطريفي (أحد أبرز المشايخ السعوديين الداعمين للجهاديين) بعمر الشيشاني. وكلمه 51 دقيقة، نصفها يمدح فيها الشيشاني ويثني عليه. وأما الباقي فكان يحاول إقناعه بترك الدولة (داعش). فقال له عمر أنا عسكري ولست شرعياً، هذا الكلام ناقش فيه الشرعيين. وبعد المكالمة قال لي عمر: هذا الرجل خبيث». ويوضح المهاجر أن الطريفي هو «الآمر الناهي». والمحيسني لا يُقدم الدعم لأي جهة إلا بأمره. ويؤكد أن المحيسني راح يماطل في تلبية طلبات الشيشاني، وعلى رأسها تأمين مضادات طيران. ويؤكد أنه «لم يصل لعمر الشيشاني وكتيبته، ولا للدولة الإسلامية من المحيسني ولا ليرة، سوى 5000 يورو قدمها لمعركة الشيخ سعيد، وكانت هذه مشاركته الوحيدة. ولم نجد منه سوى الكلام المعسول والوعود الكاذبة». وأخيراً يلخص المهاجر حال المحيسني بأنه «يستغل الدعم ليطرح المشاريع (السياسية لتوجيه عمل المسلحين) التي جاء بها معه من الخارج. كل وعوده كانت محاولات لإقناع عمر بالتراجع عن بيعة الدولة (داعش). يسعى لتكون المشاريع مركزية في يده، ليرجع الجميع إليه من الناحية الشرعية والتسليح وغيرها».
«أحرار الشام» أداة استخبارية
ويؤكد المهاجر أنّ «عشاء العمل الجهادي» قد شهد طرح أحد الحاضرين أوراقاً تسلمها من أحد قادة «لواء صقور الشام» تشرح مخططاً جديداً يجري الإعداد له في تركيا تحت رعاية بعض الدول الخليجية. و«تشترك في هذا المخطط جماعات كثيرة، وغايته تقسيم الشام 3 أقسام: قسم أخضر (المجلس العسكري والأركان)، وقسم أصفر (بعض الكتائب الإسلامية)، وأحمر ممثلاً بالدولة الإسلامية». والهدف من المخطط وفقاً للمهاجر، «جمع الجماعات ضد الدولة وطرح مشروع إسلامي بديل لا يخيف الغرب». ويشرح المهاجر أنّ الحاضرين طلبوا من الشاب ذكر أسماء الجماعات المشاركة فطرحها، وكان على رأسها «حركة أحرار الشام» وغيرها. ويؤكد المهاجر أن هذا المخطط «قد نُفِّذ، وهو الجبهة الإسلامية».
تعليق